Professional Documents
Culture Documents
هانً الحسن
أتناول الٌوم فً حدٌثً موضوعا ذا طابع أكادٌمً أكثر منه سٌاسً ٌتعلك بالوضع الراهن ،ولد ٌبدو
غرٌبا أن أتحدث عن السالم ونحن فً أزمة تكاد تطٌح بآمال التسوٌة السلمٌة من أساسها ،هذه التسوٌة التً
نفهم أسبابها وندرن أبعادها جٌدا.
إن التسوٌة السٌاسٌة فً إطار السالم ال تلتمً مع مصالح إسرابٌل األٌدٌولوجٌة الراهنة سواء أكان
ذلن فً عهد حكومة اللٌكود ،أو أٌا ً من الحكومات السابمة ،وٌعود السبب فً ذلن إلى أن زعماء الصهٌونٌة
الٌهود ولبل أن ٌمع اختٌارهم على أرض فلسطٌن إللامة دولتهم كان لهم وجهتا نظر مختلفتان.
األولى هً وجهة نظر الباحثٌن عن ملجؤ أي ملجؤ للٌهود ،وعلى رأس هإالء "هرتزل" الذي لبل
بؤن تكون أوغندا أو االرجنتٌن مالذا للٌهود.
والثانٌة وجهة نظر الصهٌونٌة السٌاسٌة والتً تبناها "حاٌٌم واٌزمن" ،وهدف من خاللها إلى إٌجاد
مكان للرأسمالٌة الٌهودٌة التً نمت عبر عمود طوٌلة ،وكانت حروب الفرنجة "الحروب الصلٌبٌة" أحد أهم
أسباب نموها ،وكذلن االستثمار المبكر آلل روتشاٌلد فً النفط عام ،9581حٌث أراد أن ٌضعها فً موضع
تكون به الرأسمالٌة العالمٌة والرأسمالٌة الٌهودٌة متداخلتان مع استماللٌة ودور للثانٌة ٌجعل األولى فً
حاجة الٌها.
فهو لم ٌمبل أن ٌجد مالذا ٌستمر به فٌخرج الرأسمالٌة الٌهودٌة العالمٌة من دابرة األحداث ،وإنما
وجد مولعا به ٌنمو وٌكبر فً مركز الفعل للرأسمالٌة فً البلدان األخرى ،األمر الذي تكرر تارٌخٌا مرارا.
ولكنً من المإمنٌن بالتحلٌل االلتصادي للصهٌونٌة أرى فً ذلن سببا فً العاللة الجدلٌة التً من
خاللها اصبحت إسرابٌل مع االتحاد السوفٌٌتً ،لذلن نجدها الٌوم وبعد سموط االتحاد السوفٌتً فً مؤزق
حمٌمً ٌتجلى فً فمدان وظٌفتها وتغٌر موازٌن الموى فً المنطمة ،وٌشاركها فً نفس المؤزق تركٌا ،حٌث
كانت هذه الدول – ومعها إٌران الشاهنشاهٌة سابما – تسعى إلى التصدي للهجوم السوفٌٌتً ،ولو لعدة
ساعات وتخزٌن األسلحة فً المنطمة لمساعدة أٌه عملٌات إنزال لموات حلف األطلسً (لوات التدخل
السرٌع) ،ذلن محاوالتهم المستمرة ضرب أمٌن عام المومٌة العربٌة الربٌس جمال عبد الناصر واستنزاف
لواه.
اذن أمست "إسرابٌل" فً مؤزق حمٌمً ألن فمدان الوظٌفة سٌمود مع الزمن إلى ولف تدفك
المساعدات والمعونات السخٌة والتً تصل الى 91ملٌار دوالر سنوٌا ،ناهٌن عن أن دخول أمرٌكا للمنطمة
2
سٌجعل منها مجرد دولة عادٌة ،إضافة إلى أن عدم وجود عدو للرأسمالٌة سٌنمل الصراع الى داخل
معسكرها ،األمر الذي ٌستدعً تحدٌد مولف من الرأسمالٌة الٌهودٌة.
