You are on page 1of 19

‫تطور صيغة التعليم الساسي‬

‫أحد موضوعات الطار النظري ف رسالة الدكتوراه‬

‫إعداد ‪ :‬ممد عبدال الزامل‬

‫تطور صيغة التعليم الساسي‪:‬‬


‫مقدمة ‪:‬‬
‫يشكل التعليم الساسي حجر الساس ف بناء النظام التربوي ويشمل الفترة‬
‫الاسة ف حياة الطفال ‪ .‬ولذلك شغلت هذه الرحلة الفكر التربوي العالي خلل‬

‫‪1‬‬
‫العقود الاضية‪ ،‬وأخذ الهتمام با مساحة واسعة من الطرح والبحث ف الؤترات‬
‫واللقاءات الدولية والقليمية والحلية‪.‬‬
‫لقد تطورت الرؤية حول التعليم الساسي من كونه مرد حركة إصلح للتعليم‬
‫ف بعض الدول النامية ال صيغة تربط بي التعليم غي الدرسي والتعليم البتدائي وتعليم‬
‫الكبار ف رؤية موسعة تسعى لتلبية حاجات التعلم الساسية للجميع‪.‬‬
‫وسوف نتناول هذا التطور بشيء من التفصيل بدءا بالتربية الساسية ‪ ،‬وانتهاء‬
‫بالرؤية الوسعة للتعليم الساسي تت مظلة التعليم للجميع‪.‬‬
‫أولً ‪ :‬مرحلة التربية الساسية ‪:‬‬
‫ظهر مصطلح التربية الساسية ف ناية عقد الثلثينات من القرن العشرين على يد‬
‫غاندي الزعيم الندي كجزء من دعوته لركة قومية إصلحية تدف هذه الركة إل‬
‫بعث الجتمع ودعم استقلله القتصادي‪ ،‬واعتماده على نفسه من خلل أساسيات‬
‫تربوية موحدة تقضي بإدخال مارسة حرفة يدوية منتجه ف الناهج الدراسية‪ .‬كما دعت‬
‫إل جعل العمل النتج الحور الرئيسي الذي تدور حوله هذه الناهج ف مرحلة التربية‬
‫الساسية‪.‬‬
‫وأعلن الهاتا غاندي هذا الصطلح أمام مؤتر التعليم ف واردا بالند ف أكتوبر‬
‫عام ‪ 1937‬حيث قال ‪:‬‬
‫"أنن وطدت العزم منذ مدة طويلة على إدخال اتاه جديد ف التعليم خاصة‬
‫بعد أن كشفت عن مدى فشل التعليم الديث ف عدد كبي من الطلب ـ الذين‬
‫وفدوا لرؤيت بعد حضوري من جنوب إفريقيا‪ .‬ولذا بدأت العمل بالتدريب على‬
‫الصناعات الريفية ف مدرسة أشرام‪ .‬وف القيقة ‪ ،‬كان هناك اهتمام أكثر من أي مدرسة‬
‫أخرى على التدريب اليدوي‪ ،‬وقد نقد البعض هذا الهتمام الكبي بجة أن الطفال‬
‫كثيا ما يسون باللل من التدريب اليدوي ويفكرون أيضا انم حرموا من التعليم‬
‫النظري‪ -‬لشك أن هؤلء الذين تسرعوا ف نقدهم ل يانبهم الصواب لن القليل ما‬
‫تزود به التلميذ ف هذه الدرسة كان أكثر ما تعلمه الطفال ف الدارس التقليدية‬
‫الخرى‪ ،‬بل يب أن يزود التلميذ بالتعليم النظري عن طريق التدريب الهن‪ .‬ومهما‬

‫‪2‬‬
‫كان المر فإن التدريب الهن لن يدعو الطفل إل الكد والعناء‪ ،‬وإن التدريب النظري لن‬
‫تشمل مناهجه إل كل جديد مفيد "(غاندي‪،‬بدون‪،‬ص ‪)21‬‬
‫وكان غاندي يقصد بذا التاه الديد ف ذلك الوقت اتاه " التعليم الساسي"‬
‫وقد أشار إل أن هذا التعليم يكن أن يعم جيع الراحل وأن فكرة العمل النتج الذي‬
‫يتضمنها هذا التعليم يكن أن تتحقق ف السنوات الخية من التعليم البتدائي‪.‬‬
‫ويضع غاندي بعض السس الت تستند عليها فلسفته ف هذا التعليم ومنها ‪:‬‬
‫اعتماد الدرسة على نفسها ف توفي نفقات التعليم ‪،‬وتزويد الطلب بالثل الخلقية‬
‫العالية وضرورة تنمية الهارات اليدوية ‪.‬‬
‫ويفسر غاندي ف مواضع عديدة من كتابة " التربية الساسية " فلسفته ومبراتا‬
‫ومناسبتها لظروف الند ولبعض التاهات الت كانت قد بدأت تزحف على النظم‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫كما يقرر أهدافا مددة لتعليمه الديد تكمن ف تكي الطلب من تسديد‬
‫الصروفات الدرسية عن طريق النتاجية الت يققونا ف عملهم أو ما يسمى بتمويل‬
‫التعليم لنفسه ‪ ،‬وتنمية الرجولة الكاملة ف التلميذ أو النوثة الكاملة ف التلميذة من خلل‬
‫التدريب على الهن ف الدرسة ‪( .‬غاندي‪،‬بدون‪،‬ص ‪)49‬‬
‫لقد نظر غاندي إل العمل النتج من حيث قيمته التربوية والفلسفية الشاملة ل‬
‫من حيث قيمته القتصادية فحسب وكانت قيمة العمل ف الجال التربوي ف نظر‬
‫غاندي قيمة فكرية وأخلقية واجتماعية بالضافة إل كونا قيمة اقتصادية ‪- :‬‬
‫‪‬هي قيمة فكرية باعتبار العمل وسيلة لثارة اهتمام الطفل إل لون من ألوان النشاط‬
‫نابع من بيئته الطبيعية ‪ ،‬وقد يصبح مورا تدور حوله اهتمامات أخرى متفرعة عنه‬
‫تؤدي بالتعلم إل إن يطرق جلة من أبواب العرفة التصلة بذلك النشاط‪ .‬يقول‬
‫غاندي " إن أعتقد بأن التعليم الصال للمثقفي يكن أن نققه فقط عن طريق‬
‫المارسة الصالة تدريب أعضاء السم‪ ،‬مثل اليدين والرجلي والعيني والذني‬
‫والنف وغيها‪ .‬أي بعن آخر أنه إذا وجهنا الطفل إل أن يستعمل أعضاء جسمه‬
‫استعمال حسنا فان هذا يعد من أنع الوسائل أسرع الطرق ف تنمية الذهن" ويقول‬

