Professional Documents
Culture Documents
البحث في
الجتهاد
:تحت الشراف
فضيلة الستاذ /الدكتور حافظ
محمد أنور
حفظه الله ورعاه
رقم التسجيل:
الـقـــضــاء
ن القضاء في اصطلح الفقهاء ليس القضاء اصطلحًا :الظاهر أ ّ
مغايرا ً للمعنى الّلغوي ،بل هو من بعض مصاديق الحتم والحكم بين
المتخاصمين ،لقطع الخصومات ،ورفع المنازعات ،ومنع ال ّ
ظالم من
ظلمه.
صفات وشروط القاضي
ن للقضاء مكانة عالية بين الناس ،وهو ذو أهمية كبيرة،
قد عرفت أ ّ
ول ينبغي أن يجلس فيه إل ّ من كان واجدا ً لهذه الشروط الصعبة
الشديدة ،وهي:
.1البلوغ.
.2العقل.
.3السلم واليمان.
.4الذكورة.
.5العدالة.
.6طهارة المولد.
.7الجتهاد
.1البـلوغ :
ل عليصصه بانصصصرافوشصصرط البلصصوغ مصصن البصصديهيات ،ونسصصتد ّ
الطلقات عن غير البصصالغ ،ومصصع التقي ّصصد بالرجصصل فصصي بعصصض الخبصصار،
كقول المام الصادق )عليه السلم(في خبر أبي خديجة:
انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا ً من قضايانا ،فاجعلوه
بينكم.
ي مسلوب العبادة
ن الصب ّ وقد يستد ّ
ل على اشتراط البلوغ بأ ّ
وموّلى عليه ،فل يصلح لهذا المقام والمرتبة.
دفع توهم:
ن بعض المعصومين قد توهم البعض وأشكل على هذا بأ ّ
حكموا وهم صبيان ،كما في قوله تعالى:
صب ِي ّا ًم َ وآت َي َْناهُ ال ْ ُ
حك ْ َ َ
ن الكلم في من يختاره ً
ن هذا خارج موضوعا; ل ّ نقول :إ ّ
الخلق بإذن الله تعالى ،ل في من يختاره الله تعالى مباشرة،
لسرار ل يعلمها غيره :
َ
سال َت َ ُ
ه ر َ ل ِ ع ُج َث يَ ْ حي ْ ُ
م َ عل َ ُهأ ْ الل ُ
.2الـعقـل :
ي
ن الصب ّ
دليل عليه كما مّر في شرطّية البلوغ ،حيث إ ّ
وال ّ
والمجنون مسلوبا العبارة ،ولنصراف الخبار عنهما ،وللجماع.
فيمكن جمعهما بشرط واحد ،وهو التكليف بالبلوغ
وكمال العقل
.3السـلم واليمـان:
ن القضاء نحو ولية: ما شرطية السلم فل ّ أ ّ
سِبيل ً
ن َمِني َ
ؤ ِ عَلى ال ْ ُ
م ْ ن َ
ري َ
ف ِ ه ل ِل ْ َ
كا ِ ع َ
ل الل ُ ج َ ول َ ْ
ن يَ ْ َ
ما شرطية اليمان ،وهو العتقاد بالمامة وأ ّ
فضل ً عن السلم ،فلشتراط الخبار أن يكون القاضي من
الشيعة ،كما ورد في مقبولة ابن حنظلة ،حيث قال :سألت أبا عبد
صادق )عليه السلم(» :عن رجلين من أصحابنا ص أي من الله ال ّ
الشيعة ص بينهما منازعة في دين أو ميراث ،فتحاكما إلى السلطان أو
ل ذلك؟ فقال :من تحاكم إليهم في حقّ أو باطل، إلى القضاة ،أيح ّ
سحتًا ،وإن كان
فإّنما تحاكم إلى الطاغوت ،وما يحكم له فإّنما يأخذ ُ
قه ثابتًا; لّنه أخذه بحكم الطاغوت ،وقد أمر الله أن يكفر به ،قال ح ّ
تعالى:
.4الذكورّية:
لنثى ،وتقييد بعضها بالرجل ص كما لنصراف أدلة الذن عن ا ُ
دم في شرط البلوغ ص كرواية أبي خديجة »أنظروا إلى رجل تق ّ
منكم« وقال صاحب الجواهر :للجماع.
