You are on page 1of 238

‫أسباب النزول‬

‫الشيخ المام أبو الحسن علي بن أحمد‬


‫الواحدي النيسابوري‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫رب يسر ول تعسر‬


‫مقدمة‬
‫الشيخ المام أبو السن علي بن أحد الواحدي النيسابوري رحه ال‪ :‬المد ل‬ ‫قال‬
‫الكري الوهاب هازم الحزاب ومنشئ السحاب ومرسل الباب ومنل الكتاب‪ .‬ف حوادث متلفة‬
‫السباب أنزله مفرقا نوما وأودعه أحكاما وعلوما قال عز من قائل‪َ ( :‬وقُرآَنا َفرَقنا ُه لِتَق َرَأهُ عَلى‬
‫ث َوَنزّلنا ُه تَنيلً) أخبنا الشيخ أبو بكر أحد بن ممد الصفهان قال‪ :‬أخبنا عبد ال‬
‫الناسِ عَلى مُك ٍ‬
‫بن ممد بن حيان قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل بن عثمان العسكري قال‪ :‬حدثنا‬
‫يزيد بن زريع قال‪ :‬حدثنا أبو رجاء قال‪ :‬سعت السن يقول ف قوله تعال ( َوقُرآنا َفرَقنا ُه لِتَق َرَأهُ عَلى‬
‫الناسِ عَلى مُكث) ذكر لنا أنه كان بي أوله وآخره ثان عشرة سنة أنزل عليه بكة ثان سني قبل‬
‫أن يهاجر وبالدينة عشر سني‪.‬‬
‫أخبنا أحد قال‪ :‬أخبنا عبد ال قال‪ :‬أخبنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل قال‪ :‬حدثنا يي بن‬
‫أب كثي عن هشيم عن داود عن الشعب قال‪ :‬فرق ال تنيله فكان بي أوله وآخره عشرون أو نو‬
‫ل مدودا وعهدا معهودا وظلً عميما‬
‫من عشرين سنة أنزله قرآنا عظيما وذكرا حكيما وحب ً‬
‫وصراطا مستقيما فيه معجزات باهرة وآيات ظاهرة وحجج صادقة ودللت ناطقة دحض به حجج‬
‫البطلي ورد به كيد الكائدين وأيد به السلم والدين فلمع منهاجه وثقب سراجه وشلت بركته‬
‫ولعت حكمته على خات الرسالة والصادع بالدللة الادي للمة الكاشف للغمة الناطق بالكمة‬
‫البعوث بالرحة فرفع أعلم الق وأحيا معال الصدق ودمغ الكذب وما آثاره وقمع الشرك وهدم‬
‫مناره ول يزل يعارض ببيناته الشركي حت مهد الدين وأبطل شبه اللحدين صلى ال عليه صلة ل‬
‫ينتهي أمدها ول ينقطع مددها وعلى آله وأصحابه الذين هداهم وطهرهم وبصحبته خصهم وآثرهم‬
‫وسلم كثيا‪.‬‬
‫وبعد هذا فإن علوم القرآن غزيرة وضروبا جة كثية يقصر عنها القول وإن كان بالغا ويتقلص‬
‫عنها ذيله وإن كان سابغا وقد سبقت ل ول المد مموعات تشتمل على أكثرها وتنطوي على‬
‫غررها وفيها لن رام الوقوف عليها مقنع وبلغ وعما عداها من جيع الصنوعات غنية وفراغ‬
‫لشتمالا على أعظمها مققا وتأديته إل متأمله متسقا غي أن الرغبات اليوم عن علوم القرآن‬
‫صادقة كاذبة فيها قد عجزت قوى اللم عن تلفيها فآل المر بنا إل إفادة البتدئي التسترين بعلوم‬
‫الكتاب إبانة ما أنزل فيه من السباب إذ هي أوف ما يب الوقوف عليها وأول ما تصرف العناية‬
‫إليها لمتناع معرفة تفسي الية وقصد سبيلها دون الوقوف على قصتها وبيان نزلا‪ .‬ول يل القول‬
‫ف أسباب نزول الكتاب إل بالرواية والسماع من شاهدوا التنيل ووقفوا على السباب وبثوا عن‬
‫علمها وجدوا ف الطلب وقد ورد الشرع بالوعيد للجاهل ذي العثار ف هذا العلم بالنار‪.‬‬
‫أخبنا أبو إبراهيم إساعيل بن إبراهيم الواعظ قال‪ :‬أخبنا أبو السي ممد بن أحد بن حامد العطار‬
‫قال‪ :‬حدثنا أحد بن السن بن عبد البار قال‪ :‬حدثنا ليث بن حاد قال‪ :‬حدثنا أبو عوانة عن عبد‬
‫العلى عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬اتقوا الديث‬
‫إل ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدا فيتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غي علم‬
‫فليتبوأ مقعده من النار) والسلف الاضون رحهم ال كانوا من أبعد الغاية احترازا عن القول ف نزول‬
‫الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو نصر أحد بن عبد ال الخلدي قال‪ :‬اخبنا أبو عمرو بن نيد قال‪ :‬أخبنا أبو مسلم قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد الرحن بن حاد قال‪ :‬حدثنا أبو عمي عن ممد بن سيين قال‪ :‬سألت عبيدة عن آية من‬
‫القرآن فقال‪ :‬اتق ال وقل سدادا ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن‪.‬‬
‫وأما اليوم فكل أحد يترع شيئا ويتلق إفكا وكذبا ملقيا زمامه إل الهالة غي مفكر ف الوعيد‬
‫للجاهل بسبب الية وذلك الذي حدا ب إل إملء هذا الكتاب الامع للسباب لينتهي إليه طالبوا‬
‫هذا الشأن والتكلمون ف نزول القرآن فيعرفوا الصدق ويستغنوا عن التمويه والكذب ويدوا ف‬
‫تفظه بعد السماع والطلب ول بد من القول أولً ف مبادئ الوحي وكيفية نزول القرآن ابتداء على‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وتعهد جبيل إياه بالتنيل والكشف عن تلك الحوال والقول فيها‬
‫على طريق الجال ث نفرع القول مفصلً ف سبب نزول كل آية روى لا سبب مقول مروي منقول‬
‫وال تعال الوفق للصواب والسداد والخذ بنا عن العاثور إل الدد‪.‬‬
‫القول ف أول ما نزل من القرآن‬

‫أخبنا أبو إسحاق أحد بن إبراهيم القري قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن حامد الصفهان قال‪ :‬أخبنا أحد‬
‫بن ممد بن السن الافظ قال‪ :‬حدثن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن‬
‫شهاب الزهري قال‪ :‬أخبن عروة عن عائشة أنا قالت اول ما بديء به رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة ف النوم فكان ل يرى رؤيا إل جاءت مثل فلق الصبح ث حبب إليه‬
‫اللء فكان يأت حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليال ذوات العدد ويتزود لذلك ث يرجع إل خدية‬
‫فيتزود لثلها حت فجأه الق وهو ف غار حراء فجاءه اللك فقال‪ :‬اقرأ فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬فقلت ما أنا بقارئ قال‪ :‬فأخذن فغطن حت بلغ من الهد ث أرسلن فقال‪ :‬اقرأ فقلت‪:‬‬
‫ما أنا بقارئ فأخذن فغطن الثانية حت بلغ من الهد ث أرسلن فقال‪ :‬اقرأ فقلت‪ :‬ما أنا بقارئ‬
‫ك الّذي خَ َلقَ) حت بلغ ما ل يعلم فرجع‬
‫فأخذن فغطن الثالثة حت بلغ من الهد فقال (اِقرَأ ِباِسمِ َرّب َ‬
‫با يرجف فؤاده حت دخل على خدية فقال‪ :‬زملون فزملوه حت ذهب عنه الروع فقال‪ :‬يا خدية‬
‫ما ل وأخبها الب وقال‪ :‬قد خشيت علي فقالت له‪ :‬كل أبشر فوال ل يزيك ال أبدا إنك لتصل‬
‫الرحم وتصدق الديث وتمل الكل وتقري الضيف وتعي على نوائب الق رواه البخاري عن يي‬
‫بن بكي ورواه مسلم عن ممد بن رافع كلها عن عبد الرزاق‪.‬‬
‫أخبنا الشريف إساعيل بن السن بن ممد بن السي الطبي قال‪ :‬أخبنا جدي أبو حامد أحد بن‬
‫السن الافظ قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن بشر قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن ممد بن إسحاق عن‬
‫الزهري عن عروة عن عائشة قالت‪ :‬إن أول ما نزل من القرآن (اِقرَأ بِاِسمِ َرّبكَ الّذي خَلَقَ) رواه‬
‫الاكم أبو عبد ال ف صحيحه عن أب بكر الصبغي عن بشر أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم القري‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو السن علي بن ممد الرجان قال‪ :‬حدثنا نصر بن ممد الافظ قال‪ :‬أخبنا ممد‬
‫بن ملد أن ممد بن إسحاق حدثهم قال‪ :‬حدثنا يعقوب الدورقي قال‪ :‬حدثنا أحد بن نصر بن زياد‬
‫قال‪ :‬حدثنا علي بن السي بن واقد قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬حدثن يزيد النحوي عن عكرمة والسن‬
‫ح ِن الرَحيمِ) فهو أول ما نزل من القرآن بكة وأول سورة‬
‫ل الرَ َ‬
‫قال‪ :‬أول ما نزل من القرآن (بِسمِ ا ِ‬
‫(اِقرَأ بِاِسمِ َرّبكَ)‪.‬‬
‫أخبنا السن بن ممد الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن الفضل التاجي قال‪ :‬أخبنا ممد بن‬
‫ممد بن السن الافظ قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا أبو صال قال‪ :‬حدثن الليث قال‪:‬‬
‫حدثن عقيل عن ابن شهاب قال‪ :‬أخبن ممد بن عباد بن جعفر الخزومي أنه سع بعض علمائهم‬
‫يقول‪ :‬كان أول ما أنزل ال على رسوله صلى ال عليه وسلم (اِقرَأ ِباِسمِ َرّبكَ الّذي خَ َلقَ خَلَقَ‬
‫الِإنسانَ ِمن عَ َلقٍ اِقرََأ وَ َربّكَ الَكرَ ُم الّذي عَ َلمَ بِالقَلَمِ عَ ّل َم الِإنسانَ ما لَم يَعلَم) قالوا هذا صدرها‬
‫أنزل على رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم حراء ث أنزل آخرها بعد ذلك با شاء ال‪ .‬فأما‬
‫الديث الصحيح الذي روى أن أول ما نزل سورة الدثر فهو ما أخبناه الستاذ أبو إسحاق الثعالب‬
‫قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن حامد قال‪ :‬حدثنا ممد بن يعقوب قال‪ :‬حدثنا أحد بن عيسى بن زيد‬
‫البينسي قال‪ :‬حدثنا عمرو بن أب سلمة عن الوزاعي قال‪ :‬حدثن يي بن أب كثي قال‪ :‬سألت أبا‬
‫سلمة بن عبد الرحن‪ :‬أي القرآن أنزل قبل قال‪ :‬يا أيها الدثر‪ :‬قلت‪ :‬أو اقرأ باسم ربك قال‪ :‬سألت‬
‫جابر بن عبد ال النصاري‪ :‬أي القرآن أنزل قبل قال‪ :‬يا أيها الدثر قال قلت‪ :‬أو اقرأ باسم ربك‪.‬‬
‫قال جابر‪ :‬أحدثكم ما حدثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫(إن جاورت براء شهرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي فنوديت فنظرت أمامي‬
‫وخلفي وعن يين وعن شال ث نظرت إل السماء فإذا هو على الفرش ف الواء يعن جبيل‬
‫فأخذتن رجفة فأتيت خدية فأمرتم فدثرون ث صبوا علي الاء فأنزل ال علي (يا َأيّها الُ ّدّثرُ قُم‬
‫َفأَنذِر) رواه مسلم عن زهي بن حرب عن الوليد بن مسلم عن الوزاعي وهذا ليس بخالف لا‬
‫ذكرناه أولً وذلك أن جابرا لا سع من النب صلى ال عليه وسلم القصة الخية ول يسمع أولا‬
‫فتوهم أن سورة الدثر أول ما نزل وليس كذلك ولكنها أول ما نزل عليه بعد سورة اقرأ‪.‬‬
‫والذي يدل على هذا ما أخبنا أبو عبد الرحن بن حامد قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن ممد بن‬
‫زكريا قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد الرحن الدغول قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا عبد الرزاق‬
‫قال‪ :‬حدثنا معمر عن الزهري قال‪ :‬أخبن أبو سلمة بن عبد الرحن عن جابر قال‪ :‬سعت النب صلى‬
‫ال عليه وسلم وهو يدث عن فترة الوحي فقال ف الديث‪:‬‬

‫(فبينما أنا أمشي سعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا اللك الذي جاءن براء جالسا على‬
‫كرسي بي السماء والرض فجثثت منه رعبا فرجعت فقلت‪ :‬زملون زملون فدثرون فأنزل ال يا‬
‫أيها الدثر) رواه البخاري عن عبد ال بن ممد‪ .‬ورواه مسلم عن ممد بن رافع كلها عن عبد‬
‫الرزاق وبان بذا الديث أن الوحي كان قد فتر بعد نزول اقرأ باسم ربك ث نزل يا أيها الدثر‪.‬‬
‫والذي يوضح ما قلنا إخبار النب صلى ال عليه وسلم أن اللك الذي جاء براء جالس فدل على أن‬
‫هذه القصة إنا كانت بعد نزول اقرأ‪.‬‬
‫أخبنا أبو إسحاق أحد بن ممد القري قال‪ :‬أخبنا أبو السن علي بن ممد القري قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫الشيخ قال‪ :‬حدثنا أحد بن سليمان بن أيوب قال‪ :‬حدثنا ممد بن علي بن السن بن سفيان قال‪:‬‬
‫حدثنا علي بن السي بن واقد قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬سعت علي بن السي يقول‪ :‬أول سورة نزلت‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة‪ :‬اقرأ باسم ربك وآخر سورة نزلت على رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بكة‪ :‬الؤمنون ويقال العنكبوت وأول سورة نزلت بالدينة‪ :‬ويل للمطففي وآخر‬
‫سورة نزلت ف الدينة براءة وأول سورة علمها رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة‪ :‬والنجم وأشد‬
‫آية على أهل النار (فَذوقوا فَلَن نَزيدَكُم إِلعَذابا) وأرجى آية ف القرآن لهل التوحيد (إِنّ الَ‬
‫ليَغفِ ُر أَن يُشرَكَ بِ ِه َويَغ ِفرُ ما دونَ َذِلكَ) الية‪ .‬وآخر آية نزلت على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫(وَِاتّقوا يَوما تُرجَعو َن فيهِ إِل الِ) وعاش النب صلى ال عليه وسلم بعدها تسع ليال‪.‬‬
‫وقال النووي ف قوله صلى ال عليه وسلم‪( :‬بست من شوال)‪ :‬إنا حذفت الاء من ستة لن العرب‬
‫إنا تلتزم التيان بالاء ف الذكر الذي هو دون أحد عشر إذا صرحت بلفظ الذكر كقوله ال‬
‫تعال‪َ ( :‬وثَمانِيَ َة َأيّامٍ) فأما إذا ل يأتوا بلفظ الذكر فيجوز إثبات الاء وحذفها فتقول‪ :‬سومزوكل‬
‫ةظوفحم قوقحل عيمج ‪.‬‬
‫صمنا ستا ولبثنا عشرا وتريد اليام ونقله الفراء وابن السكيت وغيها عن العرب ول يتوقف فيه‬
‫إل جاهل غب‪.‬‬
‫والظاهر أن مراده با نقله الفراء وابن السكيت وغيها عن العرب ‪ -‬الذف كما حكاه الكسائي‬
‫وأما التصريح بالوجهي عن العرب فمخالف لكلم سيبويه والزمشري فينبغي أن يتوقف فيه إذ‬
‫ليس ف كلمه تصريح بنقله نعم‪ :‬جواز الوجهي قد ثبت من كلم سيبويه كما سبق وإن كان‬
‫أحدها ل سيحد كلم العرب‪.‬‬
‫القول ف آخر ما نزل من القرآن‬

‫أخبنا أبو إبراهيم إساعيل بن إبراهيم الواعظ قال‪ :‬حدثنا ممد قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن مطر قال‪:‬‬
‫أخبنا أبو خليفة الفضل بن الباب المحي قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا شعبة قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫ل يُفتيكُم ف الكَللَةِ)‬
‫إسحاق قال‪ :‬سعت الباء بن عازب يقول‪ :‬آخر آية نزلت (يَستَفتوَنكَ ُقلِ ا ُ‬
‫وآخر سورة أنزلت‪ :‬براءة‪ .‬رواه البخاري ف التفسي عن سليمان بن حرب عن شعبة‪ .‬ورواه ف‬
‫موضع آخر عن أب الوليد‪ .‬ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر التميمي قال‪ :‬أخبنا أبو ممد اليان قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل‬
‫بن عثمان قال‪ :‬حدثنا ابن البارك عن جبي عن الضحاك عن ابن عباس قال‪ :‬آخر آية نزلت (وَِاتّقوا‬
‫يَوما تُرجَعو َن فيهِ إِل الِ)‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن عبد الرحن النحوي قال‪ :‬أخبنا ممد بن أحد بن سنان القري قال‪ :‬أخبنا أحد بن‬
‫علي الوصلي قال‪ :‬حدثنا أحد بن الحش قال‪ :‬حدثنا ممد بن فضيلة قال‪ :‬حدثنا الكلب عن أب‬
‫صال عن ابن عباس ف قوله ( َوِاتّقوا يَوما تُرجَعونَ في ِه إِل الِ) قال‪ :‬ذكروا هذه الية وآخر آية من‬
‫سورة النساء نزلت آخر القرآن‪.‬‬
‫أخبنا إساعيل بن إبراهيم الصوف قال‪ :‬أخبنا أبو بكر ممد بن أحد بن يعقوب قال‪ :‬حدثنا السن‬
‫بن عبد ال العبدي قال‪ :‬حدثنا مسلم بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا شعبة عن علي بن زيد عن يوسف بن‬
‫مهران عن ابن عباس عن أب بن كعب أنه قال‪ :‬آخر آية نزلت على عهد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم (لَقَد جاءَكُم رَسو ُل مّن أَن ُفسِكُم) وقرأها إل آخر السورة رواه الاكم أبو عبد ال ف‬
‫صحيحه عن الصم عن بكار بن قتيبة عن أب عامر العقدي عن شعبة‪.‬‬
‫أخبن أبو عمرو ممد بن العزيز ف كتابه أن ممد بن السي الدادي أخبهم عن ممد بن يزيد‬
‫قال‪ :‬أخبنا إسحاق بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا وكيع عن شعبة عن علي بن يزيد عن يونس بن ماهك‬
‫سكُم) الية وأول يوم‬
‫عن أب بن كعب قال‪ :‬أحدث القرآن بال عهدا (َلقَد جاءَكُم رَسولٌ مّن أَن ُف ِ‬
‫أنزل فيه يوم الثني أخبنا أبو إسحاق الثعالب قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن زكريا الشيبان قال‪:‬‬
‫أخبنا ممد بن عبد الرحن الدغول قال‪ :‬حدثنا بن أب خثيم قال‪ :‬حدثنا موسى بن إساعيل قال‪:‬‬
‫حدثنا مهدي بن ميمون قال‪ :‬حدثنا غيلن بن جرير عن عبد ال بن معبد الزمان عن أب قتادة أن‬
‫ل قال‪ :‬يا رسول ال أرأيت صوم يوم الثني قال فيه أنزل القرآن وأول شهر أنزل فيه القرآن‬
‫رج ً‬
‫شهر رمضان قال ال تعال ذكره (شَهرُ َرمَضا َن الّذي أُنزِ َل فيهِ القُرآنُ) أخبنا عبد الرحن بن حدان‬
‫النضروي قال‪ :‬أخبنا أبو ممد عبد ال بن إبراهيم بن مياسر قال‪ :‬حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد‬
‫ال قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن جابر بن اليثم الغدان قال‪ :‬حدثنا عمران عن قتادة عن أب الليح عن‬
‫واثلة أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪( :‬نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزل التوراة‬
‫لست مضي من رمضان وأنزل النيل لثلث عشرة خلت من شهر رمضان وأنزل الزبور لثمان‬
‫عشرة خلت من رمضان وأنزل القرآن لربع وعشرين خلت من رمضان)‬
‫القول ف آية البسملة وبيان نزولا‬

‫أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم القري قال‪ :‬أخبنا أبو السن علي بن ممد الرجان قال‪ :‬أخبنا‬
‫أبو بكر ممد بن عبد الرحن الوهري قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي بن منده قال‪ :‬حدثنا أبو كريب‬
‫قال‪ :‬حدثنا عثمان بن سعيد قال‪ :‬حدثنا بشر بن عمار عن أب رزق عن الضحاك عن ابن عباس أنه‬
‫قال‪ :‬أول ما نزل به جبيل على النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬يا ممد استعذ ث قل بسم ال‬
‫الرحن الرحيم‪.‬‬
‫أخبنا أبو عبد ال بن إسحاق قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن أحد اللل قال‪ :‬أخبنا أبو ممد عبد ال بن‬
‫زيدان البجلي قال‪ :‬حدثنا أبو كريب قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن‬
‫جبي عن ابن عباس قال‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يعرف ختم السورة حت ينل عليه‬
‫حنِ الرَحيمِ)‪.‬‬
‫ل الرَ َ‬
‫(بِسمِ ا ِ‬
‫أخبنا عبد القادر بن طاهر البغدادي قال‪ :‬أخبنا ممد بن جعفر بن مطر قال‪ :‬أخبنا إبراهيم بن‬
‫علي الرملي قال‪ :‬حدثنا يي بن يي قال‪ :‬أخبنا عمرو بن الجاج العبدي عن عبد ال بن أب‬
‫حسي ذكر عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬كنا ل نعلم فصل ما بي السورتي حت نزل (بِسمِ الِ‬
‫حنِ الرَحيمِ)‪.‬‬
‫ال َر َ‬
‫أخبنا سعيد بن ممد بن أحد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا جدي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو أحد بن ممد‬
‫الرشي قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا ممد بن عيسى بن أب فديك عن عبد ال بن نافع عن‬
‫ل ال َرحَ ِن الرَحيمِ) ف كل سورة اختلفوا فيها فعند الكثرين‬
‫أبيه عن ابن عمر قال‪ :‬نزلت (بِسمِ ا ِ‬
‫هي مكية من أوائل ما نزل من القرآن‪.‬‬
‫فاتة الكتاب‬

‫حدثنا أبو عثمان سعيد بن أحد بن ممد الزاهد قال‪ :‬أخبنا جدي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو البي‬
‫قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن الارث وعلي بن سهل بن الغية قال‪ :‬حدثنا يي بن بكي قال‪ :‬حدثنا‬
‫إسرائيل عن أب إسحاق عن أب ميسرة (أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا برز سع مناديا‬
‫يناديه‪ :‬يا ممد فإذا سع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل‪ :‬إذا سعت النداء فاثبت حت‬
‫تسمع ما يقول لك قال‪ :‬فلما برز سع النداء‪ :‬يا ممد فقال‪ :‬لبيك قال‪ :‬قل أشهد أن ل إله إل ال‬
‫حنِ الرَحي ِم ماِلكِ يَو ِم الدينِ)‬
‫ي الرَ َ‬
‫ب العالَم َ‬
‫وأشهد أن ممدا رسول ال ث قال‪ :‬قل (الَمدُ لِ ّلهِ َر ّ‬
‫حت فرغ من فاتة الكتاب وهذا قول علي بن أب طالب‪.‬‬
‫أخبنا أبو إسحاق أحد بن ممد الفسر قال‪ :‬أخبنا السن بن جعفر الفسر قال‪ :‬أخبنا أبو السن‬
‫بن ممد بن ممود الروزي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممود السعدي قال‪ :‬حدثنا أبو يي القصري‬
‫قال‪ :‬حدثنا مروان بن معاوية عن الولء بن السيب عن الفضل بن عمر عن علي بن أب طالب عليه‬
‫السلم قال‪( :‬نزلت فاتة الكتاب بكة من كن تت العرش)‪ .‬وبذا السناد عن السعدي حدثنا‬
‫عمرو بن صال قال‪ :‬حدثنا أب عن الكلب عن أب صال عن ابن عباس قال‪ :‬قام النب صلى ال عليه‬
‫حنِ الرَحي ِم الَمدُ لِ َربّ العالَميَ) فقالت قريش‪ :‬رض ال فاك‪.‬‬
‫ل الرَ َ‬
‫وسلم بكة فقال‪( :‬بِسمِ ا ِ‬
‫ونو هذا قاله السن‪ :‬وقتادة‪ .‬وعند ماهد أن الفاتة مدنية‪.‬‬
‫قال السي بن الفضل‪ :‬لكل عال هفوة وهذه بادرة من ماهد لنه تفرد بذا القول والعلماء على‬
‫خلفه‪ .‬وما يقطع به على أنا مكية قوله تعال ( َوَلقَد آتَينا َك سَبعا مّن الَثان وَالقُرآ َن العَظيمَ) يعن‬
‫الفاتة‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن عبد الرحن النحوي قال‪ :‬أخبنا ممد بن أحد بن علي البي قال‪ :‬أخبنا أحد بن‬
‫علي بن الثن قال‪ :‬حدثنا يي بن أذين قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن جعفر قال‪ :‬أخبن العلء عن أبيه عن‬
‫أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم وقرأ عليه أب بن كعب أم القرآن فقال‪( :‬والذي‬
‫نفسي بيده ما أنزل ال ف التوراة ول النيل ول الزبور ول ف القرآن مثلها إنا لي السبع الثان‬
‫والقرآن العظيم الذي أوتيته)‪.‬‬
‫وسورة الجر مكية بل خلف ول يكن ال ليمت على رسوله بإيتائه فاتة الكتاب وهو بكة ث ينلا‬
‫بالدينة ول يسعنا القول بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قام بكة بضع عشرة سنة يصلي بل‬
‫فاتة الكتاب هذا ما ل تقبله العقول‪.‬‬

‫سورة البقرة‬

‫مدنية بل خلف أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن حامد قال‪ :‬أخبنا أحد بن‬
‫ممد بن يوسف قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن سفيان الصغي قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن سفيان الكبي قال‪:‬‬
‫حدثنا هشام بن عمار قال‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم قال‪ :‬حدثنا شعيب بن زريق عن عطاء الراسان‬
‫عن عكرمة قال‪ :‬أول سورة نزلت بالدينة سورة البقرة قوله عز وجل‪( :‬اَلمَ َذِلكَ الكِتابُ) أخبنا أبو‬
‫عثمان الزعفران قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن مطر قال‪ :‬أخبنا جعفر بن ممد بن الليث قال‪ :‬أخبنا‬
‫أبو حذيفة قال‪ :‬حدثنا سفيان عن ابن أب نيح عن ماهد قال‪ :‬أربع آيات من أول هذه السورة‬
‫نزلت ف الؤمني وآيتان بعدها نزلتا ف الكافرين وثلث عشرة بعدها نزلت ف النافقي‪.‬‬
‫وقوله (إِ َن الّذينَ َكفَروا) قال الضحاك‪ :‬نزلت ف أب جهل وخسة من أهل بيته وقال الكلب‪ :‬يعن‬
‫اليهود‪.‬‬
‫وقوله تعال (وَإِذا لَقوا الّذينَ َآمَنوا) قال الكلب عن أب صال عن ابن عباس‪ :‬نزلت هذه الية ف عبد‬
‫ال بن أب وأصحابه وذلك أنم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول ال صلى عليه‬
‫وسلم فقال عبد ال بن أب انظروا كيف أرد هؤلء السفهاء عنكم فذهب فأخذ بيد أب بكر فقال‪:‬‬
‫مرحبا بالصديق سيد بن تيم وشيخ السلم وثان رسول ال ف الغار الباذل نفسه وماله ث أخذ بيد‬
‫عمر فقال‪ :‬مرحبا بسيد بن عدي بن كعب الفاروق القوي ف دين ال الباذل نفسه وماله لرسول‬
‫ال ث أخذ بيد علي فقال‪ :‬مرحبا بابن عم رسول ال وختنه سيد بن هاشم ما خل رسول ال ث‬
‫افترقوا فقال عبد ال لصحابه‪ :‬كيف رأيتمون فعلت فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه‬
‫خيا فرجع السلمون إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وأخبوه بذلك فأنزل ال هذه الية‪.‬‬
‫س اُعبُدوا َرّبكُم) أخبنا سعيد بن ممد الزاهد قال‪ :‬أخبنا أبو علي بن أحد الفقيه‬
‫قوله (يا َأيّها النا ُ‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو ذر القهستان قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن بشر قال‪ :‬حدثنا روح قال‪ :‬حدثنا شعبة عن‬
‫سفيان الثوري عن العمش عن إبراهيم عن علقمة قال‪ :‬كل شيء نزل فيه (يا َأيّها الناسٌ) فهو مكي‬
‫ويا أيها الذين آمنوا فهو مدن يعن أن يا أيها الناس خطاب أهل مكة و (يا َأيّها الّذينَ آمَنوا) خطاب‬
‫شرِ الّذينَ آمَنوا)‬
‫أهل الدينة قوله (ياأَيّها الناسُ اُعبُدوا َربّكُم) خطاب لشركي مكة إل قوله ( َوَب ّ‬
‫وهذه الية نازلة ف الؤمني وذلك أن ال تعال لا ذكر جزاء الكافرين بقوله (النا ُر الّت وَقودُها‬
‫س وَالِجار ُة أُ ِعدَت لِلكافِرينَ) ذكر جزاء الؤمني‪.‬‬
‫النا ُ‬
‫ب مَثَلً) قال ابن عباس ف رواية أب صال لا ضرب ال سبحانه‬
‫ل ل يَستَحيي أَن يَضرِ َ‬
‫قوله (إِنّ ا َ‬
‫هذين الثلي للمنافقي يعن قوله (مَثَ ُلهُم كَمََث ِل الّذي اِستَو َقدَ نارا) وقوله (أَو كَصَيّبٍ مِ َن السَماءِ)‬
‫قالوا ال أجل وأعلى من أن يضرب المثال فأنزل ال هذه الية وقال السن وقتادة‪ :‬لا ذكر ال‬
‫الذباب والعنكبوت ف كتابه وضرب للمشركي الثل ضحكت اليهود وقالوا‪ :‬ما يشبه هذا كلم ال‬
‫فأنزل ال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن عبد ال بن إسحاق الافظ ف كتابه قال‪ :‬أخبنا سليمان بن أيوب الطبان قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد العزيز بن سعيد عن موسى بن عبد الرحن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ف‬
‫ب مَثَلً) قال‪َ :‬وذَِلكَ أن ال ذكر آلة الشركي فقال (وَإِن يَسلِب ُهمُ‬
‫ل ل يَستَحيي أَن يَضرِ َ‬
‫قوله (إِنّ ا َ‬
‫ب شَيئا) وذكر كيد اللة فجعله كبيت العنكبوت فقالوا ارايتم حيث ذكر ال الذباب‬
‫الذُبا ُ‬
‫والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على ممد أي شيء يصنع بذا فأنزل ال الية‪.‬‬
‫س بِالِبرِ) قال ابن عباس ف رواية الكلب عن أب حات بالسناد الذي ذكر نزلت ف‬
‫قوله (أَتأمُرونَ النا َ‬
‫يهود الدينة كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته ولن بينهم وبينه رضاع من السلمي اثبت‬
‫على الدين الذي أنت عليه وما يأمرك به وهذا الرجل يعنون ممدا صلى ال عليه وسلم فإن أمره‬
‫حق فكانوا يأمرون الناس بذلك ول يفعلونه‪.‬‬
‫ب وَالصَلةِ) عند أكثر أهل العلم أن هذه الية خطاب لهل الكتاب وهو مع‬
‫وقوله ( َواِستَعينوا بِالصَ ِ‬
‫ذلك أدب لميع العباد‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬رجع بذا الطاب إل خطاب السلمي والقول الول أظهر‪.‬‬
‫وقوله (إِ ّن الّذينَ َآمَنوا وَالّذي َن هادوا) الية‪ .‬أخبنا أحد بن ممد بن أحد الافظ قال‪ :‬أخبنا عبد‬
‫ال بن ممد بن جعفر الافظ قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل بن عثمان العسكري‬
‫قال‪ :‬حدثنا يي بن أب زائدة قال‪ :‬قال ابن جريج‪ :‬عن عبد ال بن كثي عن ماهد قال‪ :‬لا قص‬
‫سلمان على النب صلى ال عليه وسلم قصة أصحاب الدير قال‪ :‬هم ف النار قال سلمان‪ :‬فأظلمت‬
‫علي الرض فنلت (إ ّن الّذينَ آمَنوا وَالّذينَ هادوا) إل قوله (يَحزَنونَ) قال‪ :‬فكأنا كشف عن جبل‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن عبد العزيز الروزي قال‪ :‬أخبنا ممد بن السي الدادي قال‪ :‬أخبنا أبو فرقد قال‪:‬‬
‫أخبنا إسحاق بن إبراهيم قال‪ :‬أخبنا عمرو عن أسباط عن السدي (إِ ّن الّذينَ َآمَنوا والّذي َن هادوا)‬
‫الية قال‪ :‬نزلت ف أصحاب سلمان الفارسي لا قدم سلمان على رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫جعل يب عن عبادة أصحابه واجتهادهم وقال‪ :‬يا رسول ال كانوا يصلون ويصومون ويؤمنون بك‬
‫ويشهدون أنك تبعث نبيا فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪( :‬يا‬
‫سلمان هم من أهل النار فأنزل ال (إِ ّن الّذينَ َآمَنوا وَالّذينَ هادوا) وتل إل قوله (وَل هُم يَحزَنونَ)‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن أحد بن ممد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن زكرياء قال‪ :‬أخبنا ممد بن‬
‫عبد الرحن الدغول قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن أب خيثمة قال‪ :‬حدثنا عمرو بن حاد قال‪ :‬حدثنا أسباط‬
‫عن السدي عن أب مالك عن أب صال عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من‬
‫أصحاب النب صلى ال عليه وسلم (إِنّ الّذينَ آمَنوا وَالّذينَ هادوا) الية نزلت هذه الية ف سلمان‬
‫الفارسي وكان من أهل جندي سابور من أشرافهم وما بعد هذه الية نازلة ف اليهود‪.‬‬
‫ب ِبأَيديهِم) الية نزلت ف الذين غيوا صفة النب صلى ال عليه‬
‫وقوله ( َفوَي ٌل لِلّذي َن يَكتُبو َن الكِتا َ‬
‫وسلم وبدلوا نعته قال الكلب بالسناد الذي ذكرنا‪ :‬إنم غيوا صفة النب صلى ال عليه وسلم ف‬
‫ل وكان ربعة أسر صلى ال عليه وسلم وقالوا لصحابم وأتباعهم‪:‬‬
‫كتابم وجعلوه آدم سبطا طوي ً‬
‫انظروا إل صفة النب الذي يبعث ف آخر الزمان ليس يشبه نعت هذا وكانت للحبار والعلماء‬
‫مأكلة من سائر اليهود فخافوا أن يذهبوا مأكلتهم إن بينوا الصفة فمن ث غيوا‪.‬‬
‫قوله (وَقالوا لَن تَ َمسّنا النا ُر إِل َأيّاما مّعدو َدةً) أخبنا إساعيل بن أب القسم الصوف قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫السي العطار قال‪ :‬أخبنا أحد بن السي بن عبد البار قال‪ :‬حدثن أبو القسم عبد ال بن سعد‬
‫الزهري قال‪ :‬حدثن أبو عمرو قال‪ :‬حدثنا أب عن أب إسحاق قال‪ :‬حدثن ممد بن أب ممد عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة ويهود تقول‪ :‬إنا هذه الدنيا‬
‫سبعة آلف سنة إنا يعذب الناس ف النار لكل ألف سنة من أيام الدنيا يوم واحد ف النار من أيام‬
‫الخرة وإنا هي سبعة أيام ث ينقطع العذاب فأنزل ال تعال ف ذلك من قولم (وَقالوا لَن تَ َمسّنا النارُ‬
‫إِل َأيّاما مّعدو َدةً)‪.‬‬
‫وقال ابن عباس ف رواية الضحاك‪ :‬وجد أهل الكتاب ما بي طرف جهنم مسية أربعي قالوا‪ :‬لن‬
‫نعذب ف النار إل ما وجدنا ف التوراة فإذا كان يوم القيامة اقتحموا ف النار فساروا ف العذاب حت‬
‫انتهوا إل سقر وفيها شجرة الزقوم إل آخر يوم من اليام العدودة فقال لم خزنة النار‪ :‬يا أعداء ال‬
‫زعمتم أنكم لن تعذبوا ف النار إل أياما معدودات فقد انقطع العدد وبقي المد‪.‬‬
‫قوله (َافَتَطمَعونَ) الية‪ .‬قال ابن عباس ومقاتل‪ :‬نزلت ف السبعي الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه‬
‫إل ال تعال فلما ذهبوا معه سعوا كلم ال تعال وهو يأمر وينهى ث رجعوا إل قومهم فأما‬
‫الصادقون فأدوا ما سعوا‪ .‬وقالت طائفة منهم‪ :‬سعنا ال من لفظ كلمه يقول‪ :‬إن استطعتم أن تفعلوا‬
‫هذه الشياء فافعلوا وإن شئتم فل تفعلوا ول بأس وعند أكثر الفسرين نزلت الية ف الذين غيوا‬
‫آية الرجم وصفة ممد صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫قوله (وَكانوا مِن قَب ُل يَستَفتِحونَ عَلى الّذينَ َكفَروا) وقال ابن عباس‪ :‬كان يهود خيب تقاتل غطفان‬
‫فكلما التقوا هزمت يهود خيب فعاذت اليهود بذا الدعاء وقالت‪ :‬اللهم إنا نسألك بق النب المي‬
‫الذي وعدتنا أن ترجه لنا ف آخر الزمان إل نصرتنا عليهم قال‪ :‬فكانوا إذا التقوا دعوا بذا الدعاء‬
‫فهزموا غطفان فلما بعث النب صلى ال عليه وسلم كفروا به فأنزل ال تعال (وَكانوا مِن قَبلُ‬
‫يَستَفتِحونَ عَلى الّذينَ َكفَروا) أي بك يا ممد إل قوله (فَلَعَنةُ اَل عَلى الكافِرينَ) وقال السدي‪:‬‬
‫كانت العرب تر بيهود فتلقى اليهود منهم أذى وكانت اليهود تد نعت ممد ف التوراة أن يبعثه ال‬
‫فيقاتلون معه العرب فلما جاءهم ممد صلى ال عليه وسلم كفروا به حسدا وقالوا‪ :‬إنا كانت‬
‫الرسل من بن إسرائيل فما بال هذا من بن إساعيل‪.‬‬
‫قوله (قُل مَن كانَ عَدوّا لِجِبيلَ) الية‪ .‬أخبنا سعيد بن ممد بن أحد الزاهد قال‪ :‬أخبنا السن بن‬
‫أحد الشيبان قال‪ :‬أخبنا الؤمل بن السن قال‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل بن سال قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫نعيم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن الوليد عن بكي عن ابن شهاب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫أقبلت اليهود إل النب صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬يا أبا القاسم نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها‬
‫اتبعناك أخبنا من الذي يأتيك من اللئكة فإنه ليس نب إل يأتيه ملك من عند ربه عز وجل بالرسالة‬
‫بالوحي فمن صاحبك قال‪ :‬جبيل قالوا‪ :‬ذاك الذي ينل بالرب وبالقتال ذاك عدونا لو قلت‬
‫ميكائيل الذي ينل بالطر والرحة اتبعناك فأنزل ال تعال (قُل مَن كانَ َع ُدوّا لِجِبي َل َفإِّنهُ َن َزَلهُ عَلى‬
‫قَلِبكَ) إلِى قوله ( َفإِنَ الَلهَ َع ُدوّ لّلكافِرينَ)‪.‬‬
‫ل َومَلئِكَِتهِ) الية‪ .‬أخبنا أبو بكر الصفهان قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ‬
‫قوله (مَن كانَ َع ُد ّواً ِ‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل بن عثمان قال‪ :‬حدثنا علي بن مسهر عن داود عن‬
‫الشعب قال‪ :‬قال عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬كنت آت اليهود عند دراستهم التوراة فأعجب من‬
‫موافقة القرآن التوراة وموافقة التوراة القرآن فقالوا يا عمر ما أحد أحب إلينا منك قلت ول قالوا‪:‬‬
‫لنك تأتينا وتغشانا قلت‪ :‬إنا أجيء لعجب من تصديق كتاب ال بعضه بعضا وموافقة التوراة‬
‫القرآن وموافقة القرآن التوراة فبينما أنا عندهم ذات يوم إذ مر رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫خلف ظهري فقالوا‪ :‬إن هذا صاحبك فقم إليه فالتفت إليه فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم قد‬
‫دخل خوخة من الدينة فأقبلت عليهم فقلت‪ :‬أنشدكم بال وما أنزل عليكم من كتاب أتعلمون أنه‬
‫رسول ال فقال سيدهم‪ :‬قد نشدكم ال فأخبوه فقالوا‪ :‬أنت سيدنا فأخبه فقال سيدهم‪ :‬إنا نعلم‬
‫أنه رسول ال قال‪ :‬فقلت فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه رسول ال صلى ال عليه وسلم ث ل‬
‫تتبعوه قالوا‪ :‬إن لنا عدوا من اللئكة وسلما من اللئكة فقلت من عدوكم ومن سلمكم قالوا‪:‬‬
‫عدونا جبيل وهو ملك الفظاظة والغلظة والصار والتشديد قلت‪ :‬ومن سلمكم قالوا‪ :‬ميكائيل وهو‬
‫ملك الرأفة واللي والتيسي قلت‪ :‬فإن أشهدكم ما يل لبيل أنه يعادي سلم ميكائيل وما يل‬
‫ليكائيل أن يسال عدو جبيل وإنما جيعا ومن معهما أعداء لن عادوا وسلم لن سالوا ث قمت‬
‫فدخلت الوخة الت دخلها رسول ال صلى ال عليه وسلم فاستقبلن فقال‪ :‬يا ابن الطاب أل‬
‫أقرؤك آيات نزلت علي من قبل قلت‪ :‬بلى فقرأ (قًل مَن كانَ َع ُدوّا ِلجِبيلَ َفِإّنهُ) الية حت بلغ (وَما‬
‫يَك ُفرُ بِها إِل الفاسِقونَ) قلت‪ :‬والذي بعثك بالق ما جئت إل أخبك بقول اليهود فإذا اللطيف‬
‫البي قد سبقن بالب‪ .‬قال عمر‪ :‬فلقد رأيتن أشد ف دين ال من حجر‪.‬‬
‫وقال ابن عباس‪ :‬إن حبا من أحبار اليهود من فدك يقال له عبد ال بن صوريا حاج النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فسأله عن أشياء فلما اتهت الجة عليه قال‪ :‬أي ملك يأتيك من السماء قال‪ :‬جبيل‬
‫ول يبعث ال نبيا إل وهو وليه قال‪ :‬ذاك عدونا من اللئكة ولو كان ميكائيل لمنا بك إن جبيل‬
‫نزل بالعذاب والقتال والشدة فإنه عادانا مرارا كثية وكان أشد ذلك علينا أن ال أنزل على نبينا‬
‫أن بيت القدس سيخرب على يدي رجل يقال له بتنصر وأخبنا بالي الذي يرب فيه فلما كان‬
‫ل من أقوياء بن إسرائيل ف طلب بتنصر ليقتله فانطلق يطلبه حت لقيه ببابل غلما‬
‫وقته بعثنا رج ً‬
‫مسكينا ليست له قوة فأخذه صاحبنا ليقتله فدفع عنه جبيل وقال لصاحبنا‪ :‬إن كان ربكم الذي‬
‫أذن ف هلككم فل تسلط عليه وإن ل يكن هذا فعلى أي حق تقتله فصدقه صاحبنا ورجع إلينا‬
‫وكب بتنصر وقوي وغزانا وخرب بيت القدس فلهذا نتخذه عدوا فأنزل ال هذه الية‪.‬‬
‫وقال مقاتل‪ :‬قالت اليهود‪ :‬كان جبيل عدونا أمر أن يعل النبوة فينا فجعلها ف غينا فأنزل ال هذه‬
‫الية‪.‬‬
‫ت بَيّناتٍ) قال ابن عباس‪ :‬هذا جواب لبن صوريا حيث قال لرسول ال‬
‫قوله ( َوَلقَد أَنزَلنا إِليكَ آيا ٍ‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا ممد ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل عليك من آية بينة فنتبعك با فأنزل ال‬
‫هذه الية‪.‬‬
‫قوله ( َوِاتّبَعوا ما تَتلو الشَياطيُ عَلى مُلكِ سُلَيمانَ) الية‪ .‬أخبن ممد بن عبد العزيز القنطري قال‪:‬‬
‫أخبنا أبو الفضل الدادي قال‪ :‬أخبنا أبو يزيد الالدي قال‪ :‬أخبنا إسحاق بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا‬
‫جدي قال‪ :‬أخبنا حصي بن عبد الرحن عن عمران بن الارث قال‪ :‬بينما نن عند ابن عباس إذ‬
‫قال‪ :‬إن الشياطي كانوا يسترقون السمع من السماء فيجيء أحدهم بكلمة حق فإذا جرب من‬
‫أحدهم الصدق كذب معها سبعي كذبة فيشربا قلوب الناس فاطلع على ذلك سليمان فأخذها‬
‫فدفنها تت الكرسي فلما مات سليمان قام شيطان الطريق فقال‪ :‬أل أدلكم على كن سليمان النيع‬
‫الذي ل كن له مثله قالوا‪ :‬نعم قال‪ :‬تت الكرسي فأخرجوه فقالوا‪ :‬هذا سحر سليمان سحر به‬
‫المم فأنزل ال عذر سليمان ( َواَتّبَعوا ما تَتلو الشَياطيُ عَلى مُلكِ سُلَيما َن وَما َك َف َر سُليمانُ)‪.‬‬
‫وقال الكلب‪ :‬إن الشياطي كتبوا السحر والنارنيات على لسان آصف‪ :‬هذا ما علم آصف بن‬
‫برخيا سليمان اللك ث دفنوها تت مصله حي نزع ال ملكه ول يشعر بذلك سليمان ولا مات‬
‫سليمان استخرجوه من تت مصله وقالوا للناس‪ :‬إنا ملككم سليمان بذا فتعلموه فلما علم علماء‬
‫بن إسرائيل قالوا‪ :‬معاذ ال أن يكون هذا علم سليمان وأما السفلة فقالوا‪ :‬هذا علم سليمان وأقبلوا‬
‫على تعلمه ورفضوا كتب أنبيائهم ففشت اللمة لسليمان فلم تزل هذه حالم حت بعث ال ممدا‬
‫صلى ال عليه وسلم وأنزل ال عذر سليمان على لسانه ونزل براءته ما رمي به فقال ( َواَتّبَعوا ما‬
‫تَتلو الشَياطيُ) الية‪.‬‬
‫أخبنا سعيد بن العياش القرشي كتابة أن الفضل بن زكرياء حدثهم عن أحد بن ندة عن سعيد بن‬
‫منصور عن عثمان بن بشي عن حصيفة قال‪ :‬كان سليمان إذا نبتت الشجرة قال‪ :‬لي داء أنت‬
‫فتقول‪ :‬لكذا وكذا فلما نبتت شجرة الروبة قال‪ :‬لي شيء أنت قالت‪ :‬لراب بيتك قال‪ :‬تربينه‬
‫قالت‪ :‬نعم قال‪ :‬بئس الشجرة أنت فلم يلبث أن توف فجعل الناس يقولون ف مرضاهم‪ :‬لو كان مثل‬
‫سليمان فأخذت الشياطي فكتبوا كتابا وجعلوه ف مصلى سليمان وقالوا‪ :‬نن ندلكم على ما كان‬
‫سليمان يداوي به فانطلقوا فاستخرجوا ذلك فإذا فيه سحر ورقي فأنزل ال تعال (وََاتّبَعوا ما تَتلو‬
‫ك سُلَيمانَ) إل قوله (فَل تَكفُر) قال السري‪ :‬إن الناس ف زمن سليمان كتبوا‬
‫الشَياطيُ عَلى مُل ِ‬
‫السحر فاشتغلوا بتعلمه فأخذ سليمان تلك الكتب فدفنها تت كرسيه وناهم عن ذلك ولا مات‬
‫سليمان وذهب به كانوا يعرفون دفن الكتب فتمثل شيطان على صورة إنسان فأتى نفرا من بن‬
‫إسرائيل وقال‪ :‬هل أدلكم على كن ل تأكلونه أبدا قالوا نعم قال‪ :‬فاحفروا تت الكرسي فحفروا‬
‫فوجدوا تلك الكتب فلما أخرجوها قال الشيطان‪ :‬إن سليمان ضبط الن والنس والشياطي‬
‫والطيور بذا فأخذ بنو إسرائيل تلك الكتب فلذلك أكثر ما يوجد السحر ف اليهود فبأ ال عز‬
‫وجل سليمان من ذلك وأنزل هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (يَا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَقولوا راعِنا) الية‪ .‬قال ابن عباس ف رواية عطاء‪ :‬وذلك أن‬
‫العرب كانوا يتكلمون با فلما سعتهم اليهود يقولونا للنب صلى ال عليه وسلم أعجبهم ذلك‬
‫وكان راعنا ف كلم اليهود سبا قبيحا فقالوا‪ :‬إنا كنا نسب ممدا سرا فالن أعلنوا السب لحمد‬
‫فإنه من كلمه فكانوا يأتون نب ال صلى ال عليه وسلم فيقولون‪ :‬يا ممد راعنا ويضحكون ففطن‬
‫با رجل من النصار وهو سعد بن عبادة وكان عارفا بلغة اليهود وقال‪ :‬يا أعداء ال عليكم لعنة ال‬
‫والذي نفس ممد بيده لئن سعتها من رجل منكم لضربن عنقه فقالوا‪ :‬ألستم تقولونا فأنزل ال‬
‫تعال (ياَأيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَقولوا راعِنا) الية‪.‬‬
‫قوله تعال (ما يَ َودّ الّذينَ َكفَروا مَن أَهلِ الكِتابِ) الية‪ .‬قال الفسرون‪ :‬إن السلمي كانوا إذا قالوا‬
‫للفائهم من اليهود‪ :‬آمنوا بحمد صلى ال عليه وسلم قالوا‪ :‬هذا الذي تدعوننا إليه ليس بي ما‬
‫نن عليه ولوددنا لو كان خيا فأنزل ال تعال تكذيبا لم‪.‬‬
‫ي مِنها) قال الفسرون‪ :‬إن الشركي قالوا‪ :‬أترون إل‬
‫خٍ‬‫قوله تعال (ما نَنسَخ مِن آي ٍة أَو نُنسِها نَأتِ بِ َ‬
‫ممد يأمر أصحابه بأمر ث ينهاهم عنه ويأمرهم بلفه ويقول اليوم قو ًل ويرجع عنه غدا ما هذا ف‬
‫القرآن إل كلم ممد يقوله من تلقاء نفسه وهو كلم يناقض بعضه بعضا فأنزل ال (إِِذا َبدّلنا آَيةً‬
‫ي مّنها) الية‪.‬‬
‫ت بِخَ ٍ‬
‫مَكانَ َآَيةً) الية وأنزل أيضا (ما نَنسَخ مِن َآَيةٍ أَو نُنسِها نَأ ِ‬
‫قوله تعال (أَم تُريدو َن أََن تَسئَلوا َرسُوَلكُم) الية‪ .‬قال ابن عباس نزلت هذه الية ف عبد ال بن أب‬
‫كعب ورهط من قريش قالوا‪ :‬يا ممد اجعل لنا الصفا ذهبا ووسع لنا أرض مكة وفجر النار خللا‬
‫تفجيا نؤمن بك فأنزل ال تعال هذه الية‪ .‬وقال الفسرون‪ :‬إن اليهود وغيهم من الشركي تنوا‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وسلم فمن قائل يقول‪ :‬يأتينا بكتاب من السماء جلة كما أتى موسى‬
‫بالتوراة ومن قائل يقول‪ :‬وهو عبد ال بن أب أمية الخزومي‪ :‬ائتن بكتاب من السماء فيه من رب‬
‫العالي‪ :‬إل ابن أب أمية اعلم أن قد أرسلت ممدا إل الناس ومن قائل يقول‪ :‬لن نؤمن لك أو تأت‬
‫ل فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫بال واللئكة قبي ً‬
‫ي مِن أَه ِل الكِتابِ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬نزلت ف نفر من اليهود قالوا للمسلمي بعد‬
‫قوله ( َودّ كَث ٌ‬
‫وقعة بدر‪ :‬أل تروا إل ما أصابكم ولو كنتم على الق ما هزمتم فارجعوا إل ديننا فهو خي لكم‪.‬‬
‫أخبنا السي بن ممد الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن الفضل قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد‬
‫قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا أبو اليمان قال‪ :‬حدثنا شعيب عن الزهري قال‪ :‬أخبن عبد‬
‫الرحن بن عبد ال بن كعب بن مالك عن أبيه أن كعب بن الشرف اليهودي كان شاعرا وكان‬
‫يهجو النب صلى ال عليه وسلم ويرض عليه كفار قريش ف شعره وكان الشركون واليهود من‬
‫الدينة حي قدمها رسول ال صلى ال عليه وسلم يؤذون النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه أشد‬
‫ي مَن أَه ِل الكِتابِ)‬
‫الذى فأمر ال تعال نبيه بالصب على ذلك والعفو عنهم وفيهم أنزلت ( َودّ كَث ُ‬
‫إل قوله ( َفاِعفوا وَاِصفَحوا)‪.‬‬
‫ت النَصارى عَلى شيءٍ) نزلت ف يهود أهل الدينة ونصارى أهل نران‬
‫قوله (وَقالَتِ اليَهو ُد لَيسَ ِ‬
‫وذلك أن وفد نران لا قدموا على رسول ال صلى ال عليه وسلم أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حت‬
‫ارتفعت أصواتم فقالت اليهود‪ :‬ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بعيسى والنيل وقالت لم‬
‫النصارى‪ :‬ما أنتم على شيء من الدين فكفروا بوسى والتوراة فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله ( َومَن أَظ َلمُ مِمّن مّنَ َع مَساجِدَ الِ) الية نزلت ف ططلوس الرومي وأصحابه من النصارى وذلك‬
‫أنم غزوا بن إسرائيل فقتلوا مقاتلهم وسبوا ذراريهم وحرقوا التوراة وخربوا بيت القدس وقذفوا‬
‫فيه اليف‪ .‬وهذا قول ابن عباس ف رواية الكلب‪ .‬وقال قتادة‪ :‬هو بتنصر وأصحابه غزوا اليهود‬
‫وخربوا بيت القدس وأعانتهم على ذلك النصارى من أهل الروم‪ .‬وقال ابن عباس ف رواية عطاء‪:‬‬
‫نزلت ف مشركي أهل مكة ومنعهم السلمي من ذكر ال تعال ف السجد الرام‪.‬‬
‫ق وَالَغرِبُ) اختلفوا ف سبب نزولا فأخبنا أبو منصور النصوري قال‪ :‬أخبنا علي‬
‫ل الَشرِ ُ‬
‫قوله (وَ ِ‬
‫بن عمر الافظ قال‪ :‬حدثنا أبو ممد إساعيل بن علي قال‪ :‬حدثنا السن بن علي بن شبيب العمري‬
‫قال‪ :‬حدثنا أحد بن عبيد ال العبدي قال‪ :‬وجدت ف كتاب أب قال‪ :‬حدثنا عبد اللك العرزمي قال‪:‬‬
‫حدثنا عطاء بن أب رباح عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم سرية كنت‬
‫فيها فأصابتنا ظلمة فلم نعرف القبلة فقالت طائفة منا‪ :‬قد عرفنا القبلة هي ها هنا قبل الشمال فصلوا‬
‫وخطوا خطوطا وقال بعضنا‪ :‬القبلة ها هنا قبل النوب وخطوا خطوطا فلما أصبحوا وطلعت‬
‫الشمس أصبحت تلك الطوط لغي القبلة فلما وقفنا من سفرنا سألنا النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫ب َفأَينَما ُت َولّوا فََث ّم وَجهُ الِ) أخبنا أبو منصور‬
‫ق وَالَغرِ ُ‬
‫ل الَشرِ ُ‬
‫ذلك فسكت فأنزل ال تعال (وَ ِ‬
‫قال‪ :‬أخبنا علي قال‪ :‬أخبنا يي بن صاعد قال‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل الحشي قال‪ :‬حدثنا‬
‫وكيع‪ .‬قال‪ :‬حدثنا أشعث السمان عن عاصم بن عبيد ال عن عبد ال بن عامر عن ربيعة عن أبيه‬
‫قال‪ :‬كنا نصلي مع النب صلى ال عليه وسلم ف السفر ف ليلة مظلمة فلم يدر كيف القبلة فصلى‬
‫كل رجل منا على حاله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك إل النب صلى ال عليه وسلم فنلت ( َفأَينَما ُتوَلوا‬
‫فََثمّ وَجهُ الِ) ومذهب ابن عمر أن الية نازلة ف أخبنا أبو القسم بن عبدان قال‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫عبد ال الافظ قال‪ :‬حدثنا ممد بن يعقوب قال‪ :‬حدثنا أبو البختري بن عبد ال بن ممد بن شاكر‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو أسامة عن عبد اللك بن سليمان عن سعيد بن جبي عن ابن عمر قال‪ :‬أنزلت ( َفأَينَما‬
‫تُ َولّوا فََث ّم وَجهُ الِ) أي صل حيث توجهت بك راحلتك ف التطوع‪.‬‬
‫وقال ابن عباس ف رواية عطاء‪ :‬إن النجاشي لا توف قال جبيل للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن‬
‫النجاشي توف فصل عليه فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم أصحابه أن يضروا وصفهم ث تقدم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال لم‪ :‬إن ال أمرن أن أصلي على النجاشي وقد توف فصلوا‬
‫عليه فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ف‬
‫أنفسهم‪ :‬كيف نصلي على رجل مات وهو يصلي على غي قبلتنا وكان النجاشي يصلي إل بيت‬
‫القدس حت مات وقد صرفت القبلة إل الكعبة فأنزل ال تعال ( َفأَينَما ُتوَلّوا فََث ّم وَجهُ ال) ومذهب‬
‫ابن عباس أن هذه منسوخة بقوله تعال (وَحَيثُما كُنتُم َفوَلّوا وجو َهكُم شَط َرهُ) فهذا قول ابن عباس‬
‫عند عطاء الراسان‪ .‬وقال‪ :‬أول ما نسخ من القرآن شيئان القبلة قال ال تعال ( َفأَينَما ُت َولّوا فََثمّ‬
‫وَجهُ الِ) قال‪ :‬فصلى رسول ال صلى ال عليه وسلم نو بيت القدس وترك البيت العتيق ث صرفه‬
‫ال تعال إل البيت العتيق‪.‬‬
‫وقال ف رواية ابن أب طلحة الوالب‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا هاجر إل الدينة وكان‬
‫أكثر أهلها اليهود أمره ال أن يستقبل بيت القدس ففرحت اليهود فاستقبلها بضعة عشر شهرا‬
‫وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يب قبلة إبراهيم فلما صرفه ال تعال إليها ارتاب من ذلك‬
‫اليهود وقالوا‪ :‬ما ولهم عن قبلتهم الت كانوا عليها فأنزل ال تعال ( َفأَينَما ُتوَلّوا فََث ّم وَجهُ الِ)‬
‫خذَ الُ ّل ُه وََلدَا) نزلت ف اليهود حيث قالوا‪ :‬عزير ابن ال وف نصارى نران حيث‬
‫وقوله (وَقالُوا ِاتّ َ‬
‫قالوا‪ :‬السيح ابن ال وف مشركي العرب قالوا‪ :‬اللئكة بنات ال‪.‬‬
‫ب الَحيمِ) قال ابن عباس‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ذات‬
‫قوله (وَل تُسئَلُ عَن أَصحا ِ‬
‫يوم‪ :‬ليت شعري ما فعل أبواي فنلت هذه الية وهذا على قراءة من قرأ (وَل تُسَئلُ عَن أَصحابِ‬
‫الَحيمِ) جزما وقال مقاتل‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬لو أنزل ال بأسه باليهود لمنوا‬
‫فأنزل ال تعال (وَل تُسَئلُ عَن أَصحابِ الَحيمِ)‪.‬‬
‫ك اليَهودُ وَل النَصارى) الية‪ .‬قال الفسرون‪ :‬إنم كانوا يسألون النب صلى ال‬
‫قوله ( َولَن تَرضى عَن َ‬
‫عليه وسلم الدنة ويطمعون أنم إذا هادنوه وأمهلهم اتبعوه ووافقوه فأنزل ال تعال هذه الية‪ .‬وقال‬
‫ابن عباس هذا ف القبلة وذلك أن يهود الدينة ونصارى نران كانوا يرجون أن يصلي النب صلى ال‬
‫عليه وسلم إل قبلتهم فلما صرف ال القبلة إل الكعبة شق ذلك عليهم فيئسوا منه أن يوافقهم على‬
‫دينهم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله (الّذينَ آتَينا ُهمُ الكِتابَ يَتلوَنهُ َحقَ تِلوَِتهِ) قال ابن عباس ف رواية عطاء والكلب‪ :‬نزلت ف‬
‫ل من البشة‬
‫أصحاب السفينة الذين أقبلوا مع جعفر بن أب طالب من أرض البشة كانوا أربعي رج ً‬
‫وأهل الشام‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬نزلت فيمن آمن من اليهود‪ .‬وقال قتادة وعكرمة‪ :‬نزلت ف ممد صلى‬
‫ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ب الَوتَ) الية‪ .‬نزلت ف اليهود حي قالوا للنب صلى ال عليه‬
‫ض َر يَعقو َ‬
‫قوله (أَم كُنتُم شُهَدا َء إِذ حَ َ‬
‫وسلم‪ :‬ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية‪.‬‬
‫قوله (وَقالوا كونوا هودَا أَو نَصارى تَهتَدوا) قال ابن عباس‪ :‬نزلت ف رؤوس يهود الدينة‪ :‬كعب بن‬
‫الشرف ومالك بن الصيف وأب ياسر بن أخطب وف نصارى أهل نران وذلك أنم خاصموا‬
‫السلمي ف الدين كل فرقة تزعم أنا أحق بدين ال تعال من غيها فقالت اليهود‪ :‬نبينا موسى أفضل‬
‫النبياء وكتابنا التوراة أفضل الكتب وديننا أفضل الديان وكفرت بعيسى والنيل وممد والقرآن‬
‫وقالت النصارى‪ :‬نبينا عيسى أفضل النبياء وكتابنا أفضل الكتب وديننا أفضل الديان وكفرت‬
‫س ُن ِمنَ‬
‫ل َومَن أَح َ‬
‫بحمد والقرآن‪ .‬وقال كل واحد من الفريقي للمؤمني‪ :‬كونوا على قوله (صِب َغةَ ا ِ‬
‫الِ صِب َغةً) قال ابن عباس‪ :‬إن النصارى كان إذا ولد لحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيام صبغوه ف ماء‬
‫لم يقال له العمودي ليطهروه بذلك ويقولون هذا طهور مكان التان فإذا فعلوا ذلك صار نصرانيا‬
‫حقا فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫سفَهاءُ مِ َن الناسِ) الية‪ .‬نزلت ف تويل القبلة‪.‬‬
‫قوله (سَيَقو ُل ال ُ‬
‫أخبنا ممد بن أحد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا زاهر بن جعفر قال‪ :‬أخبنا السن بن ممد بن مصعب‬
‫قال‪ :‬حدثنا يي بن حكيم قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن رجاء قال‪ :‬حدثنا إسرائيل عن أب إسحاق عن‬
‫الباء قال‪ :‬لا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة فصلى نو بيت القدس ستة عشر شهرا أو‬
‫سبعة عشر شهرا وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يب أن يتوجه نو الكعبة فأنزل ال تعال‬
‫ب وَجهِكَ ف السَماءِ) إل آخر الية فقال السفهاء من الناس وهم اليهود‪ :‬ما ولهم عن‬
‫(قَد نَرى تَقَلّ َ‬
‫ق وَالَغ ِربُ) إل آخر الية رواه البخاري عن عبد‬
‫ل الَشرِ ُ‬
‫قبلتهم الت كانوا عليها قال ال تعال (قُل ِ‬
‫ل لِيُضي َع إِياَنكُم) قال ابن عباس ف رواية الكلب‪ :‬كان رجال من‬
‫ال بن رجاء‪ 0 .‬قوله (وَما كانَ ا ُ‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قد ماتوا على القبلة الول منهم أسعد بن زرارة وأبو أمامة‬
‫أحد بن النجار والباء بن معرور أحد بن سلمة وأناس آخرون جاءت عشائرهم فقالوا‪ :‬يا رسول‬
‫ال توف إخواننا وهم يصلون إل القبلة الول وقد صرفك ال تعال إل قبلة إبراهيم فكيف بإخواننا‬
‫ب وَجهِكَ ف السَماءِ) وذلك أن‬
‫فأنزل ال (وَما كانَ ال ُلِيُضي َع إِيانَكُم) الية ث قال (قَد نَرى َتقَلُ َ‬
‫النب صلى ال عليه وسلم قال لبيل عليه السلم‪ :‬وددت أن ال صرفن عن قبلة اليهود إل غيها‬
‫وكان يريد الكعبة لنا قبلة إبراهيم فقال له جبيل‪ :‬إنا أنا عبد مثلك ل أملك شيئا فسل ربك أن‬
‫يولك عنها إل قبلة إبراهيم ث ارتفع جبيل وجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يدي النظر إل‬
‫السماء رجاء أن يأتيه جبيل با سأله فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو منصور ممد بن ممد النصوري قال‪ :‬أخبنا علي عم الافظ قال‪ :‬حدثنا عبد الوهاب بن‬
‫عيسى قال‪ :‬حدثنا أبو هشام الرفاعي قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش قال‪ :‬حدثنا أبو إسحاق عن‬
‫الباء قال‪ :‬صلينا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد قدومه الدينة سبعة عشر شهرا نو بيت‬
‫ب وَج ِهكَ ف‬
‫القدس ث علم ال عز وجل هوى نبيه صلى ال عليه وسلم فنلت (قَد نَرى َتقَلّ َ‬
‫السَما ِء فَلَُن َولّيَّنكَ قِب َل ًة تَرضاها) الية رواه مسلم عن أب بكر بن أب شيبة عن أب الحوص ورواه‬
‫البخاري عن أب نعيم عن زهي كلها عن أب إسحاق‪.‬‬
‫قوله (الّذينَ َآتَينا ُهمُ الكِتابَ يَعرِفوَنهُ كَما يَعرِفو َن أَبنا َءهُم) الية نزلت ف مؤمن أهل الكتاب عبد ال‬
‫بن سلم وأصحابه كانوا يعرفون رسول ال صلى ال عليه وسلم بنعته وصفته وبعثه ف كتابم كما‬
‫يعرف أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان قال عبد ال بن سلم‪ :‬لنا أشد معرفة برسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم من بأب فقال له عمر بن الطاب‪ :‬وكيف ذاك يا ابن سلم قال‪ :‬لن أشهد أن ممدا‬
‫رسول ال حقا يقينا وأنا ل أشهد بذلك على ابن لن ل أدري ما أحدث النساء فقال عمر‪ :‬وفقك‬
‫ال يا ابن سلم‪.‬‬
‫ل أَمواتٌ) الية‪ .‬نزلت ف قتلى بدر وكانوا بضعة عشر رجلً‬
‫قوله (وَل تَقولوا لِمَن يُقَتلُ ف سَبيلِ ا ِ‬
‫ثانية من النصار وستة من الهاجرين وذلك أن الناس كانوا يقولون للرجل يقتل ف سبيل ال مات‬
‫فلن وذهب عنه نعيم الدنيا ولذتا فأنزل ال هذه الية‪.‬‬
‫قوله (إِ ّن الصَفا وَالَر َوةَ مِن شَعاِئرِ الِ) الية أخبنا سعيد بن ممد بن أحد الزاهد قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫علي بن أب بكر الفقيه قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد بن عبد العزيز قال‪ :‬حدثنا مصعب بن عبد ال‬
‫الدميي قال‪ :‬حدثن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬أنزلت هذه الية ف النصار كانوا‬
‫يجون لناة وكانت مناة حذو قدد وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بي الصفا والروة فلما جاء السلم‬
‫سألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عن ذلك فأنزل ال تعال هذه الية رواه البخاري عن عبد ال‬
‫بن يوسف عن مالك‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر التميمي قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ والافظ قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا‬
‫سهل العسكري قال‪ :‬حدثنا يي بن عبد الرحن عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬أنزلت هذه‬
‫الية ف ناس من النصار كانوا إذا أهلوا لناة ف الاهلية ل يل لم أن يطوفوا بي الصفا والروة فلما‬
‫قدموا مع النب صلى ال عليه وسلم ف الج ذكروا ذلك له فأنزل ال تعال هذه الية‪ .‬رواه مسلم‬
‫عن أب بكر بن أب شيبة عن أب أسامة عن هشام‪.‬‬
‫وقال أنس بن مالك‪ :‬كنا نكره الطواف بي الصفا والروة لنما كانا من مشاعر قريش ف الاهلية‬
‫فتركناه ف السلم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال عمرو بن السي‪ :‬سألت ابن عمر عن هذه الية فقال‪ :‬انطلق إل ابن عباس فسله فإنه أعلم‬
‫من بقي با أنزل على ممد صلى ال عليه وسلم فأتيته فسألته فقال‪ :‬كان على الصفا صنم على‬
‫صورة رجل يقال له إساف وعلى الروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة فزعم أهل الكتاب أنما‬
‫زنيا ف الكعبة فمسخهما ال تعال حجرين ووضعهما على الصفا والروة ليعتب بما فلما طالت الدة‬
‫عبدا من دون ال تعال فكان أهل الاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا الوثني فلما جاء السلم‬
‫وكسرت الصنام كره السلمون الطواف لجل الصنمي فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال السدي كان ف الاهلية تعزف الشياطي بالليل بي الصفا والروة وكانت بينهما آلة فلما ظهر‬
‫السلم قال السلمون‪ :‬يا رسول ال ل نطوف بي الصفا والروة فإنه شرك كنا نصنعه ف الاهلية‬
‫فأنزل ال تعال هذه الية‪ .‬أخبنا منصور بن عبد الوهاب البزار قال‪ :‬أخبنا ممد بن أحد بن سنان‬
‫قال‪ :‬أخبنا حامد بن ممد بن شعيب قال‪ :‬أخبنا ممد بن بكار قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن زكريا عن‬
‫عاصم عن أنس بن مالك قال‪ :‬كانوا يسكون عن الطواف بي الصفا والروة وكانا من شعار‬
‫الاهلية وكنا نتقي الطواف بما فأنزل ال تعال (إِ ّن الصَفا وَالَر َو َة مِن شَعاِئرِ الِ) الية‪ .‬رواه‬
‫البخاري عن أحد بن ممد عن عبد ال بن عاصم‪ .‬قوله (إِنّ الّذي َن يَكتُمونَ ما أَنزَلنا ِم َن البَيّناتِ‬
‫وَالُدى) نزلت ف علماء أهل الكتاب وكتمانم آية الرجم وأمر ممد صلى ال عليه وسلم‪ .‬قوله‬
‫ت وَالَرضِ) الية أخبنا عبد العزيز بن طاهر التميمي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن‬
‫(إِنّ ف خَلقِ السَمَوا ِ‬
‫مطر قال‪ :‬قال أخبنا أبو عبد ال الزيادي قال‪ :‬حدثنا موسى بن مسعود النهدي قال‪ :‬حدثنا شبل‬
‫عن ابن أب نيح عن عطاء قال‪ :‬أنزلت بالدينة على النب صلى ال عليه وسلم (وَِإ ُلكُم ِإلَ ٌه وا ِحدٌ لّا‬
‫ح ُن الرَحيمُ) فقالت كفار قريش بكة كيف يسع الناس إله واحد فأنزل ال تعال (إِنّ ف‬
‫ِإلَ َه ِإلّا ُهوَ الرّ َ‬
‫ت ّلقَو ٍم يَعقِلونَ) أخبنا أبو بكر‬
‫ف اللَي ِل وَالنَهارِ) حت بلغ (ليا ٍ‬
‫ض وَاِختِل ِ‬
‫خَلقِ السَمَواتِ وَالَر ِ‬
‫الصفهان قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد الافظ قال‪ :‬حدثنا أبو يي الداري قال‪ :‬حدثنا سهل بن‬
‫عثمان قال‪ :‬حدثنا أبو الحوص عن سعيد بن مسروق عن أب الضحى قال‪ :‬لا نزلت هذه الية‬
‫(وَِإ ُلكُم ِإلَ ٌه وا ِحدٌ) تعجب الشركون وقالوا‪ :‬إله واحد إن كان صادقا فليأتنا بآية فأنزل ال تعال (إِنّ‬
‫ض حَللً طَيّبا) قال‬
‫ت وَالَرضِ) إل آخر الية‪ .‬قوله (يا َأيّها الناسُ كُلوا مِمّا ف الَر ِ‬
‫ف خَلقِ السَمَوا ِ‬
‫الكلب‪ :‬نزلت ف ثقيف وخزاعة وعامر بن صعصعة حرموا على أنفسهم من الرث والنعام وحرموا‬
‫ل ِمنَ الكِتابِ) قال الكلب‬
‫البحية والسائبة والوصيلة والامي‪ .‬قوله (إِ ّن الّذينَ يَكتُمو َن ما أَنزَلَ ا ُ‬
‫عن ابن عباس‪ :‬نزلت ف رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سفلتهم الدايا وكانوا يرجون‬
‫أن يكون النب البعوث منهم فلما بعث من غيهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم فعمدوا إل‬
‫صفة ممد صلى ال بن صرمة النصاري كان صائما فلما حضر الفطار أتى امرأته فقال‪ :‬هل‬
‫عندك طعام قالت ل ولكن أنطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عيناه وجاءته امرأته فلما رأته‬
‫قالت‪ :‬خيبة لك فأصبح صائما فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم‬
‫ث إِل نِسائِكُم) ففرحوا با فرحا شديدا رواه البخاري‬
‫فنلت هذه الية (أُ ِحلّ َلكُم لَي َل َة الصِيامِ ال َرفَ ُ‬
‫عن عبد ال بن موسى عن إسرائيل‪.‬‬
‫أخبنا السن بن ممد الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن الفضل قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن السن‬
‫الافظ قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا هشام بن عمار قال‪ :‬حدثنا يي بن حزة قال‪ :‬حدثنا‬
‫إسحاق بن أب قدوة عن الزهري أنه حدثه عن القاسم بن ممد قال‪ :‬إن بدء الصوم كان يصوم‬
‫الرجل من عشاء إل عشاء فإذا نام ل يصل إل أهله بعد ذلك ول يأكل ول يشرب حت جاء عمر إل‬
‫امرأته فقالت‪ :‬إن قد نت فوقع با وأمسى صرمة بن أنس صائما فنام قبل أن يفطر وكانوا إذا ناموا‬
‫ل يأكلوا ول يشربوا فأصبح صائما وكاد الصوم يقتله فأنزل ال عز وجل الرخصة قال (فَتابَ عَلَيكُم‬
‫وَعَفا عَنكُم) الية‪.‬‬
‫أخبنا سعيد بن ممد الزاهد قال‪ :‬أخبنا جدي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو اليي قال‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫يي قال‪ :‬حدثنا ابن أب مري قال‪ :‬أخبنا أبو حسان قال‪ :‬حدثن أبو حازم عن سهل بن سعد قال‪:‬‬
‫ط السوَدِ) ول ينل (مِنَ‬
‫ط البيَضُ ِم َن الَي ِ‬
‫نزلت هذه الية (وَكُلوا َواِشرَبوا حَتّى يَتَبَّينَ َل ُكمُ الَي ُ‬
‫الفَجرِ) وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم ف رجليه اليط البيض واليط السود فل يزال‬
‫يأكل ويشرب حت يتبي له زيهما فأنزل ال تعال بعد ذلك ( ِم َن الفَجرِ) فعلموا أنا يعن بذلك الليل‬
‫والنهار رواه البخاري عن ابن أب مري‪ .‬ورواه مسلم عن ممد بن سهل عن ابن أب مري‪.‬‬
‫قوله (وَل تأكُلوا أَمواَلكُم بَيَنكُم بِالبا ِطلِ) الية قال مقاتل بن حيان‪ :‬نزلت هذه الية ف امرئ القيس‬
‫بن عابس الكندي وف عبدان بن أشوع الضرمي وذلك أنما اختصما إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ف أرض وكان امرؤ القيس الطلوب وعبدان الطالب فأنزل ال تعال هذه الية فحكم عبدان ف‬
‫أرضه ول ياصمه‪.‬‬
‫قوله (يَسأَلونَكَ َع ِن الهِ َلةِ) الية قال معاذ بن جبل‪ :‬يا رسول ال إن اليهود تغشانا ويكثرون مسئلتنا‬
‫عن الهلة فأنزل ال تعال هذه الية‪ .‬وقال قتادة‪ :‬ذكر لنا أنم سألوا نب ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ت لِلناسِ وَالَجّ)‪ .‬وقال الكلب‪ :‬نزلت ف معاذ‬
‫ل خلقت هذه الهلة فأنزل ال تعال (قُل ِه َي مَواقي ُ‬
‫بن جبل وثعلبة بن عنمة وها رجلن من النصار قال‪ :‬يا رسول ال ما بال اللل يبدو فيطلع دقيقا‬
‫مثل اليط ث يزيد حت يعظم ويستوي ويستدير ث ل يزال ينقص ويدق حت يكون كما كان ل‬
‫يكون على حال واحدة فنلت هذه الية‪.‬‬
‫ت مِن ظُهورِها) أخبنا ممد بن إبراهيم الزكي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو‬
‫س الِبرّ ِبأََن تَأتوا البُيو َ‬
‫قوله ( َولَي َ‬
‫بن مطر قال‪ :‬أخبنا أبو خليفة قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد والحوص قال‪ :‬حدثنا شعبة قال‪ :‬أنبأنا أبو‬
‫إسحاق قال‪ :‬سعت الباء يقول‪ :‬كانت النصار إذا حجوا فجاءوا ل يدخلون من أبواب بيوتم‬
‫ولكن من ظهورها فجاء رجل فدخل من قبل باب فكأنه عي بذلك فنلت هذه الية رواه البخاري‬
‫عن أب الوليد ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر التميمي قال‪ :‬حدثنا أبو الشيخ قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل بن‬
‫عبيدة قال‪ :‬حدثنا عبيدة عن العمش عن أب سفيان عن جابر قال‪ :‬كانت قريش تدعى المس‬
‫وكانوا يدخلون من البواب ف الحرام وكانت النصار وسائر العرب ل يدخلون من باب ف‬
‫الحرام فبينما رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر‬
‫النصاري فقالوا‪ :‬يا رسول ال إن قطبة بن عامر رجل فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال له‪ :‬ما‬
‫حلك على ما صنعت قال‪ :‬رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت قال‪ :‬إن أحسي قال‪ :‬فإن دين دينك‬
‫ت مِن ظُهورِها)‪.‬‬
‫س البِ ّر ِبأََن تَأتوا البُيو َ‬
‫فأنزل ال ( َولَي َ‬
‫وقال الفسرون‪ :‬كان الناس ف الاهلية وف أول السلم إذا أحرم الرجل منهم بالج أو العمرة ل‬
‫يدخل حائطا ول بيتا ول دارا من بابه فإن كان من أهل الدن نقب نقبا ف ظهر بيته منه يدخل‬
‫ويرج أو يتخذ سلما فيصعد فيه وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف اليمة والفسطاط ول‬
‫يدخل من الباب حت يل من إحرامه ويرون ذلك ذما إل أن يكون من المس وهم قريش وكنانة‬
‫وخزاعة وثقيف وخثعم وبنو عامر بن صعصعة وبنو النضر بن معاوية سوا حسا لشدتم ف دينهم‬
‫قالوا‪ :‬فدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم بيتا لبعض النصار فدخل رجل من النصار‬
‫على إثره من الباب وهو مرم فأنكروا عليه فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل دخلت من‬
‫الباب وأنت مرم فقال‪ :‬رأيتك دخلت من الباب فدخلت على إثرك فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬إن أحسي قال الرجل‪ :‬إن كنت أحسيا فإن أحسي ديننا واحد رضيت بديك وستك‬
‫ودينك فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله (وَقاتِلوا ف سَبيلِ الِ الّذينَ يُقاتِلونَكُم) الية قال الكلب عن أب صال عن ابن عباس‪ :‬نزلت‬
‫هذه اليات ف صلح الديبية وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا صد عن البيت هو‬
‫وأصحابه نر الدي بالديبية ث صاله الشركون على أن يرجع عامه ث يأت القابل على أن يلو له‬
‫مكة ثلث أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما شاء وصالهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما كان‬
‫العام القبل تهز رسول ال صلى ال عليه وسلم لعمرة القضاء وخافوا أن ل تفي لم قريش بذلك‬
‫وأن يصدوهم عن السجد الرام ويقاتلوهم وكره أصحابه قتالم ف الشهر الرام ف الرم فأنزل ال‬
‫تعال (وَقاتِلوا ف سَبيلِ الِ الّذينَ يُقاتِلونَكُم) يعن قريشا‪.‬‬
‫قوله (الشَهرُ الَرا ُم بِالشَه ِر الَرامِ) الية قال قتادة‪ :‬أقبل نب ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه ف‬
‫ذي القعدة حت إذا كانوا بالديبية صدهم الشركون فلما كان العام القبل دخلوا مكة فاعتمروا ف‬
‫ذي القعدة وأقاموا با ثلث ليال وكان الشركون قد فجروا عليه حي ردوه يوم الديبية فأقصه ال‬
‫تعال منهم فأنزل (الشَه ُر الَرا ُم بِالشَهرِ الَرامِ) الية‪.‬‬
‫ل وَل تُلقوا ِبأَيديكُم إِل التَهلُ َكةِ) أخبنا سعيد بن ممد الزاهد قال‪ :‬أخبنا‬
‫قوله ( َوأَنفِقوا ف سَبيلِ ا ِ‬
‫أبو علي بن أب بكر الفقيه قال‪ :‬أخبنا أحد بن السي بن النيد قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن أيوب قال‪:‬‬
‫حدثنا هشيم عن داود عن الشعب قال‪ :‬نزلت ف النصار أمسكوا عن النفقة ف سبيل ال تعال‬
‫فنلت هذه الية‪ .‬وبذا السناد عن هشيم حدثنا إساعيل بن أب خالد عن عكرمة قال‪ :‬نزلت ف‬
‫النفقات ف سبيل ال‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر الهرجان قال‪ :‬أخبنا أبو عبد ال بن بطة قال‪ :‬أخبنا أبو القاسم البغوي قال‪ :‬حدثنا‬
‫هدبة بن خالد قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن داود عن الشعب عن الضحاك عن ابن أب جبي قال‪:‬‬
‫كانت النصار يتصدقون ويطعمون ما شاء ال فأصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل ال عز وجل هذه‬
‫الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو منصور البغدادي قال‪ :‬أخبنا أبو السن السراج قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال الضرمي‬
‫قال‪ :‬حدثنا هدبة قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن ساك بن حرب عن النعمان بن بشي ف قول ال عز‬
‫وجل (وَل تُلقوا ِبأَيديكُم إِل التَه ُلكَةِ) قال‪ :‬كان الرجل يذنب الذنب فيقول‪ :‬ل يغفر ل فأنزل ال‬
‫هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو القاسم بن عبدان قال‪ :‬حدثنا ممد بن حدويه قال‪ :‬حدثنا ممد بن صال بن هانء قال‪:‬‬
‫حدثنا أحد بن ممد بن أنس القرشي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن يزيد القري قال‪ :‬حدثنا حيوة بن شريح‬
‫قال‪ :‬أخبن يزيد بن أب حبيب قال‪ :‬أخبن الكم بن عمران قال‪ :‬كنا بالقسطنطينية وعلى أهل‬
‫مصر عقبة بن عامر الهن صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد‬
‫صاحب رسول ال صلى ال عليه وسلم فخرج من الدينة صف عظيم من الروم وصففنا لم صفا‬
‫عظيما من السلمي فحمل رجل من السلمي على صف الروم حت دخل فيهم ث خرج إلينا مقبلً‬
‫فصاح الناس فقالوا‪ :‬سبحان ال ألقى بيديه إل التهلكة فقام أبو أيوب النصاري صاحب رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أيها الناس إنكم تتأولون هذه الية على غي التأويل وإنا أنزلت هذه‬
‫الية فينا معشر النصار إنا لا أعز ال تعال دينه وكثر ناصريه قلنا بعضنا لبعض سرا من رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن أموالنا قد ضاعت فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها فأنزل ال تعال‬
‫ل وَل تُلقوا ِبأَيديكُم إِل التَهلُ َكةِ) ف القامة‬
‫ف كتابه يرد علينا ما همنا به فقال ( َوأَنفِقوا ف سَبيلِ ا ِ‬
‫الت أردنا أن نقيم ف الموال فنصلحها فأمرنا بالغزو فما زال أبو أيوب غازيا ف سبيل ال حت‬
‫قبضه ال عز وجل‪.‬‬
‫قوله (فَمَن كا َن مِنكُم مّريضا أَو بِ ِه أَذىً مّن رّأسِهِ) أخبنا الستاذ أبو طاهر الزيادي قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫طاهر ممد بن السن الباذي قال‪ :‬حدثنا العباس الدوري قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن موسى قال‪ :‬حدثنا‬
‫إسرائيل عن عبد الرحن الصفهان عن عبد ال بن معقل عن كعب بن عجرة قال‪ :‬ف نزلت هذه‬
‫الية (فَمَن كا َن مِنكُم مّريضا أَو ِب ِه أَذىً مّن رّأسِهِ) وقع القمل ف رأسي فذكرت ذلك للنب صلى‬
‫ال عليه وسلم فقال‪ :‬احلق وافده صيام ثلثة أيام أو النسك أو أطعم ستة مساكي لكل مسكي‬
‫صاع‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن إبراهيم الزكي قال‪ :‬حدثنا أبو عمرو بن مطر إملء قال‪ :‬أخبنا أبو خليفة قال‪:‬‬
‫حدثنا مسدد عن بشر قال‪ :‬حدثنا ابن عون عن ماهد عن عبد الرحن بن أب ليلى قال‪ :‬قال كعب‬
‫بن عجرة‪ :‬ف أنزلت هذه الية أتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أدنه فدنوت مرتي أو‬
‫ثلثا فقال‪ :‬أيؤذيك هوامك قال ابن عون‪ :‬وأحسبه قال نعم فأمرن بصيام أو صدقة أو نسك ما‬
‫تيسر‪ .‬رواه مسلم عن أب موسى عن ابن أب عدي عن ابن عون‪.‬‬
‫أخبنا أبو نصر أحد بن عبيد ال الخلدي قال‪ :‬أخبنا أبو السن السراج قال‪ :‬أخبنا ممد بن يي‬
‫بن سليمان الروزي قال‪ :‬حدثنا عاصم بن علي قال‪ :‬حدثنا شعبة قال‪ :‬أخبن عبد الرحن الصفهان‬
‫قال‪ :‬سعت عبد ال بن معقل قال‪ :‬وقفت إل كعب بن عجرة ف هذا السجد مسجد الكوفة فسألته‬
‫سكٍ) قال‪ :‬حلت إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ص َدقَ ٍة أَو ُن ُ‬
‫عن هذه الية ( َففِدَيةٌ مّن صِيا ٍم أَو َ‬
‫والقمل يتناثر على وجهي فقال‪ :‬ما كنت أرى أن الهد بلغ منك هذا ما تد شاة قلت ل فنلت‬
‫سكٍ) قال‪ :‬صم ثلثة أيام أو أطعم ستة مساكي لكل‬
‫ص َدقَ ٍة أَو ُن ُ‬
‫هذه الية (فَفِديَ ٌة مّن صِيا ٍم أَو َ‬
‫مسكي نصف صاع من طعام‪.‬‬
‫فنلت ف خاصة ولكم عامة‪ .‬رواه البخاري عن أحد بن أب إياس وأب الوليد ورواه مسلم عن بندار‬
‫عن غندر كلهم عن شعبة‪.‬‬
‫أخبنا أبو إبراهيم إساعيل بن إبراهيم الصوف قال‪ :‬أخبنا ممد بن علي الغفاري قال‪ :‬أخبنا‬
‫إسحاق بن ممد قال‪ :‬حدثنا جدي قال‪ :‬حدثنا الغية الصقلن قال‪ :‬حدثنا عمر بن بشر الكي عن‬
‫عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬لا نزلنا الديبية جاء كعب بن عجرة تنتثر هوام رأسه على جبهته فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال هذا القمل قد أكلن قال‪ :‬احلق وافده قال‪ :‬فحلق كعب فنحر بقرة فأنزل ال عز وجل‬
‫ى مّن رَأ ِسهِ) الية قال ابن عباس‪ :‬قال رسول ال‬
‫ف ذلك الوقف (فَمَن كا َن مِنكُم مّريضا أَو ِب ِه أَذ ً‬
‫صلى ال عليه وسلم (الصيام ثلثة أيام والنسك شاة أخبنا ممد بن ممد النصوري قال‪ :‬أخبنا‬
‫علي بن عامر الافظ قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن الهدي قال‪ :‬حدثنا طاهر بن عيسى التميمي قال‪ :‬حدثنا‬
‫زهي بن عباد قال‪ :‬حدثنا مصعب بن ماهان عن سفيان الثوري عن ابن أب نيح عن ماهد عن عبد‬
‫الرحن بن أب ليلى عن كعب بن عجرة مر به رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يوقد تت قدر له‬
‫بالديبية فقال‪ :‬أيؤذيك هوام رأسك قال‪ :‬نعم قال‪ :‬احلق فأنزلت هذه الية (فَمَن كا َن مِنكُم مَريضا‬
‫سكٍ) قال‪ :‬فالصيام ثلثة أيام والصدقة فرق بي‬
‫ص َدقَ ٍة أَو ُن ُ‬
‫ى مّن رّأ ِسهِ َففِديَ ٌة مّن صِيا ٍم أًو َ‬
‫أَو ِبهِ أَذ ً‬
‫ستة مساكي والنسك شاة‪.‬‬
‫قوله ( َوَتزَوّدوا َفإِ ّن خَيَ الزادِ التَقوى) أخبنا عمر بن عمر الزكي قال‪ :‬حدثنا ممد بن مكي قال‪:‬‬
‫أخبنا ممد بن يوسف قال‪ :‬أخبنا ممد بن إساعيل قال‪ :‬حدثن يي بن بشي قال‪ :‬حدثنا شبابة‬
‫عن ورقاء عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كان أهل اليمن يجون ول يتزودون‬
‫يقولون نن التوكلون فإذا قدموا مكة سألوا الناس فأنزل ال عز وجل ( َوَتزَوّدوا َفإِ ّن خَيَ الزادِ‬
‫التَقوى)‪ .‬وقال عطاء بن أب رباح‪ :‬كان الرجل يرج فيحمل كله على غيه فأنزل ال تعال‬
‫ي الزادِ التَقوى)‪.‬‬
‫(وََت َزوّدوا َفإِ ّن خَ َ‬
‫ل مّن ّرّبكُم) الية أخبنا منصور بن عبد الوهاب البزار أخبنا‬
‫ح أَن تَبتَغوا فَض ً‬
‫قوله (لَيسَ عَلَيكُم جُنا ٌ‬
‫أبو عمرو ممد بن أحد البي عن شعيب بن الزارع قال‪ :‬أخبنا عيسى بن مساور قال‪ :‬حدثنا‬
‫مروان بن معاوية الفزاري قال‪ :‬حدثنا العلء بن السيب عن أب أمامة التميمي قال‪ :‬سألت ابن عمر‬
‫فقلت‪ :‬إنا قوم ذوو كرى ف هذا الوجه وإن قوما يزعمون أنه ل حج لنا قال‪ :‬ألستم تلبون ألستم‬
‫ل سأل النب صلى ال عليه وسلم عما‬
‫تطوفون بي الصفا والروة ألستم ألستم قال‪ :‬بلى قال‪ :‬إن رج ً‬
‫ل مّن ّربّكُم) فدعاه فتل عليه‬
‫ح أَن تَبتَغوا فَض ً‬
‫سألت عنه فلم يرد عليه حت نزلت (لَيسَ عَلَيكُم جُنا ٌ‬
‫حي نزلت فقال‪ :‬أنتم الجاج‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر التميمي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد بن خشنام قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪:‬‬
‫حدثنا سهل بن عثمان قال‪ :‬حدثنا يي بن أب زائدة عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬كان ذو الجاز وعكاظ متجر ناس ف الاهلية فلما جاء السلم كأنم كرهوا ذلك حت‬
‫ل مِن ّرّبكُم) ف مواسم الج‪.‬‬
‫نزلت (لَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَبتَغوا فَض ً‬
‫وروى ماهد عن ابن عباس قال‪ :‬كانوا يتقون البيوع والتجارة ف الج يقولون أيام ذكر ال فأنزل‬
‫ل مّن ّربّكُم) فاتروا‪.‬‬
‫ح أَن تَبتَغوا فَض ً‬
‫ال تعال (لَيسَ عَلَيكُم جُنا ٌ‬
‫ث أَفاضَ الناسُ) أخبنا التميمي بالسناد الذي ذكرناه عن يي بن هشام بن‬
‫قوله (ُث ّم أَفيضوا مِن حَي ُ‬
‫عروة عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬كانت العرب تفيض من عرفات وقريش ومن دان أخبنا ممد بن‬
‫أحد بن جعفر الزكي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن زكريا قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد الرحن‬
‫السرخسي قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن أب خيثمة قال‪ :‬حدثنا حاد بن يي قال‪ :‬حدثنا نصر بن كوسة‬
‫قال‪ :‬أخبن عمرو بن دينار قال‪ :‬أخبن ممد بن جبي بن مطعم عن أبيه قال‪ :‬أضللت بعيا ل يوم‬
‫عرفة فخرجت أطلبه بعرفة فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم واقفا مع الناس بعرفة فقلت‪ :‬هذا‬
‫من المس ماله ها هنا قال سفيان‪ :‬والحس‪ :‬الشديد الشحيح على دينه وكانت قريش تسمى‬
‫المس فجاءهم الشيطان فاستهواهم فقال لم‪ :‬إنكم إن عظمتم غي حرمكم استخف الناس برمكم‬
‫فكانوا ل يرجون من الرم ويقفون بالزدلفة فلما جاء السلم أنزل ال عز وجل (ثُ ّم أَفيضوا مِن‬
‫ض الناسُ) يعن عرفة رواه مسلم عن عمر والناقد عن ابن عيينة‪.‬‬
‫ث أَفا َ‬
‫حَي ُ‬
‫قوله ( َفإِذا قَضَيتُم مّنا ِسكَكُم َفاِذكُروا الَ َكذِكرِكُم آَباءَكُم) الية قال ماهد‪ :‬كان أهل الاهلية إذا‬
‫اجتمعوا بالوسم ذكروا فعل آبائهم ف الاهلية وأيامهم وأنسابم فتفاخروا فأنزل ال تعال ( َفاِذكُروا‬
‫الَ َكذِكرِكُم آَباءَكُم أَو َأشَ ّد ذِكرا)‪.‬‬
‫وقال السن‪ :‬كانت العراب إذا حدثوا وتكلموا يقولون‪ :‬وأبيك إنم لفعلوا كذا وكذا فأنزل ال‬
‫تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله ( َو ِمنَ الناسِ مَن يُعجُِبكَ قَوُلهُ ف الَيا ِة الدًنيا) الية قال السدي نزلت ف الخنس بن شريق‬
‫الثقفي وهو حليف بن زهرة أقبل إل النب صلى ال عليه وسلم إل الدينة فأظهر له السلم‬
‫وأعجب النب صلى ال عليه وسلم ذلك منه وقال‪ :‬إنا جئت أريد السلم وال يعلم إن لصادق‬
‫وذلك قوله ويشهد ال على ف قلبه ث خرج من عند رسول ال صلى ال عليه وسلم فمر بزرع‬
‫لقوم من السلمي وحر فأحرق الزرع وعقر المر فأنزل ال تعال فيه (وَإِذا َت َولّى سَعى ف الَرضِ‬
‫ك الَرثَ وَالنَسلَ)‪.‬‬
‫س َد فيها َويُهلِ َ‬
‫لِيُف ِ‬
‫سهُ اِبتِغا َء مَرضاةِ الِ) قال سعيد بن السيب‪ :‬أقبل صهيب مهاجرا نو‬
‫قوله ( َو ِمنَ الناسِ مَن يَشري نَف َ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش من الشركي فنل عن راحلته ونثر ما ف كنانته‬
‫وأخذ قوسه ث قال‪ :‬يا معشر قريش لقد علمتم أن من أرماكم رجلً واي ال ل تصلون إل حت‬
‫أرمي با ف كنانت ث أضرب بسيفي ما بقي ف يدي منه شيء ث افعلوا ما شئتم قالوا‪ :‬دلنا على بيتك‬
‫ومالك بكة ونلي عنك وعاهدوه إن دلم أن يدعوه ففعل فلما قدم على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫سهُ اِبتِغاءَ مَرضاةِ الِ) وقال‬
‫س مَن يَشري نَف َ‬
‫قال‪ :‬أبا يي ربح البيع ربح البيع وأنزل ال (وَ ِمنَ النا ِ‬
‫الفسرون‪ :‬أخذ الشركون صهيبا فعذبوه فقال لم صهيب‪ :‬إن شيخ كبي ل يضركم أمنكم كنت أم‬
‫من غيكم فهل لكم أن تأخذوا مال وتذرون ودين ففعلوا ذلك وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة‬
‫فخرج إل الدينة فتلقاه أبو بكر وعمر ورجال فقال له أبو بكر‪ :‬ربح بيعك أبا يي فقال صهيب‪:‬‬
‫وبيعك فل بس ما إل وكنت أمنعها الناس فأتان ابن عم ل فخطبها فأنكحتها إياه فاصطحبا ما‬
‫شاء ال ث طلقها طلقا له رجعة ث تركها حت انقضت عدتا فخطبها مع الطاب فقلت‪ :‬منعتها‬
‫الناس وزوجتك إياها ث طلقتها طلقا له رجعة ث تركتها حت انقضت عدتا فلما خطبت إل أتيتن‬
‫تطبها ل أزوجك أبدا فأنزل ال تعال (وَإِذا طَلّقُتمُ النِسا َء فَبَلَغنَ َأجَ ّل ُهنّ فَل تَعضُلوهُ ّن أَن يَنكِحنَ‬
‫أَزوا َجهُنّ) فكفرت عن يين وأنكحتها إياه‪.‬‬
‫أخبنا إساعيل بن أب القاسم النصراباذي قال‪ :‬أخبنا أبو ممد عبد ال بن إبراهيم بن الثن أخبنا‬
‫أبو مسلم إبراهيم بن عبد ال البصري قال‪ :‬حدثنا حجاج بن منهال قال‪ :‬حدثنا مبارك بن فضالة عن‬
‫السن أن معقل بن يسار زوج أخته من رجل من السلمي وكانت عنده ما كانت فطلقها تطليقة ث‬
‫تركها ومضت العدة فكانت أحق بنفسها فخطبها مع الطاب فرضيت أن ترجع إليه فخطبها إل‬
‫معقل بن يسار فغضب معقل وقال‪ :‬أكرمتك با فطلقتها ل وال ل ترجع إليك بعدها قال السن‪:‬‬
‫علم ال حاجة الرجل إل امرأته وحاجة الرأة إل بعلها فأنزل ال تعال ف ذلك القرآن ( َوإِذا طَلّقُتمُ‬
‫النِسا َء فَبَلَغنَ أَجَ َل ُهنّ فَل تَعضُلوهنّ أَن يَنكِحنَ أَزواجَ ُه ّن إِذا تَراضوا بَيَنهُم بِالَعروفِ) إل آخر الية‬
‫قال‪ :‬فسمع ذلك معقل بن يسار فقال‪ :‬سعا لرب وطاعة فدعا زوجها فقال‪ :‬أزوجك وأكرمك‬
‫فزوجها إياه‪.‬‬
‫أخبنا سعيد بن ملي بن أحد الشاهد أخبنا جدي أخبنا أبو عمر الزري قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي‬
‫قال‪ :‬حدثنا عمر بن حاد قال‪ :‬حدثنا أسباط عن السدي عن رجاله قال‪ :‬نزلت ف جابر بن عبد ال‬
‫النصاري كانت له بنت عم فطلقها زوجها تطليقة فانقضت عدتا ث رجع يريد رجعتها فأب جابر‬
‫وقال‪ :‬طلقت ابنة عمنا ث تريد أن تنكحها وكانت الرأة تريد زوجها قد رضيت به فنلت فيهم‬
‫الية‪.‬‬
‫قوله (وَالّذينَ يَُت َوفّونَ مِنكُم َوَيذَرونَ أَزواجا وَصِّيةً لِأزوا ِجهِم) الية أخبنا أبو عمر ممد بن عبد‬
‫العزيز الروزي ف كتابه أخبنا أبو الفضل الدادي أخبنا ممد بن يي بن خالد أخبنا إسحاق بن‬
‫ل من أهل الطائف قدم الدينة وله‬
‫إبراهيم التلي قال‪ :‬حدث عن ابن حيان ف هذه الية أن رج ً‬
‫أولد رجال ونساء ومعه أبواه وامرأته فمات بالدينة فرفع ذلك إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فأعطى الوالدين وأعطى أولده بالعروف ول يعط امرأته شيئا غي أنه أمرهم أن ينفقوا عليها من‬
‫تركة زوجها إل الول‪.‬‬
‫قوله (ل إِكراهَ ف الدّينِ) أخبنا ممد بن أحد بن جعفر الزكي أخبنا زاهد بن أحد أخبنا السي‬
‫بن ممد بن مصعب قال‪ :‬حدثن يي بن حكيم قال‪ :‬حدثنا ابن أب عدي عن شعبة عن أب بشر عن‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬كانت الرأة من نساء النصار تكون مقلة فتجعل على نفسها إن‬
‫عاش لا ولد أن توده فلما أجليت النضي كان فيهم من أبناء النصار فقالوا‪ :‬ل ندع أبناءنا فأنزل‬
‫ال تعال (ل إِكراهَ ف الدّينِ قَد تّبَّينَ الرُش ُد ِمنَ الغَيّ)‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن موسى بن الفضل قال‪ :‬حدثنا ممد بن يعقوب قال‪ :‬أخبنا إبراهيم بن مرزوق قال‪:‬‬
‫حدثنا وهب بن جرير عن شعبة عن أب بشر عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قوله تعال (ل‬
‫إِكرا َه ف الدّينِ) قال‪ :‬كانت الرأة من النصار ل يكاد يعيش لا ولد فتحلف لئن عاش لا ولد‬
‫لتهودنه فلما أجليت بنو النضي إذا فيهم أناس من النصار فقالت النصار‪ :‬يا رسول ال أبناؤنا‬
‫فأنزل ال تعال (ل إِكرا َه ف الدّينِ) قال سعيد بن جبي‪ :‬فمن شاء لق بم ومن شاء دخل ف‬
‫السلم‪.‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬نزلت هذه الية ف رجل من النصار كان له غلم أسود يقال له صبيح وكان يكرهه‬
‫على السلم‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬نزلت ف رجل من النصار يكن أبا الصي وكان له ابنان فقدم تار الشام إل الدينة‬
‫يملون الزيت فلما أرادوا الرجوع من الدينة أتاهم ابنا أب الصي فدعوها إل النصرانية فتنصرا‬
‫وخرجا إل الشام فأخب أبو الصي رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬اطلبهما فأنزل ال عز‬
‫وجل (ل إِكراهَ ف الدّينِ) فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أبعدها ال ها أول من كفر قال‪:‬‬
‫وكان هذا قبل أن يؤمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقتال أهل الكتاب ث نسخ قوله (ل إِكراهَ‬
‫ف الدّينِ) وأمر بقتال أهل الكتاب ف سورة براءة‪.‬‬
‫وقال مسروق كان لرجل من النصار من بن سال بن عوف ابنان فتنصرا قبل أن يبعث النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ث قدما الدينة ف نفر من النصارى يملون الطعام فأتاها أبوها فلزمهما وقال‪ :‬وال‬
‫ل أدعكما حت تسلما فأبيا أن يسلما فاختصموا إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫أيدخل بعضي النار وأنا أنظر فأنزل ال عز وجل (ل إِكرا َه ف الدّي ِن قَد تّبَّي َن الرُشدُ ِم َن ال َغيّ) فخلى‬
‫سبيلهما‪.‬‬
‫أخبنا أبو إسحاق أحد بن ممد القري أخبنا أبو بكر ممد بن أحد بن عبدوس قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫السن علي بن أحد بن مفوظ قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن هاشم قال‪ :‬أخبه عبد الرحن بن الهدي عن‬
‫سفيان عن خصيف عن ماهد قال‪ :‬كان ناس مسترضعي ف اليهود قريظة والنضي فلما أمر النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بإجلء بن النضي قال أبناؤهم من الوس الذين كانوا مسترضعي فيهم لنذهب‬
‫معهم ولندينن بدينهم فمنعهم أهلهم وأرادوا أن يكرهوهم على السلم فنلت (ل إِكرا َه ف الدّينِ)‬
‫الية‪.‬‬
‫ف تُحيي الَوتى) الية‪ .‬ذكر الفسرون السبب ف سؤال إبراهيم‬
‫قوله ( َوإِذ قالَ إِبراهيمُ َربّ أَرِن كَي َ‬
‫ربه أن يريه إحياء الوتى‪ .‬أخبنا سعيد بن ممد بن أحد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا شعيب بن ممد قال‪:‬‬
‫أخبنا مكي بن عبدان قال‪ :‬حدثنا أبو الزهر قال‪ :‬حدثنا روح قال‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة قال‪:‬‬
‫ذكر لنا أن إبراهيم أتى على دابة ميتة قد توزعتها دواب الب والبحر قال‪ :‬رب أرن كيف تيي‬
‫الوتى وقال حسن وعطاء الراسان والضحاك وابن جريج‪ :‬كانت جيفة حار بساحل البحر‪ .‬قال‬
‫عطاء بية طبية قالوا‪ :‬فرآها قد توزعتها دواب الب والبحر فكان إذا مد البحر جاءت اليتان‬
‫ودواب البحر فأكلت منها فما وقع منها يقع ف الاء وإذا جذر البحر جاءت السباع فأكلت منها‬
‫فما وقع منها يصي ترابا فإذا ذهبت السباع جاءت الطي فأكلت منها فما سقط قطعته الريح ف‬
‫الواء فلما رأى ذلك إبراهيم تعجب منها وقال‪ :‬يا رب قد علمت لتجمعنها فأرن كيف تييها‬
‫لعاين ذلك وقال ابن زيد‪ :‬مر إبراهيم بوت ميت نصفه ف الب ونصفه ف البحر فما كان ف البحر‬
‫فدواب البحر تأكله وما كان ف الب فدواب الب تأكله فقال له إبليس البيث‪ :‬مت يمع ال هذه‬
‫الجزاء من بطون هؤلء فقال‪ :‬رب أرن كيف تيي الوتى قال‪ :‬أول تؤمن قال‪ :‬بلى ولكن ليطمئن‬
‫قلب بذهاب وسوسة إبليس منه‪.‬‬
‫أخبنا أبو نعيم الصفهان فيما أذن ل ف روايته قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد بن جعفر قال‪ :‬حدثنا‬
‫ممد بن سهل قال‪ :‬حدثنا سلمة بن شبيب قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن الكم بن أبان قال‪ :‬حدثنا أب‬
‫قال‪ :‬كنت جالسا مع عكرمة عند الساحل فقال عكرمة‪ :‬إن الذين يغرقون ف البحار تقسم اليتان‬
‫لومهم فل يبقى منهم شيء إل العظام فتلقيها المواج على الب فتصي حائلة نرة فتمر با البل‬
‫فتأكلها فتبعر ث ييء قوم فيأخذون ذلك البعر فيوقدون فتخمد تلك النار فتجيء ريح فتسفي ذلك‬
‫الرماد على الرض فإذا جاءت النفخة خرج أولئك وأهل القبور سواء وذلك قوله تعال ( َفإِذا هُم‬
‫قِيا ٌم يَنظُرونَ)‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق بن يسار إن إبراهيم لا احتج على نرود فقال‪ :‬رب الذي ييي وييت وقال‬
‫نرود أنا أحيي وأميت ث قتل رجلً وأطلق رجلً‪ .‬قال‪ :‬قد أمت ذلك وأحييت هذا قال له إبراهيم‪:‬‬
‫فإن ال ييي بأن يرد الروح إل جسد ميت فقال له نرود‪ :‬هل عاينت هذا الذي تقوله ول يقدر أن‬
‫يقول نعم رأيته فتنقل إل حجة أخرى ث سأل ربه أن يريه إحياء الوتى لكي يطمئن قلبه عند‬
‫الحتجاج فإنه يكون مبا عن مشاهدة وعيان‪.‬‬
‫ل استأذن ملك الوت ربه أن يأت‬
‫وقال ابن عباس وسعيد بن جبي والسدي‪ :‬لا اتذ ال إبراهيم خلي ً‬
‫ل فحمد ال عز وجل‬
‫إبراهيم فيبشره بذلك فأتاه فقال‪ :‬جئتك أبشرك بأن ال تعال اتذك خلي ً‬
‫وقال‪ :‬ما علمة ذلك قال‪ :‬أن ييب ال دعاءك وتيي الوت بسؤالك ث انطلق وذهب فقال إبراهيم‪:‬‬
‫رب أرن كيف تيي الوتى قال‪ :‬أول تؤمن قال‪ :‬بلى ولكن ليطمئن قلب بعلمي أنك تيبن إذا‬
‫دعوتك وتعطين إذا سألتك أنك اتذتن خليلً‪.‬‬
‫قوله تعال (الّذي َن يُنفِقونَ أَمواَلهُم ف سَبيلِ الِ) الية قال الكلب‪ :‬نزلت ف عثمان بن عفان وعبد‬
‫الرحن بن عوف أما عبد الرحن بن عوف فإنه جاء إل النب صلى ال عليه وسلم بأربعة آلف درهم‬
‫صدقة فقال‪ :‬كان عندي ثانية آلف درهم فأمسكت منها لنفسي ولعيال أربعة آلف درهم وأربعة‬
‫آلف أقرضتها رب فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬بارك ال لك فيما أمسكت وفيما‬
‫أعطيت‪.‬‬
‫وأما عثمان رضي ال عنه فقال‪ :‬علي جهاز من ل جهاز له ف غزوة تبوك فجهز السلمي بألف بعي‬
‫بأقتابا وأحلسها وتصدق برومة ركية كانت له على السلمي فنلت فيهما هذه الية‪.‬‬
‫وقال أبو سعيد الدري‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم رافعا يده يدعو لعثمان ويقول‪ :‬يا‬
‫رب إن عثمان بن عفان رضيت عنه فارض عنه فما زال رافعا يده حت طلع الفجر فأنزل ال تعال‬
‫فيه (الّذي َن يُنفِقو َن أَمواَلهُم ف سَبيلِ الِ) الية‪.‬‬
‫ت ما َكسَبتُم) الية أخبنا عبد الرحن بن أحد الصيدلن‬
‫قوله (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا أَنفِقوا مِن طَيّبا ِ‬
‫قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن ممد بن نعيم قال‪ :‬حدثنا أحد بن سهل بن حدويه قال‪ :‬حدثنا قيس‬
‫بن أسيف قال‪ :‬حدثنا قتيبة بن سعيد قال‪ :‬حدثنا حات بن إساعيل عن جعفر بن ممد عن أبيه عن‬
‫جابر قال‪ :‬أمر النب صلى ال عليه وسلم بزكاة الفطر بصاع من تر فجاء رجل بتمر رديء فنل‬
‫القرآن (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا أَنفِقوا مِن طَيّباتِ ما َكسَبتُم َومِمّا أَخرَجنا لَكُم ّم َن الَرضِ َول تَيَمّموا‬
‫الَبيثَ مِن ُه تُنفِقونَ)‪.‬‬
‫أخبنا أبو إسحاق أحد بن ممد الواعظ قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن حامد الصفهان قال‪ :‬حدثنا ممد‬
‫بن إساعيل الفارسي قال‪ :‬حدثنا أحد بن موسى الماز قال‪ :‬حدثنا عمر بن حاد بن طلحة قال‪:‬‬
‫حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن عدي بن ثابت عن الباء قال‪ :‬نزلت هذه الية ف النصار‬
‫كانت ترج إذا كان جذاذ النخل من حيطانا أقناء من التمر والبسر فيعقونا على حبل بي‬
‫أسطوانتي ف مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم فيأكل منه فقراء الهاجرين وكان الرجل يعمد‬
‫فيخرج قنو الشف وهو يظن أنه جائز عنه ف كثرة ما يوضع من القناء فنل فيمن فعل ذلك (وَل‬
‫ث مِن ُه تُنفِقونَ) يعن القنو الذي فيه حشف ولو أهدي إليكم ما قبلتموه‪.‬‬
‫تَيَمّموا الَبي َ‬
‫صدَقاتِ) الية قال الكلب‪ :‬لا نزل قوله تعال (وَما أَنفَقتُم مِن َن َفقَةٍ) الية قالوا‪ :‬يا‬
‫قوله (إِن تُبدو ال َ‬
‫رسول ال صدقة السر أفضل أم صدقة العلنية فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله (الّذي َن يُنفِقو َن أَموالَهُم بِاللّيلِ وَالنَها ِر ِسرّا وَعَلنِيةً) الية أخبنا إساعيل بن إبراهيم النصراباذي‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن ممد قال‪ :‬أخبنا ممد بن السن بن الليل قال‪ :‬حدثنا هشام بن عمار‬
‫قال‪ :‬حدثنا ممد بن شعيب عن ابن مهدي عن يزيد بن عبد ال عن شعيب عن أبيه عن جده عن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬نزلت هذه الية (الّذي َن يُنفِقونَ أَمواَلهُم بِاللّيلِ وَالنَها ِر ِسرّا‬
‫وَعَلنَِيةً فَ َلهُم أَج ُرهُم عِندَ َرّبهِم) ف أصحاب اليل وقال‪ :‬إن الشياطي ل تبل أحدا ف بيته فرس‬
‫عتيق من اليل وهذا قول أب أمامة وأب الدرداء ومكحول والوزاعي ورباح بن يزيد قالوا‪ :‬هم‬
‫الذين يرتبطون اليل ف سبيل ال تعال ينفقون عليها بالليل والنهار سرا وعلنية نزلت فيمن ل‬
‫ل ول افتخارا‪.‬‬
‫يرتبطها تي ً‬
‫أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم الثعلب قال‪ :‬أخبن السي بن ممد الدينوري قال‪ :‬حدثنا عمر بن‬
‫ممد بن عبد ال النهروان قال‪ :‬حدثنا علي بن ممد بن مهرويه القزوين قال‪ :‬حدثنا علي بن داود‬
‫القنطري قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن صال قال‪ :‬حدثن أبو شريح عن قيس بن الجاج عن خثيم بن عبد‬
‫ال الصنعان أنه قال‪ :‬حدثن ابن عباس ف هذه الية (الّذي َن يُنفِقونَ أَموالَهُم بِالَليلِ وَالنَهارِ) قال ف‬
‫علف اليل ويدل على صحة هذا ما أخبنا أبو إسحاق القري قال‪ :‬أخبنا أبو بكر ممد بن أحد بن‬
‫عبدوس قال‪ :‬أخبنا أبو العباس عبد ال بن يعقوب الكرمان قال‪ :‬حدثنا ممد بن زكريا الكرمان‬
‫قال‪ :‬حدثنا وكيع قال‪ :‬حدثنا عبد اليد بن برام عن شهر بن حوشب عن أساء بنت يزيد قالت‪:‬‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من ارتبط فرسا ف سبيل ال فأنفق عليه احتسابا كان شبعه‬
‫وجوعه وريه وظمؤه وبوله وروثه ف ميزانه يوم القيامة‪.‬‬
‫وأخبنا أبو إسحاق قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو الفرات قال‪ :‬أخبنا أبو موسى عمران بن موسى قال‪:‬‬
‫حدثنا سعيد بن عثمان الدري قال‪ :‬حدثنا فارس بن عمر قال‪ :‬حدثنا صال بن ممد قال‪ :‬حدثنا‬
‫سليمان بن عمرو عن عبد الرحن بن يزيد عن مكحول عن جابر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم (النفق ف سبيل ال على فرسه كالباسط كفيه بالصدقة)‪.‬‬
‫أخبنا أبو حامد أحد بن السن الكاتب قال‪ :‬أخبنا ممد بن أحد بن شاذان الرازي‪ .‬قال‪ :‬أخبنا‬
‫عبد الرحن بن أب حات قال‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج قال‪ :‬حدثنا زيد بن الباب قال‪ :‬أخبنا رجاء‬
‫بن أب سلمة عن سليمان بن موسى الدمشقي عن عجلن بن سهل الباهلي قال‪ :‬سعت أبا أمامة‬
‫الباهلي يقول‪ :‬من ارتبط فرسا ف سبيل ال ل يرتبطه رياء ول سعة كان من الذين ينفقون أموالم‬
‫بالليل والنهار الية‪.‬‬
‫قول آخر‪ :‬أخبنا ممد بن يي بن مالك الضب قال‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل الرجان قال‪ :‬حدثنا‬
‫عبد الرزاق قال‪ :‬حدثنا عبد الوهاب بن ماهد عن أبيه عن ابن عباس ف قوله (الّذينَ يُنفِقونَ أَمواَلهُم‬
‫بِاللّي ِل وَالنَهارِ ِسرّا وَعَلنَِيةً) قال‪ :‬نزلت ف علي بن أب طالب كان عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل‬
‫واحدا وبالنهار واحدا وف السر واحدا وف العلنية واحدا‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن السي الكاتب قال‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن شاذان قال‪ :‬أخبنا عبد الرحن بن أب‬
‫حات قال‪ :‬حدثنا أبو سعيد الشج قال‪ :‬حدثنا يي بن يان عن عبد الوهاب بن ماهد عن أبيه قال‪:‬‬
‫كان لعلي رضي ال عنه أربعة دراهم فأنفق درها بالليل ودرها بالنهار ودرها سرا ودرها علنية‬
‫فنلت (الّذينَ يُنفِقو َن أَمواَلهُم بِاللّي ِل وَالنَهارِ ِسرّا وَعَلنَِيةً)‪.‬‬
‫وقال الكلب‪ :‬نزلت هذه الية ف علي بن أب طالب رضي ال عنه ل يكن يلك غي أربعة دراهم‬
‫ل وبدرهم نارا وبدرهم سرا وبدرهم علنية فقال له رسول ال صلى ال عليه‬
‫فتصدق بدرهم لي ً‬
‫وسلم‪ :‬ما حلك على هذا قال‪ :‬حلن أن أستوجب على ال الذي وعدن فقال له رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬أل إن ذلك لك فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫ل َوذَروا ما َب ِقيَ ِم َن الرِبا) أخبنا ممد بن عبد ال بن ممد بن أحد‬
‫قوله (يا َأيّها الّذينَ آمَنوا اِتّقوا ا َ‬
‫بن جعفر قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن حدان قال‪ :‬أخبنا أبو يعلى قال‪ :‬حدثنا أحد بن الحشي قال‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن فضيل قال‪ :‬حدثنا الكلب‪ .‬عن أب صال‪ .‬عن ابن عباس‪ :‬بلغنا وال أعلم أن هذه‬
‫الية نزلت ف بن عمرو بن عمي بن عوف من ثقيف وف بن الغية من بن مزوم وكانت بنو الغية‬
‫يربون لثقيف فلما أظهر ال تعال رسوله على مكة وضع يومئذ الربا كله فأتى بنو عمرو بن عمي‬
‫وبنو الغية إل عتاب بن أسيد وهو على مكة فقال بنو الغية‪ :‬ما جعلنا أشقى الناس بالربا وضع عن‬
‫الناس غينا فقال بنو عمرو بن عمي‪ :‬صولنا على أن لنا ربانا فكتب عتاب ف ذلك إل رسول ال‬
‫ل وَرَسوِلهِ)‬
‫ب ِمنَ ا ِ‬
‫صلى ال عليه وسلم فنلت هذه الية والت بعدها ( َفإِن لَم تَفعَلوا َفَأذَنوا بِحَر ٍ‬
‫فعرف بنو عمرو أن ل يدان لم برب من ال ورسوله يقول ال تعال ( َفإِن تُبتُم فَ َلكُم رُءوسُ‬
‫أَمواِلكُم ل تَظلِمونَ) فتأخذون أكثر (وَل تُظلَمونَ) فتبخسون منه‪.‬‬
‫وقال عطاء وعكرمة‪ :‬نزلت هذه الية ف العباس بن عبد الطلب وعثمان بن عفان وكانا قد أسلفا ف‬
‫التمر فلما حضر الداد قال لما صاحب التمر‪ :‬ل يبقى ل ما يكفي عيال إذا أنتما أخذتا حظكما‬
‫كله فهل لكما أن تأخذا النصف وأضعف لكما ففعل فلما حل الجل طلبا الزيادة فبلغ ذلك رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فنهاها وأنزل ال تعال هذه الية فسمعا وأطاعا وأخذا رءوس أموالما‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬نزلت ف العباس وخالد بن الوليد وكانا شريكي ف الاهلية يسلفان ف الربا فجاء‬
‫السلم ولما أموال عظيمة ف الربا فأنزل ال تعال هذه الية فقال النب صلى ال عليه وسلم (أل‬
‫إن كل ربا من ربا الاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد الطلب)‪.‬‬
‫قوله ( َوإِن كا َن ذو عُس َرةٍ) قال الكلب‪ :‬قالت بنو عمرو بن عمي لبن الغية‪ :‬هاتوا رءوس أموالنا‬
‫ولكم الربا ندعه لكم فقالت بنو الغية‪ :‬نن اليوم أهل عسرة فأخرونا إل أن تدرك الثمرة فأبوا أن‬
‫يؤخروهم فأنزل ال تعال ( َوإِن كا َن ذو عُس َرةٍ) الية‪.‬‬
‫قوله ( َآ َمنَ الرَسو ُل بِما أُن ِزلَ ِإلَي ِه مِن ّرّبهِ) أخبنا المام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن عبد ال بن علي بن زياد قال‪ :‬حدثنا ممد بن إبراهيم البوشنجي قال‪ :‬حدثنا أمية بن بسطام‬
‫قال‪ :‬حدثنا يزيد بن ذريع قال‪ :‬حدثنا روح بن القاسم عن العلء عن أبيه عن أب هريرة قال‪ :‬لا‬
‫سكُم أَو تُخفوهُ يُحاسِبكُم ِبهِ الُ)‬
‫أنزل على رسول ال صلى ال عليه وسلم (وَإِن تُبدوا ما ف أَن ُف ِ‬
‫الية اشتد ذلك على أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ث أتوا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فقالوا‪ :‬كلفنا من العمال ما نطيق‪ :‬الصلة والصيام والهاد والصدقة وقد أنزلت عليك هذه‬
‫الية ول نطيقها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابي من‬
‫قبلكم أراه قالوا سعنا وعصينا قولوا سعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك الصي فلما اقترأها القوم‬
‫وجرت با ألسنتهم أنزل ال تعال ف إثرها ( َآ َمنَ الرَسولُ بِما أُنزِ َل ِإلَي ِه مِن ّربّهِ) الية كلها ونسخها‬
‫ال تعال فانزل ال (ل يُكَلّفُ ال ُنَفسا إِل وِسعَها) اليةال اخرها رواه مسلم عن أمية بن بسطام‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن إبراهيم بن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا والدي قال‪ :‬حدثنا ممد بن إسحاق الثقفي‬
‫قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عمر ويوسف بن موسى قال‪ :‬أخبنا وكيع قال‪ :‬حدثنا سفيان عن آدم بن‬
‫سليمان قال‪ :‬سعت سعيد بن جبي يدث عن ابن عباس قال‪ :‬لا نزلت هذه الية ( َوإِن تُبدوا ما ف‬
‫أَنفُسكُم أَو تُخفوهُ يُحاسِبكُم ِبهِ الُ) دخل قلوبم منها شيء ل يدخلها من شيء فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬قولوا سعنا وأطعنا وسلمنا فألقى ال تعال اليان ف قلوبم فقالوا‪ :‬سعنا وأطعنا فأنزل‬
‫ال تعال (ل ُيكَلّفُ ال ُنَفسا إِل وِسعَها) حت بلغ (أوَ أَخطأنا) فقال‪ :‬قد فعلت إل آخر البقرة كل‬
‫ذلك يقول قد فعلت رواه مسلم عن أب بكر بن قال الفسرون‪ :‬لا نزلت هذه الية (وَإِن تُبدوا ما ف‬
‫سكُم) جاء أبو بكر وعمر وعبد الرحن بن عوف ومعاذ بن جبل وناس من النصار إل النب صلى‬
‫أَن ُف ِ‬
‫ال عليه وسلم فجثوا على الركب وقالوا‪ :‬يا رسول ال وال ما نزلت آية أشد علينا من هذه الية‬
‫إن أحدنا ليحدث نفسه با ل يب أن يثبت ف قلبه وأن له الدنيا وما فيها وإنا لؤاخذون با ندث به‬
‫أنفسنا هلكنا وال فقال النب صلى ال عليه وسلم هكذا أنزلت فقالوا‪ :‬هلكنا وكلفنا من العمل ما‬
‫ل نطيق قال‪ :‬فلعلكم تقولون كما قال بنو إسرائيل لوسى‪ :‬سعنا وعصينا قولوا سعنا وأطعنا فقالوا‬
‫سعنا وأطعنا واشتد ذلك عليهم فمكثوا بذلك حو ًل فأنزل ال تعال الفرج والراحة بقوله (ل ُيكَلّفُ‬
‫ال ُنَفسا إِل وِسعَها) الية فنسخت هذه الية ما قبلها قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن ال قد‬
‫تاوز لمت ما حدثوا به أنفسهم ما ل يعملوا أو يتكلموا به‪.‬‬
‫سورة آل عمران‬

