Professional Documents
Culture Documents
التعريف
الغش لغة:
أظهر له غير ما يضمرأي الغل ،والحقد.
الغش اصطالحا:
عند الشافعية :تدليس يرجع إلى ذات المبيع ،بإظهار حسن وإ خفاء قبح .أو تكثيره بما ليس
منه ،ونحو ذلك .وقد يطلق الغش على الخديعة 1 .الغش ما يخلط من الرديء بالجيد .2
)1سعدي أبو جيب ،القاموس الفقهي لغة واصطالحا ،دار الفكر :دمشق ،الطبعة الثانية 1988 ،م ،ج ،1ص . 274
)2المناوي ،محمد عبد الرؤوف ،التوقيف على مهمات التعاريف ،تحقيق محمد رضوان الداية ،دار الفكر :بيروت ،
الطبعة األولى 1410 ،هـ ،ج 1ص .538
)3الفاطر . 5 :
)4الرازي ،محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر ،مختار الصحاح ،تحقيق :محمود خاطر ،مكتبة لبنان ناشرون :بيروت ،الطبعة
األول 1995،م ج ،1ص . 488
1
التغرير :المخاطرة ،والغفلة عن عاقبة االمرأي توصيف المبيع للمشتري بغير صفته
الحقيقية .التغرير الفعلي عند المالكية :أن يفعل البائع فعال في المبيع يظن به
المشتري كماال .الغرر اليسير عند المالكية :هو ما شأن الناس التسامح فيه.
بيع الغرر عند الحنفية ،والشافعية ،والحنابلة :هو بيع ما ال يعلم وجوده وعدمه ،أوال
5
تعلم قلته أو كثرته ،أوال يقدر على تسليمه.
دلس :دالس فالنا مدالسة ،ودالساأي بمعنى خادعه وظلمه . 6التدليس في البيع -2
كتمان عيب السلعة عن المشتري 7مع علمه به مما يوهم المشتري عدمه .8تدليس
الشئ أي خفي.
خدع :خدعا ،وخدعة ،وخديعة :تغير من حال إلى حال وأظهر له خالف ما -3
يخفيه ،وأراد به المكروه من حيث ال يعلم .وفي القران الكريم( :وإ ن يريدوا أن
10
فهو خادع ،وخداع ،وخداعة. 9
يخدعوك فإن حسبك اهلل)
التجاري الغة:
2
التجاري :تجر تجرا من باب قتل واتجر واالسم التجارة وهو تاجر والجمع تجر.11
التجارة تقليب المال بالتصرف فيه لغرض الربح.12
تعريف المختار:
أظهر البائع غير ما يضمر وتدليس و يخلط من الرديء وإ خفاء قبح بإظهار حسن .أو
تكثيره بما ليس منه ويطلق الغش على الخديعة ،و تقليب المال بالتصرف فيه لغرض
الربح .أن الغرر أعم من الغش و التدليس و الخدع و الكذب .ويطلق هذه تعريف على
كل ما يتعلق بالغش في المعامالت.
المطلب الثاني :اتفق الفقهاء أن الغش التجاري حرام واستدل بما يلي :
القرآن
ويفهم ذلك من قوله ذم اهلل عز وجل الغش وأهله في القرآن وتوعدهم بالويلُ ، -1
ِ
وه ْم أَو ين ِإ َذا ا ْكتَالُوا َعلَى َّ
الن ِ
اس َي ْستَ ْوفُون َ .وإِ َذا َكالُ ُ طفِِّف ْ
ين .الّذ َ تعالىَ { :وْي ٌل ِلْل ُم َ
ون{ .13 ِ
وه ْم ُي ْخس ُر َ َّو َزُن ُ
)11الفيومي ،أحمد بن محمد بن علي ،المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،دار الحديث :القاهرة2008 ،م ،ص
. 443
)12المناوي ،محمد عبد الرؤوف ،التوقيف على مهمات التعاريف ،ج 1ص .160
)13المطففين. 3-1:
3
وجه داللة :فهذا وعيد شديد للذين يبخسون -ينقصون -المكيال والميزان ،فكيف
بحال من يسرقها ويختلسها ويبخس الناس أشياءهم؟ إنه أولى بالوعيد من مطففي
المكيال والميزان.
السنة:
إذ يهدم 14
فهو ممنوع منعا مطلقا لقوله صلى اهلل عليه وسلم " :من غش فليس منا" -2
الثقة بين المتعاملين ،ويجعل الحياة التجارية في اضطراب.
