You are on page 1of 206

‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬

‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الجواب الكافي‬
‫لمن سأل عن‬
‫الدواء الشافي‬
‫ابن قيم الجوزية‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‬

‫سئل الشيخ المام العال العلمة التقن الافظ الناقد شس الدين أبو عبدال ممد بن الشيخ‬
‫ال صال أ ب ب كر عرف با بن الق يم الوز ية ر ضي ال ع نه ما تقول ال سادة العلماء أئ مة الد ين‬
‫رضى ال عنهم أجعي ف رجل ابتلى ببلية وعلم أنا إن استمرت به أفسدت دنياه وآخرته‬
‫وقد اجتهد ف دفعها عن نفسه بكل طريق فما يزداد إل توقدا وشدة فما اليلة ف دفعها وما‬
‫السلم إل كشفها فرحم ال من أعان مبتلى وال ف عون العبد ما كان العبد ف عون أخيه‬
‫أفتونا مأجورين‬
‫فك تب الش يخ ر ضي ال ع نه ت ت ال سؤال الواب ال مد ل أ ما ب عد ف قد ث بت ف صحيح‬
‫البخاري من حديث أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ما أنزل ال داء إل أنزل‬
‫له شفاء و ف صحيح م سلم من حد يث جابر بن ع بد ال قال قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫و سلم ل كل داء دواء فإذا أ صيب دواء الداء برأ باذن ال و ف م سند المام أح د من حد يث‬
‫أسامة بن شريك عن النب صلى ال عليه وسلم قال إن ال ل ينل داء إل أنزل له شفاء علمه‬
‫مضن عل مه وجهله مضن جهله وفض لفضظ إن ال ل ي ضع داء إل وضضع له شفاء أو دواء إل داء‬
‫واحدا قالوا يا ر سول ال ما هو قال الرم قال الترمذي هذا حد يث صحيح وهذا ي عم أدواء‬
‫القلب والروح والبدن وأدويتها وقد جعل النب صلى ال عليه وسلم الهل داء وجعل دواءه‬
‫سؤال العلماء فروى أ بو داوود ف سننه من حد يث جابر ا بن ع بد ال قال خرج نا ف سفر‬
‫فأ صاب رجل م نا ح جر فش جه ف رأ سه ث احتلم ف سأله أ صحابه فقال الشياط ي تدون ل‬
‫رخصة ف التيمم قالوا ما ند لك رخصة وأنت تقدر علىالاء فاغتسل فمات فلما قدمنا على‬
‫رسول ال صلى ال عليه و سلم أخب بذلك فقال قتلوه قتلهم ال إل سألوا إذ ل يعلموا فإنا‬
‫شفاء ال عي ال سؤال إن ا كان يكف يه أن يتي مم ويع صر أو يع صب على جر حه بر قة ث ي سح‬
‫علي ها ويغ سل سائر ج سده فأ خب أن ال هل داء وأن شفاءه ال سؤال و قد أ خب سبحانه عن‬
‫القرآن أنضه شفاء فقال ال تعال ولو جعلناه قرآنضا أعجميضا لقالوا لول فصضلت آياتضه أعجمضي‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وعرب قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء وقال وننل من القرآن ما هو شفاء ورحة للمؤمني‬
‫ومن ههنا لبيان النس ل للتبعيض فإن القرآن كله شفاء كما قال ف الية الخرى فهو شفاء‬
‫للقلوب من داء ال هل وال شك والر يب فلم ينل ال سبحانه من ال سماء شفاء قط أ عم ول‬
‫أنفع ول أعظم ول أشجع ف إزالة الداء من القرآن وقد ثبت ف الصحيحي من حديث أب‬
‫سعيد قال انطلق نفر من أصحاب النب صلى ال عليه وسلم ف سفرة سافروها حت نزلوا على‬
‫حي من أحياء العرب فا ستضافوهم فأبوا أن يضيفو هم فلدغ سيد ذلك ال ي ف سعوا له ب كل‬
‫شيء ل ينفعه شيء فقال بعضهم لو أنيتم هؤلء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم‬
‫شيء فاتوهم فقالوا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء ل ينفعه فهل عند أحد‬
‫من كم ش يء فقال بعض هم ن عم وال إ ن لر قى ول كن وال ا ستضفناكم فلم تضيفو نا ف ما أ نا‬
‫براق حت تعلوا لنا جعل فصالوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ المد ل‬
‫رب العالي فكأنا نشط من عقال فانطلق يشي وما به قلبة فأوفوهم جعلهم الذي صالوهم‬
‫عليه فقال بعضهم إقتسموا فقال الذي رقا ل نفعل حت نأت النب صلى ال عليه وسلم فنذكر‬
‫له الذي كان فنن ظر ب ا يأمر نا فقدموا على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فذكروا له ذلك‬
‫فقال وما يدر يك إنا رقية ث قال قد أصبتم اقتسموا وأضربوا ل معكم سهما فقد أ ثر هذا‬
‫الدواء فض هذا الداء وأزاله حتض كأن ل يكضن وهضو أسضهل دواء وأيسضره ولو أحسضن العبضد‬
‫التداوي بالفات ة لرأي ل ا تأثيا عجي با ف الشفاء ومك ثت ب كة مدة تعتري ن أدواء ول أ جد‬
‫طبي با ول دواء فك نت أعال نف سي بالفات ة فأري ل ا تأثيا عجي با فك نت أ صف ذلك ل ن‬
‫يشت كي أل ا وكان كث ي من هم يبأ سريعا ول كن هه نا أ مر ينب غي التف طن له و هو أن الذكار‬
‫واليات والدعية الت يستشفى با ويرقا با هي ف نفسها نافعة شافية ولكن تستدعى قبول‬
‫ال حل وقوة ه ة الفا عل وتأثيه فم ت تلف الشفاء كان لض عف تأث ي الفا عل أو لعدم قبول‬
‫النفعل أو لانع قوي فيه ينع أن ينجع فيه الدواء كما يكون ذلك ف الدوية والدواء السية‬
‫فإن عدم تأثيها قد يكون لعدم‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قبول الطبي عة لذلك الدواء و قد يكون لا نع قوي ي نع من اقتضائه أثره فإن الطبي عة إذا أخذت‬
‫الدواء لقبول تام كان انتفاع البدن بضه بسضب ذلك القبول وكذلك القلب إذا أخضذ الرقاء‬
‫والتعاويذ بقبول تام وكان للراقى نفس فعالة وهة مؤثرة ف إزالة الداء وكذلك الدعاء فإنه من‬
‫أقوى ال سباب ف د فع الكروه وح صول الطلوب ول كن قد يتخلف ع نه أثره إ ما لضع فه ف‬
‫نفسه بأن يكون دعاء ل يبه ال لا فيه من العدوان وإما لضعف القلب وعدم إقباله على ال‬
‫وجعيتضه عليضه وقضت الدعاء فيكون بنلة القوس الرخضو جدا فإن السضهم يرج منضه خروجضا‬
‫ضعي فا وإ ما ل صول الا نع من الجا بة من أ كل الرام والظلم ور ين الذنوب على القلوب‬
‫واستيلء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها كما ف صحيح الاكم من حديث أب هريرة‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم أدعو ال وأنتم موقنون بالجابة واعلموا أن ال دعاء من قلب‬
‫غا فل له فهذا دواؤ نا نا فع مز يل للداء ول كن غفلة القلب عن ال تب طل قو ته وكذلك أ كل‬
‫الرام يبطل قوته ويضعفها كما ف صحيح مسلم من حديث أب هريرة قال قال رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم أيها الناس إن ال طيب ليق بل إل طيبا وإن ال أمر الؤمني با أمر به‬
‫الر سلي فقال يا أي ها الر سل كلوا من الطيبات واعملوا صالا إ ن ب ا تعملون عل يم وقال يا‬
‫أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم ث ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغب يد يده‬
‫ال السضماء يارب يارب ومطعمضه حرام ومشربضه حرام وملبسضه حرام وغذي بالرام فأنض‬
‫ي ستجاب لذلك وذ كر ع بد ال بن أح د ف كتاب الز هد لب يه أ صاب ب ن إ سرائيل بلء‬
‫فخرجوا مر جا فأو حى ال عز و جل ال نبيهم أن أ خبهم إن كم ترجون ال ال صعيد بابدان‬
‫ن سة وترفعون ال أك فا قد سفكتم ب ا الدماء ومل ت ب ا بيوت كم من الرام الن ح ي اش تد‬
‫غضب عليكم ولن تزدادوا من البعدا وقال ابو ذر يكفى من الدعاء البأ ما يكفى الطعام من‬
‫اللح‬
‫فصل‬
‫والدعاء من أنفع الدوية وهو عدو البل يدافعه ويعاله وينع نزوله ويرفعه أو يففه إذا نزل‬
‫وهو سلح الؤمن كما روى الاكم ف صحيحه من حديث على بن أب طالب رضي ال عنه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكرم ال وجهه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم الدعاء سلح الؤ من وعماد الد ين‬
‫ونور السموات والرض وله مع البلء ثلث مقامات أحدها أن يكون أقوي من البلء فيدفعه‬
‫الثان أن يكون أضعف من البلء فيقوى عليه البلء فيصاب به العبد ولكن قد يففه وإن كان‬
‫ضعيفا الثالث أن يتقاوما وينع كل واحد منهما صاحبه وقد روي الاكم ف صحيحه من‬
‫حديث عائشة رضي ال عنها قالت قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ل يغن حذر من قدر‬
‫والدعاء ينفع ما نزل وما ل ينل وإن البلء لينل فيلقاه الدعاء فيعتلجان ال يوم القيامة وفيه‬
‫أيضا من حديث ابن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم قال الدعاء ينفع با نزل وما ينل‬
‫فعليكضم عباد ال بالدعاء وفيضه أيضضا مضن حديضث ثوبان ل يرد القدر ال الدعاء ول يزيضد فض‬
‫العمر ال الب وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه‬
‫فصل‬
‫ومن أنفع الدوية اللاح ف الدعاء وقد روى ابن ماجة ف سننه من حديث أب هريرة قال‬
‫قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من ل ي سئل ال يغ ضب عل يه و ف صحيح الا كم من‬
‫حديث أنس عن النب صلى ال عليه وسلم لتعجزوا ف الدعاء فانه ليهلك مع الدعاء أحد‬
‫وذكر الوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي ال عنها قالت قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم إن ال يب اللحي ف الدعاء وف كتاب الزهد للمام أحد عن قتادة قال قال‬
‫مورق ما وجدت للمؤمن مثل ال رجل ف البحر على خشبة فهو يدعو يا رب يا رب لعل‬
‫ال عز وجل أن ينجيه‬
‫فصل‬
‫و من الفات الت ت نع ترتب أ ثر الدعاء عل يه أن ي ستعجل العبد وي ستبطي الجابة فيستحسر‬
‫ض فجعضل يتعاهده ويسضقيه فلمضا اسضتبطأ‬ ‫ويدع الدعاء وهضو بنلة مضن بذر بذرا أو غرس غرس ا‬
‫كماله وإدراكه تركه وأهله وف البخاري من حديث أب هريرة أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال يستجاب لحدكم ما ل يعجل يقول دعوت فلم يستجب ل وف صحيح مسلم‬
‫عنه ليزال يستجاب للعبد ما ل يدع بأث أو قطيعة رحم ما ل يستعجل قيل يا رسول ال ما‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ال ستعجال قال يقول قد دعوت و قد دعوت فلم أر ي ستجاب ل في ستحسر ع ند ذاك ويدع‬
‫الدعاء وف مسند أحد من حديث أنس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ليزال العبد‬
‫بي ما ل يستعجل قالوا يا رسول ال كيف يستعجل قال يقول قد دعوت لرب فلم يستجب‬
‫ل‬
‫فصل‬
‫واذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجعيته بكليته على الطلوب وصادف وقتا من أوقات‬
‫الجابة الستة وهي الثلث الخي من الليل وعند الذان وبي الذان والقامة وادبار الصلوات‬
‫الكتوبات وع ند صعود المام يوم الم عة على ال نب ح ت تق ضى ال صلوة وآ خر ساعة ب عد‬
‫الع صر من ذلك اليوم و صادف خشو عا ف القلب وانك سارا ب ي يدي الرب وذلله وتضر عا‬
‫ورقة واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إل ال تعال وبدأ بمد ال والثناء‬
‫عليه ث ثن بالصلوة على ممد عبده صلى ال عليه وسلم ث قدم‬
‫بي يدي حاجته التوبة والستغفار ث دخل على ال وال عليه ف السئلة وتلقه ودعاه رغبة‬
‫وره بة وتو سل ال يه با سائه و صفاته وتوحيده وقدم ب ي يدي دعائه صدقة فان هذا الدعاء ل‬
‫يكاد يرد أبدا ول سيما ان صادف الدع ية ال ت أ خب ال نب صلى ال عل يه و سلم أن ا مظ نة‬
‫الجابة أو أنا متضمنة للسم العظم فمنها ما ف السنن وف صحيح بن حبان من حديث‬
‫ع بد ال بن بريدة عن أب يه أن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم سع رجل يقول الل هم إ ن‬
‫أسالك بان أشهد ال ل إله ال هو الحد الصمد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كفوا أحد‬
‫فقال لقد سأل ال بالسم الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعى به أجاب وف لفظ لقد سألت‬
‫ال باسه العظم وف السنن وصحيح بن حبان أيضا من حديث أنس بن مالك أنه كان مع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم جالسا ورجل يصلى ث دعا فقال اللهم إن أسالك بأن لك‬
‫ال مد ل إله ال ا نت النان بد يع ال سموات والرض يا ذا اللل والكرام يا حى يا قيوم‬
‫فقال النب صلى ال عليه وسلم لقد دعا ال باسه العظيم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به‬
‫الديثي أحد ف مسنده وف جامع الترمذي من حديث أساء بنت يزيد أن النب صلى ال‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عل يه و سلم قال إ سم ال الع ظم ف هات ي اليت ي وإل كم إله وا حد ل إله إل هو الرح ن‬
‫الرح يم وفات ة آل عمران آل ال ل إله إل هو ال ي القيوم قال الترمذي هذا حد يث ح سن‬
‫صحيح وف مسند أحد وصحيح الاكم من حديث أب هريرة وأنس بن مالك وربيعة بن‬
‫عامضر عنضه صضلى ال عليضه وسضلم أنضه قال أنطوا بياذ اللل والكرام يعنض تعلقوا والزموهضا‬
‫وداوموا عليها وف جامع الترمذي من حديث أب هريرة أن النب صلى ال عليه وسلم كان إذا‬
‫أه ه ال مر ر فع رأ سه ال ال سماء وإذا اجت هد ف الدعاء قال يا حى يا قيوم وف يه أي ضا من‬
‫حديث أنس بن مالك قال كان النب صلى ال عليه وسلم إذا كربه أمر قال يا حى يا قيوم‬
‫برحتك أستغيث وف صحيح الاكم من حديث أب أمامة عن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫اسم ال العظم ف ثلث سور من القرآن البقرة وآل عمران وطه قال القاسم فالتمستها فاذا‬
‫هي آية الي القيوم وف جامع الترمذي وصحيح الاكم من حديث سعد بن أب وقاص عن‬
‫ال نب صلى ال عل يه و سلم قال دعوة ذي النون اذ د عا و هو ف ب طن الوت ل إله ال ا نت‬
‫سبحانك إ ن ك نت من الظال ي إ نه ل يدع ب ا م سلم ف شى قط ال ا ستجاب ال له قال‬
‫الترمذي حديث صحيح وف صحيح الاكم أيضا من حديث سعد عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم أل أخبكم بشىء إذا نزل برجل منكم أمرمهم فدعا به يفرج ال عنه دعاء ذي النون‬
‫و ف صحيحه أي ضا ع نه أ نه سع ال نب صلى ال عل يه و سلم و هو يقول أدل كم على ا سم ال‬
‫العظم دعاء يونس فقال رجل يا رسول ال كان ليونس خاصة فقال أل تسمع قوله فاستجبنا‬
‫له ونيناه من الغم وكذلك نين ! الؤمني فأيا مسلم دعا با ف مرضه اربعي مرة فمات ف‬
‫مرضه ذلك أعطى أجر شهيد وان برأ برأ مغفور له وف الصحيحي من حديث بن عباس أن‬
‫ر سول ال صلى ال عليه و سلم كان يقول عند الكرب ل إله ال ال العظ يم الل يم ل إله ال‬
‫ال رب العرش العظيضم ل إله ال ال رب السضموات ورب الرض رب العرش الكريض وفض‬
‫مسند المام أحد من حديث على بن أب طالب طالب رضي ال عنه قال علمن رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم اذا نزل ب كرب أن أقول ل إله ال ال الليم الكري سبحان ال وتبارك‬
‫ال رب العرش العظ يم وال مد ل رب العال ي و ف م سنده اي ضا من حد يث ع بد ال بن‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مسعود قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما أصاب أحد قط هم ول حزن فقال اللهم‬
‫إن عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيت بيدك ماض ف حكمك عدل ف قضاؤك أسألك اللهم‬
‫بكل اسم هو لك سيت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته ف كتابك أو استأثرت‬
‫به ف علم الغيب عندك أن تعل القرآن العظيم ربيع قلب ونور صدري وجلء حزن وذهاب‬
‫هي ال أذهب ال هه وحزنه وأبدله مكانه فرحا فقيل يا رسول ال أل نتعلمها قال بل ينبغي‬
‫لن سعها أن يتعلمها وقال ابن مسعود ما كرب نب من النبياء ال استغاث بالتسبيح وذكرا‬
‫ابن أب الدنيا ف كتاب الجاني ف الدعاء عن السن قال كان رجل من أصحاب النب صلى‬
‫ال عل يه و سلم من الن صار يك ن يش ي مغلق وكان تاجرا يت جر بال له ولغيه يضرب به ف‬
‫الفاق وكان ناسكا ورعا فخرج مرة فلقيه لص مقنع ف السلح فقال له ضع ما معك فان‬
‫قاتلك قال فما تريد الدمي فشأنك والال قال أما الال فلى ولست أريد إل دمك قال أما إذا‬
‫أبيت فذرن اصلى أربع ركعات قال صلى ما بدا لك فتوضأ ث صلى أربع ركعات فكان من‬
‫دعائه ف آخر سجدة أن قال يا ودود ياذ العرش الجيد يا فعال لا تريد أسألك بعزك الذي ل‬
‫يرام وبلكضك الذي ليضام وبنورك الذي مل أركان عرشضك ان تكفينض شضر هذا اللص يضا‬
‫مغيت اغثن يا مغيث اغثن يا مغيث اغثن ثلث مرات فاذا هو بفارس أق بل بيده حربة قد‬
‫وضع ها ب ي أذ ن فر سه فل ما ب صر به اللص أق بل نوه ث أق بل ال يه فقال قم فقال وأ مي ف قد‬
‫أغاث ن ال بك اليوم فقال أ نا ملك من أ هل ال سماء الراب عة دعوت ف سمعت لبواب ال سماء‬
‫قعقعة ث دعوت بدعائك الثان فسمعت لهل السماء ضجة ث دعوت بدعائك الثالث فقيل‬
‫ل دعاء مكروب فسألت ال ان يولين قتله قال السن فمن توضي وصلى أربع ركعات ودعا‬
‫بذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غي مكروب‬
‫فصل‬
‫وكثيا ما ن د أدع ية د عا ب ا قوم فا ستجيب ل م فيكون قد اقترن بالدعاء ضرورة صاحبه‬
‫وإقباله على ال أو حسنة تقدمت منه جعل ال سبحانه إجابة دعوته شكرا لسنته أو صادف‬
‫الدعاء وقضت إجابضة ونوض ذلك فاجيبضت دعوتضه فيظضن الظان ان السضر فض لفضظ ذلك الدعاء‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيأخذه مردا عن تلك المور الت قارن ته من ذلك الداعي وهذا ك ما اذا استعمل ر جل دواء‬
‫ناف عا ف الو قت الذي ينب غي على الو جه الذي ينب غي فانت فع به ف ظن غيه ان ا ستعمال هذا‬
‫الدواء مردا كاف ف حصول الطلوب كان غالطا وهذا موضع يغلط فيه كثي من الناس ومن‬
‫هذا قد يت فق دعاؤه باضطرار عند قب فيجاب في ظن الا هل ان السر لل قب ول يعلم ان ال سر‬
‫للضطرار و صدق اللجاء ال ال فاذا ح صل ذلك ف ب يت من بيوت ال كان اف ضل وأ حب‬
‫ال ال‬
‫فصل‬
‫والدعية والتعوذات بنلة السلح والسلح بضاربه ل بده فقط فمت كان السلح سلحا‬
‫تا ما ل آ فة به وال ساعد ساعد قوي والا نع مفقود ح صلت به النكا ية ف العدو وم ت تلف‬
‫وا حد من هذه الثل ثة تلف التأث ي فإن كان الدعاء ف نف سه أو الدا عى ل ي مع ب ي قل به‬
‫ولسانه ف الدعاء أو كان ث مانع من الجابة ل يصل الثر‬
‫فصل‬
‫وههنا سؤال مشهور وهو ان الدعو به إن كان قد قدر ل يكن بد من وقوعه دعا به العبد أو‬
‫ل يدع وان ل ي كن قد قدر ل ي قع سواء سأله الع بد أو ل ي سأله فظ نت طائ فة صحة هذا‬
‫ال سؤال فتر كت الدعاء وقالت ل فائدة ف يه وهؤلء مع فرط جهل هم وضلل م متناقضون فأن‬
‫اطرد مذهب هم لو جب تعط يل ج يع لحد هم ان كان الش بع والري قد قدرا لك فل بد من‬
‫وقوعهضا أكلت أو ل تأكضل وإن ل يقدرا ل يقعضا أكلت أو ل تأكضل وإن كان الولد قدر لك‬
‫فلبضد منضه وطأت الزوجضة والمضة أو ل تطأهضا وإن ل يقدر ل يكضن فل حاجضة الىالتزويضج‬
‫والتسضري وهلم جرا فهضل يقال هذا عاقضل أو آدمضي بضل اليوان البهيضم مفطور على مباشرة‬
‫السباب الت با قوامه وحياته فاليوانات أعقل وأفهم من هؤلءالذين هم كالنعام بل هم‬
‫أ ضل سبيل وتكا يس بعض هم وقال الشتغال بالدعاء من باب التع بد ال حض يث يب ال عل يه‬
‫الداعي من غي أن يكون له تأثي ف الطلوب بوجه ما ول فرق عند هذا الكيس بي الدعاء‬
‫والمسضاك عنضه بالقلب واللسضان فض التأثيض فض حصضول الطلوب وارتباط الدعاء عندهضم بضه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كارتباط ال سكوت ول فرق وقالت طائ فة أخري أك يس من هؤلء بل الدعاء عل مة مردة‬


‫نصبها ال سبحانه أمارة على قضاء الاجة فمت وفق العبد للدعاء كان ذلك علمة له وأمارة‬
‫على أن حاجته قد قضيت وهذا كما إذا رأيت غيما أسود باردا ف زمن الشتاء فان ذلك دليل‬
‫وعل مة على أ نه ي طر قالوا وهكذا ح كم الطاعات مع الثواب والك فر والعا صي مع العقاب‬
‫هي أمارات مضة لوقوع الثواب والعقاب لنا أسباب له وهكذا عندهم الكسر مع النكسار‬
‫والرق مع الحراق والزهاق ومع القتل ليس شيء من ذلك سببا ألبتة ول إرتباط بينه وبي‬
‫مضا يترتضب عليضه ال أنزل القتران ل التأثيض السضبب وخالفوا بذلك السض والعقضل والشرع‬
‫والفطرة وسائر طوائف العقلء بل أضحكوا عليهم العقلء والصواب ان ههنا قسما ثالثا غي‬
‫ما ذكره السائل وهو أن هذا القدور قدر بأسباب ومن أسبابه الدعاء فلم يقدر مردا عن سببه‬
‫ول كن قدر ب سببه فم ت أ ت الع بد بال سبب و قع القدور وم ت ل يأت بال سبب انت فى القدور‬
‫وهذا كمضا قدر الشبضع والري بالكضل والشرب وقدر الولد بالوطيضء وقدر حصضول الزرع‬
‫بالبذر وقدر خروج نفضس اليوان بذبهض وكذلك قدر دخول النضة بالعمال ودخول النار‬
‫بالعمال وهذا الق سم هو ال ق وهذا الذي حر مه ال سائل ول يو فق له وحينئذ فالدعاء من‬
‫أقوى السباب فاذا قدر وقوع الدعو به بالدعاء ل يصح أن يقال ل فائدة ف الدعاء كما ل‬
‫يقال ل فائدة ف ال كل والشرب وج يع الركات والعمال ول يس ش يء من ال سباب أن فع‬
‫من الدعاء ول أبلغ ف ح صول الطلوب ول ا كان ال صحابة ر ضى ال عن هم أعلم ال مة بال‬
‫ورسوله وأفقههم ف دينه كانوا أقوم بذا السبب وشروطه وآدابه من غيهم وكان عمر رضى‬
‫ال عنه يستنصر به على عدوه وكان أعظم جنده وكان يقول للصحابه لستم تنصرون بكثرة‬
‫وانا تنصرون من السماء وكان يقول ان ل أحل هم الجابة ولكن هم الدعاء فاذا ألمت‬
‫الدعاء معه فان الجابة معه وأخذ هذا الشاعر فنظمه فقال‬
‫لو ل ترد نيل ما أرجوه وأطلبه * من جود كفيك ما علمتن الطلبا‬
‫فمن ألم الدعاء فقد أريد به الجابة فان ال سبحانه يقول إدعون أستجب لكم وقال وإذا‬
‫سألك عبادي عن فأن قريب أجيب دعوة الداع أذا دعان وف سنن ابن ماجه من حديث أب‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من ل يسأل ال يغضب عليه وهذا يدل على‬
‫أن رضاه ف سؤاله وطاع ته وإذا ر ضى الرب تبارك وتعال ف كل خ ي ف رضاه ك ما أن كل‬
‫بلء وم صيبة ف غض به و قد ذ كر المام أح د ف كتاب الز هد أثرا أ نا ال ل إله إل أ نا إذا‬
‫رضيت باركت وليس لبكت نص وإذا غضبت لعنت ولعنت تبلغ السابع من الولد وقد دل‬
‫العقل والنقل والفطرة وتارب المم على اختلف أجناسها ومللها ونلها على أن التقرب ال‬
‫رب العال ي وطلب مرضا ته والب والح سان ال خل قه من أع ظم ال سباب الال بة ل كل خ ي‬
‫واضدادها من أكب السباب الالبة لكل شر فما استجلبت نعم ال واستدفعت نقمة ال بثل‬
‫طاع ته والتقرب ال يه والح سان ال خل قه و قد ر تب ال سبحانه ح صول اليات ف الدن يا‬
‫والخرة وحصول السرور ف الدنيا والخرة ف كتابه على العمال ترتيب الزاء على الشرط‬
‫والعلول على العلة وال سبب على ال سبب وهذا ف القرآن يز يد على ألف مو ضع فتارة ير تب‬
‫ال كم ال بي الكو ن وال مر الشر عى على الو صف النا سب له كقوله تعال فل ما عتوا ع ما‬
‫نوا عنضه قلنضا لمض كونوا قردة خاسضئي وقوله فلمضا آسضفونا انتقمنضا منهضم وقوله والسضارق‬
‫وال سارقة فاقطعوا أيديه ما جزاء ب ا ك سبا وقوله ان ال سلمي وال سلمات ال قوله والذاكر ين‬
‫ال كثيا والذاكرات أعد ال لم مغفرة وأجرا عظيما وهذا كثي جدا وتارة ترتبه عليه بصيغة‬
‫الشرط والزاء كقوله تعال ان تتقوا ال ي عل ل كم فرقا نا ويك فر عن كم سيآتكم ويغ فر ل كم‬
‫وقوله وأن لو استقاموا على الطريقة لسقيناهم ماء غدقا وقوله فان تابوا وأقاموا الصلة وآتوا‬
‫الزكاة فاخوانكم ف الدين ونظائره وتارة يأت بلم التعليل كقوله ليتدبروا آياته وليتذكر أولوا‬
‫اللباب وقوله لتكونوا شهداء على الناس ويكون الر سول علي كم شهيدا وتارة يأ ت باداة كى‬
‫ال ت للتعل يل كقوله كيل يكون دولة ب ي الغنياء منكضم وتارة يأتض بباء ال سببية كقوله تعال‬
‫ذلك ب ا قد مت أيدي كم وقوله ب ا كن تم تعملون وب ا كن تم تك سبون وقوله ذلك بأن م كفروا‬
‫بآياتنضا وتارة يأتضى بالفعول لجله ظاهرا أو مذوفضا كقوله فرجضل وامرأتان منض ترضون مضن‬
‫الشهداء أن ت ضل إحداه ا فتذ كر إحداه ا الخرى وكقوله تعال أن تقولوا إ نا ك نا عن هذا‬
‫غافل ي وقوله أن تقولوا إن ا أنزل الكتاب على طائفت ي من قبل نا أى كرا هة أن تقولوا وتارة‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يأ ت بفاء ال سببية كقوله فكذبوه فعقرو ها فدمدم علي هم رب م بذنب هم ف سواها وقوله فع صوا‬
‫رسول ربم فأخذهم أخذة رابية وقوله فكذبوها فكانوا من الهلكي ونظائره وتارة يأت باداة‬
‫لا الدالة على الزاء كقوله فلما آسفونا انتقمنا منهم ونظائره وتارة يأت بأن وما علمت فيه‬
‫كقوله ان م كانوا يسارعون ف اليات وقوله ف ضد هؤلء إن م كانوا قوم سوء فأغرقنا هم‬
‫أجع ي وتارة يأ ت بأداة لول الدالة على ارتباط ما قبل ها ب ا بعد ها كقوله فلولا نه كان من‬
‫السضبحي للبضث وفض بطنضه ال يوم يبعثون وتارة يأتض بلو الدالة على الشرط كقوله ولو أنمض‬
‫فعلوا ما يوعظون به لكان خيا لم وبالملة فالقرآن من أوله ال آخره صريح ف ترتب الزاء‬
‫باليض والشضر والحكام الكونيضة والمريضة على السضباب بضل ترتضب احكام الدنيضا والخرة‬
‫ومصالهما ومفاسدها على السباب والعمال ومن تفقه ف هذه السئلة وتأملها حق التأمل‬
‫انت فع ب ا غا ية الن فع ول يت كل على القدر جهل م نه وعجزا وتفري طا وإضا عة فيكون توكله‬
‫عجزا وعجزه توكل بل الفقيه كل الفقيه الذي يرد القدر بالقدر ويدفع القدر بالقدر ويعارض‬
‫القدر بالقدر بضل ل يكضن النسضان ان يعيضش ال بذلك فان الوع والعطضش والبد وأنواع‬
‫الخاوف والحاذير هي من القدر واللق كلهم ساعون ف دفع هذا القدر بالقدر وهكذا من‬
‫وفقه ال وألمه رشده يدفع قدر العقوبة الخروية بقدر التوبة واليان والعمال الصالة فهذا‬
‫وزن الخوف ف الدن يا و ما يضاده فرب الدار ين وا حد وحكم ته واحدة ل ينا قض بعض ها‬
‫بعضا ول يبطل بعضها بعضا فهذه السألة من اشرف السائل لن عرف قدرها ورعاها حق‬
‫رعايت ها وال ال ستعان ل كن يب قى عل يه أمران ب ما ت تم سعادته وفل حه أحده ا أن يعرف‬
‫تفاصيل أسباب الشر والي ويكون له بصية ف ذلك با شهده ف العال وما جربه ف نفسه‬
‫وغيه وما سعه من أخبار المم قديا وحديثا ومن أنفع ما ف ذلك تدبر القرآن فإنه كفيل‬
‫بذلك على أكمل الوجوه وف يه أسباب الي والشر جيعا مفصلة مبينة ث السنة فإنا شقيقة‬
‫القرآن وهي الوحي الثان‬
‫و من صرف إليه ما عناي ته اكت فى ب ما من غيه ا وه ا يريا نك ال ي وال شر وأ سبابما ح ت‬
‫كا نك تعا ين ذلك عيا نا وب عد ذلك فإذا تأملت أخبار ال مم وأيام ال ف أ هل طاع ته وأ هل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مع صيته طا بق ذلك ما علم ته من القرآن وال سنة ورأي ته بتفا صيل ما أ خب ال به وو عد به‬
‫وعل مت من آيا ته ف الفاق ما يدلك على أن القرآن حق وأن الر سول حق وأن ال ين جز‬
‫وعده ل مالة فالتاريخ تفصيل لزئيات ما عرفنا ال ورسوله من السباب الكلية للخي والشر‬
‫‪.‬‬

‫الواب الكاف ‪2‬‬


‫فصل‬
‫المر الثان أن يذر مغالطة نفسه على هذه السباب وهذا من أهم المور فان العبد يعرف أن‬
‫العصية والغفلة من السباب الضرة له ف دنياه وآخرته ول جد ولكن تغالطه نفسه بالتكال‬
‫على عفو ال ومغفرته تارة وبالتشويف بالتوبة والستغفار باللسان تارة وبفعل الندوبات تارة‬
‫وبالعلم تارة وبالحتجاج بالقدر تارة وبالحتجاج بالشباه والنظراء تارة وبالقتداء بالكابر‬
‫تارة وكثي من الناس يظن أنه لو فعل ما فعل ث قال أستغفر ال زال أثر الذنب وراح هذا بذا‬
‫وقال ل ر جل من النت سبي ال الف قه أ نا أف عل ما أف عل ث أقول سبحان ال وبمده مائة مرة‬
‫وقد غفر ذلك أجعه كما علمن عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال من قال ف يوم سبحان‬
‫ال وبمده مائة مرة ح طت خطاياه ولو كا نت م ثل ز بد الب حر وقال ل آ خر من أ هل م كة‬
‫نن أحدنا إذا فعل ما فعل ث اغتسل وطاف بالبيت أسبوعا قد مي عنه ذلك وقال ل آخر قد‬
‫علمن عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال أذنب عبد ذنبا فقال أي رب أصبت ذنبا فاغفر‬
‫ل فغفر ال ذنبه ث مكث ما شاء ال ث أذنب ذنبا آخر فقال أي رب أصبت ذنبا فاغفر ل‬
‫فقال ال عز وجل علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليصنع ما‬
‫شاء وقال أ نا ل أ شك أن ل ر با يغ فر الذ نب ويأ خذ به وهذا الضرب من الناس قد تعلق‬
‫بنصوص من الرجاء واتكل عليها وتعلق با بكلتا يديه واذا عوتب على الطايا والنماك فيها‬
‫سرد لك ما يفظه من سعة رحة ال ومغرته ونصوص الرجاء وللجهال من هذا الضرب من‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الناس ف هذا الباب غرائب وعجائب كقول بعض هم وك ثر ماا ستطعت من الطا يا اذا كان‬
‫القدوم على كريض وقول بعضهضم التنه مضن الذنوب جهضل بسضعة عفضو ال وقال الخضر ترك‬
‫الذنوب جراءة على مغفرة ال واستصغارا لا وقال ممد بن حزم رأيت بعض هؤلء من يقول‬
‫ف دعائه اللهم ان أعوذ بك من العصمة ومن هؤلء الغرورين من يتعلق بسألة البوان العبد‬
‫لف عل له الب تة ول إختيار وإن ا هو مبور على ف عل العا صي و من هؤلء من يغ تر ب سألة ال‬
‫رجاء وأن اليان هو مرد التصديق والعمال ليست من اليان وأن ايان أفسق الناس كايان‬
‫جبيل وميكائيل ومن هؤلء من يغتر بحبة الفقراء والشايخ‬
‫وال صالي وكثرة التردد إل قبور هم والتضرع إلي هم وال ستشفاع ب م والتو سل ال ال ب م‬
‫و سؤاله بق هم عل يه وحرمت هم عنده ومن هم من يغ تر بآبائه وأ سلفه وأن ل م ع ند ال مكا نة‬
‫وصضلحا فل يدعون أن يلصضوه كمضا يشاهضد فض حضرة اللوك فإن اللوك تبض لواصضهم‬
‫ذنوب أبنائ هم وأقارب م وإذا و قع أ حد من هم ف أ مر مف ظع خل صه أبوه وجده با هه ومنل ته‬
‫ومن هم من يغ تر بان ال عز و جل غ ن عن عذا به وعذا به ليز يد ف مل كه شيئا ورح ته له‬
‫لينقص من ملكه شيئا فيقول أنا مضطر إل رحته وهو أغن الغنياء ولو أن فقيا‬
‫م سكينا مضطرا ال شر بة ماء ع ند من ف داره شط يري ل ا من عه من ها فال أكرم وأو سع‬
‫فالغفرة لتنق صه شيئا والعقو بة لتز يد ف مل كه شيئا ومن هم من يغ تر بف هم فا سد فه مه هو‬
‫وأضرا به من ن صوص القرآن وال سنة فاتكلوا عل يه كاتكال بعض هم على قوله تعال ول سوف‬
‫يعطيك ربك فترضى قال وهو ليرضى أن يكون ف النار أحد من أمته وهذا من أقبح الهل‬
‫وأبي الكذب عليه فانه يرضى با يرضى به ربه عز وجل وال تعال يرضيه تعذيب الظلمة‬
‫والف سقة والو نة وال صرين على الكبائر فحا شا ر سوله أن ير ضى ب ا لير ضى به ر به تبارك‬
‫وتعال وكاتكال بعضهم على قوله تعال ان ال يغفر الذنوب جيعا وهذا أيضا من أقبح الهل‬
‫فان الشرك داخل ف هذه الية فانه رأس الذنوب وأساسها ول خلف أن هذه الية ف حق‬
‫التائبي فانه يغفر ذنب كل تائب أي ذنب كان ولو كانت الية ف حق غي التائبي لبطلت‬
‫ن صوص الوع يد كل ها وأحاد يث إخراج قوم من الوحد ين من النار بالشفا عة وهذا إن ا أو ت‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صاحبه من قلة علمه وفهمه فانه سبحانه ههنا عمم وأطلق فعلم أنه أراد التائبي وف سورة‬
‫النساء خصص وقيد فقال إن ال ليغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لن يشاء فاخب ال‬
‫سبحانه أنه ليغفر الشرك وأخب أنه يغفر ما دونه ولو كان هذا ف حق التائب ل راحم بي‬
‫الشرك وغيه وكاغترار بعض الهال بقوله تعال يا أيها النسان ما غرك بربك الكري فيقول‬
‫كر مه و قد يقول بعض هم ا نه ل قن الغ تر حج ته وهذا ج هل قب يح وان ا غره بر به الغرور و هو‬
‫الشيطان ونف سه المارة بال سؤ وجهله وهواه وأ ن سبحانه بل فظ الكر ي و هو ال سيد العظ يم‬
‫الطاع الذي لينبغي الغترار به ول إهال حقه فوضع هذا الغتر الغرور ف غي موضعه واغتر‬
‫بنض لينبغضي الغترار بضه وكاغترار بعضهضم بقوله تعال فض النار ليصضلها إل الشقضى الذي‬
‫كذب وتول وقوله أعدت‬
‫للكافريضن ول يدر هذا الغتضر ان قوله فأنذرتكضم نارا تلظضى هضي النار مصضوصة مضن جلة‬
‫دركات جهنم ولو كانت جيع جهنم فهو سبحانه ل عبادي ليدخلها بل قال ليصلها ال‬
‫الشقى ول يوم من عدم صليها عدم دخولا فان الصلى أخص من الدخول ونفي الخص ل‬
‫يستلزم نفى العم ث هذا الغتر لو تأمل الية الت بعدها لعلم أنه غي داخل فيها فل يكون‬
‫مضمونا له ان ينبها وأما قوله ف النار أعدت للكافرين فقد قال ف النة أعدت للمتقي ول‬
‫ينافض إعداد النار للكافريضن أن تدخلهضا الفسضاق والظلمضة ول ينافىإعداد النضة للمتقيض أن‬
‫يدخلها من ف قلبه أدن مثقال ذرة من ايان ول يعمل خيا قط وكأغترار بعضهم على صوم‬
‫يوم عاشوراء أو يوم عرفضة حتض يقول بعضهضم يوم عاشوراء يكفضر ذنوب العام كلهضا ويبقضى‬
‫صوم عرفة زيادة ف الجر ول يدر هذا الغتران صوم رمضان والصلوات المس أعظم وأجل‬
‫من صيام يوم عر فة ويوم عاشوراء و هي إن ا تك فر ما بينه ما اذا اجتن بت الكبائر فرمضان‬
‫والمعة ال المعة ليقويا على تكفي الصغائر ال مع انضمام ترك الكبائر اليها فيقوي مموع‬
‫المرين على تكفي الصغائر فكيف يكفر صوم تطوع كل كبية عملها العبد وهو مصر عليها‬
‫غي تائب منها هذا مال على أنه ليتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لميع‬
‫ذنوب العام على عمو مه ويكون من ن صوص الو عد ال ت ل ا شروط وموا نع ويكون إ صراره‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على الكبائر مانعا من التكفي فاذا ل يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الصرار وتعاونا‬
‫على عموم التكفيض كمضا كان رمضان والصضلوات المضس مضع اجتناب الكبائر متسضاعدين‬
‫متعاون ي على تكف ي ال صغائر مع أ نه سبحانه قد قال إن تتنبوا كبائر ما تنهون ع نه نك فر‬
‫عن كم سيئاتكم فعلم أن ج عل الشىء سببا للتكف ي ل ي نع أن يت ساعد هو و سبب آ خر على‬
‫التكفي ويكون التكفي مع اجتماع السببي أقوى وأت منه مع انفراد أحدها وكلما قويت‬
‫أسباب التكفي كان أقوي وأت وأشل وكاتكال بعضهم على قوله صلى ال عليه وسلم حاكيا‬
‫عن ربه أنا عند حسن ظن عبدي ب فليظن ب ماشاء يعن ما كان ف ظنه فانا فاعله به ول‬
‫ر يب أن ح سن ال ظن إن ا يكون مع الح سان فان الح سن ح سن ال ظن بر به أن ياز يه على‬
‫إحسانه ول يلف وعده ويق بل توب ته واب ا ال سىء ال صر على الكبائر والظلم والخالفات فان‬
‫وحشة العاصي والظلم والرام تنعه من حسن الظن بربه وهذا موجود ف الشاهد فان العبد‬
‫البق السي‬
‫الارج عن طا عة سيده ل ي سن ال ظن به ول يا مع وح شة ال ساءة إح سان ال ظن ابدا فان‬
‫السيء مستوحش بقدر إساءته وأحسن الناس ظنا بربه أطوعهم له كما قال السن البصري‬
‫ان الؤمن أحسن الظن بربه فاحسن العمل وان الفاجر أساء الظن بربه فاساء العمل فكيف‬
‫يكون يسن الظن بربه من هو شارد عنه حال مرتل ف ساخطه ! وما يغضبه متعرض للعنته‬
‫قد هان حقه وأمره عليه فاضاعه وهان نيه عليه فارتكبه وأصر عليه وكيف يسن الظن به من‬
‫بارزه بالحاربة وعادى اولياءه ووال اعداءه وجحد صفات كما له وأساء الظن با وصف به‬
‫نفسه ووصفته به رسله وظن بهله ان ظاهر ذلك ضلل وكفر وكيف يسن الظن ببه من‬
‫يظن أنه ل يتكلم ول يأمر ول ينهى ول يرضى ول يغضب وقد قال ال ف حق من شك ف‬
‫تعلق سعه بب عض الزئيات و هو ال سر من القول وذل كم ظن كم الذى ظنن تم برب كم أرادا كم‬
‫فاصضبحتم مضن الاسضرين فهؤلء لاض ظنوا أن ال سضبحانه ل يعلم كثيا ماض يعملون كان هذا‬
‫ا ساءة لظن هم برب م فاردا هم ذلك ال ظن وهذا شأن كل من ج حد صفات ك ما له ونعوت‬
‫جلله ووصفه با ل يليق به فاذا ظن هذا أنه يدخله النة كان هذا غرورا وخداعا من نفسه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وتسويل من الشيطان الحسان ظن بربه فتأمل هذا الوضوع وتأمل شدة الاجة اليه وكيف‬
‫يتمع ف قلب العبد تيقنه بانه ملقى ال وأن ال يسمع ويري مكانه ويعلم سره وعلنيته ول‬
‫ي فى عليه خاف ية من أمره وأنه موقوف بي يد يه ومسئول عن كل ما عمل وهومقيم على‬
‫م ساخطه مض يع لوامره مع طل لقو قه و هو مع هذا ي سن ال ظن به و هل هذا ال من خدع‬
‫النفوس وغرور المان وقد قال أبو أمامة بن سهل بن حليف دخلت أنا وعروة بن الزبي على‬
‫عائشة رضي ال عنها فقالت لو رأيتما رسول ال صلى ال عليه وسلم ف مرض له وكانت‬
‫عندي ستة دنان ي أو سبعة فأمر ن ر سول ال صلى ال عل يه و سلم أن أفرق ها قالت فشغل ن‬
‫و جع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ت عافاه ال ث سألن عن ها فقال ما فعلت أك نت‬
‫فرقت الستة الدناني فقلت ل وال لقد شغلن وجعك قالت فدعا با فوضعها ف كفه فقال‬
‫ما ظن نب ال لو لقي ال وهذه عنده وف لفظ ما ظن ممد بربه لو لقى ال وهذه عنده فيا ل‬
‫ما ظن أ صحاب الكبائر والظل مة بال اذا لقوه ومظال العباد عند هم فان كان ينفع هم قول م‬
‫حسنا ظنوننا بك ل يعذب ظال ول فاسق فليصنع العبد ما شاء وليتكب كل ما ناه ال عنه‬
‫وليحسن ظنه بال فان النار ل تسه فسبحان ال ما يبلغ الغرور بالعبد وقد قال ابراهيم لقومه‬
‫إفكا آلة دون ال تريدون فما ظنكم برب العالي أي ما ظنكم أن يفعل بكم إذا لقيتموه وقد‬
‫عبدت غيه ومن تأمل هذا الوضع حق التأمل علم أن حسن الظن بال هو حسن العمل نفسه‬
‫فان العبد إنا يمله على حسن العمل ظنه بربه أن يازيه على أعماله ويثيبه عليها ويتقلها منه‬
‫فالذي حله على العمل حسن الظن فكلما حسن ظنه حسن عمله وال فحسن الظن مع ابتاع‬
‫الوى عجز كما ف الترمذي والسند من حديث شداد ابن أوس عن النب صلى ال عليه‬
‫وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لا بعد الوت والعاجز معن أتبع نفسه هواها وتن على‬
‫ال وبالملة فحسن الظن إنا يكون مع انعقاد أسباب النجاة وإما مع انعقاد أسباب اللك فل‬
‫يتأت احسان الظن فان قيل بل يتأت ذلك ويكون مستند حسن الظن سعة مغفرة ال ورحته‬
‫وعفوه وجوده وان رحته سبقت غضبه وانه ل تنفعه العقوبة ول يضره العفو قيل المر هكذا‬
‫وال فوق ذلك وأجضل وأكرم وأجود وأرحضم ولكضن إناض يضضع ذلك فض مله اللئق بضه فانضه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سبحانه موصوف بالكمة والعزة والنتقام وشدة البطش وعقوبة من يستحق العقوبة فلو كان‬
‫معول حسضن الظضن على مرد صضفاته وأسضائه لشترك فض ذلك الب والفاجروالؤمضن والكافضر‬
‫ووليه وعدوه فما ينفع الجرم أساؤه وصفاته وقد باء بسخطه وغضبه وتعرض للعنته واوقع ف‬
‫مارمضه وانتهضك حرماتضه بضل حسضن الظضن ينفضع مضن تاب وندم وأقلع وبدل السضيئة بالسضنة‬
‫واستقبل بقية عمره بالي والطاعة ث أحسن الظن فهذا حسن ظن والول غرور وال الستعان‬
‫ول ت ستبطل هذا الف صل فان الا جة ال يه شديدة ل كل أ حد ففرق ب ي ح سن ال ظن بال وب ي‬
‫الغرة به قال ال تعال ان الذين آمنوا والذينهاجروا وجاهدوا ف سبيل ال أولئك يرجون رحة‬
‫ال فجعل هؤلء أهل الرجا لالظالي والفاسقي وقال تعال ث إن ربك للذين هاجروا من بعد‬
‫ما فتنوا ث جاهدوا و صبوا إن ر بك من بعد ها لغفور رح يم فا خب سبحانه أ نه ب عد هذه‬
‫الشياء غفور رحيضم لنض فعلهضا فالعال يضضع الرجاء مواضعضه والاهضل الغتضر يضعضه فض غيض‬
‫مواضعه‬
‫فصل‬
‫وكثي من الهال اعتمدوا على رحة ال وعفوه وكرمه وضيعوا أمره ونيه ونسوا أنه شديد‬
‫العقاب وأنه ل يرد بأسه عن القوم الجرمي ومن اعتمد على العفو مع الصرار على الذنب‬
‫ف هو كالعا ند رجاؤك لرح ة من ل تطي عه من الذلن وال مق وقال ب عض العلماء من ق طع‬
‫عضوا م نك ف الدن يا ب سرقة ثل ثة درا هم ل تأ من أن تكون عقوب ته ف الخرة على ن و هذا‬
‫وقيل للحسن نراك طويل البكاء فقال أخاف أن يطرحن ف النار ول يبال وسأل رجل السن‬
‫فقال يا يشي سعيد كيف نصنع بجالسة أقوام يوفونا حت تكاد قلوبنا تنقطع فقال وال لن‬
‫ت صحب أقوا ما يوفو نك ح ت تدرك أم نا خ ي لك من أن ت صحب أقوا ما يؤمنو نك ح ت‬
‫تلحقك الخاوف وقد ثبت ف الصحيحي من حديث أسامة بن زيد قال سعت رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يقول ياء بالرجل يوم القيامة فيلقى ف النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور ف‬
‫النار ك ما برحاه فيطوف به أ هل النار فيقولون يا فلن ما أ صابك أل ت كن تأمر نا بالعروف‬
‫وتنها نا عن الن كر فيقول ك نت آمر كم بالعروف ول آت يه وأنا كم عن الن كر وآت يه وذ كر‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المام أحد من حديث أب رافع قال مر رسول ال صلى ال عليه وسلم بالبقيع فقال أف لك‬
‫أف لك فظن نت أ نه يريد ن قال ل ول كن هذا قضب فلن بعث ته ساعيا ال آل فلن ف غل نرة‬
‫فدرع الن مثلها من نار وف مسنده أيضا من حديث أنس بن مالك قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عل يه و سلم مررت ليلة أ سري ب على قوم تقرض شفاه هم بقار يض من نار فقلت من‬
‫هؤلء قالوا خطباء من أم تك من أ هل الدن يا كانوا يأمرون الناس بالب وين سون أنف سهم أفل‬
‫يعقلون وفيه أيضا من حديثه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم لا عرج ب مررت بقوم‬
‫لم أظفار من ناس يمشون وجوههم‬
‫وصضدورهم فقلت مضن هؤلء يضا جبيضل فقال هؤلء الذيضن يأكلون لوم الناس ويقعون فض‬
‫أعراض هم وف يه أي ضا ع نه قال كان ر سول ال صلى ال عل يه و سلم يك ثر أن يقول يا مقلب‬
‫القلوب والبصار ثبت قلب على دينك فقلنا يا رسول ال آمنا بك وبا جئت به فهل تاف‬
‫علي نا قال ن عم ان القلوب ب ي أ صبعي من أ صابع ال يقلب ها ك يف يشاء وف يه أي ضا ع نه أن‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم قال لب يل مال ل أر ميكائ يل ضاح كا قط قال ما ض حك‬
‫منذ خلقت النار وف صحيح مسلم عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ ف النار صبغة ث يقال له يابن آدم الشياطي رأيت‬
‫خيا قط الشياطي مربك نعيم قط فيقول ل وال يارب ويؤت باشد الناس بؤسا ف الدنيا من‬
‫أهل النة فيصبح ف النة له يابن آدم الشياطي رأيت بؤسا قط الشياطي مر بك شدة قط‬
‫فيقول ل وال يارب ما مر ب بؤس قط ول رأيت شدة قط و ف السند من حديث الباء بن‬
‫عاذب قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف جنازة رجل من النصار فانتهينا ال‬
‫القب ولا يلحد فجلس رسول ال صلى ال عليه وسلموجلسنا حوله كأن على رؤسنا الطي‬
‫وف يده عود ينكت به ف الرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بال من عذاب القب مرتي أو ثلثا‬
‫ث قال ان الع بد الؤ من اذا كان ف انقطاع من الدن يا وإقبال من الخرة نزل ال يه ملئ كة من‬
‫ال سماء ب يض الوجوه كان وجوه هم الش مس مع هم ك فن من أكفان أ هل ال نة وحنوط من‬
‫حنوط ال نة ح ت يل سوا م نه مد الب صر ث يىء ملك الوت ح ت يلس ع ند رأ سه فيقول‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أخر جي ايت ها الن فس الطمئ نة أخر جي إل مغفرة من ال ورضوان فتخرج ت سيل ك ما ت سيل‬
‫القطرة من السقاء فيأخذها فاذا أخذها ل يدعوها ف يده طرفة عي حت يأخذوها فيجعلوها‬
‫ف ذلك الكفن وف ذلك النوط ويرج منها كأطيب نفخة مسك وجدت على وجه الرض‬
‫فيصعدون با فليرون با على مل من اللئكة أل قالوا ماهذه الروح الطيبة فيقولون فلن بن‬
‫فلن باحسن أسائه الت كانوا يسمونه با ف الدنيا حت ينتهوا با إل السماء فيستفتحون له‬
‫فيفتح له فيشيعه من كل ساء مقربوها ال السماء الت تليها حت ينتهي به ال السماء السابعة‬
‫فيقول ال عضز وجضل أكتبوا كتاب عبدي فض علييض وأعيدوه ال الرض فانض منهضا خلقتهضم‬
‫وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخري قال فتعاد روحه فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولن له‬
‫من ربك فيقول رب ال عز وجل فيقولن له مادينك فيقول دين السلم فيقولن له ما هذا‬
‫الرجضل الذي بعضث فيكضم فيقول هضو ممضد رسضول ال فيقولن له ومضا علمضك فيقول قرأت‬
‫كتاب ال عز وجل فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوا له‬
‫من النة والبسوه من النة وأفتحوا له بابا ال النة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له‬
‫ف قبه مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر يسرك‬
‫بالذي هذا يو مك الذي ك نت تو عد فيقول له فوج هك الو جه الذي ي يء بال ي فيقول أ نا‬
‫عملك الصال فيقول رب أقم الساعة سقط ث رب أقم الساعة حت أرجع ال أهلي ومال قال‬
‫وإن العبد الكافر إذا كان ف انقطاع من الدنيا وإقبال من الخرة نزل اليه ملئكة من السماء‬
‫سود الوجوه معهم السوح فيجلسون منه مد البصر ث يىء ملك الوت حت يلس عند رأسه‬
‫فيقول أيتها النفس البيثة أخرجي إل سخط من ال وغضب قال فتفرق ف جسده فينتزعها‬
‫كما ينتزع السفود من الصوف البتل فيأخذها فاذا أخذها ل يدعوها ف يده طرفة عي حت‬
‫يعلوها ف تلك السوح ويرج منها كأنت ريح جيفةوجدت على وجه الرض فيصعدون با‬
‫فل يرون با على مل من اللئكة ال قالوا ما هذه الروح البيثة فيقولون فلن بن فلن باقبح‬
‫أسائه الت كان يسمى با ف الدنيا فيستفتح فل يفتح له ث قرأ رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫لتفتح لم أبواب السماء وليدخلون النة حت يلج المل ف سم الياط فيقول ال عز وجل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أكتبوا كتابه ف سجي ف الرض السفلى فتطرح روحه طرحا ث قرأ ومن يشرك بال فكأنا‬
‫خر من السماء فتخطفه الطي أو توي به الريح ف مكان سحيق فتعاد روحه ف جسده ويأتيه‬
‫ملكان فيجلسضانه فيقولن له مضن ربضك فيقول هاه هاه ل أدري فيقولن له مضا دينضك فيقول‬
‫هاه هاه ل أدري فيقولن له ما هذا الر جل الذي ب عث في كم فيقول هاه هاه ل أدري فينادي‬
‫م نا د من ال سماء أن كذب عبدي فافرشوا له من النار والب سوه من النار وافتحوا له با با إل‬
‫النار فيأت يه من حر ها و سومها ويض يق عل يه قبه ح ت تتلف ف يه اضل عه ويأت يه ر جل قب يح‬
‫الرجل قبيح الثياب منت الريح فيقول أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذى كنت توعد فيقول‬
‫فوج هك الو جه الذي ي يء بال شر فيقول أ نا عملك ال بيث فيقول رب ل ن قم ال ساعة و ف‬
‫ل فظ لح د اي ضا ث يق بض له أع مي أ صم أب كم ف يده مرز بة لو ضرب ب ا جبل كان ترا با‬
‫فيضربه ضربة فيصي ترابا ث يعيده ال عز وجل كما كان فيضربه ضربة أخري فيصيح صيحة‬
‫يسمعها كل شيء ال الثقلي قال الباء ث يفتح له باب ال النار ويهد له من فرش النار وف‬
‫السند أيضا عنه قال بينما نن مع رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا أبصرا بماعة فقال على‬
‫ما اجت مع هؤلءق يل على قب يفرو نه ففزع ر سول ال صلى ال عل يه و سلم فبدر ب ي يدي‬
‫أصحابه مسرعا حت انتهي ال القب فجثي على ركبتيه‬
‫فاستقبلته من بي يديه لنظر مايصنع فبكى حت بل الثري من دموعه ث أقبل علينا فقال أي‬
‫إخوان لثل هذا اليوم فاعدوا وف السند من حديث بريدة قال خرج الينا رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يوما فنادى ثلث مرات يا أيها الناس أتدرون ما مثلى ومثلكم فقالوا ال ورسوله‬
‫أعلم فقال إنا مثلى ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا يأتيهم فبعثوا رجل يتراءى لم فابصر العدو‬
‫فاقبل لينذرهم وخشى أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه فاهوي بثوبه أيها الناس أتيتم أيها‬
‫الناس أتيتم ثلث مرات وف صحيح مسلم من حديثجابر قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم كل ماأ سكر حرام وإن على ال عزو جل عقدا ل ن شرب ال سكر ان ي سقيه من طي نة‬
‫البال ق يل و ما طي نة البال قال عرق أ هل النار أو ع صارة أ هل النار و ف ال سند أي ضا من‬
‫حديضث أبض ذر قال قال رسضول ال صضلى ال عليضه وسضلم إنض أري مالترون وأسضع مال‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تسمعون أطت السماء وحق لا أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع ال وعليه ملك يسبح ال‬
‫سضاجدا لو تعلمون مضا أعلم لضحكتضم قليل ولبكيتضم كثيا ومضا تلذذتض بالنسضاء على الفرش‬
‫ولرج تم ال ال صعدات تاورن ال ال تعال قال أ بو ذر وال لوددت أ ن شجرة تع ضد و ف‬
‫السند أيضا من حديث حذيفة قال كنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ف جنازة فلما‬
‫انتهينا ال القب قعد على ساقيه فجعل يردد بصره فيه ث قال يضغط الؤمن فيه ضغطة تزول‬
‫منها حائله ويل على الكافر نارا والمائل عروق النثيي وف السند أيضا من حديث جابر‬
‫قال خرجنا مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ال سعد بن معاذ حي توف فلما صلى عليه‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ووضع ف قبه وسوى عليه سبح رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فسبحنا طويل ث كب‬
‫فكبنا فقيل يا رسول ال لا سبحت ث كبت فقال لقد تضايق على هذا العبد الصال قبه‬
‫ح ت فرج ال ع نه و ف صحيح البخاري من حد يث أ ب سعيد قال قال ر سول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم إذا وضعت النازة واحتملها الرجال على أعناقهم فان كانت صالة قالت قدمون‬
‫وان كانت غي صالة قالت ياويلها أين تذهبون با يسمع صوتا كل شىء ال النسان ولو‬
‫سعها النسان لصعق وف مسند أحد من حديث أب أمامة قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫و سلم تدنوا الش مس يوم القيا مة على قدر م يل ويزاد ف حر ها كذا وكذا تغلي من ها الرؤس‬
‫كما تغلي القدور يعرقون فيها على قدر خطاياهم منهم من يبلغ ال كعبة ومنهم من يبلغ ال‬
‫ساقيه ومنهم من يبلغ ال وسطه ومنهم من يلجمه العرق وفيه عن ابن عباس عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحت جبهته يسمع مت يؤمر‬
‫فينفخ فقال أصحابه كيف نقول قال قولوا حسبنا ال ونعم الوكيل على ال توكلنا وف السند‬
‫أيضا عن ابن عمر يرفعه من تعظم ف نفسه أو اختال ف مشيته لقى ال وهو عليه غضبان وف‬
‫ال صححي ع نه قال قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ان ال صورين يعذبون يوم القيا مة‬
‫ويقال لم احيوا ما خلقتم وفيه أيضا عنه عن النب صلى ال عليه وسلم إن أحدكم إذا مات‬
‫عرض عليه مقعده من الغداة والعشى إن كان من أهل النة فمن أهل النة وإن كان من أهل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النار ف من أ هل هذا مقعدك حت يبع ثك ال عز و جل يوم القيامة وفيه ما أي ضا عنه عن النب‬


‫صلى ال عليه وسلم إذا صار أهل النة ف النة وأهل النار ف النار جيء بالوت حت يوقف‬
‫بي النة والنار ث يذبح ث ينادى مناد يا أهل النة خلود ول موت ويا أهل النار خلود ول‬
‫موت فيزداد أهل النة‬
‫فرحا ال فرحهم ويزداد أهل النار حزنا ال حزنم وف السند عنه قال من اشتري ثوبا بعشرة‬
‫دراهم فيها درهم حرام ال له صلوة مادام عليه ث أدخل أصبعيه ف أذنيه ث قال صمتا إن ل‬
‫أكن سعت النب صلى ال عليه وسلم يقول وفيه عن عبد ال بن عمرو عن النب صلى ال‬
‫عليه و سلم قال من ترك ال صلة سكرا مرة واحدة فكأن ا كا نت له الدنيا وما عليها فسلبها‬
‫ومن ترك الصلوة سكرا أربع مرات كان حقا على ال أن يسقيه من طينة البال قيل وما طينة‬
‫البال يارسول ال قال ع صارة أ هل جهنم وفيه أيضا عنه مرفو عا من شرب ال مر شربة ل‬
‫تقبل له صلوة أربعي صباحا فان تاب تاب ال عليه فلأدري ف الثالثة أو ف الرابعة قال فان‬
‫عاد كان حقا على ال أن يسقيه من روغة البال يوم القيامة وف السند أيضا من حديث أب‬
‫مو سى قال قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم من مات مدم نا للخ مر سقاه ال من ن ر‬
‫الغوطة قيل وما نر الغوطة قال نر يري من فروج الؤمنات يؤذي أهل النار ريح فروجهن‬
‫وفيضه أيضضا عنضه قال قال رسضول ال صضلى ال عليضه وسضلم تعرض الناس يوم القيامضة ثلث‬
‫عرضات فاما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تطي الصحف ف اليدي فأخذ‬
‫بيمي نه وآخذ بشماله وف السند أيضا من حديث بن م سعود أن رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم قال إياكم ومقرات الذنوب فانن الرجل حت يهلكنه وضرب لن رسول ال صلى ال‬
‫عل يه و سلم مثل كم ثل قوم نزلوا أرض فلة فح ضر صنيع القوم فج عل الر جل ينطلق فيج يء‬
‫بالعود والرجضل ييضء بالعود حتض جعوا سضوادا وأججوا نارا وانضجوا ماقذفوا فيهضا وفض‬
‫الصحيح من حديث أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يضرب السر على‬
‫جه نم فأكون أول من يوز ودعوى الر سول يومئذ الل هم سلم سلم وحافت يه كلل يب م ثل‬
‫شوك السعدان ان يتطف الناس باعمالم الفات الوثق بعمله ومنهم الخدوش ث ينجوا حت‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اذا فرغ ال من القضاء ب ي العباد وأراد ان يرج من النار من أراد أن ير حم م ن كان يش هد‬
‫أن ل إله إل ال أمر اللئكة أن يرجوه فيعرفونه بعلمة أثر السجود وحرم ال على النار ان‬
‫تأكل من ابن آدم أثر السجود فيخرجونم وقد امتحشوا فيصب عليهم من ماء يقال له ماء‬
‫اليوة فينبتون نبات البة ف حيل السيل وف صحيح مسلم عنه قال سعت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم يقول ان اول الناس يقضي فيه يوم القيامة ثلثة رجل استشهد فان به فعرفه‬
‫نعمة فعرفها فقال ما عملت فيها قال قاتلت فيك حت قتلت قال كذبت ولكن قاتلت ليقال‬
‫هو جريء فقد قيل ث أمر به فسحب على وجهه حت ألقى ف النار ورجلي تعلم العلم وعلمه‬
‫وقرأ القرآن فأت به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما علملت فيها قال تعلمت فيك العلم وعلمته‬
‫وقرأت فيك القرآن فقال كذبت ولكنك تعلمت ليقال هو عال فقد قيل وقرأت القرآن ليقال‬
‫هو قاريء فقد قيل ث أمر به فسخب على وجهه حت ألقي ف النار ورجل وسع ال عليه‬
‫رزقه وأعطاه من أصناف الال كله فأت به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها فقال ما‬
‫تركت من سبيل تب أن ينفق فيها ال أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو‬
‫جواد فقد قيل ث أمر به فسحب على وجهه حت ألقي ف النار وف لفظ فهؤلء أول خلق ال‬
‫تسعر بم النار يوم القيامة وسعت شيخ السلم يقول كما أن خي الناس النبياء فشر الناس‬
‫من تشبه بم من الكذابي وأدعي أنه منهم وليس منهم فخي الناس بعدهم العلماء والشهداء‬
‫وال صديقون والخل صون ف شر الناس من تش به ب م يو هم أ نه من هم ول يس من هم و ف صحيح‬
‫البخاري من حديث أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم من كانت عنده لخيه مظلمة‬
‫ف مال أو عرض فليأته فليستحلها منه قبل أن يؤخذ وليس عنده دينار ول درهم فان كانت‬
‫له حسنات أخذ من حسناته فاعطيها هذا وال أخذ من سيئات هذا فطرحت عليه ث طرح ف‬
‫النار وف الصحيح من حديث أب هريرة عنه صلى ال عليه وسلم من أخذ شبا من الرض‬
‫بغي حقه خسف به يوم القيامة ال سبع أرضي وف الصحيحي عنه قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم ناركم هذه الت توقد بنوا آدم جزء واحد من سبعي جزأ من نار جهنم قالوا‬
‫وال ان كانت الكافية قال فانا قد فضلت عليها بتسعة وستي جزأ كلهن مثل حرها وف‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫السضند عضن معاذ قال أوصضان رسضول ال صضلى ال عليضه وسضلم فقال لتشرك بال شيئا وان‬
‫قتلت أو حرقضت ولتعقضن والديضك وان أمراك ان ترج مضن مالك وأهلك ولتتركضن صضلوة‬
‫مكتوبة متعمدا فان من ترك صلوة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه ذمة ال ولتشرب خرا فانه‬
‫رأس كضل فاحشضة وإياك والعصضية فان العصضية تلض سضخط ال والحاديضث فض هذا الباب‬
‫أضعاف أضعاف ماذكرنا فل ينبغي لن نصح نفسه أن يتعامى عنها ويرسل نفسه ف العاصي‬
‫ويتعلق بسن الرجاء وحسن الظن قال أبو الوفاء بن عقيل أحذر ول تغتر فانه قطع اليد ف‬
‫ثلثة دراهم وجلد الد ف مثل رأس البرة من المر وقد دخلت الرأة النار ف هرة واشتعل‬
‫الشملة نارا على من غلها شهيدا وقال‬
‫المام أح د ث نا معاو ية ث نا الع مش عن سليمان بن مسية عن طارق بن شهاب يرف عه قال‬
‫دخل رجل النة ف ذباب ودخل رجل النار ف ذباب قالوا وكيف ذلك يا رسول ال قال مر‬
‫رجلن على قوم ل م صنم ل يوزه أ حد ح ت يقرب له شيئا فقال لحده ا قرب فقال ل يس‬
‫عندي شيء قالوا قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلو سبيله فدخل النار وقالوا للخر قرب فقال‬
‫ما كنت أقرب شيئا دون ال عز وجل فضربوا عنقه فدخل النة وهذه الكلمة الواحدةيتكلم‬
‫با العبد يهوى با ف النار أبعد مابي الشرق والغرب وربا اتكل بعض‬
‫الغترين على ما يرى من نعم ال عليه ف الدنيا وأنه يغتربه ويظن أن ذلك من مبة ال له وأنه‬
‫يعطيه ف الخرة أفضل من ذلك فهذا من الغرور قال المام أحد ثنا يي بن غيلن ثنا رشد‬
‫بن سعد عن حرملة بن عمران النحبيب ! عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر عن النب صلى‬
‫ال عليه وسلم قال إذا رأيت ال عز وجل يعطي العبد من الدنياعلى معاصيه ما يب فانا هو‬
‫استدراج ث تلى قوله عزوجل فلما نسوا ما ذكروا به فتحناعليهم أبواب كل شيء حت إذا‬
‫فرحوا با أوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون وقال بعضالسلف إذا رأيت ال عز وجل يتابع‬
‫عليك نعمة وأنت معاصيه فاحذره فانا هو استدراج منه يستدرجك به وقد قال تعال ولول‬
‫أن يكون الناس جهلتم واحدة لعلنا لن يكفر بالرحن لبيوتم سقفا من فضة ومعارج عليها‬
‫يظهرون ولبيوت م أبوا با و سررا علي ها يتكؤن وزخر فا وإن كل ذلك ل ا متاع الياة الدن يا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والخرة عند ربك للمتقي وقد رد سبحانه على من يظن هذا الظن بقوله فاما النسان إذا ما‬
‫ابتله ربه فأكرمه ونعمه فيقول رب أكرمن وأما إذا ما ابتله فقد عليه رزقه فيقول رب أهانن‬
‫كل أي ل يس كل من أنعم ته وو سعت عل يه رز قه أكون قد أكرم ته ول يس كل من ابتلي ته‬
‫وضيقضت عليضه رزقضه أكون قضد اهنتضه بضل أبتلى هذا بالنعضم وأكرم هذا بالبتلء وفض جامضع‬
‫الترمذي عنه صلى ال عليه وسلم إن ال يعطي الدنيا من يب ومن ل يب ول يعطي اليان‬
‫إل من يب وقال بعض السلف رب مستدرج بنعم ال عليه وهو ل يعلم ورب مفتون بثناء‬
‫الناس عليه وهو ل يعلم ورب مغرور بستر ال عليه وهو ل يعلم‬