‫قال الفسرون‪ :‬قدم وفد نران وكانوا ستي راكبا على رسول ال صلى ال عليه وسلم وفيهم أربعة‬
‫ل من أشرافهم وف الربعة عشر ثلثة نفر إليهم يئول أمرهم فالعاقب أمي القوم وصاحب‬
‫عشر رج ً‬
‫مشورتم الذي ل يصدرون إل عن رأيه واسه عبد السيح والسيد إمامهم وصاحب رحلهم واسه‬
‫اليهم وأبو حارثة بن علقمة أسقفهم وحبهم وإمامهم وصاحب مدارسهم وكان قد شرف فيهم‬
‫ودرس كتبهم حت حسن علمه ف دينهم وكانت ملوك الروم قد شرفوه ومولوه وبنوا له الكنائس‬
‫لعلمه واجتهاده فقدموا على رسول ال صلى ال عليه وسلم ودخلوا مسجده حي صلى العصر‬
‫عليهم ثياب البات جبات وأردية ف جال رجال الارث بن كعب يقول بعض من رآهم من‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما رأينا وفدا مثلهم وقد حانت صلتم فقاموا فصلوا ف‬
‫مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬دعوهم فصلوا إل‬
‫الشرق فكلم السيد والعاقب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال لما رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬أسلما فقال‪ :‬قد أسلمنا قبلك قال‪ :‬كذبتما منعكما من السلم دعاؤكما ل ولدا وعبادتكما‬
‫الصليب وأكلكما النير قال‪ :‬إن ل يكن عيسى ولد ال فمن أبوه وخاصموه جيعا ف عيسى فقال‬
‫لما النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ألستم تعلمون أنه ل يكون ولد إل ويشبه أباه قالوا‪ :‬بلى قال‪:‬‬
‫ألستم تعلمون أن ربنا حي ل يوت وأن عيسى أتى عليه الفناء قالوا‪ :‬بلى قال‪ :‬ألستم تعلمون أن‬
‫ربنا قيم على كل شيء يفظه ويرزقه قالوا‪ :‬بلى قال‪ :‬فهل يلك عيسى من ذلك شيئا قالوا‪ :‬ل قال‪:‬‬
‫فإن ربنا صور عيسى ف الرحم كيف شاء وربنا ل يأكل ول يشرب ول يدث قالوا‪ :‬بلى قال‪:‬‬
‫ألستم تعلمون أن عيسى حلته أمه كما تمل الرأة ث وضعته كما تضع الرأة ولدها ث غذي كما‬
‫يغذى الصب ث كان يطعم ويشرب ويدث قالوا‪ :‬بلى قال‪ :‬فكيف يكون هذا كما زعمتم فسكتوا‬
‫فأنزل ال عز وجل فيهم صدر سورة آل عمران إل بضعة وثاني آية منها‪.‬‬
‫قوله (قُل للّذينَ َكفَروا سَتُغلَبونَ) الية قال الكلب عن أب صال عن ابن عباس‪ :‬إن يهود أهل الدينة‬
‫قالوا لا هزم ال الشركي يوم بدر‪ :‬هذا وال النب المي الذي بشرنا به موسى ونده ف كتابنا بنعته‬
‫وصفته وإنه ل ترد له راية فأرادوا تصديقه واتباعه ث قال بعضهم لبعض‪ :‬ل تعجلوا حت ننظر إل‬
‫وقعة له أخرى فلما كان يوم أحد ونكب أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم شكوا وقالوا‪ :‬ل‬
‫وال ما هو به وغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا وكان بينهم وبي رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫عهد إل مدة فنقضوا ذلك العهد وانطلق كعب بن الشرف ف ستي راكبا إل أهل مكة أب سفيان‬
‫وأصحابه فوافقوهم وأجعوا أمرهم وقالوا‪ :‬لتكونن كلمتنا واحدة ث رجعوا إل الدينة فأنزل ال تعال‬
‫فيهم هذه الية‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق بن يسار‪ :‬لا أصاب رسول ال صلى ال عليه وسلم قريشا ببدر فقدم الدينة‬
‫جع اليهود وقال‪ :‬يا معشر اليهود احذروا من ال مثل ما نزل بقريش يوم بدر وأسلموا قبل أن ينل‬
‫بكم ما نزل بم فقد عرفتم أن نب مرسل تدون ذلك ف كتابكم وعهد ال إليكم فقالوا‪ :‬يا ممد ل‬
‫يغرنك أنك لقيت قوما أغمارا ل علم لم بالرب فأصبت فيهم فرصة أما وال لو قاتلناك لعرفت أنا‬
‫نن الناس فأنزل ال تعال (قُل لِلّذينَ َكفَروا) يعن اليهود (سَتُغلَبونَ) تزمون (وَتُحشَرو َن إِل َجهَّنمَ)‬
‫ف الخرة هذه رواية عكرمة وسعيد بن جبي عن ابن عباس‪.‬‬
‫قوله ( َش ِهدَ الُ أَّن ُه ل ِإَلهَ إِل هُوَ) قال الكلب‪ :‬لا ظهر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدينة قدم‬
‫عليه حبان من أحبار أهل الشام فلما أبصرا الدينة قال أحدها لصاحبه‪ :‬ما أشبه هذه الدينة بصفة‬
‫مدينة النب الذي يرج ف آخر الزمان فلما دخل على النب صلى ال عليه وسلم عرفاه بالصفة‬
‫والنعت فقال له‪ :‬أنت ممد قال‪ :‬نعم قال‪ :‬وأنت أحد قال‪ :‬نعم قال إنا نسألك عن شهادة فإن أنت‬
‫أخبتنا با آمنا بك وصدقناك فقال لما رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬سلن فقال‪ :‬أخبنا عن‬
‫ل َأّنهُ ل إِلهَ ِإلّا ُهوَ وَالَلِئكَ ُة َوأُولوا‬
‫أعظم شهادة ف كتاب ال فأنزل ال تعال على نبيه ( َش ِهدَ ا ُ‬
‫العِلمِ) فأسلم الرجلن وصدقا برسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫قوله (َألَم َت َر إِل الّذي َن أُوتوا نَصيبا ّمنَ الكِتابِ) الية اختلفوا ف سبب نزولا فقال السدي‪ :‬دعا‬
‫النب صلى ال عليه وسلم اليهود إل السلم فقال له النعمان بن أدف‪ :‬هلم يا ممد ناصمك إل‬
‫الحبار فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬بل إل كتاب ال فقال‪ :‬بل إل الحبار فأنزل ال‬
‫تعال هذه الية‪.‬‬
‫وروى سعيد بن جبي وعكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم الدارس‬
‫على جاعة من اليهود فدعاهم إل ال فقال له نعيم بن عمرو والرث بن زيد‪ :‬على أي دين أنت يا‬
‫ممد فقال‪ :‬على ملة إبراهيم قال‪ :‬إن إبراهيم كان يهوديا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫فهلموا إل التوراة فهي بيننا وبينكم فأبيا عليه فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال الكلب نزلت ف قصة اللذين زنيا من خيب وسؤال اليهود للنب صلى ال عليه وسلم عن حد‬
‫الزانيي وسيأت بيان ذلك ف سورة الائدة إن شاء ال تعال قوله (قُل اَل ّلهُ ّم ماِلكَ الُلكِ) الية قال‬
‫ابن عباس وأنس بن مالك‪ :‬لا افتتح رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة ووعد أمته ملك فارس‬
‫والروم قالت النافقون واليهود‪ :‬هيهات هيهات من أين لحمد ملك فارس والروم هم أعز وأمنع من‬
‫ذلك أل يكف ممدا مكة والدينة حت طمع ف ملك فارس والروم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبن ممد بن عبد العزيز الروزي ف كتابه أخبنا أبو الفضل ممد بن السي أخبنا ممد بن يي‬
‫أخبنا إسحاق بن إبراهيم أخبنا روح بن عبادة حدثنا سعيد عن قتادة قال‪ :‬ذكر لنا أن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم سأل ربه أن يعل ملك فارس والروم ف أمته فأنزل ال تعال ( ُقلِ ال ّلهُ ّم مالِكَ‬
‫ك مَن تَشاءُ) الية‪.‬‬
‫ك تُؤت الُل َ‬
‫الُل ِ‬
‫حدثنا الستاذ أبو السن الثعالب أخبنا عبد ال بن حامد الوزان أخبنا ممد بن جعفر اليطري قال‪:‬‬
‫قال حاد بن السن‪ :‬حدثنا ممد بن خالد بن عتمة حدثنا كثي بن عبد ال بن عمرو بن عوف قال‪:‬‬
‫حدثن أب عن أبيه قال‪ :‬خطب رسول ال صلى ال عليه وسلم على الندق يوم الحزاب ث قطع‬
‫لكل عشرة أربعي ذراعا‪ .‬قال عمرو بن عوف‪ :‬كنت أنا وسلمان وحذيفة والنعمان بن مقرن الزن‬
‫وستة من النصار ف أربعي ذراعا فحفرنا حت إذا كنا تت ذي ناب أخرج ال من بطن الندق‬
‫صخرة مروة كسرت حديدنا وشقت علينا فقلنا‪ :‬يا سلمان ارق إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فأخبه خب هذه الصخرة فإما أن نعدل عنها وإما أن يأمرنا فيها بأمره فإنا ل نب أن ناوز خطه‬
‫قال‪ :‬فرقى سلمان إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ضارب عليه قبة تركية فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال خرجت صخرة بيضاء مروة من بطن الندق فكسرت حديدنا وشقته علينا حت ما ييك فيها‬
‫قليل ول كثي فمرنا فيها عليه وسلم من الوس والزرج ف ملس جعهم يتحدثون فيه فغاظه ما‬
‫رأى من جاعتهم وألفتهم وصلح ذات بينهم ف السلم بعد الذي كان بينهم ف الاهلية من‬
‫العداوة فقال‪ :‬قد اجتمع مل بن قيلة بذه البلد ل وال مالنا معهم إذا اجتمعوا با من قرار فأمر‬
‫شابا من اليهود كان معه فقال‪ :‬اعمد إليهم فاجلس معهم ث ذكرهم بعاث وما كان فيه وأنشدهم‬
‫بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الشعار وكان بعاث يوما اقتتلت فيه الوس والزرج وكان الظفر فيه‬
‫للوس على الزرج ففعل فتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا حت تواثب رجلن من اليي‬
‫أوس بن قيظي أحد بن حارثة من الوس وجابر بن صخر أحد بن سلمة من الزرج فتقاول وقال‬
‫أحدها لصاحبه إن شئت رددتا جذعا وغضب الفريقان جيعا وقال‪ :‬ارجعا السلح السلح‬
‫موعدكم الظاهرة وهي حرة فخرجوا إليها فانضمت الوس والزرج بعضها إل بعض على دعواهم‬
‫الت كانوا عليها ف الاهلية فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من‬
‫الهاجرين حت جاءهم فقال‪ :‬يا معشر السلمي أتدعون الاهلية وأنا بي أظهركم بعد أن أكرمكم‬
‫ال بالسلم وقطع به عنكم أمر الاهلية وألف بينكم فترجعون إل ما كنتم عليه كفارا ال ال‬
‫فعرف القوم أنا نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلح من أيديهم وبكوا وعانق بعضهم‬
‫بعضا ث انصرفوا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم سامعي مطيعي فأنزل ال عز وجل (يا َأيّها‬
‫الّذينَ َآمَنوا) يعن الوس والزرج (إِن تُطيعوا فَريقا مّن الّذي َن أُوتوا الكِتابَ) يعن شاسا وأصحابه‬
‫(َيرُدّوكُم بَعدَ إِياِنكُم كافِرينَ) قال جابر بن عبد ال‪ :‬ما كان طالع أكره إلينا من رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فأومأ إلينا بيده فكففنا وأصلح ال تعال ما بيننا فما كان شخص أحب إلينا من رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فما رأيت يوما أقبح ول أوحش أولً وأحسن آخرا من ذلك اليوم‪.‬‬
‫ف تَكفُرونَ) الية‪ .‬أخبنا أحد بن السي اليي قال‪ :‬حدثنا ممد بن يعقوب حدثنا‬
‫قوله (وَكَي َ‬
‫العباس الدوري حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكي حدثنا قيس بن الربيع عن الغر عن خليفة بن‬
‫حصي عن أب نصر عن ابن عباس قال‪ :‬كان بي الوس والزرج شر ف الاهلية فذكروا ما بينهم‬
‫فثار بعضهم إل بعض بالسيوف فأتى النب صلى ال عليه وسلم فذكر ذلك له فذهب إليهم فنلت‬
‫ل جَميعا‬
‫ل وَفيكُم رَسوُلهُ) ( َواِعتَصِموا بِحَبلِ ا ِ‬
‫هذه الية (وَكَيفَ تَكفُرو َن َوأَنتُم تُتلى عَلَيكُم آَياتُ ا ِ‬
‫وَل َتفَرَقوا)‪.‬‬

‫أخبنا الشريف إساعيل بن السن بن ممد بن السي النقيب قال‪ :‬أخبنا جدي ممد بن السي‬
‫قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن السي الافظ قال‪ :‬حدثنا حات بن يونس الرجان قال‪ :‬حدثنا إبراهيم‬
‫بن أب الليث قال‪ :‬حدثنا الشجعي عن سفيان عن خليفة بن حصي عن أب نصر عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫كان الوس والزرج يتحدثون فغضبوا حت كان بينهم الرب فأخذوا السلح بعضهم إل بعض‬
‫فنلت (وَكَيفَ تَكفُرو َن َوأَنتُم تُتلى َعلَيكُم آَياتُ الِ) إل قوله تعال ( َفأَن َقذَكُم مّنها)‪.‬‬
‫ي ُأ ّمةٍ) الية‪ .‬قال عكرمة ومقاتل‪ :‬نزلت ف ابن مسعود وأب بن كعب ومعاذ بن جبل‬
‫قوله (كُنتُم خَ َ‬
‫وسال مول أب حذيفة وذلك أن مالك بن الصيف ووهب بن يهوذا اليهوديي قال لم‪ :‬إن ديننا خي‬
‫ما تدعونا إليه ونن خي وأفضل منكم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫ضرّوكُم ِإلّا أَذىً) قال مقاتل‪ :‬إن رءوس اليهود كعب ويرى والنعمان وأبو رافع وأبو‬
‫قوله (لَن يَ ُ‬
‫ياسر وابن صوريا عمدوا إل مؤمنهم عبد ال بن سلم وأصحابه فآذوهم لسلمهم فأنزل ال تعال‬
‫هذه الية‪.‬‬
‫قوله (لَيسوا سَواءً) الية‪ .‬قال ابن عباس ومقاتل‪ :‬لا أسلم عبد ال بن سلم وثعلبة بن سعنة وأسيد‬
‫بن سعنة وأسد بن عبيد ومن أسلم من اليهود قالت أحبار اليهود‪ :‬ما آمن لحمد إل شرارنا ولو‬
‫كانوا من خيارنا لا تركوا دين آبائهم وقالوا لم‪ :‬لقد خنتم حي استبدلتم بدينكم دينا غيه فأنزل‬
‫ال تعال (لَيسوا سَواءً) الية‪ .‬وقال ابن مسعود‪ :‬نزلت الية ف صلة العتمة يصليها السلمون ومن‬
‫سواهم من أهل الكتاب ل يصليها‪.‬‬
‫أخبنا أبو سعيد ممد بن عبد الرحن الرازي قال‪ :‬أخبنا أبو عمر ممد بن أحد اليي قال‪ :‬أخبنا‬
‫أحد بن علي بن الثن قال‪ :‬حدثنا أبو خيثمة قال‪ :‬حدثنا هاشم بن القاسم قال‪ :‬حدثنا شيبان عن‬
‫عاصم عن زر عن ابن مسعود قال‪ :‬أخر رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة صلة العشاء ث خرج‬
‫إل السجد فإذا الناس ينتظرون الصلة فقال‪ :‬إنه ليس من أهل الديان أحد يذكر ال ف هذه‬
‫ب ُأ ّمةٌ قائِ َمةٌ يَتلونَ) إل قوله‬
‫الساعة غيكم قال‪ :‬فأنزلت هذه اليات (لَيسوا سَوا ًء مّن أَه ِل الكِتا ِ‬
‫(وَالُ عَلي ٌم بِالُتّقيَ)‪.‬‬
‫أخبنا سعيد بن ممد بن أحد بن نوح قال‪ :‬أخبنا أبو علي بن أحد الفقيه قال‪ :‬أخبنا ممد بن‬
‫السيب قال‪ :‬حدثنا يونس بن عبد العلى قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن وهب قال‪ :‬أخبن يي بن أيوب‬
‫عن ابن زجر عن سليمان عن زر بن حبيش عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬احتبس علينا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ذات ليلة وكان عند بعض أهله أو نسائه فلم يأتنا لصلة العشاء حت ذهب‬
‫ثلث الليل فجاء ومنا الصلي ومنا الضطجع فبشرنا فقال‪ :‬إنه ل يصلي هذه الصلة أحد من أهل‬
‫الكتاب وأنزلت (لَيسوا سَوا ًء مّن أَهلِ الكِتابِ ُأ ّمةٌ قائِ َم ٌة يَتلونَ آَياتِ الِ آَنا َء اللّيلِ َوهُم يَسجُدونَ)‪.‬‬
‫قوله (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَتّخِذوا بِطاَنةً مّن دوِنكُم) الية‪ .‬قال ابن عباس وماهد‪ :‬نزلت ف قوم‬
‫ل من اليهود لا كان بينهم من القرابة والصداقة‬
‫من الؤمني كانوا يصافون النافقي ويواصلون رج ً‬
‫واللف والوار والرضاع فأنزل ال تعال هذه الية ينهاهم عن مباطنتهم خوف الفتنة منهم عليهم‪.‬‬
‫ت مّن أَه ِلكَ) الية‪ .‬نزلت هذه الية ف ي غزوة أحد أخبنا سعيد بن ممد الزاهد‬
‫قوله (إِذ َغدَو َ‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو علي الفقيه قال‪ :‬أخبنا أبو القاسم البغوي قال‪ :‬حدثنا يي بن عبد الميد المان‬
‫قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن جعفر الخرمي عن ابن عون عن السعر بن مرمة قال‪ :‬قلت لعبد الرحن بن‬
‫عوف‪ :‬أي خال أخبن عن قصتكم يوم أحد فقال‪ :‬اقرأ العشرين ومائة من آل عمران تد ( َوإِذ‬
‫ت مّن أَه ِلكَ تَُبوّي ُء الُؤمِنيَ) إل قوله تعال (ُث ّم أَن َزلَ عَليكُم مّن بَعدِ ال َغمِ َأمََنةً نّعاسًا)‪.‬‬
‫َغدَو َ‬
‫س َلكَ ّم َن الَمرِ شَيءٌ) أخبنا أبو بكر أحد بن ممد التميمي قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن‬
‫قوله تعال (لَي َ‬
‫ممد بن جعفر قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن ممد الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل بن عثمان العسكري قال‪:‬‬
‫حدثنا عبيدة بن حيد عن حيد الطويل عن أنس بن مالك قال‪ :‬كسرت رباعية رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يوم أحد ودمى وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه ويقول‪ :‬كيف يفلح قوم خضبوا وجه‬
‫ك ّمنَ الَمرِ شَي ٌء أَو يَتوبَ عَلَيهِم أَو‬
‫س لَ َ‬
‫نبيهم بالدم وهو يدعوهم إل ربم قال‪ :‬فأنزل ال تعال (لَي َ‬
‫ُيعَ ّذَبهُم َفإِّنهُم ظالِمونَ)‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن عبد الرحن الرازي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن حدان قال‪ :‬أخبنا أحد بن علي بن‬
‫الثن قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن أب إسرائيل قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن ممد قال‪ :‬حدثنا معمر عن‬
‫الزهري عن سال عن أبيه قال‪ :‬لعن رسول ال صلى ال عليه وسلم فلنا وفلنا فأنزل ال عز وجل‬
‫ك ّمنَ الَم ِر شَيءٌ أَو يَتوبَ عَلَيهِم أَو ُي َعذَّبهُم َفِإّنهُم ظالِمونَ) رواه البخاري عن حيان عن ابن‬
‫س لَ َ‬
‫(لَي َ‬
‫البارك عن معمر ورواه مسلم من طريق ثابت عن أنس‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر ممد بن إبراهيم الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عيسى بن عمرويه قال‪ :‬أخبنا‬
‫إبراهيم بن ممد قال‪ :‬أخبنا مسلم بن الجاج قال‪ :‬حدثنا العقب قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن‬
‫ثابت عن أنس أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج ف رأسه وجعل‬
‫يسيل الدم عنه ويقول‪ :‬كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إل ربم فأنزل‬
‫س َلكَ ّمنَ الَمرِ شَيءٌ)‪.‬‬
‫ال عز وجل (لَي َ‬
‫أخبنا أبو إسحاق الثعالب أخبنا عبد ال بن حامد الوزان قال‪ :‬أخبنا أبو حامد بن الشرقي قال‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق قال‪ :‬أخبنا معمر عن الزهري عن سال عن أبيه أنه سع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال ف صلة الفجر حي رفع رأسه من الركوع‪ :‬ربنا لك المد‬
‫ك ّمنَ الَم ِر شَيءٌ)‬
‫س لَ َ‬
‫اللهم العن فلنا وفلنا دعا على ناس من النافقي فأنزل ال عز وجل (لَي َ‬
‫رواه البخاري من طريق الزهري عن سعيد بن السيب وسياقه أحسن من هذا‪.‬‬
‫أخبنا القاضي أبو بكر أحد بن السن قال‪ :‬حدثنا أبو العباس ممد بن يعقوب قال‪ :‬حدثنا الر بن‬
‫نصر قال‪ :‬فروى علي بن وهب أخبنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال‪ :‬أخبن شعيب بن السيب‬
‫وأبو سلمة بن عبد الرحن أنما سعا أبا هريرة يقول‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم حي‬
‫يفرغ ف صلة الفجر من القراءة ويكب ويرفع رأسه ويقول‪ :‬سع ال لن حده ربنا ولك المد ث‬
‫يقول وهو قائم‪ :‬اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أب ربيعة والستضعفي من‬
‫الؤمني اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سني كسن يوسف اللهم العن ليان ورعلً‬
‫س َلكَ ّمنَ الَمرِ شَي ٌء أَو يَتوبَ‬
‫وذكوان وعصية عصت ال ورسوله ث بلغنا أنه ترك لا نزلت (لَي َ‬
‫عَلَيهِم أَو ُي َعذَّبهُم َفِإّنهُم ظالِمونَ) رواه البخاري عن موسى بن إساعيل عن إبراهيم بن سعد عن‬
‫الزهري‪.‬‬
‫شةً) الية‪ .‬قال ابن عباس ف رواية عطاء‪ :‬نزلت الية ف نبهان‬
‫قوله تعال (وَالّذينَ إِذا َفعَلوا فاحِ َ‬
‫الثمار أتته امرأة حسناء باع منها ترا فضمها إل نفسه وقبلها ث ندم على ذلك فأتى النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وذكر ذلك له فنلت هذه الية‪.‬‬
‫وقال ف رواية الكلب‪ :‬إن رجلي أنصاريا وثقفيا آخى رسول ال صلى ال عليه وسلم بينهما فكانا‬
‫ل يفترقان فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ف بعض مغازيه وخرج معه الثقفي وخلف‬
‫النصاري ف أهله وحاجته وكان يتعاهد أهل الثقفي فأقبل ذات يوم فأبصر امرأة صاحبه قد‬
‫اغتسلت وهي ناشرة شعرها فوقعت ف نفسه فدخل ول يستأذن حت انتهى إليها فذهب ليقبلها‬
‫فوضعت كفها على وجهها فقبل ظاهر كفها ث ندم واستحيا فأدبر راجعا فقالت‪ :‬سبحان ال خنت‬
‫أمانتك وعصيت ربك ول تصب حاجتك قال‪ :‬فندم على صنيعه فخرج يسيح ف البال ويتوب إل‬
‫ال تعال من ذنبه حت واف الثقفي فأخبته أهله بفعله فخرج يطلبه حت دل عليه فوافقه ساجدا وهو‬
‫يقول‪ :‬رب ذنب قد خنت أخي فقال له‪ :‬يا فلن قم فانطلق إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فسله‬
‫عن ذنبك لعل ال أن يعل لك فرجا وتوبة فأقبل معه حت رجع إل الدينة وكان ذات يوم عند‬
‫صلة العصر نزل جبيل عليه السلم بتوبته فتل على رسول ال صلى ال عليه وسلم (وَالّذينَ إِذا‬
‫َفعَلوا فا ِحشَةً) إل قوله ( َونِع َم أَج ُر العامِليَ) فقال عمر‪ :‬يا رسول ال أخاص هذا لذا الرجل أم‬
‫للناس عامة قال‪ :‬بل للناس عامة‪ .‬أخبن أبو عمرو ممد بن عبد العزيز الروزي إجازة قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن السن الدادي قال‪ :‬أخبنا ممد يي قال‪ :‬أخبنا إسحاق بن إبراهيم قال‪ :‬أخبنا روح‬
‫قال‪ :‬حدثنا ممد عن أبيه عن عطاء‪ :‬أن السلمي قالوا للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أبنو إسرائيل‬
‫أكرم على ال منا كانوا إذا أذنب أحدهم أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة ف عتبة بابه اجذع أذنك‬
‫شةً) فقال‬
‫اجذع أنفك افعل كذا فسكت النب صلى ال عليه وسلم فنلت (وَالّذي َن إِذا َفعَلوا فا ِح َ‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أل أخبكم بي من ذلك فقرأ هذه اليات‪.‬‬
‫قوله تعال (وَل َتهِنوا وَل تَحزَنوا) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬انزم أصحاب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوم أحد فبينما هم كذلك إذ أقبل خالد بن الوليد بيل الشركي يريد أن يعلو عليهم البل‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬اللهم ل يعلون علينا اللهم ل قوة لنا إل بك اللهم ليس يعبدك بذه‬
‫البلدة غي هؤلء النفر فأنزل ال تعال هذه اليات وثاب نفر من السلمي رماة فصعدوا البل ورموا‬
‫خيل الشركي حت هزموهم فذلك قوله ( َوأَنتُم الَعلونَ)‪.‬‬
‫قوله (إِن يَمسَسكُم قَرحٌ) الية‪ .‬قال راشد بن سعد‪ :‬لا انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫كئيبا حزينا يوم أحد جعلت الرأة تيء بزوجها وابنها مقتولي وهي تلدم فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬أهكذا يفعل برسولك فأنزل ال تعال (إِن يَمسَسكُم قَرحٌ) الية‪.‬‬
‫قوله (وَما مُح ّمدٌ إِلّا رَسولٌ) اليات‪ .‬قال عطية العوف‪ :‬لا كان يوم أحد انزم الناس فقال بعض‬
‫الناس‪ :‬قد أصيب ممد فأعطوهم بأيديكم فإنا هم إخوانكم وقال بعضهم‪ :‬إن كان ممد قد أصيب‬
‫أل ما تضون على ما مضى عليه نبيكم حت تلحقوا به فأنزل ال تعال ف ذلك (وما مُحَ ّم ٌد ِإلّا‬
‫ي فَما وَهَنوا لِما أَصاَبهُم ف‬
‫رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَب ِل ِه الرُ ُسلُ) إل (وَكأَيّن مّن نِّبيّ قاَتلَ َم َعهُ ِربّيّونَ كَث ٌ‬
‫ضعُفوا) ‪ -‬لقتل نبيهم ‪ -‬إل قوله (فَآتا ُهمُ ال ُثَوابَ الدُنيا)‪.‬‬
‫سَبيلِ ال ِوَما َ‬
‫ب الّذينَ َكفَروا الرُعبَ) الية‪ .‬قال السدي‪ :‬لا ارتل أبو سفيان والشركون يوم‬
‫قوله (سَنُلقي ف قُلو ِ‬
‫أحد متوجهي إل مكة انطلقوا حت بلغوا بعض الطريق ث إنم ندموا وقالوا‪ :‬بئس ما صنعنا قتلناهم‬
‫حت إذا ل يبق منهم إل الشرذمة تركناهم ارجعوا فاستأصلوهم فلما عزموا على ذلك ألقى ال تعال‬
‫ف قلوبم الرعب حت رجعوا عما هوا به وأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫ل وَع َدهُ) الية‪ .‬قال ممد بن كعب القرظي‪ :‬لا رجع رسول ال صلى ال‬
‫ص َد َقكُمُ ا ُ‬
‫قوله تعال ( َولَقد َ‬
‫عليه وسلم إل الدينة وقد أصيبوا با أصيبوا يوم أحد قال ناس من أصحابه‪ :‬من أين أصابنا هذا وقد‬
‫ل وَع َدهُ) الية إل قوله (مِنكُم مّن يُري ُد الدُنيا) يعن‬
‫ص َد َق ُكمُ ا ُ‬
‫وعدنا ال النصر فأنزل ال تعال (وََلقَد َ‬
‫الرماة الذين فعلوا ما فعلوا يوم أحد‪.‬‬
‫قوله تعال (وَما كا َن لِنَِب ّي أَن يَ ُغلّ) الية‪ .‬أخبنا ممد بن عبد الرحن الطوعي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو‬
‫بن ممد بن أحد اليي قال‪ :‬أخبنا أبو يعلى قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال بن أبان قال‪ :‬حدثنا ابن‬
‫البارك قال‪ :‬حدثنا شريك عن حصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬فقدت قطيفة حراء يوم بدر‬
‫ما أصيب من الشركي فقال أناس‪ :‬لعل النب صلى ال عليه وسلم أخذها فأنزل ال تعال (وَما كانَ‬
‫لِنَِبيّ أَن َي ُغلّ) قال حصيف‪ :‬قلت لسعيد بن جبي‪ :‬ما كان لنب أن يغل فقال‪ :‬بل يغل ويقتل‪.‬‬
‫أخبنا أبو السن أحد بن إبراهيم النجار قال‪ :‬حدثنا أبو القاسم سليمان بن أيوب الطبان قال‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن أحد بن يزيد النرسي قال‪ :‬حدثنا أبو عمرو بن العلء عن ماهد عن ابن عباس أنه‬
‫كان ينكر على من يقرأ وما كان لنب أن يُ َغلّ ويقول‪ :‬كيف ل يكون له أن يغل وقد كان يقتل قال‬
‫ال تعال (وَيَقتُلونَ الَنبِياءَ) ولكن النافقي اتموا النب صلى ال عليه وسلم ف شيء من الغنيمة‬
‫فأنزل ال عز وجل (وَما كا َن لِنَِب ّي أَن َيغُلّ)‪.‬‬

‫أخبنا أحد بن ممد بن أحد الصفهان قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد الصفهان قال‪ :‬حدثنا أبو يي‬
‫الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل بن عثمان قال‪ :‬حدثنا وكيع عن سلمة عن الضحاك‪.‬‬
‫قال‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم طلئع فغنم النب صلى ال عليه وسلم غنيمة وقسمها بي‬
‫الناس ول يقسم للطلئع شيئا فلما قدمت الطلئع قالوا‪ :‬قسم الفيء ول يقسم لنا فنلت (وَما كانَ‬
‫لِنَِبيّ أَن َي ُغلّ) قال سلمة‪ :‬قرأها الضحاك يغل‪ .‬وقال ابن عباس ف رواية الضحاك‪ :‬إن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لا وقع ف يده غنائم هوازن يوم حني غله رجل بخيط فأنزل ال تعال هذه‬
‫الية‪ .‬وقال قتادة‪ :‬نزلت وقد غل طوائف من أصحابه وقال الكلب ومقاتل‪ :‬نزلت حي ترك الرماة‬
‫الركز يوم أحد طلبا للغنيمة وقالوا‪ :‬نشى أن يقول رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من أخذ شيئا‬
‫فهو له وأن ل يقسم الغنائم كما ل يقسم يوم بدر فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ظننتم أنا نغل ول‬
‫نقسم لكم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وروى عن ابن عباس أن أشراف الناس استدعوا رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يصصهم بشيء‬
‫من الغنائم فنلت هذه الية‪.‬‬
‫قوله (أَولَمّا أَصابَتكُم مّصيَبةٌ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬حدثن عمر بن الطاب قال‪ :‬لا كان يوم أحد‬
‫من العام القبل عوقبوا با صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة من رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل‬
‫ال تعال (أَ َولَمّا أَصابَتكُم مُصيَبةٌ) إل قوله (قُل ُه َو مِن عِندِ أَن ُفسِكُم) قال بأخذكم الفداء‪.‬‬
‫ل أَمواتا) أخبنا ممد بن ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫قوله (وَل تَحسََبنّ الّذي َن قُتِلوا ف سَبيلِ ا ِ‬
‫سعيد إساعيل بن أحد اللل قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن زيدان البجلي قال‪ :‬حدثنا أبو كريب قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد ال بن إدريس عن ممد بن إسحاق عن إساعيل بن أب أمية عن أب الزبي عن سعيد بن‬
‫جبي عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬لا أصيب إخوانكم بأحد جعل ال‬
‫أرواحهم ف أجواف طي خضر ترد أنار النة وتأكل من ثارها وتأوي إل قناديل من ذهب معلقة ف‬
‫ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربم ومقيلهم قالوا‪ :‬من يبلغ إخواننا أنا ف النة نرزق‬
‫لئل يزهدوا ف الهاد ول ينكلوا ف الرب فقال ال عز وجل‪ :‬أنا أبلغهم عنكم فأنزل ال تعال (وَل‬
‫ل أَمواتا بَل أَحياءٌ عِندَ َرّبهِم يُرزَقونَ)‪ .‬رواه الاكم أبو عبد ال ف‬
‫تَحسََبنّ الّذي َن قُتِلوا ف سَبيلِ ا ِ‬
‫صحيحه من طريق عثمان بن أب شيبة‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن عبد الرحن الغازي قال‪ :‬أخبنا ممد بن أحد بن حدان قال‪ :‬أخبنا حامد بن ممد‬
‫بن شعيب البلخي قال‪ :‬حدثنا عثمان بن أب شيبة قال‪ :‬حدثنا ابن إدريس فذكره رواه الاكم عن‬
‫علي بن عيسى اليي عن مسدد عن عثمان بن أب شيبة‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر الارثي حدثنا أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬أخبنا أحد بن السي الذاء قال علي بن‬
‫الدين قال‪ :‬حدثنا موسى بن إبراهيم بن بشي بن الفاكه النصاري أنه سع طلحة بن حراش قال‪:‬‬
‫سعت جابر بن عبد ال قال‪ :‬نظر إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬مال أراك مهتما قلت‪:‬‬
‫يا رسول ال قتل أب وترك دينا وعيا ًل فقال‪ :‬أل أخبك ما كلم ال أحدا قط إل من وراء حجاب‬
‫وإنه كلم أباك كفاحا فقال‪ :‬يا عبدي سلن أعطك قال‪ :‬أسألك أن تردن إل الدنيا فأقتل فيك ثانية‬
‫فقال‪ :‬إنه قد سبق من أنم إليها ل يرجعون قال‪ :‬يا رب فأبلغ من ورائي فأنزل ال تعال (وَل‬
‫ل أَمواتا بَل أَحياءٌ) الية‪.‬‬
‫تَحسََبنّ الّذي َن قُتِلوا ف سَبيلِ ا ِ‬
‫أخبن أبو عمرو القنطري فيما كتب إل قال‪ :‬أخبنا ممد بن السي قال‪ :‬أخبنا ممد بن يي‬
‫قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا وكيع عن سفيان عن سال الفطس عن سعيد بن جبي‬
‫(وَل تَحسََبنّ الّذينَ قُتِلوا ف سَبيلِ الِ أَمواتا بَل أَحياءٌ) قال‪ :‬لا أصيب حزة بن عبد الطلب ومصعب‬
‫بن عمي يوم أحد ورأوا ما رزقوا من الي قالوا‪ :‬ليت إخواننا يعلمون ما أصابنا من الي كي‬
‫يزدادوا ف الهاد رغبة فقال ال تعال‪ :‬أنا أبلغهم عنكم فأنزل ال تعال (وَل تَحسََب ّن الّذي َن قُتِلوا ف‬
‫ل أَمواتا بَل أَحياءٌ) إل قوله (ل يُضي ُع أَجرَ الُؤمِنيَ)‪.‬‬
‫سَبيلِ ا ِ‬
‫وقال أبو الضحى نزلت هذه الية ف أهل أحد خاصة‪ .‬وقال جاعة من أهل التفسي‪ :‬نزلت الية ف‬
‫شهداء بئر معونة وقصتهم مشهورة ذكرها ممد بن إسحاق بن يسار ف الغازي‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬إن أولياء الشهداء كانوا إذا أصابتهم نعمة أو سرور تسروا وقالوا‪ :‬نن ف النعمة‬
‫والسرور وآباؤنا وأبناؤنا وإخواننا ف القبور فأنزل ال تعال هذه الية تنفيسا عنهم وإخبارا عن حال‬
‫قتلهم‪.‬‬
‫ل وَالرَسولِ) الية‪ .‬أخبنا أحد بن إبراهيم القري قال‪ :‬أخبنا شعيب بن ممد‬
‫قوله (الّذي َن اِستَجابوا ِ‬
‫قال‪ :‬أخبنا مكي بن عبدان قال‪ :‬حدثنا أبو الزهر قال‪ :‬حدثنا روح قال‪ :‬حدثنا أبو يونس القشيي‬
‫عن عمرو بن دينار أن رسول ال صلى ال عله وسلم استنفر الناس بعد أحد حي انصرف‬
‫ل فطلبهم فلقي أبو سفيان عيا من خزاعة فقال لم‪ :‬إن لقيتم‬
‫الشركون فاستجاب له سبعون رج ً‬
‫ممدا يطلبن فأخبوه أن ف جع كثي فلقيهم النب صلى ال عليه وسلم فسألم عن أب سفيان‬
‫فقالوا‪ :‬لقيناه ف جع كثي ونراك ف قلة ول نأمنه عليك فأب رسول ال إل أن يطلبه‪ .‬فسبقه أبو‬
‫ل وَالرَسولِ) حت بلغ (فَل تَخافوهُم‬
‫سفيان فدخل مكة فأنزل ال تعال فيهم (الّذي َن اِستَجابوا ِ‬
‫وَخافو ِن إِن كُنتُم مُؤمِنيَ)‪.‬‬
‫أخبنا عمر بن عمرو قال‪ :‬أخبنا ممد بن مكي قال‪ :‬أخبنا ممد بن يوسف قال‪ :‬أخبنا ممد بن‬
‫إساعيل قال‪ :‬أخبنا ممد قال‪ :‬أخبنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي ال‬
‫ل وَالرَسولِ) إل آخرها قال‪ :‬قالت لعروة‪ :‬يا ابن أخت كان‬
‫عنها ف قوله تعال (الّذي َن اِستَجابوا ِ‬
‫أبواك منهم الزبي وأبو بكر لا أصاب رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم أحد ما أصاب وانصرف‬
‫ل كان فيهم أبو‬
‫عنه الشركون خاف أن يرجعوا فقال‪ :‬من يذهب ف أثرهم فانتدب منهم سبعون رج ً‬
‫بكر والزبي‪.‬‬
‫قوله (الّذي َن قا َل َلهُ ُم الناسُ) الية‪ .‬أخبنا أبو إسحاق الثعالب قال‪ :‬أخبنا أبو صال شعيب بن ممد‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو حات التميمي قال‪ :‬أخبنا أحد بن الزهر قال‪ :‬حدثنا روح بن عبادة قال‪ :‬حدثنا‬
‫سعيد عن قتادة قال‪ :‬ذاك يوم أحد بعد القتل والراحة وبعد ما انصرف الشركون أبو سفيان‬
‫وأصحابه قال نب ال صلى ال عليه وسلم لصحابه‪ :‬أل عصابة تشدد لمر ال فتطلب عدوها فإنه‬
‫أنكى للعدو وأبعد للسمع فانطلق عصابة على ما يعلم ال من الهد حت إذا كانوا بذي الليفة جعل‬
‫العراب والناس يأتون عليهم فيقولون هذا أبو سفيان مائل عليكم بالناس فقالوا‪ :‬حسبنا ال ونعم‬
‫س قَد جَمَعوا َلكُم فاِخشُوهُم) إل قوله‬
‫س إِ ّن النا َ‬
‫الوكيل فأنزل ال تعال فيهم (الّذي َن قا َل َلهُ ُم النا ُ‬
‫(وَال ُذو فَضلٍ عَظيمٍ)‪.‬‬
‫ل لَِيذَ َر الُؤمِنيَ عَلى ما أَنتُم عَليهِ) قال السدي‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليهم‬
‫قوله (ما كانَ ا ُ‬
‫وسلم‪ :‬عرضت علي أمت ف صورها كما عرضت على آدم وأعلمت من يؤمن ل ومن يكفر فبلغ‬
‫ذلك النافقي فاستهزءوا وقالوا‪ :‬يزعم ممد أنه يعلم من يؤمن به ومن يكفر ونن معه ول يعرفنا‬
‫فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال الكلب‪ :‬قالت قريش‪ :‬تزعم يا ممد أن من خالفك فهو ف النار وال عليه غضبان وأن من‬
‫اتبعك على دينك فهو من أهل النة وال عنه راض فأخبنا بن يؤمن بك ومن ل يؤمن بك فأنزل‬
‫ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال أبو العالية‪ :‬سأل الؤمنون أن يعطوا علمة يفرق با بي الؤمن والنافق فأنزل ال تعال هذه‬
‫الية‪.‬‬
‫قوله (وَل تَحسََبنّ الّذي َن يَبخَلو َن بِما آَتاهُمُ الُ) الية‪ .‬جهور الفسرين على أنا ف مانعي الزكاة‪.‬‬
‫وروى عطية عن ابن عباس أن الية نزلت ف أحبار اليهود الذين كتموا صفة ممد صلى ال عليه‬
‫وسلم ونبوته وأراد بالبخل‪ :‬كتمان العلم الذي آتاهم ال تعال‪.‬‬
‫ل قَو َل الّذينَ قالوا) الية‪ .‬قال عكرمة والسدي ومقاتل وممد بن إسحاق‪ :‬دخل‬
‫قوله (َلقَد سَ ِمعَ ا ُ‬
‫أبو بكر الصديق رضي ال عنه ذات يوم بيت مدارس اليهود فوجد ناسا من اليهود قد اجتمعوا إل‬
‫رجل منهم يقال له فنحاص بن عازوراء وكان من علمائهم فقال أبو بكر لفنحاص‪ :‬اتق ال وأسلم‬
‫فوال إنك لتعلم أن ممدا رسول ال قد جاءكم بالق من عند ال تدونه مكتوبا عندكم ف التوراة‬
‫فآمن وصدق وأقرض ال قرضا حسنا يدخلك النة ويضاعف لك الثواب فقال فنحاص‪ :‬يا أبا بكر‬
‫تزعم أن ربنا يستقرضنا أموالنا وما يستقرض إل الفقي من الغن فإن كان ما تقول حقا فإن ال إذا‬
‫لفقي ونن أغنياء ولو كان غنيا ما استقرضنا أموالنا فغضب أبو بكر رضي ال عنه وضرب وجه‬
‫فنحاص ضربة شديدة وقال‪ :‬والذي نفسي بيده لول العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو‬
‫ال فذهب فنحاص إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا ممد انظر إل ما صنع ب صاحبك‬
‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لب بكر‪ :‬ما الذي حلك على ما صنعت فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن عدو ال قال قولً عظيما زعم أن ال فقي وأنم أغنياء فغضبت ل وضربت وجهه فجحد ذلك‬
‫ل قَولَ الّذي َن قالُوا)‬
‫فنحاص فأنزل ال عز وجل ردا على فنحاص وتصديقا لب بكر (لَقَد سَمِعَ ا ُ‬
‫الية‪.‬‬
‫أخبنا عبد القاهر بن طاهر قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن مطر قال‪ :‬أخبنا جعفر بن الليث الروذباري‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال‪ :‬حدثنا شبل عن ابن أب نيح عن ماهد قال‪ :‬نزلت ف‬
‫اليهود صك أبو بكر رضي ال عنه وجه رجل منهم وهو الذي قال‪ :‬إن ال فقي ونن أغنياء قال‬
‫ل مَغلولَة)‪.‬‬
‫شبل‪ :‬بلغن أنه فنحاص اليهودي وهو الذي قال (َيدُ ا ِ‬
‫قوله تعال (الّذي َن قالُوا إِنّ الَ َع ِه َد إِلينا) الية‪ .‬قال الكلب‪ :‬نزلت ف كعب بن الشرف ومالك بن‬
‫الصيف ووهب بن يهوذا وزيد بن تابوه وف فنحاص بن عازوراء وحيي بن أخطب أتوا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬تزعم أن ال بعثك إلينا رسولً وأنزل عليك كتابا وإن ال قد عهد إلينا‬
‫ف التوراة أن ل نؤمن لرسول يزعم أنه من عند ال حت يأتينا بقربان تأكله النار فإن جئتنا به‬
‫صدقناك فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (وَلتَس َم ُعنّ ِمنَ الّذينَ أُوتوا الكِتابَ مِن قَب ِلكُم َو ِمنَ الّذي َن أَشرَكوا أذىً كَثيا) الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو ممد السن بن ممد الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن حدون قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫حامد أحد بن السن قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا أبو اليمان قال‪ :‬حدثنا شعيب عن‬
‫الزهري قال‪ :‬أخبن عبد الرحن بن عبد ال بن كعب بن مالك عن أبيه وكان من أحد الثلثة الذين‬
‫تيب عليهم أن كعب بن الشرف اليهودي كان شاعرا وكان يهجو النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ويرض عليه كفار قريش ف شعره وكان النب صلى ال عليه وسلم قدم الدينة وأهلها أخلط منهم‬
‫السلمون ومنهم الشركون ومنهم اليهود فأراد النب صلى ال عليه وسلم أن يستصلحهم فكان‬
‫الشركون واليهود يؤذونه ويؤذون أصحابه أشد الذى فأمر ال تعال نبيه صلى ال عليه وسلم‬
‫بالصب على ذلك وفيهم أنزل ال (وَلتَس َم ُع ّن ِمنَ الّذي َن أُوتوا الكِتابَ) الية‪.‬‬
‫أخبنا عمرو بن عمرو الزكي قال‪ :‬أخبنا ممد بن مكي قال‪ :‬أخبنا ممد بن يوسف قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن إساعيل قال‪ :‬أخبنا أبو اليمان قال‪ :‬أخبنا شعيب عن الزهري قال‪ :‬أخبن عروة بن الزبي‬
‫أن أسامة بن زيد أخبه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ركب على حار على قطيفة فدكية‬
‫وأردف أسامة بن زيد وسار يعود سعد بن عبادة ف بن الرث بن الزرج قبل وقعة بدر حت مر‬
‫بجلس فيه عبد ال بن أب وذلك قبل أن يسلم عبد ال بن أب فإذا ف الجلس أخلط من السلمي‬
‫والشركي عبدة الوثان واليهود وف الجلس عبد ال بن رواحة فلما غشى الجلس عجاجة الدابة‬
‫خر عبد ال بن أب أنفه بردائه ث قال‪ :‬ل تغبوا علينا فسلم رسول ال صلى ال عليه وسلم ث وقف‬
‫فنل ودعاهم إل ال وقرأ عليهم القرآن فقال عبد ال بن أب‪ :‬أيها الرء إنه ل أحسن ما تقول إن‬
‫كان حقا فلم تؤذينا به ف مالسنا ارجع إل رحلك فمن جاءك فاقصص عليه فقال عبد ال بن‬
‫رواحة‪ :‬بلى يا رسول ال فاغشنا به ف مالسنا فإنا نب ذلك واستب السلمون والشركون واليهود‬
‫حت كادوا يتساورون فلم يزل النب صلى ال عليه وسلم يفضهم حت سكتوا ث ركب النب صلى‬
‫ال عليه وسلم دابته وسار حت دخل على سعد بن عبادة فقال له‪ :‬يا سعد أل تسمع ما قال أبو‬
‫حباب يريد عبد ال بن أب قال‪ :‬كذا وكذا فقال سعد بن عبادة‪ :‬يا رسول ال اعف عنه واصفح‬
‫فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء ال بالق الذي نزل عليك وقد اصطلح أهل هذه البحية على‬
‫أن يتوجوه ويعصبوه بالعصابة فلما رد ال ذلك بالق الذي أعطاك شرق بذلك فذلك فعل به ما‬
‫رأيت فعفا عنه رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل ال تعال (وَلتَس َم َعنّ ِمنَ الّذينَ أُوتوا الكِتابَ‬
‫مِن قَب ِلكُم َو ِمنَ الّذي َن أَشرَكوا أَذىً كَثيا) الية‪.‬‬
‫قوله (ل تَحسََب ّن الّذينَ يَفرَحو َن بِما َأتَوا) الية‪ .‬أخبنا أبو عبد الرحن ممد بن أحد بن جعفر قال‪:‬‬
‫أخبنا أبو اليثم الروزي قال‪ :‬أخبنا ممد بن يوسف قال‪ :‬أخبنا ممد بن إساعيل البخاري قال‪:‬‬
‫أخبنا سعيد بن أب مري قال‪ :‬حدثنا ممد بن جعفر قال‪ :‬حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن‬
‫أب سعيد الدري أن رجالً من النافقي على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم كان إذا خرج‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الغزو تلفوا عنه فإذا قدم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن‬
‫يمدوا با ل يفعلوا فنلت (ل تَحسََبنّ الّذي َن يَفرَحونَ بِما َأتَوا) الية‪ .‬ورواه مسلم عن السن بن‬
‫علي اللوان على ابن أب مري‪.‬‬
‫أخبنا أبو عبد الرحن الشاذياخي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن ممد بن زكريا قال‪ :‬أخبنا ممد‬
‫بن عبد الرحن الدغول قال‪ :‬أخبنا ممد بن جهل قال‪ :‬أخبنا جعفر بن عوف قال‪ :‬حدثنا هشام بن‬
‫سعد قال‪ :‬حدثنا يزيد بن أسلم أن مروان بن الكم كان يوما وهو أمي على الدينة عنده أبو سعيد‬
‫الدري وزيد بن ثابت ورافع بن خديج فقال مروان‪ :‬يا أبا سعيد أرأيت قوله تعال (وَل تَحسََبنّ‬
‫الّذينَ يَفرَحو َن بِما َأتَوا ّويُحِبّو َن أَن يُحمَدوا بِما لَم يَفعَلوا) وال إنا لنفرح با أتينا ونب أن نمد با‬
‫ل نفعل فقال أبو سعيد‪ :‬ليس هذا ف هذا وإنا كان رجال ف زمن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يتخلفون عنه وعن أصحابه ف الغازي فإذا كانت فيهم النكبة وما يكره فرحوا بتخلفهم فإذا كان‬
‫فيهم ما يبون حلفوا لم وأحبوا أن أخبنا سعيد بن ممد الزاهد قال‪ :‬أخبنا أبو سعيد بن حدون‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو حامد بن الشرقي قال‪ :‬حدثنا أبو الزهر قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق قال‪ :‬أخبنا ابن‬
‫جريج قال‪ :‬أخبن ابن أب مليكة أن علقمة بن وقاص أخبه أن مروان قال لرافع بوابه‪ :‬اذهب إل‬
‫ابن عباس وقل له‪ :‬لئن كان امرؤ منا فرح با أتى وأحب أن يمد با ل يفعل عذب لنعذبن أجعي‬
‫فقال ابن عباس‪ :‬مالكم ولذا إنا دعا النب صلى ال عليه وسلم يهود فسألم عن شيء فكتموه إياه‬
‫وأخبوه بغيه فأروه أن قد استحمدوا إليه با أخبوه عنه فيما سألم وفرحوا با أتوا من كتمانم‬
‫إياه ث قرأ ابن عباس (وإِذ َأ َخذَ الُ مِيثاقَ الّذي َن أُوتوا الكِتابَ لَتُبَيُّنّنهُ لِلناسِ) رواه البخاري عن‬
‫إبراهيم بن موسى عن هشام‪ .‬ورواه مسلم عن زهي بن حرب عن حجاج كلها عن ابن جريج‪.‬‬
‫وقال الضحاك‪ :‬كتب يهود الدينة إل يهود العراق واليمن ومن بلغهم كتابم من اليهود ف الرض‬
‫كلها‪ :‬إن ممدا ليس نب ال فاثبتوا على دينكم واجعوا كلمتكم على ذلك فأجعت كلمتهم على‬
‫الكفر بحمد صلى ال عليه وسلم والقرآن ففرحوا بذلك وقالوا‪ :‬المد ل الذي جع كلمتنا ول‬
‫نتفرق ول نترك ديننا وقالوا‪ :‬نن أهل الصوم والصلة ونن أولياء ال فذلك قول ال تعال (يَفرَحونَ‬
‫بِما َأتَوا) با فعلوا (وَيُحِبّو َن أَن يُحمَدوا بِما لَم يَفعَلوا) يعن با ذكروا من الصوم قوله (إِنّ ف خَلقِ‬
‫ت وَالَرضِ) الية‪ .‬أخبنا أبو إسحاق القري قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن حامد قال‪ :‬أخبنا أحد‬
‫السَمَوا ِ‬
‫بن ممد بن يي العبيدي قال‪ :‬حدثنا أحد بن ندة قال‪ :‬حدثنا يي بن عبد الميد المان قال‪:‬‬
‫حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أب الغية عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬أتت قريش‬
‫اليهود فقالوا ما جاءكم به موسى من اليات قالوا‪ :‬عصاه ويده بيضاء للناظرين وأتوا النصارى‬
‫فقالوا‪ :‬كيف كان عيسى فيكم فقالوا‪ :‬يبيء الكمه والبرص ويي الوتى فأتوا النب صلى ال عليه‬
‫ض َواِختِلفِ‬
‫ت وَالَر ِ‬
‫وسلم‪ .‬فقالوا‪ :‬ادع لنا ربك يعل الصفا ذهبا فأنزل ال (إِنّ ف خَلقِ السَمَوا ِ‬
‫اللّي ِل وَالنَها ِر لياتٍ لُول الَلبابِ)‪.‬‬
‫ب َلهُم َرّبهُم) الية‪ .‬أخبنا إساعيل بن إبراهيم النصراباذي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو‬
‫قوله تعال ( َفاِستَجا َ‬
‫إساعيل بن نيد قال‪ :‬حدثنا جعفر بن ممد بن سوار قال‪ :‬أخبنا قتيبة بن سعيد عن سفيان عن‬
‫عمرو بن دينار عن سلمة بن عمرو بن أب سلمة رجل من ولد أم سلمة قال‪ :‬قالت أم سلمة‪ :‬يا‬
‫ب َلهُم َرّبهُم َأنّي ل‬
‫رسول ال ل أسع ال ذكر النساء ف الجرة بشيء فأنزل ال تعال ( َفاِستَجا َ‬
‫أُضيعُ عَ َم َل عا ِملٍ مّنكُم مِن ذَ َكرٍ أَو أُنثى) الية‪ .‬رواه الاكم أبو عبد ال ف صحيحه عن ابن عون‬
‫ب الّذينَ َكفَروا ف‬
‫ممد بن أحد بن ماهان عن ممد بن علي بن زيد عن قوله تعال (ل َي ُغرّّنكَ تَقَلّ َ‬
‫البِلدِ) نزلت ف مشركي مكة وذلك أنم كانوا ف رخاء ولي من العيش وكانوا يتجرون ويتنعمون‬
‫فقال بعض الؤمني‪ :‬إن أعداء ال فيما نرى من الي وقد هلكنا من الوع والهد فنلت هذه الية‪.‬‬
‫ب لَمَن يُؤ ِمنُ بِالِ) الية‪ .‬قال جابر بن عبد ال وأنس وابن عباس وقتادة‪:‬‬
‫قوله ( َوإِ ّن مِن أَهلِ الكِتا ِ‬
‫نزلت ف النجاشي وذلك لا مات نعاه جبيل عليه السلم لرسول ال صلى ال عليه وسلم ف اليوم‬
‫الذي مات فيه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لصحابه‪ :‬اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات‬
‫بغي أرضكم فقالوا‪ :‬ومن هو فقال‪ :‬النجاشي فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل البقيع‬
‫وكشف له من الدينة إل أرض البشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه وكب أربع تكبيات‬
‫واستغفر له وقال لصحابه‪ :‬استغفروا له فقال النافقون‪ :‬انظروا إل هذا يصلي على علج حبشي‬
‫نصران ل يره قط وليس على دينه فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو الفضل أحد بن ممد بن عبد ال بن يوسف قال‪ :‬حدثنا أبو عمرو ممد بن جعفر بن مطر‬
‫إملء قال‪ :‬أخبن جعفر بن ممد بن سنان الواسطي قال‪ :‬أخبنا أبو هان ممد بن بكار الباهلي‬
‫قال‪ :‬حدثنا العتمر بن سليمان عن حيد عن أنس قال‪ :‬قال نب ال صلى ال عليه وسلم لصحابه‪:‬‬
‫قوموا فصلوا على أخيكم النجاشي فقال بعضهم لبعض‪ :‬يأمرنا أن نصلي على علج من البشة فأنزل‬
‫ل وَما أُنزِ َل إِليكُم) الية‪ .‬وقال ماهد وابن جريج وابن‬
‫ب لَمَن يُؤ ِمنُ بِا ِ‬
‫ال تعال (وَإِ ّن مِن أَهلِ الكِتا ِ‬
‫زيد‪ :‬نزلت ف مؤمن أهل الكتاب كلهم‪.‬‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا اِصبِروا وَصابِروا) الية‪ .‬أخبنا سعيد بن أب عمرو الافظ قال‪:‬‬
‫أخبنا أبو علي الفقيه قال‪ :‬حدثنا ممد بن معاذ البالين قال‪ :‬حدثنا السي بن السن بن حرب‬
‫الروزي قال‪ :‬حدثنا ابن البارك قال‪ :‬أخبنا مصعب بن ثابت بن عبد ال بن الزبي قال‪ :‬حدثن داود‬
‫بن صال قال‪ :‬قال أبو سلمة بن عبد الرحن‪ :‬يا ابن أخي هل تدري ف أي شيء نزلت هذه الية (يا‬
‫َأيّها الّذينَ َآمَنوا اِصبِروا وَصابِروا وَرابِطوا) قال‪ :‬قلت ل قال‪ :‬إنه يا ابن أخي ل يكن ف زمان النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ثغر يرابط فيه ولكن انتظار الصلة خلف الصلة‪ .‬رواه الاكم أبو عبد ال ف‬
‫صحيحه عن أب ممد الزن عن أحد بن ندة عن سعيد بن منصور عن ابن البارك‪.‬‬
‫سورة النساء‬

