You are on page 1of 21

‫حكم السيد أحمد الرفاعي‬

‫للمام السيد الشيخ أحمد الرفاعي رضي‬


‫الله عنه‬
‫‪ 578 – 512‬هجرية‬

‫ههه هههه هههه‬


‫ه ه‬
‫ههه ههههه ههه هه‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫مقدمة المحقق‬

‫الحمد لله الذي جعلنا من المة المحمدية‪ ،‬والصلة والسلم‬


‫علييى سيييدنا محمييد سيييد البرييية‪ ،‬والرضييا علييى جميييع الل‬
‫والصحب والذرية ‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فإن بين يديك أخي القارئ رسالة " الحكييم " وهييي –‬
‫كما ترى – صييغيرة فييي حجمهييا كييبيرة فييي فوائدهييا‪ ،‬قالهييا‬
‫بفمه السيد الجليل‪ ،‬الشيخ المام "أحمد الرفيياعي" رضييي‬
‫الله عنه ‪.‬‬
‫وكيف ل تكون كييبيرة فييي فوائدهييا‪ ،‬واللييه هييو الفتيياح علييى‬
‫قائلها‪ ،‬ومن بعد على قارئها ومطبيق ميا فيهيا مين الجيواهر‬
‫المكنونة ‪.‬‬
‫ولقد قال الله تعالى‪} :‬يؤتي الحكمة من يشيياء‪ ،‬وميين يييؤت‬
‫الحكمة فقد أوتي خيرا ً كثيرًا{ )البقرة‪ .(269:‬إذن‪ ،‬فييالخير‬
‫الكييثير يكييون فييي الحكميية وتطبيقهييا‪ ،‬وميين يغمييض عينيييه‪،‬‬
‫ويسد أذنيه عن سماع الخير‪ :‬يكون قييد برهيين لنفسييه علييى‬
‫أنه عدو الحكمة والحكماء‪ ،‬أسييأل اللييه السييداد فييي القييول‬
‫والعمل‪ ،‬لي‪ ،‬ولحبائي‪ ،‬ولجميع المسلمين ‪.‬‬
‫وهذا وقت الشييروع فييي تقييديم ترجميية مييوجزة عيين حييياة‬
‫سيدنا أحمد الرفاعي رضي الله عنه‪:‬‬

‫ترجمة المؤلف‬

‫نسبه‪:‬‬
‫هو السيد الجليل‪ ،‬القطب الوارث المحمدي‪ :‬أحمد بن علييى‬
‫بن يحيي بن ثابت‪ ،‬بن على الحازم بيين أحمييد بيين علييى بيين‬
‫الحسن – الملقب‪ :‬برفاعة الهاشمي المكي – ابيين المهييدي‬
‫بن محمد‪ ،‬بن الحسن‪ ،‬بيين الحسييين بيين أحمييد بيين موسييى‬
‫الثاني‪ ،‬ابن إبراهيم المرتضي‪ ،‬ابن المييام موسييى الكيياظم‪،‬‬
‫ابن المام جعفر الصادق ابن المام محمد الباقر بيين المييام‬
‫زين العابدين على ابن المام الحسييين – الشييهيد بكييربلء –‬
‫ابن سيدنا على رضي الله عنه‪ ،‬وعنهم أجمعين ‪.‬‬

‫مولـده‪:‬‬
‫ولد رضي الله عنه في " قرية حسن " بالبطييائح فييي شييهر‬
‫رجب الفرد‪ ،‬سنة ‪ 512‬هجرية ‪.‬‬

‫نشأتـه‪:‬‬
‫درس القرآن الكريم‪ ،‬ولما بلغ من العمر سبع سنين‪ ،‬تييوفي‬
‫والييده ببغييداد‪ ،‬فكفلييه خيياله الشيييخ منصييور البطييائحي‪،‬‬
‫النصاري الحسيني رضي الله عنه‪ ،‬ونقلييه ووالييدته وإخييوته‪،‬‬
‫إلى بلدة نهر دقلي – من أعمال واسط بالعراق – ثييم نقلييه‬
‫إلى واسط‪ ،‬وأدخلييه علييى المييام العلميية‪ ،‬المقييرئ الحجيية‬
‫الشيخ‪ :‬على أبي الفضل الواسطي رحمه الله تعالى‪ ،‬فتولى‬
‫أميير تربيتييه وتعليمييه وتييأديبه‪ ،‬فييبرع فييي العلييوم النقلييية‬
‫والعقلية‪ ،‬واشتهر وأحرز قصب السبق على أقرانييه‪ ،‬ول زال‬
‫يعظم أمره‪ ،‬وينمو علمه‪ ،‬حتى تفرد في زمييانه‪ ،‬ورجييع إليييه‬
‫اشياخه‪ ،‬وقد أفيياض اللييه عليييه ميين العلييوم والداب الشييئ‬
‫الكثير‪ ،‬من فضل الله تعالى ولطيف توفيقه‪.‬‬

‫أخلقه وعلمـه‪:‬‬
‫كان رضي الله عنه‪ :‬يسكت حتى يقييال‪ :‬إنييه ل يتكلييم‪ ،‬فييإذا‬
‫ل بعذوبة كلمه الغليل‪ ،‬تييرك نفسييه وتواضييع للنيياس‪،‬‬ ‫تكلم ب ّ‬
‫من غير حاجة إلى مالهم أو جاههم‪ ،‬وكان لين العريكة‪ ،‬هين‬
‫المؤونيية‪ ،‬سييهل الخلييق‪ ،‬كريييم النفييس‪ ،‬حسيين المعاشييرة‪،‬‬
‫بساما ً من غير ضحك‪ ،‬اجتمعت فيه مكارم الخلق‪..‬‬
‫وكان رضي الله عنه فقيهيا‪ ،‬عالميا‪ ،‬مقيرئًا‪ ،‬مجيودًا‪ ،‬محيدثًا‪،‬‬
‫مفسرًا‪ ،‬وله إجيازات ورواييات عالييات‪ ،‬يعليم النياس سينن‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم ويأمر بالمعروف وينهى عيين‬
‫المنكر‪ .‬وكييان إذا قييال قييول‪ :‬أتبعييه بصييحة العلييم‪ ،‬وصييدق‬
‫القول‪ ،‬ولم يخالف قوله فعله قط‪.‬‬

‫من ثناء الئمة عليه‪:‬‬


‫قال المييام الييذهبي عنييد ترجميية المييام الرفيياعي‪ :‬المييام‪،‬‬
‫القدوة‪ ،‬العابد‪ ،‬الزاهد‪ ،‬شيخ العارفين‪.‬‬
‫وقيال الميؤرخ ابين العمياد الحنبليي عنيد ذكير وفياة الميام‬
‫الرفاعي‪ :‬الشيخ‪ ،‬الزاهد‪ ،‬القدوة ‪.‬‬
‫وقال ابن خلكان‪ :‬كان رجل صالحًا‪ ،‬شافعيا فقيها‪ ،‬انضم إليه‬
‫خلييق ميين الفقييراء وأحسيينوا العتقيياد فيييه‪ ،‬وهييم الطائفيية‬
‫الرفاعية ويقال لهم‪ :‬الحمدية‪.‬‬

‫وفاته‪:‬‬
‫انتقل إلى رحمة الله تعالى وقت الظهيرة‪ ،‬في اليوم الثيياني‬
‫عشر من جمادى الولييى‪ ،‬سيينة )‪ (578‬هجرييية‪ ،‬ودفيين فييي‬
‫"أم عبيييدة" فييي قبتييه المباركيية المشييهورة‪ ،‬فكييانت مييدة‬
‫حياته‪ :‬سييتة وسييتون عامييا قضيياها بييالعلم والعمييل‪،‬والييذكر‬
‫والتذكير‪ ،‬وخرج من الدنيا‪ ،‬فم يصب منها‪ ،‬ولييم تصييب منييه‪،‬‬
‫لزهييده وورعييه‪ ،‬فرضييي اللييه تعييالى عنييه‪ ،‬وعيين أسييلفه‬
‫الطيياهرين ‪ ,‬وفروعييه الطيييبين‪ ،‬وعنييا بهييم‪ ،‬وعيين جميييع‬
‫المسلمين‪ ،‬والحمد لله رب العالمين ‪.‬‬

‫حلب – جامعة العثمانية‬


‫في اليوم الول من شهر ذي الحجة سنة ‪ / 1407 /‬هي‬
‫المفتقر إلى عفو ربه عبد الغني نكه مي‬
‫مقدمة الواسطي‬

