Professional Documents
Culture Documents
الزء الول
الفصل الول
يــا ال
{ يسأله من ف السموات والرض كل يوم هو ف شأن } :إذا اضطرب البحر وهاج الوج وهبت الريح
العاصف ،نادى أصحاب السفينة :يا ال.
إذا ضل الادي ف الصحراء ومال الركب عن الطريق وحارت القافلة ف السي ،نادوا :يا ال.
إذا وقعت الصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ،نادى الصاب النكوب :يا ال.
إذا أوصدت البواب أمام الطلب ،وأسدلت الستور ف وجوه السائلي ،صاحوا :يا ال.
إذا بارت اليل وضاقت السبل وانتهت المال وتقطعت البال ،نادوا :يا ال.
إذا ضاقت عليك الرض با رحبت وضاقت عليك نفسك با حلت ،فاهتفت :يا ال.
ولقد ذكرتك والطوب كوال *** سود ووجه الدهر أغب قات
فهتفت ف السحار باسك صارخا **** فإذا ميا كل فجر باسم
إليه يصعد الكلم الطيب ،والدعاء الالص ،والاتف الصادق ،والدمع البيء ،والتفجع الواله.
إليه تد الكف ف السحار ،واليادي ف الاجات ،والعي ف اللقات ،والسئلة ف الوادث.
باسه تشدو اللسن وتستغيث وتلهج وتنادي ،وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الرواح ،وتدأ الشاعر وتبد
العصاب ،ويثوب الرشد ،ويستقر اليقي { ،ال لطيف بعباده }
ال :
أحسن الساء وأجل الروف ،وأصدق العبارات وأثن الكلمات { ،هل تعلم له سيا }
ال :
فإذا الغن والبقاء ،والقوة والنصرة ،والعز والقدرة والكمة { ،لن اللك اليوم ل الواحد القهار }
ال:
فإذا اللطف والعناية ،والغوث والدد ،والود والحسان { ،ومابكم من نعمة فمن ل }
ال :
اللل والعظمة ،واليبة والبوت.
مهما رشفنا ف جللك أحرفا *** قدسية تشدو با الرواح
فلنت أعظم والعان كلها *** يارب عند جللكم تنداح
اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة ،وجزاء الزن سرورا ،وعند الوف أمنا.
اللهم أبرد لعج القلب بثلج اليقي ،وأطفىء جر الرواح باء اليان.
يا رب ،ألق على العيون الساهرة نعاسة امنة منك ،وعلى النفوس الضطربة سكينة ،وأثبها فتحا قريبا.
يا رب اهد حيارى البصائر إل نورك ،وضلل الناهج إل صراطك ،والزائغي عن السبيل إل هداك.
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ،وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الق ،ورد كيد الشيطان بدد
من جنود عونك مسومي .اللهم أذهب عنا الزن ،وأزل عنا الم ،واطرد من نفوسنا القلق.
نعوذ بك من الوف إل منك ،والركون إل إليك ،والتوكل إل عليك ،والسؤال إل منك ،والستعانة إل
بك ،أنت ولينا ،نعم الول ونعم النصي.
فكر واشكر
العن أن تذكر نعم ال عليك فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تت قدميك { وان تعدوا نعم ال ل تصوها }
صحة ف بدن ،أمن ف وطن ،غذاء وكساء ،وهواء وماء ،لديك الدنيا وأنت ما تشعر ،تلك الياة وأنت ل
تعلم { واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } عندك عينان ،ولسان وشففان ،ويدان ورجلن { فبأي الء
ربكما تكذبان } هل هي مسئلة سهلة أن تشي على قدميك ،وقد بترت أقدام؟! وأن تعتمد على ساقيك ،
وقد قطعت سوق؟! أحقي أن تنام ملء عينيك وقد أطار الل نوم الكثي؟! وأن تل معدتك من الطعام الشهي
وأن تكرع من الاء البارد وهناك من عكر عليه الطعام ،ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام؟! تفكر ف
سعك وقد عوفيت من الصمم ،وتأمل ف نظرك وقد سلمت من العمى ،وانظرإل جلدك وقد نوت من
البص والذام ،والح عقلك وقد أنعم عليك بضوره ول تفجع بالنون والذهول .
أتريد ف بصرك وحده كجبل أحد ذهبا ؟! أتب بيع سعك وزن ثهلن فضة؟! هل تشتري قصور الزهراء
بلسانك فتكون أبكم؟! هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع؟! إنك ف نعما عميمة
وأفضال جسيمة ،ولكنك ل تدري ،تعيش مهموما مغموما حزينا كئيب! وعندك البز الدافء ،والاء
البارد ،والنوم الانء ،والعافية الوارفة ،تتفكر ف الفقود ول تشكر الوجود ،تنعج من خسارة مالية
وعندك مفتاح السعادة ،ومن اطي مقنطرة من الي والواهب والنعم والشياء ،فكر واشكر { وف انفسكم
افل تبصرون } فكر ف نفسك ،وأهلك ،وبيتك ،وعملك ،وعا فيتك ،وأصدقائك ،والدنيا من حولك {
يعرفون نعمة ال ث ينكرونا }
ما مضى فات
تذكر الاضي والتفاعل معه واستحضاره ،والزن لاسيه حق وجنون ،وقتل للرادة وتبديد للحياة الاضرة.
ان ملف الاضي عند العقلء يطوى ول يروى ،يغلق عليه أبدا ف زنزانة النسيان ،يقيد ببال قوية ف سجن
الهال فل يرج أبدا ،ويوصد عليه فل يرى النور ،لنه مضى وانتهى ،ل الزن يعيده ،ل الم يصلحه ،ل
الغم يصححه ،ل الكدر يييه ،لنه عدم ،ل تعش ف كابوس الاضي وتت مظلة الفائت ،أنقذ نفسك من
شبح الاضي ،أتريد أن ترد النهر إل مصبه ،والشمس إل مطلعها ،والطفل إل بطن أمه ،واللب إل الثدي ،
والدمعة إل العي ،إن تفاعلك مع الاضي ،وقلقك منه واحتراقك بناره ،وانطراحك على أعتابه وضع
مأساوي رهيب ميف مفزع.
