‫‪14‬‬

‫�أغ�سط�س ذكرى االستقالل‬

‫العدد الأول ‪ 2009‬لن�شرة �سنوية ت�صدر عن الفريق العامل على �إحياء منا�سبة ذكرى ا�ستقالل البحرين من براثن الإ�ستعمار الربيطاين ورحيله عن املنطقة يف العام ‪1971‬م‪.‬‬

‫اليوم الوطني‬
‫ب�سم اهلل الرحمن الرحيم وال�صالة وال�سالم على �سيدنا حممد خامت الأنبياء واملر�سلني وعلى �آله و�صحبه و�سلم‬
‫�أجمعني‪.‬‬
‫ارتبط اليوم الوطني يف ذاكرة الإن�سان‪ ،‬بيوم خال�صه من ربقة اال�ستعمار‪ ،‬لذا حتتفل به الأمم لأنه لها ال�شم�س التي‬
‫�أ�شرقت فبددت ظالم االحتالل و�سلطة امل�ستعمر و�سيطرته على مقدرات ال�شعب والأمة ون�شرت �شعاع احلرية‪،‬‬
‫وعليه فقد تزامنت ت�سمية اليوم الوطني وتالزمت مع هذا اليوم ‪ ،‬فهو يوم اجلالء ويوم طرد الدخالء‪.‬‬
‫يوم جلو�س حاكم البحرين على العر�ش‪ ،‬وربط‬ ‫و قد كانت البحرين بحكم موقعها اجلغرايف قبلة للطامعني ومطمع ًا‬
‫الوطن ب�أكمله بحاكمة‪.‬و ال يخفى على العارف‬ ‫للم�ستعمرين عرب الأزمنة‪ ،‬فعانت كثريا من خ�ضوعها لال�ستعمار تلو الآخر‪،‬‬
‫ب�أن ذلك يعترب تالعب بالتاريخ من قبل‬ ‫ولنا يف التاريخ و�آثاره �شاهد على ذلك‪ ،‬وكان االحتالل الربيطاين للبحرين هو‬
‫ال�سلطة‪ ،‬ويجب علينا نحن �أبناء العامة رف�ض‬ ‫خامتة �أزمنة اال�ستعمار‪ ،‬وبالرغم من �أن الوجود الربيطاين يف البحرين قد‬
‫ذلك واحلفاظ على اليوم الوطني احلقيقي واالحتفاء به و�إحياءه باعتباره‬ ‫اتخذ مظلة وم�سمى احلماية ليب�سط �سيطرته‪� ،‬إال �أن واقع احلال قد قال ب�أنه‬
‫رمز للحرية واال�ستقالل‪ ،‬و�أن ال نرتك �أنف�سنا تنقاد �إىل ما يتم ت�سويقه من‬ ‫كان ا�ستعمار ًا‪ ،‬رف�ضه �أهل البحرين املخل�صني ال�صادقني الأوفياء‪ ،‬الذي ما‬
‫�أباطيل‪.‬‬ ‫فتئوا يقاومونه وي�سعون �إىل جالءه من �أر�ضها‪ ،‬وقد دفعوا �ضريبة لتحقيق هذه‬
‫�أقول قويل هذا و�أ�ستغفر اهلل يل ولكم‪ ،‬وا�شهد �أن ال اله �إال اهلل وحده ال �شريك‬ ‫النتيجة دماء غالية ارتوت بها �أر�ض البحرين الطاهرة‪ ،‬حيث حتققت الن�صر‬
‫له و�أن حممد عبده ور�سوله‪ ،‬و�صلي اللهم على حممد و�آل حممد و�صحبه و�سلم‬ ‫للإرادة البحرينية احلرة‪ ،‬وظفرت با�ستقاللها بتاريخ ‪� 14‬أغ�سط�س ‪،1971‬‬
‫ت�سليما كثريا‪.‬‬ ‫ليكون هذا اليوم هو اليوم الوطني احلقيقي للبحرين‪.‬‬
‫عي�سى بن عبداهلل اجلودر‬ ‫ولكن‪ ،‬كما يقال ب�أن تدوين التاريخ وت�أريخ الوقائع كان وما زال بيد الأقوى‪ ،‬لذا‬
‫يف ‪� 3‬أغ�سط�س ‪2009‬‬ ‫فقد �سعت ال�سلطة يف البحرين �إىل طم�س اليوم الوطني‪ ،‬اليوم الذي ارتبط‬
‫باحلرية واال�ستقالل‪ ،‬من خالل ا�ستبداله بيوم ال�ساد�س ع�شر من دي�سمرب‪،‬‬
‫تتقدم حركة احلريات والدميوقراطية «حق» وتيار الوفاء الإ�سالمي اىل �شعب البحرين وكوادره املجاهدة واملنا�ضلة بالتهنئة احلارة على الذكرى‬

‫تهنئة‬
‫الـ‪ 38‬لإ�ستقالل البحرين ورحيل الإ�ستعمار الربيطاين‪ ،‬داعني املوىل عز وجل �أن يعيدها عليهم وال�شعب يرفل باحلرية والدميقراطية التي طالب‬
