Professional Documents
Culture Documents
مقدمة المحقق
ترجمة المؤلف
نسبه:
هو السيد الجليل ،القطب الوارث المحمدي :أحمد بن علييى
بن يحيي بن ثابت ،بن على الحازم بيين أحمييد بيين علييى بيين
الحسن – الملقب :برفاعة الهاشمي المكي – ابيين المهييدي
بن محمد ،بن الحسن ،بيين الحسييين بيين أحمييد بيين موسييى
الثاني ،ابن إبراهيم المرتضي ،ابن المييام موسييى الكيياظم،
ابن المام جعفر الصادق ابن المام محمد الباقر بيين المييام
زين العابدين على ابن المام الحسييين – الشييهيد بكييربلء –
ابن سيدنا على رضي الله عنه ،وعنهم أجمعين .
مولـده:
ولد رضي الله عنه في " قرية حسن " بالبطييائح فييي شييهر
رجب الفرد ،سنة 512هجرية .
نشأتـه:
درس القرآن الكريم ،ولما بلغ من العمر سبع سنين ،تييوفي
والييده ببغييداد ،فكفلييه خيياله الشيييخ منصييور البطييائحي،
النصاري الحسيني رضي الله عنه ،ونقلييه ووالييدته وإخييوته،
إلى بلدة نهر دقلي – من أعمال واسط بالعراق – ثييم نقلييه
إلى واسط ،وأدخلييه علييى المييام العلميية ،المقييرئ الحجيية
الشيخ :على أبي الفضل الواسطي رحمه الله تعالى ،فتولى
أميير تربيتييه وتعليمييه وتييأديبه ،فييبرع فييي العلييوم النقلييية
والعقلية ،واشتهر وأحرز قصب السبق على أقرانييه ،ول زال
يعظم أمره ،وينمو علمه ،حتى تفرد في زمييانه ،ورجييع إليييه
اشياخه ،وقد أفيياض اللييه عليييه ميين العلييوم والداب الشييئ
الكثير ،من فضل الله تعالى ولطيف توفيقه.
أخلقه وعلمـه:
كان رضي الله عنه :يسكت حتى يقييال :إنييه ل يتكلييم ،فييإذا
ل بعذوبة كلمه الغليل ،تييرك نفسييه وتواضييع للنيياس، تكلم ب ّ
من غير حاجة إلى مالهم أو جاههم ،وكان لين العريكة ،هين
المؤونيية ،سييهل الخلييق ،كريييم النفييس ،حسيين المعاشييرة،
بساما ً من غير ضحك ،اجتمعت فيه مكارم الخلق..
وكان رضي الله عنه فقيهيا ،عالميا ،مقيرئًا ،مجيودًا ،محيدثًا،
مفسرًا ،وله إجيازات ورواييات عالييات ،يعليم النياس سينن
الرسول صلى الله عليه وسلم ويأمر بالمعروف وينهى عيين
المنكر .وكييان إذا قييال قييول :أتبعييه بصييحة العلييم ،وصييدق
القول ،ولم يخالف قوله فعله قط.
وفاته:
انتقل إلى رحمة الله تعالى وقت الظهيرة ،في اليوم الثيياني
عشر من جمادى الولييى ،سيينة ) (578هجرييية ،ودفيين فييي
"أم عبيييدة" فييي قبتييه المباركيية المشييهورة ،فكييانت مييدة
حياته :سييتة وسييتون عامييا قضيياها بييالعلم والعمييل،والييذكر
والتذكير ،وخرج من الدنيا ،فم يصب منها ،ولييم تصييب منييه،
لزهييده وورعييه ،فرضييي اللييه تعييالى عنييه ،وعيين أسييلفه
الطيياهرين ,وفروعييه الطيييبين ،وعنييا بهييم ،وعيين جميييع
المسلمين ،والحمد لله رب العالمين .
الحكم
بسم الله الرحمن الرحيم
-1الفقير إذا انتصر لنفسه تعب ،وإذا سلم الميير إلييى اللييه
تعالى نصره من غير عشيرة ول أهل .
-2العقل كنز الفوائد ،وكيمياء السعادة .
-3العلم شرف في الدنيا ،وعز في الخرة
-4ما أقام مع المستعار إل المحجوب
-5ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة .
-6كم طيرت طقطقة النعال حول الرجال ميين رأس وكييم
أذهبت من دين!
-7لفظتان ثلمتييان فييي الييدين :القييول بالوحييدة والشييطح
المجاوز حد التحدث بالنعمة.
-8دفتر حال الرجل :أصحابه
-9تعب الناس وحسابهم على الرئاسيية والشييهوة وفيهمييا
الغايات!.
-10كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة.
-11غاية المعرفة بالله :اليقان بوجوده تعالى ،بل كيف ول
مكان.
-12ثقل مييرض المييوت ،أول قنيياطر المعرفيية بييالله عنييد
المحجوبين ،ولهذا قيل لنا :موتييوا قبييل أن تموتييوا .حضييرة
الموت تكشف الحجب ،كما ورد" :النيياس نيييام ،فييإذا ميياتوا
انتبهوا".
-13كل توحيدك قبل تنزيهه تعالى شرك ،التوحيد :وجييدان
في القلب يمنع عن التعطيل والتشبيه .
-14رح وتعييال ،كليك خييال ،إنييزل ييا مسيكين عين فييرس
عجبك.
-15رب عثرة ،أوصلت الحفرة ،رب علم ثمرته جهل ،ورب
جهل ثمرته علم .
-16كيف يصبح لك عييز العلييم وأنييت كسييوت علمييك ثييوب
الذل؟.
-17ل تظن أن صبغك يستر شيبك ،غيره وما ستره .