أما النوع الثانً من التسوٌات (تسوٌة المهزوم والمنتصر) فمد وجدناه فً االتفاق المعروف فً التارٌخ
باسم "اتفاق فرساي" ،والذي فرض فٌه االستسالم الكامل على ألمانٌا ،وكذلن فً االتفاق الذي حصل اثر
حرب الخلٌج بٌن أمرٌكا والعراق وتم بموجبه فرض العموبات التً ما تزال سارٌة حتى هذه اللحظة على
العراق.
أما السالم فهو االتفاق الذي ٌموم على لاعدة الرغبة والضرورة فإذا لم ٌتوفر لدى
الطرفٌن المتصارعٌن رغبة وضرورة فً ذات الولت فال ٌمكن أن ٌتفما وٌتحمك بٌنهما السالم.
وزٌادة فً التوضٌح ألول :أن الرغبة والضرورة تبرزان حٌن ٌتحول طرفان كان ٌرٌد كل منهم إفناء
اآلخر إلى التعاٌش معاً ،نتٌجة عجز كل طرف منهما أن ٌكون منتصرا بالكامل أو مهزوما بالكامل بغض
النظر عن التباٌن واالختالف فً موازٌن الموى.
على أن ٌتم عبر مرحلة انتمالٌة ٌتمثل فٌها التعاٌش بأحد شكلٌن:
التعاٌش جنبا إلى جنب.
تعاٌش التداخل.
وأكبر مثال على العاللات الناشبة عن اتفالات السالم العاللة االمرٌكٌة الٌابانٌة ،فالكل ٌعلم أن أمٌركا
والٌابان خاضتا صراعا مرٌرا شرسا ،استخدمت فٌه أمرٌكا المنابل الذرٌة بهدف افماد الٌابان لدرتها على
3
التمدم والنمو ،ولما عجزت فً ذلن لجؤت إلى الدخول مع الٌابان فً عاللات متداخلة سٌاسٌا والتصادٌا
واجتماعٌا منذ 81عاما وحتى ولتنا الراهن.
ولد نشؤ هذا النوع من العاللات بعد أن شعرت كل منهما بالرغبة والتنعت بالضرورة فً االنتمال
من حالة االفناء إلى التعاٌش ،وسبب الضرورة هنا فمدان الطرفٌن لحرٌة الحركة المنفردة وعدم المدرة على
التمرد والخروج عن المعاٌٌر الدولٌة واإلللٌمٌة.
إذن توفر هذٌن العاملٌن (الرغبة والضرورة) شرط لتحمٌك السالم الذي هو فً حمٌمته وضع
استمرار ال وضع تغٌٌر ،وٌستلزم تحمٌمه خلك ما ٌسمى "بالتوازن المستمر" وهو اصطالح ٌستخدم
على نطاق واسع ،وٌعنً أن كال من الدولتٌن المتصارعتٌن تصبح عاجزة عن التفرد باألخرى أو مهاجمتها
أو فرض حلول علٌها بمواها الذاتٌة.
ومثال آخر على ذلن حرب "فٌتنام" ،فبالرغم من أن أمرٌكا نشرت فوق األراضً الفٌتنامٌة ما ٌزٌد
على ملٌون ونصف جندي أمرٌكً ،وخاضت حربا ضروسا لتل فٌها 5.8ملٌون فٌتنامً إضافة لتدمٌر
التربة ،إال أن أمٌركا أٌمنت فً مرحلة ما أنها تموم بكل ذلن دون أجل ،فتوفرت الرغبة بالسالم وضرورة
تحمٌمه.
ففً ممابل ما ،ممابل ما خسره الشعب الفٌتنامً فً الحرب ( 5.8ملٌون شهٌد) خسرت أمرٌكا 85
ألف جندي ،عممت خسارتهم المناعة لدى أمرٌكا باالنسحاب من فٌتنام ،حتى أن سفٌرها لم ٌتمكن من
الخروج فً ساٌغون (مدٌنة"هوشً منه" حالٌا) إلى مدمرة كانت راسٌة فً انتظاره.
فؤمٌركا مثال كانت تملن كذلن لوات بحرٌة هابلة لم تستطع حسم الحرب لصالح أمرٌكا ،وواجهها
(جٌش األمهات) الذي برز أثره فً المرن العشرٌن ،هذا الجٌش الذي ٌخرج إلى الشوارع وٌهزم األنظمة
الظالمة ،والذي تشكله بمع دم األبناء المتناثرة والمسفوكة على كامٌرات المربً "الفٌدٌو" وآالت التصوٌر
وتنتمل إعالمٌا إلى كل بٌت فٌنشؤ عبر ذلن جٌش من األمهات واألخوات والزوجات ٌفرض على السٌاسٌٌن
تغٌٌر موالفهم.