‫الحمد لله‪ ،‬والصلة والسلم على سيدنا ومولنا ونبينا محمد‬


‫رسول الله‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن واله ‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬فيقول فقير رحمة ربه‪ ،‬على أبو الفضل الواسييطي‬
‫الشافعي‪ ،‬أحسن الله إليه بالعفو والمغفرة‪ ،‬آميين‪.‬‬
‫" رأيت في خزائن الحبر الجليل "‪ ،‬العريق الصيييل‪ ،‬الشيييخ‬
‫عبد السميع الهاشييمي – نفعنييا اللييه بعلييومه – هييذه الرقيياع‬
‫بخط السيد الكبير‪ ،‬والولي المقدم الشهير‪ ،‬شيييخ المشييايخ‪،‬‬
‫الجبل الراسييخ‪ ،‬بحيير المعييارف‪ ،‬وكنييز العييوارف ‪ ،‬رب اليييد‬
‫البيضاء‪ ،‬والمنقبة العظمى‪ ،‬تاج أولياء عصره‪ ،‬أبيي العبياس‪،‬‬
‫القطب الشريف السيد أحمد محيي الدين‪ ،‬صاحب العلمييين‬
‫ابن السيد الجليييل ولييي اللييه أبييي الحسيين علييى الحسيييني‬
‫الرفاعي‪ ،‬قدس اللييه سييره‪ ،‬ورضييي عنييه‪ ،‬وقييد كتييب علييى‬
‫حاشيتها شيخنا الشيخ عبد السميع الهاشييمي بخطييه‪" :‬هييذه‬
‫حكييم الغييوث الشييريف‪ ،‬سيييدنا السيييد أحمييد الرفيياعي‬
‫ي‪ ،‬وأمرني بحفظهييا‪،‬‬ ‫الحسيني‪ ،‬رضي الله عنه‪ ،‬تكرم بها عل ّ‬
‫وهي من أنفس الذخائر لمن وفقه الله تعالى" ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫الحكم‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد للييه رب العييالمين‪ ،‬وصييلى اللييه وسييلم علييى سيييدنا‬


‫محمد‪ ،‬وآله وصحبه أجمعين‪ ،‬والسلم علينا وعلى عباد اللييه‬
‫الصالحين‪.‬‬
‫من العبد اللشيئ‪ :‬أحيمد‪ ،‬إلى الشيخ المحتشييم أخينييا عبييد‬
‫السميع الهاشمي‪ ،‬كان الله لنا وله وللمسلمين ‪...‬آمين ‪.‬‬
‫أي أخي‪ :‬أوصيك بتقوى الله‪ ،‬وإتباع سنة رسوله صييلى اللييه‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وأحييب أن تحييرص علييى نصيييحتي هييذه‪ ،‬فهييي‬
‫نافعة لك ولمثالك إن شاء الله‪ ،‬وإياك أن تودعها غير أهلهييا‬
‫فتظلمها !‬
‫أي عبد السميع‪:‬‬