-18لييو خطييا الرجييل ميين قيياف إلييى قيياف ،كييان جلوسييه
أفضل ،ولو تكلم عن الذات والصفات ،كان سكوته أفضل.
-19من تطاول على الخلق ،قصر عند الخييالق ،مين تعييالى
على العباد ،سقط من عين المعبود !.
-20كل حال تحوله فيه ،وكل ظاهر به ما يخفيه .
-21من أدرع بدرع الصبر ،سلم من سهام العجلة .
-22الرجل المتمكن إذا نصب له سيينان علييى أعلييى جبييل
شاهق في الرض ،وهبت عليه رياح الليالي الثمان ما غيرت
منه شعرة واحدة .
-23الكاذب يقف مع المبدعات ،والعاقل غايته وراءها .
من كمل أنفت نفسه من كل شيء غير ربه .
-24الخلييق كلهييم ل يضييرون ول ينفعييون حجييب نصييبها
لعباده ،فمن رفع تلك الحجب وصل إليه .
-25الطمئنان بغيره تعالى خوف ،والخييوف منييه اطمئنييان
من غيره .
-26تحت كيل حالية ،حيال ربياني ،ليو عرفتيه لعلميت أنيك
تسكن به وتسييعى بييه وأنييت مسييخر" :اعملييوا ول تتكلييون،
فكل ميسر لما خلق له" .
الصوفي :من صفا ،فلم ير لنفسه على غيره مزية .
-27كل الغيار حجب قاطعة ،فمن تخلص منها وصل.
الوقت سيف يقطع من قطعه
-28علميية العاقييل :الصييبر عنييد المحنيية ،والتواضييع عنييد
السعة ،والخذ بالحوط ،وطلب الباقي سبحانه وتعالى .
-29علمة العارف :كتمان الحال ،وصحة المقال ،والتخلص
من المال .
-30الدنيا والخرة بين كلمتين :عقل ودين .
-31العلم ما رفعك عن رتبة الجهل ،وأبعدك عن
منزل العزة ،وسلك بك سبيل أولي العزم .
-32الشيييخ ميين إذا نصييحك أفهمييك ،وإذا قييادك دلييك ،وإذا
أخذك نهض بك .
-33الشيييخ ميين يلزمييك الكتيياب والسيينة ،ويبعييدك عيين
المحدثة والبدعة .
-34الشيخ ظاهرة الشرع ،وباطنه الشرع .
-35الطريقيية :الشييريعة ،لييوث هييذه الخرقيية كييذاب قييال:
الباطن غير الظاهر! العارف يقول :الباطن بيياطن الظيياهر،
وجوهره الخالص.
-36القرآن بحر الحكم كلها ولكن أين الذن الواعية ؟!
-37رنة النجاح تسمع عند قرع باب الرضا ميين اللييه ،أرض
عن الله ،ونم مرضيا ،ولك المن .
-38ما شم رائحة المعرفة من افتخيير :بييأبيه وأمييه ،وخيياله
وعمه ،وماله ،ورجاله ليس عند اللييه علييى شيييء ميين رأى
نفسه !
-39لو عبد الله العابد بعباده الثقلين ،وفيييه ذرة ميين الكييبر
فهو من أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم .
-40ثلث خصال من كن فيه ل يكون وليا إل إذا طهره الله
منهن :الحمق ،والعجب ،والبخل .
-41أكذب الناس على الله والخلييق :ميين رأى نفسييه خيييرا
من الخلق.
-42كل الظلم :التعالي على الناس .الظلم حييرص الرجييل
على المراتب الكاذبة الدنيوية ،ومنها أن يحب الرتفاع علييى
أخيييه بكلمييه أو جلسيية ل حييق لييه بييه ،وعلييى ذلييك تقيياس
المراتب !.
-43ميين أخييذ النيياس بقييوته القيياهرة تييرك فييي قلييوبهم
الضغائن عليه كيف كان.
ومن أخذ الناس بانكساره ترك فييي قلييوبهم العييتراف لييه،
عز أو هان .
-44نعييم الرفيييق فييي بلد اللييه تقييوى اللييه ونعييم المييراح
الخلص.
-45لن يصل العبد إلى مرتبة أهل الكمال ،وفيه بقييية ميين
حروف :أنيا .
-46الشطاح يقف مع شطحه حالة الشطح ،إذا لم يسقط
والكامل ل يشتغل عن خدمته.
-47الدعوى :بقية رعونيية فييي النفييس ،ل يحتملهييا القلييب
فينطق بها لسان الحمق!.
-48التحدث بالنعميية ذكيير القربييية ،والتخلييص ميين تجيياوز
مرتبة العبدية .
-49العارف ل ينظر إلى الدنيا ول إلى الخرة .
-50كل الكمال تيرك الغييار ،وطيرح الستبشيار بحيوادث
الكوان ،والذل بكسوة الفناء ،بين يدي الحي الذي ل يموت.
-51ل تجعل رواق شيخك حرما وقييبره صيينما وحيياله دفيية
الكدية .
-52الرجل من يفتخر به شيخه ،ل من يفتخر بشيخه.
-53من أصم أسماعه عن أصوات الغيار سمع نداء} :لمن
الملييك اليييوم{ فنييزل عيين فييرس:كييذبه ،وعجبييه ،وأنييانيته،
وحوله وقوته ،ووحدته ،وانقهر في مقام عبوديته.
-54إياك والقول بالوحدة التي خاض بها بعض المتصوفة .
-55إييياك والشييطح ،فييإن الحجيياب بالييذنوب أولييى ميين
الحجاب بالكفر} :إن الله ل يغفر أن يشييرك بييه ،ويغفيير مييا
دون ذلك لمن يشاء{.