4
التوازن المستمر والسالم
ال ٌتولف "التوازن المستمر" على مجرد العدد والعُدّة للموى المتصارعة ،فإسرابٌل مثال تمتلن جٌشا
عدّته ،ولكنها تعجز عن استخدامه فً لبنان حٌث تتعرض للضرب والمصف كل ٌوم ،ولٌس لوٌا فً عدد ِه و ُ
هذا خوفا من حزب هللا ،ولكن انصٌاعا لإلرادة الدولٌة التً ال تسمح لها بذلن.
وتبعا لهذا األمر فإن االستراتٌجٌة السورٌة مثال ال تضع الجٌش اإلسرابٌلً فً حساباتها ،وهذا ما
نراه واضحا فً دعمها للتحرش الٌومً ضد الجٌش اإلسرابٌلً فً تلن المنطمة.
ولد ٌكون التوازن المستمر ناتجا عن صراع لابم تتم إدارته من لبل طرفً الصراع ،على اعتبار
أن إدارة الصراع هً :فن استخدام كافة الوسائل المتاحة لتطوٌع إرادة الخصم.
وأركز هنا بشدة على كلمة "ارادة" ألن الحرب كما للت سابما ال تتولف على العدد والعدة فمط،
ففً معركة الٌرمون الشهٌرة فً التارٌخ اإلسالمً ،وأثناء استعراض المابد خالد بٌن الولٌد لفٌالك جنده
بدأت حشود الروم بالتوافد على أرض المعركة.
فصرخ أحد جند اإلسالمٌ" :ا الهً ما أكثر الروم وما ألل العرب" فرد علٌه خالد بن الولٌد بجملة
تعتبر من أهم المبادئ االستراتٌجٌة فً الحروب حٌث لالٌ" :ا هذا لل ما أكثر العرب وما الل الروم ،فإنما
تكثر الجنود بالنصر وتمل بالخذالن".
وتدل هذه الجملة على أن الكم على أهمٌته لٌس وحده العامل الحاسم فً نتابج الصراع ،ولتوضٌح
هذا األمر أسوق مثال من تارٌخنا العربً الحدٌث ،فعلى الرغم من أن فرنسا احتلت الجزابر ،وعلى الرغم
من نشر "دٌغول" لحوالً نصف ملٌون جندي فرنسً فوق أرض الجزابر ،وضربه اآللة العسكرٌة
الجزابرٌة إال أنه لم ٌتغلب على إرادة الشعب الجزابري فاتخذ لرارا حاسما بالرحٌل.
وٌنسحب هذا أٌضا على ما حدث بعد حرب عام 9151والتً كانت نتٌجتها هزٌمة الجٌوش العربٌة
أمام إسرابٌل ،فمد نمل على لسان "موشً دٌان" وزٌر الحرب اإلسرابٌلً آنذان لوله( :عندما ٌمرع جرس
هاتفً أتولع أن تكون المحادثة من المادة العرب ٌطلبون منً الجلوس للبحث فً شروط التفاهم).أي شروط
االستسالم.
لكن الزعٌم العربً جمال عبد الناصر أصبح فً ظل الهزٌمة أكثر ثورٌة عما كان علٌه فً
السابك ،فمرر ٌومها "أن ما أخذ بالموة ال ٌسترد بغٌر الموة" ،وكان أن نهض بالجٌش وأعاد بناءه لٌتمكن هذا
الجٌش فً عام 9115من عبور أصعب حاجز مابً فً التارٌخ (لناة السوٌس) وتحرٌر سٌناء واألراضً
المصرٌة المحتلة ،وتحمٌك تسوٌة المتعادلٌن ولٌست تسوٌة المنتصر والمهزوم.
5
مفهوم إدارة الصراع السٌاسً
إدارة الصراع من المضاٌا الهامة التً ٌنبغً علٌنا ادراكها وتعلمها جٌدا ،لبل الدخول فً
موضوعات التسوٌة والسالم ،على اعتبار أنها العملٌة التً ٌتم بموجبها استخدام كامل الوسابل المتاحة
لتطوٌع (لهر) إرادة الخصم ،ولٌس لتدمٌره عسكرٌا فمط كما أسلفنا.