القراءة ف دفتر الاضي ضياع للحاضر ،وتزيق للجهد ،ونسف للساعة الراهنة ،ذكر ال المم وما فعلت ث
قال { :تلك امة قد خلت } انتهى المر وقضي ،ول طائل من تشريح جثة الزمان ،وإعادة عجلة التا ريخ.
إن الذي يعود للماضي ،كالذي يطحن الطحي وهو مطحون أصل ،وكالذي ينشر نشارة الشب .وقديا
قالوا لن يبكي على الاضي :ل ترج الموات من قبورهم ،وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنم
قالوا للحمار ل ل تتر؟ قال :أكره الكذب.
إن بلءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل باضينا ،نمل قصورنا الميلة ،ونندب الطلل البالية ،ولئن
اجتمعت النس والن على إعادة ما مضى لا استطاعوا لن هذا هو الحال بعينه.
إن الناس ل ينظرون إل الوراء ول يلتفتون إل اللف ،لن الريح تتجه إل المام والاء ينحدر إل المام
والقافلة تسي إل المام ،فل تالف سنة الياة.
يومك يومك
إذا أصبحت فل تنتظر الساء ،اليوم فحسب ستعيش ،فل أمس الذي ذهب بيه وشره ،ول الغد الذي ل
يات إل الن .اليوم الذي أظلتك شسه ،وأدركك ناره هو يومك فحسب ،عمرك يوم واحد ،فاجعل ف
خلدك العيش لذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتوت فيه حينها ل تتعثر حياتك بي هاجس الاضي وهه وغمه ،
وبي توقع الستقبل وشبحه الخيف وزحفه الرعب ،لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك
وجدك ،فلهذا اليوم لبد أن تقدم صلة خاشعة وتلوة بتدبر واطلعا بتأمل ،وذكرا بضور ،واتزانا ف
المور ،وحسنا ف خلق ،ورضا بالقسوم ،واهتماما بالظهر ،واعتناء بالسم ،ونفعا للخرين.
لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتعل من دقائقه سنوات ،ومن ثوانيه شهور ،تزرع فيه الي ،
تسدي فيه الميل ،تستغفر فيه من الذنب ،تذكر فيه الرب ،تتهيا للرحيل ،تعيش هذا اليوم فرحا وسرورا ،
وأمنا وسكينة ،ترضى فيه برزقك ،بزوجتك ،بأطفالك بوظيفتك ،ببيتك ،بعلمك ،بستواك { فخذ ما
اتيتك وكن من الشاكرين } تعيش هذا اليوم بل حزن ول انزعاج ،ول سخط ول حقد ،ول حسد .إن
عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تعلها أيضا على مكتبك تقول العبارة ( :يومك يومك) .إذا
أكلت خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يضرك خبز المس الاف الرديء ،أو خبز غد الغائب النتظر.
إذا شربت ماء عذبا زلل هذا اليوم ،فلماذا تزن من ماء أمس اللح الجاج ،أو تتم لاء غدا السن الار.
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولذية صارمة عارمة لخضعتها لنظرية :لن أعيش إل هذا اليوم .حينها
تستغل كل لظة ف هذا اليوم ف بناء كيانك وتنمية مواهبك ،وتزكية عملك ،فتقول :لليوم فقط أهذب
ألفاظي فل أنطق هجرا أو فحشا ،أو سبا ،أو غيبة ،لليوم فقط سوف أرتب بيت ومكتبت ،فل ارتباك ول
بعثرة ،وإنا نظام ورتابة .لليوم فقط سوف أعيش فأعتن بنظافة جسمي ،وتسي مظهري والهتمام بندامي ،
والتزان ف مشيت وكلمي وحركات.
لليوم فقط سأعيش فأجتهد ف طاعة رب ،وتأدية صلت على أكمل وجه ،والتزود بالنوافل ،وتعاهد مصحفي
،والنظر ف كتب ،وحفظ فائدة ،ومطالعة كتاب نافع.
لليوم فقط سأعيش فأغرس ف قلب الفضيلة وأجتث منه شجرة الشر بغصونا الشائكة من كب وعجب ورياء
وحسد وحقد وغل وسوء ظن لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الخرين ،وأسدي الميل إل الغي ،أعود
مريضا ،أشيع جنازة ،أدل حيان ،أطعم جائعا ،أفرج عن مكروب ،أقف مع مظلوم ،أشفع لضعيف ،
أواسي منكوبا ،اكرم عالا ،أرحم صغيا ،أجل كبيا.
لليوم فقط سأعيش فيا ماض ذهب وانتهى اغرب كشمسك ،فلن أبكي عليك ولن تران أقف لتذكرك
لظة ،لنك تركتنا وهجرتنا وارتلت عنا ولن تعود إلينا أبد البدين.
ويا مستقبل أنت ف عال الغيب فلن أتعامل مع الحلم ،ولن أبيع نفسي مع الوهام ولن أتعجل ميلد مفقود ،
لن غدا ل شيء لنه ل يلق ولنه ل يكن مذكورا.
يومك يومك أيها النسان أروع كلمة ف قاموس السعادة لن أراد الياة ف أبى صورها وأجل حللها.