المعقول :
األصل في تعامل المسلم مع غيره النصح وعدم الغش. -3
أكل أموال الناس بالباطل فكيف يكون صغيرة بل الظاهر في تعليل كالم الصدر أن -4
فعل ذلك مرة بال إعالن ال يصير به مردود الشهادة وإ ن كان كبيرة كما في شرب
المسكر.15
ويشمل الغش كل أنواع الخالبة من خيانة . -5
)14أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي اهلل عنه ،وقال األلباني أنه حديث صحيح.
)15أفندى ،ابن عابد محمد عالء الدين ،حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير األبصار فقه أبو حنيفة ،دار الفكر
للطباعة والنشر :بيروت2000،م .ج 5:ص47:
4
حرم تناجش أي إيهام الغير برغبة الشراء إغراء له به وتغرير أي إغراء بوسيلة -6
كاذبة للترغيب في العقد.
حرم تدليس العيب أي كتمان عيب خفي في المعقود عليه. -7
حرم غبن فاحش أي وهو اإلضرار بما يعادل نصف عشر القيمة في المنقوالت -8
والعشر في الحيوان ،والخمس في العقارات.
إن التأمل في واقع كثير من الناس ليجد أنهم يمارسون صورا من الغش في البيع والشراء
في شؤون حياتهم ومن ذلك:
بعض البائعين للفاكهة يضع في نهاية القفص المعد لبيعه الفاكهة أوراقا كثيرة ،ثم -1
يضع أفضل هذه الفاكهة أعلى القفص ،وبذلك يكون قد خدع المشتري والغشه من
جهة أن المشتري يظن أن القفص مليء عن آخره ،ومن جهة أنه يظن أن كل
القفص بنفس درجة الجودة التي رآها في أعاله.
)16زاهر الشهري ،دار القاسم :المملكة العربية السعودية_ص ب 6373الرياض ،26.04.2011 ،11442الموقع على
االنترنتhttp://www.saaid.net/rasael/178.htm :
5
وبعضهم يأتي بزيت الطعام ويخلطه ببعض العطور على أن تكون كمية الزيت هي -2
الغالبة وبعضها في عبوات زجاجية ويخرج منها ريح العطر ويبيعه بثمن قليل.
وبعض التجار يشتري سلعة في ظرف خفيف جداً ثم يجعلها في ظرف ثقيل نحو -3
خمسة أضعاف األول ،ثم يبيع ذلك الظرف وما فيه ،ويوزن جملة الكل ،فيكون
الثمن مقابالً للظرف والمظروف.ـ
وبعض التجار يخيط الثياب خياطة ضعيفة ،ثم يبيعها من غير أن يبين أن هذا -4
مخيط.
وبعضهم يلبس الثوب خاما إلى أن تذهب قوته جميعها ثم يقصره حينئذ ويجعل فيه -5
نشاً يوهم به أنه جديد ،ويبيعه على أنه جديد.
وبعض العطارين يقرب بعض السلع إلى الماء كالزعفران مثالُ فتكتسب منه مائية -6
تزيد وزنه نحو الثلث.
وبعض التجار وأصحاب المحالت يسعى إلى إظالم محله إظالما كثيرا باستخدام -7
اإلضاءة الملونة أو القاتمة ،حتى يعيد الغليظ من السلع والمالبس -خصوصاً-
رقيقاً ،والقبيح حسناً ،زين لهم الشيطان سوء أعمالهم.
وبعض الصائغين يخلط مع الذهب نحاساً ونحوه ،ثم يبيعه على أنه كله ذهب. -8
وبعضهم يعمد إلى شراء ذهب مستعمل نظيف ،ثم يعرضه للبيع بسعر الجديد دون -9
أن ُي ّنبه المشتري على انه مستعمل.
يعمد بعض البائعين في مزاد السيارات إلى وضع زيت ثقيل في محرك السيارة -10
حتى يظن المشتري أنها بحالة جيدة.
وبعضهم يعمد إلى عداد الكيلو في السيارة الذي يدل على أنها سارت كثيرا فينقصه -11
بحيلة حتى يتوهم المشتري بذلك أنها لم تسر إال قليال.
وبعضهم يعمد إلى ذكر عيوب كثيرة في السيارة وهي ليست صحيحة ،ويهدف من -12
وراء ذلك إلى إخفاء العيوب الحقيقية في السيارة تحت هذه العيوب الوهمية المعلن
6
عنها .واألدهى من ذلك أنه ال يذكر العيوب إال بعد البيع وتسليم العربون ،وال
يمكن المشتري من فحص السيارة بل وال يسمح له بذلك.
وبعضهم إذا كان معه سيارة يريد بيعها صار يمدحها ويحلف باهلل أنها جيدة، -13
ويختلق أعذاراً لسبب بيعها.