-56إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فل تعتبره ،حتى تزن
أقوال هو أفعاله بميزان الشرع .
-57إياك والنكار على الطائفة في كل قييول وفعييل سييلم
لهم أحوالهم ،إل إذا ردها الشرع فكن معه .
-58التكلييم بالحقييائق قبييل هجيير الخلئق ميين شييهوات
النفوس.
-59من عدل عن الحق إلى الباطل تبعا لهوى في نفسييه،
فهو من الضلل بمكان
-60أول أبواب المعرفة :الستئناس بالله سبحانه وتعييالى،
والزهد أول قدم القاصدين إلى الله عز وجل.
-61من مات محبا مات شهيدا ،ومن عاش مخلص يا ً عيياش
سعيدًا ،وكل المرين بتوفيق الله تعالى .
َ
-62من سلك الطريق بنفسه أعيد قسرًا ،هذه الطريقيية ل
تييورث عيين الب والجييد إنمييا هييي طريقيية العمييل والجييد،
والوقوف عند الحد وذر الدموع على الخد ،والدب مييع اللييه
تعالى .
-63ظن بعض الجهلة أن هذه الطريقة تنال بالقيل والقال،
والييدرهم والمييال ،وظييواهر العمييال! ل واللييه ،إنمييا نيلهييا
بالصييدق والنكسييار ،والييذل والفتقييار وإتبيياع سيينة النييبي
المختار ،وهجر الغيار.
-64من اعتز بذي العزة عز ومن اعتز بغيره وقف معه بل
عز.
-65كتاب الله آية جامعة اندرجت فيها اليات الربانيات.
-66من أنعم الله عليه بفهم بواطن كتابه ،والييتزام ظيياهر
الشيرع ،فقيد جميع بيين الغنيميتين ،ومين أخيذ برأييه ضيل،
وانقطع عن الباطن والظاهر.
-67ذكر الله جنة من كل نازليية سيماوية ،وحادثية أرضييية،
أجل ،إن الذاكر جليس الحق ،فعليه أن يتأدب مع المذكور،
لكيل يقطع عن المجالسة ،التي هي بركة القبول والطهييارة
عن الغفلة .
-68كل لسان يتلكييم مترجمييا عيين حضييرة القلييب :يظهيير
بضاعتها ،ويفتح خزانتهييا ،فميين طهييرت حضييرة قلبييه طيياب
لسانه ،وعذب بيانه ،فإن اعتبر بالفتح السيال علييى لسييانه،
واعتنى بتطهير حضرة القلب :ازداد عرفييانه وبرهييانه ،وميين
اكتفى بحظ اللسان بقى مع القوال ،قصير الباع عن تنيياول
ثمرات الفعال.
-69روح جسييم المعرفيية النتبيياه الييدائم والسيير السييليم
والقلب الرحيم ،والقدم الثابت.
-70من الحكمة :أن تودع المعروف أهله ،ومن الصدق :أن
ل تمنعه أهله ،وثمرة الصنيعين من الله تعالى .
-71إذا أودعت معروفا فل تكفره فإنه ثقيل عند الله .
-72مييا أفلييح ميين دس ،ول عييز ميين ظلييم ،ول يتييم حييال
لباغ،ول يخذل عبد رضي بالله وكيل ً ونصيرا.
-73مشكك ل يفلييح ،ودسيياس ل يصييل ،وبخيييل ل يسييود،
وحسود ل ينصر ،وكلب الدنيا ل يستولى علييى لحييم جيفتهييا
والله محول الحوال.
-74غارة الله تقصيم وتقهير ،وتيدمر وتفعيل ،وتقليب حيال
مملكة كسروية لكسر قلب عبد مؤمن انتصر بالله .
-75كييل النيياس يييرون أنفسييهم فُيغييان علييى قلييوبهم،
فالمحمدي يستغفر ويدفع الحجاب والمحجوب يزداد طمسا
على طمس ،والمعصوم من عصمه الله .
-76ل دواء للحمق ول دافع للحق ول صييحبة للمغييرور ،ول
عهد للغادر ،ول نور للغافل ،ول إيمان لمن ل عهد له .
-77كتب الله على كييل نفييس زكييية أن تعييذب فييي الييدنيا
بأيدي الشرار ،وألسنة الفجار .وكتب على كل نفييس خبيثيية
أن تسيء للمحسن ،وتمكر بالمجمل.
والعييون اللهييي محيييط بالعبييد المخلييص المنكسيير} :ومييا
للظالمين من أنصار{
-78علمة العدو :أن يرغب بما في يدك ،وأن يرغب عنييك
إذا قل مالك ،وان يستل سيف لسانه بغيبتك ،وأن يكييره أن
تمدح! فدعه لله ،فهو عثور على رأسه ،كالنار تأكل حطبهييا:
}وكفى بالله نصيرًا{ وعلمة الصديق :أن يحبك لله فالصييق
به ،فإن أهل المحبة لله قليل.
-79أّول كلم بعض الفقراء ،وكأنك تدرأ الحدود بالشبهات،
لو كنت في زمن الحلج لفتيت مع من أفتى بقتله ،إذا صييح
الخبر ،ولخذت بالتأويل الذي يدرأ عنييه الحييد ،ولقنعييت منييه
بالتوبة والرجوع إلى الله ،فإن باب الرحمن ل يغلق .
-80وهب الله عبادا من عباده رتبا رفيعة أطلع عليها أهييل
الوهب ،فمن أدرك سر الله في طي هذه المواهب :تواضييع
للخلييق جميعييا ،فييإن الخييواتيم مجهوليية ،وسيياحة الكييرم،
وسيعة ،ول قيد في حضرة الييوهب}،يفعييل اللييه ميا يشيياء{
}يختص برحمته من يشاء{.