‫بها و�ضحى من �أجلها منذ عقود من الزمن‬

‫االستقالل الوطني‪ ..‬الدروس والدالالت‬

‫ي�شوب عالقات البحرين بالدول الكربى من تبعية‪.‬‬
‫‪ -2‬تر�سخ الهوية العربية‪ ،‬فقد ارتبط باال�ستقالل‬
‫الوطني تدخل الأمم املتحدة الج��راء اال�ستفتاء‬
‫حول ا�ستقالل البحرين عن اي��ران كدولة عربية‬
‫م�ستقلة‪ .‬وق��د اخ �ت��ار �شعب ال�ب�ح��ري��ن الت�شكل‬
‫يف دول��ة عربية م�ستقلة‪ .‬وقيمة الهوية العربية‬
‫امل�ستقلة م��ازال��ت م�ستمرة ول�ي���س��ت ه��ي حمل‬
‫للخالف‪ .‬ولكن اال�ستفتاء الأممي �أ�س�س للبحرين‬
‫اال�ستقالل االعداد النتخاب ن�صف �أع�ضاء الهيئة‬ ‫كدولة م�ستقلة بناءا على االرادة العامة ل�شعب‬
‫الت�أ�سي�سية‪ ،‬وال �ت��ي �أجن ��زت �صياغة الد�ستور‬ ‫البحرين‪ ،‬وهو ما يعني �أن هناك امكانية لتدخل‬
‫التعاقدي‪ .‬ثم �أعقبها انتخاب املجل�س الوطني‪.‬‬ ‫الأمم املتحدة‪ ،‬عندما تنق�ض العائلة احلاكمة‬
‫لقد كانت �صياغة الد�ستور التعاقدي ‪-‬وهو د�ستور‬ ‫الأ�س�س التي قام عليها اال�ستفتاء الأممي وهو ما‬
‫‪ -73‬ميثل االعرتاف الر�سمي الأول‪ ،‬بحق ال�شعب‬ ‫هدفت العري�ضة الأمم�ي��ة الع��ادة الت�أكيد عليه‪.‬‬
‫تتمة �ص‪3‬‬ ‫البحريني يف ال�شراكة ال�سيا�سية‪،‬‬ ‫‪� -3‬صياغة الد�ستور التعاقدي‪ .‬فقد �أنتج اعالن‬
‫ال�شيخ �سعيد مريزا النوري‬
‫مثل حدث ا�ستقالل البحرين بتاريخ ‪1971/8/14‬‬
‫مف�صال �أ�سا�سيا يف ت��اري��خ البحرين احلديث‪،‬‬
‫وق��د ت�لازم��ت م��ع اال��س�ت�ق�لال ال��وط�ن��ي للبحرين‬
‫ع��دة ق�ضايا �أ�سا�سية‪ ،‬متثل قيما وطنية تتوفر‬
‫على م�ضامني خ��ا��ص��ة‪ ،‬تتمثل ب��الأم��ور التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اال�ستقالل الوطني عن بريطانيا‪ :‬وهي القيمة‬
‫الرئي�سية املبا�شرة لال�ستقالل الوطني‪ .‬وقد نتجت‬
‫ع��ن االع�ل�ان الر�سمي ع��ن اال��س�ت�ق�لال الوطني‬
‫عن بريطانيا عدة مفاعيل مهمة‪ ،‬منها ان�ضمام‬
‫البحرين لالمم املتحدة‪ ،‬وتوفرها على �سيادتها‬
‫الوطنية على �أرا�ضيها‪ ،‬وتعاملها مع الدول الأخرى‬
‫من موقع ال�سيادة واال�ستقالل الوطني‪ .‬وقد ا�ستمرت‬
‫القيمة امل�ؤ�س�سة لال�ستقالل‪ ،‬ومل ينغ�صها اال ما‬
 ‫ماذا يعني يوم االستقالل لنا؟‬
‫د‪�.‬سعيد ال�شهابي‬
‫عندما �أكملت القوات الربيطانية ان�سحابها من البحرين يف ‪� 15‬أغ�سط�س ‪ 1971‬كان �أمل �شعبها العي�ش‬
‫وفق التفاهم الذي مت يف العامني ال�سابقني بني �أطراف ثالثة‪ :‬ال�شعب وممثلي الأمم املتحدة والعائلة‬
‫اخلليفية احلاكمة‪ .‬فقد عرب املواطنون للبعثة الر�سمية التي �أر�سلها الأم�ين العام ل�ل�أمم املتحدة‬
‫ال�ستطالع �آراء �أهل البحرين �إزاء خيارين‪ :‬الو�صاية الإيرانية �أو اال�ستقالل‪.‬‬
‫البعثة الأممية ا�ستمزجت �آراء املواطنني من خ�لال امل���آمت وامل�ساجد وال��ن��وادي وا�ستنتجت �أن �شعب‬