وبعضهم يتفق مع صاحب له ليزيد في ثمن السلعة فيقع فيها غيره .وهذا هو النجش -14
الذي نهى عنه الرسول صلى اهلل عليه وسلم.
وبعض أصحاب بهيمة األنعام يعمد إلى صر -أي شد وربط -ضرع ذات اللبن من -15
بهيمة األنعام قبل بيعها بأيام ليظهر أنها حليب.
17
المطلب الرابع :من مضار الغش:
الغش طريق موصل إلى النار. -1
دليل على دناءة النفس وخبثها ،فال يفعله إال كل دنيء ٍ
نفس هانت عليه فأوردها -2
مورد الهالك والعطب.
البعد عن اهلل وعن الناس. -3
أنه طريق لحرمان إجابة الدعاء. -4
أنه طريق لحرمان البركة في المال والعمر. -5
أنه دليل على نقص اإليمان. -6
أنه سبب في تسلط الظلمة والكفار ،قال البن حجر الهيثمي" :ولهذه القبائح -أي -7
الغش -التي ارتكبها التجار والمتسببون وأرباب الحرف والبضائع سلط اهلل عليهم
)17مصدر السابق
7
الظلمة فأخذوا أموالهم ،وهتكوا حريمهم ،بل وسلط عليهم الكفار فأسروهم
18
واستعبدوهم ،وأذاقوهم العذاب والهوان ألواناً.
المبحث الثاني
بيع مالغشوشة
المطلب األول :تحديد الموضوع والتعريف به
)18زاهر الشهري ،دار القاسم :المملكة العربية السعودية_ص ب 6373الرياض ،26.04.2011 ،11442الموقع على
االنترنتhttp://www.saaid.net/rasael/178.htm :
)19سعدي أبو جيب ،القاموس الفقهي لغة واصطالحا ،ج ،1ص . 274
)20المناوي ،محمد عبد الرؤوف ،التوقيف على مهمات التعاريف ،ج 1ص .538
8
الفضة مالغشوشة بمعدن آخر:
إذا بيعت الفضة مالغشوشة بمعدن آخر ،أو بيع الذهب مالغشوشاً ،فالعبرة للغالب في
الشرع ،فغالب الفضة فضة ،وغالب الذهب ذهب.
خالصة :فإن كان الغش هو الغالب فحكمها حكم على الغالب .وإ ن استوت الفضة
والغش ،أو الذهب والغش :فحكمه حكم ما غلب فيه الفضة أوالذهب في التبايع
واالستقراض ،فال يجوز البيع بها وال إقراضها إال بالوزن ،وال يجوز بيعها مجازفة وعددا.
21
)21الزحيلي ،وهبة ،الفقه اإلسالمي وأدلته ،در الفكر :دمشق ،الطباعة الرابعة ،ج 5ص . 342
9
إن له أن يقتطع ما زال عليه فيها أيضا فإذا باع ثوبا بعشرة مع ربح خمسة واتضح
أن ثمنه ثمانية ال عشرة فللمشتري أن ينقص اثنين من أصل الثمن وما يقابلهما من
الربح وهو قرش .
الغاش :هو الذي يوهم أن في السلعة صفة موجودة يرغب في وجودها وإ ن كان عدمها ال
ينقص السلعة أو العكس بأن يوهم أن السلعة خالية من صفة موجودة فيها ال يرغب في
وجودها وذلك كأن يوهم أن السلعة جديدة واردة من معملها حديثا وهي قديمة لها زمن
طويل عنده أو يوهم أن هذا الثوب وارد من معمل كذا وهو ليس كذلك من شرطها :
أن ال يكون ذلك منقصا لقيمة السلعة وإ ن كان عيبا له الحكم المتقدم في خيار العيب -1
أما حكم الغش المذكور في المرابحة :فهو أن المشتري بالخيار بين أن يمسك المبيع -2
وبين أن يرده .
ففي حالة الغش :يلزم المشتري بأقل األمرين من الثمن والقيمة يوم قبضها وال يقدر
22
للسلعة ربح .
وأما الكاذب والمدلس في المبحث الثالث البيوع يتعلق باألحكام الغش.
)22الجزيري ،عبد الرحمن ،الفقه على المذاهب األربعة ،دار الحديث :القاهرة2004 ،م ،د.ط ،ص 192ج . 2
10
المبحث الثالث
البيوع يتعلق باألحكام الغش
وفي حالة الكذب :فإن المشتري يخير بين أن يأخذ السلعة بالثمن الحقيقي مع ربحه وبين
أن يأخذها بقيمتها يوم قبضها إال إذا زادت قيمتها عن ثمنها المكذوب وربحه فيها شرطان :
.iإنه ال يلزم بدفع الزيادة عند ذلك .