-81قال بعض العاجم من صييوفية خراسييان :إن روحانييية
ابن شهريار الصوفي الكبير قدس سره يتصرف في ترتيييب
جموع الصوفية في العرب والعجم إلى مييا شيياء اللييه! ذلييك
لم يكن إل لله الوهاب الفعال.
-82النيابة المحمدية عند أهييل القلييوب ثابتيية ،تييدور بنوبيية
أهل الوقت على مراتبهم وتصييرف الييروح ل يصييح لمخلييق،
إنمييا الكييرم اللهييي يشييمل أرواح بعييض أوليييائه ،بييل كلهييم
فيصلح شأن من يتوسل بهم إلى اللييه ،قييال تعييالى} :نحيين
أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الخرة{ .هذا الحد.
-83إياك وفرط العاجم ،فإن في أعمال بعضييهم الطييراء
الذي نص عليه الحبيب ،عليه صلوات الله وسلمه.
-84وإياك ورؤية الفعل في العبييد حيييا كييان أو ميت يًا ،فييإن
الخلق كلهم ل يملكون لنفسهم ضرا ول نفعًا .نعم خذ محبة
أحباب الله وسيلة إلى الله ،فإن محبة الله تعالى لعباده سر
من أسرار اللوهية يعود صفة للحق ،ونعم الوسيلة إلى الله
سر ألوهيته ،وصفة ربوبيته .
-85الولي من تمسك كل التمسك بأذيال النبي صلى اللييه
عليه وسلم ورضي بالله وليا.
-86من اعتصم بالله جل وميين اعتمييد علييى غييير اللييه ذل
ومن استغنى بالغيار قييل ،ومين اتبييع غييير طريييق الرسييول
ضل.
-87العلم نور ،والتواضع سرور .
-88الهمة حالة الرجل مع الله ،يتفاوت علو مرتبة اليمييان
بعلو الهمة.
-89من أيقن أن الله الفعال المطلييق :صييرف همتييه عيين
غيره.
-90من علت فيي الليه همتيه ،صيحت إليى الليه عزيمتيه،
وانفصلت عن غير الله هجرته.
-91مائدة الكرام يجلس عليها البر والفاجر.
-92لله عند الخواتيم حنان ولطف على عباده فييوق حنييان
الوالدة على ولدها.
-93إن الله إذا وهب عبده نعمة ما استردها .
-94فيوضييات المييواهب اللهييية فييوق مييدارك العقييول
وتصورات الوهام .
-95من علم أن الله يفعل ما يريد ،فوض المر إلى الفعال
المقتدر ،وفرش جبينه على تراب التسليم .
-96كل الحقائق إذا انجلت يقرأ في صحائفها سطر} :كل
شيء هالك إل وجه{.
-97إذا أمعنييت النظيير فييي دوائر الكييوان :رأيييت العجييز
محيطا بهييا ،والفتقييار قائمييا معهييا ،ولربييك الحييول والقييوة،
والغنى والقدرة ،وحده ل شريك له .
-98مزالييق القييدام :الييدعوى ،ورؤيييا النفييس ،ومعارضيية
القدار!
-99لو كان لك ما ادعيت من الحول والقيوة والقيدرة لميا
مت .
-100أين أنت يا عبد الرياسة ،أين أنت يييا عبييد الييدعوى؟
أنييت علييى غييرة ،تنييح عيين رياسييتك وغرتييك ،والبييس ثييوب
عبديتك وذلتك.
-101كل دعواك كاذبة ،وكل رياستك وغرتك هزل ،القول
الفصل} :قل كل من عند الله{.
-102سر بين الحائطين :حائط الشرع ،وحائط العمل.
-103اسلك طريق التباع ،فإن طريق التباع خير وطرييق
البتداع شر ،وبين الخير والشر بون بّين .
-104مرغ خدك على الباب ،وافرش جبينك على التراب،
ول تعتمد علييى عملييك ،والجييأ إلييى رحمتييه تعييالى وقييدرته،
وتجرد منك ومن غيرك ،علك تلحق بأهييل السييلمة}:الييذين
آمنوا وكانوا يتقون{.
-105بركة العبد في الوقت الذي يتقرب به إليى الليه عيز
وجل.
-106الولياء لهم الحرمة في الباب اللهي ،ولو ل أن جعل
اللييه لهييم هييذه القسييمة لمييا اختصييهم دون غيرهييم بييوليته
سبحانه وتعالى ،هؤلء حزب الله ،جيشه العرمرم الييذي أيييد
الله به الشريعة ونصر بييه الحقيقيية ،وصييان بييه شييرف نييبيه
صلى الله عليه وسلم وألحقه به .قال تعالى} :يا أيها النييبي
حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين{.
-107المعرفة بالله على أقسام ،وأعظم أقسامها :تعظيم
أوامر الله تعالى .
-108بين العبييد وبييين الييرب حجيياب الغفليية ل غييير ،قييال
تعالى} :فاذكروني أذكركم{.
-109العبد العارف يفزع إلى الله ،ويتوقع سر الله ،وسيير
الله :العون الناشيء ميين محييض الكييرم والفضييل ميين دون
سابقة صنع ول عمل.
-110القلب يتقلب بين أصييبعي قييدرة الرحميين ،فاسييألوا
الله أن يثبت القلوب على محبته ودينه }وكفى بالله وليا{.
-111المظاهر البارزة منها ما قيض للخير ،ومنها ما قيض
للشيير ،والمتصييرف فيهييا باريهييا ،فييالمظهر المقيييض للخييير
يشكر ،والمظهر المقيييض للشيير ينكيير ،واللييه فييي الحييالين
يذكر.