‫حنِ الرَحيمِ) قوله عز وجل (وَآَتوا اليَتامى أََمواَلهُم) الية‪ .‬قال مقاتل والكلب‪ :‬نزلت ف‬
‫ل الرَ َ‬
‫(بِسمِ ا ِ‬
‫رجل من غطفان كان عنده مال كثي لبن أخ له يتيم فلما بلغ اليتيم طلب الال فمنعه عمه فترافعا‬
‫إل النب صلى ال عليه وسلم فنلت هذه الية فلما سعها العم قال‪ :‬أطعنا ال وأطعنا الرسول نعوذ‬
‫بال من الوب الكبي فدفع إليه ماله فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬من يوق شح نفسه ورجع به‬
‫هكذا فإنه يل داره يعن جنته فلما قبض الفت ماله أنفقه ف سبيل ال تعال فقال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬ثبت الجر وبقي الوزر فقالوا‪ :‬يا رسول ال قد عرفنا أنه ثبت الجر فكيف بقي الوزر وهو‬
‫ينفق ف سبيل ال فقال‪ :‬ثبت الجر للغلم وبقي الوزر على والده‪.‬‬
‫قوله (وإِن خِفتُم َألّا تُقسِطوا ف اليَتامى) الية‪ .‬أخبنا أبو بكر التميمي أخبنا عبد ال بن ممد قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو يي قال‪ :‬حدثنا سهل بن عثمان قال‪ :‬حدثنا يي بن أب زائدة عن هشام بن عروة عن أبيه‬
‫عن عائشة ف قوله تعال ( َوإِن خِفتُم أَلّا تُقسِطوا) الية‪ .‬قالت‪ :‬أنزلت هذه ف الرجل يكون له اليتيمة‬
‫وهو وليها ولا مال قال وليس لا أحد ياصم دونا فل ينكحها حبا لالا ويضربا ويسيء صحبتها‬
‫ب لَكُم ّمنَ النِساءِ) يقول‪ :‬ما أحللت‬
‫فقال ال تعال ( َوإِن خِفتُم َألّا تُقسِطوا ف اليَتامى فانكِحوا ما طا َ‬
‫لك ودع هذه‪ .‬رواه مسلم عن أب كريب عن أب أسامة عن هشام‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي وقتادة والربيع والضحاك والسدي‪ :‬كانوا يتحرجون عن أموال اليتامى‬
‫ويترخصون ف النساء ويتزوجون ما شاءوا فربا عدلوا وربا ل يعدلوا فلما سألوا عن اليتامى فنلت‬
‫آية اليتامى (وَآتُوا اليَتامى أَمواَلهُم) الية‪ .‬أنزل ال تعال أيضا ( َوإِن خِفتُم أَ ّل تُقسِطوا ف اليَتامى)‬
‫الية‪ .‬يقول‪ :‬كما خفتم أل تقسطوا ف اليتامى فكذلك فخافوا ف النساء أن ل تعدلوا فيهن فل‬
‫تتزوجوا أكثر ما يكنكم القيام بقهن لن النساء كاليتامى ف الضعف والعجز وهذا قول ابن عباس‬
‫ف رواية الوالب‪.‬‬
‫قوله تعال ( َواِبتَلوا اليَتامى) الية‪ .‬نزلت ف ثابت بن رفاعة وف عمه وذلك أن رفاعة توف وترك ابنه‬
‫ثابتا وهو صغي فأتى عم ثابت إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن ابن أخي يتيم ف حجري فما‬
‫يل ل من ماله ومت أدفع إليه ماله فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (لِلرِجالِ نَصيبٌ مِمّا َترَ َك الوالِدا ِن وَالَقرَبونَ) الية‪ .‬قال الفسرون‪ :‬إن أوس بن ثابت‬
‫النصاري توف وترك امرأة يقال لا أم كحة وثلث بنات له منها فقام رجلن ها ابنا عم اليت‬
‫ووصياه يقال لما سويد وعرفجة فأخذا ماله ول يعطيا امرأته شيئا ول بناته وكانوا ف الاهلية ل‬
‫يورثون النساء ول الصغي وإن كان ذكرا إنا يورثون الرجال الكبار وكانوا يقولون‪ :‬ل يعطى إل‬
‫من قاتل على ظهور اليل وحاز الغنيمة فجاءت أم كحة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت‪:‬‬
‫يا رسول ال إن أوس بن ثابت مات وترك علي بنات وأنا امرأة وليس عندي ما أنفق عليهن وقد‬
‫ترك أبوهن ما ًل حسنا وهو عند سويد وعرفجة ل يعطيان ول بناته من الال شيئا وهن ف حجري‬
‫ول يطعمان ول يسقيان ول يرفعان لن رأسا فدعاها رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا‬
‫ل ول ينكى عدوا فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫رسول ال ولدها ل يركب فرسا ول يمل ك ً‬
‫وسلم‪ :‬انصرفوا حت أنظر ما يدث ال ل فيهن فانصرفوا فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله (إِ ّن الّذي َن َيأَكُلو َن أَموالَ اليَتامى ظُلما) الية‪ .‬قال مقاتل بن حيان‪ :‬نزلت ف رجل من غطفان‬
‫يقال له مرثد بن زيد ول مال ابن أخيه وهو يتيم صغي فأكله فأنزل ال فيه هذه الية‪.‬‬
‫قوله (يُوصِي ُكمُ الُ ف أَولدِكُم) الية‪ .‬أخبنا أحد بن ممد بن أحد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا السن بن‬
‫أحد الخلدي قال‪ :‬أخبنا الؤمل بن السي بن عيسى قال‪ :‬حدثنا السي بن ممد بن الصباح قال‪:‬‬
‫حدثنا الجاج عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن ابن النكدر عن جابر قال‪ :‬عادن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وأبو بكر ف بن سلمة يشيان فوجدان ل أعقل فدعا باء فتوضأ ث رش علي منه فأفقت‬
‫فقلت‪ :‬كيف أصنع ف مال يا رسول ال فنلت (يُوصي ُكمُ ال ُف أَولدِكُم) الية‪ .‬رواه البخاري عن‬
‫إبراهيم بن موسى عن هشام ورواه مسلم عن ممد بن حات عن صباح كلها عن ابن جريج‪.‬‬
‫أخبنا أبو منصور ممد بن ممد النصوري قال‪ :‬أخبنا علي بن عمر بن الهدي قال‪ :‬حدثنا يي بن‬
‫صاعد قال‪ :‬حدثنا أحد بن القدام قال‪ :‬حدثنا بشر بن الفضل قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد بن عقيل‬
‫عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬جاءت امرأة بابنتي لا فقالت‪ :‬يا رسول ال هاتان بنتا ثابت بن قيس أو‬
‫قالت سعد بن الربيع قتل معك يوم أحد وقد استفاء عمهما مالما ومياثهما فلم يدع لما مالً إل‬
‫أخذه فما ترى يا رسول ال فوال ما ينكحان أبدا إل ولما مال فقال‪ :‬يقضي ال ف ذلك فنلت‬
‫ظ الُنثَيَيِ) إل آخر الية فقال ل رسول‬
‫سورة النساء وفيها (يُوصي ُكمُ الُ ف أَولدِكُم لِلذَ َك ِر مِثلُ حَ ُ‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ادع ل الرأة وصاحبها فقال لعمهما‪ :‬أعطهما الثلثي وأعط أمهما الثمن‬
‫وما بقي فلك‪.‬‬
‫ح ّل َلكُم أَن َترِثُوا النِساءَ كَرها) الية‪ .‬أخبنا أبو بكر الصفهان‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ آمَنوا ل يَ ِ‬
‫قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد الصفهان قال‪ :‬حدثنا أبو يي قال‪ :‬حدثنا سهل بن عثمان قال‪ :‬حدثنا‬
‫أسباط بن ممد عن الشيبان عن عكرمة عن ابن عباس قال أبو إسحاق الشيبان وذكره عطاء بن‬
‫ح ّل َلكُم أَن‬
‫السي السوائي ول أظنه إل ذكره عن ابن عباس هذه الية (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل يَ ِ‬
‫َترِثُوا النِساءَ كَرها) قال‪ :‬كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها‬
‫وإن شاءوا زوجوها وإن شاءوا ل يزوجوها وهم أحق با من أهلها فنلت هذه الية ف ذلك‪ .‬رواه‬
‫البخاري ف التفسي عن ممد بن مقاتل‪ .‬ورواه ف كتاب الكراه عن حسي بن منصور كلها عن‬
‫أسباط‪.‬‬
‫قال الفسرون‪ :‬كان أهل الدينة ف الاهلية وف أول السلم إذا مات الرجل وله امرأة جاء ابنه من‬
‫غيها أو قرابته من عصبته فألقى ثوبه على تلك الرأة فصار أحق با من نفسها ومن غيه فإن شاء‬
‫أن يتزوجها تزوجها بغي صداق إل الصداق الذي أصدقها اليت وإن شاء زوجها غي وأخذ صداقها‬
‫ول يعطها شيئا وإن شاء عضلها وضارها لتفتدي منه با ورثت من اليت‪ .‬أو توت هي فيثها فتوف‬
‫أبو قيس بن السلت النصاري وترك امرأة كبيشة بنت معن النصارية فقام ابن له من غيها يقال‬
‫له حصن وقال مقاتل‪ :‬اسه قيس بن أب قيس فطرح ثوبه عليها فورث نكاحها ث تركها فلم يقربا‬
‫ول ينفق عليها يضارها لتفتدي منه بالا فأتت كبيشة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬يا‬
‫رسول ال إن أبا قيس توف وورث ابنه نكاحي وقد أضرن وطول علي فل هو ينفق علي ول يدخل‬
‫ب ول هو يلي سبيلي فقال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬اقعدي ف بيتك حت يأت فيك أمر‬
‫ال قال‪ :‬فانصرفت وسعت بذلك النساء ف الدينة فأتي رسول ال صلى ال عليه وسلم وقلن‪ :‬ما‬
‫نن إل كهيئة كبيشة غي أنه ل ينكحها البناء ونكحنا بنو العم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله (وَل تَنكِحوا ما َنكَحَ آَباؤُكُم ّمنَ النِساءِ) الية‪ .‬نزلت ف حصن بن أب قيس تزوج امرأة أبيه‬
‫كبيشة بنت معن وف السود بن خلف تزوج امرأة أبيه وصفوان بن أمية بن خلف تزوج امرأة أبيه‬
‫فاختة بنت السود بن الطلب وف منصور بن ماذن تزوج امرأة أبيه مليكة بنت خارجة‪.‬‬
‫وقال أشعث بن سوار توف أبو قيس وكان من صالي النصار فخطب ابنه قيس امرأة أبيه فقالت‪:‬‬
‫إن أعدك ولدا ولكن آت رسول ال صلى ال عليه وسلم أستأمره فأتته فأخبته فأنزل ال تعال هذه‬
‫الية‪.‬‬
‫ت ِمنَ النِسا ِء ِإلّا ما مَ َلكَت أَيانُكُم) أخبنا ممد بن عبد الرحن البنان قال‪:‬‬
‫قوله تعال (وَالُحصَنا ُ‬
‫أخبنا ممد بن أحد بن حدان قال‪ :‬أخبنا أبو يعلى قال‪ :‬أخبنا عمر الناقد قال‪ :‬حدثنا أبو أحد‬
‫الزبيي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن عثمان البت عن أب الليل عن أب سعيد الدري قال‪ :‬أصبنا سبايا‬
‫يوم أوطاس لن أزواج فكرهنا أن نقع عليهن فسألنا النب عليه الصلة والسلم فنلت (وَالُحصَناتُ‬
‫ِمنَ النِسا ِء إِ ّل ما مَ َلكَت أَيانُكُم) فاستحللناهن‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن ممد بن أحد بن الارث قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد بن جعفر قال‪ :‬حدثنا أبو يي‬
‫قال‪ :‬حدثنا سهل بن عثمان وقال عبد الرحيم عن أشعث بن سوار عن عثمان البت عن أب الليل‬
‫عن أب سعيد قال‪ :‬لا سبا رسول ال صلى ال عليه وسلم أهل أوطاس قلنا يا نب ال كيف نقع على‬
‫نساء قد عرفنا أنسابن وأزواجهن فنلت هذه الية (وَالُحصَناتُ ِمنَ النِسا ِء ِإلّ ما مَلَكَت أَيانُكُم)‪.‬‬
‫أخبنا أبو مكي الفارسي أخبنا ممد بن عيسى بن عمرويه حدثنا إبراهيم بن ممد بن سفيان حدثنا‬
‫مسلم بن الجاج حدثن عبيد ال بن عمر القواريري حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد بن عروة عن‬
‫قتادة عن صال أب خليل عن أب علقمة الاشي عن أب سعيد الدري أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوم حني بعث جيشا إل أوطاس ولقى عدوا فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لم سبايا وكان‬
‫ناس من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ترجوا من غشيانن من أجل أزواجهن من‬
‫الشركي فأنزل ال ف ذلك (وَالُحصَناتُ ِم َن النِسا ِء ِإلّ ما مَ َلكَت أَياُنكُم)‪.‬‬
‫ل ِب ِه بَعضَكُم عَلى بَعضٍ) أخبنا إساعيل بن أب القاسم الصوف أخبنا‬
‫ضلَ ا ُ‬
‫قوله (وَل تَتَمَنّوا ما فَ ّ‬
‫إساعيل بن نيد حدثنا جعفر بن ممد بن سوار أخبنا قتيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أب نيح‬
‫عن ماهد قال‪ :‬قالت أم سلمة‪ :‬يا رسول ال تغزو الرجال ول نغزو وإنا لنا نصف الياث فأنزل‬
‫ل ِب ِه بَعضَكُم عَلى بَعضٍ)‪.‬‬
‫ضلَ ا ُ‬
‫ال تعال (وَل تَتَمنوا ما فَ ّ‬
‫أخبنا ممد بن عبد العزيز أن ممد بن السي أخبهم عن ممد بن يي بن يزيد أخبنا إسحاق بن‬
‫إبراهيم أخبنا عتاب بن بشي عن حصيف عن عكرمة أن النساء سألن الهاد فقلن‪ :‬وددنا أن ال‬
‫ضلَ الُ بِهِ‬
‫جعل لنا الغزو فنصيب من الجر ما يصيب الرجال فأنزل ال تعال (وَل تَتَمَنّوا ما فَ ّ‬
‫بَعضَكُم عَلى بَعضٍ)‪.‬‬
‫ظ الُنثََييِ) قال الرجال‪ :‬إنا لنرجو أن نفضل على‬
‫وقال قتادة والسدي‪ :‬لا نزل قوله (لِلذَ َكرِ مِث ُل حَ ِ‬
‫النساء بسناتنا ف الخرة كما فضلنا عليهن ف الياث فيكون أجرنا على الضعف من أجر النساء‬
‫وقالت النساء‪ :‬إنا لنرجو أن يكون الوزر علينا نصف ما على الرجال ف الخرة كما لنا الياث على‬
‫ل ِب ِه بَعضَكُم عَلى بَعضٍ)‪.‬‬
‫ضلَ ا ُ‬
‫النصف من نصيبهم ف الدنيا فأنزل ال تعال (وَل تَتَمَنّوا ما فَ ّ‬
‫قوله تعال ( َولِ ُك ّل جَعَلنا مَوالِيَ) الية‪ .‬أخبنا أبو عبد ال ممد بن عبد ال الفارسي قال‪ :‬حدثنا ممد‬
‫بن عبد ال بن حويه الروي قال‪ :‬أخبنا ممد بن ممد الواف قال‪ :‬حدثنا أبو اليمان الكم بن نافع‬
‫قال‪ :‬أخبن شعيب بن أب حزة عن الزهري قال‪ :‬قال سعيد بن السيب‪ :‬نزلت هذه الية (وَِلكُلّ‬
‫جَعَلنا مَوالِ َي مِمّا َترَكَ الوالِدا ِن والَقرَبونَ) ف الذين كانوا يتبنون رجالً غي أبنائهم ويورثونم فأنزل‬
‫ال تعال فيهم أن يعل لم نصيب ف الوصية ورد ال تعال الياث إل الوال من ذوي الرحم‬
‫والعصبة وأب أن يعل للمدعي مياث من ادعاهم ويتبناهم ولكن جعل نصيبا ف الوصية‪.‬‬
‫قوله تعال (الرِجا ُل َقوّامونَ عَلى النِساءِ) الية‪ .‬قال مقاتل‪ :‬نزلت هذه الية ف سعد بن الربيع وكان‬
‫من النقباء وامرأته حبيبة بنت زيد بن أب هريرة وها من النصار وذلك أنا نشزت عليه فلطمها‬
‫فانطلق أبوها معها إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أفرشته كريت فلطمها فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم لتقتص من زوجها وانصرفت مع أبيها لتقتص منه فقال النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ارجعوا هذا جبيل عليه السلم أتان وأنزل ال تعال هذه الية فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬أردنا أمرا وأراد ال أمرا والذي أراد ال خي ورفع القصاص‪.‬‬
‫أخبنا سعيد بن ممد بن أحد الزاهد قال‪ :‬أخبنا زاهد بن أحد قال‪ :‬أخبنا أحد بن السي بن‬
‫ل لطم‬
‫النيد قال‪ :‬حدثنا زياد بن أيوب قال‪ :‬حدثنا هشيم قال‪ :‬حدثنا يونس عن الهن أن رج ً‬
‫امرأته فخاصمته إل النب صلى ال عليه وسلم فجاء معها أهلها فقالوا‪ :‬يا رسول ال إن فلنا لطم‬
‫صاحبتنا فجعل رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬القصاص القصاص ويقضي قضاء فنلت هذه‬
‫الية (الرِجا ُل َقوّامونَ عَلى النِساءِ) قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أخبنا أبو بكر الارثي قال‪:‬‬
‫أخبنا أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل العسكري قال‪ :‬حدثنا علي‬
‫بن هشام عن إساعيل عن السن قال‪ :‬لا نزلت آية القصاص بي السلمي لطم رجل امرأته فانطلقت‬
‫إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬إن زوجي لطمن فالقصاص قال القصاص فبينا هو كذلك‬
‫ضهُم عَلى بَعضٍ) فقال النب صلى ال‬
‫ضلَ ال ُبَع َ‬
‫أنزل ال تعال (الرِجا ُل َقوّامونَ عَلى النِسا ِء بِما فَ ّ‬
‫عليه وسلم‪ :‬أردنا أمرا فأب ال تعال خذ أيها الرجل بيد امرأتك‪.‬‬
‫س بِالبُخلِ) قال أكثر الفسرين‪ :‬نزلت ف اليهود كتموا صفة‬
‫قوله تعال (الّذي َن يَبخَلو َن وَيَأمُرو َن النا َ‬
‫ممد صلى ال عليه وسلم ول يبينوها للناس وهم يدونا مكتوبة عندهم ف كتبهم‪ .‬وقال الكلب‪:‬‬
‫هم اليهود بلوا أن يصدقوا من أتاهم صفة ممد صلى ال عليه وسلم ونعته ف كتابم وقال ماهد‪.‬‬
‫اليات الثلث إل قوله (عَليما) نزلت ف اليهود‪ .‬وقال ابن عباس وابن زيد‪ :‬نزلت ف جاعة من‬
‫اليهود كانوا يأتون رجا ًل من النصار يالطونم وينصحونم ويقولون لم‪ :‬ل تنفقوا أموالكم فإنا‬
‫س بِالبُخلِ)‪.‬‬
‫نشى عليكم الفقر فأنزل ال تعال (الّذينَ يَبخَلونَ وَيأمُرونَ النا َ‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَقرَبوا الصَل َة َوأَنتُم سُكارى) الية‪ :‬نزلت ف أناس من أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم كانوا يشربون المر ويضرون الصلة وهم نشاوى أخبنا أبو بكر‬
‫الصفهان قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬حدثنا أبو يي قال حدثنا سهل بن عثمان قال‪ :‬حدثنا‬
‫أبو عبد الرحن الفريقي قال‪ :‬حدثنا عطاء عن أب عبد الرحن قال‪ :‬صنع عبد الرحن بن عوف‬
‫طعاما ودعا أناسا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فطعموا وشربوا وحضرت صلة‬
‫الغرب فتقدم بعض القوم فصلى بم الغرب فقرأ (قُل يا َأيّها الكافِرونَ) فلم يقمها فأنزل ال تعال (يا‬
‫َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَقرَبوا الصَل َة َوأَنتُم سُكارى حَتّى تَعلَموا ما تَقولونَ)‪.‬‬
‫قوله تعال (فَلَم تَجِدوا ما ًء فَتَيَمّموا صَعيدا َطيّبا) أخبنا أبو عبد ال بن أب إسحاق قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو عمرو بن مطر قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي قال‪ :‬حدثنا يي قال‪ :‬قرأت على مالك‬
‫بن أنس عن عبد الرحن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أنا قالت‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ف بعض أسفاره حت إذا كنا بالبيداء أو بذات اليش انقطع عقد ل فأقام رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إل‬
‫أب بكر فقالوا‪ :‬أل ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول ال صلى ال عليه وسلم وبالناس معه وليس‬
‫معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول ال صلى ال عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال‪:‬‬
‫أجلست رسول ال والناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء قالت‪ :‬فعاتبن أبو بكر وقال‪ :‬ما‬
‫شاء ال أن يقول فجعل يطعن بيده ف خاصرت فل ينعن من التحرك إل مكان رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم على فخذي فنام رسول ال صلى ال عليه وسلم حت أصبح على غي ماء فأنزل ال تعال‬
‫آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضي وهو أحد النقباء‪ :‬ما هي بأول بركتكم يا آل أب بكر قالت‬
‫عائشة‪ :‬فبعثنا البعي الذي كنت عليه فوجدنا العقد تته‪ .‬رواه البخاري عن إساعيل بن أب أويس‬
‫ورواه مسلم عن يي بن يي كلها عن مالك‪.‬‬
‫أخبنا أبو ممد الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن الفضل قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن‬
‫السي الافظ قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال‪ :‬حدثنا أب عن‬
‫أب صال عن ابن شهاب قال‪ :‬حدثن عبد ال بن عبد ال بن عتبة عن ابن عباس عن عمار بن ياسر‬
‫قال‪ :‬عرس رسول ال صلى ال عليه وسلم بذات اليش ومعه عائشة زوجته فانقطع عقد لا من‬
‫جذع أظفار فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حت أضاء الفجر وليس معهم ماء فأنزل ال تعال على‬
‫رسوله صلى ال عليه وسلم قصة التطهر بالصعيد الطيب فقام السلمون فضربوا بأيديهم الرض ث‬
‫رفعوا أيديهم فلم يقبضوا من التراب شيئا فمسحوا با وجوههم وأيديهم إل الناكب ومن بطون‬
‫أيديهم إل الباط‪ .‬قال الزهري‪ :‬قوله تعال (أَِلَم تَ َر إِل الّذي َن ُيزَكّونَ أَن ُفسَهُم) الية‪ .‬قال الكلب‪:‬‬
‫نزلت ف رجال من اليهود أتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم بأطفالم وقالوا‪ :‬يا ممد هل على‬
‫أولدنا هؤلء من ذنب قال‪ :‬ل فقالوا‪ :‬والذي نلف به ما نن إل كهيئتهم ما من ذنب نعمله بالنهار‬
‫إل كفر عنا بالليل وما من ذنب نعمله بالليل إل كفر عنا بالنهار فهذا الذي زكوا به أنفسهم‪.‬‬
‫قوله تعال (َألَم َت َر إِل الّذي َن أَوُتوا نَصيبا مِ َن الكِتابِ يُؤمِنو َن بِالِبتِ وَالطّاغوتِ) أخبنا ممد بن‬
‫إبراهيم بن ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا والدي قال‪ :‬حدثنا ممد بن إسحاق الثقفي قال‪ :‬حدثنا عبد‬
‫البار بن العلء قال‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة قال‪ :‬جاء حيي بن أخطب وكعب بن‬
‫الشرف إل أهل مكة فقالوا لم‪ :‬أنتم أهل الكتاب وأهل العلم القدي فأخبونا عنا وعن ممد‬
‫فقالوا‪ :‬ما أنتم وما ممد قالوا‪ :‬نن ننحر الكوماء ونسقي اللب على الاء ونفك العان ونصل الرحام‬
‫ل فأنزل ال‬
‫ونسقي الجيج وديننا القدي ودين ممد الديث قال‪ :‬بل أنتم خي منه وأهدى سبي ً‬
‫ج َد َل ُه نَصيا)‪.‬‬
‫ل فَلَن تَ ِ‬
‫تعال (َألَم َت َر إِل الّذي َن أُوتوا نَصيبا ِمنَ الكِتابِ) إل قوله تعال ( َومَن يَل َعنِ ا ُ‬
‫وقال الفسرون‪ :‬خرج كعب بن الشرف ف سبعي راكبا من اليهود إل مكة بعد وقعة أحد ليحالفوا‬
‫قريشا على غدر رسول ال صلى ال عليه وسلم وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبي رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فنل كعب على أب سفيان ونزلت اليهود ف دور قريش فقال أهل مكة‪ :‬إنكم‬
‫أهل كتاب وممد صاحب كتاب ول نأمن أن يكون هذا مكر منكم فإن أردت أن نرج معك‬
‫ت وَالطّاغوتِ) ث قال كعب لهل مكة‪:‬‬
‫فاسجد لذين الصنمي وآمن بما فذلك قوله (يُؤمِنونَ بِالِب ِ‬
‫ليجيء منكم ثلثون ومنا ثلثون فنلزق أكبادنا بالكعبة فنعاهد رب البيت لنجهدن على قتال ممد‬
‫ففعلوا ذلك فلما فرغوا قال أبو سفيان لكعب‪ :‬إنك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم ونن أميون ل نعلم‬
‫فأينا أهدى طريقا وأقرب إل الق أنن أم ممد فقال كعب‪ :‬اعرضوا على دينكم فقال أبو سفيان‪:‬‬
‫نن ننحر للحجيج الكوماء ونسقيهم الاء ونقري الضيف ونفك العان ونصل الرحم ونعمر بيت ربنا‬
‫ونطوف به ونن أهل الرم وممد فارق دين آبائه وقطع الرحم وفارق الرم وديننا القدي ودين‬
‫ل ما هو عليه فأنزل ال تعال (َألَم َترَ إِل الّذينَ أُوتوا‬
‫ممد الديث فقال كعب‪ :‬أنتم وال أهدى سبي ً‬
‫نَصيبا من الكتاب) يعن كعبا وأصحابه الية‪.‬‬
‫ك َلعَنَ ُهمُ الُ) الية‪ .‬أخبنا أحد بن إبراهيم القري قال‪ :‬أخبنا أبو سفيان بن ممد‬
‫قوله تعال (أُولَئِ َ‬
‫قال‪ :‬أخبنا مكي بن عبدان قال‪ :‬حدثنا أبو الزهر قال‪ :‬حدثنا روح قال‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة‬
‫قال‪ :‬نزلت هذه الية ف كعب بن الشرف وحيي بن أخطب رجلي من اليهود من بن النضر لقيا‬
‫قريشا بالوسم فقال لما الشركون‪ :‬أنن أهدى أم ممد وأصحابه فإنا أهل السدانة والسقاية وأهل‬
‫الرم فقال‪ :‬بل أنتم أهدى من ممد فهما يعلمان أنما كاذبان إنا حلهما على ذلك حسد ممد‬
‫ج َد َل ُه نَصيا) فلما رجعا إل‬
‫ل فَلَن تَ ِ‬
‫ل َومَن يَل َعنِ ا ُ‬
‫وأصحابه فأنزل ال تعال (أُولَِئكَ الّذينَ َلعََنهُمُ ا ُ‬
‫قومهما قال لما قومهما‪ :‬إن ممدا يزعم أنه قد نزل فيكما كذا وكذا فقال‪ :‬صدق وال ما حلنا‬
‫على ذلك إل بغضه وحسده‪.‬‬
‫ت إِل أَهلِها) نزلت ف عثمان بن طلحة الجب من بن عبد‬
‫ل يَأ ُمرُكُم أَن ُت َؤدّوا الَمانا ِ‬
‫قوله (إِنّ ا َ‬
‫الدار كان سادن الكعبة فلما دخل النب صلى ال عليه وسلم مكة يوم الفتح أغلق عثمان باب البيت‬
‫وصعد السطح فطلب رسول ال صلى ال عليه وسلم الفتاح فقيل‪ :‬إنه مع عثمان فطلب منه فأب‬
‫وقال‪ :‬لو علمت أنه رسول ال ل أمنعه الفتاح فلوى علي بن أب طالب يده وأخذ منه الفتاح وفتح‬
‫الباب فدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم البيت وصلى فيه ركعتي فلما خرج سأله العباس أن‬
‫يعطيه الفتاح ليجمع له بي السقاية والسدانة فأنزل ال تعال هذه الية فأمر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عليا أن يرد الفتاح إل عثمان ويعتذر إليه ففعل ذلك علي فقال له عثمان‪ :‬يا علي‬
‫أكرهت وآذيت ث جئت ترفق فقال‪ :‬لقد أنزل ال تعال ف شأنك وقرأ عليه هذه الية فقال عثمان‪:‬‬
‫أشهد أن ممدا رسول ال وأسلم فجاء جبيل عليه السلم فقال‪ :‬ما دام هذا البيت فإن الفتاح‬
‫والسدانة ف أولد عثمان وهو اليوم ف أيديهم‪.‬‬
‫أخبنا أبو حسان الزكي قال‪ :‬أخبنا هارون بن ممد الستراباذي قال‪ :‬حدثنا أبو ممد الزاعي‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد الزرقي قال‪ :‬حدثنا جدي عن سفيان عن سعيد بن سال عن ابن جريج عن‬
‫ل يَأ ُمرُكُم أَن ُت َؤدّوا الَماناتِ إِل أَهلِها) قال‪ :‬نزلت ف ابن طلحة قبض‬
‫ماهد ف قول ال تعال (إِنّ ا َ‬
‫النب صلى ال عليه وسلم مفتاح الكعبة فدخل الكعبة يوم الفتح فخرج وهو يتلو هذه الية فدعا‬
‫عثمان فدفع إليه الفتاح وقال‪ :‬خذوها يا بن أب طلحة بأمانة ال ل ينعها منكم إل ظال‪.‬‬
‫أخبنا أبو نصر الهرجان قال‪ :‬حدثنا عبيد ال بن ممد الزاهد قال‪ :‬حدثنا أبو القاسم القري قال‪:‬‬
‫حدثن أحد بن زهي قال‪ :‬أخبنا مصعب قال‪ :‬حدثنا شيبة بن عثمان بن أب طلحة قال‪ :‬دفع النب‬
‫صلى ال عليه وسلم الفتاح إل وإل عثمان وقال‪ :‬خذوها يا بن أب طلحة خالدة تالدة ل يأخذها‬
‫منكم إل ظال فبنوا أب طلحة الذين يلون سدانة الكعبة دون بن عبد الدار‪.‬‬
‫ل وَأَطيعوا الرَسولَ َوأُول الَمرِ مِنكُم) أخبنا أبو عبد الرحن‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا أَطيعوا ا َ‬
‫بن أب حامد العدل قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن أب زكريا الافظ قال‪ :‬أخبنا أبو حامد بن الشرقي قال‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن يي قال حدثنا الجاج بن ممد عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن يعلى بن مسلم عن‬
‫ل َوأَطيعوا الرَسولَ َوأُول الَمرِ مِنكُم) قال‪:‬‬
‫سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قوله تعال (أَطيعوا ا َ‬
‫نزلت ف عبد ال بن حذافة بن قيس بن عدي بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم ف سرية‪ .‬رواه‬
‫البخاري عن صدقة بن فضل ورواه مسلم عن زهي بن حرب كلها عن حجاج وقال ابن عباس ف‬
‫رواية بأذان بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم خالد بن الوليد ف سرية إل حي من أحياء العرب‬
‫وكان معه عمار بن ياسر فسار خالد حت إذا دنا من القوم عرض لكي يصبحهم فأتاهم النذير‬
‫فهربوا عن رجل قد كان أسلم فأمر أهله أن يتأهبوا للمسي ث انطلق حت أتى عسكر خالد ودخل‬
‫على عمار فقال‪ :‬يا أبا اليقظان إن منكم وإن قومي لا سعوا بكم هربوا وأقمت لسلمي أفنافعي‬
‫ذلك أو أهرب كما هرب قومي فقال‪ :‬أقم فإن ذلك نافعك وانصرف الرجل إل أهله وأمرهم بالقام‬
‫وأصبح خالد فغار على القوم فلم يد غي ذلك الرجل فأخذه وأخذ ماله فأتاه عمار فقال‪ :‬خل سبيل‬
‫الرجل فإنه مسلم وقد كنت أمنته وأمرته بالقام فقال خالد‪ :‬أنت تي علي وأنا المي فقال‪ :‬نعم أنا‬
‫أجي عليكم وأنت المي فكان ف ذلك بينهما كلم فانصرفوا إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فأخبوه خب الرجل فأمنه النب صلى ال عليه وسلم وأجاز أمان عمار وناه أن يي بعد ذلك على‬
‫أمي بغي إذنه‪ .‬قال‪ :‬واستب عمار وخالد بي يدي رسول ال صلى ال عليه وسلم فأغلظ عمار‬
‫لالد فغضب خالد وقال‪ :‬يا رسول ال أتدع هذا العبد يشتمن فوال لول أنت ما شتمن وكان‬
‫عمار مول لاشم بن الغية فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا خالد كف عن عمار فإنه من‬
‫يسب عمارا يسبه ال ومن يبغض عمارا يبغضه ال فقام عمار فتبعه خالد فأخذ بثوبه وسأله أن‬
‫يرضى عنه فرضي عنه فأنزل ال تعال هذه الية وأمر بطاعة أول المر‪.‬‬
‫ك يُريدونَ أَن‬
‫قوله تعال (َألَم َت َر إِل الّذي َن يَزعُمونَ أَّنهُم َآمَنوا بِما أُن ِزلَ إِليكَ وَما أُنزِ َل مِن قَب ِل َ‬
‫يَتَحاكَموا إِل الطّاغوتِ) الية‪ .‬أخبنا سعيد بن ممد العدل قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن حدان قال‪:‬‬
‫أخبنا السن بن سفيان قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن سعيد الوهري قال‪ :‬حدثنا أبو اليمان قال‪:‬‬
‫حدثنا صفوان بن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كان أبو بردة السلمي كاهنا يقضي بي‬
‫اليهود فيما يتنافرون إليه فتنافر إليه أناس من أسلم فأنزل ال تعال (َألَم َت َر إِل الّذي َن يَزعُمونَ) إل‬
‫قوله (رَفيقا)‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا أبو صال بن شعيب بن ممد قال‪ :‬حدثنا أبو حامد‬
‫التميمي قال‪ :‬حدثنا أبو الزهر قال‪ :‬حدثنا روي قال‪ :‬حدثنا سعيد عن قتادة قال‪ :‬ذكر لنا أن هذه‬
‫الية أنزلت ف رجل من النصار يقال له قيس وف رجل من اليهود ف ماراة كانت بينهما ف حق‬
‫تدارءا فيه فتنافرا إل كاهن بالدينة ليحكم بينهما وتركا نب ال صلى ال عليه وسلم فعاب ال تعال‬
‫ذلك عليهما وكان اليهودي يدعوه إل نب ال وقد علم أنه لن يور عليه وجعل النصاري يأب عليه‬
‫وهو يزعم أنه مسلم ويدعوه إل الكاهن فأنزل ال تعال ما تسمعون وعاب على الذي يزعم أنه‬
‫مسلم وعلى اليهودي الذي هو من أهل الكتاب فقال (َألَم َترَ إِل الّذينَ يَزعُمو َن َأّنهُم َآمَنوا بِما أُنزِلَ‬
‫إِليكَ) إل قوله (يَصُدونَ عَنكَ صُدودا)‪.‬‬
‫أخبن ممد بن عبد العزيز الروزي ف كتابه قال‪ :‬أخبنا ممد بن السي قال‪ :‬أخبنا ممد بن يي‬
‫قال‪ :‬أخبنا إسحاق النظلي قال‪ :‬أخبنا الؤملي قال حدثنا يزيد بن زريع عن داود عن الشعب قال‪:‬‬
‫كان بي رجل من النافقي ورجل من اليهود خصومة فدعا اليهودي النافق إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم لنه علم أنه ل يقبل الرشوة ودعا النافق اليهودي إل حاكمهم لنه علم أنم يأخذون الرشوة‬
‫ف أحكامهم فلما اختلفا اجتمعا على أن يكما كاهنا ف جهينة فأنزل ال تعال ف ذلك (َألَم َترَ إِل‬
‫الّذينَ يَزعُمو َن َأّنهُم َآمَنوا بِما أُنزِ َل إِليكَ) يعن النافق (وَما أُنزِ َل مِن قَبلِكَ) يعن اليهودي (يُريدونَ‬
‫أَن يَتَحاكَموا إِل الطّاغوتِ) إِل قوله ( َوُيسَلِموا تَسليما)‪.‬‬
‫وقال الكلب عن أب صال عن ابن عباس‪ :‬نزلت ف رجل من النافقي كان بينه وبي يهودي خصومه‬
‫فقال اليهودي‪ :‬انطلق بنا إل ممد وقال النافق‪ :‬بل نأت كعب بن الشرف وهو الذي ساه ال تعال‬
‫الطاغوت فأب اليهودي إل أن ياصمه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما رأى النافق ذلك أتى‬
‫معه إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فاختصما إليه فقضى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لليهودي فلما خرجا من عنده لزمه النافق وقال‪ :‬ننطلق إل عمر بن الطاب فأقبل إل عمر فقال‬
‫اليهودي‪ :‬اختصمنا أنا وهذا إل ممد فقضى عليه فلم يرض بقضائه وزعم أنه ماصم إليك وتعلق ب‬
‫فجئت إليك معه فقال عمر للمنافق‪ :‬أكذلك قال‪ :‬نعم فقال لما‪ :‬رويدا حت أخرج إليكما فدخل‬
‫عمر وأخذ السيف فاشتمل عليه ث خرج إليهما وضرب به النافق حت برد وقال‪ :‬هكذا أقضي لن ل‬
‫يرض بقضاء ال وقضاء رسوله وهرب اليهودي ونزلت هذه الية وقال جبيل عليه السلم‪ :‬إن عمر‬
‫فرق بي الق والباطل فسمي الفاروق‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬كان ناس من اليهود أسلموا ونافق بعضهم وكانت قريظة والنضي ف الاهلية إذا قتل‬
‫رجل من بن قريظة رجلً من بن النضي قتل به وأخذ ديته مائة وسق من تر وإذا قتل رجل من بن‬
‫ل من قريظة ل يقتل به وأعطى ديته ستي وسقا من تر وكانت النضي حلفاء الوس‬
‫النضي رج ً‬
‫ل من قريظة‬
‫وكانوا أكب وأشرف من قريظة وهم حلفاء الزرج فقتل رجل من بن النضي رج ً‬
‫واختصموا ف ذلك فقالت بنو النضي‪ :‬إنا وأنتم اصطلحنا ف الاهلية على أن يقتل منكم ول تقتلوا‬
‫منا وعلى أن ديتكم ستون وسقا والوسق ستون صاعا وديتنا مائة وسق فنحن نعطيكم ذلك فقالت‬
‫الزرج‪ :‬هذا شيء كنتم فعلتموه ف الاهلية لنكم كثرت وقللنا فقهرتونا ونن وأنتم اليوم أخوة‬
‫وديننا ودينكم واحد وليس لكم علينا فضل فقال النافقون‪ :‬انطلقوا إل أب بردة الكاهن السلمي‬
‫وقال السلمون‪ :‬ل بل إل النب صلى ال عليه وسلم فأب النافقون وانطلقوا إل أب بردة ليحكم‬
‫بينهم فقال‪ :‬أعظموا اللقمة‪ :‬يعن الرشوة فقالوا‪ :‬لك عشرة أوسق قال‪ :‬ل بل مائة وسق ديت فإن‬
‫أخاف إن نفرت النضيي قتلتن قريظة وإن نفرت القريظي قتلتن النضي فأبوا أن يعطوه فوق عشرة‬
‫أوسق وأب أن يكم بينهم فأنزل ال تعال هذه الية فدعا النب صلى ال عليه وسلم كاهن أسلم إل‬
‫السلم فأب فانصرف فقال النب صلى ال عليه وسلم لبنيه‪ :‬أدركا أباكما فإنه إن جاوز عقبة كذا‬
‫ل يسلم أبدا فأدركاه فلم يزال به حت انصرف وأسلم وأمر النب صلى ال عليه وسلم مناديا فنادى‪:‬‬
‫أل إن كاهن أسلم قد أسلم‪.‬‬
‫حكّمو َك فيما شَجرَ بَيَنهُم) نزلت ف الزبي بن العوام وخصمه‬
‫قوله تعال (فَل وَ َرّبكَ ل يُؤمِنو َن حَتّى يُ َ‬
‫حاطب بن أب بلتعة وقيل هو ثعلبة بن حاطب‪.‬‬
‫أخبنا أبو سعيد عبد الرحن بن حدان قال‪ :‬أخبنا أحد بن جعفر بن مالك قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن‬
‫أحد بن حنبل قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬حدثنا أبو اليمان قال‪ :‬حدثنا شعيب عن الزهري قال‪ :‬أخبن‬
‫ل من النصار قد شهد بدرا إل النب صلى‬
‫عروة بن الزبي عن أبيه أنه كان يدث أنه خاصم رج ً‬
‫ال عليه وسلم ف شراج الرة كانا يسقيان با كلها فقال النب صلى ال عليه وسلم للزبي‪ :‬اسق‬
‫ث أرسل إل جارك فغضب النصاري وقال‪ :‬يا رسول ال أن كان ابن عمتك فتلون وجه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ث قال للزبي‪ :‬اسق ث احبس الاء حت يرجع إل الدر فاستوف رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم للزبي حقه وكان قبل ذلك أشار على الزبي برأي أراد فيه سعة للنصاري وله‬
‫فلما أحفظ النصاري رسول ال استوف للزبي حقه ف صريح الكم قال عروة‪ :‬قال الزبي‪ :‬وال ما‬
‫ج َر بَيَنهُم ُث ّم ل‬
‫حكّمو َك فيما شَ َ‬
‫ك ل يُؤمِنونَ حَتّى ُي َ‬
‫أحسب هذه الية أنزلت إل ف ذلك (فَل وَ َربّ َ‬
‫ت َوُيسَلِموا تَسليما)‪ .‬رواه البخاري عن علي بن عبد ال عن‬
‫يَجِدوا ف أَن ُفسِهِم حَرَجا مّمّا قَضَي َ‬
‫ممد بن جعفر عن معمر‪ .‬ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث كلها عن الزهري‪.‬‬
‫أخبنا أبو عبد الرحن بن أب حامد قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن ممد الافظ قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫أحد ممد بن ممد بن السن الشيبان قال‪ :‬حدثنا أحد بن حاد زغبة قال‪ :‬حدثنا حاد بن يي بن‬
‫هانء البلخي قال‪ :‬حدثنا سفيان قال‪ :‬حدثن عمرو بن زياد عن أب سلمة عن أم سلمة أن الزبي بن‬
‫ل فقضى رسول ال صلى ال عليه وسلم للزبي فقال الرجل‪ :‬إنا قضى له أنه ابن‬
‫العوام خاصم رج ً‬
‫ك ل يُؤمِنونَ) الية‪.‬‬
‫عمته فأنزل ال تعال (فَل وَ َربّ َ‬
‫ل وَالرَسولَ) الية‪ .‬قال الكلب‪ :‬نزلت ف ثوبان مول رسول ال صلى ال عليه‬
‫قوله ( َومَن يُ ِطعِ ا َ‬
‫وسلم وكان شديد الب له قليل الصب عنه فأتاه ذات يوم وقد تغي لونه ونل جسمه يعرف ف‬
‫وجهه الزن فقال له‪ :‬يا ثوبان ما غي لونك فقال‪ :‬يا رسول ال ما ل من ضر ول وجع غي أن إذا ل‬
‫أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حت ألقاك ث ذكرت الخرة وأخاف أن ل أراك هناك‬
‫لن أعرف أنك ترفع مع النبيي وإن وإن دخلت النة كنت ف منلة أدن من منلتك وإن ل أدخل‬
‫النة فذاك أحرى أن ل أراك أبدا فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا إساعيل بن أب نصر أخبنا إبراهيم النصراباذي قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن عمرو بن علي‬
‫الوهري قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممود السعدي قال‪ :‬حدثنا موسى بن يي قال‪ :‬حدثنا عبيدة عن‬
‫منصور بن صبح عن مسروق قال‪ :‬قال أصحاب رسول ال ما ينبغي لنا أن نفارقك ف الدنيا فإنك‬
‫ل وَالرَسولَ َفأُولَِئكَ َمعَ الّذينَ أَنعَمَ الُ عَلَيهِم مّن‬
‫إذا فارقتنا رفعت فوقنا فأنزل ال تعال ( َومَن يُ ِطعِ ا َ‬
‫صدّيقيَ)‪.‬‬
‫ي وَال ِ‬
‫النَبي َ‬
‫أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا شعيب قال‪ :‬حدثنا مكي قال‪ :‬أخبنا أبو الزهر قال‪:‬‬
‫ل قال‪ :‬يا نب ال أراك ف الدنيا فأما ف الخرة‬
‫حدثنا روح عن سعيد عن قتادة قال‪ :‬ذكر لنا أن رج ً‬
‫فإنك ترفع عنا بفضلك فل نراك فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبن أبو نعيم الافظ فيما أذن ل ف روايته قال‪ :‬أخبنا سليمان بن أحد اللخمي قال‪ :‬حدثنا أحد‬
‫بن عمرو اللل قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عمان العائذي قال‪ :‬حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن‬
‫إبراهيم عن السود عن عائشة قالت‪ :‬جاء رجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال إنك لحب إل من نفسي وأهلي وولدي وإن لكون ف البيت فأذكرك فما أصب حت آتيك‬
‫فأنظر إليك وإذا ذكرت موت وموتك عرفت أنك إذا دخلت النة رفعت مع النبيي وإن إذا دخلت‬
‫النة خشيت أن ل أراك فلم يرد رسول ال صلى ال عليه وسلم شيئا حت نزل جبيل عليه السلم‬
‫ك مَ َع الّذينَ أَن َعمَ الُ عَلَيهِم ّم َن النَبييَ) الية‪.‬‬
‫ل وَالرَسولَ َفأُولَئِ َ‬
‫بذه الية (وَمَن يُطِعِ ا َ‬
‫قوله (َألَم َت َر إِل الّذي َن قيلَ لَهُم ُكفّوا أَي ِدَيكُم) الية‪ .‬قال الكلب‪ :‬نزلت هذه الية ف نفر من‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم منهم عبد الرحن بن عوف والقداد بن السود وقدامة بن‬
‫ى كثيا ويقولون‪ :‬يا رسول ال ائذن لنا ف‬
‫مظعون وسعد بن أب وقاص كانوا يلقون من الشركي أذ ً‬
‫قتال هؤلء فيقول لم‪ :‬كفوا أيديكم عنهم فإن ل أومر بقتالم فلما هاجر رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إل الدينة وأمرهم ال تعال بقتال الشركي كرهه بعضهم وشق عليهم فأنزل ال تعال هذه‬
‫الية‪.‬‬
‫أخبنا سعيد بن ممد بن أحد العدل قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن حيان قال‪ :‬أخبنا السن بن سفيان‬
‫قال‪ :‬حدثنا ممد بن علي قال‪ :‬سعت أب يقول‪ :‬أخبنا السي بن واقد عن عمرو بن دينار عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحن وأصحابه أتوا إل النب صلى ال عليه وسلم بكة فقالوا‪ :‬يا نب‬
‫ال كنا ف عز ونن مشركون فلما آمنا سرنا أذلة فقال‪ :‬إن أمرت بالعفو فل تقاتلوا القوم فلما‬
‫حوله ال إل الدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل ال تعال (َألَم َترَ إِل الّذينَ قي َل َلهُم ُكفّوا أَي ِديَكُم)‪.‬‬
‫قوله تعال (أَينَما تَكونوا يُدرِك ّكمُ الَوتُ) قال ابن عباس ف رواية أب صال‪ :‬لا استشهد ال من‬
‫السلمي من استشهد يوم أحد قال النافقون الذين تلفوا عن الهاد‪ :‬لو كان إخواننا الذين قتلوا‬
‫عندنا ما ماتوا وما قتلوا فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (فَما َلكُم ف الُنافِقيَ فِئَتَيِ) الية‪ .‬أخبنا ممد بن إبراهيم بن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫عمرو إساعيل بن نيد قال‪ :‬حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال‪ :‬حدثنا عمرو بن مرزوق قال‪:‬‬
‫حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد ال بن يزيد بن ثابت أن قوما خرجوا مع رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إل أحد فرجعوا فاختلف فيهم السلمون فقالت فرقة نقتلهم وقالت فرقة ل نقتلهم‬
‫فنلت هذه الية‪ .‬رواه البخاري عن بندار عن غندر‪ .‬ورواه مسلم عن عبد ال بن معاذ عن أبيه‬
‫كلها عن شعبة‪.‬‬
‫أخبنا عبد الرحن بن حدان العدل قال‪ :‬أخبنا أبو بكر أحد بن جعفر بن مالك قال‪ :‬حدثنا عبد ال‬
‫بن أحد بن حنبل قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬حدثنا أسود بن عامر قال‪ :‬حدثنا حاد بن سلمة عن ممد بن‬
‫إسحاق عن يزيد بن عبد ال بن قسيط عن أب سلمة بن عبد الرحن عن أبيه أن قوما من العرب أتوا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فأسلموا وأصابوا وباء الدينة وحاها فأركسوها فخرجوا من الدينة‬
‫فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬ما لكم رجعتم فقالوا‪ :‬أصابنا‬
‫وباء الدينة فاجتويناها فقالوا‪ :‬ما لكم ف رسول ال أسوة فقال بعضهم‪ :‬نافقوا وقال بعضهم‪ :‬ل‬
‫سهُم بِما َكسَبوا) الية‪.‬‬
‫ل أَر َك َ‬
‫ي وَا ُ‬
‫ي فِئَت ِ‬
‫ينافقوا هم مسلمون فأنزل ال تعال (فَما َلكُم ف الُنافِق َ‬
‫وقال ماهد ف هذه الية‪ :‬هم قوم خرجوا من مكة حت جاءوا الدينة يزعمون أنم مهاجرون ث‬
‫ارتدوا بعد ذلك فاستأذنوا النب عليه الصلة والسلم إل مكة ليأتوا ببضائع لم يتجرون فيها‬
‫فاختلف فيهم الؤمنون فقائل يقول‪ :‬هم منافقون وقائل يقول‪ :‬هم مؤمنون فبي ال تعال نفاقهم‬
‫ث َوجَد تّموهُم) فجاءوا‬
‫وأنزل هذه الية وأمر بقتالم ف قوله ( َفإِن َتوَلوّا فَخُذوهُم َواِقتُلُوهُم حَي ُ‬
‫ببضائعهم يريدون هلل بن عوير السلمي وبينه وبي النب صلى ال عليه وسلم حلف وهو الذي‬
‫حصر صدره أن يقاتل الؤمني فرفع عنهم القتل بقوله تعال (إِلّا الّذينَ يَصِلو َن إِل قَومٍ) الية‪.‬‬
‫قوله (ما كا َن لِمُؤمِ ٍن أَن يَقُتلَ مُؤمِنا ِإلّا خَطأً) أخبنا أبو عبد ال بن أب إسحاق قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫عمرو بن نيد قال‪ :‬حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد ال بن حجاج قال‪ :‬حدثنا حاد قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن إسحاق عن عبد الرحن بن القاسم عن أبيه أن الارث بن زيد كان شديدا على النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فجاء وهو يريد السلم فلقيه عياش بن أب ربيعة والرث يريد السلم وعياش ل‬
‫يشعر فقتله فأنزل ال تعال (وَما كا َن لِمُؤ ِمنٍ أَن يَقُت َل مُؤمِنا ِإلّا خَطأً) لية‪.‬‬
‫وشرح الكلب هذه القصة فقال‪ :‬إن عياش بن أب ربيعة الخزومي أسلم وخاف أن يظهر إسلمه‬
‫فخرج هاربا إل الدينة فقدمها ث أتى أطما من آطامها فتحصن فيه فجزعت أمه جزعا شديدا وقالت‬
‫لبنيها أب جهل والرث بن هشام وها لمه ل يظلن سقف بيت ول أذوق طعاما ول شرابا حت‬
‫تأتون به‪ .‬فخرجا ف طلبه وخرج معهم الرث بن زيد بن أب أنيسة حت أتوا الدينة فأتوا عياشا وهو‬
‫ف الطم فقال له‪ :‬انزل فإن أمك ل يؤوها سقف بيت بعدك وقد حلفت ل تأكل طعاما ول شرابا‬
‫حت ترجع إليها ولك ال علينا أن ل نكرهك على شيء ول نول بينك وبي دينك فلما ذكرا له‬
‫جزع أمه وأوثقا له نزل إليهم فأخرجوه من الدينة وأوثقوه بنسع وجلده كل واحد منهم مائة جلدة‬
‫ث قدموا به على أمهم فقالت‪ :‬وال ل أحلك من وثاقك حت تكفر بالذي آمنت به ث تركوه موثقا‬
‫ف الشمس وأعطاهم بعض الذي أرادوا فأتاه الرث بن زيد‪ .‬وقال عياش‪ :‬وال لئن كان الذي كنت‬
‫عليه هدى لقد تركت الدى وإن كان ضللة لقد كنت عليها فغضب عياش من مقاله وقال‪ :‬وال ل‬
‫ألقاك خاليا إل قتلتك ث إن عياشا أسلم بعد ذلك وهاجر إل رسول ال صلى ال عليه وسلم بالدينة‬
‫ث إن الرث بن زيد أسلم وهاجر إل الدينة وليس عياش يومئذ حاضرا ول يشعر بإسلمه فبينا هو‬
‫يسي بظهر قبا إذ لقي الرث بن زيد فلما رآه حل عليه فقتله فقال الناس‪ :‬أي شيء صنعت إنه قد‬
‫أسلم فرجع عياش إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال كان من أمري وأمر‬
‫الرث ما قد علمت‪ :‬وإن ل أشعر بإسلمه حي قتلته فنل عليه جبيل عليه السلم بقوله (وَما كانَ‬
‫لِمُؤ ِم ٍن أَن يَقتُ َل مُؤمِنا ِإلّا خَطأً)‪.‬‬
‫قوله تعال ( َومَن يَقتُل مُؤمِنا مَُتعَمّدا) الية‪ .‬وقال الكلب عن أب صال عن ابن عباس‪ :‬إن مقيس بن‬
‫ضبابة وجد أخاه هشام بن ضبابة قتيلً ف بن النجار وكان مسلما فأتى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فذكر له ذلك فأرسل رسول ال عليه الصلة والسلم معه رسو ًل من بن فهد فقال له‪ :‬ائت‬
‫بن النجار فأقرئهم السلم وقل لم‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم يأمركم إن علمتم قاتل‬
‫ل أن تدفعوا إليه ديته فأبلغهم‬
‫هشام بن ضبابة أن تدفعوه إل أخيه فيقتص منه وإن ل تعلموا له قتي ً‬
‫الفهدي ذلك عن النب صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬سعا وطاعة ل ولرسوله وال ما نعلم له قاتلً‬
‫ولكن نؤدي إليه ديته فأعطوه مائة من البل ث انصرفا راجعي نو الدينة وبينهما وبي الدينة قريب‬
‫فأتى الشيطان مقيسا فوسوس إليه فقال‪ :‬أي شيء صنعت تقبل دية أخيك فيكون عليك سبة اقتل‬
‫الذي معك فيكون نفس مكان نفس وفضل الدية ففعل مقيس ذلك فرمى الفهدي بصخرة فشدخ‬
‫رأسه ث ركب بعيا منها وساق بقيتها راجعا إل مكة كافرا وجعل يقول ف شعره‪:‬‬

‫سُـرا َة بَـنـي الـنَـجـــارَ‬ ‫ت بِـ ِه فِـهـرا وَحَـمَـلـتُ‬


‫قَـتَـلـ ُ‬
‫أَربـــابَ فـــارِعِ‬ ‫عِـــقـــلَـــهُ‬
‫ت إِلـــى الَوثـــانِ‬
‫وَكُـنـــ ُ‬
‫ت مُـوسَـدا‬
‫ت ثَـأري َواِضـطَـجَـعـ ُ‬
‫وَأَدرَك ُ‬
‫أَولَ راجِـــعِ‬

‫فنلت هذه الية (وَمَن يَقتُل مُؤمِنا مُتَعَمِدا) الية‪ .‬ث أهدر النب عليه الصلة والسلم دمه يوم قوله‬
‫ضرَبتُم ف سَبيلِ الِ فَتَبَيّنوا) أخبنا أبو إبراهيم إساعيل بن إبراهيم‬
‫تعال (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا إِذا َ‬
‫الواعظ قال‪ :‬أخبنا أبو السي ممد بن أحد بن حامد قال‪ :‬أخبنا أحد بن السي بن عبد البار‬
‫قال‪ :‬حدثنا ممد بن عباد قال‪ :‬حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬لق السلمون‬
‫رجلً ف غنيمة له فقال‪ :‬السلم عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فنلت هذه الية (وَل تَقولوا لِمَن‬
‫ض الَياةِ الدُنيا) تلك الغنيمة رواه البخاري عن علي بن‬
‫ت مُؤمِنا تَبتَغونَ َعرَ َ‬
‫أَلقى إِليكُم السَل َم لَس َ‬
‫عبد ال‪ .‬ورواه مسلم عن أب بكر بن أب شيبة كلها عن سفيان‪.‬‬
‫وأخبنا إساعيل قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن نيد قال‪ :‬حدثنا ممد بن السن بن الليل قال‪ :‬حدثنا‬
‫أبو كريب قال‪ :‬حدثنا عبد ال عن إسرائيل عن ساك عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬مر رجل من‬
‫سليم على نفر من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم ومعه غنم فسلم عليهم فقالوا‪ :‬ما‬
‫سلم عليكم إل ليتعوذ منكم فقاموا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه وأتوا با رسول ال صلى ال عليه‬
‫ل فَتَبَيّنوا)‪.‬‬
‫ضرَبتُم ف سَبيلِ ا ِ‬
‫وسلم فأنزل ال تعال (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا إِذا َ‬
‫أخبنا أبو بكر الصفهان قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬أخبنا أبو علي الرازي قال‪ :‬حدثنا‬
‫سهل بن عثمان قال‪ :‬حدثنا وكيع عن سفيان بن جبي بن أب عمرو عن سعيد بن جبي قال‪ :‬خرج‬
‫القداد بن السود ف سرية فمروا برجل ف غنيمة له فأرادوا قتله فقال‪ :‬ل إله إل ال فقتله القداد‬
‫فقيل له أقتلته وقد قال ل إله إل ال وهو آمن ف أهله وماله فلما قدموا على رسول ال صلى ال‬
‫ل فَتَبَيّنوا)‪.‬‬
‫ضرَبتُم ف سَبيلِ ا ِ‬
‫عليه وسلم ذكروا ذلك له فنلت (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا إِذا َ‬
‫وقال السن‪ :‬إن أصحاب النب عليه الصلة والسلم خرجوا يطوفون فلقوا الشركي فهزموهم‬
‫فشد منهم رجل فتبعه رجل من السلمي وأراد متاعه فلما غشيه بالسنان قال‪ :‬إن مسلم إن مسلم‬
‫ل فرفع ذلك إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فكذبه ث أوجره السنان فقتله وأخذ متاعه وكان قلي ً‬
‫فقال‪ :‬قتلته بعد ما زعم أنه مسلم فقال‪ :‬يا رسول ال إنا قالا متعوذا قال‪ :‬فهل شققت عن قلبه‬
‫لتنظر صادق هو أم كاذب قال‪ :‬قلت أعلم ذلك يا رسول ال قال‪ :‬ويك إنك ل تكن تعلم ذلك إنا‬
‫بي لسانه قال‪ :‬فما لبث القاتل أن مات فدفن فأصبح وقد وضع إل جنب قبه قال‪ :‬ث عادوا‬
‫فحفروا له وأمكنوه ودفنوه فأصبح وقد وضع إل جنب قبه مرتي أو ثلثا فلما رأوا أن الرض ل‬
‫تقبله ألقوه ف بعض تلك الشعاب قال‪ :‬وأنزل ال تعال هذه الية‪ .‬قال السن‪ :‬إن الرض تبس من‬
‫هو شر منه ولكن وعظ القوم أن ل يعودوا‪.‬‬
‫أخبنا أبو نصر أحد بن ممد الزكي قال‪ :‬أخبنا عبيد ال بن ممد بن بطة قال‪ :‬أخبنا أبو القاسم‬
‫البغوي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن يي الموي قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬حدثنا ممد بن إسحاق ويزيد بن‬
‫عبد ال بن قسيط عن القعقاع بن عبد ال بن أب حدرد عن أبيه قال‪ :‬بعثنا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ف سرية إل إضم قبل مرجه إل مكة قال‪ :‬فمر بنا عامر بن الضبط الشجعي فحيانا تية‬
‫السلم فنعنا عنه وحل عليه ملم بن جثامة لشر كان بينه وبينه ف الاهلية فقتله واستلب بعيا له‬
‫ووطاء ومتيعا كان له‪ .‬قال‪ :‬فأنينا شأننا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبناه ببه فأنزل ال‬
‫ضرَبتُم ف سَبيلِ الِ فَتَبَيّنوا) إل آخر الية‪.‬‬
‫تعال (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا إِذا َ‬
‫وقال السدي‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم أسامة بن زيد على سرية فلقي مرداس بن نيك‬
‫الضمري فقتله وكان من أهل فدك ول يسلم من قومه غيه وكان يقول ل إله إل ال ممد رسول‬
‫ال ويسلم عليهم قال أسامة‪ :‬فلما قدمت على رسول ال صلى ال عليه وسلم أخبته فقال‪ :‬قتلت‬
‫ل يقول ل إله إل ال فقلت‪ :‬يا رسول ال إنا تعوذ من القتل فقال‪ :‬كيف أنت إذا خاصمك يوم‬
‫رج ً‬
‫القيامة بل إله إل ال قال‪ :‬فما زال يرددها علي أقتلت رجلً يقول ل إله إل ال حت تنيت لو أن‬
‫ل وعن هذا قال الكلب وقتادة‪ :‬يدل على صحته‬
‫ضرَبتُم ف سَبيلِ ا ِ‬
‫إسلمي كان يومئذ فنلت (إِذا َ‬
‫الديث الذي أخبناه أبو بكر ممد بن إبراهيم الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عيسى بن عمرو قال‪:‬‬
‫حدثنا إبراهيم بن سفيان قال‪ :‬حدثنا مسلم قال‪ :‬حدثنا يعقوب الدورقي قال‪ :‬حدثنا هشيم قال‪:‬‬
‫أخبنا حصي قال‪ :‬حدثنا أبو ظبيان قال‪ :‬سعت أسامة بن زيد بن حارثة يدث قال‪ :‬بعثنا النب صلى‬
‫ال عليه وسلم إل حرقة بن جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم قال‪ :‬ولقت أنا ورجل من النصار‬
‫ل منهم فلما غشيناه قال‪ :‬ل إله إل ال قال‪ :‬فكف عنه النصاري فطعنته برمي فقتلته فلما قدمنا‬
‫رج ً‬
‫بلغ ذلك النب عليه الصلة والسلم فقال‪ :‬يا أسامة أقتلته بعدما قال ل إله إل ال قلت‪ :‬يا رسول‬
‫ال إنا كنا متعوذا قال‪ :‬أقتلته بعدما قال ل إله إل ال قال‪ :‬فما زال يكررها علي حت تنيت أن ل‬
‫أكن أسلمت قبل ذلك اليوم‪.‬‬

‫قوله تعال (ل يَستَوي القاعِدونَ ِم َن الُؤمِنيَ) الية‪ .‬أخبنا أبو عثمان سعيد بن ممد الؤذن قال‪:‬‬
‫أخبنا جدي قال‪ :‬أخبنا ممد بن إسحاق السراج قال‪ :‬حدثنا ممد بن حيد الرازي قال‪ :‬حدثنا‬
‫سلمة بن الفضل عن ممد بن إسحاق عن الزهري عن سهل بن سعد عن مروان بن الكم عن زيد‬
‫بن ثابت قال‪ :‬كنت عند النب صلى ال عليه وسلم حي نزلت عليه (ل يَستَوي القاعِدونَ ِمنَ‬
‫ضرَرِ) فقال ابن أم مكتوم‪ :‬كيف وأنا‬
‫ي وَالُجاهِدونَ ف سَبيلِ الِ) ول يذكر أول (أُول ال َ‬
‫الُؤمِن َ‬
‫العمى ل أبصر قال زيد‪ :‬فتغشى النب صلى ال عليه وسلم ف ملسه الوحي فاتكأ على فخذي‬
‫فوالذي نفسي بيده لقد ثقل على فخذي حت خشيت أن يرضها ث سرى عنه فقال‪ :‬اكتب (ل‬
‫ضرَرِ) فكتبتها‪ .‬رواه البخاري عن إساعيل بن عبد ال عن‬
‫ي أُول ال َ‬
‫يَستَوي القاعِدونَ ِم َن الُؤمِنيَ غَ ُ‬
‫إبراهيم بن سعد عن صال عن الزهري‪ .‬ذ أخبنا ممد بن إبراهيم بن ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن جعفر بن مطر قال‪ :‬أخبنا أبو خليفة قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا شعبة قال‪ :‬أنبأنا أبو‬
‫إسحاق سعت الباء يقول‪ :‬لا نزلت هذه الية (ل يَستَوي القاعِدونَ) دعا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم زيدا فجاء بكتف وكتبها فشكا ابن أم مكتوم ضرارته فنلت (ل يَستَوي القاعِدو َن ِمنَ‬
‫ي أُول الضَرَرِ) رواه البخاري عن أب الوليد ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة‪:‬‬
‫الُؤمِنيَ َغ ُ‬
‫أخبنا إساعيل بن أب القاسم النصراباذي قال‪ :‬أخبنا إساعيل بن نيد قال‪ :‬أخبنا ممد بن‬
‫عبدوس قال‪ :‬حدثنا علي بن العد قال‪ :‬حدثنا زهي عن أب إسحاق عن الباء عن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم أنه قال‪ :‬ادع ل زيدا وقل له ييء بالكتف والدواة أو اللوح وقال‪ :‬اكتب ل (ل‬
‫يَستَوي القاعِدونَ ِم َن الُؤمِنيَ) أحسبه قال‪ :‬والجاهدون ف سبيل ال فقال ابن أم مكتوم‪ :‬يا رسول‬
‫ضرَرِ) رواه البخاري قوله تعال (إِ ّن الّذينَ‬
‫ي أُول ال َ‬
‫ال بعين ضرر قال‪ :‬فنلت قبل أن يبح (غَ ُ‬
‫سهِم) الية‪ .‬نزلت هذه الية ف ناس من أهل مكة تكلموا بالسلم ول‬
‫تَ َوفّا ُه ُم الَلئِ َكةُ ظالِمي أَنفُ ِ‬
‫يهاجروا وأظهروا اليان وأسروا النفاق فلما كان يوم بدر خرجوا مع الشركي إل حرب السلمي‬
‫فقتلوا فضربت اللئكة وجوههم وأدبارهم وقالوا لم ما ذكر ال سبحانه‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر الارثي قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬أخبنا أبو يي قال‪ :‬حدثنا سهل بن‬
‫عثمان قال‪ :‬حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث بن سواد عن عكرمة عن ابن عباس (إِ ّن الّذينَ‬
‫سهِم) وتلها إل آخرها قال‪ :‬كانوا قوما من السلمي بكة فخرجوا ف‬
‫تَ َوفّا ُه ُم الَلئِ َكةُ ظالِمي أَنفُ ِ‬
‫قوم من الشركي ف قتال فقتلوا معهم فنلت هذه الية‪.‬‬
‫ل وَرَسوِلهِ) قال ابن عباس ف رواية عطاء‪ :‬كان عبد‬
‫قوله تعال ( َومَن يَخرُج مِن بَيِتهِ مُهاجِرا إِل ا ِ‬
‫الرحن بن عوف يب أهل مكة با ينل فيهم من القرآن فكتب الية الت نزلت (إِن الّذينَ َت َوفّا ُهمُ‬
‫سهِم) فلما قرأها السلمون قال حبيب بن ضمرة الليثي لبنيه وكان شيخا كبيا‪:‬‬
‫الَلئِ َكةُ ظالِمي أَنفُ ِ‬
‫احلون فإن لست من الستضعفي وإن ل أهتدي إل الطريق فحمله بنوه على سرير متوجها إل‬
‫الدينة فلما بلغ التنعيم أشرف على الوت فصفق يينه على شاله وقال‪ :‬اللهم هذه لك وهذه‬
‫لرسولك أبايعك على ما بايعتك يد رسول ال صلى ال عليه وسلم ومات حيدا فبلغ خبه أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬لو واف الدينة لكان أت أجرا فأنزل ال تعال فيه هذه الية‪.‬‬

‫أخبنا أبو حسان الزن قال‪ :‬أخبنا هرون بن ممد بن هرون قال‪ :‬أخبنا إسحاق بن أحد الزاعي‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو الوليد الزرقي قال‪ :‬حدثنا جدي قال‪ :‬حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن‬
‫عكرمة قال‪ :‬كان بكة ناس قد دخلهم السلم ول يستطيعوا الجرة فلما كان يوم بدر وخرج بم‬
‫ل أَن‬
‫كرها فقتلوا أنزل ال تعال (إِ ّن الّذي َن َتوَفّاهُ ُم الَلئِ َكةُ ظالِمي أَن ُفسِهِم) إل قوله تعال (عَسى ا ُ‬
‫يَع ُفوَ عَنهُم) إل آخر الية‪ .‬قال‪ :‬وكتب بذلك من كان بالدينة إل من بكة من أسلم فقال رجل من‬
‫بن بكر وكان مريضا أخرجون إل الروحاء فخرجوا به فخرج يريد الدينة فلما بلغ الصحاص‬
‫ل وَرَسولِهِ)‪.‬‬
‫مات فأنزل ال تعال ( َومَن يَخرُج مِن بَيِتهِ مُهاجِرا إِل ا ِ‬
‫ت َلهُ ُم الصَلةَ) أخبنا الستاذ أبو عثمان الزعفران القري سنة‬
‫ت فيهِم َفأَقَم َ‬
‫قوله تعال ( َوإِذا كُن َ‬
‫خس وعشرين قال‪ :‬أخبنا أبو ممد عبد ال بن ممد بن علي بن زياد السدي سنة ثلث وستي‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو سعيد الفضل بن ممد الزري بكة ف السجد الرام سنة أربع وثلثمائة قال‪ :‬أخبنا‬
‫يي بن زياد اللخمي قال‪ :‬حدثنا أبو قرة موسى بن طارق قال‪ :‬ذكر سفيان عن منصور عن ماهد‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو عياش الورقي قال‪ :‬صلينا مع رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم الظهر فقال‬
‫الشركون‪ :‬قد كانوا على حال لو كنا أصبنا منهم غرة قالوا‪ :‬تأت عليهم صلة هي أحب إليهم من‬
‫آبائهم قال‪ :‬وهي العصر قال‪ :‬فنل جبيل عليه السلم بذه الية بي الول والعصر ( َوإِذا كُنتَ‬
‫ت َلهُ ُم الصَلةَ) وهم بعسفان وعلى الشركي خالد بن الوليد وهم بيننا وبي القبلة وذكر‬
‫فيهِم َفَأقَم َ‬
‫صلة الوف‪.‬‬
‫أخبنا عبد الرحن بن عبدان قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن ممد الضب قال‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫يعقوب قال‪ :‬حدثنا أحد بن عبد البار قال‪ :‬حدثنا يونس بن بكي عن النضر عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم فلقي الشركي بعسفان فلما صلى رسول ال عليه‬
‫الصلة والسلم الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه قال بعضهم لبعض‪ :‬كان هذا فرصة لكم‬
‫لو أغرت عليهم ما علموا بكم حت تواقعوهم فقال قائل منهم‪ :‬فإن لم صلة أخرى هي أحب إليهم‬
‫من أهليهم وأموالم فاستعدوا حت تغيوا عليهم فيها فأنزل ال تبارك وتعال على نبيه ( َوإِذا كُنتَ‬
‫ت َلهُ ُم الصَلةَ) إل آخر الية‪ .‬وأعلم ما ائتمر به الشركون وذكر صلة الوف‪.‬‬
‫فيهِم َفَأقَم َ‬
‫ي الناسِ بِما أَراكَ الُ) الية‪ .‬إل قوله تعال (وَمَن‬
‫ل ّق لِتَح ُكمَ بَ َ‬
‫ب بِا َ‬
‫ك الكِتا َ‬
‫قوله تعال (إِنا أَنزَلنا إِلي َ‬
‫ل من النصار يقال له‬
‫ضلّ ضَل ًل بَعيدا) أنزلت كلها ف قصة واحدة‪ .‬وذلك أن رج ً‬
‫ل َفقَد َ‬
‫يُشرِك بِا ِ‬
‫طعمة بن أبيق أحد بن ظفر بن الارث سرق درعا من جار له يقال له قتادة بن النعمان وكانت‬
‫الدرع ف جراب فيه دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق ف الراب حت انتهى إل الدار وفيها أثر‬
‫الدقيق ث خبأها عند رجل من اليهود يقال له زيد بن السمي فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد‬
‫عنده وحلف لم‪ :‬وال ما أخذها وما له به من علم فقال أصحاب الدرع‪ :‬بلى وال قد أدل علينا‬
‫فأخذها وطلبنا أثره حت دخل داره فرأينا أثر الدقيق فلما أن حلف تركوه واتبعوا أثر الدقيق حت‬
‫انتهوا إل منل اليهودي فأخذوه فقال‪ :‬دفعها إل طعمة بن أبيق وشهد له أناس من اليهود على‬
‫ذلك فقالت بنو ظفر وهم قوم طعمة‪ :‬انطلقوا بنا إل رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم فكلموه‬
‫ف ذلك فسألوه أن يادل عن صاحبهم وقالوا‪ :‬إن ل تفعل هلك صاحبنا وافتضح وبريء اليهودي‬
‫فهم رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم أن يفعل وكان هواه معهم وأن يعاقب اليهودي حت أنزل‬
‫لقّ) الية كلها وهذا قول جاعة من الفسرين‪.‬‬
‫ال تعال (إِنا أَنزَلنا ِإلَيكَ الكِتابَ بِا َ‬
‫س ِبأَمانّيكُم وَل أَماِنيّ أَهلِ الكِتابِ) أخبنا أبو بكر التميمي قال‪ :‬أخبنا أبو ممد بن‬
‫قوله تعال (لّي َ‬
‫حيان قال‪ :‬حدثنا أبو يي قال‪ :‬حدثنا سهل قال‪ :‬حدثنا علي بن مسهر عن إساعيل بن أب خالد عن‬
‫أب صال قال‪ :‬جلس أهل الكتاب أهل التوراة وأهل النيل وأهل الديان كل صنف يقول لصاحبه‪:‬‬
‫نن خي منكم فنلت هذه الية‪ .‬وقال مسروق وقتادة‪ :‬احتج السلمون وأهل الكتاب فقال أهل‬
‫الكتاب‪ :‬نن أهدى منكم نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونن أول بال منكم وقال السلمون‪:‬‬
‫نن أهدى منكم وأول بال نبينا خات النبياء وكتابنا يقضي على الكتب الت قبله فأنزل ال تعال‬
‫هذه الية ث أفلج ال حجة السلمي على من ناوأهم من أهل الديان بقوله تعال ( َومَن يَعمَل مِن‬
‫س ُن دينا مّمّن أَس َل َم وَج َههُ لِ) اليتي‪.‬‬
‫الصَالِحاتِ مِن ذَ َكرٍ أَو أُنثى وَ ُهوَ مُؤ ِمنٌ) وبقوله تعال ( َومَن أَح َ‬
‫ل إِبراهي َم خَليلً) اختلفوا ف سبب اتاذ ال إبراهيم‬
‫خذَ ا ُ‬
‫قوله تعال ( َوِاتّبَ َع مِ ّلةَ إِبراهيمَ حَنيفا وِاتّ َ‬
‫ل فأخبنا أبو سعيد النضروي قال‪ :‬أخبنا أبو السن ممد بن السن السراج قال‪ :‬أخبنا ممد‬
‫خلي ً‬
‫بن عبد ال الضرمي قال‪ :‬حدثنا موسى بن إبراهيم الروزي قال‪ :‬حدثنا ابن ربيعة عن أب قبيل عن‬
‫عبد ال عن عمر قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم‪ :‬يا جبيل ل اتذ ال إبراهيم خليلً‬
‫قال‪ :‬لطعامه الطعام يا ممد‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن عبد الرحن البزي‪ :‬دخل إبراهيم فجاءه ملك الوت ف صورة شاب ل يعرفه قال‬
‫له إبراهيم‪ :‬بإذن من دخلت فقال‪ :‬بإذن رب النل فعرفه إبراهيم عليه السلم فقال له ملك الوت‪:‬‬
‫ل قال إبراهيم‪ :‬ومن ذلك قال‪ :‬وما تصنع به قال‪ :‬أكون خادما له حت‬
‫إن ربك اتذ من عباده خلي ً‬
‫أموت قال‪ :‬فإنه أنت‪.‬‬
‫وقال الكلب عن ابن صال عن ابن عباس‪ :‬أصاب الناس سنة جهدوا فيها فحشروا إل باب إبراهيم‬
‫عليه الصلة والسلم يطلبون الطعام وكانت الية له كل سنة من صديق له بصر فبعث غلمانه‬
‫بالبل إل مصر يسأله الية فقال خليله‪ :‬لو كان إبراهيم إنا يريد لنفسه احتملنا ذلك له وقد دخل‬
‫علينا ما دخل على الناس من الشدة فرجع رسل إبراهيم فمروا ببطحاء فقالوا‪ :‬لو احتملنا من هذه‬
‫البطحاء ليى الناس أنا قد جئنا بالية إنا نستحيي أن نر بم وإبلنا فارغة فملئوا تلك الغرائر رملً ث‬
‫إنم أتوا إبراهيم عليه السلم وسارة نائمة فأعلموه ذلك فاهتم إبراهيم عليه السلم بكان الناس‬
‫فغلبته عيناه فنام واستيقظت سارة فقامت إل تلك الغرائر ففتقتها فإذا هو أجود حوار يكون فأمرت‬
‫البازين فخبزوا وأطعموا الناس واستيقظ إبراهيم عليه السلم فوجد ريح الطعام فقال‪ :‬يا سارة من‬
‫أين هذا الطعام قالت‪ :‬من عند خليلك الصري فقال‪ :‬بل من عند خليلي ال ل من عند خليلي‬
‫الصري فيومئذ اتذ ال إبراهيم خليلً‪.‬‬
‫أخبنا أبو عبد ال ممد بن إبراهيم الزكي قال‪ :‬أخبنا أبو عبد ال ممد بن يزيد الوري قال‪:‬‬
‫حدثنا إبراهيم بن شريك قال‪ :‬حدثنا أحد بن يونس قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن عياش عن أب الهلب‬
‫الكنائي عن عبد ال بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم بن أب أمامة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫ل وإنه ل يكن نب إل وله خليل أل وإن‬
‫عليه وسلم‪( :‬إن ال اتذن خليلً كما اتذ إبراهيم خلي ً‬
‫خليلي أبو بكر)‪.‬‬
‫وأخبن الساهر أبو إساعيل بن السي النقيب قال‪ :‬أخبنا جدي قال‪ :‬أخبنا أبو ممد السي بن‬
‫حاد قال‪ :‬أخبنا أبو إساعيل ممد بن إساعيل الترمذي قال‪ :‬أخبنا سعيد بن أب مري قال‪ :‬حدثنا‬
‫سلمة قال‪ :‬حدثن زيد بن واقد عن القاسم بن نيد عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫ل وموسى نيا واتذن حبيبا ث قال‪ :‬وعزت لوثرن حبيب على‬
‫عليه وسلم‪( :‬اتذ ال إبراهيم خلي ً‬
‫خليلي ونيي) قوله تعال ( َويَستَفتوَنكَ ف النِساءِ) الية‪ .‬أخبنا أبو بكر أحد بن السن القاضي قال‪:‬‬
‫حدثنا ممد بن يعقوب قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن عبد الكم قال‪ :‬حدثنا ابن وهب قال‪:‬‬
‫أخبن يونس عن ابن شهاب قال‪ :‬أخبن عروة بن الزبي عن عائشة قالت‪ :‬ث إن الناس استفتوا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل ال تعال هذه الية ( َويَستَفتونَكَ ف النِسا ِء ُقلِ الُ يُفتيكُم‬
‫في ِهنّ وَما يُتلى عَلَيكُم ف الكِتابِ) الية‪ .‬قالت‪ :‬والذي يتلى عليهم ف الكتاب الية الول الت قال‬
‫فيها ( َوإِن خِفتُم َألّا تُقسِطوا ف اليَتامى) قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬وقال ال تعال ف الية الخرى‬
‫(وَتَرغَبو َن أَن تَنكِحو ُهنّ) رغبة أحدكم عن يتيمته الت تكون ف حجره حي تكون قليلة الال‬
‫والمال فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا ف مالا وجالا من باقي النساء إل بالقسط من أجل رغبتهم‬
‫عنهن‪ .‬رواه مسلم عن حرملة عن ابن وهب‪.‬‬
‫قوله تعال (وإِن اِمرَأةٌ خافَت) الية‪ .‬أخبنا أحد بن ممد بن أحد بن الرث قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن‬
‫حاد بن جعفر قال‪ :‬حدثنا أبو عمر قال‪ :‬حدثنا سهل قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن سلمان عن هشام‬
‫عن عروة عن عائشة ف قول ال تعال ( َوإِن اِم َرَأةٌ خافَت مِن بَعلِها نُشوزا) إل آخر الية‪ .‬نزلت ف‬
‫الرأة تكون عند الرجل فل يستكثر منها ويريد فراقها ولعلها أن تكون لا صحبة ويكون لا ولد‬
‫فيكره فراقها وتقول له‪ :‬ل تطلقن وأمسكن وأنت ف حل من شأن فأنزلت هذه الية‪ .‬رواه‬
‫البخاري عن ممد بن مقاتل عن ابن البارك‪ .‬ورواه مسلم عن أب كريب وأب أسامة كلها عن‬
‫هشام‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر اليي قال‪ :‬حدثنا ممد بن يعقوب قال‪ :‬أخبنا الربيع قال‪ :‬أخبنا الشافعي قال‪:‬‬
‫أخبنا ابن عيينة عن الزهري عن ابن السيب أن بنت ممد بن سلمة كانت عند رافع بن صبيح‬
‫فكره منها أمرا إما كبا وإما غيه فأراد طلقها فقالت‪ :‬ل تطلقن وأمسكن واقسم قوله تعال (يا‬
‫َأيّها الّذينَ َآمَنوا كونوا َقوّامِيَ بِالقِسطِ) الية‪ .‬روى أسباط عن السدي قال‪ :‬نزلت ف النب صلى ال‬
‫عليه وسلم اختصم إليه غن وفقي وكان ضلعه مع الفقي رأى أن الفقي ل يظلم الغن فأب ال تعال‬
‫ي بِالقِسطِ) حت بلغ (إِن‬
‫إل أن يقوم بالقسط ف الغن والفقي فقال (يا َأيّها الّذينَ آمَنوا كونوا قَوّام َ‬
‫ل أَول ِبهِما)‪.‬‬
‫يَكُن غَنيّا أَو فَقيا فا ُ‬
‫ل وَرَسولِهِ) الية‪ .‬قال الكلب‪ :‬نزلت ف عبد ال بن سلم‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا َآمِنوا بِا ِ‬
‫وأسد وأسيد ابن كعب وثعلبة بن قيس وجاعة من مؤمن أهل الكتاب قالوا‪ :‬يا رسول ال إنا نؤمن‬
‫بك وبكتابك وبوسى والتوراة وعزير ونكفر با سواه من الكتب والرسل فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله (ل يُحِبّ الُ الَهرَ بِالسُو ِء ِم َن القَولِ) الية‪ .‬قال ماهد‪ :‬إن ضيفا تضيف قوما فأساءوا قراه‬
‫فاشتكاهم فنلت هذه الية رخصة ف أن يشكو‪.‬‬
‫ب أَن تَُنزّلَ عَلَيهِم كِتابا) الية‪ .‬نزلت ف اليهود قالوا للنب صلى ال‬
‫قوله تعال (يَسأَُلكَ أَهلُ الكِتا ِ‬
‫عليه وسلم‪ :‬إن كنت نبيا فأتنا بكتاب جلة من السماء كما أتى به موسى فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫ل يَش َهدُ بِما أَنزَ َل ِإلَيكَ) الية‪ .‬قال الكلب‪ :‬إن رؤساء أهل مكة أتوا رسول ال‬
‫قوله تعال (َل ِكنَ ا ُ‬
‫صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬سألنا عنك اليهود فزعموا أنم ل يعرفونك فأتنا بن يشهد لك أن ال‬
‫ل يَش َهدُ)‪.‬‬
‫بعثك إلينا رسولً فنلت هذه الية (لَ ِكنَ ا َ‬
‫قوله تعال (ل َتغُلوا ف دينِكُم) الية‪ .‬نزلت ف طوائف من النصارى حي قالوا عيسى ابن ال فأنزل‬
‫لقّ) الية‪.‬‬
‫ل إِل ا َ‬
‫ال تعال (ل َتغُلوا ف ديِنكُم وَل تَقولوا عَلى ا ِ‬
‫ف الَسيحُ) الية‪ .‬قال الكلب‪ :‬إن وفد نران قالوا‪ :‬يا ممد تعيب صاحبنا قال‪:‬‬
‫قوله تعال (لّن يَستَنكِ َ‬
‫ومن صاحبكم قالوا‪ :‬عيسى قال‪ :‬وأي شيء أقول فيه قالوا‪ :‬تقول إنه عبد ال ورسوله فقال لم‪ :‬إنه‬
‫ح أَن يَكونَ عَبدًا لّ ّلهِ) الية‪.‬‬
‫ليس بعار لعيسى أن يكون عبدا ل قالوا‪ :‬بلى فنلت (لّن يَستَنكِفَ الَسي ُ‬
‫ل يُفتيكُم ف الكَلَلةِ) الية‪ .‬أخبنا أبو عبد الرحن بن أب حامد قال‪ :‬حدثنا‬
‫قوله (يَستَفتوَنكَ ُقلِ ا ُ‬
‫زاهر بن أحد قال‪ :‬حدثنا السي بن ممد بن مصعب قال‪ :‬حدثنا يي بن حكيم قال‪ :‬حدثنا ابن أب‬
‫عدي عن هشام بن عبد ال عن ابن الزبي عن جابر قال‪ :‬اشتكيت فدخل علي رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وعندي سبع أخوات فنفخ ف وجهي فأفقت فقلت‪ :‬يا رسول ال أوصي لخوات بالثلثي‬
‫قال‪ :‬اجلس فقلت الشطر قال‪ :‬اجلس ث خرج فتركن قال‪ :‬ث دخل علي وقال‪ :‬يا جابر إن ل أراك‬
‫توت ف وجعك هذا إن ال قد أنزل فبي الذي ومعاضدة الفراء وابن السكيت وغيها للكسائي‬
‫وكل منهم إمام وتوجيهها‪ :‬أنه لا ثبت جواز‪ :‬سرت خسا وأنت تريد اليام والليال جيعا كما سبق‬
‫من كلم سيبويه وكما دلت عليه الية الكرية وما ذاك إل لتغليب الليال على اليام وجعل اليام‬
‫تابعة لليال أجري عليها هذا الكم عند إرادة اليام وحدها كقولك‪ :‬سرت خسا وأنت تريد‬
‫اليام‪ .‬أو‪ :‬صمت خسا إذ ل يكن إرادة الليال ف الصوم وصار اليوم كأنه مندرج تت اسم الليلة‬
‫وجزء منها فيدل عليه باسها سواء أريدت حقيقة ذلك السم من الليلة واليوم تابع لا أم ل ترد‬
‫واقتصر ‪.‬‬
‫سورة الائدة‬