11
.iiاذا البائع رضي بالثمن المكذوب فارتفاع قيمة السلعة ال يكسبه حقا خصوصيا
23
وأنه زاد في الثمن كذبا .
المدلس لغة :دالس فالنا مدالسة ،ودالسا أي بمعنى خادعه وظلمه. 24
واصطالحا :التدليس في البيع كتمان عيب السلعة عن المشتري 25مع علمه به مما يوهم
المشتري عدمه .26تدليس الشئ أي خفي.
وهو الصورة المشهورة في الفقه باسم (التدليس) :فهو إخفاء عيب في أحد العوضين ،كأن
يكتم البائع عيباً في المبيع ،كتصدع في جدران الدار وطالئها بالدهان أو الجص ،وكسر في
محرك السيارة ،ومرض في الدابة المبيعة ،أو يكتم المشتري عيباً في النقود ككون الورقة
النقدية باطلة التعامل ،أو زائلة الرقم النقدي المسجل عليها ،أو ذهب أكثر من خمسها.
)23الجزيري ،عبد الرحمن ،الفقه على المذاهب األربعة ،ص 192ج . 2
)24سعدي أبو جيب ،القاموس الفقهي لغة واصطالحا ج ،1ص . 132
)25الرازي ،محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر ،مختار الصحاح ،ج ،1ص . 218
)26سعدي أبو جيب ،القاموس الفقهي لغة واصطالحا ج ،1ص . 132
)27الدر المختار :ج ،5ص « . 47ال يحل كتمان العيب في مبيع أو ثمن ألن الغش حرام» .
)28رواه ابن ماجه عن عتبة بن عامر .
12
فليس منا" .29ويثبت فيه للمدلس عليه ما يعرف بخيار العيب :وهو إعطاؤه حق الخيار :إن
شاء فسخ العقد ،وإ ن شاء أمضاه .كما سيتضح في بحث الخيارات.
وال فرق في التدليس الموجب للخيار بين أن يصدر من أحد العاقدين ،أو من شخص آخر
. 30
أجنبي عنهما كالدالل ونحوه إذا كان بتواطؤ مع أحد العاقدين
)29أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي اهلل عنه ،وقال األلباني أنه حديث صحيح.
)3( )30الدر المختار ورد المحتار ،167/4 :ط البابي الحلبي.
)31الزحيلي ،وهبة ،الفقه اإلسالمي وأدلته ،ج 4ص .575
)32الرازي ،محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر ،مختار الصحاح ،ج ،1ص . 488
)33القرافي ،أبو العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي ،أنوار البروق في أنواء الفروق (مع الهوامش) ،تحقيق خليل
المنصور،الناشر دار الكتب العلمية :بيروت1998 ،م ،ج 3ص .265
13
وقال الشيرازي الشافعي :الغرر :ما انطوى عنه أمره وخفي عليه عاقبته .34 -3
. 35
وقال اإلسنوي الشافعي :الغرر :هو ما تردد بين شيئين أغلبهما أخوفهما -4
والخالصة تعريفات:
وعرفه األستاذ الزرقاء فقال :هو بيع األشياء االحتمالية غير المحققة الوجود أو الحدود ،لما
فيه من مغامرة وتغريريجعله أشبه بالقمار .الغرر إذن :هو الخطر بمعنى أن وجوده غير
متحقق ،فقد يوجد وقد ال يوجد .وبيع الغرر :بيع ما ال يعلم وجوده وعدمه ،أو ال تعلم قلته
36
وكثرته ،أو ال يقدر على تسليمه.
الغبن مع التغرير
تحديد الموضوع والتعريف به
واصطالحا الفقهاء ،الغبن :أن يكون أحد العوضينـ غير متعادل مع اآلخر ،بأن يكون أقل
من قيمته أو أكثر منها .والتغرير :إيهام خالف الواقع بوسائل مغرية ،وعرفته بأنه وصف
37
المبيع للمشتري بغير صفته الحقيقية.
. 38
والغبن نوعان :يسير وفاحش
)34الشيرازي ،إبراهيم بن علي بن يوسف ،المهذب في فقه اإلمام الشافعي ،دار الفكر :بيروت،د.س ،ج 1ص .262
)35اإلسنوي ،جمال الدين عبد الرحيم ،نهاية السول شرح منهاج األصول ،دار الكتب العلمية :بيروت ،الطبعة األولى،
1999م ،ج 2ص .89
)36الزحيلي ،وهبة ،الفقه اإلسالمي وأدلته ،ج 5ص .95
)37سعدي أبو جيب ،القاموس الفقهي لغة واصطالحا ج ،1ص . 272
)38الكاساني ،أبو بكر بن مسعود بن أحمد ،بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،دار الكتاب العربي :بيروت1982 ،م ،
ج ،13ص .7انظر :أفندى ،ابن عابد محمد عالء الدين ،حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير األبصار ج
7ص .338
14
الغبن اليسير :فهو ما يدخل تحت تقويم المقومين أي ما يتناوله تقدير الخبراء -1
كشراء شيء بعشرة،ثم يقدره خبير بثمانية أو تسعة أو عشرة مثالً ،فهذا غبن يسير.
