You are on page 1of 18

‫نحن واالسرائٌلٌون وثمافة السالم‬

‫هانً الحسن‬

‫أتناول الٌوم فً حدٌثً موضوعا ذا طابع أكادٌمً أكثر منه سٌاسً ٌتعلك بالوضع الراهن‪ ،‬ولد ٌبدو‬
‫غرٌبا أن أتحدث عن السالم ونحن فً أزمة تكاد تطٌح بآمال التسوٌة السلمٌة من أساسها‪ ،‬هذه التسوٌة التً‬
‫نفهم أسبابها وندرن أبعادها جٌدا‪.‬‬

‫إن التسوٌة السٌاسٌة فً إطار السالم ال تلتمً مع مصالح إسرابٌل األٌدٌولوجٌة الراهنة سواء أكان‬
‫ذلن فً عهد حكومة اللٌكود‪ ،‬أو أٌا ً من الحكومات السابمة‪ ،‬وٌعود السبب فً ذلن إلى أن زعماء الصهٌونٌة‬
‫الٌهود ولبل أن ٌمع اختٌارهم على أرض فلسطٌن إللامة دولتهم كان لهم وجهتا نظر مختلفتان‪.‬‬

‫األولى هً وجهة نظر الباحثٌن عن ملجؤ أي ملجؤ للٌهود‪ ،‬وعلى رأس هإالء "هرتزل" الذي لبل‬
‫بؤن تكون أوغندا أو االرجنتٌن مالذا للٌهود‪.‬‬

‫والثانٌة وجهة نظر الصهٌونٌة السٌاسٌة والتً تبناها "حاٌٌم واٌزمن"‪ ،‬وهدف من خاللها إلى إٌجاد‬
‫مكان للرأسمالٌة الٌهودٌة التً نمت عبر عمود طوٌلة‪ ،‬وكانت حروب الفرنجة "الحروب الصلٌبٌة" أحد أهم‬
‫أسباب نموها‪ ،‬وكذلن االستثمار المبكر آلل روتشاٌلد فً النفط عام ‪ ،9581‬حٌث أراد أن ٌضعها فً موضع‬
‫تكون به الرأسمالٌة العالمٌة والرأسمالٌة الٌهودٌة متداخلتان مع استماللٌة ودور للثانٌة ٌجعل األولى فً‬
‫حاجة الٌها‪.‬‬

‫فهو لم ٌمبل أن ٌجد مالذا ٌستمر به فٌخرج الرأسمالٌة الٌهودٌة العالمٌة من دابرة األحداث‪ ،‬وإنما‬
‫وجد مولعا به ٌنمو وٌكبر فً مركز الفعل للرأسمالٌة فً البلدان األخرى‪ ،‬األمر الذي تكرر تارٌخٌا مرارا‪.‬‬

‫ولكنً من المإمنٌن بالتحلٌل االلتصادي للصهٌونٌة أرى فً ذلن سببا فً العاللة الجدلٌة التً من‬
‫خاللها اصبحت إسرابٌل مع االتحاد السوفٌٌتً ‪ ،‬لذلن نجدها الٌوم وبعد سموط االتحاد السوفٌتً فً مؤزق‬
‫حمٌمً ٌتجلى فً فمدان وظٌفتها وتغٌر موازٌن الموى فً المنطمة‪ ،‬وٌشاركها فً نفس المؤزق تركٌا‪ ،‬حٌث‬
‫كانت هذه الدول – ومعها إٌران الشاهنشاهٌة سابما – تسعى إلى التصدي للهجوم السوفٌٌتً‪ ،‬ولو لعدة‬
‫ساعات وتخزٌن األسلحة فً المنطمة لمساعدة أٌه عملٌات إنزال لموات حلف األطلسً (لوات التدخل‬
‫السرٌع)‪ ،‬ذلن محاوالتهم المستمرة ضرب أمٌن عام المومٌة العربٌة الربٌس جمال عبد الناصر واستنزاف‬
‫لواه‪.‬‬

‫اذن أمست "إسرابٌل" فً مؤزق حمٌمً ألن فمدان الوظٌفة سٌمود مع الزمن إلى ولف تدفك‬
‫المساعدات والمعونات السخٌة والتً تصل الى ‪ 91‬ملٌار دوالر سنوٌا‪ ،‬ناهٌن عن أن دخول أمرٌكا للمنطمة‬

‫‪2‬‬
‫سٌجعل منها مجرد دولة عادٌة‪ ،‬إضافة إلى أن عدم وجود عدو للرأسمالٌة سٌنمل الصراع الى داخل‬
‫معسكرها‪ ،‬األمر الذي ٌستدعً تحدٌد مولف من الرأسمالٌة الٌهودٌة‪.‬‬

‫التسوٌة السٌاسٌة والسالم‬


‫لبل أن ابدأ باستمراء ثمافة السالم‪ ،‬أود التمٌز بٌن التسوٌة السٌاسٌة والسالم‪ ،.‬فالتسوٌة السٌاسٌة‬
‫تعرف بؤنها اتفاق ٌتم التوصل إلٌه نتٌجة لتوازن عسكري‪.‬‬

‫وهنان نوعان من التسوٌات‪:‬‬


‫األول‪ :‬تسوٌة المتعادلٌن‪.‬‬
‫الثانً‪ :‬تسوٌة المهزوم والمنتصر‪.‬‬
‫النوع األول وجدناه فً الماضً بٌن الهند وباكستان ‪ ،‬وبٌن إسرابٌل ومصر بعد عبور الجٌش المصري‬
‫لناة السوٌس‪ ،‬حٌث أن اتفاق "كامب دٌفد" هو فً جوهره خٌر مثال على اتفاق المتعادلٌن‪.‬‬

‫أما النوع الثانً من التسوٌات (تسوٌة المهزوم والمنتصر) فمد وجدناه فً االتفاق المعروف فً التارٌخ‬
‫باسم "اتفاق فرساي"‪ ،‬والذي فرض فٌه االستسالم الكامل على ألمانٌا‪ ،‬وكذلن فً االتفاق الذي حصل اثر‬
‫حرب الخلٌج بٌن أمرٌكا والعراق وتم بموجبه فرض العموبات التً ما تزال سارٌة حتى هذه اللحظة على‬
‫العراق‪.‬‬

‫أما السالم فهو االتفاق الذي ٌموم على لاعدة الرغبة والضرورة فإذا لم ٌتوفر لدى‬
‫الطرفٌن المتصارعٌن رغبة وضرورة فً ذات الولت فال ٌمكن أن ٌتفما وٌتحمك بٌنهما السالم‪.‬‬

‫وزٌادة فً التوضٌح ألول ‪ :‬أن الرغبة والضرورة تبرزان حٌن ٌتحول طرفان كان ٌرٌد كل منهم إفناء‬
‫اآلخر إلى التعاٌش معاً‪ ،‬نتٌجة عجز كل طرف منهما أن ٌكون منتصرا بالكامل أو مهزوما بالكامل بغض‬
‫النظر عن التباٌن واالختالف فً موازٌن الموى‪.‬‬

‫على أن ٌتم عبر مرحلة انتمالٌة ٌتمثل فٌها التعاٌش بأحد شكلٌن‪:‬‬
‫‪ ‬التعاٌش جنبا إلى جنب‪.‬‬
‫‪ ‬تعاٌش التداخل‪.‬‬
‫وأكبر مثال على العاللات الناشبة عن اتفالات السالم العاللة االمرٌكٌة الٌابانٌة ‪ ،‬فالكل ٌعلم أن أمٌركا‬
‫والٌابان خاضتا صراعا مرٌرا شرسا‪ ،‬استخدمت فٌه أمرٌكا المنابل الذرٌة بهدف افماد الٌابان لدرتها على‬