‫الواب الكاف ‪3‬‬


‫فصل‬
‫وما ينبغي أن يعلم أن من رجا شيئا رجاؤه ثلثة أمور أحدها مبته ما يرجوه الثان خوفه من‬
‫فواته الثالث سعيه ف تصيله بسب المكان وأما رجاء ليقارنه شيء من ذلك فهو من باب‬
‫المان والرجاء شيء والمان شيء آخر فكل راج خائف والسائر على السلم اذا خاف‬
‫أسرع السي مافة الفوات وف جامع الترمذي من حديث أب هريرة قال قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم من خاف أدل ومن النل أل إن سلعة ال غالبة أل إن سلعة ال النة وهو‬
‫سبحانه كما جعل الرجاء لهل العمال الصالة فكذلك جعل الوف لهل العمال‬
‫الصالة فعلم ان الرجاء والوف النافع هو ما اقترن به العمل قال ال تعال ان الذين هم من‬
‫خشية ربم مشفقون والذين هم بآيات ربم يؤمنون والذين هم بربم ل يشركون والذين‬
‫يوتون ما أتوا وقلوبم وجلة إنم إل ربم راجعون أولئك يسارعون ف اليات وهم لا‬
‫سابقون وقد روى الترمذي ف جامعه عن عائشة رضى ال عنها قالت سألت رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم عن هذه الية فقلت أهم الذين يشربونالمر ويزنون ويسرفون فقال ل يا إبنة‬
‫الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون يافون أن ل يتقبل منهم أولئك‬
‫يسارعون ف اليات وقد روى من حديث أب هريرة أيضا وال سبحانه وصف أهل السعادة‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بالحسان مع الوف ووصف الشقياء بالساءة مع المن ومن تأمل أحوال الصحابة رضى‬
‫ال عنهم وجدهم ف غاية العمل مع غاية الوف ونن جعنا بي التقصي بل التفريط والمن‬
‫فهذا الصديق يقول وددت ان شعرة ف جنب عبد مؤمن ذكره أحد عنه وذكر عنه أيضا انه‬
‫كان يسك بلسانه ويقول هذا الذي أوردن الوارد وكان يبكى كثيا ويقول أبكوا فان ل‬
‫تبكوا فتباكوا وكان اذا قام ال الصلة‬
‫كأنه عود من خشية ال عز وجل وات بطائر يقلبه ث قال ما صيد من صيد ول قطعت من‬
‫شجرة ال با ضيعت من التسبيح ولا احتضر قال لعائشة يا بنية ان أصبت من مال السلمي‬
‫هذه العبادة وهذه اللب وهذا العبد فاسرعى به إل بن الطاب وقال وال لوددت أن كنت‬
‫هذه قولن تؤكل وتعضد وقال قتادة بلغن ان يشي بكر قال ليتن خضرة تأكلن الدواب‬
‫وهذا عمر بن الطاب قرأ سورة الطور إل قوله إن عذاب ربك لواقع فبكى وإشتد بكاؤه‬
‫حت مرض وعادوه وقال لبنه وهو ف الوت ويك ضع خدي على الرض عاد ! أن يرحن‬
‫ث قال ويل أمي إن ل يغفر ال ل ثلثا ث قضى وكان ير بالية ف ورده‬
‫بالليل فتختفه فيبقى ف البيت أياما ويعاد ويسبونه مريضا وكان ف وجهه رضى ال عنه‬
‫خطان أسودان من البكاء وقال له ابن عباس مصر ال بك المصار وفتح بك الفتوح وفعل‬
‫وفعل فقال وددت ان أنو ل أجر ول وزر وهذا عثمان بن عفان كان اذا وقف على القب‬
‫يبكى حت تبل ليته وقال لو انن بي النة والنار ل أدري ال أيتهما يؤمر ب لخترت أن‬
‫أكون رمادا قبل أن أعلم ال أيتهما أصي وهذا على بن أب طالب رضي ال عنه وبكاؤه‬
‫وخوفه وكان يشتد خوفه من أثنتي طول المل واتباع الوي قال فاما‬
‫طول المل فينسي الخرة وأما إتباع الوي فيصد عن الق أل وإن الدنيا قد ولت مدبرة‬
‫والخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الخرة ولتكونوا من أبناء الدنيا فان‬
‫اليوم عمل ولحساب وغدا حساب ول عمل وهذا أبو الدرداء كان يقول إن أشد ما أخاف‬
‫على نفسى يوم القيامة أن يقال يا يشي الدرداء قد علمت فكيف عملت فيما علمت وكان‬
‫يقول لو تعلمون ما أنتم لقون بعد الوت لا أكلتم طعاما على شهوة ول شربتم شرابا على‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شهوة ولدخلتم بيتا تستظلون فيه ولرجتم ال الصعدات تضربون صدوركم وتبكون على‬
‫أنفسكم ولوددت أن شجرة تعضد ث تؤكل وهذا عبد ال بن عباس كان أسفل عينيه مثل‬
‫الشراك البال من الدموع وكان أبو ذر يقول ياليتن كنت شجرة تعضد وودت أن ل أخلق‬
‫وعرضت عليه النفقة فقال عندنا عن نلبها وحر ننقل عليها ومرر يدمنا وفضل عباءة وإن‬
‫أخاف الساب فيها وقرأ تيم الداري ليلة سورة الاثية فلما أت على هذه الية أم حسب‬
‫الذين اجترحوا السيئات أن نعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالات جعل يرددها ويبكى حت‬
‫أصبح وقال أبو عبيدة بن الراح وددت أن كبش فذبن أهلى وأكلوا لمي وحسوا مرقى‬
‫وهذا باب يطول تتبعه قال البخاري ف صحيحه باب خوف الؤمن أن يبط عمله وهو ل‬
‫يشعر وقال ابراهيم التيمي ما عرضت قول على عملي الخشيت أن أكون مكذبا وقال بن‬
‫أب مليكة ادركت ثلثي من اصحاب النب صلى ال عليه وسلم كلهم ياف النفاق على نفسه‬
‫ما منهم أحد يقول انه على ايان جبيل وميكائيل ويذكر عن السن ماخافه ال مؤمن ول‬
‫أمنه ال منافق وكان عمر بن الطاب يقول لذيفة أنشدك ال الشياطي سان لك رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم يعن ف النافقي فيقول ل‬
‫ول أزكى بعدك احدا فسمعت شيخنا يقول مراده ان ل أبرىء غيك من النفاق بل الراد ان‬
‫ل أفتح على هذا الباب فكل من سألن الشياطي سان لك رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫فأزكيه قلت وقريب من هذا قول النب صلى ال عليه وسلم للذي سأله ان يدعو له أن يكون‬
‫من السبعي ألفا الذين يدخلون النة بغي حساب سبقك با عكاشة ول يرد أن عكاشة أن‬
‫وحده أحق بذلك من عداه من الصحابة ولكن لو دعا لقام آخر وآخر وانفتح الباب وربا قام‬
‫من ل يستحق أن يكون منهم فكان المساك أول وال أعلم‬
‫فصل‬
‫فلنرجع ال ما كنا فيه ما ذكرنا من ذكر دواء الداء الذي إن استمر أفسد دنيا العبد وآخرته‬
‫فما ينبغي أن يعلم أن الذنوب والعاصى تضر ول شك أن ضررها ف القلوب كضرر السموم‬
‫على إختلف درجاتا ف الضرر وهل ف الدنيا والخرة شرور وداء السببه الذنوب والعاصى‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فما الذي أخرج البوين من النة دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور ال دار اللم والحزان‬
‫والصائب وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ومسخ ظاهره وباطنه‬
‫فجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها وباطنه أقبح من صورته وأشنع وبدل بالقرب بعدا‬
‫وبالرحة لعنة وبالمال قبحا وبالنة نارا تلظى وباليان كفرا وبوالت الول الميد أعظم‬
‫عداوة ومشاقة وبزجل التسبيح والتقديس والتهليل زجل الكفر والشرك والكذب والزور‬
‫والفحش وبلباس اليان لباس الكفر والفسوق والعصيان فهان على ال غاية الوان وسقط من‬
‫عينه غاية السقوط وحل عليه غضب الرب تعال فاهواه ومقته أكب القت فأرداه فصار قوادا‬
‫لكل فاسق ومرم رضي لنفسه بالقيادة بعد تلك العبادة والسيادة فعياذا بك اللهم من مالفة‬
‫أمرك وإرتكاب نيك وماالذي أغرق‬
‫أهل الرض كلهم حت عل الاء فوق رأس البال وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد‬
‫حت القتهم موت على وجه الرض كأنم أعجاز نل خاوية ودمرت مامر عليه من ديارهم‬
‫وحروثهم وزروعهم ودوابم حت صاروا عبة للمم ال يوم القيامة وما الذي أرسل على قوم‬
‫رب الصيحة حت قطعت قلوبم ف أجوافهم وماتوا عن آخرهم وماالذي رفع قرى اللوطية‬
‫حت سعت اللئكة نبيح كلبم ث قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فاهلكم جيعا ث أتبعهم‬
‫حجارة من سجيل السماء أمطرها عليهم فجمع عليهم من العقوبة‬
‫ما ل جهلتم غيهم ولخوانم أمثالا وما هي من الظالي ببعيد وما الذي قوم شعيب سحاب‬
‫العذاب كالظلل فلما صار فوق رؤسهم أمطر عليهم نارا تلظى وما الذى أغرق والرذائل‬
‫وقومه ف البحر ث نقلت أرواحهم إل جهنم فالجساد للغرق والرواح للحرق وما الذي‬
‫خسف بقارون وداره وماله وأهله وما الذي أهلك القرون من بعد نوح بانواع العقوبات‬
‫ودمرها تدميا وما الذي أهلك قوم صاحب يس بالصيحة حت خدوا عن آخرهم وما الذي‬
‫بعث على بن إسرائيل قوما أول بأس شديد فجاسوا خلل الديار وقتلوا الرجال‬
‫وسبوا الذراري والنساء وأحرقوا الديار ونبوا الموال ث بعثهم عليهم مرة ثانية فاهلكوا ما‬
‫قدروا عليه وتبوا ما علو تتبيا وما لذي سلط عليهم بانواع العذاب والعقوبات مرة بالقتل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والسب وخراب البلد ومرة بور اللوك ومرة بسخهم قردة وخنازير وآخر ذلك أقسم الرب‬
‫تبارك وتعال ليبعثن عليهم إل يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب قال المام أحد ثنا الوليد‬
‫بن مسلم ثنا صفوان بن عمر وحدثن عبد الرحن‬
‫بن جبي بن نفي عن أبيه قال لا فتحت قبس فرق بي أهلها فبكى بعضهم ال بعض فرأيت‬
‫يشيالدرداء جالسا وحده يبكى فقلت يا يشي الدرداء ما يبكيك ف يوم أعز ال فيه السلم‬
‫وأهله فقال ويك يا جبي ما أهون اللق على ال عز وجل إذا أضاعوا أمره بينما هي جهلتم‬
‫قاهرة ظاهرة لم اللك تركوا أمر ال فصاروا ال ما ترى وقال على بن العذنا شعبة عن‬
‫عمرو ابن مرة قال سعت ابا البختري يقول اخبن من سع النب صلى ال عليه وسلم يقول‬
‫لن يهلك الناس حت يعذروا من أنفسهم وف مسند أحد من حديث‬
‫أم سلمة قالت سعت رسول صلى ال عليه وسلم يقول اذا ظهرت العاصي ف أمت عمهم ال‬
‫بعذاب من عنده فقلت يا رسول ال أما فيهم يومئذ أناس صالون قال بلى قلت كيف يصنع‬
‫باؤلئك قال يصيبهم ما أصاب الناس ث يصيون ال مغفرة من ال ورضوان وف مراسيل‬
‫السن عن النب صلى ال عليه وسلم لتزال هذه المه تت يد ال وف كنفه ما ل يال‬
‫قراؤها امراءها وما ل يزك صلحاؤها فجارها وما ل يهن خيارها شرارها فاذا هم فعلوا ذلك‬
‫رفع ال يده عنهم ث سلط عليهم جبابرتم فيسومونم سوء العذاب‬
‫ث ضربم ال بالفاقة والفقر وف السند من حديث ثوبان قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وفيه أيضا عنه قال قال رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم يوشك أن تداعي عليكم المم من كل أفق كما تداعي الكلة على قصعتها قلنا يا‬
‫رسول ال أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثي ولكنكم غثاء كغثاء السيل تنع الهابة من‬
‫قلوب عدوكم وتعل ف قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن قال حب الياة وكراهة الوت وف‬
‫السند من حديث أنس قال قال رسول صلى ال عليه وسلم لا عرج ب‬
‫مررت بقوم لم أظفار من ناس يمشون وجوهم وصدورهم فقلت من هؤلء يا جبيل فقال‬
‫هؤلءالذين يأكلون لوم الناس ويقعون ف أعراضهم وف جامع الترمذي من حديث أب‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم يرج ف آخر الزمان قوم يتلون الدنيا بالدين‬
‫ويلبسون للناس مسوك الضأن من اللي ألسنتهم أحلى من السكر وقلوبم قلوب الذئاب يقول‬
‫ال عز وجل أب تغترون وعلي تترون ف حلفت لبعثن على اؤلئك فتنة تدع الليم منهم‬
‫حيانا وذكر أبن أب الدنيا من حديث جعفر بن ممد عن أبيه عن جده قال قال على يأت‬
‫على الناس زمان ل يبقى من السلم إل إسه ول من القرآن إل رسه مساجدهم يومئذ‬
‫عامرة وهي خراب من الدى علماؤهم أشر من تت أدي السماء منهم خرجت الفتنة وفيهم‬
‫تعود وذكر من حديث ساك بن حرب عن عبد الرحن بن عبد ال بن مسعود عن أبيه اذا‬
‫ظهر الربا والزنا ف قربة أذن ال عز وجل بلكها وف مراسيل السن اذا أظهر الناس العلم‬
‫وضيعوا العمل وتابوا باللسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا بالرحارم لعنهم ال عز وجل‬
‫عند ذلك فاصمهم وأعمى أبصارهم وف سنن ابن ماجة من حديث عبدال بن عمر بن‬
‫الطاب قال كنت عاشر عشرة رهط من الهاجرين عند رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم فا قبل علينا رسول ال صلى ال عليه وسلم بوجهه فقال يا معشر‬
‫الهاجرين خس خصال وأعوذ بال أن تدركوهن ما ظهرت الفاحشة ف قوم حت أعلنوا با‬
‫إل ابتلوا بالطواعي والوجاع الت ل تكن ف أسلفهم الذين مضوا ولنقص قوم الكيال‬
‫واليزان إل ابتلوا بالسني وشدة الؤنة وجور السلطان وما منع قوم زكاة اموالم إل منعوا‬
‫القطر من السماء فلول البهائم ل يطروا ول خفر قوم العهد إل سلط ال عليهم عدوهم من‬
‫غي فاخذوا بعض ما ف ايديهم وما ل تعمل ائمتهم با انزل ال ف كتابه إل جعل ال بأسهم‬
‫بينهم وف السند والسنن من حديث عمرو بن مرة بن أب العد عن أب عيدة بن عبد ال بن‬
‫مسعود عن أبيه قال قال رسول صلى ال عليه وسلم ان من كان قبلكم كان إذا عمل العامل‬
‫فيهم الطيئة جاءه الناهي تعذيرا فقال يا هذا اتق ال فاذا كان من الغد جالسه وواكله‬
‫وشاربه كانه ل يره على خطيئة بالمس فلما رأي ال عز وجل ذلك منهم ضرب بقلوب‬
‫بعضهم على بعض ث لعنهم على لسان نبيهم داود وعيسى ابن مري ذلك با عصوا وكانوا‬
‫يعتدون والذى نفس ممد بيده لتأمرن بالعروف ولتنهون عن النكر ولتأخذن على يد السفيه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولتأطرنه على الق اطرا او ليضربن ال بقلوب بعضكم على بعض ث ليلعنكم كما لعنهم‬
‫وذكر ابن أب الدنيا عن إبراهيم بن عمرو الصنعان قال أوحي ال ال يوشع بن نون ان‬
‫مهلك من قومك أربعي الفا من خيارهم وستي الفا من شرارهم قال يارب هؤلء الشرار‬
‫فما بال الخيار قال إنم ل يغضبوا لغضب وكانوا يواكلونم ويشاربونم وذكر أبو عمر بن‬
‫عبد الب عن أبيعمران قال بعث ال عز وجل ملكي ال قرية ان دمراها بن فيها فوجدا فيها‬
‫رجل قائما يصلى ف مسجد فقال يا رب ان فيها عبدك فلنا يصلي فقال ال عز وجل‬
‫دمراها ودمراه معهم فانه ما يتمعر وجهه ف قط وذكر لميدي عن سفيان بن عيينة قال‬
‫حدثن سفيان بن سعيد عن مسعر ان ملكا أمر أن يسف قرية فقال يا رب ان فها فلنا‬
‫العابد فاوحي ال اليه ان به فابدأ فانه ل يتمعر وجهه ف ساعة قط وذكر ابن أب الدنيا عن‬
‫وهب بن منبه قال لا أصاب داود الطيئة قال يا رب اغفر ل قال قد غفرت لك والزمت‬
‫عارها بن اسرائيل قال يارب كيف وأنت الكم العدل لتظلم احدا أنا أعمل الطيئة وتلزم‬
‫علوها غيى فاوحي ال اليه انك لا عملت الطيئة ل يعجلوا عليك بالنكار وذكر ابن أب‬
‫الدنيا عن أنس بن مالك أنه دخل على عائشة هو رجل آخر فقال لا الرجل يا ام الؤمني‬
‫حدثينا عن الزلزلة فقالت إذا استباحوا الزنا وشربوا المر وضربوا العازف غار ال عز وجل‬
‫ف سائه فقال للرض تزلزل بم فان تابوا ونزعوا وإل أهدمها عليهم قال يا أم الؤمني‬
‫أعذابا لم قالت بل موعظة ورحة للمؤمني ونكال وعذابا وسخطا على الكافرين فقال أنس‬
‫ما سعت حديثا بعد رسول صلى ال عليه وسلم أنا أشد فرحا من بذا الديث وذكر ابن أب‬
‫الدنيا حديثا مرسل ان الرض تزلزت على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم فوضع يده‬
‫عليها ث قال اسكن فانه ل يأن لك بعد ث التفت ال أصحابه فقال إن ربكم ليستعتبكم‬
‫فاعتبه ث تزلزلت بالناس على عهد عمر بن الطاب فقال يا أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة‬
‫ال عن شيء أحدثتموه والذى نفسي بيده لن عادت ل أساكنكم فيها ابدا وف مناقب عمر‬
‫لبن أب الدنيا إن الرض تزلزلت على عهد عمر فضرب يده عليها وقال مالك مالك أما انا‬
‫لو كانت القيامة حدثت أخبارها سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول اذا كان يوم‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القيامة فليس فيها ذراع ول شب ال وهو ينطق وذكر المام احد عن صفية قالت زلزلت‬
‫الدينة على عهد فقال ياليها الناس ما هذا اسرع ما أحدثتم لن عادت ل تدون فيها وقال‬
‫كعب انا زلزلت الرض اذا عمل فيها بالعاصي فترعدا فرقا من الرب عز وجل أن يطلع‬
‫عليها وكتب عمر بن عبد العزيز ال المصار أما بعد فان هذا الرجف شيء يعاتب ال‬
‫عزوجل به العباد وقد كتبت إل سائر المصار يرجوا ف يوم كذا وكذا ف شهر كذا وكذا‬
‫فمن كان عنده شيء فليتصدق به فان ال عز وجل قال قد افلح من تزكى وذكر اسم ربه‬
‫فصلى وقولوا كما قال آدم ربنا ظلمنا أنفسنا وإن ل تغفر لنا وترحنا لتكونن من الاسرين‬
‫وقولوا كما قال نوح وإل تغفر ل وترحن أكن من الاسرين وقولوا كما قال يونس ل إله‬
‫إل انت سبحانك إن كنت من الظالي وقال المام أحد حدثنا اسود بن عامر ثنا ابو بكر‬
‫عن لعمش عن عطاء بن أب رباح عن ابن عمر سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫يقولذا ظن الناس‬
‫بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة واتبعوا اذناب البقر وتركوا الهاد ف سبيل ال أنزل ال بم‬
‫بلء فل يرفعه عنهم حت يراجعوا دينهم ورواه أبو داود بإسناد حسن وذكر ابن أب الدنيا من‬
‫حديث ابن عمر قال لقد رأيتنا وما أحد أحق بديناره ودرهه من اخيه السلم ولقد سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول اذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وتركوا‬
‫الهاد ف سبيل ال وأخذوا اذناب البقرة أنزل‬
‫ال عليهم من السماء بلء فل يرفعه عنهم حت يراجعوا دينهم وقال السن أن العينة وال ما‬
‫هي ال عقوبة من ال عز وجل على الناس ونظر بعض أنبياء بن إسرائيل ال ما يصنع بم‬
‫بتنصر فقال با كسبت أيدينا سلطت علينا من ل يعرفك ول يرحنا وقال بت نصر لدانيال‬
‫ما الذي سلطن على قومك قال عظم خطيئتك وظلم قومي أنفسهم وذكر ابن أب الدنيا من‬
‫حديث عمار بن ياسر وحذيفة عن النب صلى ال عليه وسلم إن ال عز وجل إذا أياد بالعباد‬
‫نقمة أمات الطفال وأعقم أرحام النساء فتنل النقمة وليس فيهم‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مرحوم وذكر عن مالك بن دينار قال قرأت ف الكمة يقول ال عز وجل أنا ال مالك اللوك‬
‫قلوب اللوك بيدى فمن أطاعن جعلتهم عليه رحة ومن عصان جعلتهم عليه نقمة فل يشغلوا‬
‫انفسكم بسب اللوك ولكن توبوا إل أعطنهم عليكم وف مراسيل السن إذا أراد ال بقوم‬
‫خيا جعل أمرهم ال حلمائهم وفيئهم عند سحائهم واذا أراد بقوم شرا جعل أمرهم ال‬
‫سفائهم وفيئهم عند بلئهم وذكر المام أحد وغيه عن قتادة قال يونس يا ف السماء ونن‬
‫ف الرض فما علمة غضبك من رضاك قال إذا استعملت عليكم خياركم فهو من علمة‬
‫رضائي عليكم وإذا استعملت عليكم شراركم فهو من علمة سخطي عليكم وذكر ابن أب‬
‫الدنيا عن الفضيل بن عياض قال أوحى ال ال بعض النبياء إذا عصان من يعرفن سلطت‬
‫عليه من ل يعرفن وذكر أيضا من حديث ابن عمر يرفعه والذى نفسي بيده ل تقوم الساعة‬
‫حت يبعث ال أمراء كذبه ووزراء فجرة وأعوانا خونة وعرفاء ظلمة وقراء فسقة سيماهم‬
‫سيما الرهبان وقلوبم أنت من اليف أهواؤهم متلفة فيتيح ال لم فتنة غباء مظلمة‬
‫فيتهاوكون فيها والذى نفس ممد بيده لينقضن السلم عروة عروة حت ل يقال ال ال‬
‫لتأمرن بالعروف ولتنهون عن النكر أو ليسلطن ال عليكم أشراركم فيسومونكم سوء‬
‫العذاب ث يدعو خياركم فل يستجاب لم لتأمرن بالعروف ولتنهون عن النكر أو ليبعثن ال‬
‫عليكم من ل يرحم صغيكم ول يوقر كبيكم وف معجم الطبان وغيه من حديث سعيد‬
‫بن جبي عن بن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم ما طفف قوم كيل ول بسوا‬
‫ميزانا ال منعهم ال عز وجل القطر وما ظهر ف قوم الزنا إل ظهر فيهم الوت وما ظهر ف‬
‫قوم الربا إل سلط ال عليهم النون ول ظهر ف قوم‬
‫القتل يقتل بعضهم بعضا إل سلط ال عليهم عدوهم ول ظهر ف قوم عمل قوم لوط إل ظهر‬
‫فيهم السف وما ترك قوم المر بالعروف يشركوا عن النكر الل ترفع أعمالم ول يسمع‬
‫دعاؤهم ورواه ابن أب الدنيا من حديث ابراهيم بن الشعث عن عبد الرحن بن زيد عن أبيه‬
‫عن سعيد به وف السند وغيه من حديث عروة عن عائشة قالت رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم وقد حفزه النفس فعرفت ف وجهه أن قد حفزه شىء فما تكلم حت توضأ وخرج‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فلصقت بالجرة فصعد النب فحمد ال وأثن عليه ث قال يا أيها الناس اتقوا ربكم إن ال عز‬
‫وجل يقول لكم مروا بالعروف وانوا عن النكر قبل أن تدعون فل أجيبكم وتستنصرون‬
‫فل أنصركم وتسألون فل أعطيكم وقال العمرى الزاهد أن من غفلتك عن نفسك وإعراضك‬
‫عن ال أن تري ما يسخط ال فتتجاوزه ول تأمر فيه ول تنهى عنه خوفا من ل يلك لنفسه‬
‫ضرا ول نفعا وقال من ترك المر بالعروف يشركوا عن النكر مافة من الخلوقي نزعت منه‬
‫الطاعة ولو أمر ولده أو بعض مواليه لستخف بفه وذكر المام أحد ف مسنده من حديث‬
‫قيس بن أب حازم قال قال أبو بكر الصديق يايها الناس أنكم تتلون هذه الية وأنكم تضعونا‬
‫على غي مواضعها يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ل يضركم من ضل إذا اهتديتم وإن‬
‫سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ان الناس إذا رأوا الظال فلم يأخذوا على يديه‬
‫وف لفظ إذا رأوا النكر فلم يغيوه أوشك أن يعمهم ال بعقاب من عنده وذكر الوزاعى عن‬
‫يي بن أب كثي عن أب سلمة عن أب هريرة قال قال رسول ال إذا أخفيت الطيئة فل تضر‬
‫إل صاحبها وإذا ظهرت فلم تضر غي العامة وذكر المام احد عن عمر بن الطاب يوشك‬
‫القري أن ترب وهي عامرة قيل وكيف ترب وهي عامرة قال إذا عل فجارها على أبرارها‬
‫وساد القبيلة نافقها وذكر الوزاعي عن حسان بن أب عطية أن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قال ستظهر حلل أمت على يارها حت يستخفى الؤمن فيهم كما يستخفى النافق فينا اليوم‬
‫وذكر ابن أب الدنيا من حديث ابن عباس يرفعه قال يات زمان يذوب فيه قلب الؤمن كما‬
‫يذوب اللح ف الاء قيل با ذاك يا رسول ال قال با يري من النكر ل يستطيع تغييه وذكر‬
‫المام أحد من حديث جرير أن النب صلى ال عليه وسلم قال ما من قوم يعمل فيهم‬
‫بالعاصى هم أعز وأكثر من يعمله فلم يغيوه ال عمهم ال بعقاب وف صحيح البخاري عن‬
‫أسامة بن زيد قال سعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول ياء بالرجل يوم القيامة فيلقى‬
‫ف النار فتندلق اقتابه ف النار فيدور كما برحاه فيجتمع عليه أهل النار فيقولون اي فلن ما‬
‫شأنك ألست كنت تأمرنا بالعروف وتنهانا عن النكر قال كنت آمركم بالعروف ول آنيه‬
‫وأناكم عن النكر وآتيه وذكر المام أحد عن مالك بن دينار قال كان حب من أحبار بن‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اسرائيل يغشي منله الرجال والنساء فيعظهم ويذكرهم‬


‫بأيام ال فرأى بعض بنيه يوما يغمز النساء فقال مهل يا بن فسقط من سريره فانقطع ناعه‬
‫وأسقطت امرأته وقتل بنوه فاوحي ال ال نبيهم أن أخب فلنا البان ل أخرج من صلبك‬
‫صديقا أبدا ما كان غضبك ل إل أن قلت مهل يا بن مهل يا بن وذكر المام أحد من‬
‫حديث عبد ال بن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال إياكم ومقرات الذنوب‬
‫فانن يتمعن على الرجل حت يهلكنه وان رسول ال ضرب لن مثل كمثل القوم نزلوا أرض‬
‫فلة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يى بالعود حت جعوا‬
‫سوادا وأججوا نارا وانضجوا ما قذفوا فيها وف صحيح البخاري عن عن أنس بن‬
‫مالك قال إنكم لتعملون أعمال هي أدق ف أعينكم من الشعر وإنا كنا لنعدها على زمن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم من الوبقات وف الصحيحي من حديث عبد ال بن عمر أن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم قال عذبت إمرأة ف هرة سجنتها حت ماتت فدخلت النار‬
‫لهي أطعمتها ول سقتها ول تركتها تأكل من خشاش الرض وف اللية لب نعيم عن‬
‫حذيفة انه قيل له ف يوم واحد تركت بنوا إسرائيل دينهم قال ل ولكنهم كانوا إذا أمروا‬
‫بشيء تركوه وإذا نوا عن شيء فعلوه حت انسخلوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من‬
‫قميصه ومن ههنا قال بعض السلف العاصي بريد الكفر كما ان القبلة بريد الماع والغناء‬
‫بريد الزنا والنظر بريد العشق والرض بريد الوت وف اللية أيضا عن ابن عباس أنه قال يا‬
‫صاحب الذنب ل تأمن فتنة الذنب وسوء عاقبة الذنب ولا تتبع الذنب أعظم من الذنب إذا‬
‫علمت فله حبا بك من على اليمي وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب‬
‫وضحكك وأنت ل تدر ما ل صانع بك أعظم من الذنب وفرحك بالذنب به أعظم من‬
‫الذنب وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب وخوفك من الريح إذا حركت ستر‬
‫بابك وأنت على الذنب ول يضطرب فؤادك من نظر ال إليك أعظم من الذنب ويك‬
‫الشياطي تدري‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ما كان ذنب ايوب عليه السلم فابتله بالبلء ف جسده استغاث به مسكي على ظال يدرءه‬
‫عنه فلم يغثه ول ينه الظال عن ظلمه فابتله ال وقال المام أحد حدثنا الوليد قال سعت‬
‫الوزاعي يقول سعت هلل بن سعد يقول ل تنظر ال صغر الطيئة ولكن أنظر إل من‬
‫عصيت وقال الفضيل بن عياض بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند ال وبقدر ما يعظم‬
‫عندك يصغر عند ال وقيل أوحي ال تعال ال موسي يا موسى إن أول من مات من خلقي‬
‫إبليس وذلك لنه أول من عصان وإنا أعد من عصان من الموات وف السند وجامع‬
‫الترمذي من حديث عن أب هريرة قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم إن الؤمن إذا‬
‫أذنب ذنبا نكت ف قلبه نكتة سوداء فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حت‬
‫تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره ال عز وجل كل بل ران على قلوبم ما كانوا يكسبون قال‬
‫الترمذي هذا حديث صحيح وقال حذيفة إذا أذنب ذنبا العبد نكت ف قلبه نكتة سوداء حت‬
‫يصي قلبه كالشاة الرمداء وقال المام أحد ثنا يعقوب ثنا أب عن ابن شهاب حدثن عبد ال‬
‫بن عبيد ال بن عتبة عن عبد ال بن مسعود أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال أما بعد يا‬
‫معشر قريش فانكم أهل لذا المر ما ل تعصوا ال فاذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم‬
‫كما يلحي هذا القضيب لقضيب ف يده ث لى قضيبه فاذا هو أبيض يصلد وذكر المام أحد‬
‫عن وهب قال أن الرب عز وجل قال ف بعض ما يقول لبن إسرائيل ان إذا أطعت رضيت‬
‫وإذا رضيت باركت وليس لبكت ناية وإذا عصيت غضبت وإذا غضبت لعنت ولعنت تبلغ‬
‫السابع من الولد وذكر أيضا عن وكيع ثنا زكريا عن عامر قال كتبت عائشة ال معاوية أما‬
‫بعد فان العبد إذا عمل بعصية ال عاد حامده من الناس ذاما ذكر أبو نعيم بن أب العد عن‬
‫أب الدرداء قال ليحذر إمرأ أن تلعنه قلوب الؤمني من حيث ل يشعر ث قال أتدري مم هذا‬
‫قلت ل قال إن العبد ولو بعاصي ال فيلقى ال غضه ف قلوب الؤمني من حيث ل يشعر‬
‫وذكر عبد ال بن أحد ف كتاب الزهد لبيه عن ممد بن سيين انه لا ركبه الدين اغتم‬
‫لذلك فقال إن ل أعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعي سنة وهاهنا نكتة دقيقة يغلط فيها‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الناس ف أمر الذنب وهي إنم ل يرون تأثيه ف الال وقد يتأخر تأثيه فينسي ويظن العبد إنه‬
‫ل يغي بعد ذلك وإن المر كما قال القائل‬
‫اذا ل يغب حائط ف وقوعه * فليس له بعد الوقوع غبار‬
‫وسبحان ال ماذا أهلكت هذه النكتة من اللق وكم أزالت من نعمة وكم جلبت من نقمة‬
‫وما أكثر الغترين با من العلماء والفضلء فضل عن الهال ول يعلم الغتر أن الذنب ينقض‬
‫ولو بعد حي كما ينقض السهم وكما ينقض الرح الندمل على الغش والدغل وقد ذكر‬
‫المام أحد عن أب الدرداء أعبدوا ال كانكم رونه وعدوا أنفسكم ف الوتى واعلموا أن قليل‬
‫يكفيكم خي من كثي يلهيكم واعلموا أن الب ل يبلى وان الث ل ينسى ونظر بعض العباد ال‬
‫صب فتأمل ماسنه فأتى ف منامه وقيل له لتجدن غبها بعد أربعي سنة هذا مع أن للذنب نقدا‬
‫معجل ل يتأخر عنه قال سليمان التميمي أن الرجل ليصيب الذنب ف السر فيصبح وعليه‬
‫مذلته وقال ييي بن معاذ الرازي عجبت من ذي عقل يقول ف دعائه اللهم ل تشمت ب‬
‫العداء ث هو يشمت بنفسه كل عدو له قيل وكيف ذلك قال يعصي ال فيشمت به ف‬
‫القيامة قال ذي النون من خان ال ف السر هتك ستره ف العلنية‬

‫الواب الكاف ‪4‬‬


‫فصل‬
‫وللمعاصي من الثار القبيحة الذمومة الضرة بالقلب والبدن ف الدنيا والخرة ما ليعلمه ال‬
‫ال فمنهضا حرمان العلم فان العلم نور يقذفضه ال فض القلب والعصضية تطفيضء ذلك النور ولاض‬
‫جلس المام الشافعي بي يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته وتوقد ذكائه‬
‫وكمال فهمضه فقال إنض أرى ال قضد ألقضى على قلبضك نورا فل تطفئه بظلمضة العصضية وقال‬
‫الشافعي‬
‫شكوت ال وكيع سوء حفظي * فارشدن ال تركالعاصي‬
‫وقال اعلم بان العلم فضل * وفضل ال ليؤتاه عاصي‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ومن ها حرمان الرزق و ف ال سند ان الع بد ليحرم الرزق بالذ نب ي صيبه و قد تقدم وك ما أن‬
‫تقوى ال ملبة للرزق فترك التقوى ملبة للفقر فما استجلب رزق ال بثل ترك العاصي ومنها‬
‫وجش ية يد ها العا صي ف قل به بي نه وب ي ال ليوازن ا وليقارن ا لذة ا صل ولو اجتم عت له‬
‫لذات الدنيا بأسرها ل تف بتلك الوحشة وهذا أمر ليس به المن ف قلبه حياة وما لرح‬
‫بيضت ايلم فلو ل ترك الذنوب الحذرا مضن وقوع تلك الوحشضة لكان العاقضل حريضا بتركهضا‬
‫وش كى ر جل ال ب عض العارف ي وح شة يد ها ف نف سه فقال له اذا ك نت قد أوحش تك‬
‫الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس وليس على القلب أمر من وحشة الذنب على الذنب فال‬
‫الستعان ومنها الوحشة الت تصل له بينه وبي الناس ولسيما أهل الي منهم فانه يد وحشة‬
‫بي نه وبين هم وكل ما قو يت تلك الوح شة ب عد من هم و من مال ستهم وحرم بر كة النتفاع ب م‬
‫وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحن وتقوى هذه الوحشة حت تستحكم‬
‫فتقع بينه وبي إمرأته وولده وأقاربه وبينه وبي نفسه فتراه مستوحشا من نفسه وقال بعض‬
‫السلف إن لعصي ال فارى ذلك ف خلق دابت وإمرأت ومنها تعسي اموره عليه فل يتوجه‬
‫ل مر ال يده مغل قا دو نه أو متع سرا عل يه وهذا ك ما إن من اتقىال ج عل له من أمره ي سرا‬
‫ف من ع طل التقوى ج عل ال له من أمره ع سرا ويال الع جب ك يف ي د الع بد أبواب ال ي‬
‫والصال مسدودة عنه متعسرة عليه وهو ليعلم من أين أتى ومنها ظلمته يدها ف قلبه حقيقة‬
‫يس با كما يس بظلمة الليل البهيم إذا أدلم فتصي ظلمة العصية لقلبه كالظلمة السية‬
‫لبصره فان الطاعة نور والعصية ظلمة وكلما قويت الظلمة ازدادت حيته حت يقع ف البدع‬
‫والضللت والمور الهلكة وهو ليشعر كاعمى أخرج ف ظلمة الليل يشي وحده وتقوى‬
‫هذه الظلمة حت تظهر ف العي ث تقوىحت تعلو الوجه وتصي سوادا ف الوجه حت يراه كل‬
‫أحد قال عبد ال بن عباس ان للحسنة ضياء ف الوجه ونورا ف القلب وسعة ف الرزق وقوة‬
‫ف البدن ومبة ف قلوب اللق وإن للسيئة سوادا ف الوجه وظلمة ف القب والقلب ووهنا ف‬
‫البدن ونق صا ف الرزق وبغ ضة ف قلوب اللق ومن ها ان العا صي تو هن القلب والبدن أ ما‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهن ها للقلب فا مر ظا هر بل ليزال توه نه ح ت تز يل حيا ته بالكل ية وأ ما وهن ها للبدن فان‬


‫الؤمن‬
‫قوته من قلبه وكلما قوى قلبه قوى بدنه وأما الفاجر فانه وإن كان قوى البدن فهو أضعف‬
‫شيء عند الاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إل نفسه فتأمل قوة أبدان فارس والروم‬
‫كيف خانم عند أحوج ما كانوا اليها وقهرهم أهل اليان بقوة أبدانم وقلوبم ومنها حرمان‬
‫الطاعة فلو ل يكن للذنب عقوبة إل إنه يصد عن طاعة تكون بدله ويقطع طريق طاعة أخرى‬
‫فينق طع عل يه طر يق ثال ثة ث راب عة وهلم جرا فينق طع عل يه بالذ نب طاعات كثية كل واحدة‬
‫منها خي له من الدنيا وما عليها وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة‬
‫طويلة منعته من عدة أكلت أطيب منها وال الستعان ومنها أن العاصي تقصر العمروتحق‬
‫برك ته ول بد فان الب ك ما يز يد ف الع مر فالفجور ين قص و قد اختلف الناس ف هذا الو ضع‬
‫فقالت طائفة نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومقها عليه وهذا حق وهو بعض‬
‫تأثي العاصي وقالت طائفة بل تنقصه حقيقة كما تنقص الرزق فجعل ال سبحانه للبكة ف‬
‫الرزق أ سبابا كثية تكثره وتزيده وللب كة ف الع مر أ سبابا تكثره وتزيده قالوا ول ت نع زيادة‬
‫الع مر بأ سباب ك ما ين قص بأ سباب فالرزاق والجال وال سعادة والشقاوة وال صحة والرض‬
‫والغ ن والف قر وإن كا نت بقضاء ال عز و جل ف هو يق ضي ما يشاء بأ سباب جعل ها موج بة‬
‫لسبباتا مقتضية لا وقالت طائفة أخرى تأثي العاصي ف مق العمر إنا هو بأن تفوته حقيقة‬
‫الياة وهي حياة القلب ولذا جعل ال سبحانه الكافر ميتا غي حي كما قال تعال أموات غي‬
‫أحياء فاليوة ف القيقة حيوة القلب وعمر النسان مدة حياته فليس عمره ال أوقات حياته‬
‫بال فتلك ساعات عمره فالب والتقوي والطا عة تز يد ف هذه الوقات ال ت هي حقي قة عمره‬
‫ول عمر له سواها وبالملة فالعبد‬
‫إذا أعرض عن ال واشتغل بالعاصي ضاعت عليه أيام حياته القيقية الت يد غب إضاعتها‬
‫يوم يقول ياليت ن قد مت ليا ت فل يلوا إ ما أن يكون له مع ذلك تطلع ال م صاله الدنيو ية‬
‫والخروية أو ل فان ل يكن له تطلع ال ذلك فقد ضاع عليه عمره كله وذهبت حياته باطل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وإن كان له تطلع ال ذلك طالت عل يه ال سلم ب سبب العوائق وتع سرت عل يه أ سباب ال ي‬
‫بسب اشتغاله بأضدادها وذلك نقصان حقيقي من عمره وسر السألة أن عمر النسان مدة‬
‫حياته ول حيوة له إل باقباله على ربه والتنعم ببه وذكره وإيثار مرضاته‬
‫فصل‬
‫ومن ها ان العا صي تزرع أمثال ا وتولد بعض ها بع ضا ح ت ي عز على الع بد مفارقت ها والروج‬
‫منها كما قال بعض السلف أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها وأن من ثواب السنة السنة‬
‫بعد ها فالع بد إذا ع مل ح سنة قالت أخرى ال جنب ها أعمل ن أي ضا فاذا عمل ها قالت الثان ية‬
‫كذلك وهلم جرا فيتضا عف الر بح وتزايدت ال سنات وكذلك كا نت ال سيئات أي ضا ح ت‬
‫ت صي الطاعات والعا صي هيئات را سخة و صفات لز مة وملكات ثاب تة فلو ع طل الح سن‬
‫الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الرض با رحبت وأحسن من نفسه بأنه‬
‫كالوت إذا فارق الاء حت يعاودها فتسكن نفسه وتقر عينه ولو عطل الجرم العصية وأقبل‬
‫على الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاق صدره وأعيت عليه مذاهبه حت يعاودها حت أن كثيا‬
‫من الفساق ليواقع العصية من غي لذة يدها ول داعية اليها إل لا يد من الل بفارقتها كما‬
‫صرح بذلك شيخ القوم السن بن هانء حيث يقول‬
‫وكأس شربت على لذة * وأخرى تداويت منها با‬
‫وقال الخر *‬
‫وكانت دوائى وهي دائي بعينه كما يتداوى شارب المر بالمر *‬
‫وليزال العبد يعان الطاعة ويألفها ويبها ويؤثرها حت يرسل ال سبحانه برحته عليه اللئكة‬
‫تأزه اليها أزا وترضه عليها وتزعجه عن فراشه وملسه اليها وليزال يألف العاصي ويبها‬
‫ويؤثر ها ح ت ير سل ال ال يه الشياط ي فتأزه الي ها أزا فالول قوي ج ند الطا عة بالدد فكانوا‬
‫أكثر من أعوانه وهذا قوي جند العصية بالدد فكانوا أعوانا عليه‬
‫فصل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ومنها وهو من أخوفها على العبد أنا لضعف القلب عن إرادته فتقوى إرادة العصية وتضعف‬
‫إرادة التوبة شيئا فشيئا ال أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية فلو مات نصفه لا تاب ال‬
‫ال فيأ ت بال ستغفار وتو بة الكذاب ي بالل سان لش يء كث ي وقل به معقود بالع صية م صر علي ها‬
‫عازم على مواقعتها مت أمكنه وهذا من أعظم المراض وأقربا إل اللك‬
‫فصل‬
‫ومنها أنه ينسلخ من القلب إستقباحها فتصي له عادة فل يستقبح من نفسه رؤية الناس له ول‬
‫كلمهم فيه وهو عند أرباب الفسوق هو غاية التفكه وتام اللذة حت يفتخر أحدهم بالعصية‬
‫ويدث باض مضن ل يعلم أنضه عملهضا فيقول ياقلن عملت كذا وكذا وهذا الضرب مضن الناس‬
‫ليعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابا ف الغالب كما قال النب صلى ال عليه‬
‫وسلم كل أمت معافا إل الجاهرين وإن من الجهار أن يستر ال على العبد ث يصبح يفضح‬
‫نفسه ويقول يا فلن عملت يوم كذا وكذا وكذا فتهتك نفسه وقد بات يستره ربه ومنها أن‬
‫كل معصية من العاصي فهي مياث عن جهلتم من المم الت أهلكها ال عز وجل فاللوطية‬
‫مياث عن قوم لوط وأخضذ ال ق بالزائد ودفعضه بالناقضص مياث عضن قوم شعيضب والعلو فض‬
‫الرض والفسضاد مياث عضن والرذائل وقوم والرذائل والتكضب والتجضب مياث عضن قوم هود‬
‫فالعاصي لبس ثياب بعض هذه المم وهم أعلمكم ال وقد روى عبد ال بن أحد ف كتاب‬
‫الزهد لبيه عن مالك بن دينار قال أوحي ال ال نب من أنبياء بن إسرائيل أن قل لقومك ل‬
‫تدخلوا مداخضل أعدائي ول تلبسضوا ملبضس أعدائي ول تركبوا مراكضب أعدائي ول تطعموا‬
‫مطاعم أعدائي فتكونوا أعدائي كماهم أعدائي وف مسند أحد من حديث عبد ال بن عمر‬
‫عن ال نب صلى ال عل يه و سلم قال بع ثت بال سيف ب ي يدي ال ساعة ح ت يع بد ال وحده‬
‫لشر يك له وج عل رز قى ت ت ظل رم ى وج عل الذلة وال صغار على من خالف أمري و من‬
‫تشبه بقوم فهو منهم‬
‫فصل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ومن ها أن الع صية سبب لوان الع بد على ر به و سقوطه من عي نه قال ال سن الب صري هانوا‬
‫عليه فصعوه ولو عزوا عليه لعصمهم وإذا هان العبد على ال ل يكرمه أحد كما قال ال تعال‬
‫ومن يهن ال فماله من مكرم وإن عظمهم الناس ف الظاهر لاجتهم اليهم أو خوفا من شرهم‬
‫ف هم ف قلوب م أح قر ش يء وأهو نه ومن ها أن الع بد ليزال يرت كب الذنوب ح ت يهون عل يه‬
‫ويصغر ف قلبه وذلك علمة اللك فان الذنب كلما صغر ف عي العبد عظم عند ال وقد‬
‫ذكر البخاري ف صحيحه عن ابن مسعود قال إن الؤمن يري ذنوبه كانا ف أصل جبل ياف‬
‫أن يقع عليه وأن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار‬
‫فصل‬
‫ومنهضا أن غيه مضن الناس والدواب يعود عليضه شؤم ذنبضه فيحترق هضو وغيه بشؤم الذنوب‬
‫والظلم قال أبو هريرة إن الباري لتموت ف وكرها من ظلم الظال وقال ماهد إن الائم تلعن‬
‫عصاة بن آدم إذا أشتدت السنة وأمسك الطر وتقول هذا بشؤم معصية ابن ادم وقال عكرمة‬
‫دواب الرض وهوامها حت النافس والعقارب يقولون منعنا القطر بذنوب بن آدم فل يكفيه‬
‫عقاب ذنبه حت يبوء بلعنه من ل ذنب له‬
‫فصل‬
‫ومنها ان الع صية تورث الذل ول بد فان العز كل العز ف طا عة ال تعال قال تعال من كان‬
‫يريد العزة فلله العزة جيعا أي فليطلبها بطاعة ال فإنه ل يدها ال ف طاعته وكان من دعاء‬
‫بعض السلف اللهم أعزان بطاعتك ول تذلن بعصيتك قال السن البصري انم وان طقطقت‬
‫بم البغال وهلجت بم الباذين إن ذل العصية ل تفارق قلوبم أب ال الن أيذل من عصاه‬
‫وقال عبد ال بن البارك‬
‫رأ يت الذنوب ت يت القلو ب و قد يورث الذل إدمان ا وترك الذنوب وخ ي لنف سك ع صيانا‬
‫وهل أفسد‬
‫الدين ال اللوك واحبار سؤ ورهبانا‬
‫فصل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ومن ها إن العا صي تف سد الع قل فان للع قل نورا والع صية نطف يء نور الع قل ولبدوادا طفىء‬
‫نوره ضعف ونقص وقال بعض السلف ما عصي ال أحد حت يغيب عقله وهذا طاهر فانه لو‬
‫حضر عقله لجزه عن العصية وهو ف قبضة الرب تعال أو نهر به هو مطلع عليه وف داره‬
‫على بساطه وملئكته شهود عليه ناظرون اليه وواعظ القرآن ناه ولفظ اليان ينهاه وواعظ‬
‫الوت ينهاه وواعظ النار ينهاه والذي يفوته بامعصية من خي الدنيا والخرة أضعاف أضعاف‬
‫ما يصل له من السرور واللذة با فهل يقدم على الستهانة بذلك كله والستخفاف به ذو‬
‫عقل سليم‬
‫فصل‬
‫ومنهضا أن الذنوب إذا تكاثرت طبضع على قلب صضاحبها فكان مضن الغافليض كمضا قال بعضض‬
‫السلف ف قوله تعال كل بل ران ! على قلوبم ما كانوا يكسبون قال هو الذنب بعد الذنب‬
‫وقال السن هو الذنب على الذنب حت يعمي القلب وقال غيه لا كثرت ذنوبم ومعاصيهم‬
‫أحاطضت بقلوبمض وأصضل هذا أن القلب يصضدي مضن العصضية فاذا زادت غلب الصضدي حتض‬
‫يصيرانا ث يغلب حت يصي طبعا وقفل وختما فيصي القلب ف غشاوة وغلف فاذا حصل‬
‫له ذلك ب عد الدى والب صية انت كس ف صار أعله أ سفله فحينئذ يتوله عدوه وي سوقه ح يث‬
‫أراد‬
‫فصل‬
‫ومنها أن الذنوب تدخل العبد تت لعنة رسول صلى ال عليه وسلم فانه لعن على معاصى‬
‫والت غيها اكب منها فهي اول بدخول فاعلها تت اللعنة فلعن الواشة والستوشة والواصلة‬
‫والوصولة والنامصة والتنمصة والواشرة والستوشرة ولعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهده‬
‫ول عن الحلل والحلل له ول عن ال سارق ول عن شارب ال مر و ساقيها وعا صرها ومعت صرها‬
‫وبائعها ومشتريها وآكل ثنها وحاملها والحمولة اليه ولعن من غي منار الرض وهي إعلمها‬
‫وحددوها ولعن من والديه ولعن من إتذ شيئا فيه الروح غرضا يرميه بسهم ولعن الخنثي من‬
‫الرجال والترجلت من النساء ولعن من ذبح بغي ال ولعن من أحدث حدثا أو آوي مدثا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولعن الصورين ولعن من عمل عمل قوم لوط ولعن من سب أباه وأمه ولعن من كمه أعمي‬
‫عن السلم ولعن من أتى بيمة ولعن من رسم دابة ف وجهها ولعن من ضار بسلم أو مكر به‬
‫ولعن زوارات القبور والتخذين عليها الساجد والسرج ولعن من أفسد امرأة على زوجها أو‬
‫ملو كا على سيده ول عن من أ تى امرأة ف دبر ها وأ خب أن من با تت مهاجرة لفراش زوج ها‬
‫لعنتها اللئكة حت تصبح ولعن من انتسب ال غي أبيه وأخب أن من أشار ال أخيه بديدة‬
‫فان اللئكة تلعنه ولعن من سب الصحابة وقد لعن ال من أفسد ف الرض وقطع رحه وأذاه‬
‫وأذى رسضوله ولعضن مضن كتضم مضا أنزل ال سضبحانه مضن البينات والدى ولعضن الذيضن يرمون‬
‫الحصنات الغافلت الؤمنات بالفاحشة ولعن من جعل سبيل الكافر اهدي من سبيل السلم‬
‫ولعن رسول ال صلى ال عليه وسلم الرجل يلبس لبس الرأة والرأة تلبس لبسة الرجل ولعن‬
‫الراشي والرتشي والرائش وهو الواسطة ف الرشوة ولعن على أشياء أخرغي هذه فلو ل يكن‬
‫ف فعل ذلك ال رضاء فاعله بان يكون من يعلنه ال ورسوله وملئكته لكان ف ذلك ما يدعو‬
‫ال تركه‬
‫فصل‬
‫ومنها حرمان دعوة رسول ال صلى ال عليه وسلم ودعوة اللئكة فان ال سبحانه أمر نبيه‬
‫أن ي ستغفر للمؤمن ي والؤمنات وقال تعال الذ ين يملون العرش و من حوله ي سبحون ب مد‬
‫رب م ويؤمنون به وي ستغفرون للذ ين آمنوا رب نا و سعت كل شىء رح ة وعل ما فاغ فر للذ ين‬
‫تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن الت وعدتم ومن صلح‬
‫من آبائ هم وأزواج هم وذريات م العز يز الك يم وق هم ال سيآت فهذا دعاء اللئ كة للمؤمن ي‬
‫التابعي التبعي لكتابه وسنة رسوله الذين ل سبيل لم غيها فل يطمع غي هؤلء باجابة هذه‬
‫الدعوة اذا ل يتصف بصفات الدعو له با‬
‫فصل‬
‫و من عقوبات العا صي ما رواه البخاري ف صحيحه من حد يث سرة بن جندب قال كان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ما يكثر أن يقول لصحابه الشياطي رأى أحد منكم البارحة رؤيا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫في قص عل يه ما شاء ال أن ي قص وأ نه قال لناذات غداة أ نه أتا ن الليلة آتيان وأن ما أنبع ثا ل‬
‫وأنما قال ل إنطلق وإن إنطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه‬
‫بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلع رأسه فيتدهده الجر ها هنا فيتبع الجر فيأخذه‬
‫فل يرجع اليه حت يصح رأسه كما كان ث يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل ف الرة الول‬
‫قال قلت لما سبحان ال ما هذان قال ل إنطلق فانطلقا فاتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا‬
‫آ خر قائم عل يه بكلوب من حد يد وإذا هو يأ ت أ حد ش قى وج هه فيشر شر شد قه ال قفاه‬
‫ومنخره ال قفاه وعي نه ال قفاه ث يتحول ال الا نب ال خر فيف عل به م ثل ما ف عل بالا نب‬
‫الول فما يفرغ من ذلك الانب حت يصح ذلك الانب كما كان ث يعود عليه فيفعل مثل‬
‫ما فعل ف الرة الول قال قلت سبحان ال ما هذان فقال ل إنطلق إنطلق فانطلقنا فاتينا على‬
‫مثل التنور وإذا فيه لغط وأصوات قال فاطلعنا فيه فاذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم‬
‫لب من أسفل منهم فاذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا فقال قلت من هؤلء قال فقال ل إنطلق‬
‫إنطلق قال فانطلق نا فاتي نا على ن ر أح ر م ثل الدم فاذا ف الن هر ر جل سابح ي سبح وإذا على‬
‫شط النهر رجل قد جع عنده حجارة كثية وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ث يأت ذلك‬
‫الذي قد جع عنده الجارة فيغفر له فاه فيلقمه حجرا فينطلق فيسبح ث يرجع اليه كما رجع‬
‫إليه فيغفر له فاه فالقمه حجرا قال قلت لما ما هذان قال ل إنطلق إنطلق فانطلقنا فاتينا على‬
‫رجل كريه الرأى كاكره رأىء رجل مرا وإذا هو عنده تاريها ويسعى حولا قال قلت لما‬
‫ما هذا قال قال ل إنطلق إنطلق فانطلقنا على روضة مغيمة فيها من كل نور الربيع وإذا بي‬
‫ظهران الروضة رجل طو يل ل أكاد أرى رأسه طول ف ال سماء وإذا حول الرجل من أكثر‬
‫ولدان رأيتهضم قضط قال قلت مضا هذا ومضا هؤلء قال قال ل إنطلق إنطلق فانطلقنضا فاتينضا ال‬
‫دوحة عظيمة ل أرى دوحة قط أعظم منها ول أحسن قال قال ل أرق فيها فارتقينا فيها ال‬
‫مدينة مبنية بلب ذهب ولب فضة قال فاتينا باب الدينة فاستفتحنا ففتح لنا فدخلناها فتلقانا‬
‫رجال شطر من خلقهم كاحسن رايء وشطر منهم كاقبح رايء قال قال لم إذهبوا فقعوا ف‬
‫ذلك النهضر قال وإذا نرض معترض يري كان ماءه الحضض فض البياض فذهبوا فوقعوا فيضه ثض‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫رجعوا الينا وقد ذهب ذلك السوء عنهم قال قال ل هذه جنة عدن وهذاك منلك قال فسمي‬
‫ب صرى صعدا فاذا ق صر م ثل الربا بة البيضاء قال قال ل هذاك منلك قال قلت ل ما بارك ال‬
‫فيكما فذران فادخله قال أما الن فل وأنت داخلة قال قلت لما فإن رأيت منذ الليلة عجبا‬
‫فما هذا الذي رأيت قال قال ل أما انا سنخبك أما الرجل الول الذي أتيت عليه يثلع رأسه‬
‫بالجر فانه الرجل يأخذ القرآن فيفضه وينام عن الصلوة الكتوبة وأما الرجل الذيأتيت عليه‬
‫يشرشضر شدقضه ال قفاه ومنخره ال قفاه وعينضه ال قفاه فانضه الرجضل يغدو مضن بيتضه فيكذب‬
‫الكذبضة تبلغ الفاق وأمضا الرجال والنسضاء العراة الذيضن هضم فض مثضل بناء التنور فانمض الزناة‬
‫والزوان وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح ف النهر ويلقم الجارة فانه آكل الربا وأما الرجل‬
‫الكريه النظر الذي عند النار يثها ويسعى حولا فانه مالك خازن جهنم وأما الرجل الطويل‬
‫الذي ف الرو ضة فا نه ابراه يم وأ ما الولدان الذ ين حوله ف كل مولود مات على الفطرة و ف‬
‫روايضة البقانض ولد على الفطرة فقال بعضض السضلمي يضا رسضول ال وأولد الشركيض فقال‬
‫ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وأولد الشرك ي وأماالقوم الذ ين كانوا ش طر من هم ح سن‬
‫وشطر منهم قبيح فانم قوم خلطوا عمل صالا وآخر سيئا تاوز ال عنهم‬

‫الواب الكاف ‪5‬‬


‫فصل‬
‫ومن آثار الذنوب والعاصي إنا تدث ف الرض أنواعا من الفساد ف الياه والوى والزرع‬
‫والثمار والساكن قال تعال ظهر الفساد ف الب والبحر با كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض‬
‫الذي عملوا لعلهضم يرجعون قال ماهضد اذا ول الظال سضعى بالظلم والفسضاد فيحبضس بذلك‬
‫القطر فيهلك الرث والنسل وال ل يب الفساد ث قرأ ظهر الفساد ف الب والبحر با كسبت‬
‫أيدي الناس ليذيق هم ب عض الذي عملوا لعل هم يرجعون ث قال أ ما وال ما هو بر كم هذا‬
‫ول كن كل قر ية على ماء جار ف هو ب ر وقال عكر مة ظ هر الف ساد ف الب والب حر أ ما إ ن ل‬
‫أقول ل كم بر كم هذا ول كن كل قر ية على ماء وقال قتادة أ ما الب فا هل العمود وأ ما الب حر‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فا هل القرى والر يف قلت و قد سي ال تعال الاء العذب برا فقال هو الذي مرج البحر ين‬
‫هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج وليس ف العال بر حلو واقفا وإنا هي النار‬
‫الار ية والب حر الال هو ال ساكن فت سمى القرى ال ت على الياه الار ية با سم تلك الياه وقال‬
‫ابن زيد ظهر الفساد ف الب‬
‫والب حر قال الذنوب قلت أراد أن الذ نب سبب الف ساد الذي ظ هر وإن أراد أن الف ساد الذي‬
‫ظ هر هو الذنوب نف سها فيكون قوله ليذيق هم ب عض الذي عملوا لم العاق بة والتعل يل وعلى‬
‫الول فالراد بالفساد والنقص والشر واللم الت يدثها ال ف الرض بعاصي العباد فكل ما‬
‫أحدثوا ذنبا أحدث لم عقوبة كما قال بعض السلف كل ما أحدثتم ذنبا أحدث ال لكم من‬
‫سلطانه عقوبة والظاهر وال أعلم إن الفساد الراد به الذنوب‬
‫وموجبات ا ويدل عل يه قوله تعال ليذيق هم ب عض الذي عملوا فهذا حال نا وإن ا إذاق نا الش يء‬
‫اليسي من أعمالنا فلو أذاقنا كل أعمالنا لا ترك على ظهرها من دابة ومن تأثي معاصي ال ف‬
‫الرض ما يل با من السف والزلزل ويحق بركتها وقد مر رسول ال ‪ a‬على ديار رب‬
‫فمنعهم من دخول ديارهم ال وهم باكون ومن شرب مياههم ومن الستسقاء من أبيارهم‬
‫ح ت أ مر أن ل يعلف العج ي الذي ع جن بياه هم لنوا ضح ال بل لتأث ي شؤم الع صية ف الاء‬
‫وكذلك شؤم تأثي الذنوب ف نقص الثمار وما ترى به من الفات وقد ذكر المام أحد ف‬
‫مسنده ف ضمن حديث قال وجدت ف خزائن بعض بن أمية حنطة البة بقدر نواة التمرة‬
‫وهي ف صرة مكتوب عليها كان هذا ينبت ف زمن من العدل وكثي من هذه الفات أحدثها‬
‫ال سبحانه وتعال با أحدث العباد من الذنوب وأخبن جاعة من شيوخ الصحراء انم كانوا‬
‫يعهدون الثمار أكب ما هي الن وكثي من هذه الفات الت تصيبها ل يكونوا يعرفونا وإنا‬
‫حدثت من قرب وأما تأثي الذنوب ف الصور واللق فقد روي الترمذي ف جامعه عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم انه قال خلق ال آدم وطوله ف السماء ستون ذراعا ول يزل اللق ينقص‬
‫ح ت الن فاذا أراد ال أن يط هر الرض من الظل مة والو نة والفجرة ويرج عبدا من عباده‬
‫من أهل بيت نبيه صلى ال عليه وسلم فيمل الرض قسطا كما ملئت جورا ويق تل السيح‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اليهود والن صارى ويق يم الد ين الذي ب عث ال به ر سوله وترج الرض بركات ا وتعود ك ما‬
‫كا نت ح ت ان الع صابة من الناس ليأكلون الرما نة وي ستظلون بقحف ها ويكون العنقود من‬
‫العنب وقر بعي ولب اللقحة الواحدة يكفي الفئام من الناس وهذا لن الرض لا طهرت من‬
‫العاصضي ظهرت فيهضا آثار البكضة مضن ال تعال التض مقتهضا الذنوب والكفضر ولريضب ان‬
‫العقوبات ال ت أنزل ا ال ف الرض بق ية آثار ها سارية ف الرض تطلب ما يشاء كل ها من‬
‫الذنوب التض هضي آثار تلك الرائم التض عذبضت باض المضم فهذه الثار فض الرض مضن آثار‬
‫العقوبات كما ان هذه العاصي من آثار الرائم فتناسب كلمة ال وحكمة الكون أول وآخرا‬
‫وكان العظيم من العقوبة للعظيم من الناية والخف للخف وهذا يكم سبحانه بي خلقه‬
‫ف دار البزخ ودار الزاء وتأمل مقارنة الشيطان ومله وداره فانه لا قارن العبد واستول عليه‬
‫نزعت البكة من عمره وعمله وقوله ورزقه ولا أثرت طاعته ف الرض ما‬
‫أثرت نزعت البكة من كل مل ظهرت فيه طاعته وكذلك مسكنه لا كان الحيم ل يكن‬
‫هناك شيء من الروح والرحة والبكة‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا انا تطفي من القلب نار الغية الت هى لياته وصلحه كالرارة الغريزية لياة‬
‫ج يع البدن فان الغية حرار ته وناره ال ت ترج ما ف يه من ال بث وال صفات الذمو مة كمال‬
‫يرج الكي خبث الذهب والفضة والديث وأشرف الناس وأعلهم قدر وهة أشدهم نفسه‬
‫وخاصته وعموم الناس ولذا كان النب ‪ a‬أغي المة وال سبحانه أشد غية منه كما ثبت ف‬
‫الصحيح عنه ‪ a‬انه قال أتعجبون من غية سعد لنا أغي منه وال أغي من وف الصحيح أيضا‬
‫عنه انه قال ‪ a‬ف خطبة الكسوف يا جهلتم ممد ما أحد أغي من ال أن يزن عبده أو ترن‬
‫أمته وف الصحيح أيضا عنه أنه قال ل أحد أغي من ال من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر‬
‫منها وما بطن ول أحد أحب اليه العذر من ال من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين‬
‫ول أحد أحب اليه الدح من ال من أجل ذلك أثن على نفسه فجمع ف هذا الديث بي‬
‫الغية ال ت أصلها كرا هة القبائح وبنضها وب ي م بة العذر الذي يو جب كمال العدل والرح ة‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والح سان وال سبحانه مع شدة غي ته ي ب إن يعتذر ال يه عبده ويق بل عذر من اعتذر ال يه‬
‫وانه ليؤا خذ عبده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حت يعذر اليهم ولجل ذلك أرسل رسله‬
‫وأنزل كت به إعذارا وإنذارا وهذا غا ية ال جد والح سان ونا ية الكمال فان كثيا م ن تش تد‬
‫غيته من الخلوقي تمله شدة الغية على سرعة اليقاع والعقوبة من غي إعذار منه ومن غي‬
‫قبول العذر م ن إعتذر ال يه بل قد يكون له ف ن فس ال مر عذر ولتد عه شدة الغية عذره‬
‫وكثي من تقبل العاذير يمله على قبولا قلة الغية حت يتوسع ف طريق العاذير ويرى عذرا‬
‫ما ليس بعذر حت يعذر كثي منهم بالعذر وكل منهما غي مدوح على الطلق وقد علمن‬
‫عن النب صلى ال عل يه و سلم ا نه قال أن من الغية ما يبها ال ومنها ما يبغضها ال فالت‬
‫يبغضها ال الغية من غي ريبة وذكر الديث وانا المدوح اقتران الغية بالعذر فيغار ف مل‬
‫الغية ويعذر ف مو ضع العذر و من كان هكذا ف هر المدوح ح قا ول ا ج ع سبحانه صفات‬
‫الكمال كلها كان أحق بالدح من كل أحد وليبلغ أحد إن يدحه كما ينبغي له بل هو كما‬
‫مدح نفسه وأثن على نفسه فالغيور قد وافق ربه سبحانه ف صفة من صفاته ومن وافق ال ف‬
‫صفه من صفاته قادته تلك الصفة اليه بزمامه وأدخلته على ربه وأدنته منه وقربته من رحته‬
‫وصيته مبوبا له فانه سبحانه رحيم يب الرحاء كري‬
‫يب الكرماء عليم يب العلماء قوى يب الؤمن القوي وهو أحب اليه من الؤمن الضعيف‬
‫ح ت ي ب أ هل الياء ج يل ي ب أ هل المال و تر ي ب أ هل الو تر ولو ل ي كن ف الذنوب‬
‫والعاصي ال انا توجب لصاحبها ضد هذه الصفات وتنعه من التصاف با لكفي با عقوبة‬
‫فان الطر تنقلب وسوسة والوسوسة تصي إرادة والرادة تقوي فتصي عزية ث نصي فعل ث‬
‫تصي صفة لزمة وهيئة ثابتة راسخة وحينئذ يتعذر الروج منهما كما يتعذر عليه الروج من‬
‫صفاته القائمة به والقصود انه كلما اشتدت ملب سته للذنوب أخرجت من قلبه الغية على‬
‫نفسه وأهله وعموم الناس وقد تضعف ف القلب جدا ل يستقبح بعد ذلك القبيح ل من نفسه‬
‫ول من غيه واذا و صل ال هذا ال د ف قد د خل ف باب اللك وكث ي من هؤلء ل يقت صر‬
‫على عدم السضتقباح بضل يسضن الفواحضش والظلم لغيه ويزينضه له ويدعوه اليضه ويثضه عليضه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ويسضعي له فض تصضيله ولذا كان الديوث أخبضث خلق ال والنضة عليضه حرام وكذلك ملل‬
‫الظلم والبغضي لغيه ومزينضه لغيه فانظضر مضا الذي حلت عليضه قلة الغية وهذا يدلك على أن‬
‫أصل الدين الغية ومن ل غية له ل دين له‬
‫فالغية تمضي القلب فتحمضي له الوارح فتدفضع السضوء والفواحضش وعدم الغية تيضت القلب‬
‫فتموت الوارح فل يبقى عندها دفع البتة ومثل الغية ف القلب مثل القوة الت تدفع الرض‬
‫وتقاو مه فاذا ذه بت القوة و جد الداء ال حل قابل ول ي د داف عا فتم كن فكان اللك ومثل ها‬
‫مثل صياصي الاموس الت تدفع با عن نفسه وعن ولده فاذا تكسرت طمع فيها عدوه‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا ذهاب الياء الذي هو مادة الياة للقلب وهو أصل كل خي وذهاب كل خي‬
‫بأج عه وف ال صحيح ع نه ‪ a‬ا نه قال الياء خ ي كله وقال ان م ا أدرك الناس من كلم النبوة‬
‫الول اذا ل تستح فاصنع ماشئت وفيه تفسيان أحداها انه على التهديد والوعيد والعن من‬
‫ل ي ستح فا نه ي صنع ما شاء من القبائح اذا لا مل على ترك ها الياء فاذا ل ي كن هناك حياء‬
‫نزعه من القبائح فانه يواقعها وهذا تفسي أب عبيدة والثان ان الفعل اذا ل تستح فيه من ال‬
‫فافعله وانا الذى ينبغي تركه ما يستحي فيه من ال وهذا تفسي المام أحد ف رواية ابن هان‬
‫فعلى الول يكون تديدا كقوله إعملوا ما شئتم وعلى الثان يكون إذنا وإباحة فان قيل فهل‬
‫مضن سضبيل ال حله على العني ي قلت لول على قول من يمضل الشترك على ج يع ل ا بيض‬
‫البا حة والتهد يد من النافات ول كن اعتبار أ حد العني ي يو جب إعتبار ال خر والق صود ان‬
‫الذنوب تضعف الياء من العبد حت ربا انسلخ منه بالكلية حت ربا انه ليتأثر بعلم الناس‬
‫بسوء حاله ول باطلعهم عليه بل كثي منهم يب عن حاله وقبح ما يفعله والامل على ذلك‬
‫انسلخه من الياء وإذا وصل الع بد ال هذه الالة ل يبق ف صلحه مطمع واذا رأى بليس‬
‫طلعة وجهه حياء وقال فديت من ليفلح والياء مشتق من الياة والغيث يسمى حيا بالقصر‬
‫لن به حياة الرض والنبات والدواب وكذلك سيت بالياة حياة الدنيا والخرة فمن ل حياء‬
‫فيضه ميضت فض الدنيضا شقضى فض الخرة وبيض الذنوب وبيض قلة الياء وعدم الغية تلزم مضن‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الطرفي وكل منهما يستدعي الخر ويطلبه حثيثا ومن استحي من ال عند معصيته استحى‬
‫ال من عقوبته يوم يلقاه ومن ل يستح من ال تعال من معصيته ل يستح ال من عقوبته‬
‫فصل‬
‫و من عقوبات ا أن ا تض عف ف القلب تعظ يم الرب جل جلله وتضع يف وقاره ف قلب الع بد‬
‫ول بد شاء أم أب ولو تكن وقار ال وعظمته ف قلب العبد ل ا ترء على معاصيه وربا اغتر‬
‫الغتر وقال إنا يملن على العاصى حسن الرجاء وطمعي ف عفوه ل ضعف عظمته ف قلب‬
‫وهذا من مغالطة النفس فإن عظمة ال تعال وجلله ف قلب العبد وتعظيم حرمانه يول بينه‬
‫وبي الذنوب والتجرؤن على معاصيه ما قدروه حق قدره وكيف يقدره حق قدره أو يعظمه‬
‫أو ي كبه أو ير جو وقاره ويله من يهون عل يه أمره ون يه هذا من أم ل الحال وأب ي البا طل‬
‫وكفى بالعاصى عقوبة أن يضمحل من قلبه تعظيم ال جل جلله وتعظيم حرماته ويهون عليه‬
‫ح قه و من ب عض عقو بة هذا أن ير فع ال عز و جل مهاب ته من قلوب اللق ويهون علي هم‬
‫ويستخفون به كما هان عليه أمره واستخف به فعلى قدر مبة العبد ل يبه الناس وعلى قدر‬
‫خوفه من ال يافه الناس وعلى قدر تعظيمه ال وحرماته يعظم الناس حرماته وكيف ينهك‬
‫عبد حرمات ال ويطمع أن ل ينهك الناس حرماته أم كيف يهون عليه حق ال وليهونه ال‬
‫على الناس أم كيف يستخف بعاصي ال ول‬
‫يستخف به اللق وقد أشار سبحانه إل هذا ف كتابه عند ذكر عقوبات الذنوب وأنه أركس‬
‫أربابا با كسبوا وغطي على قلوبم وطبع عليها بذنوبم وأنه نسيهم كما نسوه وأهانم كما‬
‫أهانوا دينه وضيعهم كما ضيعوا أمره ولذا قال تعال ف آية سجود الخلوقات له ومن ي هن‬
‫ال فماله من مكرم فانم لا هان عليهم السجود له واستخفوا به ول يفعلوه أهانم فلم يكن‬
‫لم من مكرم بعد إن أهانم ومن ذا يكرم من أهانه ال أو يهن من أكرم‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا انا تستدعى نسيان ال لعبده وتركه وتليته بينه وبي نفسه وشيطانه وهنالك‬
‫اللك الذي ل يرجي معه ناة قال ال يا أيها الذين آمنوا أتقوا ال ولتنظر نفس ما قدمت لغد‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واتقوا ال إن ال خبي ب ا تعملون ولتكونوا كالذ ين ن سوا ال فان ساهم أنف سهم اولئك هم‬
‫الفاسقون فامر بتقواه وني أن يتشبه عباده الؤمنون بن نسيه بترك تقواه واخب أنه عاقب من‬
‫ترك التقوي بان أنساه نفسه أي أنساه مصالها وما ينجيها من عذابه وما يوجب له الياة‬
‫البدية وكمال لذتا وسرورها ونعيمها فانساه ال ذلك كله جزاء لا نسيه من عظمته وخوفه‬
‫والقيام بأمره فترى العاصى مهمل لصال نفسه مضيعا لا قد أغفل ال قلبه عن ذكره واتبع‬
‫هواه وكان أمره فر طا قد انفر طت عل يه م صال دنياه وآخر ته و قد فرط ف سعادته البد ية‬
‫واستبدل با أدن ما يكون من لذة إنا هي سحابة صيف أو خيال طيف أحلم نوم أو كظل‬
‫زائل * إن اللب يب بثل ها ل يدع وأع ظم العقوبات ن سيان الع بد لنف سه وإهال ل ا وإضاع ته‬
‫حظها ونصيبها من ال وبيعها ذلك بالضن والوان وأبس الثمن فضيع من ل غن له عنه ول‬
‫عوض له منه واستبدل به من عنه كل الغن أو منه كل العوض من كل شيء إذا ضيعته عوض‬
‫* وليس ف ال أن ضيعت من عوض فال سبحانه يعوض عن كل شيء ما سواه ول يعوض‬
‫منه شيء ويغن عن كل شيء وليغن عنه شيء وينع من كل شىء ول ينع منه شىء ويبي‬
‫من كل شيء ول يي منه شى كيف يستغن العبد عن طاعة من هذا شأنه طرفة عي وكيف‬
‫ينسى ذكره ويضيع أمره حت ينسبه نفسه فيخسرها ويظلمها أعظم الظلم فما ظلم العبد ربه‬
‫ولكن ظلم نفسه وما ظلمه ربه ولكن هو الذي ظلم نفسه‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا أنا ترج العبد من دائرة الحسان وتنعه من ثواب الحسني فان الحسان إذا‬
‫با شر القلب من عه عن العا صي فان من ع بد ال كا نه يراه ل ي كن كذلك الل ستيلء ذكره‬
‫ومبته وخوفه قلبه الجاشعي يصي كانه يشاهده وذلك سيحول بينه وبي إرادة العاصى فضل‬
‫عن مواقتها فاذا خرج من دائرة الحسان فاته صحبه رفقته الاصة وعيشهم النء ونعيمهم‬
‫التام فان أراد ال به خيا أقره ف دائرة عموم الؤمن ي فان ع صاه بالعا صى ال ت تر جه من‬
‫دائرة اليان كما قال النب صلى ال عليه وسلم ليزن الزان حي يزن وهو مؤمن ول يشرب‬
‫المر حي يشربه وهو مؤمن ول يسرق السارق حي يسرق وهو مؤمن ول ينتهب نبة ذات‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شرف يرفع اليه الناس فيها أبصارهم حي ينتهبها وهو مؤمن إياكم إياكم والتوبة معروضة‬
‫بعد‬
‫فصل‬
‫ومن فاته رفقةالؤمني وخرج عن دائرة اليان فاته حسن دفاع ال عن الؤمني فان ال يدافع‬
‫عن الذين آمنوا وفاته كل خي رتبه ال ف كتابه على اليان وهو نو مائة خصلة كل خصلة‬
‫منها خي من الدنيا وما فيها فمنها الجر العظيم وسوف يؤت ال الؤمني أجرا عظيما ومنها‬
‫الدفع عنهم شرور الدنيا والخرة إن ال يدافع عن الذين آمنوا ومنها استغفار حلة العرش لم‬
‫الذ ين يملون العرش و من حوله ي سبحون ب مد رب م ويؤمنون به وي ستغفرون للذ ين امنوا‬
‫ومنهضا موالت ال لمض وليذل مضن واله ال قال ال تعال ال ول الذيضن آمنوا ومنهضا أمره‬
‫ملئكتضه بتثضبيتهم إذ يوحضي ربضك ال اللئكضة إنض معكضم فثبتوا الذيضن آمنوا ومنهضا إن لمض‬
‫الدرجات عند رب م والغفرة والرزق الكري ومنها العزة ول العزة ولرسوله وللمؤمني ومنها‬
‫معية ال لهل اليان وإن ال لع الؤمني ومنها الرفعه ف الدنيا والخرة يرفع ال الذين آمنوا‬
‫من كم والذ ين أوتوا العلم درجات ومن ها أعطا هم كفل ي من رح ته وأعطا هم نورا يشون به‬
‫ومغفرة ذنوبم ومنها الود الذي يعله سبحانه لم وهو انه يبهم يبهم ال ملئكته وأنبيائه‬
‫وعباده الصالي ومنها أمانم من الوف يوم يشتد الوف فمن آمن وعمل صالا فل خوف‬
‫عليهم ول هم يزنون ومنها انم النعم عليهم الذين أمرنا ان نسأله ان يهدينا ال صراطهم ف‬
‫كل يوم وليلة سبع عشرة مرة ومن ها ان القرآن ان ا هو هدى ل م وشفاء قل هو للذ ين آمنوا‬
‫هدى وشفاء والذيضن ل يؤمنون فض آذانمض وقضر عليهضم عمضى أولئك ينادون مضن مكان بعيضد‬
‫والقصود ان اليان سبب جالب لكل خي وكل خي ف الدنيا والخرة فسببه اليان فكيف‬
‫يهون على العبد ان يرتكب شيئا يرجه من دائرة اليان ويول بينه وبينه ولكن ل يرج من‬
‫دائرة عموم السضلمي فان الذنوب وأصضر عليهضا خيضف عليضه ان قلبضه فيخرجضه عضن السضلم‬
‫بالكلية ومن هنا أشتد خوف السلف كما قال بعضهم أنتم تافون الذنوب وأنا أخاف الكفر‬
‫فصل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ومن عقوبتها أنا تضعف سي القلب ال ال والدار الخرة أو تعوقه وتوقفه وتعطفه عن السي‬
‫فل تد عه يطوا ال ال خطوة هذا إن ل ترده عن وجه ته ال ورائه فالذ نب ي جب الوا صل‬
‫ويق طع ال سائر وين كس الطالب والقلب ان ا ي سي ال ال بقو ته فاذا مرض بالذنوب ضع فت‬
‫تلك القوة ال ت ت سيه فان زالت بالكل ية إنق طع عن ال إنقطا عا يب عد تدار كه وال ال ستعان‬
‫فالذنب أما ييت القلب أو يرضه مرضا موفا أو يضعف قوته ول بد حت ينتهي ضعفه ال‬
‫الشياء الثمانية الت إستعاذ منها النب صلى ال عليه وسلم وهي الم والزن والكسل والعجز‬
‫وال ب والب خل وضلع الد ين وغل بة الر جل و كل اثن ي من ها قرينان فال م والزن قرينان فان‬
‫الكروه والوارد على القلب إن كان من أ مر م ستقبل يتوق عه احدث ال م وإن كان من أ مر‬
‫ماض قد وقع احدث الزن والعجز والكسل قرينان فان تلف العبد عن أسباب الي والفلح‬
‫ان كان لعدم قدرته فهو العجز وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل والب والبخل قرينان فان‬
‫عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الب وان كان باله فهو البخل وضلع الدين وقهر الرجال‬
‫قرينان فان إستيلء الغي عليه إن كان بق فهو من ضلع الدين وإن كان بباطل فهو من قهر‬
‫الرجال والقصضود إن الذنوب مضن أقوى السضباب الالبضة لذه الثمانيضة كمضا إناض مضن أقوى‬
‫ال سباب الال بة لهد البلء ودرك الشقاء و سوء القضاء وشا تة العداء و من أقوى ال سباب‬
‫الالبة لزوال نعم ال تعال وتقدس وتول عافيته وفجاءة نقمته وجيع سخطه‬
‫فصل‬
‫ومن عقوبات الذنوب إنا تزيل النعم وتل النقم فما زالت عن العبد نعمة ال لسبب ذنب ول‬
‫حلت به نقمة إل بذنب كما بن أب طالب رضي ال عنه ما نزل بلء إل بذنب ول رفع بلء‬
‫إل بتوبة وقد قال تعال وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثي وقال‬
‫تعال ذلك بان ال ل يك مغيا نع مة قوم ح ت يغيوا ما بأنف سهم فأ خب ال تعال إ نه ليغ ي‬
‫نعم ته ال ت أن عم ب ا على أ حد ح ت يكون هو الذي يغ ي ما بنف سه فيغ ي طا عة ال بع صيته‬
‫وشكره بكفره وأسباب رضاه باسباب سخطه فاذا غي غي عليه جزاء وفاقا وما ربك بظلم‬
‫للعبيد فأن غي العصية بالطاعة غي ال عليه العقوبة بالعافية والذل بال عز قال تعال إن ال ل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يغي ما بقوم حت يغيوا ما بأنفسهم وإذا أراد ال بقوم سوء فل مرد له ومالم من دونه من‬
‫وال وف بعض الثار اللية عن الرب تبارك وتعال إنه قال وعزت وجلل ل يكون عبد من‬
‫عبيدي على ما أحب ث ينتقل عنه إل ما أكره إل إنتقلت له ما يب عبيدي ال ما يكره ول‬
‫يكون ع بد من عبيدي على ما أكره فينت قل ع نه ال ما أ حب ال إنتقلت له م ا يكره ال ما‬
‫يب وقد أح سن القائل إذا كنت ف نعمة فارعها * فان الذنوب تزيل النعم وخطها بطاعة‬
‫رب العباد * فرب العباد سريع النقم وإياك والظلم مهما إستطعت * فظلم العباد شديد الوحم‬
‫وسافر بقلبك بي الورى * لتبصرى آثار من قد ظلم فتلك مساكنهم بعدهم * شهود عليهم‬
‫ولتت هم و ما كان شىء علي هم ا ضر * من الظلم و هو الذي قد ت صم ف كم تركوا من جنان‬
‫ومن * قصور وأخرى عليهم اطم صلوا بالحيم وفات النعم * وكان الذي نالم كاللم‬
‫فصل‬
‫و من عقوبات ا ما يلق يه ال سبحانه من الر عب والوف ف قلب العا صي فل تراه ال خائ فا‬
‫مرعو با فان الطا عة ح صن ال الع ظم الذي من دخله كان من المن ي من عقوبات الدن يا‬
‫والخرة ومن خرج عنه أحاطت به الخاوف من كل جانب فمن أطاع ال إنقلبت الخاوف‬
‫ف حقه أمانا و من ع صاه إنقل بت مأم نه ماوف فل تد العا صي إل وقلبه كا نه ب ي جناحي‬
‫طائران حركت الريح الباب قال جاء الطلب وان سع وقع قدم خاف أن يكون نذيرا بالعطب‬
‫يسب كل صيحة عليه وكل مكروه قاصد اليه فمن خاف ال آمنه من كل شيء ومن ل‬
‫ي ف ال أخا فه من كل ش يء بدا قضاء ال ب ي اللق مذ خلقوا * إن الخاوف والجرام ف‬
‫قرن و من عقوبات ا ان ا تو قع الوح شة العظي مة ف القلب في جد الذ نب نف سه م ستوحشا قد‬
‫وق عت الوح شة بي نه وب ي ر به وبي نه وب ي اللق وبي نه وب ي نف سه وكل ما كثرت الذنوب‬
‫اشتدت الوحشة وأمر العيش عيش الستوحشي الائفي وأطيب العيش عيش الستأنسي فلو‬
‫نظر العاقل ووازن بي لذة العصية وما تولد فيه من الوف والوحشة لعلم سوء حاله وعظيم‬
‫غبنه اذ باع أنس الطاعة وأمنها وحلوتا بوحشة العصية وما‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫توجبه من الوف اذا كنت قد أوحشتك الذنوب * فدعها اذا شئت واستأنس وسر السألة ان‬
‫الطا عة تو جب القرب من الرب سبحانه وكل ما اش تد القرب قوى ال نس والع صية تو جب‬
‫البعد من الرب وكلما زاد البعد قويت الوحشة ولذا يد العبد وحشة بينه وبي عدوه للبعد‬
‫الذي بينهما وإن كان ملبسا له قريبا منه ويد أنسا قويا بينه وبي من يب وإن كان بعيدا‬
‫ع نه والوح شة سببها الجاب وكل ما غلظ الجاب زادت الوح شة فالغفلة تو جب الوح شة‬
‫واشد واشد منها وحشة العصية واشد منها وحشة الشرك الكفر ول تد أحدا يلبس شيئا‬
‫من ذلك إل ويعلوه من الوحشة بسب مالبسه منه فتعلوا الوحشة وجهه وقلبه فيستوحش‬
‫ويستوحش منه‬
‫فصل‬
‫وأعظم اللق غزورا من اغتر بالدنيا وعاجلها فأثرها على الخرة ورضي با من الخرة حت‬
‫يقول بعض هؤلء الدنيا نقد والخر نسيئة والنقد أنفع من النسيئة ويقول بعضهم درة منقودة‬
‫ولدرة موعودة ويقول آ خر من هم لذات الدن يا متيق نة ولذات الخرة مشكوك في ها ول أدع‬
‫اليق ي لل شك وهذا من أع ظم تلب يس الشيطان وت سويله والبهائم الع جم أع قل من هؤلء فان‬
‫البهي مة إذا خا فت مضرة ش يء ل تقدم عل يه ولو ضر بت وهؤلء يقدم أحد هم على ما ف يه‬
‫عطبه وهو ينظر اليه وهو بي مصدق ومكذب فهذا الضرب إن آمن أحدهم بال‬
‫ورسضوله ولقائه والزاء فهضو مضن أعظضم الناس حسضرة لنضه أقدم على علم وإن ل يؤمضن بال‬
‫ورسوله فا بعد له وقول هذا القائل النقد خي من النسيئة فجوابه انه اذا تساوي النقد والنسيئة‬
‫فالنقد خي وان تفاوتا وكانت النسيئة أكب وأفضل فهي خي فكيف والدنيا كلها من أولا ال‬
‫آخرها كنفس واحد من أنفاس الخرة كما ف مسند أحد والترمذي من حديث الستورد بن‬
‫شداد قال قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ما الدن يا ف الخرة ال ك ما يد خل أحد كم‬
‫أصبعه ف اليم فلينظر ب يرجع فايثار هذا النقد على هذه النسيئة من أعظم الغب وأقبح الهل‬
‫واذا كان هذا ن سبة الدن يا بجموع ها ال الخرة ف ما مقدار ع مر الن سان بالن سبة ال الخرة‬
‫فأي ا أول بالعا قل إيثار العا جل ف هذه الدة الي سية وحرمان ال ي الدائم ف الخرة أم ترك‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ش يء حق ي صغي منق طع عن قرب ليأ خذ مال قي مة له ول ح ظر له ولنا ية لعدده ولغا ية‬