الغبن الفاحش :فهو ماال يدخل تحت تقويم المقومين أو تقدير الخبراء العارفين -2
بأسعار األشياء ،كما لو وقع البيع بعشرة مثالً ،ثم إن بعض المقومين يقول :إنه
يساوي خمسة ،وبعضهم ستة وبعضهم سبعة ،فهذا غبن فاحش ،ألنه لم يدخل تحت
39
تقويم أحد.
حكمه:
اتفق الفقهاء المالكية والحنابلة والشافية في هذه النجش حرام وعند الحنفية مكروه تحريمية،
لما فيه من تغرير المشتري وخديعته فهو في معنى الغش ويثبت له أي للمشتري بالنجش.
41
15
وهو حرام نهى عنه رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم فقد روى في الموطأ عن ابن -1
فإن كان 42
عمر أن رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم " :نهى عن بيع النجش "
البائع متوطئا مع الناجش فإن اإلثم يكون عليهما معا وإ ال فإن اإلثم يكون على
الناجش وحده .أما إذا لم ترد السلعة على قيمتها فإنه ال يكون حراما .
المالكية :إذ علم البائع بالناجش ورضي عن فعله فسكت حتى تم البيع كان البيع صحيحا
ولكن للمشتري الخيار في أن يمسك المبيع أو يرده فإن ضاع المبيع وهو عنده قبل أن يرده
للبائع فإنه يلزمه أن يدفع األقل من الثمن أو القيمة وتعتبر القيمة يوم العقد ال يوم القبض
أما إذا لم يكن البائع عالما فإنه ال خيار للمشتري على أي حال.
الشافعية :إذا كان البائع غير متواطئ مع الناجش فال خيار للمشتري باتفاق .أما إذا كان
متواطئا ففيه خالف :واألصح أنه ال خيار للمشتري أيضا ألنه قصر في بحث السلعة
بنفسه واعتمد على من أوقعه وغره فال حق له
الحنفية :بيع النجش مكروه تحريما إذا زادت السلعة عن قيمتها .
الحنابلة :للمشتري في بيع النجش الخيار سواء تواطأ الناجش مع البائع أو لم يتواطأ بشرط
أن اشترى السلعة بغبن زائد على العادة فيخير بين رد المبيع وإ مساكه وقال بعضهم :إذا
أمسكه يرجع على البائع بفرق الثمن الذي زاد عليه فيأخذه منه .ومثل بيع النجش ما إذا
قال البائع للمشتري :قد أعطيت في هذه السلعة كذا فصدقة ثم اتضح أن البائع كاذب فإن
للمشتري الخيار في الرد واإلمساك .على أنه يشترط في الحالتين :أن يكون المشتري
43
جاهال وإ ال فال .
)42أخرجه البخاري في البيوع ،باب :النجش ،رقم .2035 :ومسلم في البيوع ،باب :تحريم بيع الرجل على بيع أخيه،
رقم. 1516 :
)43الجزيري ،عبد الرحمن ،الفقه على المذاهب األربعة ،ص 190ج 2
16
خالصة القول :
فإذا قام الدليل على أن ذلك كان بتواطؤ بين البائع والناجش كانت الحرمة عليهما ،وكان
غاراً وغا ّشاً للمشتري ومدلِّساً عليه ،فيثبت له بذلك حق الخيار .وإ ن لم يثبت أن ذلك
البائع ّ
44
التحري والبحث.
ِّ مقصر في
ِّ كان بتواطؤ منهما لم يكن للمشتري الخيار ،ألنه
ضرعها،
مفهومه :وهي الناقة أو البقرة أو الشاة ،يترك حلبها عمداً أياماً ليجتمع اللبن في َ
فيتوهم المشتري كثرة اللبن فيها على الدوام ،فيرغب بشرائها ،وربما زاد في ثمنها.
أحكامه
إذا وقع الشراء كان العقد صحيحاً ،ولكن مع الحرمة ،لما فيه من الغش والتدليس.