ولم تعد الموة العسكرٌة هً األساس فً مجال لضاٌا الصراع الدابر فً كثٌر من بلدان العالم ،بل
وتعدى ذلن إلى اندماج عدة عناصر تتحكم فً موازٌن الموى وعلى رأسها االرادة.
وبناء علٌه تصبح عملٌة إدارة الصراع بالدرجة األولى حركٌة ،ال تمبل
الجمود ،بمعنى أن ال أتولف عن العمل واكتفً بالمرالبة وانتظر أن ٌحسم العامل
الدولً الوضع لصالحً.
وأساس حركٌة الصراع هنا (المواجهة) التً ال ٌمكن من خاللها االمسان بالحلمة األساسٌة
المتحكمة بالصراع فً تلن المرحلة ،ألن ادران الحلمة األساسٌة فً النضال هً ما ٌجعلنا نجمع على
الهدف ،لذلن ال مناص لنا هنا من تعرٌف السٌاسة التً تمودنا لالمسان بتلن الحلمة وادران عواملها
وابعادها.
هنان مابة تعرٌف للسٌاسة فالبعض ٌمول أنها مشتمة من ساس ٌسوس ،والبعض اآلخر ٌعرفها على
أنها فن أو إدارة االمور.
لكننً اتفك مع تعرٌف دٌ .اسٌن الحافظ للسٌاسة باالعتماد على ثالثة لواعد
هً :رؤٌة وإدران التنالضات المائمة كونها لضٌة ملموسة ولكنها غٌر تعمٌمٌة،
فعندما نمول بأن صراعنا مع اإلسرائٌلٌٌن هو صراع بٌن الحك والباطل ٌعتبر
كالمنا غٌر سٌاسً وغٌر مادي أو ملموس ،وال ٌتعلك بتفاعالت موازٌن الموى،
ولكن فً حال النظر إلٌه من الزاوٌة المتعلمة بـ (صنع اإلرادة) واثرها فً رفع
المعنوٌات والتشبث بالحموق ٌصبح المعنى صحٌحا مئة بالمئة ،بالرغم من عدم
إعطائه صورة دلٌمة لتمدٌر المولف ،ألن ادران موازٌن الموى ٌعنً إدران البعد
الذاتً لكل طرف إضافة إلى البعدٌن اإلللٌمً والدولً.
إدران أثر الزمن فً تحول التنالضات ،ومعرفة ما هو التنالض الذي سٌضعف ،وما هو التنالض
الذي سٌموى ،وبتحدٌد هذا أحدد ذاتً وأضع الخطط والبرامج الذاتٌة ،وفً نفس الولت أرالب خطط
خصمً التً ٌنمً فٌها ذاتٌته ،إضافة إلى تمكنً من وضع الخارطة اإلللٌمٌة وتحدٌد مدى نمو وتطور
الوضعٌن اإلللٌمً والدولً من حولً.
6
دراسة التنالضات على األرض ألنها لضٌة علم ولٌست لضٌة تصور ،وتعتمد
على الحمابك الملموسة المربٌة بالبصر لبل البصٌرة ،فإذا استطعنا رإٌة األمور بالبصر أوال ثم تتبعنا حركة
التنالضات بالبصٌرة (أي ما ٌعرف باللغة العربٌة بالصٌرورة) وتفكرنا فً ماضً التنالض ،وحاضر
التنالض ومستمبل التنالض ،أمكننا عندبذ اتخاذ المرار السٌاسً الصابب.
فالمدرة على الرإٌة بالبصٌرة لبل رإٌتها بالبصر تمثل صعوبة كبٌرة فً اتخاذ المرار كونها تعتمد
على المدرات العملٌة واإلدران الذهنً.
لكن حٌن اجتمعنا مع األخوة فً فصابل المماومة األخرى فً (م.ت.ف) تعالت بعض األصوات
التً ال ترٌد منا إظهار أٌة لٌونة فً العمل السٌاسً ،مع العلم أن الفهم الصحٌح للموضوع ٌعنً أن خوض
صدام ستة أشهر ٌحتاج منا تبنً خطا سٌاسٌا ٌوفر لنا األكسجٌن الالزم للصمود لمدة طوٌلة كهذه ،خاصة
واننا لم نكن نواجه الجٌش اإلسرابٌلً وحده وإنما أٌضا حلف األطلسً.