‫لمده وأما قول الخر ل أترك متيقنا لشكوك له إما أن تكون على شك من وعد ال ووعيده‬
‫وصدق رسله أو تكون علىاليقي من ذلك فان كنت على اليقي فما تركت ال ذرة عاجلة‬
‫منقطعة فانية عن قرب لنه متيقن لشك فيه ول انقطاع له وان كنت على شك فتأمل آيات‬
‫الرب تعال الدالة على وجوده وقدرته ومشيئته ووحدانيته وصدق رسله فيما أخبوا به عنه‬
‫وترد وقمم ل ناظرا أو مناظرا حت يتبي لك أن ما جاءت به الرسل عن ال فهو الق الذي‬
‫لشك فيه وان خالق هذا العال هو رب السموات والرض يتعال ويتقدس ويتنه عن خلف‬
‫ما اخبت به رسله عنه ومن نسبه ال غي ذلك فقد شتمه وكذبه وأنكر ربوبيته وملكه اذا‬
‫من الحال المت نع ع ند كل ذي فطرة سليسة أن يكون اللك ال ق عاجزا أو جاهل ل يعلم‬
‫شيئا ول يسمع ول يبصر ول يتكلم ول يأمر ول ينهي ول يثيب ول يعاقب ول يعز من يشاء‬
‫ول يذل من يشاء ول ير سل ر سله إل أطراف ملك ته ونواحي ها ول يعت ن باحوال رعي ته بل‬
‫يترك هم سدي ويلي هم هل ولذا يقدح ف ملك آحاد ملوك الب شر وليل يق به فك يف يوز‬
‫ن سبه اللك ال ق ال بي ال يه واذا تأ مل الن سان حاله من مبدأ كو نه نط فة ال ح ي كماله‬
‫واستوائه تبي له ان من عن به هذه العناية ونقله ال هذه الحوال وصرفه ف هذه الطوار ل‬
‫يليق به أن يهمله ويتركه سدى ل يأمر ول ينهاه ول يعرفه بقوقه عليه ول يثيبه ول يعاقبه‬
‫ولو تأمل العبد حق التأمل لكان كل ما يبصره وما ل يبصره التسليم له على التوحيد والنبوة‬
‫والعاد وأن القرآن كلمه وقد ذكرنا وجه الستدلل بذلك ف كتاب إيان القرآن عند قوله‬
‫فل أقسم با تبصرون ومال تبصرون إنه لقول‬
‫رسول كري وذكرنا طرفا من ذلك عند قوله وف أنفسكم أفل تبصرون وأن النسان دليل‬
‫نف سه على وجود خال قه وتوحيده و صدق ر سله وإثبات صفات كماله ف قد بان بان الض يع‬
‫مغرور على التقدير ين تقد ير ت صديقه ويقي نه وتقد ير تكذي به وش كه فان قلت ك يف يت مع‬
‫التصديق الازم الذى ل شك فيه بالعاد والنة والنار ويتخلف العمل وهل ف الطباع البشرية‬
‫ان يعلم الع بد ا نه مطلوب غدا ال ب ي يدي ب عض اللوك ليعاق به أ شد عقو بة أو يكر مه أ ت‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كرامة ويبيت ساهيا غافل ل يتذكر موقفه بي يدي اللك ول يستعد له ول يأخذ له أهبة قيل‬
‫هذا لع مر ال سؤال صحيح وارد على أك ثر هذا اللق واجتماع هذ ين المر ين من أع جب‬
‫الشياء وهذا التخلف له عدة أسباب أحدها ضعف العلم ونقصان اليقي ومن ظن أن العلم ل‬
‫يتفاوت فقوله من أف سد القوال وأبطل ها و قد سأل ابراه يم الل يل ر به أن ير يه أحياء الو ت‬
‫عيا نا ب عد عل مه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأني نة وي صي العلوم غي با شهادة و قد روى‬
‫أح د ف م سنده عن ال نب ‪ a‬ا نه قال ل يس ال ب كالعا ين فاذا اجت مع ال ض عف العلم عدم‬
‫استحضاره أو غيبته عن القلب كثيا من أوقاته أو أكثرها لشتغاله با يضاده وانضم ال ذلك‬
‫تقاضي الطبع وغلبات الوي واستيلء الشهوة وتسويل النفس وغرور‬
‫الشيطان وا ستبطاء الو عد وطول ال مل ورقدة الغفلة و حب العاجلة ور خص التأو يل والف‬
‫العوائد فهناك ل ي سك اليان ف القلب ال الذي ي سك السضموات والرض أن تزول وبذا‬
‫ال سبب يتفاوت الناس ف اليان والعمال ح ت ينت هي ال أد ن مثقال ذرة ف القلب وجاع‬
‫هذه ال سباب ير جع ال ض عف الب صية وال صب ولذا مدح ال سبحانه أ هل ال صب واليق ي‬
‫وجعلهم أئمة ف الدين فقال تعال وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لا‬
‫صبوا وكانوا بآياتنا يوقنون‬
‫فصل‬
‫و قد تبي الفرق ب ي ح سن ال ظن والغرور وان ح سن ال ظن ان ح ل على الع مل و حث عل يه‬
‫وساعده وساق اليه فهو صحيح وان دعا ال البطالة والنماك ف العاصي فهو غرور وحسن‬
‫الظضن هضو الرجاء فمضن كان رجاؤه جاذبضا له على الطاعضة زاجرا له عضن العصضية فهضو رجاء‬
‫صحيح ومن كانت بطال ته رجاء ورجاؤه بطالة وتفريطا فهو الغرور ولو أن رجل كانت له‬
‫أرض يؤمل أن يعود عليه من مغلها ما ينفعه فاهلها ول يبذرها ول يرثها وأحسن ظنه بأنه‬
‫يأ تى من مغل ها ما يأ ت من غ ي حرث وبذر و سقي وتعا هد الرض لعده الناس من أ سفه‬
‫السفهاء وكذلك لو حسن ظنه وقوى رجاءه بانه ييئه ولد من غي جاع أو يصي أعلم أهل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫زمانه من غي طلب العلم وحرص تام عليه وأمثال ذلك فكذلك من حسن ظنه وقوى رجاؤه‬
‫ف الفوز بالدرجات العلي والنع يم القيم من غ ي طا عة ول تقرب ال ال تعال بأمتثال أوامره‬
‫واجتناب نواهيه وبال التوفيق وقد قال ال تعال أن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا ف‬
‫سبيل ال أولئك يرجون رح ة ال فتأ مل ك يف ج عل رجاء هم باتيان م بذه الطاعات وقال‬
‫الغترون ان الفرط ي الضيع ي لقوق ال العطل ي لوامره الباغ ي على عباده التجزئ ي على‬
‫مارمه أولئك يرجون رحة ال وسر السئلة ان‬
‫الرجاء وحسن الظن إنا يكون مع التيان بالسباب الت اقتضتها ولكمل ال ف شرعه وقدره‬
‫وثوابه وكرامته فيأت العبد با ث يسن ظنه بربه ويرجوه أن ليكله إليها وأن يعلها موصلة‬
‫ال ما ينفعه ويصرف ما يعرضها ويبطل أثرها‬

‫الواب الكاف ‪6‬‬


‫فصل‬
‫و من عقوبات ا ان ا ت صرف القلب عن صحته وا ستقامته ال مر ضه وانرا فه فل يزال مري ضا‬
‫معلول ل ينتفع بالغذية الت با حياته وصلحه تأثي الذنوب ف القلوب كتأثي المراض بل‬
‫الذنوب أمراض القلوب ودائ ها ولدواء ل ا ال ترك ها و قد أج ع ال سائرون ال ال أن القلوب‬
‫ل تع طي منا ها ح ت ت صل ال مول ها ول ت صل ال مول ها ح ت تكون صحيحة سليمة ول‬
‫تكون صحيحة سليمة ح ت ينقلب داؤ ها فت صي ن فس دوائ ها ول ي صح ل ا ذلك ال بخال فة‬
‫هوا ها وهوا ها مرض ها وشفاؤ ها مالف ته فان ا ستحكم أو كاد وك ما أن من ن ى نف سه عن‬
‫الوى كا نت ال نة مأواه كذلك يكون قل به ف هذه الدار ف ج نة عاجلة ليش به نع يم أهل ها‬
‫نعيم البتة بل التفاوت الذي بي النعيمي كالتفاوت الذى بي نعيم الدنيا والخرة وهذا أمر‬
‫لي صدق به ال من با شر قل به هذا وهذا ول ت سب ان قوله تعال إن البرار ل في نع يم وإن‬
‫الفجار ل في جح يم مق صور على نع يم الخرة وجحيم ها ف قط بل ف دور هم الثل ثة كذلك‬
‫وان دار الدنيا ودار البزخ ودار القرار فهؤلء ف نعيم‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهؤلء ف جحيم وهل النعيم إل نعيم القلب وهل العذاب إل عذاب القلب وأي عذاب أشد‬
‫مضن الوف والمض والزن وضيضق الصضدر وإعراضضه عضن ال والدار الخرة وتعلقضه بغيض ال‬
‫وانقطاعه عن ال بكل واد منه شعبة وكل شيء تعلق به وأحبه من دون ال فانه يسومه سوء‬
‫العذاب ف كل من أ حب شيئا غ ي ال عذب به ثلث مرات ف هذه الدار ف هو يعذب به ق بل‬
‫ح صوله ح ت ي صل فاذا ح صل عذب به حال ح صوله بالوف من سلبه وفوا ته والتغ يص‬
‫والتنكيد عليه وأنواع العارضات فاذا سلبه اشتد عذابه عليه فهذه ثلثة أنواع من العذاب ف‬
‫هذه الدار وأما ف البزخ فعذاب يقارنه أل الفراق الذي ليرجي عوده وأل فوات ما فاته من‬
‫النعيم العظيم باشتغاله بضده وأل الجاب عن ال وأل السرة الت تقطع الكباد فالم والغم‬
‫وال سرة والزن تع مل ف نفو سهم نظ ي ما تع مل الوام والديدان ف أبدان م بل عمل ها ف‬
‫النفوس دائم مستمر حت بردها ال ال أجسادها فحينئذ ينتقل العذاب ال نوع هو أدهى وأمر‬
‫فأين هذا من نعيم من يرفص قلبه طربا‬
‫وفرحا وأنسا بربه واشتياقا اليه وارتياحا ببه وطمأنينة بذكره حت يقول بعضهم ف حال نزعه‬
‫واطرباء ويقول الخر ان كان أهل النة ف مثل هذا الال انم لفي عيش طيب ويقول الخر‬
‫مساكي أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها وما ذاقوا أطيب ما فيها ويقول‬
‫الخر لو علم اللوك أبناءاللوك ما نن فيه لالدونا عليه بالسيوف ويقول الخران ف الدنيا‬
‫جنة من ل يدخلها ل يدخل جنة الخرة فيامن باع‬
‫حظه الغال بأبس الثمن وغب كل الغب ف هذا العقد وهو يرى انه قد غب اذا ل يكن لك‬
‫خبة بقيمة السلعة فاسئل القومي فياعجبا من بضاعة معك ال مشتريها وثنها جنة الأوي‬
‫وال سفي الذي جرى على يده ع قد التبا يع وض من الث من عن الشتري هو الر سول صلى ال‬
‫عليه وسلم وقد بعتها بغاية الوان اذا كان هذا فعل عبد نفسه * فمن ذاله من بعده ذلك يكرم‬
‫ومن يهن ال فماله من مكرم إن ال يفعل ما يشاء‬
‫فصل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ومن عقوباتا انا تعمي بصر القلب وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتجب مواد الداية وقد‬
‫قال مالك للشاف عي رحه ما ال تعال ل ا اجت مع به ورأى تلك الخا يل إ ن أرى ال تعال قد‬
‫أل قى على قل بك نورا فل تطفئه بظل مه الع صية وليزال هذا النور يض عف ويضم حل وظلم‬
‫العصية يقوى حت يصي القلب ف مثل الليل البهيم فكم من مهلك يسقط فيه وهو ل يبصر‬
‫كأعمى خرج بالليل ف طريق ذات مهالك ومعاطب فياعزة السلمة وياسرة العطب ث تقوى‬
‫تلك الظلمات وتفيض من القلب ال الوارح فيغشى الوجه منها سواد بسب قوتا وتزايدها‬
‫فاذا كانت عند الوت ظهرت ف البزخ فامتل القب ظلمة كما قال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ان هذه القبور متلئة على أهلهضا ظلمضة وإن ال ينورهضا بصضلت عليهضم فاذا كان يوم العاد‬
‫وح شر العباد وعلت الظل مة الوجوه علوا ظاهرا يراه كل أ حد ح ت ي صي الو جه أ سود م ثل‬
‫المعه فيالا من عقوبة ل توازن لذات الدنيا بأجعها من أولا ال آخرها فكيف يقسط العبد‬
‫النغص النكد التعب ف زمن انا هوساعة من حلم وال الستعان‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا انا تصغر النفس وتقمعها وتدسيها وتقرها حت تصي أصغر كل شيء وأحقره‬
‫كما ان الطاعة تنمها وتزكيها وتكبها قال تعال قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها‬
‫والع ن قد أفلح من كب ها وأعل ها بطا عة ال وأظهر ها و قد خ سر من أخفا ها وحقر ها‬
‫و صغرها بع صية ال وأ صل التد سية الخفاء م نه قوله تعال يد سه ف التراب فالعا صي يدس‬
‫نفسه ف العصية ويفي مكانا ويتوارى من اللق من سوء ما يأت به قد انقمع عند نفسه‬
‫وانقمع عند ال وانقمع عند اللق فالطاعة والب تكب النفس وتعزها وتعليها حت تصي أشرف‬
‫شيء وأكبه وأزكاء وأعله ومع ذلك فهي أذل شيء وأحقره وأصغره ل تعال وبذا الذل‬
‫ح صل ل ا هذا ال عز والشرف والن مو ف ما صغر الن فس م ثل مع صية ال و ما كب ها وشرف ها‬
‫ورفعها مثل طاعة ال‬
‫فصل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ومن عقوباتا أن العاصي دائما شيطانه وسجن شهواته وقيود هواه فهو أسي مسجون مقيد‬
‫ول أسي أسوء حال من أسي من أسي أسره أعدى عدوله ول سجن أضيق من سجن الوى‬
‫ول قيد أصعب من قيد الشهوة فكيف يسي ال ال والدار الخرة قلب ماسور مسجون مقيد‬
‫وكيف يطو خطوة واحدة وإذا تقيد القلب طرقته الفات من كل جانب بسب قيوده ومثل‬
‫القلب الطائر كلما عل بعد عن الفات وكلما نزل استوحشه الفات وف الديث الشيطان‬
‫ذئب النسان وكما أن الشاة الت ل حافظ لا وهي بي الذئاب سريعة العطب فكذا العبد إذا‬
‫ل يكن عليه حافظ من ال فذئبه مفترسه ول بد وإنا يكون عليه حافظ من ال بالتقوى فهي‬
‫وقاية وجنة حصينة بينه وبي ذئبه كما هي وقاية بينه وبي عقوبات الدنيا والخرة وكلما‬
‫كانت الشاة أقرب من الراعى كانت أسلم من الذئب وكلما بعدت عن الراعي كانت أقرب‬
‫ال اللك فاح ي ما تكون الشاة إذا قر بت من الرا عى وإن ا يأ خذ الذئب القا صي من الغ نم‬
‫وهي أبعدهن من الراعي وأصل هذا كله إن القلب كلما كان أبعد من ال كانت الفات اليه‬
‫أسرع وكلما كان أقرب من ال بعدت عنه الفات والبعد من ال‬
‫مراتب بعضها أشد من بعض فالغفلة تبعد العبد عن ال وب عد الع صية أعظم من بعد الغفلة‬
‫وبعد البدعة أعظم من بعد العصية وبعد النفاق والشرك أعظم من ذلك كله‬
‫فصل‬
‫و من عقوبات ا سقوط الاه والنلة والكرا مة ع ند ال وع ند خل قه فان أكرم اللق ع ند ال‬
‫أتقا هم وأقرب م م نه منلة أطوع هم له وعلى قدر طا عة الع بد تكون له منلة عنده فاذا ع صاه‬
‫وخالف امره سقط من عي نه فا سقطه من قلوب عباده وإذا ل ي بق له جاه ع ند اللق وهان‬
‫عليهم حسب ذلك فعاش بينهم أسوء عيش خال الذكر ساقط القدر زرى الال لحرمة له‬
‫فل فرح له ولسضرور فان خول الذكضر وسضقوط القدر والاه معضه كضل غضم وهضم وحزن‬
‫ولسرور معه ولفرح وأين هذا الل من لذة العصية لول سكر الشهوة ومن أعظم‬
‫ن عم الع بد أن ير فع له ب ي العال ي ذكره ويعلى قدره ولذا خص أ نبياءه ور سله من ذلك ب ا‬
‫ليس لغيهم كما قال تعال وأذكر عبادنا ابراهيم وأسحاق ويعقوب أول اليدي والبصار أنا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أخلصنا هم بالصة ذكر الدار أي خصصناهم بصيصة وهو الذكر الميل الذي يذكرون به‬
‫ف هذه الدار وهو لسان الصدق الذي سأله ابراهيم الليل عليه الصلة والسلم حيث قال‬
‫واجعل ل لسان صدق ف الخرين وقال سبحانه وتعال عنه وعن نبيه ووهبنا لم من رحتنا‬
‫وجعلنا لم لسان صدق عليا وقال لنبيه صلى ال عليه وسلم ورفعنا لك ذكرك فاتباع الرسل‬
‫لم نصيب من ذلك بسب مياثهم من طاعتهم ومتابعتهم وكل من خالفهم فانه من ذلك‬
‫بسب مالفتهم ومعصيتهم‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا انا تسلب صاحبها أساء الدح والشرف وتكسوه أساء الذم والصغار فتسلبه‬
‫اسم الؤمن والب والحسن والنقي والطيع والنيب والول والورع والصلح والعابد والائف‬
‫والواب والطيب والرضى ونوها وتكسوه اسم الفاجر والعاصى والخالف والسىء والفسد‬
‫والبضيث والسضخوط والزانض والسضارق والقاتضل والكاذب والائن واللوطضي والغادر وقاطضع‬
‫الرحم وأمثالا فهذه أساء الفسوق وبئس السم الفسوق بعد اليان الت توجب غضب الديان‬
‫ودخول النيان وعيضش الزى والوان وتلك أسضاء توجضب رضاء الرحان ودخول النان‬
‫وتوجضب شرف السضمي باض على سضائر أنواع النسضان فلو ل يكضن فض عقوبضة العصضية ال‬
‫إ ستحقاق تلك ال ساء وموجبات ا لكان ف الع قل ناه عن ها ولو ل ي كن ف ثواب الطا عة ال‬
‫الفوز بتلك الساء وموجباتا لكان ف العقل أمر با ولكن ل مانع لا أعطي ال ول معطى لا‬
‫م نع ول مقرب ل ن با عد ول مب عد ل ن قرب و من ي هن ال فماله من مكرم وإن ال يف عل ما‬
‫يشاء‬
‫فصل‬
‫و من عقوبات ا إن ا تؤ ثر بالا صة ف نق صان الع قل فل ت د عاقل ي أحده ا مط يع ل وال خر‬
‫عاص ال وعقل الطيع منهما أو فر وأكمل وفكره أصح ورأيه أمد والصواب قرينه ولذا تد‬
‫خطاب القرآن إن ا هو مضع أول اللباب والعقول كقوله فاتقون يا أول اللباب وقوله فاتقوا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ال ياأول اللباب وقوله ومضا يذكضر ال أولوا اللباب ونظائر ذلك كثية وكيضف يكون عاقل‬
‫وافر العقل من يعصي من هو ف قبضته وف داره وهو يعلم‬
‫إنه يراه ويشاهده فيعصيه وهو بعينه غي متوار عنه ويستعي مساخطه ويستدعي كل وقت‬
‫غضبه عليه ولعنته له وإبعاده من قربه وطرده عن بابه وإعراضه عنه وخذلنه له والتخليه بينه‬
‫وب ي نف سه وعدوه و سقوطه من عي نه وحرما نه وروح رضاه وح يه وقرة الع ي بقر به والفوز‬
‫بواره والن ظر ال وج هه ف زمرة أوليائه ال أضعاف أضعاف ذلك من كرا مة أ هل الطا عة‬
‫وأضعاف أضعاف ذلك من عقوبة أهل العصية فاي عقل لن آثر لذة ساعة أو يوم أو دهر ث‬
‫تنقضي كانا حلم ل يكن على هذا النعيم القيم والفوز العظيم بل هو سعادة الدنيا والخرة‬
‫ولول العقل الذي تقوم عليه به الجة لكان بنلة الجاني بل قد‬
‫يكون الجاني أحسن حال منه وأسلم عاقبة فهذا من هذا الوجه وأما ما تأثيها ف نقصان‬
‫العقل العيشي فلول الشتراك ف هذا النقصان لظهر لطيعنا نقصان عقل عاصينا ولكن الائحة‬
‫عامضة والنون فنون وياعجبضا لو صضحت العقول لعلمضت أن السضلم الذى يصضل بضه اللذة‬
‫والفرحة والسرور وطيب العيش إنا هو ف رضاء من النعم كله ف رضاه والل والعذاب كله‬
‫ف سخطه وغضبه ففي رضاه قرة العيون وسرور النفوس وحياة القلوب ولذة الرواح وطيب‬
‫الياة ولذة العيش وأطيب النعيم ما لو وزن منه مثقال ذرة بنعيم‬
‫الدنيا ل تف به بل إذا حصل للقلب من ذلك أيسر نصيب ل يرض بالدنيا وما فيها عوضا منه‬
‫ومع هذا فهو يتنعم بنصيبه من الدنيا أعظم من تنعم الترفي فيها وليشوب تنعمه بذلك الظ‬
‫اليسي ما يشوب تنعم الترفي من الموم والغموم والحزان والعارضات بل قد حصل له على‬
‫النعيمي وهو ينتظر نعيمي آخرين أعظم منهما وما يصل له ف خلل ذلك من اللم فالمر‬
‫ك ما قال سبحانه إن تكونوا تألون فان م يألون ك ما تألون وترجون من ال مال يرجون فل‬
‫إله إل ال ما أنقص عقل من باع الدر بالبعر والسك‬
‫بالرج يع ومراف قة الذ ين أن عم ال علي هم من ال نبيي وال صديقي والشهداء وال صالي براف قة‬
‫الذين غضب ال عليهم ولعنهم وأعدلم جهنم وساءت مصيا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬
‫ومن أعظم عقوباتا أنا توجب القطيعة بي العبد وبي ربه تبارك وتعال وإذا وقعت القطيعة‬
‫انقط عت ع نه أ سباب ال ي وات صلت به أ سباب الشرفاي فلح وأي رجاء وأي ع يش ل ن‬
‫انقطعت عنه أسباب الي وقطع ما بينه وبي وليه وموله الذي ل غن له عنه طرفة عي ول‬
‫بدل له منه ول عوض له عنه واتصلت به أسباب الشر ووصل ما بينه وبي أعلمكم عدوله‬
‫فتوله عدوه وتلي ع نه ول يه فل تعلم ن فس ما ف هذا النقطاع والت صال من أنواع اللم‬
‫وأنواع العذاب قال بعض السلف رأيت العبد ملقى بي ال سبحانه وبي‬
‫الشيطان فان أعرض ال عنضه توله الشيطان وإن توله ال ل يقدر عليضه الشيطان وقضد قال‬
‫تعال وإذ قلنا للملئكة اسجدوا الدم فسجدوا إل إبليس كان من علمن ففسق عن أمر ربه‬
‫أفتتخذونه وذريته أولياء من دون وهم لكم عدو بئس للظالي بدل يقول سبحانه لعباده أنا‬
‫أكرمت آباكم ورفعت قدره وفضلته على غيه فامرت ملئكت كلهم أن يسجدوا له تكريا‬
‫وتشريفا فاطاعون واب عدوي وعدوه فعصى أمري وخرج عن طاعت فكيف يسن بكم بعد‬
‫هذا أن تتخذو نه وذري ته أولياء من دو ن فتطيعو نه ف مع صيت وتوالو نه ف خلف مرضا تى‬
‫و هم أعدا عدول كم فوالي تم عدوي و قد أمرت كم بعادا ته و من ي بك أعلم كم اللك كان هو‬
‫وأعداؤه عنده سضواء فان الحبضة والطاعضة لتتضم إل بعادات أعلمكضم الطاع وموالت أوليائه‬
‫وأما ان توال أعلمكم اللك ث تدعي انك موال له فهذا مال هذا لو ل يكن عدو اللك عدوا‬
‫لكم فكيف إذا كان عدوكم على القيقة والعدواة الت بينكم وبينه أعظم من العداوة الت بي‬
‫الشاة وبي الذئب فكيف يليق بالعاقل أن يوال عدوه وعدو ول يه وموله الذي له سواه ونبه‬
‫سبحانه على قبح هذه الوالت بقوله وهم لكم عدو وكما نبه على قبحها بقوله تعال ففسق‬
‫عن أ مر ر به ف تبي أن عداو ته لربه وعداو ته ل نا كل منهما سبب يد عو ال معادا ته ف ما هذه‬
‫الوالت و ما هذا ال ستبدال بئس للظال ي بدل ويش به أن يكون ت ت هذا الطاب نوع من‬
‫العقاب نظي فا عجي با و هو ا ن عاد يت إبل يس إذ ل ي سجد لبي كم آدم مع ملئك ت فكا نت‬
‫معاداته لجلكم ث كان عاقبة هذه العادات أن عقدت بينكم وبينه عقدا الصالة‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬
‫ومن عقوباتا انا تحق بركة العمر وبركة الرزق وبركة العلم وبركة العمل وبركة الطاعة‬
‫وبالملة أنا تحق بركة الدين والدنيا فلتد أقل بركة ف عمره ودينه ودنياه من عصي ال‬
‫و ما م ت الب كة من الرض إل بعا صى اللق قال ال تعال ولو أن ا هل القرى آمنوا واتقوا‬
‫لفتحنضا عليهضم بركات مضن السضماء والرض وقال تعال وأن لو اسضتقاموا على الطريقضة‬
‫لسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه وأن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وف الديث أن روح‬
‫القدس نفث ف روعي أنه لن توت نفس حت تستكمل رزقها فاتقوا ال واجلوا ف الطلب‬
‫فإنه ل ينال ما عند ال ال بطاعته وإن ال جعل الروح والفرح ف الرضاء واليقي وجعل الم‬
‫ض ال إذا‬‫والزن فض الشضك والسضخط وقضد تقدم الثضر الذي ذكره أحدض فض كتاب الزهضد أن ا‬
‫رضيت باركت وليس لبكت نص وإذا غضبت لعنت ولعنت تدرك السابع من الولد وليست‬
‫سعة الرزق والعمل بكثرته ول طول العمر بكثرة الشهور والعوام ولكن سعة الرزق والعمر‬
‫بالبكة فيه وقد تقدم أن عمر العبد هو مدة حياته ولحياة لن أعرض عن ال واشتغل بغيه‬
‫بل فحياة البهائم خي من حياته فإن حياة النسان بياة قلبه وروحه ولحياة لقلبه إل بعرفة‬
‫فاطره ومب ته وعباد ته وحده أو النا بة ال يه والطماني نة بذكره وال نس بقر به و من ف قد هذه‬
‫الياة فقد الي كله ولو تعوض عنها با تعوض به الدنيا بل ليست الدنيا بأجعها عوضا عن‬
‫هذه الياة ف من كل ش يء يفوت الع بد عوض وإذا فا ته ال ل يعوض ع نه ش يء الب تة وك يف‬
‫يعوض الفق ي بالذات عن الغ ن بالذات والعا جز بالذات عن القادر بالذات وال يت عن ال ي‬
‫الذي ل‬
‫يوت والخلوق عن الالق و من ل وجود له فل ش يء له من ذا ته الب تة ع من غناء وحيا ته‬
‫وكماله ووجوده ورح ته من لوازم ذا ته وك يف يعوض من ل يلك مثقال ذرة ع من له ملك‬
‫السضموات والرض وإناض كانضت معصضية ال سضببا لحضق بركضة الرزق والجضل لن الشيطان‬
‫مو كل ب ا وبأ صحابا ف سلطانه علي هم وحوال ته على هذا الديون وأهله وأ صحابه و كل ش يء‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يتصل به الشيطان ويقارنه فبكته محوقة ولذا شرع ذكر إسم ال تعال عند الكل والشرب‬
‫واللبس والركوب والماع لا ف مقارنة إسم ال من البكة وذكر إسه يطرد‬
‫الشيطان فتحصل البكة ول معارض لا وكل شيء ل يكون ل فبكته منوعة فان الرب هو‬
‫الذي يبارك وحده والب كة كلها منه وكلما نسب اليه مبارك فكلمه مبارك ور سوله مبارك‬
‫وعبده الؤمن النافع للقه مبارك وبيته الرام مبارك وكنانته من أرضه وهى الشام أرض البكة‬
‫وصفها بالبكة ف ست آيات من كتابه فل مبارك ال هو وحده ول مبارك ال ما نسب اليه‬
‫أعن إل مبته وألوهيته ورضاه وإل فالكون كله منسوب إل ربوبيته وخلقه وكلما باعده من‬
‫نفسه من العيان والقوال والعمال فل بركة فيه ول خي فيه وكلما كان منه قريبا من ذلك‬
‫ففيه من قدر قربه منه وضد البكة اللعنة فأرض لعنها ال أو شخ لعنه ال أو عمل لعنه ال‬
‫أبعد شيء من الي والبكة وكلما اتصل بذلك وارتبط به وكان منه بسبيل فل بركة فيه البتة‬
‫وقد لعن عدوه إبليس وجعله أبعد خلقه منه فكل ما كان من جهته فله من لعنة ال بقدر قربه‬
‫منه وإتصاله فمن ههنا كان للمعاصي أعظم تأثي ف مق بركة العمر والرزق والعلم والعمل‬
‫ف كل و قت ع صيت ال ف يه أو مال ع صى ال به أو بدن أو جاه أو علم أو ع مل ف هو على‬
‫صاحبه ليس له فليس له من عمره وماله وقوته وجاهه وعلمه وعمله ال ما أطاع ال به ولذا‬
‫من الناس من يع يش ف هذه الدار مائة سنة أو نو ها ويكون عمره ليبلغ عشر ين سنة أو‬
‫نو ها ك ما أن من هم من يلك القناط ي القنطرة من الذ هب والف ضة ف القي قة ل يبلغ ألف‬
‫در هم أو نو ها وهكذا الاه والعلم و ف الترمذي ع نه صلى ال عل يه و سلم الدن يا ملعو نة‬
‫ملعون ما فيها إل ذكر ال عز وجل وما واله أو عال أو متعلم وف آثر آخر ملعونة ما فيها‬
‫ال ما كان ل هذا هو الذي فيه البكة خاصة وال الستعان‬
‫فصل‬
‫و من عقوبات ا أن ا ت عل صاحبها من ال سفلة ب عد ان كان مهيئا لن يكون من العل ية فان ال‬
‫خلق خل قه ق سمي عل ية و سفلة وج عل علي ي م ستقر العل ية وأ سفل سافلي م ستقر ال سفلة‬
‫وجعل أهل طاعته العليي ف الدنيا والخرة وأهل معصيته السفلي ف الدنيا والخرة كما‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جعل أهل طاعته أكرم خلقه عليه وأهل معصيته أهون خلفه عليه وجعل العزة لؤلء والذلة‬
‫والصغار لؤلء كما ف مسند أحد من حديث عبد ال بن عمر عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫أنه قال جعلت الذلة والصغار على من خالف أمرى وكلما عمل العبد معصية نزل ال أسفل‬
‫درجة ول يزال ف نزول حت يكون من السفلي وكلما عمل طاعة ارتفع با درجة ول يزال‬
‫ف ارتفاع حت يكون من العليي وقد يمتع للعبد ف أيام حياته الصعود من وجه والنول‬
‫من وجه وأيهما كان أغلب عليه كان من أهله فليس من صعد مائة درجة ونزل درجة واحدة‬
‫كمن كان بالعكس ولكن يعرض ههنا للنفوس غلط عظيم وهو أن العبد قد ينل نزول بعيدا‬
‫أب عد م ا ب ي الشرق والغرب وم ا ب ي ال سماء والرض ول يف يء ب صعوده ألف در جة بذا‬
‫النول الواحد كما ف الصحيح عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال إن العبد ليتكلم بالكلمة‬
‫الواحدة ول يل قى ل ا بال يهوى ب ا ف النار أب عد م ا ب ي الشرق والغرب فأي صعود يوازن‬
‫هذه النلة والنول أمضر لزم للنسضان ولكضن مضن الناس مضن يكون نزوله ال غفلة فهذا متض‬
‫استيقظ من عفلته عاد ال درجته أو ال أرفع منها بسب يقظته ومنهم من يكون نزوله ال‬
‫مباح لينوى به ال ستعانة على الطا عة فهذا اذا ر جع ال الطا عة قد يعود ال درج ته و قد ل‬
‫يصل اليها وقد يرتفع عنها فانه قد يعود أعلي هة ما كان وقد يكون اضعف هة وقد تعود‬
‫هته كما كانت ومنهم من يكون نزوله ال معصية إما صغية أو كبية فهذا يتاج ف عوده‬
‫ال درجته ال توبة نصوح وانابه صادقة واختلف الناس الشياطي يعود بعد التوبة ال درجته‬
‫الت كان في ها بناء على أن التوبة تحو أثر الذنب وتعل وجوده كعد مه فكا نه ل يكن أول‬
‫يعود بناء على أن التوبة تأثيها ف إسقاط العقوبة وأما الدرجة الت فاتته فانه ليصل اليها قالوا‬
‫وتقرير ذلك انه كان مستعدا باشتغاله بالطاعة ف الزمن الذى عصى فيه لصعود آخر وارتفاعه‬
‫بملة أعماله السابقة بنلة كسب الرجل كل يوم الذي يلكه وكلما تضاعف الال تضاعف‬
‫الربح فقد راح عليه ف زمن العصية ارتفاع وربح بملة أعماله فاذا استأنف العمل استأنف‬
‫صعودا من نزول وكان ق بل ذلك صاعدا من أ سفل ال اعلى وبينهما بون عظيم قالوا وم ثل‬
‫ذلك رجلن مرتقيان ف سليمن ل نا ية ل ما وه ا سواء فنل أحده ا ال أ سفل ولو در جة‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واحدة ث ا ستأنف ال صعود فإن الذي ل ينل يعلو عل يه ول بد وح كم ش يخ ا بن تيم ية ب ي‬


‫الطائفتي حكما مقبول فقال التحقيق ان من التائبي من يعود ال أرفع من درجته ومنهم من‬
‫يعود ال من مثل درجته ومنهم من ل يصل ال درجته‬
‫ومنهم من يعود ال درجته قلت وهذا بسب قدر التوبة وكما لا وما أحدثت العصية للعبد‬
‫من الذل والضوع والنا بة والذر والوف من ال والبكاء من خش ية ال و قد تقوى على‬
‫هذه المور حت يعود التائب ال زرفع من درجته ويصي بعد التوبة خيا منه قبل الطيئة فهذا‬
‫قد تكون الطيئة ف ح قه رح ة فان ا ل م ع نه داء الع جب وخل صته من ثق ته بنف سه وأعماله‬
‫ووض عت خد ضراع ته وذله وإنك ساره على عت بة باب سيده وموله وعرف ته قدره واشهد ته‬
‫فقره وضرور ته ال ح فظ سيده له وموله وعرف ته قدره واشتهد ته فقره وضرور ته ال ح فظ‬
‫سيده له وموله يبك عفوه عنه ومغفرته له وأخرجت من قلبه صولة الطاعة وكسرت أنفه‬
‫من أن يشمخ با أو يتكب با أو يرى نفسه با خيا من غيه وأوقفته بي يدي ربه موقف‬
‫الطائي الذنبي ناكس الرأس بي يدي ربه مستحيا خائفا منه وجل متقرا لطاعته مستعظما‬
‫لعصيته عرف نفسه بالنقص والذم وربه متفرد بالكمال والمد والوف كما قيل‬
‫استأثر ال بالوف وبالمد * وول اللمة الرجل‬
‫فصل‬
‫فاي نعمة وصلت من ال اليه استكثرها على نفسه ورأى نفسه دونا ول يرها أهل لا وأي‬
‫نقمة أو بلية وصلت اليه رأي نفسه أهل لا هو أكب منها ورأى موله قد أحسن اليه إذ ل‬
‫يعاقبه على قدر جرمه ولشطره ول أدن جزء منه فان ما يستحقه من العقوبة لتمله البال‬
‫الراسيات فضل عن هذا العبد الضعيف العاجز فان الذنب وان صغر فان مقابله العظيم الذى‬
‫لشيء أعظم منه الكبي الذي لشيء أكب منه الليل الذى ل أجل منه ول أجل النعم بميع‬
‫أنواع النعم دقيقها وجليلها من أقبح المور وافظعها‬
‫واشنع ها فان مقابلة العظماء والجلء و سادات الناس ب ثل ذلك ي ستقبحه كل أ حد مؤ من‬
‫وكا فر وأرذل الناس وا سقطهم مرؤة من قابل هم بالرذائل فك يف بعظ يم ال سموات والرض‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وملك السموات والرض وإله أهل السموات والرض ولول أن رحته سبقت غضبه ومغفرته‬
‫سبقب عقوبته وال لتزلزلت الرض بن قابله بال تليق مقابلته به ولول حلمه ومغفرته لزالت‬
‫السضموات والرض مضن معاصضي العباد قال تعال ان ال يسضك السضموات والرض أن تزول‬
‫ولئن زال تا إن أم سكهما من أ حد من بعده إ نه كان حلي ما غفورا فتأ مل خ تم ! هذه ال ية‬
‫بأسي من أسائه وها الليم والغفور كيف تد تت ذلك انه لول حلمه عن الناة ومغفرته‬
‫للع صاة ل ا ا ستقرت ال سموات والرض و قد أ خب سبحانه عن ك فر ب عض عباده أ نه تكاد‬
‫ال سموات يتفطرن م نه وتن شق الرض وت ر البال هذا و قد أخرج ال سبحانه البو ين من‬
‫النة بذنب واحد ارتكباه وخالفا فيه نيه ولعن إبليس وطرده وأخرجه من ملكوت السموات‬
‫بذنب واحد ارتكبه وخالف فيه أمره ونن معاشرا المقاء كما قيل‬
‫نصل الذنوب ال الذنوب ونرتى * درج النان لذي النعيم الالد‬
‫ولقد علمنا أخرج البوين من * ملكوتا العلى بذنب واحد‬
‫والقصود أن العبد قد يكون بعد التوبة خيا ما كان قبل الطيئة وأرفع درجة وقد تضعف‬
‫الطيئة هته وتوهن عزمه وترض قلبه فل يقوى ذو التوبة على إعادته ال الصحة الول فل‬
‫يعود ال درج ته و قد يزول الرض الجاش عي تعود ال صحة ك ما كا نت ويعود ال م ثل عمله‬
‫فيعود ال درج ته هذا كله إذا كان نزوله ال مع صيته فان كان نزوله ال أ مر يقدح ف أ صل‬
‫إيانه مثل الشكوك والريب والنفاق فذاك نزول ل يرجى لصاحبه صعود ال بتجديد إسلمه‬
‫من رأسه‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا أنا تتريء على العبد ما ل يكن يتريء عليه من أصناف الخلوقات فتجتري‬
‫عليه الشياطي بالذي والغواء والوسوسة والتخويف والتعزيز وإنسانه ما مصلحته ف ذكره‬
‫ومضربضه فض نسضيانه فتجترىء عليضه الشياطيض حتض تؤزه ال معصضية ال أزا وتترىء عليضه‬
‫شياط ي ال نس ب ا تقدر عل يه من الذى ف غيب ته وحضوره وتترىء أهله وخد مه وأولده‬
‫وجيا نه ح ت اليوان البه يم قال ب عض ال سلف ا ن لع صي ال فاعرف ذلك ف خلق امري‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وداب ت وكذلك تترى عل يه نف سه فتأ سد عل يه وت صعب عل يه فلو أراد ها ل ي ل تطاو عه ول‬


‫تن قد له وت سوقه ال ما ف يه هل كه شاء أم أ ب وذلك لن الطا عة ح صن الرب تبارك وتعال‬
‫الذى من دخله كان من المني فاذا فارق الصن اجترىء عليه قطاع السلم وغيهم وعلى‬
‫حسب اجترائه على معاصى ال يكون اجتراء هذه الفات والنفوس عليه وليس شيء يرد عنه‬
‫فان ذكر ال وطاعته وال صدقة وإرشاد الاهل وال مر بالعروف والنهى عن النكر وقاية ترد‬
‫عضن العبضد بنلة القوة التض ترد الرض وتقاومضه فاذا سضقطت القوة غلب وارد الرض وكان‬
‫اللك ول بد للعبد من شيء يرد عنه فان موجب السيئات والسنات يتدافع ويكون الكم‬
‫للغالب كما تقدم وكلما قوى جانب السنات كان الرد أقوي كما تقدم فان ال يدافع عن‬
‫الذين آمنوا واليان قول وعمل فيحسب قوة اليان تكون قوة الدفع وال الستعان‬

‫الواب الكاف ‪7‬‬


‫فصل‬
‫ومن عقوباتا أنا تون العبد أحوج ما يكون ال نفسه فأن كل أحد متاج ال معرفة ما ينفعه‬
‫وما يضره ف معاشه ومعاده وأعلم الناس أعرفهم بذلك على التفصيل وأقواهم وأكيسهم من‬
‫قوى على نف سه وإراد ته فا ستعملها في ما ينف عه وكف ها ع ما يضره و ف ذلك تفاوت معارف‬
‫الناس وهمهم ومنازلم فاعرفهم من كان عارفا باسباب السعادة والشقاوة وأرشدهم من آثر‬
‫هذه على هذه ك ما ان أ سفههم من ع كس ال مر والعا صي تون الع بد أحوج ما كان ال‬
‫نفسضه فض تصضيل هذا العلم وإيثار الظض الشرف العال الدائم على الظض السضيس الدنض‬
‫النقطضع فتحجبضه الذنوب عضن كمال هذا العلم ومضن الشتغال باض هضو أول بضه وأنفضع له فض‬
‫الدار ين فاذا و قع مكروه واحتاج ال التخلص م نه خا نه قل به ونف سه وجوار حه وكان بنلة‬
‫رجل معه سيف قد غشيه الرب ولزم قرابه الجاشعي ل ينجذب مع صاحبه اذا جذبه فعرض‬
‫له عدو يريضد قتله فوضضع يده على قائم سضيفه واجتهضد ليخرجضه فلم يرج معضه فدههض العدو‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وظفر به كذلك القلب يصدىء بالذنوب ويصي مثخنا بالرض فاذا احتاج العدو ل يد معه‬
‫منه شيئا والعبد انا يارب ويصاول ويقدم بقلبه والوارح‬
‫تبع للقلب فاذا ل يكن عند ملكها قوة يدفع به فما الظن با عند عدم ملكها وكذلك النفس‬
‫فاناض تبضث بالشهوات والعاصضي وتضعضف وانض النفضس الطمئنضة وإن كانضت المارة تقوى‬
‫وتتأ سد وكل ما قو يت هذه ضع فت هذه فب قى ال كم والت صرف للمارة ورب ا ما تت نف سه‬
‫الطمئنة موتا ليرجي معه حياة فهذا ميت ف الدنيا ميت ف البزخ غي حي ف الخرة حياة‬
‫ينتفع با بل حياته حياة يدرك با الل فقط والقصود أن العبد إذا وقع ف شدة أو كربة أوبلية‬
‫خا نه قل به ول سانه وجوار حه ع ما هو أن فع ش يء له فل ينجذب قل به للتو كل على ال تعال‬
‫والنابة اليه والمعية عليه والتضرع والتذلل والنكسار بي يديه ول يطاوعه لسانه لذكره‬
‫وان ذكره بلسانه ل يمع بي قلبه ولسانه فل ينحبس القلب على اللسان الجاشعي يؤثر فيه‬
‫الذكر ول ينحبس اللسان الذكور بل إن ذكر أو دعا ذكر بقلب غافل له ساه ولو أراد من‬
‫جوار حه أن تعي نه بطا عة تد فع ع نه ل تن قد له ول تطاو عه وهذا كله أ ثر الذنوب والعا صي‬
‫كمن له جند يدفع عنه العداء فاهل جنده‬
‫وضيعهم وأضعفهم وقطع أخبارهم ث أراد منهم عند هجوم العدو عليه أن يستفرغوا وسعهم‬
‫ف الدفع عنه بغي قوة هذا وث أمر أخوف من ذلك وأدهي وأمر وهو أن يونه قلبه ولسانه‬
‫عند الحتضار والنتقال ال ال تعال فربا تعذر عليه النطق بالشهادة كما شاهد الناس كثيا‬
‫من الحتضرين أصابم ذلك حت قيل لبعضهم قل ل إله إل ال فقال آه آه ل أستطيع أن أقولا‬
‫وقيل لخر قل ل إله إل ال فقال شاه رخ غلبنك ث قضى وقيل لخر قل ل إله إل ال فقال‬
‫يارب قائلة يوما وقد تعبت * أين السلم ال حام منجاب‬
‫ث قضى وقيل لخر قل ل إله إل ال فجعل يهذي بالغناء ويقول تاتا ننتنتا فقال وماينفعن ما‬
‫تقول ول أدع معصية ال ركبتها ث قضى ول يقلها وقيل لخر ذلك فقال وما يغن عن وما‬
‫أعلم ان صليت ل تعال صلة ث قضى ول يقلها وقيل لخر ذلك فقال هو كافر با تقول‬
‫وقضي وقيل ل خر ذلك فقال كلما أردت أن أقولا فلسان يسك عنها وأخبن من حضر‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بعض الشحاذين عند موته فج عل يقول ل فليس ل فليس حق قضي وأخبن بعض التجار‬
‫عضن قرابضة له انضه احتضضر وهضو عنده فجعلوا يلقنونضه ل إله إل ال وهضو يقول هذه القطعضة‬
‫رخي صة هذا مشتري ج يد هذه كذا ح ت ق ضي و سبحان ال كم شا هد الناس من هذا عبا‬
‫والذي يفي عليهم من أحوال الحتضرين أعظم وأعظم وإذا كان العبد ف حال حضور ذهنه‬
‫وقوته وكمال إدراكه قد تكن منه الشيطان واستعمله با يريده من العاصي وقد أغفل قلبه‬
‫عن ذكر ال تعال وعطل لسانه من ذكره وجوارحه عن طاعته فكيف الظن به عند سقوطه‬
‫قواه واشتغال قلبه ونفسه با هو فيه من أل النع وجع الشيطان له كل قوته وهته وحشد‬
‫عليه بميع ما يقدر عليه لينال منه فرضته فان ذلك آخر العمل فاقوي ما يكون عليه شيطانه‬
‫ذلك الوقت وأضعف ما يكون هو ف تلك الالة فمن تري ذلك فهناك يثبت ال الذين آمنوا‬
‫بالقول الثابت ف الياة الدنيا وف الخرة ويضل ال الظالي ويفعل ال ما يشاء فكيف يوفق‬
‫لسن الاتة من أغفل ال سبحانه قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرطا فبعيد من قلب‬
‫بع يد من ال تعال غا فل ع نه متع بد لواه م صي لشهوا ته ول سانه يا بس من ذكره وجوار حه‬
‫معطلة من طاع ته مشتغلة بع صية ال أن يو فق ل سن الات ة ول قد ق طع خوف الات ة ظهور‬
‫التقي وكأن السيئي الظالي قد أخذوا توقيعا باليان أم لكم أيان علينا بالغة ال يوم القيامة‬
‫ان لكم لا تكمون سلهم أيهم بذلك زعيم يا آمنا من قبيح الفعل يصنعه * الشياطي أتاك‬
‫تواقيع تلكه جعت شيئي أمثا واتباع هوى * هذا وإحداها ف الرء تلكه والحسنون على‬
‫درب الخاوف قد * ساروا وذلك درب لست تسلكه فرطت ف الزرع وقت البذر من سفه‬
‫* فك يف ع ند ح صاد الناس تدر كه هذا وأع جب شىء م نك زهدك ف * دار البقاء بع يش‬
‫سوف تتركه من السفيه اذا أم السمغبون * ف البيع غبنا سوف تدركه‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا أنا تعمي القلب فان تعمه أضعفت بصيته ول بد وقد تقدم بيان أنا تضعفه‬
‫ول بد فاذا ع مي القلب وض عف فا نه من معر فة الدى وقو ته على تنفيذه ف نف سه و ف غيه‬
‫الجاشعي تضعف بصيته وقوته فان كمال النسان مداره ف أصلي معرفة الق من الباطل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وإيثاره عليه وما تفاوتت منازل اللق عند ال تعال ف الدنيا والخرة ال بقدر تفاوت منازلم‬
‫ف هذين المرين وها اللذان أثن ال بما سبحانه على أنبيائه عليهم الصلة والسلم ف قوله‬
‫تعال واذكر عبادنا ابراهيم واسحق ويعقوب أول اليدي والبصار فاليدي القوة ف تنفيذ‬
‫الق والبصار البصائر ف الدين فوصفهم بكمال إدراك الق وكمال تنفيذه وانقسم الناس‬
‫ف هذا القام أرب عة أق سام فهؤلء أشرف الق سام من اللق وأكرم هم على ال تعال الق سم‬
‫الثا ن ع كس هؤلء من ل ب صية له ف الد ين ول قوة على تنف يذ ال ق و هم أك ثر هذا اللق‬
‫الذيضن رؤيتهضم قذي للعيون وحيض الرواح وسضقم القلوب يضيقون الديار ويغلون السضعار‬
‫ويستفارد من صحبتهم ال العار والشنار القسم الثالث من له بصية ف الدى ومعرفة به لكنه‬
‫ضعيف ل قوة له على تنفيذه ول الدعوة اليه وهذا حال الؤمن الضعيف والؤمن القوي خي‬
‫واحب ال ال منه القسم الرابع من له قوة وهة وعزية لكنه ضعيف البصية ف الدين ل يكاد‬
‫ي يز ب ي أولياء الرح ن من أولياء الرح ن الشيطان بل ي سب كل سوداء ترة و كل بيضاء‬
‫شحمة يسب الورم شحما والدواء النافع سا وليس ف هؤلء من يصلح للمامة ف الدين ول‬
‫هو موض عا ل ا سوي الق سم الول قال ال تعال وجعلنا هم أئ مة يهدون بأمر نا ل ا صبوا‬
‫وكانوا بآيات نا يوقنون فا خب سبحانه ان بال صب واليق ي نالوا الما مة ف الد ين وهؤلء هم‬
‫الذين استثناهم ال سبحانه من جلة الاسرين وأقسم بالعصر الذي هو زمن سعى الاسرين‬
‫والرائح ي على ان عدا هم ف هو من الا سرين فقال تعال والع صر إن الن سان ل في خ سر إل‬
‫الذين آمنوا وعملوا الصالات وتواصوا بالق وتواصوا بالصب فلم يكتف منهم بعرفة الق‬
‫والصب عليه حت يوصى بعضهم بعضا ويرشده اليه ويثه عليه فاذا كان من عدا هؤلء فهو‬
‫من الا سرين فمعلوم ان العا صي والذنوب تع مي ب صية القلب فل يدرك ال ق ك ما ينب غي‬
‫وتض عف قو ته وعزي ته فل ي صب عل يه بل قد تتوارد على القلب ح ت ينع كس إدرا كه ك ما‬
‫ينعكس سيه فيدرك الباطل حقا والق باطل والعروف منكرا والنكر معروفا‬
‫فينتكس ف سيه ويرجع عن سفره ال ال والدار الخرة ال سفره ال مستقر النفوس البطلة‬
‫الت رضيت بالياة الدنيا واطمأنت با وغفلت عن ال وآياته وتركت الستعداد للقائه ولو ل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي كن ف عقو بة الذنوب ال هذه وحد ها لكا نت كاف ية داع ية ال ترك ها والب عد من ها وال‬
‫ال ستعان وهذا ك ما ان الطا عة تنور القلب وتلوه وت صقله وتقو يه وتثب ته ح ت ي صي كالرآة‬
‫الجلوة ف جلئها وصفائها فيتمليء نورا فاذا دن‬
‫الشيطان منه أصابه من نور ما يصيب مسترق السمع من الشهب الثواقب فالشيطان راحم من‬
‫هذا القلب أ شد من فرق الذئب من ال سد ح ت ان صاحبه لي صرع الشيطان في خر صريعا‬
‫فيجتمع عليه الشياطي فيقول بعضهم لبعض ما أصابه أنسي وبه نظرة من النس فيا نظرة من‬
‫قلب حضر منور * يكاد لاض الشيطان بالنور يرق أفيسضتوي هذا القلب وقلب مظلم أرجاؤه‬
‫متلفة أهواؤه قد أتذه الشيطان وطنه وأعده مسكنه اذا تصبح بطلعته حياه وقال فديت من ل‬
‫يفلح ف دنياه ول ف اخراه انا قرينك ف الدنيا وف الشر بعدها * فانت قرين ل بكل مكان‬
‫فان كنت ف دار الشقاء فانن * وأنت جيعا ف شقا وهوان قال ال تعال ومن يعش عن ذكر‬
‫الرح ن الكرا هة له شيطا نا ف هو له قر ين وأن م لي صدونم عن ال سبيل وي سبون أن م مهتدون‬
‫حت إذا جاءنا قال ياليت بين وبينك بعد الشرقي فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذا ظلمتم‬
‫أن كم ف العذاب مشتركون فا خب سبحانه ان من ع شي عن ذكره و هو كتا به الذي ر سول‬
‫صلى ال عل يه و سلم وبارك ف يه فاعرض ع نه وع مى ع نه وغ شت ب صيته عن ف مه وتدبره‬
‫ومعر فة مراد ال م نه ق يض ال له شيطا نا عقو بة له ف إعرا ضه عن كتا به ف هو قري نه الذي ل‬
‫يفارقه ل ف القامة ول ف السي وموله وعشيه الذي هو‬
‫بئس الول وبئس العشي رضي عي لبان ثدي أن تقلما * بأسحم واج عوض ل يتفرق ث أ خب‬
‫سبحانه ان الشيطان ليصد قرينه ووليه عن سبيله الوصل اليه يبك جنته ويسب هذا الضال‬
‫ال ضل ال صدود أ نه على طر يق هدي ح ت اذا جاء القرينان يوم القيا مة يقول أحده ا لل خر‬
‫يال يت بي ن وبي نك ب عد الشرق ي فبئس القر ين ك نت ل ف الدن يا أضللت ن عن الدى ي عد إذ‬
‫جاءن وصددتن عن الق واغوايتن حت هلكت وبئس ل اليوم ولا كان الصاب إذا شاركه‬
‫غيه ف مصيبة حصل بالتأسي نوع تفيف وتسلية أخب ال سبحانه أن هذا غي موجود وغي‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حاصل ف حق الشتركي ف العذاب وأن القرين ل يد راحة ول أدن فرح بعذاب قرينه معه‬
‫وإن كانت الصائب ف الدنيا إذا عمت صارت مسلة كما قالت النساء‬
‫ف أخيها صخر‬
‫ولول كثرة الباكي حول * على إخوانم لقتلت نفسى‬
‫وما يبكون مثل أخى ولكن * أغري النفس عنه بانأسي‬
‫ال يا صخر ل أنساك حت * أفارق عيشت وورود رمسي‬
‫فمنع ال سبحانه هذا القدر من الراحة على أهل النار فقال ولن ينفعكم اليوم اذ ظلمتم أنكم‬
‫ف العذاب مشتركون‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا إنا مدد من النسان يد به عدوه عليه وحبش يقويه به على حربه وذلك أن ال‬
‫سبحانه ابتلى هذا النسان بعدو ل يفارقه طرفة عي صاحبه ينام ول ينام عنه ويغفل ول يغفل‬
‫عنه يراه هو وقبيله من حيث ل يراه يبذل جهده ف معاداته بكل حال ل يدع أمر يكيده به‬
‫يقدر على إي صاله ال يه ال أو صله وي ستعي عل يه بب ن جن سه من شياط ي ال نس وغي هم من‬
‫شياطي علمن وقد نصب له البائل وبغي له الغوائل ومد حوله الشراك ونصب له الفخاخ‬
‫والشباك وقال ل عوانضه دونكضم عدوكضم وعدو أبيكضم ل يفوتكضم ول يكون حظضه النضة‬
‫وحظ كم النار ون صيبه الرح ة ون صيبكم اللع نة و قد علم تم إن ما وعلي كم من الزي والل عن‬
‫والبعاد من رحة ال بسببه ومن أجله فابذلوا جهدكم أن يكونوا شركاءنا ف هذه البلية اذا‬
‫قد فات نا شركة صاليهم ف ال نة ولا علم سبحانه أن آدم وبنيه قد بلوا بذا العدو و سلطوا‬
‫علي هم أمد هم بع ساكر وج ند يلقون ب ا وأ مد عدو هم أي ضا ب ند وع ساكر يلقا هم به وأقام‬
‫سوق الهاد ف هذه الدار ف مدة الع مر ال ت هي بالضا فة ال الخرة كن فس وا حد من‬
‫أنفا سها واشترى من الؤمن ي أنف سهم وأموال م بأن ل م ال نة يقاتلون ف سبيل ال فيقتلون‬
‫ويقتلون وأ خب ان ذلك و عد مؤ كد عل يه ف أشرف كت به و هي التوارة والن يل والقرآن ث‬
‫أخب انه ل أوف بعهده منه سبحانه ث أمرهم أن يستبشروا بذه الصفة الت من أراد أن يعرف‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قدرها فلينظر ال الشتري من هو يبك الثمن البذول ف هذه السلعة يبك من جرى على يديه‬
‫هذا العقد فاي فوز أعظم من هذا وأي تارة أربح منه ث أكد سبحانه معهم هذا المر بقوله‬
‫ياأي ها الذ ين آمنوا الشياط ي أدل كم على تارة تنجي كم من عذاب ال يم تؤمنون بال ور سوله‬
‫وتاهدون ف سبيل ال بأموال كم وأنف سكم ذل كم خ ي ل كم إن كن تم تعلمون يغ فر ل كم‬
‫ذنوب كم ويدخل كم جنات تري من تت ها النار وم ساكن طي بة ف جنات عدن ذلك الفوز‬
‫العظيم وأخرى تبونا نصر من ال وفتح قريب وبشر الؤمني ول يسلط سبحانه هذا العدو‬
‫على عبده الؤ من الذي هو أ حب الخلوقات ال يه إل لن الهاد أ حب ش يء ال يه وأهله أر فع‬
‫اللق عنده درجات وأقربم اليه وسيلة فعقد سبحانه لواء هذا الرب للصة ملوقاته وهو‬
‫القلب الذي مل معرفته ومبته وعبوديته والخلص له والتوكل عليه والنابة اليه فوله أمر‬
‫هذا الرب وأيده بند من اللئكة ل يفارقونه له معقبات من بي يده ومن خلفه يفظونه من‬
‫أ مر ال يعقب بعضهم بع ضا كل ما جاء ج ند وذ هب جاء بدله آ خر يثبتو نه ويأمرو نه بالي‬
‫ويضونه عليه ويعدونه بكرامة ال ويصبونه ويقولون إنا هو صب ساعة وقد استرحت راحة‬
‫البد ث أيده سبحانه بند آخر من وحيه وكلمه فارسل إليه رسوله صلى ال عليه وسلم‬
‫وأنزل ال يه كتا به فازداد قوة إل قو ته ومددا ال مدده وعدة ال عد ته وأمده مع ذلك بالع قل‬
‫وزيرا له ومدبرا وبالعرفضة مشية عليضه ناصضحة له وباليان مثبتضا له ومؤيدا وناصضرا وباليقيض‬
‫كاشفا له عن حقيقة المر حت كأنه يعاين ما وعد ال تعال أولياءه وحزبه على جهاد أعدائه‬
‫فالعقل يدبر جيشه والعرفة تصنع له أمور الرب وأسبابا ومواضعها اللئفة با واليان يثبته‬
‫ويقويه ويصبه واليقي يقدم به ويمل به الملت الصادقة ث مد سبحانه القائم بذا الرب‬
‫بالقوى الظاهرة والباط نة فج عل الع ي طلي عة والذن صاحب خبة والل سان ترجا نه واليد ين‬
‫والرجليض أعوانضه وأقام ملئكتضه وحلة عرشضه يسضتغفرون له ويسضئلون له أن يقيضه السضيئات‬
‫ويدخله النات وتول سضبحانه الدفضع والدفاع عنضه بنفسضه وقال هؤلء حزب ال وحزب ال‬
‫هضم الفلحون وهؤلء جنده وإن جندنضا لمض الغالبون وعلم عباده كيفيضة هذا الرب والهاد‬
‫فجمع ها ل م ف أر بع كلمات فقال يا أي ها الذ ين آمنوا ا صبوا و صابروا ورابطوا واتقوا ال‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لعل كم تفلحون ول نص هذا ا مر الهاد ال بذه المور الرب عة فل نص ال صب ال ب صابره‬


‫العدو وهو مقاومته ومنازلته فاذا صابر عدوه احتاج ال أمر آخر وهي الرابطة وهي لزوم ثغر‬
‫القلب وحراسته لئل يدخل منه العدو ولزوم ثغر العي والذن واللسان والبطن واليد والرجل‬
‫فهذه الثغور يدخل منه العدو فيجوس خلل الديار ويفسد ما قدر‬
‫عل يه فالراب طة لزوم هذه الثغور ول يلى مكان ا في صادف العدو والث غر خال يا فيد خل من ها‬
‫فهؤلء أ صحاب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم خ ي اللق ب عد ال نبيي والر سلي صلى ال‬
‫عليه و سلم أجع ي وأع ظم حاية وحرا سة من الشيطان الرجيم وقد خلوا الكان الذي أمروا‬
‫بلزومه يوم أحد فدخل منه العدو فكان ما كان وإجاع هذه الثلثة وعمودها الذي تقوم به‬
‫هضو تقوى ال فل ينفضع الصضب ول الصضابرة ول الرابطضة ال بالتقوى ول تقوم التقوى سضاق‬
‫الصب فانظر الن فيك ال التقاء اليشي واصطدام العسكرين وكيف تداله مرة ويدال عليك‬
‫أخري أقبل ملك الكفرة بنوده وعساكره فوجد القلب ف حصنه جالسا على كرسي ملكته‬
‫أمره نافذ ف أعوانه وجنده قد حصنوا به يقاتلون عنه ويدافعون عن حوزته فلم يكنهم الجوم‬
‫عليه ال بخامرة بعض أمرائه وجنده عليه فسأل عن أخص الند به وأقربم منه منلة فقيل له‬
‫هي النفس فقال لعوانه أدخلوا عليها من مرادها وانظروا موقع مبتها وما هو مبوبا فعدوها‬
‫به ومنو ها اياه وانقشوا صورة الحبوب في ها ف يقظت ها ومنام ها فاذا اطمأ نت ال يه و سكنت‬
‫عنده فاطرحوا عليهضا كلليضب الشهوة وخطاطيفهضا ثض جروهضا باض اليكضم فاذا خامرة على‬
‫القلب وصارة معكم عليه ملكتم ثغر العي والذن واللسان والفم واليد والرجل فرابطوا على‬
‫هذا الثغور كضل الرابطضة فمتض دخلتضم منهضا ال القلب فهضو قتيضل أو أسضي أو جريضح مثخضن‬
‫بالراحات ول تلوا هذه الثغور ول تكنوا سرية تد خل منها ال القلب فتخرجكم منها وان‬
‫غلب تم فاجتهدوا ف إضعاف ال سرية ووهن ها ح ت لت صل ال القلب فان و صلت ال يه و صلت‬
‫ضعيفضة ل تغنض عنضه شيئا فاذا اسضتوليتم على هذه الثغور فامنعوا اثغضر العيض أن يكون نظره‬
‫إعتبارا بل أجعلوا نظره تفرحا واستحسانا وتلهيا فان استرق نظرة عبة فافسدوهم عليه بنظر‬
‫الغفلة والستحسان والشهوة فانه أقرب اليه وأعلق بنفسه وأخف عليه ودونكم ثغر العي فان‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫م نه تنالون بغيت كم فا ن ما أف سدت ب ن آدم بش يء م ثل الن ظر فا ن أبذر به ف القلب بذر‬