فإذا علم المشتري بذلك ثبت له خيار الرد على الفور ،ألنه في حكم خيار الرد بالعيب ،فإذا
رد اللبن نفسه إذا
رد معها صاعاً من تمر بدل اللبن الذي أخذه ،أو ّ
ردها وكان قد حلبها ّ
ّ
رضي البائع بذلك .وإ ن رضي بالشاة مع العلم بالتصرية لم يكن له شيء.
)44مصطفى ِ
الخن ،مصطفى البغا ،علي الشربجي ،الفقه المنهجي على مذهب اإلمام الشافعي رحمه اهلل تعالى ،دار القلم
للطباعة والنشر والتوزيع :دمشق ،الطبعة الرابعة 1992 ،م ،ج 6ص . 41
17
اض ِم ْن ُك ْم45
ون تِ َج َارةً َع ْن تََر ٍ بِاْلب ِ
اط ِل ِإاَّل أ ْ
َن تَ ُك َ َ
حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه :أن النبي -صلى اهلل عليه وسلم -قال :ال -2
تصروا اإلبل والغنم ،فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها :إن
46
رضيها أمسكها ،وإ ن سخطها ردها وصاعا من تمر".
قياسا على اإلبل الغنم غيرهما مما يتحقق فيه هذا المعنى ،وال سيما الحيوان المأكول -3
47
اللحم.
المبحث الرابع
خيارات متعلق باألحكام الغش
)45النساء.29 :
)46أخرجه البخاري في البيوع ،باب :النهي أن ال يحفل اإلبل ،رقم .2041 :ومسلم في البيوع ،باب :تحريم بيع حبل
الحبلة ،رقم .)1515
)47مصطفى البغا،الفقه المنهجي على مذهب اإلمام الشافعي رحمه اهلل تعالى ،ج 6ص . 40
18
المطلب األول :الحنابلة:
خيارات متعلق باألحكام الغش عند الحنابلة وهو خيار غبن ،وخيار تدليس ،وخيار عيب.
خيار الغبن عند الحنابلة فيثبت في ثالث صور:
تلقي الركبان :وهم القادمون من السفر بجلوبة( :وهي ما يجلب للبيع) وإ ن كانوا -1
مشاة ،وهو عند الجمهور :يحرم ،وقال الحنيفة :يكره ،ولو كان تلقيهم بغير قصد
التلقي لهم .فإذا اشترى المتلقي منهم أو باعهم شيئاً ،ثبت لهم الخيار إذا هبطوا
السوق ،وعلموا أنهم قد غبنوا غبناً يخرج عن العادة ،لقوله عليه السالم« :ال
. 48
الجلَب فمن تلقاه فاشترى منه ،فإذا أتى السوق ،فهو بالخيار»
تلقوا َ
النجش :وهو أن يزيد في السلعة من ال يريد شراءها .وهو حرام ،لما فيه من -2
تغرير المشتري وخديعته ،فهو في معنى الغش ،ويثبت للمشتري بالنجش الخيار
إذا غبن غبناً غير معتاد.
وال يتم النجش إال بحذق من زاد في السلعة ،وأن يكون المشترى جاهالً ،فلو كان
عارفاً واغتر بذلك ،فال خيار له لعجلته وعدم تأمله.
فإن زاد من ال يريد الشراء بغير مواطأة مع البائع ،أو زاد البائع في الثمن بنفسه،
49
والمشتري ال يعلم ذلك ،فيخير المشتري لوجود التغرير بين رد المبيع وإ مساكه.
الثالثة ـ بيع المسترسل أو إجارته :وهو الجاهل بالقيمة ،من بائع ومشتر ،وال يحسن
المماكسة .فله الخيار إذا غبن غبناً غير معتاد .ويقبل قوله بيمينه أنه جاهل بالقيمة،
ما لم تكن قرينة تكذبه في دعوى الجهل ،فال تقبل منه.
50
وخيار الغبن كخيار العيب على التراخي عندهم.
19
خيار التدليس :فهو بسبب التغرير ،والعقد معه صحيح ،والتدليس حرام وهو نوعان:
كتمان العيب ،ويسمى هذا عند الحنفية خيار العيب. -1
فعل يزيد به الثمن ،وإ ن لم يكن عيباً ،كجمع ماء الرحى وإ رساله عند عرضها -2
للبيع ،ليزيد دورانها بإرسال الماء بعد حبسه ،فيظن المشتري أ ن ذلك عادتها،
فيزيد في الثمن .ومنه تحسين وجه الصبرةـ (الكومة) ،وصقل السكاف وجه
الحذاء ،وتصنع النساج وجه الثوب ،والتصريةـ أي جمع اللبن في ضرع بهيمة
األنعام ،ونحو ذلك .وهذا النوع هو المسمى عند الحنفية بالتغرير الفعلي في
الوصف.