‫‪3‬‬
‫التمدم والنمو‪ ،‬ولما عجزت فً ذلن لجؤت إلى الدخول مع الٌابان فً عاللات متداخلة سٌاسٌا والتصادٌا‬
‫واجتماعٌا منذ ‪ 81‬عاما وحتى ولتنا الراهن‪.‬‬

‫ولد نشؤ هذا النوع من العاللات بعد أن شعرت كل منهما بالرغبة والتنعت بالضرورة فً االنتمال‬
‫من حالة االفناء إلى التعاٌش‪ ،‬وسبب الضرورة هنا فمدان الطرفٌن لحرٌة الحركة المنفردة وعدم المدرة على‬
‫التمرد والخروج عن المعاٌٌر الدولٌة واإلللٌمٌة‪.‬‬

‫إذن توفر هذٌن العاملٌن (الرغبة والضرورة) شرط لتحمٌك السالم الذي هو فً حمٌمته وضع‬
‫استمرار ال وضع تغٌٌر‪ ،‬وٌستلزم تحمٌمه خلك ما ٌسمى "بالتوازن المستمر" وهو اصطالح ٌستخدم‬
‫على نطاق واسع‪ ،‬وٌعنً أن كال من الدولتٌن المتصارعتٌن تصبح عاجزة عن التفرد باألخرى أو مهاجمتها‬
‫أو فرض حلول علٌها بمواها الذاتٌة‪.‬‬

‫ومثال آخر على ذلن حرب "فٌتنام"‪ ،‬فبالرغم من أن أمرٌكا نشرت فوق األراضً الفٌتنامٌة ما ٌزٌد‬
‫على ملٌون ونصف جندي أمرٌكً‪ ،‬وخاضت حربا ضروسا لتل فٌها ‪ 5.8‬ملٌون فٌتنامً إضافة لتدمٌر‬
‫التربة‪ ،‬إال أن أمٌركا أٌمنت فً مرحلة ما أنها تموم بكل ذلن دون أجل‪ ،‬فتوفرت الرغبة بالسالم وضرورة‬
‫تحمٌمه‪.‬‬

‫ففً ممابل ما‪ ،‬ممابل ما خسره الشعب الفٌتنامً فً الحرب (‪ 5.8‬ملٌون شهٌد) خسرت أمرٌكا ‪85‬‬
‫ألف جندي‪ ،‬عممت خسارتهم المناعة لدى أمرٌكا باالنسحاب من فٌتنام‪ ،‬حتى أن سفٌرها لم ٌتمكن من‬
‫الخروج فً ساٌغون (مدٌنة"هوشً منه" حالٌا) إلى مدمرة كانت راسٌة فً انتظاره‪.‬‬

‫فؤمٌركا مثال كانت تملن كذلن لوات بحرٌة هابلة لم تستطع حسم الحرب لصالح أمرٌكا‪ ،‬وواجهها‬
‫(جٌش األمهات) الذي برز أثره فً المرن العشرٌن‪ ،‬هذا الجٌش الذي ٌخرج إلى الشوارع وٌهزم األنظمة‬
‫الظالمة‪ ،‬والذي تشكله بمع دم األبناء المتناثرة والمسفوكة على كامٌرات المربً "الفٌدٌو" وآالت التصوٌر‬
‫وتنتمل إعالمٌا إلى كل بٌت فٌنشؤ عبر ذلن جٌش من األمهات واألخوات والزوجات ٌفرض على السٌاسٌٌن‬
‫تغٌٌر موالفهم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫التوازن المستمر والسالم‬

‫ال ٌتولف "التوازن المستمر" على مجرد العدد والعُدّة للموى المتصارعة‪ ،‬فإسرابٌل مثال تمتلن جٌشا‬
‫عدّته‪ ،‬ولكنها تعجز عن استخدامه فً لبنان حٌث تتعرض للضرب والمصف كل ٌوم‪ ،‬ولٌس‬ ‫لوٌا فً عدد ِه و ُ‬
‫هذا خوفا من حزب هللا‪ ،‬ولكن انصٌاعا لإلرادة الدولٌة التً ال تسمح لها بذلن‪.‬‬

‫وتبعا لهذا األمر فإن االستراتٌجٌة السورٌة مثال ال تضع الجٌش اإلسرابٌلً فً حساباتها‪ ،‬وهذا ما‬
‫نراه واضحا فً دعمها للتحرش الٌومً ضد الجٌش اإلسرابٌلً فً تلن المنطمة‪.‬‬

‫ولد ٌكون التوازن المستمر ناتجا عن صراع لابم تتم إدارته من لبل طرفً الصراع‪ ،‬على اعتبار‬
‫أن إدارة الصراع هً‪ :‬فن استخدام كافة الوسائل المتاحة لتطوٌع إرادة الخصم‪.‬‬
‫وأركز هنا بشدة على كلمة "ارادة" ألن الحرب كما للت سابما ال تتولف على العدد والعدة فمط‪،‬‬
‫ففً معركة الٌرمون الشهٌرة فً التارٌخ اإلسالمً‪ ،‬وأثناء استعراض المابد خالد بٌن الولٌد لفٌالك جنده‬
‫بدأت حشود الروم بالتوافد على أرض المعركة‪.‬‬

‫فصرخ أحد جند اإلسالم‪ٌ" :‬ا الهً ما أكثر الروم وما ألل العرب" فرد علٌه خالد بن الولٌد بجملة‬
‫تعتبر من أهم المبادئ االستراتٌجٌة فً الحروب حٌث لال‪ٌ" :‬ا هذا لل ما أكثر العرب وما الل الروم‪ ،‬فإنما‬
‫تكثر الجنود بالنصر وتمل بالخذالن"‪.‬‬

‫وتدل هذه الجملة على أن الكم على أهمٌته لٌس وحده العامل الحاسم فً نتابج الصراع‪ ،‬ولتوضٌح‬
‫هذا األمر أسوق مثال من تارٌخنا العربً الحدٌث‪ ،‬فعلى الرغم من أن فرنسا احتلت الجزابر‪ ،‬وعلى الرغم‬
‫من نشر "دٌغول" لحوالً نصف ملٌون جندي فرنسً فوق أرض الجزابر‪ ،‬وضربه اآللة العسكرٌة‬
‫الجزابرٌة إال أنه لم ٌتغلب على إرادة الشعب الجزابري فاتخذ لرارا حاسما بالرحٌل‪.‬‬

‫وٌنسحب هذا أٌضا على ما حدث بعد حرب عام ‪ 9151‬والتً كانت نتٌجتها هزٌمة الجٌوش العربٌة‬
‫أمام إسرابٌل‪ ،‬فمد نمل على لسان "موشً دٌان" وزٌر الحرب اإلسرابٌلً آنذان لوله‪( :‬عندما ٌمرع جرس‬
‫هاتفً أتولع أن تكون المحادثة من المادة العرب ٌطلبون منً الجلوس للبحث فً شروط التفاهم)‪.‬أي شروط‬
‫االستسالم‪.‬‬

‫لكن الزعٌم العربً جمال عبد الناصر أصبح فً ظل الهزٌمة أكثر ثورٌة عما كان علٌه فً‬
‫السابك‪ ،‬فمرر ٌومها "أن ما أخذ بالموة ال ٌسترد بغٌر الموة"‪ ،‬وكان أن نهض بالجٌش وأعاد بناءه لٌتمكن هذا‬
‫الجٌش فً عام ‪ 9115‬من عبور أصعب حاجز مابً فً التارٌخ (لناة السوٌس) وتحرٌر سٌناء واألراضً‬
‫المصرٌة المحتلة‪ ،‬وتحمٌك تسوٌة المتعادلٌن ولٌست تسوٌة المنتصر والمهزوم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مفهوم إدارة الصراع السٌاسً‬
‫إدارة الصراع من المضاٌا الهامة التً ٌنبغً علٌنا ادراكها وتعلمها جٌدا‪ ،‬لبل الدخول فً‬
‫موضوعات التسوٌة والسالم‪ ،‬على اعتبار أنها العملٌة التً ٌتم بموجبها استخدام كامل الوسابل المتاحة‬
‫لتطوٌع (لهر) إرادة الخصم‪ ،‬ولٌس لتدمٌره عسكرٌا فمط كما أسلفنا‪.‬‬