-112ل يتم نظام رجل أقامة الله مظهرا للشيير ،لن اللييه
لو أراد أن يتم نظامه لما أقامة مظهرا فيما يكرهه .
-113دع عنك الهتمام بتقويم المعوج قبل بييروز السيياعة
المقومة ،فإن سحاب الخييير يمطيير بإبييانه ،ول يطلييب قبييل
أوانه.
-114ل تسيقط همتيك بييد هميك فتنقلييب عين المطيالب
العلية ،فإن الهم كافور الهميية والقييدام عنبرهييا ،والمقضييي
كائن وغيره ل يكون .
-115قف عند أفعالك التي وهبييت لييك ،ول تكلييف نفسييك
تبديل ما اضطررت بفعله ،ول تراك مجبورا ً ول مختارًا ،فييإن
المر بين المرين .
-116كييل ولييي يقييول ويصييول فهييو فييي حجيياب القييول
والصولة ،حتى ينقهر تحت سطوة الربوبية ،ويفيء إلى أمر
الله ،فإذا فاء دنا فتدلى بصدقه إلييى قيياب قوسييي المتابعيية
المحمدية ،وحينئذ تصح لييه رتبيية العبودييية الييتي هييي أكمييل
الرتب وأعلها ،وأقربها من اللييه وأدناهييا ،وأعظمهييا وسيييلة
إليه وأقواها ،وليس للخلق سواها.
م اليقين ،وحق -117كل من اكتحل بإثمد التوفيق عل َم ِ عل ْ َ
اليقين :أن المباطن والمظاهر تحت قهر الباطن الظاهر.
-118صفاء القلب والبصيرة ،ونفاذ نور البصيير يكييون ميين
قلة الطعييام والشييراب ،لن الجييوع يزيييل الكييبير والتعيياظم
والتجبر ،وبه تعذيب النفس حتى تصير مشغولة بالحق ،ومييا
رأيت شيئا يكسر النفس مثل الجوع قط ،وأما الشييبع فييإنه
يورث قسوة القلب وظلمته ،وعدم نفاذ نور البصيرة ،وتكثر
بسببه الغفلة.
-119رعاييية خييواطر الجيييران أولييى ميين رعاييية خييواطر
القارب ،لن القارب خواطرهم مجبورة بالقرابة ،والجيران
ل.
-120القلب المنور يميل إلى صحبة الصييلحاء والعييارفين،
وينفر من صحبة المتكبرين والجاهلين.
-121معاملة عباد الله بالحسان ،توصل العبد إلى الديان،
والصلة على رسول صلى الله عليه وسييلم تسييهل المييرور
علييى الصييراط ،وتجعييل الييدعاء مسييتجابا ،والصييدقة تزيييل
غضب الله والحسان للوالدين يهون سكرات الموت.
-122صحبة الشرار ،والحمقييى والظلميية وأهييل الحسييد:
ظلمة سوداء.
-123العارف من كان على جانب كبير من سلوك طريييق
الحييق ،مييع المواظبيية والسييتقامة عليييه فل يييتركه دقيقيية
واحدة.
-124الصييوفي يتباعييد عيين الوهييام والشييكوك ،ويقييول
بوحدانية الله تعالى في ذاته ،وصييفاته ،وأفعيياله ،لنييه ليييس
كمثله شيء ،يعلم ذلك علما يقينييا ،ليخييرج ميين بيياب العلييم
الظني ،وليخلع من عنقه ربقة التقليد.
-125الصوفي ل يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى
الله عليه وسلم فل يجعل حركاته وسكناته إل مبنية عليه .
-126الصوفي ل يصرف الوقات فييي تيدبير أمييور نفسيه،
لعلمه أن المدبر :الحق عز وجل ،ول يلجأ في أموره ويعيول
على غير الله تعالى .
-127الصيوفي يتجنيب مخالطية الخليق مهميا أمكين ،لن
الصوفي كلما زاد اختلطه بييالخلق ظهييرت عيييوبه ،والتبييس
عليييه الميير ،وإذا خييالط البعييض فليخييتر لنفسييه صييحبة
الصالحين ،فإن المرء على دين خليله.
-128نفس الفقير مثل الكبريت الحمر ل يصرف إل بحق
لحق.
-129من لم يزن أقواله وأفعيياله وأحييواله فييي كييل وقييت
بالكتاب والسيينة ،ولييم يتهييم خييواطره لييم يثبييت عنييدنا فييي
ديوان الرجال.
-130من علم ما يحصل له هان عليه ما يبذل.
-131من استقام بنفسه استقام به غيره ،كيييف يسييتقيم
الظل والعود أعوج؟!
-132الفقير إذا كسر نفسه ،وذل وانييداس ،واحييترق بنييار
الشوق والصدق ،وثبت في ميدان الستقامة بين يييدي اللييه
تعالى ،صييار معييدن الخيييرات ،ومقصييد المخلوقييات ،وصييار
كالغيث :أين وقييع نفييع ،ويكييون حينئذ رحميية وسييكينة علييى
خلق الله تعالى.