ل علىل أيضا ً لشتراط الرجولة في القضاء بما د ّ وقد ُيستد َ ّ
لنثى لمامة الجماعة مطلقا ً أو للرجال. عدم صلحية ا ُ
ولجملة من النصوص ،منها :قول النبي )صلى الله عليه وآله
وسلم(:
ليس على المرأة جمعة ،ول ُتوّلى القضاء
وقوله )صلى الله عليه وآله وسلم(:
لن يفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة
وقال:
ت مَنا ِ م ْ
ؤ ِ وال ْ ُ ن َ مِني َ ؤ ِم ْ وال ْ ُ ت َ ما ِ سل ِ َ م ْ وال ْ ُ ن َ مي َ سل ِ ِ م ْ ن ال ْ ُ إِ ّ
ن
ري َ صاب ِ ِوال ّ ت َ قا ِ صاِد َ وال ّ ن َ قي َ صاِد ِ وال ّ ت َ قان َِتا ِ ْ
وال َ ن َ قان ِِتي َ وال ْ َ
َ
ن قي َ صدّ ِ مت َ َ وال ُ ْ ت َ عا ِ ش َ خا ِ ْ
وال َ ن َ عي َ ش ِخا ِ ْ
وال َ ت َ صاب َِرا ِ وال ّ َ
ن ظي َ
ف ِ حا ِ وال َْ ت َ ما ِ صائ ِ َ وال ّ ن َ مي َ صائ ِ ِ وال ّ ت َ صدّقا ِ َ مت َ َ ْ
وال ُ َ
َ ً َ ْ
د
ع ّتأ َ ذاك َِرا ِ وال ّ ه ك َِثيرا َ ن الل َ ري َ ذاك ِ ِ وال ّ ت َ فظا ِ حا ِ وال َ م َ ه ْ ج ُ فُرو َ ُ
ظيما ً جرا ً َ َ
ع ِ وأ ْ فَرةً َ غ ِ م ْ م َ ه ْ ه لَ ُ الل ُ
ن المرأة تختلف عن الرجل في ُ
ولحظ من ناحية أخرى أ ّ
ي
الخلقة ،في مقدار القوة والضعف ،ومقدار غلبة الجانب العاطف ّ
على الجانب الخر ،وغير ذلك ،قال تعالى:
عَلى م َ ه ْ ض ُ
ع َ ه بَ ْ ل الل ُ ض َ ف ّ ما َ ء بِ َ سا ِ عَلى الن ّ َ ن َ مو َ وا ُ ق ّل َ جا ُ َالّر َ
ت ت َ م َ َ ف ُ ما أ َن ْ َ
قان َِتا ٌ حا ُ صال ِ َ فال ّ ه ْ وال ِ ِ م َ نأ ْ م ْ قوا ِ وب ِ َ عض َ بَ ْ
ن
ه ّ شوَز ُ ن نُ ُ فو َ خا ُ والل ِّتي ت َ َ ه َ ظ الل ُ ف َ ح ِ ما َ ب بِ َ غي ْ ِ ت ل ِل ْ َ ظا ٌ ف َ حا ِ َ
ن َ
ن فإ ِ ْ ه ّ رُبو ُ ض ِ وا ْ ع َ ْ ُ َ
ج ِضا ِ م َ في ال َ ن ِ ه ّ جُرو ُ ه ُ وا ْ ن َ ه ّ عظو ُ ف ِ
َ
عل ِي ّا ً ك َِبيرا ً ن َ كا َ ه َ ن الل َ سِبيل ً إ ِ ّ ن َ ه ّ غوا َ َ فل َ ت َب ْ ُ م َ عن َك ُ ْ أطَ ْ
علي ْ ِ
والقضاء باعتباره منصبا ً رسميا ً لفصل الخصومات في النظام
السلمي الحاكم ،وهو منصب خطير وذو مسؤولية جسيمة ،فإّنه ل
يصلح للمرأة ص وهي ذات نفسية مرهفة وعاطفية ص أن تتصدى له .
ن القضاء من شؤون الولية وبذلك اّتفقت كلمة الفقهاء على أ ّ
ل شأن من شؤون الولية صة بإمام المسلمين ،وك ّ الكبرى الخا ّ
الكبرى في الحكم السلمي ل يجوز إيكاله إلى امرأة ،وهي ل تصلح
لحمل عبئه الثقيل ،وقد أنكر النبي )صلى الله عليه وآله وسلم(على
قوم ص )يريد بهم الفرس يومذاك ،حيث وّلوا أمرهم لبنة خسرو( ص
وّلوا أمرهم امرأة ،وأنذرهم بعدم الفلح .قال:
لن ُيفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة ،وقال المام الباقر» :ل
توّلى المرأة القضاء ول توّلى المارة
ن مرهفات ن ،بأّنه ّ وعّلل ذلك بما ورد في القرآن في وصف شأنه ّ
الحال ،رقيقات البال ،فاقدات لتلك الصلحّية التي تتناسب ومنصب
القضاء .قال تعالى:
مِبين غي ُْر ُ صام ِ َ خ َ في ال ْ ِ و ِ ه َ و ُ ة َ حل ْي َ ِ في ال ْ ِ شأ ُ ِ ن ي ُن َ ّ م ْ و َ أ ْ
َ
ن إلى العطف إنها لنعومة بالها ،ورّقة خاطرها ،سريعة النفال ،تح ّ
ن إلى الحزم والعقل والّرشاد .لذا أقول: ما تح ّ والحنان أكثر م ّ
من الظلم أن نضع المرأة في غير موضعها ،فالعدل
غير المساواة ،ومساواة المرأة بالرجل هو عين الظلم
.5الــعدالـة:
قبل أن نستدل على شرطّية العدالة في القاضي فل بأس أن
نبّين معنى العدالة ،وهي كما عّرفها المام الصادق )عليه
السلم(حينما سئل :بم نعرف عدالة الرجل بين المسلمين حتى
نقبل شهادته لهم وعليهم؟ فقال:
ف البطن والفرج أن تعرفوه بالستر والعفاف وك ّ
واليد والّلسان ،ويعرف باجتناب الكبائر التي أوعد عليها
النار