‫ولم تعد الموة العسكرٌة هً األساس فً مجال لضاٌا الصراع الدابر فً كثٌر من بلدان العالم‪ ،‬بل‬
‫وتعدى ذلن إلى اندماج عدة عناصر تتحكم فً موازٌن الموى وعلى رأسها االرادة‪.‬‬

‫وبناء علٌه تصبح عملٌة إدارة الصراع بالدرجة األولى حركٌة‪ ،‬ال تمبل‬
‫الجمود‪ ،‬بمعنى أن ال أتولف عن العمل واكتفً بالمرالبة وانتظر أن ٌحسم العامل‬
‫الدولً الوضع لصالحً‪.‬‬
‫وأساس حركٌة الصراع هنا (المواجهة) التً ال ٌمكن من خاللها االمسان بالحلمة األساسٌة‬
‫المتحكمة بالصراع فً تلن المرحلة‪ ،‬ألن ادران الحلمة األساسٌة فً النضال هً ما ٌجعلنا نجمع على‬
‫الهدف‪ ،‬لذلن ال مناص لنا هنا من تعرٌف السٌاسة التً تمودنا لالمسان بتلن الحلمة وادران عواملها‬
‫وابعادها‪.‬‬

‫هنان مابة تعرٌف للسٌاسة فالبعض ٌمول أنها مشتمة من ساس ٌسوس‪ ،‬والبعض اآلخر ٌعرفها على‬
‫أنها فن أو إدارة االمور‪.‬‬

‫لكننً اتفك مع تعرٌف د‪ٌ .‬اسٌن الحافظ للسٌاسة باالعتماد على ثالثة لواعد‬
‫هً‪ :‬رؤٌة وإدران التنالضات المائمة كونها لضٌة ملموسة ولكنها غٌر تعمٌمٌة‪،‬‬
‫فعندما نمول بأن صراعنا مع اإلسرائٌلٌٌن هو صراع بٌن الحك والباطل ٌعتبر‬
‫كالمنا غٌر سٌاسً وغٌر مادي أو ملموس‪ ،‬وال ٌتعلك بتفاعالت موازٌن الموى‪،‬‬
‫ولكن فً حال النظر إلٌه من الزاوٌة المتعلمة بـ (صنع اإلرادة) واثرها فً رفع‬
‫المعنوٌات والتشبث بالحموق ٌصبح المعنى صحٌحا مئة بالمئة ‪ ،‬بالرغم من عدم‬
‫إعطائه صورة دلٌمة لتمدٌر المولف‪ ،‬ألن ادران موازٌن الموى ٌعنً إدران البعد‬
‫الذاتً لكل طرف إضافة إلى البعدٌن اإلللٌمً والدولً‪.‬‬
‫إدران أثر الزمن فً تحول التنالضات‪ ،‬ومعرفة ما هو التنالض الذي سٌضعف‪ ،‬وما هو التنالض‬
‫الذي سٌموى‪ ،‬وبتحدٌد هذا أحدد ذاتً وأضع الخطط والبرامج الذاتٌة‪ ،‬وفً نفس الولت أرالب خطط‬
‫خصمً التً ٌنمً فٌها ذاتٌته‪ ،‬إضافة إلى تمكنً من وضع الخارطة اإلللٌمٌة وتحدٌد مدى نمو وتطور‬
‫الوضعٌن اإلللٌمً والدولً من حولً‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫دراسة التنالضات على األرض ألنها لضٌة علم ولٌست لضٌة تصور‪ ،‬وتعتمد‬
‫على الحمابك الملموسة المربٌة بالبصر لبل البصٌرة‪ ،‬فإذا استطعنا رإٌة األمور بالبصر أوال ثم تتبعنا حركة‬
‫التنالضات بالبصٌرة (أي ما ٌعرف باللغة العربٌة بالصٌرورة) وتفكرنا فً ماضً التنالض‪ ،‬وحاضر‬
‫التنالض ومستمبل التنالض‪ ،‬أمكننا عندبذ اتخاذ المرار السٌاسً الصابب‪.‬‬

‫فالمدرة على الرإٌة بالبصٌرة لبل رإٌتها بالبصر تمثل صعوبة كبٌرة فً اتخاذ المرار كونها تعتمد‬
‫على المدرات العملٌة واإلدران الذهنً‪.‬‬

‫نموذج بٌروت ‪2891‬‬


‫ومثال على ذلن ما حدث معنا إبان حصار بٌروت عام ‪ – 9151‬فمد اجتمعنا – ونحن كفلسطٌنٌٌن‬
‫نتفك على االجتماع فً األزمات‪ ،‬ونختلف ساعة جنً الثمار – اجتمعنا كلجنة عمل بحضور األخ المابد‬
‫العام أبو عمار والمابد الشهٌد سعد صاٌل وأمٌر الشهداء خلٌل الوزٌر ومجموعة من األخوة الضباط‪ ،‬حٌث‬
‫اتخذنا لرارا بالمتال لمدة ستة أشهر ضمن خطة الستنزاف الجٌش اإلسرابٌلً فً بٌروت للخروج‪ ،‬نخرج‬
‫برا إلى البماع‪ ،‬فنلتمً مع لواتنا غٌر المتعبة هنان‪ ،‬عندها نبدأ فً مواجهة الجٌش اإلسرابٌلً المنهن بفعل‬
‫استنزاف لواه فً صور وصٌدا وبٌروت‪.‬‬

‫لكن حٌن اجتمعنا مع األخوة فً فصابل المماومة األخرى فً (م‪.‬ت‪.‬ف) تعالت بعض األصوات‬
‫التً ال ترٌد منا إظهار أٌة لٌونة فً العمل السٌاسً‪ ،‬مع العلم أن الفهم الصحٌح للموضوع ٌعنً أن خوض‬
‫صدام ستة أشهر ٌحتاج منا تبنً خطا سٌاسٌا ٌوفر لنا األكسجٌن الالزم للصمود لمدة طوٌلة كهذه‪ ،‬خاصة‬
‫واننا لم نكن نواجه الجٌش اإلسرابٌلً وحده وإنما أٌضا حلف األطلسً‪.‬‬

‫وبناء على ذلن وبصفتً المكلف آنذان بالتفاوض مع السفٌر األمرٌكً "فٌلٌب حبٌب" وضعت ورلة‬
‫تتضمن ‪ 15‬شرطا للخروج من بٌروت‪ ،‬وعندما سمعت الموى الٌسارٌة عن موضوع الورلة طار صوابهم‪،‬‬
‫فطلبنً رجل اعتبره عمٌد المناضلٌن‪ ،‬وسؤلنً عن الورلة والشروط‪ ،‬فؤجبته على سإاله باإلٌجاب‪.‬‬

‫لمد كان التكتٌن الذي اتبعناه آنذان فً وضع هذا العدد المرتفع من الشروط‪ ،‬هو أنه لو اضطررنا‬
‫للتنازل عن ثالثة أو أربعة شروط شهرٌا‪ ،‬فسٌبمى لنا فً نهاٌة األمر شروط تمثل المضاٌا الثالثة األساسٌة‬
‫التً نرٌدها وهً‪:‬‬