‫‪3‬‬
‫" إن تنمية العقل بصورة متكاملة من جيع نواحيها ليكن أن تتحقق إل إذا صاحب‬
‫هذا النمو نو ف تربية اللكات الادية والروحية ف الطفل" (غاندي‪،‬بدون‪،‬ص ‪-24‬‬
‫‪)25‬‬
‫‪‬وهي قيمة أخلقية نظرا لا يصاحب العمل من انضباط ودقة ومواظبة وصب وتاوز‬
‫للذات ومسئولية وتضامن مع الغي ‪ ،‬وهي كلها صفات أساسية تقوم عليها حياة‬
‫الفراد والجتمعات‪ .‬يقول غاندي " أن اعتب هذا النوع من التعليم يستهدف أساسا‬
‫تدعيم القيم الخلقية وتوثيق روابط الخوة بي القرية والدينة" غاندي‪ ،‬بدون‪ ،‬ص‬
‫‪)76‬‬
‫‪ ‬وهي قيمة اجتماعية عندما يقق التدريب على عمل ما تكوين شخصية تمع بي‬
‫صفات الكرامة والتضامن والشعور بالواجب حت تتولد ف نفس النسان الرادة‬
‫والقدرة على الضطلع بدور فعال ف الجتمع ‪ .‬يقول غاندي " إن الطة الت‬
‫وضعتها للتعليم ف الرحلة الول خلل الصناعات الريفية مثل الغزل والنسيج‬
‫وغيها قد قصدت منها ان تكون الشرارة الول لثورة اجتماعية صامتة مفعمة‬
‫بالنتائج الت لحدود لا" (غاندي‪ ،‬بدون‪ ،‬ص ‪)76‬‬
‫وجدير بالذكر إن مفهوم التعليم الساسي عند غاندي قد ارتبط بنعة قومية ‪،‬‬
‫وروح وطنية متفقا مع سياسته عدم العنف الت اتبعها ف مقاومة الستعمار البيطان ف‬
‫الند ‪.‬‬
‫ولكن هذا التعليم قد انتقد ف الند نفسها كونه اقتصر على طفل القرية وعلى‬
‫بعض الرف البسيطة مثل الغزل والفلحة ‪ ،‬ما أدى إل صدور بعض التشريعات الت‬
‫كان من أهها تقرير لنة التعليم الساسي ف الند عام ‪ 1957‬والذي جاء فيه يب أل‬
‫يكون التعليم الساسي مقتصرا على الجتمعات الريفية ‪ ،‬بل يتد إل الجتمعات الضرية‬
‫أيضا حت يحو الفتراض القاتل أنه مصمم للمستوى الدن من التعليم القاصر على طفل‬
‫القرية‪(.‬احد‪ ،1998 ،‬ص ‪)11‬‬
‫التربية الساسية على الستوى العرب ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫كان للمرب الصري "إساعيل القبان" جهوده وماولته ف وضع وترسيخ جذور‬
‫هذا النمط من التعليم ‪ ،‬فقد انشأ القبان الفصول التجريبية الت ألقت بعهد التربية‬
‫بالورمان ف سنة ‪ ، 1932‬ث الدارس النموذجية بدائق القبة سنة ‪ 1939‬والت‬
‫كانت ف القيقة امتداد للفصول التجريبية هادفا من ذلك المع بي النواحي النظرية‬
‫والنواحي العملية ‪ ،‬وتقيق الربط بي الدرسة والبيئة ‪ ،‬كما اهتم بضرورة اتصال مناهج‬
‫هذا الدارس بياة الطفال وحاجاتم النفسية والسرية وضرورة اتفاقها مع ظروف‬
‫البيئة الصرية‪( .‬القبان‪ ،1951،‬ص ‪)53‬‬
‫التربية الساسية على الستوى الدول ‪:‬‬
‫ظهر مصطلح التربية الساسية (‪ )Fundamental Education‬ف‬
‫الربعينات من هذا القرن واستمر هذا الفهوم خلل المسينات‪ ،‬كان يعن به أساسا‬
‫مساعدة الكبار الذين ل يصلوا على أية مساعدة تربوية من مدارس أو معاهد نظامية‬
‫قائمة‪ ،‬وتقدي معلومات ومهارات مناسبة تكنهم من فهم ومعالة الشكلت الت‬
‫تواجههم ف بيئاتم وتعلهم أقدر – كأفراد – على النهوض بستوى معيشتهم ‪،‬‬
‫والشاركة –كمواطني – بفاعلية أكثر ف تنمية هذه البيئات اجتماعيا واقتصاديا ‪.‬‬
‫ودعما لذا التاه على الصعيد العالي‪ ،‬تعاونت منظمة (اليونسكو) مع الدول العضاء‬
‫على إنشاء مراكز إقليمية تتول تدريب العلمي والعاملي ف مال التربية الساسية‪) .‬‬
‫حسي‪ ،‬يوسف‪ ،1978 ،‬ص ‪ ( )11‬حسان‪ ،1986،‬ص ‪( )47‬عبود‪،1994،‬ص‬
‫‪.)98‬‬
‫كما ينظر للتربية الساسية على أنا التعليم الذي يزود الواطن – من هم ف سن‬
‫التعليم أو الكبار‪ -‬بالعارف والبات والهارات العملية الساسية لزاولة بعض الرف‬
‫البسيطة أو لزيادة دخل السرة ف الجتمعات الريفية والضرية وحت خارج نطاق‬
‫التعليم النظامي ‪ ،‬ليعيش الواطن حياة أفضل ‪ ،‬ويسهم ف بناء متمعة ‪ ،‬ويتمكن من‬
‫تديد مشكلته ‪ ،‬ويعمل على حلها بطريقة صحيحة‪( .‬احد‪،1983 ،‬ص ‪)41‬‬
‫وبدأ استخدام مصطلح التربية الساسية (‪ )Fundamental Education‬على‬
‫الستوى الدول عندما اعتمدته اللجنة التحضيية لليونسكو عام ‪ 1946‬م ‪ ،‬وكان هناك‬