-133ربما اتبع الكاذب وهجيير الصييادق ،وكييثرت طقطقيية
النعال حول المغرورين ،وتباعد النيياس عيين المييتروكين ،فل
تعجب ميين ذلييك ،فييإن حييال النفييس :تحييب القبيية المزينيية،
والقبر المنقييوش ،والييرواق الوسيييع ،وتييألف الشيييخ الكييبير
العمامة ،الوسيع الكم ،الكثير الحشمة .فسير همة القلب ل
همة النفس لكشف هذه الحجييب ،وقييل لنفسييك :لييو رأيييت
رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيييرة وقييد أثييرت
في جنبه الشريف ورأيت أهيل بيتيه –رضيوان الليه وسيلمه
عليهم– ل طعام لهم ول حشم ،ثم رأيت كسرى العجم على
سريره المرصع بالجواهر واليواقيت ،وأهل بيته مسييتغرقين
بالترف والنعيم ،محيياطين بالخييدم والحشييم ،أييين تكييونين؟
ومع أي صيينف تنصييرفين؟ فل بييد إن وفقهييا اللييه ،أن تحييب
معية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ،فقد بهذا
الشأن همة القلب إلى أهييل الحييال المحمييدي تحسييب فييي
حزب الله :إن حزب الله هم الغالبون.
-134وإياك أن تنظر حيال تقشييفك شيييئا ،فيإن الجيوع بل
معرفة وأدب محمدي ،وصف من أوصاف الكلب !
-135فييارفع قييدرك بييالدب المحمييدي إلييى مراتييب أهييل
الوصييلة ميين صييدور القييوم ،واقطييع عنييك رؤييية العمييل،
واطمس حروف أنانيتك فإنها بقية إبليس ،وكن عبدا ً محض يا ً
تفز بقرب سيدك ،وكفى بالله وليا.
-136تعلق الناس اليوم بأهل الحيرف والكيميياء والوحيدة
والشييطح ،والييدعوى العريضيية ،إييياك ومقاربيية مثييل هييؤلء
الناس ،فإنهم يقودون من اتبعهم إلى النار ،وغضييب الجبييار،
ويدخلون في دين الله ما ليييس منييه! وميين ميين جلييدتنا ،إذا
رأيتهم حسبتهم سادات الدعاة إلى الله تعالى ،حسبك اللييه،
إذا رأيييت أحييدا منهييم قييل} :يييا ليييت بينييي وبينييك بعييد
المشرقين{.
-137جاهل من أهل هذه الخرقة يلحييق يييدك بيييد القييوم،
ويأمرك بذكر الله ،وملزمة الكتاب والسيينة ،خييير ميين تلييك
الطائفة كلها ،فر منهييم كفييرارك ميين السييد ،كفييرارك ميين
المجذوم.
-138قال حذيفة رضي الله عنه " :كانوا يسييألون رسييول
الله صلى الله عليييه وسييلم عيين الخييير ،وكنييت أسييأله عيين
الشر مخافة أن يدركني ،فقلت :يا رسول الله ! إنا كنا فييي
جاهلية وشر ،فجاءنا الله بهذا الخير ،فهل بعد هذا الخير من
شر؟ قال :نعم .قلت :وهل بعد ذلك الشر من خييير ؟ قييال:
نعم ،وفيه دخن ،قلت :وما دخنه؟ قال :قييوم يسييتنون بغييير
سنتي ويهدون بغير هديي ،تعرف منهم وتنكر ،فقلييت :فهييل
بعد ذلك من شر؟ قال :دعاة على أبواب جهنم ،من أجييابهم
إليها قذفوه فيها .فقلت يا رسول الله صفهم لنا ؟ قال :هم
من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا ،قلت :فما تييأمرني إن أدركنييي
ذلك؟ قال :تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ،قلت :فإن لييم
يكون لهم جماعة ول إمام ؟ قال :فاعتزل تلك الفرق كلهييا،
ولو أن تعض على أصييل شييجرة حييتى يأتيييك المييوت وأنييت
علييى ذلييك " ..هييذه وصييية نبيييك المييين ،سيييدنا وسيييد
العالمين ،عليه صلوات الله وسلمه ،فاحفظها واعمل بها .
-139وإياك والتعزز بالطريق ،فإن ذلك من سوء الدب مع
الله والخلق وإنما بنى هذا الطريق على التذلل ،فإن القييوم
ذلوا حتى أتاهم الله بعييز ميين عنييده ،وافتقييروا حييتى أتيياهم
بغنى من فضله.
-140واحذر صحبة الفرقة التي دأبها تأويل كلمات الكابر،
والتفكه بحكاياتهم وما نسب إليهم ،فإن أكثر ذلييك مكييذوب
عليهم ،وما كان ذلك إل من عقاب اللييه للخلييق ،لمييا جهلييوا
الحق وحرصوا على الخييير! فييابتلهم اللييه بأنيياس ميين ذوي
الجرأة السفهاء ،فأدخلوا على رسول الله صييلى اللييه عليييه
وسلم أحاديث ،تنييزه مقييام رسييالته علييى الصييلة والسييلم
عنها ،من المرغبة والمرهبيية ،والغامضيية والظيياهرة وسييلط
الله – أيضا – أناسا من أهل البدعيية والضييللة فكيذبوا عليى
القوم وأكابر الرجال ،وأدخلييوا فييي كلمهييم مييا ليييس منييه،
فتبعهم البعض ،فألحقوا بالخسرين أعمال!.
-141فعليك بالله ،وتمسك للوصول إليه بييذيل نييبيه عليييه
الصييلة والسييلم ،والشييرع الشييريف نصييب عينيييك وجييادة
الجماع ظاهرة لك.
-142ل تفارق الجماعة أهل السنة ،تلك الفرقيية الناجييية،:
واعتصم بالله ،واترك ما دونه ،وقل في سييرك – أي سيييدي
– قولي:
وليتك تخلو والحياة مرييرة *** وليتك ترضى والنام غضاب
وليييت الييذي بينييي وبينييك عييامر *** وبينييي وبييين العييالمين
خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكييل الييذي فييوق الييتراب
تراب
-143ل تعمييل عمييل أهييل الغلييو ،فتعتقييد العصييمة فييي
المشايخ أو تعتمد عليهييم فيمييا بينييك وبييين اللييه ،فييإن اللييه
غيور ،ل يجب أن يدخل فيما آل إلييى ذاتييه بينييه وبييين عبييده
أحدًا.