‫مبادرة سٌاسٌة تإكد على حمنا فً دولة فلسطٌنٌة‪.‬‬

‫حك الفلسطٌنً فً البماء المسلح فً لبنان‪.‬‬

‫االعتراف السٌاسً األمرٌكً بـ(م‪.‬ت‪.‬ف) ضمن طموح لمنا بتمدٌره‪.‬‬

‫وأثناء لمابً مع عمٌد المناضلٌن لال لً‪ :‬كٌف وضعتم الورلة؟ فؤجبته‪:‬أننا سنخرج من بٌروت ال‬
‫محالة‪ ،‬فلنستثمر خروجنا وال نخرج كالمهزومٌن‪ ،‬وعلٌنا أن نحدد كٌف نخرج‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫فاستغرب وصاح لابال‪ :‬نخرج؟ كٌف نخرج؟‬

‫عندها بادرت إلى سإاله‪ :‬ما هً السٌاسٌة؟‬

‫فمال ‪ :‬اآلن ونحن فً األلبٌة‪ ،‬وتحت المصف تسؤلنً ما هً السٌاسة؟‬

‫فملت‪ٌ :‬حتاج المادة أحٌانا ألن ٌتذكروا البدٌهٌات‪ ،‬كً ٌدركوا صٌرورة التنالضات‪ ،‬فنحن‬
‫محاصرون‪ ،‬فهل نزداد لوة أم ضعفا؟ وهل ستزداد ذخٌرتنا أم تمل؟ وهل سنواجه أزمة فً المٌاه والطحٌن‬
‫أم ال؟‬

‫من ٌدرس ذلن ٌرى الصورة لاتمة سلبٌة إال من شًء واحد هو (اإلرادة)‪ ،‬فإرادة المتال لدٌنا متوفرة‬
‫ولابمة‪.‬‬

‫وأضفت‪ :‬أرجون أعطنً مبرراتن لرفض الفكرة‪.‬‬

‫فرد لابال‪ :‬ألن الموات السوفٌتٌة ستنزل خالل اسبوعٌن فً البماع!‬

‫فملت‪ :‬إذا نزلت الموات السوفٌتٌة فً البماع كما تمول‪ ،‬فلن الوعد ان ال نفكر فً العودة إلى صٌدا‬
‫فحسب وإنما سنعود إلى صور‪ ،‬ومنها سنبدأ بالهجوم المضاد على شمال فلسطٌن‪ ،‬فالجٌش اإلسرابٌلً ٌكون‬
‫منهكا‪ ،‬أما نحن فسٌكون لدٌنا لوى احتٌاط تساعدنا على االنتمال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم‪.‬‬

‫وبعد اسبوعٌن من المتال‪ ،‬جاء السفٌر السوفٌتً لٌمول لألخ المابد العام‪ :‬ماذا تفعل هنا؟ اخرج!‬

‫فسؤله المابد العام‪ :‬كٌف؟‬

‫فرد علٌه‪ :‬اخرج على ظهر المدمرات األمرٌكٌة‪.‬‬

‫عندبذ لال له المابد العام‪ :‬انا ال ألود شعبا من الغنم‪ ،‬فإن خرجت دون لتال فلن أطاع بعدها أبدا‪ ،‬فما‬
‫معنى أن تماتل فً صور وصٌدا وعندما تحاصر المٌادة فً بٌروت ال تماتل‪ ،‬هذا كالم سخٌف!‪.‬‬

‫فمال له السفٌر‪ :‬سٌؤخذونن أسٌرا‪.‬‬

‫فرد المابد العام‪ :‬أن من ٌملن طلمتٌن فً مسدسه لن ٌإخذ أسٌرا‪.‬‬

‫وأضاف‪ :‬لً رجاء عندن بصفتن سفٌرا لالتحاد السوفٌتً أال تعلن مولفكم هذا‪ ،‬دع الناس واهمٌن‬
‫على أمل لدومكم‪.‬‬

‫بعدها ذهب السفٌر لممابلة عمٌد المناضلٌن فسؤله األخٌر‪ :‬متى ستنزل الموات السوفٌٌتٌة؟‬

‫فرد السفٌر‪ :‬أترٌدنا الدخول فً حرب نووٌة من أجل لبنان؟ أخرجوا من لبنان الصلٌب األحمر‪.‬‬

‫فشتمه عمٌد المناضلٌن شتما ممذعا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ثم طلبنً ولال لً‪ :‬هل تمابلت مع السفٌر السوفٌتً؟‬

‫فرددت بالمول‪ :‬هل أحضر إلٌن ورلة الدعوة؟‪ 1‬وكان هو ما تولعته‪.‬‬

‫إذن المضٌة األساسٌة فً إدارة الصراع هً كٌفٌة تشكٌل حلف بٌن السٌاسً والزمن‪ ،‬فالسٌاسً‬
‫ٌتحول إلى عاشك للزمن ٌمضً عمره فً مطاردته‪.‬‬

‫ولو لم تكن (البصٌرة) هً المتحكم فً إدارة الصراع لتمكنت جدتً‬


‫وجداتكم من إدارته‪ ،‬ولسهل على أي كان أن ٌفتح حانوتا إلدارة الصراع‪.‬‬

‫ترتٌب البٌت الداخلً عند إحالل السالم‬


‫إن المضٌة الثانٌة التً تواجه السٌاسً فً مرحلة إدارة الصراع واالنتمال إلى مرحلة التسوٌة‬
‫والسالم هً لضٌة المدرة على ضبط البٌت الداخلً‪.‬‬

‫فاالنتمال من حالة إلى أخرى سهل فً المراتب العلٌا‪ ،‬أما الماعدة الشعبٌة فلٌس من السهل علٌها‬
‫االنتمال من الحرب إلى االتفاق‪ ،‬أو االنتمال من صدى الشعارات المتطرفة إلى المعتدلة‪.‬‬

‫أذكر أنه فً عام ‪ 9155‬كنت فً دورة بالكلٌة العسكرٌة فً (نانكٌن) فً الصٌن‪ ،‬وبعد أن انتهٌنا‬
‫منها‪ ،‬رتبوا لنا لماء مع الزعٌم الخالد (ماوتسً تونغ)‪ ،2‬كنا حٌنها صغارا فً أوابل العشرٌنات من أعمارنا‬
‫وال نمتلن تجربة أو ممدرة على االستفادة من رجل عظٌم كماوتسً تونغ فطرحت علٌه سإاال‪ -‬اعتمد اآلن‬
‫أنه بسٌط للغاٌة‪ ،‬وال ٌلٌك أن ٌُطرح بهذا الشكل امام لابد عظٌم‪ -‬وهو‪ :‬ما هً أعمد مشكلة واجهتن فً‬
‫الثورة؟‬