‫‪5‬‬
‫اتفاق عام على أن القصود به هو التعليم الذي يتيح اكتساب القدرة على القراءة‬
‫والكتابة وغيها من الهارات والعارف والقيم الت ل غن عنها للمشاركة بصورة كاملة‬
‫ف أنشطة الجتمع‪ ،‬وقد بينت اليونسكو ف عام ‪ 1949‬م مضمون التعليم الساسي‬
‫ووسائله وأساليبه ‪ ،‬وقد أكدت على أن مضمون هذا التعليم ينبغي أن يشمل ما يلي ‪:‬‬
‫‪)p9,1955‬و(‪unesco‬‬
‫•مهارات التفكي والتصال ( القراءة والكتابة‪ ،‬والتكلم‪ ،‬والصغاء‪،‬‬
‫والساب)‪.‬‬
‫•مهارات مهنية ( مثل الزراعة وتربية اليوانات الداجنة والبناء والنسيج‬
‫وغيها من الرف النافعة ‪ ،‬والهارات التقنية والتجارية البسيطة اللزمة‬
‫للتقدم القتصادي )‬
‫•مهارات منلية ( مثل إعداد الطعام ورعاية الطفال والعناية بالرضى )‬
‫•مهارات تستخدم ف التعبي عن الذات عن طريق الفنون والرف ‪.‬‬
‫•التربية الصحية عن طريق حفظ الصحة الشخصية والجتمعية ‪.‬‬
‫•معرفة وفهم البيئة والعمليات الطبيعية ( مثل العلوم البسيطة والعملية )‬
‫•معرفة البيئة البشرية وفهمها ( التنظيم القتصادي والجتماعي والقانون‬
‫وأساليب الكم )‬
‫•معرفة مناطق العال الخرى والسكان الذين يعيشون فيها‬
‫•تطوير الصائص الت تيئ النسان للعيش ف العال الديث كالقدرة على‬
‫إصدار الحكام واتاذ البادرات الذاتية والتحرر من الوف والتطيّ‪،‬‬
‫والتعاطف مع وجهات النظر الخالفة وفهمها ‪.‬‬
‫تبن النظمات الدولية فكرة التربية الساسية ‪:‬‬
‫وتأكيدا على هذا التاه وتدعيما له على الصعيد الدول‪ ،‬وسعيا نو تقيق حياة‬
‫كرية لغالبية سكان العال الذين يعانون من الهل والفقر والرض تبن اليونسكو فكرة‬
‫"التربية الساسية" وبالتال دعت الدول العضاء بدء جهد تعليمي يل مشكلة الهل‬
‫اقتصاديا واجتماعيا عن طريق تقدي الد الدن من التثقيف للسكان‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وخلل عام ‪ 1948‬بدأت اليونسكو مشروعات التربية الساسية ف هايت حيث‬
‫أنشأ مركزا لساعدة سكان وادي الاربيال على النهوض بستواهم الصحي والثقاف‬
‫والقتصادي‪.‬‬
‫وخلل ‪ 1949‬أقر الؤتر العام لليونسكو ف دورته الثالثة برناما شامل للتربية‬
‫الساسية تضمن إنشاء مراكز تريبية‪ ،‬وعقد مؤترات ودورات تدريبية بالتعاون مع‬
‫الكومات الوطنية‪.‬‬
‫ومع ناح التجارب الول فوض الؤتر العام لليونسكو ف دورته الرابعة ف عام‬
‫‪ 1950‬الدير العام ف التعاون مع الدول العضاء لنشاء مراكز إقليمية لتدريب العلمي‬
‫والعاملي ف التربية الساسية وإنتاج الواد اللزمة لا‪ ( .‬حسان‪ ،1986،‬ص ‪)48‬‬
‫ونفذت اليونسكو تربتها الول ف العال النامي ف ابريل ‪ 1951‬ف باتزكوادر‬
‫بالكسيك حيث أنشأ أول مركز للتربية الساسية وفتح أبوابه للطلب الوافدين من تسع‬
‫بلد ف أمريكا اللتينية وهي ‪ :‬بوليفيا ‪،‬كوستاريكا ‪ ،‬الكواردو ‪ ،‬سلفادور ‪،‬‬
‫هوندوراس بيو ‪ ،‬غوايتمال ‪ ،‬هايت ‪ ،‬والكسيك‪( .‬احد‪ ،1998 ،‬ص ‪)12‬‬
‫وعلى أثر إنشاء الركز الول وضع الباء تقريرا عاما يوصى بتأسيس شبكة‬
‫عالية من مراكز التربية الساسية ‪ ،‬ورفع ذلك التقرير إل الؤتر العام ف دورته السادسة‬
‫بباريس ف ‪ 8‬يوليو عام ‪ 1951‬فوافق الؤتر وتقرر إنشاء مركز ثان ف عام ‪، 1952‬‬
‫وقرر الؤتر تطبيق التجربة الثانية الت تريها اليونسكو ف مصر ‪ ،‬لتكون مثلة للعال‬
‫العرب كله ‪ .‬ولكن عندما نقلت التجربة أخذت على أنا التربية الساسية بالنسبة لن‬
‫فاتم التعليم ف سن متقدمة وعلى أنا ليست تربة مدرسية تري ف الدارس‪ .‬وت إنشاء‬
‫مركز التربية الساسية للبلد العربية ف "سرس الليان" بحافظة النوفية عام ‪1952‬‬
‫" الركز الدول للتربية الساسية ف العال العرب "‬ ‫وأطلق على الركز اسم‬
‫‪)Fundamental Education Centre Arab States " (ASFEC‬‬
‫بدف العناية بالبحوث والتدريب وإنتاج الواد التربوية اللزمة لتعليم الميي ولسائر‬
‫غايات التربية الساسية ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ولكن "التجربة أخفقت ف كثي من النواحي ‪ ،‬وانتهى المر إل أن تويلها من‬
‫تربية أساسية إل تنمية الجتمع" وسى الركز باسم " مركز تنمية الجتمع" ث باسم‬
‫الركز الدول للتعليم الوظيفي للكبار ف العال العرب ‪ (.‬احد ‪ ،1998،‬ص ‪)12‬‬
‫( حسان‪ ،1986،‬ص ‪)48‬‬
‫التربية الساسية ف الدول النامية ‪:‬‬
‫حظيت حركة التربية الساسية ف الستينات باهتمام متزايد ف معظم الدول‬
‫النامية ‪ ،‬وخاصة ف البلد النامية الت اصطدمت غداة استقللا بشكلت متعددة لتعميم‬
‫التعليم وجعله مستجيبا لتطلبات التنمية القتصادية والجتماعية‪ .‬المر الذي دعا إل‬
‫استخدام اللول السريعة دون تفكي ف عواقب هذه اللول على الدى البعيد‪.‬‬
‫ومن هذه اللول مثل أن جردوا مفهوم التربية الساسية من كل متواه‬
‫واستبدلوه بفهوم التعليم الساسي للدللة على الد الدن من مبادئ القراءة والكتابة‬
‫والساب وبعض العلومات البسيطة ف مالت الصحة والتغذية‪.‬‬
‫وقدم كبناما خاصا موجها إل الطفال والكبار الذين ل يستوعبهم نظام‬
‫التعليم الرسي ول يلبث هذا التاه حت برزت عيوبه من الوجه السياسية وكذلك من‬
‫الوجهة العملية فوقع إلغاؤه بعد بضعة سني واستبداله باتاه جديد مركز على ما سى "‬
‫بتزييف التعليم " خاصة ف السنغال ومال وساحل العاج ‪،‬وكان القصد منه تكيف‬
‫التعليم البتدائي مع مقتضيات العمل والعيش ف الريف ‪( .‬احد‪ ،1998 ،‬ص ‪)13‬‬
‫إن هذه الحاولت الت تت ف إفريقيا وكذلك ف أسيا وأمريكا اللتينية إنا‬
‫كانت ترمي إل تدريب الطفال والكبار على عمل يدوي وإعدادهم لكي يصبحوا بعد‬
‫ترجهم من الرحلة الول من التعليم قادرين على السهام ف النتاج ‪.‬‬
‫لكن فشل هذه الحاولت إنا يعزي إل التركيز على عنصر واحد وهو العمل‬
‫النتج وكيفية تدريب الشباب عليه ف صلب نظرة اقتصادية ل تعتب النسان إل من‬
‫حيث هو أداة النتاج ‪ ،‬ف حي أن الفلسفة الول للتربية الساسية كما سنها غاندي ل‬
‫تنظر إل العمل النتج إل من حيث هو وسيلة ل غاية لتربية النسان تربية جديدة تستلهم‬