‫‪ -1‬الفقير إذا انتصر لنفسه تعب‪ ،‬وإذا سلم الميير إلييى اللييه‬
‫تعالى نصره من غير عشيرة ول أهل ‪.‬‬
‫‪ -2‬العقل كنز الفوائد‪ ،‬وكيمياء السعادة ‪.‬‬
‫‪ -3‬العلم شرف في الدنيا‪ ،‬وعز في الخرة‬
‫‪ -4‬ما أقام مع المستعار إل المحجوب‬
‫‪ -5‬ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة ‪.‬‬
‫‪ -6‬كم طيرت طقطقة النعال حول الرجال ميين رأس وكييم‬
‫أذهبت من دين!‬
‫‪ -7‬لفظتان ثلمتييان فييي الييدين‪ :‬القييول بالوحييدة والشييطح‬
‫المجاوز حد التحدث بالنعمة‪.‬‬
‫‪ -8‬دفتر حال الرجل‪ :‬أصحابه‬
‫‪ -9‬تعب الناس وحسابهم على الرئاسيية والشييهوة وفيهمييا‬
‫الغايات!‪.‬‬
‫‪ -10‬كل حقيقة خالفت الشريعة فهي زندقة‪.‬‬
‫‪ -11‬غاية المعرفة بالله‪ :‬اليقان بوجوده تعالى‪ ،‬بل كيف ول‬
‫مكان‪.‬‬
‫‪ -12‬ثقل مييرض المييوت‪ ،‬أول قنيياطر المعرفيية بييالله عنييد‬
‫المحجوبين‪ ،‬ولهذا قيل لنا‪ :‬موتييوا قبييل أن تموتييوا ‪ .‬حضييرة‬
‫الموت تكشف الحجب‪ ،‬كما ورد‪" :‬النيياس نيييام‪ ،‬فييإذا ميياتوا‬
‫انتبهوا"‪.‬‬
‫‪ -13‬كل توحيدك قبل تنزيهه تعالى شرك‪ ،‬التوحيد‪ :‬وجييدان‬
‫في القلب يمنع عن التعطيل والتشبيه ‪.‬‬
‫‪ -14‬رح وتعييال‪ ،‬كليك خييال‪ ،‬إنييزل ييا مسيكين عين فييرس‬
‫عجبك‪.‬‬
‫‪ -15‬رب عثرة‪ ،‬أوصلت الحفرة‪ ،‬رب علم ثمرته جهل‪ ،‬ورب‬
‫جهل ثمرته علم ‪.‬‬
‫‪ -16‬كيف يصبح لك عييز العلييم وأنييت كسييوت علمييك ثييوب‬
‫الذل؟‪.‬‬
‫‪ -17‬ل تظن أن صبغك يستر شيبك‪ ،‬غيره وما ستره ‪.‬‬
‫‪ -18‬لييو خطييا الرجييل ميين قيياف إلييى قيياف‪ ،‬كييان جلوسييه‬
‫أفضل‪ ،‬ولو تكلم عن الذات والصفات‪ ،‬كان سكوته أفضل‪.‬‬
‫‪ -19‬من تطاول على الخلق‪ ،‬قصر عند الخييالق‪ ،‬مين تعييالى‬
‫على العباد‪ ،‬سقط من عين المعبود ‪!.‬‬
‫‪ -20‬كل حال تحوله فيه‪ ،‬وكل ظاهر به ما يخفيه ‪.‬‬
‫‪ -21‬من أدرع بدرع الصبر‪ ،‬سلم من سهام العجلة ‪.‬‬
‫‪ -22‬الرجل المتمكن إذا نصب له سيينان علييى أعلييى جبييل‬
‫شاهق في الرض‪ ،‬وهبت عليه رياح الليالي الثمان ما غيرت‬
‫منه شعرة واحدة ‪.‬‬
‫‪ -23‬الكاذب يقف مع المبدعات‪ ،‬والعاقل غايته وراءها ‪.‬‬
‫من كمل أنفت نفسه من كل شيء غير ربه ‪.‬‬
‫‪ -24‬الخلييق كلهييم ل يضييرون ول ينفعييون حجييب نصييبها‬
‫لعباده‪ ،‬فمن رفع تلك الحجب وصل إليه ‪.‬‬
‫‪ -25‬الطمئنان بغيره تعالى خوف‪ ،‬والخييوف منييه اطمئنييان‬
‫من غيره ‪.‬‬
‫‪ -26‬تحت كيل حالية‪ ،‬حيال ربياني‪ ،‬ليو عرفتيه لعلميت أنيك‬
‫تسكن به وتسييعى بييه وأنييت مسييخر‪" :‬اعملييوا ول تتكلييون‪،‬‬
‫فكل ميسر لما خلق له" ‪.‬‬
‫الصوفي‪ :‬من صفا‪ ،‬فلم ير لنفسه على غيره مزية ‪.‬‬
‫‪ -27‬كل الغيار حجب قاطعة‪ ،‬فمن تخلص منها وصل‪.‬‬
‫الوقت سيف يقطع من قطعه‬
‫‪ -28‬علميية العاقييل‪ :‬الصييبر عنييد المحنيية‪ ،‬والتواضييع عنييد‬
‫السعة‪ ،‬والخذ بالحوط‪ ،‬وطلب الباقي سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫‪ -29‬علمة العارف‪ :‬كتمان الحال‪ ،‬وصحة المقال‪ ،‬والتخلص‬
‫من المال ‪.‬‬
‫‪ -30‬الدنيا والخرة بين كلمتين‪ :‬عقل ودين ‪.‬‬
‫‪ -31‬العلم ما رفعك عن رتبة الجهل‪ ،‬وأبعدك عن‬
‫منزل العزة‪ ،‬وسلك بك سبيل أولي العزم ‪.‬‬
‫‪ -32‬الشيييخ ميين إذا نصييحك أفهمييك‪ ،‬وإذا قييادك دلييك‪ ،‬وإذا‬
‫أخذك نهض بك ‪.‬‬
‫‪ -33‬الشيييخ ميين يلزمييك الكتيياب والسيينة‪ ،‬ويبعييدك عيين‬
‫المحدثة والبدعة ‪.‬‬
‫‪ -34‬الشيخ ظاهرة الشرع‪ ،‬وباطنه الشرع ‪.‬‬
‫‪ -35‬الطريقيية‪ :‬الشييريعة‪ ،‬لييوث هييذه الخرقيية كييذاب قييال‪:‬‬
‫الباطن غير الظاهر! العارف يقول‪ :‬الباطن بيياطن الظيياهر‪،‬‬
‫وجوهره الخالص‪.‬‬
‫‪ -36‬القرآن بحر الحكم كلها ولكن أين الذن الواعية ؟!‬
‫‪ -37‬رنة النجاح تسمع عند قرع باب الرضا ميين اللييه‪ ،‬أرض‬
‫عن الله‪ ،‬ونم مرضيا‪ ،‬ولك المن ‪.‬‬
‫‪ -38‬ما شم رائحة المعرفة من افتخيير‪ :‬بييأبيه وأمييه‪ ،‬وخيياله‬
‫وعمه‪ ،‬وماله‪ ،‬ورجاله ليس عند اللييه علييى شيييء ميين رأى‬
‫نفسه !‬
‫‪ -39‬لو عبد الله العابد بعباده الثقلين‪ ،‬وفيييه ذرة ميين الكييبر‬
‫فهو من أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪ -40‬ثلث خصال من كن فيه ل يكون وليا إل إذا طهره الله‬
‫منهن‪ :‬الحمق‪ ،‬والعجب‪ ،‬والبخل ‪.‬‬
‫‪ -41‬أكذب الناس على الله والخلييق‪ :‬ميين رأى نفسييه خيييرا‬
‫من الخلق‪.‬‬
‫‪ -42‬كل الظلم‪ :‬التعالي على الناس‪ .‬الظلم حييرص الرجييل‬
‫على المراتب الكاذبة الدنيوية‪ ،‬ومنها أن يحب الرتفاع علييى‬
‫أخيييه بكلمييه أو جلسيية ل حييق لييه بييه‪ ،‬وعلييى ذلييك تقيياس‬
‫المراتب ‪!.‬‬
‫‪ -43‬ميين أخييذ النيياس بقييوته القيياهرة تييرك فييي قلييوبهم‬
‫الضغائن عليه كيف كان‪.‬‬
‫ومن أخذ الناس بانكساره ترك فييي قلييوبهم العييتراف لييه‪،‬‬
‫عز أو هان ‪.‬‬
‫‪ -44‬نعييم الرفيييق فييي بلد اللييه تقييوى اللييه ونعييم المييراح‬
‫الخلص‪.‬‬
‫‪ -45‬لن يصل العبد إلى مرتبة أهل الكمال‪ ،‬وفيه بقييية ميين‬
‫حروف‪ :‬أنيا ‪.‬‬
‫‪ -46‬الشطاح يقف مع شطحه حالة الشطح‪ ،‬إذا لم يسقط‬
‫والكامل ل يشتغل عن خدمته‪.‬‬
‫‪ -47‬الدعوى‪ :‬بقية رعونيية فييي النفييس‪ ،‬ل يحتملهييا القلييب‬
‫فينطق بها لسان الحمق!‪.‬‬
‫‪ -48‬التحدث بالنعميية ذكيير القربييية‪ ،‬والتخلييص ميين تجيياوز‬
‫مرتبة العبدية ‪.‬‬
‫‪ -49‬العارف ل ينظر إلى الدنيا ول إلى الخرة ‪.‬‬
‫‪ -50‬كل الكمال تيرك الغييار‪ ،‬وطيرح الستبشيار بحيوادث‬
‫الكوان‪ ،‬والذل بكسوة الفناء‪ ،‬بين يدي الحي الذي ل يموت‪.‬‬
‫‪ -51‬ل تجعل رواق شيخك حرما وقييبره صيينما وحيياله دفيية‬
‫الكدية ‪.‬‬
‫‪ -52‬الرجل من يفتخر به شيخه‪ ،‬ل من يفتخر بشيخه‪.‬‬
‫‪ -53‬من أصم أسماعه عن أصوات الغيار سمع نداء‪} :‬لمن‬
‫الملييك اليييوم{ فنييزل عيين فييرس‪:‬كييذبه‪ ،‬وعجبييه‪ ،‬وأنييانيته‪،‬‬
‫وحوله وقوته‪ ،‬ووحدته‪ ،‬وانقهر في مقام عبوديته‪.‬‬
‫‪ -54‬إياك والقول بالوحدة التي خاض بها بعض المتصوفة ‪.‬‬
‫‪ -55‬إييياك والشييطح‪ ،‬فييإن الحجيياب بالييذنوب أولييى ميين‬
‫الحجاب بالكفر‪} :‬إن الله ل يغفر أن يشييرك بييه‪ ،‬ويغفيير مييا‬
‫دون ذلك لمن يشاء{‪.‬‬
‫‪ -56‬إذا رأيت الرجل يطير في الهواء فل تعتبره‪ ،‬حتى تزن‬
‫أقوال هو أفعاله بميزان الشرع ‪.‬‬
‫‪ -57‬إياك والنكار على الطائفة في كل قييول وفعييل سييلم‬
‫لهم أحوالهم‪ ،‬إل إذا ردها الشرع فكن معه ‪.‬‬
‫‪ -58‬التكلييم بالحقييائق قبييل هجيير الخلئق ميين شييهوات‬
‫النفوس‪.‬‬
‫‪ -59‬من عدل عن الحق إلى الباطل تبعا لهوى في نفسييه‪،‬‬
‫فهو من الضلل بمكان‬
‫‪ -60‬أول أبواب المعرفة‪ :‬الستئناس بالله سبحانه وتعييالى‪،‬‬