‫‪ 1‬الممصود ورلة الدعوة للخروج من بٌروت‪.‬‬


‫‪ 2‬ماو تسً تونغ مإسس جمهورٌة الصٌن الحدٌثة وأحد زعماء الشٌوعٌة عالمٌا؛ ورغم أن مالٌٌن الصٌنٌٌن ٌنظرون إلٌه‬
‫بوصفه "المابد األكبر" صاحب "اإلنجازات واألفكار العظٌمة" التً أدت الستمالل البالد وتبوبها مكانة بٌن الدول العظمى‪،‬‬
‫وجعلته رمزا للشٌوعٌٌن فً العالم؛ فإن كثٌرا من الصٌنٌٌن تضرروا من سٌاساته "الثورٌة" المثٌرة للجدل‪ُ .‬ولد ماو تسً تونغ‬
‫ٌوم ‪ 15‬دٌسمبر‪/‬كانون األول ‪ 9515‬فً مدٌنة شاوشان بإللٌم خونان وسط الصٌن‪ ،‬ألسرة فالحٌة‪.‬أصبح زعٌم الحزب‬
‫الشٌوعً الصٌنً منذ ‪ 9158‬حتى وفاته‪ .‬وكان سٌاسٌا ً ولابدا ً عسكرٌا ً صٌنًٌا‪ ،‬ومنظرا فكرٌا متمٌزا‪ ،‬ومن المإٌدٌن لحركات‬
‫التحرر فً العالم وعلى رأسها الثورة الفٌتنامٌة والكوبٌة والفلسطٌنٌة‪.‬‬
‫أخذ ماو على عاتمه تمدن الصٌن وتحوٌلها إلى أمة عصرٌة لوٌة‪ ،‬واعتنى بالتعلٌم والتصنٌع والصحة‪ .‬وحول النظام‬
‫االلتصادي من رأسمالٌة إلى اشتراكٌة‪ ،‬وسٌطر ماو على كل أجهزة الدولة والحزب‪ ،‬واستخدمها للدعاٌة‪ ،‬فبعد أن كانت‬
‫الصٌن تمدس اآلباء واألجداد منذ آالف السنٌن أصبحت تمدس الوطن وبدأت تعالٌم كونفوشٌوس فً االنمراض حتى اختفت‪.‬‬
‫فً ‪ ،9155‬أشعل ماو الثورة الثمافٌة الكبرى وكان فً السبعٌنات من عمره ولتها‪ ،‬أراد منها سحك المعارضة‪ ،‬فمام بإطالق‬
‫مالٌٌن الطلبة من المدارس العلٌا والجامعات لٌخدموا كحرس حمر‪،‬فً ‪ 1‬سبتمبر ‪ 9115‬توفً الزعٌم الصٌنً الكبٌر ماو عن‬
‫عمر ناهز (‪ )51‬عاما‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫فرد لابال‪ :‬إن أعظم مشكلة واجهتنً هً أننا انطلمنا عام ‪ 9118‬كثورة ضد االلطاع‪ ،‬لكن عندما‬
‫دخل الٌابانٌون للصٌن عام ‪ 9111‬تحولت مجرٌات الحرب تماما‪ ،‬حٌث أن الطبمة التً كانت عدوا للطبمة‬
‫العاملة فً مرحلة الثورة – ممثلة بالبرجوازٌة – لد انمسمت إلى فرٌمٌن‪ :‬فرٌك ولف مع الٌابانٌٌن‪ ،‬وفرٌك‬
‫ولف مع الوطن‪ ،‬وتبعا لذلن كانت أعمد مشكلة واجهتنً هً كٌف ألنع الحزب الذي نما وتربى ألكثر من‬
‫عامٌن على العداء للبرجوازٌة أن ٌتمبل صدالتها له؟‬

‫وبناء على ذلن ألول‪:‬إنه عند االنتمال من مرحلة إلى أخرى ٌجب االنتباه إلى أهمٌة ترتٌب البٌت‬
‫الداخلً‪ ،‬وإال فإن العدو سٌستغل هذا األمر مستفٌدا من الخالفات الطابفٌة أواالثنٌة المومٌة‪ ،‬أو الفبات من‬
‫الداخل والخارج‪ ،‬أو من الشمال والجنوب فٌتسلل لداخل نسٌج الشعب‪.‬‬

‫بعد هذه الممدمة نستطٌع اآلن منالشة السإال حول مدى توفر فرص السالم؟‬

‫بدون شن ٌجب علٌنا نحن الفلسطٌنٌون أال نخاف من السالم‪ ،‬أو التسوٌة ألن‬
‫األرض فً النهاٌة أرضنا والمنطمة منطمتنا‪.‬‬

‫وهنا أعود للمول‪ :‬أن تمٌٌم الصراع على أنه (إسرائٌلً فلسطٌنً) ٌجعل‬
‫من السالم هنا سالم المهزوم‪ ،‬أما إذا لٌّم باعتباره (عربٌا اسرائٌلٌا) فالصورة‬
‫متعادلة‪.‬‬
‫إن إسرابٌل لم ت ُخض أشرس معاركها ضد الفلسطٌنٌٌن فحسب‪ ،‬وإنما ضد المصرٌٌن وعلى‬
‫األراضً اللبنانٌة وفً الجوالن أٌضا‪.‬‬

‫لذا ال ٌمكن تصور السالم أو التوازن المستمر إال فً حال تحمٌك األمن‪ ،‬واألمن لإلسرابٌلٌٌن لٌس‬
‫فً نابلس أو طولكرم أو الخلٌل أو غزة فمط بل أمنهم ٌؤتً أٌضا فً إطار عاللات حسنة مع الماهرة ودمشك‬
‫‪3‬‬
‫وبٌروت وعمان وطهران وأخٌرا فً فلسطٌن‪.‬‬

‫‪ 3‬ونالحظ أنه ضمن هذا الفهم العروبً الذي عبر عنه المفكر الكبٌر خالد الحسن بالمول دابما أن الماطرة الفلسطٌنٌة ال تسٌر‬
‫اال ضمن المطار العربً‪ ،‬وما ال ٌتنالض مع مبدا التخصص فً نطاق فكرة استماللٌة المرار‪ ،‬وهو بالضبط ما حمل الربٌس‬
‫الرحل ٌاسر عرفات على لبول المبادرة العربٌة عام ‪ ،1001‬وما انعكس على فكر الربٌس أبومازن الذي ٌصر على أن الحل‬
‫فً إطار المبادرة العربٌة للحل من االلف الى الٌاء‪ ،‬ولٌس بالعكس‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫السالم إطاره عربً شامل‬
‫فلسطٌن عبر التارٌخ هً ساحة المعركة كما أنها الجسر الذي ٌربط بٌن لارتً آسٌا وافرٌمٌا وتتمٌز‬
‫بالمولع المتوسط بالنسبة ألوروبا كما أنها تربط بٌن حضارات ما بٌن النهرٌن والنٌل‪ ،‬وهذا الجسر ٌصل‬
‫الى لناة السوٌس (أول من فكر بفتح لناة السوٌس هو الخلٌفة العباسً هارون الرشٌد ولكنه تراجع عن فكرته‬
‫ألنه أدرن أنه سٌصبح هدفا للموى الخارجٌة األخرى)‪.‬‬

‫إن هذا الجسر [فلسطٌن] كانت مسرحا للمعارن على الدوام‪ ،‬ولد كانت تحسم هذه المعارن من‬
‫تحالف الجنوب والشمال (الماهرة ودمشك) ومثلما حصل فً معارن صالح الدٌن االٌوبً ضد الفرنجة‬
‫(الصلٌبٌٌن) حٌث رتب االمور جنوبا ومن ثم شماال بعدها انطلك للتحرٌر‪.‬‬

‫وتؤسٌسا على ذلن فإن (التوازن المستمر) و(السالم) ال ٌمكن ان ٌكون فلسطٌنٌا اسرابٌلٌا فمط‪،.‬‬
‫وإنما ٌجب أن ٌكون فً إطار عربً شامل‪ ،‬ولذلن فإننا كفلسطٌنٌٌن عندما ننظر للجغرافٌا السٌاسٌة العربٌة‬
‫نرى بالبصٌرة أن المستمبل لن ٌكون للهٌمنة اإلسرابٌلٌة ألن اإلسرابٌلٌٌن سٌبحثون (‪)tobe integrated‬‬
‫عن االنضمام للمنطمة على العكس تماما ً مما ٌرفضونه اآلن‪.‬‬

‫وألول لكم‪ :‬انظروا إلى آخر هجوم موسع لإلسرابٌلٌٌن‪ ،‬متى كان؟ لمد كان فً العام ‪ 9151‬وبعده لم‬
‫ٌسجلوا أٌة نمطة جدٌدة‪ ،‬وكما هو معلوم فمد ضربوا الجٌوش العربٌة (المصرٌة والسورٌة األردنٌة) وأخذوا‬
‫ما ٌسمونه (إسرابٌل الكبرى)‪.‬‬