‫قوله تعال (ل تُحِلّوا شَعاِئرَ الِ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬نزلت ف الطيم واسه شريح بن ضبيع‬
‫الكندي أتى النب صلى ال عليه وآله وسلم من اليمامة إل الدينة فخلف خيله خارج الدينة ودخل‬
‫وحده على النب عليه الصلة والسلم فقال‪ :‬إلم تدعو الناس قال‪ :‬إل شهادة أن ل إله إل ال وإقام‬
‫الصلة وإيتاء الزكاة فقال‪ :‬حسن إل أن ل أمراء ل نقطع أمرا دونم ولعلي أسلم وآت بم وقد‬
‫كان النب صلى ال عليه وآله وسلم قال لصحابه‪ :‬يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان ث‬
‫خرج من عنده فلما خرج قال رسول ال عليه الصلة والسلم‪ :‬لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقب‬
‫غادر وما الرجل مسلم فمر بسرح الدينة فاستاقه فطلبوه فعجزوا عنه فلما خرج رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله وسلم عام القضية سع تلبية حجاج اليمامة فقال لصحابه‪ :‬هذا الطيم وأصحابه‬
‫وكان قد قلد هديا من سرح الدينة وأهدى إل الكعبة فلما توجهوا ف طلبه أنزل ال تعال (يا َأيّها‬
‫الَذينَ َآمَنوا ل تُحِلّوا شَعاِئرَ الِ) يريد ما أشعر ل وإن كانوا على غي دين السلم‪.‬‬
‫وقال زيد بن أسلم‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم وأصحابه بالديبية حي صدهم‬
‫الشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بم ناس من الشركي يريدون العمرة فقال‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬نصد هؤلء كما صدنا أصحابم فأنزل ال تعال (ل تُحِلّوا‬
‫ت الَرامَ) أي ول تعتدوا على هؤلء‬
‫ي البَي َ‬
‫ي وَل القَلِئ َد وَل َآمّ َ‬
‫ل وَل الشَهرَ الَرا َم وَل الَد َ‬
‫شَعائِرَ ا ِ‬
‫العمار إن صدكم أصحابم‪.‬‬
‫ت َلكُم ديَنكُم) الية‪ .‬نزلت هذه الية يوم المعة وكان يوم عرفة بعد العصر‬
‫قوله تعال (اليَو َم أَكمَل ُ‬
‫ف حجة الوداع سنة عشر والنب صلى ال عليه وسلم بعرفات على ناقته العضباء‪.‬‬
‫أخبنا عبد الرحن بن حدان العدل قال‪ :‬أخبنا أحد بن جعفر القطيعي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحد‬
‫بن حنبل قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬حدثنا جعفر بن عون قال‪ :‬أخبن أبو عميس عن قيس بن حات عن‬
‫طارق بن شهاب قال‪ :‬جاء رجل من اليهود إل عمر بن الطاب رضي ال عنه فقال‪ :‬يا أمي الؤمني‬
‫إنكم تقرءون آية ف كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لتذنا ذلك اليوم عيدا فقال‪ :‬أي آية هي‬
‫ت لَكُم دينَكُم َوأَتَمتُ عَلَيكُم نِعمَت) فقال عمر‪ :‬وال إن لعلم اليوم الذي نزلت‬
‫قال (اليَو َم أَكمَل ُ‬
‫فيه على رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم والساعة الت نزلت فيها على رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله وسلم عشية يوم عرفة ف يوم عرفة ف يوم جعة‪.‬‬
‫رواه البخاري عن السن بن صباح‪ .‬ورواه مسلم عن عبد بن حيد كلها عن جعفر بن أخبنا‬
‫الاكم أبو عبد الرحن الشاذياخي قال‪ :‬أخبنا ناقد بن أحد قال‪ :‬أخبنا السن بن ممد بن مصعب‬
‫قال‪ :‬حدثنا يي بن حكيم قال‪ :‬حدثنا أبو قتيبة قال‪ :‬حدثنا حاد عن عباد بن أب عمار قال‪ :‬قرأ ابن‬
‫ت َل ُكمُ‬
‫ت َلكُم دينَكُم وَأَتَمتُ عَلَيكُم نِعمَت وَرَضي ُ‬
‫عباس هذه الية ومعه يهودي (اليَو َم أَكمَل ُ‬
‫الِإسل َم دينا) فقال اليهودي‪ :‬لو نزلت هذه علينا ف يوم لتذناه عيدا فقال ابن عباس‪ :‬فإنا نزلت‬
‫ف عيدين اتفقا ف يوم واحد يوم جعة وافق يوم عرفة‪.‬‬
‫ك ماذا ُأحِ ّل َلهُم) الية‪ .‬أخبنا أبو بكر الارثي قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ قال‪:‬‬
‫قوله (يَسأَلونَ َ‬
‫حدثنا أبو يي قال‪ :‬حدثنا سهل بن عثمان قال‪ :‬حدثن ابن أب زائدة عن موسى بن عبيدة عن أبان‬
‫بن صال عن القعقاع بن الكيم عن سلمى أم رافع عن أب رافع قال‪ :‬أمرن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم بقتل الكلب فقال الناس‪ :‬يا رسول ال ما أحل لنا من هذه المة الت أمرت بقتلها‬
‫ت وَما عَلَمتُم ّمنَ‬
‫فأنزل ال تعال هذه الية وهي (يَسأَلوَنكَ ماذا أُح َلّ َلهُم قُل أُ ِح ّل لَ ُك ُم الطَيّبا ُ‬
‫ح مُكَلّبيَ) رواه الاكم أبو عبد ال ف صحيحه عن أب بكرة بن بالويه عن ممد بن سادان‬
‫الَوارِ ِ‬
‫عن يعلى بن منصور عن ابن زائدة‪ .‬وذكر الفسرون شرح هذه القصة قالوا‪ :‬قال أبو رافع جاء‬
‫جبيل عليه السلم إل النب صلى ال عليه وسلم واستأذن عليه فأذن له فلم يدخل فخرج رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬قد أذنا لك يا رسول ال فقال‪ :‬أجل يا رسول ال ولكنا ل ندخل‬
‫بيتا فيه صورة ول كلب فنظروا فإذا ف بعض بيوتم جرو قال أبو رافع‪ :‬فأمرن أن ل أدع كلبا‬
‫بالدينة إل قتلته حت بلغت العوال فإذا امرأة عندها كلب يرسها فرحتها فتركته فأتيت النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فأخبته فأمرن بقتله فرجعت إل الكلب فقتلته فلما أمر رسول ال بقتل الكلب جاء‬
‫ناس فقالوا‪ :‬يا رسول ال ماذا يل لنا من هذه المة الت تقتلها فسكت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فأنزل ال تعال هذه الية فلما نزلت أذن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف اقتناء الكلب‬
‫الت ينتفع با ونى عن إمساك ما ل نفع فيه منها وأمر بقتل الكلب الكلب والعقور وما يضر ويؤذي‬
‫ودفع القتل عما سواها وما ل ضرر فيه‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي‪ :‬نزلت هذه الية ف عدي بن حات وزيد بن الهلهل الطائيي وهو زيد اليل‬
‫الذي ساه رسول ال صلى ال عليه وسلم زيد الي فقال‪ :‬يا رسول ال إنا قوم نصيد بالكلب‬
‫والبزاة فإن كلب آل درع وآل حورية تأخذ البقر والمر والظباء والضب فمنه ما يدرك ذكاته‬
‫ومنه ما يقتل فل يدرك ذكاته وقد حرم ال اليتة فماذا يل لنا منها فنلت (يَسأَلوَنكَ ماذا ُأ ِحلّ َلهُم‬
‫قُل ُأ ِحلّ َلكُم الطَيّباتُ) يعن الذبائح (وَما عَلّمتُم ّمنَ الَوارِحِ) يعن وصيد ما علمتم من الوارح‬
‫وهي الكواسب من الكلب وسباع الطي‪.‬‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا اُذكُروا نِع َمةَ الِ عَلَيكُم إِذ َهمّ قَو ٌم أَن يَبسُطوا ِإلَيكُم أَي ِدَيهُم) الية‪.‬‬
‫أخبنا سعيد بن ممد بن أحد بن جعفر الؤذن قال‪ :‬أخبنا أبو علي الفقيه قال‪ :‬أخبنا أبو لبابة ممد‬
‫بن الهدي اليهن قال‪ :‬حدثنا عمار بن السن قال‪ :‬حدثنا سلمة بن الفضل قال‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫ل من مارب‬
‫إسحاق عن عمر بن عبيد عن السن البصري عن جابر بن عبد ال النصاري أن رج ً‬
‫يقال له غورث بن الرث قال لقومه من غطفان ومارب‪ :‬أل أقتل لكم ممدا قالوا‪ :‬نعم وكيف‬
‫تقتله قال‪ :‬أفتك به قال‪ :‬فأقبل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو جالس وسيفه ف حجره‬
‫فقال‪ :‬يا ممد أنظر إل سيفك هذا قال‪ :‬نعم فأخذه فاستله ث جعل يهزه ويهم به فكبته ال عز وجل‬
‫ث قال‪ :‬يا ممد ما تافن قال‪ :‬ل قال‪ :‬أل تافن وف يدي السيف قال‪ :‬ينعن ال منك ث أغمد‬
‫السيف ورده إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل ال تعال (اُذكُروا نِع َمةَ الِ عَلَيكُم إِذ َهمّ‬
‫قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدَِيهُم)‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن إبراهيم الثعلب قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن حامد قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن السن‬
‫قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أب سلمة عن جابر أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم نزل منلً وتفرق الناس ف العضاه يستظلون تتها فعلق النب صلى‬
‫ال عليه وسلم سلحه على شجرة فجاء عراب إل سيف رسول ال صلى ال عليه وسلم ث أقبل‬
‫عليه فقال‪ :‬من ينعك من قال ال قال ذلك العراب مرتي أو ثلثا والنب صلى ال عليه وسلم‬
‫يقول ال فشام العراب السيف فدعا النب عليه الصلة والسلم أصحابه فأخبهم خب العراب وهو‬
‫جالس إل جنبه ل يعاقبه‪.‬‬
‫وقال ماهد والكلب وعكرمة‪ :‬قتل رجل من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم رجلي من بن‬
‫سلم وبي النب عليه الصلة والسلم وبي قومهما موادعة فجاء قومهما يطلبون الدية فأتى النب‬
‫عليه الصلة والسلم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحن بن عوف رضوان ال‬
‫عليهم أجعي فدخلوا على كعب بن الشرف وبن النضي يستعينهم ف عقلهما فقالوا‪ :‬يا أبا القاسم‬
‫قد آن لك أن تأتينا وتسألنا حاجة اجلس حت نطعمك ونعطيك الذي تسألنا فجلس هو وأصحابه‬
‫فجاء بعضهم ببعض وقالوا‪ :‬إنكم ل تدوا ممدا أقرب منه الن فمن يظهر على هذا البيت فيطرح‬
‫عليه صخرة فيينا منه فقال عمر بن جحاش بن كعب أنا فجاء إل رحا عظيمة ليطرحها عليه‬
‫فأمسك ال تعال يده وجاء جبيل عليه السلم وأخبه بذلك فخرج رسول ال صلى ال عليه وآله‬
‫وسلم وأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫ل وَرَسوَلهُ) أخبنا أبو نصر أحد بن عبيد ال الخلدي قال‪:‬‬
‫قوله تعال (ِإنّما جَزَا ُء الّذينَ يُحارِبونَ ا َ‬
‫حدثنا أبو عمرو بن نيد قال‪ :‬أخبنا مسلم قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن حاد قال‪ :‬حدثنا سعيد بن أب‬
‫عروبة عن قتادة عن أنس أن رهطا من عكل وعرينة أتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال إنا كنا أهل ضرع ول نكن أهل ريف فاستوخنا الدينة فأمر لم رسول ال عليه الصلة‬
‫والسلم بذود أن يرجوا فيها فليشربوا من ألبانا وأبوالا فقتلوا راعي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم واستاقوا الذود فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم ف آثارهم فأتى بم فقطع أيديهم‬
‫وأرجلهم وثل أعينهم فتركوا ف الرة حت ماتوا على حالم‪ .‬قال قتادة‪ :‬ذكر لنا أن هذه الية نزلت‬
‫ض فَسادا) إل آخر الية‪ .‬رواه مسلم‬
‫ل وَرَسوَلهُ َويَسعَو َن ف الَر ِ‬
‫فيهم (ِإنّما َجزَا ُء الّذينَ يُحارِبونَ ا َ‬
‫عن عبيد العلى عن سعيد إل قول قتادة‪.‬‬
‫ق وَالسا ِر َقةُ َفاِقطَعوا أَي ِدَيهُما) قال الكلب‪ :‬نزلت ف طعمة بن أبيق سارق الدرع‬
‫قوله تعال (وَالسارِ ُ‬
‫وقد مضت قصته‪.‬‬
‫ك الّذينَ يُسارِعو َن ف الكُفرِ) اليات‪ .‬حدثنا أبو بكر أحد بن‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الرَسولُ ل يُحزُن َ‬
‫السن اليي إملء قال‪ :‬أخبنا أبو ممد حاجب بن أحد الطوسي قال‪ :‬حدثنا ممد بن حاد‬
‫البيوردي قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن العمش عن عبد ال بن مرة عن الباء بن عازب قال‪ :‬مر‬
‫على رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم بيهودي ممما ملودا فدعاهم فقال‪ :‬أهكذا تدون حد‬
‫الزان ف كتابكم قالوا‪ :‬نعم قال‪ :‬فدعا رجل من غلمانم فقال‪ :‬أنشدك ال الذي أنزل التوراة على‬
‫موسى عليه السلم هكذا تدون حد الزان ف كتابكم قال‪ :‬ل ولول أنك نشدتن ل أخبك ند حد‬
‫الزان ف كتابنا الرجم ولكنه كثر ف أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الوضيع‬
‫أقمنا عليه الد فقلنا‪ :‬تعالوا نتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فاجتمعنا على التحميم‬
‫واللد مكان الرجم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬اللهم إن أول من أحيا أمرك إذ أماتوه‬
‫ك الّذينَ يُسارِعو َن ف الكُفرِ) إل قوله (إِن‬
‫فأمر به فرجم فأنزل ال تعال (يا َأيّها الرَسو ُل ل يَحزُن َ‬
‫أُوتِيتُم هَذا فَخُذوهُ) يقولون ائتوا ممدا فإن أفتاكم بالتحميم واللد فخذوا به وإن أفتاكم بالرجم‬
‫ل َفأُولَِئكَ هُم ُالكَافِرونَ) قال ف اليهود إل قوله‬
‫( َفاِحذَروا) إل قوله تعال (وَمَن لّم يَحكُم بِما أَنزَلَ ا ُ‬
‫ل َفأَولَِئكَ ُه ُم الظَالِمونَ) قال ف اليهود إل قوله ( َومَن لّم يَحكُم بِما أَنزَلَ‬
‫(وَمَن لّم يَحكُم بِما أَنزَلَ ا َ‬
‫ل َفأُولَِئكَ ُهمُ الفاسِقونَ) قال ف الكفار كلها رواه مسلم عن يي بن يي عن أب معاوية‪.‬‬
‫اُ‬
‫أخبنا أبو عبد ال بن أب إسحاق قال‪ :‬أخبنا أبو اليثم أحد بن ممد بن غوث الكندي قال‪ :‬حدثنا‬
‫ممد بن عبد ال بن سليمان الضرمي قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أب شيبة قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن‬
‫العمش عن عبد ال بن مرة عن الباء بن عازب عن النب صلى ال عليه وسلم أنه رجم يهوديا‬
‫ل َفأُولَِئكَ ُه ُم الكافِرونَ) ( َومَن لّم يَحكُم بِما أَنزَلَ الُ‬
‫ويهودية ث قال (وَمَن لّم يَحكُم بِما أَنزَلَ ا ُ‬
‫ك ُهمُ الفاسِقونَ) قال‪ :‬نزلت كلها ف‬
‫ل َفأُولَئِ َ‬
‫ك ُهمُ الظالِمونَ) ( َومَن لّم يَحكُم بِما أَن َزلَ ا ُ‬
‫َفأُولَئِ َ‬
‫الكفار رواه مسلم عن أب بكر بن أب شيبة‪.‬‬
‫قوله تعال (ِإنّا أَنزَلنا التَورا َة فيها هُدىً وَنورٌ) أخبنا أبو ممد السن بن ممد الفارسي قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن عبد ال بن حدون قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن السن قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد الرزاق قال‪ :‬حدثنا معمر عن الزهري‪ :‬حدثن رجل من مزينة ونن عند سعيد بن السيب‬
‫عن أب هريرة قال‪ :‬زن رجل من اليهود وامرأة قال بعضهم لبعض‪ :‬اذهبوا بنا إل هذا النب فإنه نب‬
‫مبعوث للتخفيف فإذا أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججناها عند ال وقلنا‪ :‬فتيا نب من أنبيائك‬
‫فأتوا النب صلى ال عليه وسلم وهو جالس ف السجد مع أصحابه فقالوا‪ :‬يا أبا القاسم ما ترى ف‬
‫رجل وامرأة زنيا فلم يكلمهما حت أتى بيت مدراسهم فقام على الباب فقال‪ :‬أنشدكم بال الذي‬
‫أنزل التوراة على موسى ما تدون ف التوراة على من زن إذا أحصن قالوا‪ :‬يمم ويبه ويلد‬
‫والتجبيه‪ :‬أن يمل الزانيان على المار ويقابل أقفيتهما ويطاف بما قال‪ :‬وسكت شاب منهم فلما‬
‫رآه النب صلى ال عليه وآله وسلم سكت أل به ف النشدة فقال‪ :‬اللهم إذ أنشدتنا فإنا ند ف‬
‫التوراة الرجم فقال النب عليه الصلة والسلم‪ :‬فما أول ما أرخصتم أمر ال عز وجل قال‪ :‬زن‬
‫رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم ث زن رجل من سراة الناس فأراد رجه فاحال‬
‫قومه دونه فقالوا‪ :‬ل يرجم صاحبنا حت ييء بصاحبكم فيجه فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬فإن أحكم با ف التوراة فأمر بما فرجا‪ .‬قال الزهري فبلغنا أن هذه‬
‫ى وَنو ٌر يَح ُكمُ بِها النَبِيّو َن الّذينَ أَسلَموا) وكان النب‬
‫الية نزلت فيهم (ِإنّا أَنزَلنا التَوراةَ فيها هُد ً‬
‫صلى ال عليه وسلم منهم‪ .‬قال معمر‪ :‬أخبن الزهري عن سال عن ابن عمر قال‪ :‬شهدت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم حي أمر برجهما فلما رجا رأيته ينأ بيده عنها ليقيها الجارة‪.‬‬
‫قوله عز وجل (وَأَ ِن اِحكُم بَيَنهُم بِما أَن َزلَ الُ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬إن جاعة من اليهود منهم‬
‫كعب بن أسيد وعبد ال بن صوريا وشاس بن قيس قال بعضهم لبعض‪ :‬اذهبوا بنا إل ممد عليه‬
‫الصلة والسلم لعلنا نفتنه عن دينه فأتوه فقالوا‪ :‬يا ممد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم وأنا‬
‫إن اتبعناك اتبعنا اليهود ولن يالفونا وإن بيننا وبي قوم خصومة وناكمهم إليك فتقضي لنا عليهم‬
‫ونن نؤمن بك ونصدقك فأب ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل قوله تعال (يا َأيّها الّذينَ‬
‫َآمَنوا ل تَتّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ) قال عطية العوف‪ :‬جاء عبادة بن الصامت فقال‪ :‬يا رسول‬
‫ال إن ل موال من اليهود كثي عددهم حاضر نصرهم وإن أبوء إل ال ورسوله من ولية اليهود‬
‫وآوي إل ال ورسوله فقال عبد ال بن أب‪ :‬إن رجل أخاف الدوائر ول أبرأ من ولية اليهود فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا أبا الباب ما تلب به من ولية اليهود على عبادة بن الصامت‬
‫فهو لك دونه فقال‪ :‬قد قبلت فأنزل ال تعال فيهما (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَتّخِذوا اليَهو َد وَالنَصارى‬
‫ضهُم أَولِيا ُء بَعضٍ) إل قوله تعال (فَتَرى الّذينَ ف قُلوِبهِم ّمرَضٌ) يعن عبد ال بن أب‬
‫أَولِيا َء بَع ُ‬
‫(يُسارِعو َن فيهِم) وف وليتهم (يَقولو َن نَخشى أَن تُصيبنا دائِرةٌ) الية‪.‬‬
‫ل وَرَسوُلهُ وَالّذينَ َآمَنوا) قال جابر بن عبد ال‪ :‬جاء عبد ال بن سلم إل‬
‫قوله تعال (ِإنّما وَلِّي ُكمُ ا ُ‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال إن قوما من قريظة والنضي قد هاجرونا وفارقونا‬
‫وأقسموا أن ل يالسونا ول نستطيع مالسة أصحابك لبعد النازل وشكى ما يلقى من اليهود‬
‫فنلت هذه الية فقرأها عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬رضينا بال وبرسوله وبالؤمني‬
‫أولياء‪ .‬ونو هذا قال الكلب وزاد أن آخر الية ف علي بن أب طالب رضوان ال عليه لنه أعطى‬
‫ل وهو راكع ف الصلة‪.‬‬
‫خاته سائ ً‬
‫أخبنا أبو بكر التميمي قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد بن جعفر قال‪ :‬حدثنا السي بن ممد عن أب‬
‫هريرة قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عبد الوهاب قال‪ :‬حدثنا ممد السود عن ممد بن مروان عن ممد‬
‫السائب عن أب صال عن ابن عباس قال‪ :‬أقبل عبد ال بن سلم ومعه نفر من قومه قد آمنوا فقالوا‪:‬‬
‫يا رسول ال إن منازلنا بعيدة وليس لنا ملس ول متحدث وإن قومنا لا رأونا آمنا بال ورسوله‬
‫وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن ل يالسونا ول يناكحونا ول يكلمونا فشق ذلك علينا‬
‫ل وَرَسولُ ُه وَالّذينَ َآمَنوا) الية‪ .‬ث إن النب صلى‬
‫فقال لم النب عليه الصلة والسلم (إِنّما َولِيّ ُكمُ ا ُ‬
‫ل فقال‪ :‬عل أعطاك أحد شيئا‬
‫ال عليه وسلم خرج إل السجد والناس بي قائم وراكع فنظر سائ ً‬
‫قال‪ :‬نعم خات من ذهب قال‪ :‬من أعطاكه قال‪ :‬ذلك القائم وأومأ بيده إل علي بن أب طالب رضي‬
‫ال عنه فقال‪ :‬على أي حال أعطاك قال‪ :‬أعطان وهو راكع فكب النب صلى ال عليه وسلم ث قرأ‬
‫ل ُهمُ الغالِبونَ)‪.‬‬
‫ل وَرَسولَ ُه وَالّذينَ َآمَنوا َفإِنّ حِزبَ ا ِ‬
‫(وَمَن يََتوَلّ ا َ‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَتّخِذوا الّذي َن اِتّخَذوا ديَنكُم ُهزُوا َولَعِبا) قال ابن عباس‪ :‬كان‬
‫رفاعة بن زيد وسويد بن الرث قد أظهرا السلم ث نافقا وكان رجال من السلمي يوادونما فأنزل‬
‫ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال ( َوإِذا نادَيتُم إِل الصَل ِة ِاتّخَذوها ُهزُوا وََلعِبا) قال الكلب‪ :‬كان منادي رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إذا نادى إل الصلة فقام السلمون إليها قالت اليهود‪ :‬قوموا صلوا اركعوا على‬
‫طريق الستهزاء والضحك فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قال السدي‪ :‬نزلت ف رجل من نصارى الدينة كان إذا سع الؤذن يقول‪ :‬أشهد أن ممدا رسول ال‬
‫قال‪ :‬حرق الكاذب فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم وأهله نيام فطارت منها شرارة ف البيت‬
‫فاحترق هو وأهله‪ .‬وقال آخرون‪ :‬إن الكفار لا سعوا الذان حضروا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم والسلمون على ذلك وقالوا‪ :‬يا ممد لقد أبدعت شيئا ل نسمع به فيما مضى من المم فإن‬
‫كنت تدعي النبوة فقد خالفت فيما أحدثت من هذا الذان النبياء من قبلك ولو كان ف هذا خي‬
‫كان أول الناس به النبياء والرسل من قبلك فمن أين لك صياح كصياح البعي فما أقبح من صوت‬
‫ل وَعَ ِملَ‬
‫ول أسج من كفر فأنزل ال تعال هذه الية وأنزل ( َومَن أَحسَ ُن قَو ًل مّمّن دَعا إِل ا ِ‬
‫صَالِحا) الية‪.‬‬
‫ك مَثوَبةً عِندَ الِ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬أتى نفر من اليهود إل‬
‫شرّ مّن َذلِ َ‬
‫قوله تعال (قُل هَل ُأنَبُّئكُم ِب َ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فسألوه عمن يؤمن به من الرسل فقال‪ :‬أومن بال وما أنزل إلينا وما‬
‫أنزل إل إبراهيم وإساعيل إل قوله (وَنَح ُن َلهُ مُسلِمون) فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا‪ :‬وال‬
‫ما نعلم أهل دين أقل حظا ف الدنيا والخرة منكم ول دينا شرا من دينكم فأنزل ال تعال (قُل هَل‬
‫ش ّر مِن َذِلكَ مَثوبَةً) الية‪.‬‬
‫ُأنَبّئُكُم ِب َ‬
‫قوله تعال (يا أُيّها الرَسولُ بَلّغ ما أُن ِزلَ إِليكَ مِن ّرّبكَ) قال السن‪ :‬إن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال‪ :‬لا بعثن ال تعال برسالت ضقت با ذرعا وعرفت أن من الناس من يكذبن وكان رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يهيب قريشا واليهود والنصارى فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو سعيد ممد بن علي الصفار قال‪ :‬أخبنا السن بن أحد الخلدي قال‪ :‬أخبنا ممد بن‬
‫حدون بن خالد قال‪ :‬حدثنا ممد بن إبراهيم اللوت قال‪ :‬حدثنا السن بن حاد سجادة قال‪ :‬حدثنا‬
‫علي بن عابس عن العمش وأب حجاب عن عطية عن أب سعيد الدري قال‪ :‬نزلت هذه الية (يا‬
‫ك مِن ّرّبكَ) يوم غدير خم ف علي بن أب طالب رضي ال عنه‪.‬‬
‫َأيّها الرَسولُ بَلّغ ما أُنزِ َل إِلَي َ‬
‫ل يَعصِ ُمكَ ِم َن الناسِ) قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬سهر رسول ال صلى ال عليه‬
‫قوله تعال (وَا ُ‬
‫وسلم ذات ليلة فقلت‪ :‬يا رسول ال ما شأنك قال‪ :‬أل رجل صال يرسنا الليلة فقالت‪ :‬بينما نن‬
‫ف ذلك سعت صوت السلح فقال‪ :‬من هذا قال‪ :‬سعد وحذيفة جئنا نرسك فنام رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم حت سعت غطيطه ونزلت هذه الية فأخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم رأسه‬
‫من قبة آدم وقال‪ :‬انصرفوا يا أيها الناس فَقَد عَصَمَن ال‪.‬‬
‫أخبنا إساعيل بن إبراهيم الواعظ قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن نيد قال‪ :‬حدثنا ممد بن السن بن‬
‫الليل بن ممد بن العلء قال‪ :‬حدثنا المان قال‪ :‬حدثنا النضر عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يرس وكان يرسل معه أبو طالب رجالً من بن هاشم يرسونه حت‬
‫ل يَعصِ ُمكَ مِ َن الناسِ) قال‪:‬‬
‫نزلت عليه هذه الية (يا أَيّها الرَسولُ بَلّغ ما أُن ِزلَ ِإلَيكَ) إل قوله (وَا ُ‬
‫فأراد عمه أن يرسل معه من يرسه فقال‪ :‬يا عم إن ال تعال قد عصمن من الن والنس‪.‬‬
‫جدَ ّن َأ َشدّ الناسِ عَدا َوةً لّلّذينَ َآمَنوا اليَهودَ) اليات إل قوله (وَالّذينَ َكفَروا وَكَذَبوا)‬
‫قوله تعال (لَتَ ِ‬
‫نزلت ف النجاشي وأصحابه‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو بكة ياف‬
‫على أصحابه من الشركي فبعث جعفر بن أب طالب وابن مسعود ف رهط من أصحابه إل النجاشي‬
‫وقال إنه ملك صال ل يظلم ول يظلم عنده أحد فاخرجوا إليه حت يعل ال للمسلمي فرجا فلما‬
‫وردوا عليه أكرمهم وقال لم‪ :‬تعرفون شيئا ما أنزل عليكم قالوا‪ :‬نعم قال‪ :‬اقرءوا فقرءوا وحوله‬
‫القسيسي والرهبان فكلما قرءوا آية اندرت دموعهم ما عرفوا من الق قال ال تعال (ذَِلكَ ِبأَنّ‬
‫ض ِمنَ‬
‫ي وَرُهبانا وََأّنهُم ل يَستَكبِرونَ َوإِذا سَمِعوا ما أُنزِ َل إِل الرَسولِ تَرى أَعيَُنهُم تَفي ُ‬
‫مِنهُم ِقسّيس َ‬
‫الدَمعِ) الية‪.‬‬
‫أخبنا السن بن ممد الفارسي قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن حدون بن الفضل قال‪ :‬حدثنا أحد‬
‫بن ممد بن السن قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال حدثنا أبو صال كاتب الليث قال‪ :‬حدثن الليث‬
‫قال‪ :‬حدثن يونس بن شهاب عن سعيد بن السيب وعن عروة ابن الزبي وغيها قال‪ :‬بعث رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري بكتاب معه إل النجاشي فقدم على النجاشي فقرأ‬
‫كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ث دعا جعفر بن أب طالب والهاجرين معه فأرسل إل الرهبان‬
‫والقسيسي فجمعهم ث أمر جعفر أن يقرأ عليهم القرآن فقرأ سورة مري عليها السلم فآمنوا‬
‫جدَنّ أَق َرَبهُم ّموَ ّد ًة لّلّذينَ َآمَنوا الّذينَ‬
‫بالقرآن وأفاضت أعينهم من الدمع وهم الذين أنزل فيهم ( َولَتَ ِ‬
‫قالُوا ِإنّا نَصارى) إل قوله ( َفاِكتُبنا مَعَ الشاهِدينَ)‪.‬‬
‫ل بعثهم النجاشي‬
‫وقال آخرون‪ :‬قدم جعفر بن أب طالب من البشة هو وأصحابه ومعهم سبعون رج ً‬
‫وفدا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم عليهم ثياب الصوف اثنان وستون من البشة وثانية من‬
‫أهل الشام وهم بيا الراهب وإبرهليه وإدريس وأشرف وتام وقثم وذر وأين فقرأ عليهم رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم سورة يس إل آخرها فبكوا حي سعوا القرآن وآمنوا وقالوا‪ :‬ما أشبه هذا‬
‫با كان ينل على عيسى فأنزل ال تعال فيهم هذه اليات‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن ممد العدل قال‪ :‬حدثنا زاهد بن أحد قال‪ :‬حدثنا أبو القاسم قال‪ :‬حدثنا البغوي‬
‫قال‪ :‬حدثنا علي بن العد قال‪ :‬حدثنا شريك بن سال عن سعيد بن جبي ف قوله تعال ( َذِلكَ ِبأَنّ‬
‫ي وَرُهبانا) قال‪ :‬بعث النجاشي إل رسول ال صلى ال عليه وسلم من خيار أصحابه‬
‫مِنهُم ِقسّيس َ‬
‫ل فقرأ عليهم رسول ال صلى ال عليه وسلم سورة يس فبكوا فنلت هذه الية‪.‬‬
‫ثلثي رج ً‬
‫ل َلكُم) أخبنا أبو عثمان بن أب عمرو‬
‫حرّموا طَيّباتِ ما َأحَلّ ا ُ‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ل تُ َ‬
‫الؤذن قال‪ :‬حدثنا ممد بن أحد بن حدان قال‪ :‬حدثنا السن بن سفيان قال‪ :‬أخبنا إسحاق بن‬
‫ل أتى‬
‫منصور قال‪ :‬أخبنا أبو عاصم عن عثمان بن سعد قال‪ :‬أخبن عكرمة عن ابن عباس أن رج ً‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وقال‪ :‬إن إذا أكلت هذا اللحم انتشرت إل النساء وإن حرمت علي‬
‫ل َلكُم) ونزلت (وَكُلوا مِمّا رَ َز َق ُكمُ الُ‬
‫ت ما َأ َحلّ ا ُ‬
‫حرّموا طَيّبا ِ‬
‫اللحم فنلت (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ل تُ َ‬
‫حَللً طَيّبا) الية‪.‬‬
‫قال الفسرون‪ :‬جلس رسول ال صلى ال عليه وسلم يوما فذكر الناس ووصف القيامة ول يزدهم‬
‫على التخويف فرق الناس وبكوا فاجتمع عشرة من الصحابة ف بيت عثمان بن مظعون المحي‬
‫وهم أبو بكر الصديق وعلي بن أب طالب وعبد ال بن مسعود وعبد ال بن عمر وأبو ذر الغفاري‬
‫وسال مول أب حذيفة والقداد بن السود وسلمان الفارسي ومعقل بن مضر واتفقوا على أن يصوموا‬
‫النهار ويقوموا الليل ول يناموا على الفرش ول يأكلوا اللحم ول الودك ويترهبوا ويبو الذاكي‬
‫فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فجمعهم فقال‪ :‬أل أنبأ أنكم اتفقتم على كذا وكذا فقالوا‪:‬‬
‫بلى يا رسول ال وما أردنا إل الي فقال‪ :‬إن ل أومر بذلك إن لنفسكم عليكم حقا فصوموا‬
‫وأفطروا وقوموا وناموا فإن أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم فمن رغب عن سنت‬
‫فليس من ث خرج إل الناس وخطبهم فقال‪ :‬ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والطيب والنوم‬
‫وشهوات الدنيا أما إن لست آمركم أن تكونوا قسيسي ول رهبانا فإنه ليس ف دين ترك اللحم‬
‫والنساء ول اتاذ الصوامع وإن سياحة أمت الصوم ورهبانيتها الهاد واعبدوا ال ول تشركوا به‬
‫شيئا وحجوا واعتمروا وأقيموا الصلة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان فإنا هلك من كان قبلكم‬
‫بالتشديد شددوا على أنفسهم فشدد ال عليهم فأولئك بقاياهم ف الديارات والصوامع فأنزل ال‬
‫تعال هذه الية فقالوا‪ :‬يا رسول ال كيف نصنع بأياننا الت حلفنا عليها وكانوا حلفوا على ما عليه‬
‫اتفقوا فأنزل ال تعال (ل قوله تعال (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ِإنّما الَمرُ) الية‪ .‬أخبنا أبو سعيد بن أب‬
‫بكر الطوعي قال‪ :‬حدثنا أبو عمرو ممد بن أحد اليي قال‪ :‬حدثنا أحد بن علي الوصلي قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو خيثمة قال‪ :‬حدثنا حسن أبو موسى قال‪ :‬حدثنا الزبي قال‪ :‬حدثنا ساك بن حرب قال‪:‬‬
‫حدثن مصعب بن سعد بن أب وقاص عن أبيه قال‪ :‬أتيت على نفر من الهاجرين فقالوا‪ :‬تعال‬
‫نطعمك ونسقيك خرا وذلك قبل أن يرم المر فأتيتهم ف حش والش‪ :‬البستان وإذا رأس جزور‬
‫مشويا عندهم ودن من خر فأكلت وشربت معهم وذكرت النصار والهاجرين فقلت‪ :‬الهاجرون‬
‫خي من النصار فأخذ رجل لى الرأس فجدع أنفي بذلك فأتيت إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فأخبته فأنزل ال ف شأن المر (ِإنّما الَم ُر وَالَيسرُ) الية‪ .‬رواه مسلم عن أب خيثمة‪.‬‬
‫أخبنا عبد الرحن بن حدان العدل قال‪ :‬أخبنا أحد بن جعفر بن مالك قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحد‬
‫بن حنبل قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬حدثنا خالد بن الوليد قال‪ :‬حدثنا إسرائيل عن أب إسحاق عن أب‬
‫ميسرة عن عمر بن الطاب قال‪ :‬اللهم بي لنا ف المر بيانا شافيا فنلت الية الت ف البقرة‬
‫سرِ) فدعى عمر فقرئت عليه فقال اللهم بي لنا من المر بيانا شافيا‬
‫(يَسأَلوَنكَ َعنِ الَم ِر وَالَي ِ‬
‫فنلت الية الت ف النساء (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَقرَبوا الصَل َة َوأَنتُم سُكارى) فكان منادي رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم إذا أقام الصلة ينادي ل يقربن الصلة سكران فدعى عمر فقرئت عليه‬
‫فقال‪ :‬اللهم بي لنا ف المر بيانا شافيا فنلت هذه الية (ِإنّما الَمرُ وَالَيسِرُ) فدعى عمر فقرئت‬
‫عليه فلما بلغ ( َفهَل أَنتُم مّنتَهونَ) قال عمر‪ :‬انتهينا وكانت تدث أشياء لرسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لسباب شرب المر قبل تريها منها قصة علي بن أب طالب مع حزة رضي ال عنهما وهي‬
‫ما أخب ممد بن عبد الرحن بن ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن أب خالد قال‪ :‬أخبنا يوسف‬
‫بن موسى الروزي قال‪ :‬أخبنا عمر بن صال قال‪ :‬أخبنا عنبسة قال‪ :‬أخبنا يوسف عن ابن شهاب‬
‫قال‪ :‬أخبن علي بن السي أن حسي بن علي أخبه أن علي بن أب طالب قال‪ :‬كانت ل شارف‬
‫من نصيب من الغنم يوم بدر وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم أعطان شارفا من المس ولا‬
‫ل صواغا من بن قينقاع أن‬
‫أردت أن أبتن بفاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم واعدت رج ً‬
‫يرتل معي فنأت بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغي فأستعي به ف وليمة عرسي فبينما أنا أجع‬
‫لشارف من القتاب والغرائر والبال وشارفاي مناخان إل جنب حجرة رجل من النصار فإذا أنا‬
‫بشارف قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصرها وأخذ من أكبادها فلم أملك عين حي رأيت ذلك‬
‫النظر قلت‪ :‬من فعل هذا فقالوا‪ :‬فعله حزة وهو ف البيت ف شرب من النصار‬

‫َوهُـنّ مُـعَـقَــلتٌ‬ ‫أَل يا حَـمـ ُز لّـلـشَـرفِ‬


‫بِـــالـــفِـــنـــاءِ‬ ‫الــنَـــواءِ‬
‫ي فـي الـلّـبـاتِ‬
‫ج السِكـ ُ‬
‫زَ َ‬
‫فَـضَـ َرجَـهُـنّ حَـمـ َز ُة بِـالــدِمـــاءِ‬
‫مِـنـهـا‬
‫فـأَطـعِـم مِـن شَـرائِحِـهـا‬
‫ج الـصِـلءِ‬
‫مُلَـهـوَ َجةً عَـلـى رَهـ ِ‬
‫كَـبـابــا‬
‫ت أَبـا عَـمـارةٍ‬
‫فَـأَنـ َ‬
‫لِـكَـشـفِ الـضُـرِ عَـنـا وَالـبَــلءِ‬
‫الـمُـــرَجـــى‬

‫فوثب إل السيف فأجب أسنمتها وبقر خواصرها وأخذ من أكبادها قال علي عليه السلم‪:‬‬
‫فانطلقت حت أدخل على النب صلى ال عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة قال‪ :‬فعرف رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الذي لقيت فقال‪ :‬مالك فقلت‪ :‬يا رسول ال ما رأيت كاليوم عدا حزة على‬
‫ناقت وجب أسنمتهما وبقر خواصرها هو ذا ف بيت معه شرب شرب قال‪ :‬فدعا رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بردائه ث انطلق يشي فاتبعت أثره أنا وزيد بن حارثة حت جاء البيت الذي هو فيه‬
‫فاستأذن فأذن له فإذا هم شرب فطفق رسول ال صلى ال عليه وسلم يلوم حزة فيما فعل فإذا حزة‬
‫ثل ممرة عيناه فنظر حزة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ث صعد النظر فنظر إل وجهه ث قال‪:‬‬
‫وهل أنتم إل عبيد أب فعرف رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه ثل فنكص على عقبيه القهقرى‬
‫فخرج وخرجنا رواه البخاري عن أحد بن صال وكانت هذه القصة من السباب الوجبة لنول‬
‫تري المر‪.‬‬
‫قوله تعال (لَيس عَلى الّذينَ َآمَنوا وَعَمِلوا الصَالِحاتِ جُناحٌ فيما َطعِموا) الية‪ .‬أخبنا ممد بن عبد‬
‫الرحن الطوعي قال‪ :‬حدثنا أبو عمرو ممد بن يعمر اليي قال‪ :‬أخبنا أبو يعلى قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫الربيع سليمان بن داود العتكي عن حاد عن ثابت عن أنس قال‪ :‬كنت ساقي القوم يوم حرمت‬
‫المر ف بيت أب طلحة وما شرابم إل الفضيخ والبسر والتمر وإذا مناد ينادي‪ :‬إن المر قد‬
‫حرمت قال‪ :‬فأريقت ف سكك الدينة فقال أبو طلحة اخرج فأرقها قال‪ :‬فأرقتها فقال بعضهم قتل‬
‫فلن وقتل فلن وهي ف بطونم قال‪ :‬فأنزل ال تعال (لَيسَ عَلى الّذينَ َآمَنوا وَعَمِلوا الصَالِحاتِ‬
‫جُناحٌ فيما َطعِموا) الية‪ .‬رواه مسلم عن أب الربيع‪ .‬ورواه البخاري عن أب نعمان كلها عن حاد‪.‬‬
‫أخبنا أبو عبد ال ممد بن إبراهيم الزكي قال‪ :‬حدثنا أبو عمر بن مطر قال‪ :‬حدثنا أبو خليفة قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو الوليد قال‪ :‬حدثنا شعبة قال‪ :‬حدثنا أبو إسحاق عن الباء بن عازب قال‪ :‬مات من‬
‫أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وهم يشربون المر فلما حرمت قال أناس‪ :‬كيف لصحابنا‬
‫ت جُناحٌ فيما َطعِموا)‬
‫ماتوا وهم يشربونا فنلت هذه الية (لَيسَ عَلى الّذينَ َآمَنوا وَعَمِلوا الصَالِحا ِ‬
‫الية‪.‬‬
‫قوله تعال (قُل هَل يَستَوي الّذي َن يَعلَمونَ وَالّذينَ ل يَعلَمونَ) الية‪ .‬أخبنا الاكم أبو عبد ال ممد‬
‫بن عبد ال قال‪ :‬أخبنا ممد بن القاسم الؤدب قال‪ :‬حدثنا إدريس بن علي الرازي قال‪ :‬حدثنا يي‬
‫بن الضريس قال‪ :‬حدثنا سفيان عن ممد بن سراقة عن ممد بن النكدر عن جابر قال‪ :‬قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن ال عز وجل حرم عليكم عبادة الوثان وشرب المر والطعن ف النساب‬
‫أل إن المر لعن شاربا وعاصرها وساقيها وبائعها وآكل ثنها فقام إليه أعراب فقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن كنت رجلً كانت هذه تارت فاقتنيت من بيع المر ما ًل فهل ينفعن ذلك الال إن عملت فيه‬
‫بطاعة ال فقال له النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن أنفقته ف حج أو جهاد أو صدقة ل يعدل عند ال‬
‫جناح بعوضة إن ال ل يقبل إل الطيب فأنزل ال تعال تصديقا لقوله صلى ال عليه وسلم (قُل لّا‬
‫ب َولَو أَعجََبكَ كَث َر ُة الَبيثِ)‪.‬‬
‫ث وَالطَيّ ُ‬
‫يَستَوي الَبي ُ‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَسأَلُوا عَن أَشيا َء إِن تُبدَ َلكُم َتسُؤكُم) الية‪ .‬أخبنا عمر بن أب‬
‫عمر الزكي قال‪ :‬حدثنا ممد بن مكي قال‪ :‬حدثنا ممد يوسف قال‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل‬
‫البخاري قال‪ :‬حدثنا الفضل بن سهل قال‪ :‬حدثنا أبو النضر قال‪ :‬حدثنا أبو خيثمة قال‪ :‬حدثنا أبو‬
‫جويرية عن ابن عباس قال‪ :‬كان قوم يسألون النب صلى ال عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل الذي‬
‫تضل ناقته‪ :‬أين ناقت فأنزل ال تعال فيهم هذه الية (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل أخبنا أبو سعد‬
‫النصوري قال‪ :‬أخبنا أبو بكر القطيعي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحد بن حنبل قال‪ :‬حدثن أب قال‪:‬‬
‫حدثنا منصور بن أب زيد أن الزدي قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد العلى عن أبيه عن أب البحتري عن‬
‫ج البَيتِ) قالوا‪ :‬يا‬
‫س حَ ُ‬
‫علي بن أب طالب رضي ال عنه قال‪ :‬لا نزلت هذه الية (وَلِ عَلى النا ِ‬
‫رسول ال أف كل عام فسكت ث قالوا‪ :‬أف كل عام فسكت ث قال ف الرابعة‪ :‬ل ولو قلت نعم‬
‫لوجبت فأنزل ال تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَسأَلُوا عَن أَشيا َء إِن تُبدَ َلكُم َتسُؤكُم)‪.‬‬
‫ض ّل إِذا اِهَتدَيتُم) الية‪ .‬قال الكلب‬
‫ضرّكُم مّن َ‬
‫سكُم ل يَ ُ‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا عَلَيكُم أَنفُ َ‬
‫عن أب صال عن ابن عباس‪ :‬كتب رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهل هجر وعليهم منذر بن‬
‫ساوى يدعوهم إل السلم فإن أبوا فليؤدوا الزية فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من‬
‫العرب واليهود والنصارى والصابئي والجوس فأقروا بالزية وكرهوا السلم وكتب إليه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أما العرب فل تقبل منهم إل السلم أو السيف وأما أهل الكتاب والجوس‬
‫فأقبل منهم الزية فلما قرأ عليهم كتاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أسلمت العرب وأما أهل‬
‫الكتاب والجوس فأعطوا الزية فقال منافقو العرب‪ :‬عجبا من ممد يزعم أن ال بعثه ليقاتل الناس‬
‫كافة حت يسلموا ول يقبل الزية إل من أهل الكتاب فل نراه إل قبل من مشركي أهل هجر ما رد‬
‫ض ّل إِذا اِهتَدَيتُم) يعن من ضل‬
‫ضرّكُم مَن َ‬
‫سكُم ل يَ ُ‬
‫على مشركي العرب فأنزل ال تعال (عَلَيكُم أَنفُ َ‬
‫من أهل الكتاب‪.‬‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا شَهادَ ُة بَيِنكُم) الية‪ .‬أخبنا أبو سعد ابن أب بكر الغازي قال‪ :‬أخبنا‬
‫أبو عمرو بن حدان قال‪ :‬أخبنا أبو يعلى قال‪ :‬حدثنا الرث بن شريح قال‪ :‬حدثنا يي بن زكريا بن‬
‫أب زائدة قال‪ :‬حدثنا ممد بن القاسم عن عبد اللك بن سعيد بن جبي عن أبيه عن ابن عباس قال‪:‬‬
‫كان تيم الداري وعدي بن زيد يتلفان إل مكة فصحبهما رجل من قريش من بن سهم فمات‬
‫بأرض ليس با أحد من السلمي فأوصى إليهما بتركته فلما قدما دفعاها إل أهله وكتما جاما كان‬
‫معه من فضة كان موصا بالذهب فقال‪ :‬ل نره فأت بما إل النب صلى ال عليه وسلم فاستحلفهما‬
‫بال ما كتما ول اطلعا وخلى سبيلهما ث إن الام وجد عند قوم من أهل مكة فقالوا‪ :‬ابتعناه من تيم‬
‫الداري وعدي بن زيد فقام أولياء السهمي فأخذوا الام وحلف رجلن منهم بال إن هذا الام جام‬
‫صاحبنا وشهادتنا أحق من شهادتما وما اعتدينا فنلت هاتان اليتان (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا شَها َدةُ‬
‫ضرَ َأ َحدَ ُكمُ الَوتُ) إل آخرها‪.‬‬
‫بَيِنكُم إِذا حَ َ‬
‫سورة النعام‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (وَلَو َنزّلنا عَلَيكَ كِتابا ف قِرطاسٍ) الية‪ .‬قال الكلب إن مشركي‬
‫مكة قالوا‪ :‬يا ممد وال ل نؤمن لك حت تأتينا بكتاب من عند ال ومعه أربعة من اللئكة يشهدون‬
‫أنه من عند ال وأنك رسوله فنلت هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال ( َوَلهُ ما سَ َكنَ ف اللّيلِ وَالنَهارِ) الية‪ .‬قال الكلب عن ابن عباس‪ :‬إن كفار مكة أتوا رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬يا ممد إنا قد علمنا أنه إنا يملك على ما تدعو إليه الاجة فنحن‬
‫ل وترجع عما أنت عليه فنلت هذه الية‪.‬‬
‫نعل لك نصيبا ف أموالنا حت تكون أغنانا رج ً‬
‫قوله تعال (قُل أَيّ شَي ٍء أَكَب ُر شَهادةً) الية‪ .‬قال الكلب‪ :‬إن رؤساء مكة قالوا‪ :‬يا ممد ما نرى أحدا‬
‫يصدقك با تقول من أمر الرسالة ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى فزعموا أن ليس لك عندهم‬
‫ذكر ول صفة فأرنا من يشهد لك أنك رسول كما تزعم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال ( َومِنهُم مَن يَستَ ِم ُع ِإلَيكَ) الية‪ .‬قال ابن عباس ف رواية أب صال‪ :‬إن أبا سفيان بن حرب‬
‫والوليد بن الغية والنضر بن الارث وعتبة وشيبة ابن ربيعة وأمية وأبيا ابن خلف استمعوا إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا للنضر‪ :‬يا أبا قتيلة ما يقول ممد قال‪ :‬والذي جعلها بيته ما‬
‫أدري ما يقول إل أن أرى يرك شفتيه يتكلم بشيء وما يقول إل أساطي الولي مثل ما كنت‬
‫أحدثكم عن القرون الاضية وكان النضر كثي الديث عن القرون الول وكان يدث قريشا‬
‫فيستملحون حديثه فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال ( َوهُم يَنهونَ عَنهُ وَينأَونَ عَنهُ) أخبنا عبد الرحن بن عبدان قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال‬
‫بن نعيم قال‪ :‬حدثنا علي بن حشاذ قال‪ :‬حدثنا ممد بن منده الصفهان قال‪ :‬حدثنا بكر بن بكار‬
‫قال‪ :‬حدثنا حزة بن حبيب عن حبيب بن أب ثابت عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قوله (وَهُم‬
‫يَنهونَ عَن ُه َويَنأَونَ عَنهُ) قال‪ :‬نزلت ف أب طالب كان ينهى الشركي أن يؤذوا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ويتباعد عما جاء به وهذا قول عمرو بن دينار والقاسم بن ميمر‪ .‬قال مقاتل‪ :‬وذلك أن‬
‫النب صلى ال عليه وسلم كان عند أب طالب يدعوه إل السلم فاجتمعت قريش إل أب طالب‬
‫يردون سؤال النب صلى ال عليه وسلم فقال أبو طالب‪:‬‬

‫ل ل وَصَلـوا ِإلَـيكَ بِـجَـمـعِـهِـم حَـتّـى أُوَسـدَ فـي الـتُـرابِ دَفـينـــا‬


‫وَا ِ‬
‫ي أَديا ِن الـــبَـــ ِريّةِ‬
‫مِـن خَـــ ِ‬ ‫ت دينـا ل مَـحـــاَلةَ‬
‫وَعَـرَضـ َ‬
‫دينـــا‬ ‫َأنّـــهُ‬
‫لَـ َوجَـدتَـنـي سَـمـحـا بِـذاكَ‬ ‫لَـول الـمَـل َمةُ أَو حِـــذاري‬
‫مُـبـينــا‬ ‫سُـــّبةً‬

‫فأنزل ال تعال ( َوهُم يَنهونَ عَنهُ) الية‪.‬‬


‫وقال ممد بن النفية والسدي والضحاك‪ :‬نزلت ف كفار مكة كانوا ينهون الناس عن اتباع ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم ويتباعدون بأنفسهم عنه وهو قول ابن عباس ف رواية الوالب‪.‬‬
‫قوله تعال (ِإّنهُ لَيُح ُزُنكَ الّذي يَقولونَ) الية‪ .‬قال السدي‪ :‬التقى الخنس بن شريق وأبو جهل بن‬
‫هشام فقال الخنس لب جهل‪ :‬يا أبا الكم أخبن عن ممد أصادق هو أم كاذب فإنه ليس هنا من‬
‫يسمع كلمك غيي فقال أبو جهل‪ :‬وال إن ممدا لصادق وما كذب ممد قط ولكن إذا ذهب بنو‬
‫قصي باللواء والسقاية والجابة والندوة والنبوة فماذا يكون لسائر قريش فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال أبو ميسرة‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بأب جهل وأصحابه فقالوا‪ :‬يا ممد إنا وال‬
‫ك َولَ ِكنّ الظالِميَ‬
‫ما نكذبك وإنك عندنا لصادق ولكن نكذب ما جئت به فنلت (فِإّنهُم ل يُ َكذّبونَ َ‬
‫ل يَجحَدونَ) وقال مقاتل‪ :‬نزلت ف الرث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن‬
‫بِآياتِ ا ِ‬
‫كلب كان يكذب النب صلى ال عليه وسلم ف العلنية وإذا خل مع أهل قوله تعال (وَل تَط ُردِ‬
‫الّذينَ يَدعونَ َرّبهُم بِالغَدا ِة وَال َعشِ ّي يُريدو َن وَج َههُ) الية‪ .‬أخبنا أبو عبد الرحن ممد بن أحد بن‬
‫جعفر قال‪ :‬أخبنا زاهر بن أحد قال‪ :‬أخبنا السي بن ممد بن مصعب قال‪ :‬حدثنا يي بن حكيم‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو داود قال‪ :‬حدثنا قيس بن الربيع عن القدام بن شريح عن أبيه عن سعد قال‪ :‬نزلت‬
‫هذه الية فينا ستة ف وف ابن مسعود وصهيب وعمار والقداد وبلل قالت قريش لرسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬إنا ل نرضى أن نكون أتباعا لؤلء فاطردهم فدخل قلب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم من ذلك ما شاء ال أن يدخل فأنزل ال تعال عليه (وَل تَطرُ ِد الّذينَ يَدعونَ َرّبهُم بِالغَداةِ‬
‫وَال َعشِ ّي يُريدونَ وَجهَهُ) الية‪.‬‬
‫رواه مسلم عن زهي بن حرب عن عبد الرحن عن سفيان عن القدام‪.‬‬
‫أخبنا أبو عبد الرحن قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن زكريا الشيبان قال‪ :‬أخبنا أبو العباس ممد بن عبد‬
‫الرحن قال‪ :‬حدثنا أبو صال السي بن الفرج قال‪ :‬حدثنا ممد بن مقاتل الروزي قال‪ :‬حدثنا‬
‫حكيم بن زيد قال‪ :‬حدثنا السدي عن أب سعيد عن أب الكنود عن خباب بن الرت قال‪ :‬فينا نزلت‬
‫كنا ضعفاء عند النب صلى ال عليه وسلم بالغداة والعشي فعلمنا القرآن والي وكان يوفنا بالنة‬
‫والنار وما ينفعنا والوت والبعث فجاء القرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فقال‪ :‬إنا‬
‫من أشراف قومنا وإنا نكره أن يرونا معهم فاطردهم إذا جالسناك قال‪ :‬نعم قالوا‪ :‬ل نرضى حت‬
‫تكتب بيننا كتابا فأتى بأدي ودواة فنلت هذه اليات (وَل تَط ُر ِد الّذينَ يَدعونَ َرّبهُم بِالغَدا ِة وَال َعشِيّ‬
‫ضهُم بِبَعضٍ)‪.‬‬
‫يُريدونَ وَجهَهُ) إل قوله تعال (فَتَنّا بَع َ‬
‫أخبنا أبو بكر الارثي قال‪ :‬أخبنا أبو ممد بن حيان قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل‬
‫بن عثمان قال‪ :‬حدثنا أسباط بن ممد عن أشعث عن كركوس عن ابن مسعود قال‪ :‬مر الل من‬
‫قريش على رسول ال صلى ال عليه وسلم وعنده خباب بن الرت وصهيب وبلل وعمار قالوا‪ :‬يا‬
‫ممد رضيت بؤلء أتريد أن نكون تبعا لؤلء فأنزل ال تعال (وَل تَط ُردِ الّذي َن يَدعونَ َربّهُم) وبذا‬
‫السناد قال‪ :‬حدثنا عبد ال عن جعفر عن الربيع قال‪ :‬كان رجال يسبقون إل ملس رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ومنهم بلل وصهيب وسلمان فيجيء أشراف قومه وسادتم وقد أخذوا هؤلء‬
‫الجلس فيجلسون إليه فقالوا‪ :‬صهيب رومي وسلمان فارسي وبلل حبشي يلسون عنده ونن نيء‬
‫ونلس ناحية وذكروا ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم وقالوا‪ :‬إنا سادة قومك وأشرافهم فلو‬
‫أدنيتنا منك إذا جئنا فهم أن يفعل فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال عكرمة‪ :‬جاء عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومطعم بن عدي والرث بن نوفل ف أشراف بن‬
‫عبد مناف من أهل الكفر إل أب طالب فقالوا‪ :‬لو أن ابن أخيك ممدا يطرد عنه موالينا وعبيدنا‬
‫وعسفاءنا كان أعظم ف صدورنا وأطوع له عندنا وأدن لتباعنا إياه وتصديقنا له فأتى أبو طالب عم‬
‫النب صلى ال عليه وسلم فحدثه بالذي كلموه فقال عمر بن الطاب‪ :‬لو فعلت ذلك حت ننظر ما‬
‫الذي يريدون وإلم يصيون من قولم فأنزل ال تعال هذه الية فلما نزلت أقبل عمر بن الطاب‬
‫يعتذر من مقالته‪.‬‬
‫قوله تعال ( َوإِذا جاءَ َك الّذينَ يُؤمِنو َن ِبآَياتِنا َفقُل سَلمٌ عَلَيكُم) الية‪ .‬قال عكرمة نزلت ف الذين‬
‫نى ال تعال نبيه صلى ال عليه وسلم عن طردهم فكان إذا رآهم النب صلى ال عليه وسلم بدأهم‬
‫بالسلم وقال‪ :‬المد ل الذي جعل ف أمت من أمرن أن أبدأهم بالسلم‪.‬‬
‫وقال ماهان النفي‪ :‬أتى قوم النب صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬إنا أصبنا ذنوبا عظاما فما إخاله رد‬
‫عليهم بشيء فلما ذهبوا وتولوا نزلت هذه الية ( َوإِذا جاءَكَ الّذي َن يُؤمِنو َن ِبآَياتِنا)‪.‬‬
‫قوله تعال (قُل ِإنّ عَلى بَيَّن ٍة مِن ّربّي) الية‪ .‬قال الكلب‪ :‬نزلت ف النضر بن الرث ورؤساء قريش‬
‫كانوا يقولون‪ :‬يا ممد ائتنا بالعذاب الذي تعدنا به استهزاء منهم فنلت هذه الية‪.‬‬
‫ش ٍر مّن شَيءٍ) قال ابن عباس ف رواية‬
‫ل َح ّق قَد ِر ِه إِذ قالُوا ما أَن َزلَ الُ عَلى َب َ‬
‫قوله تعال (وَما َقدَروا ا َ‬
‫الوالب‪ :‬قالت اليهود‪ :‬يا ممد أنزل ال عليك كتابا قال‪ :‬نعم قالوا‪ :‬وال ما أنزل ال من السماء‬
‫ى لّلناسِ) وقال ممد بن‬
‫كتابا فأنزل ال تعال (قُل مَن أَنزَ َل الكِتابَ الّذي جا َء ِبهِ موسى نُورا وَهُد ً‬
‫كعب القرظي‪ :‬أمر ال ممدا صلى ال عليه وسلم أن يسأل أهل الكتاب عن أمره وكيف يدونه ف‬
‫كتبهم فحملهم حسد ممد أن كفروا بكتاب ال ورسوله وقالوا‪ :‬ما أنزل ال على بشر من شيء‬
‫فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي‪ .‬جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف فخاصم النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال له النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى أما تد ف التوراة‬
‫أن ال يبغض الب السمي وكان حبا سينا فغضب وقال‪ :‬وال ما أنزل ال على بشر من شيء فقال‬
‫له أصحابه الذين معه‪ :‬ويك ول على موسى وال ما أنزل ال على بشر من شيء فأنزل ال تعال‬
‫هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال ( َومَن أَظ َل ُم مّمّن اِفتَرى عَلى الِ َكذِبا أَو قا َل ُأوُ ِحيَ ِإلّ) الية‪ .‬نزلت ف مسيلمة الكذاب‬
‫النفي كان يسجع ويتكهن ويدعي النبوة ويزعم أن ال أوحى إليه‪.‬‬
‫قوله تعال ( َومَن قالَ سأُن ِزلُ مِث َل ما أَنزَلَ الُ) نزلت ف عبد ال بن سعد بن أب سرح كان قد تكلم‬
‫بالسلم فدعاه رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم يكتب له شيئا فلما نزلت الية الت ف‬
‫الؤمني ( َولَقَد خَلَقنا الِنسانَ مِن سُلَلةٍ) أملها عليه فلما انتهى إل قوله (ُث ّم أَنشأَنا ُه خَلقا َآ َخرَ)‬
‫عجب عبد ال ف تفصيل خلق النسان فقال‪ :‬تبارك ال أحسن الالقي فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬هكذا أنزلت علي فشك عبد ال حينئذ وقال‪ :‬لئن كان ممد صادقا لقد أوحي إل كما‬
‫أوحي إليه ولئن كان كاذبا لقد قلت كما قال وذلك قوله ( َومَن قالَ سأُن ِزلُ مِث َل ما أَن َزلَ الُ) وارتد‬
‫عن السلم وهذا قول ابن عباس ف رواية الكلب‪.‬‬
‫أخبنا عبد الرحن بن عبدان قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال قال‪ :‬حدثن ممد بن يعقوب الموي قال‪:‬‬
‫حدثنا أحد بن عبد البار قال‪ :‬حدثنا يونس بن بكي عن ممد بن إسحاق قال‪ :‬حدثن شرحبيل بن‬
‫سعد قال‪ :‬نزلت ف عبد ال بن سعد بن سرح قال‪ :‬سأنزل مثل ما أنزل ال وارتد عن السلم فلما‬
‫دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم مكة أتى به عثمان رسول ال عليه الصلة والسلم فاستأمن‬
‫له‪.‬‬
‫لنّ) قال الكلب‪ :‬نزلت هذه الية ف الزنادقة قالوا‪ :‬إن ال تعال‬
‫ل ُشرَكا َء ا ِ‬
‫قوله تعال ( َوجَعَلوا ِ‬
‫وإبليس إخوان وال خالق الناس والدواب وإبليس خالق اليات والسباع والعقارب فذلك قوله‬
‫لنّ)‪.‬‬
‫ل شُركاءَ ا ِ‬
‫تعال ( َو َجعَلوا ِ‬
‫ل فََيسُبّوا الَ عَدوا ِبغَيِ عِلمٍ) قال ابن عباس ف رواية‬
‫قوله تعال (وَل َتسُبّوا الّذي َن يَدعُو َن مِن دونِ ا ِ‬
‫الوالب‪ :‬قالوا‪ :‬يا ممد لتنتهي عن سبك آلتنا أو لنهجون ربك فنهى ال أن يسبوا أوثانم فيسبوا ال‬
‫عدوا بغي علم‪ .‬وقال قتادة‪ :‬كان السلمون يسبون أوثان الكفار فيدون ذلك عليهم فنهاهم ال‬
‫تعال أن يستسبوا لربم قوما جهلة ل علم لم بال‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬لا حضرت أبا طالب الوفاة قالت قريش‪ :‬انطلقوا فلندخل على هذا الرجل فلنأمرنه‬
‫أن ينهى عنا ابن أخيه فإنا نستحي أن نقتله بعد موته فتقول العرب‪ :‬كان ينعه فلما مات قتلوه‬
‫فانطلق أبو سفيان وأبو جهل والنضر بن الرث وأمية وأب ابنا خلف وعقبة بن أب معيط وعمرو بن‬
‫العاص والسود بن البختري إل أب طالب فقالوا‪ :‬أنت كبينا وسيدنا وإن ممدا قد آذانا وآذى‬
‫آلتنا فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلتنا ولندعه وإله فدعاه فجاء النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال له أبو طالب‪ :‬هؤلء قومك وبنو عمك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ماذا يريدون‬
‫فقالوا‪ :‬نريد أن تدعنا وآلتنا وندعك وإلك فقال أبو طالب‪ :‬قد أنصفك قومك فاقبل منهم فقال‬
‫رسول ال عليه الصلة والسلم‪ .‬أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم معطي كلمة إن تكلمتم با ملكتم‬
‫العرب ودانت لكم با العجم قال أبو جهل‪ :‬نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالا فما هي قال‪ :‬قولوا‪:‬‬
‫ل إله إل ال فأبوا واشأزوا فقال أبو طالب‪ :‬قل غيها يا ابن أخي فإن قومك قد فزعوا منها فقال‪ :‬يا‬
‫عم ما أنا بالذي أقول غيها ولو أتون بالشمس فوضعوها ف يدي ما قلت غيها فقالوا‪ :‬لتكفن عن‬
‫شتمك آلتنا أو قوله تعال ( َوأَقسَموا بِالِ جَهدَ أَياِنهِم لَئِن جا َءتُم َآَيةٌ لّيؤمُِننّ بِها) اليات إل قوله‬
‫تعال ( َوَلكِ ّن أَكَث ُرهُم يَجهَلونَ)‪ .‬أخبنا ممد بن موسى بن الفضل قال‪ :‬حدثنا ممد بن يعقوب‬
‫الموي قال‪ :‬حدثنا أحد بن عبد البار قال‪ :‬حدثنا يونس بن بكي عن أب معشر عن ممد بن كعب‬
‫قال‪ :‬كلمت رسول ال صلى ال عليه وسلم قريش فقالوا‪ :‬يا ممد تبنا أن موسى عليه السلم‬
‫كانت معه عصا ضرب با الجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وأن عيسى عليه السلم كان ييي‬
‫الوتى وأن ثود كانت لم ناقة فأتنا ببعض تلك اليات حت نصدقك فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬أي شيء تبون أن آتيكم به فقالوا‪ :‬تعل لنا الصفا ذهبا قال‪ :‬فإن فعلت تصدقون قالوا‪ :‬نعم‬
‫وال لئن فعلت لنتبعنك أجعي فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم يدعو فجاءه جبيل عليه السلم‬
‫وقال‪ :‬إن شئت أصبح الصفا ذهبا ولكن ل أرسل آية فلم يصدق با إل أنزلت العذاب وإن شئت‬
‫تركتهم حت يتوب تائبهم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬اتركهم حت يتوب تائبهم فأنزل ال‬
‫ل جَه َد أَياِنهِم لَئِن جا َءتُم َآَي ٌة لّيُؤمُِن ّن بِها)‪ .‬إل قوله (ما كانوا لِيُؤمِنوا ِإلّا أَن يَشاءَ‬
‫تعال ( َوأَقسَموا بِا ِ‬
‫الُ)‪.‬‬
‫قوله تعال (وَل تَأكُلوا مِمّا لَم يُذ َك ُر اِسمُ الِ عَلَيهِ) الية‪ .‬قال الشركون يا ممد أخبنا عن الشاة إذا‬
‫ماتت من قتلها قال‪ :‬ال قتلها قالوا‪ :‬فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلل وما وقال عكرمة‪ :‬إن‬
‫الجوس من أهل فارس لا أنزل ال تعال تري اليتة كتبوا إل مشركي قريش وكانوا أولياءهم ف‬
‫الاهلية وكانت بينهم مكاتبة أن ممدا وأصحابه يزعمون أنم يتبعون أمر ال ث يزعمون أن ما ذبوا‬
‫فهو حلل وما ذبح ال فهو حرام فوقع ف أنفس ناس من السلمي من ذلك شيء فأنزل ال تعال‬
‫هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (َأ َومَن كا َن مَيِتا فَأَحيَيناهُ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬يريد حزة بن عبد الطلب وأبا جهل‬
‫وذلك أن أبا جهل رمى رسول ال صلى ال عليه وسلم بفرث وحزة ل يؤمن بعد فأخب حزة با فعل‬
‫أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس فأقبل غضبان حت عل أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه‬
‫ويقول‪ :‬يا أبا يعلى أما ترى ما جاء به سفه عقولنا وسب آلتنا وخالف آباءنا قال حزة‪ :‬ومن أسفه‬
‫منكم تعبدون الجارة من دون ال أشهد أن ل إله إل ال ل شريك له وأن ممدا عبده ورسوله‬
‫فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر الارثي قال‪ :‬أخبنا أبو ممد بن حيان قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد بن يعقوب‬
‫والوليد بن أبان قال‪ :‬حدثنا أبو حات قال‪ :‬حدثنا أبو تقي قال‪ :‬حدثنا بقية بن الوليد قال‪ :‬حدثنا‬
‫ميسر بن عقيل عن زيد بن أسلم ف قوله عز وجل (َأوَمَن كا َن مَيتا فَأحيَيناهُ َو َجعَلنا َلهُ نُورا يَمشي ِبهِ‬
‫س بِخارِجٍ‬
‫ت لَي َ‬
‫ف الناسِ) قال عمر بن الطاب رضي ال عنه ( َكمَن مّثَ ُلهُ ف الظُلُما ِ‬
‫سورة العراف‬

‫جدٍ) أخبنا سعيد بن ممد‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (يا بَنِي َآدَ َم خُذوا زينََتكُم عِندَ ُك ّل مَس ِ‬
‫العدل قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن حدان قال‪ :‬أخبنا السن بن سفيان قال‪ :‬حدثنا السن بن حاد‬
‫الوراق قال‪ :‬أخبنا أبو يي المان عن نصر بن السن عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬كان ناس‬
‫من العراب يطوفون بالبيت عراة حت أن كانت الرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة فتعلق على‬
‫سفلها سيورا مثل هذه السيور الت تكون على وجوه المر من الذباب وهي تقول‪:‬‬

‫الـيو ُم يَبـدو بَـعـضُـ ُه أَو كُـلُـهُ وَمـا بَـدا مِـنـ ُه فَــل ُأحِـــلُـــهُ‬

‫جدٍ) فأمروا‬
‫فأنزل ال تعال على نبيه صلى ال عليه وسلم (يا بَن َآدَ َم خُذوا زينََتكُم عِندَ ُك ّل مَس ِ‬
‫بلبس الثياب‪.‬‬
‫أخبنا عبد الرحن بن أحد العطار قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال الافظ قال‪ :‬حدثنا ممد بن يعقوب‬
‫العقلي قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال‪ :‬حدثنا أبو داود الطيالسي قال‪ :‬حدثنا شعبة عن سلمة‬
‫بن كهيل قال‪ :‬مسلم البطي يدث عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪:‬‬

‫الـيَو ُم يَبـدو بَـعـضُـهُ أَو كُـلُـهُ‬ ‫وَمـا بَـدا مِـنـ ُه فَــل ُأحِـــلُـــهُ‬

‫جدٍ) ونزلت (قُل مَن َحرّمَ زِيَنةَ الِ) اليتان‪ .‬رواه مسلم عن بندار‬
‫فنلت (خُذوا زينََتكُم عِندَ ُك ّل مَس ِ‬
‫عن غندر عن شعبة‪.‬‬
‫أخبنا السن بن ممد الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن حدون قال‪ :‬أخبنا أحد بن السن‬
‫الافظ قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن أب أويس قال‪ :‬حدثن أخي عن سليمان بن‬
‫بلل عن ممد بن أب عتيق عن ابن شهاب عن أب سلمة بن عبد الرحن قال‪ :‬كانوا إذا حجوا‬
‫فأفاضوا من من ل يصلح لحد منهم ف دينهم الذي أشرعوا أن يطوف ف ثوبيه فأيهم طاف ألقاها‬
‫جدٍ) إل‬
‫حت يقضي طوافه وكان عاريا فأنزل ال تعال فيهم (يا بَن َآدَ َم خُذوا زينََتكُم عِندَ ُك ّل مَس ِ‬
‫قوله تعال (يَعلَمونَ) أنزلت ف شأن الذين يطوفون بالبيت عراة‪.‬‬
‫قال الكلب‪ :‬كان أهل الاهلية ل يأكلون من الطعام إل قوتا ول يأكلون دسا ف أيام حجهم‬
‫يعظمون بذلك حجهم فقال السلمون‪ :‬يا رسول ال نن أحق بذلك فأنزل ال تعال (وَكُلوا) أي‬
‫اللحم والدسم ( َواِشرَبوا)‪.‬‬
‫خ مِنها) الية‪ .‬قال ابن مسعود‪ :‬نزلت ف بلعم بن‬
‫قوله تعال ( َواِتلُ عَلَيهِم نَبأَ الّذي َآتَيناهُ آَياتِنا فَاِنسَلَ َ‬
‫باعورا رجل من بن إسرائيل‪ .‬وقال ابن عباس وغيه من الفسرين‪ :‬هو بلعم بن باعورا‪.‬‬
‫وقال الوالب‪ :‬هو رجل من مدينة البارين يقال له بلعم وكان يعلم اسم ال العظم فلما نزل بم‬
‫موسى عليه السلم أتاه بنو عمه وقومه وقالوا‪ :‬إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثية وإنه إن‬
‫يظهر علينا يهلكنا فادع ال أن يرد عنا موسى ومن معه قال‪ :‬إن إن دعوت ال أن يرد موسى ومن‬
‫معه ذهبت دنياي وآخرت فلم يزالوا به حت دعا عليهم فسلخه ما كان عليه فذلك قوله تعال‬
‫خ مِنها)‪.‬‬
‫( َفاِنسَلَ َ‬
‫وقال عبد ال بن عمرو بن العاص وزيد بن أسلم‪ :‬نزلت ف أمية بن أب الصلت الثقفي وكان قد قرأ‬
‫الكتب وعلم أن ال مرسل رسول ف ذلك الوقت ورجا أن يكون هو ذلك الرسول فلما أرسل ممد‬
‫صلى ال عليه وآله وسلم حسده وكفر به‪.‬‬
‫وروى عكرمة عن ابن عباس ف هذه الية قال‪ :‬هو رجل أعطي ثلث دعوات يستجاب له فيها‬
‫وكانت له امرأة يقال لا البسوس وكان له منها ولد وكانت له مبة فقالت‪ :‬اجعل ل منها دعوة‬
‫واحدة قال‪ :‬لك واحدة فماذا تأمرين قالت‪ :‬ادع ال أن يعلن أجل امرأة ف بن إسرائيل فلما‬
‫علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت شيئا آخر فدعا ال عليها أن يعلها كلبة نباحة‬
‫فذهبت فيها دعوتان وجاء بنوها فقالوا‪ :‬ليس لنا على هذا قرار قد صارت أمنا كلبة نباحة يعينا با‬
‫الناس فادع ال أن يردها إل الال الت كانت عليها فدعا ال فعادت كما كانت وذهبت الدعوات‬
‫الثلث وهي البسوس وبا يضرب الثل ف الشؤم فيقال‪ :‬أشأم من البسوس‪.‬‬
‫قوله تعال (يَسأَلُونَكَ َع ِن السا َع ِة َأيّا َن مُرساها) قال ابن عباس‪ :‬قال جبل بن أب قشي وشوال بن‬
‫زيد من اليهود‪ :‬يا ممد أخبنا مت الساعة إن كنت نبيا فإنا نعلم مت هي فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬قالت قريش لحمد إن بيننا وبينك قرابة فأسر إلينا مت تكون الساعة فأنزل ال تعال‬
‫(يَسَألُوَنكَ َعنِ السا َعةِ)‪.‬‬
‫أخبنا أبو سعيد بن أب بكر الوراق‪ .‬قال‪ :‬أخبنا ممد بن أحد بن حدان قال‪ :‬حدثنا أبو يعلى قال‪:‬‬
‫حدثنا عقبة بن مكرم قال‪ :‬حدثنا يونس قال‪ :‬حدثنا عبد الغفار بن القاسم عن أبان بن لقيط عن‬
‫قرظة بن حسان قال‪ :‬سعت أبا موسى ف يوم جعة على منب البصرة يقول‪ :‬سئل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم عن الساعة وأنا شاهد فقال‪ :‬ل يعلمها إل ال ل يليها لوقتها إل هو ولكن سأحدثكم‬
‫بأشراطها وما بي يديها إن بي يديها ردما من الفت وهرجا فقيل‪ :‬وما الرج يا رسول ال قال‪ :‬هو‬
‫بلسان البشة القتل وأن تصر قلوب الناس وأن يلقى بينهم التناكر فل يكاد أحدا يعرف أحدا‬
‫ويرفع ذوو الجى وتبقى رجاجة من الناس ل تعرف معروفا ول تنكر منكرا‪.‬‬
‫ضرّا) الية‪ .‬قال الكلب‪ :‬إن أهل مكة قالوا‪ :‬يا ممد أل‬
‫قوله تعال (قُل لّا أَم ِلكُ لِنَفسي نَفعا وَل َ‬
‫يبك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فتشتري فتربح وبالرض الت يريد أن تدب فترحل عنها‬
‫إل ما قد أخصب فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫س واحِدةٍ) إل قوله تعال ( َوهُم يُخلَقونَ) قال ماهد‪ :‬كان ل‬
‫قوله تعال ( ُهوَ الّذي خَ َل َقكُم مِن نَف ٍ‬
‫يعيش لدم وامرأته ولد فقال لما الشيطان‪ :‬إذا ولد لكما ولد فسمياه عبد الرث وكان اسم‬
‫الشيطان قبل ذلك الرث ففعل فذلك قوله تعال (فَلَمّا أَتاهُما صالِحا َجعَل َلهُ شُركاءَ) الية‪.‬‬
‫قوله تعال (وَإذا قُري َء القُرآَ ُن َفاِستَمِعوا لَ ُه َوأَنصِتوا)‪ .‬أخبنا أبو منصور النصوري قال‪ :‬أخبنا عبد‬
‫ال بن عامر قال‪ :‬حدثن زيد بن أسلم عن أبيه عن أب هريرة ف هذه الية (وإِذا قُري َء القُرآَنُ) قال‪:‬‬
‫نزلت ف رفع الصوات وهم خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم ف الصلة‪.‬‬
‫وقال قتادة‪ :‬كانوا يتكلمون ف صلتم ف أول ما فرضت كان الرجل ييء فيقول لصاحبه‪ :‬كم‬
‫صليتم فيقول كذا وكذا فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال الزهري‪ :‬نزلت ف فت من النصار كان رسول ال عليه الصلة والسلم كلما قرأ شيئا قرأ هو‬
‫فنلت هذه الية‪.‬‬
‫وقال ابن عباس‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ ف الصلة الكتوبة وقرأ أصحابه وراءه‬
‫رافعي أصواتم فخلطوا عليه فنلت هذه الية‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي وماهد وعطاء وعمرو بن دينار وجاعة‪ :‬نزلت ف النصات للمام ف الطبة‬
‫يوم المعة‪.‬‬
‫سورة النفال‬

‫ل وَالرَسولِ) الية‪ .‬أخبنا أبو‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (يَسئَلونَكَ َع ِن الَنفا ِل ُقلِ الَنفالُ ِ‬
‫سعد النضروي قال‪ :‬أخبنا أبو بكر القطيعي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحد بن حنبل قال‪ :‬حدثن أب‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية قال‪ :‬حدثنا أبو إسحاق الشيبان عن ممد بن عبد ال الثقفي عن سعد بن أب‬
‫وقاص قال‪ :‬لا كان يوم بدر قتل أخي عمي وقتل سعيد بن العاص وأخذت سيفه وكان يسمى ذا‬
‫الكثيفة فأتيت به النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬اذهب فاطرحه ف القبض قال‪ :‬فرجعت وب مال‬
‫يعلمه إل ال من قتل أخي وأخذ سلب فما جاوزت إل قريبا حت نزلت سورة النفال فقال ل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ .‬اذهب فخذ سيفك‪.‬‬
‫وقال عكرمة عن ابن عباس‪ :‬لا كان يوم بدر وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من فعل كذا‬
‫وكذا فله كذا وكذا فذهب شباب الرجال وجلس الشيوخ تت الرايات فلما كانت الغنيمة جاء‬
‫الشباب يطلبون نفلهم فقال الشيوخ‪ :‬ل تستأثروا علينا فإنا كنا تت الرايات ولو انزمتم كنا لكم‬
‫ردءا فأنزل ال تعال (يَسأَلونَكَ َع ِن الَنفالِ) فقسمها بينهما بالسواء‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر الارث قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد بن جعفر قال‪ :‬حدثنا أبو يي قال‪ :‬حدثنا سهل‬
‫بن عثمان قال‪ :‬حدثنا يي بن زائدة عن ابن أب الزناد عن عبد الرحن بن الرث عن سليمان بن‬
‫موسى الشدق عن ابن مكحول عن أب سلم الباهلي عن أب أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت‬
‫قال‪ :‬لا هزم العدو يوم بدر واتبعتهم طائفة يقتلونم وأحدقت طائفة برسول ال عليه الصلة‬
‫والسلم واستولت طائفة على العسكر والنهب فلما نفى ال العدو ورجع الذين طلبوهم وقالوا‪ :‬لنا‬
‫النفل بسن طلبنا العدو وبنا نفاهم وهزمهم وقال الذين أحدقوا برسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫وال ما أنتم بأحق به منا نن أحدقنا برسول ال صلى ال عليه وسلم ل ينال العدو منه غرة فهو لنا‬
‫وقال الذين استولوا على العسكر والنهب‪ :‬وال ما أنتم بأحق به منا نن أخذناه واستولينا عليه فهو‬
‫لنا فأنزل ال تعال (يَسأَلوَنكَ َعنِ الَنفالِ) فقسمه رسول ال عليه الصلة والسلم بالسوية‪.‬‬
‫ت َولَ ِكنّ الَ رَمى) أخبنا عبد الرحن بن أحد العطار قال‪ :‬حدثنا ممد‬
‫ت إِذ َرمَي َ‬
‫قوله تعال (وَما َرمَي َ‬
‫بن عبد ال بن ممد البياع قال‪ :‬أخبن إساعيل بن ممد بن الفضل الشعران قال‪ :‬حدثن جدي‬
‫قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن النذر الزامي قال‪ :‬حدثنا ممد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب‬
‫عن سعيد بن السيب عن أبيه قال‪ :‬أقبل أب بن خلف يوم أحد إل النب صلى ال عليه وسلم يريده‬
‫فاعترض له رجال من الؤمني فأمرهم رسول ال عليه الصلة والسلم فخلوا سبيله فاسقبله مصعب‬
‫بن عمي أحد بن عبد الدار ورأى رسول ال صلى ال عليه وسلم ترقوة أب من فرجة بي سابغة‬
‫البيضة والدرع فطعنه بربته فسقط أب عن فرسه ول يرج من طعنته دم وكسر ضلعا من أضلعه‬
‫فأتاه أصحابه وهو يور خوار الثور فقالوا له‪ :‬ما أعجزك إنا هو خدش فقال‪ :‬والذي نفسي بيده لو‬
‫كان هذا الذي ب بأهل ذي الجاز لاتوا أجعي فمات أب إل النار فسحقا لصحاب السعي قبل أن‬
‫ت َوَلكِنّ الَ رَمى)‪.‬‬
‫ت إِذ َرمَي َ‬
‫يقدم مكة فأنزل ال تعال ذلك (وَما َرمَي َ‬
‫وروى صفوان بن عمرو عن عبد العزيز بن جبي أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم خيب دعا‬
‫بقوس فأتى بقوس طويلة فقال‪ :‬جيئون بقوس غيها فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم الصن فأقبل السهم يهوي حت قتل كنانة بن أب القيق وهو على فراشه فأنزل ال تعال‬
‫ت وََل ِكنّ الَ رَمى)‪.‬‬
‫ت إِذ َرمَي َ‬
‫(وَما َرمَي َ‬
‫وأكثر أهل التفسي أن الية نزلت ف رمي النب عليه الصلة والسلم القبضة من حصباء الوادي يوم‬
‫بدر حي قال للمشركي‪ :‬شاهت الوجوه ورماهم بتلك القبضة فلم يبق عي مشرك إل دخلها منه‬
‫شيء‪.‬‬
‫قال حكيم بن حزام‪ :‬لا كان يوم بدر سعنا صوتا وقع من السماء إل الرض كأنه صوت حصاة‬
‫وقعت ف طست ورمى رسول ال صلى ال عليه وسلم تلك الصاة فانزمنا فذلك قوله تعال (وَما‬
‫ت وََل ِكنّ الَ رَمى)‪.‬‬
‫ت إِذ َرمَي َ‬
‫َرمَي َ‬
‫قوله تعال (إِن تَستَفتِحوا َفقَد جاءَ ُك ُم الفَتحُ) أخبنا السن بن ممد الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن‬
‫عبد ال بن الفضل التاجر قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد الافظ قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي‪ :‬حدثنا يعقوب‬
‫بن إبراهيم بن سعد قال‪ :‬حدثنا أب عن صال عن ابن شهاب قال‪:‬‬
‫حدثن عبد ال بن ثعلبة بن صغي قال‪ :‬كان الستفتح أبا جهل وإنه قال حي التقى بالقوم‪ :‬اللهم أينا‬
‫كان أقطع للرحم وأتانا با ل نعرف فافتح له الغداة وكان ذلك استفتاحه فأنزل ال تعال (إِن‬
‫ل مَ َع الُؤمِنيَ) رواه الاكم أبو عبد ال ف صحيحه عن‬
‫تَستَفتِحوا َفقَد جاءَكُم) إل قوله (وَإِنّ ا َ‬
‫القطيعي عن ابن حنبل عن أبيه عن يعقوب‪.‬‬
‫قال السدي والكلب‪ :‬كان الشركون حي خرجوا إل النب صلى ال عليه وسلم من مكة أخذوا‬
‫بأستار الكعبة وقالوا‪ :‬اللهم انصر أعلى الندين وأهدى الفئتي وأكرم الزبي وأفضل الديني فأنزل‬
‫ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال عكرمة‪ :‬قال الشركون‪ :‬اللهم ل نعرف ما جاء به ممد عليه الصلة والسلم فافتح بيننا وبينه‬
‫بالق فأنزل ال تعال (إِن تَستَفتِحوا) الية‪.‬‬
‫ل وَالرَسولَ) الية‪ .‬نزلت ف أب لبابة بن عبد النذر‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا لّا تَخونوا ا َ‬
‫النصاري وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حاصر يهود قريظة ‪ -‬إحدى وعشرين ليلة‬
‫فسألوا رسول ال صلى ال عليه وسلم الصلح على ما صال عليه إخوانم من بن النضي على أن‬
‫يسيوا إل إخوانم بأذرعات وأريا من أرض الشام فأب أن يعطيهم ذلك إل أن ينلوا على حكم‬
‫سعد بن معاذ فأبوا وقالوا‪ :‬أرسل إلينا أبا لبابة وكان مناصحا لم لن عياله وماله وولده كانت‬
‫عندهم فبعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم فأتاهم فقالوا‪ :‬يا أبا لبابة ما ترى أننل على حكم سعد‬
‫بن معاذ فأشار أبو لبابة بيده إل حلقه أنه الذبح فل تفعلوا قال أبو لبابة‪ :‬وال ما زالت قدماي حت‬
‫علمت أن قد خنت ال ورسوله فنلت فيه هذه الية فلما نزلت شد نفسه على سارية من سواري‬
‫السجد وقال‪ :‬وال ل أذوق طعاما ول شرابا حت أموت أو يتوب ال علي فمكث سبعة أيام ل‬
‫يذوق فيها طعاما حت خر مغشيا عليه ث تاب ال عليه فقيل له‪ :‬يا أبا لبابة قد تيب عليك ل وال ل‬
‫أحل نفسي حت يكون رسول ال صلى ال عليه وسلم هو الذي يلن فجاءه فحله بيده ث قال أبو‬
‫لبابة‪ :‬إن من تام توبت أن أهجر دار قومي الت أصبت فيها الذنب وأن أنلع من مال فقال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يزيك الثلث أن تتصدق به‪.‬‬
‫قوله تعال ( َوإِذ قالُوا اَل ّل ُه ّم إِن كانَ هَذا هُ َو الَقّ) الية‪ .‬قال أهل التفسي‪ :‬نزلت ف النضر بن‬
‫الارث وهو الذي قال‪ :‬إن كان ما يقوله ممد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن أحد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن عبد الكم قال‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫يعقوب الشيبان قال‪ :‬حدثنا أحد بن النضر بن عبد الوهاب قال‪ :‬حدثنا عبيد ال بن معاذ قال‪:‬‬
‫حدثنا أب قال‪ :‬حدثنا شعبة عن عبد الميد صاحب الزيادي سع أنس بن مالك يقول‪ :‬قال أبو‬
‫جهل‪ :‬اللهم إن كان هذا هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم‬
‫ت فيهِم) الية‪ .‬ورواه البخاري عن أحد بن قوله تعال (وَما كانَ‬
‫ل لُِي َع ّذبَهُم وَأَن َ‬
‫فنل (وَما كانَ ا ُ‬
‫صَلُتهُم عِن َد البَيتِ) أخبنا أبو إساعيل بن أب عمرو النيسابوري قال‪ :‬أخبنا حزة بن شبيب‬
‫العمري قال‪ :‬أخبنا عبيد ال بن إبراهيم بن بالويه قال‪ :‬حدثنا أبو النبء معاذ بن النبء قال‪ :‬حدثنا‬
‫عمرو قال‪ :‬وحدثنا أب قال‪ :‬حدثنا قرة عن عطية عن ابن عمرو قال‪ :‬كانوا يطوفون بالبيت‬
‫ويصفقون ووصف الصفق بيده ويصفقون ووصف صفيهم ويضعون خدودهم بالرض فنلت هذه‬
‫الية‪.‬‬
‫صدّوا عَن سَبيلِ الِ) الية‪ .‬قال مقاتل‪ .‬والكلب‪:‬‬
‫قوله تعال (إِ ّن الّذينَ َكفَروا يُنفِقونَ أَمواَلهُم لِيَ ُ‬
‫نزلت ف الطعمي يوم بدر وكانوا اثن عشر رجلً أبو جهل بن هشام وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ونبيه‬
‫ومنبه ابنا حجاج وأبو البحتري بن هشام والنضر بن الارث وحكيم بن حزام وأب بن خلف وزمعة‬
‫بن السود والرث بن عامر بن نوفل والعباس بن عبد الطلب وكلهم من قريش وكان يطعم كل‬
‫واحد منهم كل يوم عشرة جزور‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي وابن بزى‪ :‬نزلت ف أب سفيان بن حرب استأجر يوم أحد ألفي من الحابيش‬
‫يقاتل بم النب صلى ال عليه وسلم سوى من استجاب له من العرب وفيهم يقول كعب بن مالك‪:‬‬

‫ش مِـنـهُـم حـاسِـرٌ‬
‫أَحـابـي ُ‬ ‫ج مِـنَ الـبَـحـرِ‬
‫فَجِئنا إِل مَـو ٍ‬
‫َومُـــقَـــنَـــعُ‬ ‫وَسـطَـهُ‬

‫وقال الكم بن عتبة‪ :‬أنفق أبو سفيان على الشركي يوم أحد أربعي أوقية فنلت فيه الية‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق عن رجاله‪ :‬لا أصيب قريش يوم بدر فرجع فلهم إل مكة ورجع أبو سفيان‬
‫بعيه مشى عبد ال بن أب ربيعة وعكرمة بن أب جهل وصفوان بن أمية ف رجال من قريش أصيب‬
‫آباؤهم وأبناؤهم وإخوانم ببدر فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له ف تلك العي تارة‬
‫فقالوا‪ :‬يا معشر قريش إن ممدا قد وتركم وقتل خياركم فأعينونا بذا الال الذي أفلت على حربه‬
‫لعلنا ندرك منه ثأرا بن أصيب منا ففعلوا فأنزل ال تعال فيهم هذه الية‪.‬‬
‫ل وَمَن ِاتَبَعكَ ِم َن الُؤمِنيَ) أخبنا أبو بكر بن الرث قال‪ :‬أخبنا‬
‫قوله تعال (يا أَيّها النَِبيّ حَسُبكَ ا ُ‬
‫أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬حدثنا أحد بن عمرو بن عبد الالق قال‪ :‬حدثنا صفوان بن الغلس قال‪:‬‬
‫حدثنا إسحاق بن بشر قال‪ :‬حدثنا خلف بن خليفة عن ابن هشام الزمان عن سعيد بن جبي عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬أسلم مع رسول ال صلى ال عليه وسلم تسعة وثلثون رجلً ث إن عمر أسلم فصاروا‬
‫ك ِمنَ الُؤمِنيَ)‪.‬‬
‫ل َومَن ِاتََبعَ َ‬
‫أربعي فنل جبيل عليه السلم بقوله تعال (يا َأيّها النَبِ ّي حَسبُكَ ا ُ‬
‫خنَ ف الَرضِ) الية‪ .‬قال ماهد‪ :‬كان عمر بن‬
‫قوله تعال (ما كا َن لِنَبِ ّي أَن يَكو َن َلهُ أَسرى حَتّى يُث ِ‬
‫الطاب يرى الرأي فيوافق رأيه ما ييء من السماء وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم استشار ف‬
‫أسارى بدر فقال‪ :‬السلمون بنو عمك أفدهم قال عمر‪ :‬ل يا رسول ال اقتلهم قال‪ :‬فنلت هذه‬
‫الية (ما كا َن لِنَِبيّ أَن يَكو َن َلهُ أَسرى)‪.‬‬
‫وقال ابن عمر‪ :‬استشار رسول ال صلى ال عليه وسلم ف السارى أبا بكر فقال‪ :‬قومك وعشيتك‬
‫خل سبيلهم واستشار عمر فقال‪ :‬اقتلهم ففاداهم رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل ال تعال (ما‬
‫خ َن ف الَرضِ) إل قوله تعال (فَكُلوا مِمّا غَنِمتُم حَللً َطيّبا)‬
‫كا َن لِنَِبيّ أَن يَكو َن َلهُ أَسرى حَتّى يُث ِ‬
‫قال‪ :‬فلقي النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬كاد أن يصيبنا ف خلفك بلء‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر أحد بن السي اليي قال‪ :‬أخبنا حاجب بن أحد قال‪ :‬حدثنا ممد بن حاد قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو معاوية عن العمش عن عمرو بن مرة عن أب عبيدة عن عبد ال قال‪ :‬لا كان يوم بدر‬
‫وجيء بالسرى قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما تقولون ف هؤلء السرى فقال أبو بكر‪ :‬يا‬
‫رسول ال قومك وأصلك استبقهم واستأن بم لعل ال عز وجل يتوب عليهم وقال عمر كذبوك‬
‫وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم وقال عبد ال بن رواحة‪ :‬انظر واديا كثي الطب فأدخلهم فيه‬
‫ث اضرم عليهم نارا فقال العباس‪ :‬قطعت رحك فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يبهم ث‬
‫دخل فقال ناس‪ :‬يأخذ بقول أب بكر وقال ناس‪ :‬يأخذ بقول عمر وقال ناس‪ :‬يأخذ بقول عبد ال ث‬
‫خرج عليهم فقال‪ :‬إن ال عز وجل ليلي قلوب رجال فيه حت تكون ألي من اللب وإن ال عز‬
‫وجل ليشدد قلوب رجال فيه حت تكون أشد من الجارة وأن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال‬
‫(مَن تَِبعَن َفِإنّ ُه مِن َومَن عَصان َفِإنّكَ غَفورٌ رَحيمٌ) وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال (إِن‬
‫ك أَنتَ العَزي ُز الَكيمُ) وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال‬
‫ُتعَ ّذبُم َفِإنّهُم عِبادُ ُك َوإِن تَغفِر َلهُم َفِإنّ َ‬
‫ب ل تَذَر عَلى‬
‫( َربّنا اِطمِس عَلى أَموالِهِم وَاِشدُد عَلى قُلُوبِهِم) ومثلك يا عمر كمثل نوح قال ( ّر ّ‬
‫ض ِم َن الكافِرينَ َديّارا) ث قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنتم اليوم عالة أنتم اليوم عالة‬
‫الَر ِ‬
‫فل ينقلب منهم أحد إل بفداء أو ضرب عنق قال‪ :‬فأنزل ال عز وجل (ما كا َن لِنَِبيّ أَن يَكو َن َلهُ‬
‫خ َن ف الَرضِ) إل آخر اليات الثلث‪.‬‬
‫أَسرى حَتّى يُث ِ‬

‫أخبنا عبد الرحن بن حدان العدل قال‪ :‬أخبنا أحد بن جعفر بن مالك قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن أحد‬
‫بن حنبل قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬حدثنا أبو نوح قراد قال‪ :‬حدثنا عكرمة بن عمار قال‪ :‬حدثنا ساك‬
‫النفي أبو زميل قال‪ :‬حدثن ابن عباس قال‪ :‬حدثن عمر بن الطاب قال‪ :‬لا كان يوم بدر والتقوا‬
‫ل استشار رسول ال صلى ال عليه‬
‫ل وأسر سبعون رج ً‬
‫فهزم ال الشركي وقتل منهم سبعون رج ً‬
‫وسلم أبا بكر وعمر وعليا فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول ال هؤلء بنو العم والعشية والخوان وإن أرى‬
‫أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى أن يهديهم ال فيكونوا لنا‬
‫عضدا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما ترى يا ابن الطاب قال‪ :‬قلت وال ما أرى ما رأى‬
‫أبو بكر ولكن أن تكنن من فلن قريب لعمر فأضرب عنقه وتكن عليا من عقيل فيضرب عنقه‬
‫وتكن حزة من فلن أخيه فيضرب عنقه حت يعلم ال عز وجل أنه ليس ف قلوبنا موادة للمشركي‬
‫هؤلء صناديدهم وأئمتهم وقادتم فهوى رسول ال صلى ال عليه وسلم ما قال أبو بكر ول يهو ما‬
‫قلت فأخذ منهم الفداء فلما كان من الغد قال عمر‪ :‬غدوت إل النب صلى ال عليه وسلم فإذا هو‬
‫قاعد وأبو بكر الصديق وإذا ها يبكيان فقلت‪ :‬يا رسول ال أخبن ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن‬
‫وجدت بكاء بكيت وإن ل أجد بكاء تباكيت فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أبكي للذي عرض‬
‫على أصحابك من الفداء لقد عرض علي عذابكم أدن من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل ال عز‬
‫ل سََبقَ‬
‫خ َن ف الَرضِ) إل قوله (لّول كِتابٌ ّمنَ ا ِ‬
‫وجل (ما كا َن لِنَِبيّ أَن يَكونَ َل ُه أَسرى حَتّى يُث ِ‬
‫سكُم فيما أَخَذتُم) ‪ -‬من الفداء ‪( -‬عَذابٌ عَظيمٌ)‪ .‬رواه مسلم ف الصحيح عن هناد بن السري‬
‫لَ َم َ‬
‫عن ابن البارك عن عكرمة بن عمارة‪ .‬قوله تعال (يا أَيّها النَِب ّي قُل لّمَن ف أَيدَِيكُم ّمنَ الَسرى)‬
‫الية‪ .‬قال الكلب‪ :‬نزلت ف العباس بن عبد الطلب وعقيل بن أب طالب ونوفل بن الرث وكان‬
‫العباس أسر يوم بدر ومعه عشرون أوقية من الذهب كان خرج با معه إل بدر ليطعم با الناس‬
‫وكان أحد العشرة الذين ضمنوا إطعام أهل بدر ول يكن بلغته النوبة حت أسر فأخذت معه وأخذها‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم منه قال‪ :‬فكلمت رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يعل ل‬
‫العشرين الوقية الذهب الت أخذها من من فدائي فأب علي وقال‪ :‬إما شيء خرجت تستعي به علينا‬
‫فل وكفلن فداء ابن أخي عقيل بن أب طالب عشرين أوقية من فضة فقلت له‪ :‬تركتن وال أسال‬
‫قريشا بكفي والناس ما بقيت قال‪ :‬فأين الذهب الذي دفعته إل أم الفضل مرجك إل بدر وقلت‬
‫لا‪ :‬إن حدث ب حدث ف وجهي هذا فهو لك ولعبد ال والفضل وقثم قال‪ :‬قلت وما يدريك قال‪:‬‬
‫أخبن ال بذلك قال‪ :‬أشهد أنك لصادق وإن قد دفعت إليها ذهبا ول يطلع عليها أحد إل ال فأنا‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وأنك رسول ال قال العباس‪ :‬فأعطان ال خيا ما أخذ من كما قال‪ :‬عشرين‬
‫عبدا كلهم يضرب بال كبي مكان العشرين أوقية وأنا أرجو الغفرة من رب‪.‬‬
‫سورة التوبة‬

‫قوله تعال ( َوإِن نَكَثوا أَياَنهُم مِن بَعدِ عَهدِهِم وَ َطعَنوا ف ديِنكُم فَقاتِلوا َأئّ َمةَ الكُفرِ) قال ابن عباس‪:‬‬
‫نزلت ف أب سفيان بن حرب والرث بن هشام وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أب جهل وسائر‬
‫رؤساء قريش الذين نقضوا العهد وهم الذين هوا بإخراج الرسول‪.‬‬
‫ي أَن يَعمُروا مَسا ِجدَ الِ) قال الفسرون لا أسر العباس يوم بدر أقبل‬
‫قوله تعال (ما كا َن لِلمُشرِك َ‬
‫عليه السلمون فعيوه بكفره وقطيعة الرحم وأغلظ علي له القول فقال العباس‪ :‬ما لكم تذكرون‬
‫مساوينا ول تذكرون ماسننا فقال له علي‪ :‬ألكم ماسن قال‪ :‬نعم إنا لنعمر السجد الرام ونجب‬
‫ي أَن‬
‫الكعبة ونسقي الاج ونفك العان فأنزل ال عز وجل ردا على العباس (ما كا َن لِلمُشرِك َ‬
‫يَعمُروا) الية‪.‬‬
‫قوله تعال \" أَ َجعَلتُم سِقاَي ِة الاجّ) الية‪ .‬أخبنا أبو إسحاق الثعالب رحه ال قال‪ :‬أخبنا عبد ال‬
‫بن حامد الوزان قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن عبد ال النادي قال‪ :‬أخبنا أبو داود سليمان بن‬
‫الشعث قال‪ :‬حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع اللب قال‪ :‬حدثنا معاوية بن سلم عن زيد بن سلم عن‬
‫أب سلم قال‪ :‬حدثنا معمر بن بشي قال‪ :‬كنت عند منب رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رجل‬
‫ل بعد أن أعمر‬
‫ل بعد أن أسقي الاج وقال الخر‪ :‬ما أبال أن ل أعمل عم ً‬
‫ما أبال أن ل أعمل عم ً‬
‫السجد الرام وقال آخر‪ :‬الهاد ف سبيل ال أفضل ما قلتم فزجرهم عمر وقال‪ :‬ل ترفعوا‬
‫أصواتكم عند منب رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو يوم المعة ولكن إذا صليت دخلت‬
‫فاستفتيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما اختلفتم فيه ففعل فأنزل ال تعال (أَ َجعَلتُم سِقاَيةَ‬
‫ل ل يَهدي القَو َم الظالِميَ)‪ .‬رواه مسلم عن السن‬
‫جدِ الَرامِ) إل قوله تعال (وَا ُ‬
‫ج وَعِما َر ِة الَس ِ‬
‫الا ّ‬
‫بن علي اللوان عن أب توبة‪.‬‬
‫وقال ابن عباس ف رواية الوالب‪ :‬قال العباس بن عبد الطلب حي أسر يوم بدر‪ :‬لئن كنتم سبقتمونا‬
‫بالسلم والجرة والهاد لقد كنا نعمر السجد الرام ونسقي الاج ونفك العان فأنزل ال تعال‬
‫جدِ الَرامِ) الية‪.‬‬
‫ج وَعِما َر َة الَس ِ‬
‫(أَ َجعَلتُم سِقاَيةَ الا ّ‬
‫وقال السن والشعب والقرظي‪ :‬نزلت الية ف علي والعباس وطلحة بن شيبة وذلك أنم افتخروا‬
‫فقال طلحة‪ :‬أنا صاحب البيت بيدي مفتاحه وإل ثياب بيته وقال العباس‪ :‬أنا صاحب السقاية‬
‫والقائم عليها وقال علي ما أدري ما تقولن لقد صليت ستة أشهر قبل الناس وأنا صاحب الهاد‬
‫فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال ابن سيين ومرة المذان‪ :‬قال علي للعباس‪ :‬أل تاجر أل تلحق بالنب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬ألست ف أفضل من الجرة ألست أسقي حاج بيت ال وأعمر السجد الرام فنلت هذه‬
‫الية‪.‬‬
‫قوله تعال (يا أُيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَتّخِذوا آَباءَكُم َوإِخواَنكُم) الية قال الكلب‪ :‬لا أمر رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بالجرة إل الدينة جعل الرجل يقول لبيه وأخيه وامرأته‪ :‬إنا قد أمرنا بالجرة‬
‫فمنهم من يسرع إل ذلك ويعجبه ومنهم من يتعلق به زوجته وعياله وولده فيقولون‪ :‬نشدناك ال أن‬
‫تدعنا إل غي شيء فنضيع فيق فيجلس معهم ويدع الجرة فنلت يعاتبهم (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل‬
‫تَتّخِذوا آَباءَكُم َوإِخواَنكُم) الية‪ .‬ونزلت ف الذين تلفوا بكة ول يهاجروا قوله تعال (قُل إِن كانَ‬
‫ل ِبأَم ِرهِ) يعن القتال وفتح مكة‪.‬‬
‫آَباؤُكُم َوأَبناؤُكُم) إل قوله (فََت َربّصوا حَتّى َيأَِتيَ ا ُ‬
‫س بِالبا ِطلِ) نزلت ف‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا إِن كَثيا مِ َن الَحبا ِر وَالرُهبا ِن لََيأَكُلونَ أَموالَ النا ِ‬
‫العلماء والقراء من أهل الكتاب كانوا يأخذون الرشا من سفلتهم وهي الأكل الت كانوا يصيبونا‬
‫من عوامهم‪.‬‬
‫ب وَالفِضّة وَل يُنفِقونَها ف سَبيلِ الِ) الية‪ .‬أخبنا أبو إسحاق‬
‫قوله تعال (وَالّذينَ يَكنِزو َن الذَهَ َ‬
‫القري قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن حامد قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫نصي قال‪ :‬حدثنا عمرو بن زرارة قال‪ :‬حدثنا هشيم قال‪ :‬حدثنا حصي عن زيد بن وهب قال‪:‬‬
‫مررت بالزبدة فإذا أنا بأب ذر فقلت له‪ :‬ما أنزلك هذا قال‪ :‬كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية ف‬
‫ض َة وَل يُنفِقونَها ف سَبيلِ الِ) فقال معاوية‪ :‬نزلت ف أهل‬
‫ب وَالفِ ّ‬
‫هذه الية (وَالّذينَ يَكنِزونَ الذَه َ‬
‫الكتاب فقلت‪ :‬نزلت فينا وفيهم وكان بين وبينه كلم ف ذلك وكتب إل عثمان يشكو من وكتب‬
‫إل عثمان أن أقدم الدينة فقدمتها وكثر الناس علي حت كأنم ل يرون قبل ذلك فذكرت ذلك‬
‫لعثمان فقال إن شئت تنحيت وكنت قريبا فذلك الذي أنزلن هذا النل ولو أمروا علي حبشيا‬
‫لسمعت وأطعت رواه البخاري عن قيس عن جرير عن حصي‪ .‬ورواه أيضا عن علي عن هشيم‪.‬‬
‫والفسرون أيضا متلفون فعند بعضهم أنا ف أهل الكتاب خاصة‪ .‬وقال السدي‪ :‬هي ف أهل القبلة‪.‬‬
‫وقال الضحاك‪ :‬هي عامة ف أهل الكتاب والسلمي‪ .‬قال وقال عطاء ابن عباس ف قوله تعال‬
‫(وَالّذي َن يَكنِزونَ ال َذهَبَ وَالفِضّةَ) قال‪ :‬يريد من الؤمني‪.‬‬
‫أخبنا أبو السي أحد بن إبراهيم النجار قال‪ :‬حدثنا سليمان بن أيوب الطبان قال‪ :‬حدثنا ممد بن‬
‫داود بن صدقة قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن معاف قال‪ :‬حدثنا شريك عن ممد بن عبد ال الرادي عن‬
‫ضةَ) قال‬
‫ب وَالفِ ّ‬
‫عمرو بن مرة عن سال بن أب جعدة عن ثوبان قال‪ :‬لا نزلت (وَالّذينَ يَكنِزو َن ال َذهَ َ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬تبا للذهب والفضة قالوا‪ :‬يا رسول ال فأي الال نكن قال‪ :‬قلبا‬
‫شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة صالة‪.‬‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ما لَكُم إِذا قيلَ لَكُم اِنفِروا) الية‪ .‬نزلت ف الث على غزوة تبوك‬
‫وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا رجع من الطائف وغزوة حني أمر بالهاد لغزو الروم‬
‫وذلك ف زمان عسرة من البأس وجدب من البلد وشدة من الر حي أخرقت النخل وطابت الثمار‬
‫فعظم على الناس غزو الروم وأحبوا الظلل والقام ف الساكن والال وشق عليهم الروج إل القتال‬
‫فلما علم ال تثاقل الناس أنزل هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (اِنفِروا خِفافا وَثِقالً) نزلت ف الذين اعتذروا بالضيعة والشغل وانتشار المر فأب ال أن‬
‫يعذرهم دون أن ينفروا على ما كان منهم‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن إبراهيم بن ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن مطر قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن علي‬
‫قال‪ :‬حدثنا يي بن يي قال‪ :‬أخبنا سفيان بن عيينة عن ابن جدعان عن أنس قال‪ :‬قرأ أبو طلحة‬
‫(اِنفِروا خِفافا َوثِقالً) فقال‪ :‬ما أسع ال عذر أحدا فخرج ماهدا إل الشام حت مات‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬جاء القداد بن السود إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان عظيما ثينا فشكا‬
‫إليه وسأله أن يأذن له فنلت فيه (اِنفِروا خِفافا وَثِقالً) فلما نزلت هذه الية اشتد شأنا على الناس‬
‫فنسخها ال تعال وأنزل (لّيسَ عَلى الضُعفا ِء وَل عَلى الَرضى) الية ث أنزل ف التخلفي عن غزوة‬
‫تبوك من النافقي قوله تعال (لَو كانَ َعرَضا قَريبا) الية‪ .‬وقوله تعال (لَو َخرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم‬
‫إِل خَبالً) وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا خرج عسكره على ثنية الوداع وضرب عبد‬
‫ال بن أب عسكره على ذي حده أسفل من ثنية الوداع ول يكن بأقل العسكرين فلما سار رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم تلف عنه عبد ال بن أب بن تلف من النافقي وأهل الريب فأنزل ال تعال‬
‫يعزي نبيه (لَو خَرَجوا فيكُم مّا زادُوكُم ِإلّا خَبالً) الية‪.‬‬
‫قوله تعال ( َومِنهُم مّن َيقُو ُل اِئذَن لّي) الية‪ .‬نزلت ف جد بن قيس النافق وذلك أن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم لا تهز لغزوة تبوك قال له‪ :‬يا أبا وهب هل لك ف جلد بن الصفر تتخذ منهم‬
‫سراري ووصفاء فقال‪ :‬يا رسول ال لقد عرف قومي أن رجل مغرم بالنساء وأن خشيت إن رأيت‬
‫بنات الصفر أن ل أصب عنهن فل تفتن بن وائذن ل ف القعود عنك وأعينك بال فأعرض عنه‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وقال‪ :‬قد أذنت لك فأنزل ال هذه الية فلما نزلت هذه الية قال رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم لبن سلمة وكان الد منهم‪ :‬من سيدكم يا بن سلمة قالوا‪ :‬الد بن قيس‬
‫غي أنه بيل جبان فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم البيض‬
‫الفت العد بشر بن الباء بن معرور فقال‬

‫وَقـالَ رَسـولُ الـلـ ِه وَالـحَـقّ‬


‫بِـمّـن قـا َل مِـنـا مَـن تَـعُـدّو َن سَـــيّدا‬
‫لحِـقٌ‬
‫نُـبَـخّـلُـ ُه فـينــا َوإِن كـــانَ‬ ‫َفقُلنا لَـهُ جَـدّ ِبـنُ قَـيسٍ عَـلـى‬
‫أَنـــكَـــدا‬ ‫الّـذي‬
‫ي الـدا ِء أَدوى مِــنَ‬
‫فَـقـالَ وَأَ ّ‬
‫َرمَـيتُـم بِـهِ جَـدّا وَعـالـى بِــهـــا يَدا‬
‫الّـــذي‬

‫ُوحُـقّ لِـبِـشـ ٍر ذِى الـنَـدا أَن‬ ‫وَسُـ ّودَ بِـشـرُ ِبـنُ الـبَـراءِ‬
‫ُيسَــوّدا‬ ‫بِـجُـــو ِدهِ‬