وبناء على ذلن وبصفتً المكلف آنذان بالتفاوض مع السفٌر األمرٌكً "فٌلٌب حبٌب" وضعت ورلة
تتضمن 15شرطا للخروج من بٌروت ،وعندما سمعت الموى الٌسارٌة عن موضوع الورلة طار صوابهم،
فطلبنً رجل اعتبره عمٌد المناضلٌن ،وسؤلنً عن الورلة والشروط ،فؤجبته على سإاله باإلٌجاب.
لمد كان التكتٌن الذي اتبعناه آنذان فً وضع هذا العدد المرتفع من الشروط ،هو أنه لو اضطررنا
للتنازل عن ثالثة أو أربعة شروط شهرٌا ،فسٌبمى لنا فً نهاٌة األمر شروط تمثل المضاٌا الثالثة األساسٌة
التً نرٌدها وهً:
وأثناء لمابً مع عمٌد المناضلٌن لال لً :كٌف وضعتم الورلة؟ فؤجبته:أننا سنخرج من بٌروت ال
محالة ،فلنستثمر خروجنا وال نخرج كالمهزومٌن ،وعلٌنا أن نحدد كٌف نخرج.
7
فاستغرب وصاح لابال :نخرج؟ كٌف نخرج؟
فملتٌ :حتاج المادة أحٌانا ألن ٌتذكروا البدٌهٌات ،كً ٌدركوا صٌرورة التنالضات ،فنحن
محاصرون ،فهل نزداد لوة أم ضعفا؟ وهل ستزداد ذخٌرتنا أم تمل؟ وهل سنواجه أزمة فً المٌاه والطحٌن
أم ال؟
من ٌدرس ذلن ٌرى الصورة لاتمة سلبٌة إال من شًء واحد هو (اإلرادة) ،فإرادة المتال لدٌنا متوفرة
ولابمة.
فملت :إذا نزلت الموات السوفٌتٌة فً البماع كما تمول ،فلن الوعد ان ال نفكر فً العودة إلى صٌدا
فحسب وإنما سنعود إلى صور ،ومنها سنبدأ بالهجوم المضاد على شمال فلسطٌن ،فالجٌش اإلسرابٌلً ٌكون
منهكا ،أما نحن فسٌكون لدٌنا لوى احتٌاط تساعدنا على االنتمال من مرحلة الدفاع إلى الهجوم.
وبعد اسبوعٌن من المتال ،جاء السفٌر السوفٌتً لٌمول لألخ المابد العام :ماذا تفعل هنا؟ اخرج!
عندبذ لال له المابد العام :انا ال ألود شعبا من الغنم ،فإن خرجت دون لتال فلن أطاع بعدها أبدا ،فما
معنى أن تماتل فً صور وصٌدا وعندما تحاصر المٌادة فً بٌروت ال تماتل ،هذا كالم سخٌف!.
وأضاف :لً رجاء عندن بصفتن سفٌرا لالتحاد السوفٌتً أال تعلن مولفكم هذا ،دع الناس واهمٌن
على أمل لدومكم.
بعدها ذهب السفٌر لممابلة عمٌد المناضلٌن فسؤله األخٌر :متى ستنزل الموات السوفٌٌتٌة؟
فرد السفٌر :أترٌدنا الدخول فً حرب نووٌة من أجل لبنان؟ أخرجوا من لبنان الصلٌب األحمر.
8
ثم طلبنً ولال لً :هل تمابلت مع السفٌر السوفٌتً؟
إذن المضٌة األساسٌة فً إدارة الصراع هً كٌفٌة تشكٌل حلف بٌن السٌاسً والزمن ،فالسٌاسً
ٌتحول إلى عاشك للزمن ٌمضً عمره فً مطاردته.
فاالنتمال من حالة إلى أخرى سهل فً المراتب العلٌا ،أما الماعدة الشعبٌة فلٌس من السهل علٌها
االنتمال من الحرب إلى االتفاق ،أو االنتمال من صدى الشعارات المتطرفة إلى المعتدلة.