‫والزهد أول قدم القاصدين إلى الله عز وجل‪.‬‬
‫‪ -61‬من مات محبا مات شهيدا‪ ،‬ومن عاش مخلص يا ً عيياش‬
‫سعيدًا‪ ،‬وكل المرين بتوفيق الله تعالى ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ -62‬من سلك الطريق بنفسه أعيد قسرًا‪ ،‬هذه الطريقيية ل‬
‫تييورث عيين الب والجييد إنمييا هييي طريقيية العمييل والجييد‪،‬‬
‫والوقوف عند الحد وذر الدموع على الخد‪ ،‬والدب مييع اللييه‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫‪ -63‬ظن بعض الجهلة أن هذه الطريقة تنال بالقيل والقال‪،‬‬
‫والييدرهم والمييال‪ ،‬وظييواهر العمييال! ل واللييه‪ ،‬إنمييا نيلهييا‬
‫بالصييدق والنكسييار‪ ،‬والييذل والفتقييار وإتبيياع سيينة النييبي‬
‫المختار‪ ،‬وهجر الغيار‪.‬‬
‫‪ -64‬من اعتز بذي العزة عز ومن اعتز بغيره وقف معه بل‬
‫عز‪.‬‬
‫‪ -65‬كتاب الله آية جامعة اندرجت فيها اليات الربانيات‪.‬‬
‫‪ -66‬من أنعم الله عليه بفهم بواطن كتابه‪ ،‬والييتزام ظيياهر‬
‫الشيرع‪ ،‬فقيد جميع بيين الغنيميتين‪ ،‬ومين أخيذ برأييه ضيل‪،‬‬
‫وانقطع عن الباطن والظاهر‪.‬‬
‫‪ -67‬ذكر الله جنة من كل نازليية سيماوية‪ ،‬وحادثية أرضييية‪،‬‬
‫أجل‪ ،‬إن الذاكر جليس الحق ‪ ،‬فعليه أن يتأدب مع المذكور‪،‬‬
‫لكيل يقطع عن المجالسة‪ ،‬التي هي بركة القبول والطهييارة‬
‫عن الغفلة ‪.‬‬
‫‪ -68‬كل لسان يتلكييم مترجمييا عيين حضييرة القلييب‪ :‬يظهيير‬
‫بضاعتها‪ ،‬ويفتح خزانتهييا‪ ،‬فميين طهييرت حضييرة قلبييه طيياب‬
‫لسانه‪ ،‬وعذب بيانه‪ ،‬فإن اعتبر بالفتح السيال علييى لسييانه‪،‬‬
‫واعتنى بتطهير حضرة القلب‪ :‬ازداد عرفييانه وبرهييانه‪ ،‬وميين‬
‫اكتفى بحظ اللسان بقى مع القوال‪ ،‬قصير الباع عن تنيياول‬
‫ثمرات الفعال‪.‬‬
‫‪ -69‬روح جسييم المعرفيية النتبيياه الييدائم والسيير السييليم‬
‫والقلب الرحيم‪ ،‬والقدم الثابت‪.‬‬
‫‪ -70‬من الحكمة‪ :‬أن تودع المعروف أهله‪ ،‬ومن الصدق‪ :‬أن‬
‫ل تمنعه أهله‪ ،‬وثمرة الصنيعين من الله تعالى ‪.‬‬
‫‪ -71‬إذا أودعت معروفا فل تكفره فإنه ثقيل عند الله ‪.‬‬
‫‪ -72‬مييا أفلييح ميين دس‪ ،‬ول عييز ميين ظلييم‪ ،‬ول يتييم حييال‬
‫لباغ‪،‬ول يخذل عبد رضي بالله وكيل ً ونصيرا‪.‬‬
‫‪ -73‬مشكك ل يفلييح‪ ،‬ودسيياس ل يصييل‪ ،‬وبخيييل ل يسييود‪،‬‬
‫وحسود ل ينصر‪ ،‬وكلب الدنيا ل يستولى علييى لحييم جيفتهييا‬
‫والله محول الحوال‪.‬‬
‫‪ -74‬غارة الله تقصيم وتقهير‪ ،‬وتيدمر وتفعيل‪ ،‬وتقليب حيال‬
‫مملكة كسروية لكسر قلب عبد مؤمن انتصر بالله ‪.‬‬
‫‪ -75‬كييل النيياس يييرون أنفسييهم فُيغييان علييى قلييوبهم‪،‬‬
‫فالمحمدي يستغفر ويدفع الحجاب والمحجوب يزداد طمسا‬
‫على طمس‪ ،‬والمعصوم من عصمه الله ‪.‬‬
‫‪ -76‬ل دواء للحمق ول دافع للحق ول صييحبة للمغييرور‪ ،‬ول‬
‫عهد للغادر‪ ،‬ول نور للغافل‪ ،‬ول إيمان لمن ل عهد له ‪.‬‬
‫‪ -77‬كتب الله على كييل نفييس زكييية أن تعييذب فييي الييدنيا‬
‫بأيدي الشرار‪ ،‬وألسنة الفجار‪ .‬وكتب على كل نفييس خبيثيية‬
‫أن تسيء للمحسن‪ ،‬وتمكر بالمجمل‪.‬‬
‫والعييون اللهييي محيييط بالعبييد المخلييص المنكسيير‪} :‬ومييا‬
‫للظالمين من أنصار{‬
‫‪ -78‬علمة العدو‪ :‬أن يرغب بما في يدك‪ ،‬وأن يرغب عنييك‬
‫إذا قل مالك‪ ،‬وان يستل سيف لسانه بغيبتك‪ ،‬وأن يكييره أن‬
‫تمدح! فدعه لله‪ ،‬فهو عثور على رأسه‪ ،‬كالنار تأكل حطبهييا‪:‬‬
‫}وكفى بالله نصيرًا{ وعلمة الصديق‪ :‬أن يحبك لله فالصييق‬
‫به‪ ،‬فإن أهل المحبة لله قليل‪.‬‬
‫‪ -79‬أّول كلم بعض الفقراء‪ ،‬وكأنك تدرأ الحدود بالشبهات‪،‬‬
‫لو كنت في زمن الحلج لفتيت مع من أفتى بقتله‪ ،‬إذا صييح‬
‫الخبر‪ ،‬ولخذت بالتأويل الذي يدرأ عنييه الحييد‪ ،‬ولقنعييت منييه‬
‫بالتوبة والرجوع إلى الله‪ ،‬فإن باب الرحمن ل يغلق ‪.‬‬
‫‪ -80‬وهب الله عبادا من عباده رتبا رفيعة أطلع عليها أهييل‬
‫الوهب‪ ،‬فمن أدرك سر الله في طي هذه المواهب‪ :‬تواضييع‬
‫للخلييق جميعييا‪ ،‬فييإن الخييواتيم مجهوليية‪ ،‬وسيياحة الكييرم‪،‬‬
‫وسيعة‪ ،‬ول قيد في حضرة الييوهب‪}،‬يفعييل اللييه ميا يشيياء{‬
‫}يختص برحمته من يشاء{‪.‬‬
‫‪ -81‬قال بعض العاجم من صييوفية خراسييان‪ :‬إن روحانييية‬
‫ابن شهريار الصوفي الكبير قدس سره يتصرف في ترتيييب‬
‫جموع الصوفية في العرب والعجم إلى مييا شيياء اللييه! ذلييك‬
‫لم يكن إل لله الوهاب الفعال‪.‬‬
‫‪ -82‬النيابة المحمدية عند أهييل القلييوب ثابتيية‪ ،‬تييدور بنوبيية‬
‫أهل الوقت على مراتبهم وتصييرف الييروح ل يصييح لمخلييق‪،‬‬
‫إنمييا الكييرم اللهييي يشييمل أرواح بعييض أوليييائه‪ ،‬بييل كلهييم‬
‫فيصلح شأن من يتوسل بهم إلى اللييه‪ ،‬قييال تعييالى‪} :‬نحيين‬
‫أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الخرة{ ‪ .‬هذا الحد‪.‬‬
‫‪ -83‬إياك وفرط العاجم‪ ،‬فإن في أعمال بعضييهم الطييراء‬
‫الذي نص عليه الحبيب‪ ،‬عليه صلوات الله وسلمه‪.‬‬
‫‪ -84‬وإياك ورؤية الفعل في العبييد حيييا كييان أو ميت يًا‪ ،‬فييإن‬
‫الخلق كلهم ل يملكون لنفسهم ضرا ول نفعًا‪ .‬نعم خذ محبة‬
‫أحباب الله وسيلة إلى الله‪ ،‬فإن محبة الله تعالى لعباده سر‬
‫من أسرار اللوهية يعود صفة للحق‪ ،‬ونعم الوسيلة إلى الله‬
‫سر ألوهيته‪ ،‬وصفة ربوبيته ‪.‬‬
‫‪ -85‬الولي من تمسك كل التمسك بأذيال النبي صلى اللييه‬
‫عليه وسلم ورضي بالله وليا‪.‬‬
‫‪ -86‬من اعتصم بالله جل وميين اعتمييد علييى غييير اللييه ذل‬
‫ومن استغنى بالغيار قييل‪ ،‬ومين اتبييع غييير طريييق الرسييول‬
‫ضل‪.‬‬
‫‪ -87‬العلم نور‪ ،‬والتواضع سرور ‪.‬‬
‫‪ -88‬الهمة حالة الرجل مع الله‪ ،‬يتفاوت علو مرتبة اليمييان‬
‫بعلو الهمة‪.‬‬
‫‪ -89‬من أيقن أن الله الفعال المطلييق‪ :‬صييرف همتييه عيين‬
‫غيره‪.‬‬
‫‪ -90‬من علت فيي الليه همتيه‪ ،‬صيحت إليى الليه عزيمتيه‪،‬‬
‫وانفصلت عن غير الله هجرته‪.‬‬
‫‪ -91‬مائدة الكرام يجلس عليها البر والفاجر‪.‬‬
‫‪ -92‬لله عند الخواتيم حنان ولطف على عباده فييوق حنييان‬
‫الوالدة على ولدها‪.‬‬
‫‪ -93‬إن الله إذا وهب عبده نعمة ما استردها ‪.‬‬
‫‪ -94‬فيوضييات المييواهب اللهييية فييوق مييدارك العقييول‬
‫وتصورات الوهام ‪.‬‬
‫‪ -95‬من علم أن الله يفعل ما يريد‪ ،‬فوض المر إلى الفعال‬
‫المقتدر‪ ،‬وفرش جبينه على تراب التسليم ‪.‬‬
‫‪ -96‬كل الحقائق إذا انجلت يقرأ في صحائفها سطر‪} :‬كل‬
‫شيء هالك إل وجه{‪.‬‬
‫‪ -97‬إذا أمعنييت النظيير فييي دوائر الكييوان‪ :‬رأيييت العجييز‬
‫محيطا بهييا‪ ،‬والفتقييار قائمييا معهييا‪ ،‬ولربييك الحييول والقييوة‪،‬‬
‫والغنى والقدرة‪ ،‬وحده ل شريك له ‪.‬‬
‫‪ -98‬مزالييق القييدام‪ :‬الييدعوى‪ ،‬ورؤيييا النفييس‪ ،‬ومعارضيية‬
‫القدار!‬
‫‪ -99‬لو كان لك ما ادعيت من الحول والقيوة والقيدرة لميا‬