‫‪8‬‬
‫مبادئها وطرقها وأهدافه من الواقع وتعمل على قلب هذا الواقع وتويله إل مستقبل‬
‫أفضل قائم‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مرحلة التعليم الساسي‪:‬‬
‫أدى النفجار العرف الذي شاهده العال ف السبعينيات لضاعفة كم العرفة‪ ،‬و‬
‫تزايد الاجة إل العرفة ف حياة البشر اليومية بصورة مستمرة‪ ،‬لعدادهم لواجهة الياة‬
‫بشكل أفضل‪.‬‬
‫كما أن التغي ف إدراك مفهوم الق ف التعليم الذي نص عليه العلن العالي‬
‫لقوق النسان ف الادة (‪()26‬المعية العامة للمم التحدة‪)1948،‬‬
‫‪.1‬لكل شخص الق ف التعلم‪ ،‬ويب أن يكون التعليم ف مراحله الول‬
‫والساسية على القل بالجان‪ ،‬وأن يكون التعليم الول إلزاميا وينبغي أن‬
‫يعمم التعليم الفن والهن‪ ،‬وأن ييسر القبول للتعليم العال على قدم الساواة‬
‫التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة"‪.‬‬
‫‪.2‬يب أن تدف التربية إل إناء شخصية النسان إناء كاملً‪ ،‬وإل تعزيز‬
‫احترام النسان والريات الساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بي‬
‫جيع الشعوب والماعات العنصرية أو الدينية‪ ،‬وإل زيادة مهود المم‬
‫التحدة لفظ السلم‪.‬‬
‫‪.3‬للباء الق الول ف اختيار نوع تربية أولدهم‪.‬‬
‫كما أن ظهور بعض البادئ التعلقة بيدان التربية كالعدالة الجتماعية ‪ ،‬وتكافؤ‬
‫الفرص التعليمية‪ ،‬إل جانب ما سبق أظهر الاجة إل توفي تعليم أكثر ديقراطية يقق‬
‫العدل والساواة للجميع‪.‬‬
‫بالضافة إل أن التعليم ا برؤيته السابقة ل يقدم النتائج النتظرة منه‪ ،‬ول يقق ف‬
‫معظم البلدان التقدم الأمول اجتماعيا واقتصاديا‪ ،‬ولذا أصبح من الضروري البحث عن‬
‫صيغ جديدة للتعليم تتجاوز نواحي سلبيات النظم التقليدية وجوانب القصور فيها‪ ،‬يوفر‬
‫حدا أدن من التعليم لميع فئات الجتمع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وما يبر البحث عن صيغ جديدة إل جانب تطور العلوم وانفجار العارف وتوافر‬
‫المكانيات وارتقاء الفاهيم الجتماعية والتربوية وظهور التاهات والصطلحات‬
‫التربوية الديثة الت غيت من النظم التقليدية ف التعليم ومن أهدافه ومتضمناته‪.‬‬
‫دعت هذه البرات إل البحث عن صيغة جديده للتعليم الساسي‪ ،‬طورت من‬
‫مفهومه ‪ ،‬واتسعت حلقته لتشمل ما فوق التعليم البتدائي ولتضم تعليم الكبار ولتركز‬
‫على التعليم من اجل الياة والنتاج إل جانب التعليم من اجل التثقيف ‪ ،‬وبرزت كحل‬
‫جذري للمشكلت الت تعان منها كل النظم التعليمية ف العال ‪ ،‬سواء أكان ذلك ف‬
‫الدول التقدمة أو الدول النامية ‪ ،‬وباعتباره أداة علجية للثغرات الت اكتشفها رجال‬
‫الفكر التربوي الديث والعاملون ف ميادين التعليم‪ ،‬واستخدم منذ السبعينات للشارة‬
‫إل صيغ جديدة من التعليم تدف إل سد الد الدن من الاجات النسانية الساسية‬
‫ف الجال التعليمي من خلل التعليم النظامي او غي النظامي ‪.‬‬
‫ف السبعينات تعددت هذه الصيغ الت تناولت مفهوم أو مصطلح التعليم الساسي ‪،‬‬
‫وت تداوله على نطاق واسع ف الؤترات التربوية الت عقدت ف متلف إناء العال ‪،‬‬
‫وكان من أهها اللقتان الدراسيتان اللتان نظمتها ف إطار البنامج الشترك لليونسكو –‬
‫اليونيسيف ف نيوب خلل صيف عام ‪، 1974‬والؤتر الذي عقدته اليونسكو ف‬
‫لغوس عام ‪ . 1976‬وقد رأى الجتمعون أنه يكن إعطاء مفهوم حديث للتعليم‬
‫الساسي مستمد من أهداف الرحلة البتدائية‪ ،‬ينظر له على أنه " مرحلة التعليم الول‬
‫بالدرسة الت تكفل للطفل التمرس على طرق التفكي السليم ‪ ،‬وتؤمن له حدا أدن من‬
‫العارف والهارات والبات الت تسمح له بالتهيؤ للحياة ومارسة دورة كمواطن منتج"‬
‫وبذلك يثل التعليم الساسي الستوى الول من قاعدة الشكل الرمي للتعليم النظامي‪،‬‬
‫هذا بانب مفهومه العام من حيث انه تقدي الدمات التعليمية للكبار ‪( .‬‬
‫‪( )Unesco.1976.p26‬حسي ويوسف‪ ،1978،‬ص ‪)16‬‬
‫يعن هذا أن التعليم الساسي هو التعليم الوجه إل الصغار داخل الدارس النظامية ‪،‬‬
‫بدف تعليمهم الواد الدراسية الختلفة بأساليب تقوم على ألوان من النشاط النتج التصل‬