اترك الستقبل حت يات
{ اتى امر ال فل تستعجلوه } ل تستبق الحداث ،أتريد إجهاض المل قبل تامه ،وقطف الثمرة قبل
النضج ،إن غدامفقود ل حقيقة له ،ليس له وجود ،ولطعم ،ول لون ،فلماذا نشغل أنفسنا به ،ونتوجس
من مصائبه ،ونتم لوادثه ،نتوقع كوارثه ،ول ندري هل يال بيننا وبينه ،أو نلقاه ،فإذا هو سرور
وحبور ،الهم أنه ف عال الغيب ل يصل إل الرض بعد ،إن علينا أن ل نعب جسراحت نأتيه ،ومن يدري؟
لعلنا نقف قبل وصول السر ،أو لعل السر ينهار قبل وصولنا ،وربا وصلنا السر ومررنا عليه بسلم.
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكي ف الستقبل وفتح كتاب الغيب ث الكتواء بالزعجات التوقعة مقوت
شرعا ،لنه طول أمل ،ومذموم عقل ،لنه مصارعة للظل .إن كثيا من هذا العال يتوقع ف مستقبله الوع
العري والرض والفقر والصائب ،وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان { الشيطان يعدكم الفقر ويامركم
باالفحشاء وال يعدكم مغفرة منه وفضل } كثي هم الذين يبكون ،لنم سوف يوعون غدا ،وسوف
يرضون بعد سنة ،وسوف ينتهي العال بعد مائة عام .إن الذي عمره ف يد غيه ل ينبغي له أن يراهن على
العدم ،والذي ل يدري مت يوت ل يوز له الشتغال بشيء مفقود ل حقيقة له.
اترك غدا حت ياتيك ،ل تسأل عن أخباره ،ل تنتظر زحوفه ،لنك مشغول باليوم.
وان تعجب فعجب هؤلء يقترضون الم نقدا ليقضوه نسيئة ف يوم ل تشرق شسه ول ير النور ،فحذار من
طول المل
الرقعاء السخفاء ستوا الالق الرازق جل ف عله ،وشتموا الواحد الحد ل إله إل هو ،فماذا أتوقع أنا وأنت
ونن أهل اليف والطأ ،إنك سوف تواجه ف حياتك حربا! ضروسا ل هوادة فيها من النقد الث الر ،ومن
التحطيم الدروس القصود ،ومن الهانة التعمدة مادام أنك تعطي وتبن وتؤثر وتسطع وتلمع ،ولن يسكت
هؤلء عنك حت تتخذ نفقا ف الرض أو سلما ف السماء فتفر من هؤلء ،أما وأنت بي أظهرهم فانتظر منهم
ما يسوؤك ويبكي عينك ،ويدمي مقلتك ،ويقض مضجعك.
إن الالس على الرض ل يسقط ،والناس ل يرفسون كلبا ميتا ،لكنهم يغضبون عليك لنك فقتهم صلحا ،
أو علما ،أو أدبا ،أو مال ،فأنت عندهم مذنب ل توبة لك حت تترك مواهبك ونعم ال عليك ،وتنخلع من
كل صفات المد ،وتنسلخ من كل معان النبل ،وتبقى بليدا!غبيا صفرا مطما ،مكدودا ،هذا ما يريدون
بالضبط.
اذا فاصمد لكلم هؤلء ونقدهم وتشويههم وتقيهم "أثبت أحد" وكن كالصخرة الصامتة الهيبة تتكسر
عليها حبات البد لتثبت وجودها وقدرتا على البقاء .إنك إن أصغيت لكلم هؤلء وتفاعلت به حققت
أمنيتهم الغالية ف تعكي حياتك وتكدير عمرك ،ال فاصفح الصفح الميل ،أل فأعرض عنهم ول تك ف
ضيق ما يكرون .إن نقدهم السخيف ترجة مترمة لك ،وبقدر وزنك يكون النقد الث الفتعل.
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتنيهم
بتجافيك لم ،وإهالك لشأنم ،وإطراحك لقوالم! { .قل موتوا بغيظكم } بل تستطيع أن تصب ف
أفواههم الردل بزيادة فضائلك وتربية ماسنك وتقوي اعوجاجك.
إن كنت تريد أن تكون مقبول عند الميع ،مبوبا لدى الكل ،سليما من العيوب عند العال ،فقد طلبت
مستحيل وأملت أمل بعيدا.
خلق ال العباد ليذكروه ورزق ال الليقة ليشكروه ،فعبد الكثي غيه ،وشكر الغالب سواه ،لن طبيعة
الحود والنكران والفاء وكفران النعم غالبة على النفوس ،فل تصدم إذا وجدت هؤلء قد كفروا جيلك ،
وأحرقوا إحسانك ،ونسوا معروفك ،بل ربا ناصبوك العداء ،ورموك بنجنيق القد الدفي ،ل لشيء إل
لنك أحسنت إليهم { وما نقموا ال ان اغناهم ال ورسوله من فضله } وطالع سجل العال الشهود ،فإذا ف
فصوله قصة أب رب ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه ،وأدبه ،وعلمه ،سهر لينام ،وجاع ليشبع ،وتعب
ليتاح ،فلما طرشارب هذا البن وقوي ساعده ،أصبح لوالده كالكلب العقور ،استخفافا ،ازدراء ،مقتا ،
عقوقا صارخا ،عذابا وبيل.
أل فليهدأ الذين احترقت أوراق جيلهم عند منكوسي الفطر ،ومطمي الرادات ،وليهنأوا بعوض الثوبة عند
من ل تنفذ خزائنه.
إن هذا الطاب الار ل يدعوك لترك الميل ،وعدم الحسان للغي ،وإنا يوطنك على انتظار الحود ،
والتنكر لذا الميل والحسان ،فل تبتئس با كانوا يصنعون.