‫مت ‪.‬‬
‫‪ -100‬أين أنت يا عبد الرياسة‪ ،‬أين أنت يييا عبييد الييدعوى؟‬
‫أنييت علييى غييرة‪ ،‬تنييح عيين رياسييتك وغرتييك‪ ،‬والبييس ثييوب‬
‫عبديتك وذلتك‪.‬‬
‫‪ -101‬كل دعواك كاذبة‪ ،‬وكل رياستك وغرتك هزل‪ ،‬القول‬
‫الفصل‪} :‬قل كل من عند الله{‪.‬‬
‫‪ -102‬سر بين الحائطين‪ :‬حائط الشرع‪ ،‬وحائط العمل‪.‬‬
‫‪ -103‬اسلك طريق التباع‪ ،‬فإن طريق التباع خير وطرييق‬
‫البتداع شر‪ ،‬وبين الخير والشر بون بّين ‪.‬‬
‫‪ -104‬مرغ خدك على الباب ‪ ،‬وافرش جبينك على التراب‪،‬‬
‫ول تعتمد علييى عملييك‪ ،‬والجييأ إلييى رحمتييه تعييالى وقييدرته‪،‬‬
‫وتجرد منك ومن غيرك‪ ،‬علك تلحق بأهييل السييلمة‪}:‬الييذين‬
‫آمنوا وكانوا يتقون{‪.‬‬
‫‪ -105‬بركة العبد في الوقت الذي يتقرب به إليى الليه عيز‬
‫وجل‪.‬‬
‫‪ -106‬الولياء لهم الحرمة في الباب اللهي‪ ،‬ولو ل أن جعل‬
‫اللييه لهييم هييذه القسييمة لمييا اختصييهم دون غيرهييم بييوليته‬
‫سبحانه وتعالى‪ ،‬هؤلء حزب الله‪ ،‬جيشه العرمرم الييذي أيييد‬
‫الله به الشريعة ونصر بييه الحقيقيية‪ ،‬وصييان بييه شييرف نييبيه‬
‫صلى الله عليه وسلم وألحقه به ‪.‬قال تعالى‪} :‬يا أيها النييبي‬
‫حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين{‪.‬‬
‫‪ -107‬المعرفة بالله على أقسام‪ ،‬وأعظم أقسامها‪ :‬تعظيم‬
‫أوامر الله تعالى ‪.‬‬
‫‪ -108‬بين العبييد وبييين الييرب حجيياب الغفليية ل غييير‪ ،‬قييال‬
‫تعالى‪} :‬فاذكروني أذكركم{‪.‬‬
‫‪ -109‬العبد العارف يفزع إلى الله‪ ،‬ويتوقع سر الله‪ ،‬وسيير‬
‫الله‪ :‬العون الناشيء ميين محييض الكييرم والفضييل ميين دون‬
‫سابقة صنع ول عمل‪.‬‬
‫‪ -110‬القلب يتقلب بين أصييبعي قييدرة الرحميين‪ ،‬فاسييألوا‬
‫الله أن يثبت القلوب على محبته ودينه }وكفى بالله وليا{‪.‬‬
‫‪ -111‬المظاهر البارزة منها ما قيض للخير‪ ،‬ومنها ما قيض‬
‫للشيير‪ ،‬والمتصييرف فيهييا باريهييا‪ ،‬فييالمظهر المقيييض للخييير‬
‫يشكر‪ ،‬والمظهر المقيييض للشيير ينكيير‪ ،‬واللييه فييي الحييالين‬
‫يذكر‪.‬‬
‫‪ -112‬ل يتم نظام رجل أقامة الله مظهرا للشيير‪ ،‬لن اللييه‬
‫لو أراد أن يتم نظامه لما أقامة مظهرا فيما يكرهه ‪.‬‬
‫‪ -113‬دع عنك الهتمام بتقويم المعوج قبل بييروز السيياعة‬
‫المقومة‪ ،‬فإن سحاب الخييير يمطيير بإبييانه‪ ،‬ول يطلييب قبييل‬
‫أوانه‪.‬‬
‫‪ -114‬ل تسيقط همتيك بييد هميك فتنقلييب عين المطيالب‬
‫العلية‪ ،‬فإن الهم كافور الهميية والقييدام عنبرهييا‪ ،‬والمقضييي‬
‫كائن وغيره ل يكون ‪.‬‬
‫‪ -115‬قف عند أفعالك التي وهبييت لييك‪ ،‬ول تكلييف نفسييك‬
‫تبديل ما اضطررت بفعله‪ ،‬ول تراك مجبورا ً ول مختارًا‪ ،‬فييإن‬
‫المر بين المرين ‪.‬‬
‫‪ -116‬كييل ولييي يقييول ويصييول فهييو فييي حجيياب القييول‬
‫والصولة‪ ،‬حتى ينقهر تحت سطوة الربوبية ‪ ،‬ويفيء إلى أمر‬
‫الله‪ ،‬فإذا فاء دنا فتدلى بصدقه إلييى قيياب قوسييي المتابعيية‬
‫المحمدية‪ ،‬وحينئذ تصح لييه رتبيية العبودييية الييتي هييي أكمييل‬
‫الرتب وأعلها‪ ،‬وأقربها من اللييه وأدناهييا‪ ،‬وأعظمهييا وسيييلة‬
‫إليه وأقواها‪ ،‬وليس للخلق سواها‪.‬‬
‫م اليقين‪ ،‬وحق‬ ‫‪ -117‬كل من اكتحل بإثمد التوفيق عل َم ِ عل ْ َ‬
‫اليقين‪ :‬أن المباطن والمظاهر تحت قهر الباطن الظاهر‪.‬‬
‫‪ -118‬صفاء القلب والبصيرة‪ ،‬ونفاذ نور البصيير يكييون ميين‬
‫قلة الطعييام والشييراب‪ ،‬لن الجييوع يزيييل الكييبير والتعيياظم‬
‫والتجبر‪ ،‬وبه تعذيب النفس حتى تصير مشغولة بالحق‪ ،‬ومييا‬
‫رأيت شيئا يكسر النفس مثل الجوع قط‪ ،‬وأما الشييبع فييإنه‬
‫يورث قسوة القلب وظلمته‪ ،‬وعدم نفاذ نور البصيرة‪ ،‬وتكثر‬
‫بسببه الغفلة‪.‬‬
‫‪ -119‬رعاييية خييواطر الجيييران أولييى ميين رعاييية خييواطر‬
‫القارب‪ ،‬لن القارب خواطرهم مجبورة بالقرابة‪ ،‬والجيران‬
‫ل‪.‬‬
‫‪ -120‬القلب المنور يميل إلى صحبة الصييلحاء والعييارفين‪،‬‬
‫وينفر من صحبة المتكبرين والجاهلين‪.‬‬
‫‪ -121‬معاملة عباد الله بالحسان‪ ،‬توصل العبد إلى الديان‪،‬‬
‫والصلة على رسول صلى الله عليه وسييلم تسييهل المييرور‬
‫علييى الصييراط‪ ،‬وتجعييل الييدعاء مسييتجابا‪ ،‬والصييدقة تزيييل‬
‫غضب الله والحسان للوالدين يهون سكرات الموت‪.‬‬
‫‪ -122‬صحبة الشرار‪ ،‬والحمقييى والظلميية وأهييل الحسييد‪:‬‬
‫ظلمة سوداء‪.‬‬
‫‪ -123‬العارف من كان على جانب كبير من سلوك طريييق‬
‫الحييق‪ ،‬مييع المواظبيية والسييتقامة عليييه فل يييتركه دقيقيية‬
‫واحدة‪.‬‬
‫‪ -124‬الصييوفي يتباعييد عيين الوهييام والشييكوك‪ ،‬ويقييول‬
‫بوحدانية الله تعالى في ذاته‪ ،‬وصييفاته‪ ،‬وأفعيياله‪ ،‬لنييه ليييس‬
‫كمثله شيء‪ ،‬يعلم ذلك علما يقينييا‪ ،‬ليخييرج ميين بيياب العلييم‬
‫الظني‪ ،‬وليخلع من عنقه ربقة التقليد‪.‬‬
‫‪ -125‬الصوفي ل يسلك غير طريق الرسول المكرم صلى‬
‫الله عليه وسلم فل يجعل حركاته وسكناته إل مبنية عليه ‪.‬‬
‫‪ -126‬الصوفي ل يصرف الوقات فييي تيدبير أمييور نفسيه‪،‬‬
‫لعلمه أن المدبر‪ :‬الحق عز وجل‪ ،‬ول يلجأ في أموره ويعيول‬
‫على غير الله تعالى ‪.‬‬
‫‪ -127‬الصيوفي يتجنيب مخالطية الخليق مهميا أمكين‪ ،‬لن‬
‫الصوفي كلما زاد اختلطه بييالخلق ظهييرت عيييوبه‪ ،‬والتبييس‬
‫عليييه الميير‪ ،‬وإذا خييالط البعييض فليخييتر لنفسييه صييحبة‬
‫الصالحين‪ ،‬فإن المرء على دين خليله‪.‬‬
‫‪ -128‬نفس الفقير مثل الكبريت الحمر ل يصرف إل بحق‬
‫لحق‪.‬‬
‫‪ -129‬من لم يزن أقواله وأفعيياله وأحييواله فييي كييل وقييت‬
‫بالكتاب والسيينة‪ ،‬ولييم يتهييم خييواطره لييم يثبييت عنييدنا فييي‬
‫ديوان الرجال‪.‬‬
‫‪ -130‬من علم ما يحصل له هان عليه ما يبذل‪.‬‬
‫‪ -131‬من استقام بنفسه استقام به غيره ‪ ،‬كيييف يسييتقيم‬
‫الظل والعود أعوج؟!‬
‫‪ -132‬الفقير إذا كسر نفسه‪ ،‬وذل وانييداس‪ ،‬واحييترق بنييار‬
‫الشوق والصدق‪ ،‬وثبت في ميدان الستقامة بين يييدي اللييه‬
‫تعالى‪ ،‬صييار معييدن الخيييرات‪ ،‬ومقصييد المخلوقييات‪ ،‬وصييار‬
‫كالغيث‪ :‬أين وقييع نفييع‪ ،‬ويكييون حينئذ رحميية وسييكينة علييى‬
‫خلق الله تعالى‪.‬‬
‫‪ -133‬ربما اتبع الكاذب وهجيير الصييادق‪ ،‬وكييثرت طقطقيية‬
‫النعال حول المغرورين‪ ،‬وتباعد النيياس عيين المييتروكين‪ ،‬فل‬
‫تعجب ميين ذلييك‪ ،‬فييإن حييال النفييس‪ :‬تحييب القبيية المزينيية‪،‬‬
‫والقبر المنقييوش‪ ،‬والييرواق الوسيييع‪ ،‬وتييألف الشيييخ الكييبير‬
‫العمامة‪ ،‬الوسيع الكم‪ ،‬الكثير الحشمة‪ .‬فسير همة القلب ل‬
‫همة النفس لكشف هذه الحجييب‪ ،‬وقييل لنفسييك‪ :‬لييو رأيييت‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيييرة وقييد أثييرت‬
‫في جنبه الشريف ورأيت أهيل بيتيه –رضيوان الليه وسيلمه‬