‫‪10‬‬
‫بياة الناشئي وواقع بيئاتم ‪ ،‬با يوثق الصلة بي ما يدرسه التلميذ بالدرسة‪ ،‬وما يعايشه‬
‫ف البيئة الارجية‪ ،‬مع تأكيد الهتمام بالناحية التطبيقية والشاركة ف العمل النتج ‪.‬‬
‫وأوصى الشاركون ف اجتماع الباء بشأن مرحلة التعليم الساسي ‪ ،‬الذي نظمته‬
‫اليونسكو ف مقرها بباريس ف يونيو ‪ ،1974‬اقترحوا أن يكون هذا التعليم ملئما ف‬
‫إشكاله لصائص متلف البيئات الحلية ‪ ،‬بالقدر اللزم بيث يلب احتياجات متلف‬
‫فئات العمر ومتلف الفئات الجتماعية مع كونه شامل ومن نوعيه واحدة لميع أفراد‬
‫الجتمع‪ ،‬لذلك رأوا أن يوجه التعليم الساسي إل الطفال والشباب والكبار غي‬
‫القيدين ف الدارس ‪ ،‬أو الذين ل يتلقوا قدرا كافيا من التعليم الدرسي ‪ .‬واقترح‬
‫الشاركون أن يكون الدف الرئيس من التعليم الساسي ما يلي‪( :‬‬
‫‪)Unesco.1974.p43‬‬
‫"مساعدة كل فرد ف الجتمع على أن يكون مسؤول عن مستقبله‪ .‬ولذا ينبغي أن‬
‫يكتسب قدرا من الثقة بنفسه ‪ .‬معتمدا على ما لديه من قدرات وما يتعلمه ف متلف‬
‫الطرق الرئيسة للتفكي والدراك والتعبي البشري ‪ ،‬وعلى قدر من العرفة بثقافته‬
‫وبالضرورات الجتماعية والقتصادية والسياسية الت يضع لا"‬
‫أصبح يتضمن مفهوم التعليم الساسي الدمات الت تد جيع الفراد بالد الدن‬
‫من التعليم الضروري للمواطنة الفعالة ف متمع ما ف وقت معي‪ ،‬ف إطار الدمات‬
‫النظامية الت تلتزم با الكومات تاه أفرادها‪ ،‬ويعن به التعليم النظامي اللزامي الذي‬
‫يشمل الرحلة البتدائية ف بعض القطار‪ ،‬أو قد يطول مداه ف أقطار أخرى فيتجاوز‬
‫ذلك ليشمل الرحلة العدادية أو التوسطة أو بعض صفوف الثانوية‪ .‬كما يقع التعليم‬
‫الساسي ف إطار الدمات اللنظامية الت تقدم للفراد الذين ل يتمكنوا من الصول‬
‫على قدر كاف من التعليم النظامي ‪ ،‬مثل برامج مو المية الوظيفية ‪ ،‬وبرامج تعليم‬
‫الكبار وبرامج النهوض بالريف‪( .‬علم ‪،1986 ،‬ص ‪)p26,2000 ،)5‬و(‪unesco‬‬
‫أي أن مرحلة التعليم الساسي ف ضوء ما أسفرت عنه مقترحات هذه الؤترات‬
‫تدف إل إتاحة الفرصة لكل فرد‪ Unesco.1974.p43)( :‬‬
‫‪)(Unesco.1976.p26‬‬