‫البحرين يريد دول��ة عربية م�ستقلة ب�شرط �أن يكون �شريكا يف �إدارت��ه��ا‪ .‬وق��د عرب عن تلك الإرادة‬
‫با�شرتاط كتابة د�ستور ي�ؤكد ال�شراكة �إىل جانب االعرتاف املتبادل بالوجود واحلقوق بني الطرفني‬
‫الأ�سا�سيني يف املعادلة ال�سيا�سية‪ :‬ال�شعب والعائلة اخلليفية‪.‬‬
‫ولذلك فما �إن اكتملت �إجراءات االن�سحاب حتى بد�أ الطرفان ي�ستعدان لكتابة د�ستور يعرب عن تعاقد‬
‫ملزم للطرفني‪ .‬فجاءت انتخابات املجل�س الت�أ�سي�سي يف دي�سمرب ‪ 1972‬لت�ضع البالد على اخلطوة‬
‫الأوىل على طريق العمل ال�سيا�سي الذي ينظمه التوافق بني الطرفني‪ ،‬وعدم انفراد �أي منهما باتخاذ‬
‫م�صدرا ل�شرعية �شعبية‪ ،‬الن ذلك الد�ستور مل تكتبه‬ ‫القرارات املهمة للبالد‪.‬‬
‫قرار �شعب البحرين‪ ،‬وذلك خالل م�ؤمتر �صحايف‬
‫�أيد بحرانية ومل يتم الت�صويت عليه �شعبيا‪.‬‬ ‫عقده يف باك�ستان يف ‪.1968‬‬ ‫�شرعية احلكم‬
‫من هنا فان مت�سك الطرفني بالد�ستور خالل احلقبة‬ ‫ورمبا النقطة الأهم يف ما جرى‪� ،‬أن الد�ستور الذي ك��ان ذل��ك الإع�ل�ان ع��ام�لا م�شجعا للربيطانيني‬
‫ال�سوداء (‪ )2000-1975‬كان �ضرورة للطرفني‪،‬‬ ‫كتبه املجل�س الت�أ�سي�سي و�أق��ره يف العام الالحق‪ ،‬للخو�ض يف م�ستقبل الو�ضع ال�سيا�سي يف البحرين‪,‬‬
‫وبتخلي احدهما (العائلة اخلليفية) عنه قد �أخل‬ ‫ك��ان امل ��رة الأوىل ال�ت��ي تتوفر للعائلة اخلليفية وج��اء اال�ستفتاء ليحدد م�ع��امل ذل��ك امل�ستقبل‪.‬‬
‫بالو�ضع ال�سيا�سي والد�ستوري ب�شكل مل يتم ملئه‬ ‫ال�شرعية ال�شعبية للحكم‪ .‬فقد احتلت تلك العائلة وبكتابة د�ستور ‪ 1973‬حتققت �أم��ور عديدة‪� .‬أولها‬
‫حتى الآن‪ .‬ف�إذا كان هناك من كان م�ستعدا لتجاوز‬ ‫البالد بالقوة يف ‪ ،1783‬وبقيت يف كر وف��ر تارة ح�صول العائلة اخلليفية على اعرتاف �شعبي بحقها‬
‫م�س�ألة ال�شرعية الد�ستورية والعمل �ضمن الد�ستور‬ ‫مع املواطنني و�أخ��رى مع القوى الأخ��رى الطامعة يف احلكم للمرة الأوىل منذ احتاللها اجلزر‪ .‬الثاين‬
‫اخلليفي‪ ،‬فان ذلك ال يغري من الواقع �شيئا‪ ،‬فاحلكم‬ ‫يف البالد كالوهابيني والعثمانيني والعمانيني حتى �ضمان �شعب البحرين بحقه يف ال�شراكة ال�سيا�سية‪،‬‬
‫اخلليفي حاليا ال يتمتع ب�شرعية �شعبية بعد �أن‬ ‫العام ‪ .1820‬يف ذلك العام وقع �شيخ البحرين‪ ،‬ومعه وان ��ه م�صدر ال�سلطات‪ .‬الثالثة �أن االن�سحاب‬
‫�ألغى الوثيقة التاريخية الوحيدة التي اعرتف �شعب‬ ‫�سائر زعماء امل�شيخات اخلليجية الأوىل اتفاقية منع الربيطاين لن ي�ؤدي �إىل فراغ �سيا�سي طاملا كانت‬
‫البحرين من خاللها باحلكم اخلليفي‪ .‬و�سنظل‬ ‫هناك عملية انتخابية وفق د�ستور توافقي‪ .‬ومرجعية‬ ‫القر�صنة مبنطقة اخلليج وبحر عمان‪.‬‬
‫ملتزمني ب�ضرورة االعرتاف بوجود �شعب البحرين‬ ‫ومنذ ذل��ك ال��وق��ت �أ�صبحت بريطانيا على �صلة د�ستور ‪ 1973‬م�س�ألة حا�سمة حتى لدى رموز العائلة‬