‫إِذا مـا أَتـاهُ الـوَفـدُ‬ ‫وَقـــالَ خُـــذوهُ إِنّـــهُ عـــاِئدٌ غَــــدا‬


‫ب مـــالَـــهُ‬
‫أَنـهَــ َ‬

‫صدَقاتُ لِلفُقراءِ) الية‪.‬‬


‫وما بعد هذه الية كلها للمنافقي إل قوله تعال (ِإنّما ال َ‬
‫صدَقاتِ) الية‪ .‬أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم الثعلب قال‪:‬‬
‫قوله تعال ( َومِنهُم مَن يَل ِمزُكَ ف ال َ‬
‫حدثنا عبد ال بن حامد قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن السن الافظ قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد الرزاق قال‪ :‬حدثنا معمر عن الزهري عن أب سلمة بن عبد الرحن عن أب سعيد الدري‬
‫قال‪ :‬بينا رسول ال صلى ال عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه ابن ذي الويصرة التميمي وهو‬
‫حرقوص بن زهي أصل الوارج فقال أعدل فينا يا رسول ال فقال‪ :‬ويلك ومن يعدل إذا ل أعدل‬
‫صدَقاتِ) الية‪ .‬رواه البخاري عن عبيد بن ممد عن هشام عن‬
‫فنلت (وَمِنهُم مَن يَل ِمزُكَ ف ال َ‬
‫معمر‪.‬‬
‫وقال الكلب‪ :‬نزلت ف الؤلفة قلوبم وهم النافقون قال رجل يقال له أبو الواصر للنب عليه قوله‬
‫تعال ( َومِنهُم الّذي َن يُؤذونَ النَِب ّي وَيَقولو َن هُ َو ُأذُنٌ) الية‪ .‬نزلت ف جاعة من النافقي كانوا يؤذون‬
‫الرسول ويقولون ما ل ينبغي قال بعضهم‪ :‬ل تفعلوا فإنا ناف أن يبلغه ما تقولون فيقع بنا فقال‬
‫اللس بن سويد نقول ما شئنا ث نأتيه فيصدقنا با نقول فإنا ممد أذن سامعة فأنزل ال تعال هذه‬
‫الية‪ .‬وقال ممد بن إسحاق بن يسار وغيه نزلت ف رجل من النافقي يقال نبتل بن الارث وكان‬
‫ل أذل أحر العيني أسفع الدين مشوه اللقة وهو الذي قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬من أراد‬
‫رج ً‬
‫أن ينظر الشيطان فلينظر إل نبتل بن الارث وكان ينم حديث النب صلى ال عليه وسلم إل‬
‫النافقي فقيل له‪ :‬ل تفعل فقال‪ :‬إنا ممد أذن من حدثه شيئا صدقه نقول ما شئنا ث نأتيه فنحلف له‬
‫فيصدقنا فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬اجتمع ناس من النافقي فيهم جلس بن سويد بن الصامت ووديعة بن ثابت فأرادوا‬
‫أن يقعوا ف النب صلى ال عليه وسلم وعندهم غلم من النصار يدعى عامر بن قيس فحقروه‬
‫فتكلموا وقالوا‪ :‬لئن كان ما يقوله ممدا حقا لنحن أشر من المي ث أتى النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فأخبه فدعاهم فسألم فحلفوا أن عامرا كاذب وحلف عامر أنم كذبة وقال‪ :‬اللهم ل تفرق بيننا‬
‫حت تبي صدق الصادق من كذب الكاذب فنلت فيهم ( َومِنهُم الّذينَ يُؤذو َن النَِبيّ) ونزل قوله‬
‫ل َلكُم لِيُرضوكُم)‪.‬‬
‫(يَحلِفونَ بِا ِ‬
‫قوله تعال (يَحذَ ُر الُنافِقونَ أَن تَُن ّزلَ عَلَيهِم سُور ًة تُنَبُّئهُم) الية‪ .‬قال السدي‪ :‬قال بعض النافقي‪ :‬وال‬
‫لوددت أن قدمت فجلدت مائة جلدة ول ينل فينا شيء يفضحنا فأنزل ال هذه الية‪ .‬وقال ماهد‪:‬‬
‫كانوا يقولون القول بينهم ث يقولون عسى ال أن ل يفشي علينا سرنا‪.‬‬
‫ض وَنَلعَبُ) قال قتادة‪ :‬بينما رسول ال صلى ال عليه‬
‫قوله تعال ( َولَئِن سأَلتَهُم لَيَقوُلنّ ِإنّما كُنّا نَخو ُ‬
‫وسلم ف غزوة تبوك وبي يديه ناس من النافقي إذ قالوا‪ :‬يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام‬
‫وحصونا هيهات له ذلك فأطلع ال نبيه على ذلك فقال نب ال‪ :‬اجلسوا على الركب فأتاهم فقال‪:‬‬
‫قلتم كذا وكذا فقالوا‪ :‬يا رسول ال إنا كنا نوض ونلعب فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال زيد بن أسلم وممد بن وهب‪ :‬قال رجل من النافقي ف غزوة تبوك‪ :‬ما رأيت مثل قرائنا‬
‫هؤلء أرغب بطونا ول أكذب ألسنا ول أجب عند اللقاء يعن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وأصحابه فقال عوف بن مالك‪ :‬كذبت ولكنك منافق لخبن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فذهب عوف ليخبه فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وقد ارتل وركب ناقته فقال‪ :‬يا رسول ال إنا كنا نوض ونلعب ونتحدث بديث الركب نقطع به‬
‫عنا الطريق‪.‬‬
‫أخبنا أبو نصي ممد بن عبد ال الوزقي أخبنا بشر بن أحد بن بشر حدثنا أبو جعفر ممد بن‬
‫موسى اللوان حدثنا ممد بن ميمون الياط حدثنا إساعيل بن داود الهرجان حدثنا مالك بن أنس‬
‫عن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬رأيت عبد ال بن أب يسر قدام النب صلى ال عليه وسلم والجارة‬
‫تنكته وهو يقول‪ :‬يا رسول ال إنا كنا نوض ونلعب والنب صلى ال عليه وسلم يقول‪ :‬أبال وآياته‬
‫ورسوله كنتم تستهزءون‪.‬‬
‫قوله تعال (يَحلِفو َن بِالِ ما قالُوا) الية‪ .‬قال الضحاك‪ :‬خرج النافقون مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إل تبوك وكانوا إذا خل بعضهم ببعض سبوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه‬
‫وطعنوا ف الدين فنقل ما قالوا حذيفة إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬يا أهل النفاق ما هذا الذي بلغن عنكم فحلفوا ما قالوا شيئا من ذلك فأنزل ال تعال‬
‫هذه الية كذابا لم‪.‬‬
‫ل من غفار فظهر الغفاري على الهين‬
‫ل من جهينة ورج ً‬
‫وقال قتادة ذكر لنا أن رجلي اقتتل رج ً‬
‫فنادى عبد ال بن أب يا بن الوس انصروا أخاكم فوال ما مثلنا ومثل ممد إل كما قال القائل‪:‬‬
‫سن كلبك يأكلك فوال لئن رجعنا إل الدينة ليخرجن العز منها الذل فسمع با رجل من‬
‫السلمي فجاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخبه فأرسل إليه فجعل قوله تعال ( َوهَمّوا بِما‬
‫لَم يَنالوا) قال الضحاك‪ :‬هوا أن يدفعوا ليلة العقبة وكانوا قوما قد أجعوا على أن يقتلوا رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وهم معه يلتمسون غرته حت أخذ ف عقبة فتقدم بعضهم وتأخر بعضهم وذلك‬
‫ل قالوا‪ :‬إذا أخذ ف العقبة دفعناه عن راحلته ف الوادي وكان قائده ف تلك الليلة عمار بن‬
‫كان لي ً‬
‫ياسر وسائقه حذيفة فسمع حذيفة وقع أخفاف البل فالتفت فإذا هو بقوم متلثمي فقال‪ :‬إليكم يا‬
‫أعداء ال فأمسكوا ومضى النب عليه الصلة والسلم حت نزل منله الذي أراد فأنزل ال تعال قوله‬
‫(وَهَمّوا بِما لَم يَنالوا)‪.‬‬
‫قوله تعال ( َومِنهُم مّن عا َهدَ الَ) الية‪ .‬أخبنا أبو السن ممد بن أحد بن الفضل حدثنا أبو عمرو‬
‫ممد بن جعفر بن مطر قال‪ :‬حدثنا أبو عمران موسى بن سهل الون قال‪ :‬حدثنا هشام بن عمار‬
‫قال‪ :‬حدثنا ممد بن شعيب قال‪ :‬حدثنا معاذ بن رفاعة السلمي عن أب عبد اللك علي بن يزيد أنه‬
‫أخبه عن القاسم بن عبد الرحن عن أب أمامة الباهلي أن ثعلبة بن حاطب النصاري أتى رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال ادع ال أن يرزقن ما ًل فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬ويك يا ثعلبة قليل تؤدي شكره خي من كثي ل تطيقه ث قال مرة أخرى‪ :‬أما ترضى أن‬
‫تكون مثل نب ال فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسيل معي البال فضة وذهبا لسالت فقال‪:‬‬
‫والذي بعثك بالق لئن دعوت ال أن يرزقن ما ًل لوتي كل ذي حق حقه فقال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬اللهم ارزق ثعلبة مالً فاتذ غنما فنمت كما ينمو الدود فضاقت عليه الدينة فتنحى‬
‫عنها فنل واديا من أوديتها حت جعل يصلي الظهر والعصر ف جاعة ويترك ما سواها ث نيت‬
‫وكثرت حت ترك الصلة إل المعة وهي تنمو كما ينمو الدود حت ترك المعة فسأل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬ما فعل ثعلبة فقالوا‪ :‬اتذ غنما وضاقت عليه الدينة وأخبوه ببه فقال‪:‬‬
‫ص َدقَ ٌة تُ َط ِهرَهُم وَتُزكيهِم بِها) وأنزل فرائض‬
‫يا ويح ثعلبة ثلثا وأنزل ال عز وجل (خُذ مِن أَموالِهِم َ‬
‫ل من بن‬
‫الصدقة فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم رجلي على الصدقة رجلً من جهينة ورج ً‬
‫سليم وكتب لما كيف يأخذان الصدقة وقال لما‪ :‬مرا بثعلبة وبفلن رجل من بن سليم فخذا‬
‫صدقاتما فخرجا حت أتيا ثعلبة فسأله الصدقة وأقرآه كتاب رسول ال عليه الصلة والسلم فقال‪:‬‬
‫ما هذه إل جزية ما هذه إل أخت الزية ما أدري ما هذا انطلقا حت تفرغا ث عودا إل فانطلقا‬
‫وأخبا السلمي فنظر إل خيار أسنان إبله فعزلا للصدقة ث استقبلهم با فلما رأوها قالوا‪ :‬ما يب‬
‫هذا عليك وما نريد أن نأخذه منك قال‪ :‬بلى خذوه فإن نفسي بذلك طيبة وإنا هي إبلي فأخذوها‬
‫منه فلما فرغا من صدقتهما رجعا حت مرا بثعلبة فقال أرون كتابكما أنظر فيه فقال‪ :‬ما هذه إل‬
‫أخت الزية انطلقا حت أرى رأيي فانطلقا حت أتيا النب عليه الصلة والسلم فلما رآها قال‪ :‬يا‬
‫ويح ثعلبة قبل أن يكلمهما ودعا للسلمي بالبكة وأخبوه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي‬
‫ص َد َقنّ) إل قوله تعال ( َوبِما كانوا‬
‫ل لَئِن آَتانا مِن فَض ِل ِه لَنَ ّ‬
‫فأنزل ال عز وجل ( َومِنهُم مَن عاهَدَ ا َ‬
‫يَكذِبونَ) وعند رسول ال صلى ال عليه وسلم رجل من أقارب ثعلبة فسمع ذلك فخرج حت أتى‬
‫ثعلبة فقال‪ :‬ويك يا ثعلبة قد أنزل ال فيك كذا وكذا فخرج ثعلبة حت أتى النب عليه الصلة‬
‫والسلم فسأله أن يقبل منه صدقته فقال‪ :‬إن ال قد منعن أن أقبل صدقتك فجعل يثو التراب على‬
‫رأسه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬هذا عملك قد أمرتك فلم تطعن فلما أب أن يقبل منه‬
‫شيئا رجع إل منله وقبض رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يقبل منه شيئا ث أتى أبا بكر رضي‬
‫ال عنه حي استخلف فقال‪ :‬قد علمت منلت من رسول ال صلى ال عليه وسلم وموضعي من‬
‫النصار فاقبل صدقت فقال‪ :‬ل يقبلها رسول ال وأنا أقبلها فقبض أبو بكر وأب أن يقبلها فلما ول‬
‫عمر بن الطاب رضي ال عنه أتاه فقال‪ :‬يا أمي الؤمني اقبل صدقت فقال‪ :‬ل يقبلها رسول ال عليه‬
‫الصلة والسلم ول أبو بكر أنا أقبلها منك فلم يقبضها وقبض عمر رضي ال عنه ث ول عثمان‬
‫رضي ال عنه فأتاه فسأله أن يقبل صدقته فقال‪ :‬رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يقبلها ول أبو‬
‫ي ِمنَ‬
‫بكر ول عمر وأنا أقبلها فلم يقبلها عثمان فهلك ثعلبة قوله تعال (الّذي َن يَلمِزونَ الُ ّطوّع َ‬
‫صدَقاتِ) الية‪ .‬أخبنا سعيد بن ممد بن أحد بن جعفر أخبنا أبو علي الفقيه أخبنا أبو‬
‫الُؤمِنيَ ف ال َ‬
‫علي ممد بن سليمان الالكي قال‪ :‬حدثنا أبو موسى ممد بن الثن حدثنا أبو النعمان الكم بن عبد‬
‫ال العجلي حدثنا شعبة عن سليمان عن أب وائل عن ابن مسعود قال‪ :‬لا نزلت آية الصدقة جاء‬
‫ي ِمنَ الُؤمِنيَ‬
‫رجل فتصدق بصاع فقالوا‪ :‬إن ال لغن عن صاع هذا فنلت (الّذينَ يَلمِزو َن الُ ّطوّع َ‬
‫صدَقاتِ وَالّذينَ ل يَجِدونَ إِلّا جُه َدهُم) رواه البخاري عن أب قدامة عبيد ال بن سعيد عن أب‬
‫ف ال َ‬
‫النعمان‪ .‬وقال قتادة وغيه‪ :‬حث رسول ال صلى ال عليه وسلم على الصدقة فجاء عبد الرحن بن‬
‫عوف بأربعة آلف درهم وقال‪ :‬يا رسول ال مال ثانية آلف جئتك بنصفها فاجعلها ف سبيل ال‬
‫وأمسكت نصفها لعيال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬بارك ال لك فيما أعطيت وفيما‬
‫أمسكت فبارك ال ف مال عبد الرحن حت أنه خلف امرأتي يوم مات فبلغ ثن ماله لما مائة وستي‬
‫ألف درهم وتصدق يومئذ عاصم بن عدي بن العجلن بائة وسق من تر وجاء أبو عقيل النصاري‬
‫بصاع من تر وقال‪ :‬يا رسول ال بت ليلت أجر بالرير أحبلً حت نلت صاعي من تر فأمسكت‬
‫أحدها لهلي وأتيتك بالخر فأمره رسول ال صلى ال عليه وسلم أن ينثره ف الصدقات فلمزهم‬
‫النافقون وقالوا‪ :‬ما أعطى عبد الرحن وعاصم إل رياء وإن كان ال ورسوله غنيي عن صاع أب‬
‫عقيل ولكنه أحب أن يزكي نفسه فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫ت َأبَدا)‪ .‬حدثنا إساعيل بن عبد الرحن بن أحد الواعظ‬
‫صلّ عَلى أَح ٍد مّنهُم مّا َ‬
‫قوله تعال (وَل تُ َ‬
‫إملء أخبنا يوسف بن عاصم الرازي حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا يي بن سعيد القطان‬
‫حدثنا عبد ال بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال‪ :‬لا توف عبد ال بن أب جاء ابنه إل رسول ال‬
‫صلوات ال عليه وقال‪ :‬أعطن قميصك حت أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه ث‬
‫قال‪ :‬آذن حت أصلي عليه فآذنه فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر بن الطاب وقال‪ :‬أليس قد‬
‫ناك ال أن تصلي على النافقي فقال‪ :‬أنا بي خيتي أستغفر لم أو ل أستغفر ث نزلت عليه هذه‬
‫بهِ) فترك الصلة عليهم رواه البخاري عن‬
‫صلّ عَلى َأحَ ٍد مّنهُم مّات َأبَدا وَل ُتقِم عَلى قَ ِ‬
‫الية (وَل تُ َ‬
‫مسدد ورواه مسلم عن أب قدامة عبيد ال بن أب سعيد كلها عن يي بن سعيد‪.‬‬
‫أخبنا إساعيل بن إبراهيم النصراباذي أخبنا أبو بكر بن مالك القطيعي حدثنا عبد ال بن أحد بن‬
‫حنبل حدثن أب عن ممد بن إسحاق حدثن الزهري عن عبد ال بن عبد ال بن عتبة بن مسعود‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يقول‪ :‬لا توف عبد ال بن أب دعي رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم للصلة عليه فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلة عليه تولت حت قمت‬
‫ف صدره فقلت‪ :‬يا رسول ال أعلى عدو ال عبد ال بن أب القائل يوم كذا وكذا كذا أعدد أيامه‬
‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم يبتسم حت إذا كثرت عليه قال‪ :‬أخر عن يا عمر إن خيت‬
‫ل َلهُم) لو‬
‫ي َم ّرةً فَلَن يَغفِرَ ا ُ‬
‫فاخترت قد قيل ل (اِستَغفِر َلهُم أَو ل تَستَغفِر َلهُم إِن تَستَغفِر َلهُم سَبع َ‬
‫علمت أن إن زدت على السبعي غفر له لزدت قال‪ :‬صلى صلى ال عليه وسلم ومشى معه فقام‬
‫على قبه حت فرغ منه قال‪ :‬فعجبت ل وجراءت على رسول ال صلى ال عليه وسلم وال ورسوله‬
‫بهِ)‬
‫ت َأبَدا وَل ُتقِم عَلى قَ ِ‬
‫صلّ عَلى َأحَ ٍد مّنهُم مّا َ‬
‫أعلم‪ .‬قال‪ :‬فوال ما كان إل يسيا حت نزل (وَل تُ َ‬
‫الية‪ .‬فما صلى رسول ال صلى ال عليه وسلم بعده على منافق ول قام على قبه حت قبضه ال‬
‫تعال‪ .‬قال الفسرون‪ :‬وكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما فعل بعبد ال بن أب فقال‪ :‬وما يغن‬
‫عنه قميصي وصلت من ال وال إن كنت أرجو أن يسلم به ألف من قومه‪.‬‬
‫قوله تعال (وَل عَلى الّذي َن إِذا ما َأتَو َك لِتَحمِ َلهُم) نزلت ف البكائي وكانوا سبعة معقل بن يسار‬
‫وصخر بن خنيس وعبد ال بن كعب النصاري وسال بن عمي وثعلبة بن غنمة وعبد ال بن مغفل‬
‫أتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬يا نب ال إن ال عز وجل قد ندبنا للخروج معك فاحلنا‬
‫على الفاف الرفوعة والنعال الخصوفة نغزو معك فقال‪ :‬ل أجد ما أحلكم عليه فتولوا وهم‬
‫يبكون‪ .‬وقال ماهد‪ :‬نزلت ف بن مقرن معقل وسويد والنعمان‪.‬‬
‫ب أَ َشدّ كُفرا َونِفاقا) نزلت ف أعاريب من أسد وغطفان وأعاريب من أعاريب‬
‫قوله تعال (الَعرا ُ‬
‫حاضري الدينة‪.‬‬
‫قوله تعال ( َومِمّن حَولَكُم مّ َن الَعرابِ مُنافِقونَ) قال الكلب‪ :‬نزلت ف جهينة ومزينة وأشجع وأسلم‬
‫وغفار من أهل الدينة يعن عبد ال بن أب وجد بن قيس ومعتب بن بشي واللس بن سويد وأب‬
‫عامر الراهب‪.‬‬
‫قوله تعال (وَ َآخَرو َن اِعَترَفوا ِبذُنوِبهِم) قال ابن عباس ف رواية ابن الوالب‪ :‬نزلت ف قوم كانوا قد‬
‫تلفوا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ف غزوة تبوك ث ندموا على ذلك وقالوا‪ :‬نكون ف الكن‬
‫والظلل مع النساء ورسول ال صلى ال عليه وسلم وأصحابه ف الهاد وال لنوثقن أنفسنا‬
‫بالسواري فل نطلقها حت يكون الرسول هو يطلقها ويعذرنا وأوثقوا أنفسهم بسواري السجد فلما‬
‫رجع رسول ال صلى ال عليه وسلم مر بم فرآهم فقال‪ :‬من هؤلء قالوا‪ :‬هؤلء تلفوا عنك‬
‫فعاهدوا ال أن ل يطلقوا أنفسهم حت تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم فقال النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وأنا أقسم بال ل أطلقهم ول أعذرهم حت أؤمر بإطلقهم رغبوا عن وتلفوا عن الغزو‬
‫مع السلمي فأنزل ال تعال هذه الية فلما نزلت أرسل إليهم النب صلوات ال عليه وأطلقهم‬
‫وعذرهم فلما أطلقهم قالوا‪ :‬يا رسول ال هذه أموالنا الت خلفتنا عنك فتصدق با عنا وطهرنا‬
‫ص َد َقةً‬
‫واستغفر لنا فقال‪ :‬ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا فأنزل ال عز وجل (خُذ مِن أَمواِلهِم َ‬
‫تُ َط ّهرُهُم) الية‪ .‬وقال ابن عباس‪ :‬كانوا عشرة رهط‪.‬‬
‫قوله تعال (وَ َآخَرو َن مُرجو َن لَمرِ الِ) الية‪ .‬نزلت ف كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بن‬
‫عمرو بن عوف وهلل بن أمية من بن واقف تلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا ف قوله تعال‬
‫(وَعَلى الثَلَثةِ الّذي َن خُلّفوا) الية‪.‬‬
‫قوله تعال (وَالّذينَ ِاتّخَذوا مَسجِدا ضِرارا وَكُفرا) قال الفسرون‪ :‬إن بن عمرو بن عوف اتذوا‬
‫مسجد قباء وبعثوا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يأتيهم فأتاهم فصلى فيه فحسدهم إخوتم‬
‫بنو عمرو بن عوف وقالوا‪ :‬نبن مسجدا ونرسل إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ليصلي فيه كما‬
‫يصلي ف مسجد إخواننا وليصل فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام وكان أبو عامر قد ترهب‬
‫ف الاهلية وتنصر ولبس السوح وأنكر دين النيفية لا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة‬
‫وعاداه وساه النب عليه الصلة والسلم أبا عامر الفاسق وخرج إل الشام وأرسل إل النافقي أن‬
‫استعدوا با استطعتم من قوة وسلح وابنوا ل مسجدا فإن ذاهب إل قيصر فآت بند الروم فأخرج‬
‫ل حزام بن خالد‬
‫ممدا وأصحابه فبنوا مسجدا إل جنب مسجد قباء وكان الذي بنوه اثن عشر رج ً‬
‫ومن داره أخرج إل السجد وثعلبة بن حاطب ومعتب بن قشي وأبو حبيبة بن الرعد وعباد بن‬
‫حنيف وحارثة وجارية وابناه ممع وزيد ونبتل بن حارث ولاد بن عثمان ووديعة بن ثابت فلما‬
‫فرغوا منه أتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬إنا بنينا مسجدا لذي العلة والاجة والليلة‬
‫الطية والليلة الشاتية وإنا نب أن تأتينا فتصلي لنا فيه فدعا بقميصه ليلبسه فيأتيهم فنل عليه‬
‫القرآن وأخب ال عز وجل خب مسجد الضرار وما هوا به فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫مالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن يشكر والوحشي قاتل حزة وقال لم‪ :‬انطلقوا إل هذا‬
‫السجد الظال أهله فاهدموه واحرقوه فخرجوا وانطلق مالك وأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا‬
‫ث دخلوا السجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه وتفرق عنه أهله وأمر النب صلى ال عليه وسلم أن‬
‫يتخذ ذلك كناسة تلقى فيها اليف والنت والقمامة ومات أبو عامر بالشام وحيدا غريبا‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن إبراهيم بن ممد بن يي حدثنا العباس بن إساعيل بن عبد ال بن ميكال أخبنا عبد‬
‫ال بن أحد بن موسى الهوازي أخبنا إساعيل بن زكريا حدثنا داود بن الزبرقان عن صخر بن‬
‫جويرية عن عائشة بنت سعد بن أب وقاص عن أبيها قال‪ :‬إن النافقي عرضوا بسجد يبنونه يضاهون‬
‫به مسجد قباء وهو قريب منه لب عامر الراهب يرصدونه إذا قدم ليكون إمامهم فيه فلما فرغوا من‬
‫بنائه أتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬إنا بنينا مسجدا فصل فيه حت نتخذه مصلى فأخذ‬
‫ثوبه ليقوم معهم فنلت هذه الية (ل َتقُم في ِه َأبَدا)‪.‬‬
‫سهُم َوأَموالَهُم) الية‪ .‬قال ممد بن كعب القرظي‪ :‬لا‬
‫ي أَنفُ َ‬
‫ل اِشتَرى ِم َن الُؤمِن َ‬
‫قوله تعال (إِنّ ا َ‬
‫بايعت النصار رسول ال صلى ال عليه وسلم ليلة العقبة بكة وهم سبعون نفسا قال عبد ال بن‬
‫رواحة‪ :‬يا رسول ال اشترط لربك ولنفسك ما شئت فقال‪ :‬أشترط لرب أن تعبدوه ول تشركوا به‬
‫شيئا وأشترط لنفسي أن تنعون ما تنعون منه أنفسكم قالوا‪ :‬فإذا فعلنا ذلك فماذا لنا قال‪ :‬النة‬
‫قالوا ربح البيع ل نقيل ول نستقيل فنلت هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (ما كا َن لِلنِّبيّ وَالّذينَ َآمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكيَ) أخبنا أبو عبد ال ممد بن عبد ال‬
‫الشيازي أخبنا ممد بن عبد الرحن بن حيويه الروي أخبنا أبو السن علي بن ممد الزاعي‬
‫حدثنا أبو اليمان قال‪ :‬أخبن شعيب عن الزهري عن سعيد بن السيب عن أبيه قال‪ :‬لا حضر أبا‬
‫طالب الوفاة دخل عليه رسول ال صلى ال عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد ال بن أب أمية فقال‪:‬‬
‫أي عم قل معي ل إله إل ال أحاج لك با عند ال فقال أبو جهل وابن أب أمية‪ :‬يا أبا طالب أترغب‬
‫عن ملة عبد الطلب فلم يزال يكلمانه حت قال آخر شيء كلمهم به على ملة عبد الطلب فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬لستغفرن لك ما ل أنه عنه فنلت (ما كا َن لِلنِّب ّي وَالّذينَ َآمَنوا أَن‬
‫ب الَحيمِ) رواه البخاري‬
‫ي َولَو كانوا أُولِى قُرب مِن بَعدِ ما تَبَّينَ َلهُم َأّنهُم أَصحا ُ‬
‫يَستَغفِروا لِلمُشرِك َ‬
‫عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري‪ .‬ورواه مسلم عن حرملة عن ابن‬
‫وهب عن يونس كلها عن الزهري‪.‬‬
‫أخبنا أبو سعيد بن أب عمرو النيسابوري أخبنا السن بن علي بن مؤمل أخبنا عمرو بن عبد ال‬
‫البصري أخبنا موسى بن عبيدة قال‪ :‬أخبنا ممد بن كعب القرظي حدثنا ممد بن عبد الوهاب‬
‫أخبنا جعفر بن عون قال‪ :‬بلغن أنه لا اشتكى أبو طالب شكواه الت قبض فيها قالت له قريش‪ :‬يا‬
‫أبا طالب أرسل إل ابن أخيك فيسل إليك من هذه النة الت ذكرها تكون لك شفاء فخرج‬
‫الرسول حت وجد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبا بكر جالسا معه فقال‪ :‬يا ممد إن عمك‬
‫يقول إن كبي ضعيف سقيم فأرسل إل من جنتك هذه الت تذكر من طعامها وشرابا شيئا يكون ل‬
‫فيه شفاء فقال أبو بكر إن ال حرمها على الكافرين فرجع إليهم الرسول فقال‪ :‬بلغت ممدا الذي‬
‫أرسلتمون به فلم ير إل شيئا‪ .‬وقال أبو بكر‪ :‬إن ال حرمها على الكافرين فحملوا أنفسهم عليه‬
‫حت أرسل رسو ًل من عنده فوجد الرسول ف ملسه فقال له مثل ذلك فقال له رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬إن ال حرم على الكافرين طعامها وشرابا ث قام ف إثر الرسول حت دخل معه بيت أب‬
‫طالب فوجده ملوءا رجالً فقال‪ :‬خلوا بين وبي عمي فقالوا‪ :‬ما نن بفاعلي ما أنت أحق به منا إن‬
‫كانت لك قرابة فلنا قرابة مثل قرابتك فجلس إليه فقال‪ :‬يا عم جزيت عن خيا يا عم أعن على‬
‫نفسك بكلمة واحدة أشفع لك با عند ال يوم القيامة قال‪ :‬وما هي يا ابن أخي قال‪ :‬قل ل إله إل‬
‫ال وحده ل شريك له فقال‪ :‬إنك ل ناصح وال لول أن تعي با فيقال‪ :‬جزع عمك من الوت‬
‫لقررت با عينك قال‪ :‬فصاح القوم‪ :‬يا أبا طالب أنت رأس النيفية ملة الشياخ فقال‪ :‬ل تدث‬
‫نساء قريش أن عمك جزع عند الوت فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل أزال أستغفر لك‬
‫رب حت يردن فاستغفر له بعد ما مات فقال السلمون ما ينعنا أن نستغفر لبائنا ولذوي قراباتنا قد‬
‫استغفر إبراهيم لبيه وهذا ممد صلى ال عليه وسلم يستغفر لعمه فاستغفروا للمشركي حت نزل‬
‫ي َولَو كانوا أُولِى قُرب)‪.‬‬
‫(ما كا َن لِلنّبّ وَالّذينَ َآمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِك َ‬
‫أخبنا أبو القاسم عبد الرحن بن أحد الران حدثنا ممد بن عبد ال بن نعيم حدثنا ممد بن‬
‫يعقوب الموي حدثنا الر بن نصي حدثنا ابن وهب أخبنا ابن جريج عن أيوب بن هانء عن‬
‫مسروق بن الجدع عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬خرج رسول ال صلى ال عليه وسلم ينظر ف‬
‫القابر وخرجنا معه فأخذنا ملسنا ث تطى القبور حت انتهى إل قب منها فناجاه طويلً ث ارتفع‬
‫وجئنا ورسول ال صلى ال عليه وسلم باك فبكينا لبكاء رسول ال صلى ال عليه وسلم ث إنه أقبل‬
‫إلينا فتلقاه عمر بن الطاب فقال‪ :‬يا رسول ال ما الذي أبكاك فقد أبكانا وأفزعنا فجاء فجلس إلينا‬
‫فقال‪ :‬أفزعكم بكائي فقلنا‪ :‬نعم فقال‪ :‬إن القب الذي رأيتمون أناجي فيه قب آمنة بنت وهب وإن‬
‫استأذنت رب ف زيارتا فأذن ل فيها واستأذنت رب ف الستغفار لا فلم يأذن ل فيه ونزل (ما كانَ‬
‫لِلنِّبيّ وَالّذينَ َآمَنوا أَن يَستَغفِروا لِلمُشرِكيَ) حت ختم الية‪( .‬وَما كا َن اِستِغفارُ إِبراهي َم لَِبي ِه إِلّا عَن‬
‫مّو ِع َد ٍة وَ َعدَها ِإيّاهُ) ‪ -‬فأخذن ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذي أبكان‪.‬‬
‫قوله تعال (وَما كا َن الُؤمِنو َن لِيَنفُروا كا ّفةً) قال ابن عباس ف رواية الكلب‪ :‬لا أنزل ال تعال عيوب‬
‫النافقي لتخلفهم عن الهاد قال الؤمنون‪ :‬وال ل نتخلف عن غزوة يغزوها رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ول سرية أبدا فلما أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالسرايا إل العدو نفر السلمون‬
‫جيعا وتركوا رسول ال صلى ال عليه وسلم وحده بالدينة فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫سورة يونس‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (أَكانَ لِلناسِ َعجَبا أَن أَوحَينا إِل َرجُ ٍل مّنهُم أَن أَنذِرِ الناسَ)‬
‫الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬لا بعث ال تعال ممدا صلى ال عليه وسلم رسولً أنكرت الكفار وقالوا‪ :‬ال‬
‫أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل ممد فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫ت قالَ الّذينَ ل يَرجونَ لِقاءَنا) الية‪ .‬قال ماهد‪ :‬نزلت ف‬
‫قوله تعال ( َوإِذا تُتلى عَلَيهُم آَياتُنا بَيّنا ٍ‬
‫مشركي مكة‪ .‬قال مقاتل‪ :‬وهم خسة نفر عبد ال بن أب أمية الخزومي والوليد بن الغية ومكرز بن‬
‫حفص وعمرو بن عبد ال بن أب قيس العامري والعاص بن عامر قالوا للنب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللت والعزى‪ .‬وقال الكلب‪ :‬نزلت ف الستهزئي قالوا‪ :‬يا ممد‬
‫ائت بقرآن غي هذا فيه ما نسألك‪.‬‬
‫والزمشري لنما إنا قال فيما يكن إرادة الليال واليام جيعا ول شك أنه عند إراتما تغلب‬
‫الليال فيضعف التذكي وأما عند إرادة الذكر فقط فالتذكي وإثبات الاء هو الصل والذف ورد‬
‫ف الديث وحكاه الكسائي فالوجهان فيه فصيحان بلف القسم الول فإن الذف فيه أفصح هذا‬
‫إن ثبت‪ :‬صمنا خسة كما ادعاه أبو حيان ولعله أخذه من ابن عصفور فإن‬
‫سورة هود‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (أَل ِإنّهُم يَثنونَ صُدو َرهُم) الية‪ .‬نزلت ف الخنس بن شريق‬
‫وكان رجلً حلو الكلم حلو النظر يلقى رسول ال صلى ال عليه وسلم با يب ويطوي بقلبه ما‬
‫يكره‪ .‬وقال الكلب‪ :‬كان يالس النب صلى ال عليه وسلم يظهر له أمرا يسره ويضمر ف قلبه‬
‫خلف ما يظهر فأنزل ال تعال (أَل ِإّنهُم يَثنونَ صُدو َرهُم) يقول يكنون ما ف صدورهم من العداوة‬
‫لسَناتِ‬
‫لحمد صلى ال عليه وسلم‪ .‬قوله تعال (وََأ ِقمِ الصَلةَ َط َرفَ ِي النَها ِر وَ ُزلَفا ّمنَ اللّيلِ إِ ّن ا َ‬
‫ب السَيّئاتِ) الية‪.‬‬
‫يُذهِ َ‬
‫أخبنا الستاذ أبو منصور البغدادي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن مطر قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن علي قال‪:‬‬
‫حدثنا يي بن يي قال‪ :‬حدثنا أبو الحوص عن ساك عن إبراهيم عن علقمة والسود عن عبد ال‬
‫قال‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال إن عالت امرأة ف أقصى الدينة‬
‫وإن أصبت منها ما دون أن آتيها وأنا هذا فاقض ف ما شئت قال‪ :‬فقال عمر‪ :‬لقد سترك ال لو‬
‫ل ودعاه فتل عليه‬
‫سترت نفسك فلم يرد عليه النب صلى ال عليه وسلم فانطلق الرجل فأتبعه رج ً‬
‫هذه الية فقال رجل‪ :‬يا رسول ال هذا له خاصة قال‪ :‬ل بل للناس كافة‪ .‬رواه مسلم عن يي‪.‬‬
‫ورواه البخاري من طريق يزيد بن وأخبنا عمر بن أب عمر أخبنا ممد بن مكي أخبنا ممد بن‬
‫يوسف أخبنا ممد بن إساعيل حدثنا بشر بن يزيد بن زريع قال‪ :‬حدثنا سليمان التميمي عن أب‬
‫ل أصاب من امرأة قبلة فأتى النب صلى ال عليه وسلم فذكر‬
‫عثمان النهدي عن ابن مسعود أن رج ً‬
‫ذلك له فأنزل ال تعال هذه الية (َأ ِقمِ الصَلةَ َط َرفَ ِي النَها ِر وَ ُزلَفا ّمنَ اللّيلِ) إل آخر الية فقال‬
‫الرجل‪ :‬أل هذه قال‪ :‬لن عمل با من أمت‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن موسى بن الفضل قال‪ :‬حدثنا ممد بن يعقوب الموي قال‪ :‬حدثنا العباس الدوري‬
‫حدثنا أحد بن حنبل الروزي قال‪ :‬حدثنا ابن البارك قال‪ :‬حدثنا سويد قال‪ :‬أخبنا عثمان بن مؤمن‬
‫عن موسى بن طلحة عن أب اليسر بن عمرو قال‪ :‬أتتن امرأة وزوجها بعثه النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف بعث فقالت بعن بدرهم ترا قال‪ :‬فأعجبتن فقلت‪ :‬إن ف البيت ترا هو أطيب من هذا‬
‫فالقين فغمزتا وقبلتها فأتيت النب صلى ال عليه وسلم فقصصت عليه المر فقال‪ :‬خنت رجلً‬
‫غازيا ف سبيل ال ف أهله بذا وأطرق عن فظننت أن من أهل النار وأن ال ل يغفر ل أبدا وأنزل‬
‫ال تعال (أَ ِق ِم الصَلةَ َط َرفَ ِي النَهارِ) الية‪ .‬فأرسل إل النب صلى ال عليه وسلم فتلها علي‪.‬‬
‫أخبنا نصر بن بكر بن أحد الواعظ قال‪ :‬أخبنا أبو سعيد عبد ال بن ممد السجزي قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن أيوب الرازي قال‪ :‬أخبنا علي بن عثمان وموسى بن إساعيل وعبيد ال بن العاصم واللفظ‬
‫لعلي قالوا‪ :‬أخبنا حاد بن سلمة قال‪ :‬حدثنا علي بن يزيد عن يوسف بن ماهان عن ابن عباس أن‬
‫ل أتى عمر فقال‪ :‬إن امرأة جاءتن تبايعن فأدخلتها الدول فأصبت منها كل شيء إل الماع‬
‫رج ً‬
‫فقال‪ :‬ويك لعلها مغيب ف سبيل ال قلت‪ :‬أجل قال‪ :‬ائت أبا بكر فقال ما قال لعمر ورد عليه مثل‬
‫ذلك وقال‪ :‬ائت رسول ال صلى ال عليه وسلم فسله فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‬
‫مثل ما قال لب بكر وعمر فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬لعلها مغيب ف سبيل ال فقال‪:‬‬
‫ت يُذهِبَ‬
‫لسَنا ِ‬
‫نعم فسكت عنه ونزل القرآن (َأ ِقمِ الصَلةَ َط َرفَ َي النَها ِر وَ ُزلَفا ّمنَ اللّيلِ إِنّ ا َ‬
‫السَيّئاتِ) فقال الرجل‪ :‬أل خاصة يا رسول ال أم للناس عامة فضرب عمر صدره وقال‪ :‬ل ول‬
‫نعمة عي ولكن للناس عامة فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال‪ :‬صدق عمر‪.‬‬
‫أخبنا أبو نصر ممد بن ممد الطوسي قال‪ :‬حدثنا علي بن عمر الافظ قال‪ :‬حدثنا الب بن‬
‫إساعيل الحاملي قال‪ :‬حدثنا يوسف بن موسى قال‪ :‬حدثنا جرير عن عبد اللك بن عمي عن عبد‬
‫الرحن بن أب ليلى عن معاذ بن جبل أنه كان قاعدا عند النب صلى ال عليه وسلم فجاء رجل فقال‪:‬‬
‫يا رسول ال ما تقول ف رجل أصاب من امرأة ل تل له فلم يدع شيئا يصيبه الرجل من امرأته إل‬
‫قد أصابه منها إل أنه ل يامعها فقال‪ :‬توضأ وضوءا حسنا ث قم فصل قال‪ :‬فأنزل ال تعال هذه الية‬
‫(َأقِ ِم الصَلةَ َط َر َفيِ النَها ِر وَ ُزلَفا ّمنَ اللّيلِ) إل آخرها فقال معاذ بن جبل‪ :‬أهي له أم للمسلمي عامة‬
‫فقال‪ :‬بل هي للمسلمي عامة‪.‬‬
‫أخبنا الستاذ أبو طاهر الروزباري قال‪ :‬أخبنا حاجب بن أحد قال‪ :‬أخبنا عبد الرحيم بن منيب‬
‫قال‪ :‬حدثنا الفضل بن موسم الشيبان قال‪ :‬حدثنا سفيان الثوري عن ساك بن حرب عن إبراهيم عن‬
‫عبد الرحن بن سويد عن ابن مسعود أنه قال‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا‬
‫رسول ال إن أصبت من امرأة غي أن ل آتا فأنزل ال تعال (َأ ِقمِ الصَلةَ َط َرفَ ِي النَها ِر وَ ُزلَفا ّمنَ‬
‫ب السَيّئاتِ)‪.‬‬
‫لسَناتِ يُذهِ َ‬
‫اللّي ِل إِ ّن ا َ‬
‫قوله تعال (وَ َكَأيّن مّن داّبةٍ ل تَح ِملُ رِزقَها) الية‪ .‬أخبنا أبو بكر أحد بن ممد التميمي قال‪ :‬أخبنا‬
‫أبو ممد بن حيان قال‪ :‬أخبنا أحد بن جعفر المال قال‪ :‬أخبنا عبد الواحد بن ممد البجلي قال‪:‬‬
‫أخبنا يزيد بن هارون قال‪ :‬أخبنا الجاج بن منهال عن الزهري عن عبد الرحيم بن عطاء عن‬
‫عطاء عن ابن عمر قال‪ :‬خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم حت دخل بعض حيطان النصار‬
‫فجعل يلقط من التمر ويأكل فقال‪ :‬يا ابن عمر ما لك ل تأكل فقلت‪:‬‬
‫ل أشتهيه يا رسول ال فقال‪ :‬لكن أشتهيه وهذه صبيحة رابعة ما ذقت طعاما ولو شئت لدعوت رب‬
‫فأعطان مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت ف قوم يبئون رزق سنتهم‬
‫ل يَر ُزقُها َوإِيّاكُم‬
‫ويضعف اليقي قال‪ :‬فوال ما برحنا حت نزلت (وَكََأيّن مّن داّب ٍة لّا تَح ِملُ رِزقَها ا ُ‬
‫وَ ُهوَ السَميعُ العَليمُ)‪.‬‬
‫سورة يوسف‬

‫ك أَحسَ َن القَصَصِ) الية‪ .‬أخبنا عبد القاهر بن‬


‫بسم الِ ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (نَحنُ َنقُصّ عَلَي َ‬
‫طاهر قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن مطر قال‪ :‬أخبنا جعفر بن ممد بن السن القاص قال‪ :‬حدثنا‬
‫إسحاق بن إبراهيم النظلي قال‪ :‬حدثنا عمرو بن ممد القرشي قال‪ :‬حدثنا خلد بن مسلم الصفار‬
‫عن عمرو بن قيس اللئي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أب وقاص ف‬
‫س َن القَصَصِ) قال‪ :‬أنزل القرآن على رسول ال صلى ال عليه‬
‫ك أَح َ‬
‫قوله عز وجل (نَحنُ َنقُصّ عَلَي َ‬
‫ت الكِتابِ‬
‫وسلم فتله عليهم زمانا فقالوا‪ :‬يا رسول ال لو قصصت فأنزل ال تعال (اَلرَ تِلكَ آَيا ُ‬
‫سنَ القَصَصِ) الية فتله عليهم زمانا فقالوا‪ :‬يا رسول ال لو‬
‫الُبيِ) إل قوله (نَح ُن َنقُصّ عَلَيكَ أَح َ‬
‫س َن الَديثِ كِتابا مّتَشابِها) قال‪ :‬كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن‪ .‬رواه‬
‫ل َنزّ َل أَح َ‬
‫حدثتنا فأنزل ال تعال (ا ُ‬
‫الاكم أبو عبد ال ف صحيحه عن أب بكر العنبي عن ممد بن عبد السلم عن إسحاق بن‬
‫إبراهيم‪.‬‬
‫وقال عون بن عبد ال‪ :‬مل أصحاب رسول ال ملة فقالوا‪ :‬يا رسول ال حدثنا فأنزل ال تعال (الُ‬
‫سنَ الَديثِ) الية قال‪ :‬ث إنم ملوا ملة أخرى فقالوا‪ :‬يا رسول ال فوق الديث ودون‬
‫َنزّ َل أَح َ‬
‫سنَ القَصَصِ) فأرادوا الديث فدلم‬
‫القرآن يعنون القصص فأنزل ال تعال (نَح ُن َنقّصّ عَلَيكَ أَح َ‬
‫على أحسن الديث وأرادوا القصص فدلم على أحسن القصص‪.‬‬
‫سورة الرعد‬

‫ب بِها مَن يَشاءُ) أخبنا نصر بن أب نصر‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (وَيُرسِ ُل الصَوا ِع َق فَيُصي ُ‬
‫الواعظ قال‪ :‬أخبنا أبو سعيد عبد ال بن ممد بن نصر قال‪ :‬أخبنا ممد بن أيوب الرازي قال‪:‬‬
‫أخبنا عبد ال بن عبد الوهاب قال‪ :‬حدثنا علي بن أب سارة الشيبان قال‪ :‬حدثنا ثابت عن أنس بن‬
‫ل مرة إل رجل من فراعنة العرب فقال‪ :‬اذهب‬
‫مالك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث رج ً‬
‫فادعه ل فقال‪ :‬يا رسول ال إنه أعت من ذلك قال‪ :‬اذهب فادعه ل قال‪ :‬فذهب إليه فقال‪ :‬يدعوك‬
‫رسول ال قال وما ال أمن ذهب هو أو من فضة أو من ناس قال‪ :‬فرجع إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فأخبه وقال‪ :‬وقد أخبتك أنه أعت من ذلك فقال ل كذا وكذا فقال‪ :‬ارجع إليه الثانية‬
‫فادعه فرجع إليه فعاد عليه مثل الكلم الول فرجع إل النب صلى ال عليه وسلم فأخبه فقال‪:‬‬
‫ارجع إليه فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلم فبينا هو يكلمن إذ بعثت إليه سحابة حيال رأسه‬
‫ب بِها مَن‬
‫فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل ال تعال (وَيُر ِس ُل الصَوا ِع َق فَيُصي ُ‬
‫ل وَه َو شَديدُ الِحالِ)‪.‬‬
‫يَشا ُء َوهُم يُجادِلونَ ف ا ِ‬
‫وقال ابن عباس ف رواية أب صال وابن جريج وابن زيد‪ :‬نزلت هذه الية والت قبلها ف عامر بن‬
‫الطفيل وأربد بن ربيعة وذلك أنما أقبل يريدا رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رجل من‬
‫أصحابه‪ :‬يا رسول ال هذا عامر بن طفيل قد أقبل نوك فقال دعه فإن يرد ال به خيا يهده فأقبل‬
‫حت قام عليه فقال‪ :‬يا ممد ما ل إن أسلمت قال‪ :‬لك ما للمسلمي وعليك ما عليهم قال‪ :‬تعل ل‬
‫المر بعدك قال ل ليس ذلك إل إنا ذلك إل ال يعله حيث يشاء قال‪ :‬فتجعلن على الوبر وأنت‬
‫على الدر قال‪ :‬ل قال‪ :‬فماذا تعل ل قال‪ :‬أجعل لك أعنة اليل تغزو عليها قال‪ :‬أوليس ذلك إل‬
‫اليوم وكان أوصى أربد بن ربيعة إذا رأيتن أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف فجعل ياصم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ويراجعه فدار أربد خلف النب صلى ال عليه وسلم ليضربه فاخترط‬
‫من سيفه شبا ث حبسه ال تعال فلم يقدر على سله وجعل عامر يومئ إليه فالتفت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه فقال‪ :‬اللهم اكفنيهما با شئت فأرسل ال تعال على‬
‫أربد صاعقة ف يوم صائف صاح فأحرقته وول عامر هاربا وقال‪ :‬يا ممد دعوت ربك فقتل أربد‬
‫ل جردا وفتيانا مردا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ينعك ال تعال‬
‫وال لملنا عليك خي ً‬
‫من ذلك وابنا قيلة يريد الوس والزرج فنل عامر بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلحه‬
‫فخرج وهو يقول‪ :‬واللت لئن أصحر ممد إل وصاحبه يعن ملك الوت لنفذنما برمي فلما رأى‬
‫ال تعال ذلك منه أرسل ملكا فلطمه بناحيه فأذراه ف التراب وخرجت على ركبته غدة ف الوقت‬
‫كغدة البعي فعاد إل بيت السلولية وهو يقول‪ :‬غدة كغدة البعي وموت ف بيت السلولية ث مات‬
‫على ظهر فرسه وأنزل ال تعال فيه هذه القصة (سَوا ٌء مّنكُم من َأسَ ّر القَولَ َومَن َج َهرَ ِبهِ) حت بلغ‬
‫(وَما دُعا ُء الكافِرينَ ِإلّا ف ضَللٍ)‪.‬‬
‫حنِ) قال أهل التفسي‪ :‬نزلت ف صلح الديبية حي أرادوا كتاب‬
‫قوله تعال ( َوهُم يَكفُرونَ بِالرَ َ‬
‫الصلح فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬اكتب بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم فقال سهيل بن عمرو‬
‫والشركون‪ :‬ما نعرف الرحن إل صاحب اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب اكتب باسك اللهم وهكذا‬
‫كانت الاهلية يكتبون فأنزل ال تعال فيهم هذه الية‪.‬‬
‫وقال ابن عباس ف رواية الضحاك‪ :‬نزلت ف كفار قريش حي قال لم النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫اسجدوا للرحن قالوا‪ :‬وما الرحن أنسجد لا تأمرنا الية‪ .‬فأنزل ال تعال هذه الية وقال‪ :‬قل لم إن‬
‫الرحن الذي أنكرت معرفته هو رب ل إله إل هو‪.‬‬
‫قوله تعال ( َولَو أَ ّن قُرآَنا سُّيرَت ِبهِ الِبالُ) الية‪ .‬أخبنا ممد بن عبد الرحن النحوي قال‪ :‬أخبنا‬
‫أبو عمرو ممد بن أحد اليي قال‪ :‬أخبنا أبو يعلى قال‪ :‬أخبنا ممد بن إساعيل بن ثلة النصاري‬
‫حدثنا خلف بن تيم عن عبد البار بن عمر البلى عن عبد ال بن عطاء عن جدته أم عطاء مولة‬
‫الزبي قالت‪ :‬سعت الزبي بن العوام يقول‪ :‬قالت قريش للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬تزعم أنك نب‬
‫يوحى إليك وأن سليمان سخر له الريح وأن موسى سخر له البحر وأن عيسى كان ييي الوتى‬
‫فادع ال تعال أن يسي عنا هذه البال ويفجر لنا ف الرض أنارا فنتخذها مارث ومزارع ونأكل‬
‫وإل فادع أن ييي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا وإل فادع ال أن يصي هذه الصخرة الت تتك‬
‫ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك كهيئتهم فبينا نن حوله إذ نزل‬
‫عليه الوحي فلما سري عنه قال‪ :‬والذي نفسي بيده لقد أعطان ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه‬
‫خين بي أن تدخلوا ف باب الرحة فيؤمن مؤمنكم وبي أن يكلكم إل ما اخترت لنفسكم فتضلوا‬
‫عن باب الرحة فاخترت باب الرحة وأخبن إن أعطاكم ذلك ث كفرت أنه معذبكم عذابا ل يعذبه‬
‫ب بِها الَوّلونَ) ونزلت ( َولَو أَنّ‬
‫أحدا من العالي فنلت (وَما مََنعَنا أَن نّر ِس َل بِالَياتِ ِإلّا أَن َكذّ َ‬
‫قُرآَنا سُّيرَت ِبهِ الِبالُ) الية‪.‬‬
‫ل مِن قَب ِلكَ َوجَعَلنا َلهُم أَزواجا) قال الكلب‪ :‬عيت اليهود رسول ال‬
‫قوله تعال ( َوَلقَد أَرسَلنا ُرسُ ً‬
‫صلى ال عليه وسلم وقالت‪ :‬ما نرى لذا الرجل مهمة إل النساء والنكاح ولو كان نبيا كما زعم‬
‫لشغله أمر النبوة عن النساء فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫سورة الجر‬

‫ي مِنكُم وََلقَد عَلِمنا الُستََأخِرينَ) أخبنا‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (وََلقَد عَلِمنا الُستَقدِم َ‬
‫نصر بن أب نصر الواعظ قال‪ :‬أخبنا أبو سعيد عبد ال بن ممد بن نصي الرازي قال‪ :‬أخبنا سعيد‬
‫بن منصور قال‪ :‬حدثنا نوح بن قيس الطائي قال‪ :‬حدثنا عمر بن مالك عن أب الوزاء عن ابن عباس‬
‫قال‪ :‬كانت تصلي خلف النب صلى ال عليه وسلم امرأة حسناء ف آخر النساء وكان بعضهم يتقدم‬
‫إل الصف الول لئل يراها وكان بعضهم يتأخر ف الصف الخر فإذا ركع قال هكذا ونظر من تت‬
‫ي مِنكُم َولَقَد عَلِمنا الُسَتأَخِرينَ)‪.‬‬
‫إبطه فنلت ( َولَقَد عَلِمنا الُستَقدِم َ‬
‫وقال الربيع بن أنس‪ :‬حرض رسول ال صلى ال عليه وسلم على الصف الول ف الصلة فازدحم‬
‫الناس عليه وكان بنو عذرة دورهم قاصية عن السجد فقالوا نبيع دورنا ونشتري دورا قريبة من‬
‫السجد فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال ( َوَنزَعنا ما ف صُدو ِرهِم) أخبنا عبد الرحن بن حدان العدل قال‪ :‬أخبنا أحد بن جعفر‬
‫بن مالك قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن أحد بن حنبل قال‪ :‬حدثن ممد بن سليمان بن خالد الفحام قال‪:‬‬
‫حدثنا علي بن هاشم عن كثي النوا قال‪ :‬قلت لب جعفر‪ :‬إن فلنا حدثن عن علي بن السي رضي‬
‫ال عنهما أن هذه الية نزلت ف أب بكر وعمر وعلي رضي ال عنهم ( َونَزَعنا ما ف صُدو ِرهِم مّن‬
‫ِغ ّل إِخوانا عَلى سُرُ ٍر مّتَقابِليَ) قال‪ :‬وال إنا لفيهم نزلت وفيهم نزلت الية قلت‪ :‬وأي غل هو‬
‫قال‪ :‬غل الاهلية إن بن تيم وعدي وبن هاشم كان بينهم ف الاهلية فلما أسلم هؤلء القوم‬
‫وأجابوا أخذ أبا بكر الاصرة فجعل علي رضي ال عنه يسخن يده فيضمخ با خاصرة أب بكر‬
‫فنلت هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (نَبّيء عِبادي َأنّي أَنا الغَفو ُر الرَحيمُ) روى ابن البارك بإسناده عن رجل من أصحاب النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أنه قال‪ :‬طلع علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم من الباب الذي دخل منه‬
‫بنو شيبة ونن نضحك فقال‪ :‬ل أراكم تضحكون ث أدبر حت إذا كان عند الجر رجع إلينا‬
‫القهقرى فقال‪ :‬إن لا خرجت جاء جبيل عليه السلم فقال‪ :‬يا ممد يقول ال تعال عز وجل‪ :‬ل‬
‫تقنط عبادي (نَبّيء عِبادي َأنّي أَنا الغَفورُ الرَحيمُ)‪.‬‬
‫قوله تعال ( َوَلقَد َآتَينا َك سَبعا ّمنَ الَثان وَالقُرآَ َن العَظيمَ) قال السي بن الفضل‪ :‬إن سبع قوافل‬
‫وافت من بصرى وأذرعات وليهود قريظة والنضي ف يوم واحد فيها أنواع من البز وأوعية الطيب‬
‫والواهر وأمتعة البحر فقال السلمون‪ :‬لو كانت هذه الموال لنا لتقوينا با فأنفقناها ف سبيل ال‬
‫فأنزل ال تعال هذه الية وقال‪ :‬لقد أعطيتكم سبع آيات هي خي لكم من هذه السبع القوافل ويدل‬
‫على صحة هذا قوله على أثرها (ل تَ ُمدّنّ عَينَيكَ) الية‪.‬‬
‫سورة النحل‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (أَتى أَمرُ الِ) الية‪ .‬قال ابن عباس لا أنزل ال تعال (اِقَت َربَتِ‬
‫شقّ القَمَر) قال الكافر بعضهم لبعض‪ :‬إن هذا يزعم أن القيامة‪ :‬قد قربت فأمسكوا عن‬
‫السا َع ُة وَاِن َ‬
‫بعض ما كنتم تعملون حت ننظر ما هو كائن فلما رأوا أنه ل ينل شيء قالوا‪ :‬ما نرى شيئا فأنزل‬
‫س حِساُبهُم َوهُم ف غَف َلةٍ مّعرِضونَ) فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة فلما‬
‫ال تعال (اِِقَت َربَ لِلنا ِ‬
‫امتدت اليام قالوا‪ :‬يا ممد ما نرى شيئا ما توفنا به فأنزل ال تعال (َأتَى أَمرُ الِ) فوثب النب صلى‬
‫ال عليه وسلم ورفع الناس رءوسهم فنل (فَل تَستَعجِلوهُ) فاطمأنوا فلما نزلت هذه الية قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتي وأشار بإصبعه إن كادت لتسبقن وقال‬
‫الخرون‪ :‬المر ها هنا العذاب بالسيف وهذا جواب للنضر بن الرث حي قال‪ :‬اللهم إن كان هذا‬
‫هو الق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء يستعجل العذاب فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬

‫قوله تعال (خَ َلقَ الِإنسا َن مِن نُط َف ٍة َفإِذا هُ َو خَصيمٌ مّبيٌ) نزلت الية ف أب بن خلف المحي حي‬
‫جاء بعظم رميم إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا ممد أترى ال ييي هذا بعد ما قد رم‬
‫نظية هذه الية قوله تعال ف سورة يس (أَ َولَم َي َر الِإنسانُ َأنّا خَلَقناهُ مِن نّط َفةٍ َفإِذا ُهوَ خَصي ٌم مّبيٌ)‬
‫إل آخر السورة نازلة ف هذه القصة‪.‬‬

‫ل مَن يَموتُ) الية‪ .‬قال الربيع بن أنس عن أب‬


‫ل جَه َد أَياِنهِم ل يَبعَثُ ا ُ‬
‫قوله عز وجل (وَأَقسَموا بِا ِ‬
‫العالية‪ :‬كان لرجل من السلمي على رجل من الشركي دين فأتاه يتقاضاه فكان فيما تكلم به‬
‫والذي أرجوه بعد الوت فقال الشرك‪ :‬وإنك لتزعم أنك لتبعث بعد الوت فأقسم بال ل يبعث ال‬
‫من يوت فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬

‫ل مِن بَعدِ ما ُظلِموا) الية‪ .‬نزلت ف أصحاب النب صلى ال‬


‫قوله عز وجل (وَالّذينَ هاجَروا ف ا ِ‬
‫عليه وسلم بكة بلل وصهيب وخباب وعامر وجندل بن صهيب أخذهم الشركون بكة فعذبوهم‬
‫وآذوهم فبوأهم ال تعال بعد ذلك الدينة‪.‬‬
‫ك إِل رِجا ًل نّو ِحيَ ِإلَيهِم) الية‪ .‬نزلت ف مشركي مكة أنكروا‬
‫قوله عز وجل (وَما أَرسَلنا مِن قَب ِل َ‬
‫نبوة ممد صلى ال عليه وسلم وقالوا‪ :‬ال أعظم من أن يكون رسوله بشرا فهل بعث إلينا ملكا‪.‬‬
‫ل مَثَلً عَبدا مّملوكا) الية‪ .‬أخبنا ممد بن إبراهيم بن ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا‬
‫ض َربَ ا ُ‬
‫قوله تعال ( َ‬
‫أبو بكر النباري قال‪ :‬حدثنا جعفر بن ممد بن شاكر قال‪ :‬حدثنا عفان قال‪ :‬حدثنا وهيب قال‪:‬‬
‫حدثنا عبد ال بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬نزلت هذه الية‬
‫ل مَثلً عَبدا مّملوكا ل يَقدِرُ عَلى شَيءٍ) ف هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سرا‬
‫ض َربَ ا ُ‬
‫( َ‬
‫ي أَ َح َدهُما أَبكَ ُم ل يَقدِرُ‬
‫ل مَثَلً َرجُلَ ِ‬
‫ضرَبَ ا ُ‬
‫وجهرا وموله أبو الوزاء الذي كان ينهاه فنلت (وَ َ‬
‫عَلى شَيءٍ) فالبكم منهما الكل ‪ -‬على موله ‪ -‬هذا السيد أسد بن أب العيص والذي يأمر بالعدل‬
‫وهو على صراط مستقيم هو عثمان بن عفان رضي ال عنه‪.‬‬

‫قوله عز وجل (إِنّ الَ يََأ ُمرُ بِالعَدلِ وَالِإحسانِ) الية‪ .‬أخبنا أبو إسحاق أحد بن ممد بن إبراهيم‬
‫قال‪ :‬أخبنا شعيب بن ممد البيهقي قال‪ :‬أخبنا مكي بن عبدان قال‪ :‬حدثنا أبو الزهر قال‪ :‬حدثنا‬
‫روح بن عبادة عن عبد الميد بن برام قال‪ :‬حدثنا شهر بن حوشب قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن عباس‬
‫قال‪ :‬بينما رسول ال صلى ال عليه وسلم بفناء بيته بكة جالسا إذ مر به عثمان بن مظعون فكشر‬
‫إل النب صلى ال عليه وسلم فقال له‪ :‬أل تلس فقال‪ :‬بلى فجلس إليه مستقبله فبينما هو يدثه إذ‬
‫شخص بصره إل السماء فنظر ساعة وأخذ يضع بصره حت وضع على عتبة ف الرض ث ترف عن‬
‫جليسه عثمان إل حيث وضع بصره فأخذ ينغض رأسه كأنه يستنقه ما يقال له ث شخص بصره إل‬
‫السماء كما شخص أول مرة فأتبعه بصره حت توارى ف السماء وأقبل على عثمان كجلسته الول‬
‫فقال‪ :‬يا ممد فيما كنت أجالسك وآتيك ما رأيتك تفعل فعلتك الغداة قال‪ :‬ما رأيتن فعلت قال‪:‬‬
‫رأيتك شخص بصرك إل السماء ث وضعته حت وضعته على يينك فتحرفت إليه وتركتن فأخذت‬
‫تنغض رأسك كأنك تستنقه شيئا يقال لك قال أوفطنت إل ذلك قال عثمان نعم قال‪ :‬أتان رسول‬
‫ل َيَأ ُمرُ‬
‫ال جبيل عليه السلم وسلم آنفا وأنت جالس قال‪ :‬فماذا قال لك قال‪ :‬قال ل (إِنّ ا َ‬
‫بِالعَد ِل وَالِإحسانِ َوإِيتا ِء ذي القُرب َويَنهى َع ِن الفَحشا ِء وَالُن َكرِ وَالبَغ ِي َيعِظُكُم لَعَ َلكُم َتذَكّرونَ)‬
‫فذاك حي استقر اليان ف قلب وأحببت ممدا صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫قوله تعال ( َوإِذا َبدّلنا َآَيةً مّكانَ َآَيةٍ) نزلت حي قال الشركون‪ :‬إن ممدا عليه الصلة والسلم‬
‫سخر بأصحابه يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدا أو يأتيهم با هو أهون عليهم وما هو إل مفترى‬
‫يقوله من تلقاء نفسه فأنزل ال تعال هذه الية ‪ -‬والت بعدها‪.‬‬
‫شرٌ) الية‪ .‬أخبنا أبو نصر أحد بن إبراهيم قال‪:‬‬
‫قوله تعال ( َوَلقَد نَعلَ ُم َأّنهُم يَقولو َن ِإنّما يُعَلّ ُم ُه َب َ‬
‫أخبنا أبو عبد ال ممد بن حدان الزاهد قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد بن عبد العزيز قال‪ :‬حدثنا‬
‫أبو هاشم الرفاعي قال‪ :‬حدثنا أبو فضيل قال‪ :‬حدثنا حصي عن عبيد ال بن مسلم قال‪ :‬كان لنا‬
‫غلمان نصرانيان من أهل عي التمر اسم أحدها يسار والخر خي وكانا يقرآن كتبا لم بلسانم‬
‫وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم ير بما فيسمع قراءتما وكان الشركون يقولون يتعلم منهما‬
‫ل مِن‬
‫فأنزل ال تعال فأكذبم (لِسا ُن الّذي يُلحِدو َن إِلَي ِه أَعجَميّ َوهَذا قوله عز وجل (مَن َك َف َر بِا ِ‬
‫بَع ِد إِياِنهِ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬نزلت ف عمار بن ياسر وذلك أن الشركي أخذوه وأباه ياسرا وأمه‬
‫سية وصهيبا وبللً وخبابا وسالا فأما سية فإنا ربطت بي بعيين ووجيء قبلها بربة وقيل لا‪ :‬إنك‬
‫أسلمت من أجل الرجال فقتلت وقتل زوجها ياسر وها أول قتيلي قتل ف السلم‪ .‬وأما عمار فإنه‬
‫أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها فأخب النب صلى ال عليه وسلم بأن عمارا كفر فقال‪ :‬كل إن‬
‫عمارا مليء إيانا من قرنه إل قدمه واختلط اليان بلحمه ودمه فأتى عمار رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وهو يبكي فجعل رسول ال عليه الصلة والسلم يسح عينيه وقال‪ :‬إن عادوا لك فعد لم با‬
‫قلت فأنزل ال هذه الية‪.‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬نزلت ف ناس من أهل مكة آمنوا فكتب إليهم السلمون الدينة أن هاجروا فإنا ل‬
‫نراكم منا حت تاجروا إلينا فخرجوا يريدون الدينة فأدركتهم قريش بالطريق ففتنوهم مكرهي‬
‫وفيهم نزلت هذه الية‪.‬‬

‫ك لِلّذي َن هاجَروا مِن بَعدِ ما فُتِنوا) الية‪ .‬قال قتادة‪ :‬ذكر لنا أنه لا أنزل ال‬
‫قوله تعال (ُث ّم إِنّ َربّ َ‬
‫تعال قبل هذه الية أن أهل مكة ل يقبل منهم إسلم حت يهاجروا كتب با أهل الدينة إل أصحابم‬
‫ب الناسُ أَن‬
‫من أهل مكة فلما جاءهم ذلك خرجوا فلحقهم الشركون فردوهم فنلت (اَلَم أَ َحسِ َ‬
‫يُترَكوا أَن يَقولوا َآمَنا َوهُم ل يُفتَنونَ) فكتبوا با إليهم فتبايعوا بينهم على أن يرجوا فإن لقهم‬
‫الشركون من أهل مكة قاتلوهم حت ينجو ويلحقوا بال فأدركهم الشركون فقاتلوهم فمنهم من‬
‫ك لِلّذي َن هاجَروا مِن بَعدِ ما فُتِنوا ُثمّ جاهَدوا‬
‫قتل ومنهم من نا فأنزل ال عز وجل (ُث ّم إِنّ َربّ َ‬
‫وَصَبَروا)‪.‬‬

‫ك بِالِك َمةِ) الية‪ .‬أخبنا أبو منصور ممد بن ممد النصوري قال‪:‬‬
‫ع إِل سَبيلِ َرّب َ‬
‫قوله عز وجل (اُد ُ‬
‫أخبنا علي بن عمر الافظ قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد بن عبد العزيز قال‪ :‬حدثنا الكم بن موسى‬
‫قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن عباس عن عبد اللك بن أب عيينة عن الكم بن عيينة عن ماهد عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬لا انصرف الشركون عن قتلى أحد انصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم فرأى‬
‫منظرا ساءه ورأى حزة قد شق بطنه واصطلم أنفه وجدعت أذناه فقال‪ :‬لول أن يزن النساء أو‬
‫ل منهم‬
‫يكون سنة بعدي لتركته حت يبعثه ال تعال من بطون السباع والطي لقتلن مكانه سبعي رج ً‬
‫ث دعا ببدة فغطى با وجهه فخرجت رجله فجعل على رجليه شيئا من الذخر ث قدمه وكب عليه‬
‫عشرا ث جعل ياء بالرجل فيوضع وحزة مكانه حت صلى عليه سبعي صلة وكان القتلى سبعي‬
‫لسََنةِ) إل قوله‬
‫ك بِالِك َمةِ وَالَوعِ َظ ِة ا َ‬
‫ع إِل سَبيلِ َربّ َ‬
‫فلما دفنوا وفرغ منهم نزلت هذه الية (اُد ُ‬
‫صبُ َك ِإلّا أخبنا إساعيل بن إبراهيم الواعظ قال‪ :‬حدثنا أبو العباس أحد بن ممد بن‬
‫(وَاِصبِر وَما َ‬
‫عيسى الافظ قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن ممد بن عبد العزيز قال‪ :‬حدثنا يعقوب الوليد الكندي قال‪:‬‬
‫حدثنا صال الري قال‪ :‬حدثنا سليمان التيمي عن أب عثمان النهدي عن أب هريرة قال‪ :‬أشرف النب‬
‫صلى ال عليه وسلم على حزة فرآه صريعا فلم ير شيئا كان أوجع لقلبه منه وقال‪ :‬وال لقتلن بك‬
‫ي لّلصابِرينَ) أخبنا‬
‫سبعي منهم فنلت (وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِث ِل ما عُوقِبتُم ِبهِ َولَئِن صَبَرتُم َل ُهوَ خَ ٌ‬
‫أبو حسان الزكي قال‪ :‬أخبنا أبو العباس ممد بن إسحاق قال‪ :‬حدثنا يي بن عبد الميد المان‬
‫قال‪ :‬حدثنا قيس عن أب ليلى عن الكم عن مقسم عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫ل منهم فأنزل ال عز وجل‬
‫عليه وسلم يوم قتل حزة ومثل به‪ :‬لئن ظفرت بقريش لمثلن بسبعي رج ً‬
‫ي لّلصابِرينَ) فقال رسول ال صلى ال‬
‫(وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِث ِل ما عُوقِبتُم ِبهِ َولَئِن صَبَرتُم َل ُهوَ خَ ٌ‬
‫عليه وسلم‪ :‬بل نصب يا رب‪.‬‬
‫قال الفسرون‪ :‬إن السلمي لا رأوا ما فعل الشركون بقتلهم يوم أحد من تبقي البطون وقطع‬
‫الذاكي والثلة السيئة قالوا حي رأوا ذلك‪ :‬لئن ظفرنا ال سبحانه وتعال عليهم لنيدن على صنيعهم‬
‫ولنمثلن بم مثلة ل يثلها أحد من العرب بأحد قط ولنفعلن ولنفعلن ووقف رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم على عمه حزة وقد جدعوا أنفه وقطعوا مذاكيه وبقروا بطنه وأخذت هند بنت عتبة قطعة‬
‫من كبده فمضغتها ث استرطتها لتأكلها فلم تلبث ف بطنها حت رمت با فبلغ ذلك نب ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال‪ :‬أما إنا لو أكلته ل تدخل لنار أبدا حزة أكرم على ال من أن يدخل شيئا من‬
‫جسده النار فلما نظر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل حزة نظر إل شيء ل ينظر إل شيء كان‬
‫أوجع لقلبه منه فقال رحة ال عليك‪ :‬إنك ما علمت كنت وصولً للرحم فعالً للخيات ولول حزن‬
‫من بعدك عليك لسرن أن أدعك حت تشر من أجواف شت أما وال لئن أظفرن ال تعال بم‬
‫لمثلن بسبعي منهم مكانك فأنزل ال تعال ( َوإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ) الية‪ .‬فقال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬بلى نصب وأمسك عما أراد وكفر عن يينه‪.‬‬
‫قال الشيخ المام الوحد أبو السن‪ :‬ونتاج أن نذكر ههنا مقتل حزة‪ .‬أخبنا عمرو بن أب عمرو‬
‫الزكي قال‪ :‬أخبنا ممد بن مكي قال‪ :‬أخبنا ممد بن يوسف قال‪ :‬حدثنا ممد بن إساعيل العفي‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو جعفر ممد بن عبد ال حدثنا حجي بن الثن قال‪ :‬حدثنا عبد العزيز بن عبد ال بن‬
‫أب سلمة وأخبنا ممد بن إبراهيم بن ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا والدي قال‪ :‬أخبنا ممد بن إسحاق‬
‫الثقفي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن يي الموي قال‪ :‬حدثنا أب عن ممد بن إسحاق حدثنا عبد ال بن‬
‫الفضل بن عياش بن ربيعة عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال‪ :‬خرجت‬
‫أنا وعبيد ال بن عدي بن اليار فمررنا بمص فلما قدمناها قال ل عبيد ال بن عدي‪ :‬هل لك أن‬
‫نأت وحشيا نسأله كيف كان قتل حزة قلت له‪ :‬إن شئت فقال لنا رجل‪ :‬أما إنكما ستجدانه بفناء‬
‫ل عربيا عنده بعض ما تريدان فلما‬
‫داره وهو رجل قد غلب عليه المر فإن تداه صاحيا تدا رج ً‬
‫انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه قلنا‪ :‬جئناك لتحدثنا عن قتلك حزة رحة ال عليه فقال‪ :‬أما إن‬
‫سأحدثكما كما حدثت رسول ال صلى ال عليه وسلم حي سألن عن ذلك كنت غلما لبي بن‬
‫مطعم بن عدي بن نوفل وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إل أحد‬
‫قال جبي بن مطعم‪ :‬إن قتلت حزة عم ممد عليه الصلة والسلم بعمي طعيمة فأنت عتيق قال‪:‬‬
‫فخرجت وكنت حبشيا أقذف بالربة قذف البشة قلما أخطيء با شيئا فلما التقى الناس خرجت‬
‫أنظر حزة رحة ال عليه حت رأيته ف عرض اليش مثل المل الورق يهد الناس بسيفه هدا ما‬
‫يقوم له شيء فوال إن لتيأ له وأستتر منه بجر أو شجر ليدنو من إذ تقدمن إليه سباع بن عبد‬
‫العزى فلما رآه حزة رحة ال عليه قال‪ :‬ها يا ابن مقطعة البظور قال‪ :‬ث ضربه فوال ما أخطأ رأسه‬
‫وهززت حربت حت إذ رضيت منها دفعتها إليه فوقعت ف ثنته حت خرجت من بي رجليه فذهب‬
‫لينافحن فغلب فتركته حت مات رضي ال عنه ث أتيته فأخذت حربت ث رجعت إل الناس فقعدت‬
‫ف العسكر ول يكن ل بغيه حاجة إنا قتلته لعتق فلما قدمت مكة عتقت فأقمت با حت نشأ فيها‬
‫السلم ث خرجت إل الطائف فأرسلوا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم رجالً وقيل ل‪ :‬إن‬
‫ممدا عليه الصلة والسلم ل يهيج الرسل قال‪ :‬فخرجت معهم حت قدمت على النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فلما رآن قال‪ :‬أنت وحشي قلت‪ :‬نعم قال‪ :‬أنت قتلت حزة قلت‪ :‬قد كان من المر ما‬
‫قد بلغك قال‪ :‬فهل تستطيع أن تغيب وجهك عن قال‪ :‬فلما قبض رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وخرج الناس إل مسيلمة الكذاب قلت‪ :‬لخرجن إل مسيلمة الكذاب لعلي أقتله فأكافئ به حزة‬
‫فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان‪.‬‬
‫سورة السراء‬

‫بسم الِ ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل (وَل تَجعَل يَدَ َك مَغلُوَل ًة إِل عُُن ِقكَ) الية‪ .‬أخبنا أبو السي‬
‫ممد بن عبد ال بن علي بن عمران قال‪ :‬أخبنا أبو علي أحد الفقيه قال‪ :‬أخبنا أبو عبيد القاسم بن‬
‫إساعيل الحاملي‪ .‬قال‪ :‬حدثنا زكرياء بن يي الضرير قال‪ :‬حدثنا سليمان بن سفيان الهن قال‪:‬‬
‫حدثنا قيس بن الربيع عن أب إسحاق عن أب الحوص عن عبد ال قال‪ :‬جاء غلم إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن أمي تسألك كذا وكذا فقال‪ :‬ما عندنا اليوم شيء قال‪ :‬فتقول لك‬
‫اكسن قميصك قال‪ :‬فخلع قميصه فدفعه إليه وجلس ف البيت حاسرا فأنزل ال سبحانه وتعال‬
‫(وَل تَجعَل َيدَ َك مَغلُوَلةً إِل عُُن ِقكَ وَل تَبسُطها ُك ّل البَسطِ) الية‪.‬‬
‫وقال جابر بن عبد ال‪ :‬بينا رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم قاعدا فيما بي أصحابه أتاه صب‬
‫فقال‪ :‬يا رسول ال إن أمي تستكسيك درعا ول يكن عند رسول ال صلى ال عليه وسلم إل‬
‫قميصه فقال للصب من ساعة إل ساعة يظهر يعد وقتا آخر فعاد إل أمه فقالت له‪ :‬إن أمي‬
‫تستكسيك القميص الذي عليك فدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم داره ونزع قميصه وأعطاه‬
‫وقعد عريانا فأذن بلل للصلة فانتظروه فلم يرج فشغل قلوب الصحابة فدخل عليه بعضهم فرآه‬
‫عريانا فأنزل ال تبارك وتعال هذه الية‪.‬‬
‫سنُ) نزلت ف عمر بن الطاب رضي ال عنه وذلك‬
‫قوله عز وجل (وَقُل لّعِبادي يَقولُوا الّت ِهيَ أَح َ‬
‫ل من العرب شتمه فأمره ال تعال بالعفو‪ .‬وقال الكلب‪ :‬كان الشركون يؤذون أصحاب‬
‫أن رج ً‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بالقول والفعل فشكو ذلك إل رسول ال صلى ال قوله تعال (وَما‬
‫مََنعَنا أَن نّر ِس َل بِالَياتِ) الية‪ .‬أخبنا سعيد بن ممد بن أحد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا زاهر بن أحد‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو القاسم البغوي قال عثمان بن أب شيبة قال‪ :‬حدثنا جرير بن عبد الميد عن‬
‫العمش عن جعفر بن ياسر عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬سأل أهل مكة النب صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يعل لم الصفا ذهبا وأن ينحي عنهم البال فيزرعون فقيل له‪ :‬إن شئت أن تستأن‬
‫بم لعلنا نتب منهم وإن شئت نؤتم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلك من قبلهم قال‪ :‬ل‬
‫ب بِها الَوّلونَ)‪.‬‬
‫بل أستأن بم فأنزل ال عز وجل (وَما مََنعَنا أَن نّر ِس َل بِالَياتِ ِإلّا أَن َكذّ َ‬
‫وروينا قول الزبي بن العوام ف سبب نزول هذه الية عند قوله (وَلَو أَ ّن قُرآَنا سُيّرَت بِ ِه الِبالُ)‪.‬‬
‫ج َرةَ الَلعوَنةَ ف القُرآَنِ) الية‪ .‬أخبنا إساعيل بن عبد الرحن بن أحد الواعظ‬
‫قوله عز وجل (وَالشَ َ‬
‫قال‪ :‬أخبنا ممد بن ممد الفقيه قال‪ :‬أخبنا ممد بن السي القطان قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن عبد‬
‫ال بن زريق قال‪ :‬حدثنا حفص بن عبد الرحن عن ممد بن إسحاق عن حكيم بن عباد بن حنيف‬
‫عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال‪ :‬لا ذكر ال تعال الزقوم خوف به هذا الي من قريش فقال أبو‬
‫جهل‪ :‬هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يوفكم به ممد عليه الصلة والسلم قالوا‪ :‬ل قال‪ :‬الثريد‬
‫ج َرةَ الَلعوَن َة ف القُرآَنِ)‬
‫بالزبد أما وال لئن أمكننا منها لنتزقمنها تزقما فأنزل ال تبارك وتعال (وَالشَ َ‬
‫خوّ ُفهُم فَما يَزي َدهُم ِإلّا طُغيانا كَبيا)‪.‬‬
‫يقول الذمومة ( َونُ َ‬
‫قوله تعال ( َوإِن كادُوا لَيَفتِنونَكَ َع ِن الّذي أَوحَينا ِإلَيكَ) الية‪ .‬قال عطاء عن ابن عباس‪ :‬نزلت ف‬
‫وفد ثقيف أتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فسألوا شططا وقالوا‪ :‬متعنا باللت سنة وحرم وادينا‬
‫كما حرمت مكة شجرها وطيها ووحشها فأب ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم ول يبهم‬
‫فأقبلوا يكثرون مسألتهم وقالوا‪ :‬إنا نب أن تعرف العرب فضلنا عليهم فإن كرهت ما نقول‬
‫وخشيت أن تقول العرب أعطيتهم ما ل تعطنا فقل ال أمرن بذلك فأمسك رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عنهم وداخلهم الطمع فصاح عليهم عمر‪ :‬أما ترون رسول ال صلى ال عليه وسلم أمسك‬
‫عن جوابكم كراهية لا تيئون به وقد هم رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يعطيهم ذلك فأنزل ال‬
‫تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي‪ :‬قال الشركون للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل نكف عنك إل أن تلم بآلتنا ولو‬
‫بطرف أصابعك فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما علي لو فعلت وال يعلم أن بار فأنزل ال تعال‬
‫هذه الية (وَإِن كادُوا لَيَفتِنوَنكَ َعنِ الّذي أَوحَينا ِإلَيكَ) إل قوله (نَصيا)‪.‬‬

‫وقال قتادة‪ :‬ذكر لنا أن قريشا خلوا برسول ال صلى ال عليه وسلم ذات ليلة إل الصبح يكلمونه‬
‫ويفخمونه ويسودونه ويقاربونه فقالوا‪ :‬إنك تأت بشيء ل يأت به أحد من الناس وأنت سيدنا يا‬
‫سيدنا وما زالوا به حت كاد يقاربم ف بعض ما يريدون ث عصمه ال تعال عن ذلك فأنزل ال تعال‬
‫هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال ( َوإِن كادُوا لَيستَ ِفزّوَنكَ ِم َن الَرضِ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬حسدت اليهود مقام النب‬
‫صلى ال عليه وسلم بالدينة فقالوا‪ :‬إن النبياء إنا بعثوا بالشام فإن كنت نبيا فالق با فإنك إن‬
‫خرجت إليها صدقناك وآمنا بك فوقع ذلك ف قلبه لا يب من السلم فرحل من الدينة على مرحلة‬
‫فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال عثمان‪ :‬إن اليهود أتوا نب ال صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬إن كنت صادقا أنك نب فالق‬
‫بالشام فإن الشام أرض الحشر والنشر وأرض النبياء فصدق ما قالوا وغزا غزوة تبوك ل يريد‬
‫بذلك إل الشام فلما بلغ تبوك أنزل ال تعال‪َ ( :‬وإِن كادُوا لِيَستَ ِفزّوَنكَ ِم َن الَرضِ)‪.‬‬
‫وقال ماهد وقتادة والسن‪ :‬هم أهل مكة بإخراج رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة فأمره ال‬
‫تعال بالروج وأنزل عليه هذه الية إخبارا عما هوا به‪.‬‬
‫ب أَدخِلن مُد َخلَ صِدقٍ) الية‪ .‬قال السن‪ :‬إن كفار قريش لا أرادوا أن يوثقوا‬
‫قوله تعال ( َوقُل ّر ّ‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ويرجوه من مكة أراد ال تعال بقاء أهل مكة وأمر نبيه أن يرج مهاجرا‬
‫ق َوأَخرِجن مُخرَجَ صِدقٍ)‪.‬‬
‫ب أَدخِلن مُدخَلَ صِد ٍ‬
‫إل الدينة ونزل قوله تعال ( َوقُل ّر ّ‬

‫قوله تعال ( َويَسئَلوَنكَ َعنِ الروحِ) الية‪ .‬أخبنا ممد بن عبد الرحن النحوي قال‪ :‬أخبنا ممد بن‬
‫بشر بن العباس قال‪ :‬أخبنا أبو لبيد ممد بن أحد بن بشر قال‪ :‬حدثنا سويد عن سعيد قال‪ :‬حدثنا‬
‫علي بن مسهر عن العمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد ال قال‪ :‬إن مع النب صلى ال عليه‬
‫وسلم ف حرث بالدينة وهو متكيء على عسيب فمر بنا ناس من اليهود فقالوا‪ :‬سلوه عن الروح‬
‫فقال بعضهم‪ :‬ل تسألوه فيستقبلكم با تكرهون فأتاه نفر منهم فقالوا‪ :‬يا أبا القاسم ما تقول ف‬
‫الروح فسكت ث ماج فأمسكت بيدي على جبهته فعرفت أنه ينل عليه فأنزل ال عليه ( َويَسئَلُوَنكَ‬
‫ح ُقلِ الرّوحُ مِن أَمرِ رَب وَما أُوتِيتُم ِمنَ العِل ِم ِإلّا قَليلً) رواه البخاري ومسلم جيعا عن‬
‫َع ِن الرّو ِ‬
‫عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن العمش‪.‬‬
‫وقال عكرمة عن ابن عباس‪ :‬قالت قريش لليهود‪ :‬أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل فقالوا‪ :‬سلوه‬
‫عن الروح فنلت هذه الية‪.‬‬
‫وقال الفسرون‪ :‬إن اليهود اجتمعوا فقالوا لقريش حي سألوهم عن شأن ممد وحاله‪ :‬سلوا ممدا‬
‫عن الروح وعن فتية فقدوا ف أول الزمان وعن رجل بلغ شرق الرض وغربا فإن أصاب ف ذلك‬
‫كله فليس بنب وإن ل يب ف ذلك فليس نبيا وإن أجاب ف بعض ذلك وأمسك عن بعضه فهو نب‬
‫ب الكَهفِ) إل آخر القصة ونزل ف‬
‫ت أَن أَصحا َ‬
‫فسألوه عنها فأنزل ال تعال ف شأن الفتية (أَم َحسِب َ‬
‫الروح قوله تعال ( َويَسئَلوَنكَ َع ِن الرّوحِ)‪.‬‬
‫ض يَنبوعا) الية‪.‬‬
‫جرَ لَنا ِمنَ الَر ِ‬
‫ك حَتّى تَف ُ‬
‫قوله تعال (وَقالوا لَن نُؤ ِمنَ َل َ‬
‫روى عكرمة عن ابن عباس أن عتبة وشيبة وأبا سفيان والنضر بن الرث وأبا البختري والوليد بن‬
‫الغية وأبا جهل وعبد ال بن أب أمية وأمية بن خلف ورؤساء قريش اجتمعوا على ظهر الكعبة فقال‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬ابعثوا إل ممد وكلموه وخاصموه حت تعذروا به فبعثوا إليه إن أشراف قومك قد‬
‫اجتمعوا لك ليكلموك فجاءهم سريعا وهو يظن أنه بدا ف أمره بداء وكان عليهم حريصا يب‬
‫ل من العرب أدخل‬
‫رشدهم ويعز عليه تعنتهم حت جلس إليهم فقالوا‪ :‬يا ممد إنا وال ل نعلم رج ً‬
‫على قومه ما أدخلت على قومك لقد شتمت الباء وعبت الدين وسفهت الحلم وشتمت اللة‬
‫وفرقت الماعة وما بقي أمر قبيح إل وقد جئته فيما بيننا وبينك فإن كنت أن ما جئت به لتطلب به‬
‫مالً جعلنا لك من أموالنا ما تكون به أكثرنا مالً وإن كنت إنا تطلب الشرف فينا سودناك علينا‬
‫وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الرئى الذي يأتيك تراه قد غلب عليك وكانوا‬
‫يسمون التابع من الن الرئى بذلنا أموالنا ف طلب الطب لك حت نبئك منه أو نعذر فيك فقال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما ب ما تقولون ما جئتكم با جئتكم به لطلب أموالكم ول‬
‫للشرف فيكم ول اللك عليكم ولكن ال عز وجل بعثن إليكم رسو ًل وأنزل علي كتابا وأمرن أن‬
‫أكون لكم بشيا ونذيرا فبلغتكم رسالة رب ونصحت لكم فإن تقبلوا من ما جئتكم به فهو حظكم‬
‫ف الدنيا والخرة وإن تردوه علي أصب لمر ال حت يكم بين وبينكم قالوا‪ :‬يا ممد فإن كنت غي‬
‫قابل منا ما عرضنا فقد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلدا ول أقل مالً ول أشد عيشا منا‬
‫سل لنا ربك الذي بعثك با بعثك فليسي عنا هذه البال الت ضيقت علينا ويبسط لنا بلدنا وير‬
‫فيها أنارا كأنار الشام والعراق وأن يبعث لنا من مضى من آبائنا وليكن من يبعث لنا منهم قصي‬
‫بن كلب فإنه كان شيخا صدوقا فنسألم عما تقول حق هو فإن صنعت ما سألناك صدقناك وعرفنا‬
‫به منلتك عند ال وأنه بعثك رسولً كما تقول فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما بذا بعثت‬
‫إنا جئتكم من عند ال سبحانه با بعثن به فقد بلغتكم ما أرسلت به فإن تقبلوا فهو حظكم ف الدنيا‬
‫والخرة وإن تردوه أصب لمر ال قالوا‪ :‬فإن ل تفعل هذا فسل ربك أن يبعث لنا ملكا يصدقك‬
‫وسله فيجعل لك جنانا وكنوزا وقصورا من ذهب وفضة ويغنيك با عما نراك فإنك تقوم ف‬
‫السواق وتلتمس العاش فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما أنا بالذي يسأل ربه هذا وما‬
‫بعثت بذا إليكم ولكن ال تعال بعثن بشيا ونذيرا‪ .‬قالوا‪ :‬فأسقط علينا كسفا من السماء كما‬
‫ل وقال عبد‬
‫زعمت أن ربك إن شاء فعل فقال قائل منهم‪ :‬لن نؤمن لك حت تأت بال واللئكة قبي ً‬
‫ال بن أمية الخزومي وهو ابن عاتكة بنت عبد الطلب ابن عمة النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل أؤمن‬
‫بك أبدا حت تتخذ إل السماء سلما وترقى فيه وأنا أنظر حت تأتيها وتأت بنسخة منشورة معك‬
‫ونفر من اللئكة يشهدون لك أنك كما تقول فانصرف رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أهله‬
‫حزينا با فاته من متابعة قومه ولا رأى من مباعدتم منه فأنزل ال تعال (وَقالُوا لَن نُؤ ِمنَ َلكَ حَتّى‬
‫ض يَنبوعا) اليات‪.‬‬
‫جرَ لَنا ِمنَ الَر ِ‬
‫تَف َ‬
‫أخبنا سعيد بن أحد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا أبو علي بن أب بكر الفقيه قال‪ :‬أخبنا أحد بن السي‬
‫بن النيد قال‪ :‬حدثنا زياد بن أيوب قال‪ :‬حدثنا هشام عن عبد اللك بن عمي عن سعيد بن جبي‬
‫ض يَنبوعا) أنزلت ف عبد ال بن أب أمية‬
‫ج َر لَنا ِمنَ الَر ِ‬
‫قال‪ :‬قلت له قوله (لَن نُؤ ِمنَ َلكَ حَتّى تَف ُ‬
‫قال‪ :‬زعموا ذلك‪.‬‬

‫ل أَو اِدعوا ال َرحَنَ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬تجد رسول ال صلى ال عليه‬
‫قوله تعال ( ُق ِل اِدعوا ا َ‬
‫وسلم ذات ليلة بكة فجعل يقول ف سجوده‪ :‬يا رحن يا رحيم فقال الشركون‪ :‬كان ممد يدعو إلا‬
‫واحدا فهو الن يدعو إلي اثني ال والرحن ما نعرف الرحن إل رحن وقال ميمون بن مهران‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يكتب ف أول ما يوحى إليه‪ :‬باسك اللهم حت نزلت هذه الية (ِإّنهُ‬
‫ح ِن الرَحيمِ) فكتب بسم ال الرحن الرحيم فقال مشركو العرب‪ :‬هذا‬
‫ل الرَ َ‬
‫مِن سُلَيما َن َوِإنّ ُه بِسمِ ا ِ‬
‫الرحيم نعرفه فما الرحن فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال الضحاك‪ :‬قال أهل التفسي‪ :‬قيل لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنك لتقل ذكر الرحن وقد‬
‫أكثر ال ف التوراة هذا السم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬

‫ك وَل تُخافِت بِها) الية‪ .‬أخبنا أبو عبد ال ممد بن إبراهيم بن‬
‫قوله عز وجل (وَل تَجهَر بِصَلِت َ‬
‫ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا ممد بن إسحاق الثقفي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن مطيع وأحد بن منيع قال‪:‬‬
‫حدثنا هشيم قال‪ :‬حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبي عن ابن عباس ف قوله تعال (وَل تَجهَر‬
‫بِصَلِتكَ وَل تُخافِت بِها) قال‪ :‬نزلت ورسول ال صلى ال عليه وسلم متف بكة وكانوا إذا سعوا‬
‫القرآن سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به فقال ال عز وجل لنبيه صلى ال عليه وسلم (وَل تَجهَر‬
‫بِصَلِتكَ) أي بقراءتك فيسمع الشركون فيسبوا القرآن (وَل تُخافِت بِها) عن أصحابك فل‬
‫ك سَبيلً)‪ .‬رواه البخاري عن مسدد‪ .‬ورواه مسلم عن عمرو الناقد كلها‬
‫ي َذلِ َ‬
‫يسمعون ( َواِبتَ ِغ َب َ‬
‫عن هشيم‪.‬‬
‫وقالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬نزلت هذه الية ف التشهد كان العراب يهر فيقول‪ :‬التحيات ل‬
‫والصلوات الطيبات يرفع با صوته فنلت هذه الية‪.‬‬
‫وقال عبد ال بن شداد‪ :‬كان أعراب بن تيم إذا سلم النب صلى ال عليه وسلم من صلته قالوا‪:‬‬
‫اللهم ارزقنا مالً وولدا ويهرون فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا سعيد بن ممد بن أحد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا أبو علي الفقيه قال‪ :‬أخبنا علي بن عبد ال بن‬
‫مبشر الواسطي قال‪ :‬حدثنا أبو عبد ال ممد بن حرب قال‪ :‬حدثنا مروان يي بن أب زكريا الغسان‬
‫عن هشام بن عروة عن عائشة رضي ال عنها ف قوله تعال (وَل تَجهَر بِصَلِتكَ وَل تُخافِت بِها)‬
‫قالت‪ :‬إنا نزلت ف الدعاء‪.‬‬
‫سورة الكهف‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (وَاِصبِر نَفسَكَ) الية‪ .‬حدثنا القاضي أبو بكر أحد بن السي‬
‫اليي إملء ف دار السنة يوم المعة بعد الصلة ف شهور سنة عشر وأربعمائة قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫السن بن عيسى بن عبد ربه اليي قال‪ :‬حدثنا ممد بن إبراهيم البوشنجي قال‪ :‬حدثنا الوليد بن‬
‫عبد اللك بن مسرح الران قال‪ :‬حدثنا سليمان بن عطاء الران عن مسلمة بن عبد ال الهن عن‬
‫عمه ابن مشجعة بن ربعي الهن عن سلمان الفارسي قال‪ :‬جاءت الؤلفة القلوب إل رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم عيينة بن حصن والقرع بن حابس وذووهم فقالوا‪ :‬يا رسول ال إنك لو‬
‫جلست ف صدر الجلس ونيت عنا هؤلء وأرواح جبابم يعنون سلمان وأبا ذر وفقراء السلمي‬
‫وكانت عليهم جباب الصوف ل يكن عليهم غيها جلسنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك فأنزل ال‬
‫جدَ مِن دُوِن ِه مُلتَحَدا‪َ .‬واِصبِر‬
‫ك مِن كِتابِ َرّبكَ لمَُبدّ َل لِكَلِماِتهِ َولَن تَ ِ‬
‫تعال ( َواِتلُ ما أَوحِ َي ِإلَي َ‬
‫ي نارا)‬
‫سكَ َمعَ الّذينَ يَدعُونَ َرّبهُم بِالغَدا ِة وَال َعشِ ّي يُريدونَ وَج َههُ) حَتّى بلغ (ِإنّا أَعتَدنا لِلظّالِم َ‬
‫نَف َ‬
‫يتهددهم بالنار فقام النب صلى ال عليه وسلم يلتمسهم حت إذا أصابم ف مؤخر السجد يذكرون‬
‫ال تعال قال‪ :‬المد ال الذي ل يتن حت أمرن أن أصب نفسي مع رجال من أمت معكم الحيا‬
‫ومعكم المات‪.‬‬
‫قوله تعال (وَل تُطِع مَن أَغفَلنا قَلَبهُ عَن ذِكرِنا) الية‪ .‬أخبنا أبو بكر الارثي قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ‬
‫الافظ قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل بن عثمان قال‪ :‬حدثنا أبو مالك عن جوهر عن‬
‫الضحاك عن ابن عباس ف قوله تعال (وَل تُطِع مَن أَغفَلنا قَلَبهُ عَن ذِكرِنا) قال‪ :‬نزلت ف أمية بن‬
‫خلف المحي وذلك أنه دعا النب صلى ال عليه وسلم إل أمر كرهه من ترد الفقراء عنه وتقريب‬
‫صناديد أهل مكة فأنزل ال تعال (وَل تُطِع مَن أَغفَلنا قَلَبهُ عَن قوله تعال ( َويَسئَلُوَنكَ عَن ذي‬
‫القَرنَيِ) الية‪ .‬قال قتادة‪ :‬إن اليهود سألوا نب ال صلى ال عليه وسلم عن ذي القرني فأنزل ال‬
‫تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (قُل لّو كا َن البَح ُر مِدادا ّلكَلِماتِ َربّي) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬قالت اليهود لا قال لم‬
‫النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬وما أوتيتم من العلم إل قليلً كيف وقد أوتينا التوراة ومن أوت التوراة‬
‫فقد أوت خيا كثيا فنلت (قُل لّو كانَ البَح ُر مِدادا لّكَلِماتِ َربّي) الية‪.‬‬
‫قوله تعال (فَمَن كا َن يَرجو لِقاءَ َرّبهِ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬نزلت ف جندب بن زهي الغامدي‬
‫وذلك أنه قال‪ :‬إن أعمل العمل ل فإذا اطلع عليه سرن فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن‬
‫ال تعال طيب ل يقبل إل طيبا ول يقبل ما روئي فيه فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال طاوس‪ :‬قال رجل‪ :‬يا نب ال إن أحب الهاد ف سبيل ال وأحب أن يرى مكان فأنزل ال‬
‫تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬جاء رجل إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن أتصدق وأصل الرحم ول أصنع‬
‫ذلك إل ل سبحانه وتعال فيذكر ذلك من وأحد عليه فيسرن ذلك وأعجب به فسكت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم ول يقل شيئا صالا فأنزل ال تعال (فَمَن كا َن يَرجو لِقاءَ َربّ ِه فَليَعمَل عَ َملً‬
‫صالِحا وَل يُشرِك ِبعِبا َدةِ َرّب ِه أَحَدا)‬
‫سورة مري‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل (وَما نَتََنزّ ُل ِإلّا ِبأَمرِ َرّبكَ) الية‪ .‬أخبنا إساعيل بن إبراهيم‬
‫بن ممد بن حويه قال‪ :‬أخبنا أبو بكر ممد بن معمر الشامي قال‪ :‬أخبنا إسحاق بن ممد بن‬
‫إسحاق الرسغي قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬حدثنا الغية قال‪ :‬حدثنا عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن‬
‫جبي عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا جبيل ما ينعك أن تزورنا أكثر ما‬
‫تزورنا قال‪ :‬فنلت (وَما نَتََن ّزلُ ِإلّا ِبأَمرِ َرّبكَ) الية كلها‪ .‬قال‪ :‬كان هذا الواب لحمد رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ .‬رواه البخاري عن أب نعيم عن ذر‪.‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬أبطأ اللك على رسول ال صلى ال عليه وسلم ث أتاه فقال لعلي‪ :‬أبطأت قال‪ :‬قد‬
‫فعلت قال‪ :‬ول ل أفعل وأنتم ل تتسوكون ول تقصون أظفاركم ول تنقون براجكم قال‪ :‬وما نتنل‬
‫إل بأمر ربك قال ماهد‪ :‬فنلت هذه الية‪.‬‬
‫وقال عكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل والكلب‪ :‬احتبس جبيل عليه السلم حي سأله قومه عن‬
‫قصة أصحاب الكهف وذي القرني والروح فلم يدر ما ييبهم ورجا أن يأتيه جبيل عليه السلم‬
‫بواب فسألوه فأبطأ عليه فشق على رسول ال صلى ال عليه وسلم مشقة شديدة فلما نزل جبيل‬
‫عليه السلم قال له أبطأت علي حت ساء ظن واشتقت إليك فقال جبيل عليه السلم‪ :‬إن كنت‬
‫إليك أشوق ولكن عبد مأمور إذا بعثت نزلت وإذا حبست احتبست فأنزل قوله تعال (وَيَقولُ‬
‫ج حَيّا) الية‪.‬‬
‫ف أُخرَ ُ‬
‫ت َلسَو َ‬
‫الِإنسا ُن َأئِذا ما مِ ّ‬