‫‪11‬‬
‫•أن يقق ذاته على الوجه الكمل‪.‬‬
‫•إن يشترك اشتراكا إيابيا ف الياة الجتماعية‪ ،‬سواء بتلقي العلم‪ ،‬أو‬
‫اللتحاق بوظيفة أو دخول عال الثقافة‪.‬‬
‫•أن يكون مواطنا منتجا سعيدا‪.‬‬
‫•أن ينعم بصحة بدنية طيبة‪.‬‬
‫•أن ينمي شخصيته اللقة وحسه الناقد لكي يستطيع‪ ،‬بالتعاون مع الخرين‪،‬‬
‫السهام ف تشييد صرح متمعه‪.‬‬
‫•إن يواصل تعليمه طول حياته‪.‬‬
‫الفهوم الديث للتعليم الساسي ‪:‬‬
‫يكن تديد الفهوم الديث للتعليم الساسي بأنه مرحلة التعليم الول بالدرسة الت‬
‫تكفل للطفل التمرس على طرق التفكي السليم وتؤمن له الد الدن من العارف‬
‫والهارات والبات الت تسمح له بالتهيؤ للحياة ومارسة دورة كمواطن منتج داخل‬
‫إطار التعليم النظامي ‪ ،‬إل جانب ما يقدم من خدمات تعليمية للكبار ف الناطق‬
‫الختلفة‪ ،‬ريفية كانت أم حضرية ‪ ،‬داخل نطاق التعليم النظامي وخارجة ف إطار التربية‬
‫الستدية ‪ ،‬وبأنه التعليم الذي يوثق الروابط بي التعليم والتدريب ف إطار واحد متكامل‬
‫ويهتم بالدراسات العملية والجالت التقنية والفنية ف جيع برامج التعليم للصغار والكبار‬
‫على السواء‪( .‬عبود‪،1994،‬ص ‪)99‬‬
‫أي أن التعليم الساسي ـ بذا الفهوم الديث ل يقصد به انه مرد تعليم مهن ‪،‬‬
‫ولكنه تعليم يساعد على كشف اليول والواهب والقدرات بيث يهيئ الفرد لتلقي‬
‫التدريبات والدراسات الهنية الت تعده للنراط ف الياة العملية أو مواصلة تعليمه ف‬
‫الراحل العلى ‪ .‬ويعتب نوع من التطوير يستهدف توجيه مسار التعليم اللزامي ـ ف‬
‫إطار النظام التعليمي ـ إل نوع من التعليم الثمر النتج‪ ،‬أطلق عليه لفظ أساسي‪.‬‬
‫تطور التعليم الساسي ف الدول العربية ‪:‬‬
‫ف أكتوبر عام ‪1977‬م صدر عن النظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تقرير‬
‫النة الستراتيجية لتطوير التربية العربية مشتمل على مفهومي للتعليم الساسي‪ ،‬الفهوم‬

‫‪12‬‬
‫الول‪:‬له صفة تربوية ‪ ،‬والفهوم الثان‪:‬له صفة اجتماعية ‪ ،‬ويتلف كل مفهوم باختلف‬
‫الظروف الجتماعية والقتصادية ف كل قطر من القطار ‪ ،‬وبدى ما يتوافر له من‬
‫تطور وإمكانات ‪.‬‬
‫الفهوم الول ‪ :‬ويقصد به التعليم الناسب لميع الواطني وهو على الستوى‬
‫الول من نظام التربية الدرسية ‪ ،‬ويثل قاعدته ‪ ،‬وقد يطول مداه ف بعض البلد‬
‫ويتجاوز ما يسمى بالتعليم البتدائي ليشمل ما يسمى بالرحلة العدادية أو التوسطة ‪،‬‬
‫بل أحيانا يتد إل أبعد من ذلك ليشمل بعض سنوات الدرسة الثانوية أو كلها ‪ .‬وتوفي‬
‫مثل هذا التعليم بذا الفهوم رهن بوفرة المكانات الالية‪ ،‬وبتطوير قاعدة التعليم بصورة‬
‫يتمكن با من استيعاب جيع الناشئي ف سن التعليم وبفاعلية التربية الل مدرسية‬
‫ومساندتا للتربية الدرسية ‪.‬‬
‫الفهوم الثان ‪ :‬ويقصد به توفي حد أدن من الفرص التعليمية لعداد كبية من‬
‫الصغار والكبار اللذين ل يظوا بقهم ف التعليم أو تسربوا منه بكم القهر الجتماعي‪،‬‬
‫وضعف الستوى القتصادي‪.‬‬
‫وهذا الد الدن قد يقتصر على الزء الول من الرحلة البتدائية بيث ل يقل‬
‫عن السنوات الربع الول منها‪ ،‬وهو ف هذا مدود بقدرة الدولة على النفاق‪ ،‬وف‬
‫نفس الوقت بضرورة التزامها بتوفي الق ف التعليم للجميع‪ ( .‬احد‪ ،1983 ،‬ص ‪)42‬‬
‫وقد أشارت اللقة الدراسية الت نظمها مكتب اليونسكو القليمي للتربية ف الدول‬
‫العربيـة حول اتاهات التجديـد فـ التعليـم السـاسي فـ الدول العربيـة والتـ عقدت‬
‫بالكويـت خلل الفترة ‪ 23-19‬ينايـر لعام ‪ ،1986‬إل أن مفهوم التعليـم السـاسي‬
‫ينبغي أن يتضمن الوانب التالية ‪:‬‬
‫•توفي التعليم لميع الطفال من هم ف سن الدراسة‪.‬‬
‫•توفي قاعدة ثقافية مشتركة من العارف والبات والهارات الساسية‬
‫والتاهات الضرورية لتكوين النسان التوازن الذي يستطيع التفاعل مع‬
‫بيئته‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫•تلبية حاجات التعلم لتمكينه من التوافق مع نفسه ومع الظروف التغية‪ ،‬ما‬
‫يساعده على تقيق ذاته‬
‫•تنمية مهارات الطفل على التعلم الذات با يكنه من التعليم الستمر مدى‬
‫الياة‪.‬‬
‫•إتاحة الفرص للمتعلم للعمل الفردي والماعي‬
‫•ربط الدرسة بالجتمع‪ ،‬ومؤسساته الختلفة للفادة من المكانات التاحة‬
‫بالبيئة الحلية ‪.‬‬
‫•توفي برامج التعليم غي النظامي لن فاتتهم فرص اللتحاق بالتعليم النظامي‪.‬‬
‫وف ضوء ذلك تبن الشاركون الفهوم التال‪:‬‬
‫التعليم الساسي صيغة تعليمة تدف إل تزويد كل فرد – مهما تفاوتت ظروفه‬
‫الجتماعية والقتصادية والثقافية – بالد الدن الضروري من العارف والهارات‬
‫والتاهات والقيم الت تكنه من تلبية حاجاته وتقيق ذاته وتيئته للسهام ف تنمية‬
‫متمعة ‪ ،‬وتربط بي التعليم والعمل ‪ ،‬والعلم والياة من جهة وبي الوانب النظرية‬
‫والوانب التطبيقية من جهة أخرى ف إطار التنمية الشاملة للمجتمع (اليونسكو ‪،‬‬
‫‪،1986‬ص ‪)15‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تطبيقات صيغة التعليم الساسي‪:‬‬
‫شاب مصطلح التعليم الساسي عند ظهوره بعض الغموض‪ ،‬نظرا للمعان‬
‫الختلفة الت رافقت استخدامه ‪ ،‬وما إذا كان هذا التعليم أساسيا للمراحل التعليمية‬
‫التالية‪ ،‬له أو انه تعلمي أساس لشباع الاجات الساسية الت يستهدف التعليم إشباعها‪.‬‬
‫وقد ترتب على ذلك أن اختلف القصود بالتعليم الساسي من متمع لخر ‪ ،‬باختلف‬
‫التعريفات الجرائية الواردة ف الواثيق التربوية ف الجتمعات الختلفة‪.‬‬
‫تشي مصطلحات التعليم الساسي إل ستة تطبيقات تتلف فيما بينها‪ ،‬ويكن‬
‫توضيحها على النحو التال‪:‬‬
‫التطبيق الول‪ :‬يشي إل نوع التعليم الول (اللزامي) اللزم والمكن تعميمه ف دولة‬
‫معينة‪ ،‬وبا يفي بالدود الدنيا لق النسان ف التعليم‪ ،‬وهو بذلك العن يغطي التعليم ف‬