‫ك�شريك د�ستوري و�سيا�سي ك�شرط لأي اعرتاف‬ ‫مبا�شرة ب�أو�ضاع املنطقة‪ .‬وحتولت تدريجيا �إىل اخلليفية‪ .‬فربغم قيام رئي�س ال��وزراء‪ ،‬خليفة بن‬
‫باحلكم اخلليفي‪ .‬وما البط�ش ال��ذي ميار�س �ضد‬ ‫�سلطة حاكمة‪ ،‬ت�صدر الأوام��ر �إىل ال�شيوخ الذين �سلمان �آل خليفة‪ ،‬يف ‪� 25‬أغ�سط�س ‪ 1975‬بتجميد‬
‫�أه��ل البحرين حاليا �إال ب�سبب �شعور احلاكمني‬ ‫يحكمون حتت احلماية الربيطانية‪ .‬فكان �آل خليفة العمل ب��امل��واد الد�ستورية ال�ت��ي تنظم املمار�سة‬
‫بعدم �شرعية حكمهم يف غياب الد�ستور التعاقدي‬ ‫يف الواقع وكالء للربيطانيني‪ ،‬ومل يح�صلوا على قرار االنتخابية‪ ،‬فقد ت�شبث بالد�ستور طوال ربع القرن‬
‫ال��ذي ين�ص على االع�تراف املتبادل بالوجود بني‬ ‫�شعبي باحلكم‪ .‬وهذا ما ت�ؤكده الوثائق التاريخية التايل‪ ،‬العتقاده �أن التفريط به يفقد عائلته �شرعية‬
‫الطرفني‪ .‬و�سوف يظل الو�ضع ال�سيا�سي حمتقنا لأنه‬ ‫ومن بينها العرائ�ض التي وقعها املواطنون ورفعوها االعرتاف ال�شعبي‪.‬‬
‫قائم على �أ�س�س غري متوازنة‪ ،‬فال �شرعية لأي نظام‬ ‫�إىل حكومة الهند الربيطانية خ�صو�صا يف مطلع‬
‫خارج الأطر الد�ستورية التي يكون ال�شعب �شريكا‬ ‫الع�شرينات من القرن املا�ضي‪ .‬تلك الر�سائل ت�صف مغامرة الال �شرعية‬
‫يف �صياغتها‪ ،‬الأم ��ر ال��ذي مل يتحقق يف الو�ضع‬ ‫العائلة اخلليفية بـ "العائلة اخلارجية" ومل تعرتف ول��ذل��ك تعترب اخل�ط��وة التي �أق��دم عليها احلاكم‬
‫البحراين‪.‬‬ ‫احلايل مغامرة خطرية‪ ،‬فقد �أفقدت عائلته م�صدر‬ ‫بحقها يف احلكم قط‪.‬‬
‫�إننا نحتفل بيوم اال�ستقالل ونعتربه عيدا وطنيا‬ ‫تلك ال�شرعية‪ ،‬و�أ�صبح يحكم البالد‪ ،‬لي�س �ضمن‬
‫ل�شعب البحرين لأنه ج�سد طموحه و�شعاراته التي‬ ‫�إطار توافقي‪ ،‬بل بالإكراه والغلبة والقهر‪ .‬فامليثاق‬ ‫اال�ستفتاء ال�شعبي‬
‫رفعها يف ال�ستينات عندما ك��ان ال�شباب يهتفون‬ ‫عندما قرر الربيطانيون يف مطلع ‪ 1968‬االن�سحاب ال��ذي فر�ضه على ال�شعب �إمن��ا مت �إق��راره ب�شروط‬
‫"ي�سقط ي�سقط اال�ستعمار"‪ .‬انتهى اال�ستعمار‬ ‫من كافة املناطق الواقعة �شرقي ال�سوي�س‪ ،‬ومن بينها �أهمها حاكمية د�ستور ‪ 1973‬على امليثاق‪ .‬وحيث مل‬
‫الربيطاين غري ال�شرعي‪ ،‬وا�ستبدل بنظام حكم بد�أ‬ ‫البحرين‪ ،‬كان من ال�ضروري حل الإ�شكاليات التي يلتزم بتلك احلاكمية وقام ب�إلغاء ذلك الد�ستور‪،‬‬
‫�شرعيا ثم �ألغى بجرة قلم م�صدر تلك ال�شرعية‪،‬‬ ‫تلف و�ضع تلك اجلزر خ�صو�صا مع �إ�صرار �إيران فقد وفر ل�شعب البحرين حرية التمل�ص من �إ�ضفاء‬
‫ولذلك ي�ستمر الن�ضال جم��ددا حتى يتحقق لأهل‬ ‫ال�شاه على �سيادتها على تلك اجلزر‪ .‬وجاءت بعثة ال�شرعية على العائلة اخلليفية‪ .‬وال ميكن اعتبار‬
‫البحرين نظام حكم يختارونه ب�أنف�سهم وال يفر�ض‬ ‫الأمم املتحدة بعد �أن �أعلن ال�شاه ا�ستعداده الحرتام د�ستوره الذي فر�ضه على البالد يف ‪ 14‬فرباير ‪2002‬‬