-144نعم هم أدلء على الله ،ووسائل إلى طريقييه ،يؤخييذ
عنهم حال رسول الله صلى الله عليه وسييلم} :رضييي اللييه
عنهم ورضوا عنه{ .نتوسييل إلييى اللييه برضييا اللييه عنهييم ،ل
يخزي الله عباده الذين أحبهم ،وهو أكرم الكرمين .
-145أترك الفضول وانقطع عن العمل بالرأي ،وإذا أدركك
زمان رأيت الناس فيه على ما قلناه ،فيياعتزل النيياس ،فقييد
قال عليه الصلة والسلم" :إذا رأيييت شييحا ً مطاع يًا ،وهييوى
متبعييا ،ودنيييا مييؤثرة ،وإعجيياب كييل ذي رأي برأيييه فعليييك
بخويصة نفسك".
-146تخلق بخلق نبيك ،كن لييين العريكيية ،حسيين الخلييق،
عظيم الحلم ،وفييير العفييو ،صيادق الحييديث ،سييخي الكييف،
رقيق القلب ،دائم البشر ،كثير الحتمييال والغضيياء ،صييحيح
التواضييع ،مراعيييا للخلييق ،راعيييا حييق الصييحبة ،متواصييل
الحزان ،دائم الفكرة ،كثير الذكر ،طويل السييكوت ،صييبورا ً
على المكاره ،متكل على الله ،منتصرا ً بيالله ،محبيا ً للفقيراء
والضعفاء ،غضوبا لله إذا انتهكت محارم الله .
-147كل ما وجدت ،ول تتكلف لما فقييدت ول تأكييل متكئا
والبس خشن الثياب كي يقتدي بك الغنياء ،ول تحزن لجديد
ثيابييك قلييوب الفقييراء ،وتختييم بييالعقيق ،ونييم علييى فييراش
حشي بالليف ،أو على الحصير ،أو على الرض ،قائما بسيينة
نبيييك صييلى اللييه عليييه وسييلم ،فييي الحركييات والسييكنات،
والفعال ،والقوال والحوال.
-148حسن الحسن ،وقبح القبيييح ،ول تجلييس ول تقييم إل
على ذكر ،وليكن مجلسك مجلس حلم وعلم ،وتقوى وحييياء
وأمانة ،وجليسك الفقير ،ومؤاكلك المسكين.
-149ول تكن صخابا ول فحاشا ول تذم أحييدا ً ول تتكلييم إل
فيما ترجو ثوابه ،وأعط كل جليس لك نصيبه ،ول تدخر عيين
الناس برك.
-150واحذر الناس ،واحترس منهم ،ول تطو عن أحد منهم
شرك ،ول تشافه أحد بما يكره بِ ْ
-151وصن لسانك وسماعك عيين الكلم القبيييح ،ول تنهيير
الخادم ،ول ترد ميين سييألك حاجيية إل بهييا ،أو بمييا يسيير ميين
القول.
-152وإذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما ،مييا لييم يكيين
مأثما.
-153وأجب دعوة الداع وتفقد أصييحابك وإخوانييك واعييف
عمن ظلمك ،ول تقابييل علييى السيييئة بالسيييئة ،وقييم الليييل
باكيا في الباب ،وطب بالله وحده ،وكفى بالله وليا.
-154قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه:
من شهد في نفسه الضعف :نال الستقامة .
وقييال :أركييان المييروءة أربعيية :حسيين الخلييق ،والتواضييع،
والسخاء ،ومخالفة النفس.
وقال :التواضع يورث المحبة ،والقناعة تورث الراحة .
وقال :الكيس العاقل :الفطن المتغافل.
وقال :إنما العلم ما نفع.
-155فاشهد نفسك بالضعف والفقر تستقم ،وشيد أركييان
المييروءة تحسييب ميين أهلهييا ،وتواضييع واقنييع تصيير محبوبييا
مستريحا ،وتغافل تكن كيسا.
-156وخذ من العلم ما ينفعك إذا أقبلييت علييى ربييك فييإن
الدنيا خيال ،وكلها زوال ،والله محول الحوال.
يا أيها المعدود أنفاسه *** ل بد يوما أن يتم العدد
ل بد من يوم بل ليله *** وليلة تأتي بل يوم غد
-157إن الله طوى أولييياءه فييي بييرد سييتره تحييت قبييابه،
وحجبهم عن غيييره ،ل يعرفهييم إل هييو ،وهييذا إلييزام بحسيين
الظن في الخلق ،فإياك وسوء الظن بأحد ،إل إذا قامت لييك
عليه حجة شرعية ،فييراع شييرع اللييه ميين دون انتصييار إلييى
نفسك ،آخذا بالخلص ،متجردا ً ميين غييرض نفسييك ومييرض
قلبك ،وقبح ما قبحه الشرع ،وحسن مييا حسيينه الشييرع ،ول
يكن قولك وفعلك إل لله .
-158وإذا لم تقم لك حجيية شييرعية علييى الرجييل ل تأخييذ
الخلق أو تؤاخذهم بالشبهات ،عليك بحسن الظن ،فييإن للييه
مييع الخلييق مضييمرات أسييرار يغييار عليهييا ،ل يعلمهييا إل هييو
سبحانه وتعالى.