‫قال الكلب‪ :‬نزلت ف أب بن خلف حي أخذ عظاما بالية يفتها بيده ويقول‪ :‬زعم لكم ممد أنا‬
‫نبعث بعد ما نوت‪.‬‬
‫ت الّذي َك َف َر بِآَياتِنا) الية‪ .‬أخبنا أبو إسحاق الثعالب قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن‬
‫قوله تعال (َأ َفرَأَي َ‬
‫حامد قال‪ :‬أخبنا مكي بن عبدان قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن هاشم قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية عن العمش‬
‫عن أب الضحى عن مسروق عن خباب بن الرت قال‪ :‬كان ل دين على العاص بن وائل فأتيته‬
‫أتقاضاه فقال‪ :‬ل وال حت تكفر بحمد قلت‪ :‬ل وال ل أكفر بحمد حت توت ث تبعث قال‪ :‬إن‬
‫إذا مت ث بعثت جئتن وسيكون ل ث مال وولد فأعطيك فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو نصر أحد بن إبراهيم قال‪ :‬أخبنا عبيد ال بن ممد الزاهد قال‪ :‬أخبنا البغوي قال‪:‬‬
‫حدثنا أبو خيثمة وعلي بن مسلم قال‪ :‬حدثنا وكيع قال‪ :‬حدثنا العمش عن أب الضحى عن‬
‫ل قينا وكان ل على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال‪ :‬ل‬
‫مسروق عن خباب قال‪ :‬كنت رج ً‬
‫أقضيك حت تكفر بحمد عليه الصلة والسلم فقلت‪ :‬ل أكفر حت توت وتبعث فقال‪ :‬وإن‬
‫ت الّذي َك َف َر بِآياتِنا‬
‫لبعوث بعد الوت فسوف أقضيك إذا رجعت إل مال قال‪ :‬فنلت فيه (أَ َف َرأَي َ‬
‫وَقالَ لُوتَيَ ّن ما ًل َووَلَدا) رواه البخاري عن الميدي عن سفيان ورواه وقال الكلب ومقاتل‪ :‬كان‬
‫خباب بن الرث قينا وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي وكان العاص يؤخر حقه فأتاه يتقاضاه‬
‫فقال العاص‪ :‬ما عندي اليوم ما أقضيك فقال‪ :‬لست بفارقك حت تقضين فقال العاص‪ :‬يا خباب‬
‫مالك ما كنت هكذا وإن كنت لتحسن الطلب فقال خباب‪ :‬ذاك أن كنت على دينك فأما اليوم فأنا‬
‫على السلم مفارق لدينك قال‪ :‬أولستم تزعمون أن ف النة ذهبا وفضة وحريرا قال خباب‪ :‬بلى‬
‫قال‪ :‬فأخرن حت أقضيك ف النة استهزاء فوال لئن كان ما تقول حقا إن لفضل فيها نصيبا منك‬
‫ت الّذي َك َفرَ بِآياتِنا) يعن العاص اليات‪.‬‬
‫فأنزل ال تعال (َأ َفرَأَي َ‬
‫سورة طه‬

‫ك القُرآَ َن لِتَشقى) قال مقاتل‪ :‬قال‪ :‬أبو‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل ( َط َه ما أَنزَلنا عَلَي َ‬
‫جهل والنضر بن الرث للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنك لتشقى بترك ديننا وذلك لا رأياه من طول‬
‫عبادته واجتهاده فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر الارثي قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬أخبنا أبو يي قال‪ :‬حدثنا العسكري‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو مالك عن جرير عن الضحاك قال‪ :‬لا نزل القرآن على النب صلى ال عليه وسلم قام‬
‫هو وأصحابه فصلوا فقال كفار قريش‪ :‬ما أنزل ال تعال هذا القرآن على ممد عليه الصلة‬
‫والسلم إل ليشقى به فأنزل ال تعال ( َطهَ) يقول‪ :‬يا رجل (ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآ َن لِتَشقى)‪.‬‬
‫قوله تعال (وَل تَ ُمدّنّ عَينَيكَ) الية‪ .‬أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم الثعلب قال‪ :‬أخبنا شعيب بن‬
‫ممد البيهقي قال‪ :‬أخبنا مكي بن عبدان قال‪ :‬حدثنا أبو الزهر قال‪ :‬حدثنا روح عن موسى بن‬
‫عبيدة الزبدي قال‪ :‬أخبن يزيد بن عبد ال بن فضيل عن أب رافع مول رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم أن ضيفا نزل برسول ال صلى ال عليه وسلم فدعان فأرسلن إل رجل من اليهود يبيع طعاما‬
‫يقول لك ممد رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬نزل بنا ضيف ول يلق عندنا بعض الذي نصلحه‬
‫فبعن كذا وكذا من الدقيق أو سلفن إل هلل رجب فقال اليهودي‪ :‬ل أبيعه ول أسلفه إل برهن‬
‫قال‪ :‬فرجعت إليه فأخبته قال‪ :‬وال إن لمي ف السماء أمي ف الرض ولو أسلفن أو باعن‬
‫لديت إليه اذهب بدرعي ونزلت هذه الية تعزية له عن الدنيا (وَل تَ ُمدّنّ عَينَيكَ إِل ما مَتَعنا بِهِ‬
‫أَزواجا مِنهُم) الية‪.‬‬
‫سورة النبياء‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (إِنّ الّذي َن سََبقَت لَهُم مّنّا الُسن) أخبنا عمر بن أحد بن عمر‬
‫الوردي قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد نصي الرازي قال‪ :‬أخبنا ممد بن أيوب قال‪ :‬أخبنا علي بن‬
‫الدين قال‪ :‬أخبنا يي بن نوح قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال‪ :‬أخبن أبو زرين عن‬
‫يي عن ابن عباس قال‪ :‬آية ل يسألن الناس عنها ل أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها أو جهلوها فل‬
‫ب َجهَنّ َم أَنتُم لَها‬
‫ل حَصَ ُ‬
‫يسألون عنها قال‪ :‬وما هي قال‪ :‬لا نزلت (ِإنَكُم وَما تَعبُدو َن مِن دونِ ا ِ‬
‫وَارِدونَ) شق على قريش فقالوا‪ :‬أيشتم آلتنا فجاء ابن الزبعري فقال‪ :‬ما لكم قالوا يشتم آلتنا قال‬
‫فما قال قالوا قال‪ِ( :‬إنَكُم وَما تَعبُدونَ مِن دونِ الِ حَصَبُ َجهَّنمَ أَنتُم لَها وارِدونَ) قال‪ :‬ادعوه ل‬
‫فلما دعي النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬يا ممد هذا شيء للتنا خاصة أو لكل من عبد من دون‬
‫ال قال‪ :‬بل لكل من عبد من دون ال فقال ابن الزبعري‪ :‬خصمت ورب هذه البنية يعن الكعبة‬
‫ألست تزعم أن اللئكة عباد صالون وأن عيسى عبد صال وهذه بنو مليح يعبدون اللئكة وهذه‬
‫النصارى يعبدون عيسى عليه السلم وهذه اليهود يعبدون عزيرا قال‪ :‬فصاح أهل مكة فأنزل ال‬
‫تعال (إِ ّن الّذي َن سََبقَت َلهُم مّنّا الُسن) اللئكة وعيسى وعزير عليهم السلم (أُولَِئكَ عَنها‬
‫مّبعَدونَ)‪.‬‬
‫سورة الج‬

‫س مَن يَعُبدُ الَ عَلى حَرفٍ) الية‪ .‬قال الفسرون‪:‬‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (وَ ِمنَ النا ِ‬
‫نزلت ف أعراب كانوا يقدمون على رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة مهاجرين من باديتهم‬
‫وكان أحدهم إذا قدم الدينة فإن صح با ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلما وكثر ماله‬
‫وماشيته أمن به واطمأن وقال‪ :‬ما أصبت منذ دخلت ف دين هذا إل خيا وإن أصابه وجع الدينة‬
‫وولدت امرأته جارية وأجهضت رماكه وذهب ماله وتأخرت عنه الصدقة أتاه الشيطان فقال‪ :‬وال‬
‫س مَن يَعُبدُ‬
‫ما أصبت منذ كنت على دينك هذا إل شرا فينقلب عن دينه فأنزل ال تعال (وَ ِم َن النا ِ‬
‫الَ عَلى حَرفٍ) الية‪.‬‬
‫وروى عطية عن أب سعيد الدري قال‪ :‬أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وماله وولده وتشاءم‬
‫بالسلم فأتى النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أقلن فقال‪ :‬إن السلم ل يقال فقال‪ :‬إن ل أصب ف‬
‫دين هذا خيا أذهب بصري ومال وولدي فقال‪ :‬يا يهودي إن السلم يسبك الرجال كما تسبك‬
‫النار خبث الديد والفضة والذهب قال‪ :‬ونزلت ( َو ِمنَ الناسِ مَن يَعبُدُ الَ عَلى حَرفٍ)‪.‬‬

‫قوله تعال (هَذانِ خَصمَا ِن اِختَصَموا ف َرّبهِم) الية‪ .‬أخبنا أبو عبد ال ممد بن إبراهيم الزكي قال‪:‬‬
‫أخبنا عبد اللك بن السن بن يوسف قال‪ :‬أخبنا يوسف بن يعقوب القاضي قال‪ :‬أخبنا عمر بن‬
‫مرزوق قال‪ :‬أخبنا شعبة عن أب هاشم عن أب ملز عن قيس بن عبادة قال‪ :‬سعت أبا ذر يقول‪:‬‬
‫أقسم بال لنلت (هَذانِ خَصمَانِ اِختَصَموا ف َرّبهِم) ف هؤلء الستة حزة وعبيد وعلي بن أب‬
‫طالب وعتبة وشيبة والوليد بن ربيعة رواه البخاري عن حجاج بن منهال عن هشيم بن هاشم‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر الرث قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬أخبنا ممد بن سليمان قال‪ :‬أخبنا هلل‬
‫بن بشر قال‪ :‬أخبنا يوسف بن يعقوب قال‪ :‬أخبنا سليم التيمي عن أب ملز عن قيس بن عباد عن‬
‫علي قال‪ :‬فينا نزلت هذه الية وف مبارزتنا يوم بدر (هَذانِ خَصما ِن اِختَصَموا) إل قوله (الَريقِِ)‪.‬‬
‫قال ابن عباس‪ :‬هم أهل الكتاب قالوا للمؤمني‪ :‬نن أول بال منكم وأقدم منكم كتابا ونبينا قبل‬
‫نبيكم‪ .‬وقال الؤمنون نن أحق بال آمنا بحمد عليه الصلة والسلم وآمنا بنبيكم وبا أنزل من‬
‫كتاب فأنتم تعرفون نبينا ث تركتموه وكفرت به حسدا وكانت هذه خصومتهم فأنزل ال تعال فيهم‬
‫هذه الية وهذا قول قتادة‪.‬‬
‫قوله تعال (ُأذِ َن لِلّذي َن يُقاتَلونَ ِبَأّنهُم ظُلِموا) الية‪ .‬قال الفسرون كان مشركوا أهل مكة يؤذون‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فل يزالون ييئون من مضروب ومشجوج فشكوهم إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فيقول لم‪ :‬اصبوا فإن ل أومر بالقتال حت هاجر رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم فأنزل ال تعال هذه الية‪ .‬وقال ابن عباس لا أخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫من مكة قال أبو بكر رضي ال‪ :‬إنا ل لنهلكن فأنزل ال تعال (ُأذِ َن لِلّذي َن يُقاتَلونَ) الية‪ .‬قال أبو‬
‫بكر‪ :‬فعرفت أنه سيكون قتال‪.‬‬
‫قوله تعال (وَما أَرسَلنا مِن قَب ِلكَ مِن رّسو ٍل وَل نَِبيّ) الية‪ .‬قال الفسرون‪ :‬لا رأى رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم تول قومه عنه وشق عليه ما رأى من مباعدتم عما جاءهم به تن ف نفسه أن يأتيه‬
‫من ال تعال ما يقارب به بينه وبي قومه وذلك لرصه على إيانم فجلس ذات يوم ف ناد من أندية‬
‫قريش كثي أهله وأحب يومئذ أن يأتيه من ال تعال شيء ينفر عنه وتن ذلك فأنزل ال تعال‬
‫(وَاالنَجمِ إِذا هَوى) فقرأها رسول ال صلى ال عليه وسلم حت بلغ (أَ َف َرأَيُت ُم اللّاتَ وَالعُزّى َومَناتَ‬
‫الثالَِثةَ الُخرى) ألقى الشيطان على لسانه لا كان يدث به نفسه وتناه‪ :‬تلك الغرانيق العلى وإن‬
‫شفاعتهن لترتى فلما سعت قريش ذلك فرحوا ومضى رسول ال صلى ال عليه وسلم ف قراءته‬
‫فقرأ السورة كلها وسجد ف آخر السورة فسجد السلمون بسجوده وسجد جيع من ف السجد من‬
‫الشركي فلم يبق ف السجد مؤمن ول كافر إل سجد إل الوليد بن الغية وأبا أحيحة سعيد بن‬
‫العاص فإنما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إل جبهتهما وسجدا عليها لنما كانا شيخي كبيين‬
‫فلم يستطيعا السجود وتفرقت قريش وقد سرهم ما سعوا وقالوا‪ :‬قد ذكر ممد آلتنا بأحسن الذكر‬
‫وقالوا‪ :‬قد عرفنا أن ال ييي وييت ويلق ويرزق لكن آلتنا هذه تشفع لنا عنده فإن جعل لا ممدا‬
‫نصيبا فنحن معه فلما أمسى رسول ال صلى ال عليه وسلم أتاه جبيل عليه السلم فقال‪ :‬ماذا‬
‫صنعت! تلوت على الناس ما ل آتك به عن ال سبحانه وتعال وقلت ما ل أقل لك فحزن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم حزنا شديدا وخاف من ال خوفا كبيا فأنزل ال تعال هذه الية فقالت‬
‫قريش‪ :‬ندم ممد عليه الصلة والسلم على ما ذكر من منلة آلتنا عند ال فازدادوا شرا إل ما‬
‫كانوا عليه‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر الارثي قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن حيان قال‪ :‬أخبنا أبو يي الرازي قال‪ :‬أخبنا سهل‬
‫العسكري قال‪ :‬أخبنا يي عن عثمان بن السود عن سعيد بن جبي قال‪ :‬قرأ رسول ال صلى ال‬
‫ت الثالَِثةَ الُخرى) فألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق‬
‫ت وَال ُعزّى َومَنا َ‬
‫عليه وسلم (َأفَ َرأَيُتمُ اللّا َ‬
‫العلى وشفاعتهن ترتى ففرح بذلك الشركون وقالوا‪ :‬قد ذكر آلتنا فجاء جبيل عليه السلم إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال‪ :‬اعرض علي كلم ال فلما عرض عليه فقال‪ :‬أما هذا فلم‬
‫آتك به هذا من الشيطان فأنزل ال تعال (وَما أَرسَلنا مِن قَب ِلكَ مِن )‬
‫سورة الؤمنون‬

‫ح الُؤمِنونَ) الية‪ .‬أخبنا القاضي أبو بكر أحد بن‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل (قَد أَفلَ َ‬
‫السي اليي إملء قال‪ :‬أخبنا حاجب بن أحد الطوسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن حاد البيوردي‬
‫قال‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال‪ :‬أخبنا يونس بن سليمان قال‪ :‬أملى يونس اليلي عن ابن شهاب عن‬
‫عروة بن الزبي عن عبد الرحن بن عبد القاري قال‪ :‬سعت عمر بن الطاب رضي ال عنه يقول‪:‬‬
‫كان إذا أنزل الوحي على رسول ال صلى ال عليه وسلم يسمع عند وجهه دوي كدوي النحل‬
‫فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال‪ :‬اللهم زدنا ول تنقصنا وأكرمنا ول تنا وأعطنا ول‬
‫ترمنا وآثرنا ول تؤثر علينا وارض عنا ث قال‪ :‬لقد أنزلت علينا عشر آيات من أقامهن دخل النة ث‬
‫ح الُؤمِنونَ) إل عشر آيات رواه الاكم أبو عبد ال ف صحيحه عن أب بكر القطيعي عن‬
‫قرأ (قَد أَفلَ َ‬
‫عبد ال بن أحد بن حنبل عن أبيه عن عبد الرزاق‪.‬‬
‫قوله عز وجل (الّذي َن هُم ف صَلتِهِم خاشِعونَ) الية‪ .‬أخبنا عبد الرحن بن أحد العطار قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن عبد ال بن نعيم قال‪ :‬حدثن أحد بن يعقوب الثقفي قال‪ :‬أخبنا أبو شعيب الران قال‪:‬‬
‫أخبنا إساعيل بن علية عن أيوب عن ممد بن سيين عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم كان إذا صلى رفع بصره إل السماء فنل (الّذي َن هُم ف صَلِتهِم خاشِعونَ)‪.‬‬
‫سنُ الالِقيَ) الية‪ .‬أخبنا أحد بن ممد بن عبد ال الافظ قال‪ :‬أخبنا‬
‫ل أَح َ‬
‫قوله تعال (فَتَبارَكَ ا ُ‬
‫عبد ال بن ممد بن حيان قال‪ :‬أخبنا ممد بن سليمان قال‪ :‬أخبنا أحد بن عبد ال بن سويد بن‬
‫منجوف قال‪ :‬أخبنا أبو داود عن حاد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس بن مالك‬
‫قال‪ :‬قال عمر بن الطاب رضي ال عنه‪ :‬وافقت رب ف أربع قلت‪ :‬يا رسول ال لو صلينا خلف‬
‫القام فأنزل ال تعال ( َوِاتّخِذوا مِن مّقامِ إِبراهي َم مُصَلّى) وقلت‪ :‬يا رسول ال لو اتذت على نسائك‬
‫حجابا فإنه يدخل عليك الب والفاجر فأنزل ال تعال ( َوإِذا سَأَلتُمو ُه ّن مَتاعا فاسَألُو ُه ّن مِن وَراءِ‬
‫حِجابٍ) وقلت لزواج النب صلى ال عليه وسلم لتنتهن أو ليبدلنه ال سبحانه أزواجا خيا منكن‬
‫فأنزل ال (عَسى َرّبهُ إِن طَ ّل َقكُ ّن أَن يُبدَِل ُه أَزواجا خَيا مّن ُكنّ) الية ونزلت ( َولَقَد خَلَقنا الِنسانَ مّن‬
‫سنُ الالِقيَ)‪.‬‬
‫ل أَح َ‬
‫سُللَ ٍة مّن طيٍ) إل قوله تعال (ُث ّم أَنشَأناهُ خَلقا َآ َخرَ) فقلت‪( :‬فَتَبارَكَ ا ُ‬
‫ب فَما اِستَكانوا ِل َربّهِم) الية‪ .‬أخبنا أبو القاسم بن عبدان قال‪:‬‬
‫قوله تعال ( َوَلقَد أَخَذناهُم بِالعَذا ِ‬
‫أخبنا ممد بن عبيد ال بن ممد الضن قال‪ :‬أخبنا أبو العباس السياري قال‪ :‬أخبنا ممد بن‬
‫موسى بن حات قال‪ :‬أخبنا علي بن السن بن شقيق قال‪ :‬أخبنا السي بن واقد قال‪ :‬حدثن يزيد‬
‫النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال‪ :‬جاء أبو سفيان إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬يا ممد ننشدك ال والرحم لقد أكلنا العلهز يعن الوبر بالدم فأنزل ال تعال (وََلقَد َأخَذناهُم‬
‫ضرَعونَ) قال ابن عباس‪ :‬لا أتى ثامة بن أثال النفي إل رسول‬
‫بِالعَذابِ فَما اِستَكانوا لِ َرّبهِم وَما يَتَ َ‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فأسلم وهو أسي فخلي سبيله فلحق باليمامة فحال بي أهل مكة وبي الية‬
‫من يامة وأخذ ال تعال قريشا بسن الدب حت أكلوا العلهز فجاء أبو سفيان إل النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال‪ :‬أنشدك ال والرحم إنك تزعم أنك بعثت رحة للعالي قال‪ :‬بلى فقال‪ :‬قد قتلت‬
‫الباء بالسيف والبناء بالوع فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫سورة النور‬

‫ح إِلّا زانِيَ ًة أَو مُشرِ َكةً) الية‪ .‬قال الفسرون‪:‬‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل (الزان ل يَنكِ ُ‬
‫قدم الهاجرون إل الدينة وفيهم فقراء ليست لم أموال وبالدينة نساء بغايا مسافحات يكرين‬
‫أنفسهن وهن يومئذ أخصب أهل الدينة فرغب ف كسبهن ناس من فقراء الهاجرين فقالوا‪ :‬لو أنا‬
‫تزوجنا منهن فعشنا معهن إل أن يغنينا ال تعال عنهن فاستأذنوا النب صلى ال عليه وسلم ف ذلك‬
‫فنلت هذه الية وحرم فيها نكاح الزانية صيانة للمؤمني عن ذلك‪.‬‬
‫وقال عكرمة‪ :‬نزلت الية ف نساء بغايا متعالات بكة والدينة وكن كثيات ومنهن تسع صواحب‬
‫رايات لن رايات كرايات البيطار يعرفونا‪ :‬أم مهدون جارية السائب بن أب السائب الخزومي وأم‬
‫غليظ جارية صفوان بن أمية وحية القبطية جارية العاص بن وائل ومرية جارية ابن مالك بن عمثلة‬
‫بن السباق وجللة جارية سهيل بن عمرو وأم سويد جارية عمرو بن عثمان الخزومي وشريفة جارية‬
‫زمعة بن السود وقرينة جارية هشام بن ربيعة وفرتنا جارية هلل بن أنس وكانت بيوتن تسمى ف‬
‫الاهلية الواخي ل يدخل عليهن ول يأتيهن إل زان من أهل القبلة أو مشرك من أهل الوثان فأراد‬
‫ناس من السلمي نكاحهن ليتخذوهن مأكلة فأنزل ال تعال هذه الية ونى الؤمني عن ذلك وحرمه‬
‫عليهم‪.‬‬
‫أخبنا أبو صال منصور بن عبد الوهاب البزاز قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن حدان قال‪ :‬أخبنا ابن‬
‫السن بن عبد البار قال‪ :‬أخبنا إبراهيم بن عروة بن معتم عن أبيه عن الضرمي عن القاسم بن‬
‫ممد عن عبد ال بن عمر أن امرأة يقال لا أم مهدون كانت تسافح وكانت تشترط للذي يتزوجها‬
‫ل من السلمي أراد أن يتزوجها فذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم‬
‫أن تكفيه النفقة وأن رج ً‬
‫فنلت هذه الية (الزَاني ُة ل يَنكِحُها ِإلّا زانً)‪.‬‬
‫قوله تعال (وَالّذينَ يَرمو َن أَزوا َجهُم) الية‪ .‬أخبنا أبو عثمان سعيد بن ممد بن الؤذن قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن أحد بن علي اليي قال‪ :‬أخبنا السن بن سفيان قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن أب شيبة قال‪:‬‬
‫أخبنا يزيد بن هارون قال‪ :‬أخبنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬لا نزلت (وَالّذينَ‬
‫ت ُثمّ لَم َيأَتوا ِبأَربَ َع ِة شُهَداءَ) إل قوله تعال (الفاسِقونَ) قال سعد بن عبادة وهو سيد‬
‫يَرمو َن الُحصَنا ِ‬
‫النصار‪ :‬أهكذا أنزلت يا رسول ال فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أل تسمعون يا معشر‬
‫النصار إل ما يقول سيدكم قالوا‪ :‬يا رسول ال إنه رجل غيور وال ما تزوج امرأة قط إل بكرا وما‬
‫امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيته فقال سعد‪ :‬وال يا رسول ال إن لعلم‬
‫أنا حق وأنا من عند ال ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل ل يكن ل أن‬
‫أهيجه ول أحركه حت آت بأربعة شهداء فوال إن ل آت بم حت يقضي حاجته فما لبثوا إل يسيا‬
‫ل فرأى بعينه وسع بأذنه فلم يهيجه حت‬
‫حت جاء هلل بن أمية من أرضه عشيا فوجد عند أهله رج ً‬
‫أصبح وغدا على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا رسول ال فقال إن جئت أهلي عشيا‬
‫ل فرأيت بعين وسعت بأذن فكره رسول ال صلى ال عليه وسلم ما جاء به‬
‫فوجدت عندها رج ً‬
‫واشتد عليه فقال سعد بن عبادة‪ :‬الن يضرب رسول ال صلى ال عليه وسلم هلل بن أمية ويبطل‬
‫شهادته ف السلمي فقال هلل‪ :‬إن وال لرجو أن يعل ال ل منها مرجا فقال هلل‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن قد أرى ما قد اشتد عليك ما جئتك به وال يعلم إن لصادق فوال إن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يريد أن يأمر بضربه إذ نزل الوحي وكان إذا نزل عليه عرفوا ذلك ف تربد جلده فأمسكوا‬
‫سهُم) اليات‬
‫عنه حت فرغ من الوحي فنلت (وَالّذينَ يَرمونَ أَزوا َجهُم َولَم َيكُن َلهُم ُشهَداءَ إِل أَن ُف َ‬
‫كلها فسري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال أبشر يا هلل فقد جعل ال لك فرجا ومرجا‬
‫فقال هلل‪ :‬قد كنت أرجو ذاك من رب وذكر باقي الديث‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن عبد الرحن بن ممد الفقيه قال‪ :‬أخبنا ممد بن ممد بن سنان القري قال‪ :‬أخبنا‬
‫أحد بن علي بن الثن قال‪ :‬أخبنا أبو خيثمة قال‪ :‬أخبنا جرير عن العمش عن إبراهيم عن علقمة‬
‫ل وجد مع‬
‫عن عبد ال قال‪ :‬أنا ليلة المعة ف السجد إذ دخل رجل من النصار فقال‪ :‬لو أن رج ً‬
‫ل فإن تكلم جلدتوه وإن قتل قتلتموه وإن سكت سكت على غيظ وال لسألن عنه‬
‫امرأته رج ً‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فلما كان من الغد أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فسأله فقال‪:‬‬
‫ل فتكلم جلدتوه أو قتل قتلتموه أو سكت سكت على غيظ فقال‪:‬‬
‫ل وجد مع امرأته رج ً‬
‫لو أن رج ً‬
‫اللهم افتح وجعل يدعو فنلت آية اللعان (وَالّذينَ يَرمونَ أَزوا َجهُم َولَم َيكُن ّلهُم شُهَدا َء إِلّا‬
‫سهُم) الية‪ .‬فابتلي به الرجل من بي الناس فجاَء هو وامرأته إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫أَن ُف ُ‬
‫فتلعنا فشهد الرجل أربع شهادات بال إنه لن الصادقي ث لعن الامسة أن لعنة ال عليه إن كان‬
‫من الكاذبي فذهبت لتلتعن فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم مه فلعنت فلما أدبرت قال‪ :‬لعلها‬
‫أن تيء به أسودا جعدا فجاءت به أسود جعدا رواه مسلم عن أب خيثمة‪.‬‬
‫قوله تعال (إِ ّن الّذينَ جاءُوا بِالِفكِ عُصَب ٌة مِنكُم) اليات‪ .‬أخبنا أبو السن علي بن ممد القري‬
‫قال‪ :‬أخبنا ممد بن أحد بن علي القري قال‪ :‬أخبنا أبو يعلى قال‪ :‬أخبنا أبو الوسيع الزهران‬
‫قال‪ :‬أخبنا فليح بن سليمان الدن عن الزهري عن عروة بن الزبي وسعيد بن السيب وعلقمة بن‬
‫وقاص وعبيد ال بن عبد ال بن عتبة عن عائشة زوج النب عليه الصلة والسلم حي قال فيها أهل‬
‫الفك ما قالوا فبأها ال تعال منه‪ .‬قال الزهري‪ :‬وكلهم حدثن طائفة من حديثها وبعضهم كان‬
‫أوعى لديثها من بعض وأتيت اقتصاصا ووعيت عن كل واحد الديث الذي حدثن‪ .‬وبعض‬
‫حديثهم يصدق بعضا‪ .‬ذكروا أن عائشة رضي ال عنها زوج النب صلى ال عليه وسلم قالت‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بي نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج با معه‬
‫قالت عائشة رضي ال عنها‪ :‬فأقرع بيننا ف غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وذلك بعد ما نزلت آية الجاب فأنا أحل ف هودجي وأنزل فيه مسينا حت‬
‫فرغ رسول ال صلى ال عليه وسلم من غزوته وقفل ودنونا من الدينة أذن ليلة بالرحيل فقمت حي‬
‫آذنوا بالرحيل ومشيت حت جاوزت اليش فلما قضيت شأن أقبلت إل الرحل فلمست صدري‬
‫فإذا عقد من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسن ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين‬
‫كانوا يرحلون فحملوا هودجي فرحلوه على بعيي الذي كنت أركب وهم يسبون أن فيه قالت‬
‫عائشة‪ :‬وكانت النساء إذ ذاك خفافا ل يهبلن ول يغشهن اللحم إنا يأكلن العلقة من الطعام فلم‬
‫يستنكر القوم ثقل الودج حي رحلوه ورفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا المل وساروا‬
‫ووجدت عقدي بعد ما استمر اليش فجئت منازلم وليس با داع ول ميب فتيممت منل الذي‬
‫كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدون فيجعوا إل فبينا أنا جالسة ف منل غلبتن عيناي فنمت وكان‬
‫صفوان بن العطل السلمي الذكوان قد عرس من وراء اليش فأدل فأصبح عند منل فرأى سواد‬
‫إنسان نائم فأتان فعرفن حي رآن وقد كان يران قبل أن يضرب علي الجاب فاستيقظت‬
‫باسترجاعه حي عرفن‪.‬‬
‫فخمرت وجهي بلباب وال ما كلمن بكلمة ول سعت منه كلمة غي استرجاعه حت أناخ راحلته‬
‫فوطيء على يدها فركبتها فانطلق يقود ب الراحلة حت أتينا اليش بعد ما نزلوا موغرين ف نر‬
‫الظهية وهلك من هلك ف وكان الذي تول كبه منهم عبد ال بن أب بن سلول فقدمنا الدينة‬
‫فاشتكيت حي قدمتها شهرا والناس يفيضون ف قول أهل الفك ول أشعر بشيء من ذلك ويريبن‬
‫ف وجعي أن ل أعرف من رسول ال صلى ال عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حي أشتكي‬
‫إنا يدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم فيسلم ث يقول‪ :‬كيف تيكم فذلك يزنن ول أشعر بالشر‬
‫حت خرجت بعد ما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل الناصع وهو متبزنا ول نرج إل ليلً إل‬
‫ليل وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الول ف التنه وكنا نتأذى‬
‫بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أب رهم بن عبد الطلب بن عبد‬
‫مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة أب بكر الصديق رضي ال عنه وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد‬
‫بن عبد الطلب فأقبلت أنا وابنة أب رهم قبل بيت حي فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح ف مرطها‬
‫فقالت‪:‬‬
‫تعس مسطح فقلت لا‪ :‬بئسما قلت أتسبي رجلً قد شهد بدرا قالت‪ :‬أي هنتاه أول تسمعي ما قال‬
‫قلت‪ :‬وماذا قال فأخبتن بقول أهل الفك فازددت مرضا إل مرضي فلما رجعت إل بيت ودخل‬
‫علي رسول ال صلى ال عليه وسلم ث قال‪ :‬كيف تيكم قلت‪ :‬تأذن ل أن آت أبوي قالت‪ :‬وأنا‬
‫أريد حينئذ أن أتيقن الب من قبلهما فأذن ل رسول ال صلى ال عليه وسلم فجئت أبوي فقلت‪ :‬يا‬
‫أماه ما يتحدث الناس قالت‪ :‬يا بنية هون عليك فوال لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل ولا‬
‫ضرائر إل أكثرن عليها قالت‪ :‬فقلت سبحان ال وقد تدث الناس بذا قالت‪ :‬فبكيت تلك الليلة‬
‫حت أصبحت ل يرقأ ل دمع ول أكتحل بنوم ث أصبحت أبكي ودعا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم علي بن أب طالب وأسامة بن زيد حي استلبث الوحي يستشيها ف فراق أهله فأما أسامة بن‬
‫زيد فأَشار على رسول ال صلى ال عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم ف نفسه لم‬
‫من الود فقال‪ :‬يا رسول ال هم أهلك وما نعلم إل خيا وأما علي بن أب طالب فقال‪ :‬ل يضيق ال‬
‫تعال عليك والنساء سواها كثي وإن تسأل الارية تصدقك قالت‪ :‬فدعا رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم بريرة فقال‪ :‬يا بريرة هل رأيت شيئا يريبك من عائشة قالت بريرة‪ :‬والذي بعثك بالق إن‬
‫رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنا جارية حديثة السن تنام عن عجي أهلها فتأت‬
‫الداجن فتأكله فقالت‪ :‬فقام رسول ال صلى ال عليه وسلم فاستعذر من عبد ال بن أب ابن سلول‬
‫فقال وهو على النب‪ :‬يا معشر السلمي من يعذرن من رجل قد بلغن أذاه ف أهلي فوال ما علمت‬
‫على أهلي إل خيا ولقد ذكروا رجلً ما علمت عليه إل خيا وما كان يدخل على أهلي إل معي‬
‫فقام سعد بن معاذ النصاري فقال‪ :‬يا رسول ال أنا أعذرك منه إن كان من الوس ضربت عنقه وإن‬
‫كان من إخواننا من الزرج أمرتنا ففعلنا أمرك قال‪ :‬فقام سعد بن عبادة وهو سيد الزرج وكان‬
‫ل صالا ولكن احتملته المية‪.‬‬
‫رج ً‬
‫فقال لسعد بن معاذ‪ :‬كذبت لعمر ال ل تقتله ول تقدر قتله فقام أسيد بن الضي وهو ابن عم سعد‬
‫بن معاذ فقال لسعد بن عبادة‪ :‬كذبت لعمر ال لنقتلنه إنك منافق تادل عن النافقي فثار اليان من‬
‫الوس والزرج حت هوا أن يقتتلوا ورسول ال صلى ال عليه وسلم قائم على النب فلم يزل‬
‫يفضهم حت سكتوا وسكت قالت‪ :‬وبكيت يومي ذلك ل يرقأ ل دمع ول أكتحل بنوم وأبواي‬
‫يظنان أن البكاء فالق كبدي قالت‪ :‬فبينما ها جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت علي امرأة من‬
‫النصار فأذنت لا وجلست تبكي معي قالت‪ :‬فبينا نن على ذلك إذ دخل علينا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم ث جلس ول يلس عندي منذ قيل ل ما قيل وقد لبث شهرا ل يوحى إليه ف شأن شيء‬
‫قالت‪ :‬فتشهد رسول ال صلى ال عليه وسلم حي جلس ث قال‪ :‬أما بعد يا عائشة فإنه بلغن عنك‬
‫كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبئك ال وإن كنت ألمت بذنب فاستغفري ال وتوب إليه فإن العبد‬
‫إذا اعترف بذنبه ث تاب تاب ال عليه قالت‪ :‬فلما قضى رسول ال صلى ال عليه وسلم مقالته قلص‬
‫دمعي حت ما أحس منه قطرة فقلت لب أجب عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما قال قال‬
‫وال ما أدري ما أقول لرسول ال فقلت لمي‪ :‬أجيب رسول ال فقالت‪ :‬وال ما أدري ما أقول‬
‫لرسول ال فقلت‪ :‬وأنا جارية حديثة السن ل أقرأ كثيا من القرآن‪ :‬وال لقد عرفت أنكم سعتم‬
‫هذا وقد استقر ف نفوسكم فصدقتم به ولئن قلت لكم إن بريئة وال يعلم أن بريئة ل تصدقون‬
‫ل إل ما قال‬
‫بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر وال يعلم أن منه بريئة لتصدقن وال ما أجد ل ولكم مث ً‬
‫ل الُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ) قالت‪ :‬ث تولت واضطجعت على فراشي‬
‫ب جَميلٌ وَا ُ‬
‫أبو يوسف (فَصَ ٌ‬
‫قالت‪ :‬وأنا وال حينئذ أعلم أن بريئة وأن ال مبئي بباءت ولكن وال ما كنت أظن أن ينل ف‬
‫شأن وحي يتلى ولشأن كان أحقر ف نفسي من أن يتكلم ال تعال ف بأمر يتلى ولكن كنت أرجو‬
‫أن يرى رسول ال صلى ال عليه وسلم رؤية يبئن ال تعال با قالت‪ :‬فوال ما رام رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم منله ول خرج من أهل البيت أحد حت أنزل ال تعال على نبيه عليه الصلة‬
‫والسلم وأخذه ما كان يأخذه من البحاء عند الوحي حت إنه ليتحدر منه مثل المان من العرق ف‬
‫اليوم الشات من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت‪ :‬فلما سري عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫سري عنه وهو يضحك وكان أول كلمة تكلم با أن قال‪ :‬البشرى يا عائشة أما وال لقد برأك ال‬
‫فقالت ل أمي‪ :‬قومي إليه فقلت‪ :‬وال ل أقوم إليه ول أحد إل ال سبحانه تعال هو الذي برأن‬
‫قالت‪ :‬فأنزل ال سبحانه وتعال (إِ ّن الّذينَ جاءُوا بِالِإفكِ عُصَبةٌ مِنكُم) العشر آيات‪ .‬فلما أنزل ال‬
‫تعال هذه الية ف براءت قال الصديق وكان ينفق على مسطح لقرابته وفقره‪ :‬وال ل أنفق عليه شيئا‬
‫سعَ ِة أَن يُؤتوا أُول‬
‫أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال فأنزل ال تعال (وَل يََأَتلِ أُولُوا الفَض ِل مِنكُم وَال ِ‬
‫ل َلكُم) فقال أبو بكر‪ :‬وال إن أحب أن يغفر ال ل فرجع إل‬
‫القُرب) إل قوله (أَل ُتحِبّونَ أَن يَغ ِفرَ ا ُ‬
‫مسطح النفقة الت كانت عليه وقال‪ :‬ل أنزعها منه أبدا رواه البخاري ومسلم كلها عن أب الربيع‬
‫الزهران‪.‬‬
‫قوله تعال ( َولَول إِذ سَمِعتُمُوهُ قُلتُم مّا يَكو ُن لَنا أَن نَّتكَ ّلمَ ِبهَذا) الية‪ .‬أخبنا أبو عبد الرحن بن أب‬
‫حامد العدل قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن زكريا قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد الرحن الدغول قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫بكر بن أب خيثمة قال‪ :‬أخبنا اليثم بن خارجة قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن عبد الرحن بن يزيد بن جابر‬
‫قال‪ :‬سعت عطاء الراسان عن الزهري عن عروة أن عائشة رضي ال عنها حدثته بديث الفك‬
‫وقالت له‪ :‬وكان أبو أيوب النصاري حي أخبته امرأته وقالت‪ :‬يا أبا أيوب أل تسمع با تدث‬
‫الناس قال‪ :‬وما يتحدثون فأخبته بقول أهل الفك فقال‪ :‬ما يكون لنا أن نتكلم بذا سبحانك هذا‬
‫بتان عظيم قالت‪ :‬فأنزل ال عز وجل (وَلَول إِذ سَمِعتُمو ُه قُلتُم مّا يَكو ُن لَنا أَن نَّتكَ ّلمَ بِهَذا سُبحاَنكَ‬
‫هَذا بُهتانٌ عَظيمٌ)‪.‬‬
‫أخبنا أبو سعيد عبد الرحن بن حدان قال‪ :‬أخبنا أبو بكر أحد بن جعفر بن مالك قال‪ :‬أخبنا عبد‬
‫ال بن أحد بن حنبل قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال‪ :‬أخبنا معمر عن عبد ال بن‬
‫عثمان بن خثيم عن أب مليكة عن ذكوان مول عائشة أنه استأذن لبن عباس على عائشة وهي‬
‫توت وعندها ابن أخيها عبد ال بن عبد الرحن فقال‪ :‬هذا ابن عباس يستأذن عليك وهو من خي‬
‫بنيك فقالت‪ :‬دعن من ابن عباس ومن تزكيته فقال لا عبد ال بن عبد الرحن‪ :‬إنه قاريء لكتاب‬
‫ال عز وجل فقيه ف دين ال سبحانه فأذن له فليسلم عليك وليودعك فقالت‪ :‬فأذن له إن شئت‬
‫فأذن له فدخل ابن عباس ث سلم وجلس فقال‪ :‬البشرى يا أم الؤمني ما بينك وبي أن يذهب عنك‬
‫كل أذى ونصب أو قال وصب فتلقي الحبة ممدا عليه الصلة والسلم وحزبه أو قال وأصحابه‬
‫إل أن يفارق الروح جسده كنت أحب أزواج رسول ال صلى ال عليه وسلم إليه ول يكن يب إل‬
‫طيبا فأنزل ال تعال براءتك من فوق سبع سوات فليس ف الرض مسجد إل وهو يتلى فيه آناء‬
‫الليل والنهار وسقطت قلدتك ليلة البواء فاحتبس النب صلى ال عليه وسلم ف النل والناس معه‬
‫ف ابتغائها أو قال طلبها حت أصبح الناس على غي ماء فأنزل ال تعال (فَتَيَمَموا صَعيدا) الية‪ .‬فكان‬
‫ف ذلك رخصة للناس عامة ف سببك فوال إنك لباركة فقالت‪ :‬دعن يا ابن عباس من هذا فوال‬
‫لوددت أن كنت نسيا منسيا‪.‬‬
‫ي بُيوِتكُم) الية‪ .‬أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَدخُلوا بُيوتا َغ َ‬
‫الثعلب قال‪ :‬أخبنا السي بن ممد الدينوري قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن يوسف بن أحد بن مالك قال‪:‬‬
‫أخبنا السي بن سحتويه قال‪ :‬أخبنا عمرة بن ثور وإبراهيم بن سفيان قال‪ :‬حدثنا ممد بن يوسف‬
‫الفرياب قال‪ :‬حدثنا قيس عن أشعث بن سوار عن ابن ثابت قال‪ :‬جاءت امرأة من النصار فقالت‪:‬‬
‫يا رسول ال إن أكون ف بيت على حال ل أحب أن يران عليها أحد ل والد ول ولد فيأت الب‬
‫فيدخل علي وإنه ل يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الال فكيف أصنع فنلت هذه‬
‫ي بُيوتِكُم حَتّى تَستَأنِسوا َوُتسَلِموا عَلى أَهلِها) الية‪ .‬قال الفسرون‪ :‬فلما‬
‫الية (ل تَدخُلوا بُيوتا غَ َ‬
‫نزلت هذه الية قال أبو بكر الصديق رضي ال عنه‪ :‬يا رسول ال أفرأيت الانات والساكن ف‬
‫ي مَسكوَنةٍ)‬
‫ح أَن تَدخُلوا بُيوتا غَ َ‬
‫طرق الشام ليس فيها ساكن فأنزل ال تعال (لَيسَ عَلَيكُم جُنا ٌ‬
‫الية‪.‬‬
‫ب مِمّا مَ َلكَت أَيانُكُم فَكاتِبوهُم) الية‪ .‬نزلت ف غلم لويطب بن‬
‫قوله تعال (وَالّذينَ يَبتَغونَ الكِتا ِ‬
‫عبد العزى يقال له صبيح سأل موله أن يكاتبه فأب عليه فأنزل ال تعال هذه الية وكاتبه حويطب‬
‫على مائة دينار ووهب له منها دينارا فأداها وقتل يوم حني ف الرب‪.‬‬
‫قوله تعال (وَل تُكرِهوا فَتَياتِكُم عَلى البِغاءِ) الية‪ .‬أخبنا أحد بن السن القاضي قال‪ :‬أخبنا‬
‫حاجب بن أحد الطوسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن حدان قال‪ :‬أخبنا أبو معاوية عن العمش عن أب‬
‫سفيان عن جابر قال‪ :‬كان عبد ال بن أب يقول لارية له‪ :‬اذهب فابغينا شيئا فأنزل ال عز وجل‬
‫(وَل تُكرِهوا فَتياِتكُم عَلى البِغاءِ) إل قوله (غَفورٌ رّحيمٌ) رواه مسلم عن أب كريب عن أب معاوية‪.‬‬
‫أخبنا السن بن ممد الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن حدون قال‪ :‬أخبنا أحد بن السن‬
‫الافظ قال‪ :‬أخبنا ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا إساعيل بن أب أويس قال‪ :‬أخبنا مالك عن ابن‬
‫شهاب عن عمر بن ثابت أن هذه الية (وَل تُكرِهوا فَتَياِتكُم عَلى البِغاءِ) نزلت ف معاذة جارية عبد‬
‫ال بن أب ابن سلول‪ .‬وبذا السناد عن ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا عباس بن الوليد قال‪ :‬أخبنا عبد‬
‫العلى قال‪ :‬أخبنا أحد بن إسحاق قال‪ :‬حدثن الزهري عن عمر بن ثابت قال‪ :‬كانت معاذة جارية‬
‫لعبد ال بن أب وكانت مسلمة وكان يستكرهها على البغاء فأنزل ال تعال (وَل تُكرِهوا فَتَياتِكُم‬
‫عَلى البِغاءِ) إل آخر الية‪.‬‬
‫أخبنا سعيد بن ممد الؤذن قال‪ :‬أخبنا أبو علي الفقيه قال‪ :‬أخبنا أبو القاسم البغوي قال‪ :‬أخبنا‬
‫داود بن عمرو قال‪ :‬أخبنا منصور بن السود عن العمش عن أب نضرة عن جابر قال‪ :‬كان لعبد‬
‫ال بن أب جارية يقال لا مسيكة فكان يكرهها على البغاء فأنزل ال عز وجل (وَل تُكرِهوا فَتَياِتكُم‬
‫عَلى البِغاءِ) إل آخر الية‪.‬‬
‫وقال الفسرون‪ :‬نزلت ف معاذة ومسيكة جاريت عبد ال بن أب النافق كان يكرههما على الزنا‬
‫لضريبة يأخذها منهما وكذلك كانوا يفعلون ف الاهلية يؤاجرون إماءهم فلما جاء السلم قالت‬
‫معاذة لسيكة‪ :‬إن هذا المر الذي نن فيه ل يلو من وجهي فإن يك خيا فقد استكثرنا منه وإن‬
‫يك شرا فقد آن لنا أن ندعه فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال مقاتل نزلت ف ست جوار لعبد ال بن أب كان يكرههن على الزنا ويأخذ أجورهن وهن‪:‬‬
‫معاذة ومسيكة وأميمة وعمرة وأروى وقتيلة فجاءت إحداهن ذات يوم بدينار وجاءت أخرى بدونه‬
‫فقال لما ارجعا فازنيا فقالتا وال ل نفعل قد جاءنا ال بالسلم وحرم الزنا أخبنا الاكم أبو عمرو‬
‫ممد بن عبد العزيز فيما كتب إل أن أحد بن الفضل الواري أخبهم عن ممد بن يي قال‪:‬‬
‫ل من قريش‬
‫أخبنا إسحاق بن إبراهيم قال‪ :‬أخبنا عبد الرزاق قال‪ :‬أخبنا معمر عن الزهري أن رج ً‬
‫أسر يوم بدر وكان عند عبد ال بن أب أسيا وكانت لعبد ال جارية يقال لا معاذة وكان القرشي‬
‫السي يراودها عن نفسها وكانت تتنع منه لسلمها وكان ابن أب يكرهها على ذلك ويضربا‬
‫لجل أن تمل من القرشي فيطلب فداء ولده فقال ال تعال (وَل تُكرِهوا فَتَياِتكُم عَلى البِغا ِء إِن‬
‫أَردنَ تَحَصّنا) إل قوله (غَفورٌ رّحيمٌ) قال أغفر لن ما أكرهن عليه‪.‬‬

‫ل وَرَسوِلهِ) الية‪ .‬قال الفسرون‪ :‬هذه الية والت بعدها ف بشر النافق‬
‫قوله تعال ( َوإِذا دُعُوا إِل ا ِ‬
‫وخصمه اليهودي حي اختصما ف أرض فجعل اليهودي يره إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ليحكم بينهما وجعل النافق يره إل كعب بن الشرف ويقول‪ :‬إن ممدا ييف علينا وقد مضت‬
‫هذه القصة عند قوله (يُريدو َن أَن يَتَحاكَموا إِل الطّاغوتِ) ف سورة النساء‪.‬‬
‫ل الّذينَ َآمَنوا مِنكُم وَعَمِلوا الصالِحاتِ) الية‪ .‬روى الربيع بن أنس عن أب العالية‬
‫قوله تعال (وَ َعدَ ا ُ‬
‫ف هذه الية قال‪ :‬مكث رسول ال صلى ال عليه وسلم بكة عشر سني بعد ما أوحى ال إليه خائفا‬
‫هو وأصحابه يدعون إل ال سبحانه سرا وعلنية ث أمر بالجرة إل الدينة‬
‫وكانوا با خائفي يصبحون ف السلح ويسون ف السلح فقال رجل من أصحابه‪ :‬يا رسول ال ما‬
‫يأت علينا يوم نأمن فيه ونضع السلح فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬لن تلبثوا إل يسيا حت‬
‫ل الّذينَ َآمَنوا‬
‫يلس الرجل منكم ف الل العظيم مبيا ليست فيهم حديدة وأنزل ال تعال (وَ َعدَ ا ُ‬
‫مِنكُم وَعَمِلوا الصالِحاتِ) إل آخر الية فأظهر ال تعال نبيه على جزيرة العرب فوضعوا السلح‬
‫وأمنوا ث قبض ال تعال نبيه فكانوا آمني كذلك ف إمارة أب بكر وعمر وعثمان رضي ال عنهم‬
‫حت وقعوا فيما وقعوا فيه وكفروا النعمة فأدخل ال عليهم الوف وغيوا فغي ال بم‪.‬‬
‫أخبنا إساعيل بن السن بن ممد بن السي النقيب قال‪ :‬أخبنا جدي قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن‬
‫ممد بن السن النصراباذي قال‪ :‬أخبنا أحد بن سعيد الدارمي قال‪ :‬أخبنا علي بن السي بن‬
‫واقد قال‪ :‬أخبنا أب عن الربيع بن أنس عن أب العالية عن أب بن كعب قال‪ :‬لا قدم النب عليه‬
‫الصلة والسلم وأصحابه الدينة وآوتم النصار رمتهم العرب عن قوس واحد فكانوا ل يبيتون إل‬
‫ف السلح ول يصبحون إل ف لمتهم فقالوا‪ :‬ترون أنا نعيش حت نبيت آمني مطمئني ل ناف إل‬
‫ل الّذينَ َآمَنوا مِنكُم وَعَمِلوا الصالِحاتِ) إل قوله ( َومَن‬
‫ال عز وجل فأنزل ال تعال لنبيه (وَ َعدَ ا ُ‬
‫َك َفرَ بَعدَ َذِلكَ َفُألَِئكَ ُهمُ الفاسِقونَ) يعن بالنعمة‪ .‬رواه الاكم ف صحيحه عن قوله تعال (يا أَيّها‬
‫الّذينَ َآمَنوا لِيَستَأ ِذنَ ُك ُم الّذينَ مَ َلكَت أَياُنكُم) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬وجه رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم غلما من النصار يقال له مدل بن عمرو إل عمر بن الطاب رضي ال عنه وقت الظهية‬
‫ليدعوه فدخل فرأى عمر بالة كره عمر رؤيته ذلك فقال‪ :‬يا رسول ال وددت لو أن ال تعال أمرنا‬
‫ونانا ف حال الستئذان فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال مقاتل‪ :‬نزلت ف أساء بنت مرثد كان لا غلم كبي فدخل عليها ف وقت كرهته فأتت رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا ف حال نكرهها فأنزل ال تبارك‬
‫وتعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (لَيسَ عَلى الَعمى حَرَجٌ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬لا أنزل ال تبارك وتعال (ل َتأَكُلوا‬
‫أَمواَلكُم بَيَنكُم بِالبا ِطلِ) ترج السلمون عن مؤاكلة الرضى والزمن والعرج وقالوا‪ :‬الطعام أفضل‬
‫الموال وقد نى ال تعال عن أكل الال بالباطل والعمى ل يبصر موضع الطعام الطيب والريض ل‬
‫يستوف الطعام فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال سعيد بن جبي والضحاك كان العرجان والعميان يتنهون عن مؤاكلة الصحاء لن الناس‬
‫يتقذرونم ويكرهون مؤاكلتهم وكان أهل الدينة ل يالطهم ف طعامهم أعمى ول أعرج ول مريض‬
‫تقذرا فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬نزلت هذه الية ترخيصا للمرضى والزمن ف الكل من بيوت من سى ال تعال ف‬
‫هذه الية وذلك أن قوما من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم كانوا إذا ل يكن عندهم ما‬
‫يطعمونم ذهبوا بم إل بيوت آبائهم وأمهاتم أو بعض من سى ال تعال ف هذه الية‪ .‬وكان أهل‬
‫الزمانة يتحرجون من أن يطعموا ذلك الطعام لنه أطعمهم غي مالكيه ويقولون إنا يذهبون بنا إل‬
‫بيوت غيهم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا السن بن ممد الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن الفضل التاجر قال‪ :‬أخبنا أحد بن‬
‫ممد بن السن الافظ قال‪ :‬أخبنا ممد بن يي قال‪ :‬أخبنا إساعيل بن أب أويس قال‪ :‬حدثن‬
‫مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن السيب أنه كان يقول ف هذه الية‪ :‬أنزلت ف أناس كانوا إذا‬
‫خرجوا مع النب صلى ال عليه وسلم وضعوا مفاتيح بيوتم عند العمى والعرج والريض وعند‬
‫أقاربم وكانوا يأمرونم أن يأكلوا ما ف بيوتم إذا احتاجوا إل ذلك وكانوا يتقون أن يأكلوا منها‬
‫ويقولون‪ :‬نشى أن ل تكون أنفسهم بذلك طيبة فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (لَيسَ َعلَيكُم جُناحٌ أَن تَأكُلوا جَميعا أَو أَشتاتا) الية‪ .‬قال قتادة والضحاك‪ :‬نزلت ف حي‬
‫من كنانة يقال لم بنو ليث بن عمرو وكانوا يتحرجون أن يأكل الرجل الطعام وحده فربا قعد‬
‫الرجل والطعام بي يديه من الصباح إل الرواح والشول حفل والحوال منتظمة ترجا من أن وقال‬
‫عكرمة‪ :‬نزلت ف قوم من النصار كانوا ل يأكلون إذا نزل بم ضيف إل مع ضيفهم فرخص لم أن‬
‫يأكلوا كيف شاءوا جيعا متحلقي أو أشتاتا متفرقي‪.‬‬
‫سورة الفرقان‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (تَبارَ َك الّذي إِن شَا َء َجعَ َل َلكَ خَيا مّن َذِلكَ) الية‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم القرئ قال‪ :‬أخبنا أحد بن أب الفرات قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد‬
‫بن يعقوب البخاري قال‪ :‬أخبنا ممد بن حيد بن فرقد قال‪ :‬أخبنا إسحاق بن بشر قال‪ :‬أخبنا‬
‫جوهر عن الضحاك عن ابن عباس قال‪ :‬لا عي الشركون رسول ال صلى ال عليه وسلم بالفاقة‬
‫قالوا‪ :‬ما لذا الرسول يأكل الطعام ويشي ف السواق حزن رسول ال صلى ال عليه وسلم فنل‬
‫جبيل عليه السلم من عند ربه معزيا له فقال‪ :‬السلم عليك يا رسول ال رب العزة يقرئك السلم‬
‫ك ِمنَ الُرسَليَ إِل ِإنّهُم لَيَأكُلو َن الطَعا َم َويَمشو َن ف الَسواقِ) أي يبتغون‬
‫ويقول لك (وَما أَرسَلنا قَب َل َ‬
‫العاش ف الدنيا‪ .‬قال‪ :‬فبينا جبيل عليه السلم والنب صلى ال عليه وسلم يتحدثان إذ ذاب جبيل‬
‫عليه السلم حت صار مثل الدرة قيل‪ :‬يا رسول ال وما الدرة قال‪ :‬العدسة فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬ما لك ذبت حت صرت مثل الدرة قال‪ :‬يا ممد فتح باب من أبواب السماء ول‬
‫يكن فتح قبل ذلك اليوم وإن أخاف أن يعذب قومك عند تعييهم إياك بالفاقة وأقبل النب وجبيل‬
‫عليهما السلم يبكيان إذ عاد جبيل عليه السلم إل حاله فقال‪ :‬أبشر يا ممد هذا رضوان خازن‬
‫النة قد أتاك بالرضا من ربك فأقبل رضوان حت سلم ث قال‪ :‬يا ممد رب العزة يقرئك السلم‬
‫ومعه سفط من نور يتلل ويقول لك ربك‪ :‬هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع مال ينتقص لك ما عنده ف‬
‫الخرة مثل جناح بعوضة فنظر النب صلى ال عليه وسلم إل جبيل عليه السلم كالستشي به‬
‫فضرب جبيل بيده إل الرض فقال‪ :‬تواضع ل فقال‪ :‬يا رضوان ل حاجة ل فيها الفقر أحب إل‬
‫وأن أكون عبدا صابرا شكورا فقال رضوان عليه السلم‪ :‬أصبت أصاب ال بك وجاء نداء من‬
‫السماء فرفع جبيل عليه السلم رأسه فإذا السموات قد فتحت أبوابا إل العرش وأوحى ال تعال‬
‫إل جنة عدن أن تدل غصنا من أغصانا عليه عذق عليه غرفة من زبرجدة خضراء لا سبعون ألف‬
‫باب من ياقوتة حراء فقال جبيل عليه السلم‪ :‬يا ممد ارفع بصرك فرفع فرأى منازل النبياء‬
‫ل له خاصة ومناد ينادي‪ :‬أرضيت يا ممد فقال النب‬
‫وغرفهم فإذا منازله فوق منازل النبياء فض ً‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬رضيت فاجعل ما أردت أن تعطين ف الدنيا ذخية عندك ف الشفاعة يوم‬
‫القيامة‪ .‬ويرون أن هذه الية أنزلا رضوان (تَبارَ َك الّذي إِن شاءَ)‬
‫ض الظاِلمُ عَلى يَدَيهِ) الية‪ .‬قال ابن عباس ف رواية عطاء الراسان‪ :‬كان أب بن‬
‫قوله تعال (وَيو َم َيعَ ّ‬
‫خلف يضر النب صلى ال عليه وسلم ويالسه ويستمع إل كلمه من غي أن يؤمن به فزجره عقبة‬
‫ل لمية بن خلف فأسلم‬
‫بن أب معيط عن ذلك فنلت هذه الية‪ .‬وقال الشعب‪ :‬وكان عقبة خلي ً‬
‫عقبة فقال أمية‪ :‬وجهي من وجهك حرام إن تابعت ممدا عليه الصلة والسلم وكفر وارتد لرضا‬
‫أمية فأنزل ال تبارك وتعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬إن أب بن خلف وعقبة بن أب معيط كانا متحالفي وكان عقبة ل يقدم من سفر إل‬
‫صنع طعاما فدعا إليه أشراف قومه وكان يكثر مالسة النب صلى ال عليه وسلم فقدم من سفره‬
‫ذات يوم فصنع طعاما فدعا الناس ودعا رسول ال صلى ال عليه وسلم إل طعامه فلما قرب الطعام‬
‫قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما أنا بآكل من طعامك حت تشهد أن ل إله إل ال وأن رسول‬
‫ال فقال عقبة‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأن ممدا رسول ال فأكل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫من طعامه وكان أب بن خلف غائبا فلما أخب بقصته قال‪ :‬صبأت يا عقبة فقال‪ :‬وال ما صبأت‬
‫ولكن دخل علي رجل فأب أن يطعم من طعامي إل أن أشهد له فاستحيت أن يرج من بيت ول يطعم‬
‫فشهدت فطعم فقال أب‪ :‬ما أنا بالذي رضي منك أبدا إل أن تأتيه فتبزق ف وجهه وتطأ عنقه ففعل‬
‫ذلك عقبة فأخذ رحم دابة فألقاها بي كتفيه فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ل ألقاك خارجا‬
‫من مكة إل علوت رأسك بالسيف فقتل عقبة يوم بدر صبا وأما أب بن خلف فقتله النب صلى ال‬
‫عليه وسلم يوم أحد ف البارزة فأنزل ال تعال فيهما هذه الية‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬لا بزق عقبة ف وجه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم عاد بزاقه ف وجهه فتشعب شعبتي فأحرق خديه وكان أثر ذلك فيه‬
‫حت الوت‪.‬‬

‫ل إِلَها َآ َخرَ) إل آخر اليات‪ .‬أخبنا أبو إسحاق الثعالب قال‪:‬‬


‫قوله تعال (وَالّذينَ ل يَدعونَ مَعَ ا ِ‬
‫أخبنا السن بن أحد الخلدي قال‪ :‬أخبنا الؤمل بن السن بن عيسى قال‪ :‬أخبنا السن بن ممد‬
‫بن الصباح الزعفران قال‪ :‬أخبنا حجاج عن ابن جريج قال‪ :‬أخبن يعلى بن مسلم عن سعيد بن‬
‫جبي سعه يدث عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ث أتوا ممدا‬
‫عليه الصلة والسلم فقالوا‪ :‬إن الذي تقول وتدعو إليه لسن لو تبنا أنا لا عملنا كفارة فنلت‬
‫ل ِإلَها َآ َخرَ) اليات إل قوله (غَفورا رّحيما) رواه مسلم عن إبراهيم بن‬
‫(وَالّذي َن ل يَدعو َن مَعَ ا ِ‬
‫دينار عن حجاج‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن إبراهيم بن حجي قال‪ :‬أخبنا والدي قال‪ :‬أخبنا ممد بن إسحاق الثقفي قال‪:‬‬
‫أخبنا إبراهيم النظلي وممد بن صباح قال‪ :‬حدثنا جرير عن منصور والعمش عن أب وائل عن‬
‫عمرو بن شرحبيل عن أب ميسرة عن عبد ال بن مسعود قال‪ :‬سألت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬أي الذنب أعظم قال‪ :‬أن تعل ل ندا وهو خلقك قال‪ :‬قلت ث أي قال‪ :‬أن تقتل ولدك مافة‬
‫أن يطعم معك قال‪ :‬قلت ث أي قال‪ :‬أن تزان حليلة جارك فأنزل ال تعال تصديقا لذلك (وَالّذي َن ل‬
‫ل ّق وَل يَزنونَ) رواه البخاري ومسلم‬
‫ل ِإلّا بِا َ‬
‫س الّت َحرّمَ ا ُ‬
‫يَدعو َن مَعَ الِ إِلَها َآ َخرَ وَل يَقتُلونَ النَف َ‬
‫عن عثمان بن أب شيبة عن جرير‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر بن الرث قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن‬
‫إبراهيم قال‪ :‬أخبنا إساعيل بن إسحاق قال‪ :‬أخبنا الرث بن الزبي قال‪ :‬أخبنا أبو راشد مول‬
‫الهرس عن سعد بن سال القداح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال‪ :‬أتى وحشي إل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا ممد أتيتك مستجيا فأجرن حت أسع كلم ال فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬قد كنت أحب أن أراك على غي جوار فأما إذ أتيتن مستجيا فأنت ف جواري حت‬
‫تسمع كلم ال قال‪ :‬فإن أشركت بال وقتلت النفس الت حرم ال تعال وزنيت هل يقبل ال من‬
‫ل ِإلَها َآ َخرَ وَل‬
‫توبة فصمت رسول ال صلى ال عليه وسلم حت نزل (وَالّذينَ ل يَدعونَ مَعَ ا ِ‬
‫لقّ وَل يَزنونَ) إل آخر الية فتلها عليه فقال‪ :‬أرى شرطا فلعلي‬
‫ل ِإلّا بِا َ‬
‫يَقتُلو َن النَفسَ الّت َحرّمَ ا ُ‬
‫ل ل يَغفِ ُر أَن يُشرَكَ بِ ِه َويَغ ِفرُ ما دونَ‬
‫ل أعمل صالا أنا ف جوارك حت أسع كلم ال فنلت (إِنّ ا َ‬
‫ك لَمَن يَشاءُ) فدعا به فتلها عليه فقال‪ :‬ولعلي من ل يشاء أنا ف جوارك حت أسع كلم ال‬
‫َذلِ َ‬
‫حةِ الِ) فقال‪ :‬الن ل أرى شرطا‬
‫سهِم ل تَقنَطوا مِن ّر َ‬
‫فنلت (قُل يا عِبادِيَ الّذي َن أَسرَفوا عَلى أَن ُف ِ‬
‫فأسلم‪.‬‬
‫سورة القصص‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (إِّنكَ ل تَهدي مَن أَحبَبتَ) الية‪ .‬أخبنا أبو عبد ال ممد بن‬
‫عبد ال الشيازي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن ممد بن خرويه قال‪ :‬أخبنا علي بن ممد‬
‫الزاعي قال‪ :‬أخبنا أبو اليمان الكم بن رافع قال‪ :‬أخبن شعيب عن الزهري قال‪ :‬أخبن سعيد‬
‫بن السيب عن أبيه قال‪ :‬لا حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول ال صلى ال عليه وسلم فوجد‬
‫عنده أبا جهل وعبد ال بن أب أمية فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا عم قل ل إله إل ال‬
‫كلمة أحاج لك با عند ال سبحانه وتعال فقال أبو جهل وعبد ال بن أب أمية أترغب عن ملة عبد‬
‫الطلب فلم يزل رسول ال صلى ال عليه وسلم يعرضها عليه ويعاودانه بتلك القالة حت قال أبو‬
‫طالب آخر ما كلمهم به‪ :‬أنا على ملة عبد الطلب وأب أن يقول ل إله إل ال فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬لستغفرن لك ما ل أنه عنك فأنزل ال عز وجل (ما كا َن لِلنَِبيّ وَالّذينَ َآمَنوا أَن‬
‫ك ل تَهدي مَن أَحبَبتَ‬
‫ي وَلو كانوا أُول قُرب) الية وأنزل ف أب طالب (ِإنّ َ‬
‫يَستَغفِروا لِلمُشرِك َ‬
‫ل يَهدي مَن يَشاءُ) رواه البخاري عن أب اليمان ورواه مسلم عن حرملة عن ابن وهب عن‬
‫وََل ِكنّ ا َ‬
‫يونس عن الزهري‪.‬‬
‫أخبنا الستاذ أبو إسحاق أحد بن ممد بن إبراهيم قال‪ :‬أخبنا السن بن ممد بن علي الشيبان‬
‫قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن السن الافظ قال‪ :‬أخبنا أبو عبد الرحن بن بشر قال‪ :‬أخبنا يي بن‬
‫سعيد عن يزيد بن كيسان قال‪ :‬حدثن أبو حازم عن أب هريرة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم لعمه‪ :‬قل ل إله إل ال أشهد لك با يوم القيامة قال‪ :‬لول أن تعين نساء قريش يقلن أنه حله‬
‫ل يَهدي مَن‬
‫ت َوَلكِنّ ا َ‬
‫ك ل تَهدي مَن أَحبَب َ‬
‫على ذلك الزع لقررت با عينك فأنزل ال تعال (ِإنّ َ‬
‫يَشاءُ) رواه مسلم عن ممد بن حات عن يي بن سعيد قال‪ :‬سعت أبا عثمان اليي يقول‪ :‬سعت‬
‫أبا السن بن مقسم يقول‪ :‬سعت أبا إسحاق الزجاج يقول ف هذه الية‪ :‬أجع الفسرون أنا نزلت‬
‫ف أب طالب‪.‬‬
‫ف مِن أَرضِنا) نزلت ف الرث بن عثمان بن عبد مناف‬
‫قوله تعال (وَقالوا إِن نّتّبِ ُع الُدى َم َعكَ نَُتخَطّ ُ‬
‫وذلك أنه قال للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إنا لنعلم أن الذي تقول حق ولكن ينعنا من اتباعك أن‬
‫العرب تطفنا من أرضنا لجاعهم على خلفنا ول طاقة لنا بم فأنزل ال تعال قوله تعال (َأفَمَن‬
‫وَعَدنا ُه وَعدا حَسنا فَهو لقيهِ) أخبنا أبو بكر الرث قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن سليمان قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن حازم البلي قال‪ :‬أخبنا بلل بن الحب قال‪ :‬أخبنا شعبة‬
‫عن أبان عن ماهد ف هذه الية قال‪ :‬نزلت ف علي وحزة وأب جهل‪ .‬وقال السدي‪ :‬نزلت ف عمار‬
‫والوليد بن الغية وقيل‪ :‬نزلت النب صلى ال عليه وسلم وأب جهل‪.‬‬
‫قوله تعال (وَ َرّبكَ يَخ ُل ُق ما يَشا ُء َويَختارُ) قال أهل التفسي‪ :‬نزلت جوابا للوليد بن الغية حي قال‬
‫فيما أخب ال تعال أنه ل يبعث الرسل باختياره‪.‬‬
‫سورة العنكبوت‬

‫ب الناسُ) اليتان‪ :‬قال الشعب‪ :‬نزلت ف أناس كانوا‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (اَلمَ أَ َحسِ َ‬
‫بكة قد أقروا بالسلم فكتب إليهم أصحاب النب صلى ال عليه وسلم من الدينة أنه ل يقبل منكم‬
‫إقرار ول إسلم حت تاجروا فخرجوا عامدين إل الدينة فاتبعهم الشركون فآذوهم فنلت فيهم‬
‫هذه الية وكتبوا إليهم أن قد نزلت فيكم آية كذا وكذا فقالوا‪ :‬نرج فإن اتبعنا أحد قاتلناه‬
‫فخرجوا فاتبعهم الشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نا فأنزل ال تعال فيهم (ُث ّم إِنّ َربّكَ‬
‫لِلّذينَ هاجَروا مِن بَع ِد ما فُتِنوا) الية‪ .‬وقال مقاتل‪ :‬نزلت ف مهجع مول عمر بن الطاب كان أول‬
‫قتيل من السلمي يوم بدر رماه عمرو بن الضرمي بسهم فقتله فقال النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫سيد الشهداء مهجع وهو أول من يدعى إل باب النة من هذه المة فجزع عليه أبواه وامرأته‬
‫فأنزل ال تعال فيهم هذه الية وأخب أنه ل بد لم من البلء والشقة ف ذات ال تعال‪.‬‬

‫قوله تعال ( َومِن الناسِ مَن يَقولُ َآمَنّا بِالِ) قال ماهد‪ :‬نزلت ف أناس كانوا يؤمنون بألسنتهم فإذا‬
‫أصابم بلء من ال ومصيبة ف أنفسهم افتتنوا‪ .‬وقال الضحاك‪ :‬نزلت ف أناس من النافقي بكة‬
‫كانوا يؤمنون فإذا أوذوا رجعوا إل الشرك‪ .‬وقال عكرمة عن ابن عباس‪ :‬نزلت ف الؤمني الذين‬
‫أخرجهم الشركون عن الدين فارتدوهم والذين نزلت فيهم (إِ ّن الّذينَ َتوَفّا ُهمُ الَلِئكَةُ ظالِمي‬
‫سهِم) الية‪.‬‬
‫أَن ُف ِ‬
‫سورة الروم‬

‫ت الرُومُ) الية‪ .‬قال الفسرون‪ :‬بعث كسرى جيشا إل‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (اَلمَ غُلِبَ ِ‬
‫الروم واستعمل عليهم رجلً يسمى شهريران فسار إل الروم بأهل فارس وظهر عليهم فقتلهم‬
‫ل يدعى ينس فالتقى مع شهريران بأذرعات‬
‫وخرب مدائنهم وقطع زيتونم وكان قيصر بعث رج ً‬
‫وبصرى وهي أدن الشام إل أرض العرب فغلب فارس الروم وبلغ ذلك النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وأصحابه بكة فشق ذلك عليهم وكان النب صلى ال عليه وسلم يكره أن يظهر الميون من أهل‬
‫الجوس على أهل الكتاب من الروم وفرح كفار مكة وشتوا فلقوا أصحاب النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقالوا‪ :‬إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونن أميون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس‬
‫ت الرُومُ ف أَدن‬
‫على إخوانكم من الروم وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم فأنزل ال تعال (اَلمَ ُغلِبَ ِ‬
‫الَرضِ) إل آخر اليات‪.‬‬
‫أخبنا إساعيل بن إبراهيم الواعظ قال‪ :‬أخبنا ممد بن أحد بن حامد العطار قال‪ :‬أخبنا أحد بن‬
‫السي بن عبد البار قال‪ :‬أخبنا الرث بن شريح قال‪ :‬أخبنا العتمر بن سليمان عن أبيه عن‬
‫العمش عن عطية العوف عن أب سعيد الدري قال‪ :‬لا كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس‬
‫فأعجب الؤمنون بظهور الروم على فارس‪.‬‬
‫سورة لقمان‬

‫قوله تعال ( َووَصّينا الِنسا َن بِواِلدَي ِه حُسنا) الية‪ .‬قال الفسرون‪ :‬نزلت ف سعد بن أب وقاص‪.‬‬
‫وذلك أنه لا أسلم قالت له أمه جيلة‪ :‬يا سعد بلغن أنك صبوت فوال ل يظلن سقف بيت من‬
‫الضح والريح ول آكل ول أشرب حت تكفر بحمد عليه الصلة والسلم وترجع إل ما كنت عليه‬
‫وكان أحب ولدها إليها فأب سعد فصبت هي ثلثة أيام ل تأكل ول تشرب ول تستظل بظل حت‬
‫خشي عليها فأتى سعد النب صلى ال عليه وسلم وشكا ذلك إليه فأنزل ال تعال هذه الية والت ف‬
‫لقمان والحقاف‪.‬‬
‫أخبنا أبو سعد بن أب بكر الغازي قال‪ :‬أخبنا ممد بن أحد بن حدان قال‪ :‬أخبنا أبو يعلى قال‪:‬‬
‫أخبنا أبو خيثمة قال‪ :‬أخبنا السن بن موسى قال‪ :‬أخبنا زهي قال‪ :‬أخبنا ساك بن حرب قال‪:‬‬
‫حدثن مصعب بن سعد بن أب وقاص عن أبيه أنه قال‪ :‬نزلت هذه الية ف قال‪ :‬حلفت أم سعد ل‬
‫تكلم أبدا حت يكفر بدينه ول تأكل ول تشرب ومكثت ثلثة أيام حت غشي عليها من الهد فأنزل‬
‫ال تعال (وَوَصّينا الِنسانَ بِوَالِدَيهِ حُسنا) رواه مسلم عن أب خيثمة‪.‬‬
‫قوله تعال ( َوإِن جاهَدا َك لِتُشرِ َك ب) الية‪ .‬أخبنا أحد بن ممد بن عبد ال بن الافظ قال‪ :‬أخبنا‬
‫عبد ال بن ممد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا أبو يعلى قال‪ :‬أخبنا أحد بن أيوب بن راشد الضب قال‪:‬‬
‫أخبنا مسلمة بن علقمة قال‪ :‬أخبنا داود بن أب هند عن أب عثمان النهدي أن سعد بن مالك قال‪:‬‬
‫ل برا‬
‫ك ِبهِ عِل ٌم فَل تُطِعهُما) قال‪ :‬كنت رج ً‬
‫س لَ َ‬
‫أنزلت ف هذه الية ( َوإِن جاهَدا َك لِتُشرِ َك ب ما لَي َ‬
‫بأمي فلما أسلمت قالت‪ :‬يا سعد ما هذا الدين الذي قد أحدثت لتدعن عن دينك هذا أو ل آكل‬
‫ول أشرب حت أموت فتعي ب فيقال يا قاتل أمه قلت‪ :‬ل تفعلي يا أمه فإن ل أدع دين هذا لشيء‬
‫قال‪ :‬فمكثت يوما ل تأكل فأصبحت قد جهدت قال فمكثت يوما آخر وليلة ل تأكل فأصبحت‬
‫وقد اشتد جهدها قال‪ :‬فلما رأيت ذلك قلت تعلمي وال يا أمه لو كانت لك مائة نفس فخرجت‬
‫نفسا نفسا ما تركت دين هذا لشيء إن شئت فكلي وإن شئت فل تأكلي فلما رأت ذلك أكلت‬
‫فأنزلت هذه الية ( َوإِن جاهَداكَ) الية‪.‬‬

‫س مَن يَشتَري لَهوَ الَديثِ) قال الكلب ومقاتل‪ :‬نزلت‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (وَمِن النا ِ‬
‫ف النضر بن الارث‪ .‬وذلك أنه كان يرج تاجرا إل فارس فيشتري أخبار العاجم فيويها ويدث‬
‫با قريشا ويقول لم‪ :‬إن ممدا عليه الصلة والسلم يدثكم بديث عاد وثود وأنا أحدثكم بديث‬
‫رستم واسفنديار وأخبار الكاسرة فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن فنلت فيه هذه‬
‫الية‪.‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬نزلت ف شراء القيان والغنيات‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم القرئ قال‪ :‬أخبنا ممد بن الفضل بن ممد بن إسحاق بن خزية‬
‫قال‪ :‬أخبنا جدي قال‪ :‬أخبنا علي بن حجر قال‪ :‬أخبنا مشمعل بن ملحان الطائي عن مطرح بن‬
‫يزيد عن عبيد ال بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أب أمامة قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم‪ :‬ل يل تعليم الغنيات ول بيعهن وأثانن حرام وف مثل هذا نزلت هذه الية ( َو ِمنَ‬
‫ضلّ عَن سَبيلِ الِ) إل آخر الية‪ .‬وما من رجل يرفع صوته بالغناء‬
‫ث لِيُ ِ‬
‫س مَن يَشتَري لَه َو الَدي ِ‬
‫النا ِ‬
‫إل بعث ال تعال عليه شيطاني أحدها على هذا النكب والخر على هذا النكب فل يزالن‬
‫يضربان بأرجلهما حت يكون هو الذي يسكت‪.‬‬
‫وقال ثور بن أب فاختة عن أبيه عن ابن عباس‪ :‬نزلت هذه الية ف رجل اشترى جارية تغنيه قوله‬
‫تعال ( َوإِن جاهَداكَ عَلى أَن تُشرِ َك ب) نزلت ف سعد بن أب وقاص على ما ذكرناه ف سورة‬
‫العنكبوت‪.‬‬

‫قوله تعال ( َوِاتّبِع سَبيلَ مَن أَنابَ ِإَليّ)‪ .‬نزلت ف أب بكر رضي ال عنه قال عطاء عن ابن عباس‪:‬‬
‫يريد أبا بكر وذلك أنه حي أسلم أتاه عبد الرحن بن عوف وسعد بن أب وقاص وسعيد بن زيد‬
‫وعثمان وطلحة والزبي فقالوا‪ :‬لب بكر رضي ال عنه‪ :‬آمنت وصدقت ممدا عليه الصلة والسلم‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬نعم فأتوا رسول ال صلى ال عليه وسلم فآمنوا وصدقوا فأنزل ال تعال يقول لسعد‬
‫ب ِإلَيّ) يعن أبا بكر رضي ال عنه‪.‬‬
‫(وَِاتّبِع سَبي َل مَن أَنا َ‬
‫ج َر ٍة أَقلمٌ) قال الفسرون‪ :‬سألت اليهود رسول ال صلى ال‬
‫ض مِن شَ َ‬
‫قوله تعال ( َولَو َأنّما ف الَر ِ‬
‫ح ُقلِ الرُوح ُمِن أَمرِ َربّي وَما أُوتيتُم ّمنَ العِلمِ‬
‫عليه وسلم عن الروح فأنزل ال (وَيَسئَلوَنكَ َع ِن الرُو ِ‬
‫ِإلّا قَليلً) فلما هاجر رسول ال صلى ال عليه وسلم إل الدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا‪ :‬يا ممد بلغنا‬
‫ل قد عنيت قالوا‪ :‬ألست‬
‫عنك أنك تقول (وَما أُوتيتُم ّمنَ العِلمِ ِإلّ قَليلً) أفتعنينا أم قومك فقال‪ :‬ك ً‬
‫تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬هي‬
‫ف علم ال سبحانه قليل ولقد آتاكم ال تعال ما إن عملتم به انتفعتم به فقالوا‪ :‬يا ممد كيف تزعم‬
‫ت الِك َم َة َفقَد أُوِتيَ خَيا كَثيا) وكيف يتمع هذا علم قليل وخي كثي‬
‫هذا أنت تقول ( َومَن يُؤ َ‬
‫ج َر ٍة أَقلمٌ) الية‪.‬‬
‫ض مِن شَ َ‬
‫فأنزل ال تعال ( َولَو َأنّما ف الَر ِ‬

‫قوله تعال (إِنّ الَ عِن َدهُ عِلمُ السا َعةِ) نزلت ف الارث بن عمرو بن حارثة بن مارب بن حفصة من‬
‫أهل البادية أتى النب صلى ال عليه وسلم فسأله عن الساعة ووقتها وقال‪ :‬إن أرضنا أجدبت فمت‬
‫ينل الغيث وتركت امرأت حبلى فماذا تلد وقد علمت أين ولدت فبأي أرض أموت فأنزل ال‬
‫تعال هذه الية‪ .‬أخبنا أبو عثمان سعيد بن ممد الؤذن قال‪ :‬أخبنا ممد بن حدون بن الفضل قال‪:‬‬
‫أخبنا أحد بن السي الافظ قال‪ :‬أخبنا حدان السلمي قال‪ :‬حدثنا النضر بن ممد قال‪ :‬حدثنا‬
‫عكرمة قال‪ :‬حدثنا إياس بن سلمة قال‪ :‬حدثن أب أنه كان مع النب صلى ال عليه وسلم إذ جاء‬
‫رجل بفرس له يقودها عقوق ومعها مهرة له يبيعها فقال له‪ :‬من أنت قال‪ :‬أنا نب ال قال‪ :‬ومن نب‬
‫ال قال‪ :‬رسول ال قال مت تقوم الساعة قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬غيب ول يعلم الغيب‬
‫إل ال قال‪ :‬ما ف بطن فرسي هذه قال‪ :‬غيب ول يعلم الغيب إل ال قال‪ :‬أرن سيفك فأعطاه النب‬
‫صلى ال عليه وسلم سيفه فهزه الرجل ث رده إليه فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أما إنك ل تكن‬
‫تستطيع الذي أردت قال‪ :‬وقد كان الرجل قال‪ :‬أذهب إليه فأسأله عن هذه الصال ث أخبنا أبو‬
‫عبد ال بن إسحاق قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو ممد بن جعفر بن مطر قال‪ :‬أخبنا ممد بن عثمان بن أب‬
‫سويد قال‪ :‬حدثنا أبو حذيفة قال‪ :‬حدثنا سفيان الثوري عن عبد ال بن دينار عن ابن عمر قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬مفاتيح الغيب خسة ل يعلمهم إل ال تعال ل يعلم مت تقوم‬
‫الساعة إل ال ول يعلم‪ :‬ما تغيض الرحام إل ال ول يعلم ما ف غد إل ال ول يعلم بأي أرض‬
‫توت إل ال ول يعلم مت ينل الغيث إل ال‪ .‬رواه البخاري عن ممد بن يوسف عن سفيان‪.‬‬
‫سورة السجدة‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (وَما كُنتُم تَستَتِرو َن أَن يَش َهدَ عَلَيكُم سَم َعكُم) الية‪.‬‬
‫أخبنا الستاذ أبو منصور البغدادي قال‪ :‬أخبنا إساعيل بن نيد قال‪ :‬أخبنا ممد بن إبراهيم بن‬
‫سعد قال‪ :‬أخبنا أمية بن بسطام قال‪ :‬أخبنا يزيد بن زريع قال‪ :‬أخبنا روح بن القاسم عن منصور‬
‫عن ماهد عن أب معمر عن ابن مسعود ف هذه الية (وَما كُنتُم تَستَتِرو َن أَن يَش َهدَ َعلَيكُم سَمعُكُم‬
‫وَل أَبصارُكُم) الية‪ .‬قال‪ :‬كان رجلن من ثقيف وخت لما من قريش أو رجلن من قريش وخت‬
‫لما من ثقيف ف بيت فقال بعضهم‪ :‬أترون ل يسمع نوانا أو حديثنا فقال بعضهم‪ :‬قد سع بعضه‬
‫ول يسمع بعضه فقالوا‪ :‬لئن كان يسمع بعضه لقد سع كله فنلت هذه الية (وَما كُنتُم تَستَتِرونَ أَن‬
‫يَش َهدَ عَلَيكُم) الية‪ .‬رواه البخاري عن الميدي ورواه أخبنا ممد بن عبد الرحن الفقيه قال‪:‬‬
‫أخبنا ممد بن أحد بن علي اليي قال‪ :‬أخبنا أحد بن علي بن الثن قال‪ :‬أخبنا أبو خيثمة قال‪:‬‬
‫أخبنا ممد بن حازم قال‪ :‬أخبنا العمش عن عبد الرحن بن يزيد عن عبد ال قال‪ :‬كنت مستترا‬
‫بأستار الكعبة فجاء ثلثة أنفار كثي شحم بطونم قليل فقه قلوبم قرشي وختناه ثقفيان أو ثقفي‬
‫وختناه قرشيان فتكلموا بكلم ل أفهمه فقال بعضهم‪ :‬أترون ال سع كلمنا هذا فقال الخر إذا‬
‫رفعنا أصواتنا سع وإذا ل نرفع ل يسمع‪ .‬وقال الخر‪ :‬إن سع منه شيئا سعه كله‪ .‬قال‪ :‬فذكرت‬
‫ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فنل عليه (وَما كُنتُم تَستَتِرونَ أَن يَش َهدَ عَلَيكُم سَم ُعكُم وَل‬
‫أَبصارُكُم وَل جُلودُكُم) إل قوله تعال ( َفأَصبَحتُم مِن الاسِرينَ)‪.‬‬
‫ل ُث ّم اِستَقاموا) الية‪ .‬قال عطاء عن ابن عباس‪ :‬نزلت هذه الية‬
‫قوله عز وجل (إِنّ الّذي َن قالوا َربّنا ا ُ‬
‫ف أب بكر رضي ال عنه وذلك أن الشركي قالوا‪ :‬ربنا ال واللئكة بناته وهؤلء شفعاؤنا عند ال‬
‫فلم يستقيموا وقالت اليهود‪ :‬ربنا ال وعزير ابنه وممد عليه الصلة والسلم ليس بنب فلم‬
‫يستقيموا وقال أبو بكر رضي ال عنه‪ :‬ربنا ال وحده ل شريك له وممد صلى ال عليه وسلم عبده‬
‫ورسوله واستقام‪.‬‬
‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (قُل ل أَسئَ ُلكُم عَلَيهِ أَجرا ِإلّا ا َلوَ ّد َة ف القُرب) قال ابن عباس‪:‬‬
‫لا قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق وليس ف يده لذلك سعة‬
‫فقال النصار‪ :‬إن هذا الرجل قد هداكم ال تعال به وهو ابن أختكم وتنوبه نوائب وحقوق وليس‬
‫ف يده لذلك سعة فاجعوا له من أموالكم ما ل يضركم فأتوه به ليعينه على ما ينوبه ففعلوا ث أتوا به‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول ال إنك ابن أختنا وقد هدانا ال تعال على يديك وتنوبك نوائب وحقوق وليس‬
‫لك عندنا سعة فرأينا أن نمع لك من أموالنا فنأتيك به فتستعي على ما ينوبك وهو هذا فنلت هذه‬
‫الية‪ .‬وقال قتادة‪ :‬اجتمع الشركون ف ممع لم فقال بعضهم لبعض‪ :‬أترون ممدا عليه الصلة‬
‫والسلم يسأل على ما يتعاطاه أجرا فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫ق ِلعِبا ِد ِه لَبَغوا ف الَرضِ) الية‪ .‬نزلت ف قوم من أهل الصفة تنوا‬
‫ل الرِز َ‬
‫قوله تعال ( َولَو َبسَطَ ا ُ‬
‫سعة الدنيا والغن‪ .‬قال خباب بن الرت‪ :‬فينا نزلت هذه الية وذلك أنا بطرنا إل أموال قريظة‬
‫والنضي فتمنيناها فأنزل ال تبارك تعال هذه الية‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو عثمان الؤذن قال‪ :‬أخبنا أبو علي الفقيه قال‪ :‬أخبنا أبو ممد بن معاذ قال‪ :‬أخبنا‬
‫السي بن السن بن حرب قال‪ :‬أخبنا ابن البارك قال‪ :‬أخبنا حيوة قال‪ :‬أخبن أبو هانئ الولن‬
‫ق لِعِبا ِدهِ‬
‫ل الرِز َ‬
‫أنه سع عمرو بن حريث يقول‪ :‬إنا نزلت هذه الية ف أصحاب الصفة (وَلَو َبسَطَ ا ُ‬
‫ض وََلكِن يَُن ّزلُ ِب َقدَرٍ مّا يَشاءُ) وذلك أنم قالوا‪ :‬لو أن لنا الدنيا فتمنوا الدنيا‪.‬‬
‫لََبغَوا ف الَر ِ‬
‫ل إِل وَحيا) الية‪ .‬وذلك أن اليهود قالوا للنب صلى ال عليه‬
‫ش ٍر أَن يُكَلِ ُمهُ ا َ‬
‫قوله تعال (وَما كا َن لَِب َ‬
‫وسلم‪ :‬أل تكلم ال وتنظر إليه إن كنت نبيا كما كلم ال موسى ونظر إليه فإنا لن نؤمن بك حت‬
‫تفعل ذلك فقال‪ :‬ل ينظر موسى إل ال وأنزلت الية‪.‬‬
‫سورة الحزاب‬

‫ل وَل تُ ِطعِ الكافِرينَ وَالُنافِقيَ) الية‪.‬‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (يا َأيّها النَبِ ّي ِاتّقِ ا َ‬
‫نزلت ف أب سفيان وعكرمة بن أب جهل وأب العور السلمي قدموا الدينة بعد قتال أحد فنلوا‬
‫على عبد ال بن أب وقد أعطاهم النب صلى ال عليه وسلم المان على أن يكلموه فقام معهم عبد‬
‫ال بن سعد بن أب سرح وطعمة بن أبيق فقالوا للنب صلى ال عليه وسلم وعنده عمر بن الطاب‪:‬‬
‫ارفض ذكر آلتنا اللت والعزى ومنات وقل إن لا شفاعة ومنفعة لن عبدها وندعك وربك فشق‬
‫على النب صلى ال عليه وسلم قولم فقال عمر بن الطاب‪ :‬رضي ال عنه ائذن لنا يا رسول ال ف‬
‫قتلهم فقال‪ :‬إن قد أعطيتهم المان فقال عمر‪ :‬اخرجوا ف لعنة ال وغضبه فأمر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يرجهم من الدينة فأنزل ال عز وجل هذه الية‪.‬‬
‫ل لبيبا‬
‫ل ِلرَ ُجلٍ مّن قَلبَيِ ف جَو ِفهِ) نزلت ف جيل بن معمر الفهري وكان رج ً‬
‫قوله تعال (مّا جَ َعلَ ا ُ‬
‫حافظا لا سع فقالت قريش‪ :‬ما حفظ هذه الشياء إل وله قلبان وكان يقول‪ :‬إن ل قلبي أعقل بكل‬
‫واحد منهما أفضل من عقل ممد عليه الصلة والسلم فلما كان يوم بدر وهزم الشركون وفيهم‬
‫يومئذ جيل بن معمر تلقاه أبو سفيان وهو معلق إحدى نعليه بيده والخرى ف رجله فقال له‪ :‬يا أبا‬
‫معمر ما حال الناس قال‪ :‬انزموا قال‪ :‬فما بالك إحدى نعليك ف يدك والخرى ف رجلك قال‪ :‬ما‬
‫شعرت إل أنما ف رجلي وعرفوا يومئذ أنه لو كان له قلبان لا نسي نعله ف يده‪.‬‬
‫قوله تعال (وَما َج َعلَ أَدعِياءَكُم أَبناءُكُم) نزلت ف زيد بن حارثة كان عند رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فأعتقه وتبناه قبل الوحي فلما تزوج النب عليه الصلة والسلم زينب بنت جحش وكانت‬
‫تت زيد بن حارثة قالت اليهود والنافقون‪ :‬تزوج ممد عليه الصلة والسلم امرأة ابنه وهو ينهى‬
‫الناس عنها فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا سعيد بن ممد بن أحد بن نعيم الشكاب قال أخبنا السن بن أحد بن ممد بن علي بن ملد‬
‫قال‪ :‬أخبنا ممد بن إسحاق الثقفي قال‪ :‬أخبنا قتيبة بن سعيد قال‪ :‬أخبنا يعقوب بن عبد الرحن‬
‫عن موسى بن عقبة عن سال عن عبد ال يزعم أنه كان يقول‪ :‬ما كنا ندعو زيد بن حارثة إل زيدا‬
‫بن ممد حت نزلت ف القرآن (اُدعُوهُم لِآباِئهِم ُهوَ أَقسَطُ عِندَ الِ) رواه البخاري عن معلى بن أسد‬
‫عن عبد الرحن بن الختار عن موسى بن عقبة‪.‬‬
‫ي يُدنيَ عَلَي ِهنّ مِن جَلبيِب ِهنّ) الية‪.‬‬
‫ك َوبَناِتكَ َونِسا ِء الُؤمِن َ‬
‫قوله تعال (يا أَيّها النَِبيّ قُل ِلأَزواجِ َ‬
‫أخبنا سعيد بن ممد الؤذن قال‪ :‬أخبنا أبو علي الفقيه قال‪ :‬أخبنا أحد بن السي بن النيد قال‪:‬‬
‫أخبنا زياد بن أيوب قال‪ :‬أخبنا هشيم بن حصي عن أب مالك قال‪ :‬كانت نساء الؤمني يرجن‬
‫بالليل إل حاجاتن وكان النافقون يتعرضون لن ويؤذونن فنلت هذه الية وقال السدي‪ :‬كانت‬
‫الدينة ضيقة النازل وكان النساء إذا كان الليل خرجوا فقضي الاجة وكان فساق من فساق الدينة‬
‫يرجون فإذا رأوا الرأة عليها قناع قالوا هذه حرة فتركوها وإذا رأوا الرأة بغي قناع قالوا هذه أمة‬
‫فكانوا يراودونا فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬

‫صدَقوا ما عاهَدوا الَ َعلَيهِ) أخبنا أبو إسحاق أحد بن ممد بن‬
‫قوله تعال ( ّم َن الُؤمِنيَ رِجالٌ َ‬
‫إبراهيم قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن خالد قال‪ :‬أخبنا مكي بن عبدان قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن هاشم‬
‫قال‪ :‬أخبنا بز بن أسد قال‪ :‬أخبنا سليمان بن الغية عن ثابت عن أنس قال‪ :‬غاب عمي أنس بن‬
‫النضر وبه سيت أنسا عن قتال بدر فشق عليه لا قدم وقال‪ :‬غبت عن أول مشهد شهده رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وال لئن أشهدن ال سبحانه قتا ًل ليين ال ما أصنع فلما كان يوم أحد‬
‫انكشف السلمون فقال‪ :‬اللهم إن أبرأ إليك ما جاء به هؤلء الشركون وأعتذر إليك فيما صنع‬
‫هؤلء يعن السلمي ث مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال‪ :‬أي سعد والذي نفسي بيده إن لجد‬
‫ريح النة دون أحد فقاتلهم حت قتل قال أنس‪ :‬فوجدناه بي القتلى به بضع وثانون جراحة من بي‬
‫ضربة بالسيف وطعنة بالرمح ورمية بالسهم وقد مثلوا به وما عرفناه حت عرفته أخته ببنانه ونزلت‬
‫صدَقوا ما عاهَدوا الَ) قال‪ :‬وكنا نقول‪ :‬أنزلت هذه الية فيه وف‬
‫هذه الية (مّ َن الُؤمِنيَ رِجالٌ َ‬
‫أصحابه‪ .‬رواه مسلم عن ممد بن حات عن بز بن أسد‪.‬‬
‫أخبنا سعد بن أحد بن جعفر الؤذن قال‪ :‬أخبنا أبو علي بن أب بكر الفقيه قال‪ :‬أخبنا إبراهيم بن‬
‫عبد ال الزيارجي قال‪ :‬أخبنا بندار قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال النصاري قال‪ :‬حدثن أب ثامة‬
‫صدَقوا ما عاهَدوا الَ‬
‫عن أنس بن مالك قال‪ :‬نزلت هذه الية ف أنس بن النضر (مّ َن الُؤمِنيَ رِجالٌ َ‬
‫عَلَيهِ) رواه البخاري عن بندار‪.‬‬

‫قوله تعال (فَمِنهُم مّن قَضى نَحَبهُ) نزلت ف طلحة بن عبيد ال ثبت مع رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوم أحد حت أصيبت يده فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬اللهم أوجب لطلحة النة‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن ممد بن عبد ال التميمي قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬أخبنا أحد بن جعفر‬
‫بن نصر الرازي قال‪ :‬أخبنا العباس بن إساعيل الرقي قال‪ :‬أخبنا إساعيل بن يي البغدادي عن أب‬
‫سنان عن الضحاك عن النال بن سبة عن علي قال‪ :‬قالوا‪ :‬أخبنا عن طلحة قال ذلك امرؤ نزلت‬
‫فيه آية من كتاب ال تعال (فَمِنهُم مّن قَضى نَحَبهُ َومِنهُم مّن يَنتَ ِظرُ) طلحة من قضى نبه ل حساب‬
‫عليه فيما يستقبل‪.‬‬
‫أخبنا عبد الرحن بن حدان قال‪ :‬أخبنا أحد بن جعفر بن مالك قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن أحد بن‬
‫حنبل قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬أخبنا وكيع عن طلحة بن يي عن عيسى بن طلحة أن النب صلى ال‬
‫عليه وسلم مر عليه طلحة فقال‪ :‬هذا من قضى نبه‪.‬‬

‫قوله تعال (ِإنّما يُريدُ الُ لِيُذهِبَ عَن ُكمُ الرّجسَ أَهلَ البَيتِ) الية‪ .‬أخبنا أبو بكر الارثي قال‪:‬‬
‫أخبنا أبو ممد بن حيان قال‪ :‬أخبن أحد بن عمرو بن أب عاصم قال‪ :‬أخبنا أبو الربيع الزهران‬
‫قال‪ :‬أخبن عمار بن ممد الثوري قال‪ :‬أخبنا سفيان عن أب الجاف عن عطية عن أب سعيد (ِإنّما‬
‫ت َويُ َط ّهرَكُم تَطهيا) قال‪ :‬نزلت ف خسة ف النب صلى ال‬
‫ل لِيُذهِبَ عَن ُك ُم الرِجسَ أَهلَ البَي ِ‬
‫يُريدُ ا ُ‬
‫عليه وسلم وعلي وفاطمة والسن والسي عليهم السلم‪.‬‬
‫أخبنا أبو سعد النضوي قال‪ :‬أخبنا أحد بن جعفر القطيعي قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن أحد بن حنبل‬
‫قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬أخبنا ابن ني قال‪ :‬أخبنا عبد اللك عن عطاء بن أب رباح قال‪ :‬حدثن من‬
‫سع أم سليم تذكر النب أن النب صلى ال عليه وسلم كان ف بيتها فأتته فاطمة رضي ال عنها ببمة‬
‫فيها خزيرة فدخلت با عليه فقال لا‪ :‬ادعي ل زوجك وابنيك قالت‪ :‬فجاء علي وحسن وحسي‬
‫فدخلوا فجلسوا يأكلون من تلك الزيرة وهو على منامة له وكان تته كساء حبي قالت‪ :‬وأنا ف‬
‫ت َويُ َط ّهرَكُم‬
‫س أَهلَ البَي ِ‬
‫ل لِيُذهِبَ عَنكُم الرِج َ‬
‫الجرة أصلي فأنزل ال تعال هذه الية (ِإنّما يُريدُ ا ُ‬
‫تَطهيا) قالت‪ :‬فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ث أخرج يديه فألوى بما إل السماء ث قال‪ :‬اللهم‬
‫هؤلء أهل بيت وخاصت فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيا قال‪ :‬فأدخلت رأسي البيت وقلت‪:‬‬
‫أنا معكم يا رسول ال قال‪ :‬إنك إل خي إنك إل خي‪.‬‬

‫أخبنا أبو القاسم عبد الرحن بن ممد السراج قال‪ :‬أخبنا ممد بن يعقوب قال‪ :‬أخبنا السن بن‬
‫علي بن عفان قال‪ :‬أخبنا أبو يي المان عن صال بن موسى القرشي عن خصيف عن سعيد بن‬
‫ل لِيُذهِبَ‬
‫جبي عن ابن عباس قال‪ :‬أنزلت هذه الية ف نساء النب صلى ال عليه وسلم (ِإنّما يُريدُ ا ُ‬
‫س أَهلَ البَيتِ)‪.‬‬
‫عَنكُم الرِج َ‬
‫أخبنا عقيل بن ممد الرجان فيما أجاز ل لفظا قال‪ :‬أخبنا العاف بن زكريا القاضي قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن جرير قال‪ :‬أخبنا ابن حيد قال‪ :‬أخبنا يي بن واضح قال‪ :‬أخبنا الصبغ عن علقمة عن‬
‫س أَه َل البَيتِ) قال‪ :‬ليس الذين يذهبون إليه‬
‫ل لِيُذهِبَ عَنكُم الرِج َ‬
‫عكرمة ف قوله تعال (إِنّما يُريدُ ا ُ‬
‫إنا هي أزواج النب عليه الصلة والسلم قال‪ :‬وكان عكرمة ينادي هذا ف السوق‪.‬‬
‫ي وَالُسلِماتِ) الية‪ .‬قال مقاتل بن حيان‪ :‬بلغن أن أساء بنت عميس لا‬
‫قوله تعال (إِ ّن الُسلِم َ‬
‫رجعت من البشة معها زوجها جعفر بن أب طالب دخلت على نساء النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فقالت‪ :‬هل نزل فينا شيء من القرآن قلن ل فأتت النب صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬يا رسول ال‬
‫إن النساء لفي خيبة وخسارة قال‪ :‬ومم ذلك قالت‪ :‬لنن ل يذكرن ف الي كما يذكر الرجال‬
‫ي وَالُسلِماتِ) إل آخرها‪.‬‬
‫فأنزل ال تعال (إِ ّن الُسلِم َ‬
‫وقال قتادة‪ :‬لا ذكر ال تعال أزواج النب صلى ال عليه وسلم دخل نساء من السلمات عليهن‬
‫ي وَالُسلِماتِ)‪.‬‬
‫فقلن‪ :‬ذكرتن ول نذكر ولو كان فينا خي لذكرنا فأنزل ال تعال (إِ ّن الُسلِم َ‬
‫قوله تعال (تُرجي مَن تَشا ُء مِن ُهنّ) الية‪ .‬قال الفسرون‪ :‬حي غار بعض نساء النب صلى ال عليه‬
‫وسلم وآذينه بالغية وطلب زيادة النفقة فهجرهن رسول ال صلى ال عليه وسلم شهرا حت نزلت‬
‫آية التخيي وأمر ال تعال أن ييهن بي الدنيا والخرة وأن يلي سبيل من اختارت الدنيا ويسك‬
‫من اختارت ال سبحانه ورسوله على أنن أمهات الؤمني ول ينكحن أبدا وعلى أن يؤوي إليه من‬
‫يشاء ويرجي منهن من يشاء فرضي به قسم لن أو ل يقسم أو فضل بعضهن على بعض بالنفقة‬
‫والقسمة والعشرة ويكون المر ف ذلك إليه يفعل ما يشاء فرضي بذلك كله فكان رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم مع ما جعل ال تعال له من التوسعة يسوي بينهن ف القسمة‪.‬‬
‫أخبنا أبو عبد ال ممد بن إبراهيم الزكي قال‪ :‬أخبنا عبد اللك بن السن ابن يوسف السقطي‪.‬‬
‫قال‪ :‬أخبنا أحد بن يي اللوان قال‪ :‬أخبنا يي بن معي قال‪ :‬أخبنا عباد بن عباد عن عاصم‬
‫الحول عن معاذة عن عائشة قالت‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد ما نزلت (تُرجي مَن‬
‫تَشا ُء مِن ُه ّن وَتُؤوي ِإلَيكَ مَن تَشاءُ) يستأذننا إذا كان ف يوم الرأة منا قالت‪ :‬معاذة‪ :‬ما كنت تقولي‬
‫قالت‪ :‬كنت أقول‪ :‬إن كان ذلك إل ل أوثر أحدا على نفسي‪.‬‬
‫رواه البخاري عن حيان بن موسى عن ابن البارك‪ .‬ورواه مسلم عن شريح بن يونس عن عباد‬
‫كلها عن عاصم‪.‬‬
‫وقال قوم‪ :‬لا نزلت آية التخيي أشفقن أن يطلقن فقلن‪ :‬يا نب ال اجعل لنا من مالك ونفسك ما‬
‫شئت ودعنا على حالنا فنلت هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا عبد الرحن بن عبدان قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن ممد بن نعيم قال‪ :‬ممد بن يعقوب‬
‫الخرم قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد الوهاب قال‪ :‬أخبنا ماضر بن الودع عن هشام بن عروة عن أبيه‬
‫عن عائشة أنا كانت تقول لنساء النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أما تستحي الرأة أن تب نفسها فأنزل‬
‫ك مَن تَشاءُ) فقالت عائشة أرى ربك يسارع‬
‫ال تعال هذه الية (تُرجي مَن تَشا ُء مِن ُهنّ َوتُؤوي ِإلَي َ‬
‫لك ف هواك رواه البخاري عن زكريا بن يي ورواه مسلم قوله تعال (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَدخُلوا‬
‫بُيوتَ النَِبيّ) الية‪ .‬قال أكثر الفسرون‪ :‬لا بن رسول ال صلى ال عليه وسلم بزينب بنت جحش‬
‫أول عليها بتمر وسويق وذبح شاة قال أنس‪ :‬وبعثت إليه أمي أم سليم بيس ف تور من حجارة‬
‫فأمرن رسول ال صلى ال عليه وسلم أن أدعو أصحابه إل الطعام فجعل القوم ييئون فيأكلون‬
‫فيخرجون ث ييء القوم فيأكلون فيخرجون فقلت‪ :‬يا نب ال قد دعوت حت ما أجد أحدا أدعوه‬
‫فقال‪ :‬ارفعوا طعامكم فرفعوا وخرج القوم وبقي ثلثة أنفار يتحدثون ف البيت فأطالوا الكث فتأذى‬
‫منهم رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان شديد الياء فنلت هذه الية وضرب رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم بين وبينه سترا‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن عبد الرحن الفقيه قال‪ :‬أخبنا أبو عمر ممد بن أحد اليي قال‪ :‬أخبنا عمران بن‬
‫موسى بن ماشع قال‪ :‬أخبنا عبد العلى بن حاد النرسي قال‪ :‬أخبنا العتمر بن سليمان عن أبيه‬
‫عن أب ملز عن أنس بن مالك قال‪ :‬لا تزوج النب صلى ال عليه وسلم زينب بنت جحش دعا‬
‫القوم فطعموا ث جلسوا يتحدثون‪ .‬قال‪ :‬فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام وقام‬
‫من القوم من قام وقعد ثلثة وأن النب صلى ال عليه وسلم جاء فدخل فإذا القوم جلوس وأنم قاموا‬
‫وانطلقوا فجئت واخبت النب صلى ال عليه وسلم أنم قد انطلقوا قال‪ :‬فجاء حت دخل قال‪:‬‬
‫ت النَبِيّ‬
‫وذهبت أدخل فألقى الجاب بين وبينه وأنزل ال تعال (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَدخُلوا بُيو َ‬
‫ِإلّا أَن يُؤذَ َن َلكُم إِل طَعامٍ) الية إل قوله (إِ ّن َذلِكُم كانَ عِندَ الِ عَظيما) رواه البخاري عن ممد بن‬
‫عبد ال الرقاشي ورواه مسلم عن يي بن حبيب الارثي كلها عن العتمر‪.‬‬
‫أخبنا إساعيل بن إبراهيم الواعظ قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن نيد قال‪ :‬أخبنا ممد بن السن بن‬
‫الليل قال‪ :‬أخبنا هشام بن عمار قال‪ :‬أخبنا الليل بن موسى قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن عوف عن‬
‫عمرو بن شعيب عن أنس بن مالك قال‪ :‬كنت مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إذ مر على‬
‫حجرة من حجره فرأى فيها قوما جلوسا يتحدثون ث عاد فدخل الجرة وأرخى الستر دون فجئت‬
‫أبا طلحة فذكرت ذلك له فقال‪ :‬لئن كان ما تقول حقا لينلن ال فيه قرآنا فأنزل ال تعال (يا َأيّها‬
‫الّذينَ َآمَنوا ل تَدخُلوا بُيوتَ النَِبيّ) الية‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن السي اليي قال‪ :‬أخبنا حاجب بن أحد قال‪ :‬أخبنا عبد الرحيم بن منيب قال‪:‬‬
‫أخبنا يزيد بن هارون قال‪ :‬أخبنا حيد عن أنس قال‪ :‬قال عمر بن الطاب رضي ال عنه قلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال يدخل عليك الب والفاجر فلو أمرت أمهات الؤمني بالجاب فأنزل ال تعال آية‬
‫الجاب‪ .‬رواه البخاري عن مسدد عن يي بن أب زائدة عن حيد‪ .‬أخبن أبو حكم الرجان فيما‬
‫أجازن لفظا قال‪ :‬أخبنا أبو الفرج القاضي قال‪ :‬أخبنا ممد بن جرى قال‪ :‬أخبنا يعقوب بن‬
‫إبراهيم قال‪ :‬هشيم عن ليث عن ماهد أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان يطعم معه بعض‬
‫أصحابه فأصابت يد رجل منهم يد عائشة وكانت معهم فكره النب صلى ال عليه وسلم فنلت آية‬
‫الجاب‪.‬‬
‫قوله تعال (وَل تَنكِحوا أَزوا َج ُه مِن بَع ِدهِ َأبَدا)‪ .‬قال ابن عباس ف رواية عطاء‪ :‬قال رجل من سادة‬
‫قريش‪ :‬لو توف رسول ال صلى ال عليه وسلم لتزوجت عائشة فأنزل ال تعال ما أنزل‪.‬‬
‫ل َومَلِئكَتَ ُه يُصَلونَ عَلى النَِبيّ)‪ .‬أخبنا أبو سعيد عن ابن عمر النيسابوري قال‪:‬‬
‫قوله تعال (إِنّ ا َ‬
‫أخبنا السن بن أحد اللدي قال‪ :‬أخبنا الؤمل بن السي بن عيسى قال‪ :‬أخبنا ممد بن يي‬
‫قال‪ :‬أخبنا أبو حذيفة قال‪ :‬أخبنا سفيان عن الزبي عن عبد الرحن بن أب ليلى عن كعب بن‬
‫عجرة قال‪ :‬قيل للنب صلى ال عليه وسلم قد عرفنا السلم عليك وكيف الصلة عليك فنلت (إِنّ‬
‫ل َومَلئِكََتهُ يُصَلّونَ عَلى النَِبيّ يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلّموا تَسليما)‪.‬‬
‫اَ‬
‫أخبنا عبد الرحن بن حدان العدل قال‪ :‬أخبنا أبو العباس أحد بن عيسى الوشا قال‪ :‬اخبنا ممد‬
‫بن يي الصول قال‪ :‬أخبنا الرياشي عن الصمعي قال‪ :‬سعت الهدي على منب البصرة يقول‪ :‬إن‬
‫ل َومَلِئكََتهُ يُصَلّونَ عَلى النَبِ ّي يا َأيّها الّذينَ‬
‫ال أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثن بلئكته فقال (إِنّ ا َ‬
‫َآمَنوا صَلّوا عَلَي ِه َوسَلّموا تَسليما) آثره صلى ال عليه وسلم با من بي الرسل واختصكم با من بي‬
‫النام فقابلوا نعمة ال بالشكر‪.‬‬
‫سعت الستاذ أبا عثمان الواعظ يقول‪ :‬سعت المام سهل بن ممد بن سليمان يقول هذا التشريف‬
‫ل َومَلئِكََت ُه يُصَلّونَ عَلى النَِبيّ) أبلغ‬
‫الذي شرف ال تعال به نبينا صلى ال عليه وسلم بقوله (إِنّ ا َ‬
‫وأت من تشريف آدم بأمر اللئكة بالسجود له لنه ل يوز أن يكون ال مع اللئكة ف ذلك‬
‫التشريف وقد أخب ال تعال عن نفسه بالصلة على النب ث عن اللئكة بالصلة عليه فتشريف‬
‫صدر عنه عنه أبلغ من تشريف تتص به اللئكة من غي جواز أن يكون ال معهم ف ذلك والذي‬
‫قاله سهل منتزع من قول الهدي ولعله رآه ونظر إليه فأخذه منه وشرحه وقابل ذلك بتشريف آدم‬
‫وكان أبلغ وأت منه وقد ذكر ف الصحيح ما أخبنا أبو بكر ممد بن إبراهيم الفارسي قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن عيسى بن عمرويه قال‪ :‬أخبنا إبراهيم بن سفيان قال‪ :‬أخبنا مسلم قال‪ :‬أخبنا قتيبة وعلي‬
‫بن حجر قال‪ :‬أخبنا إساعيل بن جعفر عن العلء عن أبيه عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬من صلى علي واحدة قوله تعال ( ُهوَ الّذي يُصَلي عَلَيكُم وَمَلِئكَُتهُ) قال ماهد‪ :‬لا‬
‫ل َومَلئِكََت ُه يُصَلّونَ عَلى النَِبيّ) الية قال أبو بكر‪ :‬ما أعطاك ال تعال من خي إل‬
‫نزلت (إِنّ ا َ‬
‫أشركنا فيه فنلت ( ُهوَ الّذي يُصَلّي عَليكُم وَمَلِئكَُتهُ)‪.‬‬
‫ت ِبغَيِ ما اِكَتسَبوا) قال عطاء‪ :‬عن ابن عباس رأى عمر‬
‫ي وَالُؤمِنا ِ‬
‫قوله تعال (وَالّذينَ يُؤذو َن الُؤمِن َ‬
‫رضي ال عنه جارية من النصار متبجة فضربا وكره ما رأى من زينتها فذهبت إل أهلها تشكو‬
‫عمر فخرجوا إليه فآذوه فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال مقاتل‪ :‬نزلت ف علي بن أب طالب وذلك أن أناسا من النافقي كانوا يؤذونه ويسمعونه‪.‬‬
‫وقال الضحاك والسدي والكلب‪ :‬نزلت ف الزناة الذين كانوا يشون ف طرق الدينة يتبعون النساء‬
‫إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن فيون الرأة فيدنون منها فيغمزونا فمن سكتت اتبعوها وإن‬
‫زجرتم انتهوا عنها ول يكونوا يطلبون إل الماء ولكن ل يكن يومئذ تعرف الرة من المة إنا‬
‫يرجن ف درع وخار فشكون ذلك إل أزواجهن فذكروا ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فأنزل ال تعال هذه الية الدليل على صحة هذا‪.‬‬
‫سورة يس‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (إِنّا نَحنُ نُحيي الَوتى َونَكتُبُ ما َقدّموا وَآَثا َرهُم) الية‪.‬‬
‫قال أبو سعيد الدري‪ :‬كان بنو سلمة ف ناحية من نواحي الدينة فأرادوا أن ينتقلوا إل قرب السجد‬
‫فنلت هذه الية (إِنّا نَحنُ نُحيي الَوتى َونَكتُبُ ما َقدّموا وَآَثا َرهُم) فقال لم النب صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬إن آثاركم تكتب فلم تنتقلون‪.‬‬
‫أخبنا الشريف إساعيل بن السن بن ممد بن السن الطبي قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬أخبنا عبد‬
‫ال بن ممد بن الشرقي قال‪ :‬حدثنا عبد الرحن بن بشر قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق قال‪ :‬أخبنا الثوري‬
‫عن سعد بن الظريف عن أب نضرة عن أب سعيد قال‪ :‬شكت بنو سلمة إل رسول ال صلى ال عليه‬
‫ب ما قَدّموا وَآَثا َرهُم) فقال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بعد منازلم من السجد فأنزل ال تعال ( َونَكتُ ُ‬
‫وسلم‪ :‬عليكم منازلكم فإنا تكتب آثاركم‪.‬‬
‫قوله تعال (قالَ مَن يُحيي العِظا َم وَ ِهيَ رَميمٌ) قال الفسرون‪ :‬إن أب بن خلف أتى النب صلى ال عليه‬
‫وسلم بعظم حائل فقال‪ :‬يا ممد أترى ال ييي هذا بعد ما قد رم فقال‪ :‬نعم ويبعثك ويدخلك ف‬
‫ل َوَنسِ َي خَلقَ ُه قا َل مَن يُحيي العِظا َم َو ِهيَ رَميمٌ)‪.‬‬
‫ض َربَ لَنا مَثَ ً‬
‫النار فأنزل ال تعال هذه الية (وَ َ‬
‫أخبنا سعيد بن ممد بن جعفر قال‪ :‬أخبنا أبو علي بن أب بكر الفقيه قال‪ :‬أخبنا أحد بن السي‬
‫بن النيد قال‪ :‬حدثنا زياد بن أيوب قال‪ :‬حدثنا هشيم قال‪ :‬حدثنا حصي عن أب مالك أن أب بن‬
‫خلف المحي جاء إل رسول ال صلى ال عليه وسلم بعظم حائل ففتته بي يديه وقال‪ :‬يا ممد‬
‫يبعث ال هذا بعد ما أرم قال‪ :‬نعم يبعث ال هذا وييتك ث يييك ث يدخلك نار جهنم فنلت هذه‬
‫اليات‪.‬‬
‫سورة ص‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬أخبنا أبو القاسم بن أب نصر الزامي قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال بن‬
‫حدويه قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن دارم الافظ قال‪ :‬حدثنا ممد بن عثمان بن أب شيبة قال‪ :‬حدثنا أب‬
‫قال‪ :‬حدثنا ممد بن عبد ال السدي قال‪ :‬حدثنا سفيان عن العمش عن يي بن عمارة عن سعيد‬
‫بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬مرض أبو طالب فجاءت قريش وجاء النب صلى ال عليه وسلم وعند‬
‫رأس أب طالب ملس رجل فقام أبو جهل كي ينعه من ذلك فشكوه إل أب طالب فقال‪ :‬يا ابن أخي‬
‫ما تريد من قومك قال‪ :‬يا عم إنا أريد منهم كلمة تذل لم با العرب وتؤدي إليهم الزية با العجم‬
‫قال‪ :‬كلمة واحدة قال ما هي قال‪ :‬ل إله إل ال فقالوا‪ :‬أجعل اللة إلا واحدا قال فنل فيهم‬
‫القرآن (ص وَالقُرآَ ِن ذي الذّكرِ بَل الّذينَ َكفَروا ف ِع ّز ٍة َوشِقاقِ) حت بلغ (إِن هَذا ِإلّا اِختِلقٌ)‪.‬‬
‫قال الفسرون‪ :‬لا أسلم عمر بن الطاب شق ذلك على قريش وفرح الؤمنون قال الوليد بن الغية‬
‫للص قريش وهم الصناديد والشراف‪ :‬امشوا إل أب طالب فأتوه فقالوا له‪ :‬أنت شيخنا وكبينا‬
‫قد علمت ما فعل هؤلء السفهاء وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبي ابن أخيك فأرسل أبو طالب إل النب‬
‫صلى ال عليه وسلم فدعاه فقال‪ :‬يا ابن أخي هؤلء قومك يسألونك ذا السؤال فل تل كل اليل‬
‫على قومك قال‪ :‬وماذا يسألون قالوا‪ :‬ارفضنا وارفض ذكر آلتنا وندعك وإلك فقال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬أتعطون كلمة واحدة تلكون با العرب وتدين لكم با العجم فقال أبو جهل‪ :‬ل‬
‫أبوك لنعطينكها وعشر أمثالا فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬قولوا ل إله إل ال فنفروا من ذلك‬
‫فقاموا فقالوا (أَ َج َعلَ ا َلِلهَ َة ِإلَها واحِدا) كيف يسع اللق كلهم إله واحد فأنزل ال تعال فيهم هذه‬
‫اليات ( َكذّبت قَب َلهُم قَو ُم نُوحٍ)‪.‬‬
‫سورة الزمر‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم قوله تعال (أَمَن هُ َو قانِتٌ آَناءَ اللّيلِ) الية‪ .‬قال ابن عباس ف رواية عطاء‪:‬‬
‫نزلت ف أب بكر الصديق رضي ال عنه‪ .‬وقال ابن عمر‪ :‬نزلت ف عثمان بن عفان‪.‬‬
‫وقال مقاتل‪ :‬نزلت ف عمار بن ياسر‪.‬‬
‫ت أن يَعبُدوها) الية‪ .‬قال ابن زيد‪ :‬نزلت ف ثلثة أنفار كانوا ف‬
‫قوله تعال (وَالّذينَ اِجتَنَبوا الطّاغو َ‬
‫الاهلية يقولون ل إله إل ال وهم زيد بن عمرو وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي‪.‬‬
‫قوله تعال (فََبشّر عِبادِ الّذي َن يَستَمِعونَ القَو َل فَيَتّبِعو َن أَحسَنَهُ) قال عطاء عن ابن عباس‪ :‬إن أبا بكر‬
‫الصديق رضي ال عنه آمن بالنب صلى ال عليه وسلم وصدقه فجاء عثمان وعبد الرحن بن عوف‬
‫وطلحة والزبي وسعيد بن زيد وسعد بن أب وقاص فسألوه فأخبهم بإيانه فآمنوا ونزلت فيهم‬
‫(فََبشّر عِبا ِد الّذينَ يَستَمِعو َن القَولَ) قال‪ :‬يريد من أب بكر (فَيَتّبِعو َن أَحسَنَهُ)‪.‬‬
‫قوله تعال (َأفَمَن شَرَحَ الُ صَد َرهُ لِلِإسل ِم فَهوَ عَلى نُو ٍر مِن ّرّبهِ) الية‪ :‬نزلت ف حزة وعلي وأب‬
‫لب وولده فعلي وحزة من شرح ال صدره وأبو لب وأولده الذين قست قلوبم عن ذكر ال وهو‬
‫قوله تعال (فَوي ٌل لِلّقاسَِيةِ قُلوُبهُم مِن ذِكرِ الِ)‪.‬‬
‫قوله تعال \" ال نزل أحسن الديث \" الية‪ .‬أخبنا عبد القاهر بن طاهر البغدادي قال‪ :‬أخبنا‬
‫أبو عمرو بن مطر قال‪ :‬أخبنا جعفر بن ممد الفرياب قال‪ :‬أخبنا إسحاق بن راهويه قال‪ :‬أخبنا‬
‫عمرو بن ممد القرشي قال‪ :‬أخبنا خلد الصفار عن عمرو بن قيس اللئي عن عمرو بن مرة عن‬
‫ل َن ّزلَ أَحسَ َن الَديثِ)‪.‬‬
‫مصعب بن سعد عن سعد قالوا‪ :‬يا رسول ال لو حدثتنا فأنزل ال تعال (ا ُ‬
‫حةِ الِ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪:‬‬
‫سهِم ل تَقنَطوا مِن َر َ‬
‫ي الّذينَ أَسرَفوا عَلى أَن ُف ِ‬
‫قوله تعال (قُل يا عِبادِ َ‬
‫نزلت ف أهل مكة قالوا‪ :‬يزعم ممد أن من عبد الوثان وقتل النفس الت حرم ال ل يغفر له فكيف‬
‫ناجر ونسلم وقد عبدنا مع ال إلا آخر وقتلنا النفس الت حرم ال فأنزل وقال ابن عمر‪ :‬نزلت‬
‫هذه الية ف عياش بن ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من السلمي كانوا أسلموا ث فتنوا وعذبوا‬
‫فافتتنوا وكنا نقول‪ :‬ل يقبل ال من هؤلء صرفا ول عد ًل أبدا قوم أسلموا ث تركوا دينهم بعذاب‬
‫عذبوا به فنلت هذه اليات وكان عمر كاتبا فكتبها إل عياش بن أب ربيعة والوليد بن الوليد‬
‫وأولئك النفر فأسلموا وهاجروا‪.‬‬
‫أخبنا عبد الرحن بن ممد السراج قال‪ :‬أخبنا ممد بن ممد بن السن الكازرون قال‪ :‬أخبنا‬
‫علي بن عبد العزيز قال‪ :‬أخبنا القاسم بن سلم قال‪ :‬أخبنا الجاج عن ابن جريج قال‪ :‬حدثن‬
‫يعلى بن مسلم أنه سع سعيد بن جبي يدث عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا‬
‫فأكثروا وزنوا فأكثروا ث أتوا ممدا صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬إن الذي تدعو إليه لسن إن تبنا‬
‫سهِم) رواه البخاري عن إبراهيم‬
‫لا علمناه كفارة فنلت هذه الية (يا عِبادِيَ الّذي َن أَسرَفوا عَلى أَن ُف ِ‬
‫بن موسى عن هشام بن يوسف عن ابن جريج‪.‬‬
‫أخبنا أبو إسحاق القريء قال‪ :‬أخبنا السي بن ممد بن العلء قال‪ :‬أخبنا يونس بن بكي قال‪:‬‬
‫أخبنا ممد بن إسحاق قال‪ :‬أخبنا نافع عن عمر أنه قال‪ :‬لا اجتمعنا إل الجرة انبعثت أنا وعياش‬
‫بن أب ربيعة وهشام بن العاص بن وائل فقلنا‪ :‬اليعاد بيننا الناصف ميقات بن غفار فمن حبس منكم‬
‫لراياتا فقد حبس فليمض صاحبه فأصبحن عندها أنا وعياش وحبس عنا هشام وفت وافتت فقدمنا‬
‫الدينة فكنا نقول‪ :‬ما ال بقابل من هؤلء توبة قوم عرفوا ال ورسوله ث رجعوا عن ذلك لبلء‬
‫أصابم من الدنيا فأنزل ال تعال (يا عِبادي الّذي َن أَسرَفوا) إل قوله (َألَيسَ ف َجهَنَ ُم مَثوى‬
‫لِلمَُتكَبِرينَ) قال عمر‪ :‬فكتبتها بيدي ث بعثت با فقال هشام‪ :‬فلما قدمت علي خرجت با إل ذي‬
‫طوى فقلت‪ :‬اللهم فهمنيها فعرفت أنا أنزلت فينا فرجعت فجلست على بعيي فلحقت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫ويروى أن هذه الية نزلت ف وحشي قاتل حزة رحة ال عليه ورضوانه وذكرنا ذلك ف أخر سورة‬
‫الفرقان‪.‬‬
‫ل َح ّق قَد ِرهِ)‪ .‬أخبنا أبو بكر الارثي قال‪ :‬أخبن أبو الشيخ الافظ قال‪:‬‬
‫قوله تعال (وَما َقدَروا ا َ‬
‫أخبنا ابن أب عاصم قال‪ :‬أخبنا ابن ني قال‪ :‬أخبنا معاوية عن العمش عن علقمة عن عبد ال‬
‫قال‪ :‬أتى النب صلى ال عليه وسلم رجل من أهل الكتاب فقال‪ :‬يا أبا القاسم بلغك أن ال يمل‬
‫اللئق على أصبع والرضي على أصبع والشجر على أصبع والثرى على أصبع فضحك رسول ال‬
‫ل َح ّق قَد ِرهِ) الية‪.‬‬
‫صلى ال عليه وسلم حت بدت نواجذه فأنزل ال تعال (وَما َقدَروا ا َ‬
‫ومعن هذا أن ال تعال يقدر على قبض الرض وجيع ما فيها من اللئق والشجر قدرة أحدنا ما‬
‫ض جَميعا قَبضَُتهُ‬
‫يمله بأصبعه فخوطبنا با نتخاطب فيما بيننا لنفهم أل ترى أن ال تعال قال (وَالَر ُ‬
‫يَو َم القِيا َمةِ) أي يقبضها بقدرته‪.‬‬
‫سورة الزخرف‬

‫ض ِربَ اِب ُن مَرَيمَ مََثلً) الية‪ .‬أخبنا إساعيل بن إبراهيم‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (وَلَمّا ُ‬
‫النصراباذي قال‪ :‬أخبنا إساعيل بن نيد قال‪ :‬أخبنا ممد بن السن بن الليل قال‪ :‬حدثنا هشام‬
‫بن عمار قال‪ :‬حدثنا الوليد بن مسلم قال‪ :‬حدثنا شيبان بن عبد الرحن عن عاصم بن أب النجود‬
‫عن ابن رزين عن أب يي مول ابن عفراء عن ابن عباس أن النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬لقريش‪:‬‬
‫يا معشر قريش ل خي ف أحد يعبد من دون ال قالوا‪ :‬أليس تزعم أن عيسى كان عبدا نبيا وعبدا‬
‫ض ِربَ اِبنُ مَرَيمَ مَثَلً) الية‪ .‬وذكرنا‬
‫صالا فإن كان كما تزعم فهو كآلتهم فأنزل ال تعال ( َولَمّا ُ‬
‫هذه القصة ومناظرة ابن الزبعري مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف آخر سورة النبياء عند قوله‬
‫ب َجهَّنمَ)‪.‬‬
‫ل حَصَ ُ‬
‫تعال (ِإَنكُم وَما تَعبُدو َن مِن دونِ ا ِ‬
‫سورة الدخان‬

‫ت العَزيزُ الكَريُ) قال قتادة‪ :‬نزلت ف عدو ال أب‬


‫ك أَن َ‬
‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (ذُق ِإنّ َ‬
‫جهل وذلك أنه قال‪ :‬أيوعدن ممد وال لنا أعز من بي جبليها فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر الارثي قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن حيان قال‪ :‬حدثنا أبو يي الرازي قال‪ :‬حدثنا سهل‬
‫بن عثمان قال‪ :‬حدثنا أسباط عن أب بكر الذل عن عكرمة قال‪ :‬لقي النب صلى ال عليه وسلم أبا‬
‫جهل فقال أبو جهل‪ :‬لقد علمت أن أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكري قال‪ :‬فقتله ال يوم بدر‬
‫ك أَنتَ العَزي ُز الكَريُ)‪.‬‬
‫وأذله وعيه بكلمته ونزل فيه (ذُق ِإنّ َ‬
‫سورة الاثية‬

‫بسم الِ ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (قُل لّلّذينَ َآمَنوا يَغفِروا لِلّذينَ ل يَرجو َن َأيّامَ الِ) قال ابن عباس‬
‫ف رواية عطاء‪ :‬يريد عمر بن الطاب خاصة وأراد بالذين ل يرجون أيام ال عبد ال بن أب وذلك‬
‫أنم نزلوا ف غزاة بن الصطلق على بئر يقال لا الريسيع فأرسل عبد ال غلمه ليستقي الاء فأبطأ‬
‫عليه فلما أتاه قال‪ :‬ما حبسك قال‪ :‬غلم عمر قعد على قف البئر فما ترك أحدا يستقي حت مل‬
‫قرب النب وقرب أب بكر ومل لوله فقال عبد ال‪ :‬ما مثلنا ومثل هؤلء إل كما قيل‪ :‬سن كلبك‬
‫يأكلك فبلغ قوله عمر رضي ال عنه فاشتمل بسيفه يريد التوجه إليه فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو إسحاق الثعالب قال‪ :‬أخبنا السي بن ممد بن عبد ال قال‪ :‬حدثنا موسى بن ممد بن‬
‫علي قال‪ :‬أخبنا السن بن علي أنه قال‪ :‬حدثنا إساعيل بن عيسى العطار قال‪ :‬حدثنا ممد بن زياد‬
‫اليشكري عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال‪ :‬لا نزلت هذه الية (مَن ذا الّذي يُقرِضُ الَ‬
‫قَرضا َحسَنا) قال يهودي بالدينة يقال له فنحاص‪ :‬احتاج رب ممد فلما سع عمر بذلك اشتمل‬
‫على سيفه وخرج ف طلبه فجاء جبيل عليه السلم إل النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬إن ربك‬
‫يقول (قُل لّلّذينَ َآمَنوا يَغفِروا لِلّذينَ ل يَرجونَ َأيّامَ الِ) واعلم أن عمر قد اشتمل على سيفه وخرج‬
‫ف طلب اليهودي فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم ف طلبه فلما جاء قال‪ :‬يا عمر ضع سيفك‬
‫قال‪ :‬صدقت يا رسول ال أشهد أنك أرسلت بالق قال‪ :‬فإن ربك يقول (قُل لِلّذينَ َآمَنوا يَغفِروا‬
‫لِلّذي َن ل يَرجو َن َأيّامَ الِ) قال‪ :‬ل جرم والذي بعثك بالق ول يرى الغضب ف وجهي‪.‬‬
‫سورة الحقاف‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (وَما أَدري ما يُف َعلُ ب وَل ِب ُكمِ) الية‪ .‬قال الثعلب عن أب صال‬
‫عن ابن عباس‪ :‬لا اشتد البلء بأصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم رأى ف النام أنه يهاجر إل‬
‫أرض ذات نل وشجر وماء فقصها على أصحابه فاستبشروا بذلك ورأوا فيها فرجا ما هم فيه من‬
‫أذى الشركي ث إنم مكثوا برهة ل يرون ذلك فقالوا‪ :‬يا رسول ال مت ناجر إل الرض الت‬
‫رأيت فسكت رسول ال صلى ال عليه وسلم فأنزل ال تعال (وَما أَدري ما يُف َعلُ ب وَل ِب ُكمِ) يعن‬
‫ل أدري أخرج إل الوضع الذي رأيته ف منامي أول ث قال‪ :‬إنا هو شيء رأيته ف منامي ما أتبع إل‬
‫ما يوحى إل‪.‬‬
‫ي سََنةً) الية‪ .‬قال ابن عباس ف رواية عطاء‪ :‬أنزلت ف أب‬
‫قوله تعال (حَتّى إِذا بَ َل َغ أَ ُش ّدهُ وَبَلَ َغ أَربَع َ‬
‫بكر الصديق رضي ال عنه وذلك أنه صحب رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو ابن ثان عشرة‬
‫ورسول ال صلى ال عليه وسلم ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام ف التجارة فنلوا من ًل فيه‬
‫سدرة فقعد رسول ال صلى ال عليه وسلم ف ظلها ومضى أبو بكر إل راهب هناك يسأله عن‬
‫الدين فقال له‪ :‬من الرجل الذي ف ظل السدرة فقال‪ :‬ذاك ممد بن عبد ال بن عبد الطلب فقال‪:‬‬
‫هذا وال نب وما استظل تتها أحد بعد عيسى بن مري إل ممد نب ال فوقع ف قلب أب بكر اليقي‬
‫والتصديق وكان ل يفارق رسول ال صلى ال عليه وسلم ف أسفاره وحضوره فلما نبئ رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وهو ابن أربعي سنة وأبو بكر ابن ثان وثلثي سنة أسلم وصدق رسول ال‬
‫ك الّت أَنعَمتَ عَ َليّ)‪.‬‬
‫ب أَوزِعن أَن أَش ُك َر نِعمَتَ َ‬
‫صلى ال عليه وسلم فلما بلغ أربعي سنة قال ( َر ّ‬
‫سورة الفتح‬

‫أخبنا ممد بن إبراهيم الداركي قال‪ :‬أخبنا والدي قال‪ :‬أخبنا ممد بن إسحاق الثقفي قال‪:‬‬
‫أخبنا السن بن أحد بن أب شعيب الران قال‪ :‬أخبنا ممد بن سلمة عن ممد بن إسحاق عن‬
‫الزهري عن عروة عن السور بن مرمة ومروان بن الكم قال‪ :‬نزلت سورة الفتح قوله تعال (ِإنّا‬
‫ك فَتحا مّبينا) أخبنا منصور بن أب منصور السامان قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد الفامي‬
‫فَتَحنا لَ َ‬
‫قال‪ :‬أخبنا ممد بن إسحاق الثقفي قال‪ :‬أخبنا أبو الشعث قال‪ :‬أخبنا العتمر بن سليمان قال‪:‬‬
‫سعت أب يدث عن قتادة عن أنس قال‪ :‬لا رجعنا من غزوة الديبية وقد حيل بيننا وبي نسكنا‬
‫فنحن بي الزن والكآبة أنزل ال عز وجل (ِإنّا فَتَحنا َلكَ فَتحا مّبينا) فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬لقد أنزلت علي آية هي أحب إل من الدنيا وما فيها كلها‪.‬‬
‫وقال عطاء عن ابن عباس‪ :‬إن اليهود شتوا بالنب صلى ال عليه وسلم والسلمي لا نزل قوله (وَما‬
‫ل ل يدري ما يفعل به فاشتد ذلك على النب صلى‬
‫أَدري ما يُف َعلُ ب وَل ِب ُكمِ) وقالوا‪ :‬كيف نتبع رج ً‬
‫ل ما َت َقدّ َم مِن ذَنِبكَ وَما َتَأخّرَ)‪.‬‬
‫ك فَتحا مّبينا لّيَغ ِفرَ َلكَ ا ُ‬
‫ال عليه وسلم فأنزل ال تعال (ِإنّا فَتَحنا َل َ‬
‫قوله عز وجل (لّيُد ِخلَ الُؤمِنيَ وَالُؤمِناتِ جَنّاتٍ) الية‪ .‬أخبنا سعيد بن ممد القري قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫بكر ممد بن أحد الدين قال‪ :‬أخبنا أحد بن عبد الرحن السقطي قال‪ :‬أخبنا يزيد بن هارون قال‪:‬‬
‫أخبنا هام عن قتادة عن أنس قال‪ :‬لا نزلت (ِإنّا فَتَحنا َلكَ فَتحا مّبينا لّيَغ ِفرَ َلكَ الُ ما َتقَدّ َم مِن‬
‫ك وَما َتأَ ّخرَ) قال أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬هنيئا لك يا رسول ال ما أعطاك ال‬
‫ذَنبِ َ‬
‫ت تَجري مِن تَحتِها الَنارُ) الية‪.‬‬
‫ت جَنّا ٍ‬
‫ي وَالُؤمِنا ِ‬
‫فما لنا فأنزل ال تعال (لّيُدخِ َل الُؤمِن َ‬
‫أخبنا ممد بن عبد الرحن الفقيه قال‪ :‬أخبنا أبو عمر بن أب حفص قال‪ :‬أخبنا أحد بن علي‬
‫الوصلي قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن عمر قال‪ :‬أخبنا يزيد بن زريع قال‪ :‬أخبنا سعيد عن قتادة عن‬
‫ك فَتحا مّبينا) عند رجوعه‬
‫أنس قال‪ :‬أنزلت هذه الية على النب صلى ال عليه وسلم (ِإنّا فَتَحنا لَ َ‬
‫من الديبية نزلت وأصحابه مالطون الزن وقد حيل بينهم وبي نسكهم ونروا الدي بالديبية‬
‫فلما أنزلت هذه الية قال لصحابه‪ :‬لقد أنزلت علي آية خي من الدنيا جيعها فلما تلها النب‬
‫صلى ال عليه وسلم قال رجل من القوم‪ :‬هنيئا مريئا يا رسول ال قد بي ال ما يفعل بك فماذا‬
‫ت جَنّاتٍ) الية‪.‬‬
‫ي وَالُؤمِنا ِ‬
‫يفعل بنا فأنزل ال تعال (لّيُدخِ َل الُؤمِن َ‬
‫قوله عز وجل (وَ ُهوَ الّذي كَفّ أَي ِديَهُم عَنكُم َوأَي ِدَيكُم عَنهُم) الية‪ .‬أخبنا أبو بكر ممد بن إبراهيم‬
‫الفارسي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عيسى بن عمرويه قال‪ :‬أخبنا إبراهيم بن ممد قال‪ :‬أخبنا مسلم‬
‫قال‪ :‬حدثن عمرو الناقد قال‪ :‬أخبنا يزيد بن هارون قال‪ :‬أخبنا أحد بن سلمة عن ثابت عن أنس‬
‫ل من أهل مكة هبطوا على رسول ال صلى ال عليه وسلم من جبل التنعيم متسلحي‬
‫أن ثاني رج ً‬
‫يريدون غرة النب صلى ال عليه وسلم وأصحابه فأخذهم أسراء فاستحياهم فأنزل ال (وَ ُهوَ الّذي‬
‫ف أَي ِدَيهُم عَنكُم َوأَي ِديَكُم عَنهُم بِبَط ِن َمكّ َة مِن بَعدِ أَن أَظ َفرَكُم عَلَيهِم)‪.‬‬
‫كَ ّ‬
‫وقال عبد ال بن مغفل الون‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم بالديبية ف أصل الشجرة‬
‫الت قال ال ف القرآن فبينا نن كذلك إذ خرج علينا ثلثون شابا عليهم السلح فثاروا ف وجوهنا‬
‫فدعا عليهم النب صلى ال عليه وسلم فأخذ ال تعال بأبصارهم وقمنا إليهم فأخذناهم فقال لم‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬هل جئتم ف عهد أحد وهل جعل لكم أحد أمانا قالوا‪ :‬اللهم ل‬
‫ف أَيدَِيهُم عَنكُم) الية‪.‬‬
‫فخلى سبيلهم فأنزل ال تعال ( َوهُ َو الّذي كَ ّ‬
‫سورة الجرات‬

‫ل وَرَسوِلهِ)‪.‬‬
‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل ُت َقدّموا بَيَ يَدي ا ِ‬
‫أخبنا أبو نصر ممد بن إبراهيم قال‪ :‬أخبنا عبيد ال بن ممد العكبي قال‪ :‬أخبنا عبيد ال بن‬
‫ممد البغوي قال‪ :‬أخبنا السن بن ممد الصباح قال‪ :‬أخبنا حجاج بن ممد قال‪ :‬أخبنا ابن‬
‫جريج قال‪ :‬حدثن ابن أب مليكة أن عبد ال بن الزبي أخبه أنه قدم ركب من بن تيم على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فقال أبو بكر‪ :‬أمر القعقاع بن معبد وقال عمر‪ :‬بل أمر القرع بن حابس‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬ما أردت إل خلف وقال عمر‪ :‬ما أردت خلفك فتماريا حت ارتفعت أصواتما فنل‬
‫ل وَرَسوِلهِ) إل قوله (وَلَو أَّنهُم صَبَروا‬
‫ي يَدي ا ِ‬
‫ف ذلك قوله تعال (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل ُت َقدّموا َب َ‬
‫ج ِإلَيهِم) رواه البخاري عن السن بن ممد الصباح‪.‬‬
‫حَتّى تَخرُ َ‬
‫ت النَبِيّ) الية‪ .‬نزلت ف ثابت بن‬
‫قوله عز وجل (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَو ِ‬
‫قيس بن شاس كان ف أذنه وقر وكان جهوري الصوت وكان إذا كلم إنسانا جهر بصوته فربا كان‬
‫يكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم فيتأذى بصوته فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن إبراهيم الزكي قال‪ :‬أخبنا عبيد ال بن ممد الزاهد قال‪ :‬أخبنا أبو القاسم البغوي‬
‫قال‪ :‬أخبنا قطر بن نسي قال‪ :‬أخبنا جعفر بن سليمان الضبعي قال‪ :‬أخبنا ثابت عن أنس‪ :‬لا‬
‫نزلت هذه الية (ل تَرفَعوا أَصواَتكُم فَوقَ صَوتِ النَِبيّ) قال ثابت بن قيس‪ :‬أنا الذي كنت أرفع‬
‫صوت فوق صوت النب وأنا من أهل النار فذكر ذلك لرسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬هو من‬
‫أهل النة‪ .‬رواه مسلم عن قطر بن نسي وقال ابن أب مليكة‪ :‬كاد اليان أن يهلكا‪ :‬أبو بكر وعمر‬
‫رفعا أصواتما عند النب صلى ال عليه وسلم حي قدم عليه ركب بن تيم فأشار أحدها بالقرع بن‬
‫حابس وأشار الخر برجل آخر فقال أبو بكر لعمر‪ :‬ما أردت إل خلف وقال عمر‪ :‬ما أردت‬
‫خلفك وارتفعت أصواتما ف ذلك فأنزل ال تعال (ل تَرفَعوا أَصواتَكُم) الية‪ .‬وقال ابن الزبي‪ :‬فما‬
‫كان عمر يسمع رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد هذه الية حت يستفهمه‪.‬‬
‫قوله تعال (إِ ّن الّذينَ يَغُضّو َن أَصواَتهُم عِندَ رَسولِ الِ) الية‪ .‬قال عطاء عن ابن عباس‪ :‬لا نزل قوله‬
‫تعال (ل تَرفَعوا أَصواتَكُم) تأل أبو بكر أن ل يكلم رسول ال صلى ال عليه وسلم إل كأخي‬
‫السرار فأنزل ال تعال ف أب بكر (إِنّ الّذينَ َيغُضّونَ أَصواَتهُم عِندَ رَسولِ الِ)‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر القاضي قال‪ :‬حدثنا ممد بن يعقوب قال‪ :‬حدثنا ممد بن إسحاق الصغان قال‪:‬‬
‫حدثنا يي بن عبد الميد قال‪ :‬حدثنا حسن بن عمر الحسي قال‪ :‬حدثنا مارق عن طارق عن أب‬
‫بكر قال‪ :‬لا نزلت على النب صلى ال عليه وسلم \" إن الذين يغضون أصواتم عند رسول ال‬
‫أولئك الذين امتحن ال قلوبم للتقوى \" قال أبو بكر‪ :‬فآليت على نفسي أن ل أكلم رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم إل كأخي السرار‪.‬‬
‫ت أَكَثرُهُم ل يَعقِلونَ)‪ .‬أخبنا أحد بن عبيد ال‬
‫قوله تعال (إِ ّن الّذينَ يُنادوَنكَ مِن وَرا ِء الُجُرا ِ‬
‫الخلدي قال‪ :‬أخبنا أبو ممد عبد ال بن ممد بن زياد الدقاق قال‪ :‬حدثنا ممد بن إسحاق بن‬
‫خزية قال‪ :‬حدثنا ممد بن يي العتكي قال‪ :‬حدثنا العتمر بن سليمان قال‪ :‬حدثنا داود الطفواي‬
‫قال‪ :‬حدثنا أبو مسلم البجلي قال‪ :‬سعت زيد بن أرقم يقول‪ :‬أتى ناس النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فجعلوا ينادونه وهو ف الجرة يا ممد يا ممد فأنزل ال تعال (إِنّ الّذينَ يُنادوَنكَ مِن وَراءِ‬
‫الُجُراتِ أَكَث ُرهُم ل يَعقِلونَ)‪.‬‬
‫وقال ممد بن إسحاق وغيه‪ :‬نزلت ف جفاة بن تيم قدم وفد منهم على النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فدخلوا السجد فنادوا النب صلى ال عليه وسلم من وراء حجرته أن أخرج إلينا يا ممد فإن مدحنا‬
‫زين وإن ذمنا شي فآذى ذلك من صياحهم النب صلى ال عليه وسلم فخرج إليهم فقالوا‪ :‬إنا جئناك‬
‫ت أَكَث ُرهُم ل يَعقِلونَ) وكان فيهم‬
‫ك مِن وَرا ِء الُجُرا ِ‬
‫يا ممد نفاخرك ونزل فيهم (إِ ّن الّذي َن يُنادونَ َ‬
‫القرع بن حابس وعيينة بن حصن والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم‪.‬‬
‫وكانت قصة هذه الفاخرة على ما أخبناه أبو إسحاق أحد بن ممد القريء قال‪ :‬أخبنا السن بن‬
‫ممد بن السن السدوسي قال‪ :‬حدثن ممد بن صال بن هانئ قال‪ :‬حدثنا الفضل بن ممد بن‬
‫السيب قال‪ :‬حدثنا قاسم بن أب شيبة قال‪ :‬حدثنا معلى بن عبد الرحن قال‪ :‬حدثنا عبد الميد بن‬
‫جعفر عن عمرو بن الكم عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬جاء بنو تيم إل النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فنادوا على الباب يا ممد اخرج إلينا فإن مدحنا زين وإن ذمنا شي فسمعهم النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فخرج عليهم وهو يقول‪ :‬إنا ذلكم ال الذي مدحه زين وذمه شي فقالوا‪ :‬نن ناس من بن‬
‫تيم جئنا بشاعرنا وخطيبنا نشاعرك ونفاخرك فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما بالشعر بعثت‬
‫ول بالفخار أمرت ولكن هاتوا فقال الزبرقان بن بدر لشاب من شبانم قم فاذكر فضلك وفضل‬
‫قومك فقام فقال‪ :‬المد ل الذي جعلنا خي خلقه وآتانا أموالً نفعل فيها ما نشاء فنحن من خي‬
‫أهل الرض ومن أكثرهم عدة وما ًل وسلحا فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا‬
‫وفعال هي خي من فعالنا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لثابت بن قيس بن شاس قم فأجب‬
‫فقام فقال‪ :‬المد ل أحده وأستعينه وأومن به وأتوكل عليه‪ .‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل‬
‫شريك له وأشهد أن ممدا عبده ورسوله دعا الهاجرين والنصار من بن عمه أحسن الناس وجوها‬
‫وأعظمهم أحلما فأجابوا فالمد ل الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزا لدينه فنحن نقاتل‬
‫الناس حت يشهدوا أن ل إله إل ال فمن قالا منع منا نفسه وماله ومن أباها قتلناه وكان رغمه من‬
‫ال تعال علينا هينا أقول قول هذا وأستغفر ال للمؤمني والؤمنات فقال الزبرقان بن بدر لشاب من‬
‫شبانم قم يا فلن فقل أبياتا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقام الشاب فقال‪:‬‬

‫نَحـ ُن الـكِرا ُم فَـل حَـيّ يُفـاخِـرُنـا‬ ‫س وَفـينـا يُقـسِـمُ الـرَبـعُ‬


‫فينا الـرُؤو ُ‬

‫إِذا َأبَـينـا فَـل يَأبــى لَـنـا َأحَـدٌ‬ ‫ِإنّـا َك َذلِـكَ عِن َد الـفَـخـ ِر نَـرتَـفِـعُ‬

‫قال‪ :‬فأرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم إل حسان بن ثابت فانطلق إليه الرسول فقال‪ :‬وما يريد‬
‫من وقد كنت عنده قال‪ :‬جاءت بنو تيم بشاعرهم وخطيبهم فأمر رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ثابت بن قيس فأجابم وتكلم شاعرهم فأرسل إليك تيبه فجاء حسان فأمره رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أن ييبه فقال حسان‪:‬‬

‫نَـصَرنـا رَسـولَ ال َلهِ وَالدينُ‬


‫عَلى الـرَغـ ِم سارَ مِـن مَـعدٍ وَحـاضِـرِ‬
‫عَـف َوةٌ‬
‫ض الـمَوتَ فـي حَـو َمةِ‬
‫َألَسنا نَخـو ُ‬
‫ي الـعَـساكِـرِ‬
‫ت بَـ َ‬
‫إِذا طـابَ وِر ُد الـمَو ِ‬
‫الـوَغـى‬
‫ي َونَـنـتَـمي إِلـى حَـسَـبٍ مِـن جُـرمِ َغسّـا َن قاهِرِ‬
‫َونَـضـرِبُ هـا َم الـدارِعـ َ‬
‫فَـلَـول حَـيا ُء الـلَ ِه قُـلنا‬
‫ي هَـل مِـن مُنافِرِ‬
‫عَـلى الناسِ بِالَـقّـ ِ‬
‫تَـ َكرّمـا‬
‫ي أَه ِل الَقـابِـرِ‬
‫ي مَـن وَطِـ َئ الَصـى َوأَمـواتُـنـا مِـن خَـ ِ‬
‫فَـأَحـياؤُنـا مِـن خَـ ِ‬

‫قال‪ :‬فقام القرع بن حابس فقال‪ :‬إن وال لقد جئت لمر ما جاء له هؤلء وقد قلت شعرا فاسعه‬
‫فقال‪ :‬هات فقال‪:‬‬

‫إِذا فـاخَـرونـا عِـنـ َد ذِكـ ِر الـمَـكا ِرمِ‬ ‫ف النـاسُ‬


‫َأتَينـاكَ كَيمـا يَعـرِ ُ‬
‫فَضلَـنـا‬
‫شرٍ َوأَن لَـيسَ فـي أَرضِ الـحِـجـازِ كَـوارِمِ‬
‫س مِـن كُـ ّل مَع َ‬
‫س الـنـا ِ‬
‫وَِإنّـا رُؤو ُ‬

‫فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬قم يا حسان فأجب فقال‪:‬‬

‫بَـنـي دارِ ٍم ل تَـفـخَـروا إِنّ‬


‫يَعـو ُد وَبـالً عِـن َد ذِكـ ِر الـمَـكـارِمِ‬
‫فَخرَكُم‬
‫لَنا خَـولٌ مِـن بَـيِ ظِـئ ٍر وَخادِمِ هَـبَلـتُـم عَلَينا تَـفخَرو َن وَأنـُتمُ‬

‫ضلُ ما نِلتُم مِـن‬


‫َوأَف َ‬ ‫رَدافَـتَـنـا مِـن بَــعـــدِ ذِكـــ ِر الَكـــارِمِ‬
‫الـمَـجـ ِد وَالـعُـلـى‬

‫فَـإِن كُنـتُم جِـئتُـم لِحَـقـنِ دِمـائِكُم َوأَموالِكُم أَن تُـقَـسَمـوا فـي الَقـاسِـمِ‬
‫فَـل تَـجـعَـلـوا لـلَـهِ نَـدا‬
‫وَل تَـفخَـروا عِـنـ َد الـنَـبِـ ّي بِـدارِمِ‬
‫وَأَسـلِمـوا‬
‫ت الـصَـوارِمِ‬
‫ت مَـالَــت أَكُـفَـنـا عَلى ها ِمكُـم بِـالـمُـرهَـفـا ِ‬
‫ب الـبَـي ِ‬
‫وَإِل وَرَ ُ‬

‫قال‪ :‬فقام القرع بن حابس فقال‪ :‬إن ممدا الول إنه وال ما أدري ما هذا المر تكلم خطيبنا فكان‬
‫خطيبهم أحسن قو ًل وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أشعر ث دنا من النب صلى ال عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫أشهد أن ل إله إل ال وأنك رسول ال فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما نصرك ما كان قبل هذا‬
‫ث أعطاهم رسول ال صلى ال عليه وسلم وكساهم وارتفعت الصوات وكثر اللغط عند رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فأنزل ال هذه الية (ل تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَِبيّ) إل قوله (وَأَجرٌ‬
‫عَظيمٌ)‪.‬‬
‫قوله عز وجل (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا إِن جاءَكُم فاسِ ٌق بِنَبا ٍء فَتَبَيَنوا) الية‪ .‬نزلت ف الوليد بن عقبة بن‬
‫أب معيط بعثه رسول ال صلى ال عليه وسلم إل بن الصطلق مصدقا وكان بينه وبينهم عداوة ف‬
‫الاهلية فلما سع القوم تلقوه تعظيما ل تعال ولرسوله فحدثه الشيطان أنم يريدون قتله فهابم‬
‫فرجع من الطريق إل رسول ال صلى ال عليه وسلم وقال‪ :‬إن بن الصطلق قد منعوا صدقاتم‬
‫وأرادوا قتلي فغضب رسول ال صلى ال عليه وسلم وهم أن يغزوهم فبلغ القوم رجوعه فأتوا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم وقالوا‪ :‬سعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلنا‬
‫من حق ال تعال فبدا له ف الرجوع فخشينا أن يكون إنا رده من الطريق كتاب جاءه منك بغضب‬
‫غضبته علينا وإنا نعوذ بال من غضبه وغضب رسوله فأنزل ال تعال (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا إِن جا َءكُم‬
‫فا ِسقٌ بِنَبا ٍء فَتَبَيَنوا) يعن الوليد بن عقبة‪.‬‬
‫أخبنا الاكم أبو عبد ال الشاذياخي قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن زكريا الشيبان قال‪ :‬أخبنا‬
‫ممد بن عبد الرحن الدغول قال‪ :‬أخبنا سعيد بن مسعود قال‪ :‬أخبنا ممد بن سابق قال‪ :‬أخبنا‬
‫عيسى بن دينار قال‪ :‬أخبنا أب أنه سع الارث بن ضرار يقول‪ :‬قدمت على رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فدعان إل السلم فدخلت ف السلم وأقررت ودعان إل الزكاة فأقررت با فقلت‪ :‬يا‬
‫رسول ال أرجع إل قومي فأدعوهم إل السلم وأداء الزكاة فمن استجابن جعت زكاته فترسل‬
‫لبان كذا وكذا لتيك با جعت من الزكاة فلما جع الرث بن ضرار وبلغ البان الذي أراد أن‬
‫يبعث إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم احتبس عليه الرسول فلم يأته فظن الرث أن قد حدث‬
‫فيه سخطة من ال ورسوله فدعا سروات قومه فقال لم إن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد كان‬
‫وقت ل وقتا ليسل إل ليقبض ما كان عندي من الزكاة وليس من رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫خلف ول أرى حبس رسوله إل من سخطه فانطلقوا فنأت رسول ال صلى ال عليه وسلم وبعث‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم الوليد بن عقبة إل الارث ليقبض ما كان عنده ما جع من الزكاة‬
‫فلما أن سار الوليد حت بلغ بعض الطريق فرق فرجع فقال‪ :‬يا رسول ال إن الارث منعن الزكاة‬
‫وأراد قتلي فضرب رسول ال صلى ال عليه وسلم البعث إل الارث وأقبل الارث بأصحابه‬
‫فاستقبل البعث وقد فصل من الدينة فلقيهم الارث فقالوا‪ :‬هذا الارث فلما غشيهم قال لم إل من‬
‫بعثتم قالوا‪ :‬إليك قال‪ :‬ول قالوا‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وسلم كنا بعث إليك الوليد بن عقبة‬
‫فرجع إليه فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله قال‪ :‬والذي بعث ممدا بالق ما رأيته ول أتان فلما‬
‫أن دخل الارث على رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬منعت الزكاة وأردت قتل رسول قال‪:‬‬
‫ل والذي بعثك ما رأيت رسولك‪.‬‬
‫ول أتان ول أقبلت إل حي احتبس علي رسولك خشية أن يكون سخط من ال ورسوله قال‪:‬‬
‫فنلت ف الجرات (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا إِن جاءَكُم فا ِسقٌ بِنَبا ٍء فَتَبَيّنوا أَن تُصيبوا قَوما بِجَهاَلةٍ‬
‫ل َونِع َمةً والُ عَليمٌ حَكيمٌ)‪.‬‬
‫ل ّمنَ ا ِ‬
‫فَتُصبِحوا عَلى ما َفعَلتُم نادِميَ) إل قوله تعال (فَض ً‬
‫ي اِقتَتَلوا) الية‪ .‬أخبنا ممد بن أحد بن جعفر النحوي قال‪:‬‬
‫قوله تعال ( َوإِن طاِئفَتا ِن ِمنَ الُؤمِن َ‬
‫أخبنا ممد بن أحد بن سنان القري قال‪ :‬أخبنا أحد بن علي الوصلي قال‪ :‬أخبنا إسحاق بن‬
‫إسرائيل قال‪ :‬أخبنا معتمر بن سليمان قال‪ :‬سعت أب يدث عن أنس قال‪ :‬قلت يا نب ال لو أتيت‬
‫عبد ال بن أب فانطلق إليه النب صلى ال عليه وسلم فركب حارا وانطلق السلمون يشون وهي‬
‫أرض سبخة فلما أتاه النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬إليك عن فوال لقد آذان نت حارك فقال‬
‫رجل من النصار ‪ -‬لمار رسول ال صلى ال عليه وسلم أطيب ريا منك فغضب لعبد ال رجل‬
‫من قومه وغضب لكل واحد منهما أصحابه وكان بينهم ضرب بالريد واليدي والنعال فبلغنا أنه‬
‫ي اِقتَتَلوا َفأَصلِحوا بَيَنهُما) رواه البخاري عن مسدد ورواه‬
‫أنزلت فيهم ( َوإِن طائِفَتا ِن ِمنَ الُؤمِن َ‬
‫مسلم عن ممد بن عبد العلى كلها عن العتمر‪.‬‬
‫قوله عز وجل (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل يَسخَر قَو ٌم مّن قَومٍ) الية‪ .‬نزلت ف ثابت بن قيس بن شاس‬
‫وذلك أنه كان ف أذنه وقر فكان إذا أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم أوسعوا له حت يلس إل‬
‫جنبه فيسمع ما يقول فجاء يوما وقد أخذ الناس مالسهم فجعل يتخطى رقاب الناس ويقول‪:‬‬
‫تفسحوا تفسحوا فقال له رجل‪ :‬قد أصبت ملسا فاجلس فجلس ثابت مغضبا فغمز الرجل فقال‪:‬‬
‫من هذا فقال‪ :‬أنا فلن فقال ثابت ابن فلنة وذكر أما كانت له يعي با ف الاهلية فنكس الرجل‬
‫رأسه استحياء فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (وَل نِسا ٌء مّن نّساءٍ عَسى أَن يَ ُك ّن خَيا مّن ُهنّ) نزلت ف امرأتي من أزواج النب صلى ال‬
‫عليه وسلم سخرتا من أم سلمة وذلك أنا ربطت حقويها بسبنية وهي ثوب أبيض وسدلت طرفها‬
‫خلفها فكانت تره فقالت عائشة لفصة انظري ما تر خلفها كأنه لسان كلب فهذا كان سخريتها‪.‬‬
‫وقال أنس‪ :‬نزلت ف نساء النب صلى ال عليه وسلم عين أم سلمة بالقصر‪ .‬وقال عكرمة عن ابن‬
‫عباس‪ :‬إن صفية بنت حيي بن أخطب أتت رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت إن النساء يعينن‬
‫ويقلن يا يهودية بنت يهوديي فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬هل قلت‪ :‬إن أب هارون وإن‬
‫عمي موسى وإن زوجي ممد فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله تعال (وَل تَنابَزوا بِالَلقابِ) قال‪ :‬أخبنا أبو عبد ال بن عطية قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد بن‬
‫عبد العزيز قال‪ :‬أخبنا إسحاق بن إبراهيم الروزي قال‪ :‬أخبنا حفص بن غياث عن داود بن هند‬
‫عن الشعب عن أب جبية بن الضحاك عن أبيه وعمومته قالوا‪ :‬قدم علينا النب عليه الصلة والسلم‬
‫فجعل الرجل يدعو للرجل ينبزه فيقال يا رسول ال إنه يكرهه فنلت (وَل تَنابَزوا بِالَلقابِ)‪.‬‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الناسُ ِإنّا خَلَقناكُم مّن ذَ َك ٍر وَأُنثى) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬نزلت ف ثابت بن قيس‬
‫وقوله ف الرجل الذي ل يفسح له ابن فلنة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم من الذاكر فلنة‬
‫فقام ثابت فقال‪ :‬أنا يا رسول ال فقال‪ :‬انظر ف وجوه القوم فنظر فقال‪ :‬ما رأيت يا ثابت فقال‪:‬‬
‫رأيت أبيض وأحر وأسود قال‪ :‬فإنك ل تفضلهم إل ف الدين والتقوى فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫وقال مقاتل‪ :‬لا كان يوم فتح مكة أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم بللً حت أذن على ظهر‬
‫الكعبة فقال عتاب بن أسيد بن أب العيص‪ :‬المد ل الذي قبض أب حت ل ير هذا اليوم‪ .‬وقال‬
‫الارث بن هشام‪ :‬أما وجد ممد غي هذا الغراب السود مؤذنا وقال سهيل بن عمرو‪ :‬إن يرد ال‬
‫شيئا يغيه وقال أبو سفيان‪ :‬إن ل أقول شيئا أخاف أن يب به رب السماء فأتى جبيل عليه السلم‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وأخبه با قالوا فدعاهم وسألم عما قالوا فأقروا فأنزل ال تعال هذه الية‬
‫وزجرهم عن التفاخر بالنساب والتكاثر بالموال أخبنا أبو حسان الزكي قال‪ :‬أخبنا هارون بن‬
‫ممد الستراباذي قال‪ :‬أخبنا أبو ممد إسحاق بن ممد الزاعي قال‪ :‬أخبنا أبو الوليد الزرقي‬
‫قال‪ :‬حدثن جدي قال‪ :‬أخبنا عبد البار بن الورد الكي قال‪ :‬أخبنا ابن أب مليكة قال‪ :‬لا كان‬
‫يوم الفتح رقي بلل ظهر الكعبة فقال بعض الناس‪ :‬يا عباد ال أهذا العبد السود يؤذن على ظهر‬
‫الكعبة فقال بعضهم‪ :‬إن يسخط ال هذا يغيه فأنزل ال تعال (يا َأيّها الناسُ ِإنّا خَلَقناكُم مّن ذَ َكرٍ‬
‫وَأُنثى) وقال يزيد بن الشخي‪ :‬مر رسول ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم ببعض السواق بالدينة‬
‫وإذا غلم أسود قائم ينادى عليه بياع فمن يزيد وكان الغلم يقول‪ :‬من اشتران فعلى شرط قيل‪ :‬ما‬
‫هو قال‪ :‬ل ينعن من الصلوات المس خلف رسول ال صلى ال عليه وسلم فاشتراه رجل على‬
‫هذا الشرط وكان يراه رسول ال صلى ال عليه وسلم عند كل صلة مكتوبة ففقده ذات يوم فقال‬
‫لصاحبه أين الغلم فقال‪ :‬مموم يا رسول ال فقال لصحابه‪ :‬قوموا بنا نعوده فقاموا معه فعادوه فلما‬
‫كان بعد أيام قال لصاحبه‪ :‬ما حال الغلم فقال‪ :‬يا رسول ال الغلم قورب به فقام ودخل عليه وهو‬
‫ف نزعاته فقبض على تلك الال فتول رسول ال صلى ال عليه وسلم غسله وتكفينه ودفنه فدخل‬
‫على أصحابه من ذلك أمر عظيم فقال الهاجرون‪ :‬هاجرنا ديارنا وأموالنا وأهلينا فلم ير أحد منا ف‬
‫حياته ومرضه وموته ما لقي هذا الغلم‪ .‬وقالت النصار‪ :‬آويناه ونصرناه وواسيناه بأموالنا فآثر علينا‬
‫س ِإنّا خَلَقناكُم مّن ذَ َك ٍر َوأُنثى) يعن أن كلكم بنو‬
‫عبدا حبشيا فأنزل ال تبارك وتعال (يا َأيّها النا ُ‬
‫أب واحد وامرأة واحدة وأراهم فضل التقوى بقوله تعال (إِ ّن أَكرَ ُمكُم عِندَ الِ أَتقاكُم)‪.‬‬
‫قوله تعال (قالَتِ الَعرابُ َآمَنّا) الية‪ .‬نزلت ف أعراب من بن أسد بن خزية قدموا على رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم الدينة ف سنة جدبة وأظهروا الشهادتي ول يكونوا مؤمني ف السر وأفسدوا‬
‫طرق الدينة بالعذرات وأغلوا أسعارها وكانوا يقولون لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أتيناك‬
‫بالثقال والعيال ول نقاتلك كما قاتلك بنو فلن فأعطنا من الصدقة وجعلوا ينون عليه فأنزل ال‬
‫تعال فيهم هذه الية‪.‬‬
‫سورة ق‬

‫ض وَما بَيَنهُما ف سِّت ِة أَيا ٍم وَما‬


‫ت وَالَر َ‬
‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل ( َولَقَد خَلَقنا السَمَوا ِ‬
‫َمسّنا مِن لّغوبٍ) قال السن وقتادة‪ :‬قالت اليهود‪ :‬إن ال خلق اللق ف ستة أيام واستراح يوم‬
‫السابع وهو يوم السبت يسمونه يوم الراحة فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن ممد التميمي قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد بن جعفر الافظ قال‪ :‬أخبنا إبراهيم بن‬
‫ممد بن السن قال‪ :‬أخبنا قتادة بن السري قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن عياش عن أب سعد البقال عن‬
‫عكرمة عن ابن عباس أن اليهود أتت النب صلى ال عليه وسلم فسألت عن خلق السموات‬
‫والرض فقال‪ :‬خلق ال الرض يوم الحد والثني وخلق البال يوم الثلثاء وخلق السموات يوم‬
‫الربعاء والميس وخلق يوم المعة النجوم والشمس والقمر‪ .‬قالت اليهود‪ :‬ث ماذا يا ممد قال‪ :‬ث‬
‫استوى على العرش قالوا‪ :‬قد أصبت لو تمت ث استراح فغضب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ض وَما بَيَنهُما ف سِتّ ِة َأيّا ٍم وَما َمسّنا مِن لّغوبٍ‬
‫غضبا شديدا فنلت ( َوَلقَد خَلَقنا السَمَواتِ وَالَر َ‬
‫َفاِصبِر عَلى ما يَقولونَ)‪.‬‬
‫سورة النجم‬

‫شأَكُم مّ َن الَرضِ) الية‪ .‬أخبنا أبو بكر‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل ( ُهوَ أع َلمُ ِبكُم إِذ أَن َ‬
‫بن الارث قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ قال‪ :‬أخبنا إبراهيم بن ممد بن السي قال‪ :‬أخبنا أحد‬
‫بن سعد قال‪ :‬أخبنا ابن وهب قال‪ :‬أخبن ابن ليعة عن الارث بن يزيد عن ثابت بن الارث‬
‫النصاري قال‪ :‬كانت اليهود تقول‪ :‬إذا هلك لم صب صغي هو صديق فبلغ ذلك النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال‪ :‬كذبت يهود ما من نسمة يلقها ال ف بطن أمه إل أنه شقي أو سعيد فأنزل ال‬
‫ض َوإِذ أَنتُم َأجِنّةٌ ف بُطو ِن ُأمَهاِتكُم) إل‬
‫تعال عند ذلك هذه الية ( ُه َو أَع َلمُ ِبكُم إِذ أَنشَأَكُم ّمنَ الَر ِ‬
‫آخرها‪.‬‬
‫ل َوأَكدى) اليات‪ .‬قال ابن عباس والسدي والكلب‬
‫ت الّذي َتوَلّى َوأَعطى قَلي ً‬
‫قوله تعال (َأ َفرَأَي َ‬
‫والسيب بن شريك‪ :‬نزلت ف عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق ف الي فقال له أخوة من‬
‫الرضاعة عبد ال بن أب سرح‪ :‬ما هذا الذي تصنع يوشك أن ل يبقى لك شيئا فقال عثمان‪ :‬إن ل‬
‫ذنوبا وخطايا وإن أطلب با أصنع رضا ال سبحانه وتعال وأرجو عفوه فقال له عبد ال‪ :‬أعطن‬
‫ناقتك برحلها وأنا أتمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن بعض ما كان يصنع‬
‫ل َوأَكدى) فعاد عثمان إل أحسن‬
‫ت الّذي َتوَلّى َوأَعطى قَلي ً‬
‫من الصدقة فأنزل ال تبارك وتعال (َأ َفرَأَي َ‬
‫ذلك وأجله‪.‬‬
‫وقال ماهد وابن زيد‪ :‬نزلت ف الوليد بن الغية وكان قد اتبع رسول ال صلى ال عليه وسلم على‬
‫دينه فعيه بعض الشركي وقال‪ :‬ل تركت دين الشياخ وضللتهم وزعمت أنم ف النار قال‪ :‬إن‬
‫خشيت عذاب ال فضمن له إن هو أعطاه شيئا من ماله ورجع إل شركه أن يتحمل عنه عذاب ال‬
‫سبحانه وتعال فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ث بل ومنعه فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫ك َوأَبكى) أخبنا أحد بن ممد بن إبراهيم الواعظ قال‪ :‬أخبنا أبو عبد ال‬
‫ح َ‬
‫قوله تعال ( َوَأنّ ُه هُ َو أَض َ‬
‫الفضل قال‪ :‬أخبنا ممد بن أب بكر القدمي قال‪ :‬أخبتنا دلل بنت أب الدل قالت‪ :‬حدثتنا‬
‫الصهباء عن عائشة قالت‪ :‬مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بقوم يضحكون فقال‪ :‬لو تعلمون ما‬
‫ك َوأَبكى) فرجع‬
‫ح َ‬
‫ل فنل جبيل عليه السلم بقوله ( َوأَّنهُ هُ َو أَض َ‬
‫أعلم لبكيتم كثيا ولضحكتم قلي ً‬
‫إليهم فقال‪ :‬ما خطوت أربعي خطوة حت أتان جبيل عليه السلم فقال‪ :‬ائت هؤلء وقل لم‪ :‬إن‬
‫ك َوأَبكى)‪.‬‬
‫ح َ‬
‫ال عز وجل يقول ( َوأَّنهُ هُ َو أَض َ‬
‫سورة القمر‬

‫شقّ القَ َمرُ) أخبنا أبو حليم عقيل بن‬


‫ت السا َع ُة َواِن َ‬
‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل (اِقَترَبَ ِ‬
‫ممد الرجان إجازة بلفظه أن أبا الفرج القاضي أخبهم قال‪ :‬أخبنا ممد بن جرير قال‪ :‬أخبنا‬
‫السي بن أب يي القدسي قال‪ :‬أخبنا يي بن حاد قال‪ :‬أخبنا ابن عوانة عن الغية عن أب‬
‫الضحى عن مسروق عن عبد ال قال‪ :‬انشق القمر على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فقالت‬
‫قريش‪ :‬هذا سحر ابن أب كبشة سحركم فاسألوا السفار فسألوهم فقالوا‪ :‬نعم قد رأينا فأنزل ال عز‬
‫شقّ القَ َمرُ َوإِن يَروا َآَيةً يُعرِضوا قوله تعال (إِ ّن الُجرِميَ ف ضِللٍ َو ُسعُرٍ)‬
‫ت الساع ُة وَاِن َ‬
‫وجل (اِقَت َربَ ِ‬
‫إل (ِإنّا ُك ّل شَي ٍء خَلَقنا ُه بِ َقدَرٍ) أخبنا أبو القاسم عبد الرحن بن ممد السراج إملء قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫ممد عبد ال بن ممد بن موسى الكعب قال‪ :‬أخبنا حدان بن صال الشج قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن‬
‫عبد العزيز بن أب رواد قال‪ :‬أخبنا سفيان الثوري عن زياد بن إساعيل الخزومي عن ممد بن عباد‬
‫بن جعفر عن أب هريرة قال‪ :‬جاءت قريش يتصمون ف القدر فأنزل ال تعال (إِ ّن الُجرِميَ ف‬
‫س َس َقرَ ِإنّا ُك ّل شَي ٍء خَلَقنا ُه ِبقَدَرٍ) رواه‬
‫ضِل ٍل َوسُ ُع ٍر يَو َم يُسحَبونَ ف النارِ عَلى وُجو ِههِم ذوقوا مَ ّ‬
‫مسلم عن أب بكر بن أب شيبة عن وكيع عن سفيان‪.‬‬
‫قال الشيخ‪ :‬أشهد بال لقد أخبنا أبو الارث ممد بن عبد الرحيم الافظ برجان قال‪ :‬أشهد بال‬
‫لقد أخبنا أبو نعيم أحد بن ممد بن إبراهيم البزار قال‪ :‬أشهد بال لقد سعت علي بن حنبل يقول‪:‬‬
‫أشهد بال لسمعت أبا السن ممد بن أحد بن أب براسان يقول‪ :‬أشهد بال لسمعت عبد ال بن‬
‫الصقر الافظ يقول‪ :‬أشهد بال لسمعت عفي بن معدان يقول‪ :‬أشهد بال لسمعت سليمان بن عامر‬
‫يقول‪ :‬أشهد بال لسمعت أبا أمامة الباهلي يقول‪ :‬أشهد بال لسمعت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يقول‪ :‬إن هذه الية نزلت ف القدرية (إِ ّن الُجرِميَ ف ضِللٍ َو ُسعُر يَو َم يُسحَبونَ ف النارِ عَلى‬
‫س سَ َقرَ)‪.‬‬
‫وُجو ِههِم ذوقوا مَ ّ‬
‫أخبنا أبو بكر بن الارث قال‪ :‬أخبنا عبد ال بن ممد الصفهان قال‪ :‬حدثنا جرير بن هارون قال‪:‬‬
‫حدثنا علي بن الطنافسي قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن موسى قال‪ :‬حدثنا بر السقاء عن شيخ من قريش‬
‫عن عطاء قال‪ :‬جاء أسقف نران إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا ممد تزعم أن‬
‫العاصي بقدر والبحار بقدر والسماء بقدر وهذه المور تري بقدر فأما العاصي فل فقال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنتما خصماء ل فأنزل ال تعال (إِ ّن الُجرِميَ ف ضَل ٍل وَ ُس ُعرٍ) إل قوله‬
‫(خَلَقنا ُه بِ َقدَرٍ)‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر قال‪ :‬أخبنا عبد ال قال‪ :‬حدثنا عمر بن عبد ال بن السن قال‪ :‬حدثنا أحد بن‬
‫الليل قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن رجاء الزدي قال‪ :‬حدثنا عمرو بن العلء أخو أب عمرو بن العلء‬
‫قال‪ :‬حدثنا خالد بن سلمة القرشي قال‪ :‬حدثنا سعيد بن عمرو بن جعدة الخزومي عن ابن أب‬
‫زرارة النصاري عن أبيه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قرأ هذه الية (إِ ّن الُجرِميَ ف ضِللٍ‬
‫وَ ُس ُعرٍ) قال‪ :‬أنزلت هذه الية ف أناس من آخر هذه المة يكذبون بقدر ال تعال‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن السن اليي قال‪ :‬حدثنا ممد بن يعقوب العقلي قال‪ :‬حدثنا أبو عتبة أحد بن‬
‫الفرج قال‪ :‬حدثنا بقية قال‪ :‬حدثنا ابن ثوبان عن بكي بن أسيد عن أبيه قال‪ :‬حضرت ممد بن‬
‫كعب وهو يقول‪ :‬إذا رأيتمون أنطلق ف القدر فغلون فإن منون فوالذي نفسي بيده ما أنزلت هذه‬
‫اليات إل فيهم ث قرأ (إِ ّن الُجرِميَ ف ضِللٍ َو ُسعُرٍ) إل قوله (خَلَقنا ُه ِبقَدَرٍ)‪.‬‬
‫سورة الواقعة‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (ف سِدرٍ مّخضودٍ) قال أبو العالية والضحاك‪ :‬نظر السلمون إل‬
‫فوج وهو الوادي مصب بالطائف فأعجبهم سدره فقالوا‪ :‬يا ليت لنا مثل هذا فأنزل ال تعال هذه‬
‫الية‪.‬‬
‫ي َوثُ ّلةٌ ّم َن الَآخِرينَ) قال عروة بن روي لا أنزل ال تعال \" ثلة من الولي‬
‫قوله تعال (ثُ ّل ٌة ّمنَ الَوّل َ‬
‫وقليل من الخرين) بكى عمر وقال‪ :‬يا رسول ال آمنا بك وصدقناك ومع هذا كله من ينجو منا‬
‫ي وَثُ ّل ٌة ّمنَ الَخِرينَ) فدعا رسول ال صلى ال عليه وسلم عمر‬
‫قليل فأنزل ال تعال (ثُ ّلةٌ ّمنَ ا َلوّل َ‬
‫فقال‪ :‬يا عمر بن الطاب قد أنزل ال فيما قلت فجعل ثلة من الولي وثلة من الخرين فقال عمر‪:‬‬
‫رضينا عن ربنا وتصديق نبينا فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬من آدم إلينا قوله تعال‬
‫(وَتَجعَلونَ رِز َقكُم َأّنكُم تُ َكذّبونَ)‪ .‬أخبنا سعيد بن ممد الؤذن قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن‬
‫حدون قال‪ :‬أخبنا أحد بن السن الافظ قال‪ :‬حدثنا حدان السلمي قال‪ :‬حدثنا النضر بن ممد‬
‫قال‪ :‬حدثنا عكرمة بن عمار قال‪ :‬حدثنا أبو زميل قال‪ :‬حدثن ابن عباس قال‪ :‬مطر الناس على عهد‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أصبح من الناس شاكر ومنهم‬
‫كافر قالوا‪ :‬هذه رحة وضعها ال تعال وقال بعضهم‪ :‬لقد صدق نوء كذا فنلت هذه اليات (فَل‬
‫س ُم بِمَواقِ ِع النُجومِ) حت بلغ ( َوتَجعَلونَ رِز َقكُم َأنّكُم ُت َكذّبونَ) رواه مسلم عن عباس ابن عبد‬
‫أُق ِ‬
‫العظيم عن النضر بن ممد‪.‬‬
‫وروى أن النب صلى ال عليه وسلم خرج ف سفر فنلوا وأصابم العطش وليس معهم ماء فذكروا‬
‫ذلك للنب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬أرأيتم إن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون سقينا هذا‬
‫الطر بنوء كذا فقالوا‪ :‬يا رسول ال ما هذا بي النواء قال‪ :‬فصلى ركعتي ودعا ال تبارك وتعال‬
‫فهاجت ريح ث هاجت سحابة فمطروا حت سالت الودية وملوا السقية ث مر رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم برجل يغترف بقدح له ويقول‪ :‬سقينا بنوء كذا ول يقل هذا من رزق ال سبحانه فأنزل‬
‫ال سبحانه ( َوتَجعَلونَ رِز َقكُم َأّنكُم ُتكَذّبونَ)‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر بن عمر الزاهد قال‪ :‬حدثنا أبو عمرو ممد بن أحد قال‪ :‬أخبنا السن بن سفيان‬
‫قال‪ :‬حدثنا حرملة بن يي وعمرو بن سواد السرجي قال‪ :‬أخبنا عبيد ال بن وهب قال‪ :‬أخبن‬
‫يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال‪ :‬أخبن عبيد ال بن عبد ال بن عتبة أن أبا هريرة قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬أل تروا إل ما قال ربكم قال‪ :‬ما أنعمت على عبادي من نعمة إل‬
‫أصبح فريق با كافرين يقول الكوكب وبالكوكب رواه مسلم عن حرملة وعمرو بن سواد‪.‬‬
‫سورة الديد‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (ل يَستَوي مِنكُم مّن أَن َفقَ مِن قَب ِل الفَتحِ) الية‪ .‬روى ممد بن‬
‫فضيل عن الكلب أن هذه الية نزلت ف أب بكر الصديق رضي ال عنه ويدل على هذا ما أخبنا‬
‫ممد بن إبراهيم بن ممد بن يي قال‪ :‬حدثنا أبو السن ممد بن عبد ال السليطي قال‪ :‬حدثنا‬
‫عثمان بن سلمان البغدادي قال‪ :‬حدثنا يعقوب بن إبراهيم الخزومي قال‪ :‬حدثنا عمر بن حفص‬
‫الشيبان قال‪ :‬حدثنا عبد العلء بن عمرو قال‪ :‬حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن‬
‫آدم بن علي عن ابن عمر قال‪ :‬بينا النب صلى ال عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر الصديق وعليه‬
‫عباءة قد خلها على صدره بلل إذ نزل عليه جبيل عليه السلم فأقرأه من ال السلم وقال‪ :‬يا‬
‫ممد ما ل أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بلل فقال‪ :‬يا جبيل أنفق ماله قبل الفتح‬
‫علي قال‪ :‬فأقرئه من ال سبحانه وتعال السلم وقل له‪ :‬يقول لك ربك‪ :‬أراض أنت عن ف فقرك‬
‫هذا أم ساخط فالتفت النب صلى ال عليه وسلم إل أب بكر فقال‪ :‬يا أبا بكر هذا جبيل يقرئك من‬
‫ال سبحانه السلم ويقول لك ربك‪ :‬أراض أنت عن ف فقرك هذا أم ساخط فبكى أبو بكر وقال‪:‬‬
‫على رب أغضب أنا عن رب راض أنا عن رب راض‪.‬‬
‫قوله تعال (َألَم يَأ ِن لِلّذينَ َآمَنوا أَن تَخشَعَ قُلوُبهُم ِلذِكرِ الِ) الية‪ .‬قال الكلب ومقاتل‪ :‬نزلت ف‬
‫النافقي بعد الجرة بسنة وذلك أنم سألوا سلمان الفارسي ذات يوم فقالوا‪ :‬حدثنا عما ف التوراة‬
‫فإن فيها العجائب فنلت هذه الية‪ .‬وقال غيها‪ :‬نزلت ف الؤمني‪.‬‬
‫أخبنا عبد القاهر بن طاهر قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو بن مطر قال‪ :‬أخبنا جعفر بن ممد الفرياب قال‪:‬‬
‫حدثنا إسحاق بن راهويه قال‪ :‬حدثنا عمرو بن ممد القرشي قال‪ :‬حدثنا خلد بن الصفار عن عمرو‬
‫بن قيس اللئي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن سعد قال‪ :‬أنزل القرآن زمانا على رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم فتله عليهم زمانا فقالوا‪ :‬يا رسول ال لو قصصت فأنزل ال تعال (نَحنُ‬
‫سنَ القَصَصِ) فتله عليهم زمانا فقالوا‪ :‬يا رسول ال لو حدثتنا فأنزل ال تعال (الُ‬
‫َنقُصّ عَلَيكَ أَح َ‬
‫سنَ الَديثِ) قال‪ :‬كل ذلك يؤمرون بالقرآن قال خلد‪ :‬وزاد فيه آخر قالوا‪ :‬يا رسول ال‬
‫َنزّ َل أَح َ‬
‫لو ذكرتنا فأنزل ال تعال (أَلَم يَأ ِن لِلّذينَ َآمَنوا أَن تَخشَ َع قُلوُبهُم ِلذِكرِ الِ)‪.‬‬
‫سورة الجادلة‬