اعمل الي لوجه ال ،لنك الفائز على كل حال ،ث ل يضر غمط من غمطه ،ول جحود من جحده ،
واحد ال لنك الحسن ،وهو السيء واليد العليا خي من اليد السفلى { انا نطعمكم لوجه ال لنريد منكم
جزاء ولشكورا } وقد ذهل كثي من العقلء من جبلة الحود عند الغوغاء ،وكأنم ما سعوا الوحي الليل
وهو ينعي على الصنف عتؤه وترده { مر كان ل يدعنا ال ضر مسه } ل تفاجأ إذا أهديت بليدا قلما فكتب به
هجاءك ،أو منحت جافيا عصا يتوكأ عليها ويهش با على غنمه ،فشج با رأسك ،هذا هو الصل عند هذه
البشرية الحنطة ف كفن الحود مع باريها جل ف عله ،فكيف با معي ومعك.
الميل كاسه ،والعروف كرسه ،والي كطعمه .أول الستفيدين من إسعاد الناس هم التفضلون بذا
السعاد ،ينون ثرته عاجل ف نفوسهم ،وأخلقهم ،وضمائرهم ،فيجدون النشراح والنبساط ،والدوء
والسكينة.
فإذا طاف بك طائف من هئم أو أل بك غم فامنح غيك معروفا واسد له جيل تد الفرج والراحة .اعط مرومأ
،انصر مظلومأ ،أنقذ مكروبا ،أطعم جائعأ ،عد مريضأ ،أعن منكوبا ،تد السعادة تغمرك من بي يديك
ومن خلفك.
إن فعل الي كالسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه ،وعوائد الي النفسية عقاقي مباركة تصرف ف صيدلية
الذي عمرت قلوبم بالب وا لحسان.
ان توزيع البسمات الشرقة على فقراء الخلق صدقة جارية ف عال القيم ( ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق )
وإن عبوس الوجه إعلن حرب ضروس على الخرين ل يعلم قيامها إل علم الغيوب.
شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثرت دخول جنة عرضها السموات والرض لن صاحب الثواب غفور
شكور جيل ،يب الميل ،غن حيد.
يا من تددهم كوابيس الشقاء والفزع والوف هلموا إل بستان العروف وتشاغلوا بالغي ،عطاء وضيافة
ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعمأ ولونأ وذوقأ { وما لحد عنده من نعمة تزى ال ابتغاء وجه
ربه العلى ولسوف يرضى }
الفارغون ف الياة هم أهل الراجيف والشائعات لن أذهانم موزعة { رضوا بان يكونوا مع الوالف } إن
أخطر حالت الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة السرعة ف اندار بل سائق تنح ذات اليمي
وذات الشمال.
يوم تد ف حياتك فراعا فتهيا حينها للهم والغم والفزع ،لن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الاضي
والاضر والستقبل من أدراج الياة فيجعلك ف أمر مريج ،ونصيحت لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة
بدل من هذا السترخاء القاتل لنه وأد خفي ،وانتحار بكبسول مسكن.
إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يارس ف سجون الصي بوضع السجي تت أنبوب يقطر كل دقيقة
قطرة ،وف فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجي بالنون.
الراحة غفلة ،والفراغ لص مترف ،وعقلك هو فريسة مزقة لذه الروب الوهية.
اذا قم الن صل أو اقرأ ،أو سبح ،أو طالع ،أو اكتب ،أو رتب مكتبك ،أو أصلح بيتك ،أو انفع غيك
حت تقضي على الفراغ وإن لك من الناصحي.
اذبح الفراغ بسكي العمل ،ويضمن لك أطباء العال %50من السعادة مقابل هذا الجراء الطارىء فحسب
،انظر إل الفلحي والبازين والبناءين يغردون بالناشيد كالعصافي ف سعادة وراحة وأنت على فراشك
تسح دموعك وتضطرب لنك ملدوغ.
الفصل الثان
ل تكن إمعة
لتتقمص شخصية غيك ولتذب ف الخرين .إن هذا هو العذاب الدائم ،وكثي هم الذين ينسون أنفسهم
وأصواتم وحركاتم ،وكلمهم ،ومواهبهم ،وظروفهم ،لينصهروا ف شخصيات الخرين ،فإذا التكلف
والصلف ،والحتراق ،والعدام للكيان وللذات.
من ادم إل اخر الليقة ل يتفق اثنان ف صورة واحدة ،فلماذا يتفقون ف الواهب والخلق.
أنت شيء اخر ل يسبق لك ف التاريخ هثال ولن يات مثلك ف الدنيا شبيه.
أنت متلف تامأ عن زيد وعمرو فل تشر نفسك ف سرداب التقليد والحاكاة والذوبان.
انطلق على هيئتك وسجيتك { قد علم كل اناس مشربم } { ،ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا اليات }
عش كما خلقت ل تغي صوتك ،لتبدل نبتك ،لتالف مشيتك ،هذب نفسك بالوحي ،ولكن ل تلغي
وجودك وتقتل استقللك.
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ،لنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا
("ل يكن أحدكم إمعة").
إن الناس ف طبائعهم أشبه بعال الشجار :حلو وحامض ،وطويل وقصي ،وهكذا فليكونوا .فإن كنت كالوز
فل تتحول إل سفرجل ،لن جالك وقيمتك أن تكون موزأ ،إن اختلف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا
اية من ايات الباري فل تحد اياته.
قضاء وقدر
{ ما اصاب من مصيبة ف الرض ول ف انفسكم ال ف كتاب من قبل ان نباها } ،جف القلم ،رفعت
الصحف ،قضي المر ،كتبت القادير { ،لن يصيبنا ال ما كتب ال لنا } ،ما أصابك ل يكن ليخطأك ،وما
أخطأك ل يكن ليصيبك.
إن هذه العقيدة إذا رسخت ف نفسك وقرت ف ضميك صارت البلية عطية ،والحنة منحة ،وكل الوقائع
جوائز وأوسة ("ومن يرد ال به خيأيصب منه )" فل يصيبك قلق من مرض أو موت ابن ،أو خسارة مالية ،
أو احتراق بيت ،فإن الباري قد قدر والقضاء قد حل ،والختيار هكذا ،والية ل ،والجر حصل ،
والذنب كفر.