‫عليهم– ل طعام لهم ول حشم‪ ،‬ثم رأيت كسرى العجم على‬
‫سريره المرصع بالجواهر واليواقيت‪ ،‬وأهل بيته مسييتغرقين‬
‫بالترف والنعيم‪ ،‬محيياطين بالخييدم والحشييم‪ ،‬أييين تكييونين؟‬
‫ومع أي صيينف تنصييرفين؟ فل بييد إن وفقهييا اللييه‪ ،‬أن تحييب‬
‫معية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته‪ ،‬فقد بهذا‬
‫الشأن همة القلب إلى أهييل الحييال المحمييدي تحسييب فييي‬
‫حزب الله‪ :‬إن حزب الله هم الغالبون‪.‬‬
‫‪ -134‬وإياك أن تنظر حيال تقشييفك شيييئا‪ ،‬فيإن الجيوع بل‬
‫معرفة وأدب محمدي‪ ،‬وصف من أوصاف الكلب !‬
‫‪ -135‬فييارفع قييدرك بييالدب المحمييدي إلييى مراتييب أهييل‬
‫الوصييلة ميين صييدور القييوم‪ ،‬واقطييع عنييك رؤييية العمييل‪،‬‬
‫واطمس حروف أنانيتك فإنها بقية إبليس‪ ،‬وكن عبدا ً محض يا ً‬
‫تفز بقرب سيدك‪ ،‬وكفى بالله وليا‪.‬‬
‫‪ -136‬تعلق الناس اليوم بأهل الحيرف والكيميياء والوحيدة‬
‫والشييطح‪ ،‬والييدعوى العريضيية‪ ،‬إييياك ومقاربيية مثييل هييؤلء‬
‫الناس‪ ،‬فإنهم يقودون من اتبعهم إلى النار‪ ،‬وغضييب الجبييار‪،‬‬
‫ويدخلون في دين الله ما ليييس منييه! وميين ميين جلييدتنا‪ ،‬إذا‬
‫رأيتهم حسبتهم سادات الدعاة إلى الله تعالى‪ ،‬حسبك اللييه‪،‬‬
‫إذا رأيييت أحييدا منهييم قييل‪} :‬يييا ليييت بينييي وبينييك بعييد‬
‫المشرقين{‪.‬‬
‫‪ -137‬جاهل من أهل هذه الخرقة يلحييق يييدك بيييد القييوم‪،‬‬
‫ويأمرك بذكر الله‪ ،‬وملزمة الكتاب والسيينة‪ ،‬خييير ميين تلييك‬
‫الطائفة كلها‪ ،‬فر منهييم كفييرارك ميين السييد‪ ،‬كفييرارك ميين‬
‫المجذوم‪.‬‬
‫‪ -138‬قال حذيفة رضي الله عنه ‪" :‬كانوا يسييألون رسييول‬
‫الله صلى الله عليييه وسييلم عيين الخييير‪ ،‬وكنييت أسييأله عيين‬
‫الشر مخافة أن يدركني‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول الله ! إنا كنا فييي‬
‫جاهلية وشر‪ ،‬فجاءنا الله بهذا الخير‪ ،‬فهل بعد هذا الخير من‬
‫شر؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قلت‪ :‬وهل بعد ذلك الشر من خييير ؟ قييال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬وفيه دخن‪ ،‬قلت‪ :‬وما دخنه؟ قال‪ :‬قييوم يسييتنون بغييير‬
‫سنتي ويهدون بغير هديي‪ ،‬تعرف منهم وتنكر‪ ،‬فقلييت‪ :‬فهييل‬
‫بعد ذلك من شر؟ قال‪ :‬دعاة على أبواب جهنم‪ ،‬من أجييابهم‬
‫إليها قذفوه فيها‪ .‬فقلت يا رسول الله صفهم لنا ؟ قال‪ :‬هم‬
‫من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا‪ ،‬قلت‪ :‬فما تييأمرني إن أدركنييي‬
‫ذلك؟ قال‪ :‬تلزم جماعة المسلمين وإمامهم‪ ،‬قلت‪ :‬فإن لييم‬
‫يكون لهم جماعة ول إمام ؟ قال‪ :‬فاعتزل تلك الفرق كلهييا‪،‬‬
‫ولو أن تعض على أصييل شييجرة حييتى يأتيييك المييوت وأنييت‬
‫علييى ذلييك " ‪ ..‬هييذه وصييية نبيييك المييين‪ ،‬سيييدنا وسيييد‬
‫العالمين‪ ،‬عليه صلوات الله وسلمه‪ ،‬فاحفظها واعمل بها ‪.‬‬
‫‪ -139‬وإياك والتعزز بالطريق‪ ،‬فإن ذلك من سوء الدب مع‬
‫الله والخلق وإنما بنى هذا الطريق على التذلل‪ ،‬فإن القييوم‬
‫ذلوا حتى أتاهم الله بعييز ميين عنييده‪ ،‬وافتقييروا حييتى أتيياهم‬
‫بغنى من فضله‪.‬‬
‫‪ -140‬واحذر صحبة الفرقة التي دأبها تأويل كلمات الكابر‪،‬‬
‫والتفكه بحكاياتهم وما نسب إليهم‪ ،‬فإن أكثر ذلييك مكييذوب‬
‫عليهم‪ ،‬وما كان ذلك إل من عقاب اللييه للخلييق‪ ،‬لمييا جهلييوا‬
‫الحق وحرصوا على الخييير! فييابتلهم اللييه بأنيياس ميين ذوي‬
‫الجرأة السفهاء‪ ،‬فأدخلوا على رسول الله صييلى اللييه عليييه‬
‫وسلم أحاديث‪ ،‬تنييزه مقييام رسييالته علييى الصييلة والسييلم‬
‫عنها‪ ،‬من المرغبة والمرهبيية‪ ،‬والغامضيية والظيياهرة وسييلط‬
‫الله – أيضا – أناسا من أهل البدعيية والضييللة فكيذبوا عليى‬
‫القوم وأكابر الرجال‪ ،‬وأدخلييوا فييي كلمهييم مييا ليييس منييه‪،‬‬
‫فتبعهم البعض‪ ،‬فألحقوا بالخسرين أعمال!‪.‬‬
‫‪ -141‬فعليك بالله‪ ،‬وتمسك للوصول إليه بييذيل نييبيه عليييه‬
‫الصييلة والسييلم‪ ،‬والشييرع الشييريف نصييب عينيييك وجييادة‬
‫الجماع ظاهرة لك‪.‬‬
‫‪ -142‬ل تفارق الجماعة أهل السنة‪ ،‬تلك الفرقيية الناجييية‪،:‬‬
‫واعتصم بالله‪ ،‬واترك ما دونه‪ ،‬وقل في سييرك – أي سيييدي‬
‫– قولي‪:‬‬
‫وليتك تخلو والحياة مرييرة *** وليتك ترضى والنام غضاب‬
‫وليييت الييذي بينييي وبينييك عييامر *** وبينييي وبييين العييالمين‬
‫خراب‬
‫إذا صح منك الود فالكل هين *** وكييل الييذي فييوق الييتراب‬
‫تراب‬
‫‪ -143‬ل تعمييل عمييل أهييل الغلييو‪ ،‬فتعتقييد العصييمة فييي‬
‫المشايخ أو تعتمد عليهييم فيمييا بينييك وبييين اللييه‪ ،‬فييإن اللييه‬
‫غيور‪ ،‬ل يجب أن يدخل فيما آل إلييى ذاتييه بينييه وبييين عبييده‬
‫أحدًا‪.‬‬
‫‪ -144‬نعم هم أدلء على الله‪ ،‬ووسائل إلى طريقييه‪ ،‬يؤخييذ‬
‫عنهم حال رسول الله صلى الله عليه وسييلم‪} :‬رضييي اللييه‬
‫عنهم ورضوا عنه{‪ .‬نتوسييل إلييى اللييه برضييا اللييه عنهييم‪ ،‬ل‬
‫يخزي الله عباده الذين أحبهم‪ ،‬وهو أكرم الكرمين ‪.‬‬
‫‪ -145‬أترك الفضول وانقطع عن العمل بالرأي‪ ،‬وإذا أدركك‬
‫زمان رأيت الناس فيه على ما قلناه‪ ،‬فيياعتزل النيياس‪ ،‬فقييد‬
‫قال عليه الصلة والسلم‪" :‬إذا رأيييت شييحا ً مطاع يًا‪ ،‬وهييوى‬
‫متبعييا‪ ،‬ودنيييا مييؤثرة‪ ،‬وإعجيياب كييل ذي رأي برأيييه فعليييك‬
‫بخويصة نفسك"‪.‬‬
‫‪ -146‬تخلق بخلق نبيك‪ ،‬كن لييين العريكيية‪ ،‬حسيين الخلييق‪،‬‬
‫عظيم الحلم‪ ،‬وفييير العفييو‪ ،‬صيادق الحييديث‪ ،‬سييخي الكييف‪،‬‬
‫رقيق القلب‪ ،‬دائم البشر‪ ،‬كثير الحتمييال والغضيياء‪ ،‬صييحيح‬
‫التواضييع‪ ،‬مراعيييا للخلييق‪ ،‬راعيييا حييق الصييحبة‪ ،‬متواصييل‬
‫الحزان‪ ،‬دائم الفكرة‪ ،‬كثير الذكر‪ ،‬طويل السييكوت‪ ،‬صييبورا ً‬
‫على المكاره‪ ،‬متكل على الله‪ ،‬منتصرا ً بيالله‪ ،‬محبيا ً للفقيراء‬
‫والضعفاء‪ ،‬غضوبا لله إذا انتهكت محارم الله ‪.‬‬
‫‪ -147‬كل ما وجدت‪ ،‬ول تتكلف لما فقييدت ول تأكييل متكئا‬
‫والبس خشن الثياب كي يقتدي بك الغنياء‪ ،‬ول تحزن لجديد‬
‫ثيابييك قلييوب الفقييراء‪ ،‬وتختييم بييالعقيق‪ ،‬ونييم علييى فييراش‬
‫حشي بالليف‪ ،‬أو على الحصير‪ ،‬أو على الرض‪ ،‬قائما بسيينة‬
‫نبيييك صييلى اللييه عليييه وسييلم‪ ،‬فييي الحركييات والسييكنات‪،‬‬
‫والفعال‪ ،‬والقوال والحوال‪.‬‬
‫‪ -148‬حسن الحسن‪ ،‬وقبح القبيييح‪ ،‬ول تجلييس ول تقييم إل‬
‫على ذكر‪ ،‬وليكن مجلسك مجلس حلم وعلم‪ ،‬وتقوى وحييياء‬
‫وأمانة‪ ،‬وجليسك الفقير‪ ،‬ومؤاكلك المسكين‪.‬‬
‫‪ -149‬ول تكن صخابا ول فحاشا ول تذم أحييدا ً ول تتكلييم إل‬
‫فيما ترجو ثوابه‪ ،‬وأعط كل جليس لك نصيبه‪ ،‬ول تدخر عيين‬