‫ومنذ العام ‪ 9151‬حتى هذا العام (‪ )9111‬لم ٌنجحوا فً تسجٌل شًء جدٌد من الذي سجل إذن؟‬
‫إنه البطل المصري الذي عبر المنال واسترجع سٌناء ‪.‬‬

‫‪ ..‬كما أن الثورة الفلسطٌنٌة سجلت ضدهم‪ ،‬عندما حاولوا المضاء علٌنا واجتاحوا لبنان وخرجوا‬
‫دون أي اتفالٌة‪ ،‬حٌث تمهمر الماهر فً لبنان وهذا أمر مهم‪.‬‬

‫والٌوم تراهم ٌبحثون عن معادلة للخروج من المؤزق وهم – كما ال ٌخفى‪ٌ -‬علمون بعدم منطمٌة‬
‫وجودهم فً الجوالن‪ ،‬ومن هنا فإن السورٌٌن غٌر متسرعٌن ألنهم ٌرٌدون تحمٌك (التوازن المستمر)‪.‬‬

‫فً العام ‪ 9151‬ولف وزٌر الخارجٌة االمرٌكً األسبك (جٌمس بٌكر) ٌخطب فً اللوبً الصهٌونً‬
‫فً (واشنطن)‪.‬‬

‫ولال‪( :‬اٌها السادة‪ٌ ...‬جب أن تمروا أن فكرة "اسرابٌل الكبرى" لد سمطت) ألنه ال لٌمة لجٌش لم‬
‫تعد هنان لدرة على استعماله‪ ،‬ففً سٌناء مثال اضطرت امرٌكا ألن تؤتً وتنمذ الوضع (‪ ،)9115‬وفً لبنان‬
‫جاءت امرٌكا واٌطالٌا وفرنسا لتسلم الوضع (‪.)9151‬‬

‫‪11‬‬
‫واثناء االنتفاضة‪ 4‬كان الوضع على األرض غٌر مستمر ‪ ..‬من هنا ٌحاول االسرابٌلٌون أن ٌدفعوا‬
‫ثمنا لمصر عبر (التوازن المستمر)‪ ،‬وهم أي اإلسرابٌلٌون ٌتمنون أن ٌمٌموا توازنا مستمرا مع سورٌا‪،‬‬
‫ولكنهم ال ٌرٌدون الامة توازن مستمر ضمن مجموعة عربٌة النهم ال ٌرٌدون أن ٌكون الفلسطٌنٌون طرفا‬
‫فً ذلن‪.‬‬

‫ما هً عوامل ثمافة السالم‬


‫ٌحمك السالم مصالح ومنافع للجمٌع‪ ،‬وٌضع حلوال لمضاٌا كثٌرة مثل‪ :‬المٌاه‪ ،‬التصحر‪ ،‬نشر المعرفة‬
‫والتمانة (التكنولوجٌا)‪ ،‬لكن للسالم ثمافة‪.‬‬

‫والمشكلة لدى الطرف االسرابٌلً أنه حتى الٌوم لم ٌضع ثمافة السالم موضع التنفٌذ على لاعدة أن‬
‫االعتراف بالطرف اآلخر – كما للنا سابما – ٌتطلب منن أن تإمن بثمافة السالم التً تتضمن أربعة عوامل‬
‫هً ‪:‬‬

‫التعاٌش‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫التسامح‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الحوار‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫الندٌّة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫والحوار من أوجب شروط السالم‪ ،‬وهو ال ٌمكن أن ٌكون حوارا ً إال إذا لام على الندٌة‪ ،‬فعلى سبٌل‬
‫المثال عندما أجرٌنا حوارا ً وطنٌا فً نابلس طالب البعض فً البداٌة أن تخضع االللٌة لرأي االغلبٌة فً‬
‫مجمل المضاٌا المطروحة‪ ،‬فإذا أردت ان تتعامل بهذا االسلوب فلماذا دعوت للحوار‪ ،‬بمعنى دع االكثرٌة‬
‫تؤخذ لرارها دون هذا الحوار‪ ،‬هذا ما ٌرٌدون‪ ،‬ولكن ما دمت لد لبلت بالحوار فإنن تإمن بالتوافك وبالتالً‬
‫تإمن بالندٌة بغض النظر عن كونن الكبٌر أو الصغٌر‪.‬‬

‫إن التسامح ال ٌعنً أنن تنسى أرضا أو تسكت عن ظلم‪ ،‬وإنما ٌعنً أن توافك على تجاوز‬
‫الحواجز دون النظر إلى الماضً‪.‬‬

‫ونفس الشًء ٌنطبك على التعاٌش الذي ٌتطلب االلرار بالندٌة لكال الطرفٌن أٌضاً‪.‬‬

‫لمد أفرزت االنتخابات االسرابٌلٌة األخٌرة فرٌما اعتلً سدة الحكم وهو ال ٌإمن بالعوامل األربعة‬
‫المكونة للثمافة السالم‪ ،‬فهو اساسا ً ال ٌإمن بالندٌة‪ ،‬فكٌف ٌإمن بالتعاٌش؟‬

‫وكلما لوي التٌار الدٌنً االسرائٌلً كلما لوٌت لدٌهم فكرة التفوق الموجود‬
‫فً المعتمد الفكرانً "االٌدٌولوجً" لفكرة شعب هللا المختار‪.‬‬

‫‪ٌ 4‬مصد االنتفاضة االولى بٌن العامٌن ‪1005-9151‬‬


‫‪12‬‬
‫لذلن وكً ٌكون السالم منتجا وفعاال ال ٌجوز أن تطلب منً أن أتغٌر أنا وال تتغٌر أنت‪ ،‬فإذا كان‬
‫التغٌر من طرف واحد فمط ٌصبح التسامح تهاونا فً الحموق‪ ،‬وتصبح الوالعٌة اذعانا والتعاٌش خضوعا‬
‫وٌسخر فرٌك لخدمة اآلخر وٌفمد الحوار مضمونه وٌتحول إلى امالءات فمط‪.‬‬

‫ال ٌكون السالم بنا ًء وفعاال ً إال إذا حممنا التوازن المستمر‪ ،‬ونشرنا ثمافة السالم والتزمنا جمٌعا‬
‫بهذه الثمافة‪ ،‬والتوازن المستمر ال ٌستوعب ان تكون الدولة الفلسطٌنٌة منزوعة السالح أو تمتلن اسلحة‬
‫الثمانٌنٌات بٌنما االسرائٌلٌون ٌتسلحون بأحدث األسلحة والصوارٌخ‪ ،‬وال ٌعتبر هذا عدم اعتراف‬
‫بمساواتن فحسب بل هو اصرار على الوصاٌة علٌن‪.‬‬

‫والسالم فً هذه لحالة ال ٌمكن أن ٌتحمك وال ٌموم له بناء‪ .‬إن التثمٌف بثمافة السالم ٌجعلن لادرا‬
‫على فهم الطرف اآلخر ولادرا على منالشته‪ ،‬وعلى كتاب الممال أن ٌكتبوا مماالت عن التعاٌش وأخرى عن‬
‫التسامح وأخرى عن الحوار وأخرى عن الندٌة لتثمٌف األجٌال الجدٌدة‪.‬‬

‫بٌن فكر "بٌرٌز" و"نتنٌاهو"‬


‫إن المطلوب هو اسماط نظرٌات نتنٌاهو للسالم‪ .‬فموله إن السالم هو األمن ال ٌمود إال للحرب‪،‬‬
‫والفرق بٌن "شمعون بٌرٌز" و"بنٌامٌن نتنٌاهو" أن بٌرٌز أدرن حمٌمة وطبٌعة العاللات الجدٌدة فً المنطمة‬
‫واالدوار الجدٌدة لكل من اسرابٌل ومصر واالردن‪.‬‬