هنيئأ لهل الصائب صبهم ورضاهم عن الخذ ،العطي ،القابض ،الباسط { ،ل يسئل عما يفعل وهم
يسئلون }
ولن تدأ أعصابك وتسكن بلبل نفسك ،وتذهب وساوس صدرك حت تؤمن بالقضاء والقدر ،جف القلم با
أنت له فل تذهب نفسك
حسرات ،ل تظن أنه كان بوسعك إيقاف الدار أن ينهار ،وحبس الاء أن ينسكب ،ومنع الريح أن تب ،
وحفظ الزجاج أن ينكسر ،هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك ،وسوف يقع القدور ،وينفذ القضاء ،
ويل التكوب { فعسى ال ان ياتى بالفتح او امر من عنده }
استسلم للقدر قبل أن تطوق بيش السخط والتذمر والعويل ،اعترف بالقضاء قبل أن يدهك سيل الندم ،اذا
فليهدا بالك إذا فعلت السباب ،وبذلت اليل ،ث وقع ما كنت تذر ،فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع ،
ول تقل ("لو أن فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ،ولكن قل :قدر ال وما شاء فعل ").
{ ان مع العسر يسرا }
يا إنسان بعد الوع شبع ،وبعد الظمأ ري ،وبعد السهر نوم ،وبعد الرض عافية ،سوف يصل الغائب ،
ويهتدي الضال ،ويفك العان ،وينقشع الظلم { فعسى ال ان يات بالفتح او امر من عنده } بشر الليل
بصبح صادق يطارده على رؤوس البال ،ومسارب الودية ،بشر الهموم بفرج مفاجىء يصل ف سرعة
الضوء ،ولح البصر ،بشر النكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة.
إذا رأيت الصحراء تتد وتتد ،فاعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة الظلل.
إذا رأيت البل يشتد ويشتد ،فاعلم أنه سوف ينقطع.
مع الدمعة بسمة ،ومع الوف أمن ،ومع الفزع سكينة ،النار ل ترق إبراهيم التوحيد ،لن الرعاية الربانية
فتحت نافذة { بردا وسلما } البحر ل يغرق كليم الرحن ،لن الصوت القوي الصادق نطق بـ { كل ان
معي رب سيهدين } العصوم ف الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا فنل المن والفتح والسكينة.
إن عبيد ساعاتم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتة ل يرون إل النكد والضيق والتعاسة ،لنم ل ينظرون إل إل
جدار الغرفة وباب الدار فحسب .أل فليمدوا أبصارهم وراء الجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إل ما وراء
السوار.
اذا فل تضق ذرعأ فمن الحال دوام الال ،وأفضل العبادة انتظار الفرج ،اليام دول ،والدهر قلب ،
والليال حبال ،والغيب مستور ،والكيم كل يوم هو ف شأن ،ولعل ال يدث بعد ذلك أمرأ ،وان مع
العسر يسرأ.
الذكي الريب يول السائر إل أرباح ،والاهل الرعديد يعل الصيبة مصيبتي .
طرد الرسول صلى ال عليه وسلم من مكة فأقام ف الدينة ،دولة ملت سع التاريخ وبصره.
سجن أحد بن حنبل وجلد ،فصار إمام السنة ،وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علما جا ،ووضع
السرخسي ف قعر بئر معطلة فأخرج عشرين ملدا ف الفقه ،وأقعد ابن الثي فصتف جامع الصول والنهاية
من أشهر وأنفع كتب الديث ،ونفي ابن الوزي من بغداد ،فجود القراءات السبع ،وأصابت حى الوت
مالك بن الريب فأرسل للعالي قصيدته الرائعة الذائعة الت تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية ،ومات أبناء
أب ذوئيب الذل فرثاهم بإلياذة أنصت لا الدهر ،وذهل منها المهور ،وصفق لا التاريخ.
إذا داهتك داهية فانظر ف الانب الشرق منها ،وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من
سكر ،وإذا أهدى لك ثعبانا فخذ جلده الثمي واترك باقيه ،وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقي ومناعة
حصينة ضد سم اليات .تكيف ف ظرفك القاسي ،لتخرج لنا منه زهرا ووردا وياسينا { وعسى ان تكرهوا
شيئا وهو خي لكم } سجنت فرنسا قبل ثورتا العارمة شاعرين ميدين متفائل ومتشائما فأخرجا رأسيهما من
نافذة السجن .فأما التفائل فنظر نظرة ف النجوم فضحك .وأما التشائم فنظر إل الطي ف الشارع الجاور
فبكى .انظر إل الوجه الخر للمأساة ،لن الشر الحض ليس موجودا بل هناك خي ومكسب وفتح واجر .
{ من ييب الضطراذا دعاه } من الذي يفزع اليه الكروب ،ويستغيث به النكوب وتصمدإليه الكائنات،
وتسأله الخلوقات ،وتلهج بذكره اللسن وتاله القلوب انه ال ل إله ال هو.