‫الشهوة ث أسقيه باء المنية ث ل أزال أعده وامنية حت أقوى عزيته وأقوده بزمام الشهوة إل‬
‫انلع من العصمة فل تملوا أمر هذا الثغر وأفسدوه بسب استطاعتكم وهو نوا عليه أمره‬
‫وقولوا له مقدار نظرة تدعوك ال تسبيح الالق والرازق البديع والتأمل والتجمل صفته وحسن‬
‫هذه الصورة الت إنا خلقت ليستدل با الناظر عليه وما خلق ال لك العيني سدي وما خلق‬
‫ال هذه ال صورة ليحجب ها عن الن ظر وإن ظ فر ت به قل يل العلم فا سد الع قل فقولوا له هذه‬
‫الصورة مظهر من مظاهر الق وملى من ماليه فادعوه ال القول بالتاد فإن فالقول باللول‬
‫العام والاص ول تقنعوا منه بدون ذلك فانه يصي به من إخوان النصارى فمروه حينئذ بالعفة‬
‫والصضيانة والعبادة والزهضد فض الدنيضا واصضطادوا عليضه الهال فهذا مضن أقرب خلفائي وأكضب‬
‫جندي بل أنا من جنده وأعوانه‬
‫فصل‬
‫ث أمنعوا ثغر الذن أن يدخل عليه مايفسد عليكم المر فاجتهدوا أن ل تدخلوا منه ال الباطل‬
‫فانضه خف يف على النفضس ت ستحليه وت ستملحه وتيوا له أعذاب اللفاظ وأسضحرها لللباب‬
‫أمزجوه با توي النفس مزجا وألقوا الكلمة فان رأيتم منه إصغاء اليها فزيدوه باخوانا فكلما‬
‫صادفهم صادقتم منه استحسان شيء فالجوا له بذكره وإياكم أن يدخل من هذا الثغر شىء‬
‫من كلم ال أو كلم ر سوله صلى ال عل يه و سلم أو كلم الن صحاء فان غلب تم على ذلك‬
‫ود خل شىء من ذلك فحولوا بي نه وب ي فه مه وتدبره والتف كر ف يه والع ظة به و إ ما بادخال‬
‫ضده عليه وإما بتهويل ذلك وتعظيمه وإن هذا أمر قد حيل بي النفوس وبينه فل سبيل لا اليه‬
‫وهو حل ثقيل عليها ل تستقل به ونو ذلك وإما بار خاصه على النفوس وأن الشتغال ينبغي‬
‫أن يكون ب ا هو أعلى ع ند الناس وأ عز علي هم وأغرب عند هم وزبو نه أك ثر وأ ما ال ق ف هو‬
‫مهجور والقائل به معرض نفسه للعدوان ول ينبغي والربح بي الناس أول باليثار ونو ذلك‬
‫فيدخلون الباطل عليه ف كل قالب يقبله ويف عليه ويرجون له الق ف كل قالب يكرهه‬
‫ويثقل عليه وإذا شئت أن تعرف ذلك فانظر ال إخوانم من شياطي النس كيف يرجون‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ال مر بالعروف يشركوا عن الن كر ف قالب كثرة الفضول وتت بع عثرات الناس والتعرض من‬
‫البلء ما ل يطيق وإلفاء الفت بي الناس ونو ذلك ويرجون إتباع السنة ووصف الرب تعال‬
‫ب ا و صف به نف سه وو صفه به ر سوله صلى ال عل يه و سلم ف قالب الت شبيه والتج سيم‬
‫والتكل يف وي سمون علوا ال على خلق خل قه وا ستوائه على عر شه ومباين ته لخلوقا ته تيزا‬
‫ويسمون نزوله ال ساء الدنيا وقوله من يسألن فاعطيه تركا وانتقال ويسمون ما وصف به‬
‫نفسه من اليد والوجه أمضاء وجوارح ويسمون ما يقوم به من أفعاله حوادث وما يقوم من‬
‫صفاته أعراضا ث يتوصلون ال نفي ما وصف به نفسه بذه المور ويوهون الغمار وضعفاء‬
‫البصائر أن إثبات الصفات الت نطق با كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم تستلزم‬
‫هذه المور ويرجون هذا التعطيضل فض قالب التنيضه والتعظيضم وأكثضر الناس ضعفاء العقول‬
‫يقبلون الش يء بل فظ ويردو نه بعي نه بل فظ آ خر قال ال تعال وكذلك جعل نا ل كل نب عدوا‬
‫شياطي النس والن يوحي بعضهم ال بعض زخرف القول غرور فسماه زخرفا وهو القول‬
‫البا طل لن صاحبه يزخر فه ويزي نه ما ا ستطاع ويلق يه ال سع الغرور فيغ تر به والق صود أن‬
‫الشيطان قد لزم ث غر الذن أن يد خل في ها ما ي ضر الع بد وي نع أن يد خل الي ها ما ينف عه وإن‬
‫دخله بغي اختياره أفسد عليه‬
‫فصل‬
‫ث يقول قوموا على ثغر اللسان فانه الثغر العظم وهو قبالة اللك فاجروا عليه من الكلم ما‬
‫يضره ول ينف عه وامنعوه أن يري عل يه ش يء م ا ينف عه من ذ كر ال وا ستغفاره وتلوة كتا به‬
‫ونصضيحته عباده او التكلم بالعلم النافضع ويكون لكضم فض هذا الثغضر أ ثر ان عظيمان ل تبالون‬
‫بايهما ظفرت أحدها التكلم بالباطل فانا التكلم بالباطل أخ من إخوانكم ومن أكب جندكم‬
‫وأعوانكم الثان السكوت عن الق فان الساكت عن الق أخ لكم أخرس كما أن الول أخ‬
‫لكم ناطق وربا كان الخ الثان أنفع إخوانكم لكم أما سعتم قول الناصح التكلم بالباطل‬
‫شيطان ناطق والساكت عن الق شيطان أخرس فالرباط الرباط على هذا الثغر أن يتكلم بق‬
‫أو يسك عن باطل وزينوا له التكلم بالباطل بكل طريق وخوفوه من التكلم بالق بكل طريق‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واعلموا يا بن ان ثغر اللسان هو الذي أهلك منه بنو آدم وأكبهم منه على مناخرهم ف النار‬
‫فكم ل من قتبل وأسي وجريح أخذته من هذا الثغر وأوصيكم بوصية فاحفظوا لينطق أحدكم‬
‫على ل سان أخ يه من ال نس بالكل مة ويكون ال خر على ل سان ال سامع فيبن طق با ستحسانا‬
‫وتعظيم ها والتع جب من ها ويطلب من أخ يه إعادت ا وكونوا أعوا نا على ال نس ب كل طر يق‬
‫وأدخلوا عليهم من كل باب واقعدوا لم كل مرصد أما سعتم قسمي الذي أقسمت به لربم‬
‫حيث قلت فيما أغويتن لقعدن لم صراصك الستقيم ث لتينهم من بي أيديهم ومن خلفهم‬
‫وعن أيانم وعن شائلهم ولتد أكثرهم شاكرين أما ترون قد قعدت لبن آدم بطرقه كلها‬
‫فل يفوت ن من طر يق ال قعدت له من طر يق غيه ح ت أ صبت م نه حاج ت أو بعض ها و قد‬
‫حذرهم ذلك رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم وقال لم إن الشيطان قد قعد لبن آدم بطرقه كلها قعد له للشافعية‬
‫السلم فقال له أتسلم وتذر دينك ودين آبائك فخالفه وأسلم فقعد له للشافعية الجرة فقال‬
‫أتا جر وتذر أر ضك و ساءك فخال فه وها جر ث ق عد له للشافع ية الهاد فقال أتا هد فتق تل‬
‫ويق سم الال وتن كح الزو جة فخال فه وجا هد فكهذا فاقعدوا ل م ب كل طر يق ال ي فاذا أراد‬
‫أحد هم ان يت صدق فاقعدوا له على طر يق ال صدقة فقولوا له ف نف سه أترج الال وتب قى م ثل‬
‫هذا السائل وتصي وهو سواء أو ما سعتم ما القيته على لسان رجل سأله آخر أن يتصدق‬
‫عل يه قال أموال نا اذا أعطينا كم و ها صرنا مثل كم واقعدوا له للشافع ية ال ج فقولوا له طري قه‬
‫موفضة مشقضة يتعرض سضالكها لتلف النفضس والال وهكذا فاقعدوا له على سضائر طرق اليض‬
‫بالتنفي منها وذكر صعوبتها وآفاتا ث أقعدوا على العاصي فحسنوها ف عي بن آدم وزينوها‬
‫ف قلوبم واجعلوا أكب أعوانكم على ذلك النساء فمن أبوابن فادخلوا عليهم فنعم العون هن‬
‫لكم ث الزموا ثغر اليدين والرجلي‬
‫فامنعوها ان تبطش با يضركم أو تشى فيه وأعلموا إن أكب أعوانكم على لزوم هذه الثغور‬
‫م صالة الن فس المارة فاعينو ها وا ستعينوا ب ا وأمدو ها وا ستمدوا من ها وكونوا مع ها على‬
‫حرب النفس الطمئنة فاجتهدوا ف كسرها وابطال قواها ول سبيل ال ذلك ال بقطع موادها‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عنها فاذا إنقطعت موادها وقويت مواد النفس المارة وطاعت لكم اعوانكم فاستنلوا القلب‬
‫من ح صنه وأعزلوه عن ملك ته وولوا مكا نه الن فس فان ا ل تأ مر ال ب ا توو نه وتبو نه ول‬
‫تببكم با تكرهونه البتة مع إنا ل تالفكم ف شيء تشيون‬
‫به عليها بل إذا أشرت عليها بشيء بادرت ال فعله فان أحسستم من القلب منازعة ال ملكته‬
‫وأردت المن من ذلك فاعقدوا بينه وبي النفس عقد النكاح فزينوها وجلوها وأروها إياه ف‬
‫أحسن صورة عروس توجد وقولوا له ذق حلوة طعم هذا الوصال والتمتع بذه العروس كما‬
‫ذقت طعم الرب وباشرت مرارة الطعن والضرب ث وازن بي لذة هذه السألة ! ومرارة تلك‬
‫الحاربة فدع الرب تضع أوزارها فليست بيوم وينقضي وإنا هو حرب متصل بالوت وقواك‬
‫يضعف عن الرب دائم واستعينوا يا بن بندين عظيمي لن تغلبوا معهما أحدها جند الغفلة‬
‫فاغفلوا قلوب ب ن آدم عن ال تعال والدار الخرة ب كل طر يق فل يس ل كم ش يء أبلغ من‬
‫تصيل غرضكم من ذلك فان القلب إذا غفل عن ال تعال تكنتم منه ومن أعوانه الثان جند‬
‫الشهوة فزينوها ف قلوبم وحسنوها ف أعينهم وصولوا عليهم بذين العسكرين فليس لكم ف‬
‫بنض آدم أبلغ منهمضا واسضتعينوا على الغفلة بالشهوات وعلى الشهوات بالغفلة وأقرنوا بيض‬
‫الغافلي ث استعينوا بما على الذاكر وليغلب واحد خسة فان مع الغافلي شيطاني صاروا‬
‫أرب عة وشيطان الذا كر مع هم واذا رأي تم جا عة ما يضر كم من ذ كر ال ومذاكرة أ مر ون يه‬
‫ودي نه ول تقدورا على تفريق هم فا ستعينوا علي هم بب ن جن سهم من ال نس البطال ي فقربو هم‬
‫منهم وشوشوا عليهم بم وبالملة فاعدوا للمور أقرانا وادخلوا على كل واحد من بن آدم‬
‫من باب إراد ته وشهو ته ف ساعدوه وعلي ها وكونوا له أعوا نا على ت صيلها وإذا كان ال قد‬
‫أمر هم بال صب أن ي صبوا ل كم وي صابرونكم ويرابطوا علي كم الثغور فا صبوا أن تم و صابروا‬
‫ورابطوا عليهم بالثغور وانتهزوا فرصكم فيهم عند الشهوة والغضب فل تصطادوا بن آدم ف‬
‫أع ظم من هذ ين الوطن ي واعلموا أن من هم من يكون سلطان الشهوة عل يه أغلب و سلطان‬
‫غضبضه ضعيضف مقهور فخذوا عليضه طريضق الشهوة ودعوا طريضق الغضضب ومنهضم مضن يكون‬
‫سلطان الغ ضب عل يه أغلب فل تلوا طر يق الشهوة عل يه ول تعطلوا ثغر ها فان من ل يلك‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نف سه ع ند الغ ضب فا نه بالري ل يلك ها ع ند الشهوة فزوجوا ب ي غض بة وشهو ته وأمزجوا‬


‫أحدهم بالخر وادعوه إل الشهوة من باب الغضب يبك الغضب من طريق الشهوة واعلموا‬
‫أ نه ل يس ل كم ف ب ن آدم سلح أبلغ من هذ ين ال سلحي وإن ا أخر جت ابوي هم من ال نة‬
‫بالشهوة وإن ا ألق يت العداوة ب ي أولد هم بالغ ضب ف به قط عت أرحام هم و سفكت دماؤ هم‬
‫أحدا ان آدم أخاه واعلموا إن الغضب جرة ف قلب ابن آدم والشهوة نار تثور من قلبه وإنا‬
‫تطفي النار بالاء والصلة والذكر والتكبي وإياكم أن تكنوا ابن آدم عند غضبه وشهوته من‬
‫قربان الوضوء وال صلة فان ذلك يط في عن هم نار الغ ضب والشهوة و قد أمر هم نبيهم بذلك‬
‫وقال إن الغضب جرة ف قلب ابن آدم أما رأيتم من إحرار عينيه وانتفاخ أوداجه فمن أحس‬
‫بذلك فليتوضأ وقال لم إنا تطفي النار بالاء وقد أوصاهم ال أن يستعينوا عليكم بالصب‬
‫وال صلة فحولوا بين هم وب ي ذلك وان سوهم إياه وا ستعينوا علي هم بالشهوة والغ ضب وأبلغ‬
‫أسلحتكم فيهم وأنكاها الغفلة واتباع الوى وأعظم أسلحتهم فيكم وأمنهم حصونم ذكر ال‬
‫ومالفضة الوى فاذا رأيتضم الرجضل مالفضا لواه فاهربوا مضن ظلمضه ول تدنوا منضه والقصضود ان‬
‫الذنوب والعاصي سلح ومدد يد با العبد أعداه ويعينهم نفسه فيقاتلونه بسلحه والاهل‬
‫يكون معهم على نف سه وهذا غاية ال هل قال ما يبلغ العداء من جاهل ما يبلغ الاهل من‬
‫نفسه ومن العجائب أن العبد يسعي بنفسه ف هوان نفسه وهو يزعم أنه لا مكرم ويتهد ف‬
‫حرمان ا من حظوظ ها وإشراف ها و هو يز عم أ نه ي سعى ف حظ ها ويبذل جهده ف تقي ها‬
‫وتصغيها وتدنيسها وهو يزعم أنه لا مكب ومضيع لنفسه وهو يزعم أنه يسعي ف صلحها‬
‫ويعليها ويرفعها ويكبها وكان بعض السلف يقول ف خطبته ألرب مهي لنفسه وهو يزعم‬
‫أنه لا مكرم ومذل لنفسه وهو يزعم أنه لا معز ومصغر لنفسه وهو يزعم أنه لا مكب ومضيع‬
‫لنفسه وهو يزعم أنه مراع لقها وكفي بالرأ جهل أن يكون مع عدوه على نفسه يبلغ منها‬
‫بفعله مال يبلغه عدوه وال الستعان‬

‫الواب الكاف ‪8‬‬


‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬
‫ومن عقوباتا أنا تنسى العبد نفسه فاذا نسي نفسه أهلها وأفسدها وأهلكها فان قيل كيف‬
‫ين سي الع بد نف سه وإذا ن سى نف سه فاى ش يء يذكره و ما يع ن ن سيانه نف سه ق يل ن عم ين سى‬
‫نفسضه أعظضم نسضيان قال تعال ولتكونوا كالذيضن نسضوا ال فأنسضاهم أنفسضهم أولئك هضم‬
‫الفاسقون فلما نسوا ربم سبحانه نسيهم وأنساهم أنفسهم كما قال تعال نسوا ال فنسيهم‬
‫فعاقب سبحانه من نسيه عقوبتي أحدها أنه سبحانه نسيه والثانية أنه أنساه نفسه ونسيانه‬
‫سبحانه للعبد إهاله وتركه وتليه عنه وإضاعته ونسيانه فاللك أدن اليه من اليد للفم وأما‬
‫إنساؤه نفسه فهو إنساؤه لظوظها العالية وأسباب سعادتا وفلحها وإصلحها وما يكملها‬
‫بن سيه ذلك كله جي عه فل ي طر بباله ول يعله على ذكره ول ي صرف ال يه ه ته في غب ف يه‬
‫فانه ل ير بباله حت يقصده ويؤثره وأيضا فينسيه عيوب نفسه ونقصها وآفاتا فل يطر بباله‬
‫إزالت ها وا صلحها وأي ضا فين سيه أمراض نف سه وقل به وآلم ها فل ي طر بقل به مداوات ا ول‬
‫السعى ف إزالة عللها وأمراضها الت تؤول با ال الفساد واللك فهو مريض مثخن بالرض‬
‫ومر ضه مترام به إل التلف ول يش عر بر ضه ول ي طر بباله مداوا ته وهذا من أع ظم العقو بة‬
‫للعامة والاصة فاي عقوبة أعظم من عقوبة من أهل نفسه وضيعها ونسي مصالها وداءها‬
‫ودواءها وأسباب سعادتما وصلحها وفلحها وحياتا البدية ف النعيم القيم ومن تأمل هذا‬
‫الوضع تبي له أن أكثر هذا اللق قد نسوا أنفسهم حقيقة وضيعوها وأضاعوا حظها من ال‬
‫وباعوها رخيصة بثمن بس بيع الغب وإنا يظهر لم هذا عند الوت ويظهر كل الظهور يوم‬
‫التغابن يوم يظهر للعبد أنه غب ف العقد الذي عقده لنفسه ف هذه الدار والتجارة الت أتر‬
‫فيها لعاده فان كل أحد يتجر ف هذه الدنيا لخرته فالاسرون الذين يعتقدون أنم أهل الربح‬
‫والكسب إشتروا الياة الدنيا وحظهم فيها فأذهبوا طيباتم ولذاتم بالخرة وحظهم فيها ف‬
‫حيات م الدن يا وحظ هم في ها ولذات م بالخرة وا ستمتعوا ب ا ورضوا ب ا واظمأنوا الي ها وكان‬
‫سعيهم لتحصيلها فباعوا وأشتروا وأتروا وباعوا آجل بعاجل ونسيئة بنقد وغائبا بناجز وقالوا‬
‫هذا هو الزهرة ويقول أحدهم خذ ما تراه ودع شيئا سعت به فكيف أبيع حاضرا نقداشا هذا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ف هذه الدار بغائب نسيئه ف دار أخري غي هذه وينضم ال ذلك ضعف اليان وقوة داعي‬
‫الشهوة ومبة العاجلة والتشبه ببن النس فاكثر اللق ف هذه التجارة الاسرة الت قال ال ف‬
‫أهلها أولئك الذين اشتروا الياة الدنيا بالخرة فل يفف عنهم العذاب ول هم ينصرون وقال‬
‫في هم ف ما رب ت تارت م و ما كانوا مهتد ين فاذا كان يوم التغا بن ظ هر ل م الغ ب ف هذه‬
‫التجارة فتنقطع عليهم النفوس حسرات وأما الرابون فانم باعوا فانيا بباق وخسيسا بنفيس‬
‫وحقيا بعظ يم وقالوا ما مقدار هذه الدن يا من أول ا ال آخر ها ح ت نبيع حظ نا من ال تعال‬
‫والدار الخرة با فكيف با ينال العبد منها ف هذا الزمن القصي الذي هو ف القيقة كغفوة‬
‫حلم لنسضبة له إل الدار القرار البتضة قال تعال ويوم نشرهضم كأن ل يلبسضوا إل سضاعة مضن‬
‫النهار بتعارفون بين هم وقال تعال ي سألونك عن ال ساعة أيان مر ساها من ذكرا ها ال ر بك‬
‫منتاها منذر من يشاها كأنم يوم يرونا ل يلبثوا إل غشية أو ضحاها وقال تعال كأنم يوم‬
‫يرون ما يوعدون ل يلبثوا إل ساعة من نار وقال تعال كم لي تم ف الرض عدد سني قالوا‬
‫لبث نا يوم أو ب عض يوم ن ضر العاد ين قال إن لبث تم إل قليل لو أن كم كن تم تعلمون وقال تعال‬
‫ويوم ينفخ ف الصورونشر الجرمي يومئذ زرقا يتخافتون بينهم أن لبثتم إل عشرا نن أعلم‬
‫ب ا يقولون إذا يقول أمثل هم وأبلغ إن لبث تم ال يو ما فهذه حقي قة هذه الدن يا ع ند موافاة يوم‬
‫القيامة فلما علموا قلة لبثهم فيها وإن لم دار غي هذه الدار دار اليوان ودار البقاء رأوا من‬
‫أعظضم الغبض بيضع دار البقاء بدار الفناء فاتروا تارة الكياس ول يغتروا بتجارة السضفهاء مضن‬
‫الناس فظهر لم لتغابن ربح تارتم ومقدار ماشتروه وكل أحد ف هذه الدنيا بائع مشتر متجر‬
‫وكل الناس يغد فبا يع نفسه فمعتق ها أو موبقها إن ال اشترى من الؤمن ي أنفسهم وأموال م‬
‫بأن لم النة يقاتلون ف سبيل ال فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا ف التوراة والنيل والقرآن‬
‫ومن أوف بعهده من ال‬
‫فاستبشروا بيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم فهذا أول نقد من ثن هذا التجارة‬
‫فتاجروا أي ها الفل سون ويا من ل هذا الث من هه نا ث ن آ خر فان ك نت من أ هل هذه التجارة‬
‫فأعضط هذا الثمضن التائبون العابدون والامدون السضائحون الراكعون السضاجدون المرون‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بالعروف والناهون عضن النكضر والافظون لدود ال وبشضر الؤمنيض يضا أيهضا الذيضن آمنوا‬
‫الشياطي أدلكم على تارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بال ورسوله‬
‫وتاهدون ف سبيل ال بأموال كم وأنف سكم ذل كم خ ي ل كم إن كن تم تعلمون والق صود أن‬
‫الذنوب تنسضى العبضد ح ظه من هذه التجارة الرابةض وتشغله بالتجارة الا سرة وكفضى بذلك‬
‫عقوبة وال الستعان‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا انا تزيل النعم الاضرة وتقطع النعم الواصلة فتزيل الاصل وتنع الواصل فان‬
‫نعم ال ما حفظ موجودها بثل طاع ته ول استجلب مفقود ها ب ثل طاع ته فأن ماعند ال ل‬
‫ينال ال بطاعته وقد جعل ال سبحانه لكل شيء سببا وآفة تبطله فجعل أسباب نعمه الالبة‬
‫لا طاعته وآفاتا الانعة منها معصيته فاذا أراد حفظ نعمته على عبده ألمه رعايتها بطاعته فيها‬
‫وإذا أراد زوال ا ع نه خذله ح ت ع صاه ب ا و من الع جب علم الع بد بذلك مشاهدة ف نف سه‬
‫وغيه وساعا لا غاب عنه من أخبار من أزيلت نعم ال عنهم بعاصيه وهو مقيم على معصية‬
‫ال كأ نه م ستثن من هذه الملة أو م صوص من هذا العموم وكأن هذا أ مر جار على الناس‬
‫ل عليه وواصل ال اللق ل اليه فأى جهل أبلغ من هذا وأي ظلم للنفس فوق هذا فالكم ل‬
‫العلى الكبي‬
‫فصل‬
‫ومن عقوباتا أنا تباعد عن العبد وليه وأنصح اللق له وأنفعهم له ومن سعادته ف قربه منه‬
‫وهو اللك الوكل به وتدن منه عدوه وأغش اللق له وأعظمهم ضررا له وهو الشيطان فان‬
‫الع بد إذا ع صى ال تبا عد م نه اللك بقدر تلك الع صية ح ت أ نه يتبا عد م نه بالكذ بة الواحدة‬
‫مسافة بعيدة وف بعض الثار إذا كذب العبد تباعد منه اللك ميل من نت ريه فاذا كان هذا‬
‫تباعد اللك منه من كذبة واحدة فماذا يكون قدر‬
‫تباعده م نه م ا هو أ كب من ذلك وأف حش م نه وقال ب عض ال سلف إذا ر كب الذ كر ع جت‬
‫الرض إل ال وهر بت اللئ كة ال رب ا وش كت إل يه ع ظم ما رأت وقال ب عض ال سلف إذا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أ صبح ا بن آدم ابتدره اللك والشيطان فان ذ كر ال و كبه وحده وهلله طرد اللك الشيطان‬
‫وتوله وإن افت تح بغ ي ذلك ذ هب اللك ع نه وتوله الشيطان ول يزال اللك يقرب من الع بد‬
‫حت يصي الكم والطاعة والغلبة له فتتوله اللئكة ف حياته وعند موته وعند مبعثه قال ال‬
‫تعال إن الذين قالوا ربنا ال ث استقاموا تتنل عليهم اللئكة أن ل تافوا ول تزنوا وأبشروا‬
‫بال نة ال ت كن تم توعدون ن ن أولياؤ كم ف الياة الدن يا و ف الخرة وإذا توله اللك توله‬
‫أنصح اللق له وأنفعهم وأبرهم له فثبته وعلمه وقوي جنانه وأيده قال تعال إذا يوحي ربك‬
‫ال اللئ كة إ ن مع كم فثبتوا الذ ين آمنوا ويقول اللك ع ند الوت ل ت ف ول تزن وأب شر‬
‫بالذى يسرك ويثبته بالقول الثابت أحوج ما يكون اليه ف الياة الدنيا وعند الوت وف القب‬
‫عند السألة فليس أحد أنفع للعبد من صحبة اللك له وهو وليه ف يقظته ومنامه وحياته وعند‬
‫مو ته و ف قبه ومؤن سه ف وحش ته و صاحبه ف خلو ته ومد ثه ف سره ويارب ع نه عدوه‬
‫ويدافع عنه ويعينه عليه ويعده بالي ويبشره به ويثه على التصديق بالق كما جاء ف الثر‬
‫الذى يروى مرفر عا وموقو فا للملك بقلب ا بن آدم ل ة وللشيطان ل ة فل مة اللك أيعاد بال ي‬
‫وتصديق بالوعد ولة الشيطان أيعاد بالشر وتكذيب بالق وإذا اشتد قرب اللك من العبد‬
‫تكلم على ل سانه وأل قى على ل سانه القول ال سديد وإذا أب عد م نه وقرب الشيطان من الع بد‬
‫تكلم على لسانه قول الزور والفحش حت يرى الرجل يتكلم على لسان اللك والرجل يتكلم‬
‫على ل سان الشيطان و ف الد يث ان ال سكينة تن طق على ل سان ع مر ر ضى ال ع نه وكان‬
‫أحد هم ي سمع الكل مة ال صالة من الر جل ال صال فيقول ما ألقا ها على ل سانك ال اللك‬
‫وي سمع ضد ها فيقول ما ألقا ها على ل سانك ال الشيطان فاللك يل قى ف القلب الق ويلق يه‬
‫على اللسان والشيطان يلقي الباطل ف القلب ويريه على اللسان فمن عقوبة العاصى أنا تبعد‬
‫من العبد وليه الذي سعادته ف قربه وماورته وموالته وتدن منه عدوه الذي شقاءه وهلكه‬
‫وفساده ف قربه وموالته حت أن اللك لينافح عن العبد ويرد عنه اذا سفه عليه السفيه وسبه‬
‫ك ما اخت صم ب ي يدي ال نب صلى ال عل يه و سلم رجلن فج عل أحده ا ي سب ال خر و هو‬
‫ساكت فتكلم فتكلم بكلمة يرد با على صاحبه فقام النب صلى ال عليه وسلم فقال يارسول‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ال لاض رددت عليضه بعضض قوله قمضت فقال كان اللك ينافضح عنضك فلمضا رددت عليضه جاء‬
‫الشيطان فلم أكن لجلس وإذا دعى العبد السلم ف ظهر الغيب لخيه أمن اللك على دعائه‬
‫فاذا أذنب العبد الوحد التبع سبيله رسوله صلى ال عليه وسلم استغفر له جنلة العرش ومن‬
‫حوله وإذا نام الع بد الؤ من بات ف شعاره ملك فملك الؤ من يرد عل يه ويارب ويدا فع ع نه‬
‫ويعل مه ويثب ته ويشج عه فل يل يق به أن ين سى جواره ويبالغ ف أذاه وطرده ع نه وإبعاده فا نه‬
‫ضيفضه وجاره وإذا كان إكرام الضيضف مضن الدمييض والحسضان إل الار مضن لزوم اليان‬
‫وموجباته فما الظن باكرام أكرم‬
‫الضياف وخي اليان وأبرهم وإذا أذى العبد اللك بأنواع العاصى والظلم والفواحش دعا‬
‫عليضه ربضه وقال لجزاك ال خيا كمضا يدعوا له إذا أكرمضه بالطاعضة والحسضان قال بعضض‬
‫الصضحابة رضضي ال عنهضم إن معكضم مضن ليفاركضم فاسضتحيوا منهضم وأكرموهضم والم منض‬
‫لي ستحيي من الكر ي العظ يم القادر ول يكر مه ول يوقره و قد ن به سبحانه على هذا الع ن‬
‫بقوله وإن عليكم لافظي كراما كاتبي يعلمون ما تفعلون أى استحيوا من هؤلء الافظي‬
‫الكرام وأكرموهم وأجلوهم أن يروا منكم ما تستيحون أن يريكم عليه من هو‬
‫مثلكم واللئكة تتأذى ما يتأذى منه بنوا آدم واذا كان ابن آدم يتأذى من يفجر ويعصي بي‬
‫يديه وان كان قد يعمل مثله عمله فما الظن باذى اللئكة الكرام الكاتبي وال الستعان‬
‫فصل‬
‫ومضن عقوباتاض أناض تسضتجلب مراد هلك العبضد فض دنياه وآخرتضه فان الذنوب هضي أمراض‬
‫القلوب مت استحكمت قتلت ول بد وكما أن البدن ل يكون صحيحا ال بغذاء يفظ قوته‬
‫واستفراغ يستفرغ الواد الفاسدة والخلط الردية الت مت غلبت عليه أفسدته جيعه وحية‬
‫يت نع ب ا من تناول ما يؤذ يه وي شى ضرره فكذلك القلب ل ت تم حيا ته ال بغذاء من اليان‬
‫والعمال ال صالة ت فظ قو ته وا ستفراغ بالتو بة الت صوح ي ستفرغ الواد الفا سدة والخلط‬
‫الردية منه وحية توجب له حفظ صحته ويتنب ما يضادها وهي عبارة عن ترك استعمال ما‬
‫يضاد ال صحة والتقوى ا سم يتناول هذه المور الثل ثة ف ما فات من ها فات من التقوى بقدره‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واذا تضبي هذا فالذنوب مضادة لذه المور الثلثضة فاناض يسضتجلب الواد الؤذيضة وتسضتوجب‬
‫التخليط الضاد للجميع وتنع الستفراغ بالتوبة النصوح فانظر ال بدن عليل قد تراكمت عليه‬
‫الخلط ومواد الرض وهضو ل يسضتفرغها ول يتمضى لاض كيضف تكون صضحته وبقاؤه ولقضد‬
‫أحسن القائل‬
‫جسمك بالمية أحصنته * مافة من أل طاري‬
‫وكان أول بك أن تتمي * من العاصي خشية الباري‬
‫فمن حفظ القوة بامتثال الوامر واستعمل المية باجتناب النواهي واستفرغ التخليط بالتوبة‬
‫النصوح ل يدع‬
‫للخي مطلبا ول من الشر مهربا وبال الستعان‬
‫فصل‬
‫فإن ل ترعضك هذه العقوبات ول تدض لاض تأثيا فض قلبضك فاحضره العقوبات الشرعيضة التض‬
‫شرعها ال ورسوله على الرائم كما قطع السارق ف ثلثة دراهم وقطع اليد والرجل على‬
‫قطع السلم على معصوم الال والنفس وشق اللد بالسوط على كلمة قذف با الحصن أو‬
‫قطرة خ ر يدخل ها جو فه وق تل بالجارة أش نع قتلة ف إيلج الش فة ف فرج حرام وخ فف‬
‫هذه العقوبة عمن ل تتم عليه نعمة الحصان با أنه جلدة وينفي سنة عن وطنه وبلده ال بلد‬
‫الغربة وفرق بي رأس العبد وبدنه اذا ذات مرم أو ترك الصلة الفروضة أو تكلم بكلمة كفر‬
‫وأمر بنقل ! من وطىء ذكرا مثله وقتل الفعول به وأمر بقتل من أت بيمة وقتل البهيمة معه‬
‫وغرم على تريق بيوت التخلفي عن الصلة ف الماعة وغي ذلك من العقوبات الت رتبها‬
‫ال على الرائم وجعلهضا حسضب الدواعضى ال تلك الرائم وحسضب الوازع عنهضا فمضا كان‬
‫الوازع عنها طبعيا وما ليس ف الطباع داعيا اليه إكتفاء بالتحري مع التعزيز ولن يرتب عليه‬
‫حدا كأ كل الرج يع وشرب الدم وأ كل الي تة و ما كان ف الطباع داع يا إل يه تر تب عل يه من‬
‫العقو بة بقدر مف سدته وبقدر داع الط بع ال يه ولذا ل ا كان داع الطباع ال الزناء من أقوى‬
‫الدواعي كانت من عقوبته العظمى من أشنع القتلت وأعظمها وعقوبته السهلة على أنواع‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اللد مع زيادة التعذ يب ول ا كان اللوا طة في ها المران كان حده الق تل ب كل حال ول ا كان‬
‫دا عي ال سرقة قو يا ومف سدتا كذلك ق طع في ها ال يد وتأ مل حكم ته ف إف ساد الع ضو الذى‬
‫باشر به النا ية ك ما أف سد على قا طع ال سلم يده ورجله اللت ي ه ا آلة قع طه ول يف سد على‬
‫القاذف ل سانه الذي جنا بة إذ مف سدة قط عه تز يد على مف سدة النا ية وليبلغها فاكتفى من‬
‫ذلك بإيلم جيع بدنه باللد فان قيل فهل أفسد على الزان فرجه الذي باشربه العصية قيل‬
‫بوجوه أحد ها أن مف سدة ذلك مف سدة النا ية إذ ف يه ق طع الن سل وتعر ضه للهلك الثا ن أن‬
‫الفرج عضو مستور ل يصل بقطعه الطلع الد من الردع والزجر لمثاله من الناية بلف‬
‫ق طع ال يد الثالث ا نه إذا ق طع يده أب قى له يد أخرى تعوض عن ها بلف الفرج الرا بع ان لذة‬
‫الزنا عمت جيع البدن فكان الحسن أن تعم العقوبة جيع البدن وذلك أول من نصيصها‬
‫ببضعضة منضه فعقوبات الزهري جاءت على أتض الوجوه وأوفقهضا للعقضل وأقومهضا بالصضلحة‬
‫والق صود ان الذنوب إن ا تر تب علي ها العقوبات الشرع ية والقدر ية أو يمع ها ال الع بد و قد‬
‫يرفها عمن تاب وأحسن‬
‫فصل‬
‫وعقوبات الذنوب نوعان شرعيضة وقدريضة فاذا أقيمضت الشرعيضة رفعضت العقوبات القدريضة أو‬
‫خففتهضا ول يكاد الرب تعال يمضع على عبده بيض العقوبتيض ال اذا ل يضف أحدهاض يرفضع‬
‫موجب الذنب ول يكن ف زوال دائه واذا عطلت العقوبات الشرعية استحالت قدرية ! وربا‬
‫كا نت أ شد من الشرع ية ورب ا كا نت دون ا ولكن ها ت عم والشرع ية ت ص فان الرب تبارك‬
‫وتعال ل يعاقب شرعا ال من باشر الناية أو تسبب اليها وأما العقوبة القدرية فانا تقع عامة‬
‫وخاصة فان العصية إذا خفيت ل تضر إل صاحبها وإذا أعلنت ضرت الاصة والعامة وإذا‬
‫رأي الناس الن كر فاشتركوا ف ترك إنكاره أو شك أن يعم هم ال تعال بعقا به و قد تقدم أن‬
‫العقوبة الشرعية شرعها ال قدر مفسدة الذنب وتقاضي الطبع لا وجعلها سبحانه ثلثة أنواع‬
‫الق تل والق طع واللد وج عل الق تل بازاء الك فر و ما يل يه ويقر به و هو الزناء واللوا طة فان هذا‬
‫يفسد الديان وهذا يفسد النسان قال المام أحد رحه ال ل أعلم بعد القتل ذنبا أعظم من‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الزناء واحتج بديث عبد ال بن مسعود أنه قال يا رسول ال أي الذنب أعظم قال أن تعل‬
‫ل ندا وهو خلقك قال قلت ث أي قال أن تقتل ولدك مافة أن يطعم معك قال قلت ث أي‬
‫قال أن تز ن بل ية جارك فأنزل ت صديقها ف كتا به والذ ين ل يدعون مع ال آل ا آ خر ول‬
‫يقتلون الن فس ال ت حرم ال ال بال ق ول يزنون ال ية وال نب صلى ال عل يه و سلم ذ كر كل‬
‫نوع أغله ليطابق جوابه سؤال السأل فانه سئل عن أعظم الذنب فأجابه با تضمن ذكر أعظم‬
‫أنواعها وما هو أعظم كل نوع فأعظم أنواع الشرك أن يعل العبد ل ندا وأعظم أنواع القتل‬
‫أن يقتل ولده خشية أن يشاركه ف طعامه وشرابه وأعظم أنواع الزناء أن يزن بليلة جارة‬
‫فأن مفسدة الزناء تتضاعف بتضاعف ما انتهكه من الق فالزناء بالرأة الت لا زوج أعظم إثا‬
‫وعقوبة من الت ل زوج لا إذ فيه انتهاك حرمة الزوج وإفساد فرا شه وتعليق نسب عليه ل‬
‫يكن منه وغي ذلك من أنواع أذاه فهو أعظم اثا وجرما من الزناء بغي ذات البعل فان كان‬
‫زوجها جارا له انضاف ال ذلك سوء الوار وإذا أجاره بأعلى أنواع الذى وذلك من أعظم‬
‫البوائق وقد ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال ل يدخل النة من ل يأمن جاره بوائقه‬
‫ول بائقه أعظم من الزناء بامرأته فالزناء بائة امرأة ل زوج لا أيسر عند ال من الزناء بامرأة‬
‫الار فان كان الار أ خا له أو قري با من أقار به إن ضم ال ذلك قطي عة الر حم فيتضا عف ال ث‬
‫فان كان الار غائبا ف طاعة ال كالصلة وطلب العلم والهاد وتضاعف الث حت ان الزان‬
‫بامرأة الغازي ف‬
‫سبيل ال يوقف له يوم القيامة ويقال خذ من حسناته ما شئت قال النب صلى ال عليه وسلم‬
‫فما ظنكم أي ما ظنكم أنه يترك له من حسنات قد حكم ف أن يأخذ منها ما شاء على شدة‬
‫الاجة إل حسنة واحدة حيث ل يترك الب لبنه ول الصديق لصديقه حقا يب عليه فان‬
‫اتفق أن تكون الرأة رحا منه انضاف ال ذلك قطيعة رحها فان اتفق أن يكون الزان مصنا‬
‫كان ال ث أع ظم فان كان شي خا كان أع ظم إث ا و هو أ حد الثل ثة الذ ين ل يكلم هم ال يوم‬
‫القيامة ول يزكيهم ولم عذاب أليم فان اقترن بذلك أن يكون ف شهر حرام أو بلد حرام أو‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقت معظم عند ال كأوقات الصلة وأوقات الجابة تضاعف الث وعلى هذا فاعتب مفاسد‬
‫الذنوب وتضاعف درجاتا ف الث والعقوبة وال الستعان‬
‫فصل‬
‫وج عل سبحانه الق طع بإذاء اف ساد الموال الذي ل ي كن الحتراز م نه فإن ال سارق ل ي كن‬
‫الحتراز م نه ل نه يأ خذ الموال ف الختفاء وين قب الدور ويت سور من غ ي البواب ف هو‬
‫كال سنور وال ية ال ت تد خل عل يك من ح يث ل تعلم فلم تر فع مف سدة سرقته إل الق تل ول‬
‫تندفع باللد فأحسن ما دفعت به مفسدته أبانة العضو الذي تسلط الناية وجعل اللد بأذاء‬
‫إفساد العقول وتزيق سلم بالقذف فدارت عقوباته سبحانه الشرعية على هذه النواع الثلثة‬
‫كما دارت ثلثة أنواع العتق وهو أعلها والطعام والصيام ث جعل سبحانه الذنوب ثلثة‬
‫أقسام قسما فيه الد فهذا ل يشرع فيه كفارة اكتفاء بالد وقنبما ل يترتب عليه حد فشرع‬
‫فيه الكفارة كالوطء ف نار رمضان والوطء ف الحرام الظهار وقتل الطأ والنث ف اليمي‬
‫وغ ي ذلك وق سما ل يتر تب عل يه حد ول كفارة و هو نوعان أحده ا ما كان الوازع ع نه‬
‫طبيعيا كأكل العذرة وشرب البول والدم والثان ما كانت مفسدته أدن من مفسدة ما رتب‬
‫عليه الد كالنظرة والقبلة واللمس والحادثة‬
‫وسرقة فلس ونو ذلك وشرع الكفارات ف ثلثة أنواع أحدها ما كان مباح الصل ث عرض‬
‫تري ه فباشره ف الالة ال ت عرض في ها التحر ي كالو طء ف الحرام واليام وطرده الو طء ف‬
‫اليض والنفاس بلف الوطء ف الدبر ولذا كان إلاق بعض الفقهاء له بالوطء ف اليض ل‬
‫يصح فإنه ليباح ف وقت دون وقت فهو بنلة التلوط وشرب السكر النوع الثان ما عقد ل‬
‫من نذر أو ما ال من يي أو حرمه ال ث أراد حله فشرع ال سبحانه حله بالكفارة وساها‬
‫تلة ولي ست هذه الكفارة ماح ية ل تك حر مة ال سم بال نث ك ما ظ نه ب عض الفقهاء فان‬
‫لنث قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا وقد يكون مباحا وإنا الكفارة حل لا عقده النوع‬
‫الثالث ما ‪2‬تكون ف يه جابرة ل ا فات ال طأ وإن ل ي كن هناك إ ث ال صيد ال طأ وإن ل ي كن‬
‫هناك إ ث فإن ذلك من باب الوابر والنوع الول من باب الزوا جر والنوع الو سط من باب‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫التحلة لا منعه العقد ول يتمع الد والتعزيز ف معصية بل إن كان فيها حد اكتفى به وأل‬
‫اكتفى بالتعزيز ول يتمع الد والكفارة ف معصية بل كل معصية فيها حد فل كفارة فيها‬
‫وما فيه كفارة فل حد فيه وهل يتمع التعزيز والكفارة ف العصية الت ل حد فيها وجهان‬
‫وهذا كالو طء ف الحرام وال صيام وو طء الائض إذا أوجب نا ف يه الكفارة فق يل ي ب ف يه‬
‫التعزيز لا انتهك من الرمة بركوب الناية وقيل ل تعزيز ف ذلك أكتفاء بالكفارة لنا جابرة‬
‫وماحية‬
‫فصل‬
‫وأمضا العقوبات القدريضة فهضي نوعان نوع على القلوب والنفوس ونوع على البدان والموال‬
‫وال ت على القلوب نوعان أحده ا آلم وجود ية يضرب ب ا القلب والثا ن ق طع الواد ال ت ب ا‬
‫حياته وصلحه عنه وإذا قطعت عنه حصل له اضدادها وعقوبة القلوب أشد العقوبتي وهى‬
‫أصل عقوبة البدان وهذه العقوبة تقوى وتتزايد حت تسري من القلب إل البدن كما يسري‬
‫أل البدن إل القلب فإذا فار قت الن فس البدن صار ال كم متعل قا ب ا فظهرت عقو بة القلب‬
‫حينئذ وصارت علنية ظاهرة وهي السماة بعذاب القب ونسبته إل البزوخ كنسبة‬
‫عذاب البدان إل هذه الدار‬
‫الواب الكاف ‪9‬‬
‫فصل‬
‫وال ت على البدان أي ضا نوعان ف الدن يا ونوع ف الخرة وشدت ا ودوام ها ب سب مفا سد‬
‫مارتب عليه ف الشدة والفة فليس ف الدنيا والخرة شر أصل إل الذنوب وعقوباتا فالشر‬
‫أسم لذلك كله وأصله من شر النفس وسيئات العمال وها الصلن اللذان كان النب صلى‬
‫ال عليه وسلم يستعيذ منها ف خطبته بقوله ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‬
‫و سيئات العمال من شرور الن فس فعاد ال شر كله إل شر الن فس فإن سيئات العمال من‬
‫فروعه وثراته وقد اختلف ف معن قوله ومن سيئات أعمالنا الشياطي معناه السىء من أعمالنا‬
‫فيكون من باب إضافة النوع إل جنسه أو يكون بعن من وقيل معناه من عقوباتا الت تسوء‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيكون التقد ير و من عقوبات أعمال نا ال ت ت سوءنا وير جح هذا القول أن ال ستعاذة تكون قد‬
‫تضمنت جيع الشر فإن شرور النفس تستلزم العمال السيئة وهي تستلزم العقوبات السيئة‬
‫فنبه بشرور النفس على ما تقضيه من قبح العمال واكتفى بذكرها منه أو هي أصله ث ذكر‬
‫غا ية ال شر ومنتهاه و هو ال سيئات ال ت ت سوء الع بد من عمله من العقوبات واللم فتضم نت‬
‫هذه الستعاذة أصل الشر وفروعه وغايته ومقتضاه ومن دعاء اللئكة للمؤمني قولم وقهم‬
‫السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقدر رحته فهذا يتضمن طلب وقايتهم من سيئات العمال‬
‫وعقوباتا الت تسوء صاحبها فإنه سبحانه مت وقاهم عمل السيء وقاهم جزاء السيء وإن‬
‫كان قوله و من تق ال سيئات يومئذ ف قد رح ته أظ هر ف عقوبات العمال الطلوب وقايت هم‬
‫يومئذ فإن قيل فقد سألوه سبحانه أن يقيهم عذاب الحيم وهذا هو وقاية العقوبات السيئة‬
‫فدل على أن الراد السيئة الت سألوا وقايتها العمال السيئة ويكون الذى سأله اللئكة نظي‬
‫ما ستعاذ منه النب صلى ال عليه وسلم ول يرد على هذا قوله يومئذ فإن الطلوب وقل شرور‬
‫سيئات العمال ذلك اليوم و هى سيئات ف نفسها ق يل وقا ية ال سيئات نوعان أحدها وقا ية‬
‫فعل ها بالتوف يق فل ت صدر م نه والثا ن وقا ية جزائ ها بالغفرة فل يعا قب علي ها فتضم نت ال ية‬
‫سؤال المرين والظرف تقييد للجملة الشرط ية ل بالملة الطلبية وتأمل ما تضمنه هذا الب‬
‫عن اللئكة من مدحهم باليان والعمل الصال والحسان إل الؤمني بالستغفار لم‬
‫وقدموا بي يدي ا ستغفارهم وتو سلهم إل ال سبحانه بسعة عل مه و سعة رحته ف سعة عل مه‬
‫يتض من عل مه بذنوب م وأ سبابا وضعف هم عن الع صمة وا ستيلء عدو هم وأنف سهم وهوا هم‬
‫وطباعهم ومازين لم من الدنيا وزينتها وعلمه بم إذا نشأهم من الرض وإذا هم أجنة ف‬
‫بطون أمهاتم وعلمه السابق بأنم ل بد أن يعصوه وأنه يب العفو والغفرة وغي ذلك من‬
‫سعة علمه الذي ل ييط به أحد سواه وسعة رحته تتضمن أنه ل يهلك عليه أحد من الؤمني‬
‫به من أهل توحيده ومبته فإنه واسه الرحة ل يرج عن دائرة رحته إل الشقياء ول أشقى‬
‫من ل تسعه رحته الت وسعت كل شيء ث سألوه أن يغفر للتائبي الذين اتبعوا سبيله وهو‬
‫صراطه الو صل إل يه الذى هو معرف ته ومب ته وطاع ته في ما أ مر وترك ما يكره واتبعوا ال سبيل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الذي يبها ث سألوه أن يقيهم عذاب الح يم وأن يدخل هم والؤمن ي من أصولم وفروع هم‬
‫وأزواجهم جنات عدن الت وعدهم با وهو سبحانه وإن صلى ال عليه وسلم كان ل يلف‬
‫اليعاد فإنه وعدهم با بأسباب من جلتها دعاء اللئكة لم بأن يدخلهم إياها يدخلونا برحته‬
‫الت منها أن وفقهم لعمالا وأقام ملئكته يدعون لم بدخلولا ث أخب سبحانه عن ملئكته‬
‫أنم قالوا عقيب هذه الدعوة العز يز الكيم أي مصدر ذلك و سببه وغايته صادر عن كمال‬
‫قدرتك وكمال علمك فإن العزة كمال القدرة والكمة كمال العلم وباتي الصفتي يقضي‬
‫سبحانه وتعال ما يشاء ويأ مر وين هى ويث يب ويعا قب فهاتان ال صفتان م صدر اللق وال مر‬
‫والقصود أن عقوبات السيئات تتنوع إل عقوبات شرعية وعقوبات قدرية وهي إما ف القلب‬
‫وإما ف البدن وإما فيهما وعقوبات ف دار البزخ بعد الوت وعقوبات يوم عود الجسام ف‬
‫الدار الخرة فالذنب ل ولو من عقوبة البتة ولكن لهل العبد ل يشعر با هو فيه من العقوبة‬
‫لنه بنلة السكران‬
‫والخدر والنائم الذي ل يشعو بالل فإذا استيقظ وصحي أحسن بالؤل فترتب العقوبات على‬
‫الذنوب كترتب النار والكسر على النكسار والغتراف على الاء وفساد البدن على السموم‬
‫والمراض لل سباب الال بة ل ا و قد تقارن الضرة للذ نب و قد تتأ خر ع نه إ ما ي سي وإ ما مدة‬
‫كما يتأخر الرض عن سببه أن يقارنه وكثيا ما يقع الغلط للعبد ف هذا القام ويذنب الذنب‬
‫فل يري أثره عقي به ول يدري أ نه يع مل وعمله على التدر يج شيئا فشيئا ك ما تع مل ال سموم‬
‫والشياءالضارة حذو القذة بالقذة فإن تدارك الع بد نف سه بالدو ية وال ستفراغ والم ية وإل‬
‫ف هو صائر إل اللك هذا إذا كان ذن با واحدا ل يتدار كه ب ا يز يل أثره فك يف بالذ نب على‬
‫الذنب كل يوم وكل ساعة وال الستعان‬
‫فصل‬
‫فا ستحضر ب عض العقوبات ال ت رتب ها ال سبحانه وتعال على الذنوب وجوز و صولا إل يك‬
‫واجعل ذلك داعيا للنفس إل هجرانا وأنا أسوق إليك منها طرفا يكفي العاقل مع التصديق‬
‫ببعضضه فمنهضا التضم على القلوب والسضاع والغشاوة على البصضار والقفال على القلوب‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وجعل الكنة عليها والر ين عليها والطبع علي ها وتقليب الفئدة والبصار واليلولة ب ي الرأ‬
‫وقل به واغفال القلب عن ذ كر الرب وإن ساء الع بد نف سه وترك إرادة ال تطه ي القلب وج عل‬
‫ال صدر ضي قا حر جا كأن ا ي صعد ف ال سماء و صرف القلوب عن ال ق وزيادت ا مر ضا على‬
‫مرضها وإركاسها وإنكاسها الجاشعي تقى ! سوسة كما ذكر المام أحد عن حذيفة ابن‬
‫اليمان ر ضي ال ع نه أ نه قال القلوب أرب عة فقلب أجرد ف يه سراج يز هر فذلك قلب الؤ من‬
‫وقلب أغلف فذلك قلب الكافضر وقلب منكوس فذلك قلب النافضق وقلب تده مادتان مادة‬
‫إيان ومادة نفاق وهو لا غلب عليه منهما ومنها التثبط عن الطاعة والبتعاد عنها ومنها جعل‬
‫القلب أصم ل يسمع الق أبكم ل ينطق به أعمى ل يراه فيصي النسبة بي القلب وبي الق‬
‫الذى ل ينفعضه غيه كالنسضبة بيض أذن الصضم والصضوات وعيض العمضى واللوان ولسضان‬
‫الخرس والكلم وبذا يعلم أن الصضم والبكضم والعمضى للقلب بالذات والقيقضة والوارح‬
‫بالفرض والتبعية فإنا ل تعمى البصار ولكن تعمى القلوب الت ف الصدور وليس الراد نفى‬
‫العمى السي عن البصر كيف وقد قال تعال ليس على العمى حرج وقال عبس وتول أن‬
‫جاءه العمى وإنا الراد أن العمى التام على القيقة عمي القلب حت أن عمي البصر بالنسبة‬
‫إل يه كالع مى ح ت ي صح نف يه بالن سبة ال كماله وقو ته ك ما قال ال نب صلى ال عل يه و سلم‬
‫ليس الشديد بالصرعة ولكن الذي يلك نفسه عند الغضب وقوله صلى ال عليه وسلم ليس‬
‫السكي بالطواف الذى ترده اللقمة واللقمتان ولكن السكي الذى ل يسئل الناس ول يفطن‬
‫له فيت صدق عل يه ونظائره كثية والق صود أن من عقوبات العا صي ج عل القلب أع مى أ صم‬
‫أب كم ومن ها ال سف بالقلب ك ما ي سف بالكان و ما ف يه فيخ سف به إل أ سفل سافلي‬
‫وصاحبه ل يشعر وعلمة السف به أنه ل يزال جوال حول السفليات والقاذورات والراذائل‬
‫كمضا أن القلب الذى رفعضه ال وقربضه إليضه ل يزال جوال حول الب واليض ومعال المور‬
‫والعمال والقوال والخلق قال بعضض السضلف إن هذه القلوب جوالة فضم ‪4‬ناض مضا يول‬
‫حول العرش ومنها ما يول حول الشر ومنها مسخ القلب فيمسخ كما تسخ الصورة فيصي‬
‫القلب على قلب اليوان الذي شاب ه ف أخلقه وأعماله و طبيعته فمن القلوب ما يسخ على‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قلب خنير لشدة شبه صاحبه به ومنها ما يسخ على خلق كلب أو حار أو حية أو عقرب‬
‫وغي ذلك وهذا تأويل سفيان بن عيينة ف قوله تعال وما من دابة ف الرض ول طائر يطي‬
‫بناحيه ال أمم أمثالكم قال منهم من يكون على أخلق السباع العادية ومنهم من يكون على‬
‫أخلق الكلب وأخلق الناز ير وأخلق الم ي ومن هم من يتطوس ف ثيا به ل ما بتطوس‬
‫الطاووس ف ريشه ومنهم من يكون بليد كالمار ومنهم من يؤثر على نفسه كالديك ومنهم‬
‫من يألف ويؤلف كالمام ومنهم القود كالمل ومنهم الذى هو خي كله كالغنم ومنهم‬
‫أشباه الذئاب ومنهم أشباه الثعالب الت يروغ كروغانا وقد شبه ال تعال أهل الهل والغى‬
‫بال مر تارة وبالكلب تارة وبالنعام تارة وتقوي هذه الشاب ة باط نا ح ت تظ هر ف ال صورة‬
‫الظاهرة ظهورا خف يا يراه التفرسون ويظهر ف العمال ظهورا يراه كل أحد ول يزال يقوي‬
‫حتض تعلو الصضورة فنقلب له الصضورة بإذن ال وهضو السضخ التام فيقلب ال سضبحانه وتعال‬
‫ال صورة الظاهرة على صورة ذلك اليوان ك ما ف عل باليهود وأشباه هم ويف عل بقوم من هذه‬
‫ال مة وي سخم قردة وخناز ير ف سبحان ال كم من قلب منكوس و صاحبه ل يش عر وقلب‬
‫مسوخ وقلب مسوف به وكم من مفتون بثناء الناس عليه ومغرور بستر ال عليه ومستدرج‬
‫بن عم ال عل يه و كل هذه عقوبات وإها نة وي ظن الا هل أن ا كرا مة ومن ها م كر ال بالا كر‬
‫ومادعته للمخادع واستهزاؤه بالستهزىء وإزاغته لقلب الزائغ عن الق ومنها نكس القلب‬
‫حت يرى الباطل حقا والق باطل والعروف منكرا والنكر معروفا ويفسد ويرى أنه يصلح‬
‫وي صد عن سبيل ال و هو يرى أ نه يد عى إلي ها ويشتري الضللة بالدى و هو يرى أ نه على‬
‫الدى ويت بع هواه و هو يز عم أ نه مط يع لوله و كل هذا من عقوبات الذنوب القلوب ومن ها‬
‫حجاب القلب عن الرب ف الدنيا والجاب الكب يوم القيامة كما قال تعال كل إنم عن‬
‫رب م يومئذ لحجوبون فمنعت هم الذنوب أن يقطعوا ال سافة بين هم وب ي قلوب م في صلوا الي ها‬
‫فيوا ما ي صلحها ويزكي ها و ما يف سدها ويشقي ها وإن يقطعوا ال سافة ب ي قلوب م وب ي رب م‬
‫فت صل القلوب إل يه فتفوز بقر به وكرام ته وتقر به عي نا وتط يب به نف سا بل كا نت الذنوب‬
‫حجابا بينهم وبي قلوبم وحجابا بينهم وبي ربم وخالقهم ومنها العيشة الضنك ف الدنيا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وفض البزخ والعذاب فض الخرة قال تعال ومضن أعرض عضن ذكرى فإن له معيشضة ضنكضا‬
‫ونشره يوم القيا مة أع مى وف سرت العي شة الض نك بعذاب ال قب ول ر يب أ نه من العي شة‬
‫الض نك وال ية تتناول ما هو أ عم م نه وإن كا نت نكرة ف سياق الثبات فإن عموم ها من‬
‫حيث العن فإنه سبحانه رتب العيشة الضنك على العراض عن ذكره فالعرض ع نه له من‬
‫ضنك العيشة بسب إعراضه وإن تنعم ف الدنيا بأصناف النعم ففي قلبه من الوحشة والذل‬
‫والسضرات التض يقطضع القلوب والمانض الباطلة والعذاب الاضضر مضا فيضه وإناض تواريضه عنضد‬
‫سكرات الشهوات والعشق وحب الدنيا والرياسة إن ل ينضم إل ذلك سكر المر فسكرها‬
‫هذه المور أعظم من سكر المر فإنه يفيق صاحبه ويصحوا وسكر الوى وحب الدنيا ل‬
‫يصحوا صاحبه إل إذا سكر ف عسكر الموات فالعيشة الضنك لزمة لن أعرض عن ذكر‬
‫ال الذي أنزله على رسوله صلى ال عليه وسلم ف دنياه وف البزخ ويوم معاده ول تقر العي‬
‫ول يهدى القلب ول تطمئن النفس إل بألها ومعبودها الذى هو حق وكل معبود سواه باطل‬
‫فمن قرت عينه بال قرت به كل عي ومن ل تقر عينه بال تقطعت الدنيا حسرات وال تعال‬
‫إنا جعل الياة الطيبة لن آمن بال وعمل صالا كما قال تعال من عمل صالا من ذكر أو‬
‫أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون فضمن لهل‬
‫اليان والعمل الصال الزاء ف الدنيا بالياة الطيبة والسن يوم القيامة فلهم أطيب الياتي‬
‫وهضم أحياء فض الداريضن ونظيض هذا قوله تعال وللذيضن أحسضنوا فض هذه الدنيضا حسضنة ولدار‬
‫الخرة خ ي ولن عم دار التق ي ونظي ها قوله تعال وأن ا ستغفروا رب كم ث توبوا إل يه يتع كم‬
‫متاعا حسنا إل أجل م سمى ويؤت كل ذي ف ضل فضله ففاز التقون الحسنون بنعيم الدنيا‬
‫والخرة الياة الطي بة ف الدار ين فإن ط يب الن فس و سرور القلب وفر حه ولذ ته وابتها جه‬
‫وطمأنين ته وانشرا حه ونوره و سعته وعافي ته من ترك الشهوات الحر مة والشبهات الباطلة هو‬
‫القي قة ول ن سبة لنع يم البدن إل يه ف قد قال ب عض من ذاق هذه اللذة لو علم اللوك وأبناء ما‬
‫نن فيه لالدونا عليه بالسيوف وقال آخر إنه ير بالقلب أوقات أقول فيها إن أهل النة ف‬
‫مثل هذا إنم لفى عيش طيب وقال الخر إن ف الدنيا جنة هى ف الدنيا كالنة ف الخرة‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من ل يدخلها ل يدخل جنة الخرة وقد أشار النب صلى ال عليه وسلم ال هذه النة بقوله‬
‫إذا مررت برياض النة فارتعوا قالوا وما رياض النة قال حلق الذكر وقال ما بي بيت ومنبي‬
‫رو ضة من رياض ال نة ولت ظن أن قوله تعال ان البرار ل في نع يم وإن الفجار ل في جح يم‬
‫يتص بيوم العاد فقط بل هؤلء ف نعيم ف دورهم الثلثة وهؤلء ف جحيم ف دورهم الثلثة‬
‫وأي لذة ونعيم ف الدنيا أطيب من بر‬
‫القلب وسلمة الصدر ومعرفة الرب تعال ومبته والعمل على موافقته وهل عيش ف القيقة‬
‫ال عيش القلب السليم وقد أثن ال تعال على خليله عليه السلم بسلمة القلب فقال وإن من‬
‫شيعته لبراهيم إذا جاء ربه بقلب سليم وقال حاكيا عنه أنه قال يوم ل ينفع مال ول بنون إل‬
‫من أ تى ال بقلب سليم والقلب ال سليم هو الذى سلم من الشرك وال غل وال قد وال سد‬
‫والشح والكب وحب الدنيا والرياسة فسلم من كل آفة تبعده من ال وسلم من كل شبهة‬
‫تعارض خبه ومن كل شهوة تعارض أمره وسلم من كل إرادة تزاحم مراده وسلم من كل‬
‫قاطع يقطعه عن ال فهذا القلب السليم ف جنة معجلة ف الدنيا وف جنة ف البزخ وف جنة‬
‫يوم العاد ول نص له سلمته ‪ 56‬ح ت ي سلم من خ سة أشياء من شرك ينا قض التوح يد‬
‫وبدعة تالف السنة وشهوة تالف المر وغفلة تناقض الذكر وهو يناقض التجريد والخلص‬
‫يعم وهذه المسة حجب عن ال وتت كل واحد منها أنواع كثية تتضمن أفراد الشخاص‬
‫ل تصر ولذلك اشتدت حاجة العبد بل ضرورته إل أن يسأل ال أن يهديه الصراط الستقيم‬
‫فليس العبد أحوج ال شيء منه ال هذه الدعوة وليس شيء أنفع منها فان الصراط الستقيم‬
‫يتضمن علوما وإرادة وأعمال وتروكا ظاهرة وباطنة تري عليه كل وقت فتفاصيل الصراط‬
‫الستقيم قد يعلمها العبد وقد ل يعلمها وقد يكون ما ل يعلمه أكثر ما يعلمه وما يعلمه قد‬
‫يقدر عليه وقد ل يقدر عليه وهو من الصراط الستقيم وإن عجز عنه وما يقدر عليه قد تريده‬
‫نفسه وقد ل تريده كسل وتاونا أو لقيام مانع وغي ذلك وما تريده قد يفعله وقد ل يفعله‬
‫و ما يفعله قد يقوم بشروط الخلص و قد ل يقوم و ما يقوم ف يه بشروط الخلص قد يقوم‬
‫فيه بكمال التابعة وقد ل يقوم وما يقوم فيه بالتابعة قد يثبت عليه وقد صرف قلبه عنه وهذا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كله واقع سار ف اللق فمستقل ومستكثر وليس ف طباع العبد الداية إل ذلك كله بل مت‬
‫وكل إل طباعه حيل بينه وبي ذلك وهذا هو الركاس الذي أركس ال به النافقي بذنوبم‬
‫فاعاد هم إل طباع هم و ما خل قت عل يه نفو سهم من ال هل والظلم والرب تبارك وتعال على‬
‫صراط مستقيم ف قضائه وقدره وأمر ونيه فيهدي من يشاء ال صراط مستقيم بفضله ورحته‬
‫وجعضل الدايضة حيضث ت صلح ويصضرف من يشاء عن صضراط مسضتقيم بعدله وحكمتضه لعدم‬
‫صلحية الحل وذلك موجب صراط الستقيم الذي هو عليه فهو على صراط مستقيم ونصب‬
‫لعباده من أمره مستقيما دعاهم جيعا إليه حجة منه وعدل وهدى من يشاء منهم إل سلوكه‬
‫نع مة م نه وفضل ول يرج بذا العدل وهذا الف ضل عن صراطه ال ستقيم الذي هو عل يه فإذا‬
‫كان يوم القيامة نصب للقه صراطا مستقيما يوصلهم إل جنته ث صرف عنه من صرف عنه‬
‫ف الدن يا وأقام من أقام ف الدن يا وج عل نو الؤمن ي به وبر سوله و ما جاء به الذي كان ف‬
‫قلوبم ف الدنيا نورا ظاهرا لم يسعى بي أيديهم وبأيانم ف ظلمة الشر وحفظ‬
‫عليهم نورهم حت يقطعوه كما حفظ عليهم اليان حت لقوه وأطفى نور النافقي أحوج ما‬
‫كانوا إليه كما أطفأه من قلوبم ف الدنيا وأقام أعمال العصاة بنبت الصراط كلليب وحسكا‬
‫تطفهم كما تطفهم ف الدنيا عن الستقامة عليه قدر سيهم وسرعتهم إليه ف الدنيا ونصب‬
‫للمؤمني حوضا يشربون منه بازاء شربم من شرعه ف الدنيا وحرم من الشرب منه هناك من‬
‫حرم الشرب من شر عه ودي نه هه نا فنظروا إل الخرة كأن ا رأى ع ي وتأ مل ولك مل ال‬
‫سضبحانه فض الداريضن تعلم حينئذ علمضا يقينضا لشضك فيضه أن الدنيضا مزرعضة الخرة وعنواناض‬
‫وانوذجها وأن منازل الناس فيها من السعادة حسب منازلم ف هذه الدار ف اليان والعمل‬
‫ال صال وضد ها وبال التوف يق ف من أع ظم عقوبات الذنوب الروج عن ال صراط ف الدن يا‬
‫والخرة‬
‫فصل‬
‫ولا كانت الذنوب متفاوتة ف درجاتا ومفاسدها تفاوت عقوباتا ف الدنيا والخرة بسب‬
‫تفاوت ا ون ن نذكر فيها بعون ال ف صل وجيزا جام عا فتقول أ صلها نوعان ترك مأمور وفعل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫مضور وها الذنبان اللذان ابتلى ال سبحانه أبوي علمن والنس بما وكلها ينقسم باعتبار‬
‫مله إل ظا هر على الوارح وباط نا ف القلوب وباعتبار متعل قة إل حق ال و حق خل قه وإن‬
‫كان كل حق لل قه ف هو متض من ل قه ل كن سى ح قا للخلق ل نه ي ب بطالبت هم وي سقط‬
‫با سقاطهم ث هذه الذنوب تنق سم إل أرب عة أق سام ملك ية وشيطان ية و سبعية وبيمية ل ترج‬
‫عن ذلك فإن الذنوب اللك ية أن من يتعا طا ما ل ي صلح له من صفات الربوب ية كالعظ مة‬
‫وال كبياء والبوت والق هر والعلو والظلم وا ستعباد اللق ون و ذلك ويد خل ف هذا الشرك‬
‫بالرب تعال و هو نوعان شرك به ف أ سائه و صفاته وج عل آل ة أخرى م عه وشرك به ف‬
‫معاملته وهذا الثان قد ل يوجب دخول النار وإن أحبط العمل الذي أشرك فيه مع ال غيه‬
‫وهذا الق سم أع ظم أنواع الذنوب ويد خل ف يه القول على ال بل علم ف خل قه وأمره ف من‬
‫كان من أهل هذه الذنوب فقد نازع ال سبحانه ربوبي ته وملكيه وج عل له ندا وهذا أعظم‬
‫الذنوب عند ال ول ينفع معه عمل‬
‫فصل‬
‫وأ ما الشيطان ية فالتش به بالشيطان ف ال سد والب غي وال غش وال غل والذاع وال كر وال مر‬
‫بعا صي ال وت سينها والن هى عن طا عة ال وتجين ها والبتداع ف دي نه والدعوة إل البدع‬
‫والضلل وهذا النوع يلى النوع الول ف الفسدة وإن كانت مفسدته دونه‬
‫فصل‬
‫وأمضا السضبعية فذنوب العدوان والغضضب وسضفك الدماء والتوثضب على الضعفاء والعاجزيضن‬
‫ويتولد منهضا أنواع أذي النوع النسضان والرأة على الظلم والعدوان وأمضا الذنوب البهيميضة‬
‫فمثل الشرة قضاء شهوة البطن والفرج ومنها يتولد الزنا والسرقة وأكل أموال اليتامى والبخل‬
‫والشح والب واللع والزع وغي ذلك وهذا القسم أكثر ذنوب اللق لعجزهم عن الذنوب‬
‫السبعية واللكية ومنه يدخلون إل سائر القسام فهو يرهم إليها‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بزمام فيدخلون منضه إل الذنوب السضبعية ثض إل الشيطانيضة ثض منازعضة الربوبيضة والشرك فض‬
‫الوحدان ية و من تأ مل هذا حق التأ مل تبي له ان الذنوب دهل يز الشرك والك فر ومناز عة ال‬
‫ربوبية‬

‫فصل‬
‫وقد دل القرآن وال سنة وإجاع الصحابة والتابعي بعدهم والئمة على أن من الذنوب كبائر‬
‫وصغائر قال ال تعال إن تتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وقال تعال والذين‬
‫يتنبون كبائر ال سم والفوا حش إل الل مم و ف ال صحيح ع نه صلى ال عل يه و سلم أ نه قال‬
‫ال صلوات ال مس والم عة إل الم عة ورمضان إل رمضان مكفرات ل ا بين هن إذا اجتن بت‬
‫الكبائر وهذه العمال الكفرة لا ثلث درجات أحدها أن تقصر عن تكفي الصغائر لضعفها‬
‫وضعف الخلص فيها والقيام بقوقها بنلة الدواء للضعيف الذى ينقص‬
‫عن مقاومة الداء كمية وكيفية الثانية أن تقاوم الصغائر ول ترتقي إل تكفي شىء من الكبائر‬
‫الثال ثة أن تقوى على تكف ي ال صغائر وتب قى في ها قوة تك فر ب ا ب عض الكبائر فتأ مل هذا فإ نه‬
‫يزيل عنك إشكالت كثية وف الصحيح عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال ال أنبئكم بأكب‬
‫الكبائر قلنضا بلى يضا رسضول فقال الشراك بال وعقوق الوالديضن وشهادة الزور وروي فض‬
‫الصحيح عنه صلى ال عليه وسلم اجتنبوا السبع الوبقات قيل‬
‫وما هن يا رسول ال قال الشراك بال والسحر وقتل النفس الت حرم ال ال بالق وأكل‬
‫مال اليتيم وأكل الربا والتول يوم الزحف وقذف الحصنات الغافلت الؤمنات وف الصحيح‬
‫عنه صلى ال عليه وسلم أنه سئل أي الذنب أكب عند ال قال أن تعل ل ندا وهو خلفك‬
‫قيل ث أى قال أن تقتل ولدك مافة أن يطعم معك قيل ث أي قال أن تزن بليلة جارك فأنزل‬
‫ال تعال تصديقها والذين ل يدعون مع ال إلا آخر ول يقتلون النفس الت حرم ال إل بالق‬
‫ول يزنون ال ية واختلف الناس ف الكبائر الشياط ي ل ا عدد ي صرها على قول ي ث الذ ين‬
‫قالوا بصرها اختلفوا ف عددها فقال عبد ال بن مسعود هي أربعة وقال عبدال بن عمر هى‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سبعة وقال عبد ال بن عمرو ابن العاص هي تسعة وقال غيه هي إحدى عشر وقال آخر هي‬
‫سبعون وقال أبو طالب الكى جعتها من أقوال الصحابة فوجدتا أربعة ف القلب وهى الشرك‬
‫بال والصرار على العصية والقنوط من رحة ال والمن من مكر ال وأربعة ف اللسان وهى‬
‫شهادة الزور وقذف الحصنات واليمي الغموس والسحر وثلثة ف البطن شرب المر وأكل‬
‫مال اليت يم وأ كل الر با واثنتان ف الفرج وه ا الز نا واللوا طة واثنان ف اليد ين وه ا الق تل‬
‫وال سرقة وواحدة ف الرجل ي و هى الفرار من الز حف وواحدة تتعلق بم يع ال سد و هى‬
‫عقوق الوالدين والذين ل يصروها بعدد منهم من قال كلما نى ال ف القرآن فهو كبية وما‬
‫نى عنه الرسول صلى ال عليه وسلم فهو صغية وقالت طائفة ما اقترن بالنهى عنه وعيد من‬
‫لعن أو غضب أو عقوبة فهو كبية ومال يقرن به من ذلك شىء فهو صغية وقيل كلما رتب‬
‫عل يه حد ف الدن يا أو وع يد ف الخرة ف هو كبية و ما ل ير تب عل يه ل هذا ول هذا ف هو‬
‫صغية وقيل كلما اتفقت الشرائع على تريه فهو من الكبائر وما كان تريه ف شريعة دون‬
‫شريعة فهو صغية وقيل كلما لعن ال أو رسوله فاعله فهو كبية وقيل كلما ذكر من أول‬
‫سورة النساء إل قوله أن تتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم والذين ل يقسموها‬
‫إل كبائر وصغائر قالوا الذنوب كلها بالنسبة ال ال سبحانه معصيته ومالفة أمره كبائر فانظر‬
‫ال من عصى أمره وانتهك مارمه توجب أن تكون الذنوب كلها كبائر وهى مستوية ف هذه‬
‫الفسدة قالوا ويوضح هذا إن ال سبحانه ل نضره الذنوب‬
‫ول يتأثر با فل يكون بعضها بالنسبة اليه أكب من بعض فلم ي بق إل مرد معصيته ومالفته‬
‫ول فرق ف ذلك بي ذنب وذنب قالوا ويدل عليه أن مفسدة الذنب تابعة للجراءة والثواثب‬
‫على حق الرب تبارك وتعال ولذا لو شرب ر جل خرا أو و طأ فر جا حرا ما و هو ل يعت قد‬
‫تريه لكان قد جع بي الهل وبي مفسدة ارتكاب الرام ولو ف عل ذلك من يعتقد تريه‬
‫لكان أ ت با حد الف سدتي و هو الذى ي ستحق العقو بة دون الول أن مف سدة الذ نب تاب عة‬
‫للجراءة والتوثب قالوا ويدل على هذا أن العصية تتضمن الستهانة بأمر الطاع ونيه وإنتهاك‬
‫حرمته وهذا ل فرق فيه بي ذنب وذنب قالوا فل ينظر العبد إل كب الذنب وصغره ف نفسه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولكن ينظر إل قدر من عصاه وعظمته وإنتهاك حرمته بالعصية وهذا ل يقترن فيه الال بي‬
‫معصية ومعصية فإن ملكا عظيما مطاعا لو أمر أحد ملوكيه أن يذهب ف مهم له إل بلد بعيد‬
‫وأمر آخر أن يذهب ف شغل له إل جانب الدار فعصياه وخالفا أمره لكانا ف مقته والسقوط‬
‫من عي نه سواء قالوا ولذا كا نت مع صية من ترك ال ج من م كة وترك الم عة و هو جار‬
‫السجد أقبح عند ال من معصية من تركه من الكان البعيد هذا أكثر من هذا ولو كان مع‬
‫رجل مائتا درهم فمنع زكاتا ومع آخر مائتا ألف درهم فمنع زكاتا ل يستويا ف منع ما‬
‫وجب على كل واحد منهما وليبعد استواؤها ف العقوبة إذا كان كل منهما مصر على منع‬
‫قليل كان الال أو كثيا‬