‫عليهم بالقوة والقهر‪.‬‬
 ‫الحركة الوطنية واستقالل البحرين‬
‫اال�سرتاتيجية الدولية فر�ضت �شروطها وبدات‬
‫الإم ��ارات اخلليجية يف مفاو�ضات للو�صول �إىل‬
‫�إحتاد خليجي بينها والذي �إن�سحبت منه البحرين‬
‫وقطر ومت الإعالن عن ا�ستقاللهما‪.‬‬
‫ا�ستقالل البحرين ج��اء يف �ضوء ه��ذه التحوالت‬
‫والرتاكمات‪ ،‬بجانب تدخل الأمم املتحدة لإنهاء‬
‫مطالبة �شاه �إي��ران للبحرين عرب ا�ستفتاء �شبه‬
‫�شعبي �إن �ح��از فيه �شعب البحرين بكل طبقاته‬
‫و�أطيافة ال�سيا�سية وطوائفة العتبار البحرين دولة‬
‫عربية م�ستقلة‪.‬‬
‫هذا التاريخ الوطني لدور ال�شعب وقواه الوطنية يف‬
‫حتقيق اال�ستقالل مطلوب االعرتاف به وتدري�سه‬
‫يف مناهج التعليم وتعزيز ثقافة وطنية قوامها ب�أن‬
‫لل�شعب ون�ضاالته وانتفا�ضاته و�شهدائه ومنفييه‬
‫ومعتقليه ك��ان ل��ه ال ��دور الأ�سا�سي يف ا�ستقالل‬
‫البالد‪.‬‬
‫ه��ذا الإع �ل�ان ال�بري �ط��اين �أرب���ك ح�ك��ام اخلليج‬
‫عبداهلل جناحي‬
‫نائب اللجنة املركزية بجمعية (وعـد)‬
‫ت�أجيل الإن�سحاب والبقاء يف املنطقة‪ ،‬غ�ير �أن‬
‫عند قراءة وحتليل التاريخ هناك من يركز على الفرد القائد �أو احلاكم‬
‫ودوره يف عملية التغيري والتحوالت احلادثة‪ ،‬وهناك من يركز على دور‬
‫ال�شعب وحركاته الوطنية‪.‬‬
‫ويف بالدنا ف�إن هذين املوقفني من التاريخ ي�سودان‪ ،‬فاملوقف الر�سمي وعرب‬
‫العديد من الوثائق يرى ب�أن احلاكم هو الذي كان له الدور الرائد يف‬
‫التحوالت ال�سيا�سية‪ ،‬يف حني ترى القوى الوطنية ب�أن اجلماهري ال�شعبية‬
‫وانتفا�ضاتها واحتجاجاتها كانت لها الدور الكبري من خلق الرتاكمات‬
‫الهادفة نحو التغيري مع عدم �إهمال دور الفرد القائد �أو احلاكم �أو دور‬
‫الظروف املو�ضوعية اخلارجية‪.‬‬
‫وا�ستقالل البحرين يف الرابع ع�شر من �أغ�سط�س ال�شعب �إرادته ال�سيا�سية وحريته وا�ستقالل وطنه‪،‬‬
‫يندرج �ضمن هذه الر�ؤية‪ ،‬فالقوى الوطنية حللت وهو تراكم الميكن �أهماله ‪ ،‬وتاريخ جميع �شعوب‬
‫�أ�سباب اال�ستقالل ال�سيا�سي للبحرين على النحو ال�ع��امل ي��ؤك��د ب ��أن احل��ري��ة كانت نتيجة ن�ضاالت‬
‫وت�ضحيات اجلماهري ال�شعبية‪.‬‬ ‫التايل‪:‬‬
‫ثانياً‪ :‬الظروف املو�ضوعية‪:‬‬ ‫�أو ًال‪ :‬الظروف الذاتية‪:‬‬
‫�أح��د �أه��م �أ�سباب اال�ستقالل ال�سيا�سي للبحرين‬ ‫جماهري �شعبنا ومنذ اخلم�سينات من القرن املا�ضي‬
‫ولعموم �إم��ارات اخلليج هو التغيري اال�سرتاتيجي‬ ‫وعرب حركاتها الوطنية‪� ،‬سواء حركة هيئة الإحتاد‬
‫للقوى اال�ستعمارية الكربى‪ ،‬حيث بد�أت الواليات‬ ‫الوطني �أو القوى القومية والي�سارية يف ال�ستينات قد‬
‫املتحدة الأمريكية ت�أخذ دور القيادة الإمربيالية‬ ‫قادت حتركات �شعبية وا�سعة وانتفا�ضات جماهريية‬
‫للمع�سكر الر�أ�سمايل وخا�صة بعد احلرب العاملية‬ ‫(م��ار���س ‪ )1965‬قدمت فيها ع��دد من ال�شهداء‬