‫فالمنطمة هنا ٌجب أن ٌتحدد من ٌحفظ األمن فٌها‪ ،‬وأمٌركا ترٌد المدوم والسٌطرة على المنطمة ولم‬
‫تكتف بدورها فً الخلٌج‪.‬‬
‫ِ‬
‫ولدوم امٌركا ٌضعف الدور االسرابٌلً باعتبار اسرابٌل وكٌال ألمٌركا هنا‪ ،‬وال بد لها من حل‬
‫المضٌة الفلسطٌنٌة الن بماءها دون حل ٌبمً الصراع متؤججاً‪.‬‬

‫لذلن عندما زار جورج بوش المنطمة فً المرة الٌتٌمة والتمى شامٌر فً العام ‪9151‬‬

‫لال له‪ٌ" :‬جب أن تعلم أنه فً السنة الممبلة سنضع حال للفلسطٌنٌٌن ألننً ال أرٌد مزٌدا من الحرابك‬
‫فً البٌت األمرٌكً"‪ ،‬كان ذلن لبل حرب الخلٌج الثانٌة التً كان ممدرا ً لها أن تنشب فً جمٌع األحوال‪.‬‬

‫وبالتالً فإن سموط االتحاد السوفٌٌتً ودٌون أوروبا جعلت بٌرٌز ٌدرن الحمابك جٌدا‪ ،‬ودٌون‬
‫أوروبا كثٌرة‪ ،‬ففرنسا مثالً أولفت ‪ %80‬من الضمانات االجتماعٌة‪ ،‬وتجري استفتاء الٌوم حول هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫وفً المانٌا ٌتناوب شغٌلة "الفولكسفاجن" العمل فً المصانع‪ ،‬وإال فمد الكثٌرون منهم عملهم‬
‫وزادت نسبة البطالة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اما اسرابٌل فثلث مٌزانٌتها سداد دٌون وفوابد‪ ،‬وثلث تصرفه على األمن والدفاع‪ ،‬والثلث الثالث‬
‫ٌؤتٌها من الخارج‪ ،‬ولوال ذلن لتولفت لدرتها على التطوٌر‪ ،‬لذلن اشترطت ممابل مشاركتها فً مإتمر مدرٌد‬
‫استمرار الدفع لها‪ ،‬وبٌرٌز كان ٌرٌد أن ٌحول اسرابٌل من اسرابٌل الكبرى جغرافٌا إلى اسرابٌل العظمى‬
‫التصادٌا فاخترع "الشرق أوسطٌة"‪.‬‬

‫لكن السإال المطروح فً إطار الشرق أوسطٌة االلتصادٌة هو كٌف سٌكون شكل األمن؟ األمن‬
‫الذي ٌرٌدونه هو أمن تشترن فً نسٌج حلماته اسرابٌل وتركٌا وأمرٌكا‪.‬‬

‫لمد أدركنا ذلن فً مإتمر الدار البٌضاء االلتصادي الذي ضم دول الشرق االوسط‪ .‬حٌث فً هذا‬
‫المإتمر فوجا ممثلو الدول بدعوة توجه لهم لحضور اجتماع لبحث األمن االللٌمً‪ ،‬وكان المولعون علٌها‬
‫‪5‬‬
‫وزراء خارجٌة امٌركا‪ ،‬تركٌا واسرابٌل‪ ،‬فثار العرب ورفضوا الذهاب لالجتماع‪ ،‬وصعد عمرو موسى‬
‫على المنصة وأخذ ٌتحدث عن السالم النووي مما أدى إلى توتر األجواء وتؤجٌل االجتماع‪.‬‬

‫لمد نجح بٌرٌز إلى حد ما فً أن ٌضع اساسا ً لالنفتاح االلتصادي‪ ،‬مع ان االلتصاد االسرابٌلً فً‬
‫فترة ما بعد السبعٌنات ارتفعت نسبته إلى فوق الصفر فً حٌن بعد اتفاق أوسلو أصبحت نسبته ما بٌن ‪%5‬‬
‫إلى ‪ %1‬نتٌجة انفتاح سوق الصٌن والهند أمامه‪.‬‬

‫لكن نتنٌاهو تصرف على العكس تماما ولم ٌإمن بؤفكار بٌرٌز أو مشارٌعه العتبارات كثٌرة أهمها‬
‫أنه ال ٌرٌد التنازل عن الدور األمنً‪ .‬فهو ال ٌهمه التطبٌع وال تهمه العاللة ذات الطابع االلتصادي مع‬
‫المجموعة العربٌة‪ ،‬وج ّل هدفه أن ٌحمك السالم واالمن مع الفلسطٌنٌٌن والعرب دون ممابل‪.‬‬

‫ولهذه األسباب ٌعمل نتنٌاهو على عمد حلف مع تركٌا‪ ،‬وإلامة عاللات ممٌزة مع األردن ولطر من‬
‫أجل التغطٌة على هذا الحلف تمهٌدا لدخول أمرٌكا‪.‬‬

‫وأكثر ما ٌخٌف إسرابٌل اآلن هو مصر والتصادها الذي لفز من (‪ )15‬ملٌار دوالر الى (‪)88‬‬
‫ملٌار دوالر إضافة إلى جٌشها المزود باألسلحة الحدٌثة واحتٌاطً العمالت الصعبة عندها والذي أصبح‬
‫لرابة (‪ )91.8‬ملٌار دوالر‪.‬‬

‫وٌمثل نتنٌاهو المدرسة التً تعتمد بأن االنتمال إلى "الشرق أوسطٌة" ٌجعل‬
‫من اسرائٌل جزءا ً من المنطمة‪ ،‬وهذا ٌفمدها هٌمنتها ولوتها على المدى البعٌد‪،‬‬
‫عالوة على أن هذا الرجل – الذي ٌشبه (موسولٌنً) – ٌحب أن ٌمال عنه أنه‬
‫متصلب صمر ٌدمن الضرب على الطاوالت لٌهز العالم‪.‬‬

‫‪5‬عمرو موسى من أبرز الشخصٌات العربٌة المصرٌة شغل منصب وزٌر الخارجٌة المصري ثم امٌن عام الجامعة العربٌة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫ولٌست اسرابٌل فوق لوانٌن العالم فعندها من الدٌون ما لٌمته (‪ )11‬ملٌار دوالر تمرٌبا بالرغم من‬
‫أن نموها ٌتمثل بـ(‪ )55‬ملٌار دوالر‪ ،‬ولكن دٌونها كبٌرة إذا لورنت بمعدل النمو لدٌها‪ ،‬مع التخفٌف من‬
‫مشاكلهم الداخلٌة‪.‬‬

‫لهذه االسباب جمٌعها نمول ال أمل فً السالم مع نتنٌاهو‪ ،‬وال سالم إال إذا‬
‫تغٌرت هذه الحكومة فنحن ال نستطٌع أن نأكل نواة الجوزة ما لم نكسرها‪ ،‬وإذا لم‬
‫نكسر أفكار نتنٌاهو فال ٌمكن إحداث التغٌٌر‪.‬‬

‫تصورات السالم الفلسطٌنٌة‬


‫بعد كل ما سبك ألول‪ :‬ال ٌستطٌع أحد االستهانة بنا‪ ،‬ومن ٌظن أننا ال نملن رإى أو تصورات‬
‫ٌخطا خطؤ ً فادحاً‪.‬‬

‫فإذا أرادوا دولة فلسطٌنٌة دٌممراطٌة على كامل التراب فنحن جاهزون‪ ،‬وإذا ارادوها ثنائٌة‬
‫المومٌة فنحن جاهزون أٌضاً‪ ،‬وإذا طرحوا لضٌة االتحاد الكونفدرالً مع االردن فهذا مطلبنا نحن ولٌس‬
‫مطلبهم‪ ،‬فالفلسطٌنً واالردنً متالزمان دوما وسٌكون أول وحدة عربٌة نابعة من الرغبة والضرورة‬
‫معاً‪.‬‬