‫الواب الكاف ‪10‬‬


‫فصل‬
‫وكشف الغطاء عن هذه السألة أن يقال إن ال عز وجل أرسل رسله وأنزل كتبه وخلق‬
‫السموات والرض ليعرف ويعبد ويوجد ويكون الدين كله له والطاعة كلها له والدعوة له‬
‫كما قال تعال وما خلقت علمن والنس إل ليعبدون وقال تعال وماخلقنا السموات‬
‫والرض وما بينهما إل بالق وقال تعال ال الذي خلق سبع سوات ومن الرض مثلهن يتنل‬
‫المر بينهن لتعلموا أن ال على كل شيء قدير وأن ال قد أحاط بكل شيء علما وقال تعال‬
‫جعل ال الكعبة البيت الرام قياما للناس والشهر الرام والدى والقلئد ذلك لتعلموا أن ال‬
‫يعلم ما ف السموات والرض وأن ال بكل شيء عليم فأخب سبحانه أن القصد باللق والمر‬
‫ان يعرف باسائه وصفاته ويعبد وحده ليشرك به وأن يقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي‬
‫قامت به السموات والرض كما قال تعال لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب‬
‫واليزان ليقوم الناس بالقسط فأخب سبحانه أنه أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط‬
‫وهو العدل ومن أعظم القسط التوحيد بل هو رأس العدل وقوامه وأن الشرك ظلم كما قال‬
‫تعال إن الشرك لظلم عظيم فالشرك أظلم الظلم والتوحيد أعدل العدل فما كان أشد منافاة‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لذا القصود فهو أكب الكبائر وتفاوتا ف درجاتا بسب منافاتا له وما كان أشد موافقة لذا‬
‫القصود فهو أوجب الواجبات وأفرض الطاعات فتأمل هذا الصل حق التأمل واعتب به‬
‫تفاصيله تعرف به أحكم الاكمي وأعلم العالي فيما عباده وحرمه عليهم وتفاوت مراتب‬
‫الطاعات والعاصي فلما كان الشرك بال منافيا بالذات لذا القصود كان أكب الكبائر على‬
‫الطلق وحرم ال النة على كل يوم وأباح دمه وماله وأهله لهل التوحيد وأن يتخذوهم‬
‫عبيدا لم لا تركوا القيام بعبوديته وأب ال سبحانه من يوم عمل فيه شفاعة أو يستجيب له ف‬
‫الخرة دعوة له عشرة فإن الشرك أجهل الاهلي بال حيث جعل له من خلقه ندا وذلك‬
‫غاية الهل به كما أنه غاية الظلم منه وإن كان الشرك ل يظلم ربه وإنا ظلم نفسه ووقعت‬
‫مسألة وهى أن الشرك إنا قصده تعظيم جناب الرب تبارك وتعال أو انه لعظمته ل ينبغي‬
‫الدخول عليه إل بالوسائط والشفعاء كحال اللوك فالشرك ل يقصد الستهانة بناب الربوبية‬
‫وإنا قصد تعظيمه وقال إنا أعبد هذه الوسائط لتقربن إليه وتدخلن عليه فهو القصود وهذه‬
‫وسائل وشفعاء فلم كان هذا القدر موجب لسخطه وغضبه تبارك وتعال وملدا ف النار‬
‫وموجبا سفك دماء أصحابه واستباحة حريهم وأموالم وترتب على هذا سؤال آخر وهو أنه‬
‫الشياطي يوز أن يشرع‬
‫ال سبحانه لعباده التقرب إليه بالشفعاء والوسائط فيكون تري هذا إنا استفيد من راحم أم‬
‫ذلك قبيح ف الفطر والعقول يتنع أن تأت به شريعة بل جاءت بتقرير ما ف الفطر والعقول من‬
‫قبحه الذي هو أقبح من كل قبيح وما السبب ف كونه ليغفره من دون سائر الذنوب كما‬
‫قال تعال إن ال ل يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لن يشاء فتأمل هذا السؤال واجع‬
‫قلبك جوابه ول تستهونه فإن به يصل الفرق بي الشركي والوحدين والعالي بال‬
‫والاهلي وأهل النة وأهل النار فتقول وبال التوفيق والتأييد ومنه نستمد العونة والتسديد‬
‫فإنه من يهدى ال فهو الهتد ومن يضلل فل هادى له ول مانع لا أعطى ول معطى لا منع‬
‫الشرك شركان شرك بتعلق بذات العبود وأسائه وصفاته وأفعاله وشرك ف عبادته ومعاملته‬
‫وإن كان صاحبه يعتقد أنه سبحانه لشريك له ف ذاته ول ف صفاته ول ف أفعاله والشرك‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الول نوعان أحدها شرك التعطيل وهو أقبح أنواع الشرك كشرك والرذائل إذ قال وما رب‬
‫العالي وقال تعال‬
‫مبا عنه أنه قال وقال والرذائل يا هامان ابن ل صرحا لعلى أطلع ال اله موسى وإن لظنه‬
‫كاذبا فالشرك والتعطيل متلزمان فكل يوم معطل وكل معطل يوم لكن ل يستلزم أصل‬
‫التعطيل بل قد يكون الشرك مقرا بالالق سبحانه وصفاته ولكن عطل حق التوحيد وأصل‬
‫الشرك وقاعدته الت ترجع إليها هو التعطيل وهو ثلثة أقسام تعطيل الصنوع عن صانعه‬
‫وخالقه وتعطيل الصانع سبحانه عن كماله القدس بتعطيل أسائه وصفاته وأفعاله وتعطيل‬
‫معاملته عما يب على العبد من حقيقة التوحيد ومن هذا شرك طائفة أهل وحدة الوجود‬
‫الذين يقولون ما ث خالق وملوق ويقولون ههنا شيئا بل الق النه وهو عي اللق الشبه‬
‫ومنه شرك اللحدة القائلي مال العال وأبديته وأنه ل يكن معدوما أصل بل ل يزل ول يزال‬
‫والوادث باسرها مستندة عندهم إل أسباب ووسائط اقتضيت إيادها ليسمونا العقول‬
‫والنفوس ومن هذا شرك من عظيم أساء الرب تعال وأوصافه وأفعاله من غلة الهمية‬
‫والقرامطة فلم يثبتوا اسا ول صفة بل جعلوا الخلوق أكمل منه إذا كمال الذات بأسائها‬
‫وصفاتا‬
‫فصل‬
‫النوع الثان شرك من جعل معه إلا آخر ول يعطل أساءه وربوبيته وصفاته كشرك النصارى‬
‫الذي جعلوه ثلثة فجعلوا السيح إلا وأمه إلا ومن هذا شرك الجوس القائلي بإسناد حوادث‬
‫الي إل النور وحوادث الشر إل الظلمة ومن هذا شرك القدرية القائلي بان اليوان هو الذى‬
‫يلق أفعال نفسه وأنا تدث بدون وسلموا ال وقدرته وإرادته ولذا كانوا من أشباه‬
‫الجوس ومن هذا شرك الذي حاج إبراهيم ف ربه إذا قال إبراهيم رب الذي ييي وييت قال‬
‫أنا أحي وأميت فهذا جعل نفسه ندا ل ييي وييت‬
‫بزعمه كما ييي ال وييت فالزمه ابراهيم عليه السلم ورحة ال وبركاته ان طرد قولك أن‬
‫التيان بالشمس من غي الهة الت يأت ال با منها وليس هذا انتقال كما زعم بعض أهل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الدل بل الزاما على طرد الدليل أن كان حقا ومن هذا شرك كثي من يشرك بالكواكب‬
‫العلويات ويعلها أربابا مدبرة لمر هذا العال كما هو مذهب مشركى الصائبة وغيهم ومن‬
‫هذا شرك عباد الشمس وعباد النار وغيهم ومن هؤلء من يزعم أن معبوده هو الله على‬
‫القيقة ومنهم من يزعم أنه أكب اللة ومنهم من يزعم أنه إله من جلة‬
‫اللة وأنه إذا خصه بعبادته والتبتل إليه والنقطاع إليه أقبل عليه واعتن به ومنهم من يزعم أن‬
‫معبودهم الدن يقربه العبود الذي هو فوقه به إل من هو فوقه حت تقربه تلك اللة إل ال‬
‫سبحانه فتارة تكثر الوسائط وتارة ثقل‬
‫فصل‬
‫وأما الشرك ف العبادة فهو أسهل من هذا الشرك وأخف أمرا فانه يصدر من يعتقد أنه لإله‬
‫إل ال وأنه ل يضر ول ينفع ول يعطى ول ينع إل ال وأنه ل إله غيه ول رب سواه ولكن‬
‫ل يلص ل ف معاملته وعبوديته بل يعمل لظ نفسه تارة وطلب الدنيا تارة ولطلب الرفعة‬
‫والنلة والاه عند اللق تارة من عمله وسعيه نصيب ولنفسه وحظه وهوعه نصيب‬
‫وللشيطان نصيب وللخلق نصيب هذا حال أكثر الناس وهو الشرك الذي قال فيه النب صلى‬
‫ال عليه وسلم فيما رواه ابن حبان ف صحيحه الشرك ف هذه المة أخفى من دبيب النمل‬
‫قالوا وكيف ننجوا منه يا رسول ال قال اللهم إن أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم‬
‫وأستغفرك لا ل أعلم فالرياء كله شرك قال تعال قل إنا أنا بشر مثلكم يوحي إل إنا إلكم‬
‫إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فاليعمل عمل صالا ول يشرك بعبادة ربه أحدا أي كما‬
‫أنه إله واحد ل إله سواه فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده فكما تفرد باللية يب أن‬
‫يفرد بالعبودية فالعمل الصال هو الال من الرياء القيد بالسنة وكان من دعاء عمر بن‬
‫الطاب رضي ال عنه اللهم اجعل عملى كله صالا واجعله لوجهك خالصا ول تعل ل حد‬
‫فيه شيئا وهذا الشرك ف العبادة يبطل ثواب العمل وقد يعاقب عليه إذا كان العمل واجبا فإنه‬
‫ينله منلة من ل يعلمه فيعاقب على ترك المر فان ال سبحانه إنا أمر بعبادته خالصة قال‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫تعال وما أمروا ال ليعبدوا ال ملصي له الدين حنفاء فمن ل يلص ل ف عبادته ل يفعل ما‬
‫أمر‬
‫به بل الذي أت به شيء غي الأمور به فل يصح منه ويقول ال تعال أنا أغن الشركاء عن‬
‫الشرك فمن عمل عمل أشراك معى فيه غيي فهو للذى أشرك به وأنا منه برئ وهذا الشرك‬
‫ينقسم إل مغفور وغي مغفور وأكب وأصغر والنوع الول ينقسم إل كبي وأكب وليس شيء‬
‫منه مغفور فمنه الشرك بال ف الحبة والتعظيم بأن يب ملوقا كما يب ال فهذا من الشرك‬
‫الذي ل يغفره ال وهو الشرك الذى قال سبحانه فيه ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا‬
‫الية وقال أصحاب هذا الشرك للتهم وقد جعتهم‬
‫الحيم تال إن كما لفى ضلل مبي إذ نسويكم برب العالي ومعلوم أنم ما سووهم به‬
‫سبحانه ف اللق والرزق والماتة والحياء واللك والقدرة وإنا سووهم به ف الب والتأله‬
‫والضوع لم والتذلل وهذا غاية الهل والظلم فكيف يسوي من خلق من التراب برب‬
‫الرباب وكيف يسوي العبيد با لك الرقاب وكيف يسوي الفقي بالذات الضعيف بالذات‬
‫العاجز بالذات الحتاج بالذات الذي ليس له من ذاته ال العدم بالغن بالذات القادر بالذات‬
‫الذي غناه وقدرته وملكه وجوده وإحسانه وعلمه ورحته وكماله الطلق التام من‬
‫لوازم ذاته فأي ظلم أقبح من هذا وأى حكم أشد جورا منه حيث عدل من لعدل له يلقه‬
‫كما قال تعال المد ل الذى خلق السموات والرض وجعل الظلمات والنور ث الذين‬
‫كفروا بربم يعدلون فعدل الشرك من خلق السموات والرض وجعل الظلمات والنور بن ل‬
‫يلك لنفسه ول لغيه مثقال ذرة ف السموات ول ف الرض فيا لك من عدل تضمن أكب‬
‫الظلم وأقبحه‬
‫فصل‬
‫ويتبع هذا الشرك به سبحانه ف القوال والفعال والرادات والنيات فالشرك ف الفعال‬
‫كالسجود لغيه والطواف بغي بيته وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيه وتقبيل الحجار غي‬
‫الجر السود الذى هو يي ال ف الرض أو تقبيل القبور واستلمها والسجود لا وقد لعن‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النب صلى ال عليه وسلم من اتذ قبور النبياء والصالي مساجد يصلى ل فيها فكيف بن‬
‫أتذ القبور أوثانا يعبدها من دون ال وف الصحيحي‬
‫عنه أنه قال لعن ال اليهود والنصارى أتذوا قبور أنبيائهم مساجد وف الصحيح عنه أن‬
‫حلل الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد وف الصحيح‬
‫أيضا عنه أن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد أل فل تتخذوا القبور مساجد فأن‬
‫أناكم عن ذلك وف مسند المام أحد رضى ال عنه وصحيح ابن حبان عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم لعن ال زوارات القبور والتخذين عليها الساجد والسرج وقال اشتد غضب قوم اتذوا‬
‫قبور أنبيائهم مساجد وقال إن من كان قبلكم إذا مات فيهم الرجل الصال‬
‫بنوا على قبه مسجدا وصوروا فيه تلك الصورة أولئك حلل اللق عند ال يوم القيامة فهذا‬
‫حال من سجد ل ف مسجد على قب فكيف حال من سجد للقب بنفسه وقد قال النب صلى‬
‫ال عليه وسلم اللهم ل تعل قبي وثنا يعبد وقد حى النب صلى ال عليه وسلم جانب‬
‫التوحيد أعظم حاية حت نى عن صلة التطوع ل سبحانه عند طلوع الشمس وعند غروبا‬
‫لئل يكون ذريعة ال التشبه بعباد الشمس الذين يسجدون لا ف هاتي الالتي وسد الذريعة‬
‫بأن منع الصلة بعد العصر والصبح لتصال هذين الوقتي بالوقتي اللذين يسجد الشركون‬
‫فيهما للشمس وأما السجود لغي ال فقال لينبغي لحد أن يسجد لحد إل ل ول ينبغي ف‬
‫كلم ال ورسوله صلى ال عليه وسلم للذي هو ف غاية المتناع شرعا كقوله تعال وما‬
‫ينبغي للرحن أن يتخذ ولدا وقوله وما علمنا الشعر وما ينبغي له وقوله وما تنلت به‬
‫الشياطي وما ينبغي له وقوله عن اللئكة وما كان ينبغي لنا أن تتخذ من دونك من أولياء‬
‫فصل‬
‫ومن الشرك به سبحانه الشرك به ف اللفظ كاللف بغيه كما رواه أحد وأبو داود عنه صلى‬
‫ال عليه وسلم أنه قال من حلف بغي ال فقد أشرك وصححه الاكم وابن حبان ومن ذلك‬
‫قول القائل للمخلوق ما شاء ال وشئت كما ثبت عن النب صلى ال عليه وسلم أنه قال له‬
‫رجل ما شاء ال وشئت قال أجعلتن ل ندا قل ما شاء ال وحده وهذا مع أن ال قد أثبت‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫للعبد وسلموا كقوله لن شاء منكم أن يستقيم فكيف من يقول أنا متوكل على ال وعليك‬
‫وأنا ف حسب ال وحسبك ومال إل ال وأنت وهذا من ال ومنك وهذا من بركات ال‬
‫وبركاتك وال ل ف السماء وأنت ل ف الرض ويقول وال وحياة فلن أو يقول نذرا ل‬
‫ولفلن وأنا تائب ل ولفلن أو أرجوا ال وفلنا ونو ذلك فوازن بي هذه اللفاظ وبي قول‬
‫القائل ما شاء ال وشئت ث انظر أيهما أفحش يتبي لك أن قائلها أول لواب النب صلى ال‬
‫عليه وسلم لقائل تلك الكلمة وأنه إذا كان قد جعله ندا ل با فهذا قد جعل من ل يدان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم ف شيء من الشياء بل لعله أن يكون من أعدائه ندا لرب‬
‫العالي فالسجود والعبادة والتوكل والنابة والتقوى والشية والتحسب والتوبة والنذر‬
‫واللف والتسبيح والتكبي والتهليل والتحميد والستغفار وحلق الرأس خضوعا وتعبدا‬
‫والطواف بالبيت والدعاء كل ذلك مض حق ال ل يصلح ول ينبغي لسواه من ملك مقرب‬
‫ول نب مرسل وف مسند أحد المام أن رجل أتى به إل النب صلى ال عليه وسلم قد أذنب‬
‫ذنبا فلما وقف بي يديه قال اللهم إن أتوب إليك ول أتوب إل ممد فقال قد عرف الق‬
‫لهله‬
‫فصل‬
‫وأما الشرك ف الرادات والنيات فذلك البحر الذى ل ساحل له وقل من ينجو منه فمن أراد‬
‫بعمله غي وجه ال ونوى شيئا غي التقرب إليه وطلب الزاء منه فقد أشرك ف نيته وإرادته‬
‫والخلص أن يلص ل ف أفعاله وأقواله وإرادته ونيته وهذه هى النيفية ملة ابراهيم الت أمر‬
‫ال با عباده كلهم من أحد غيها وهى حقيقة السلم كما قال تعال ومن يبتغ غي السلم‬
‫دينا منه وهو ف الخرة من الاسرين وهى ملة ابراهيم عليه السلم الت من رغب عنها فهو‬
‫من أسفه السفهاء‬
‫فصل‬
‫وإذا عرفت هذه القدمة انفتح لك باب الواب عن السؤال الذكور فنقول ومن ال وحده‬
‫نستمد الصواب حقيقة الشرك هو التشبه بالالق والتشبيه للمخلوق به هذا هو التشبيه ف‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫القيقة ل اثبات صفات الكمال الت وصف ال با نفسه ووصفه با رسول ال صلى ال عليه‬
‫وسلم فعكس من نكس ال قلبه وأعمى عي بصيته وأركسه بلبسه المر وجعل التوحيد‬
‫تشبيها والتشبيه تعظيما وطاعة فالشرك مشبه للمخلوق بالالق ف خصائص اللية فإن من‬
‫خصائص اللية التفرد بلك الضر والنفع والعطاء والنع وذلك يوجب تعليق الدعاء والوف‬
‫والرجاء والتوكل به وحده فمن علق ذلك بخلوق فقد شبهه بالالق وجعل من ل يلك‬
‫لنفسه نفعا ول ضرا ول موتا ول حياة ول نشورا أفضل من غيه تشبيها بن له المر كله‬
‫فازمة المور كلها بيديه ومرجعها اليه فما شاء كان وما ل يشأ ل يكن ل مانع لا أعطى ول‬
‫معطى لا منع بل إذ فتح لعبده باب رحته ل يسكها أحد وإن أمسكها عنه ل يرسلها إليه‬
‫أحد فمن أقبح التشبيه تشبيه هذا العاجز الفقي بالذات بالقادر الغن بالذات ومن خصائص‬
‫اللية الكمال الطلق من جيع الوجوه الذي ل نقص فيه بوجه من الوجوه وذلك يوجب أن‬
‫تكون العبادة كلها له وحده والتعظيم والجلل والشية والدعاء والرجاء والنابة والتوكل‬
‫والستعانة وغاية الذل مع غاية الب كل ذلك يب عقل وشرعا وفطرة أن يكون له وحده‬
‫وينع عقل وشرعا وفطرة أن يكون لغيه فمن جعل شيئا من ذلك لغيه فقد شبه ذلك الغي‬
‫بن لشبيه له ولند له وذلك أقبح التشبيه وأبطله ولشدة قبحه وتضمنه غاية الظلم أخب‬
‫سبحانه عباده أنه ليغفره مع أنه‬
‫كتب على نفسه الرحة ومن خصائص اللية العبودية الت قامت على ساقي ل قوام لا‬
‫بدونما غاية الب مع غاية الذل هذا تام العبودية وتفاوت منازل اللق فيها بسب تفاوتم‬
‫ف هذين الصلي فمن أعطى حبه وذله وخضوعه لغي ال فقد شبهه به ف خالص حقه وهذا‬
‫من الحال أن تأت به شريعة من الشرائع وقبحه مستقر ف كل فطرة وعقل ولكن غيت‬
‫الشياطي فطر أكثر اللق وعقولم وأفسدتا عليهم واحتالتهم عنها ومضى على الفطرة الول‬
‫من سبقت له من ال السن فارسل اليهم رسله وأنزل عليهم كتبه با يوافق فطرهم وعقولم‬
‫فازدادوا بذلك نورا على نور يهدي ال لنوره من يشاء اذا عرف هذا فمن خصائص اللية‬
‫السجود فمن سجد لغيه فقد شبه الخلوق به ومنها التوكل فمن توكل على غيه فقد شبهه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫به ومنها التوبة فمن تاب لغيه فقد شبهه به ومنها اللف باسه تعظيما وإجلل فمن حلف‬
‫بغيه فقد شبهه به هذا ف جانب التشبيه وأما ف جانب التشبه به فمن تعاظم وتكب ودعا‬
‫الناس ال اطرائه ف الدح والتعظيم والضوع والرجاء وتعليق القلب به خوفا ورجاء والتجاء‬
‫واستعانة فقد بال ونازعه ف ربوبيته‬
‫وإليته وهو حقيقه بأن يهنيه غاية الوان ويذله غاية الذل ويعله تت أقدام خلقه وف‬
‫الصحيح عنه صلى ال عليه وسلم قال يقول ال عز وجل العظمة إزاري والكبياء ردائي فمن‬
‫نازعن واحدا منهما عذبته وإذا كان الصور الذي يصنع الصورة بيده من أشد الناس عذابا‬
‫يوم القيامة لتشبه بال ف مرد الصنعة فما الظن بالتشبه بال ف الربوبية واللية كما قال النب‬
‫صلى ال عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة‬
‫الصورون يقال لم أحيوا ما خلقتم وف الصحيحي عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال قال ال‬
‫عز وجل ومن أظلم من ذهب يلق خلقا كخلق فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعية فنبه بالذرة‬
‫والشعية على ما هو أعظم منهما وأكب والقصود أن هذا حال من تشبه به ف صنعة صورة‬
‫فكيف حال من تشبه به ف خواص ربوبيته وإليته وكذلك من تشبه به ف السم الذي ل‬
‫ينبغي إل ل وحده كملك الملك وحاكم الكام ونوه وقد ثبت ف الصحيح عنه صلى ال‬
‫عليه وسلم أنه قال أن أخنع الساء عند ال رجل يسمى بشاهان شاه ملك اللوك ول ملك‬
‫ال ال وف لفظ أغيظ ال رجل يسمى بلك الملك فهذا مقت ال وغضبه على من تشبه به‬
‫ف السم الذى ل ينبغي الله فهو سبحانه ملك اللوك وحده وهو حاكم الكام وحده فهو‬
‫الذى الكام كلهم ويقضي عليهم كلهم ل غيه‬

‫الواب الكاف ‪11‬‬


‫فصل‬
‫إذا تبي هذا فههنا أصل عظيم يكشف سر السألة وهو أن أعظم الذنوب عند ال إساءة الظن‬
‫به فان ال سيء به ال ظن قد ظن به خلف كماله القدس ف ظن به ما ينا قض أ ساؤه و صفاته‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولذا تو عد ال سبحانه الظان ي به ظن ال سوء ب ا ل يتو عد به غي هم ك ما قال تعال علي هم‬


‫دائرة السوء وغضب ال عليهم ولعنهم وأعد لم جهنم وساءت مصيا وقال تعال لن أنكر‬
‫صفة من صفاته وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فاصبحتم من من الاسرين وقال‬
‫تعال عن خليله ابراه يم إ نه قال لقو مه ماذا تعبدون أإف كا آل ة دون ال تريدون ف ما ظن كم‬
‫برب العالي أي فما ظنكم أي يازيكم به إذا لقيتموة وقد عبدت غيه وماذا ظننتم به حي‬
‫عبدت معه غيه وماظننتم باسائه وصفاته وربوبيته من النقص حت أحوجكم ذلك إل عبودية‬
‫غيه فلو ظننتم به ما هو أهله من أنه بكل شيء عليم وهو على كل شيء قدير وأنه غن عن‬
‫كل ما سواه وكل ما سواه فقي إليه وأنه قائم بالقسط على خلقه وأنه التفرد بتدبي خلقه ل‬
‫يشرك فيه غيه والعال بتفاصيل المور فل يفي عليه خافية من خلقه والكاف لم وحده فل‬
‫يتاج إل معيض والرحنض بذاتضه فل يتاج فض رحتضه إل مضن يسضتعطفه وهذا بلف اللوك‬
‫وغي هم من الرؤ ساء فأن م يتاج ال من يعرف هم أحوال الرع ية وحوائج هم إل من قضاء‬
‫حوائج هم ي بك من ي سترحهم وإل من ي ستعطفهم بالشفا عة فاحتاجوا إل الو سائط ضرورة‬
‫لاجتهم وضعفهم وعجزهم وقصور علمهم فأما القادر على كل شيء الغن عن كل شىء‬
‫الرح ن الرحيم الذى وسعت رحته كل شىء فادخال الو سائط بينه وب ي خلقه نقص ب ق‬
‫ربوبيته وإليته وتوحيده وظن به ظن سوء وهذا يستحيل ان يشرعه لعباده ويتنع ف العقول‬
‫والف طر وقب حه م ستقر ف ال سليمة فوق كل قب يح يو ضع هذا أن العا بد مع ظم لعبوده متأله‬
‫خا ضع ذل يل له ورب تعال وحده هو الذى ي ستحق كمال التعظ يم واللل والتأله والتذلل‬
‫والضوع وهذا خالص حقه فمن أقبح الظلم أن يعطى حقه لغيه أو يشرك بينه وبينه فيه ول‬
‫سيما الذى ج عل شري كه ف ح قه هو عبده وملو كه ك ما قال تعال ضرب ل كم مثل من‬
‫أنفسكم الشياطي لكم ما ملكت أيانكم من شركاء فيما رزقناكم الية أي إذا كان أحدكم‬
‫يأ نف أن يكون ملو كه شر يك له ف رز قه فك يف تعلون ل من عبيدي شركاء في ما أ نا به‬
‫متفرد وهو اللية الت لتنبغي لغيي ول تصح لسوائي فمن زعم ذلك فما قدرن حق قدري‬
‫ول عظمن حق عظمت ول أفردن با أنا متفرد به وحدي دون خلقى فما قدر ال بق قدره‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من عبد معه غيه كما قال تعال يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من‬
‫دون ال لن يلقوا ذبا با ولو اجتمعوا له إل قوله لقوي عز يز ف ما قدر ال حق قدره من ع بد‬
‫م عه غيه من خلق أض عف حيوان وأ صغر وإن ي سلبهم الذباب شيئا م ا عل يه ل يقدروا على‬
‫ال ستعاذة منه قال تعال وما قدروا ال حق قدره والرض جيعا قبض ته يوم القيامة الية فما‬
‫قدر من هذا شأنه وعظمته حق قدره من أشرك معه ف عبادته من ليس له شىء من ذلك البتة‬
‫بل هو أعجز‬
‫شىء وأضع فه ف ما قدر القوي العز يز حق قدره من أشرك م عه الضع يف الذل يل وكذلك ما‬
‫قدره حق قدره من قال أنه ل يرسل إل خلقه رسول ول أنزل كتابا بل نسبه إل مال يليق به‬
‫ول يسن منه من إهال خلقه وتضييعهم وتركهم سدي وخلقهم باطل عبثا وكذا ما قدره‬
‫حق قدره من ن في حقائق أ سائه ال سن و صفاته العلى فن فى سعه وب صره وإراد ته واختياره‬
‫وعلوه فوق خل قه وكل مه وتكلي مه ل ن شاء من خل قه ب ا ير يد ون فى عموم قدر ته وتعلق ها‬
‫بأفعال عباده من طاعتهم ومعاصيهم فأخرجها عن قدرته ومشيئته وجعلهم يلقون لنفسهم‬
‫مضا يشاؤن بدون مشيئه الرب فيكون فض ملكضه مال يشاء ويشاء مال يكون فتعال عضن قوله‬
‫اشباه الجوس علوا كبيا وكذلك ما قدره حق قدره من قال أ ! يعاقب عبده على مال يفعله‬
‫عبده ول له عليه قدرة ول تأثي له فيه البتة بل هو نفس فعل الرب جل جلله فيعاقب عبده‬
‫على فعله فهضو سبحانه الذي جب العبضد عل يه و جبه على الف عل أع ظم من أكراه الخلوق‬
‫للمخلوق وإذا كان من ال ستقر ف الف طر والعقول إن ال سيد لو أكره عبده على ف عل أو الأه‬
‫اليه ث عاقبه لكان قبيحا فأعدل العادلي وأحكم الاكمي وأرحم الراحي كيف يب العبد‬
‫على فعل ل يكون للعبد فيه صنع ول تأثي ول هو واقع بارادته ول فعله البتة ث يعاقب عليه‬
‫تعال ال عن ذلك علوا كبيا وقول هؤلء شر من أشباه قول الجوس والطائفتان ما قدر ال‬
‫حق قدره وكذلك ما قدره حق قدره من ل ي صنه عن ن ت ول حش ول مكان ير غب عن‬
‫ذكره بل جعله ف كل مكان وصانه عن عرشه أن يكون مستويا عليه إليه تصعد الكلم الطيب‬
‫والع مل ال صال يرف عه وتعرج اللئ كة والروح وتنل من عنده وتدبر ال مر من ال سماء إل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرض ث تعرج إليه فصانه عن استوائه على سرير اللك ث جعله ف كل مكان يأنف النسان‬
‫بل غيه من اليوان أن يكون فيه وما قد ال حق قدره من نفى حقيقة مبته ورحته ورأفته‬
‫ورضاه وغضبه ومقته ول من نفي حقيقة حكمته الت هي الغابات الحمودة القصودة بفعله‬
‫ول من ن فى حقي قة فعله ول ي عل له فعل اختيار يا يقوم به بل أفعاله مفعولت متف صلة ع نه‬
‫فن في حقي قة ميئه وإتيا نه وا ستوائه على عر شه وتكلي مه مو سى من جا نب الطور وميئه يوم‬
‫القيا مة لف صل القضاء ب ي عباده بنف سه ال غ ي ذلك من أفعاله وأو صاف كماله ال ت نفو ها‬
‫شدة أنم ينفيها قد قدروه حق قدره وكذلك ل يقدره حق قدره من جعل له صاحبة وولدا‬
‫وجعله سبحانه ي ل ف ج يع ملوقا ته أو جعله ع ي هذا الوجود وكذلك ل يقدره حق قدره‬
‫من قال إنه رفع أعلمكم رسول ال صلى ال عليه وسلم وأهل بيته وأعلى ذكرهم وجعل ال‬
‫في هم اللك والل فة والعزو و ضع أولياء ر سول ال صلى ال عل يه و سلم وأ هل بي ته وأهان م‬
‫وأذلم وضرب عليهم الذل أين ما ثقفوا وهذا يتضمن غاية القدح ف جناب الرب تعال عن‬
‫قول‬
‫الراف ضة علوا كبيا وهذا القول مش تق من قول اليهود والن صارى ف رب العال ي إ نه أر سل‬
‫ملكا ظالا فادعا النبوة لنفسه وكذب على ال وأخذ زمانا طويل يكذب على ال كل وقت‬
‫ويقول قال كذا وأمر بكذا ونى عن كذا وينسخ شرائع أنبيائه ورسله ويستبيح دماء أتباعهم‬
‫وأموال م وحريهم ويقول ال أباح ل ذلك والرب تعال يظهره ويؤيده ويعل يه ويقر به وييب‬
‫دعوا ته ويك نه م ن يال فه ويق يم الدلة على صدقه ول يعاد يه أ حد الظ فر به في صدقه بقوله‬
‫وفعله وتقريره وتدث أدلة تصضديقه شيئا بعضد شىء إل يوم القيامضة ومعلوم أن هذا يتضمضن‬
‫أعظم القدح والطعن ف الرب سبحانه وتعال وعلمه وحكم ته وحته وربوبيته تعال ال عن‬
‫قول الاحدين علوا كبيا فوازن بي قول هؤلء وقول إخوانم من الرافضة تد القولي كما‬
‫قال الشاعر‬
‫رضيعى لبان ثدى أم تقاسا * باسحم داج عوض ل يتفرق‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكذلك ل يقدره حضق قدره مضن قال أنضه يوز أن يعذب أولياءه ومضن ل يعصضه طرفضة عيض‬
‫ويدخل هم دار النع يم وأن كل المر ين بالن سبة إل يه وإن ا ال ب ال حض جاء ع نه بلف ذلك‬
‫فمعناه للخب ل للمخالفة حكمته وعدله وقد أنكر سبحانه ف كتابه على من جوز عليه ذلك‬
‫غاية النكار وجعل الكم به من أسوء الحكام وكذلك ل يقدره حق قدره من زعم أنه ل‬
‫يي الوتى ول يبعث من ف القبور ول يمع اللق ليوم يازى الحسن فيه باحسانه والسيء‬
‫فيه باساءته ويأ خذ للمظلوم حقه من ظال ه ويكرم للمتحمل ي الشاق ف هذه الدار من أجله‬
‫و ف مرضا ته بأف ضل كرام ته و يبي لن قه الذى يتلفون ف يه ويعلم الذ ين كفروا أن م كانوا‬
‫كاذب ي وكذلك ل يقدره حق قدره من هان عل يه أمره فع صاه ون يه فارتك به وح قه فضي عه‬
‫وذكره فأهله وغفل قلبه عنه وكان هواه آثر عنده من طلب رضاه وطاعة الخلوق أهم عنده‬
‫من طاعة ال فلله الفضلة من قلبه وعلمه وقوله وعمله وماله وسواه القدم ف ذلك لنه الهم‬
‫عنده يستخف بنظر ال إليه واطلعه عليه وهو ف قبضته وناصيته بيده ويعظم نظر الخلوق‬
‫إل يه وإطل عه عل يه ب كل قل به وجوار حه وي ستخفى من الناس ول ي ستخفى من ال وي شى‬
‫الناس ول يشى ال ويعامل اللق بافضل ما عنده وما يقدر عليه وإن عامل ال عامله باهون‬
‫ما عنده وأحقره وان قام ف خدمة من يبه من البشر قام بالد والجتهاد وبذل النصيحة وقد‬
‫افرغ له قلبه وجوارحه وقدمه على كثي من مصاله حت إذا قام ف حق ربه إن ساعد القدر‬
‫قام قيا ما ليرضاه ملوق من ملوق مثله وبذل له ما ي ستحي أن يوا جه به ملوق مثله ف هل‬
‫قدر ال حق قدره من هذا وصفه و هل قدره حق قدره من شارك بي نه وب ي عدوه ف م ض‬
‫حقه من الجلل والتعظيم والطاعة والذل والضوع والوف والرجاء فلو جعل له من أقرب‬
‫اللق إليه شريكا ف ذلك لكان ذلك جراءة وتوثبا على مض حقه واستهانة به وتشريكا بينه‬
‫وب ي غيه في ما ل ينب غي ول ي صلح الله سبحانه فك يف وإن ا أشرك م عه أب غض اللق إل يه‬
‫وأهونم عليه وأمقتهم عنده وهو القيقة فإنه ماعبد من دون ال إل الشيطان كما قال تعال‬
‫أل أعهد إليكم يا بن آدم أن ل تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبي وأن اعبدون هذا صراط‬
‫مستقيم ولا عبد الشركون اللئكة بزعمهم وقعت عبادتم للشيطان وهم يظنون أنم يعبدون‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اللئ كة ك ما قال تعال ويوم نشر هم جي عا ث نقول للملئ كة أهؤلء إيا كم كانوا يعبدون‬
‫قالوا ولينا من دونم بل كانوا يعبدون علمن أكثرهم بم مؤمنون فالشيطان يدعو الشركي‬
‫إل عباد ته ويوه هم أ نه ملك كذلك عباد الش مس والق مر والكوا كب يزعمون إن م يعبدون‬
‫روحانيات هذه الكواكب وهي الت تاطبهم‬
‫وتقضضي لمض الوائج ولذا إذا طلعضت الشمضس قارناض الشيطان فيسضجد لاض الكفار فيقضع‬
‫سجودهم له وكذلك عند غروبا وكذلك من عبد السيح وأمه ل يعبدها وإنا عبد الشيطان‬
‫فإ نه يز عم أ نه يع بد من أمره بعباد ته وعبادة أ مه ورضي ها ل م وأمر هم ب ا وهذا هو الشيطان‬
‫الرجيم لعنة ال عليه ل عبد ال ورسوله صلى ال عليه وسلم فيدل هذا كله على قوله تعال‬
‫أل أعهد إليكم يا بن آدم أن ل تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبي‬
‫وأن اعبدون هذا صراط مستقيم فما عبد أحد من بن آدم غي ال كائنا من كان ال وقعت‬
‫عبادته للشيطان فيستمع العابد بالعبود ف حصول إغراضه ويستمتع العبود بالعابد ف تعظيمه‬
‫له وإشراكضه مضع ال الذي هضو غايضة رضاه الشيطان ولذا قال تعال ويوم نشرهضم جيعضا يضا‬
‫معشر علمن قد استكثرت من النس أي من إغوائهم وإضللم وقال أولياؤهم من النس ربنا‬
‫استمتع بعضنا ببعض وبعنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إل ما شاء ال‬
‫ان ر بك حك يم عل يم فهذه إشارة لطي فة إل ال سر الذى لجله كان الشرك أ كب الكبائر ع ند‬
‫ال وأنه ل يغفره بغي التوبة منه وإنه يوجب اللود ف النار وأنه ليس تريه وقبحه أنزل النهى‬
‫ع نه بل ي ستحيل على ال سبحانه أن يشرع لعباده إل ا غيه ك ما ي ستحيل عل يه ما ينا قض‬
‫أو صاف كمال ونعوت جلله وك يف ي ظن بالنفرد بالربوب ية والل ية والعظ مة والجلل أن‬
‫يأذن ف مشاركته ف ذلك أو يرضي به تعال ال ذلك علوا كبيا‬
‫فصل‬
‫فلما كان الشرك أكب شيء منافاة للمر الذى خلق ال له اللق أمر لجله بالمر الذي كان‬
‫من أكب الكبائر عند ال وكذلك الكب وتوابعه كما تقدم فإن ال سبحانه خلق اللق وأنزل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الكتاب لتكون الطا عة له وحده والشرك وال كب ينافيان ذلك ولذلك حرم ال ال نة على أ هل‬
‫الشرك والكب وليدخلها من كان ف قلبه مثقال ذرة من كب‬
‫فصل‬
‫ويلى ذلك ف كب الفسدة القول على ال بل علم ف أسائه وصفاته وأفعاله ووصفه بضد ما‬
‫وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى ال عليه وسلم فهذا أشد شيء منافاة ومناقضة لكمال‬
‫من له اللق وال مر وقدح ف ن فس الربوب ية وخ صائص الرب فإن صدر ذلك عن علم ف هو‬
‫عناد أق بح من الشرك وأع ظم إث ا ع ند ال فإن الشرك ال قر ب صفات الرب خ ي من الع طل‬
‫الاحد لصفات كماله كما أن أقر باللك للملك ول يحد ملكه ول الصفات الت استحق با‬
‫اللك لكن جعل معه شريكا ف بعض المور تقربا إليه خي من جحد صفات اللك وما يكون‬
‫به اللك ملكا هذا أمر مستقر ف سائر الفطر والعقول فأين القدح ف صفات الكمال والحد‬
‫لا من عبادة واسطة بي العبود الق وبي العابد يتقرب إليه بعبادة تلك الواسطة إعظاما له‬
‫وإجلل فداء التعطيضل هذا الداء العضال الذى ل دواء له ولذا حكضى ال عضن إمام العطلة‬
‫والرذائل أنه أنكر على موسى ما أخب به من أن ربه فوق السموات يا هامان ابن ل صرحا‬
‫لعلى أبلغ ال سباب أ سباب ال سموات فاطلع إل إله مو سى وإ ن لظ نه كاذ با واح تج الش يخ‬
‫وأ بو ال سن الشعري ف كت به على العطلة بذه ال ية و قد ذكر نا لف ظه ف غ ي هذا الكتاب‬
‫و هو كتاب اجتماع اليوش ال سلمية على حرب العطلة والهم ية ف إثبات العلوم والقول‬
‫على ال بل علم والشرك متلزمان ول ا كا نت هذه البدع الضلة جهل ب صفات ال وتكذي با‬
‫با أخب به عن عن نفسه وأخب به عنه رسوله صلى ال عليه وسلم عنادا وجهل كانت من‬
‫أكب الكبائر إن قصرت عن الكفر وكانت أحب إل إبليس من كبار الذنوب كما قال بعض‬
‫السلف البدعة أحب إل إبليس من العصية لن العصية يتاب منها والبدعة ليتاب منها وقال‬
‫إبليس لعنه ال أهلكت بن‬
‫آدم بالذنوب وأهلكو ن بل إله إل ال وال ستغفار فل ما رأ يت ذلك ثب تت في هم الهواء ف هم‬
‫يذنبون ول يتوبون لنم يسبون أنم يسنون صنعا ومعلوم أن الذنب إنا ضرره على نفسه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأما البتدع فضرره على النوع وفتنة البتدع ف أصل الدين وفتنة الذنب ف لشهوة والبتدع‬
‫قد ق عد للناس على صراط ال ال ستقيم ي صدهم ع نه والذ نب ل يس كذلك والبتدع قادح ف‬
‫أو صاف الرب وكماله والذ نب ل يس كذلك والبتدع أعلم كم ل ا جاء به الر سول صلى ال‬
‫عل يه و سلم والعا صي ل يس كذلك والبتدع يق طع على الناس طر يق الخرة والعا صي بط يء‬
‫السي بسبب ذنوبه‬

‫فصل‬
‫ثض لاض كان الظلم والعدوان منافيان للعدل الذي قامضت بضه السضموات والرض وأرسضل ال‬
‫سبحانه رسله صلى ال عليه وسلم وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط كان أي الظلم من أكب‬
‫الكبائر ع ند ال وكا نت درج ته ف العظ مة ب سب مف سدته ف نف سه الن سان ولده الط فل‬
‫الصغي الذي ل ذنب له وقد جبل ال سبحانه القلوب على مبته ورحته وعطفها عليه وخص‬
‫الوالد ين من ذلك بز ية ظاهرة وقتله خش ية أن يشار كه ف مطع مه ومشر به وماله من أق بح‬
‫الظلم وأشده وكذلك قتله أبويه الذين كانا سبب وجوده وكذلك قتله ذات رحه وتتفاوت‬
‫درجات الق تل ب سب قب حه وإ ستحقاق من قتله السعي ف إبقائه ون صيحته ولذا كان أشد‬
‫الناس عذابا يوم القيامة نبيا أو قتله نب ويليه إماما عادل أو عالا يأمر الناس بالقسط ويدعوهم‬
‫إل ال سبحانه وينصحهم ف دينهم وقد جعل ال سبحانه النفس الؤمنة عمدا اللود ف النار‬
‫وغضضب البار ولعن ته وإعداد العذاب العظيضم له هذا الؤمضن عمدا ما ل ينضع م نه مانضع ول‬
‫خلف أن السلم الواقع بعد القتل طوعا واختيارا مانع من نفوذ زلك الزاء وهل تنع توبة‬
‫السلم منه بعد وقوعه فيه قولن للسلف واللف وها روايتان عن أحد والذين قالوا ل تنع‬
‫التو بة من نفوذه رأوا أ نه حق لد مي ل ي ستوفه ف دار الدن يا وخرج م نه بظلم ته فل بد أن‬
‫يستوف له ف دار العدل قالو فما استوفاه الوارث فإنا استوف مضن حقه الذى خيه ال بي‬
‫استيفائه والعفو عنه وما ينفع القتول من استيفاء وارثه وأي استدراك لظلمته حصل باستيفاء‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وارثه وهذا أصح القولي ف السألة أن حق القتول ل يسقط باستيفاء الوارث وهى وجهان‬
‫لصحاب الشافعي وأحد وغيها ورأت طائفة أنه يسقط بالتوبة واستيفاء الوارث فإن التوبة‬
‫تدم ما قبلها والذنب الذي قد جناه قد أقيم عليه حده قالوا وإذا كانت التوبة تحو أثر الكفر‬
‫والسحر وها أعظم اثا من القتل فكيف تقصر عن مو أثر القتل وقد قبل ال توبة الكفار‬
‫الذين قتلوا أولياءهم وجعلهم من خيار عباده ودعا الذين أحرقوا أولياءهم وفتنوهم عن دينهم‬
‫ودعا هم إل التو بة وقال تعال يا عبادي الذ ين أنف سهم ل تقنطوا من رح ة ال إن ال يغ فر‬
‫الذنوب جيعا وهذا ف حق التائب وهى تتناول الكفر فما دونه قالوا وكيف يتوب العبد من‬
‫الذنب ويعاقب عليه بعد التوبة هذا معلوم انتفاؤه ف شرع ل وجزائه قالوا وتوبة هذا الذنب‬
‫تسليم نفسه ول يكن تسليمها إل القتول فأقام الزهري وليه مقامه وجعل تسليم النفس إليه‬
‫كت سليمها إل القتول بنلة ت سليم الال الذي عل يه لوار ثه فا نه يقوم مقام ت سليمه للموروث‬
‫والتحقيق ف السألة أن القتل يتعلق به ثلثة حقوق حق ل وحق للمظلوم القتول وحق للول‬
‫فإذا سلم القاتل نفسه طوعا واختيارا إل الول ما ف عل وخوفا من ال وتوبة ن صوحا يسقط‬
‫حق ال بالتوبة وحق الول بالستيفاء أو الصلح أو العفو وبقى حق‬
‫القتول يعوضه ال عنه يوم القيامة عن عبده التائب الحسن ويصلح بينه وبينه فل يبطل حق‬
‫هذا ول تبطل توبة هذا وأما مسألة الال فقد اختلف فيها فقالت طائفة إذا أدي ما عليه من‬
‫الال إل الوارث فقد بريء من عهدته ف الخرة كما بريء منها ف الدنيا وقالت طائفة بل‬
‫الطالبة لن ظلمه بأخذه باقية عليه يوم القيامة وهو ل يستدرك ظلمته بأخذ وارثه له فأنه منعه‬
‫من انتفاعه به ف طول حياته ومات ول ينتفع به فهذا ظلم ل يستدركه وأنا ينتفع به غيه‬
‫بادراكه وبنوا أنه لو انتقل من واحد إل واحد وتعدد الورثة كانت الطالبة للجميع لنه حق‬
‫كان يب عليه دفعه إل كل واحد منهم عند كونه هو الوارث وهذا قول طائفة من أصحاب‬
‫مالك وأحد وفصل شيخنا رحه ال بي الطائفتي فقال إن تكن الوروث من والطالبة به فلم‬
‫يأخذه ح ت مات صارت الطال بة به للوارث ف الخرة ك ما هي له كذلك ف الدن يا وإن ل‬
‫يتمكن من طلبه وأخذه بل حال بينه وبينه ظلما وعدوانا فالطلب له ف الخرة وهذا التفصيل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من أحسن ما يقال فإن الال إذا استهلكه الظال على الوروث منه صار بنلة عبده الذي قتله‬
‫قاتل وداره الت أحرقها غيه وطعامه وشرابه الذى أكله وشربه غيه ومثل هذا إنا تلف على‬
‫الوروث ل على الوارث فحضق الطالبضة لنض تلف على ملكضه فينبغضي أن يقال فإذا كان الال‬
‫عقارا أو أرضا أو أعيانا قائمة باقية ب عد الوت فهي ملك للوارث ي ب على الغاصب دفعها‬
‫إليه كل وقت وإذا ل تدفع إليه استحق الطالبة با عند ال تعال كما يستحق الطالبة با ف‬
‫الدن يا وهذا سؤال قوى ل ملص م نه إل بان يقال الطال بة ل ما جع يا ك ما لو غ صب ما ل‬
‫مشتركا بي جاعة استحق كل منهم الطالبة بقه منه وكما لو استول على وقف مرتب على‬
‫بطون فابطل حق البطون كلهم منه كانت الطالبة يوم القيامة لميعهم ول يكن بعضهم أول‬
‫با من بعض وال أعلم‬

‫فصل‬
‫ولا كانت مفسدة القتل هذه الفسدة قال ال تعال من أجل ذلك كتبنا على بن سرائيل أنه‬
‫نف سا بغ ي ن فس أو ف ساد ف الرض الناس جي عا و من أحيا ها فكأن ا أح يا الناس جع يا و قد‬
‫أشكل فهم هذا على كثي من الناس وقالوا معلوم أن إث قاتل مائة أعظم إثا عند ال من إث‬
‫قاتل نفس واحدة وإنا أتوا من ظنهم أن التشبيه ف مقدار الث والعقوبة والقول ل يدل على‬
‫هذا ول يوم من ت شبيه الشىء بم يع أحكا مه و قد قال تعال كأن م يوم يرون ا ل يلبثوا إل‬
‫عشية أو ضحاها وقال تعال كانم يوم يرون ما يوعدون ل يلبثوا إل ساعة من نار وذلك ل‬
‫يوجب أن لبثهم ف الدنيا إنا كان هذا القدار وقد قال النب صلى ال عليه وسلم من صلى‬
‫العشاء ف جاعة فكأنا قام نصف الليل ومن صلى الفجر ف جاعة فكأنا قام الليل كله أى‬
‫مع العشاء كما جاء ف لفظ آخر وأصرح من هذا قوله من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال‬
‫فكأنا صام الدهر وقوله صلى ال عليه وسلم من قرأ قل هو ال أحد فكأنا قرأ ثلث القرآن‬
‫ومعلوم أن ثواب فاعل هذه الشياء ل يبلغ ثواب الشبه به فيكون قدرها سواء ولو كان قدر‬
‫الثواب سواء ل يكن لصلى الفجر والعشاء ف جاعة ف قيام الليل منفعه غي التعب والنصب‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وما أوت أحد بعد اليان أفضل من الفهم عن ال وعن رسوله صلى ال عليه وسلم وذلك‬
‫فضل ال يوتيه من يشاء فان قيل ففي أي شيء وقع التشبيه بي قاتل نفس واحدة وبي قاتل‬
‫الناس جيعا قيل ف وجوه متعددة أحدها أن كل واحد منهما عاص ل ورسوله صلى ال عليه‬
‫وسضلم مالف لمره متعرض لعقوبتضه وكضل منهمضا قدباء بغضضب مضن ال ولعنتضه واسضتحقاق‬
‫اللود ف نار جهنم وأعدلم عذابا عظيما وإن تفاوتت درجات العذاب فليس إث نبيا أو إماما‬
‫عادل يأمر الناس بالقسط من ل مزية له من آحاد الناس الثان أنما سواء ف استحقاق ازهاق‬
‫النفس الثالث أنما سواء ف الراءة على سفك الدم الرام فإن نفسا بغي إستحقاق بل لجرد‬
‫الفساد ف الرض فأنه يترى كل من ظفر به وأمكنه قتله فهو معاد للنوع النسان ومنها أنه‬
‫يسمي قاتل أو فاسقا أو ظالا أو واحد كما يسمي الناس جيعا ومنها أن ال سبحانه جعل‬
‫الؤمن ي ف توادد هم وتراح هم وتعاطف هم وتوا صلهم كال سد الوا حد إذا اشت كى م نه عضوا‬
‫تدا عي له سائر السد بالمى وال سهر فإذا أتلف القا تل عضوا من ذلك ال سد فكأن ا أتلف‬
‫سائر السد وآل جيع أعضائه فمن آذي مؤمنا واحدا فقد آذى جيع الؤمني وف أذي جيع‬
‫الؤمني أذى جيع الناس كلهم فإن ال إنا يدافع عن الناس بالؤمني الذين بينهم فإيذاء الفي‬
‫إيذاء الخفر وقد قال النب صلى ال عليه وسلم لتقتل النفس ظلما بغي حق أل كان على‬
‫ا بن آدم الول كفل منها ل نه أول من سن الق تل ول يىء هذا الوعيد ف أول زان ول أول‬
‫سارق ول أول شارب م سكر وإن كان أول الشرك ي قد يكون أول بذلك من أول قا تل‬
‫لنه أول من سن الشرك ولذا رأي النب صلى ال عليه وسلم عمرو بن لى الزاعي يعذب‬
‫أع ظم العذاب ف النار ل نه أول من غ ي د ين إبراه يم عل يه ال سلم و قد قال تعال ولتكونوا‬
‫أول كافر به أي فيفتدي بكم من بعدكم فيكون إث كفره عليكم وكذلك حكم من سن سنة‬
‫سيئة فاتبع‬
‫عليها وف جامع الترمذي عن إبن عباس رضي ال عنهما عن النب صلى ال عليه وسلم قال‬
‫يىء القتول بالقا تل يوم القيا مة نا صيته ورأسه بيده واودا جه تش خب د ما يقول يا رب سل‬
‫هذا في ما قتلى فذكروا ل بن عباس التو جه فتلى هذه ال ية و من يق تل مؤم نا متعمدا فجزاؤه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫جه نم خالدا في ها ث قال ما ن سخت هذه ال ية ول بدلت وأ ن له التو بة قال الترمذي هذا‬
‫حديث حسن وف صحيح البخاري عن سرة بن جندب قال أول ما ينت من النسان بطنه‬
‫فمن استطاع منكم أن ل يأكل ال طيبا فليفعل ومن استطاع أن ل يول بينه وبي النة مل‬
‫كف من دم أهرقه فليف عل و ف جامع الترمذي عن نافع قال ن ظر عبد ال بن عمر يو ما إل‬
‫الكعبة فقال ما أعظمك وأعظم حرمتك والؤمن عند ال أعظم حرمة منك قال الترمذي هذا‬
‫حد يث ح سن و ف صحيح البخاري أي ضا عن ا بن ع مر قال قال ر سول ال صلى ال عل يه‬
‫وسلم ل يزال الؤمن ف فسخة من دينه ما ل يصب دما حراما وذكر البخاري أيضا عن ابن‬
‫عمر قال من ورطات المور الت ل مرج لن أوقع نفسه فيها سفك الدم الرام بغي حلة وف‬
‫الصحيحي عن أب هريرة يرفعه سباب الؤمن فسوق وقتاله كفر وفيهما أيضا عنه صلى ال‬
‫عل يه و سلم ل ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعض كم رقاب ب عض و ف صحيح البخارى ع نه‬
‫صلى ال عل يه و سلم معاهدا ل يرح رائ حة ال نة وإن ري ها يو جد م سية أربع ي عا ما هذه‬
‫عقو بة قا تل عدو ال إذا كان معاهدا ف عهده وأما نه فك يف بعقو بة قا تل عبده الؤ من وإذا‬
‫كانت إمرأة قد دخلت النار ف هرة حبستها حت ماتت جوعا وعطشا فرآها النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ف النار والرة تدشها ف وجهها وصدرها فكيف عقوبة من حبس مؤمنا حت‬
‫مات بغي جرم وف بعض السنن عنه صلى ال عليه وسلم لزوال الدنيا ال مؤمن بغي حق‬

‫الواب الكاف ‪12‬‬


‫فصل‬
‫ولا كانت مفسدة الزنا من أعظم الفاسد وهى منافية لصلحة نظام العال ف حفظ النساب‬
‫وحايه الفروج وصيانة الرمات وتوقى ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بي الناس من إفساد‬
‫كل منهم إمرأة صاحبه وبنته وأخته وأمه وف ذلك خراب العال كانت تلى مفسدة القتل ف‬
‫الكب ولذا قرنا ال سبحانه با ف كتابه ورسوله صلى ال عليه وسلم ف سننه كما تقدم قال‬
‫المام أحد ول أعلم النفس شيئا أعظم من الزناء وقد أكد سبحانه حرمته بقوله والذين ل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يدعون مع ال إلا آخر ول يقتلون النفس الت حرم ال إل بالق ول يزنون الية فقرن الزناء‬
‫بالشرك وقتل النفس وجعل جزاء ذلك اللود ف النار ف العذاب الضاعف الهي ما ل يرفع‬
‫العبد وجب ذلك بالتوبة واليان والعمل الصال وقد قال تعال ول تقربوا الزنا إنه كان‬
‫فاحشة وساء سبيل فأخب عن فحشه ف نفسه وهو القبيح الذي قد تناها قبحه حت استقر‬
‫فحشه ف العقول حت عند كثي من راجعا كما ذكر البخاري ف صحيحه عن عمرو بن‬
‫ميمون الودي قال رأيت ف الاهلية قردا زنا بقردة فأجتمع القرود عليهما فرجوها حت ماتا‬
‫ث أخب عن غايته بأنه ساء سبيل فأنه سبيل هلكة وبوارو افتقار ف الدنيا وسبيل عذاب ف‬
‫الخرة وخزي ونكال ولا كان نكاح أزواج الباء من أقبحه خصه بزيد ذم فقال أنه كان‬
‫فاحشة ومقتا وساء سبيل وعلق سبحانه فلح حفظ فرجه منه فل سبيل له ال الفلح بدونه‬
‫فقال قد أفلح الؤمنون الذين هم ف صلتم خاشعون إل قوله فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك‬
‫هم العادون وهذا يتضمن ثلثة أمور من ل يفظ فرجه يكن من الفلحي وأنه من اللومي‬
‫ومن العادين ففاته الفلح واستحق إسم العدوان ووقع ف اللوم فمقاساة أل الشهوة ومعاناتا‬
‫أيشر من بعض ذلك ونظي هذا أنه ذم النسان وأنه خلق هلوعا ل يصب على شر ول خي‬
‫بل إذا مسه الي منع وبل وإذا مسه الشر جزع إل من استثناه بعد ذلك من الناجي من‬
‫خلقه فذكر منهم الذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت أيانم فإنم‬
‫غي ملومي فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون وأمر ال تعال نبيه أن يأمر الؤمني‬
‫بغض أبصارهم وحفظ فروجهم وأن يعلمهم أنه مشاهد لعمالم مطلع عليها يعلم خائنة‬
‫العي وما تفي الصدور ولا كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل المر بغضه مقدما على‬
‫حفظ الفرج فإن اقتصر مبدأها من النظر كما أن معظم النار مبدأها من مستصفر الشرر ث‬
‫تكون نظرة ث تكون خطرة ث خطوة ث خطيئة ولذا قيل من حفظ هذه الربعة أحرز دينه‬
‫اللحظات والطرات واللفظات والطوات فينبغى للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه‬
‫البواب الربعة ويلزم الرباط على ثغورها فمنها يدخل عليه العدو فيجوس خلل الديار‬
‫ويتب ما علوا تتبيا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬
‫وأكثر ما تدخل العاصي على العبد من هذه البواب الربعة فنذكر ف كل واحد منها فصل‬
‫يليق به فأما اللحظات فهي رائد الشهوة ورسولا وحفظها أصل حفظ الفرج فمن أطلق نظره‬
‫أورده موارد اللك وقد قال النب صلى ال عليه وسلم ياعلى لتتبع النظرة النظرة فإنا لك‬
‫الول وليست لك الثانية وف السند عنه صلى ال عليه وسلم النظرة سهم مسموم من سهام‬
‫إبليس فمن غض بصره عن ماسن إمرأة أو أمرد ل أورث ف قلبه حلوة العابدة إل يوم‬
‫القيامة هذا معن الديث وقال غضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم‬
‫وقال إياكم واللوس على السلم قالوا يا رسول ال مالسنا مالنا بد منها قال فإن كنتم ل‬
‫بد فاعلي فأعطوا السلم حقه قالوا وما حقه قال غض البصر وكف الذى ورد السلم‬
‫والنظر أصل عامة اقتصر الت تصيب النسان ان فإن النظرة تولد خطرة ث تولد الطرة فكرة‬
‫ث تولد الفكرة شهوة ث تولد الشهوة إرادة ث تقوى فتصب عزية جازمة فيقع الفعل ول بد ما‬
‫ل ينع منه مانع وف هذا قيل الصب على غض البصر أيسر من أل ما بعده ولذا قال الشاعر‬
‫كل اقتصر مبداها من النظر * ومعظم النار من مستصغر الشرر‬
‫كم نظرة بلغت ف قلب صاحبها * كمبلغ السهم بي القوس والوتر‬
‫والعبد ما دام ذا طرف يقلبه * ف أعي العي الطر‬
‫يسر مقلته ماضر مهجته * ل مرحبا بسرور عاد بالضرر‬
‫ومن فاته أنه يورث السرات والزفرات والرقات فيى العبد ما ليس قادرا عليه ول صابرا‬
‫عنه وهذا من أعظم العذاب أن ترى ما ل صب لك عنه ول عن بعضه ول قدرة لك عليه قال‬
‫الشاعر‬
‫وكنت مت أرسلت طرفك رائدا * لقلبك يوما أتعبتك الناظر‬
‫رأيت الذي قادر * عليه ول عن صابر‬
‫وهذا البيت يتاج إل شرح ومراده أنك تري ما ل تصب عن شيء منه ل تقدر عليه فان وله‬
‫ل قادر عليه نفى لقدرته على الكل الذى ل ينتفي إل بنفي القدرة عن كل واحد واحد وكم‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من مرسل لظاته فمن أقلعت إل وهو يتشحط بينهن قتيل كما قيل يا ناظرا ما أقلعت لظاته‬
‫* حت تشحط بينهن قتيل ول من أبيات مل السلمة فاغتدت لظاته * طلل يظن جيل ما‬
‫زال يتبع أثره لظاته * حت تشحط بينهن قتيل ومن عجب أن لظة الناظر سهم ل يصل‬
‫ال النظور إليه حت يتبوء مكانا من قلب الناظر ول من قصيدة‬
‫ياراميا بسهام اللحظ متهدا القتيل با ترمي فل تصب * وباعت الطرف يرتاد الشفاء له *‬
‫أحبس رسولك ل يأتيك بالعطب وأعجب من ذلك أن النظرة ترح القلب جرحا فيتبعها‬
‫جرح ث ل ينعه أل الراحة من استدعا تكرارها ول أيضا ف هذا العن مازلت تتبع نظرة ف‬
‫نظرة ف نظرة * ف أثر كل مليحة ومليح وتظن ذاك دواء جرحك وهو ف ال * تقيق تريح‬
‫فذبت طرفك باللحاظ وبالبكا * فالقلب منك ذبيح أي ذبيح وقد قيل إن جنس اللحظات‬
‫أيسر من دوام السرات‬
‫فصل‬
‫وأما الطوات فشأنا أصعب فأنا مبدأ الي والشر ومنها تتولد الرادات والمم والعزائم‬
‫فمن راعي خطراته ملك زمام نفسه وقهر هواه ومن غلبته خطراته فهواه ونفسه له أغلب ومن‬
‫استهان بالطرات قادته قهرا إل اللكات ول تزال الطرات تتردد على القلب حت تصي من‬
‫باطلة منحت بقيعة يسبه الظمأن ماء حت إذا جاءه ل يده شيئا ووجد ال عنده فوفاه‬
‫حسابه وال سريع الساب وأحسن الناس هة أوضعهم نفسا من رضى من القائق بالمان‬
‫الكاذبة واستجلبها لنفسه وتلى با وهى لعمر ال رؤس من أموال الفلسي ومتاجر الباطلي‬
‫وهى قوة النفس الفارغة الت قد قنعت من الوصل بزورة اليال ومن القائق بكواذب المال‬
‫كما قال الشاعر أمان من سعد الظما * سقننا با ظماء بردا من إن تكن حقا تكن أحسن‬
‫الن * وإل فقد عشنا با زمنا رغدا وهي أضر شىء على النسان وتتولد من العجز والكسل‬
‫وتولد التفريط والضاعة والسرة والندامة والتمن لا فاته مباشرة القيقة يسبه تت صورتا‬
‫ف قلبه انقها وضمها إليه فقنع بوصال صورة وهية خالية صورها فكره وذلك ل يدي عليه‬
‫شيئا وإنا مثله مثللائع والظمآن يصور ف وهه صورة الطعام والشراب وهو يأكل ويشرب‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الصن به إل ذلك واستجلبه خساسة النفس ووضاعتها وإنا شرف النفس وزكاتا وطهارتا‬
‫وعلوها بأن تنفى عنها كل خطرة ل حقيقة لا ول ترضى أن يطرها بباله ويأنف لنفسه منها‬
‫ث الطرت بعد أقسام تدور على أربعة أصول خطرات يستجلب با العبد منافع دنياه‬
‫وخطرات يستدفع با مضار دنياه وخطرات يسجلب با مصال آخرته وخطرات ستدفع با‬
‫مضار آخرته فليحصر العبد خطراته وأفكاره وهومه ف هذه القسام الربعة فإذا انصرت له‬
‫فيها فما أمكن اجتماعه منها ل يتركه لغيه وإذا تزاحت عليه الطرات كتزاحم متعلقاتا قدم‬
‫الهم فالهم الذي يشى فوته وأخر الذي ليس باهم ول ياف فوته بقى قسمان آخران‬
‫أحدها مهم ل يفوت والثان غي مهم ولكنه يفوت ففي كل منهما يدعو إل تقديه فهنا يقع‬
‫التردد والية فيه فإن قدم الهم خشى فوات ما دونه وإن قدم ما دونه فإنه الشتغال به عن‬
‫الهم وذلك بأن يعرض له أمران ل يكن المع بينهما ول يصل أحدها إل بتفويت الخر‬
‫فهو موضع إستعمال العقل والفقه والعرفة ومن ههنا ارتفع من ارتفع‬
‫وأنح من أنح وخاب من خاب فأكثر من ترى من يعظم عقله ومعرفته يؤثر غي الهم الذي‬
‫ل الهم الذي يفوت ول تد أحدا يسلم من ذلك ولكن مستقل ومستكثر والتحيكم ف هذا‬
‫الباب للقاعدة الكبى الت يكون عليها مدار راحم والقدر وإليها خلقت اللق والمر وهى‬
‫إيثار أكب الصلحتي وأعلها وإن فاتت الصلحة الت هى دونا والدخول ف أدن الفسدتي‬
‫لدفع ما هو أكب منهما فتفوت مصلحة لتحصل ما هو وأكب منهما ويرتكب مفسدة لدفع ما‬
‫هو أعظم منها فخطرات العاقل وفكسره ل يتجاوز ذلك وبذلك جاءت الشرائع ومصال‬
‫الدنيا والخرة ل تقوم إل على ذلك وأعلى الفكر وأجلها وأنفعها ما كان ل والدار الخرة‬
‫فما كان ل فهو أنواع الول الفكرة ف آياته النلة وتعقلها وفهمها وفهم مراده منها ولذلك‬
‫أنزلا ال تعال إل لجرد تلوتا بل التلوة وسيلة قال بعض السلف أنزل القرآن ليعمل به‬
‫فأتذوا تلوته عمل الثان الفكرة ف آياته الشهودة والعتبار با والستدلل با على أسائه‬
‫وصفاته وحكمته واحسانه وبره وجوده وقد حث ال سبحانه التفكر ف آياته وتدبرها‬
‫وتعقلها وذم الغافل عن ذلك الثالث الفكرة ف الية وإحسانه وإنعامه على خلقه بأصناف‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النعم وسعة مغفرته ورحته وحلمه وهذه النواع الثلثة تستخرج من القلب معرفة ال ومبته‬
‫وخوفه ورجاءه ودوام الفكرة ف ذلك مع الذكر يصبغ القلب ف العرفة والحبة صبغة تامة‬
‫الرابع الفكرة ف عيوب النفس وآفاتا وف عيوب العمل وهذه الفكرة عظيمة النفع وهذا باب‬
‫كل خي وتأثيها ف كسر النفس المارة بالسوء وحت كسرت عاشت النفس الطمئنة‬
‫وانتعشت وصار الكم لا فحى القلب ودارت كلمته ف ملكته وبث أمراءه وجنوده ف‬
‫مصاله الامس الفكرة ف واجب الوقت ووظيفته وجع الم كله عليه فالعارف ابن وقته فإن‬
‫أضاعه ضاعت عليه مصاله كلها فجميع الصال إنا تنشأ من الوقت فمت أضاع الوقت ل‬
‫يستدركه أبدا قال الشافعي رضى ال عنه صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفي‬
‫أحدها قولم الوقت سيف فإن ل تقطعه قطعك وذكر الكلمة الخرى ونفسك إن أشغلتها‬
‫بالق وإل اشتغلتك بالباطل فوقت النسان هو عمره ف القيقة وهو مادة حيا البدية ف‬
‫النعيم‬
‫القيم ومادة العيشة الضنك ف العذاب الليم وهو ير أسرع من مر السحاب فما كان من‬
‫وقته ل وبال فهو حياته وعمره وغي ذلك ليس مسوبا من حياته وإن عاش فيه عيش البهائم‬
‫فإذا قطع وقته ف الغفلة والشهوة والمان الباطلة وكان خي ما قطعه بالنوم والبطالة فموت‬
‫هذا خيا له من حياته وإذا كان العبد وهو ف الصلة ليس له من صلته إل ما عقل منها‬
‫فليس له من عمره إل ما كان فيه بال وله وما عدا هذه القسام من الطرات والفكر فأما‬
‫وساوس شيطانية وإما أمان باطلة وخدع كاذبة بنلة خواطر الصابي ف عقولم من‬
‫السكارى والحشوشي والوسوسي ولسان حال هؤلء يقول عند انكشاف القائق إن كان‬
‫منلت ف الب عندكم * ما قد لقيت فقد ضيعت أيامى نفسى با زمنا * واليوم أحسبها‬
‫أضغاث أحلم وأعلم أن ورود الاطر ل يضر وإنا يضر استدعاؤه ومادثته فالاطر كالار‬
‫على السلم فإن ل تستدعه وتتركه مرو انصرف عنك وإن استدعيته سحرك بديثه وخدعه‬
‫وغروره وهو أخف شىء على النفس الفارغة بالباطلة وأثقل شىء على القلب والنفس‬
‫الشريفة السماوية الطمئنة وقد ركب ال سبحانه ف النسان‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫نفسي نفسا أمارة ونفسا مطمئنة وها متعاديتان فكلما هذه هذه وكلما التذت به هذه تألت‬
‫به الخري النفس المارة أشق من العمل ل وايثار رضاه على هواها وليس لا أنفع منه وكذا‬
‫النفس الطمئنة أشق من العمل لغي ال وأجابة داعي الوي وليس عليها شيء أضر منه واللك‬
‫مع هذه عن يي القلب والشيطان مع تلك عن ميسرة القلب والروب مستمرة ل تضع‬
‫أوزارها إل أن تستوف أجلها من الدنيا والباطل كله يتخي مع الشيطان والمارة والق كله‬
‫يتحيز مع اللك والطمئنة والرب دول وسجل والنصر مع الصب ومن‬
‫صب وصابر ورابط واتقى ال فله العافية ف الدنيا والخرة وقد حكم ال تعال حكما ل‬
‫يبدل أبدا أن العاقبة للتقوي والعاقبة للمتقي فالقلب لوح فارغ والواطر نقوش تنقش فيه‬
‫فكيف يليق بالعاقل أن يكون نقوش لوحه ما بي كذب وغرور وخدع وأمان باطلة وسراب‬
‫ل حقيقة له فأي ولكمل وعلم وهدي ينتقش مع هذه النقوش وإذا أراد أن ينتقش ذلك ف‬
‫لوح قلبه كان بنلة كتابة العلم النافع ف مل مشغول بكتابة مال منفعة فيه فإن ل يفرغ‬
‫القلب من الواطر الردية ل يستقر فيه الواطر النافعة فإنا ل تستقر إل ف مل فارغ كما قيل‬
‫أتان هواها قبل أن أعرف الوي * فصادف قلبا خايل فتمكنا ولذا كثي من أرباب السلوك‬
‫بنوا سلوكهم على حفظ الواطر وأن ل يكنوا خاطر يدخل قلوبم حت تصب القلوب فارغة‬
‫قابلة للكشف وظهور حقائق العلويات فيها وهؤلء حفظوا شيئا وغابت عنهم أشياء فإنم‬
‫أخلوا القلوب من أن يطرقها خاطر فبقيت فارغة ل شىء فيها فصادفها الشيطان خالية فبذر‬
‫فيها الباطل ف قوالب وههم أنا أعلى الشياء وأشرفها وعوضهم با عن الواطر الت هى‬
‫مادة العلم والدي وإذا خلى القلب عن هذه‬
‫الواطر جاء الشيطان فوجد الحل خاليا فشغله با يناسب حال صاحبه حيث ل يستطع أن‬
‫شغله بالواطر السفلية فكيف بالعلوية فشغله بارادة التجريد والفراغ من وانم الت لصلح‬
‫للعبد ول فلح إل بأن تكون هى قلبه وهى إرادة مراد ال الدين المري الذى يبه ويرضاه‬
‫وشغل القلب واهتمامه التفصيل به والقيام به وتنفيذه ف اللق والتطرق إل ذلك والتوصل‬
‫إليه بالدخول ف اللق لتنفيذه فيطلهم الشيطان عن ذلك بأن دعاهم إل تركه وتعطليه من‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫باب الزهد ف خواطر الدنيا وأسبابا وأوههم أن كمالم ف ذلك التجريد والفراغ وهيهات‬
‫هيهات إنا الكمال ف اجلء القلب والسر من الواطر والرادات والفكر ف تصيل مراضى‬
‫الرب تعال من العبد ومن الناس والفكر ف طرق ذلك التوصل إليه فأكمل الناس أكثرهم‬
‫خواطر وفكر وإرادات لذلك كما إن أنقص الناس أكثرهم خواطر وفكرا وإرادات لظوظه‬
‫وهواه وأين كانت وال الستعان وهذا عمر بن الطاب رضي ال عنه كانت تتزاحم عليه‬
‫الواطر ف مرضات الرب تعال فربا استعملها ف صلته فكان يهز جيشه وهو ف صلته‬
‫فيكون قد جع بي الصلة والهاد وهذا من باب تداخل العبادات ف العبادة الواحدة وهو‬
‫من باب عزيز شريف ل يدخل منه إل صادق حاذق الطلب متضلع من العلم عال المة‬
‫الجاشعي يدخل ف عبادة يظفر فيها بعبادات شت وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء‬
‫فصل‬
‫وأما اللفظات فحفظها بأن ل يرج لفظه ضائعة بل ل يتكلم إل فيما يرجو فيه الربح‬
‫والزيادة ف دينه فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر الشياطي فيها ربح أو فائدة أم ل فان ل يكن‬
‫فيها ربح أمسك عنها وإن كان فيها ربح نظر الشياطي تفوته با كلمة هي زربح منها فل‬
‫يضيعها بذه وإذا أردت أن تستدل على ما ف القلوب فأستدل عليه بركة اللسان فأنه‬
‫يطلعك على ما ف القلب مصاحبه أم أب قال يي بن معاذ القلب كالقدور تغلى با فيها‬
‫وألسنتها مغارفها فانظر الرجل حي يتكلم فرن لسانه يغترف لك به ما ف قلبه حلو وحامض‬
‫وعذب وأجاج وغي ذلك ويبي لك طعم قلبه أغتراف لسانه أي كما تطعم بلسانك فتذوق‬
‫ماف قلبه من لسانه كما تذوق ما ف القدر بلسانك وف حديث أنس الرفوع ل يسقيم إيان‬
‫عبد حت يستقيم قلبه وليستقيم قلبه حت يستقيم لسانه وسئل النب صلى ال عليه وسلم عن‬
‫أكثر ما يدخل النار وفقال الفم والفرج وقال الترمذي حديث حسن صحيح وقد سأل معاذ‬
‫النب صلى ال عليه وسلم عن العمل يدخله النة ويباعده من النار فأخبه صلى ال عليه‬
‫وسلم برأسه وعموده وذروة سنامه ث قال آل أخبكم بلك ذلك كله قال بلى يا رسول ال‬
‫فأخذ بلسان نفسه ث قال كف عليك هذا فقال وإنا لواخذون با نتكلم به فقال ثكلتك أمك‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يا معاذ وهل يكب الناس ف النار على وجوهم أو على مناخرهم الحصائد ألسنتهم قال‬
‫الترمذي حديث حسن صحيح ومن العجب أن النسان يهون عليه التحفظ والحتراز من‬
‫أكل الرام والظلم والزنا والسرقة وشرب المر ومن النظر الحرم وغيذلك ويصعب عليه‬
‫التحفظ من حركة لسانه حت يري الرجل يشار إليه بالدين‬
‫والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمة من سخط ال ل يلقى لا بال يزال بالكلمة الواحدة بي‬
‫الشرق والغرب وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه ثغري ف أعراضه‬
‫الحياء والموات ول يبال مايقول وإذا أردت أن تعرف ذلك فأنظر إل ما رواه مسلم ف‬
‫صحيحه من حديث حندت بن عبد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم قال رجل‬
‫وال ل يغفر ال لفلن فقال ال عزوجل من ذا الذي يتال على إن ل أغفر لفلن قد غفرت‬
‫له وأحبطت عملك فهذا العابد الذي قد عبد ال ما شاء أن يعبده أحبطت‬
‫هذه الكلمة الواحدة عمله كله وف حديث أب هريرة نو ذلك ث قال أبو هريرة تكلم بكلمة‬
‫أو بقت دنياه وآخرته وف الصحيحي من حديث أب هريرة عن النب صلى ال عليه وسلم أن‬
‫العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان ال ل يلقى لا بال يرفعه ال با درجات وأن العبد ليتكلم‬
‫بالكلمة من سخط ال ل يلقى لا بال يهوي با ف نار جهنم وعند مسلم أن العبد ليتكلم‬
‫بالكلمة مايتبي مافيها يهوي با ف النار أبعد ما بي‬
‫الغرب والشرق وعند الترمذي عن النب صلى ال عليه وسلم من حديث بلل بن الارث‬
‫الزن أن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان ال مايظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب ال له با‬
‫رضوانه إل يوم يلقاه وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط ال مايظن أن تبلغ مابلغت‬
‫فيكتب ال له با سخطه إل يوم يلقاه فكان علقمة يقول كم من كلم قد منعنيه حديث‬
‫بلل بن الارث وف جامع الترمذي أيضا من حديث أنس قال توف رجل من الصحابة فقال‬
‫رجل أبشر بالنة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم أو لتدري لعله تكلم فيما‬
‫ليعنيه أو بل بال ينقصه قال حديث حسن وف لفظ أن غلما ما استشهد يوم أحد فوجد‬
‫على بطنه صخرة مربوطة من الوع فمسحت أمه التراب عن وجهه وقالت هنيئا لك يا بن‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النة فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم وما يردرك لعله كان يتكلم فيما ل اليعنيه وينع‬
‫مال يضروه ف الصحيحي من حديث أب هريرة يرفعه من كان يؤمن بال واليوم الخر فليقل‬
‫خيا أو ليصمت وف لفظ لسلم من كان يؤمن بال واليوم الخر فرذا شهد أمر فليتكلم بي‬
‫أو ليسكت وذكر الترمذي بإسناد صحيح عنه صلى ال عليه‬
‫وسلم من حسن إسلم الرأ تركه ما ل يعنيه وعن سفيان بن عبد ال الثقفي قال قلت يا‬
‫رسول ال قل ل ف السلم قول ل أسأل عنه أحدا بعدك قال قل آمنت بال ث استقم قال‬
‫قلت يا رسول ال ما أخوف ما فأخذ بلسان نفسه ث قال هذا والديث صحيح وعن أم‬
‫حبيبة زوج النب صلى ال عليه وسلم عن النب صلى ال عليه وسلم قال كل كلم ابن آدم‬
‫عليه لله إل أمر بعروف أو نى عن فاجتالتهم أو ذكر ال عز وجل قال الترمذي حديث‬
‫حسن وف حديث آخر إذا أصبح العبد فإن العضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق ال فإنا نن‬
‫بك فإذا استقمت استقمنا وإن أعوججت أوعوججنا وقد كان بعض السلف ياسب أحدهم‬
‫نفسه ف قوله يوم حار ويوم بارد ولقد روى بعض الكابر من أهل العلم ف النوم بعد موته‬
‫فسئل عن حاله فقال أنا موقوف على كلمة قلتها قلت ما احوج النالس إل غيث فقيل ل وما‬
‫يدريك أنا أعلم بصلحة عبادي وقال بعض الصحابة لادمه يوما هات ل السفرة نعبث با ث‬
‫قال استغفر ال ما أتكلم بكلمة إل وأنا أخطمها وأزمها إل هذه الكلمة خرجت من بغي‬
‫خطام ول زمام أو كما قال والسي حركات الوارح حركة اللسان وهى أضرها على العبد‬
‫وأختلف السلف واللف الشياطي يكتب جيع ما يلفظ به أو الي والشر فقط على قولي‬
‫أظهرها الول وقال بعض السلف كل كلم بن آدم عليه لله إل ما كان من ذكر ال وما‬
‫واله وكان الصديق رضى ال عنه يسك بلسانه ويقول هذا أوردن الوارد والكلم أسيك‬
‫فإذا خرج من فيك صرت أسيه وال عند لسان كل قائل وما يلفظ من قول ال لديه رقيب‬
‫عتيد وف اللسان آفتان عظيمتان إن خلص العبد من احدها ل يلص من الخرة آفة الكلم‬
‫وآفة السكوت وقد يكون كل منهما أعظم إثا من الخري ف وقتها فالساكت عن الق‬
‫شيطان أخرس عاص ل مراء مداهن إذا ل نفسه والتكلم بالباطل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫شيطان ناطق عاص ل وأكثر اللق منحرف ف كلمه وسكوته فهم بي هذين النوعي وأهل‬
‫الوسط وهم أهل الصراط الستقيم كفوا ألسنتهم عن الباطل واطلقوها فيما يعود عليهم نفعه‬
‫ف الخرة فل يرى أحدهم أنه يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بل منفعة فضل أن تضره ف‬
‫آخرته وإن العبد ليأت يوم القيامة بسنات أمثال البال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها‬
‫ويأت بسيئات أمثال البال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر ال عز وجل وما اتصل به‬