وحق علي وعليك ان ندعوه ف الشدة والرخاء والسراء والضراء ونفزع اليه ف اللمات ونتوسل اليه ف
الكربات وننطرح علىعتبات بابه سائلي باكي ضارعي منيبي حينها يات مدده ويصل عونه ويسرع فرجه
ويل فتحه { امن ييب الضطر اذا دعاه } فينجي الغريق ويرد الغائب ويعاف البتلي وينصر الظلوم ويهدي
الضال ويشفي الريض ويفرج عن الكروب { فاذا ركبوا ف الفلك دعوا ال ملصي له الدين } ولن اسرد
عليك هنا أدعية ازاحة الم والغم والزن والكرب ،ولكن احيلك إل كتب السنة لتتعلم شريف الطاب معه
فتناجيه وتناديه وتدعوه وترجوه ،فإن وجدته وجدت كل شيء ،وان فقدت اليان به فقدت كل شيء ،ان
دعاءك ربك عبادة أخرى ،وطاعة عظمى ثانيه فوق حصول الطلوب ،وإن عبدا ييد فن الدعاء حري ان
ليهتم وليغتم وليقلق كل البال تتصرم ال حبله كل البواب توصد البابه وهوقريب سيع ميب ،ييب
الضطر اذا دعاه يامرك وانت الفقي الضعيف الحتاج ،وهو الغن القوي الواحد الاجد -بأن تدعوه { ادعون
استجب لكم } إذا نزلت بك النوازل ،وألت بك الطوب فالج بذكره ،واهتف باسه ،واطلب مدده
واسأله فتحه ونصره ،مرغ البي لتقديس اسه ،لتحصل على تاج الرية ،وارغم النف ف طي عبوديته
لتحوز وسام النجاة ،مد يديك ،ارفع كفيك ،أطلق لسانك ،أكثر من طلبه ،بالغ ف سؤاله ،أل عليه ،
إلزم بابه ،انتظر لطفه ،ترقب فتحه ،أش باسه ،أحسن ظنك فيه ،انقطع إليه ،تبتل إليه تبتيل حت تسعد
وتفلح.
وليسعك بيتك
العزلة الشرعية السنية :بعدك عن الشر وأهله ،والفارغي واللهي والفوضويي ،فيجتمع عليك شلك ،
ويهدأ بالك ،ويرتاح خاطرك ،ويود ذهنك بدرر الكم ،ويسرح طرفك ف بستان ا لعارف.
إن العزلة عن كل ما يشغل عن الي والطاعة دواءعزيز جربه أصباء القلوب فنجح ايا ناح ،وأنا أدلك
عليه ،ف العزلة عن الشر واللغو وعن الدهاء تلقيح للفكر ،وإقامة لناموس الشية ،واحتفال بولد النابة
والتذكر ،وإنا كان الجتماع الحمود والختلط المدوح ف الصلوات والمع ومالس العلم والتعاون على
الي ،أما مالس البطالة والعطالة فحذار حذار ،اهرب بلدك ،إبك على خطيئتك ،وأمسك عليك
لسانك ،وليسعك بيتك ،الختلط المجي حرب شعواء على النفس ،وتديد خطي لدنيا المن والستقرار
ف نفسك ،لنك تالس أساطي الشائعات ،وأبطال الراجيف ،وأساتذة التبشي بالفت والكوارث والحن ،
حت توت كل يوم سبع مرات قبل أن يصلك الوت { لو خرجوا فيكم ما زادوكم ال خبال } اذافرجائي
الوحيد إقبالك على شانك والنزواء ف غرفتك إل من قول خي أو فعل خي ،حينها تد قلبك عاد إليك ،
فسلم وقتك من الضياع ،وعمرك من الهدار ،ولسانك من الغيبة ،وقلبك من القلق ،وأذنك من النا
ونفسك من سوء الظن ،ومن جرب عرف ،ومن أركب نفسه مطايا الوهام ،واسترسل مع العوام فقل عليه
السلم.
العوض من ال
ل يسلبك ال شيئا إل عوضك خيا منه ،إذا صبت واحتسبت ("من أخذت حبيبتيه فصبعوضته منهما
النة") يعن عينيه (من سلبت صفيه من أهل الدنيا ث احتسب عوضته من التة) من فقد ابنه وصب بن له بيت
المد ف اللد ،وقس على هذا النوال فإن هذا مرد مثال.
فل تأسف على مصيبة فان الذي قدرها عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم.
إن أولياء ال الصابي البتلي ينوه بم ف الفردوس { سلم عليكم با صبت فنعم عقب الدار } وحق علينا أن
ننظر ف عوض الصيبة وف ثوابا وف خلفها الي { اولئك عليهم صلوات من ربم ورحة واولئك هم الهتدون
} هنيئا للمصابي ،بشرى للمنكوبي.
إن عمر الدنيا قصي وكنها حقي ،والخرة خي وأبقى فمن أصيب هنا كوفء هناك ،ومن تعب هنا ارتاح
هناك ،اما التعلقون بالدنيا العاشقون لا الراكنون إليها ،فأشد ما على قلوبم فوت حظوطهم منها وتنغيص
راحتهم فيها لنم يريدونا وحدها فلذلك تعظم عليهم الصائب وتكب عندهم النكبات لنم ينظرون تت
أقدامهم فل يرون إل الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة.
أيها الصا بون ما فات شىء وأنتم الرابون ،فقد بعث لكم برسالة بي أسطرها لطف وعطف وثواب وحسن
اختيار .ان على الصاب الذي ضرب عليه سرادق الصيبة أن ينظر ليى أن النتيجة { فضرب بينهم بسور له
باب باطنه فيه الرحة وضاهره من قبله العذاب } ،وما عند ال خي وأبقى وأهنأ وأمرأ وأجل وأعلى.
اليان هو الياة
الشقياء بكل معان الشقاء هم ال
الفصل الثالث
وقفه
ل تزن :لنك جربت الزن بالمس فما نفعك شيئا ،رسب ابنك فحزنت ،فهل نح؟! مات والدك فحزنت
فهل عاد حيا؟! خسرت تارتك فحزنت ،فهل عادت السائر أرباحا؟! ،ل تزن :لنك حزنت من الصيبة
فصارت مصائب ،وحزنت من الفقر فازددت نكدا ،وحزنت من كلم أعدائك فأعنتهم عليك ،وحزنت من
توقع مكروه فما وقع.
لتزن :فإنه لن ينفعك مع الزن دار واسعة ،ول زوجة حسناء ،ول مال وفي ،ول منصب سام ،ول
أولد نباء.