‫الثانية‪ ،‬وبالتايل تراجع دور وثقل الإمرباطورية‬ ‫وع�شرات املنفيني ومئات املعتقلني‪ ،‬مطالبة حقوقها‬
‫الربيطانية ال�ت��ي �أع�ل�ن��ت �إن�سحابها م��ن �شرق‬ ‫ال�سيا�سية امل�شروعة يف امل�شاركة ال�شعبية يف �صنع‬
‫ال�سوي�س‪ ،‬خا�صة بعد �إنت�صار ال�ث��ورة يف جنوب‬ ‫القرار ال�سيا�سي واالقت�صادي واالجتماعي‪ ،‬ف�ضال‬
‫اليمن‪.‬‬ ‫عن مطالبها لنيل احلقوق العمالية من حق التنظيم‬
‫النقابي �إىل زيادة الأجور وحت�سني �شروط وظروف‬
‫املعتمدين على اال�ستعمار ال�بري �ط��اين‪ ،‬وت�شري‬ ‫العمل وعودة املف�صولني لأعمالهم يف �شركة بابكو‪،‬‬
‫الوثائق ب�أن ه�ؤالء احلكام طلبوا من الربيطانيني‬ ‫بجانب مطلب اال�ستقالل الوطني و�إلغاء االنتداب‬
‫الربيطاين وخ��روج امل�ست�شار الربيطاين و�إعطاء‬

‫والدالالت تتمة‬ ‫االستقالل الوطني‪ ..‬الدروس‬

‫ال�شعبي الفاعل‪� ،‬أج�برت ال�سلطة ال�سيا�سية على مما�شاة التوجه ال�شعبي‬
‫نحو د�ستور يعيد لل�شعب دوره امل�سلوب‪ .‬ولكن �أخطاء املعار�ضة تتكرر فقد‬
‫عمدت ال�سلطة جمددا لالنقالب على تعهداتها حل�سا�سيتها املجربة للثغرات‬
‫الوا�ضحة يف ج��دار املعار�ضة وعجز املعار�ضة ع��ن تثبيت وحماية �صيغة‬
‫التوازن مع ال�سلطة ال�سيا�سية‪ .‬وباال�ضافة لق�ضية االنقالبات الد�ستورية‬
‫امل�ت�ك��ررة‪ ،‬فقد عمدت ال�سلطة ال�سيا�سية الف��راغ اال�ستقالل الوطني من‬
‫م�ضمونه الواقعي‪ ،‬وخططت ال�ستبدال �شعب البحرين الأ�صيل ب�شعب �أجنبي‪.‬‬
‫وهو ما ميثل �صيغة جديدة من االحتالل واالبادة العرقية‪ .‬من هنا فقد مثل‬
‫يوم ‪ 1971/8/14‬عقدة لل�سلطة ال�سيا�سية‪ ،‬حتاول تبديله و�شطبه من تاريخ‬
‫البحرين‪ .‬واملعار�ضة البحرينية ان كانت جادة يف اعادة روح ال�شراكة ال�شعبية‬
‫يف ال�ق��رار وامل�صري الوطني‪ ،‬يجب عليها اع��ادة �صيغة ال�ت��وازن ال�سيا�سي‬
‫املفقود‪ ،‬ثم اال�صرار على ترجمة االرادة ال�شعبية يف �صيغة د�ستورية عادلة‪،‬‬
‫ثم اال�صرار على حماية االرادة ال�شعبية من االنقالب والتزوير وااللتفاف‪.‬‬
‫وقيام ال�سلطة اجلديدة على �أ�سا�س التوافق والتعاقد بني العائلة احلاكمة من‬
‫جهة‪ ،‬وال�شعب البحريني من جهة �أخ��رى‪ .‬وقد ح�صل �شعب البحرين على‬
‫االعرتاف الر�سمي بحقوقه يف ال�شراكة ال�سيا�سية‪ ،‬نتيجة �سنوات من الن�ضال‬
‫واجلهاد ال�سيا�سي‪ ،‬وعرب حمطات من الت�ضحيات والتحديات‪ .‬وقد ا�ستطاع‬
‫ال�شعب البحريني وبعد تاريخ من العطاء‪ ،‬حتقيق م�ستوى من التوازن ال�سيا�سي‪،‬‬
‫وهو ما مت ترجمته يف الد�ستور العقدي‪ .‬وميكن القول ب�أن القيمة اجلوهرية‬
‫لال�ستقالل الوطني تتمثل بقيام ال�سلطة ال�سيا�سية على �أ�سا�س ال�شراكة والتوافق‬
‫الوطني‪ .‬وقد وقفت ال�سلطة ال�سيا�سية راف�ضة للم�ضمون اجلوهري لال�ستقالل‬
‫الوطني عرب انقالبها امل�ستمر واملتكرر على دور ال�شعب يف ال�شراكة ال�سيا�سية‪.‬‬