‫‪14‬‬
‫الدرسة البتدائية‪ ،‬وكذا البامج غي الدرسية الت تقدم ف نفس الستوى إل الشباب‬
‫والكبار الذين ل يلتحقوا بالتعليم البتدائي (أو الول) ف طفولتهم ‪( .‬حلمي‪،‬نوير‪،‬‬
‫‪،1987‬ص ‪( )78‬الصاوي‪،1999،‬ص ‪( )195‬احد‪،1983 ،‬ص ‪( )65‬علم‪،‬‬
‫‪ ،1986‬ص ‪)4‬‬
‫وكذلك يشي نفس التطبيق إل التعليم الساسي على أنه الد الدن من التعليم العام‬
‫(ف الدرسة وخارج الدرسة) وذلك كجزء من إستراتيجية إنائية ترتكز على الستفادة‬
‫الكاملة من الوارد البشرية ‪.‬‬

‫التطبيق الثان ‪ :‬ينظر إليه على أنه الوسائل النظمة لشباع الد الدن من الاجات‬
‫التعليمية‪ .‬وتتحدد الاجات التعليمية الضرورية الت ينبغي الوفاء با بشكل أو بآخر‪،‬‬
‫لكل الطفال ف سن التعليم أو الكبار الذين ل يسبق لم التعليم الدرسي‪ ،‬ويُنظم التعليم‬
‫الساسي وفق هذا الدخل بيث يترجم حق النسان ف التعليم إل رؤية من التاهات‬
‫والهارات والعارف الت ينبغي إن يكتسبها كل فرد ف الجتمع من اجل مارسة حياة‬
‫فعالة ومنتجة ومرضية ف سن الرشد ووفق هذا الستخدام يثل التعليم الساسي خدمة‬
‫مثله مثل سائر الدمات الساسية الت تسهم ف رفع مستويات العيشة ف شكل (رزمة‬
‫أساسية) عب عنها الدير التنفيذي لنظمة الطفولة ف تقرير عام (‪29‬أبريل ‪ )1975‬بأنا‬
‫" حزمة من الدمات الساسية ف ميادين متداخلة العلقة مثل التغذية والياه النقية‪،‬‬
‫والوسائل الصحية وتنظيم السرة والتعليم الساسي والدمات العاونة للمرأة" ‪.‬‬
‫(حلمي‪،‬نوير‪،1987،‬ص ‪( )78‬الصاوي‪،1999،‬ص ‪( )195‬علم‪ ،1986 ،‬ص ‪)4‬‬
‫(احد‪ ،1998 ،‬ص ‪( )46‬المانة العامة لجلس التعاون لدول الليج العربية‪،1987 ،‬‬
‫ص ‪)12‬‬
‫التطبيق الثالث ‪ :‬يشي إل نوع التعليم الول الضروري لواصلة التعليم‪ ،‬ويعادل هذا‬
‫الستوى الرحلة الول من التعليم أي الد الدن للتعليم ‪ ،‬وقد ورد هذا التطبيق ف‬
‫التصنيف الدول العياري للحصاءات التربوية با يعن الدرسة الول أو البتدائية ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫(حلمي‪،‬نوير‪،1987،‬ص ‪( )79‬علم‪ ،1986 ،‬ص ‪( )5‬المانة العامة لجلس التعاون‬
‫لدول الليج العربية‪ ،1987 ،‬ص ‪)12‬‬

‫التطبيق الرابع‪ :‬يشي إل تلك القررات أو الساقات الت تقدم إل الشباب أو الراشدين‬
‫الذين حصلوا على تعليم ابتدائي أو اشتركوا ف برامج مو المية من أجل إعدادهم‬
‫للعمل أو التلمذة الصناعية أو التدريب على الهارات الساسية ف الزراعة أو التجارة أو‬
‫الصناعة أو التلمذة الصناعية ف برنامج إنائي خاص ‪ .‬ووفق هذا الستخدام يعن التعليم‬
‫الساسي التعليم القبل مهن اللزم للعداد لياة العمل‪( .‬حلمي‪،‬نوير‪،1987،‬ص ‪)79‬‬
‫(الصاوي‪،1999،‬ص ‪( )195‬علم‪ ،1986 ،‬ص ‪( )5‬احد‪،1998،‬ص ‪)40‬‬
‫(المانة العامة لجلس التعاون لدول الليج العربية‪ ،1987 ،‬ص ‪)12‬‬
‫التطبيق الامس‪ :‬يشي عادة إل ما يعرف باسم اللقة الساسية للدراسة‪ ،‬وهو مفهوم‬
‫أخذ يسود ف عدد من الدول‪ ،‬يشي إل مستويات أساسية مرنة من الدراسة تتجاوز‬
‫الساليب التقليدية ف التعليم‪ .‬ووفقا لذا التطبيق تتحرر الدراسة من قيد التعليم الدرسي‬
‫فقط لتتيح مصادر تعليمية متمعية تسهم ف تقدي الدمات التعليمية ‪ ،‬كما أن تديد‬
‫الستويات الساسية ذاتا يتم بشكل مرن بيث يتطور بتطور العرفة والعلومات ف‬
‫الجتمع ‪ ،‬وبا يعن أن يكون التعليم أكثر ديقراطية وإشباعا للحاجات النسانية ‪.‬‬
‫(حلمي‪،‬نوير‪،1987،‬ص ‪( )79‬علم‪ ،1986 ،‬ص ‪( )7-6‬المانة العامة لجلس‬
‫التعاون لدول الليج العربية‪ ،1987 ،‬ص ‪)21‬‬
‫التطبيق السادس ‪:‬نظر إل التعليم الساسي على أنه إدخال بعض التدريبات العملية قبل‬
‫الهنية ف مناهج التعليم وفق مموعة من الجالت العملية‪ ،‬وسيطر هذا التاه لفترة ما‬
‫خلل مرحلة تريب التعليم الساسي ف سنوات ما قبل تعميم هذا النظام التعليمي‪ ،‬بل‬
‫واستمر أيضا هذا التاه ف بعض الوساط التربوية ف سنوات ما بعد تعميم نظام‬
‫التعليم الساسي ‪( .‬حلمي‪،‬نوير‪،1987،‬ص ‪( )80‬احد‪،1983،‬ص ‪)66‬‬