‫إن التوازن المستمر فً المنطمة ٌتولف على الوضع العربً وٌؤتً منه ونحن لسنا خابفٌن من هذا‬
‫الوضع‪ ،‬ففً سنة ‪ 1090‬سٌبلغ عدد سكان مصر (‪ )900‬ملٌون مصري‪ ،‬وفً العراق وسورٌا ولبنان‬
‫واالردن سٌتجاوز العدد (‪ )900‬ملٌون آخرٌن وهذه الزٌادة المتولعة ال تصب إال فً صالحنا نحن كعرب‬
‫وفلسطٌنٌٌن‪.‬‬

‫السالم لٌس (طك حنن) إطاللا‪ ،‬بل هو عملٌة تغٌٌر تتطلب أن تتغٌر انت وأتغٌر أنا دون المساس‬
‫بالهوٌة الحضارٌة‪.‬‬

‫لمد سعى "بٌرز" بشرق أوسطٌته إلى أن ٌبطح العروبة وهذا ما ال ٌمكن أن‬
‫ٌحدث أبدا‪.‬‬
‫لمد دعٌت إلى اجتماع فً احدى المدن الفلسطٌنٌة فوجبت فٌه بالكتاب والصحفٌٌن الفلسطٌنٌٌن‬
‫ٌتساءلون من نحن؟‬

‫بل وصل األمر بؤحدهم إلى أن ٌمول لً أننا ال نملن ثمافة؟ وهذه فً رأٌه مشكلتنا‪.‬‬

‫فملت له‪ :‬لماذا لٌس عندنا ثمافة؟‬

‫‪15‬‬
‫كرر المول من نحن؟‬

‫أجبته‪ :‬أننا أبناء الحضارة العربٌة االسالمٌة سواء كنا مسٌحٌٌن أو مسلمٌن‬
‫أو حتى ٌهودا كابن مٌمون الذي عاش فً األندلس وألف اهم الكتب عن الحضارة‬
‫العربٌة االسالمٌة‪ ،‬فهو ابن الحضارة العربٌة رغم دٌانته الٌهودٌة‪.‬‬
‫إن "االسرلة" ال ٌمكن أن تحل المشكلة ألنها غٌر والعٌة‪ ،‬وغٌر ممكنة‪ ،‬ومن ٌعتمد أن الحل‬
‫باألسرلة فهو مخطا تماما ألنها تمثل السالم وال تؤتً به‪.‬‬

‫إن السالم هو أن نتعاٌش وكل منا معترف باآلخر وحضارته وسماته‪ ،‬لٌبدأ بعدها عصر الرفاهٌة‬
‫والتطور االلتصادي‪*.‬‬

‫*المى هذه المحاضرة األخ هانً الحسن (‪)1091-9151‬عضو اللجنة المركزٌة لحركة فتح‪ ،‬مفوض‬
‫العاللات الخارجٌة ‪ /‬مستشار الربٌس (ثم الحما مفوض التعببة والتنظٌم للحركة)‪ ،‬وذلن فً دورة الشهٌد‬
‫(ابراهٌم اسد) إلعداد الكوادر الطالبٌة التً ألامتها مدرسة الشهٌد ماجد أبو شرار العداد الكوادر فً‬
‫التوجٌه السٌاسً والوطنً‪ .،‬لحركة الشبٌبة الطالبٌة فً جامعة النجاح برباسة (المابد األسٌر حالٌا‪ٌ:‬اسر‬
‫أبوبكر) ‪ /‬لاعة الشهٌد ظافر المصري بتارٌخ ‪ .9111/8/15‬فً مدٌنة نابلس – فلسطٌن ‪ .‬وتمت اعادة‬
‫طباعتها من لبل لجنة التعببة الفكرٌة فً حركة فتح –مفوضٌة االعالم والثمافة والتعببة الفكرٌة فً مطلع‬
‫العام ‪)1095‬‬

‫‪16‬‬
‫هانً دمحم سعٌد الحسن‬

‫*أحد المٌادات التارٌخٌة المإسسة لحركة فتح‬

‫*موالٌد عام ‪ 9155‬فً حٌفا‪-‬فلسطٌن‪ ،‬واستشهد فً ‪ٌ 5‬ولٌو ‪1091‬‬

‫*خرٌج كلٌة الهندسة فً ألمانٌا‪.‬‬

‫*باشر العمل الوطنً منذ كان طالبا وأسس مع عدد من زمالبه وضمنهم الشهٌد هاٌل عبد‬
‫الحمٌد (أبو الهول) منظمة (طالبع العابدٌن) التً سرعان ما حمك اندماجها فً حركة فتح عام‬
‫‪.9151‬‬

‫*أحد رموز االتحاد العام لطلبة فلسطٌن‪.‬‬

‫*تخرج من كلٌة نانكٌن العسكرٌة فً جمهورٌة الصٌن الشعبٌة‪.‬‬

‫*تسلم العدٌد من المهمات والمسإولٌات فً إطار عمله فً الثورة الفلسطٌنٌة وحركة فتح‪.‬‬

‫‪-‬المفوض السٌاسً العام لموات العاصفة‬

‫‪-‬مسإول جهاز األمن السٌاسً لحركة فتح‬

‫‪-‬أول سفٌر لفلسطٌن فً إٌران‬

‫‪-‬المستشار السٌاسً للسٌد الربٌس ٌاسر عرفات‬

‫‪-‬المستشار االستراتٌجً للسٌد الربٌس ٌاسر عرفات‬

‫‪-‬مفوض العاللات الخارجٌة فً حركة فتح وعضو اللجنة المركزٌة‪.‬‬

‫‪-‬وزٌر الداخلٌة فً السلطة الوطنٌة الفلسطٌنٌة‬

‫‪-‬مفوض التعببة والتنظٌم فً الوطن‪.‬‬

‫*ٌنتمً األخ هانً الحسن فكرٌا الى التٌار المومً العربً اإلسالمً‪ ،‬ومن مفكري الثورة‬
‫الفلسطٌنٌة الوالعٌٌن‪ ،‬وٌتمٌز بعاللاته الدولٌة والعربٌة الواسعة‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫*له العدٌد من األبحاث والمماالت والكتابات والدراسات المنشورة ضمن أدبٌات حركة فتح‪.‬‬

‫*عرف بفصاحته ولدرته اللغوٌة وااللناعٌة‪ ،‬والخطابة ورإٌته السدٌدة لالمور‪ ،‬وعملٌته‬
‫الملتزمة والمنفتحة معا‬
‫*صدر له‪:‬‬

‫العودة الى الٌنابٌع‬


‫نحن واإلسرابٌلٌون وثمافة السالم‬
‫الخروج من مؤزق أوسلو‬
‫أتفاق أم إلحاق‬
‫كفاحنا المسلح بٌن النظرٌة والتطبٌك‬
‫أبوجهاد الرمز المسكون بفلسطٌن‬
‫مفهوم االستراتٌجٌة والتكتٌن ‪9155‬‬

‫خصابص حرب التحرٌر الشعبٌة ‪9151‬‬

‫الفلسطٌنٌون واإلسرابٌلٌون وسالم الضرورة ‪9111‬‬

‫حركة فتح بٌن النظرٌة والتطبٌك ‪9119‬‬

‫معركة الكرامة وتكتٌن حرب الشعب ‪9151‬‬

‫أبو الهول هاٌل عبد الحمٌد البطل ال ٌولد مصادفة ‪9111‬‬

‫‪18‬‬

You might also like