} -159ولكل وجهة هييو موليهييا{ فلتكيين وجهتييك المحجيية
البيضاء ،شريعة سيييد النبييياء عليييه صييلوات اللييه وسييلمه:
}وكفى بربك هاديا ً ونصيرًا}
-160أبى العقل إل إعقال ما بلغه بواسييطة الفهييم ،وأبييى
القلب إل الترقي إلى ما فوق الفهم ،فاجعييل همتييك قلبييية،
وحكمتك عقلية تفلح.
-161في الكف عرق متصل بالقلب ،إذا أخذ به شيء من
الدنيا تسري آفتها إلى القلب ! وهذه آفة عظيمة مخفييية ،ل
يطلع عليه الخلئق.
-162قال رسول الله صلى الله عليه وسييلم "حييب الييدنيا
رأس كل خطيئة" ,ازهد في الدنيا ،وتباعد عن لذائذها .
-163وإياك ونوم الليل كالدابة ،فإن لله في الليل تجليات
ونفحات ،يغتنمهييا أهييل القيييام ،ويحييرم ثمرتهييا أهييل التلييذذ
بالمنام.
-164قل للمغرور بأمنه ،المتلذذ بنومه ،المشغول القلييب
عن ربه:
يا نؤوم الليل في لذته *** إن هذا النوم رهن بسهر
ليس ينساك وإن نسيته *** طالع الدهر وتصريف الغير
إن ذا الدهر سريع مكره *** إن عل حط ،وإن أوفى غدر
أوثق الناس به في أمنه *** خائف يقرع أبواب الحيذر
-165المشاهدة حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقييين،
وحق اليقين ،فمن حماه الله من البعد والغفلة ،وتقرب إلى
الله بعلم اليقين وحييق اليقييين – بمعنييى" :أعبييد اللييه كأنييك
تراه ،فإن لم تكن تراه فإنه يراك" فقد دخل حضرة الشهود
وهي هذه ل غير ،وإل فالمشاهدة لغة ل تصييح لمخلييوق فييي
هذه الدار .وحسبك قصة موسى عليه السلم.
-166حضييرة المشيياهدة لغيية ومعنييى ،حضيير اختييص بهييا
صيياحب قوسييين ،بييالقلب والعييين ،والختلف فيهييا معلييوم،
واختصاصه بها عند أهل الله مجزوم.
-167فأدب نفسك بالتقرب إليه بما يرضيييه ،تحسييب ميين
أهييل تلييك الحضييرة ،بنييص " :ل يييزال عبييدي يتقييرب إليييه
بالنوافل" الحديث.
-168هدى الله هو الهدى ،وكفى بالله وليا.
-169من تمشيخ عليك تتلمذ له ،ومن مد لك يييده لتقبلهييا
فقبل رجلة ،وكن آخر شعرة في الييذنب ،فييإن الضييربة أول
ما تقع في الرأس !
-170إذا بغى عليك ظالم ،وانقطعت حيلتييك عيين دفيياعه،
فاعلم أنك حينئذ وصلت بطبعك إلى صحة اللتجاء إلى اللييه
تعالى ،فاصرف وجهة قلبك عن غيره واسييقط مييرادك فييي
بابه ،واترك المر إليه تنصرف إليك مادة المدد ،فتفعييل لييك
ما ل يخطر ببالك ،وهذا سيير التسييليم وصييدق اللتجيياء إلييى
الله .
-171وإن ارتفعت همتك إلى الرضا بالقدر ،كما وقع للمام
موسييى الكيياظم ،سييلم اللييه عليييه ورضييوانه حييين اعتقلييه
الرشيد – غفر الله له – وحمله من المدينة إلى بغداد مقيدًا،
وحبسه ،فبقى في حبسه ،فلم يفرج عنه حييتى مييات رضييي
الله عنه ،وأخرج ميتا مسموما ،وقيده فيه ،وما انحرف عيين
قبلة الرضا حتى مات راضييا عين اللييه .فتلييك مرتبية الفيوز
العظيييم الييتي درجييت مييا ل عييين رأت ول أذن سييمعت ،ول
خطر على قلب بشر} :إنما يييوفى الصييابرون أجرهييم بغييير
حساب{.
-172وقييد انييدرج أئميية أهييل الييبيت – عليهييم سييلم اللييه
ورضوانه – على الرضا الخييالص ،مييع قييوة الكراميية ورفعيية
القدر عند الله.
-173فقد صيح أن عبيد المليك بين ميروان الميوي حميل
المام عليا ً زين العابيدين سييلم اللييه علييه ورضييوانه – مين
المدينة مقيدا ً مغلول في أثقل قيييود وأغلييظ أغلل! فييدخل
عليه الزهري – رحمييه اللييه – يييودعه ،فبكييى ،وقييال :وددت
أني مكانك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقييال :تطيين أن ذلييك يكربنييي؟ لييو شييئت لمييا كييان ،وإنييه
ليذكرني عذاب الله تعالى ،ثم أخرج يديه ورجليه ميين القيييد
ثم أعادها ،فعلم الزهري -رحمه الله – أن المام حل منزلة
الرضا ،ووصل مقام التسليم المحض ،ودخييل حضييرة الفييوز
العظيم ،فطاب صدره ،وسل حزنه .
-174فزن نفسك ،فإن قدرت على المرتبيية العليييا -وهييي
رتبة الرضا – فافعل ،وإل فانزل إلى المرتبة الثانية التي هي
مرتبة صدق اللتجاء إلى الله مع قطع النظيير عيين تييدبيرك،
وحولك وقوتك ،وكلك وجزئك ،وهو تعالى يفعل بييك بنصييره
وقدرته فوق إرادتك وتدبيرك} :وكفى بالله نصيرًا{.
مم