‫‪16‬‬
‫الراجع‪:‬‬

‫‪.1‬احد‪ ،‬شاكر ممد فتحي وآخرون‪ ،‬التعليم الساسي (الفكر‪ ..‬التطبيق ‪..‬‬
‫الصيغة الستقبلية)‪ ،1998 ،‬بدون ناشر ‪،‬رقم الوثيقة بكتبة جامعة اللك‬
‫سعود ‪.1670349‬‬
‫‪.2‬احد‪ ،‬ممد عبدا لقادر‪ ،‬استراتيجية التربية العربية لنشر التعليم الساسي ف‬
‫الدول العربية‪ ،‬مكتبة النهضة الصرية‪ ،‬القاهرة‪.1983 ،‬‬
‫‪.3‬المانة العامة لجلس التعاون لدول الليج العربية‪ ،‬التعليم الساسي ف الفكر‬
‫وتارب التطبيق – رؤية لدورة القترح ف دول ملس التعاون‪ ،‬المانة العامة‪،‬‬
‫الرياض‪.1987 ،‬‬
‫‪.4‬المعية العامة للمم التحدة‪ ،‬العــلن العـالي لقـوق النسان ‪ ،‬قرار‬
‫المعية رقم ‪217‬أ ‪ 10 ،‬ديسمب‪.1948 ،‬‬
‫‪.5‬حسان‪ ،‬حسن ممد‪ ،‬التعليم الساسي بي النظربة والتطبيق‪ ،‬مكتبة الطالب‬
‫الامعي‪ ،‬مكة الكرمة‪1406 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪.6‬حسي‪ ،‬منصور ‪،‬ويوسف‪ ،‬يوسف خليل‪ ،‬التعليم الساسي – مفاهيمه‪،‬‬
‫مبادئه‪ ،‬تطبيقاته‪ ،‬مكتبة غريب‪ ،‬القاهره‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪.7‬حلمي‪ ،‬شكري عباس‪ ،‬ونوير‪ ،‬ممد جال الدين‪" ،‬التعليم الساسي ف‬
‫جهورية مصر العربية‪ -‬دراسة حالة"‪ ،‬مركز التنمية البشرية والعلومات‪،‬‬
‫اليزة‪.1987 ،‬‬
‫‪.8‬عبود‪ ،‬عبدالعن وآخرون‪ ،‬التعليم ف الرحلة الول واتاهات تطويره‪ ،‬مكتبة‬
‫النهضة الصرية‪ ،‬القاهرة‪.1994 ،‬‬

‫‪17‬‬
‫‪.9‬علم‪ ،‬صلح الدين ممود وآخرون‪ ،‬مفاهيم ومارسات التعليم الساسي ف‬
‫بعض الدول غي العربية‪ ،‬ورقة عمل مقدمة للحلقة الدراسية الت نظمها‬
‫مكتب اليونسكو القليمي للتربية ف الدول العربية حول اتاهات التجديد‬
‫ف التعليم الساسي ف الدول العربية والت عقدت بالكويت خلل الفترة‬
‫‪ 23-19‬يناير لعام ‪.1986‬‬
‫‪.10‬القبان‪ ،‬إساعيل ممود‪ ،‬دراسات ف مسائل التعليم‪ ،‬مكتبة النهضة الصرية‪،‬‬
‫القاهرة‪.1951 ،‬‬
‫‪.11‬الهاتا غاندي‪ ،‬التربية الساسية‪ ،‬ترجة ممد الشيبت‪ ،‬دار العارف بصر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪.12‬اليونسكو‪ ،‬إطار عمل داكار" التعليم للجميع‪ -‬الوفاء بالتزاماتنا‬
‫الماعية‪،‬التقرير النهائي‪ ،‬النتدى العالي للتربية‪ ،‬داكار‪ ،‬السنغال‪28-26 ،‬‬
‫أبريل ‪.2000‬‬
‫‪.13‬اليونسكو‪ ،‬التقرير النهائي للحلقة الدراسية حول اتاهات التجديد ف التعليم‬
‫الساسي ف الدول العربية‪ ،‬والت عقدت بالكويت خلل الفترة ‪23-19‬‬
‫يناير لعام ‪ 1986‬برعاية مكتب اليونسكو القليمي للتربية ف الدول العربية‪.‬‬
‫‪.14‬الصاوي‪ ،‬ممد وجيه‪ ،‬التعليم البتدائي– الواقع والأمول‪ ،‬مكتبة الفلح‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬الطبعة الول‪.1999 ،‬‬

‫‪15. Unesco, Education in Africa in the light of the ‬‬

‫‪Lagos Conference,. Paris. 1977‬‬
‫‪16. Unesco, Educational studies and documents ‬‬

‫‪,No15,1955, Fundamental, adult, literacy and ‬‬
‫‪community education in the West Indies.‬‬

‫‪18‬‬
17. Unesco, Lifelong Education Schools And Curricula 

In Developing Countries, report of an international 
seminar, Hamburg, 9­13 December 1974.
18. Unesco, World education report2000,The right to 

education .Towards education for all throughout 
life,paris,2000.

19

You might also like