‫الناس برك‪.‬‬
‫‪ -150‬واحذر الناس‪ ،‬واحترس منهم‪ ،‬ول تطو عن أحد منهم‬
‫شرك‪ ،‬ول تشافه أحد بما يكره‬ ‫بِ ْ‬
‫‪ -151‬وصن لسانك وسماعك عيين الكلم القبيييح‪ ،‬ول تنهيير‬
‫الخادم‪ ،‬ول ترد ميين سييألك حاجيية إل بهييا‪ ،‬أو بمييا يسيير ميين‬
‫القول‪.‬‬
‫‪ -152‬وإذا خيرت بين أمرين فاختر أيسرهما‪ ،‬مييا لييم يكيين‬
‫مأثما‪.‬‬
‫‪ -153‬وأجب دعوة الداع وتفقد أصييحابك وإخوانييك واعييف‬
‫عمن ظلمك‪ ،‬ول تقابييل علييى السيييئة بالسيييئة‪ ،‬وقييم الليييل‬
‫باكيا في الباب‪ ،‬وطب بالله وحده‪ ،‬وكفى بالله وليا‪.‬‬
‫‪ -154‬قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه‪:‬‬
‫من شهد في نفسه الضعف‪ :‬نال الستقامة ‪.‬‬
‫وقييال‪ :‬أركييان المييروءة أربعيية‪ :‬حسيين الخلييق‪ ،‬والتواضييع‪،‬‬
‫والسخاء‪ ،‬ومخالفة النفس‪.‬‬
‫وقال‪ :‬التواضع يورث المحبة‪ ،‬والقناعة تورث الراحة ‪.‬‬
‫وقال‪ :‬الكيس العاقل‪ :‬الفطن المتغافل‪.‬‬
‫وقال‪ :‬إنما العلم ما نفع‪.‬‬
‫‪ -155‬فاشهد نفسك بالضعف والفقر تستقم‪ ،‬وشيد أركييان‬
‫المييروءة تحسييب ميين أهلهييا‪ ،‬وتواضييع واقنييع تصيير محبوبييا‬
‫مستريحا‪ ،‬وتغافل تكن كيسا‪.‬‬
‫‪ -156‬وخذ من العلم ما ينفعك إذا أقبلييت علييى ربييك فييإن‬
‫الدنيا خيال‪ ،‬وكلها زوال‪ ،‬والله محول الحوال‪.‬‬
‫يا أيها المعدود أنفاسه *** ل بد يوما أن يتم العدد‬
‫ل بد من يوم بل ليله *** وليلة تأتي بل يوم غد‬
‫‪ -157‬إن الله طوى أولييياءه فييي بييرد سييتره تحييت قبييابه‪،‬‬
‫وحجبهم عن غيييره‪ ،‬ل يعرفهييم إل هييو‪ ،‬وهييذا إلييزام بحسيين‬
‫الظن في الخلق‪ ،‬فإياك وسوء الظن بأحد‪ ،‬إل إذا قامت لييك‬
‫عليه حجة شرعية‪ ،‬فييراع شييرع اللييه ميين دون انتصييار إلييى‬
‫نفسك‪ ،‬آخذا بالخلص‪ ،‬متجردا ً ميين غييرض نفسييك ومييرض‬
‫قلبك‪ ،‬وقبح ما قبحه الشرع‪ ،‬وحسن مييا حسيينه الشييرع‪ ،‬ول‬
‫يكن قولك وفعلك إل لله ‪.‬‬
‫‪ -158‬وإذا لم تقم لك حجيية شييرعية علييى الرجييل ل تأخييذ‬
‫الخلق أو تؤاخذهم بالشبهات‪ ،‬عليك بحسن الظن‪ ،‬فييإن للييه‬
‫مييع الخلييق مضييمرات أسييرار يغييار عليهييا‪ ،‬ل يعلمهييا إل هييو‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪} -159‬ولكل وجهة هييو موليهييا{ فلتكيين وجهتييك المحجيية‬
‫البيضاء‪ ،‬شريعة سيييد النبييياء عليييه صييلوات اللييه وسييلمه‪:‬‬
‫}وكفى بربك هاديا ً ونصيرًا}‬
‫‪ -160‬أبى العقل إل إعقال ما بلغه بواسييطة الفهييم‪ ،‬وأبييى‬
‫القلب إل الترقي إلى ما فوق الفهم‪ ،‬فاجعييل همتييك قلبييية‪،‬‬
‫وحكمتك عقلية تفلح‪.‬‬
‫‪ -161‬في الكف عرق متصل بالقلب‪ ،‬إذا أخذ به شيء من‬
‫الدنيا تسري آفتها إلى القلب ! وهذه آفة عظيمة مخفييية‪ ،‬ل‬
‫يطلع عليه الخلئق‪.‬‬
‫‪ -162‬قال رسول الله صلى الله عليه وسييلم "حييب الييدنيا‬
‫رأس كل خطيئة"‪ ,‬ازهد في الدنيا‪ ،‬وتباعد عن لذائذها ‪.‬‬
‫‪ -163‬وإياك ونوم الليل كالدابة‪ ،‬فإن لله في الليل تجليات‬
‫ونفحات‪ ،‬يغتنمهييا أهييل القيييام‪ ،‬ويحييرم ثمرتهييا أهييل التلييذذ‬
‫بالمنام‪.‬‬
‫‪ -164‬قل للمغرور بأمنه‪ ،‬المتلذذ بنومه‪ ،‬المشغول القلييب‬
‫عن ربه‪:‬‬
‫يا نؤوم الليل في لذته *** إن هذا النوم رهن بسهر‬
‫ليس ينساك وإن نسيته *** طالع الدهر وتصريف الغير‬
‫إن ذا الدهر سريع مكره *** إن عل حط‪ ،‬وإن أوفى غدر‬
‫أوثق الناس به في أمنه *** خائف يقرع أبواب الحيذر‬
‫‪ -165‬المشاهدة حضور بمعنى قرب مقرون بعلم اليقييين‪،‬‬
‫وحق اليقين‪ ،‬فمن حماه الله من البعد والغفلة‪ ،‬وتقرب إلى‬
‫الله بعلم اليقين وحييق اليقييين – بمعنييى‪" :‬أعبييد اللييه كأنييك‬
‫تراه‪ ،‬فإن لم تكن تراه فإنه يراك" فقد دخل حضرة الشهود‬
‫وهي هذه ل غير‪ ،‬وإل فالمشاهدة لغة ل تصييح لمخلييوق فييي‬
‫هذه الدار‪ .‬وحسبك قصة موسى عليه السلم‪.‬‬
‫‪ -166‬حضييرة المشيياهدة لغيية ومعنييى‪ ،‬حضيير اختييص بهييا‬
‫صيياحب قوسييين‪ ،‬بييالقلب والعييين‪ ،‬والختلف فيهييا معلييوم‪،‬‬
‫واختصاصه بها عند أهل الله مجزوم‪.‬‬
‫‪ -167‬فأدب نفسك بالتقرب إليه بما يرضيييه‪ ،‬تحسييب ميين‬
‫أهييل تلييك الحضييرة‪ ،‬بنييص‪ " :‬ل يييزال عبييدي يتقييرب إليييه‬
‫بالنوافل" الحديث‪.‬‬
‫‪ -168‬هدى الله هو الهدى‪ ،‬وكفى بالله وليا‪.‬‬
‫‪ -169‬من تمشيخ عليك تتلمذ له‪ ،‬ومن مد لك يييده لتقبلهييا‬
‫فقبل رجلة‪ ،‬وكن آخر شعرة في الييذنب‪ ،‬فييإن الضييربة أول‬
‫ما تقع في الرأس !‬
‫‪ -170‬إذا بغى عليك ظالم‪ ،‬وانقطعت حيلتييك عيين دفيياعه‪،‬‬
‫فاعلم أنك حينئذ وصلت بطبعك إلى صحة اللتجاء إلى اللييه‬
‫تعالى‪ ،‬فاصرف وجهة قلبك عن غيره واسييقط مييرادك فييي‬
‫بابه‪ ،‬واترك المر إليه تنصرف إليك مادة المدد‪ ،‬فتفعييل لييك‬
‫ما ل يخطر ببالك‪ ،‬وهذا سيير التسييليم وصييدق اللتجيياء إلييى‬
‫الله ‪.‬‬
‫‪ -171‬وإن ارتفعت همتك إلى الرضا بالقدر‪ ،‬كما وقع للمام‬
‫موسييى الكيياظم‪ ،‬سييلم اللييه عليييه ورضييوانه حييين اعتقلييه‬
‫الرشيد – غفر الله له – وحمله من المدينة إلى بغداد مقيدًا‪،‬‬
‫وحبسه‪ ،‬فبقى في حبسه‪ ،‬فلم يفرج عنه حييتى مييات رضييي‬
‫الله عنه‪ ،‬وأخرج ميتا مسموما‪ ،‬وقيده فيه‪ ،‬وما انحرف عيين‬
‫قبلة الرضا حتى مات راضييا عين اللييه ‪.‬فتلييك مرتبية الفيوز‬
‫العظيييم الييتي درجييت مييا ل عييين رأت ول أذن سييمعت‪ ،‬ول‬
‫خطر على قلب بشر‪} :‬إنما يييوفى الصييابرون أجرهييم بغييير‬
‫حساب{‪.‬‬
‫‪ -172‬وقييد انييدرج أئميية أهييل الييبيت – عليهييم سييلم اللييه‬
‫ورضوانه – على الرضا الخييالص‪ ،‬مييع قييوة الكراميية ورفعيية‬
‫القدر عند الله‪.‬‬
‫‪ -173‬فقد صيح أن عبيد المليك بين ميروان الميوي حميل‬
‫المام عليا ً زين العابيدين سييلم اللييه علييه ورضييوانه – مين‬
‫المدينة مقيدا ً مغلول في أثقل قيييود وأغلييظ أغلل! فييدخل‬
‫عليه الزهري – رحمييه اللييه – يييودعه‪ ،‬فبكييى‪ ،‬وقييال‪ :‬وددت‬
‫أني مكانك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ‪.‬‬
‫فقييال‪ :‬تطيين أن ذلييك يكربنييي؟ لييو شييئت لمييا كييان‪ ،‬وإنييه‬
‫ليذكرني عذاب الله تعالى‪ ،‬ثم أخرج يديه ورجليه ميين القيييد‬
‫ثم أعادها‪ ،‬فعلم الزهري ‪ -‬رحمه الله – أن المام حل منزلة‬
‫الرضا‪ ،‬ووصل مقام التسليم المحض‪ ،‬ودخييل حضييرة الفييوز‬
‫العظيم‪ ،‬فطاب صدره‪ ،‬وسل حزنه ‪.‬‬
‫‪ -174‬فزن نفسك‪ ،‬فإن قدرت على المرتبيية العليييا‪ -‬وهييي‬
‫رتبة الرضا – فافعل‪ ،‬وإل فانزل إلى المرتبة الثانية التي هي‬
‫مرتبة صدق اللتجاء إلى الله مع قطع النظيير عيين تييدبيرك‪،‬‬
‫وحولك وقوتك‪ ،‬وكلك وجزئك‪ ،‬وهو تعالى يفعل بييك بنصييره‬
‫وقدرته فوق إرادتك وتدبيرك‪} :‬وكفى بالله نصيرًا{‪.‬‬