‫فقد انقلبت ال�سلطة ال�سيا�سية على الد�ستور وال�برمل��ان ال�شرعي‪ ،‬مبجرد‬
‫اح�سا�سها بامكانية خلخلت معادلة التوازن ال�سيا�سي‪ .‬وقد كانت املعار�ضة‬
‫عاجزة عن تثبيت التوازن ال�سيا�سي عرب ح�ضور �سيا�سي قوي يعيد الأمور‬
‫اىل ن�صابها‪ .‬ويف اع�ق��اب انتفا�ضة الكرامة الت�سعينية ونتيجة للح�ضور‬
 ‫المستشار‬
‫رغم رحيل اال�ستعمار الر�سمي غري �أن‬
‫احلكومة الربيطانية ابتد�أت عهد الو�صاية‬
‫غري املعلنة عرب م�ست�شارها ت�شارلز بلجريف‬
‫الذي تبعه ايان هندر�سون‬
‫في ذكرى االستقالل‬
‫ال�س�ؤال الذي يفر�ض نف�سه بقوة‪ :‬كان ذلك الإعالن‬
‫قد رتب واكت�سب �صفته القانونية يف ‪� 14‬أغ�سط�س‬
‫‪ ,1971‬فلماذا غيب هذا التاريخ نهائيا و�صار‬
‫يحتفل بعيد جلو�س احلاكم على �سدة احلكم يف ‪16‬‬
‫دي�سمرب من كل عام؟ لقد مرت حتى الآن ‪� 38‬سنة‬
‫على �إ�شهار ا�ستقالل بالدنا‪ ,‬وجرت مياه كثرية‬
‫وتغري النظام الدويل برمته ‪ 180‬درجة ف�أين يكمن‬
‫حل هذا اللغز ال�سيا�سي‪ ,‬وكيف وافق االجنليز على‬
‫تغيري التاريخ الأ�صلي لال�ستقالل بينما هو موثق‬
‫عرب بنود قانونية موقعة بني الطرفني؟‬
‫بقلم‪ :‬باحث وم�ؤرخ وطني‬
‫هذه البحرين للشعب‬
‫�إذا كان الرجل يذود عن بع�ض ماله فمات ميوت �شهيدا‬
‫و�إذا كان الرجل يذود عن �شرفه ميــــوت �شهيدا‬
‫و�إذا كان يذود عن �شرب من �أر�ضه ميوت �شهيدا‬
‫و�إذا كان يذود عن دينه ميوت �شهيدا‬
‫و�إذا كان يذود عن حقه ميوت �شهيدا‬
‫داخ َلنا ال�شك فيمن ميوت دفاعا عن كل تلك العناوين جمتمعة يف الوطن‪ ،‬ب�أنه ال‬ ‫فما بالنا َ‬
‫�شرعية له وال �شهادة له‪ .‬وا�أ�سفاه على ما �أ�ضعناه‪ .‬ورحم اهلل ال�شيخ البطل �أبا جميل‪....‬‬
‫و�شرابـ ـ ـ ــا �سائغا للم�ستغلي ـ ـ ـ ــن يطيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـب‬ ‫ـريب‬
‫وطني كاملاء يج ــري �سل�سبيـ ــال للغ ـ ـ ـ ـ ْ‬
‫زرعه �أحمل وا�ست�ش ــرى يباب ـ ـ ـاً وحمـ ـ ـ ـ ــول‬ ‫نخ ُل ُه �ألب�سـ ـ ـ ـَه احليـ ـ ُـف �صفـ ـ ـ ـ ــاراً وذبـ ـ ـ ـ ـ ْ‬
‫ـول‬
‫كله ـ ـ ــا والغ ـ ـ ـ ـ ـ ٌة يف دم ـ ـ ـ ـ ــه لـي ـ ـ ـ ـ ــل نه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار‬ ‫ر�سمت طيفاً ملن يب�صرها بني الوح ـ ـ ـ ــو�ش‬
‫ف�إذا �أتعبه ال�ضيم علــى الـ ـ ــراحـ ـ ــة نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬ ‫وحبيبي وطني م�ست�سلما يرجـ ـ ــو ال�سـالم‬
‫ف�إذا �أتعبه ال�ضيم علــى الـ ـ ــراحـ ـ ــة نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام‬ ‫وحبيبي وطني م�ست�سلما يرجـ ـ ــو ال�سـالم‬