ل تزن :لن الزن يريك الاء الزلل علقمة ،والوردة حنظلة ،والديقة صحراء قاحلة ،والياة سجنا ل
يطاق.
ل تزن :وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان ورجلن ولسان ،وجنان وأمن وأمان وعافية ف البدان:
{ فبأى ءالء ربكما تكذبان } .
ل تزن :ولك دين تعتقده ،وبيت تسكنه ،وخبز تأكله ،وماء تشربه ،وثوب تلبسه ،وزوجة تأوي إليها ،
فلماذا تزن؟!
نعمة الل
الل ليس مذموما دائما ول مكروه أبدا ،فقد يكون خيا للعبد أن يتأل.
إن الدعاء الا يأت مع الل ،والتسبيح الصادق يصاحب الل ،وتأل الطالب زمن التحصيل وحله لعباء
الطلب يثمر عالا جهبذا ،لنه احترق ف البداية فأشرق ف النهاية .وتأل الشاعر ومعاناته لا يقول تنتج أدبا
مؤثرا خلبا ،لنه انقدح مع الل من القلب والعصب والدم فهز الشاعر وحرك الفئدة .ومعاناة الكاتب ترج
نتاجا حيا جذابا يور بالعب والصور والذكريات.
إن الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ول تلذعه الزمات ،ول تكوه اللمات ،إن هذا الطالب يبقى
كسول مترهل فاترا.
وإن الشاعر الذي ما عرف الل ول ذاق الر ول ترع الغصص ،تبقى قصائده ركاما من رخيص الديث ،
وكتل من زبد القول ،لن قصائده خرجت من لسانه ول ترج من وجدانه ،وتلفض با فهمه ول يعشها قلبه
وجوانه.
وأسى من هذه المثلة وأرفع :حياة الؤمني الولي الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد اللة ،وبداية البعث ،
فإنم أعظم إيانا ،وأبر قلوبا ،وأصدق لجة ،وأعمق علما ،لنم عاشوا الل والعاناة :أل الوع والفقر
والتشريد ،والذى والطرد والبعاد ،وفراق الألوفات ،وهجر الرغوبات ،وأل الراح ،والقتل والتعذيب ،
فكانوا بق الصفوة الصافية ،والثقة الجتباة ،آيات ف الطهر ،وأعلما ف النبل ،ورموزا ف التضحية ،
{ ذلك بأنم ل يصيبهم ظمأ ولنصب ول ممصة ف سبيل ال ول يطئون موطئا يغيظ الكفار ول ينالون من
عدو نيل إل كتب لم به عمل صال إن ال ل يضيع أجر الحسني } وف عال الدنيا أناس قدموا أروع
نتاجهم ،لنم تألوا ،فالتنب وعكته المى فأنشد رائعته :
وزائرت كأن با حياء *** فليسن تزور إل ف الظلم
والنابعه خوفه النعمان بن النذر بالقتل ،فقدم للناس:
فإنك شس واللوك كواكب *** إذا طلعت ل يبد منهن كوكب
وكثي أولئك الذين أثروا الياة ،لنم تألوا.
إذن فل تزع من الل ول تف من العاناة ،فربا كانت قوة لك ومتاعا إل حي ،فإنك إن تعش مشبوب
الفؤاد مروق الوى ملذوع النفس ،أرق وأصفى من أن تعيش بارد الشاعر فاتر المة خامد النفس
{ ولكن كره ال انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين }
ذكرت بذا شاعرا عاش العاناة والسى وأل الفراق وهو يلفظ أنفاسه الخية ف قصيدة بديعة السن ،ذائعة
الشهرة بعيدة عن التكلف والتزويق :إنه مالك بن الريب ،يرثي نفسه :
أل ترن بعت الضللة بالدى *** وأصبحت ف جيش ابن عفان غازيا
فلله دري يوم أترك طائعا *** بن بأعلى الرقمتي وماليا
فيا صاحب رحلي دنا الوت *** فانزل برابية إن مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة *** ولتعجلن قد تبي ما بيا
وخطا بأطراف السنة مضجعي *** وردا على عين فضل ردائيا
ول تسدان بارك ال فيكما *** من الرض ذات العرض أن توسع ليا
إل آخر ذاك الصوت التهدج ،والعويل الثاكل ،والصرخة الفجوعة الت ثارت حما من قلب هذا الشاعر
الفجوع بنفسه الصاب ف حياته.
إن الوعظ الحترق تصل كلماته إل شغاف القلوب ،وتغوص ف أعماق الروح لنه يعيش الل والعاناة { فعلم
ما ف قلوبم فأنزل السكينة عليهم وأثابم فتحا قريبا } .
ل تعذل الشتاق ف أشواقه *** حت يكون حشاك ف أحشائه
لقد رأيت دواوين لشعراء ولكنها باردة ل حياة فيها ول روح لنم قالوها بل عناء ،ونظموها ف رخاء
فجاءت قطعا من الثلج وكتل من الطي.
ورأيت مصنفات ف الوعظ ل تز ف السامع شعرة ،ول ترك ف النصت ذرة ،لنم يقولونا بل حرقة ول
لوعة ،ول أل ول معاناة { ،يقولون بأفواههم ما ليس ف قلوبم } .
فإذا أردت أن تؤثر بكلمك أو بشعرك ،فاحترق به أنت قبل ،وتأثر به وذقه وتفاعل معه ،وسوف ترى أنك
تؤثر ف الناس {،فإذا أنزلنا عليها الاء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بيج } .
نعمة العرفة
{ وعلمك ما ل تكن تعلم وكان فضل ال عليك عظيما } الهل موت للضمي وذبح للحياة ،ومق للعمر
{ إن أعظك أن تكون من الاهلي } .