‫ل قَولَ الّت تُجا ِدلُكَ ف زَوجِها) الية‪ .‬أخبنا أبو‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (قَد سَمِعَ ا ُ‬
‫سعد ممد بن عبد الرحن الغازي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو ممد بن أحد اليي قال‪ :‬أخبنا أحد ابن‬
‫علي بن الثن قال‪ :‬أخبنا أبو بكر بن أب شيبة قال‪ :‬حدثنا ممد بن أب عبيدة قال‪ :‬حدثنا أب عن‬
‫العمش عن تيم بن سلمة عن عروة قال‪ :‬قالت عائشة‪ :‬تبارك الذي وسع سعه كل شيء إن لسع‬
‫كلم خولة بنت ثعلبة ويفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إل رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وهي تقول‪ :‬يا رسول ال أبلى شباب ونثرت له بطن حت إذا كب سن وانقطع ولدي ظاهر من‬
‫ل قَولَ‬
‫اللهم إن أشكو إليك قال‪ :‬فما برحت حت نزل جبيل عليه السلم بذه اليات (قَد سَمِعَ ا ُ‬
‫الّت تُجادُِلكَ ف زَوجِها وَتَشتَكي إِل الِ) رواه أبو عبد ال ف صحيحه عن أب ممد الزن عن مطر‬
‫عن أب كريب عن ممد بن أب عبيدة‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر بن الارث قال‪ :‬أخبنا أبو الشيخ الافظ الصفهان قال‪ :‬أخبنا عبدان بن أحد قال‪:‬‬
‫أخبنا أحد بن ممد بن يي بن سعيد‪ .‬قال‪ :‬أخبنا ابن عيسى الرملي قال‪ :‬أخبنا العمش عن تيم‬
‫بن سلمة عن عروة عن عائشة قالت‪ :‬المد ل الذي توسع لسمع الصوات كلها لقد جاءت‬
‫الجادلة فكلمت رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا ف جانب البيت ل أدري ما يقول فأنزل ال‬
‫ل قَولَ الّت تُجا ِدلُكَ ف زَوجِها)‪.‬‬
‫تعال (قَد سَمِعَ ا ُ‬
‫قوله تعال (الّذي َن يُظاهِرونَ مِنكُم مّن نّساِئهِم) الية‪ .‬أخبنا أبو منصور ممد بن ممد النصوري‬
‫قال‪ :‬أخبنا علي بن عمر الافظ قال‪ :‬أخبنا أبو بكر ممد بن زياد النيسابوري قال‪ :‬أخبنا أبو بكر‬
‫ممد بن الشعث قال‪ :‬أخبنا ممد بن بكار قال‪ :‬أخبنا سعيد بن بشي أنه سأل قتادة عن الظهار‬
‫قال‪ :‬فحدثن أن أنس بن مالك قال‪ :‬إن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خويلة بنت ثعلبة فشكت‬
‫ذلك إل النب صلى ال عليه وسلم فقالت‪ :‬ظاهر من حي كب سن ورق عظمي فأنزل ال تعال آية‬
‫الظهار فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم لوس‪ :‬أعتق رقبة فقال‪ :‬ما ل بذلك يدان قال‪ :‬فصم‬
‫شهرين متتابعي قال‪ :‬أما إن إذا أخطأن أن ل آكل ف اليوم كل بصري قال‪ :‬فأطعم ستي مسكينا‬
‫قال‪ :‬ل أجد إل أن تعينن منك بعون وصلة قال‪ :‬فأعانه رسول ال صلى ال عليه وسلم بمسة عشر‬
‫صاعا حت جع أخبنا عبد الرحن بن أب حامد العدل قال‪ :‬أخبنا ممد بن ممد بن عبد ال بن‬
‫زكريا قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد الرحن الدغول قال‪ :‬أخبنا أبو السن أحد بن سيار قال‪ :‬أخبنا‬
‫أبو الصبع الران قال‪ :‬أخبنا ممد بن مسلمة عن ممد بن إسحاق عن معمر بن عبيد ال بن‬
‫حنظلة عن يوسف بن عبد ال بن سلم قال‪ :‬حدثتن خويلة بنت ثعلبة وكانت عند أوس بن‬
‫الصامت أخى عبادة بن الصامت قالت‪ :‬دخل علي ذات يوم وكلمن بشيء وهو فيه كالضجر‬
‫فراددته فغضب فقال‪ :‬أنت علي كظهر أمي ث خرج ف نادي قومه ث رجع إل فراودن عن نفسي‬
‫فامتنعت منه فشادن فشاددته فغلبته با تغلب به الرأة الرجل الضعيف فقلت‪ :‬كل والذي نفس‬
‫خويلة بيده ل تصل إل حت يكم ال تعال ف وفيك بكمه ث أتيت النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أشكو ما لقيت فقال‪ :‬زوجك وابن عمك اتقي ال وأحسن صحبته فما برحت حت نزل القرآن (قَد‬
‫ل سَميعٌ َبصيٌ) حت انتهى إل الكفارة قال‪ :‬مريه‬
‫ل قَولَ الّت تُجا ِدلُكَ ف زَوجِها) إل (إِنّ ا َ‬
‫سَمِعَ ا ُ‬
‫فليعتق رقبة قلت‪ :‬يا نب ال وال ما عنده رقبة يعتقها قال‪ :‬مريه فليصم شهرين متتابعي قلت‪ :‬يا نب‬
‫ال شيخ كبي ما به من صيام قال‪ :‬فليطعم ستي مسكينا قلت‪ :‬يا نب ال وال ما عنده ما يطعم قال‪:‬‬
‫بلى سنعينه بعرق من تر مكتل يسع ثلثي صاعا قالت‪ :‬وأنا أعينه بعرق آخر قال‪ :‬قد أحسنت‬
‫فليتصدق‪.‬‬
‫قوله تعال (َألَم َت َر إِل الّذي َن ُنهُوا َعنِ النَجوى) قال ابن عباس وماهد‪ :‬نزلت ف اليهود والنافقي‬
‫وذلك أنم كانوا يتناجون فيما بينهم دون الؤمني وينظرون إل الؤمني ويتغامزون بأعينهم فإذا رأى‬
‫الؤمنون نواهم قالوا‪ :‬ما نراهم إل وقد بلغهم عن أقربائنا وإخواننا الذين خرجوا ف السرايا قتل أو‬
‫موت أو مصيبة أو هزية فيقع ذلك ف قلوبم ويزنم فل يزالون كذلك حت يقدم أصحابم‬
‫وأقرباؤهم فلما طال ذلك وكثر شكوا إل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأمرهم أن يتناجوا دون‬
‫السلمي فلم ينتهوا عن ذلك وعادوا إل مناجاتم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫ك ِبهِ الُ)‪ .‬أخبنا أبو بكر ممد بن عمر الشاب قال‪:‬‬
‫قوله تعال ( َوإِذا جاءُوكَ حَيّو َك بِما لَم يُحَّي َ‬
‫أخبنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد ال الصفهان قال‪ :‬أخبنا ممد بن إسحاق السراج قال‪ :‬أخبنا‬
‫قتيبة بن سعيد قال‪ :‬أخبنا جرير عن العمش عن أب الضحى عن مسروق عن عائشة قالت‪ :‬جاء‬
‫ناس من اليهود إل النب صلى ال عليه وسلم فقالوا‪ :‬السام عليك يا أبا القاسم فقلت‪ :‬السام عليكم‬
‫وفعل ال بكم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬مه يا عائشة فإن ال تعال ل يب الفحش ول‬
‫التفحش فقلت‪ :‬يا رسول ال ألست أدرى ما يقولون قال‪ :‬ألست ترين أرد عليهم ما يقولون أقول‪:‬‬
‫وعليكم ونزلت هذه الية ف ذلك ( َوإِذا أخبنا أبو سعيد ممد بن عبد الرحن الغازي قال‪ :‬أخبنا‬
‫أبو عمرو ممد بن أحد اليي قال‪ :‬أخبنا أحد بن علي بن الثن قال‪ :‬أخبنا زهي بن ممد قال‪:‬‬
‫أخبنا يونس بن ممد قال‪ :‬أخبنا شيبان عن قتادة عن أنس أن يهوديا أتى النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال‪ :‬السام عليك فرد القوم فقال نب ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬هل تدرون ما قال قالوا ال‬
‫ورسوله أعلم يا نب ال قال‪ :‬ل ولكن قال كذا وكذا ردوه علي فردوه عليه فقال‪ :‬قلت السام‬
‫عليكم قال‪ :‬نعم فقال نب ال صلى ال عليه وسلم عند ذلك‪ :‬إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب‬
‫ك بِهِ الُ)‪.‬‬
‫فقولوا‪ :‬أي عليك ما قلت ونزل قوله تعال ( َوإِذا جاءُو َك حَيّو َك بِما لَم يُحَّي َ‬
‫س فافسَحوا يَفسَحِ الُ لَكُم) الية‪ .‬قال‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا إِذا قيلَ َلكُم َت َفسّحوا ف الَجالِ ِ‬
‫مقاتل‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم ف الصفة وف الكان الضيق وذلك يوم المعة وكان رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم يكرم أهل بدر من الهاجرين والنصار فجاء ناس من أهل بدر وقد سبقوا‬
‫إل الجلس فقاموا حيال النب صلى ال عليه وسلم على أرجلهم ينتظرون أن يوسع لم فلم يفسحوا‬
‫لم وشق ذلك على رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال لن حوله من غي أهل بدر‪ :‬قم يا فلن‬
‫وأنت يا فلن فأقام من الجلس بقدر النفر الذي قاموا بي يديه من أهل بدر فشق ذلك على من أقيم‬
‫من ملسه وعرف النب صلى ال عليه وسلم الكراهية ف وجوههم فقال النافقون للمسلمي ألستم‬
‫تزعمون أن صاحبكم يعدل بي الناس وال ما عدل على هؤلء قوم أخذوا مالسهم وأحبهم القرب‬
‫من نبيهم أقامهم وأجلس من أبطأ عنهم مقامهم فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫قوله عز وجل (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا إِذا ناجَيُتمُ الرَسولَ) الية‪ .‬قال مقاتل بن حيان‪ :‬نزلت الية ف‬
‫الغنياء وذلك أنم كانوا يأتون النب صلى ال عليه وسلم فيكثرون مناجاته ويغلبون الفقراء على‬
‫الجالس حت كره رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك من طول جلوسهم ومناجاتم فأنزل ال‬
‫تبارك وتعال هذه الية وأمر بالصدقة عند الناجاة فأما أهل العسرة فلم يدوا شيئا وأما أهل اليسرة‬
‫فبخلوا واشتد ذلك على أصحاب النب صلى ال عليه وسلم فنلت الرخصة‪.‬‬
‫وقال علي بن أب طالب رضي ال عنه‪ :‬إن ف كتاب ال لية ما عمل با أحد قبلي ول يعمل با أحد‬
‫بعدي (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا إِذا ناجَيُت ُم الرَسولَ) كان ل دينار فبعته وكنت إذا ناجيت الرسول‬
‫صدَقاتٍ)‪.‬‬
‫ي َيدَي نَجواكُم َ‬
‫تصدقت بدرهم حت نفد فنسخت بالية الخرى ( َءأَشفَقتُم أَن ُتقَدّموا بَ َ‬
‫ضبَ الُ عَلَيهِم) اليات إل قوله ( َويَحسَبونَ َأّنهُم عَلى‬
‫قوله عز وجل (أَلَم تَ َر إِل الّذي َن َتوَلّوا قَوما غَ ِ‬
‫شَي ٍء أَل ِإّنهُم ُهمُ الكاذِبونَ) وقال السدي ومقاتل‪ :‬نزلت ف عبد ال بن نبتل النافق كان يالس‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ث يرفع حديثه إل اليهود فبينا رسول ال صلى ال عليه وسلم ف حجرة‬
‫من حجره إذ قال‪ :‬يدخل عليكم الن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعين شيطان فدخل عبد ال بن‬
‫نبتل وكان زرق فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬يا غلم تشتمن أنت وأصحابك فحلف‬
‫بال ما فعل ذلك فقال له النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬فعلت‪ .‬فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بال ما‬
‫سبوه‪ .‬فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن إبراهيم بن ممد بن يي أخبنا ممد بن جعفر بن مطر أخبنا ممد بن جعفر‬
‫الفرياب أخبنا أبو جعفر النفيلي‪ .‬أخبنا زهي بن معاوية أخبنا ساك بن حرب قال‪ :‬حدثن سعيد بن‬
‫جبي أن ابن عباس حدثه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان ف ظل حجرة من حجره وعنده‬
‫نفر من السلمي قد كاد الظل يقلص عنهم فقال لم‪ :‬إنه سيأتيكم إنسان ينظر إليكم بعي شيطان‬
‫وإذا أتاكم فل تكلموه فجاء رجل أزرق فدعاه رسول ال صلى ال عليه وسلم وكلمه فقال‪ :‬علم‬
‫تشتمن أنت وفلن وفلن نفر دعا بأسائهم فانطلق الرجل فدعاهم فحلفوا بال واعتذروا إليه فأنزل‬
‫ل جَميعا فَيَحلِفو َن لَهُ كَما يَحلِفو َن َلكُم َويَحسَبونَ َأّنهُم عَلى شَي ٍء أَل ِإنّ ُهمُ‬
‫ال تعال (يَو َم يَبعَُث ُهمُ ا ُ‬
‫ل وَاليَو َم الَ َخرِ‬
‫جدُ قَوما يُؤمِنو َن بِا ِ‬
‫هُ ُم الكاذِبونَ) رواه الاكم ف صحيحه عن قوله تعال (ل تَ ِ‬
‫ل وَرَسوَلهُ) الية‪ .‬قال ابن جريج‪ :‬حدثت أن أبا قحافة سب النب صلى ال عليه‬
‫يُوادّو َن مَن حادّ ا َ‬
‫وسلم فصكه أبو بكر صكة شديدة سقط منها ث ذكر ذلك للنب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬أوفعلته‬
‫قال‪ :‬نعم قال‪ :‬فل تعد إليه فقال أبو بكر‪ :‬وال لو كان السيف قريبا من لقتلته‪ .‬فأنزل ال تبارك‬
‫وتعال هذه الية‪.‬‬
‫وروى عن ابن مسعود أنه قال‪ :‬نزلت هذه الية ف أب عبيدة بن الراح قتل أباه عبد ال بن الراح‬
‫يوم أحد‪ .‬وف أب بكر دعا ابنه يوم بدر إل الباز فقال‪ :‬يا رسول ال دعن أكن ف الرعلة الول‬
‫فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬متعنا بنفسك يا أبا بكر أما تعلم أنك عندي بنلة سعي‬
‫وبصري وف مصعب بن عمي قتل أخاه عبيد بن عمي يوم أحد‪ .‬وف عمر قتل خاله العاص بن هشام‬
‫بن الغية يوم بدر وف علي وحزة قتلوا عتبة وشيبة ابن ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر وذلك قوله‬
‫يُتهُم)‪.‬‬
‫(وَلَو كانوا ءَابا َءهُم أَو أَبنا َءهُم أَو إِخوانَهُم أَو عَش َ‬
‫سورة الشر‬

‫ج الّذينَ َكفَروا مِن أَه ِل الكِتابِ) الية‪ .‬قال‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (هُ َو الّذي أَخرَ َ‬
‫الفسرون‪ :‬نزلت هذه الية ف بن النضي وذلك أن النب صلى ال عليه وسلم لا قدم الدينة صاله‬
‫بنو النضي على أن ل يقاتلوه ول يقاتلوا معه وقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم ذلك منهم فلما‬
‫غزا رسول ال صلى ال عليه وسلم بدرا وظهر على الشركي قالت بنو النضي‪ :‬وال إنه النب الذي‬
‫وجدنا نعته ف التوراة ل ترد له راية فلما غزا أحدا وهزم السلمون نقضوا العهد وأظهروا العداوة‬
‫لرسول ال صلى ال عليه وسلم والؤمني فحاصرهم رسول ال صلى ال عليه وسلم ث صالهم عن‬
‫اللء من الدينة‪.‬‬
‫أخبنا أبو ممد السن بن ممد الفارسي أخبنا ممد بن عبد ال بن الفضل التاجر أخبنا أحد بن‬
‫ممد بن السن الافظ أخبنا ممد بن يي أخبنا عبد الرزاق أخبنا معمر عن الزهري عن ابن‬
‫كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬أن كفار قريش كتبوا بعد وقعة‬
‫بدر إل اليهود إنكم أهل اللقة والصون وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا ول يول بيننا وبي‬
‫خدم نسائكم وبي اللخل شيء فلما بلغ كتابم اليهود أجعت بنو النضي الغدر وأرسلوا إل النب‬
‫ل من أصحابك وليخرج معنا ثلثون حبا حت‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬أن اخرج إلينا ف ثلثي رج ً‬
‫نلتقي بكان نصف بيننا وبينك ليسمعوا منك فإن صدقوك وآمنوا بك أمنا بك كلنا فخرج النب‬
‫صلى ال عليه وسلم ف ثلثي من أصحابه وخرج إليه ثلثون حبا من اليهود حت إذا برزوا ف براز‬
‫ل من أصحابه كلهم يب أن‬
‫من الرض قال بعض اليهود لبعض كيف تلصون إليه ومعه ثلثون رج ً‬
‫يوت قبله فأرسلوا كيف نتفق ونن ستون رجلً اخرج ف ثلثة من أصحابك وترج إليك ثلثة من‬
‫علمائنا إن آمنوا بك آمنا بك كلنا وصدقناك فخرج النب صلى ال عليه وسلم ف ثلثة من أصحابه‬
‫وخرج ثلثة من اليهود واشتملوا على الناجر وأرادوا الفتك برسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فأرسلت امرأة ناصحة من بن النضي إل أخيها وهو رجل مسلم من النصار فأخبته خب ما أراد‬
‫بنو النضي من الغدر برسول ال صلى ال عليه وسلم وأقبل أخوها سريعا حت أدرك النب صلى ال‬
‫عليه وسلم فساره ببهم فرجع النب صلى ال عليه وسلم فلما كان من الغد عدا عليهم بالكتائب‬
‫فحاصرهم فقاتلهم حت نزلوا على اللء على أن لم ما أقلت البل إل اللقة وهي السلح وكانوا‬
‫ت وَما ف الَرضِ)‬
‫يربون بيوتم ويأخذون ما وافقهم من خشبها فأنزل ال تعال (لِ ّلهِ ما ف السَمَوا ِ‬
‫حت بلغ (والُ عَلى ُك ّل شَي ٍء قَديرٌ)‪.‬‬
‫قوله تعال (ما قَطَعتُم مّن لّيَنةٍ) الية‪ .‬وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لا نزل ببن النضي‬
‫وتصنوا ف حصونم أمر بقطع نيلهم وإحراقها فجزع أعداء ال عند ذلك وقالوا‪ :‬زعمت يا ممد‬
‫أنك تريد الصلح أفمن الصلح عقر الشجر الثمر وقطع النخيل وهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل‬
‫عليك الفساد ف الرض فشق ذلك على النب صلى ال عليه وسلم فوجد السلمون ف أنفسهم من‬
‫قولم وخشوا أن يكون ذلك فسادا واختلفوا ف ذلك فقال بعضهم‪ :‬ل تقطعوا فإنه ما أفاء ال‬
‫علينا‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬بل اقطعوا فأنزل ال تبارك وتعال (ما قَطَعتُم مّن لّيَنةٍ) الية‪ .‬تصديقا لن نى‬
‫ل لن قطعه وأخب أن قطعه وتركه بإذن ال تعال‪.‬‬
‫عن قطعه وتلي ً‬
‫أخبنا أبو عبد ال ممد بن إبراهيم الداركي أخبنا والدي أخبنا ممد بن إسحاق الثقفي أخبنا‬
‫قتيبة أخبنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم حرق نل بن‬
‫النضي وقطع وهي البويرة فأنزل ال تعال (ما قَطَعتُم مّن لّيَن ٍة أَو َترَكتُمُوها قائِ َمةً عَلى أُصولُها فَِبإِذنِ‬
‫ل وَليُخزِيَ الفاسِقيَ) رواه البخاري ومسلم عن قتيبة‪.‬‬
‫اِ‬
‫أخبنا أبو بكر بن الارث أخبنا عبد ال بن ممد بن جعفر أخبنا أبو يي الرازي أخبنا سهل بن‬
‫عثمان أخبنا عبد ال بن البارك عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم قطع نيل بن النضي وحرق وهي البويرة ولا يقول حسان‪:‬‬

‫وَهـانَ عَـلـى سُـرا ِة بَـنـي لُـؤَيٍ‬ ‫حَـريقٌ بِـالـبُـوَي َر ِة مُـسـتَــطـــيُ‬

‫وفيها نزلت الية (ما قَطَعتُم مّن لّيَنةٍ أَو َترَكتُمُوها قائِ َمةً عَلى أُصولِها) رواه مسلم عن سعيد بن‬
‫منصور عن ابن البارك وأخبنا أبو بكر أخبنا عبد ال أخبنا سلم بن عصام أخبنا رسته أخبنا عبد‬
‫الرحن بن مهدي أخبنا ممد بن ميمون التمار أخبنا جرموز عن حات النجار عن عكرمة عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬جاء يهودي إل النب صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬أنا أقوم فأصلي قال‪ :‬قدر ال لك ذلك‬
‫أن تصلي قال‪ :‬أنا أقعد قال‪ :‬قدر ال لك أن تقعد قال‪ :‬أنا أقوم إل هذه الشجرة فأقطعها قال‪ :‬قدر‬
‫ال لك أن تقطعها قال‪ :‬فجاء جبيل عليه السلم فقال‪ :‬يا ممد لقنت حجتك كما لقنها إبراهيم‬
‫ل وَليُخزي‬
‫على قومه وأنزل ال تعال (ما قَطَعتُم مّن لّيَنةٍ أَو َترَكتُموها قائِ َمةٍ عَلى أُصولِها فَِبإِذنِ ا ِ‬
‫الفاسِقيَ) يعن اليهود‪.‬‬
‫قوله تعال (وَالّذينَ تََبوّءُوا الدا َر وَالِيا َن مِن قَب ِلهِم) الية‪ .‬روى جعفر بن برقان عن يزيد بن الصم‬
‫أن النصار قالوا‪ :‬يا رسول ال اقسم بيننا وبي إخواننا من الهاجرين الرض نصفي قال‪ :‬ولكنهم‬
‫يكفونكم الؤونة وتقاسونم الثمرة والرض أرضكم قالوا‪ :‬رضينا فأنزل ال تعال (وَالّذينَ تََبوَءُوا‬
‫الدا َر وَالِيانَ مِن قَب ِلهِم)‪.‬‬
‫صةٌ)‪ .‬أخبنا سعد بن أحد بن جعفر الؤذن‪.‬‬
‫قوله تعال ( َويُؤثِرونَ عَلى أَن ُفسِهِم وَلو كانَ بِهِم خَصا َ‬
‫أخبنا أبو علي الفقيه‪ .‬أخبنا ممد بن منصور بن أب الهم السبيعي أخبنا نصر بن علي الهضمي‬
‫أخبنا عبد ال بن داود عن فضيل بن غزوان عن أب حازم عن أب هريرة أن رسول ال صلى ال‬
‫ل من أهل الصفة فذهب به النصاري إل أهله فقال‬
‫عليه وسلم دفع إل رجل من النصار رج ً‬
‫للمرأة‪ :‬هل من شيء قالت‪ :‬ل إل قوت الصبية قال‪ :‬فنوميهم فإذا ناموا فأتين فإذا وضعت فاطفئي‬
‫السراج قال‪ :‬ففعلت وجعل النصاري يقدم إل ضيفه ما بي يديه ث غدا به إل رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فقال‪ :‬لقد عجب من فعالكما أهل السماء ونزلت ( َويُؤثِرونَ عَلى أَن ُفسِهِم وَلَو كانَ بِهِم‬
‫صةٌ) رواه البخاري عن مسدد عن عبد ال بن داود‪ .‬ورواه مسلم عن أب كريب عن وكيع‬
‫خَصا َ‬
‫كلها عن فضيل بن غزوان‪.‬‬
‫أخبنا أبو عبد ال بن إسحاق الزكي‪ .‬أخبنا أبو السن ممد بن عبد ال السليطي‪ .‬أخبنا أبو‬
‫العباس بن عيسى بن ممد الروزي‪ .‬أخبنا السخر بن الصلت‪ .‬أخبنا القاسم بن الكم العرب‬
‫أخبنا عبيد ال بن الوليد عن مارب بن دثار عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬أهدي لرجل من أصحاب‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم رأس شاة فقالت‪ :‬إن أخي فلنا وعياله أحوج إل هذا منا فبعث به‬
‫إليه فلم يزل يبعث به واحدا إل الخر حت تداوله سبعة أهل أبيات حت رجعت إل أولئك قال‪:‬‬
‫سهِم) إل آخر الية‪.‬‬
‫فنلت (وَيُؤثِرونَ عَلى أَن ُف ِ‬
‫سورة المتحنة‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَتّخِذوا َع ُدوّي وَ َع ُدوّكُم أَولِياءَ)‬
‫الية‪ .‬قال جاعة من أهل الفسرين‪ :‬نزلت ف حاطب بن أب بلتعة وذلك أن سارة مولة أب عمر بن‬
‫صهيب بن هشام بن عبد مناف أتت رسول ال صلى ال عليه وسلم من مكة إل الدينة ورسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يتجهز لفتح مكة فقال لا‪ :‬أمسلمة جئت قالت ل قال‪ :‬فما جاء بك قالت أنتم‬
‫الهل والعشية والوال وقد احتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطون وتكسون قال لا‪ :‬فأين‬
‫أنت من شباب أهل مكة وكانت مغنية قالت‪ :‬ما طلب من شيء بعد وقعة بدر فحث رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بن عبد الطلب فكسوها وحلوها وأعطوها فأتاها حاطب بن أب بلتعة وكتب‬
‫معها إل أهل مكة وأعطاها عشرة دناني على أن توصل إل أهل مكة وكتب ف الكتاب‪ :‬من حاطب‬
‫إل أهل مكة إن رسول ال صلى ال عليه وسلم يريدكم فخذوا حذركم فخرجت سارة ونزل‬
‫جبيل عليه السلم فأخب النب صلى ال عليه وسلم با فعل حاطب فبعث رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم عليا وعمارا والزبي وطلحة والقداد بن السود وأبا مرثد وكانوا كلهم فرسانا وقال لم‬
‫انطلقوا حت تأتوا روضة خاخ فإن فيها ظعينة معها كتاب من حاطب إل الشركي فخذوه منها‬
‫وخلوا سبيلها فإن ل تدفعه إليكم فاضربوا عنقها فخرجوا حت أدركوها ف ذلك الكان فقالوا لا‪:‬‬
‫أين الكتاب فحلفت بال ما معها كتاب ففتشوا متاعها فلم يدوا معها كتابا فهموا بالرجوع فقال‬
‫علي وال ما كذبنا ول كذبنا وسل سيفه وقال‪ :‬أخرجي الكتاب وإل وال لجزرنك ولضربن‬
‫عنقك فلما رأت الد أخرجته من ذؤابتها قد خبأته ف شعرها فخلوا سبيلها ورجعوا بالكتاب إل‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فأرسل رسول ال صلى ال عليه وسلم إل حاطب فأتاه فقال له‪ :‬هل‬
‫تعرف الكتاب قال‪ :‬نعم قال‪ :‬فما حلك على ما صنعت فقال‪ :‬يا رسول ال وال ما كفرت منذ‬
‫أسلمت ول غششتك منذ نصحتك ول أحببتهم منذ فارقتهم ولكن ل يكن أحد من الهاجرين إل‬
‫وله بكة من ينع عشيته وكنت غريبا فيهم وكان أهلي بي ظهرانيهم فخشيت على أهلي فأردت‬
‫أن أتذ عندهم يدا وقد لت أن ال ينل بم بأسه وكتاب ل يغن عنهم شيئا فصدقه رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم وعذره فنلت هذه السورة (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا ل تَتّخِذوا َع ُدوّي وَ َع ُدوّكُم‬
‫أَولِياءَ) فقام عمر بن الطاب فقال‪ :‬دعن يا رسول ال أضرب عنق هذا النافق فقال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪ :‬وما يدريك يا عمر‪ .‬لعل ال قد اطلع على أهل بدر فقال لم‪ :‬اعملوا ما شئتم فقد‬
‫غفرت لكم‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر أحد بن السن بن ممد أخبنا ممد بن يعقوب أخبنا الربيع أخبنا الشافعي أخبنا‬
‫سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن السن بن ممد أخبنا ممد بن يعقوب بن علي بن عبيد ال‬
‫بن أب رافع قال‪ :‬سعت عليا يقول‪ :‬بعثنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أنا والزبي والقداد قال‪:‬‬
‫انطلقوا حت تأتوا روضة خاخ فإن فيها ظعينة معها كتاب فقلنا لا‪ :‬لتخرجن الكتاب أو لتلقي‬
‫الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول ال صلى ال عليه وسلم فإذا فيه‪ :‬من حاطب بن أب‬
‫بلتعة إل ناس من الشركي من بكة يب بعض أمر النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬ما هذا يا‬
‫حاطب فقال‪ :‬ل تعجل علي إن كنت امرأ ملصقا ف قريش ول أكن من نفسها وكان من معك من‬
‫الهاجرين لم قرابات يمون با قراباتم ول يكن ل بكة قرابة فأحببت إذ فاتن ذلك أن أتذ عندهم‬
‫يدا وال ما فعلته شاكا ف دين ول رضا بالكفر بعد السلم فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫إنه قد صدق فقال عمر‪ :‬دعن يا رسول ال أضرب عنق هذا النافق فقال‪ :‬إنه قد شهد بدرا وما‬
‫يدريك لعل ال اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ونزلت (يا َأيّها الّذينَ‬
‫َآمَنوا ل تَتّخِذوا َع ُدوّي وَ َعدُوّكُم أَولِيا َء تُلقو َن ِإلَيهِم بِالَ َو ّدةِ) رواه البخاري عن حيد ورواه مسلم‬
‫عن أب بكر بن أب شيبة وجاعة كلهم عن سفيان‪.‬‬
‫قوله عز وجل (قَد كانَت لَكُم أُس َوةٌ َحسََنةٌ ف إِبراهيمَ وَالّذينَ َم َعهُ) يقول ال تعال للمؤمني‪ :‬لقد‬
‫كان لكم ف إبراهيم ومن معه من النبياء والولياء اقتداء بم ف معاداة ذوي قراباتم من الشركي‬
‫فلما نزلت هذه الية عادى الؤمنون أقرباءهم الشركي ف ال وأظهروا لم العداوة والباءة وعلم‬
‫ي الّذي َن عادَيتُم‬
‫ل أَن يَج َعلَ بَيَنكُم َوبَ َ‬
‫ال تعال شدة وجد الؤمني بذلك فأنزل ال تعال (عَسى ا ُ‬
‫مِنهُم َموَ ّدةً) ث فعل ذلك بأن أسلم كثي منهم وصاروا لم أولياء وإخوانا وخالطوهم وناكحوهم‬
‫وتزوج رسول ال صلى ال عليه وسلم أم حبيبة بنت أب سفيان بن حرب فلن لم أبو سفيان‬
‫وبلغه ذلك فقال‪ :‬ذاك الفحل ل يقرع أنفه‪.‬‬
‫أخبنا أبو صال منصور بن عبد الوهاب البزار أخبنا أبو عمرو ممد بن أحد اليي أخبنا أبو‬
‫يعلى أخبنا إبراهيم بن الجاج أخبنا عبد ال بن البارك عن مصعب بن ثابت عن عامر بن عبد ال‬
‫بن الزبي عن أبيه قال‪ :‬قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها أساء بنت أب بكر بدايا وضباب‬
‫وسن وأقط فلم تقبل هداياها ول تدخلها منلا فسألت لا عائشة النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫ذلك فقال (ل يَنهاكُمُ الُ َع ِن الّذي َن لَم يُقاتِلُوكُم ف الدينِ) الية‪.‬‬
‫فأدخلتها منلا وقبلت منها هداياها‪ .‬رواه الاكم أبو عبد ال ف صحيحه عن أب العباس السياري‬
‫عن عبد ال الغزال عن أب سفيان عن ابن البارك‪.‬‬
‫ل أَع َلمُ ِبإِيانِ ِهنّ) الية‪.‬‬
‫ت َفاِمتَحِنو ُهنّ ا ُ‬
‫ت مُهاجِرا ٍ‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا إِذا جاءَ ُك ُم الُؤمِنا ُ‬
‫قال ابن عباس‪ :‬إن مشركي مكة صالوا رسول ال صلى ال عليه وسلم عام الديبية على أن من‬
‫أتاه من أهل مكة رده إليهم ومن أتى أهل مكة من أصحابه فهو لم وكتبوا بذلك الكتاب وختموه‬
‫فجاءت سبيعة بنت الارث السلمية بعد الفراغ من الكتاب والنب صلى ال عليه وسلم بالديبية‬
‫فأقبل زوجها وكان كافرا فقال‪ :‬يا ممد رد علي امرأت فإنك قد شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك‬
‫منا وهذه طينة الكتاب ل تف بعد فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا السن بن ممد الفارسي أخبنا ممد بن عبد ال بن الفضل أخبنا أحد بن ممد بن السن‬
‫الافظ أخبنا ممد بن يي أخبنا حسن بن الربيع بن الشاب أخبنا ابن إدريس قال‪ :‬قال ممد بن‬
‫إسحاق حدثن الزهري قال‪ :‬دخلت على عروة بن الزبي وهو يكتب إل ابن هند صاحب الوليد بن‬
‫ت َفاِمتَحِنو ُهنّ) قال‪:‬‬
‫عبد اللك يسأله عن قوله (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا إِذا جا َء ُكمُ الُؤمِناتُ مُهاجِرا ٍ‬
‫وكتب إليه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم صال قريشا يوم الديبية على أن يرد عليهم من جاء‬
‫بغي إذن وليه فلما هاجرن النساء أب ال تعال أن يرددهن إل الشركي إذا هن امتحن فعرفوا أنن‬
‫إنا جئن رغبة ف السلم برد أصدقاتن إليهم إذا احتبسن عنهم إذا هم ردوا على السلمي أصدقة‬
‫من حبسوا من نسائهم قال‪ :‬وذلك حكم ل يكم بينكم فأمسك رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫النساء ورد الرجال‪.‬‬
‫ضبَ الُ عَلَيهِم) الية‪ .‬نزلت ف ناس من فقراء‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ل تََتوَلّوا قَوما غَ ِ‬
‫السلمي كانوا يبون اليهود بأخبار السلمي وتواصلوا بم فيصيبون بذلك من ثارهم فنهاهم ال‬
‫تبارك وتعال عن ذلك‪.‬‬
‫سورة الصف‬

‫ض َو ُهوَ العَزيزُ الَكيمُ)‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (سَبَحَ لِلّ ِه ما ف السَمَواتِ وَما ف الَر ِ‬
‫أخبنا ممد بن أحد بن ممد بن جعفر أخبنا ممد بن عبد ال بن زكريا أن ممد بن عبد الرحن‬
‫الدغول قال‪ :‬أخبنا ممد بن يي أخبنا ممد بن كثي الصنعان عن الوزاعي عن يي بن أب كثي‬
‫عن أب سلمة عن عبد ال بن سلم قال‪ :‬قعدنا نفر من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم وقلنا‪ :‬لو‬
‫ح لِ ّلهِ ما ف السَمَواتِ وَما ف‬
‫نعلم أي العمال أحب إل ال تبارك وتعال عملناه فأنزل ال تعال (سَبَ َ‬
‫صفّا) إل آخر السورة‬
‫حبّ الّذينَ يُقاتِلونَ ف سَبي ِلهِ َ‬
‫ل يُ ِ‬
‫ض َو ُهوَ العَزيزُ الَكيمُ) إل قوله (إِنّ ا َ‬
‫الَر ِ‬
‫فقرأها علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬
‫قوله تعال (يا أَيّها الّذينَ َآمَنوا ِل َم تَقولو َن ما ل تَفعَلونَ) قال الفسرون‪ :‬كان السلمون يقولون‪ :‬لو‬
‫نعلم أحب العمال إل ال تعال لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا فدلم ال على أحب العمال إليه فقال‬
‫صفّا) الية‪ .‬فابتلوا يوما بذلك فولوا مدبرين فأنزل ال تعال‬
‫ب الّذي َن يُقاتِلونَ ف سَبي ِلهِ َ‬
‫ل يُحِ ّ‬
‫(إِنّ ا َ‬
‫(لِ َم تَقولونَ ما ل تَفعَلونَ)‪.‬‬
‫سورة المعة‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل ( َوإِذا َرأَوا تِجا َر ًة أَو لَهوا ِانَفَضّوا ِإلَيها) أخبنا الستاذ أبو‬
‫طاهر الزيادي أخبنا أبو السن علي بن إبراهيم أخبنا ممد بن مسلم بن واره أخبنا السن بن‬
‫عطية أخبنا إسرائيل عن حصي بن عبد الرحن عن أب سفيان عن جابر بن عبد الرحن قال‪ :‬كان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يطب يوم المعة إذ أقبلت عي قد قدمت فخرجوا إليها حت ل يبق‬
‫ل فأنزل ال تبارك وتعال ( َوإِذا َرأَوا تِجا َر ًة أَو لَهوا اِنفَضّوا ِإلَيها َوَترَكوكَ قائِما)‬
‫معه إل اثنا عشر رج ً‬
‫رواه البخاري عن حفص بن عمر عن خالد بن عبد ال عن حصي‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن إبراهيم الزكي أخبنا أبو بكر عبد ال بن يي الطلحي أخبنا جعفر بن أحد بن‬
‫عمران الشامي أخبنا عبد ال بن أحد بن عبد ال بن يونس أخبنا عنتر بن القاسم أخبنا حصي‬
‫عن سال بن أب العد عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف المعة‬
‫فمرت عي تمل الطعام فخرج الناس إل اثن عشر رجلً فنلت آية المعة‪ .‬رواه مسلم عن إسحاق‬
‫بن إبراهيم عن جرير ورواه البخاري ف كتاب المعة عن معاوية بن عمرو عن زائدة كلها عن‬
‫حصي‪ .‬قال الفسرون‪ :‬أصاب أهل الدينة أصحاب الضرار جوع وغلء سعر فقدم دحية بن خليفة‬
‫الكلب ف تارة من الشام وضرب لا طبل يؤذن الناس بقدومه ورسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫ل منهم أبو بكر وعمر‬
‫يطب يوم المعة فخرج إليه الناس فلم يبق ف السجد إل اثنا عشر رج ً‬
‫فنلت هذه الية فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬والذي نفس ممد بيده لو تتابعتم حت ل يبق أحد‬
‫منكم لسال بكم الوادي نارا‪.‬‬
‫سورة النافقون‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬أخبنا عبد الرحن بن عبدان قال‪ :‬أخبنا ممد بن عبد ال بن ممد الافظ‬
‫أخبنا أبو العباس ممد بن أحد بن أحد الجبوي أخبنا سعيد بن مسعود أخبنا عبيد ال بن موسى‬
‫أخبنا إسرائيل عن السدي عن أب سعيد الزدي عن زيد بن أرقم قال‪ :‬غزونا مع النب صلى ال‬
‫عليه وسلم وكان معنا ناس من العراب وكنا نبدر الاء وكان العراب يسبقونا فيسبق العراب‬
‫أصحابه فيمل الوض ويعل النطع عليه حت ييء أصحابه فأتى رجل من النصار فأرخى زمام ناقته‬
‫لتشرب فأب أن يدعه العراب فأخذ خشبة فضرب با رأس النصاري فشجه فأتى النصاري عبد‬
‫ال بن أب رأس النافقي فأخبه وكان من أصحابه فغضب عبد ال بن أب ث قال‪ :‬ل تنفقوا على من‬
‫عند رسول ال حت ينفضوا من حوله يعن العراب ث قال لصحابه‪ :‬إذا رجعتم إل الدينة فليخرج‬
‫العز منها الذل قال زيد بن أرقم وأنا ردف عمي‪ :‬فسمعت عبد ال فأخبت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فانطلق وكذبن فجاء إل عمي فقال‪ :‬ما أردت أن مقتك رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وكذبك السلمون فوقع علي من الغم ما ل يقع على أحد قط فبينا أنا أسي مع رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذ أتان فعرك أذن وضحك ف وجهي فما كان يسرن أن ل با الدنيا فلما أصبحنا قرأ‬
‫ك َلرَسولُ الِ) حت بلغ ( ُهمُ الّذينَ‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم سورة النافقي (قالوا نَشهَ ُد ِإنّ َ‬
‫ل حَتّى يَنفَضّوا) حت بلغ (لَيُخ ِر َجنّ الَ َع ّز مِنها الَأ َذلّ)‪.‬‬
‫يَقولو َن ل تُنفِقوا عَلى مَن عِندَ رَسولِ ا ِ‬
‫قال أهل التفسي وأصحاب السي‪ :‬غزا رسول ال صلى ال عليه وسلم بن الصطلق فنل على ماء‬
‫من مياههم يقال له الريسيع فوردت واردة الناس ومع عمر بن الطاب أجي من بن غفار يقال له‬
‫جهجاه بن سعيد يقود فرسه فازدحم جهجاه وسنان الهن حليف بن العوف من الزرج على الاء‬
‫فاقتتل فصرخ الهن يا معشر النصار وصرخ الغفاري يا معشر الهاجرين فلما أن جاء عبد ال بن‬
‫أب قال ابنه وراءك قال‪ :‬ما لك ويلك قال‪ :‬ل وال ل تدخلها أبدا إل بإذن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم ولتعلم اليوم من العز من الذل فشكا عبد ال إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ما صنع‬
‫ابنه فأرسل إليه رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ارتل عنه حت يدخل فقال‪ :‬أما إذ جاء أمر النب‬
‫عليه الصلة والسلم فنعم فدخل فلما نزلت هذه السورة وبان كذبه قيل له‪ :‬يا أبا حباب إنه قد‬
‫نزلت فيك آي شداد فاذهب إل رسول ال صلى ال عليه وسلم ليستغفر لك فلوى رأسه فذلك‬
‫ل لَوّوا ُرؤُوسَهُم) الية‪.‬‬
‫قوله ( َوإِذا قي َل َلهُم تَعالوا يَستَغفِر لَكُم رَسولُ ا ِ‬
‫سورة التغابن‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل (يا َأيّها الّذينَ َآمَنوا إِ ّن مِن أَزواجِكُم َوأَولدِكُم عَدوّا لّكُم)‬
‫الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬كان الرجل يسلم فإذا أراد أن يهاجر منعه أهله وولده وقالوا‪ :‬ننشدك ال أن‬
‫تذهب فتدع أهلك وعشيتك وتصي إل الدينة بل أهل ول مال فمنهم من يرق لم ويقيم ول‬
‫يهاجر فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أحد بن عبد ال الشيبان أخبنا أبو الفضل أحد بن إساعيل بن يي بن حازم أخبنا عمر بن‬
‫ممد بن يي أخبنا ممد بن عمر القدمي أخبنا أشعث بن عبد ال أخبنا شعبة عن إساعيل بن أب‬
‫خالد قال‪ :‬كان الرجل يسلم فيلومه أهله وبنوه فنلت هذه الية (إِ ّن مِن أَزوا ِجكُم َوأَولدِكُم عَدوّا‬
‫لّكُم َفاِحذَروهُم) قال عكرمة عن ابن عباس‪ :‬وهؤلء الذين منعهم أهلهم عن الجرة لا هاجروا‬
‫ورأوا الناس قد فقهوا ف الدين هوا أن يعاقبوا أهليهم الذين منعوهم فأنزل ال تعال \" وإن تعفوا‬
‫وتصفحوا وتغفروا فإن ال غفور رحيم \"‪.‬‬
‫سورة الطلق‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل (يا َأيّها النَِبيّ إِذا طَلّقُتمُ النِسا َء فَطَلّقو ُهنّ ِل ِع ّدتِ ِهنّ) الية‪.‬‬
‫روى قتادة عن أنس قال‪ :‬طلق رسول ال صلى ال عليه وسلم حفصة فأنزل ال تعال هذه الية‬
‫وقيل له راجعها فإنا صوامة قوامة وهي من إحدى أزواجك ونسائك ف النة‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬نزلت ف عبد ال بن عمر وذلك أنه طلق امرأته حائضا فأمره رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم أن يراجعها ويسكها حت تطهر ث تيض حيضة أخرى فإذا طهرت طلقها إن شاء قبل‬
‫أن يامعها فإنا العدة الت أمر ال با‪.‬‬
‫أخبنا منصور بن عبد الوهاب بن أحد الشالنجي أخبنا أبو عمر بن أحد اليي أخبنا ممد بن‬
‫ديونة أخبنا عبد العزيز بن يي أخبنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي‬
‫حائض تطليقة واحدة فأمره رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يراجعها ث يسكها حت تطهر‬
‫وتيض عنده حيضة أخرى ث يهلها حت تطهر من حيضتها فإن أراد أن يطلقها فيطلقها حي تطهر‬
‫من قبل أن يامعها فتلك العدة الت أمر ال تعال أن تطلق لا النساء‪.‬‬
‫ث ل يَحَتسِبُ) نزلت الية ف عوف بن‬
‫ل يَجعَل لّ ُه مَخرَجا َويَرزُ ُق ُه مِن حَي ُ‬
‫قوله تعال ( َومَن يَّتقِ ا َ‬
‫مالك الشجعي وذلك أن الشركي أسروا ابنا له فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم وشكا إليه‬
‫الفاقة وقال‪ :‬إن العدو أسر ابن وجزعت الم فما تأمرن فقال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬اتق ال‬
‫واصب وآمرك وإياها أن تستكثرا من قول‪ :‬ل حول ول قوة إل بال فعاد إل بيته وقال لمرأته‪ :‬إن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أمرن وإياك أن نستكثر من قول ل حول ول قوة إل بال فقالت‪:‬‬
‫نعم ما أمرنا به فجعل يقولن فغفل العدو عن ابنه فساق غنمهم وجاء با إل أبيه وهي أربعة آلف‬
‫شاة فنلت هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا عبد العزيز بن عبدان أخبنا ممد بن عبد ال بن نعيم قال‪ :‬أخبنا أبو القاسم السن بن ممد‬
‫بن السي السكون أخبنا عبيد بن كثي العامري أخبنا عباد بن يعقوب أخبنا يي بن آدم أخبنا‬
‫إسرائيل أخبنا عمار بن معاوية عن سال بن أب العد عن جابر بن عبد ال قال‪ :‬نزلت هذه الية‬
‫ث ل يَحتَسبُ) ف رجل من أشجع كان فقيا خفيف‬
‫ل يَجعَل ّلهُ مَخرَجا وَيَر ُز ُقهُ مِن حَي ُ‬
‫(وَمَن يَّتقِ ا َ‬
‫ذات اليد كثي العيال فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم فسأله فقال‪ :‬اتق ال واصب فرجع إل‬
‫أصحابه فقالوا‪ :‬ما أعطاك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬ما أعطان شيئا قال‪ :‬اتق ال واصب‬
‫فلم يلبث إل يسيا حت جاء ابن له بغنم وكان العدو أصابوه فأتى رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فسأله عنها وأخبه خبها فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬إياكها‪.‬‬
‫ت يََترَبّصنَ‬
‫ض مِن نّسائِكُم) قال مقاتل‪ :‬لا نزلت (وَالُطَلّقا ُ‬
‫قوله تعال (وَاللئي يَئِسنَ ِم َن الَحي ِ‬
‫ِبأَن ُفسِ ِهنّ) الية‪ .‬قال خلد بن النعمان بن قيس النصاري‪ :‬يا رسول ال فما عدة الت ل تيض وعدة‬
‫الت ل تض وعدة البلى فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫أخبنا أبو إسحاق القرئ أخبنا ممد بن عبد ال بن حدون أخبنا مكي بن عبدان قال‪ :‬أخبنا أبو‬
‫الزهر أخبنا أسباط بن ممد عن مطرف عن أب عثمان عمرو بن سال قال‪ :‬لا نزلت عدة النساء ف‬
‫سورة البقرة ف الطلقة والتوف عنها زوجها قال أب بن كعب‪ :‬يا رسول ال إن نساء من أهل الدينة‬
‫يقلن قد بقي من النساء من ل يذكر فيها شيء قال‪ :‬وما هو قال‪ :‬الصغار والكبار وذوات المل‬
‫فنلت هذه الية (وَاللئي يَئِسنَ) إل آخرها‪.‬‬
‫سورة التحري‬

‫ل َلكَ) الية‪ .‬أخبنا ممد‬


‫حرّ ُم ما َأ َحلّ ا ُ‬
‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل (يا َأيّها النَِبيّ ِلمَ تُ َ‬
‫بن منصور الطوسي أخبنا علي بن عمر بن مهدي أخبنا السي بن إساعيل العاملي أخبنا عبد ال‬
‫بن شبيب قال‪ :‬حدثن إسحاق بن ممد أخبنا عبد ال بن عمر قال حدثن أبو النضر مول عمر بن‬
‫عبيد ال عن علي بن عباس عن ابن عباس عن عمر قال‪ :‬دخل رسول ال صلى ال عليه وسلم بأم‬
‫ولده مارية ف بيت حفصة فوجدته حفصة معها فقالت‪ :‬ل تدخلها بيت ما صنعت ب هذا من بي‬
‫نسائك إل من هوان عليك فقال لا‪ :‬ل تذكري هذا لعائشة هي علي حرام إن قربتها قالت حفصة‪:‬‬
‫وكيف ترم عليك وهي جاريتك فحلف لا ل يقربا وقال لا‪ :‬ل تذكريه لحد فذكرته لعائشة فأب‬
‫حرّمُ ما َأحَلّ‬
‫أن يدخل على نسائه شهرا واعتزلن تسعا وعشرين ليلة فأنزل ال تبارك وتعال (ِلمَ تُ َ‬
‫ل َلكَ) الية‪.‬‬
‫اُ‬
‫أخبنا أبو إبراهيم إساعيل بن إبراهيم الواعظ أخبنا بشر بن أحد بن بشر أخبنا جعفر بن السن‬
‫الفرياب أخبنا منجاب بن الارث أخبنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة‬
‫قالت‪ :‬كان رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم يب اللواء والعسل وكان إذا انصرف من‬
‫العصر دخل على نسائه فدخل على حفصة بنت عمر واحتبس عندها أكثر ما كان يتبس فعرفت‬
‫فسألت عن ذلك فقيل ل‪ :‬أهدت لا امرأة من قومها عكة عسل فسقت منه النب صلى ال عليه‬
‫وسلم شربة قلت‪ :‬أما وال لنحتال له فقلت لسودة بنت زمعة‪ :‬إنه سيدنو منك إذا دخل عليك‬
‫فقول له‪ :‬يا رسول ال أكلت مغافي فإنه سيقول لك سقتن حفصة شربة عسل فقول‪ :‬جرست نله‬
‫العرفط وسأقول ذلك وقول أنت يا صفية ذلك قالت تقول سودة‪ :‬فوال ما هو إل أن قام على‬
‫الباب فكدت أن أبادئه با أمرتن به فلما دنا منها قالت له سودة‪ :‬يا رسول ال أكلت مغافي قال ل‬
‫قالت‪ :‬فما هذه الريح الت أجد منك قال‪ :‬سقتن حفصة شربة عسل فقالت‪ :‬جرست نله العرفط‬
‫قالت‪ :‬فلما دخل علي قلت له مثل ذلك فلما دار إل صفية قالت له مثل ذلك فلما دار إل حفصة‬
‫قالت‪ :‬يا رسول ال أسقيك منه قال‪ :‬ل حاجة ل فيه تقول سودة‪ :‬سبحان ال لقد حرمناه قالت لا‪:‬‬
‫اسكت‪ .‬رواه البخاري عن فرقد ورواه مسلم عن سويد بن سعيد كلها عن علي بن مسهر‪.‬‬
‫أخبنا أبو عبد الرحن بن أب حامد أخبنا زاهر بن أحد أخبنا السي بن ممد بن مصعب أخبنا‬
‫يي بن حكيم أخبنا أبو داود أخبنا عامر الزاز عن ابن أب مليكة أن سودة بنت زمعة كانت لا‬
‫خؤولة باليمن وكان يهدى إليها العسل وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يأتيها ف غي يومها‬
‫يصيب من ذلك العسل وكانت حفصة وعائشة متواخيتي على سائر أزواج النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقالت إحداها للخرى‪ :‬ما ترين إل هذا قد اعتاد هذه يأتيها ف غي يومها يصيب من ذلك‬
‫العسل فإذا دخل فخذي بأنفك فإذا قال ما لك قول‪ :‬أجد منك ريا ل أدري ما هي فإنه إذا دخل‬
‫علي قلت مثل ذلك فدخل رسول ال صلى ال عليه وسلم فأخذت بأنفها فقال‪ :‬ما لك قالت‪ :‬ريا‬
‫أجد منك وما أراه إل مغافي وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يعجبه أن يأخذ من الريح الطيبة‬
‫إذ وجدها ث إذ دخل على الخرى فقالت له مثل ذلك فقال‪ :‬لقد قالت ل هذا فلنة وما هذا إل‬
‫من شيء أصبته ف بيت سودة ووال ل أذوقه أبدا‪ .‬قال ابن أب مليكة‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬نزلت هذه‬
‫ك تَبتَغي مَرضاةَ أَزوا ِجكَ)‪.‬‬
‫ل َل َ‬
‫حرّ ُم ما أَحلّ ا ُ‬
‫الية ف هذا (يا َأيّها النَبِ ّي ِلمَ ُت َ‬
‫قوله تعال (إِن تَتوبا إِل الِ) الية‪ .‬أخبنا أبو منصور النصوري أخبنا أبو السن الدارقطن أخبنا‬
‫السن بن إساعيل أخبنا عبد ال بن شبيب قال‪ :‬حدثن أحد بن ممد بن عبد العزيز قال‪ :‬وجدت‬
‫ف كتاب أب عن الزهري عن عبيد ال بن عبد ال عن ابن عباس قال‪ :‬وجدت حفصة رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم مع أم إبراهيم ف يوم عائشة فقالت‪ :‬لخبنا فقال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم‪ :‬هي علي حرام إن قربتها فأخبت عائشة بذلك فأعلم ال رسوله ذلك فعرف حفصة بعض ما‬
‫قالت فقالت له‪ :‬من أخبك قال‪ :‬نبأن العليم البي فآل رسول ال صلى ال عليه وسلم من نسائه‬
‫صغَت قُلوبُكُما) الية‪.‬‬
‫ل َفقَد َ‬
‫شهرا فأنزل ال تبارك وتعال (إِن تَتوبا إِل ا ِ‬
‫سورة اللك‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل ( َوأَ ِسرّوا قَوَلكُم أَو اِجهَروا ِبهِ) الية‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬نزلت‬
‫ف الشركي كانوا ينالون من رسول ال صلى ال عليه وسلم فخبه جبيل عليه السلم با قالوا فيه‬
‫ونالوا منه فيقول بعضهم لبعض‪ :‬أسروا قولكم لئل يسمع إله ممد‪.‬‬

‫سورة القلم‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل ( َوإِّنكَ َلعَلى خُ ُلقٍ عَظيمٍ)‪ .‬أخبنا أبو بكر الارثي أخبنا عبد‬
‫ال بن ممد بن حيان أخبنا أحد بن جعفر بن نصر المال أخبنا جرير بن يي أخبنا حسي بن‬
‫علوان الكوف أخبنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت‪ :‬ما كان أحد أحسن خلقا من رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ول من أهل بيته إل قال لبيك ولذلك أنزل ال‬
‫عز وجل (وَِإّنكَ َلعَلى خُ ُلقٍ عَظيمٍ)‪.‬‬
‫قوله عز وجل (وَإِن يَكادُ الّذينَ َكفَروا) الية‪ :‬نزلت حي أراد الكفار أن يعينوا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم فيصبوه بالعي فنظر إليه قوم من قريش فقالوا‪ :‬ما رأينا مثله ول مثل حججه وكانت‬
‫العي ف بن أسد حت إن كانت الناقة السمينة والبقرة السمينة تر بأحدهم فيعينها ث يقول‪ :‬يا جارية‬
‫خذي الكتل والدرهم فأتينا بلحم من لم هذه فما تبح حت تقع بالوت فتنحر‪.‬‬
‫وقال الكلب‪ :‬كان رجل يكث ل يأكل يومي أو ثلثة ث يرفع جانب خبائه فتمر به النعم فيقول‪ :‬ما‬
‫رعى اليوم إبل ول غنم أحسن من هذه فما تذهب إل قريبا حت يسقط منها طائفة وعدة فسأل‬
‫الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول ال صلى ال عليه وسلم بالعي ويفعل به مثل ذلك فعصم ال‬
‫تعال نبيه وأنزل هذه الية‪.‬‬
‫سورة الاقة‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل ( َوتَعِيَها ُأذُ ٌن واعَِيةٌ) حدثنا أبو بكر التميمي أخبنا عبد ال‬
‫بن ممد بن جعفر أخبنا الوليد بن أبان أخبنا العباس الدوري أخبنا بشر بن آدم أخبنا عبد ال بن‬
‫الزبي قال‪ :‬سعت صال بن هشيم يقول‪ :‬سعت بريدة يقول‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لعلي‪ :‬إن ال أمرن أن أدنيك ول أقصيك وأن أعلمك وتعي وحق على ال أن تعي فنلت ( َوَتعِيَها‬
‫ُأذُنٌ واعَِيةٌ)‪.‬‬

‫سورة العارج‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال ( َسَألَ سائِ ٌل ِبعَذابٍ واقِع) اليات‪ .‬نزلت ف النضر بن الارث‬
‫حي قال (اللّ ُه ّم إِن كا َن هَذا هُ َو الَ ّق مِن عِندِكَ) الية فدعا على نفسه وسأل العذاب فنل به ما‬
‫سأل يوم بدر فقتل صبا ونزل فيه (سََألَ سائِ ٌل ِبعَذابٍ واقِعٍ) الية‪.‬‬
‫قوله تعال (َأيَطمَعُ ُكلّ اِمري ٍء مّنهُم أَن يُد َخ َل جَّنةَ نَعيمٍ كَل) قال الفسرون‪ :‬كان الشركون يتمعون‬
‫حول النب صلى ال عليه وسلم يستمعون كلمه ول ينتفعون به بل يكذبون به ويستهزئون‬
‫ويقولون‪ :‬لئن دخل هؤلء النة لندخلنها قبلهم وليكونن لنا فيها أكثر ما لم فأنزل ال تعال هذه‬
‫الية‪.‬‬

‫سورة الدثر‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬أخبنا أبو إسحاق أحد بن إبراهيم القرئ أخبنا عبد اللك بن الوليد قال‪:‬‬
‫أخبن أب أخبنا الوزاعي أخبنا يي بن أب كثي قال‪ :‬سعت أبا سلمة عن جابر قال‪ :‬حدثنا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬جاورت براء شهرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت‬
‫بطن الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يين وعن شال فلم أر أحدا ث نوديت فرفعت‬
‫رأسي فإذا هو على العرش ف الواء يعن جبيل عليه السلم فقلت‪ :‬دثرون دثرون فصبوا علي ماء‬
‫ت وَحيدا)‪ .‬أخبنا أبو‬
‫فأنزل ال عز وجل (يا َأيّها ا ُل ّدّثرُ قُم َفأَنذِر وَ َربّكَ قوله تعال (ذَرنِي َومَن خَلَق ُ‬
‫القاسم الذامي أخبنا ممد بن عبد ال بن نعيم أخبنا ممد بن علي الصغان أخبنا إسحاق بن‬
‫إبراهيم اللزبري أخبنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختيان عن عكرمة عن ابن عباس أن‬
‫الوليد بن الغية جاء إل النب صلى ال عليه وسلم فقرأ عليه القرآن وكأنه رق له فبلغ ذلك أبا‬
‫جهل فقال له‪ :‬يا عم إن قومك يريدون أن يمعوا لك ما ًل ليعطوكه فإنك أتيت ممدا تتعرض لا‬
‫قبله فقال‪ :‬قد علمت قريش أن من أكثرها ما ًل قال‪ :‬فقل فيه قولً يبلغ قومك أنك منكر له وكاره‬
‫قال‪ :‬وماذا أقول فوال ما فيكم رجل أعلم بالشعار من ول أعلم برجزها وبقصيدها من وال ما‬
‫يشبه الذي يقول شيئا من هذا وال إن لقوله الذي يقول حلوة وإن عليه لطلوة وإنه لثمر أعله‬
‫مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يُعلى قال‪ :‬ل يرضى عنك قومك حت تقول فيه قال‪ :‬فدعن حت أفكر‬
‫ت وَحيدًا) اليات كلها‪.‬‬
‫فيه فقال‪ :‬هذا سحر يؤثر يأثره عن غيه فنلت ( َفذَرن َومَن خَلَق ُ‬
‫وقال ماهد‪ :‬إن الوليد بن الغية كان يغشى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبا بكر رضي ال عنه‬
‫حت حسبت قريش أنه يسلم فقال له أبو جهل‪ :‬إن قريشا تزعم أنك إنا تأت ممدا وابن أب قحافة‬
‫تصيب من طعامهما فقال الوليد لقريش‪ :‬إنكم ذوو أحساب وذوو أحلم وإنكم تزعمون أن ممدا‬
‫منون وهل رأيتموه يتكهن قط قالوا‪ :‬اللهم ل قال‪ :‬تزعمون أنه شاعر هل رأيتموه ينطق بشعر قط‬
‫قالوا‪ :‬ل قال‪ :‬فتزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب قالوا‪ :‬ل قالت قريش للوليد‪:‬‬
‫فما هو قال‪ :‬فما هو إل ساحر وما بقوله سحر فذلك قوله (ِإنّ ُه َف ّكرَ َو َقدّرَ) إل قوله (إِن هذا ِإلّا‬
‫سِحرٌ يُؤَثرُ)‪.‬‬

‫سورة الدثر‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬أخبنا أبو إسحاق أحد بن إبراهيم القرئ أخبنا عبد اللك بن الوليد قال‪:‬‬
‫أخبن أب أخبنا الوزاعي أخبنا يي بن أب كثي قال‪ :‬سعت أبا سلمة عن جابر قال‪ :‬حدثنا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬جاورت براء شهرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت‬
‫بطن الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يين وعن شال فلم أر أحدا ث نوديت فرفعت‬
‫رأسي فإذا هو على العرش ف الواء يعن جبيل عليه السلم فقلت‪ :‬دثرون دثرون فصبوا علي ماء‬
‫ت وَحيدا)‪ .‬أخبنا أبو‬
‫فأنزل ال عز وجل (يا َأيّها ا ُل ّدّثرُ قُم َفأَنذِر وَ َربّكَ قوله تعال (ذَرنِي َومَن خَلَق ُ‬
‫القاسم الذامي أخبنا ممد بن عبد ال بن نعيم أخبنا ممد بن علي الصغان أخبنا إسحاق بن‬
‫إبراهيم اللزبري أخبنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختيان عن عكرمة عن ابن عباس أن‬
‫الوليد بن الغية جاء إل النب صلى ال عليه وسلم فقرأ عليه القرآن وكأنه رق له فبلغ ذلك أبا‬
‫جهل فقال له‪ :‬يا عم إن قومك يريدون أن يمعوا لك ما ًل ليعطوكه فإنك أتيت ممدا تتعرض لا‬
‫قبله فقال‪ :‬قد علمت قريش أن من أكثرها ما ًل قال‪ :‬فقل فيه قولً يبلغ قومك أنك منكر له وكاره‬
‫قال‪ :‬وماذا أقول فوال ما فيكم رجل أعلم بالشعار من ول أعلم برجزها وبقصيدها من وال ما‬
‫يشبه الذي يقول شيئا من هذا وال إن لقوله الذي يقول حلوة وإن عليه لطلوة وإنه لثمر أعله‬
‫مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يُعلى قال‪ :‬ل يرضى عنك قومك حت تقول فيه قال‪ :‬فدعن حت أفكر‬
‫ت وَحيدًا) اليات كلها‪.‬‬
‫فيه فقال‪ :‬هذا سحر يؤثر يأثره عن غيه فنلت ( َفذَرن َومَن خَلَق ُ‬
‫وقال ماهد‪ :‬إن الوليد بن الغية كان يغشى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأبا بكر رضي ال عنه‬
‫حت حسبت قريش أنه يسلم فقال له أبو جهل‪ :‬إن قريشا تزعم أنك إنا تأت ممدا وابن أب قحافة‬
‫تصيب من طعامهما فقال الوليد لقريش‪ :‬إنكم ذوو أحساب وذوو أحلم وإنكم تزعمون أن ممدا‬
‫منون وهل رأيتموه يتكهن قط قالوا‪ :‬اللهم ل قال‪ :‬تزعمون أنه شاعر هل رأيتموه ينطق بشعر قط‬
‫قالوا‪ :‬ل قال‪ :‬فتزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب قالوا‪ :‬ل قالت قريش للوليد‪:‬‬
‫فما هو قال‪ :‬فما هو إل ساحر وما بقوله سحر فذلك قوله (ِإنّ ُه َف ّكرَ َو َقدّرَ) إل قوله (إِن هذا ِإلّا‬
‫سِحرٌ يُؤَثرُ)‪.‬‬

‫سورة القيامة‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله عز وجل (َأيَحسَبُ الِنسانُ َألّن نّجمَعَ عِظامَهُ) نزلت ف عمر بن‬
‫ربيعة وذلك أنه أتى النب صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬حدثن عن يوم القيامة مت يكون وكيف أمرها‬
‫وحالا فأخبه النب صلى ال عليه وسلم بذلك فقال‪ :‬لو عاينت ذلك اليوم ل أصدقك يا ممد ول‬
‫أومن به أويمع ال هذه العظام فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫سورة النسان‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (وَيُطعِمو َن الطَعامَ عَلى حُّبهِ مِسكينا) قال عطاء عن ابن عباس‪:‬‬
‫ل بشيء من شعي ليلة حت‬
‫وذلك أن علي بن أب طالب رضي ال عنه نوبة أجر نفسه يسقي ن ً‬
‫أصبح وقبض الشعي وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوا يقال له الزيرة فلما ت إنضاجه أتى‬
‫مسكي فأخرجوا إليه الطعام ث عمل الثلث الثان فلما ت إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ث عمل‬
‫الثلث الباقي فلما ت إنضاجه أتى أسي من الشركي فأطعموه وطووا يومهم ذلك فأنزلت فيه هذه‬
‫الية‪.‬‬

‫سورة عبس‬

‫س َوتَ َولّى أَن جا َء ُه الَأعمى) وهو ابن أم مكتوم وذلك أنه أتى‬
‫بسم ال الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (عَبَ َ‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام وعباس بن عبد الطلب‬
‫وأبيا وأمية ابن خلف ويدعوهم إل ال تعال ويرجو إسلمهم فقام ابن أم مكتوم وقال‪ :‬يا رسول ال‬
‫علمن ما علمك ال وجعل يناديه ويكرر النداء ول يدري أنه مشتغل مقبل على غيه حت ظهرت‬
‫الكراهية ف وجه رسول ال صلى ال عليه وسلم لقطعه كلمه قال ف نفسه‪ :‬يقول هؤلء الصناديد‬
‫إنا أتباعه العميان والسفلة والعبيد فعبس رسول ال صلى ال عليه وسلم وأعرض عنه وأقبل على‬
‫القوم الذين يكلمهم فأنزل ال تعال هذه اليات فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم بعد ذلك‬
‫يكرمه وإذا رآه يقول‪ :‬مرحبا بن عاتبن فيه رب‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن عبد الرحن الصاحفي أخبنا أبو نم وممد بن أحد بن حدان أخبنا أبو يعلى حدثنا‬
‫سعيد بن يي بن سعيد حدثنا أب قال‪ :‬هذا ما قرأنا على هشام بن عروة عن عائشة قالت‪ :‬أنزلت‬
‫عبس وتول ف ابن أم مكتوم العمى أتى إل النب صلى ال عليه وسلم فجعل يقول‪ :‬يا رسول ال‬
‫أرشدن وعند رسول ال رجال من عظماء الشركي فجعل النب صلى ال عليه وسلم يعرض عنه‬
‫ويقبل على الخرين ففي هذا نزلت عبس وتول رواه الاكم ف صحيحه عن علي بن عيسى اليي‬
‫عن العتاب عن سعد بن يي‪.‬‬
‫قوله تعال (ِل ُكلّ اِمرِي ٍء مِنهُم يَومَِئ ٍذ شَأ ٌن يُغنِيهِ)‪ .‬أخبنا أبو سعيد بن أب عمرو أخبنا السن بن‬
‫أحد الشيبان حدثنا عبد ال بن ممد بن مسلم حدثنا أبو جعفر ممد بن أحد بن سنان حدثنا‬
‫إبراهيم بن هراسة حدثنا عائذ بن شريح الكندي قال‪ :‬سعت أنس بن مالك قال‪ :‬قالت عائشة للنب‬
‫صلى ال عليه وسلم‪ :‬أنشر عراة قال‪ :‬نعم قالت‪ :‬واسوأتاه فأنزل ال تعال (ِل ُكلّ اِمرِي ٍء مِنهُم‬
‫يَومَِئذٍ شَأ ٌن يُغنيهِ)‪.‬‬

‫سورة التكوير‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (وَما تَشاءُو َن ِإلّا أَن يَشاءَ الُ َربّ العالَميَ)‪ .‬أخبنا أحد بن‬
‫ممد بن إبراهيم الثعلب أخبنا أبو بكر بن عبدوس أخبنا أبو حامد بن بلل حدثنا أحد بن يوسف‬
‫السلمي حدثنا أبو مسهر قال‪ :‬حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سلمان بن موسى قال‪ :‬لا أنزل ال عز‬
‫وجل (لِمَن شا َء مِنكُم أَن يَستَقيمَ) قال‪ :‬ذلك إلينا إن شئنا استقمنا وإن ل نشأ ل نستقم فأنزل ال‬
‫تعال (وَما تَشاءُو َن ِإلّا أَن يَشاءَ الُ َربّ العالَميَ)‪.‬‬

‫سورة الطففي‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (وَيلٌ لّلمُ َطفّفيَ)‪ .‬أخبنا إساعيل بن السن بن ممد بن السي‬
‫النقيب قال‪ :‬أخبنا جدي ممد بن السي قال‪ :‬أخبنا أحد بن ممد بن السن الافظ حدثنا عبد‬
‫الرحن بن بشر قال‪ :‬حدثنا علي بن السي بن واقد قال‪ :‬حدثن أب قال‪ :‬حدثن يزيد النحوي أن‬
‫عكرمة حدثه عن ابن عباس قال‪ :‬لا قدم النب صلى ال عليه وسلم الدينة كانوا من أخبث الناس‬
‫ل فأنزل ال تعال (وَي ٌل لّلمُ َطفّفيَ) فأحسنوا الكيل بعد ذلك‪.‬‬
‫كي ً‬
‫قال القرطب‪ :‬كان بالدينة تار يطففون وكانت بياعاتم كشبه القمار النابذة واللمسة والخاطرة‬
‫فأنزل ال تعال هذه الية فخرج رسول ال صلى ال عليه وسلم إل السوق وقرأها‪.‬‬
‫وقال السدي‪ :‬قدم رسول ال صلى ال عليه وسلم الدينة وبا رجل يقال له أبو جهينة ومعه صاعان‬
‫يكيل بأحدها ويكتال بالخر فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬
‫سورة الطارق‬

‫ق النَجمُ الثاقِبُ) نزلت‬


‫ق وَما أَدرا َك ما الطارِ ُ‬
‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (وَالسَما ِء وَالطارِ ِ‬
‫ف أب طالب وذلك أنه أتى النب صلى ال عليه وسلم ببز ولب فبينما هو جالس إذ انط نم فامتل‬
‫ما ث نارا ففزع أبو طالب وقال‪ :‬أي شيء هذا فقال‪ :‬هذا نم رمي به وهو آية من آيات ال فعجب‬
‫أبو طالب فأنزل ال تعال هذه الية‪.‬‬

‫سورة والليل‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬حدثنا أبو معمر بن إساعيل الساعيلي إملء برجان سنة إحدى وثلثي‬
‫وأربعمائة أخبنا أبو السن علي بن عمر الافظ أخبنا علي بن السن بن هارون أخبنا العباس بن‬
‫عبد ال الترقفي أخبنا حفص بن عمر أخبنا الكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس‪ :‬أن رجلً‬
‫كانت له نلة فرعها ف دار رجل فقي ذي عيال وكان الرجل إذا جاء ودخل الدار فصعد النخلة‬
‫ليأخذ منها التمر فربا سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقي فينل الرجل من نلته حت يأخذ التمرة‬
‫من فمهم فإن وجدها ف فم أحدهم أدخل أصبعه حت يرج التمرة من فيه فشكا الرجل ذلك إل‬
‫النب صلى ال عليه وسلم وأخبه با يلقى من صاحب النخلة فقال له النب صلى ال عليه وسلم‪:‬‬
‫اذهب ولقي صاحب النخلة وقال‪ :‬تعطين نلتك الائلة الت فرعها ف دار فلن ولك با نلة ف النة‬
‫ل هو‬
‫فقال له الرجل‪ :‬إن ل نلً كثيا وما فيها نلة أعجب إل ثرة منها ث ذهب الرجل فلقي رج ً‬
‫ابن الدحداح كان يسمع الكلم من رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال أتعطين ما‬
‫أعطيت الرجل نلة ف النة إن أنا أخذتا قال‪ :‬نعم فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة فساومها منه‬
‫فقال له‪ :‬أشعرت أن ممدا أعطان با نلة ف النة فقلت‪ :‬يعجبن ثرها فقال له الخر‪ :‬أتريد بيعها‬
‫قال‪ :‬ل إل أن أعطى با ما ل أظنه أعطي قال‪ :‬فما مناك قال‪ :‬أربعون نلة قال له الرجل‪ :‬لقد جئت‬
‫بعظيم تطلب بنخلتك الائلة أربعي نلة ث سكت عنه فقال له‪ :‬أنا أعطيك أربعي نلة فقال له‪:‬‬
‫أشهد ل إن كنت صادقا فمر ناس فدعاهم فأشهد له بأربعي نلة ث ذهب إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول ال إن النخلة قد صارت ف ملكي فهي لك فذهب رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إل صاحب الدار فقال‪ :‬إن النخلة لك ولعيالك فأنزل ال تبارك وتعال (وَالَلي ِل إِذا يَغشى‬
‫وَالنَهارِ إِذا تَجَلّى وَما خَ َل َق الذَ َك َر وَالُنثى إِ ّن سَعَيكُم َلشَتّى)‪.‬‬
‫أخبنا أبو بكر بن الارث أخبنا أبو الشيخ الافظ أخبنا الوليد بن أبان أخبنا ممد بن إدريس‬
‫أخبنا منصور بن مزاحم أخبنا ابن أب الوضاح عن يونس عن ابن إسحاق عن عبد ال أن أبا بكر‬
‫اشترى بللً من أمية بن خلف ببدة وعشر أواق فأعتقه فأنزل ال تبارك وتعال (وَالَلي ِل إِذا يَغشى)‬
‫إل قوله (إِ ّن سَعَيكُم َلشَتّى) سعي أب بكر وأمية وأب بن خلف‪.‬‬
‫ق بِالُسن) اليات‪ .‬أخبنا أبو عبد ال ممد بن إبراهيم‬
‫صدَ َ‬
‫قوله تعال ( َفَأمّا مَن أَعطى َوِاتّقى وَ َ‬
‫أخبنا ممد بن جعفر بن اليثم النباري أخبنا جعفر بن ممد بن شاكر أخبنا قبيصة أخبنا سفيان‬
‫الثوري عن منصور والعمش عن سعد بن عبيدة عن أب عبد الرحن السلمي عن علي قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما منكم من أحد إل كتب مقعده من النة ومقعده من النار قالوا‪:‬‬
‫ق بِالُسن‬
‫صدّ َ‬
‫يا رسول ال أفل نتكل قال‪ :‬اعملوا فكل ميسر‪ .‬ث قرأ ( َفأَمّا مَن أَعطى وَِاتّقى وَ َ‬
‫سرُ ُه لِليُسرى) رواه البخاري عن أب نعيم عن العمش ورواه مسلم عن أب زهي بن حرب عن‬
‫َفسَنَُي ّ‬
‫جرير عن منصور أخبنا عبد الرحن بن حدان أخبنا أحد بن جعفر بن مالك قال‪ :‬حدثن عبد ال‬
‫بن أحد بن حنبل أخبنا أحد بن أيوب أخبنا إبراهيم بن سعد عن ممد بن إسحاق عن ممد بن‬
‫عبد ال عن ابن أب عتيق عن عامر بن عبد ال عن بعض أهله قال أبو قحافة لبنه أب بكر‪ :‬يا بن‬
‫أراك تعتق رقابا ضعافا فلو أنك إذا فعلت ما فعلت أعتقت رجا ًل جلدة ينعونك ويقومون دونك‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬يا أبت إن إنا أريد ما أريد قال‪ :‬فتحدث ما أنزل هؤلء اليات إل فيه وذكر من سع‬
‫ابن الزبي وهو على النب يقول‪ :‬كان أبو بكر يبتاع الضعفة من العبيد فيعتقهم فقال له أبوه‪ :‬يا بن‬
‫لو كنت تبتاع من ينع ظهرك قال‪ :‬ما منع ظهري أريد فنلت فيه ( َوسَيُجَنّبُها الَتقى الّذي يُؤت ماَلهُ‬
‫يََتزَكّى) إل آخر السورة‪.‬‬
‫وقال عطاء عن ابن عباس‪ :‬إن بل ًل لا أسلم ذهب إل الصنام فسلح عليها وكان عبدا لعبد ال بن‬
‫جدعان فشكا إليه الشركون ما فعل فوهبه لم ومائة من البل ينحرونا للتهم فأخذوه وجعلوا‬
‫يعذبونه ف الرمضاء وهو يقول‪ :‬أحد أحد فمر به رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬ينجيك أحد‬
‫ل من‬
‫أحد ث أخب رسول ال صلى ال عليه وسلم أبا بكر أن بللً يعذب ف ال فحمل أبو بكر رط ً‬
‫ذهب فابتاعه به فقال الشركون‪ :‬ما فعل أبو بكر ذلك إل ليد كانت لبلل عنده فأنزل ال تعال‬
‫(وَما لَِأ َحدٍ عِن َدهُ مِن نِع َمةٍ تُجزى ِإلّا اِبتِغا َء وَجهِ َرّبهِ الَعلى)‪.‬‬
‫سورة والضحى‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬أخبنا أبو منصور البغدادي أخبنا أبو السن أحد بن السن السراج‬
‫أخبنا السن بن مثن بن معاذ أخبنا أبو حذيفة أخبنا سفيان الثوري عن السود بن قيس عن‬
‫جندب قال‪ :‬قالت امرأة من قريش للنب صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما أرى شيطانك إل ودعك فنل‬
‫(وَالضُحى وَالَليلِ إِذا سَجى ما وَدّ َعكَ َرّبكَ وَما قَلى) رواه البخاري عن أحد بن يونس عن زهي عن‬
‫السود ورواه مسلم عن ممد بن رافع عن يي بن آدم عن زهي‪.‬‬
‫أخبنا أبو حامد أحد بن السن الكاتب أخبنا ممد بن أحد بن شاذان أخبنا عبد الرحن بن أب‬
‫حات أخبنا أبو سيعد الشج أخبنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال‪ :‬أبطأ جبيل عليه‬
‫السلم على النب صلى ال عليه وسلم فجزع جزعا شديدا فقالت خدية قد قلك ربك لا يرى‬
‫ك وَما قَلى)‪.‬‬
‫جزعك فأنزل ال تعال (وَالضُحى وَالَلي ِل إِذا سَجى ما َودّ َعكَ َربّ َ‬
‫أخبنا أبو عبد الرحن بن أب حامد أخبنا أبو بكر ممد بن عبد ال بن زكريا أخبنا ممد بن عبد‬
‫الرحن الدغول أخبنا أبو عبد الرحن ممد بن يونس أخبنا أبو نعيم أخبنا حفص بن سعيد القرشي‬
‫قال‪ :‬حدثتن أمي عن أمها خولة وكانت خادمة رسول ال صلى ال عليه وسلم أن جروا دخل‬
‫البيت فدخل تت السرير فمات فمكث نب ال صلى ال عليه وسلم أياما ل ينل عليه الوحي‬
‫فقال‪ :‬يا خولة ما حدث ف بيت جبيل عليه السلم ل يأتين قالت خولة‪ :‬لو هيأت البيت وكنسته‬
‫فأهويت بالكنسة تت السرير فإذا شيء ثقيل فلم أزل حت أخرجته فإذا هو جرو ميت فأخذته‬
‫فألقيته خلف الدار فجاء نب ال صلى ال عليه وسلم ترعد لياه وكان إذا نزل الوحي استقبلته‬
‫ك وَما قَلى)‪.‬‬
‫الرعدة فقال‪ :‬يا خولة دثرين فأنزل ال تعال (وَالضُحى وَالَلي ِل إِذا سَجى ما َودّ َعكَ َرّب َ‬
‫ي ّلكَ ِمنَ الُول)‪ .‬أخبنا أبو بكر بن أب السن الستبين أخبنا ممد بن‬
‫قوله تعال ( َولَل ِخ َرةُ خَ ٌ‬
‫عبد ال بن ممد الضب قال‪ :‬حدثن أبو عمرو أحد بن ممد بن إسحاق أخبنا ممد بن السن‬
‫العسقلن أخبنا عصام بن داود قال‪ :‬حدثن أب أخبنا الوزاعي عن إساعيل بن عبد ال قال‪:‬‬
‫حدثن علي بن عبد ال بن عباس عن أبيه قال‪ :‬رأى رسول ال صلى ال عليه وسلم ما يفتح على‬
‫ف يُعطيكَ َرّبكَ‬
‫ي ّلكَ ِمنَ الُول َولَسو َ‬
‫ل ِخرَ ُة خَ ٌ‬
‫أمته من بعده فسر بذلك فأنزل ال عز وجل ( َولَ َ‬
‫فَتَرضى) قال‪ :‬فأعطاه ألف قصر ف النة من لؤلؤ ترابه السك ف كل قصر منها ما ينبغي له‪.‬‬
‫قوله تعال (َألَم يَجِد َك يَتيما َفآَوى)‪ .‬أخبنا الفضل بن أحد بن ممد بن إبراهيم الصوف أخبنا زاهر‬
‫بن أحد أخبنا عبد ال بن ممد بن زياد النيسابوري أخبنا يي بن ممد بن يي أخبنا عبد ال بن‬
‫عبد ال الجب أخبنا حاد بن زيد عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬قال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬لقد سألت رب مسألة ووددت أن ل أكن سألته قلت‪ :‬يا رب إنه قد‬
‫كانت النبياء قبلي منهم من سخرت له الريح وذكر سليمان بن داود ومنهم من كان ييي الوتى‬
‫وذكر عيسى بن مري ومنهم ومنهم قال‪ :‬قال‪ :‬أل أجدك يتيما فآويتك قال‪ :‬قلت بلى قال‪ :‬أل أجدك‬
‫ضالً فهديتك قال‪ :‬قلت بلى يا رب قال‪ :‬أل أجدك عائلً فأغنيتك قال‪ :‬قلت بلى يا رب قال‪ :‬أل‬
‫أشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك قال‪ :‬قلت بلى يا رب‪.‬‬

‫سورة العلق‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬ذكرنا نزول هذه السورة ف أول هذا الكتاب‪.‬‬
‫ع الزَبانَِيةَ) إل آخر الية نزلت ف أب جهل‪ .‬أخبنا أبو منصور‬
‫ع نادَِي ُه سَنَد ُ‬
‫قوله تعال (فَليَد ُ‬
‫البغدادي أخبنا أبو عبد ال ممد بن يزيد الوزي أخبنا إبراهيم بن ممد بن سفيان أخبنا أبو‬
‫سعيد الشج أخبنا أبو خالد عبد العزيز بن هند عن ابن عباس قال‪ :‬كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫يصلي فجاء أبو جهل فقال‪ :‬أل أنك عن هذا فانصرف إليه النب صلى ال عليه وسلم فزبره فقال‬
‫ع نا ِدَيهُ )‬
‫أبو جهل‪ :‬وال إنك لتعلم ما با ناد أكثر من فأنزل ال تعال (فَليَد ُ‬

‫سورة القدر‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬أخبنا أبو بكر التميمي أخبنا عبد ال بن حباب أخبنا أبو يي الرازي‬
‫أخبنا إساعيل العسكري أخبنا يي بن أب زائدة عن مسلم عن ابن أب نيح عن ماهد قال‪ :‬ذكر‬
‫ل من بن إسرائيل لبس السلح ف سبيل ال ألف شهر فتعجب‬
‫النب صلى ال عليه وسلم رج ً‬
‫السلمون من ذلك فأنزل ال تعال (ِإنّا أَنزَلناهُ ف لَي َلةِ القَدرِ وَما أَدرا َك ما لَي َلةِ القَد ِر لَي َلةِ القَدرِ خَيٌ‬
‫ف شَهرِ) قال‪ :‬خي من الت لبس فيها السلح ذلك الرجل‪.‬‬
‫مِن أَل ِ‬
‫سورة الزلزلة‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‪ .‬أخبنا أبو منصور البغدادي وممد بن إبراهيم الزكي قال‪ :‬أخبنا أبو عمرو‬
‫بن مطر أخبنا إبراهيم بن علي الذهلي أخبنا يي بن يي أخبنا عبد ال بن وهب عن حسي بن‬
‫ت الَرضُ زِلزالَها)‬
‫عبد ال عن أب عبد الرحن اليلي عن عبد ال بن عمر قال‪ :‬نزلت (إِذا زُل ِزلَ ِ‬
‫وأبو بكر الصديق رضي ال عنه قاعد فبكى أبو بكر فقال له رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬ما‬
‫يبكيك يا أبا بكر قال‪ :‬أبكان هذه السورة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬لو أنكم ل تطئون‬
‫ول تذنبون للق ال أمة من بعدكم يطئون قوله تعال (فَمَن يَعمَل مِثقا َل ذَ ّر ٍة خَيا َي َر ُه وَمَن يَعمَل‬
‫مِثقالَ ذَ ّر ٍة َشرّا َي َرهُ) قال مقاتل‪ :‬نزلت ف رجلي كان أحدها يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه التمرة‬
‫والكسرة والوزة ويقول‪ :‬ما هذا شيء وإنا نؤجر على ما نعطي ونن نبه وكان الخر يتهاون‬
‫بالذنب اليسي الكذبة والغيبة والنظرة ويقول‪ :‬ليس علي من هذا شيء إنا أوعد ال بالنار على‬
‫الكبائر فأنزل ال عز وجل يرغبهم ف القليل من الي فإنه يوشك أن يكثر ويذرهم اليسي من‬
‫الذنب فإنه يوشك أن يكثر (فَمَن يَعمَل مِثقا َل ذَ ّر ٍة خَيا َي َرهُ) إل آخرها‪.‬‬

‫سورة والعاديات‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قال مقاتل‪ :‬بعث رسول ال صلى ال عليه وسلم سرية إل حي من كنانة‬
‫واستعمل عليهم النذر بن عمرو النصاري فتأخر خبهم فقال النافقون‪ :‬قتلوا جيعا فأخب ال تعال‬
‫عنها فأنزل (وَالعادِياتِ ضَبحا) يعن تلك اليل‪.‬‬
‫أخبنا عبد الغافر بن ممد الفارسي أخبنا أحد بن ممد البت أخبنا ممد بن مكي أخبنا إسحاق‬
‫بن إبراهيم أخبنا أحد بن عبدة أخبنا حفص بن جيع أخبنا ساك عن عكرمة عن ابن عباس أن‬
‫ل فأسهبت شهرا ل يأته منها خب فنلت (وَالعادِياتِ ضَبحا)‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم بعث خي ً‬
‫ضبحت بناخرها إل آخر السورة ومعن أسهبت‪ :‬أمعنت ف السهوب وهي الرض الواسعة جع‬
‫سهب‪.‬‬
‫سورة التكاثر‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (ألا ُكمُ التَكاُثرُ حَتّى زُرُتمُ الَقاِبرَ) قال مقاتل والكلب‪ :‬نزلت ف‬
‫حيي من قريش بن عبد مناف وبن سهم كان بينهما لا فتعاند السادة والشراف أيهم أكثر فقال‬
‫بنو عبد مناف‪ :‬نن أكثر سيدا وعزا عزيزا وأعظم نفرا وقال بنو سهم مثل ذلك فكثرهم بنو عبد‬
‫مناف ث قالوا‪ :‬نعد موتانا حت زاروا القبور فعدوا موتاهم فكثرهم بنو سهم لنم كانوا أكثر عددا‬
‫ف الاهلية وقال قتادة‪ :‬نزلت ف اليهود قالوا‪ :‬نن أكثر من بن فلن وبنو فلن أكثر من بن فلن‬
‫ألاهم ذلك حت ماتوا ضللً‪.‬‬

‫سورة الفيل‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬نزلت ف قصة أصحاب الفيل وقصدهم تريب الكعبة وما فعل ال بم من‬
‫إهلكهم وصرفهم عن البيت وهي معروفة‪.‬‬

‫سورة قريش‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬نزلت ف قريش وذكر منة ال عليهم‪ .‬أخبنا القاضي أبو بكر اليي‬
‫أخبنا أبو جعفر عبد ال بن إساعيل الاشي أخبنا سواد بن علي أخبنا أحد بن أب بكر الزهري‬
‫أخبنا إبراهيم بن ممد بن ثابت أخبنا عثمان بن عبد ال بن عتيق عن سعيد بن عمرو بن جعدة عن‬
‫أبيه عن جدته أم هانئ بنت أب طالب قالت‪ :‬قال النب صلى ال عليه وسلم‪ :‬إن ال فضل قريشا‬
‫بسبع خصال ل يعطها قبلهم أحدا ول يعطيها أحدا بعدهم أن اللفة فيهم والجابة فيهم وأن‬
‫السقاية فيهم وأن النبوة فيهم ونصروا على الفيل وعبدوا ال سبع سني ل يعبده أحد غيهم ونزلت‬
‫ف ُقرَيشٍ)‪.‬‬
‫فيهم سورة ل يذكر فيها أحد غيهم (ِلإِيل ِ‬
‫الاعون‬

‫ت الّذي ُيكَ ّذبُ بِالدينِ) قال مقاتل والكلب‪ :‬نزلت ف‬


‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قوله تعال (أَرَأَي َ‬
‫العاص بن وائل السهمي وقال ابن جريج‪ :‬كان أبو سفيان بن حرب ينحر كل أسبوع جزورين فأتاه‬
‫ك الّذي َيدُعّ اليَتيمَ)‪.‬‬
‫ب بِالدينِ َف َذلِ َ‬
‫يتيم فسأله شيئا فقرعه بعصا فأنزل ال تعال (أَرأَيتَ الّذي يُ َكذّ ُ‬

‫سورة الكوثر‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬نزلت ف العاص وذلك أنه رأى رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يرج من السجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بن سهم وتدثا وأناس من صناديد قريش ف‬
‫السجد جلوس فما دخل العاص قالوا له‪ :‬من الذي كنت تدث قال‪ :‬ذاك البتر يعن النب صلوات‬
‫ال وسلمه عليه وكان قد توف قبل ذلك عبد ال بن رسول ال صلى ال عليه وسلم وكان من‬
‫خدية وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر فأنزل ال تعال هذه السورة‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن موسى بن الفضل أخبنا ممد بن يعقوب أخبنا أحد بن عبد البار أخبنا يونس بن‬
‫بكي عن ممد بن إسحاق قال‪ :‬حدثن يزيد بن رومان قال‪ :‬كان العاص بن وائل السهمي إذا ذكر‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال‪ :‬دعوه فإنا هو رجل أبتر ل عقب له لو هلك انقطع ذكره‬
‫واسترحتم منه فأنزل ال تعال ف ذلك (ِإنّا أَعطَينا َك الكَوَثرَ) إل آخر السورة‪.‬‬
‫وقال عطاء عن ابن عباس‪ :‬كان العاص بن وائل ير بحمد صلى ال عليه وسلم ويقول‪ :‬إن لشنؤك‬
‫وإنك لبتر من الرجال فأنزل ال تعال (إِنّ شانَِئكَ ُهوَ الَبَترُ) من خي الدنيا والخرة‪.‬‬

‫سورة النصر‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬نزلت ف منصرف النب صلى ال عليه وسلم من غزوة حني وعاش أخبنا‬
‫سعيد بن ممد الؤذن أخبنا أبو عمر بن أب جعفر القرئ أخبنا السن بن سفيان أخبنا عبد العزيز‬
‫بن سلم أخبنا إسحاق بن عبد ال بن كيسان قال‪ :‬حدثن أب عن عكرمة عن ابن عباس قال‪ :‬لا‬
‫أقبل رسول ال صلى ال عليه وسلم من غزوة حني وأنزل ال تعال (إِذا جا َء نَصرُ الِ) قال‪ :‬يا علي‬
‫بن أب طالب ويا فاطمة قول‪ :‬جاء نصر ال والفتح ورأيت الناس يدخلون ف دين ال أفواجا‬
‫فسبحان رب وبمده وأستغفره إنه كان توابا‪.‬‬

‫السد‬

‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬أخبنا أحد بن السن اليي أخبنا حاجب بن أحد أخبنا ممد بن حاد‬
‫أخبنا أبو معاوية عن العمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬صعد رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم ذات يوم الصفا فقال‪ :‬يا صباحاه فاجتمعت إليه قريش فقالوا له‪ :‬ما لك‬
‫قال‪ :‬أرأيتم لو أخبتكم أن العدو مصبحكم أو مسيكم أما كنتم تصدقون قالوا‪ :‬بلى قال‪ :‬فإن نذير‬
‫لكم بي يدي عذاب شديد فقال أبو لب‪ :‬تبا لك ألذا دعوتنا جيعا فأنزل ال عز وجل (تَبّت يَدا‬
‫ب َوتَبّ) إل آخرها‪ .‬رواه البخاري عن ممد بن سلم عن أب معاوية إل آخرها‪.‬‬
‫أَب َلهَ ٍ‬
‫أخبنا سعد بن ممد العدل أخبنا أبو علي بن أب بكر الفقيه أخبنا علي بن عبد ال بن مبشر‬
‫الواسطي أخبنا أبو الشعث أحد بن القدام أخبنا يزيد بن زريع عن الكلب عن أب صال عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬قام رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال يا آل غالب‪ :‬يا آل لؤي يا آل مرة يا آل‬
‫كلب يا آل عبد مناف يا آل قصي إن ل أملك لكم من ال منفعة ول من الدنيا نصيبا إل أن‬
‫تقولوا ل إله إل ال فقال أبو لب‪ :‬تبا لك لذا دعوتنا فأنزل ال تعال (تَبّت يَدا أَب َلهَبٍ)‪.‬‬
‫أخبنا أبو إسحاق القرئ أخبنا عبد ال بن حامد أخبنا مكي بن عبدان أخبنا عبد ال بن هاشم‬
‫أخبنا عبد ال بن ني أخبنا العمش عن عبد ال بن مرة عن سعيد بن جبي عن ابن عباس قال‪ :‬لا‬
‫يَتكَ الَقرَبيَ) أتى رسول ال صلى ال عليه وسلم الصفا فصعد عليه ث‬
‫أنزل ال تعال ( َوأَنذِر عَش َ‬
‫نادى‪ :‬يا صباحاه فاجتمع إليه الناس من بي رجل ييء ورجل يبعث رسوله فقال‪ :‬يا بن عبد الطلب‬
‫ل بسفح هذا البل تريد أن تغي عليكم صدقتمون قالوا‪:‬‬
‫يا بن فهر يا بن لؤي لو أخبتكم أن خي ً‬
‫نعم قال‪ :‬فإن نذير لكم بي يدي عذاب شديد فقال أبو لب‪ :‬تبا لك سائر اليوم ما دعوتنا إل لذا‬
‫ب َوتَبّ)‪.‬‬
‫فأنزل ال تعال (تَبّت يَدا أَب لَهَ ٍ‬
‫بسم ال ّلهِ الرحن الرحيم‪ .‬قال قتادة والضحاك ومقاتل‪ :‬جاء ناس من اليهود إل النب صلى ال عليه‬
‫وسلم فقالوا‪ :‬صف لنا ربك فإن ال أنزل نعته ف التوراة فأخبنا من أي شيء هو ومن أي جنس هو‬
‫أذهب هو أم ناس أم فضة وهل يأكل ويشرب ومن ورث الدنيا ومن يورثها فأنزل ال تبارك وتعال‬
‫هذه السورة وهي نسبة ال خاصة‪.‬‬

‫الصمدية‬

‫أخبنا أبو نصر أحد بن إبراهيم الهرجان أخبنا عبيد ال بن ممد الزاهد أخبنا أبو القاسم ابن بنت‬
‫منيع أخبنا جدي أحد بن منيع أخبنا أبو سعد الصغان أخبنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس‬
‫عن أب العالية عن أب بن كعب أن الشركي قالوا لرسول ال صلى ال عليه وسلم‪ :‬انسب لنا ربك‬
‫ل الصَ َمدُ) قال‪ :‬فالصمد الذي ل يلد ول يولد لنه ليس شيء يولد‬
‫ل َأحَدٌ ا ُ‬
‫فأنزل ال تعال (قُل هُوَ ا ُ‬
‫إل سيموت وليس شيء يوت إل سيورث وإن ال تعال ل يوت ول يورث ( َولَم َيكُن ّلهُ ُكفُوا‬
‫أَحَد) قال‪ :‬ل يكن له شبيه ول عدل وليس كمثله شيء‪.‬‬
‫أخبنا أبو منصور البغدادي أخبنا أبو السن السراج أخبنا ممد بن عبد ال الضرمي أخبنا‬
‫سريج بن يونس أخبنا إساعيل بن مالد عن مالد عن الشعب عن جابر قال‪ :‬قالوا‪ :‬يا رسول ال‬
‫ل َأحَدٌ) إل آخرها‪.‬‬
‫انسب لنا ربك فنلت (قُل هُوَ ا ُ‬

‫العوذتان‬

‫قال الفسرون‪ :‬كان غلم من اليهود يدم رسول ال صلى ال عليه وسلم فأتت إليه اليهود ول‬
‫يزالوا به حت أخذ مشاطة النب صلى ال عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه فأعطاها اليهود‬
‫فسحروه فيها وكان الذي تول ذلك لبيد بن أعصم اليهودي ث دسها ف بئر لبن زريق يقال لا‬
‫ذروان فمرض رسول ال صلى ال عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ويرى أنه يأت نساءه ول يأتيهن‬
‫وجعل يدور ول يدري ما عراه فبينما هو نائم ذات يوم أتاه ملكان فقعد أحدها عند رأسه والخر‬
‫عند رجليه فقال الذي عند رأسه‪ :‬ما بال الرجل قال‪ :‬طب قال‪ :‬وما طب قال‪ :‬سحر قال‪ :‬ومن‬
‫سحره قال‪ :‬لبيد بن أعصم اليهودي قال‪ :‬وب طبه قال‪ :‬بشط ومشاطة قال‪ :‬وأين هو قال‪ :‬ف جف‬
‫طلعة تت راعوفة ف بئر ذروان‪ .‬والف‪ :‬قشر الطلع والراعوفة‪ :‬حجر ف أسفل البئر يقوم عليه‬
‫الائح فانتبه رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال‪ :‬يا عائشة ما شعرت أن ال أخبن بدائي ث بعث‬
‫عليا والزبي وعمار بن ياسر فنحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الناء ث رفعوا الصخرة وأخرجوا‬
‫الف فإذا هو مشاطة رأسه وأسنان مشطه وإذا وتر معقد فيه أحد عشر عقدة مغروزة بالبر فأنزل‬
‫ال تعال سورت العوذتي فجعل كلما قرأ آية انلت عقدة ووجد رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫خفة حت انلت العقدة الخية فقام كأنا نشط من عقال وجعل جبيل عليه السلم يقول‪ :‬بسم ال‬
‫أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعي ال يشفيك فقالوا‪ :‬يا رسول ال أول نأخذ البيث‬
‫فنقتله فقال‪ :‬أما أنا فقد شفان ال وأكره أن أثي على الناس شرا‪.‬‬
‫أخبنا ممد بن عبد الرحن بن ممد بن جعفر أخبنا أبو عمرو ممد بن أحد اليي أخبنا أحد بن‬
‫علي الوصلي أخبنا ماهد بن موسى أخبنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي‬
‫ال عنها قالت‪ :‬سحر النب صلى ال عليه وسلم حت إنه ليتخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعل حت‬
‫إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا ال ودعا ث قال‪ :‬أشعرت يا عائشة أن ال قد أفتان فيما استفتيته‬
‫فيه قلت‪ :‬وما ذاك يا رسول ال قال‪ :‬أتان ملكان وذكر القصة بطولا‪ .‬رواه البخاري عن عبيد بن‬
‫إساعيل عن أب أسامة ولذا الديث طريق ف الصحيحي‪.‬‬

You might also like