‫‪ -175‬إذا هرعت إلى الله‪ ،‬والتجأت إليه‪ ،‬فاجعييل وسيييلتك‬


‫حبيبة صييلى اللييه عليييه وسييلم تسييليمًا‪ ،‬وأكييثر ميين الصييلة‬
‫والسلم عليييه مهمييا أمكنييك‪ ،‬وقييف فييي بيياب اللييه بالعمييل‬
‫بسنته عليه الصلة والسييلم‪ ،‬واسييأل اللييه سييبحانه معتمييدا ً‬
‫عليه تعالى‪ ،‬مستعينا به متوكل ً عليه ‪.‬‬
‫‪ -176‬وإذا أغلقت عليك البواب‪ ،‬فييترقب ميين الفتيياح فتييح‬
‫البيياب‪ ،‬فمييا سييد الخلييق طريقييا إل فتحييه الخييالق‪ ،‬انفييرادا ً‬
‫بربويته‪ ،‬وتعززا ً بألوهيته‪ ،‬فل تقنط من رحمته‪ ،‬ول تيأس من‬
‫روحه‪ ،‬وعليك به }وكفى بالله وليا{‪.‬‬
‫‪ -177‬التوفيق في جميع الحوال إنما هو من اللييه سييبحانه‬
‫وتعالى‪.‬‬
‫‪ -178‬دع هم الحسود‪ ،‬فهمه بك فوق همك به‪ ،‬خل جييانب‬
‫الحمق فكدرك به فوق كدره بنفسه!‬
‫‪ -179‬لزم مجالس العقلء‪ ،‬وخذ الحكمة أييين رأيتهييا‪ ،‬فييإن‬
‫العاقل يأخذ الحكمة ل يبالي على أي حائط كتبييت وعيين أي‬
‫رجل نقلت‪ ،‬ومن أي كافر سمعت‬
‫‪ -180‬هذه الدنيا خلقت للعبرة‪ ،‬والعبرة بكل ما فيها عقل‪،‬‬
‫فخذ بقوة عقلك العبرة من كل مأخذ‪ ،‬واصرف نظييرك عيين‬
‫محلها ‪.‬‬
‫‪ -181‬إياك والتقرب ميين أهييل الييدنيا‪ ،‬فييإن التقييرب منهييم‬
‫يقسييي القلييب‪ ،‬والتواضييع لهييم مييوجب لغضييب الييرب‪،‬‬
‫وتعظيمهم يزيد في الذنوب‪.‬‬
‫‪ -182‬اتخذ الفقراء أصحابا وأحبابا‪ ،‬وعظمهم‪ ،‬وكن مشغول‬
‫بخدمتهم‪ ،‬وإذا جاءك واحد منهم فانتصب لييه علييى أقييدامك‬
‫وتذلل له‪.‬‬
‫‪ -183‬وإذا وقعييت خييدمتك لييدى الفقييراء موقييع القبييول‬
‫فاسألهم الييدعاء الصيالح‪ ،‬واجتهيد أن تعمير ليك مقاميا فييي‬
‫قلييوبهم‪ ،‬فييإن قلييوب الفقييراء مييواطن الرحميية‪ ،‬ومواقييع‬
‫النظرالقدسي‪ ،‬وصف خاطرك من الرعونات البشرية‪.‬‬
‫‪ -184‬ومن كان لك عليه حق أو له عليك حق‪ ،‬فداره حييتى‬
‫يعطيك حقك‪ ،‬أو إلى أن تعطيييه حقييه‪ ،‬وإن قييدرت فسييامح‬
‫من لك عليه حق يعوض الله عليك ‪.‬‬
‫‪ -185‬وكن مع الخلق بالدب‪ ،‬فإنه أدب مع الخالق‪.‬‬
‫‪ -186‬تب بكليتك من رؤية نفسييك‪ ،‬ونسييبك‪ ،‬وأهلييك‪ ،‬فييإن‬
‫"من أبطأ به عمله‪ ،‬لم يسرع به نسبه"‪.‬‬
‫‪ -187‬قم بصلة رحم رسول صلى الله عليه وسييلم‪ ،‬عظييم‬
‫ذوي قرابته‪ ،‬فإن طوق منته في أعناقنا‪ ،‬قال تعالى‪} :‬قل ل‬
‫أسألكم عليه أجرا ً إل المودة في القربى{‪.‬‬
‫‪ -188‬صحح الحييب لجميييع أصييحابه رضييوان اللييه وسييلمه‬
‫عليهم‪ ،‬فإنهم مصييابيح الهييدى‪ ،‬ونجييوم القتييداء‪ ،‬قييال عليييه‬
‫الصلة والسلم‪ " :‬أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم"‪.‬‬
‫‪ -189‬خف اللييه‪ ،‬خييف اللييه "رأس الحكميية مخافيية اللييه"‪.‬‬
‫عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير هذه نصيحتي لك ‪.‬‬
‫‪ -190‬أي أخييي‪ ،‬أخييذتني سييكرة التعليييم إل أنييي جربييت‬
‫الزمان وأهله‪ ،‬وعاركت النفس‪ ،‬وخييدمت الشييرع‪ ،‬وانتفعييت‬
‫بصحبة أهل الصفا‪ .‬فاقبل نصيحتي‪ ،‬فإنه إن شاء الله نشأت‬
‫بإخلص عن حب لك‪ .‬رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه‪.‬‬
‫‪ -191‬أي عبد السييميع‪ ،‬اعمييل بنصيييحتي ول ترنييي رجل إن‬
‫قال لك قائل‪ :‬إن في مملكيية الرحميين مخلوقييا هييو أضييعف‬
‫من هذا اللشيء أحيمييد فل تصييدقه‪ ،‬بييل أقييول‪ :‬يسيير اللييه‬
‫ي وعليييك الطريييق‪ ،‬وجعلنييا وإييياك والمسييلمين ميين‬
‫عليي ّ‬
‫المصطفين الخيار والمخلصين البرار‪ ،‬أحباب الله ورسوله‬
‫}وكفى بالله وليا{ والحمد لله رب العالمين‪.‬‬

‫مم‬

You might also like