‫عائــ�ش هــذه �أم زه ـ ـ ـ ـ ــراء ال تختلفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬ ‫ور�أى فيم ـ ـ ــا يـرى النائ ـ ـ ـ ــم �أيـ ــا َم زم ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫و�أغانيهـ ـ ـ ـ ــن للحب بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذات الكلمـ ـ ـ ـ ـ ــات‬ ‫ج ـ ــدن ٌة واح ــدة وال ُبخن ـ ـ ـ ـ ــق وال ُدّرعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫ؤو�س زي ُنها القفـ ـ ــة �أو حِ م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُل زبي ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫ور� ٌ‬ ‫ـو�ص النخي ـ ــل‬ ‫مطها خ ـ ـ ُ‬ ‫وقالدات َخاللٍ َ�س ُ‬
‫ُ‬
‫�سلمان يف �شم ــ�س الظهيــر‬ ‫ُ‬ ‫�ساجداً يف َح ِّر ِه‬ ‫املفرو�ش ُترب ــا وح�صيـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫ُ‬ ‫وهناك امل�سج ُد‬
‫وبحبلِ ا َّل َدّل ِو �ألوى عُم ٌر ي�سقي الريـ ـ ــا�ض‬ ‫وعلي ينرث امل�صــروم من يـ ـ ــوم النـ ـ ـ ـفــا�ض‬ ‫ٌّ‬
‫ف�إذا القاهمو �ألق ـ ـ ـ ـ ــى �سال َم العنفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوان‬ ‫وعليهم يخطر البح ـ ـ ـ ـ ــا ُر بني الأقح ـ ـ ــوان‬
‫وهمو �أعطوه من طيب ثمار الطيبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــني‬ ‫ودعاهم ي�أخذوا من �صي ــده للكـ ــادح ـ ـ ـ ـ ــني‬
‫هكذا من عرقِ الفالح والف ـ ـ ـ�أ�س الرنـ ـ ـ ــني‬ ‫ال�سيب و�شهق الغائ�صني‬ ‫هكذا من قب�ضة َّ‬
‫هكذا من َ�سهَر الأم وحلظ ال�ساه ـ ـ ــدي ـ ـ ـ ــن‬ ‫هكذا من �أدب احل ـ ــق وعلـ ـ ـ ــم العارف ـ ـ ـ ـ ـ ــني‬
‫وبكـ ـ ـ ــل ال َكـلـ ـ ـ ـ ِِم احل ـ ــق كتبن ـ ــا جمل َتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــني‬ ‫هكـ ــذا من دفقـ ــة الـ ــروح ود ِّم الن ـ ـ ــازف ـ ـ ــني‬
‫�ألف كال ‪ . . .‬هذه البحرين لل�شعب‬
‫وللأ�صل وال للوافدين ‪. . .‬‬
‫غازي احلداد‬
‫االن�سحاب من �شرقي ال�سوي�س‪ ,‬وبدا �أن الأمر كما‬ ‫خرجت الدوائر الكولونيالية مثخنة بجراح احلرب‬
‫برر وهو لنقل قوات اجلي�ش الربيطاين �إىل تويل‬ ‫العظمى الثانية يف منت�صف العقد الأربعيني‬
‫مهام جديدة حللف النيتو يف �أوروبا‪.‬‬ ‫من القرن الع�شرين املن�صرم‪ ,‬وان�سجاما‬
‫و�ساد اال�ضطراب يف �إقليم اخلليج‪ ,‬وعبثا حاول‬ ‫مع ا�ستحقاقات تلك احلرب املدمرة‪ ,‬بد�أت‬
‫حكام بلدان اخلليج ثني االجنليز عزمهم‪,‬‬ ‫الإمرباطورية الربيطانية ب�إعادة جممل ح�ساباتها‬
‫ولكن القرار كان قد اتخذ‪ ,‬ومن املحال �إن تعاد‬ ‫يف م�ستعمراتها املمتدة التي ال تغيب عنها ال�شم�س‪.‬‬
‫عقارب ال�ساعة �إىل الوراء‪ .‬ويف �صيف‪1971‬م‬ ‫فكان ا�ستقالل الهند الناجز‪ ,‬بعد املقاومة ال�سلمية‬
‫وقع الربيطانيون مع احلكام يف البحرين وثيقة‬ ‫للرمز الهندي الكبري غاندي‪ ,‬وكرت ال�سبحة‬
‫اال�ستقالل‪ ,‬وبذلك انتقلت الإدارة �إىل حاكم‬ ‫يف بالد �أخرى كانت حتت االنتداب الربيطاين‬
‫البحرين ال�سابق‪ ,‬مع بقاء خرباء بريطانيني داخل‬ ‫يف خمتلف القارات‪ ,‬حتى جاء الإعالن يف لندن‬
‫دوائر احلكومة‪.‬‬ ‫يف �أواخر ال�ستينات تقريبا عن عزم بريطانيا‬