‫أﻧﺎ وﺑﺎﺧﻮس "وﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻰء ﻣﻦ ﺣﺘﻰ"‬

‫ﺑﻘﻠﻢ‪ :‬اﻟﺒﺮوﻓﯿﺴﻮر دﻧﺤﺎ ﻃﻮﺑﯿﺎ ﻛﻮرﻛﯿﺲ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﺪارا‪ /‬اﻷردن‬

‫ﯾﺎ ﺑﺎﺧﻮس‪ ،‬ﻋﺒﺪﺗﻚ إﻟﮭﺎ ﻟﻠﺨﻤﺮﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ﻛﻲ ﻻ أﻣﻮت "وﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻰء ﻣﻦ ﺣﺘﻰ"‪.‬‬
‫ﻋﺒﺪﺗﻚ دون أن أﻛﻮن ﻋﺒﺪا ﻟﻚ‪ ،‬أو ﻟﻐﯿﺮك‪.‬‬
‫إﺗﺨﺬت ﻣﻦ ﺷﮭﺮ ﺗﻤﻮز ﻋﯿﺪا ﺑﺎﺑﻠﯿﺎ ﺗﯿّﻤﻨﺎ ﺑﻔﯿﻨﻮس وﻋﺸﺘﺎر‪...‬وﻛﻞ أﻧﺜﻰ رﻗﺼﺖ ﻣﻌﻲ ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎع‬
‫ﻣﻘﺎﻃﻊ اﻟﻜﻠﻤﺎت‪.‬‬
‫إﺗﺨﺬت ﻣﻦ ﺗﻤﻮز ﺷﮭﺮا ﻣﺨﻠﺪا ﺗﻨﻀﺞ ﻓﯿﮫ اﻷﻋﻨﺎب واﻷرﻃﺎب واﻷﻟﺒﺎب و ‪.....‬‬
‫ﻣﺎ اﺗﺨﺬﺗﻚ ﯾﻮﻣﺎ إﻟﮭﺎ ﻟﻠﻨﺴﯿﺎن واﻟﮭﺮب‪،‬‬
‫ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺧﯿﺮﺟﻠﯿﺲ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻜﺘﺎب‪ ،‬ﺑﻞ أﻧﯿﺴﺎ ﻟﻠﮭﻮ واﻟﻄﺮب‪.‬‬
‫ﻣﺎ رﻓﻌﺖ ﯾﻮﻣﺎ ﻛﺄس ﺧﻤﺮ ﻣﻌﺘﻖ أو زاﺋﻒ ﻧﺤﻮ ﺷﻔﺘﻲ إﻻ وﺷﺘﻤﺖ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻨﻲ ﻋﺒﺪا ﻣﻜﺮھﺎ أﺧﺎه‪.‬‬
‫ﻣﺎ رﻓﻌﺖ ﯾﻮﻣﺎ ﻛﺄس ﻋَﺮَقٍ ﻋﺮاﻗﻲ أو ﯾﻮﻧﺎﻧﻲ إﻻ وﺷﺘﻤﺖ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻏﺘﺼﺐ اﻟﻌﺮاق ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﯾﺦ‬
‫وآذاه ‪...‬‬
‫وﺗﺪوم اﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻛﺄﺳﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﺄس ﺣﺘﻰ ﺻﯿﺎح اﻟﺪﯾﻚ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﺎه‪.‬‬
‫ﯾﺨﻠﺪك اﻟﻜﺜﯿﺮون ﺣﺘﻰ اﻟﺜﻤﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺘﺘﺒﺨﺮ اﻷﻧﺴﺎب واﻷﻟﻘﺎب‪.‬‬
‫ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺮة ﻛﺮرت وﺻﯿﺘﻲ أﻣﺎم ﻣﻦ ﺗﺮﺑﻄﻨﻲ ﺑﮭﻢ ﺻﻠﺔ اﻟﺮﺣﻢ واﻟﻘﺮﺑﻰ ان ﯾﺴﻜﺒﻮا ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺘﻲ‬
‫ﻗﺎرورة "ﻋَﺮَق زﺣﻼوي" ﻛﻲ ﯾﻠﻮذ اﻟﺪود واﻟﻨﻤﻞ ﺑﺎﻟﻔﺮار وﯾﺴﻠﻢ ﻟﺤﻤﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﮭﺶ واﻟﺒﻄﺶ‪.‬‬

‫وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻦ أﻣﺮي‪ ،‬ﯾﺎ ﺻﺪﯾﻖ اﻟﻌﻤﺮ‪ ،‬ﯾﺎ ﺑﺎﺧﻮس!‬

‫إﻟﯿﻚ ورﻗﺔ "ﻃﻼق ﺑﺎﺋﻦ"‪ ،‬وﻻ ﺗﺴﺄل ﻋﻦ اﻟﺴﺒﺐ‪ ،‬ﻓﻔﯿﮫ ﻛﻞ اﻟﻌﺠﺐ‪...‬‬
‫ﺻﺪر اﻟﻘﺮار وﺣﺮّر ﻓﻲ ‪ 30‬ﺗﻤّﻮز ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ‪ 2007‬ﺑﻌﺪ رﺣﻠﺔ ﻧﺼﻒ ﻗﺮن ﻣﻤﺘﻌﺔ‪.‬‬
‫أﺳﺘﺤﻠﻔﻚ ﺑﻜﻞ اﻵﻟﮭﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺮوش ﺑﺎﺑﻞ وﻓﺎرس وروﻣﺎ أﻻ ﺗﻨﻌﺘﻨﻲ ﺑﻨﺎﻛﺮ ﻟﻠﺠﻤﯿﻞ‪....‬‬
‫ﻟﻦ أﻧﻜﺮ ﺟﻤﺎﺋﻠﻚ ﻣﺎ دام اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﺗﺘﺮاﻗﺺ أوراﻗﮫ أﻣﺎﻣﻲ ﺗﺆﻧﺲ وﺣﺸﺘﻲ‪.‬‬
‫ﯾﺎ ﺑﺎﺧﻮس‪ ،‬أﻗﺪم ﻟﻚ اﻟﯿﻮم اﻋﺘﺬاري‪.‬‬
‫ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﺗﻤﻮز‪ ،‬وﻟﻜﻨﻚ ﻟﺴﺖ ﻣﺪﻋﻮا‪ ،‬ﻻ اﻟﯿﻮم وﻻ ﻏﺪا‪ ،‬إﻟﻰ ﻣﺎﺋﺪﺗﻲ‪.‬‬
‫ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﺗﻤﻮز ﻓﻲ ﻏﯿﺎب ﻛﺆوس اﻷﻧﺨﺎب‪،‬‬
‫"وﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺷﻰء ﻣﻦ ﺣﺘﻰ"‪.‬‬

‫اﻷردن ﻓﻲ ‪ 5‬آب ‪2008‬‬