‫الواب الكاف ‪13‬‬


‫فصل‬
‫وأما الطوات فحفظها بأن ل ينقل قدمه إل فيما يرجوا ثوابه عند ال تعال فإن ل يكن ف‬
‫خطاه مزيد ثواب فالقعود عنها خي له ويكنه أن يستخرج من كل مباح يطو إليه قربة‬
‫يتقرب با وينويها ل فيقع خطاه قربة وتنقلب عادته عبادة ومباحاته طاعات ولا كانت العثرة‬
‫عثرتي عثرة الرجل وعثرة اللسان جاءت دها قرينة الخرى ف قوله تعال وعباد الرحن‬
‫الذين يشون على الرض هونا وإذا خاطبهم الاهلون قالوا سلما فوصفهم بالستقامة ف‬
‫لفظاتم وخطواتم كما جع بي اللحظات والطرات ف قوله تعال‬
‫يعلم خائنة العي وما تفي الصدور‬
‫فصل‬
‫وهذا كله ذكرناه مقدمة بي يدي تري الفواحش ووجوب حفظ الفرج وقد قال صلى ال‬
‫عليه وسلم أكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج وف الصحيحي عنه صلى ال عليه وسلم‬
‫ل يل دم امرء مسلم إل بإحدى ثلث الثيب الزان والنفس بالنفس والتارك لدينه الفارق‬
‫للجماعة وهذا الديث ف اقتران الزنا بالكفر وقتل النفس نظي الية الت ف الفرقان ونظي‬
‫حديث ابن مسعود دبدا رسول ال صلى ال عليه وسلم بالكثر وقوعا ث بالذى يليه فالزنا‬
‫أكثر وقوعا النفس وقتل النفس أكثر وقوعا من الردة نعوذ بال منها وأيضا فإنه انتقال من‬
‫الكب إل ما هو أكب منه مفسدة ومفسدة الزنا مناقضة لصلح العال فإن الرأة إذا زنت‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربا ونكست رؤسهم بي الناس وإن حلت من الزنا‬
‫فإن قتلت ولدها جعت بي الزنا والقتل وإن حلته الزوج أدخلت على أهلها وأهله أجنبيا‬
‫ليس منهم فورثهم وليس منهم ورآهم خلبم وانتسب إليهم وليس منهم إل غي ذلك من‬
‫مفاسد زناها وأما زنا الرجل فإنه يوجد اختلط لنساب أيضا وإفساد الرأة الصونة‬
‫وتعريضها للتلف والفساد ففي هذه الكبية خراب الدنيا والدين وإن عمرت القبور ف البزخ‬
‫والنار ف الخرة فكم ف الزنا من استحلل مرمات وفوات حقوق ووقوع مظال ومن‬
‫خاصيته أنه ! ! الفقر ويقصد ! ويكسر صاحبه سواد الوجه وثوب القت بي الناس ومن‬
‫خاصيته أيضا أنه يشتت القلب ويرضه إن ل يته ويلب الم والزن والوف ويباعد صاحبه‬
‫من اللك ويقربه من لشيطان فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته ولذا شرع فيه القتل‬
‫على أشنع الوجوه وأفحشها وأصعبها العبد أن إمرأته أو حرمته قتلت كان أسهل عليه من أن‬
‫يبلغه أنا زنت وقال سعيد بن عبادة رضي ال عنه لو رأيت رجل مع إمرأت لضربته بالسيف‬
‫غي مصفح فبلغ ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال تعجبون من غية سعد وال لنا‬
‫أغي منه وال أغي من ومن أجل غية ال حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن متفق عليه‬
‫وف الصحيحي أيضا عنه صلى ال عليه وسلم إن ال يغار وإن الؤمن يغار غية ال أن يأت‬
‫العبد ما حرم عليه وف الصحيحي عنه صلى ال عليه وسلم ل أحد أغي من ال ن أجل ذلك‬
‫حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ول أحد أحب إليه العذر من ال من أجل ذلك أرسل‬
‫الرسل مبشرين نذرين ول أحد أحب إليه الدح من ال من أجل ذلك أثن على نفسه وف‬
‫الصحيحي ف خطبته صلى ال عليه وسلم ف صلة الكسوف أنه قال يا جهلتم ممد وال إنه‬
‫ل أحد أغي من ال أن يزن عبده أو تزن أمته يا جهلتم ممد وال لو تعلمون ما أعلم‬
‫لضحكتم قليل ولبكيتم كثيا ث رفع يديه فقال اللهم الشياطي بلغت وف ذكر هذه الكبية‬
‫بصوصها عقيب صلة الكسوف سر بديع لن تأمله وظهور الزنا من أمارات خراب العال‬
‫وهو من أشراط الساعة كما ف الصحيحي عن أنس بن مالك أنه قال لحدثكم حديثا‬
‫ليدثكموه أحد بعدي سعته من النب صلى ال عليه وسلم يقول من أشراط الساعة أن يرفع‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫العلم ويظهر الهل ويشرب المر ويظهر الزنا ويقل الرجال وتكثر النساء حت يكون‬
‫لمسي إمرأة القيم الواحد وقد جرت سنة ال سبحانه ف خلقه أنه عند ظهور الزنا يغضب‬
‫ال سبحانه وتعال ويشتد غضبه فلبد أن يؤثر غضبه ف الرض عقوبة قال عبد ال بن‬
‫مسعود ما ظهر الربا والزنا ف قرية ال أذن ال باهلكها ورأي بعض أحبار بن إسرائيل إبنا‬
‫له يغامز إمراءة فقال مهل يابن فصرع الب عن سريره فأنقطع ناعه وأسقطت إمرأته وقيل‬
‫له هكذا غضبك ل ل يكون ف جنسك خي ابدا وخص سبحانه حد الزنا من بي سائر‬
‫الدود بثلث خصائص أحدها القتل فيه بأشنع القتلت وحيث خففه فجمع فيه بي العقوبة‬
‫على البدن باللد وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة الثان أنه نى عباده أن تأخذهم بالزناة‬
‫رأفة ف دينه الجاشعي تتعهم من إقامة الد عليهم فإنه سبحانه من رأفته بم ورحته بم‬
‫شرع هذه العقوبة فهو أرحم بكم منكم هم ول تنعه رحته من أمره بذه العقوبة فل ينعكم‬
‫أنتم ما يقوم بقلوبكم من الرأفة من إقامة أمره وهذا وإن كان عاما ف سائر الدود ولكن‬
‫ذكر ف حد الزنا خاصة لشدة الاجة إل ذكره فإن الناس ل يدون ف قلوبم من الغلطة‬
‫والقسوة على الزان ما يدونه على السارق والقاذف وشارب المر فقلوبم ترحم الزان‬
‫أكثر ما ترحم ! من ارباب الرائم والوقائع والواقع ما بعد ذلك فنهوا أن تأخذهم هذه الرأفة‬
‫وتملهم ل تعطيل حد ال عز وجل وسبب هذه الرحة أن هذا ذنب يقع من الشراف‬
‫والوساط والراذل وف النفوس أقوى الدواعي إليه والشارك فيه كثي وأكثر أسبابه العشق‬
‫والقلوب مبولة على رحة العاشق وكثي من الناس يعد مساعدته طاعة وقرية وإن كانت‬
‫الصورة العشوقة مرمة عليها ول يستنكر هذا المر فهو مستقر عند من شاء ال من أشباه‬
‫النعام ولقد حكى لنا من ذلك شىء كثيا كثرة عن ناقصي العقول والديان كالدم‬
‫والنساء وأيضا فإن هذا ذنب غالب ما يقع مع التراضي من الاني فل يقع فيه من العدوان‬
‫والظلم والغتصاب ما تنفر النفوس منه وفيها شهوة غالبة له فتصور ذلك لنفسها فتقوم با‬
‫رحة تنع إقامة الد وهذا كله من ضعف اليان وكمال اليان أن تقوم به قوة يقيم أمر ال‬
‫ورحة يرحم با الحدود فيكون موافقا لربه سبحانه ف أمره ورحته الثالث أنه سبحانه أمر أن‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يكون حدها بشهد من الؤمني فل يكون ف خلوة حيث ل يراها أحد وذلك أبلغ ف‬
‫مصلحة الد وحكمة الزجر وحد الزان الحصن مشتق من عقوبة ال تعال لقوم لوط‬
‫بالقذف بالجارة وذلك لشتراك الزنا واللواط ف الفحش وف كل منهما فساد يناقض‬
‫ولكمل ال ف خلقه وأمره فإن ف اللواط الفاسد ما يفوت الصر والتعداد ولن يقتل‬
‫الفعول به خي له من أن يؤت فإنه يفسد فسادا ل يرجى له بعده صلح أبدا ويذهب خيه‬
‫كله وتص الرض ماء الياء من وجهه فل يستحي بعد ذلك ل من ال ول من خلقه وتعمل‬
‫ف قلبه وروحه نطفة الفاعل ما يعمل السم ف البدن وقد أختلف الناس الشياطي يدخل النة‬
‫مفعول به على قولي سعت شيخ السلم رحه ال يكيهما والذين قالوا ل يدخل النة‬
‫احتجوا بأمور منها أن النب صلى ال عليه وسلم قال ل يدخل النة ولد زنا فإذا كان هذا‬
‫حال ولد الزنا مع أنه ل ذنب له ف ذلك ولكنه مظنة كل شر وخبث وهو جدير أن ل ييء‬
‫منه خيا أبدا لنه ملوق من نطفة خبيثة وإذا كان السد الذي ترب على الرام النار أول به‬
‫فكيف بالسد الخلوق من النطفة الرام قالوا والفعول به شر من ولد الزنا وأخزى وأخبث‬
‫وأوسخ وهو جدير أن ل يوفق ليخر وأن يال بينه وبينه وكلما عمل خيا قيض ال ما يفسده‬
‫عقوبة له وقل أن ترى من كان كذلك ف صغره إل وهو ف كبه شر ما كان ول يوفق ول‬
‫لعلم نافع ول توبة نصوحا والتحقيق ف هذه السألة أن يقال إن تاب البتلى بذا البلء وأتاب‬
‫ورزق توبة نصوحا وعمل صالا وكان ف كبه خيا منه ف صغره وبدل سيئآته بسنات‬
‫وغسل عار ذلك عنه بأنواع الطاعات والقربات وغض بصره وحفظ فرجه عن الحرمات‬
‫وصدق ال ف معاملته فهذا مغفور له وهو من أهل النة فإن ال يغفر الذنوب جيعا وإذا‬
‫كانت التوبة تحو كل ذنب حت الشرك بال وقتل أنبيائه وأوليائه والسحرا والكفر وغي ذلك‬
‫فل تقصر عن مو هذا الذنب وقد استقرت ولكمل ال به عدل وفضل أن التائب من الذنب‬
‫كمن ل ذنب ه وقد ضمن ال سبحانه لن تاب من الشرك وقتل النفس والزنا أنه يبدل سيئاته‬
‫حسنات وهذا حكم عام لكل تائب من ذنب وقد قال تعال قل يا عبادى الذين اسرفوا على‬
‫أنفسهم ل تقنطوا من رحة ال إن ال يغفر الذنوب جيعا إنه هو الغفور الرحيم فل يرج من‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫هذا العموم ذنب واحد ولكن هذا ف حق التائبي خاصة وأما مفعول به كان ف كبه شرا ما‬
‫كان ف صغره ل يوفق لتوبة نصوحا ول ول استدرك ما فات ول أحي ما مات ول بدل‬
‫السيئات بالسنات فهذا بعيد أن يوفق عند المات لاتة يدخل النة عقوبة له‬
‫على عمله فإن ال سبحانه وتعال يعاقب على السيئة بسيئة أخرى وتتضاعف عقوبة السيئآت‬
‫بعضها ببعض كما يثيب على السنة بسنة أخرى فتضاعف السنات وإذا نظرت إل حال‬
‫كثي من الحتضرين وجدتم يال بينهم وبي حسن الاتة عقوبة لم على أعمال السيئة قال‬
‫الافظ أبو ممد عبد الق بن عبد الرحن الشبيلي رحه ال وأعلم أن لسوء الاتة أعاذنا ال‬
‫منها أسباب ولا طرق وأبواب أعظمها النكباب على الدنيا وطلبها والرص عليها‬
‫والعراض عن الخرى والقدام معاصي ال عز وجل وربا غلب على النسان ضرب من‬
‫الطيئة ونوع من العصية وجانب من العراض ونصيب من الرأة القدام‬
‫فملك قلبه وسب عقله وأطفأ نوره وأرسل عليه حجبه فلم تنفع فيه تذكرة ول نعت فيه‬
‫موعظة فربا جاءه الوت على ذلك فسمع النداء من مكان بعيد فلم يتبي له الراد ول علم ما‬
‫أراد وإن كرر عليه الداعي وأعاد قال ويروي أن بعض رجال الناصر نزل به الوت فجعل ابنه‬
‫يقول له قل ل إله إل ال فقال الناصر مولي فأعاد عليه القول فقال مثل ذلك أصابته غشية‬
‫فلما أفاق قال الناصر مولي وكان هذا دأبة كلما له قيل ل إله إل ال قال الناصر مولي ث‬
‫قال لبنه يا فلن الناصر إنا يعرفك بسيفك والقتل القتل ث مات على ذلك قال عبد الق‬
‫رحه ال وقيل لخر من أعرفه قل ل إله إل ال فجعل يقول الدار الفلنية صلحوا فيها كذا‬
‫والبستان الفلن افعلوا فيه كذا وقال وفيما أذن أبو طاهر السلعي أن أحدث به عنه أن رجل‬
‫نزل به الوت فقيل له قل ل إله إل ال فجعل يقول بالفارسية ده يازده تفسيه عشر بإحدى‬
‫عشر وقيل لخر قل ل إله إل ال فجعل يقول أين السلم إل حام منجاب قال وهذا الكلم‬
‫له قصة وذلك أن رجل كان واقفا بازاء داره وكان بابا يشبه باب هذا المام فمرت به‬
‫جارية لا منظر فقالت أين السلم إل حام منجاب فقال هذا حام منجاب فدخلت الدار‬
‫ودخل وراءها فلما رأت نفسها ف داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشر والفرح‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بإحتماعها معه وقالت خدعة منها له وتيل لتتخلص ما أوقعها فيه وخوفا من فعل لفاحشة‬
‫يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا وتقربه عيوننا فقال لا الساعة آتيك بكل ما تريدين‬
‫وتشتهي وخرج وتركها ف الدار ول يغلقها فأخذ ما يصلح ورجع فوجدها قد خرجت‬
‫وذهبت ول تنه ف شيء فهام الرجل وأكثر الذكر لا وجعل يشي ف الطرق والزقة ويقول‬
‫يارب قائلة يوما وقد تعبت * أين السلم إل حام منجاب فبينا يقول ذلك وإذا باريته أجابته‬
‫من طاق قرنان * الشياطي ل جعلت سريعا با حرزا على الدار أو قفل على الباب * فازداد‬
‫هيمانه واشتد هيجانه ول يزل كذلك حت كان هذا البيت آخر كلمه من الدنيا‬
‫قال ويرى أن رجل عشق شخصا فاشتد كلفه به وتكن حبه من قلبه حت وقع ألا به ولزم‬
‫الفراش بسببه وتنع ذلك الشخص عليه واشتد نفاره عنه فلم تزل الوسائط يشون بينهما حت‬
‫وعده أن يعوده فأخب بذلك البائس ففرح واشتد سروره وانلى غمه وجعل ينتظر للمعياد‬
‫الذي ضربه له فبينا هو كذلك إذ جاءه الساعي بينهما فقال أنه وصل معى إل بعض السلم‬
‫ورجع فرغبت إليه وكلمته فقال أنه ذكرن وبرح ب ول أدخل مداخل الريب ول أعرض‬
‫نفسي لواقع ألتم فعاودته فأب وانصرف فلما سع البائس ذلك أسقط ف يده‬
‫أمرن إل أشد ما كان به وبدت عليه علئم الوت فجعل يقول ف تلك الال أسلم ياراحة‬
‫العليل * ويا شفاء الدنف النحيل رضاك أشهى إل فؤادى * من رحة الالق الليل فقلت له‬
‫يافلن اتق ال قال قد كان فقمت عنه فما جاوزت باب داره حت سعت صيحة الوت فعياذا‬
‫بال من سوء العاقبة وشؤم الاتة ولقد بكى سفيان الثوري ليلة إل الصباح فلما أصبح قيل له‬
‫أكل هذا خوفا من الذنوب فأخذ تنبة من الرض وقال الذنوب أهون من هذه وإنا أبكى‬
‫خوفا من الاتة وهذا من أعظم الفقه أن ياف الرجل أن تدعه‬
‫ذنوبه عند الوت فتحول بينه وبي الاتة السن وقد ذكر المام أحد عن أب الدرداء أنه لا‬
‫اختصر جعل يغمى عليه ث يفيق ويقرأ ونقلب أفئدتم وأبصارهم كما ل يؤمنوا به أول مرة‬
‫ونذرهم ف طغيانم يعمهون فمن هذا خاف السلف من الذنوب أن تكون حجابا بينهم وبي‬
‫الاتة السن قال وأعلم أن سوء الاتة أعاذنا ال تعال منها ل تكون لن استقام ظاهره‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وصلح باطنه ما سع بذا ول علم به ول المد وإنا تكون لن فساد ف العقيدة أو اصرار على‬
‫الكبية وإقدام على العظائم فربا غلب ذلك عليه حت نزل به الوت قبل التوبة فيأخذه قبل‬
‫إصلح الطوية ويصطلم قبل النابة فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة ويتطفه عند تلك‬
‫الدهشة والعياذ بال قال ويروي أنه كان بصر رجل يوم السجد للذان والصلت فيه وعليه‬
‫باء الطاعة ونور العبادة فرقى يوما النارة على عادته للذان وكان تت النارة دارا لنصران‬
‫فاطلع فيها فرأي إبنة صاحب الدار فافتت با فترك الذان ونزل إليها ودخل الدار عليها‬
‫فقالت له ما شأنك وما تريد قال اريدك قالت لاذا قال قد سلبت لب وأخذت بجامع قلب‬
‫قالت ل أجيبك إل رية أبدا قال أتزوجك مسلم وأنا نصرانية وأب ل يزوجن منك قال اتنصر‬
‫قالت إن فعلت أفعل فتنصر الرجل ليتزوجها وأقام معهم ف الدار فلما كان ف آثناء ذلك‬
‫اليوم رقى إل سطح كان ف الدار فسقط منه فمات فلم يظفر با وفاته دينه‬

‫فصل‬
‫ولا كانت مفسدة اللواط من أعظم الفاسد كانت عقوبتة ف الدنيا والخرة من اعظم‬
‫العقوبات وقد أختلف الناس الشياطي هو أغلظ عقوبة من الزنا أو الزنا أغلظ عقوبة منه أو‬
‫عقوبتهما سواء على ثلثة أقوال فذهب أبو بكر الصديق وعلى بن أب طالب وخالد بن الوليد‬
‫وعبد ال بن الزبي وعبد ال بن عباس وخالد بن زيد وعبد ال بن معمر والزهرى وربيعة بن‬
‫أب عبد الرحن ومالك وإسحق بن راهويه والمام أحد ف أصح الروايتي عنه والشافعي ف‬
‫أحد قوليه إل أن عقوبته أغلظ من عقوبة الزنا وعقوبته القتل على كل حال مصنا كان أو‬
‫غي مصن وذهب عطاء بن أب رباح والسن البصري وسعيد بن السيب وإبراهيم النخعى‬
‫وقتادة والوزاعى والشافعي ف ظاهر مذهبه والمام أحد ف الرواية الثانية عنه وأبو يوسف‬
‫وممد إل عقوبته وعقوبة الزان سواء وذهب الاكم والمام أبو حنيفة إل أن عقوبته دون‬
‫عقوبة الزان وهى التعزير قالوا لنه معصية من العاصى ل يقدر ال ول رسوله صلى ال عليه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وسلم فيه حدا مقدرا فكان فيه التعزير كأكل اليتة والدم ولم النير قالوا ولنه وطؤ ف مل‬
‫ل تشتهيه الطبائع بل ركبها ال تعال على النفرة منه حت اليوان البهيم فلم يكن فيه حد‬
‫وغيه قالو ولنه ل يسمى زانيا لغة ول شرعا ول عرفا فل يدخل ف النصوص من الدللة‬
‫على حد الزانيي قالوا ولنا رأينا قواعد الشريعة أن العصية إذا كان الوازع عنها طبعيا اكتفى‬
‫بذلك الوازع عن الد واذا كان ف الطبائع تقاضيها جعل فيها الد بسب اقتضاء الطبائع لا‬
‫ولذا جعل الد ف الزنا والسرقة وشرب السكر دون أكل اليتة والدم ولم النير قالوا‬
‫وطرد هذا لحد ف وطيء البهيمة ول اليتة وقد جبل ال تعال الطبائع على النفرة من وطيء‬
‫الرجل الرجل أشد نفرة كم جبلها على النفرة من استدعاء الرجل من يطؤه بلف الزنا فان‬
‫الداعى فيه من الانبي قالوا ولن أحد النوعي اذا استمتع بشكله ل يب عليه الد كما لو‬
‫تساحقت الرأتان واستمتعت كل واحدة منهما بالخرى قال أصحاب القول الول وهم‬
‫جهور المة وحكاه غي واحد إجاعا للصحابة ليس ف العاصى مفسدة أعظم من مفسدة‬
‫اللواط وهى تلى مفسدة الكفر وربا كانت أعظم من مفسدة القتل كما سنبينه ان شاء ال‬
‫تعال قالوا ول يبتلي ال تعال بذه الكبية قبل قوم لوط أحدا من العالي وعاقبهم عقوبة ل‬
‫يعاقب با جهلتم غيهم وجع عليهم أنواعا من العقوبات من الهلك وقلب ديارهم عليهم‬
‫والسف بم ورجهم بالجارة من السماء وطمس أعينهم وعذبم وجعل عذابم مستمرا‬
‫فنكل بم نكال ل ينكله بامة سواهم وذلك لعظم مفسدة هذه الرية الت تكاد الرض تيد‬
‫من جوانبها إذا عملت عليها وترب اللئكة ال أقطار السموات والرض اذا شهدوها خشية‬
‫نزول العذاب على أهلها فيصيبهم معهم وتعج الرض ال ربا تبارك وتعال وتكاد البال‬
‫تزول عن أماكنها وقتل الفعول به خي له من وطئه فانه اذا وطأه الرجل قتله قتل ل ترجي‬
‫الياة معه بلف قتله فانه مظلوم شهيد وربا ينتفع به ف آخرته قالوا يشي على هذ أن ال‬
‫سبحانه جعل حد القاتل ال خيه الول إن وإن شاء عفى اللوطي حدا كما أجع عليه‬
‫أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ودلت عليه سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫الصحيحة الصرية الت ل معارض لا بل عليها عمل أصحابه وخلفائه الراشدين رضي ال‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عنهم أجعي وقد ثبت عن خالد بن الوليد أنه وجد ف بعض نواحي العرب رجل ينكح كما‬
‫تنكح الرأة فكتب ال أب بكر الصديق رضي ال عنه فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة‬
‫رضي ال عنهم فكان على بن أب طالب أشدهم قول فيه فقال ما فعل هذ ال جهلتم من‬
‫المم واحدة وقد علمتم ما فعل ال با أرى أن يرق بالنار فكتب أبو بكر ال خالد فحرقه‬
‫وقال عبد ال بن عباس ان ينظر أعل ما ف القرية فيمى اللوطى منها منكسا ث يتبع بالجارة‬
‫وأخذ ابن عباس هذا الد من عقوبة ال للوطية قوم لوط وابن عباس هو الذى روى عن النب‬
‫صلى ال عليه وسلم من وجدتوه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والفعول به رواه أهل‬
‫السنن‬
‫وصححه ابن حبان وغيه واحتج المام أحد بذا الديث واسناده على شرط البخارى قالوا‬
‫وثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه قال لعن ال من عمل عمل قوم لوط لعن ال من عمل‬
‫عمل قوم لوط لعن ال من عمل عمل قوم لوط ول تىء عنه لعنة الزان ثلث مرات ف‬
‫حديث واحد وقد لعن جاعة من أهل الكبائر فلم يتجاوز بم ف اللعن مرة واحدة وكرر لعن‬
‫اللوطية فاكده ثلث مرات وأطبق أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم على قتله ل‬
‫يتلف منهم فيه رجلن وإنا اختلفت أقوالم ف صفة قتله فظن بعض الناس ذلك اختلف‬
‫منهم ف قتله فحكاها مسألة نزاع بي الصحابه وهي بينهم مسألة الناع قالوا ومن تأمل‬
‫قوله سبحانه ول تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيل وقوله ف اللواط أتأتون‬
‫الفاحشة ما سبقكم با من أحد من العالي تبي له تفاوت ما بينهما فانه سبحانه نكر‬
‫الفاحشة ف الزنا أي هو فاحشة من الفواحش وعرفها ف اللواط وذلك يفيد أنه جامع لعان‬
‫اسم الفاحشة كما تقول زيد الرجل ونعم الرجل زيد أي أتون الصلة الت استقر فحشها عند‬
‫كل أحد فهي لظهور فحشها وكماله غنية عن ذكرها الجاشعي ل ينصرف السم ال غيها‬
‫وهذا نظي قول والرذائل لوسى وفعلت فعلتك الت فعلت أى الفعلة الشنعاء الظاهرة العلومة‬
‫لكل أحد ث أكد سبحانه شأن فحشها بانا ل يعملها احد من العالي قبلهم فقال ما سبقكم‬
‫با من احد من العالي ث زاد ف التأكيد بان صرح با تشمئز منه القلوب وتنبوا عنها الساع‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وتنفر منه أشد النفور وهو إتيان الرجل رجل مثله ينكحه كما ينكح النثي فقال أئنكم‬
‫لتأتون الرجال ث نبه على استغنائهم عن ذلك وان الامل لم عليه ليس ال مرد الشهوة ل‬
‫الاجة الت لجلها مال الذكر ال النثي من قضاء الوطر ولذة الستمتاع وحصول الودة‬
‫والرحة الت تنسي الرأه لا أبويها وتذكر بعلها وحصول النسل الذى هو حفظ هذا النوع‬
‫الذي هو أشرف الخلوقات وتصي الرأة وقضاء للوطر وحصول علقة الصاهرة الت هي‬
‫أخت النسب وقيام الرجال على النساء وخروج أحب اللق ال ال من جاعهن لنبياء‬
‫والولياء والؤمني ومكاثرة النب صلى ال عليه وسلم النبياء بامته ال غي ذلك من مصال‬
‫النكاح والفسدة الت ف اللواط لقاوم ذلك كله ورب عليه با ل يكن حصره وفساده ول‬
‫يعلم تفصيله ال ال عز وجل ث أكد سبحانه قبح ذلك بان اللوطية عكسوا فطرة ال الت فطر‬
‫عليه الرجال وقلبوا الطبيعة الت ركبها ال ف الذكور وهي شهوة النساء دون الذكور فقلبوا‬
‫المر وعكسوا الفطرة والطبيعة فاتوا الرجال شهوة من دون النساء ولذا قلب ال سبحانه‬
‫عليهم ديارهم فجعل عاليها سافلها وكذلك قلبوهم ونكسوا ف العذاب على رؤسهم ث أكد‬
‫سبحانه قبح ذلك بان حكم عليهم بالسراف وهو ماوزة الد فقال بل أنتم قوم مسرفون‬
‫فتأمل الشياطي جاء ذلك أو قريبا منه ف الزنا وأكد سبحانه ذلك عليهم بقوله ونيناه من‬
‫القرية الت كانت تعمل البائث ث أكد سبحانه عليهم الذم بوصفي ف غاية القبح فقال إنم‬
‫كانوا قوم سوء فاسقي وساهم مفسدين ف قول نبيهم فقال رب انصرن على القوم الفسدين‬
‫وساهم ظالي ف قول اللئكة لبراهيم‬
‫عليه السلم إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالي فتأمل من عوقب بثل هذه‬
‫العقوبات ومن ذمه ال بثل هذه الذمات ولا جادل فيهم خليله إبراهيم اللئكة وقد أخبوه‬
‫باهلكهم فقيل له يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنم آتيهم عذاب غي‬
‫مردود وتأمل خبث اللوطية وفرط تردهم على ال حيث جاؤا نبيهم لوطا لا سعوا بانه قد‬
‫طرقه أضياف هم من أحسن البشر صورا فأقبل اللوطية اليهم هرعون فلما رآهم قال لم يا‬
‫قوم هؤلء بنات هن أطهر لكم ففدا أضيافه ببناته يزوجهم بم خوفا على نفسه وعلى أضيافه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من العار الشديد فقال يا قوم هؤلء بنات هن أطهر لكم فاتقوا ال ول تزون ف ضيفي أليس‬
‫منكم رجل رشيد فردوا عليه ولكن رد جبار عنيد لقد علمت ما لنا ف بناتك من حق وإنك‬
‫لتعلم ما نريد فنفث نب ال نفثه مصدور وخرجت من قلب مكروب عميد فقال لو أن ل‬
‫بكم قوة أو آوي ال ركن شديد فكشف له رسل ال عن حقيقة الال وأعلموه إنه من ليس‬
‫يوصل اليهم ول اليه بسببهم فل تف منهم ول تعبأ بم وهون عليك فقالوا يا لوط إنا رسل‬
‫ربك لن يصلوا اليك ومبشروه با جاؤا به من الوعد له ولقومه من الوعيد الصيب فقالوا‬
‫فاسر بأهلك بقطع من الليل ول يلتفت منكم أحد إل امرأتك إنه مصيبها ما أصابم إن‬
‫موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب فاستبطأ نب ال عليه السلم موعو هلكهم وقال أريد‬
‫أعجل من هذا فقالت اللئكة أليس الصبح بقريب فوال ما كان بي إهلك أعلمكم ال وناة‬
‫نبيه وأوليائه ال ما بي السحر وطلوع الفجر وإذا بديارهم قد اقتلعت من أصولا ورفعت‬
‫نو السماء حت سعت اللئكة‬
‫نباح الكلب ونيق المي فبز الرسوم الذي ل يرد من عند الرب الليل على يدي عبده‬
‫ورسوله جبائيل بان يقلبها عليهم كما أخب به ف مكم التنيل فقال عز من قائل فلما جاء‬
‫أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل فجعلهم آية للعالي وموعظة‬
‫للمتقي ونكال وسلفا لن شاركهم ف أعمالم من الجرمي وجعل ديارهم للشافعية السالكي‬
‫إن ف ذلك ليات للمتوسي وإنا لبسبيل مقيم إن ف ذلك لية للمؤمني أخذهم على غرة‬
‫وهم نائمون وجاءهم باسه وهم ف سكرتم يعمهون فما أغن عنهم ما كانوا يكسبون تلك‬
‫اللذات آلما فأصبحوا با يعذبون مآرب كانت ف الياة لهلها * عذبا فصارت ف المات‬
‫عذابا ذهبت اللذا وأعقبت السرات وانقضت الشهوات وأورثه الشقوات تتعوا قليل وعذبوا‬
‫طويل رتعوا مرتعا وخيما فأعقبهم عذابا أليما أسكرتم خرة تلك الشهوات فاستقاموا منها‬
‫إل ف ديار العذبي وأرقدتم تلك الغفلة فما استيقظوا منها إل وهم ف منازل الالكي فندموا‬
‫وال أشد الندامة حي ل ينفع الندم وبكوا على ما أسلفوه بدل الدموع بالدم فلو رأيت‬
‫العلى والسفل من هذه الطائفة والنار ترج من منافذ وجوههم وأبدانم وهم بي اطباق‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الحيم وهم يشربون بدل لذيذ الشراب كؤوس الميم ويقال لم هم على وجوههم‬
‫يسحبون ذوقوا ما كنتم تكسبون إصلوها فاصبوا او ل تصبوا سواء عليكم إنا تزون ما‬
‫كنتم تعملون ولقد قرب ال سبحانه مسافة العذاب بي هذه المة وبي إخوانم ف العمل‬
‫فقال موفا لم بأعظم الوعيد وما هي من الظالي ببعيد فيا ناكح الذكرى ان تنيكم البشرى‬
‫* فيوم معاد الناس إن لكم أجرا كلوا واشربوا وازنو ولوطوا واكثروا * فان لكم زفا ال ناره‬
‫الكبى فاخوانكم قد مهدوا الدار قبلكم * وقالوا الينا عجلوا لكم البشرى وها نن أسلف‬
‫لكم ف انتظاركم * سيجمعنا البار ف ناره الكبى ول تسبوا أن الذين نكحتموا * يغيبون‬
‫عنكم بل ترونم جرى ويلعن كل منهم لليله * ويشقى به الحزون ف الكرة الخرى يعذب‬
‫كل منهم بشريكه * كما اشتركا ف لذة توجب الوزرى‬

‫الواب الكاف ‪14‬‬


‫فصل‬
‫ف الجوبة عما إحتج به من جعل عقوبة هذه الفاحشة دون عقوبة الزنا اما قولم إنا معصية‬
‫ل يعل ال فيه احدا معينا فجوابه من وجوه أحدها إن البلغ عن ال جعل حد صاحبها القتل‬
‫حتما وما شرعه رسوله صلى ال عليه وسلم فانا بشرعه عن ال فان أردت ان حدها غي‬
‫معلوم بالشرع فهو باطل وإن أردت إنه غي ثابت بنص الكتاب ل يوم من ذلك إنتفاء حكمه‬
‫لثبوته بالسنة الثان إن هذا ينتقض عليكم بالرجم فانه إنا ثبت بالسنة فان قلتم بل ثبت بقرآن‬
‫نسخ لفظه وبقى حكمه قلنا فننتقض عليكم بد شارب المر الثالث أن نفى دليل معي ل‬
‫يوم نفى مطلق الدليل ول نفى أل فكيف وقد قدمنا أن الدليل الذي نفيتموه غي مشتق وأما‬
‫قولكم أنه وطء ل تشتهيه الطباع بل ركب ال الطباع على النفرة منه فهو كوطء اليتة‬
‫والبهيمة فجوابه من وجوه أحدها أنه قياس فاسد العتبار مردود بسنة رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم وإجاع الصحابة كما تقدم بيانه الثان أن قياس وطء المرد الميل الذي ترب‬
‫فتنته على كل فتنة على وطء أتان أو إمرأة ميتة من أفسد القياس وهل تعدل ذلك أحد قط‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫باتان أو بقرة أو ميتة أو يسيء ذلك عقل عاشق قلبه أو استول على فكره ونفسه فليس ف‬
‫القياس أفسد من هذ الثالث أن هذا منتقض بوطء الم والبنت والخت فان النفرة الطبيعية‬
‫عنه كاملة مع أن الد فيه من أغلظ الدود ف أحد القولي وهو القتل بكل حال مصنا كان‬
‫أو غي مصن وهذه إحدي الروايتي عن المام أحد وهو قول إسحاق بن رهويه وجاعة من‬
‫أهل الديث وقد روى ابو داود من حديث الباء بن عازب قال لقيت عمى ومعه الراية‬
‫فقلت له ال أين تريد قال‬
‫بعثن رسول ال صلى ال عليه وسلم ال رجل نكح امرأة أبيه من بعده أن أضرب عنقه قال‬
‫الترمذي هذ حديث حسن قال الوزجان عم الباء اسه الارث بن عمرو ف سنن أب داود‬
‫وابن ماجه من حديث ابن عباس قال قال رسول ال صلى ال عليه وسلم من وقع على ذات‬
‫مرم فاقتلوه ورفع ال الجاج رجل اغتصب أخته على نفسها فقال أحبسوه واسألوا من ها‬
‫هنا من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فسألوا عبد ال بن مطرف فقال سعت‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول من تطي حرم الؤمني فخطوا وسطه بالسيف وفيه‬
‫دليل على القتل بالتوسيط وهذا دليل مستقل ف السألة وهو أن من ل يباح وطؤه بال فحد‬
‫واطئه القتل دليله من وقع على أمه وابنته وكذلك يقال ف وطء ذوات الحارم من وطء من‬
‫ل يباح وطؤه بال كان حده القتل كاللوطي والتحقيق ان يستدل على السألتي بالنص‬
‫والقياس يشهد لصحة كل منهما وقد إتفق السلمون على أن من زنا بذات مرم فعليه الد‬
‫وإنا اختلفوا ف صفة الد الشياطي هو القتل بكل حال أو حده حد الزان على قولي فذهب‬
‫الشافعي ومالك وأحد ف إحدى روايتيه إن حده حد الزان وذهب أحد وإسحق وجاعة من‬
‫أهل الديث ال أن حده القتل بكل حال وكذلك إتفقوا كلهم على‬
‫أنه لو أصابا باسم النكاح عالا بالتحري أنه يد إل يشي حنيفة وحده فانه رأي ذلك شبهة‬
‫مسقطة للحد والنازعون يقولون اذا أصابا باسم النكاح فقد زاد الرية غلظا وشدة فانه‬
‫إرتكب مذورين عظيمي مذور العقد ومذور الوطء فكيف تفف عنه العقوبة بضم مذور‬
‫العقد ال مذور الزنا وأما وطء اليتة ففيه قولن للفقهاء وها ف مذهب أحد وغيه أحدها‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫انه يب به الد وهو قول الوزاعي فان فعله أعظم جرما وأكثر ذنبا لنه انضم ال هتك‬
‫فاحشة حرمة اليتة‬
‫فصل‬
‫وأما وطء البهيمة فللفقهاء فيه ثلثة أقوال أحدها أنه يؤدب ول حد عليه وهذا قول مالك وأب‬
‫حنيفة والشافعي ف أحد قوليه وهو قول إسحق والقول الثان أن حكمه حكم الزان يلد إن‬
‫كان بكرا ويرجم إن كان مصنا وهذا قول السن والقول الثالث أن حكمه حكم اللوطي‬
‫نص عليه أحد ويرج على الروايتي ف حده الشياطي هو القتل حتما أو هو كالزان والذين‬
‫قالوا حده القتل احتجوا با رواه أبو داود من حديث ابن عباس عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫من أتى بيمة فاقتلوه واقتلوها معه قالوا ولنه وطء ل يباح بال فكان فيه القتل حدا للوطء‬
‫ومن ل يرد عليه الد قالوا ل يصح فيه الديث ولو علمن لقلنا به ول يل لنا مالفته قال‬
‫اسعيل بن سعيد الشالنجي سألت أحد عن الذي يأت البهيمة فوقف عندها ول يثبت حديث‬
‫عمرو بن أب عمرو ف ذلك أو قال الطحاوي الديث ضعيف وأيضا فرواية ابن عباس وقد‬
‫أفت بانه ل حد عليه قال أبو داود وهذا يضعف الديث ول ريب ان الزاجر الطبعي عن اتيان‬
‫البهيمة أقوى من الزاجر الطبعي عن التلوط وليس المران ف طباع الناس سواء فالاق‬
‫أحدها بالخر من أفسد القياس‬
‫فصل‬
‫وأما قياسكم وطء الرجل لثله على سحاق الرأتي فمن أفسد القياس إذل ايلج هناك وإنا‬
‫نظي مباشرة الرجل الرجل من غي إيلج على أنه قد جاء ف بعض الحاديث الرفوعة إذا‬
‫أتت الرأة الرأة فهم زانيتان ولكن ل يب الد بذلك لعدم اليلج وإن اطلق عليهما اسم‬
‫الزنا العام كزنا العي واليد والرجل والفم وإذا ثبت هذا فاجع السلمون على أن حكم التلوط‬
‫مع الملوك كحكمه مع غيه ومن ظن أن تلوط النسان مع ملوكه جائز واحتج على ذلك‬
‫بقوله تعال إل على أزواجهم أو ما ملكت أيانم فانم‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫غي ملومي وقاس ذلك على أمته الملوكة فهو كافر يستتاب كما يستتاب الرتد فان تاب‬
‫وضرب عنقه وتلوط النسان بملوكه كتلوطه بملوك غيه ف الث والكم‬
‫فصل‬
‫فان قيل مع هذ كله فهل من دواء لذا الداء العضال ورقية لذا السحر القتال وما الحتيال‬
‫لدفع هذا اليال وهل من طريق قاصد ال التوفيق وهل يكن السكران بمرة الوى أن يفيق‬
‫وهل يلك العاشق قلبه والعشق قد وصل ال سويدائه وهل للطبيب بعد ذلك حيلة ف برئه من‬
‫سويداه لن لمه لئم التذ بلمه لذكره لحبوبه وان عذله عذل أغراه عذله وسار به ف‬
‫طريق مطلوبه ينادي عليه شاهد حاله بلسان مقاله وقف الوى ب فليس ل * متأخر عنه ول‬
‫متقدم وأهنتن فأهنت نفسي جاهدا * ما من يهون عليك من يكرم أشهبت أعدائي فصرت‬
‫أحبهم * إذ كان حظي منك حظي منهم أجد اللمة ف هواك لذيذة * حبا لذكرك فليلمن‬
‫اللوم ولعل هذا هو القصود بالسؤال الول الذي وقع عليه الستفتاء عليه والداء الذي طلب‬
‫له الدواء قيل نعم الواب من أصله وما أنزل ال سبحانه من داء ال وأنزل له دواء علمه من‬
‫علمه وجهله والكلم ف دواء هذا الداء من طريقي أحدها جسم مادته قبل حصولا والثان‬
‫قلعها بعد نزولا وكلها يسي على من يسره ال عليه ومتعذر على من ل يعنه ال فان أزمة‬
‫المور بيديه وأما السلم الانع من حصول هذا الداء فامران أحدها غض البصر كما تقدم‬
‫فان النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ومن أطلق لظاته دامت حسراته وف غض البصر‬
‫عدة منافع أحدها أنه إمتثال لمر ال الذي هو غاية سعادة العبد ف معاشه ومعاده وليس للعبد‬
‫ف دنياه وآخرته أنفع من إمتثال أوامر ربه تبارك وتعال وما سعد من سعد ف الدنيا والخرة‬
‫إل بامتثال أوامره وما شقي من شقى ف الدنيا والخرة ال بتضييع أوامره الثان أنه ينع من‬
‫وصول أثر السم السموم الذى لعل فيه هلكه ال قلبه الثالث أنه يورث القلب أنسا بال‬
‫وجعية على ال فان إطلق البصر راحم القلب ويشتته ويبعده من ال وليس على العبد شيء‬
‫أضر من إطلق البصر فانه يوقع الوحشة بي العبد وبي ربه الرابع أنه يقوي القلب ويفرحه‬
‫كما أن إطلق البصر يضعفه ويزنه الامس أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلقه يكسبه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ظلمة ولذا ذكر سبحانه آية النور عقيب المر بغض البصر فقال قل للمؤمني يغضوا من‬
‫أبصارهم ويفظوا فروجهم ث قال أثر ذلك ال نور السموات والرض‬
‫مثل نوره كمشكاة فيها مصباح أي مثل نوره ف قلب عبده الؤمن الذي امتثل أوامره‬
‫واجتنب نواهيه وإذا استنار القلب أقبلت وفود اليات اليه من كل جانب كما أنه إذا أظلم‬
‫أقبلت سحائب البلء والشر عليه من كل مكان فما شئت من بدعة وضللة واتباع هوى‬
‫وإجتناب هدى وإعراض عن أسباب السعادة وإشتغال بأسباب الشقاوة فان ذلك انا يكشفه‬
‫له النور الذي ف القلب فاذ فقد ذلك النور بقى صاحبه كالعمى الذي يوس ف حنادس‬
‫الظلم السادس أنه يورث الفراسة الصادقة الت ييز با بي الحق والبطل والصادق‬
‫والكاذب وكان شاه بن شجل الكرمان يقول من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام‬
‫الراقبة وغض بصره عن الحارم وكف نفسه عن الشهوات واعتاد أكل اللل ل تط له‬
‫فراسة وكان شجاع هذا ل تطي له فراسة وال سبحانه يزي العبد على عمله با هو من‬
‫جنس عمله ومن ترك شيئا عوضه ال خيا منه فاذا غض بصره عن مارم ال عوضه ال بان‬
‫يطلق نور بصيته عوضة عن حبسه بصره ل ويفتح له باب العلم واليان والعرفة والفراسة‬
‫الصادقة الصيبة الت انا تنال ببصية القلب وضد هذا ما وصف ال به اللوطية من العمه الذي‬
‫هو ضد البصية فقال تعال لعمرك إنم لفي سكرتم يعمهون‬
‫فوصفهم بالسكرة الت هي فساد العقل وعمه الذي هو فساد البصر فالتعلق بالصور يوجب‬
‫فساد العقل وعمه البصية يسكر القلب كما قال القائل سكران سكر هوى وسكر مدامة *‬
‫ومت إفاقة من به سكران‬
‫وقال الخر * قالوا جننت بن توى فقلت لم العشق أعظم ما بالجاني * العشق ل يستفيق‬
‫الدهر صاحبه * وإنا يصرع الجنون ف الي السابع إنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة‬
‫ويمع ال له بي سلطان البصية والجة وسلطان القدرة والقوة كما ف الثر الذي يالف‬
‫هواه يفر الشيطان من ظله ومثل هذا تده ف التبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وخستها وحقارتا وما جعل ال سبحانه فيمن عصاه كما قال السن إنم وان طقطقت بم‬
‫البغال وهلجت بم الباذين فان العصية ل تفارق رقابم‬
‫أب ال إل أن يذل من عصاه وقد جعل ال سبحانه العزقرين طاعته والذل قرين معصيته فقال‬
‫تعال ول العزة ولرسوله وللمؤمني وقال تعال ول تنوا ول تزنوا وأنتم العلون إن كنتم‬
‫مؤمني واليان قول وعمل ظاهر وباطن وقال تعال من كان يريد العزة فلله العزة جيعا اليه‬
‫يصعد الكلم الطيب والعمل الصال يرفعه أي من كان يريد العزة فيطلبها بطاعة ال وذكره‬
‫من الكلم الطيب والعمل الصال وف دعاء القنوت انه ل يذل من واليت ول يعز من عاديت‬
‫ومن أطاع ال فقد واله فيما أطاعه فيه وله من العز‬
‫بسب طاعته ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه وله من الذل بسب معصيته الثامن أنه‬
‫يسد على الشيطان مدخله من القلب فانه يدخل مع النظرة وينفذ معها ال القلب أسرع من‬
‫نفوذ الوى ف الكان الال فيمثل له صورة النظور اليه ويزينها ويعلها صنما يعكف عليه‬
‫القلب ث يعده وينيه ويوقد على القلب نار الشهوة ويلقى عليه حطب العاصي الت ل يكن‬
‫يتوصل اليها بدون تلك الصورة فيصي القلب ف اللهب فمن ذلك اللهب تلك النفاس الت‬
‫يد فيها وهج النار وتلك الزفرات والرقات فان القلب قد أحاطت به النيان بكل جانب‬
‫فهو ف وسطها كالشاة ف وسط التنور لذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور الحرمة‬
‫أن جعل لم ف البزخ تنور من نار وأودعت أرواحهم فيه ال حشر أجسادهم كما أراها ال‬
‫لنبيه صلى ال عليه وسلم ف النام ف الديث التفق على صحته التاسع انه يفرغ القلب‬
‫للفكرة ف مصاله والشتغال با وإطلق البصر يشتت عليه ذلك ويول عليه بينه وبينها‬
‫فتنفرط عليه أموره ويقع ف اتباع هواه وف الغفلة عن ذكر ربه قال تعال ل تطع من أغفلتا‬
‫قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا‬
‫واطلق النظر يوجب هذه المور الثلثة ببسه العاشر أن بي العي والقلب منفذا أو طريقا‬
‫يوجب اشتغال أحدها عن الخر وإن يصلح بصلحه ويفسد بفساده فاذا فسد القلب فسد‬
‫النظر واذا فسد النظر فسد القلب وكذلك ف جانب الصلح فاذا خربت العي وفسدت‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫خرب القلب وفسد وصار كالزبلة الت هي مل النجاسات والقاذورات والوساخ فل يصلح‬
‫لسكن معرفة ال ومبته والنابة اليه والنس به والسرور بقربه فيه وإنا يسكن فيه اضداد‬
‫ذلك فهذه اشارة ال بعض فوائد غض البصر تطلعك على ما ورائها‬
‫فصل‬
‫الثان اشتغال القلب با يصده عن ذلك ويول بينه وبي الوقوع فيه وهو إما خوف مقلق او‬
‫حب مزعج فمت خل القلب من خوف ما فواته أضر عليه من حصول هذا الحبوب أو‬
‫خوف ما حصوله أضر عليه من فوات هذا الحبوب أو مبته ما هو أنفع له وخي له من هذا‬
‫الحبوب ل يد بدا وفواته أضر عليه من فوات هذا الحبوب ل يد بدا من عشق الصور‬
‫وشرح هذا ان النفس ل تترك مبوبا ال لحبوب أعلى منه أو خشية مكروه حصوله أضر عليه‬
‫من فوات هذا الحبوب وهذ يتاج صاحبه ال أمرين ان فقدا أو حدا منهما ل ينتفع بنفسه‬
‫أحدها بصية صحيحة راحم با بي درجات الحبوب والكروه فيؤثرا على الحبوبي على‬
‫أدناها ويتمل أدن الكروهي لتخلص من أعلها وهذا خاصة العقل ول يعد عاقل من كان‬
‫بضد ذلك بل قد تكون البهائم أحسن حال منه الثان قوة عزم وصب يتمكن بما من هذا‬
‫الفعل والترك فكثي ما يعرف الرجل قدر التفاوت ولكن يأت له ضعف نفسه وهته وعزيته‬
‫على إيثار النفع من خسته وحرصه ووضاعة نفسه وخسة هته ومثل هذا ل ينتفع بنفسه ول‬
‫ينتفع به غيه وقد منع ال سبحانه إمامة الدين ال من أهل الصب واليقي فقال تعال وبقوله‬
‫يهتدي الهتدون وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لا صبوا وكانوا بآياتنا يوقنون وهذا هو‬
‫الذي ينتفع بعلمه وينتفع به غيه من الناس وضد ذلك ل ينتفع بعلمه ول ينتفع به غيه ومن‬
‫الناس من ينتفع بعلمه ف نفسه ول ينتفع به غيه فالول يشي ف نوره ويشي الناس ف نوره‬
‫والثان قد طفى نوره فهو يشي ف الظلمات ومن تبعه والثالث يشي ف نوره وحده‬
‫فصل‬
‫اذا عرفت هذه القدمة فل يكن ان يتمع ف القلب حب الحبوب العلى وعشق الصور‬
‫أبدا بل ها ضدان ل يتمعان بل ل بد إن يرج أحدها صاحبه فمن كانت قوة حبه كلها‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫للمحبوب العلى الذي مبة ما سواه باطلة وعذاب على صاحبها صرفه ذلك عن مبة ما‬
‫سواه وان أحبه لن يبه ال لجله أو لكونه وسيلة له ال مبته أو قاطعا له عما يضاد مبته‬
‫وينقصها والحبة الصادقة تقتضي توحيد الحبوب وان ل يشرك بينه وبي غيه ف مبته واذا‬
‫كان الحبوب من اللق يأنف ويغار ان يشرك ف مبته غيه ويقته لذلك ويبعده ول يظيه‬
‫بقربه ويعده كاذبا ف دعوي مبته مع انه ليس أهل لصرف قوة الحبة‬
‫اليه فكيف بالبيب العلى الذي ل تنبغي الحبة ال له وحده وكل مبة لغيه فهي عذاب‬
‫على صاحبها ووبال ولذا ل يغفر سبحانه أن يشرك به ف هذه الحبة ويغفر ما دون ذلك لن‬
‫يشاء فمحبة الصور تفوت مبة ما هو أنفع للعبد منها بل يفوت مبة ما ليس له صلح ول‬
‫نعيم ول حيوة نافعة ال بحبته وحده فليختر إحدى الحبتي فانما ل يتمعان ف القلب ول‬
‫يرتفعان منه بل من أعرض عن مبة ال وذكره والشوق ال لقائه إبتله بحبة غيه فيعذب به‬
‫ف الدنيا وف البزخ وف الخرة إما بحبة الوثان أو‬
‫مبته الصلبان أو بحبة النيان أو بحبة الردان أو بحبة النسوان أو بحبة الثان أو بحبة‬
‫العشراء واللن أو بحبة ما هو دون ذلك ما هو ف غاية القارة والوان فالنسان عبد‬
‫مبوبه كائنا ما كان كما قيل القتيل بكل من أحببته فاختر لنفسك ف الوى من تصطفي *‬
‫فمن ل يكن إله مالكه وموله كان إله هواه قال تعال أفرأيت من اتذ إله هواه وأضله ال‬
‫على علم وختم على سعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد ال أفل‬
‫تذكرون‬
‫فصل‬
‫وخاصية التعبد الب مع الضوع والذل للمحبوب فمن أحب شيئا وخضع له فقد تعبد قلبه‬
‫له بل التعبد آخر مراتب الب ويقال له التتيم أيضا فان أول مراتبه العلقة وسيت علقة‬
‫لتعلق الب بالحبوب قال الشاعر وعلقت ليلى وهي ذات تائم * ول يبد للتراب من ثديها‬
‫ضخم‬
‫وقال الخر‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫•أعلقة أم الوليد بعد ما أفنان رأسك كالبغام البيض *‬


‫• ث بعدها الصبابة وسيت بذلك لنصباب القلب ال الحبوب قال الشاعر يشكى‬
‫الحبون الصبابة‬
‫ليتن تملت ما يلقون من بينهم وحدي‬
‫فكانت لقلب لذة الب كلها * فلم يلقها قبلىمحب ول بعدي‬
‫ث الغرام وهو لزوم الب للقلب لزوما ل ينفك عنه ومنه سى الغري غر با للزمته صاحبه‬
‫ومنه قوله تعال إن عذابا كان غراما وقد أولع التأخرون باستعمال هذا اللفظ ف الب وقل‬
‫أن تده ف أشعار العرب ث العشق وهو سفر إفراط الحبة ولذا ل يوصف به الرب تبارك‬
‫وتعال ول يطلق ف حقه ث الشوق وهو سفر القلب ال الحبوب أحث السفر وقد جاء‬
‫إطلقها ف حق الرب تعال كما ف مسند المام أحد من حديث عمار بن ياسر إنه صل‬
‫صلة فاوجز فيه فقيل له ف ذلك فقال أما إن دعوت فيها بدعوات كان النب صلى ال عليه‬
‫وسلم يدعو بن اللهم إن أسئلك بعلمك الغيب وقدرتك على اللق أحين اذا كانت الياة‬
‫خيا ل وتوفن إذا كانت الوفاة خيا ل اللهم إن أسئلك خشيتك ف الغيب والشهادة‬
‫وأسئلك كلمة الق ف الرضاء والغضب وأسئلك القصد ف الفقر والغن وأسئلك نعيما ل‬
‫ينفذ وأسئلك قرة عي ل تنقطع وأسئلك الرضاء بعد القضاء وأسئلك برد العيش بعد الوت‬
‫وأسئل لذة النظر ال وجهك الكري وأسئلك الشوق ال لقائك ف غي ضراء مضرة ول فتنة‬
‫مضلة اللهم زينا بزينة اليان واجعلنا هداة‬
‫مهتدين وف أثر آخر طال شوق البرار ال وجهك وأنا ال لقائهم أشد شوقا وهذا هو العن‬
‫الذي عب عنه صلى ال عليه وسلم بقوله من أحب لقاء ال أحب ال لقاءه وقال بعض أهل‬
‫البصائر ف قوله تعال من كان يرجو لقاء ال فان أجل ال لت لا علم سبحانه شدة شوق‬
‫أوليائه ال لقائه وان قلوبم ل تدي دون لقائه ضرب لم أجل موعدا للقائه تسكن نفوسهم‬
‫به وأطيب العيش واللذة على الطلق عيش الشتاقي‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الستأنسي فحياتم هي الياة الطيبة ف القيقة ول حياة للعبد أطيب ول أنعم ول أهنأ منها‬
‫فهى الياة الطيبة الذكورة ف قوله تعال من عمل صالا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه‬
‫حياة طيبة وليس الراد منها الياة الشتركة بي الؤمني والكفار والبرار والفجار من طيب‬
‫الأكل والشرب واللبس والنكح بل ربا زاد أعلمكم ال على أوليائه ف ذلك أضعافا مضاعفة‬
‫وقد ضمن ال سبحانه لكل من عمل صالا أن يييه حياة طيبة فهو صادق الوعد الذي ل‬
‫يلف وعده وأي حياة أطيب من حياة اجتمعت هومه كلها وصارت هى واحدة ف مرضات‬
‫ال ول يستشعب قلبه بل أقبل على ال واجتمعت إرادته وإنكاره الت كانت منقسمة بكل‬
‫واد منها شعبة على ال فصار ذكر مبوبه العلى وحبه والشوق ال لقائه والنس بقربه وهو‬
‫التول عليه وعليه تدور هومه وإرادته وتصوره بل خطرات قلبه فان سكت سكت بال وإن‬
‫نطق نطق بال وإن سع فبه يسمع وإن أبصر فبه يبصر وبه يبطش وبه يشى وبه يتحرك وبه‬
‫يسكن وبه يي وبه يوت وبه يبعث كما ف صحيح البخارى عنه صلى ال عليه وسلم فيما‬
‫يروي عن ربه تبارك وتعال أنه قال ما تقرب ال عبدى بثل أداء ما افترضت عليه ول يزال‬
‫عبدي يتقرب ال بالنوافل حت أحبه فاذا أحببته كنت سعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر‬
‫به ويده الت يبطش با ورجله الت يشى با في يسمع ب يبصرو ب يبطش وب يشى ولئن‬
‫سئلن لعطينه ولئن استعاذ ب لعيذنه وما ترددت ف شيء أنا فاعله ترددي عن قبضى روح‬
‫عبدي الؤمن من يكره الوت وأكره مساءته ول بد له منه فتضمن هذا الديث الشريف‬
‫اللى الذي حرام على غليظ الطبع كثيف القلب فهم معناه والراد به حصر أسباب مبته ف‬
‫أمرين أداء فرائضه والتقرب اليه بالنوافل وأخب سبحانه أن أداء فرائضه أحب ما تقرب اليه‬
‫التقربون ث بعدها النوافل وأن الحب ل يزال يكثر من النوافل حت يصي مبوبا ل فاذا صار‬
‫مبوبا ل أوجبت مبة ال له مبة منه أخرى فوق الحبة الول فشغلت هذه الحبة قلبه عن‬
‫الفكرة والهتمام بغي مبوبه وملكت عليه روحه ول يبق فيه سعة لغي مبوبه البتة فصار ذكر‬
‫مبوبه وحبه مثله العلى مالكا لزمام قلبه مستوليا على روحه إستيلء الحبوب على مبه‬
‫الصادق ف مبته الت قد اجتمعت قوى حبه كلها له ول ريب ان هذا الحب ان سع سع‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لحبوبه وان أبصر أبصر به وان بطش بطش به وان مشي مشي به فهو ف قلبه ومعه ومؤنسه‬
‫وصاحبه فالباء ههنا باء الصاحبة وهى مصاحبة ل نظي لا ول تدرك أنزل الخبار عنها‬
‫والعلم با فالسألة خالية ل علمية مضة واذا كان الخلوق يد هذا ف مبة الخلوق الت ل‬
‫يلق لا ول يفطر عليها كما قال بعض الحبي خيالك ف عين وذكرك ف فمي * ومثواك ف‬
‫قلب فأين تغيب وقال الخر * وتطلبهم عين وهم ف سوادها ويشتاقهم قلب وهم بي أضلعى‬
‫* ومن عجب‬
‫أن أحن اليهم * فأسئل عنهم من لقيت وهم معيوهذا ألطف من قول الخر إن قلت غبت‬
‫فقلب ل يصدقن * فيه مكان السر ل تغب أو قلت ما غبت قال الطرف ذا كذب * فقد‬
‫تيت بي الصدق والكذب فليس شيء أدن من الحب لحبوبه وربا تكنت الحبة حت‬
‫يصي ف الحبة أدن اليه من نفسه الجاشعي ينسي‬
‫نفسه ول ينساه كما قيل أريد لنسي ذكره فكأنا * تثل ل ليلى بكل سبيل وقال الخر *‬
‫يراد من القلب نسيانكم وتأب الطباع على الناقل * وخص ف الديث السمع والبصر واليد‬
‫والرجل بالذكر فان هذه اللت آلت الدراك وآلت الفعل والسمع والبصر يوردان على‬
‫القلب الرادة والكراهة ويلبان اليه الب والبغض فتستعمل اليد والرجل فاذا كان سع العبد‬
‫بال وبصره به كان مفوظا ف آلت إدراكه فكان مفوظا ف حبه وبغضه فحفظ ف بطشه‬
‫ومشيه وتأمل كيف اكتفي بذكر السمع والبصر واليد والرجل عن‬
‫اللسان فانه اذا كان ادرك السمع الذى يصل باختياره تارة وبغي أختياره تارة وكذلك البصر‬
‫قد يقع بغي الختيار فجأة وكذلك حركة اليد والرجل الت ل بد للعبد منها فكيف بركة‬
‫اللسان الت ل يقع ال بقصد واختيار وقد يستغن العبد عنها ال حيث أمر با وأيضا فانفعال‬
‫اللسان عن القلب أت من انفعال سائر الوارح فانه ترجانه ورسوله وتأمل كيف حقق تعال‬
‫كون العبد به عند سعه وبصره الذى يبصر به وبطشه ومشيه بقوله كنت سعه الذي يسمع به‬
‫وبصره الذي يبصر به ويده الت يبطش با ورجله الت يشي با تقيقا لكونه مع عبده وكون‬
‫عبده ف إدراكاته بسمعه وبصره وحركته بيديه ورجله وتأمل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كيف قال ب يسمع وب يبصر وب يبطش ول عبادي فلي يسمع ول يبصر ول يبطش وربا‬
‫يظن‬
‫الظان ان اللم أول بذا الوضع إذ هي أدل على الغاية ووقوع هذه المور ل وذلك أخص‬
‫من وقوعها به وهذا من الوهم والغلط إذ ليست الباء ههنا أنزل الستعانة فان حركات البرار‬
‫والفجار وإدراكاتم انا هي بعونة ال لم وان الباء ههنا للمصاحبة إنا يسمع ويبصر ويبطش‬
‫ويشى وأنا صاحبه ومعه كقوله ف الديث الخر أنا مع عبدى ما ذكرن وتركت ب شفتاه‬
‫وهذه العية هي العية الاصة الذكورة ف قوله تعال إن ال معنا وقول رسول النب صلى ال‬
‫عليه وسلم ما ظنك باثني ال ثالثهما وقوله تعال وإن ال لع الحسني وقوله إن ال مع الذين‬
‫اتقوا والذين هم مسنون وقوله واصبوا إن ال مع الصابرين وقوله كل إن معي رب سيهدين‬
‫وقوله تعال لوسى وهارون ومعناه معكما أسع وأرى فهذه الباء مفيدة بعن هذا العية دون‬
‫اللم ول يتأتى للعبد الخلص والصب والتوكل ونزوله ف منازل العبودية ال بذه الباء وهذه‬
‫العية فمت كان العبد بال هانت عليه الشاق وانقلبت الخاوف ف حقه أمانا فبال يهون كل‬
‫صعب ويسهل كل عسي ويقرب كل بعيد وبال تزول الحزان والموم والغموم فل هم مع‬
‫ال ول غم مع ال ول حزن مع ال وحيث يفوت العبد معن هذه الباء فيصي قلبه حينئذ‬
‫كالوت إذا فارق الاء يثب وينقلب حت يعود اليه ولا حصلت هذه الوافقة مع العبد لربه‬
‫تعال ف مابه حصلت موافقة الرب لعبده ف حوائجه ومطالبه فقال ولئن سئلن لعطينه ولئن‬
‫استعاذ ب لعيذنه أى كما وافقن ف مرادي بامتثال أوامري والتقرب ال بحاب فانا أوافقه ف‬
‫رغبته ورهبته فيما يسئلن أن أفعل به ويستعيذن أن يناله مكروه وحقق هذه الوافقة من‬
‫الانبي حت اقتضى تردد الرب سبحانه ف اماته عبده ولته يكره الوت والرب تعال يكره ما‬
‫يكره عبده ويكره مساءته فمن هذه الهة تقتضى انه ل ييته ولكن مصلحته ف إماتته فانه ما‬
‫لاته ال ليحييه وما أمرضه ال ليصحه وما أفقره ال ليغنيه وما منعه ال ليعطيه ول يرج من‬
‫النة ف صلب أبيه ال ليعيده اليها على أحسن الحوال ول عبادي لبيه أخرج منها ال ليعيده‬
‫اليها فهذا هو البيب على القيقة ل سواه بل لو كان ف كل منبت شعر لعبد مبة تامة ل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لكان بعض ما يستحقه على عبده نقل فؤادك حيث شئت من الوى * ما الب ال للحبيب‬
‫لول كم منل ف الرض يألفه الفت * وحنينه أبدا لول منل‬