والعلم نور البصية ،وحياة للروح ،ووقود للطبع { ،أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يشي به ف
الناس كمن مثله ف الظلمات ليس بارج منه } إن السرور والنشراح يات مع العلم ،لن العلم عثور على
الغامض ،وحصول على الضالة ،واكتشاف للمستور ،والنفس مولعة بعرفة الديد والطلع على
الستطرف.
أما الهل فهو ملل وحزن ،لنه حياة ل جديد فيها ول طريف ،و ل مستعذب ،أمس كاليوم ،واليوم
كالغد.
فإن كنت تريد السعادة فاطلب العلم وابث عن العرفة وحصل الفوائد ،لتذهب عنك الغموم والموم
والحزان { ،وقل رب زدن علما } { ،اقرأ باسم ربك الذى خلق } (.من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين).
ول يفخر أحد باله أو باهه ،وهو جاهل صفر من العرفة ،فإن حياته ليست تامة وعمره ليس كامل :
{ أفمن يعلم أنا أنزل إليك من ربك الق كمن هو أعمى } .
قال الزمشري الفسر :
سهري لتنقيح العلوم ألذ ل *** من وصل غانية وطيب عناق
وتايلي طربا لل عويصة *** أشهى وأحلى من مدامة ساقي
وصرير أقلمي على أوراقها *** أحلى من الدوكاء والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها *** نقري للقي الرمل عن أوراقي
يا من ياول بالمان رتبت *** كم بي مستغل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته *** نوما وتبغي بعد ذاك لاقي ما أشرف العرفة ،وما أفرح النفس با ،وما أثلج
الصدر ببدها ،وما أرحب الاطر بنولا { ،أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا
أهواهم } .
فن السرور
من أعظم النعم سرور القلب ،واستقراره وهدوءه ،فإن ف سروره ثبات الذهن وجودة النتاج وابتهاج
النفس ،وقالوا .إن السرور فن يدرس ،فمن عرف كيف يلبه ويصل عليه ،ويظى به استفاد من مباهج
الياة ومسار العيش ،والنعم الت من بي يديه ومن خلفه .والصل الصيل ف طلب السرور قوة الحتمال ،
فل يهتز من الزوابع ول يتحرك للحوادث ،ول ينعج للتوافه .وبسب قوة القلب وصفائه ،تشرق النفس.
إن خور الطبيعة وضعف القاومة وجزع النفس ،رواحل للهموم والغموم والحزان ،فمن عود نفسه التصب
والتجلد هانت عليه الزعجات ،وخفت عليه الزمات.
إذا اعتاد الفت خوض النايا *** فأهون ما تر به الوحول
ومن أعداء السرور ضيق الفق ،وضحالة النظرة ،والهتمام بالنفس فحسب ،ونسيان العال وما فيه ،وال
قد وصف أعداءه بأنم ( أهتهم أنفسهم ،فكأن هؤلء القاصرين يرون الكون ف داخلهم ،فل يفكرون ف
غيهم ،ول يعيشون لسواهم ،ول يهتمون للخرين .إن على وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا ،ونبتعد
عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا ،فنكسب أمرين :إسعاد أنفسنا ،وإسعاد الخرين.
من الصول ف فن السرور :أن تلجم تفكيك وتعصمه ،فل يتفلت ول يهرب ول يطيش ،فإنك إن تركت
تفكيك وشأنه جح وطفح ،وأعاد عليك ملف الحزان وقرأ عليك كتاب الآسي منذ ولدتك أمك .إن
التفكي إذا شرد أعاد لك الاضي الريح والستقبل الخيف ،فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك ،
فاخطمه بطام التوجه الاد الركز على العمل الثمر الفيد { ،وتوكل على الى الذي ل يوت } .
ومن الصول أيضا ف دراسة السرور :أن تعطي الياة قيمتها ،وأن تنلا منلتها ،فهي لو ،ول تستحق
منك إل العراض والصدود ،لنا أم الجر ومرضعة الفجائع ،وجالبة الكوارث ،فمن هذه صفتها كيف
يهتم با ،ويزن على ما فات منها .صفوها كدر ،وبرقها خلب ،ومواعيدها سراب بقيعة ،مولودها مفقود ،
وسيدها مسود ،ومنعمها مهدد ،وعاشقها مقتول بسيف غدرها.
أبن أبينا نن أهل منازل *** أبدا غراب البي فيها ينعق
نبكي على الدنيا وما من معشر *** جعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين البابرة الكاسرة الل *** كنوا الكنوز فل بقي ول بقوا
من كل من ضاق الفضاء بعيشه *** حت ثوى فحواه لد ضيق
خرس إذا نودوا كأن ل يعلموا *** أن الكلم لم حلل مطلق
وف الديث ( :إنا العلم بالتعلم واللم بالتحلم ) وف فن الداب :وإنا السرور باصطناعه واجتلب
بسمته ،واقتناص أسبابه ،وتكلف بوادره ،حت يكون طبعا.
إن الياة الدنيا ل تستحق منا إعادتا العبوس والتذمر والتبم.
حكم النية ف البية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى النسان فيها مبا *** ألفيتة خبا من الخبار
طبعت على كدر ،وأنت تريدها *** صفوا من القذار والكدار
ومكلف اليام ضد طباعها *** متطلب ف الاء جذوة نار
وإذا رجوت الستحيل فإنا *** تبن الرجاء على شفي هاو
والعيش نوم والنية يقظة *** والرء بينهما خيال ساري
فاقضوا مآربكم عجال إنا *** أعماركم سفر من السفار
وتركضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تسترد فإنن عوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالا *** طبع الزمان عداوة الحرار
والقيقة الت لريب فيها أنك ل تستطيع أن تنع من حياتك كل آثار الزن ،لن الياة خلقت هكذا { لقد
خلقنا النسان ف كبد }