والتدليس بنوعيه يثبت للمشتري خيار الرد إن لم يعلم به ،أو اإلمساك ،لقوله عليه
السالم« :ال تصروا اإلبل والغنم ،فمن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها ،إن
.وغير التصرية من التدليس 51
شاء أمسك ،وإ ن شاء ردها ،وصاعاً من تمر»
ملحق بها.
وقد أخذ الجمهور وأبو يوسف بمضمون هذا الحديث :وهو التخيير بعد الحلب بين إمساك
المبيع إن رضيه ،وبين رده مع صاع من تمر إن سخطه.
وقال أبو حنيفة ومحمد :يرجع المشتري بالنقصان فقط إن شاء.
وأما خيار العيب عند الحنابلة :فهو بسبب نقص عين المبيع ،كخصاء ،ولو لم تنقص به
52
القيمة ،بل زادت ،أو نقص قيمته عادة في عرف التجار ،وإ ن لم تنقص عينه.
53
المطلب الثاني :خيار كشف الحال
)1( )51متفق عليه من حديث أبي هريرة مرفوعاً.
52الزحيلي ،وهبة ،الفقه اإلسالمي وأدلته ،ج 5ص . 205
)53أفندى ،ابن عابد محمد عالء الدين ،حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير األبصار فقه أبو حنيفة ،ج ،4
ص .47
20
وهو أن يشتري شيئاً بوزن غير معلوم القدر ،أو بكيل غير معلوم المقدار ،كأن يشتري
بوزن هذا الحجر ذهباً ،أو هذه الصبرةـ (الكومة) كل صاع بكذا ،يصح البيع في الحالتين،
ويكون للمشتري الخيار :إن شاء أمضى البيع وإ ن شاء فسخه.
54
المطلب الثالث :خيار الخيانة
هو الذي يثبت في بيوع األمانة من تولية أو شركة أو مرابحة أو وضيعة إذا أخبر البائع
المشتري بزيادة في الثمن أو نحو ذلك ،كإخفاء تأجيله ،ثم يظهر كذبه أو خيانته بإقرار أو
برهان على ذلك ،أو بما عند الحنفية أيضاً بنكول عن اليمين .ويخير المشتري بسبب ذلك
عند الحنفية والمالكية بين أخذ المبيع بكل ثمنه ،أو رده لفوات الرضا ،وله الحط من الثمن
قدر الخيانة في التولية.
وقال الشافعية في األظهر والحنابلة :ال خيار للمشتري بسبب الخيانة ،وإ نما له الحط من
55
الثمن مقدار الخيانة.
)54ابن عابدين ،47/4 :الشرح الكبير مع الدسوقي 168/3 :وما بعدها ،مغني المحتاج ،79/2 :كشاف القناع217/3 :
ومابعدها.
)55الزحيلي ،وهبة ،الفقه اإلسالمي وأدلته ،ص 206ج .5
21
وترو ،وذلك ال
ّ قال الحنفية في االختيار لتعليل المختار خيارات ال يورث ألنه مشيئة
يتصور فيه اإلرث ألنه ال يقبل االنتقال 56 .عند الحنفية أن األصل هو أن يورث المال
57
دون الحقوق إال ما قام دليله من إلحاق الحقوق باألموال.
)56الموصلي ،عبد اهلل بن محمود بن مودود ،االختيار لتعليل المختار ،تحقيق :عبد اللطيف محمد عبد الرحم دار الكتب
العلمية :بيروت 2005م ،ج ،2ص . 15-13
) 57ابن رشد الحفيد ،أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي ،بداية المجتهد و نهاية المقتصد،
مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده :مصر ،الطبعة الرابعة1975 ،م ،ج ،2ص . 211
)58مصدر السابق ج ،2ص . 211
22
هبته ال يورث ألن ذلك خيار راجع إلى صفة في األب ال توجد في غيره وهي األبوة
59
فوجب أن ال تورث ال إلى صفة في العقد.
الخاتمة
وتتضمن النتائج والتوصيات:
أوالً :النتائج:
خلصت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج وهي:
تتضح تعريف الغش وما يتعلق به خصوصا في المعامالت و التجاري . -1
وضع العلماء مسائل كثيرة التي تندرج تحت احكام الغش ومفهومه في الفقهي. -2
صورة االغش حديثة تتمثل صورة الغش قديمة في المعامالت. -3
ثانياً التوصيات
23
يوصي الباحث بما يلي:
1ـ جعل هذه مفهوم مطبقة للواقع عند نطبيقه.
2ـ زيادة الدراسات المتعلقة لهذه الموضوع.