أذكر أنه فً عام 9155كنت فً دورة بالكلٌة العسكرٌة فً (نانكٌن) فً الصٌن ،وبعد أن انتهٌنا
منها ،رتبوا لنا لماء مع الزعٌم الخالد (ماوتسً تونغ) ،2كنا حٌنها صغارا فً أوابل العشرٌنات من أعمارنا
وال نمتلن تجربة أو ممدرة على االستفادة من رجل عظٌم كماوتسً تونغ فطرحت علٌه سإاال -اعتمد اآلن
أنه بسٌط للغاٌة ،وال ٌلٌك أن ٌُطرح بهذا الشكل امام لابد عظٌم -وهو :ما هً أعمد مشكلة واجهتن فً
الثورة؟
وبناء على ذلن ألول:إنه عند االنتمال من مرحلة إلى أخرى ٌجب االنتباه إلى أهمٌة ترتٌب البٌت
الداخلً ،وإال فإن العدو سٌستغل هذا األمر مستفٌدا من الخالفات الطابفٌة أواالثنٌة المومٌة ،أو الفبات من
الداخل والخارج ،أو من الشمال والجنوب فٌتسلل لداخل نسٌج الشعب.
بعد هذه الممدمة نستطٌع اآلن منالشة السإال حول مدى توفر فرص السالم؟
بدون شن ٌجب علٌنا نحن الفلسطٌنٌون أال نخاف من السالم ،أو التسوٌة ألن
األرض فً النهاٌة أرضنا والمنطمة منطمتنا.
وهنا أعود للمول :أن تمٌٌم الصراع على أنه (إسرائٌلً فلسطٌنً) ٌجعل
من السالم هنا سالم المهزوم ،أما إذا لٌّم باعتباره (عربٌا اسرائٌلٌا) فالصورة
متعادلة.
إن إسرابٌل لم ت ُخض أشرس معاركها ضد الفلسطٌنٌٌن فحسب ،وإنما ضد المصرٌٌن وعلى
األراضً اللبنانٌة وفً الجوالن أٌضا.
لذا ال ٌمكن تصور السالم أو التوازن المستمر إال فً حال تحمٌك األمن ،واألمن لإلسرابٌلٌٌن لٌس
فً نابلس أو طولكرم أو الخلٌل أو غزة فمط بل أمنهم ٌؤتً أٌضا فً إطار عاللات حسنة مع الماهرة ودمشك
3
وبٌروت وعمان وطهران وأخٌرا فً فلسطٌن.
3ونالحظ أنه ضمن هذا الفهم العروبً الذي عبر عنه المفكر الكبٌر خالد الحسن بالمول دابما أن الماطرة الفلسطٌنٌة ال تسٌر
اال ضمن المطار العربً ،وما ال ٌتنالض مع مبدا التخصص فً نطاق فكرة استماللٌة المرار ،وهو بالضبط ما حمل الربٌس
الرحل ٌاسر عرفات على لبول المبادرة العربٌة عام ،1001وما انعكس على فكر الربٌس أبومازن الذي ٌصر على أن الحل
فً إطار المبادرة العربٌة للحل من االلف الى الٌاء ،ولٌس بالعكس.
10
السالم إطاره عربً شامل
فلسطٌن عبر التارٌخ هً ساحة المعركة كما أنها الجسر الذي ٌربط بٌن لارتً آسٌا وافرٌمٌا وتتمٌز
بالمولع المتوسط بالنسبة ألوروبا كما أنها تربط بٌن حضارات ما بٌن النهرٌن والنٌل ،وهذا الجسر ٌصل
الى لناة السوٌس (أول من فكر بفتح لناة السوٌس هو الخلٌفة العباسً هارون الرشٌد ولكنه تراجع عن فكرته
ألنه أدرن أنه سٌصبح هدفا للموى الخارجٌة األخرى).
إن هذا الجسر [فلسطٌن] كانت مسرحا للمعارن على الدوام ،ولد كانت تحسم هذه المعارن من
تحالف الجنوب والشمال (الماهرة ودمشك) ومثلما حصل فً معارن صالح الدٌن االٌوبً ضد الفرنجة
(الصلٌبٌٌن) حٌث رتب االمور جنوبا ومن ثم شماال بعدها انطلك للتحرٌر.