‫الواب الكاف ‪15‬‬


‫فصل‬
‫ث التتيمم وهو آخر مراتب الب وهو تعبد الحب لحبوبه يقال تيمه الب إذا عبده ومنه تيم‬
‫ال أي عبد ال وحقيقة التعبد الذل والضوع للمحبوب ومنه قولم طريق معبد أي مذلل قد‬
‫ذلل ته القدام فالع بد هو الذي ذل ال ب والضوع لحبو به ولذا كا نت أشرف أحوال الع بد‬
‫ومقاماته ف العبودية فل منل له أشرف منها وقد ذكر ال سبحانه أكرم اللق عليه وأحبهم‬
‫اليه وهو رسوله ممد صلى ال عليه وسلم بالعبودية ف أشرف مقاماته وهي مقام الدعوة اليه‬
‫ومقام التحدي بالنبوة ومقام السرى فقال سبحانه وانه لا قام عبد ال يدعوه كادوا يكونون‬
‫عليه لبدا وقال وإن كنتم ف ريب ما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وقال سبحان الذي‬
‫أسرى بعبده ليل من السجد الرام ال السجد القصى وف حديث الشفاعة إذهبوا ال ممد‬
‫صلى ال عليه وسلم عبد غفر ال له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال مقام الشفاعة بكمال‬
‫عبودي ته وكمال مغفرة ال له وال سبحانه خلق اللق لعبادي ته وحده ل شر يك له ال ت هي‬
‫أكمل أنواع الحبة مع أكمل أنواع الضوع والذل وهذا هو حقيقة السلم وملة ابراهيم الت‬
‫من رغب عنها فقد سفه نفسه قال تعال ومن يرغب عن ملة ابراهيم ال من سفه الية ولذا‬
‫كان أع ظم الذنوب ع ند ال الشرك وال ل يغ فر أن يشرك به ويغ فر ما دون ذلك ل ن يشاء‬
‫واصل الشرك بال ال شراك مع ال ف الحبة كما قال تعال ومن الناس من‬
‫يتخذ من دون ال أندادا يبونم كحب ال والذين آمنوا أشد حبا ل وأخب سبحانه إن من‬
‫الناس من يشرك به من دونه فيتخذ النداد من دونه يبهم كحب ال وأخب ان الذين آمنوا‬
‫أ شد ح با ل من أ صحاب النداد لنداد هم وق يل بل الع ن ان م أ شد ح با ل من أ صحاب‬
‫النداد فان م وان أحبوا ال ل كن ل ا أشركوا بي نه وب ي انداد هم ف الح بة ضع فت مبت هم ل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والوحدون ل لا خلصت مبتهم له كانت أشد من مبة أولئك والعدل برب العالي والتسوية‬
‫بينه وبي النداد هو ف هذه الحبة ولا كان مراد ال من خلقه هو خلوص هذه الحبة له أنكر‬
‫على من اتذ من دونه وليا او شفيعا غاية النكار وجع ذلك تارة وأقر واحدها عن الخر‬
‫تارة بالنكار فقال تعال إن رب كم ال الذى خلق ال سموات والرض ف ستة أيام ث ا ستوى‬
‫على العرش يدبر ال مر ما من شف يع ال من ب عد اذ نه وقال تعال ال الذي خلق ال سموات‬
‫والرض و ما بينهما ف ستة أيام ث ا ستوى على العرش مال كم من دونه من ول ول شفيع‬
‫أفل تتذكرون وقال تعال وأنذر به الذين الذين يافون أن يشروا ال ربم ليس لم من دونه‬
‫ول ول شف يع لعلهضم يتقون وقال ف الفرإد أم اتذوا من دون ال شفعاء قل أولو كانوا ل‬
‫يلكون شيئا ول يعقلون قل ل الشفاعة جيعا وقال تعال من ورائهم جهنم ول يغن عنهم ما‬
‫كسبوا شيئا ول ماتذوا من دون ال أولياء ولم عذب عظيم فاذا يبك العبد ربه وحده وأقام‬
‫له وليا من شفعاء وعقد الوالة بينه وبي عباده الؤمني فصاروا أولياءه ف ال بلف من اتذ‬
‫ملوقا أولياء من دون ال فهذا لون وذاك لون والشفا عة الشرك ية الباطلة لون والشفاعة الق‬
‫الثابتة الت انا تنال بالتوحيد لون وهذا موضع فرقان بي أهل التوحيد وأهل الشرك بال وال‬
‫يهدي مضن يشاء ال صضراط مسضتقيم والقصضود ان حقيقضة العبوديضة وموجباتضه ل تلص مضع‬
‫الشراك بال ف الحبة بلف الحبة ل فانا من لوازم العبودية وموجباتا فان مبة رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم بل تقديه ف الب على النفس وعلى الباء والنباء ليتم اليان ال با‬
‫اذ مب ته من م بة ال وكذلك كل حب ف ال ول ك ما ف ال صحيحي ع مه صلى ال عل يه‬
‫وسلم أنه قال ثلث من كن فيه وجد بن حلوة اليان وف لفظ ف الصحيح ل يد عبد‬
‫طعم اليان ال من كان ف قلبه ثلث خصال أن يكون ال ورسوله أحب اليه ما سواها وان‬
‫يبض الرأ ل ي به ال ال وان يكره أن يرجضع ال الك فر بعضد اذ أنقذه ال م نه ك ما يكره أن‬
‫يقذف ف النار وف الديث الذي ف السنن من أحب ل وأبغض ل وأعطى ل ومنع ل فقد‬
‫اسضتكمل اليان وفض حديضث آخضر مضا تاب رجلن فض ال ال كان أفضلهمضا أشده ا حبضا‬
‫لصاحبه فان هذه الحبه من لوازم مبة ال وموجباتا وكل ما كانت أقوى كان أصلها كذلك‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فصل‬
‫وهه نا أرب عة أنواع من ال ب ي ب التفر يق بينه ما وإن ا ضل من ضل بعدم التمي يز بينه ما‬
‫أحده ا م بة ال ول تك في وحد ها ف النجاة من ال من عذا به والفوز بثوا به فان الشرك ي‬
‫وعباد ال صليب واليهود وغي هم يبون ال الثا ن م بة ما ي ب ال وهذه هي ال ت تدخله ف‬
‫ال سلم وتر جه من الك فر وأ حب الناس ال ال أقوم هم بذه الح بة وأشد هم في ها الثالث‬
‫الب ل وفيه وهي من لوازم مبة ما يب ال ول يستقيم مبة‬
‫ما يب ال ال بالب فيه وله الرابع الحبة مع ال وهى الحبة الشركية وكل من أحب شيئا‬
‫مع ال ل ل ول من أجله ول فيه فقد اتذه ندا من دون ال وهذه مبة الشركي وبقى قسم‬
‫خامس ليس ما نن فيه وهى الحبة الطبيعية وهي ميل النسان ال ما يلئم طبعه كمحبة‬
‫العطشان للماء والائع للطعام ومبة النوم والزوجة والولد فتلك ل تذم مال إن ألت عن ذكر‬
‫ال وشغلته عن مبته كما قال تعال يا أيها الذين‬
‫آمنوا ل تلهكم أموالكم ول أولدكم عن ذكر ال وقال تعال رجال ل تلهيهم تارة ول بيع‬
‫عن ذكر ال‬
‫فصل‬
‫ث اللة وهي تتضمن كمال الحبة ونايتها الجاشعي ل يبقى ف القلب لحبه سعة لغي مبوبه‬
‫و هي من صب الشار كة بو جه وهذا الن صب خا صة للخليل ي صلوات ال و سلمه عليه ما‬
‫إبراهيم وممد كما قال صلى ال عليه وسلم إن ال إتذن خليل كما اتذ ابراهيم خليل وف‬
‫الصحيح عنه صلى ال عليه وسلم لو كنت متخذا من أهل الرض خليل لاتذت يشي بكر‬
‫خليل ولكن صاحبكم خليل ال وف حديث آخر ان أبرىء ال كل خليل من خلته ولا سأل‬
‫ابراهيم عليه السلم الولد فاعطيه فتعلق حبه بقلبه فاخذ منه شعبه غار البيب على خليله أن‬
‫يكون ف قلبه موضع لغيه فامر بذبه وكان المر ف النام ليكون تنفيذ الأمور به أعظم ابتلء‬
‫وامتحانا ول يكن القصود ذبح الولد ولكن القصود ذبه من قلبه ليخلص القلب للرب فلما‬
‫بادر الل يل عل يه ال صلت وال سلم ال المتثال وقدم مبة ال على م بة ولده ح صل القصود‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فرفع الذبح وفدى بذبح عظيم فان الرب تعال ما أمر بشيء ث أبطله رأسا بل ل بد أن يبقى‬
‫بعضه أو بدله كما أبقى شريعة الفداء وكما أبقى استحباب الصدقة عند الناجاة وكما أبقى‬
‫ال مس صلوات ب عد ر فع الم سي وأب قى ثواب ا وقال ل يبدل القول لدى خ س ف الف عل‬
‫وخسون ف الجر‬
‫فصل‬
‫وأما ما يظنه بعض الظاني ان الحبة أكمل من اللة وان إبراهيم خليل ال وممد صلىال‬
‫عليه وسلم حبيب ال فمن جهله فان الحبة عامة واللة خاصة واللة ناية الحبة وقد أخب‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ان اتذ إبراهيم خليل ونفى أن يكون له خليل غي وبه مع اخباره‬
‫لبه لعائشة ولبيها ولعمر بن الطاب وغيهم وأيضا فان ال سبحانه يب التوابني ويب‬
‫ال صابرين وي ب الح سني وي ب التق ي وي ب الق سطي وخل ته خا صة بالليل ي عليه ما‬
‫ال صلة وال سلم والشاب التائب حبيب ال وإن ا هذا عن قلة العلم والف هم عن ال ور سوله‬
‫صلى ال عليه وسلم‬
‫فصل‬
‫و قد تقدم أن الع بد ل يترك ما ي ب ويهواه إل ل ا ي به ويهواه ول كن يترك أضعفه ما م بة‬
‫لقواها مبة كما انه يفعل ما يكره لصول ما مبته أقوي عنده من كراهة ما يفعله واللص‬
‫مضن مكروه كراهتضه عنده أقوي مضن كراهضة مضا يفعله وتقدم ان خاصضية العقضل إيثار على‬
‫الحبوبي على أدناها وأيسر الكروهي على أقواها وتقدم ان هذا الكمال قوة الب والبغض‬
‫ول نص له هذا إل بامرين قوة الدراك وشجاعة القلب فان التخلف عن ذلك والعمل بلفه‬
‫يكون اما بضعف الدراك الجاشعي إن ل يدرك مراتب الحبوب والكروه على ما كان عليه‬
‫إما لضعف ف النفس وعجز ف القلب ل يطاوعه اليثار ال صلح له مع علمه بانه الصلح فاذا‬
‫علم ن إدرا كه وقو يت نف سه وتش جع القلب على إيثار الحبوب العلى والكروه الد ن ف قد‬
‫وا فق ل سباب ال سعادة ف من الناس من يكون سلطان شهو ته أقوي من سلطان عقله وإيا نه‬
‫فيق هر الغلب الضع يف ومن هم من يكون سلطان إيا نه وعقله أقوى من سلطان شهو ته ورذا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كان كث ي من الر ضى يم يه ال طبيب ع ما يضره فتأ با عل يه نف سه وشهو ته إل تناوله ويقدم‬


‫شهوته على عقله وتسميه الطباء عدي الرؤة‬
‫فهكذا اك ثر مرضى القلب يؤثرون ما يزيد مرضهم لقوة شهوت م له فا صل ال شر من ض عف‬
‫الدراك وضعضف النفضس ودنائتهضا وأصضل اليض مضن كمال الدراك وقوة النفضس وشرفهضا‬
‫وشجاعت ها فال ب والرادة أ صل كل ف عل ومبدأه والب غض والكرا هة أ صل كل ترك ومبدأه‬
‫وهاتان القوتان ف القلب أصل سعادته وشقاوته ووجود العقل الختيارى ل يكون إل بوجود‬
‫سببه من الب والرادة وأما عدم الفعل فتارة يكون لعدم مقتضاه وسببه وتارة يكون بوجود‬
‫الب غض والكرا هة الا نع م نه وهذا متعلق ال مر والن هى و هو ي سمي ال كف و هو متعلق الثواب‬
‫والعقاب وبذا يزول الشتباه ف م سألة الترك الشياط ي هو أمر وجودي أو عد مي والتحق يق‬
‫ا نه ق سمان فالترك الضاف ال عدم ال سبب القت ضي عد مي والضاف ال ال سبب الا نع من‬
‫الفعل وجودى‬
‫فصل‬
‫وكل واحد من الفعل والترك الختياريي فانا يؤثر الي لا فيه من الصول والنفعة الت يلتذ‬
‫ب صولا أو زوال الل الذي ي صل له الشفاء بزواله ولذا يقال شفاء صدره وشفاء قل به قال‬
‫هي الشفاء لداء با * وليس منها الداء مبذول وهذا مطلوب يؤثره العاقل حت اليوان البهيم‬
‫ولكن يغلط فيه أكثر الناس غلطا قبيحا فيقصد حصول اللذة با يعقب عليه أعظم الل فيؤل‬
‫نفسه من حيث يظن أنه يصل لذتا ويشفى قلبه با يعقب عليه غاية الرض وهذا شأن من‬
‫قصر نظره على العاجل ول يلحظ العواقب وخاصة العقل النظر ف العواقب فاعقل الناس من‬
‫أثر لذة نفسه وراحته ف الجلة الدائمة على العاجلة النقضية الزائلة وأسفه اللق من باع نعيم‬
‫البد وطيب الياة الدائمة واللذة العظمى الت ل تنغيص فيها ول نقص بوجه ما بلذة منقضية‬
‫مشو بة باللم والخاوف و هي سريعة الزوال وشي كة النقضاء قال ب عض العلماء فكرت ف‬
‫سعي العقلء فرأيت سعيهم كلهم ف مطلوب واحد وإن اختلفت طرقهم ف تصيله رأيتهم‬
‫جيعهم إنا يسعون ف دفع الم والغم عن نفوسهم فهذا ف الكل والشرب وهذا ف التجارة‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والك سب وهذا بالنكاح وهذا ب سماع الغناء وال صوات الطر بة وهذا بالل هو والل عب فقلت‬
‫هذا الطلوب مطلوب العقلء ولكن الطرق كلها غي موصلة اليه بل لعل أكثرها إنا يوصل‬
‫ال ضده ول أر ف ج يع هذه الطرق طري قا مو صل ال يه بل ل عل أكثر ها إن ا يؤ ثر ال القبال‬
‫على ال وحده ومعالته وحده وإيثار مرضاته على كل شيء فان سالك هذا السلم فاته حظه‬
‫من الدنيا فقد ظفر بالظ العال الذى ل فوت معه وإن حصل للعبد حصل له كل شيء وإن‬
‫فاته فاته كل شيء وان ظفر بظه من الدنيا ناله على أهن الوجوه فليس للعبد أنفع من هذا‬
‫السلم ول أوصل منه ال لذته وبجته وسعادته وبال التوفيق‬
‫فصل‬
‫والحبوب قسضمان مبوب لنفسضه ومبوب لغيه ول بضد أن ينتهضي ال الحبوب لنفسضه دفعضا‬
‫للتسلسل الحال وكل ما سوى الحبوب الق فهو مبوب لغيه وليس شيء يب لنفسه ال‬
‫ال وحده و كل ما سواه م ا ي ب فان ا مب ته ت بع لح بة الرب تبارك وتعال كمح بة ملئك ته‬
‫وانبيائه وأوليائه فانا تبع لحبته سبحانه وهي من لوازم مبته فان مبة الحبوب توجب مبة ما‬
‫يبه وهذا موضع يب العتناء به فانه مل فرقان بي الحبة النافعة لغيه والت ل تنفع بل قد‬
‫تضر واعلم إنه ل يبه لذاته ال من كماله من لوازم ذاته وإليته وربوبيته وغناه من لوازم ذاته‬
‫وما سواه فانا يبغض ويكره لنافاته مابه ومضادته لا وبغضه وكراهته بسب قوة هذه النافاة‬
‫وضعفهضا فمضا كان أشضد منافاة لحابضه كان أشضد كراهضة مضن العيان والوصضاف والفعال‬
‫ض فهذا ميزان عادل يوزن بضه موافقضة الرب ومالفتضه وموالتضه ومعاداتضه فاذا‬‫والرادات وغيه ا‬
‫رأينا شخصا يب ما يكرهه الرب تعال ويكره ما يبه علمنا ان فيه من معاداته بسب ذلك‬
‫واذا رأينا الشخص يب ما يبه الرب ويكره ما يكرهه وكلما كان الشيء أحب ال الرب‬
‫كان أحب اليه وأثره عنده وكلما كان أبغض اليه كان أبغض اليه وأبعد منه علمنا ان فيه من‬
‫موالت الرب بسب ذلك فتمسك بذا الصل غاية التمسك ف نفسك وف غيك فالولية‬
‫عبارة عن موافقة الول الميد ف ما به ومساخطه ليست بكثرة صوم ول صلة ول رياضة‬
‫والحبوب لغيه ق سمان أي ضا أحده ا ما يل تذ ال حب بادرا كه وح صوله والثا ن ما يتأل به‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولكن يتمله لفضائه ال الحبوب كشرب الدواء الكر يه قال تعال كتب عليكم القتال وهو‬
‫كره ل كم وع سى أن تكرهوا شيئا و هو خ ي ل كم وع سى أن تبوا شيئا و هو شر ل كم وال‬
‫يعلم وأنتم ل تعلمون فاخب سبحانه أن القتال مكروه لم مع إنم خي لم لفضائه إل أعظم‬
‫مبوب وأنفعه والنفوس تب الراحة والفراغة والرفاهية وذلك شر لا لفضائه إل فوات هذا‬
‫الحبوب فالعا قل ل ين ظر ال لذة الحبوب العا جل فيؤثر ها وأل الكروه العا جل في غب ع نه‬
‫فان ذلك قد يكون شرا له بل قد يلب عل يه غا ية الل وتفو ته أع ظم اللذة بل عقلء الدن يا‬
‫يتحملون الشاق الكروهة لا يعقبهم من اللذة بعدها وإن كانت منقطعة فالمور أربعة مكروه‬
‫يو صل ال مكروه ومكروه يو صل ال مبوب ومبوب يو صل ال مبوب ومبوب يو صل ال‬
‫مكروه فالحبوب الوصل ال الحبوب قد اجتمع فيه داعى الفعل من وجهي والكروه الوصل‬
‫ال مكروه قد اجتمع فيه داعي الترك من وجهي بقى قسمان الخران يتجاوز بما الداعيان‬
‫وها معترك البتلء والمتحان فالنفس توثر أقربما جوارا منهما وهو العاجل والعقل والعقل‬
‫واليان يؤثرا نفعهما وإبقائها والقلب بي الداعيي وهو ال هذا مرة يبك هذا مرة وههنا مل‬
‫البتلء شر عا وقدرا فدا عي الع قل واليان ينادي كل و قت حي على الفلح ع ند ال صباح‬
‫ي مد القوم ال سري و ف المات ي مد الع بد الت قى فان اش تد ظلم ل يل الح بة وت كم سلطان‬
‫الشهوة والرادة يقول يا نفس اصبى فما هى ال ساعة * ث تنقضي ويذهب هذا كله ويزول‬
‫فصل‬
‫وإذا كان الب أصل كل عمل من حق وباطل فأصل العمال الدينية حب ال ورسوله كما‬
‫إن أصل القوال الدينية تصديق ال ورسوله وكل إرادة تنع كمال حب ال ورسوله وتزاحم‬
‫هذه الحبة وشبهه منع كمال التصديق ف معارضة لصل اليان أو مضعفة له فان قويت حت‬
‫عارضت أصلى الب والتصديق كانت كفرا وشركا أكب وإن ل تعارضه قدحت ف كماله‬
‫وأثرت ف يه ضع فا وفتورا ف العزي ة والطلب و هى ت جب الوا صل وتق طع الطالب وتن كي‬
‫الراغب فل تصلح الولت إل بالعادات كما قال تعال عن إمام النفاء الحبي انه قال لقومه‬
‫أفرأي تم ما كن تم تعبدون أن تم وآباؤ كم القدمون فان م عدو ل إل رب العال ي فلم ت صلح‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫لليل ال هذه الوالت واللة إل بتحقيق هذه العادات فان ولية ال ل تصح إل بالباءة من‬
‫كل معبود سواه قال تعال قد كانت لكم أسوة حسنة ف إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم‬
‫إ نا برآء من كم وم ا تعبدون من دون ال كفر نا ب كم وبدأ بين نا وبين كم العداوة والبغضاء أبدا‬
‫حتض تؤمنوا بال وحده وقال تعال وإذ قال إبراهيضم لبيضه وقومضه ومعناه برآء ماض تعبدون إل‬
‫الذى فطرن فانه سيهدين وجعلها كلمة باقية ف عقبه لعلهم يرجعون أي جعل هذه الوالت‬
‫ل والباءة من كل معبود سواه كلم ته باق ية ف عق به يتوارثها ال نبياء وأتباعهم بعض هم عن‬
‫ب عض و هي كل مة ل إله إل ال و هي ال ت ورث ها إمام النفاء لتبا عه ال يوم القيا مة و هى‬
‫الكلمة الت قامت با الرض والسموات وفطر ال عليها جيع الخلوقات وعليها أسست اللة‬
‫ونصبت القبلة وجردت سيوف الهاد وهى مض حق ال على جيع العباد وهى الكلمة‬
‫العاصمة للدم والال والذرية ف هذه الدار والنجية من عذاب القب وعذاب النار وهى النشور‬
‫الذي ل تدخضل النضة إل بضه والبضل الذي ل يصضل ال ال مضن ل يتعلق بسضببه وهضى كلمضة‬
‫السلم ومفتاح دار السلم وبا تنقسم الناس ال شقى وسعيد ومقبول وطريد وبا انفصلت‬
‫دار الكفضر مضن دار السضلم وتيزت دار النعيضم مضن دار الشقاء والوان وهضى العمود الامضل‬
‫للفرض وال سنة و من كان آ خر كل مه ل إله إل ال د خل ال نة وروح هذه الكل مة و سرها‬
‫إفراد الرب حبضل ثناؤه وتقدسضت أسضاؤه وتبارك اسضه وتعال جده ول إله غيه بالحبضة‬
‫والجلل والتعظ يم والوف والرجاء وتوا بع ذلك من التو كل والنا به والرغ بة والره بة فل‬
‫يب سواه بل كان ما كان يب غيه فانا هو تبعا لحبته وكونه وسيلة ال زيادة مبته ول‬
‫ياف سواه ول ير جي سواه ول يتو كل إل عل يه ول ير غب إل ال يه ول ير هب إل م نه ول‬
‫يلف إل باسضه ول ينذر إل له ول يتاب إل اليضه ول يطاع إل أمره ول يتسضب إل بضه ول‬
‫يستعان ف الشدائد إل به ول يلتجي إل اليه ول يسجد إل له ول يذبح إل له وباسه يتمع‬
‫ذلك ف حرف واحد وهو أن ل يعبد بميع أنواع العبادة إل هو فهذا هو تقيق شهادة أن ل‬
‫إله إل ال ولذا حرم ال على النار من شهد أن ل إله إل ال حقيقة الشهادة ومال أن يدخل‬
‫النار من خطب ته بقي قة هذه الشهادة وقام ب ا ك ما قال تعال والذ ين هم بشهادات م قائمون‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيكون قائما بشهادته ف باطنه وظاهره وف قلبه وقالبه فان من الناس من تكون شهادته ميتة‬
‫ومنهم من تكون نائمة اذا نبهت انتبهت ومنهم من تكون مضطجعة ومنهم من تكون ال‬
‫القيام أقرب و هى ف القلب بنلة الروح ف البدن فروح مي تة وروح مري ضة ال الوت أقرب‬
‫وروح ال الياة أقرب وروح صحيحة قائ مة ب صال البدن و ف الد يث ال صحيح ع نه صلى‬
‫ال عليه وسلم إن لعلم كلمة ل يقول ا عبد ع ند الوت ال وجدت روحه لا روحا فحياة‬
‫هذه الروح بذه الكل مة في ها فك ما ان حياة البدن بوجود الروح ف يه وك ما ان من مات على‬
‫هذه الكلمة فهو ف النة يتقلب فيها فمن عاش على تقيقها والقيام با فروحه تتقلب ف جنة‬
‫الأوى وعيش ها أط يب ع يش قال تعال وأ ما من خاف مقام ر به ون ى الن فس عن الوى فان‬
‫ال نة هي الأوى فال نة مأواه يوم اللقاء وج نة العر فة والح بة وال نس بال والشوق ال لقائه‬
‫والفرح به والر ضى ع نه و به مأوى رو حه ف هذه الدار ف من كا نت هذه ال نة مأواه هه نا‬
‫كانت جنة اللد مأواه يوم العاد ومن حرم هذه النة فهو لتلك النة أشد حرمانا والبرار ف‬
‫نعي وان اشتد بم العيش وضاقت بم الدنيا والفجار ف جحيم وإن إتسعت عليهم الدنيا قال‬
‫تعال من عمل صالا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وطيب الياة جنة الدنيا‬
‫قال تعال فمن يرد ال أن يهديه يشرح صدره للسلم ومن يرد أن يضله يعل صدره ضيقا‬
‫حرجا فاي نعيم أطيب من شرح الصدر وأي عذاب أضيق من ضيق الصدر وقال تعال أل إن‬
‫أولياء ال ل خوف عليهضم ول هضم يزنون الذيضن آمنوا وكانوا يتقون لمض البشرى فض اليوة‬
‫الدنيا وف الخرة ل تبديل لكلمات ال ذلك هو الفوز العظيم فالؤمن الخلص ل من أطيب‬
‫الناس عي شا وأنعمهم بال وأشرحهم صدرا وأسرهم قل با وهذه ج نة عاجلة ق بل ال نة الجلة‬
‫قال النب صلى ال عليه‬
‫و سلم إذا مرر ت برياض ال نة فارتعوا قالوا و ما رياض ال نة وقال حلق الذ كر و من هذا قوله‬
‫صلى ال عليه وسلم ما بي بيت ومنبي روضة من رياض النة ومن هذا قوله وقد سئلوه عن‬
‫وصاله ف الصوم وقال ان لست كهيئتكم ان أظل عند رب يطعمن ويسقين فاخب صلى ال‬
‫عل يه و سلم إن ما ي صل له من الغذاء ع ند ر به يقوم مقام الطعام والشراب وال سي وإن ما‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي صل له من ذلك أ مر مت صا به ل يشر كه ف يه غيه فاذا أم سك عن الطعام والشراب فله‬


‫عوض عنه يقوم مقامه وينوب منابه ويغن عنه كما قيل لا أحاديث من ذكراك تشغلها * عن‬
‫الشراب وتلهيها عن الزاد لا بوجهك نور يستضيء به * ومن حديثك ف أعقابا حادي إذا‬
‫اشتكت من كلل السي أوعدها * روح اللقاء فتحي عند ميعادى وكل ما كان وجود الشيء‬
‫أنفع للعبد وهو اليه أحوج كان تأله بفقده أشد وكل ما كان عدمه أنفع كان تأله بوجوده‬
‫أشد ول شيء على الطلق أنفع للعبد من إقباله على ال واشتغاله بذكره وتنعمه ببه وإيثاره‬
‫لرضاته بل ل حياة له ول نعيم ول سرور ول بجة ال بذلك فعدمه ءأل شيء له وأشد عذابا‬
‫عليه وإنا تغيب الروح عن شهود هذا الل والعذاب لشتغالا بغيه واستغراقها ف ذلك الغي‬
‫فتغيب به عن شهود ما هي فيه من أل العقوبة بفراق أحب شيء اليها وأنفعه لا وهذا بنلة‬
‫ال سكران ال ستغرق ف سكره الذي احتر قت داره وأمواله وأهله وأولده و هو ل ستغراقه ف‬
‫السكر ل يشعر بأل ذلك الفوات وحسرته حت إذا صحى وكشف عنه غطاء السكر وانتبه‬
‫من رقدة ال مر ف هو أعلم باله حينئذ وهكذا الال سواء ع ند ك شف الغطاء ومعاي نة طلئع‬
‫الخرة والشراف على مفار قة الدن يا والنتقال من ها ال ال بل الل وال سرة والعذاب هناك‬
‫أشد باضعاف‬
‫أضعاف ذلك فان الصاب ف الدنيا يرجو جب مصيبته ف الدنيا بالعوض ويعلم إنه قد أصيب‬
‫بش يء زائل لبقاء له فك يف ب ن م صيبته ب ا ل عوض ع نه ول بدل م نه ول ن سبة بي نه وب ي‬
‫الدن يا جي عا فلو ق ضي ال سبحانه بالوت من هذه ال سرة والل لكان الع بد جديرا به وان‬
‫الوت ل يعود أكضب أمني ته وأ كب ح سراته هذا لو كان الل على مرد الفوات ك يف وهناك‬
‫عضن العذاب على الروح والبدن أمور أخرى وجوديضة مال يقدره قدره فتبارك مضن حلض هذا‬
‫اللق الضعيف هذين اللي العظيمي اللذين ل تملهما البال الرواسي فاعرض على نفسك‬
‫الن أع ظم مبوب لك ف الدن يا الجاش عي ل تط يب لك الياة ال م عه فا صبحت و قد أ خذ‬
‫منك وحيل بينك وبينه أحوج ما كنت اليه كيف يكون حالك هذا ومنه كل عوض فكيف‬
‫بن ل عوض عنه كما قيل من كل شيء اذا ضيعته عوض * وما من ال أن ضيعته عوض وف‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الثر اللى بن آدم خلقتك لعبادت فل تلعب وتكفلت برزقك فل تتعب ابن آدم أطلبن تدن‬
‫فان وجدتن وجدت كل شيء وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب اليك من كل شيء‬

‫الواب الكاف ‪16‬‬


‫فصل‬
‫ولا كانت الحبة جنسا تته أنواع متفاوتة ف القدر والوصف كان أغلب ما يذكر فيها ف‬
‫حق ال تعال ما يتص به ويليق به من أنواعها ول يصلح ال له وحده م ثل العبادة والنابة‬
‫ونوه ا فان العبادة ل ت صلح ال له وحده وكذا النا بة و قد ذ كر الح بة با سها الطلق كقوله‬
‫تعال فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه وقوله تعال ومن الناس من يتخذ من دون ال أندادا‬
‫يبونم كحب ال والذين آمنوا أشد حبا ل وأعظم أنواع الحبة الذمومة الحبة مع ال الت‬
‫سوى فيها الحب بي مبة ال ومبته للند الذي إتذه من دون ال وأعظم أنواعها الحمودة‬
‫مبة ال وحده وهذه الحبة هي أصل السعادة ورأسها الت ل ينجو أحد من العذاب إل با‬
‫والحبة الذمومة الشركية هي أصل الشقاوة ورأسها الت ل يبقي ف العذاب ال أهلها فأهل‬
‫الح بة الذ ين أحبوا ال وعبدوه وحده ل شر يك له ل يدخلون النار من دخل ها من هم بذنو به‬
‫فانه ل يبقىفيها منهم أحد مدار القرآن على المر بتلك الحبة ولوازمها والنهى عن الحبة‬
‫الخرى ولوازم ها وضرب المثال والقاي يس للنوع ي وذ كر ق صص النوع ي وتف صيل أعمال‬
‫النوعي وأوليائهم ومعبود كل منهما واخباره عن فعله ولنوعي وعن حال النوعي ف الدور‬
‫الثلثة دار الدنيا ودار البزخ ودار القرار والقران باقي شأن النوعي وأصل دعوة جيع الرسل‬
‫مضن أولمض ال آخرهضم اناض هضو عبادة ال وحده ل شريضك له التضمنضة لكمال حبضه وكمال‬
‫الضوع والذل له والجلل والتعظيم ولوازم ذلك من الطاعة والتقوى وقد ثبت‬
‫ف ال صحيحي من حد يث أ نس عن ال نب صلى ال عل يه و سلم أ نه قال والذي نف سي بيده‬
‫ليؤمن أحدكم حت أكون أحب اليه من ولده ووالده الكراهة أجعي وف صحيح البخاري‬
‫عن عمر بن الطاب رضي ال عنه قال يا رسول ال وال لنت أحب ال من كل شيء إل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫من نفسي فقال ل يا عمر حت أكون أحب اليك من نفسك فقال والذي بعثك بالق لنت‬
‫أحب ال من نفسي فقال الن يا عمر فاذا كان هذا شأن مبة عبده ورسوله صلى ال عليه‬
‫وسلم ووجوب تقديها على مبة النفس ووالده وولده الكراهة أجعي فما الظن بحبة مرسله‬
‫سبحانه وتعال ووجوب تقديها على مبة ما سواه ومبة الرب تعال تتص عن مبة غيه ف‬
‫قدر ها و صفتها وإفراده سبحانه ب ا فان الوا جب له من ذلك كله أن يكون ال الع بد أ حب‬
‫ال يه من ولده ووالده بل من سعه وب صره ونف سه ال ت ب ي ج نبيه فيكون إل ه ال ق ومعبوده‬
‫أحب ال يه من ذلك كله والش يء قد ي ب من و جه دون و جه وقد ي ب بغيه ول يس ش يء‬
‫ي ب لذا ته من كل و جه إل ال وحده ول تصلح اللوه ية إل له ولو كان فيهما آلة إل ال‬
‫لفسدتا والتأله هو الحبة والطاعة والضوع‬
‫فصل‬
‫وكل حركة ف العال العلوي والسفلى فأصلها الحبة فهي علتها الفاعلية والغائبة وذلك لن‬
‫الركات ثلثة أنواع حركة إختيارية إرادية وحركة طبيعية وحركة قسرية فالركة الطبيعية‬
‫أصلها السكون وإنا يتحرك السم اذا خرج عن مستقره ومركزه الطبيعي فهو يتحرك للعود‬
‫ال يه وخرو جه عن مركزه وم ستقرة وإن ا يتحرك بتحرك القا سر الحرك له فله حر كة ق سرية‬
‫تتحرك بتحريضك مركضه وقاسضره وحركضة طبيعيضة بذاتاض تطلب باض العود ال مركزه وكل‬
‫حركت يه تا بع للمحرك القا سر ف هو أ صل الركت ي و سلموا الختيار ية الراد ية هي أ صل‬
‫الركتي الخرتي وهي تابعة للرادة والحبة فصارت الركات الثلث تابعة للمحبة والرادة‬
‫يشيض على انصضار الركات فض هذه الثلث أن التحرك إن كان له شعور الزري فهضي‬
‫الرادية وان ل يكن له شعور با فاما أن يكون على وفق طبيعته الول فالول هي الطبيعية‬
‫والثانية هي القسرية إذا فهمت هذا فما ف السموات والرض وما بينهما من حركات الفلك‬
‫والشمضس والقمضر والنجوم والرياح والسضحاب والطضر والنبات وحركات الجنضة فض بطون‬
‫أمهاتا فانا هى بواسطة اللئكة الدبرات أمرا والقسمات أمرا كما دل على نصوص القرآن‬
‫وال سنة ف غ ي مو ضع واليان بذلك من تام اليان باللئ كة فان ال و كل بالر حم ملئ كة‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وبالقطضر ملئكضة وبالنبات ملئكضة وبالرياج ملئكضة وبالفلك والشمضس والقمضر والنجوم‬
‫ووكل بكل عبد أربعة من اللئكة كتبي على يينه وعلى شاله وحافظي من بي يديه ومن‬
‫خل فه وو كل ملئ كة بق بض رو حه وتهيز ها ال م ستقرها من ال نة والنار وملئ كة ب سألته‬
‫وإمتحانه ف قبه وعذابه هناك أو نعيمه وملئكة تسوقه ال الحشر إذا قام من قبه وملئكة‬
‫بتعذيبه ف النار أو نعيمه ف النة ووكل بالبال ملئكة وبالسحاب ملئكة تسوقه ال حيث‬
‫أمرت به وملئ كة بالقطرتنله با مر ال بقدر معلوم ك ما شاء ال وو كل ملئ كة بغرس ال نة‬
‫وع مل آلت ا وفرش ها وثياب ا والقيام علي ها وملئ كة بالنار كذلك فاع ظم ج ند ال اللئ كة‬
‫ولفظ اللك يشعر بأ نه ر سول من فذ ل مر فل يس ل م من المر ش يء بل المر كله ل و هم‬
‫يدبرون المر ويقسمونه باذن ال وأمره قال تعال إخبارا عنهم وما نتنل ال بامر ربك له ما‬
‫ض كان ربضك نسضيا وقال تعال وكضم مضن ملك فض‬ ‫بيض أيدينضا ومضا خلفنضا ومضا بيض ذلك وم ا‬
‫ال سموات ل تغ ن شفاعت هم شيئا ال من ب عد أن يأذن ال ل ن يشاء وير ضى وأق سم سبحانه‬
‫بطوائف من اللئ كة النفذ ين لمره ف اللي قة ك ما قال تعال وال صافات صفا فالزاجرات‬
‫زجرا فالعاليات ذكرا وقال والرسضلت عرفضا فالعاصضفات عصضفا والناشرات نشرا فالفارقات‬
‫فر قا فاللقيات ذكرا عذرا أو نذرا وقال تعال والنازعات غر قا والناشطات نش طا وال سابات‬
‫سبحا فال سابقات سبقا فالدبرات أمرا و قد ذكر نا مع ن ذلك و سر القسام ف كتاب أق سام‬
‫القرآن اذا عرف ذلك فجميع تلك الحبات والركات والرادات والفعال هي عباداتم لرب‬
‫الرض والسموات وجيع الركات الطبيعية والقسرية تابعة لا فلول الب ما دارت الفلك‬
‫ول تركت الكواكب النيات ول هبت الرياح السخرات ول مرت السحاب الاملت ول‬
‫تر كت الج نة ف بطون المهات ول أن صدع عن ال ب أنواع النبات ول اضطر بت أمواج‬
‫البحار الزاجرات ول تركضت الدبرات والقسضمات ول سضبحت بمضد فاطرهضا الرض‬
‫والسموات وما فيها من أنواع الخلوقات فسبحان من تسبحه السموات والرض ومن فيهن‬
‫وان من شيء ال يسبح بمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا‬
‫فصل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫إذا عرف ذلك ف كل حي له إرادة وم بة وع مل ي سنه و كل متحرك فأ صل حرك ته الح بة‬


‫والرادة والصلح للموجودات ال بان تكون حركاتا ومبتها لفاطرها وباريها وحده كما‬
‫ل وجود لا ال بأبداعه وحده ولذا قال تعال لو كان فيهما آلة إل ال لفسدتا فسبحان رب‬
‫العرش ع ما ي صفون ول عبادي سبحانه ل ا وجد تا ولكان تا معدومت ي ول قال لعدم تا اذ هو‬
‫سبحانه قادر على أن يبقيهما على وجه الفساد لكن ل يكن أن تكون‬
‫على وجضه الصضلح والسضتقامة ال بان يكون ال وحده وهضو معبود لمضا ومعبود مضا حوتاه‬
‫وسكن فيهما فلو كان للعال إلان لفسد نظامه غاية الفساد فان كل إله يطلب مغالبة الخر‬
‫والعلو عل يه وتفرده دو نه بالل ية اذ الشرك ن قص ف كمال الل ية والله ل ير ضى لنف سه أن‬
‫يكون إلا ناقصا فان قهر أحدها الخر كان هو الله وحده والقهور ليس باله وان ل يقهر‬
‫أحدها الخر لزم عجز كل منهما ونقصه ول يكن تام اللية‬
‫في جب أن يكون فوقهما إله قاهر لما حاكم عليهما وإل ذهب كل منهما با خلق وطلب‬
‫كل منه ما العلو على ال خر و ف ذلك ف ساد أ مر ال سموات والرض و من فيه ما ك ما هو‬
‫العهود من فساد البلد اذا كان فيها ملكان متكافئان وفسد الزوجة اذا كان لا بعلن والشول‬
‫اذا كان فيضه فحلن واصضل فسضاد العال اناض هضو مضن فسضاد اختلف اللوك واللفاء ولذا ل‬
‫تطمضع أعلمكضم السضلم فيهضم فض زمضن مضن الزمنضة ال فض زمضن تعدد اللوك مضن‬
‫ال سلمينواختلفهم وانفراد كل وا حد من هم ببلد وطلب بعض هم العلو على ب عض ف صلح‬
‫ال سموات والرض وا ستقامتهما وإنتظام أ مر الخلوقات على أ ت نظام و من أظ هر الدلة على‬
‫انه ل إله إل ال وحده ل شريك له له اللك وله المد ييي وييت وهو على كل شيء قدير‬
‫وان كل معبود من لدن عرشه ال قرار أرضه باطل إل وجهه العلى قال ال تعال ما اتذ ال‬
‫من ولد وما كان معه من إله اذا لذهب كل إله با خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحانه ال‬
‫عما يصفون عال الغيب والشهادة فتعال عما يشركون وقال تعال أم اتذوا آلة من الرض‬
‫هم ينشرون لو كان فيهما آلة ال ال لفسدتا فسبحان ال رب العرش عما يصفون ل يسئل‬
‫عما يفعل وهم يسئلون وقال تعال قل لو كان معه آلة كما يقولون إذا لبتغوا ال ذي العرش‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫سبيل قيل العن لبتغوا السبيل اليه بالغالبة والقهر كما يفعل اللوك بعضهم مع بعض ويدل‬
‫عل يه قوله ف ال ية الخري ولعلى بعض هم على ب عض قال شيخ نا وال صحيح ان الع ن لبتغوا‬
‫ال يه سبيل بالتقرب ال يه وطاع ته فك يف تعبدون م من دو نه و هم لو كانوا آل ة ك ما يقولون‬
‫لكانوا عضبيدا له قال ويدل على هذا وجوه منهضا قوله تعال أولئك الذيضن يدعون يبتغون ال‬
‫ربم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحته ويافون عذابه أي هؤلء الذين يعبدونم من دون‬
‫هم عبادي كما أنتم عبادي ويرجون رحت ويافون عذاب فلماذا تعبدونم من دون الثان انه‬
‫سبحانه ل عبادي لبتغوا عليه سبيل قال لبتغوا اليه سبيل وهذا اللفظ إنا يستعمل ف القرب‬
‫كقوله تعال اتقوا ال وابتغوا الو سيلة وأ ما ف الغال بة فان ا ي ستعمل بعلى كقوله فان أطعن كم‬
‫فل تبغوا عليهن سبيل الثالث إنم ل يقولوا إن آلتهم تغالبه وتطلب العلو عليه وهو سبحانه‬
‫قال قل لو كان م عه ال ة ك ما يقولون و هم ان ا كانوا يقولون ان آلت هم تبت غي التقرب ال يه‬
‫وتقرب م زل فى ال يه قال تعال لو كان ال مر ك ما تقولون لكا نت تلك الل ة عبيدا له فلماذا‬
‫تعبدون عبيده من دونه‬
‫فصل‬
‫والح بة ل ا آثار وتوا بع ولوازم وأحكام سواء كا نت ممودة أو مذمو مة ناف عة أو ضارة من‬
‫الو جه والذوق واللوة والشوق وال نس والت صال بالحبوب والقرب م نه والنف صال ع نه‬
‫والبعد منه والصد والجران والفرح والسرور والبكا والزن وغي ذلك من أحكامها ولوازمها‬
‫والحبة الحمودة هي الحبة النافعة الت تلب لصاحبها ما ينفعه ف دنياه وآخرته وهذه الحبة‬
‫هي عنوان ال سعادة وضد ها هي ال ت تلب ل صاحبها ما يضره ف دنياه وآخر ته و هي عنوان‬
‫الشقاوة ومعلوم ان ال ى العا قل ل يتار م بة ما يضره ويشق يه وإن ا ي صدر ذلك عن جهله‬
‫وظلمه فان النفس قد توي ما يضرها ول ينفعها وذلك ظلم من النسان لنفسه اما ان تكون‬
‫النفس جاهلة بال مبوبا بان توي الشيء وتبه غي عالة با ف مبته من الضرة وهذا حال‬
‫من ات بع هواه بغ ي علم وا ما عال ة ب ا ف مب ته من الضرر ل كن يؤ ثر هوا ها على علم ها و قد‬
‫تتركب مبتها من أمرين من إعتقاد فاسد وهوي مذموم وهذا حال من اتبع الظن وما توي‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫النفس فل تقع الحبة الفاسدة ال من جهل أو اعتقاد فاسد وهو غالب أو ما تركب من ذلك‬
‫فاعان بعضه بعضا فتنفق شبهة يشتبه با الق بالباطل يزين له أمر الحبوب وشهوة تدعوه ال‬
‫وصوله فيتساعد جيش الشبهة والشهوة على جيش العقل واليان والغلبة لقواها اذا عرف‬
‫هذا فتوابع كل نوع من أنواع الحبة له حكم متبوعه فالحبة النافعة الحمودة الت هي عنوان‬
‫سعادة العبد وتوابعها كله نافعة له حكمها حكم متبوعها فان بكي نفعه وإن حزن نفعه وإن‬
‫فرح نفعه وإن انبسط نفعه وإن انقبض نفعه فهو يتقلب ف منازل الحبة وأحكامها ف مزيد‬
‫وربح وقوة والحبة والضرة الذمومة توابعها وآثارها كلها ضارة لصاحبها مبعدة له من ربه‬
‫كيف ما تقلب ف آثارها ونزل ف منازلا فهو ف خسارة وبعد وهذا شأن كل فعل تولد عن‬
‫طاعة ومعصية فكل ما تولد من الطاعه فهو زيادة لصاحبه وقرب وكل ما تولد من العصية‬
‫ف هو خ سران ل صاحبه وب عد قال تعال ذلك بان م ل ي صيبهم ظ مأ ول ن صب ول مم صة ف‬
‫سبيل ال ول يطؤن موطئا يغ يظ الكفار ول ينالون من عدو نيل ال ك تب ل م به إن ال ل‬
‫ض ال كتضب لمض‬ ‫يضيضع أجضر الحسضني ول ينفقون نفقضة صضغية ول كضبية ول يقطعون وادي ا‬
‫ليجزيهم ال أحسن ما كانوا يعملون فأخب ال سبحانه ف الية الول أن التولد عن طاعتهم‬
‫وأفعالم يكتب لم به وأخب ف الثانية أن أعمالم الصالة الت باشروها تكتب لم أنفسها‬
‫والفرق بينه ما ان الول ل يس من فعل هم وإن ا تولد ع نه فك تب ل م به والثا ن ن فس أفعال م‬
‫فكتب لم فليتأمل قتيل الحبة هذا الفصل حق التأمل ليعلم ما له وما عليه سيعلم يوم العرض‬
‫أي بضاعة * أضاع وعند الوزن ما كان حصل‬
‫فصل‬
‫وك ما ان الح بة والرادة أ صل كل ف عل ك ما تقدم ف هى أ صل كل د ين سواء كان ح قا أم‬
‫باطل فان الد ين من العمال الباط نة والظاهرة والح بة والرادة أ صل ذلك كله والد ين هو‬
‫الطاعة والعبادة واللق فهو الطاعة اللزمة الدائمة الت صارت خلقا وعادة ولذا فسر اللق‬
‫بالذين ف قوله تعال وإنك لعلى خلق عظيم قال المام أحد عن ابن عيينة قال ابن عباس لعلي‬
‫د ين عظ يم و سئلت عائ شة عن خلق ال نب صلى ال عل يه و سلم فقالت كان خل قه القرآن‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫والدين فيه معن الذلل والقهر فيه معن الذل والضوع والطاعة فلذلك يكون من العلى ال‬
‫ال سفل ك ما يقال دن ته فدان أي قهر ته فذل قال الشا عر هو أد ن الزمان أذ كر هذا الد ين *‬
‫فا صبحوا بغرة و صيان ويكون من الد ن ال العلى ك ما يقال د نت ال ود نت ل وفلن ل‬
‫يد ين ال دي نا ول يد ين ال بد ين فدان ال أي أطاع ال وأح به وخا فه ودان ل أي خ شع له‬
‫وخضع وذل وانقاد والدين الباطل ل بد فيه من الضوع والب كالعبادة سواء بلف الدين‬
‫الظاهر فانه ل يستلزم الب وإن كان فيه‬
‫انقياد وذل ف الظاهر وسي ال تعال يوم القيامة يوم الدين لنه اليوم الذي يدين فيه الناس فيه‬
‫باعمال م إن خ ي فخيا وإن شرا ف شر وذلك يتض من جزاؤ هم وح سابم فلذلك ف سروا بيوم‬
‫الزاء ويوم الساب وقال تعال فلول إن كنتم غي مديني يرجعونا إن كنتم صادقي أي هل‬
‫تردون الروح ال مكانا إن كنتم غي مدبوبي ول مقهورين ول مزيي وهذه الية تتاج ال‬
‫تف سي فان ا سيقت للحتجاج علي هم ف إنكار هم الب عث وال ساب ول بد أن يكون الدل يل‬
‫م ستلزم لدلوله الجاش عي ينت قل الذ هن م نه ال أل ل ا بينه ما من التلزم فيكون اللزوم دل يل‬
‫على لزمه ول يب العكس ووجه الستدلل أنم إذا أنكروا البعث والزاء فقد كفروا بربم‬
‫وأنكروا قدرته وربوبيته وحكمته فاما أن يقروا بان لم ربا قاهرا متصرفا فيهم ييتهم إذا شاء‬
‫ويييهم إذا شاء ويأمرهم وينهاهم ويثيب مسنهم ويعاقب مسيئهم وأما أن ل يقروا برب هذا‬
‫شأ نه فان أقروا آمنوا بالب عث والنشور والد ين المري والزائي وإن أنكروه وكفروا به ف قد‬
‫زعموا إنم غ ي مربوب ي ول مكوم عليه ول لم رب يت صرف فيهم ك ما أراد فهل يقدرون‬
‫على دفضع الوت عنهضم اذا جاءهضم وعلى رد الروح ال مسضتقرها إذا بلغضت اللقوم وهذا‬
‫خطاب للحاضرين وهم عند الحتضر وهم يعاينون موته أي فهل يردون الروح ال مكانا إن‬
‫كان لم قدرة وتصرف ولستم بربوبي ول مقهورين لقاهر قادر يضي عليكم أحكامه وينفذ‬
‫في كم أوامره وهذه غا ية التعج يز ل م إذا تبي عجز هم عن رد ن فس واحدة ال مكان ا ولو‬
‫اجتمع على ذلك الثقلن فيالا من آية دالة على وحدانيته وربوبيته سبحانه وتصرفه ف عباده‬
‫ونفوذ أحكا مه في هم وجريان ا علي هم والد ين دينان د ين شر عي أمري ود ين ح ساب جزائي‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وكلها ل وحده فالدين كله أمرا أو جزاء والحبة أصل كل واحد من الديني فان ما شرعه‬
‫وأمر به يبه وبرضاه وما نى عنه فانه يكرهه ويبغضه لنافاته لا يبه ويرضاه فهو يب ضده‬
‫فعاد دي نه المري كله ال مب ته ورضاه ود ين الع بد ل به إذا كان عن م بة ور ضي ك ما قال‬
‫النب صلى ال عليه وسلم ذاق طعم اليان من رضي بال ربا وبالسلم دينا وبحمد رسول‬
‫وهذا الدين قائم بالحبة وبسببها شرع ولجلها شرع عليها أسس وكذلك دينه الزائي فانه‬
‫يتضمن مازات الحسن باحسانه والسىء باساءته وكل من المرين مبوب للرب فانما عدله‬
‫وفضله وكلها من صفات كماله وهو سبحانه يب صفاته وأسائه ويب من يبها وكل‬
‫وا حد من الدين ي فهو صراطه الستقيم الذي هو عليه فهو سبحانه على صراط مستقيم ف‬
‫أمره ونيه وثوابه وعقابه كما قال تعال إخبارا عن نبيه هود عليه السلم إنه قال لقو مه إن‬
‫أشهد ال وأشهدوا إن بريء ما تشركون من دونه فكيدون جيعا ث ل تنظرون إن توكلت‬
‫على ال رب وربكم ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها إن رب على صراط مستقيم ولا علم نب‬
‫ال أن ربه على صراط مستقيم ف خلقه وأمره وثوابه وعقابه وقضائه وقدره ومن عه وعطائه‬
‫وعافي ته وبلئه وتوفي قه وخذل نه ل يرج ف ذلك عن مو جب كماله القدس الذي تقتض يه‬
‫أ ساؤه و صفاته من العدل والك مة والرح ة والح سان والف ضل وو ضع الثواب ف مواض عه‬
‫والعقوبه ف موضعها اللئق با ووضع التوفيق والذلن والعطاء والنع والداية والضلل كل‬
‫ذلك ف أماكنه وماله اللئقة به الجاشعي يستحق على ذلك كمال المد والثناء أوجب له‬
‫ذلك العلم والعرفان إذ نادى على رؤس الل مضن قومضه بنان ثابضت وقلب غيض خائف بضل‬
‫متجرد ل إ ن أشهد ال واشهدوا إن بر يء م ا تشركون من دو نه ال ية ث أ خب عن عموم‬
‫قدرته وقهره بكل ما سواه وذل كل شيء لعظمته فقال ما من دابة إل هو آخذ بناصيتها‬
‫فكيف أخاف من ناحيته بيد غيه وهو ف قبضته وتت قهره وسلطانه دونه وهل هذا المر‬
‫إل من أج هل ال هل وأق بح الظلم ث أ خب أ نه سبحانه على صراط م ستقيم ف كل ما يقض يه‬
‫ويقدره فل ياف العبد جوره ول ظلمه فل أخاف ما دونه فإن ناصيته بيده ول أخاف جوره‬
‫وظلمه فانه على صراط مستقيم وهو سبحانه ماض ف عبده حكمه عدل فيه قضاؤه له اللك‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وله ال مد ل يرج ف ت صرفه ف عباده عن العدل والف ضل إن أع طي وأكرم وهدي وو فق‬


‫فبفضله ورحتضه وإن منضع وأهان وأضضل وخذل وشقضي فبعدله وحكمتضه وهضو على صضراط‬
‫مستقيم ف هذا وهذا وف الديث الصحيح ما أصاب عبد قط هم ول حزن فقال اللهم إن‬
‫عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيت بيدك ماض ف حكمك عدل ف قضاؤك أسئلك اللهم بكل‬
‫اسم هو لك سيت به نفسك أو أنزلته ف كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به ف‬
‫علم الغيب عندك أن تعل القرآن العظيم ربيع قلب ونور صدري وجلء هي وحزن وذهاب‬
‫ه ي وغ مي إل أذ هب ال ه ه وغ مه وأبدله فر جا مكا نه و هذ يتناول ح كم الرب الكو ن‬
‫والمري والقضاء الذي يكون باختيار العبد وبغي اختياره وكل الكمي ماض ف عبده وكل‬
‫القضائي عدل فيه فهذا الديث مشتق من هذه الية بينهما أقرب نسب وبال التوفيق‬
‫فصل‬
‫ون تم الواب بف صل متعلق بع شق ال صور و ما ف يه من الفا سد العاجلة والجلة وإن كا نت‬
‫أضعاف مضا يذكره ذاكضر فإنضه يفسضد القلب بالذات وإذا فسضد فسضدت الرادات والقوال‬
‫والعمال وفسد ثغر التوحيد كما تقدم وسنقرره أيضا إن شاء ال تعال وال سبحانه وتعال‬
‫إنا حكى هذا الرض عن طائفتي من الناس وهم اللوطية والنساء فأخب عن عشق امرأة العزيز‬
‫ليوسف وما راودته وكادته به وأخب عن الال الت صار إليها يوسف بصبه وعفته وتقواه مع‬
‫إن الذي ابتلي به أمر ل يصب عليه إل من صبه ال عليه فإن موافقة الفعل بسب قوة الداعي‬
‫وزوال الانع وكان الداعي ها هنا ف غاية القوة وذلك لوجوه أحدها ما ركب ال سبحانه ف‬
‫طبع الرجل من ميله ال الرأة كما ييل العطشان ال الاء والائع ال الطعام حت إن كثيا من‬
‫الناس يصب عن الطعام والشراب ول يصب عن النساء وهذا ل يذم اذا صادف حلل بل يمد‬
‫كما ف كتاب الزهد للمام أحد من حديث يوسف بن عطية الصغار عن ثابت البنان عن‬
‫أ نس عن ال نب صلى ال عل يه و سلم ح بب ال من دنيا كم الط يب والن ساء أ صب عن الطعام‬
‫والشراب ول أ صب عن هن الثا ن أن يو سف عل يه ال سلم كان ش با وشهوة الشباب وحد ته‬
‫أقوى الثالث أ نه كان عز با ل زو جة لول سرية تك سر شدة الشهوة الرا بع أ نه كان ف بلد‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫غربة يتأتى للغريب فيها من قضاء الوطر ما ل يتأتى لغيه ف وطنه وأهله ومعارفه الامس أن‬
‫الرأة كانت ذات منصب وجال الجاشعي أن كل واحد من هذين المرين يدعو ال موافقتها‬
‫السادس أنا غي آبية ول متنعة فإن كثيا من الناس يزيل رغبته ف لرأة إباؤها وامتناعها لا يد‬
‫ف نفسه من ذل الضوع والسؤال لا وكثي من الناس يزيده الباء والمتناع زيادة حب كما‬
‫قال الشاعر‬
‫وزادن كلفا ف الب إن منعت * أحب شيء ال النسان ما منعا‬
‫فطباع الناس متلفة ف ذلك الفات من يتضاعف حبه عند بذل الرأة ورغبتها وتضمحل عند‬
‫إبائ ها وإمتناع ها وأ خبن ب عض القضاة أن إراد ته وشهو ته تضم حل ع ند إمتناع زوج ته أو‬
‫سريته وإبائها الجاشعي ل يعاودها ومنهم من يتضاعف حبه وإرادته بالنع ويشتد شوقه بكل‬
‫ما منع وتصل له من اللذة بالظفر نظي ما يصل من لذة بالظفر بالضد بعد إمتناعه ونفاره‬
‫واللذة بإدراك ال سألة ب عد إ ستصعابا وشدة الرص على إدراك ها ال سابع أن ا طل بت وأرادت‬
‫وبذلت الهد فكفته مؤنة الطلب وذل الرغبة اليها بل كانت هي الراغبة الذليلة وهو العزيز‬
‫الرغوب إليه الثامن إنه ف دارها وتت سلطانا وقهرها الجاشعي يشى إن ل يطاوعها من‬
‫اذا هاله فاجت مع دا عي الرغ بة والره بة التا سع إ نه ل ي شى أن تن مي عل يه هي ول أ حد من‬
‫جهتها فإنا هي الطالبة والرغبة وقد غلقت البواب وغيبت الرقباء العاشر أنه كان ملوكا لا‬
‫ف الدار الجاشعي يدخل ويرج ويضر معها عليه وكان المن سابقا على الطلب وهو من‬
‫ض قيضل لمرأة شريفضة مضن أشراف العرب مضا حلك على الزنضا قالت قرب‬ ‫أقوى الدواعضي كم ا‬
‫الوساد وملول ال سواد تع ن قرب وساد الر جل من و سادت وطول السواد بين نا الادي عشر‬
‫أنا استعانت عليه بأئمة الكر والحتيال فأرته إياهن وشكت حالا إليهن لتستعي بن عليه‬
‫فاستعان هو بال عليهن فقال وإل تصرف عن كيدهن أصب إليهن وأكن من الاهلي الثان‬
‫ع شر أن ا تواعد ته بال سجن وال صغار وهذا أنواع إكراه إذ هو تد يد م ن يغلب على ال ظن‬
‫وقوع ما هدد به فيجت مع دا عي الشهوة ودا عي ال سلمة من ض يق ال سجن وال صغار الثالث‬
‫عشر أن الزوج ل يظهر منه الغية والنخوة ما راحم به بينهما ويبعد كل منهما عن صاحبه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بل كان غاية ما خاطبهما به أن قال ليوسف أعرض عن هذا وللمرأة إستغفري لذنبك إنك‬
‫ك نت من الاطئ ي وشدة الغية للر جل من أقوى الوا نع وه نا ل يظ هر م نه غية و مع هذه‬
‫لدوا عي كل ها فآ ثر مرضات ال وخو فه وحله ح به ل على أن اختار ال سجن على الز نا فقال‬
‫رب السجن أحب إل ما يدعونن إليه وعلم أنه ل يطيق صرف ذلك عن نفسه وان ربه تعال‬
‫ل يعصمه ويصرف عنه كيدهن صبا إليهن بطبعه وكان من الاهلي وهذا من كمال معرفته‬
‫بربه وبنفسه وف هذه القصة من العب والفوائد والكم ما يزيد على ألف فائدة لعلنا إن وفقنا‬
‫ال أن نفردها ف مصنف مستقل‬
‫فصل‬
‫والطائفة الثانية الذين حكى ال عنهم العشق هم اللوطية كما قال تعال وجاء أهل الدينة‬
‫يستبشرون قال إن هؤلء ضيفي فل تفضحون واتقوا ال ول تزون قالوا أل ننهك عن‬
‫العالي قال هؤلء بنات إن كنتم فاعلي لعمرك إنم لفي سكرتم يعمهون فهذه عشقة فحكاه‬
‫سبحانه عن طائفتي عشق كل منهما ما حرم عليه من الصور ول يبال با ف عشقه من الضرر‬
‫وهذا داء أعي الطباء دواؤه وعز عليهم شفاؤه وهو وال الداء العضال والسم القتال الذي ما‬
‫علق بقلب إل وعز على الورى إستنقاذه من إسارة ول اشتعلت نار ف مهجة إل وصعب‬
‫على اللق تليصها من ناره وهو أقسام وهو تارة يكون كفر لن إتذ معشوقه ندا يبه كما‬
‫يب ال فكيف إذا كانت مبته أعظم من مبة ال ف قلبه فهذا عشق ل يغفر لصاحبه فإنه‬
‫من أعظم الشرك وال ل يغفر أن يشرك به وإنا يغفر بالتوبة الاحية ما دون ذلك وعلمة هذا‬
‫العشق الشركي الكفرى أن يقدم العاشق رضاء معشوقه على رضاء ربه وإذا تعارض عنده‬
‫حق معشوقه وحقه وحق ربه وطاعته قدم حق معشوقه على حق ربه وآثر رضاه على رضاه‬
‫وبذل لعشوقه أنفس ما يقدر عليه وبذل لربه إن بذل أردى ما عنده واستفرغ وسعه ف‬
‫مرضات معشوقه وطاعته والتقرب إليه وجعل لربه إن أطاعه الفضلة الت تفضل عن معشوقه‬
‫من ساعاته فتأمل حال أكثر عشاق الصور الشياطي تدها مطابقة لذلك ث ضع حالم ف‬
‫كفة وتوحيدهم ف كفة وإيانم ف كفة ث زن وزنا يرضي ال ورسوله ويطابق العدل ورب‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صرح العاشق منهم بأن وصل معشوقه أحب إليه من توحيد ربه كما قال العاشق البيث‬
‫يترشفن من فمي رشفات * هن أحلى فيه من التوحيد‬
‫وكما صرح البيث الخر بأن وصل معشوقه أشهى إليه من رحة ربه فعياذا بك اللهم من‬
‫هذا الذلن ومن هذا الال قال الشاعر‬
‫وصلك أشهى إل فؤادي * من رحة الالق الليل‬
‫ول ريب أن هذا العشق من أعظم الشرك وكثي من العشاق يصرح بأنه ل يبق ف قلبه موضع‬
‫لغي معشوقه البتة بل قد ملك معشوقه عليه قلبه كله فصار عبدا ملصا من كل وجه لعشوقه‬
‫ف قد ر ضي هذا من عبود ية الالق جل جلله بعبود ية الخلوق مثله فإن العبود ية أي كمال‬
‫الب والضوع وهذا قد استغرق قوة حبه وخضوعه وذله لعشوقه فقد أعطاه حقيقة العبودية‬
‫ول نسبة بي مفسدة هذا المر العظيم ومفسدة الفاحشة فإن تلك ذنب كبي لفاعله حكمه‬
‫ح كم أمثاله ومف سدة هذا الع شق مف سدة الشرك وكان ب عض الشيوخ من العارف ي يقول لئن‬
‫أبتلى بالفاحشة مع تلك الصورة أحب إل من أن أبتلى فيها بعشق يتعبد لا قلب ويشغله عن‬
‫ال‬
‫الواب الكاف ‪17‬‬
‫فصل‬
‫ودواء هذا الداء القتال أن يعرف إناض إبتلى بضه مضن الداء الضاد للتوحيضد أول ثض يأتض مضن‬
‫العبادات الظاهرة والباط نة ب يش غل قل به عن دوام الف كر ف يه ويك ثر اللجاء والتضرع ال ال‬
‫سبحانه ف صرف ذلك عنه وأن يرجع بقلبه إليه وليس له دواء أنفع من الخلص ل وهو‬
‫الدواء الذي ذكره ال ف كتابه حيث قال كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا‬
‫الخلصي وأخب سبحانه أنه صرف عنه السوء من العشق والفحشاء من الفعل بإخلصه فإن‬
‫القلب إذا خلص وأخلص عمله ل ل يتمكن منه عشق الصور فإنه إنا تكن من قلب فارغ‬
‫كما قال أتان هواها قبل أن أعرف الوى * فصادف قلبا خاليا فتمكنا وليعلم العاقل أن العقل‬
‫والشرع قد يوجبان تصيل الصال وتكميلها وإعدام الفاسد وتقليلها فإذا عرض للعاقل أمر‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يرى ف يه ال صلحة والف سدة و جب عل يه أمران أ مر عل مي وأ مر عملي فالعل مي طلب معر فة‬
‫الراجح من طرف الصلحة والفسدة فإذا تبي له الرجحان وجب عليه إتيان الصلح له ومن‬
‫العلوم أنه ليس ف عشق الصور مصلحة دينية ول دنيوية بل مفسدته الدينية والدنيوية أضعاف‬
‫أضعاف ما يقدر فيه من الصلحة وذلك من وجوه أحدها الشتغال بذكر الخلوق وحبه عن‬
‫حضب الرب تعال وذكره فل يتمضع فض القلب هذا وهذا إل ويقهضر أحدهاض صضاحبه ويكون‬
‫السلطان والغلبة له الثان عذاب قلبه بعشوقه فإن من أحب شيئا غي ال عذب به ول بد كما‬
‫قيل فما ف الرض أشقى من مب * وإن وجد الوى حلو الذاق تراه باكيا ف كل حي *‬
‫مافة فرقة أو لشتياق فيبكي إن ناؤا شوقا إليهم * ويبكي إن دنو خوف الفراق فتسخن عينه‬
‫عند الفراق * وتسخن عينه عند التلق والعشق وإن استلذ به صاحبه فهو من أعظم عذاب‬
‫القلب الثالث أن العا شق قل به أ سي ف قب ضة معشو قه ي سومه الوان ول كن ل سكرة الع شق ل‬
‫يشعر بصابه فقلبه كالعصفورة‬
‫ف كف الطفل يسومها حياض الردى والطفل يلهو ويلعب فيعيش العاشق عيش السي الوثق‬
‫ويعيش اللي عيش السيب الطلق والعاشق كما قيل طليق برأي العي وهو أسي * عليل على‬
‫ق طب اللك يدور وم يت يرى ف صورة ال ي غاد يا * ول يس له ح ت النشور نشور أ خو‬
‫غمرات ضاع فيهن قلبه * فليس له حت المات حضور الرابع أنه يشتغل به عن مصال دينه‬
‫ودنياه فليس شيء أضيع لصال الدين والدنيا من عشق الصور أما مصال الدين فإنا منوطة‬
‫بلم ش عث القلب وإقباله على ال وع شق ال صور أع ظم شيئا تشعي ثا وتشتي تا له وأ ما م صال‬
‫الدنيا فهي تابعة ف القيقة لصال الدين فمن انفرطت عليه مصال دينه وضاعت عليه فمصال‬
‫دنياه أضيع وأضيع الامس أن آفات الدنيا والخرة أسرع إل عشاق الصور من النار ف يابس‬
‫ال طب و سبب ذلك إن القلب كل ما قرب من الع شق قوى ات صاله به ب عد من ال فأب عد‬
‫القلوب من ال قلوب عشاق الصور وإذا بعد القلب من ال طرقته الفات من كل ناحية فإن‬
‫الشيطان يتوله من توله عدوه واستول عليه ل يأله وبال ول يدع أذى يكنه إيصاله إليه إل‬
‫أوصله فما الظن من قلب تكن م نه عدوه وأحرص اللق على عيبه وفساده وبعده من وليه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫و من ل سعادة له ول فلح ول سرور إل بقر به ول ولي ته ال سادس أ نه إذا ت كن من القلب‬