المراجع
القرآن الكريم .1
البخاري ،محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ،الجامع الصحيح ،دار الشعب: .2
القاهرةالطبعة األولى1987 ،م ،عدد األجزاء . 9 :
مسلم ،أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم ،صحيح مسلم ،دار إحياء الكتب .3
العربية :القاهرة1374 ،هـ.
القزويني ،ابن ماجة أبو عبد اهلل محمد بن يزيد ،سنن ابن ماجة ،مكتبة أبي .4
المعاطي د.م ،د .س ،عدد األجزاء . 5 :
السلمي ،محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي ،الجامع الصحيح سنن الترمذي، .5
تحقيق :أحمد محمد شاكر ،دار إحياء التراث العربي :بيروت ،عدد األجزاء . 5 :
24
الرازي ،محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر ،مختار الصحاح ،تحقيق :محمود خاطر، .6
مكتبة لبنان ناشرون:
سعدي أبو جيب ،القاموس الفقهي لغة واصطالحا ،دار الفكر :دمشق ،الطبعة .7
الثانية 1988 ،م ،ج ،1ص . 274
الفيومي ،أحمد بن محمد بن علي ،المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،دار .8
الحديث :القاهرة2008 ،م ،عدد األجزاء . 1
المناوي ،محمد عبد الرؤوف ،التوقيف على مهمات التعاريف ،تحقيق محمد .9
رضوان الداية ،دار الفكر :بيروت ،الطبعة األولى 1410 ،هـ ،ج 1ص .538
بيروت ،الطبعة األول 1995،م ج ،1ص . 488
أفندى ،ابن عابد محمد عالء الدين ،حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنويرF .10
األبصار فقه أبو حنيفة ،دار الفكر للطباعة والنشر :بيروت2000،م .
اإلسنوي ،جمال الدين عبد الرحيم ،نهاية السول شرح منهاج األصول ،دار الكتب .11
العلمية :بيروت ،الطبعة األولى1999 ،م ،عدد األجزاء .2
البهوتي ،منصور بن يونس بن إدريس ،كشاف القناع ،تحقيق :هالل مصيلحي .12
مصطفى هالل ،دار الفكر :بيروت 1402،هـ ،عدد األجزاء . 6
الجزيري ،عبد الرحمن ،الفقه على المذاهب األربعة ،دار الحديث :القاهرة، .13
2004م ،د.ط ،عدد األجزاء .5
الحصكفي ،محمد عالء الدين بن علي ،الدر المختار شرح تنوير األبصار في فقه .14
مذهب اإلمام أبي حنيفة ،دار الفكر :بيروت،ى1386هـ ،عدد األجزاء .6
الدسوقي ،محمد بن أحمد ،حاشية الدسوقي على الشرح الكبير.تحقيق : Fمحمد عليش، .15
دار الفكر :بيروت ،د.س ،عدد األجزاء . 4
ابن رشد الحفيد ،أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي ،بداية .16
المجتهد و نهاية المقتصد ،مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده :مصر ،الطبعة
الرابعة1395 ،هـ1975/م .
25
الزحيلي ،وهبة ،الفقه اإلسالمي وأدلته ،در الفكر :دمشق ،الطباعة الرابعة ،عدد .17
األجزاء . 10
الشربيبي ،محمد الخطيب ،مغني المحتاج ،دار الفكر :بيروت ،د.س ،عدد األجزاء .18
.4
الشيرازي ،إبراهيم بن علي بن يوسف ،المهذب في فقه اإلمام الشافعي ،،دار الفكر: .19
بيروت،د.س ،عدد األجزاء . 2
الكاساني ،أبو بكر بن مسعود بن أحمد ،بدائع الصنائع في ترتيب Fالشرائع ،دار .20
الكتاب العربي :بيروت1982 ،م ،الطباعة الثانية ،عدد األجزاء . 7
القرافي ،أبو العباس أحمد بن إدريس الصنهاجي ،أنوار البروق في أنواء الفروق .21
(مع الهوامش) ،تحقيق خليل المنصور،الناشر دار الكتب العلمية :بيروت1998 ،م،
عدد األجزاء . 4
مصطفى ِ
الخن ،مصطفى البغا ،علي الشربجي ،الفقه المنهجي على مذهب اإلمام .22
الشافعي رحمه اهلل تعالى ،دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع :دمشق ،الطبعة
الرابعة 1992 ،م ،عدد األجزاء . 8
الموصلي ،عبد اهلل بن محمود بن مودود ،االختيار لتعليل المختار ،تحقيق :عبد .23
اللطيف محمد عبد الرحم دار الكتب العلمية :بيروت 2005م،ط :الثالثة .
زاهر الشهري ،دار القاسم :المملكة العربية السعودية_ص ب 6373الرياض .24
26