‫واستحكم وقوى سلطانه أفسد الذهن وأحدث الوساوس وربا التحق صاحبه بالجاني الذين‬
‫فسضدت عقولمض فل ينتفعون بضه وأخبار العشاق فض ذلك موجودة فض مواضعهضا بضل بعضهضا‬
‫يشاهد بالعيان وأشرف ما ف النسان عقله وبه يتميز عن سائر راجعا فإذا عدم عقله التحق‬
‫بالبهائم بل ربا كان حال اليوان أصلح من حاله وهل أذهب عقل منون ليلى وأضرابه إل‬
‫العشق وربا زاد جنونه على جنون غيه كما قيل‬
‫قالوا جننت بن توى فقلت لم * العشق أعظم ما بالجاني‬
‫العشق ل يستفيق الدهر صاحبه * وإنا يصرع الجنون بالي‬
‫ال سابع أ نه رب ا أف سد الواس أو نق صها إ ما ف سادامعنويا أو صوريا أ ما الف ساد العنوي ف هو‬
‫تابع لفساد القلب فإن القلب إذا فسد فسدت العي والذن واللسان فيى القبيح حسنا منه‬
‫ومن معشوقه كما ف السند مرفوعا حبك الشيء يعمي ويصم فهو يعمي عي القلب عن‬
‫رؤية مساوي الحبوب وعيوبه فل ترى العي ذلك ويصم أذنه عن الصغاء ال العذل فيه فل‬
‫تسمع الذن ذلك والرغبات تستر العيوب فإن الراغب ف شيء ل يرى عيو به حت إذ زالت‬
‫رغبته فيه أبصر عيوبه فشدت الرغبة غشاوة على العي تنع من رؤية الشيء على ما هو عليه‬
‫كما قيل هويتك إذ عين عليها غشاوة * فلما انلت قطعت نفسي ألومها والداخل ف الشيء‬
‫ل يرى عيوبه والارج منه الذي ل يدخل فيه ل يرى عيوبه ول يرى عيوبه إل من دخل فيه‬
‫ث خرج منه ولذا كان الصحابة الذين دخلوا ف السلم بعد الكفر خي من الذين ولدوا ف‬
‫السلم قال عمر بن الطاب رضي ال عنه إنا ينتقض عرى السلم عروة عروة إذا ولد ف‬
‫السلم من ل يعرف الاهلية وأما فساده للحواس ظاهرا فإنه يرض البدن وينهكه وربا أدى‬
‫ال تلفه كما هو العروف ف أخبار من قتله العشق وقد رفع ال ابن عباس وهو بعرفة شاب‬
‫قد انتحل حت عاد جلدا على عظم فقال ما شأن كما تقدم هو الفراط ف الحبة الجاشعي‬
‫يستول العشوق على القلب من العاشق حت ل ولو من تيله وذكره والفكر فيه الجاشعي ل‬
‫يغ يب عن خاطره وذه نه فع ند ذلك تشت غل الن فس بالوا طر النف سانية فتتع طل تلك القوى‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫فيحدث بتعطيلهضا مضن الفات على البدن والروح مضا يضضر دواؤه ويتعذر أفعاله وصضفاته‬
‫ومقاصده ويتل جيع ذلك فتعجز البشر عن صلحه كما قيل الب أول ما يكون لاجة *‬
‫يأتى با وتسوقه القدار حت إذا خاض الفت لج الوي * جاءت أمور ل تطاق كبار والعشق‬
‫مباديه سهلة حلوة وأوسطه هم وشغل قلب وسقم وآخره عطب وقتل إن ل يتداركه عناية‬
‫من ال كما قيل وعش خاليا فالب أوله عنا * وأوسطه سقم وقال آخر * تولع بالعشق حت‬
‫عشق فلما استقل به ل يطق * رأى لة ظنها موجة * فلما تكن منها غرق‬
‫والذنب له فهو الان على نفسه وقد قعد تت الثل السائر يداك أو كياوفوك نفخ‬
‫فصل‬
‫والعاشضق له ثلث مقامات مقام ابتداء ومقام توسضط ومقام انتهاء فأمضا مقام ابتدائه فالواجضب‬
‫عليه مدافعته بكل ما يقدر عليه إذا كان الوصول ال معشوقه متعذرا قدرا وشرعا فإن عجز‬
‫عن ذلك وأب قلبه إل السفر ال مبوبه وهذا مقام التوسط والنتهاء فعليه كتمانه ذلك وأن ل‬
‫يفشيضه ال اللق ول يشمضت بحبوبضه ول يهتكضه بيض الناس فيجمضع بيض الظلم والشرك فإن‬
‫الظلم ف هذا الباب من أع ظم أنواع الظلم ورب ا كان أع ظم ضررا على العشوق وأهله من‬
‫ظلمضه فإنضه يعرض العشوق بتكضه فض عشقضه ال وقوع الناس فيضه وانقسضامهم ال مصضدق‬
‫ومكذب وأك ثر الناس ي صدق ف هذا الباب بأد ن شب هة وإذا ق يل فلن ف عل بفلن أو بفل نه‬
‫كذبه واحد وصدقه تسعمائة وتسعة وتسعي وخب العاشق للهتك عن التهتك عند الناس ف‬
‫هذا الباب يف يد الق طع اليق ي بل إذا أ خبهم الفعول به عن نف سه كذ با وافتراء على غيه‬
‫جزموا بصدقة جزما ل يتمل النفيض بل لو جعهما مكانا واحدا إتفاقا جزموا أن ذلك عن‬
‫وعد وإتفاق بينهما وجزمهم ف هذا الباب على الظنون والتخييل والشبهة والوهام والخبار‬
‫الكاذبة كجزمهم بالسيات الشاهدة وبذلك وقع أهل لفك ف الطيبة الطيبة حبيبة رسول‬
‫ال صلى ال عليه وسلم البأة من فوق سبع سوات بشبهة ميء صفوان بن العطل با وحده‬
‫خلف الع سكر ح ت هلك من هلك ولول أن تول ال سبحانه براءت ا والذب عن ها وتكذ يب‬
‫قاذفها لكان أمرا آخر والقصودان ف إظهار البتلى عشق من ل يل له التصال به من ظلمه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وأذاه ما هو عدوان عليه وعلى أهله وتعريض لتصديق كثي من الناس ظنونم فيه فإن استعان‬
‫عليه من يستميله إليه إما برغبة أو رهبة تعدى الظلم وانتشر وصار ذلك الواسطة بي الراشي‬
‫والرتشي وصار ذلك الواسطة ظال وإذا كان النب صلى ال عليه وسلم قد لعن الرائش وهو‬
‫الواسطة ديوثا ظالا بي الراشي أو الرتشي ليصال الرشوة فما الظن بالديوث الواسطة بي‬
‫العا شق والعشوق ف الو صلة الحر مة فيت ساعد العا شق على ظلم العشوق وغيه م ن يتو قف‬
‫ح صول غرضهما على ظل مه ف ن فس ومال أو عرض فإن كثيا ما يتو قف ح صول الطلوب‬
‫غرضه نفس يكون حياتا مانعة من غرضه وكم قتيل طل دمه بذا السبب من زوج وسيد‬
‫قريب وكم خبثت امرأة على بعلها وجارية وعبد على سيدها وقد لعن رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم من فعل ذلك وتبأ منه وهو من أكب الكبائر وإذا كان النب صلى ال عليه وسلم‬
‫قد نى أن يطب الرجل على خطبة أخيه وأن يستام على سومه فكيف بن يسعى بالتفريق‬
‫بينه وبي امرأته وأمته حت يتصل بما وعشاق الصور ومساعدوهم من الديثة ل يرون ذلك‬
‫ذنبا فإن ف طلب العاشق وصل معشوقه ومشاركة الزوج والسيد ففي ذلك من إث ظلم الغي‬
‫ما لعله ل يقصر عن إث الفاحشة إن ل يربو عليها ول يسقط حق الغي بالتوبة من الفاحشة‬
‫فإن التوبة وإن أسقطت حق ال فحق العبد باق له الطالبة به يوم القيامة فإن من ظلم الوالد‬
‫بإفساد ولده وفلذة كبده ومن هو أعز عليه من نفسه وظلم الزوج بإفساد حبيبته والناية على‬
‫فراشه أعظم من ظلمه كله ولذا يؤذيه ذلك أعظم ما يؤذيه ول يعدل ذلك عنده إل سفك‬
‫دمه فيا له من ظلم أعظم إثا من فعل الفاحشة فإن كل ذلك حقا لغاز ف سبيل ال وقف له‬
‫الان الفاعل يوم القيامة وقيل له خذ من حسناته ما شئت كما أخب بذلك النب صلى ال‬
‫عليه و سلم ث قال صلى ال عليه و سلم فما ظن كم أي فما تظنون تب قى له من حسناته فإن‬
‫إنضاف ال ذلك أن يكون الظلوم جارا أو ذا رحضم مرم تعدد الظلم وصضار ظلمضا مؤكدا‬
‫لقطيعة الرحم وأذي الار ول يدخل النة قاطع رحم ول من ل يأمن جاره‬
‫بوائقه فإن استعان العاشق على وصال معشوقه بشياطي علمن إما بسحر أو استخدام أو نو‬
‫ذلك ضم ال الشرك والظلم كفر السحر فإن ل يفعله هو ورضي به كان راضيا بالكفر غي‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫كاره لصول مقصوده وهذا ليس ببعيد من الكفر والقصود أن التعاون ف هذا الباب تعاون‬
‫على ال ث والعدوان وأ ما ما يقترن ب صول غرض العا شق من الظلم النت شر التعدي ل ي فى‬
‫فإنه إذا حصل له مقصوده من العشوق فللمعشوق أمور أخر يريد من العاشق إعانته عليها فل‬
‫يد من إعانته بدا فيبقى كل منهما يعي الخر على الظلم والعدوان‬
‫فالعشوق يعي العاشق على ظلم من اتصل به من أهله وأقاربه وسيده وزوجه والعاشق يعي‬
‫العشوق على ظلم من يكون غرض العشوق متوقفا على ظلمه فكل منهما يعي الخر على‬
‫أغراضه الت يكون فيها ظلم الناس فيحصل العدوان والظلم للناس بسبب اشتراكهما ف القبح‬
‫لتعاون ما بذلك على الظلم وك ما جرت به العادة ب ي العشاق والعشوق ي من إعا نة العا شق‬
‫لعشوقه على ما فيه ظلم وعدوان وبغي حت ربا يسعى له ف منصب ل يليق به ول يصلح‬
‫لثله فض تصضيل مال مضن غيض حله وفض اسضتطالته على غيه فإذا اختصضم معشوقضه وغيه أو‬
‫تشاكيا ل ي كن إل ف جانب العشوق ظال ا كان أو مظلوما هذا ال ما ين ضم ال ذلك من‬
‫ظلم العاشق للناس بالتحيل على أخذ أموالم والتوصل بما ال معشوقه بسرقة أو غصب أو‬
‫خيانة أو يي كاذبة أو قطع طريق ونو ذلك وربا أدى ذلك النفس الت حرم ال ليتوصل به‬
‫ال معشوقه فكل هذه الفات وأضعافها وأضعاف أضعافها تنشأ من عشق الصور وربا حله‬
‫على الك فر ال صريح وقد نن صر جاعة من ن شأ ف السلم بسبب العشق كما جرى لب عض‬
‫الؤذن ي ح ي أب صر و هو على سطح م سجد امرأة جيلة فف ت ب ا فنل ود خل علي ها و سألا‬
‫نف سها فقالت هي ن صرانية فإن دخلت ف دي ن تزو جت بك فف عل فرقي ف ذلك اليوم على‬
‫درجة عندهم فسقط منها فمات ذكر هذا عبد الق ف كتاب العاقبة له وإذا أراد النصارى أن‬
‫ينصروا السي أروه امرأة جيلة وأمروها أن تطمعه ف نفسها حثى إذا تكن حبها من قلبه‬
‫بذلت له نفسها إن دخل ف دينها فهنالك يثبت ال الذين آمنوا بالقول الثابت ف الياة الدنيا‬
‫وف الخرة ويضل ال الظالي ويفعل ال ما يشاء وف العشق من ظلم كل واحد من العاشق‬
‫والعشوق ل صاحبه لعاون ته له على الفاح شة وظل مه لنف سه ف كل منه ما ظال لنف سه و صاحبه‬
‫وظلمهما متعد ال الغي كما تقدم وأعظم من ذلك ظلمهما بالشرك فقد تضمن العشق أنواع‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الظلم كلها والعشوق إذا ! ل يتق ال فإنه يعرض العاشق للتلف وذلك ظلم منه بأن يطمعه ف‬
‫نفسه ويتزين له ويستميله بكل طريق حت‬
‫ي ستخرج ونف عه ول يك نه من نف سه لئل يزول غر ضه بقضاء وطره م نه ف هو ي سومه سوء‬
‫العذاب والعاشق معشوقه ليشفي نفسه منه ول سيما إذا جاد بالوصال لغيه وكم للعشق من‬
‫قتيل من الانبي وكم قد زال من نعمة وأفقر من غن وأسقط من مرتبة وشتت من شل وكم‬
‫أفسد من أهل للرجل وولد فإن الرأة إذا رأت بعلها عاشقا لغيها اتذت هي معشوقا لنفسها‬
‫فيصي الرجل مترددا بي خراب بيته بالطلق وبي القيادة فمن الناس من يؤثر هذا ومنهم من‬
‫يؤثر هذا فعلى العاقل أن يكم على نفسه سد عشق الصور لئل يؤذيه ويؤديه ذلك ال اللك‬
‫يبك هذه الفاسد وأكثرها أو بعضها فمن فعل ذلك فهو الفرط بنفسه والغرر با فإذا هلكت‬
‫فهو الذي أهلكها فلول تكراره النظر ال وجه معشوقه وطمعه ف وصاله ل يتمكن عشقه من‬
‫قلبه فإن أول أسباب العشق الستحسان سواء تولد عن نظر أو ساع فإن ل يقارنه طمع ف‬
‫الوصال وقارنه الياس من ذلك ل يدث له العشق فإن إقترن به الطمع فصرفه عن فكره ول‬
‫يشغل قلبه به ل يدث له ذلك فإن أطاع مع ذلك الفكر ف ماسن العشوق وقارنه خوف ما‬
‫هو أكب عنده من لذة وصاله إما خوف دين كخوف النار وغضب البار واجتناب الوزار‬
‫وغلب هذا الوف على ذلك الطمع والفكر ل يدث له‬
‫الع شق فإن فا ته هذا الوف وقار نه خوف دنيوي كخوف إتلف نف سه وماله وذهاب جا هه‬
‫وسقوط مرتبته عند الناس وسقوطه من عي من يعز عليه وغلب هذا الوف لداعي العشق‬
‫دف عه وكذلك إذا خاف من فوات مبوب هو أ حب إل يه وأن فع له من ذلك العشوق وقدم‬
‫مبتضه على مبضة العشوق إندفضع عنضه العشضق فانتفاه ذلك كله أو غلبضت مبضة العشوق لذلك‬
‫إنذب إليضه القلب بالكليضة ومالت إليضه النفضس كضل اليضل فإن قيضل قضد ذكرتض آفات العشضق‬
‫ومضاره ومفا سده فهل ذكر ت مناف عه وفوائده ال ت من جلت ها ر قة الط بع وترو يح الن فس‬
‫وخفت ها وزوال تلف ها ورياضت ها وحل ها على مكارم الخلق من الشجا عة والكرم والروءة‬
‫ورقة الاشية ولطف الانب وقد قيل ليحي بن معاذ الرازي إن إبنك قد عشق فلنة فقال‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫المد ل الذي صيه ال الطبع الدمي وقال بعضهم العشق داء أفئدة الكرام وقال غيه العشق‬
‫ل يصلح إل لذي مروءة طاهرة وخليقة ظاهرة أو لذي لسان فاضل وإحسان كامل أو لذي‬
‫أدب بارع وح سب نا صع وقال آ خر الع شق حنان البان وي صفي ذ هن ال غب وي سخي كف‬
‫البخ يل ويذل عزة اللوك وي سكن نوا فر الخلق و هو أن يس من ل أن يس له وجل يس من ل‬
‫جليضس له وقال آخضر العشضق يزيضل الثقال ويلطضف الروح ويصضفي كدر القلب ويوجضب‬
‫الرتياح لفعال الكرام كما قيل سيهلك ف الدنيا شفيق عليكم * إذا غاله من حادث الب‬
‫غائله كر ي ي يت ال سر ح ت كأ نه * إذا ا ستفهموه عن حدي ثك جاهله يود بأن ي سي سقيما‬
‫لعل ها * إذا سعت ع نه بشكوى ترا سله ويه تز للمعروف ف طلب العلى * لتح مد يو ما ع ند‬
‫ليلى شائله فالعشضق يمضل على مكارم الخلق وقال بعضض الكماء العشضق يروض النفضس‬
‫ويهذب الخلق إظهاره طب عي وإضماره تكل في وقال ال خر من ل تبت هج نف سه بال صوت‬
‫الش جي والو جه الب هي ف هو فا سد الزاج يتاج ال علج وأن شد ف ذلك الع ن ل تع شق ول‬
‫تدر ما الوى * فما لك ف طيب الياة نصيب وقال الخر * ل تعشق ول تدر ما الوى فقم‬
‫واعتلف تب نا فأنت حار *وقال ال خر ل تع شق ول تدرى ما الوى * ف كن حجرا من يا بس‬
‫الصخر جلمدا وقال بعد العشاق أول العفة والصيانة إذ عفوا تشرفوا وإذا عشقوا تظرفوا وقيل‬
‫لبعض العشاق ما كنت تصنع بن توى به فقال كنت أمتع طرف بوجهه وأروح قلب بذكره‬
‫وحديثه واستر منه مال أحب كشفه ول أصي بقبح الفعل ال ما ينقض عهده ث أنشد أخلو‬
‫به فأ عف ع نه تكر ما * خوف الديا نة ل ست من عشا قه كالاء ف يد صائم يل تذ به * ظ مأ‬
‫فيصب عن لذيذ مذاقه وقال أبو اسحق بن ابراهيم أرواح العشاق عطرة لطيفة وأبدانم رقيقة‬
‫خفيفة نزهتهم الوانسة وكلمهم ييي موات القلوب ويزيد ف العقول ولول العشق والوى‬
‫لبطل نعيم الدنيا وقال آخر العشق للرواح بنلة الغذاء للبدان أن تركته ضرك وإن أكثرت‬
‫م نه قتلك و ف ذلك ق يل خليلي إن ال ب ف يه لذاذة * وف يه شقاء دائم وكروب على ذاك ما‬
‫عيش يطيب بغيه * ول عيش إل بالبيب يطيب ول خي ف الدنيا بغي صبابة * ول ف نعيم‬
‫ليس فيه حبيب وذكر الرائطي عن أب غسان قال مر أبو بكر الصديق رضي ال عنه بارية‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وهي تقول وهويته من قبل قطع تائمي * متمايل مثل القضيب الناعم فسألا أم ملوكة قالت‬
‫بل ملوكة فقال توين فتلكأت فأقسم عليها فقالت وأنا الت لعب الوى بفؤادها * قتلت بب‬
‫ممد بن القاسم فاشتراها من مولها وبعث با ال ممد بن القاسم بن جعفر بن أب طالب‬
‫فقال هؤلء وال فت الرجال وكم وال قد مات بن كري وعطب بن سليم وجاءت جارية‬
‫عثمان بن عفان رضي ال عنه تستدعي على رجل من النصار قال لا عثمان ما قصتك قالت‬
‫كلفت يا أمي الؤمني بإبن أخيه فما انفك أداعبه فقال له عثمان إما أن تبها ال إبن أخيك‬
‫أو أعطيك ثنها من مال فقال أشهدك يا أمي الؤمني إنا له ونن ل ننكر فساد العشق الذي‬
‫يتعلق به فعل الفاحشة بالعشوق وإنا الكلم ف العشق العفيف من الرجل الظريف الذي يأب‬
‫له إيانه ودينه وعف ته ومروءته أن يفسد مابينه وبي ال وما بينه وبي معشوقة بالرام وهذا‬
‫ع شق ال سلف الكرام والئ مة العلم فهذا ع بد ال بن ع بد ال بن عت بة بن م سعود أ حد‬
‫الفقهاء السبعة عشق حت اشتهر أمره عليه وعد ظالا من لمه ومن شعره كتمت الوى حت‬
‫أضر بك الكتم * ولمك أقوام ولومهم ظلم فنم عليك الكاشحون وقبلهم * عليك الوى قد‬
‫ن ما ينفع الكتم فأصبحت كالنمري إذ مات حسرة * على أثر هندا وكمن شفه سقم تنبت‬
‫إتيان البيب تأثا * إل أن هجران البيب هو الث فذق هجرها قد كنت تزعم أنه * رشاد‬
‫ألياء ربا كذب الزعم وهذا عمر بن عبد العزيز وعشقه لارية فاطمة بنت عبد اللك بن‬
‫مروان وإمرأته مشهورة وكانت جارية بارعة المال وكان معجبا با وكان يطلبها من إمرأته‬
‫ويرص على أن تهاله فتأبض ول تزل الاريضة فض نفضس عمضر فلمضا اسضتخلف أمرت فاطمضة‬
‫بالارية فاصلحت وكانت مثل ف حسنها وجالا ث دخلت على عمر وقالت يا أمي الؤمني‬
‫إنك كنت معجبا باريت فلنة فسألتنيها أن أهبها لك فأبيت عليك والن فقد طابت نفسي‬
‫لك با فلما قالت له ذلك استبان الفرح ف وجهه وقال عجلي فلما دخلت با عليه ازداد به‬
‫عجبا وقال لا ألقي ثيابك ففعلت ث قال لا على رسلك أخبين لن كنت ومن أين صرت‬
‫لفاطمضة فقالت أغرم الجاج عامل له بالكوفضة مال وكنضت فض رفيقضة ذلك قالت فأخذنض‬
‫وبعث ب ال عبد اللك فوهبن لفاطمة قال وما فعل ذلك العامل قالت هلك قال وهل ترك‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ولدا قالت نعم قال فما حالم قالت سيئة قال شدي عليك ثيابك واذهب ال مكانك ث كتب‬
‫ال عامله على العراق أن إبعث ال فلن بن فلن على البيد فلما قدم قال له ارفع ال جيع ما‬
‫أغرمه الجاج لبيك فلم يرفع إليه شيئا إل دفعه إليه ث أمر بالارية فدفعت إليه ث قال له‬
‫إياك وإياها فلعل أباك قد وقع با فقال الغلم هي لك يا أمي الؤمني قال ل حاجة ل با قال‬
‫فابتعها من قال لست إذا من نى نفسه عن الوى فلما عزم الفت على النصراف قالت أين‬
‫وجدك ب يا أمي الؤمني قال على حاله ولقد زادن ول تزل الارية ف نفس عمر حت مات‬
‫رح ه ال وهذا أ بو ب كر بن م مد بن داود الظاهري العال الشهور ف فنون العلم من الف قه‬
‫والديضث والتفسضي والدب وله قول فض الفقضه وهضو مضن أكابر العلماء وعشقضه مشهور قال‬
‫نفطويه دخلت عليه ف مرضه الذي مات فيه فقلت كيف ندك قال حب من تعلم أورثن ما‬
‫ترى فقلت وما ينعك من الستمتاع به مع القدرة عليه فقال الستمتاع على وجهي أحدها‬
‫(التكملة ف الزء التال)‬

‫الواب الكاف ‪18‬‬


‫الن ظر الباح وال خر اللذة الحظورة فأ ما الن ظر الباح ف هو الذي أورث ن ما ترى وأ ما اللذة‬
‫الحظورة ينعن منها ما حدثن أب حدثنا سويد بن سعيد بن مسهر عن أب يي القتات عن‬
‫ماهد عن ابن عباس رضي ال عنهما يرفعه من عشق وكتم وعف وصب غفر ال له وأدخله‬
‫النة ث أنشد انظر ال السحر يري من لواحظه * وانظر ال دعج ف طرفه الساج وانظر ال‬
‫شعرات فوق عار ضه * كأن ن نال دب ف عاج ث أن شد * ما ل م أنكروا سوادا بد يه ول‬
‫ينكرون ورد الغ صون * إن يك ع يب خده بدو لش عر * فع يب العيون ش عر الفون فقلت له‬
‫نفيت القياس ف الف قه وأثبته ف الش عر فقال غلبة الوجد وملكة الوجه النفس دعت إليه ث‬
‫مات من ليلته وبسبب معشوقه صنف كتاب الزهرة ومن كلمه فيه من ييأس بن يهواه ول‬
‫يت من وقته سله وذلك أن أول روعات الناس تأت القلب وهو غي مستعد لا فأما الثانية‬
‫تأت القلب وقد وطأت لا الروعة والتقى هو وأبو العباس بن شريح ف ملس أب بن عيسى‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الوز ير فتناظرا ف م سألة من اليلء قال له ا بن بأن تقول من دا مت لظا ته كثرت ح سراته‬
‫أحذق منك بالكلم على الفقه فقال الن كان ذلك فإن أقول أنزه ف روض الحاسن مقلت‬
‫* وأم نع نف سي أن تنال مر ما وأح ل من ث قل الوى ما لو أ نه * ي صب على ال صخر ال صم‬
‫تدما وينطق طرف عن مترجم خاطري * فلول إختلس وده لتكلما رأيت الوى دعوى من‬
‫الناس كل هم * فل ست أرى ودا صحيحا م سلما فقال له أ بو العباس بن شر يح ب ولو شئت‬
‫لقلت * مطاع مه كالش هد ف نغما ته قد بت أمن عه لذ يذ سناته * ب صبابه وب سنه وحدي ثه *‬
‫وأنزه اللحظات عن وجنا ته ح ت إذا ما ال صبح راح عموده * ول با ت ر به وبرا ته فقال أ بو‬
‫بكر يفظ عليه الوزير ما أقر به حت يقيم شاهدين على أنه ول بات ربه وبراءته فقال ابن‬
‫شريح يلزمن ف هذا ما يلزمك ف قولك أنزه ف روض الحاسن مقلت * وأمنع نفسي أن تنال‬
‫مر ما فض حك الوز ير فقال ل قد جعت ما لط فا وظر فا ذ كر ذلك أ بو ب كر الط يب ف تاري ه‬
‫وجاءته يوما فتيا مضمونا يا إبن داود يا فقيه العراق * إفتنا ف فواتر الحداق الشياطي عليها‬
‫با أتت من جناح * أم حلل لا دم العشاق فكتب تت البيتي بطه * عندي جواب سائل‬
‫العشاق فاسعه من قرح الشا مشتاق * لا سئلت عن الوى هيجتن * وأرقت دمعا ل يكن‬
‫مهراق إن كان معشوقا يعذب عاشقا * كان العذب أنعم العشاق قال صاحب كتاب منازل‬
‫الحباب شهاب الدين ممود بن سليمان بن مهدي صاحب كتاب النشاء وقلت ف جواب‬
‫البيتي على قافيتهما ميبا للسائل قل لن جاء سائل عن لاظ * هن يلعب ف دم العشاق ما‬
‫على ال سيف ف العدا من جناح * أن ث ن ال د عن دم مهراق و سيوف اللحاظ أول بأن *‬
‫ت صفح ع ما ج نت على العشاق إن ا كل شه يد * ولذا يف ن ف نا و هو باق ونظ ي ذلك فتوى‬
‫وردت على الشيخ أب الطاب مفوظ بن أحد الكلوذان شيخ النابلة ف وقته رحه ال قل‬
‫للمام أب الطاب مسألة * جاءت إليك وما أخال سواك لا ماذا على رجل رام الصلة فمذ‬
‫* ل حت ماطرة ذات المال لا فأجابه تت سؤاله * قل للديب الذي واف بسألة سرت‬
‫فؤادي ل ا أن أ صخت ل ا * إن الذي فتن ته عن عبادة ر به * فريدة ذات ح سن فانث ن ول ا إن‬
‫تاب ث قضا عنه عبادة ربه * فرحة ل تغشى من عصى ولا وقال عبد ال بن معمر القيسي‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫حججت سنة ث دخلت مسجد الدينة لزيارة قب النب صلى ال عليه وسلم فبينما أنا جالس‬
‫ذات ليلة بيض القضب والنضب إذا سضعت أنينضا فأصضغيت إليضه فإذا هضو يقول أشجاك نوح حائم‬
‫السدر * فأهجن منك بلبل الصدر أم عز نومك ذكر غانية * أهدت إليك وساوس الفكر يا‬
‫ليلة طالت على دنضف * يشكضو السضهاد وقلة الصضب أسضلمت مضن توى لرض جوى * متوقضد‬
‫كتو قد ال مر فالبدر يش هد ومعناه كلف * مغرم ب ب شبي هة البدر ما ك نت أح سبن أه يم‬
‫ببها * حت بليت وكنت ل أدري ث انقطع الصوت فلم أدر من أين جاء وإذا به قد عاد‬
‫البكاء والني ث أنشد يقول أشجاك من ريا خيال زائر * والليل مسود الذوائب عاكر واعتاد‬
‫مهج تك الوى برشي شة * وأهتاج مقل تك اليال الزائر ناد يت ر يا والظلم كأ نه * ي تل طم‬
‫فيه موج زاخر والبدر يسري ف السماء كأنه * ملك ترجل والنجوم عساكر وترى به الوزاء‬
‫ترقص ف الدجى * رقص البيب عله سكر طاهر يا ليل طلت على * إل الصباح مساعد‬
‫وموازر فأجابن مت حتف أن فك واعلمن * إن الوى لو الوان الاضر قال وكنت ذهبت‬
‫عند ابتدائه بالبيات فلم يتنبه إل وأنا عنده فرأيت شابا مقتبل شبابه قد خرق الدمع ف خده‬
‫خرقي فسلمت عليه فقال إجلس فقلت عبد ال بن معمر القيسي قال ألك حاجة قلت نعم‬
‫كنت جالسا ف الروضة فما راعن إل صوتك فبنفسي أفديك فما الذي تده فقال أنا عتبة بن‬
‫الباب بن النذر بن الموح الن صاري غدوت يو ما ال م سجد الحزاب ف صليت ف يه ث‬
‫اعتزلت غي بعيد فإذا بنسوة قد أقبلن يتهادين مثل القطا وإذا ف وسطهن جارية بديعة المال‬
‫كاملة الل حة وقالت يا عت بة ما تقول ف و صل من يطلب و صلك ث تركت ن وذه بت فلم‬
‫أسع لا خبا ول أقف لا على أثر فأنا حيان أنتقل من مكان ال مكان ث ان صرع وأكب‬
‫مغشيا عليه ث أفاق كأنا أصبغت وجنتاه بورس ث أنشد يقول أراكم بقلب من بلد بعيدة *‬
‫فيا هل ترو ن بالفؤاد على بعدي فؤادي وطر ف نا سفان علي كم * وعند كم رو حي وذكر كم‬
‫عندي ولست ألذ العيش حت أراكم * ولو كنت ف الفردوس جنة اللد فقلت يا إبن أخي‬
‫تب ال ر بك وا ستغفره من ذن بك فبي يد يك هول الطلع فقال ما أ نا ب سائل ح ت يذوب‬
‫العارضان فلم أزل معه حت طلع‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الصباح فقلت قم بنا ال مسجد الحزاب فلعل ال أن يكشف كربتك فقال أرجوا ذلك إن‬
‫شاء ال ببكضة طاعتضك فذهبنضا حتض أتينضا مسضجد الحزاب فسضمعته يقول يضا للرجال ليوم‬
‫الربعاء أما * ينفك يدث ل بعد النهار طربا ما إن يزال غزال منه يقلقن * يأت ال مسجد‬
‫الحزاب منتقبا يب الناس إن الجر هته * وما أنا طالبا للجر متسبا لو كان يبغي ثوابا ما‬
‫أتى صلفا * مضمخا بفتيت السك متضبا ث جلسنا حت صلينا الظهر فإذا بالنسوة قد أقبلن‬
‫وليست الارية فيهن فوقفن عليه وقلن له يا عتبة ما ظنك بطالبة وصلك وكاشفة بالك قال‬
‫وما بالا قلن أخذها أبوها وارتل با ال أرض السماوة فسئلتهن عن الار ية فقلن هي ريا‬
‫بنت الغطريف السلمي فرفع عتبة اليهن رأسه وقال خليلي ريا قد أجد بكورها * وسارت إل‬
‫أرض السماوة وغيها خليلي إن قد غشيت من البكا * فهل عند غيي مقلة أستعيها فقلت‬
‫له إن قد وردت بال جزيل أريد به أهل الستر ووال لبذلنه أمامك حت تبلغ رضاك وفوق‬
‫الرضاء فقم بنا ال مسجد النصار فقمنا وسرنا حت أشرفنا على مل منهم فسلمت فأحسنوا‬
‫الرد فقلت أيها الل ما تقولون ف عتبة وأبيه قالوا من سادات العرب قلت فإنه قد رمى بداهية‬
‫من الوى وما أريد منكم إل الساعدة ال السماوة فقالوا سعا وطاعة فركبنا وركب القوم‬
‫معنا حت أشرفنا على منازل بن سليم فأعلم الغطريف بنا فخرج مبادرا فاستقلبنا وقال حييتم‬
‫بالكرام فقلنا وأنت فحياك ال إنا لك أضياف فقال نزلتم أكرم منل فنادي يا معشر العبيد‬
‫أنزلوا‬
‫القوم ففرشضت النطاع والنمارق وذبتض الذبائح فقلنضا لسضنا بذائقضي طعامضك حتض تقضضي‬
‫حاجتنا فقال وما حاجتكم قلنا نطب عقليتك الكرية لعتبة بن الباب بن النذر فقال إن الت‬
‫تطبونا أمرها ال نفسها وأنا أدخل أخبها ث دخل مغضبا على إبنته فقال يا أبت مال أرى‬
‫الغ ضب ف وج هك فقال قد ورد الن صار يطبو نك م ن فقال سادات كرام إ ستغفر ل م‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم فلمن الطبة منهم قال لعتبة قالت وال لقد‬
‫سعت عن عتبة هذا إنه يفي با وعد ويدرك إذا قصد فقال أقسمت لزوجنك إياه أبدا ولقد‬
‫نى ال بعض حديثك معه فقالت ما كان ذلك ولكن إذا أقسمت فإن النصار ل يردون ردا‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قبيحا فأحسن لم الرد فقال بأى شيء قالت اغلظ عليهم الهر فإنم قوم يرجعون ول ييبون‬
‫فقال ما أحسن ما قلت فخرج مبادرا عليهم فقال إن فتات الي قد أريد لا مهر مثلها فمن‬
‫ض فقضل مضا شئت فقال ألف مثقال مضن ثوب مضن البراد‬‫القائم بضه فقال عبضد ال بضن معمضر أن ا‬
‫وخسضة أكرسضة مضن عنضب فقال عبضد ال لك ذلك كله فهضل أحببضت قال نعضم قال عبضد ال‬
‫فأنفذت نفرا من النصار ال الدينة فأتوا بميع ما طلب ث صنعت الوليمة فاقمنا على ذلك‬
‫أيا ما ث قال خذوا فتات كم وان صرفوا م صاحبي ث حل ها ف هودج وج هز بثلث ي راحلة من‬
‫التاع والتحف فودعناه وسرنا حت إذا بقي بيننا وبي الدينة مرحلة واحدة خرجت علينا خيل‬
‫تر يد الغارة أح سبها من سليم فح مل علي ها عت بة فق تل منهم رجال وجندل منهم آخر ين ث‬
‫رجع وبه طعنة تفور دما فسقط ال الرض وأتانا ندة فطردت اليل عنا وقد قضى عتبة نبه‬
‫فقلنا واعتبتاه فسمعتنا الارية فألقت نفسها عن البعي وجعلت تصيح برقة وأنشدت تصبت‬
‫ل إ ن ثبت وإن ا * أعلل نف سي أن ا بك لح قة فلو أن صفت رو حي لكا نت ال الردى *‬
‫أمامك من دون البية سابقة فما أحد بعدي وبعدك منصف * خليل ول نفس لنفس موافقة‬
‫ث شهقت وقضت نبها فاحتفرنا لما قبا واحدا ودفناها فيه ث رجعت ال الدينة فأقمت‬
‫سبع سني ث ذهبت ال الجاز ووردت الدينة فقلت وال لتي قب عتبة أزوره فأتيت القب‬
‫فإذا عليضه شجرة عليهضا عصضائب حرض وصضفر فقلت لرباب النل مضا يقال لذه قولن قالوا‬
‫شجرة العرو سي ولو ل ي كن ف الع شق من الرخ صة الخال فة للتشد يد إل الد يث الوارد‬
‫بالسن من السانيد وهو حديث سويد بن سعيد بن مسهر عن أب يي القتات عن ماهد‬
‫عن ابن العباس يرفعه من عشق وعف وكتم فمات فهو شهيد ورواه سويدأيضا عن ابن مسهر‬
‫عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا ورواه الطيب عن الزهري ف الم عن العافا‬
‫بن زكريا عن قطبة عن ابن الفضل عن أحد بن مسروق عنه ورواه الزبي بن بكار عن عبد‬
‫العزيز الاجشون عن عبد العزيز ابن عن ابن أب نيح عن ماهد عن ا بن عباس وهذا سيد‬
‫الولي والخرين ورسول رب العالي صلى ال عليه وسلم نظر ال زينب بنت جحش رضي‬
‫ال عنها فقال سبحان مقلب القلوب وكانت تت زيد بن حارثة موله فلما هم بطلقها قال‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الشياطي اتق ال وامسك عليك زوجك فلما طلقها زوجها ال سبحانه من رسوله صلى ال‬
‫عليه وسلم من فوق سبع سوات فكان هو وليها وول‬
‫تزويها من رسول ال صلى ال عليه وسلم وعقد عقد نكاحها فوق عرشه وأنزل على رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم وإذ تقول للذي أنعم ال عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق‬
‫ال وتفى ف نفسك ما ال مبديه وتشى الناس وال أحق أن تشاه وهذا داود نب ال عليه‬
‫ال سلم ل ا كان ت ته ت سعة وت سعي امرأة ث أ حب تلك الرأة وتزوج ها وأك مل ب ا الأة قال‬
‫الزهري أول حب كان ف ال سلم حب ال نب صلى ال عل يه و سلم لعائ شة ر ضي ال عن ها‬
‫وكان مسروق يسميها حبيبة رسول رب العالي صلى ال عليه وسلم وقال‬
‫أبو القيس مول عبد ال ابن عمرو وأرسلن عبد ال بن عمرو ال أم سلمة أسأله اأكان رسول‬
‫ال أهله وهو صائم فقالت ل فقال إن عائشة رضي ال عنها قالت كان ال نب صلى ال عليه‬
‫وسلم يقبلها وهو صائم فقالت أم سلمة رضي ال عنها إن النب صلى ال عليه وسلم إذا رأي‬
‫عائشة ل يتمالك نفسه عنها وذكر سعيد بن إبراهيم عن عامر بن سعيد عن أبيه قال كان‬
‫إبراهيم خليل ال يزوره جبائيل ف كل يوم من الشام على الباق من شغفه به وقلة صبه عنه‬
‫وذكر الرائطي أن عبد ال بن عمر رضي ال عنهما اشترى جارية رومية فكان يبها حبا‬
‫شديدا فوقعت ذات يوم عن بغلة له فجعل يسح التراب عن وجهها ويفديها ويقبلها وكانت‬
‫تكثر من أن تقول له يا قالون تعن يا جيد ث إنا هربت منه فوجد عليها وجدا شديدا فقال‬
‫قد ك نت أح سبن قالون فان صرفت * فاليوم أعلم إ ن غ ي قالون قال أ بو م مد بن حزم و قد‬
‫أحب من اللفاء الراشدين والئمة الهتدين كثي وقال رجل لعمر بن الطاب رضي ال عنه‬
‫يا أم ي الؤمن ي رأ يت امرأة فعشقت ها فقال ذلك ما ل يلك فالواب وبال التوف يق أن الكلم‬
‫ف هذا الباب ل بد فيه من التمييز بي الواقع والائز والنافع والضار ول يستعجل عليه بالذم‬
‫والنكار ول بالدح والقبول من حيث الملة وإنا يتبي حكمه وينكشف أمره بذكر متعلقه‬
‫وإل فالع شق من ح يث هو ل ي مد ول يذم ون ن نذ كر النا فع من ال ب والضار والائز‬
‫والرام أعلم أن أن فع الح بة على الطلق وأوجب ها وأعل ها وأجل ها م بة من جبلة القولب‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫على مب ته وفطرت اللي قة على تأل ه وب ا قا مت الرض وال سموات وعلي ها ف طر الخلوقات‬
‫وهي سر شهادة أن ل إله إل ال فإن الله هو الذي تأله القلوب بالحبة والجلل والتعظيم‬
‫والذل والضوع وتعبده والعبادة ل تصضح الله وحده والعبادة هضى كمال البض مضع كمال‬
‫الضوع والذل والشرك ف هذه العبودية من أظلم الظلم الذي ل يغفره ال وال سبحانه يب‬
‫لذا ته من سائر الوجوه و ما سواه فإن ا ي ب تب عا لحب ته و قد دل على وجوب مب ته سبحانه‬
‫جيع كتبه النلة ودعوة جيع رسله صلى ال عليه وسلم أجعي وفطرته الت فطر عليها عباده‬
‫وما ركب فيها من العقول وما أسبغ عليهم من النعم فإن القلوب مفطورة مبولة على مبة من‬
‫أنعم عليها وأحسن إليها فكيف بن كل الحسان منه وما بلقه جيعهم من نعمه وحده ل‬
‫شريك له كما قال تعال وما بكم من نعمة فمن ال الية وما تعرف به ال عباده من أسائه‬
‫السن وصفاته العليا وما دلت عليه آثار مصنوعاته من كماله وناية جلله وعظمته والحبة‬
‫له داعيي اللل والمال والرب تعال له الكمال الطلق من ذلك فإنه جيل يب المال بل‬
‫المال كله له والجال كله منه فل يستحق أن يب لذاته من كل وجه سواه قال ال تعال‬
‫قل إن كنتم تبون ال فاتبعون يببكم ال وقال تعال يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن‬
‫دينه فسوف يأت ال بقوم يبهم ويبونه الية والولية أصلها الب فل موالت إل بب كما‬
‫أن العداوة أصضلها البغضض وال ول الذيضن آمنوا وهضم أولياؤه فهضم يوالونضه بحبتهضم له وهضو‬
‫يواليهم بحبته لم فال يوال عبده الؤمن بسب مبته له ولذا أنكر سبحانه على من اتذ من‬
‫دونه أولياء بلف من يبك أولياءه فإنه ل يتخذهم من دونه بل موالته لم من تام موالته‬
‫وقد أنكر على من سوى بينه وبي غيه ف الحبة وأخب أن من فعل ذلك فقد اتذ من دون‬
‫ال أندادا يبونم كحب ال والذين آمنوا أشد حبا ل وأخب عمن سوي بينه وبي النداد ف‬
‫الح بة أنم يقولون ف النار لعبودي هم تال إن كن ل في ضلل مبي إذ نسويكم برب العالي‬
‫وبذا التوحيد ف الحبة أرسل ال سبحانه جيع رسله صلى ال عليه وسلم وأنزل جيع كتبه‬
‫وأطبقت عليه دعوة جيع الرسل عليهم الصلة والسلم من أولم ال آخرهم ولجله خلقت‬
‫السموات والرض والنة والنار فجعل النة لهله والنار للمشركي به وفيه وقد أقسم النب‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫صلى ال عل يه و سلم أ نه ل يؤ من ع بد ح ت يكون هو أ حب إل يه من ولده ووالده الكرا هة‬


‫أجع ي فك يف بح بة الرب جل جلله وقال لع مر بن الطاب ر ضي ال ع نه ل ح ت أكون‬
‫أحب إليك من نفسك أي ل تؤمن حت تصل مبتك ل إل هذه الغاية فإذا كان النب صلى‬
‫ال عليه وسلم أول بنا من أنفسنا بالحبة ولوازمها أفليس الرب جل جلله وتقدست أساؤه‬
‫وتبارك اسه وتعال جده ول إله غيه أول بحبته وعبادته من أنفسهم وكل ما منه ال عبده‬
‫الؤمن يدعوه ال مبة ما يب العبد ويكرهه فعطاؤه ومنعه ومعافاته وابتلئه وقبضه وبسطه‬
‫وعدله وفضله وأمان ته وإحياؤه ولط فه وبره ورح ته وإح سانه و ستره وعفوه وحل مه و صبه‬
‫على عبده وإجابته لدعائه وكشف كربه وإغاثة لفته وتفريج كربته من غي حاجة منه إليه بل‬
‫مع غناه التام عنه من جيع الوجوه كل ذلك داع للقلوب ال تأله ومبته بل تكينه عبده من‬
‫معصيته وإعانته عليه وستره حت يقضي وطره منها وكلئته وحراسته له وهو يقضي وطره من‬
‫مع صيته و هو يعي نه وي ستعي علي ها بنع مه من أقوى الدوا عي ال مب ته فلو أن ملو قا ف عل‬
‫بخلوق أدن شيء من ذلك ل يلك قلبه عن مبته فكيف ل يب العبد بكل قلبه وجوارحه‬
‫مضن يسضن إليضه على الدوام بعدد النفاس مضع رسضاءته فخيه إليضك نازل وشرك إليضه صضاعد‬
‫يتحبب إليه بنعمه وهو غن عنه والعبد يتبغض اليه بالعاصي وهو فقي إليه فل إحسانه وبره‬
‫وإنعا مه عل يه ي صده عن مع صيته ول مع صية الع بد ولو مه يق طع إح سان ر به ع نه فألم اللؤم‬
‫تلف القلوب عن مبة من هذا شأنه وتعلقها بحبة سواه وأيضا فكل من تبه من اللق أو‬
‫ي بك إن ا يريدك لنف سه وغر ضه م نك والرب سبحانه وتعال ير يد لك ك ما ف ال ثر الل ي‬
‫عبدي كل يريدك لنفسه وأنا أريدك لك فكيف ل يستحيي العبد أن يكون ربه له بذه النلة‬
‫وهو معرض عنه مشغول بب غيه وقد استغرق قلبه مبة ما سواه وأيضا فكل من تعامله من‬
‫اللق ان ل يربح عليك ل يعاملك ول بدله من نوع من أنواع الربح والرب تعال إنا يعاملك‬
‫عليه أعظم الربح وأعله فالدرهم بعشرة أمثاله إل سبعمائة ضعف ال أضعاف كثية والسيئة‬
‫بواحدة و هي أ سرع ش يء موا وأي ضا ف هو سبحانه خل قك لنف سه و كل ش يء خلق لك ف‬
‫الدنيا والخرة فمن أول منه باستفراغ الوسع ف مبته وبذل الهد ف مرضاته وأيضا فمطلبك‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫بل مطالب اللق كلهم جيعا لديه وهو أجود الجودين وأكرم الكرمي ويعطي عبده قبل‬
‫أن ي سأله فوق ما يؤمله يش كر على القل يل من الع مل وينم يه ويغ فر الكث ي من الزلل ويحوه‬
‫ويسأله من ف السموات والرض كل يوم هو ف شأن ل يشغله سع عن سع ول يغلطه كثرة‬
‫ال سائل ول ي تبم بالاح اللح ي بل ي ب اللح ي ف الدعاء وي ب أن يسئل ويغضب اذا ل‬
‫يسئل فيستحي من عبده حيث ل يستحي العبد منه ويستره حيث ل يستر نفسه وبرحة حيث‬
‫ل يرحم نفسه دعاه بنعمته وإحسابه وناداه ال كرامته ورضوانه فأب فأرسل صلى ال عليه‬
‫و سلم ف طل به وب عث مع هم ال يه عهده ث نزل سبحانه بنف سه وقال من ي سألن فأعط يه من‬
‫يستغفرن فأغ فر له أدعوك للوصل فتأب أبعث ر سلي ف الطلب أنزل اليك بنفسي ألقاك ف‬
‫النوم وكيف ل تب القلوب من ل يأت بالسنات إل هو ول يذهب بالسيئات ال هو ول‬
‫ي يب الدعوات ويق يل العثرات ويغ فر الطيئات وي ستر العورات ويك شف الكربات ويغ يث‬
‫اللهفات وينيل الطلبات سواه فهو أحق من ذكر وأحق من شكر وأحق من حد وأحق من‬
‫عبد وأنصر من ابتغى وأرأف من ملك وأجود من سئل وأوسع من أعطي وأرحم من استرحم‬
‫وأكرم من قصد وأعز من التجيء اليه وأكفي من توكل عليه أرحم بعبده من الوالدة بولدها‬
‫وأشد فرحا بتوبة عباده التائبي من الفاقد لراحلته الت عليها طعامها وشرابه ف الرض الهلكة‬
‫اذا يأس مضن الياة فوجدهضا وهضو اللك فل شريضك له والفرد فل ندله كضل شيضء هالك ال‬
‫وج هه لن يطاع ال بإذ نه ولن يع صي إل بعل مه يطاع فيش كر وبتوفي قه ونعم ته أط يع ويع صي‬
‫فيغ فر وي عف وح قه أض يع ف هو أقرب شه يد وأد ن حف يظ وأو ف و ف بالع هد وأعدل قائم‬
‫بالق سط حال دون النفوس وأ خذ بالنوا صي وك تب الثار ون سخ الجال فالقولب له مفض ية‬
‫والسر عنده علنية والعلنية والغيوب لديه مكشوف وكل أحد اليه ملهوف وعنت الوجوه‬
‫لنور وجهضه وعجزة القلوب عضن إدراك كنهضه ودلت الفطرة ةالدلة كلهضا على إمتناع مثله‬
‫وشب هه أشر قت لنور وج هه الظلمات إ ستنارت له الرض وال سموات و صلحت عل يه ج يع‬
‫الخلوقات ل ينام ول ينب غي له أن ينام ي فظ الق سط ويرف عه ير فع ال يه ع مل الل يل ق بل ع مل‬
‫النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه بالنور لو كشفه ل حرقت سبحات وجهه ما انتهى‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫اليه بصره من خلقه ما اعتاض باذل حبه لسواه من * عوض ولو ملك الوجود بأسره‬

‫الواب الكاف ‪19‬‬


‫فصل‬

‫وهه نا أ مر عظ يم ي ب على اللب يب العتناء به و هو أن كمال اللذة وال سرور والفرح ونع يم‬
‫القلب وإبتهاج الروح تا بع لمر ين أحده ا كمال الحبوب ف نف سه وجاله وإ نه أول بايثار‬
‫الح بة من كل ما سواه وال مر الثا ن كمال مب ته وا ستفراغ الو سع ف ح به وإيثار قر به‬
‫والوصول اليه على كل شيء وكل عاقل يعلم أن اللذة بصول الحبوب بسب قوته ومبته‬
‫فكل ما كانت الحبة أقوى كانت لذة الحب أكمل فلذة من اشتد ظمؤه بادراك الاء الزلل‬
‫ومن اشتد جوعه باكل الطعام الشهى ونظائر ذلك على حسب شوقه وشدة إرداته‬
‫ومبته فاذا عرفت هذا فاللذة والسرور والفرح أمر مطلوب ف نفسها فهي تذم اذا أعقبت أل‬
‫أعظم منها أو منعت لذة خيا منها وأجل فكيف إذا أعقبت أعظم السرات وفوتت أعظم‬
‫اللذات وال سرات وت مد إذا أعانت على لذة عظي مة دائ مة م ستقرة ل تنغيص فيها ول ن كد‬
‫بوجه ما وهي لذة الخرة ونعيمها وطيب العيش فيها قال تعال بل تؤثرون اليوة الدنيا الية‬
‫وال سبحانه وتعال خلق اللق ليبتليهم وينيل من أطاعه هذه اللذة الدائمة ف دار اللد وأما‬
‫الدنيا فمنقطعة ولذاتا ل تصفو أبدا ول تدوم بلف الخرة فان‬
‫لذاتا دائمة ونعيمها خالص من كل كدر وأل وفيها ما تشتهيه النفس وتلذ العي مع اللود‬
‫أبدا فل تعلم نفس ما أخفى لم من قرة أعي بل فيها مال عي رأت ول أذن سعت ول خطر‬
‫على قلب بشضر وهذا العنض الذي قصضده الناصضح لقومضه بقوله يضا قوم اتبعون أهدكضم سضبيل‬
‫الرشاد يا قوم ان ا هذه الياة الدن يا متاع وان الخرة هي دار القرار فا خبهم ان الدن يا متاع‬
‫لي ستمتع ب ا ال غي ها وان الخرة هي ال ستقر واذا عر فت أن لذات الدن يا متاع و سبيل ال‬
‫لذات الخرة ولذلك خلقت الدنيا لذاتا فكل لذة أعانت على لذة الخرة وأوصلت اليها ل‬
‫يذم تناولا بل يمد لسب ايصالا ال لذة الخرة اذا عرف فاعظم نعيم الخرة ولذاتا النظر‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ال وجه ال جل جلله وساع كلمه والقرب منه كما ثبت ف الصحيح ف حديث الرؤية‬
‫فوال ما أعطاهم شيئا أحب اليهم من النظر اليه وف حديث اخر إنه اذا تلى لم ورأوه نسوا‬
‫ما هم فيه من النعيم وف النسائي ومسند المام أحد من حديث عمار بن ياسر رضي ال عنه‬
‫عن النب صلى ال عليه وسلم‬
‫ف دعائه وا سئلك الل هم لذة الن ظر ال وج هك الكر ي والشوق ال لقائك و ف كتاب ال سنة‬
‫الع بد ال بن المام أح د مرفو عا كأن الناس يوم القي مة ل يسضمعوا القران من الرح ن فاذا‬
‫سعوه من الرحن فكأنم ل يسمعوا قبل ذلك فاذا عرف هذا فاعظم السباب الت تصل هذه‬
‫اللذة هو أع ظم لذات الدن يا على الطلق و هي لذة معرفته سبحانه ولذة مب ته فان ذلك هو‬
‫لذة الدنيا ونعيمها العال ونسبة لذاتا الفانية اليه كتلفة ف بر فان‬
‫الروح والقلب والبدن انا خلق لذلك فاطيب ما ف الدنيا معرفته سبحانه ومبته وألذ ما ف‬
‫النة رؤيته ومشاهدته فمحبته ومعرفته قرة العيون ولذة الرواح وبجة القلوب ونعيم الدنيا‬
‫وسرورها من اللذة القاطعة عن ذلك تتقلب آلما وعذابا ويبقى صاحبها ف العيشة الضنك‬
‫فليس الياة الطيبة ال بال وكان بعض الحبي تر به أوقات فيقول إن كان أهل النة ف نعيم‬
‫مثضل هذا إنمض لفضي عيضش طيضب وكان غيه يقول لو يعلم اللوك وأبناء اللوك مضا ننض فيضه‬
‫للدو نا عل يه بال سيوف وإذا كان صاحب الح بة الباطلة ال ت هي عذاب على قلب ال حب‬
‫يقول ف حاله وما الناس إل العاشقون ذوو الوي * فل خي فمن ل يب ويعشق‬
‫ويقول آ خر * أف للدن يا مت ما ل ي كن صاحب الدنيا م ب أو حبيب * ويقول ال خر ول‬
‫خي ف الدنيا ول ف نعيمها * وأنت وحيد مفرد غي عاشق ويقول الخر * أسكن ال سكن‬
‫تلذ ببه ونب الزمان وأنت منفرد * ويقول الخر تشكي الحبون الصبابة ليتن * تملت ما‬
‫يتقون مضن بينهضم وحدي فكانضت لقلبض لذة البض كلهضا * فلم يلقهضا قبلي مبض ول بعدي‬
‫فيكف بالحبة الت هي حياة القلوب وغذاء الرواح وليس للقلب لذة ول نعيم ول فلح ول‬
‫حياة ال با وإذا فقدها القلب كان اله أعظم من أل العي إذا فقدت نورها والذن إذا فقدت‬
‫سعها وال نف إذا ف قد سه والل سان إذا ف قد نط قه بل ف ساد القلب إذا خلى من م بة فاطره‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وبارئه وإله الق أعظم من فساد البدن إذا خلي منه الروح وهذا المر ل يصدق به المن فيه‬
‫حياة وما لرح ميت ايلم والقصود إن أعظم لذات الدنيا هي السبب الوصل ال أعظم لذة‬
‫ف الخرة ولذات الدن يا أنواع فاعظم ها وأكمل ها ما أو صل ال لذة الخرة ويثاب الن سان‬
‫على هذه اللذة أت ثواب ولذا كان الؤمن يثاب‬
‫على ما يقصد به وجه ال من أكله وشربه ولبسه ونكاحه وشفاء غيظ لقهر عدو ال وعدوه‬
‫فك يف بلذة ايا نه ومعرف ته بال ومب ته له وشو قه ال لقائه وطم عه ف رؤ ية وج هه الكر ي ف‬
‫جنات النعيم النوع الثان لذة تنع لذة الخرة وتعقب آلما أعظم منها كلذة الذين اتذوا من‬
‫دون ال أوثا نا مودة بين هم ف الياة الدن يا يبون م ك حب ال وي ستمع بعض هم بب عض ك ما‬
‫يقولون ف الخرة اذا لقوا ربم ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا آجلنا الذي أجلت لنا الية‬
‫ال قوله يك سبون ولذة أ صحاب الفوا حش والظلم والب غي ف الرض والعلو بغ ي ال ق وهذه‬
‫اللذات ف القيقة انا هي استدراج من ال لم ليذيقهم با أعظم اللم ويرمهم با أكمل‬
‫اللذات بنلة من قدم لغيه طعام لذيد مسموم يستدرجه به ال هلكه قال تعال سنستدرجهم‬
‫من ح يث ل يعملون ال ية إل قوله إن كيدي مت ي قال ب عض ال سلف ف تف سيها كل ما‬
‫أحدثوا ذنبا أحدثنا لم نعمة حت‬
‫اذا فرحوا با أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون الية إل قوله والمد ل رب العالي وقال‬
‫تعال لصحاب هذه اللذة أيسبون أنا ندهم به من مال وبني نسارع لم ف اليات بلبل‬
‫ل يشعرون وقال ف حقهم فل تعجبك أموالم ول أولدهم إنا يريد ال ليعذبم با ف الياة‬
‫الدنيا الية وهذه اللذة تنقلب آلما من أعظم اللم كما قيل يا رب كائنة ف الياة لهلها *‬
‫عذبا فصارت ف العاد عذابا النوع الثالث لذة ل تعقب لذة ف دار القرار ول ألا ينع وصول‬
‫لذة دار القرار وإن منعت كمالا وهذه اللذة الباحة الت ل يستعان با على لذة الخرة فهذه‬
‫زمانا يسي وليس لتمتع النفس با قدر ول بد أن يشتغل عما هو خي وأنفع منها وهذا القسم‬
‫هو الذي عناه النب صلى ال عليه وسلم بقوله كل لو يلهو به الرجل فهو باطل‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫الرمية بقوسه وتأديبه فرسه وملعبته امرأته فانن من الق فما أعان على اللذة الطلوبة لذاتا‬
‫فهو حق وما ل يعن عليها فهو باطل‬
‫فصل‬
‫فهذا الب ول يذم بل هو أحد أنواع الب وكذلك حب رسول ال صلى ال عليه وسلم‬
‫وإنا نعن بالحبة الاصة وهي الت تشغل قلب الحب وفكره وذكره لحبوبه وال فكل مسلم‬
‫ف قلبه مبة ال ورسوله صلى ال عليه وسلم ول يدخل السلم إل با الكراهة متفاوتون ف‬
‫درجات هذه الح بة تفاوت ل ي صيه إل ال فبي م بة الليل ي صلى ال عل يه و سلم وم بة‬
‫غيها ما بينهما فهذه الحبة هي الت تلطف وتفف اثقال‬
‫التكاليف وتسخي البخيل وتشجع البان وتصفي الذهن وتروض النفس وتطيب الياة على‬
‫القيقة ل مبة الصور الحرمة وإذا بليت السرائر يوم اللقاء كانت سريرة صاحبها من خي‬
‫سرائر العباد كما قيل سيبقى لكم ف مضمر القلب والشا * سريرة حب يوم تبلى السرائر‬
‫وهذه الحبة هي الت تنور الوجه وتشرح الصدر وتيي القلب وكذلك مبة كلم ال فانه من‬
‫علمة حب ال وإذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيك من مبة ال فانظر م بة القرآن من‬
‫قل بك وإلتذاذك ساعه أع ظم من إلتذاذ أ صحاب الل هي والغناء الطرب ب سماعهم فإ نه من‬
‫العلوم أن من أحب حبيبا كان كلمه وحديثه احب شيئا اليه كما قيل ان كنت تزعم حب‬
‫فلم هجرت كتاب * أما تأملت ما فيه من لذيذ خطاب وقال عثمان ابن عفان رضي ال عنه‬
‫لو طهرت قلوبنا لا شبعت من كلم ال وكيف يشبع الحب من كلم من هو غاية مطلوبه‬
‫وقال ال نب صلى ال عل يه و سلم يو ما لع بد ال بن م سعود ر ضي ال ع نه فقال أقرأ عل يك‬
‫وعليك أنزل فقال إن أحب أن أسعه من غيي فاستفتح فقرأ سورة النساء حت قوله فكيف‬
‫اذا جئنا من كل جهلتم بشهيد وجئنا بك على هؤلء شهيدا قال حسبك الن فرفع رأسه فاذا‬
‫عينا رسول ال صلى ال عليه وسلم تذرفان من البكاء وكان الصحابة اذا اجتمعوا وفيهم أبو‬
‫ض يشيض موسضى إقرأ علينضا فيقرأوهضم يسضتمعون فلمحضب القرآن مضن الوجضد‬ ‫موسضى يقولون ي ا‬
‫والذوق واللذة واللوة والسرور أضعاف مالحب السماع الشيطان فاذا رأيت الرجل ذوقه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وشدة وجده وطر به وشو قه ساعه البيات دون ساع اليات ف ساع اللان دون ساع‬
‫القرآن وهو كما قيل نقرأ عليك التمة وأنت جامد كالجر * وبيت من الشعر ينشد فتميل‬
‫كالنشوان فهذا مضن أقوي الدلة على فراغ قلبضه مضن مبضة ال وكلمضه وتعلقضه بحبضة سضاع‬
‫الشيطان والغرور يعت قد ا نه على ش يء ف في م بة ال وكل مه ور سوله صلى ال عل يه و سلم‬
‫أضعاف أضعاف ما ذكر السائل من فوائد العشق ومنافعه بل ل حب على القيقة أنفع منه‬
‫وكل حب سوى ذلك باطل ان ل يعن عليه ويسوق الحب اليه‬
‫فصل‬
‫وأما مبة النسوان فل لوم على الحب فيها بل هي من كماله وقد من ال سبحانه ب ا على‬
‫عباده فقال و من آيا ته أن خلق ل كم من أنف سكم أزوا جا لت سكنوا الي ها وج عل بين كم مودة‬
‫ورحة الية فجعل الرأة سكنا للرجل يسكن اليه قلبه وجعل بينهما خالص الب وهو الودة‬
‫القتر نة بالرح ة و قد قال تعال عق يب ذكره ما أ حل ل نا من الن ساء و ما حرم من هن ير يد ال‬
‫ليبي لكن ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم وال حكيم ال‬
‫قوله خلق الن سان ضعي فا وذ كر سفيان الثوري ف تف سيه عن ا بن طاوس عن أب يه كان اذا‬
‫نظر ال النساء ل يصب عنهن وف الصحيح من حديث جابر عن النب صلى ال عليه وسلم أنه‬
‫رأى إمرأة فأ تى زي نب فق ضى حاج ته من ها وقال ان الرأة تق بل ف صورة شيطان وتدبر ف‬
‫صورة الشيطان فاذا رأى أحد كم امرأة فاعجب ته فليأت أهله فان ذلك يرد ما ف نف سه ف في‬
‫هذا الديث عدة فوائد منها الرشاد ال التسلي عن الطلوب بن سه كما يقوم الطعام مكان‬
‫الطعام والثوب مقام الثوب ومنهضا المضر بداوات العجاب بالرأة الورث لشهوتاض بانفضع‬
‫الدو ية و هو قضاء وطره من أهله وذلك ين قض شهو ته ب ا وهذا ك ما أر شد التحاب ي ال‬
‫النكاح كما ف سنن ابن ماجه مرفوعا ل ير للمتحابي مثل النكاح ونكاحه لعشوقه هو دواء‬
‫الع شق الذي جعله ال داءه شر عا وقدرا و به تدواي نب ال داود صلى ال عل يه و سلم ول‬
‫يرتكب نب ال مرما وانا تزوج الرأة وضمها ال نسائه لحبته لا وكانت توبته بسب منلته‬
‫عند ال وعلو مرتبته ول يليق بنا الزيد على هذا وأما قصة زينب بنت جحش فزيد كان قد‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫عزم على طلق ها ول تواف قه وكان ي ستشي ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ف فراق ها و هو‬
‫يأمره بامساكها فعلم رسول ال صلى ال عليه وسلم انه سيفارقها ول بد فاخفى ف نفسه ان‬
‫يتزوجها اذا فارقها زيد وخشى مقالة الناس ان رسول ال صلى ال عليه وسلم تزوج زوجة‬
‫ابنه فانه كان قد تبن زيد قبل النبوة والرب تعال يريد أن يشرع شرعا عاما فيه مصال عباده‬
‫فلما طلقها زيد وانقضت عدتا منه أرسله اليها يطبها لنفسه فجاء زيد واستدبر الباب بظهره‬
‫وعظمت ف صدره لا ذكره رسول ال صلى ال عليه وسلم فناداها من وراء البا يا زينب ان‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم يطبك فقالت ما أنا بصانعة شيئا حت أوامر رب وقامت ال‬
‫مرابا فصلت فتول ال عز جل نكاحها من رسوله صلى ال عليه وسلم بنفسه وعقد النكاح‬
‫له من فوق عرشه وجاء الوحي بذلك فلما قضى زيد منها وطر ازوجنا كها فقام رسول ال‬
‫صلى ال عليه وسلم لوقته فدخل عليها فكانت تفخر على نساء النب صلى ال عليه وسلم‬
‫بذلك وتقول أنت زوجتكن أهليكن وزوجن ال عز وجل من فوق سبع سوات فهذه قصة‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم مع زينب ول ريب أن النب صلى ال عليه وسلم حبب اليه‬
‫النساء كما ف الصحيح من حديث أنس ورواه النسائي ف سننه والطبان ف الوسط عنه‬
‫صلى ال عليه وسلم قال حبب ال من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عين ف الصلة‬
‫هذا لفظ الديث ل ما يرويه بعضهم حبب ال من دنياكم ثلث زاد المام أحد ف كتاب‬
‫الزهد ف هذا الديث اصب عن الطعام والشراب ول اصب عنهن وقد حسده اعداء ال اليهود‬
‫على ذلك وقالوا ما هه إل النكاح فرد ال سبحانه عن صلى ال عليه وسلم ونافح عنه فقال‬
‫ام يسضدون الناس على مضا آتاهضم ال مضن فضله اليضة وهذا خليضل ال أمام النفاء كان عنده‬
‫سارة أجل نساء العالي وأحب هاجر وتسرى با وهذا داود عليه السلم كان عنده تسعة‬
‫وت سعون امراة فا حب تلك الراة وتزوج ها فك مل الائة وهذا سليمان اب نه عل يه ال سلم كان‬
‫يطوف ف الليلة على تسعي امراة وقد سئل رسول ال صلى ال عليه وسلم عن أحب الناس‬
‫اليه فقال عائشة رضى ال عنها وقال عن خدية إن رزقت حبها فمحبة النساء من كمال‬
‫النسان قال ابن عباس خي هذه المة أكثرهم نساء وقد ذكر المام احد ان عبد ال بن عمر‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫وقع ف سهمه يوم حلول جارية كان عنقها ابريق فضة قال عبدال فما صبت عنها ان قبلتها‬
‫الكراهة ينظرون ال وبذا احتج المام احد على حواز الستمتاع بالسبية قبل الستباء بغي‬
‫الو طء بلف ال مة الشتر كة والفرق بينه ما ا نه ل يتو هم انف ساخ اللك ف ال سبية بلف‬
‫الشتر كة ف قد ينف سخ في ها اللك فيكون م ستمتعا بأ مة غيه و قد ش فع ال نب صلى ال عل يه‬
‫و سلم لعا شق ان يوا صله معشو قه بان يتزوج به فأ بت وذلك ف ق صة مغ يث وبريرة فا نه راه‬
‫يشي خلفها بعد فراقها ودموعه تري على خديه فقال لا رسول ال صلى ال عليه وسلم لو‬
‫راجعتيه فقالت اتأمرن قال ل انا اشفع فقالت ل حاجة ل به فقال لعمه يا عباس ال تعجب‬
‫من حب مغيث بريرة ومن بغضها له عليه حبها وان كانت قد بانت منه فان هذا مال يلكه‬
‫وكان ال نب صلى ال عل يه و سلم ي ساوي ب ي ن سائه بالق سم ويقول الل هم هذا ق سمي في ما‬
‫املك فل تلمن فيما ل املك يعن ف الب وقد قال تعال ولن تستطيعوا ان تعدلوا بي النساء‬
‫ولو حرصتم يعن ف الب والماع فل تيلوا كل اليل ول يزل اللفاء الراشدين الرحاء من‬
‫الناس يشفعون للعشاق ال معشوقهم الائز وصلهن كما تقدم من فعل اب بكر وعثمان أت‬
‫بغلم من العرب وجد ف دار قوم بالليل فقال له ما قصتك قال لست أصدقك تعلقت ف دار‬
‫الربا حي خريده * يذل ل ا من ح سن منظر ها البدر ل ا ف بنات الروم ح سن ومن ظر * اذا‬
‫افتخرت بالسن عانقها الفخر فلما طرقت الدار من حب مهجت * اتيت وفيها من يوقدها‬
‫ال مر تبادرا ا هل الدار ب ث صيحوا * هو اللص موم له الق تل وال سر فل ما بن ا ب طالب‬
‫رضى ال عنه قوله رق له وقال للمهلب بن رباح اسح له با فقال يا امي الؤمني سله من هو‬
‫فقال النهاس بن عيبنة فقال خذها فهي لك واشتري معاوية جارية فاعجب با اعجابا شديدا‬
‫فسمعها يوما تنشد أبياتا منها وفارقته كالفصن يهتز ف الثرى * طريرا وسيما بعد ماطر شاربه‬
‫فسئلها فأخبته انا تب سيدها فردها اليه وف قلبه منها وذكر الزمشري ف ربيعه ان زبيدة‬
‫قرات ف طريق مكة على حائط اما ف عباد ال او ف امائه * كري يلى الم عن ذاهل العقل‬
‫له مقله اما الاء ف قرية * واما الشا فالنار منه على رجل فنذرت ان تتال لقائلها ان عرفته‬
‫حت تمع بينه وبي من يبه فبينما هي ف الزدلفة اذ سعت من ينشد البيتي فطلبته فزعم انه‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫قالما ف ابنة عم له نذر اهلها ان ل يزوجوها منه فوجهت ال الي وما زالت تبذل لم الال‬
‫حت زوجوها منه واذا الرأة اعشق منه لا فكانت تعده من اعظم حسناتا فتقول ما انا بشيء‬
‫اسر من من جعي بي ذلك الفت والفتاة وقال الرائطي وكان لسليمان بن عبد اللك غلم‬
‫وجارية يتحابان فكتب الغلم لا يوما ولقد رأيتك ف النام كأنا * اسقيتن من ماء فيك البارد‬
‫وكان كفك ف يدي وكأننا * بتنا جيعا ف فراش واحد فطفقت نومي كله متراقدا * لراك‬
‫ف نومي ولست براقد فاجابته الارية * خيا رأيت وكلما ابصرته ستناله من برغم الاسد *‬
‫ا ن لر جو ان تكون معان قي * و تبيت م ن فوق ثدي نا هد واراك ب ي خلخلي ودمال ي *‬
‫واراك فوق ترائبض وماشدي فبلغ ذلك سضليمان فأنكحهضا الغلم واحسضن حالمضا على فرط‬
‫غيته وقال جامع ابن مرجيه سألت سعيد بن السيب مفت الدينة الشياطي من حب درها‬
‫من وزر فقال سعيد انا تلم على ما تستطيع من المر فقال سعيد وال ما سألن احد عن هذا‬
‫ولو سألن ما كنت اجيب ال به فعشق النساء ثلث اقسام عشق هو قربة وطاعة وهو عشق‬
‫الر جل امرأ ته وجاري ته وهذا الع شق نا فع فا نه اد عي ال القا صد ال ت شرع ال ل ا النكاح‬
‫وا كف للب صر والقلب عن التطلع ال غ ي أهله ولذا ي مد هذا العا شق ع ند ال وع ند الناس‬
‫وعشق هو مقت عند ال وبعد من رحته وهو اضر شيء على العبد ف دينه ودنياه وهو عشق‬
‫الردان فما ابتلى به ال من سقط من عي ال وطرد عن بابه وأبعد قلبه عنه وهو من اعظم‬
‫الجب القاطعة عن ال كما قال بعض السلف إذا سقط العبد من عي ال ابتله بحبة الردان‬
‫وهذه الح بة هي ال ت جل بت على قوم لوط ما جل بت و ما اوتوا ل من هذا الع شق قال ال‬
‫تعال لعمرك انمض لفضي سضكرتم يعمهون ودواء هذا الداء الردى السضتعانة بقلب القلوب‬
‫وصضدق اللجضأ اليضه والشتغال بذكره والتعوض ببضه وقربضه والتفكضر بالل الذي يعقبضه هذا‬
‫العشق واللذة الت تفوته به فترتب عليه فوات اعظم مبوب وحصول اعظم مكروه فاذا قدمت‬
‫نف سه على هذا وآثر ته فلي كب على نف سه ت كبي النازة وليعلم ان البلء قد احاط به والق سم‬
‫الثالث من العشق العشق الباح الذي ل يلك كعشق من صورت له امراة جيلة او رآها فجأة‬
‫مضن غيض تصضد فاورثتضه ذلك عشضق لاض ول يدث له ذلك العشضق معصضية فهذا ل يلك ول‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫يعا قب عل يه والن فع له مدافع ته والشتغال ب ا هو ان فع له م نه والوا جب على هذا ان يك تم‬


‫ويعف ويصب على بلواه فيثيبه ال على ذلك ويعوضه على صبة ل وعفته وترك طاعته هواه‬
‫وايثار مرضاة ال وما عنده‬
‫فصل‬
‫والعشاق ثل ثة أق سام من هم من يع شق المال الطلق ومن هم من يع شق المال الق يد سواء‬
‫طمع بوصاله او ل يطمع ومنهم من ل يعشق ال من طمع لوصاله وبي هذه النواع الثلثة‬
‫تفاوت ف القوة والضعف فعاشق المال الطلق بيم قلبه ف كل واد وله ف كل صورة جيله‬
‫مراد فيومضا بزوى ويوم بالعقيضق * وبالعذيضب يومضا ويومضا بالليصضاء وتارة ينتحضي بنجضد‬
‫ولودية ! شعب العقيق وطورا قصر اينما * فهذا عشقه أوسع ولكنه غي ثابت كثي التنقل *‬
‫يه يم بذا ث يع شق غيه * وي سلهم من وق ته ح ي ي صبح وعا شق المال الق يد اث بت على‬
‫معشوقه وأدوم مبة له ومبته اقوى من مبة الول لجتماعهما ف واحد ويقسم الول ولكن‬
‫يضعفها عدم الطمع ف الوصال وعاشق المال الذي يطمع ف وصاله اعقل العشاق واعرفهم‬
‫وحبه اقوى لن الطمع يده ويقويه‬
‫فصل‬
‫وأما حديث من عشق وعف فهذا من يرويه سويد بن سعيد وقد انكره حفاظ السلم عليه‬
‫قال ا بن عدي ف كامله هذا الد يث ا حد ما ان كر على سويد وكذلك ذكره البيه قي وا بن‬
‫طاهر ف الزخية والتذكرة وابو الفرج بن الوزي وعده من الوضوعات وانكره ابو عبد ال‬
‫الاكم على تساهله وقال أنا اتعجب منه قلت والصواب ف الديث انه من كلم ابن عباس‬
‫ر ضي ال عنه ما موقو فا عل يه النقائص سويد ف رف عه قال ا بو م مد بن خلف بن الرزبان‬
‫حدثنا ابو بكر بن الرزق عن سويد فعاتبته على ذلك فاسقط ذكر النب صلى ال عليه وسلم‬
‫وكان بعد ذلك يسأل عنه ول يرفعه ول بشبه هذا كلم النبوة واما ما رواه الطيب له عن‬
‫الزهري حدثنا العافا بن زكريا حدثنا قطبة بن الفضل حدثنا احد بن ممد بن مسروق حدثنا‬
‫سويد حدثنا ابن مسهر عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة مرفوعا فمن ابي الطأ ول‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫ي مل هذا عن هشام عن أب يه عن عائ شة م ثل هذا ع نه من شم أد ن رائ حة من العلم من‬


‫الديث ونن نشهد بال ان عائشة ما تكلمت بذا عن رسول ال صلى ال عليه وسلم قط‬
‫ول حدث به عنها عروة ول حدث به عنه هشام قط واما حديث ابن الاجشون عن عبدال‬
‫بن اب حازم عن ابن اب نيح عن ماهد عن ابن عباس مرفوعا فكذب على بن الاجشون فانه‬
‫ل يدث بذا ول يدث به ع نه الزب ي بن بكار وان ا هذا من ترك يب ب عض الوضاع ي و يا‬
‫سبحان ال كيف يتمل هذا السناد مثل هذا الت فقبح ال الواضعي وقد ذكره ابو الفرج‬
‫بن الوزي من حديث ممد بن جعفر بن سهل حدثنا يعقوب بن عيسى عن ولد عبد الرحن‬
‫بن عوف عن ابن اب نيح عن ماهد مرفوعا وهذا غلط قبيح فان ممد بن جعفر هذا هو‬
‫الرائطي ووفاته سنة سبع وعشرين وثلث مائة فمحال ان يدرك شيخه يعقوب ابن اب نيح‬
‫ل سيما وقد رواه ف كتاب العتلل عن يعقوب هذا عن الزبي عن عبد اللك عن عبد العزيز‬
‫عن ا بن ا ب ن يح والرائ طي هذا مشهور بالض عف ف الروا ية ذكره ا بو الفرج ف كتاب‬
‫الضعفاء وكلم حفاظ ال سلم ف انكار هذا الد يث هو اليزان واليهم ير جع ف هذا الشأن‬
‫وما صححه بل ول حسنه احد يعول ف علم الديث عليه ويرجع ف الصحيح اليه ول من‬
‫عاد ته الت ساهل والت سامح فا نه ل ي صف نف سه له ويك في ان ا بن طا هر الذي يت ساهل ف‬
‫احاديث التصوف ويروي منها الغث والسمي والنجنقة والوقوذة قد انكره وحكم ببطلنه‬
‫نعم ابن عباس غي مستنكر ذلك عنه وقد ذكر ابو ممد بن حزم عنه انه سئل عن اليت عشقا‬
‫فقال قت يل الوي ل ع قل ول قود ور فع ال يه بعرفات شاب قد صار كالفرخ فقال ما شأ نه‬
‫فقال العشق فجعل عامة يومه يستعيذ من العشق فهذا تفسي من قال من عشق وعف وكتم‬
‫ومات ف هو شه يد وم ا يو ضح ذلك ان ال نب صلى ال عل يه و سلم عد الشهداء ف ال صحيح‬
‫فذكر القتول ف الهاد والبطون والريق والنفساء يقتلها اولدها والغريق وصاحب الدم فلم‬
‫يذ كر من هم العا شق يقتله الع شق وح سب قت يل الع شق ان ي صح له هذا ال ثر عن ا بن عباس‬
‫رضى ال عنهما على انه ل يدخل النة حت يصب ل ويعف ل ويكتم ل وهذ ل يكون ال‬
‫مع قدر ته على معشو قه وايثار م بة ال وخو فه ورضاه وهذا ا حق من د خل ت ت قوله تعال‬
‫ابن القيم رحمه الله‬ ‫الجواب الكافي‬
‫مكتبة مشكاة السلمية‬

‫واما من خاف مقام ربه ونى النفس عن الوى فان النة هي الأوى وتت قوله تعال ولن‬
‫خاف مقام ر به جنتان فن سأل ال العظ يم رب العرش الكر ي ان يعل نا م ن آ ثر وابت غى ح به‬
‫ورضاه على هواه بذلك قر به ورضاه آم ي يا رب العال ي صلى ال عليه و سلم واله وصحبه‬
‫اجعي آمي‬

You might also like