وتؤسٌسا على ذلن فإن (التوازن المستمر) و(السالم) ال ٌمكن ان ٌكون فلسطٌنٌا اسرابٌلٌا فمط،.
وإنما ٌجب أن ٌكون فً إطار عربً شامل ،ولذلن فإننا كفلسطٌنٌٌن عندما ننظر للجغرافٌا السٌاسٌة العربٌة
نرى بالبصٌرة أن المستمبل لن ٌكون للهٌمنة اإلسرابٌلٌة ألن اإلسرابٌلٌٌن سٌبحثون ()tobe integrated
عن االنضمام للمنطمة على العكس تماما ً مما ٌرفضونه اآلن.
وألول لكم :انظروا إلى آخر هجوم موسع لإلسرابٌلٌٌن ،متى كان؟ لمد كان فً العام 9151وبعده لم
ٌسجلوا أٌة نمطة جدٌدة ،وكما هو معلوم فمد ضربوا الجٌوش العربٌة (المصرٌة والسورٌة األردنٌة) وأخذوا
ما ٌسمونه (إسرابٌل الكبرى).
ومنذ العام 9151حتى هذا العام ( )9111لم ٌنجحوا فً تسجٌل شًء جدٌد من الذي سجل إذن؟
إنه البطل المصري الذي عبر المنال واسترجع سٌناء .
..كما أن الثورة الفلسطٌنٌة سجلت ضدهم ،عندما حاولوا المضاء علٌنا واجتاحوا لبنان وخرجوا
دون أي اتفالٌة ،حٌث تمهمر الماهر فً لبنان وهذا أمر مهم.
والٌوم تراهم ٌبحثون عن معادلة للخروج من المؤزق وهم – كما ال ٌخفىٌ -علمون بعدم منطمٌة
وجودهم فً الجوالن ،ومن هنا فإن السورٌٌن غٌر متسرعٌن ألنهم ٌرٌدون تحمٌك (التوازن المستمر).
فً العام 9151ولف وزٌر الخارجٌة االمرٌكً األسبك (جٌمس بٌكر) ٌخطب فً اللوبً الصهٌونً
فً (واشنطن).
ولال( :اٌها السادةٌ ...جب أن تمروا أن فكرة "اسرابٌل الكبرى" لد سمطت) ألنه ال لٌمة لجٌش لم
تعد هنان لدرة على استعماله ،ففً سٌناء مثال اضطرت امرٌكا ألن تؤتً وتنمذ الوضع ( ،)9115وفً لبنان
جاءت امرٌكا واٌطالٌا وفرنسا لتسلم الوضع (.)9151
11
واثناء االنتفاضة 4كان الوضع على األرض غٌر مستمر ..من هنا ٌحاول االسرابٌلٌون أن ٌدفعوا
ثمنا لمصر عبر (التوازن المستمر) ،وهم أي اإلسرابٌلٌون ٌتمنون أن ٌمٌموا توازنا مستمرا مع سورٌا،
ولكنهم ال ٌرٌدون الامة توازن مستمر ضمن مجموعة عربٌة النهم ال ٌرٌدون أن ٌكون الفلسطٌنٌون طرفا
فً ذلن.
والمشكلة لدى الطرف االسرابٌلً أنه حتى الٌوم لم ٌضع ثمافة السالم موضع التنفٌذ على لاعدة أن
االعتراف بالطرف اآلخر – كما للنا سابما – ٌتطلب منن أن تإمن بثمافة السالم التً تتضمن أربعة عوامل
هً :
التعاٌش. .9
التسامح. .1
الحوار. .5
الندٌّة. .4
والحوار من أوجب شروط السالم ،وهو ال ٌمكن أن ٌكون حوارا ً إال إذا لام على الندٌة ،فعلى سبٌل
المثال عندما أجرٌنا حوارا ً وطنٌا فً نابلس طالب البعض فً البداٌة أن تخضع االللٌة لرأي االغلبٌة فً
مجمل المضاٌا المطروحة ،فإذا أردت ان تتعامل بهذا االسلوب فلماذا دعوت للحوار ،بمعنى دع االكثرٌة
تؤخذ لرارها دون هذا الحوار ،هذا ما ٌرٌدون ،ولكن ما دمت لد لبلت بالحوار فإنن تإمن بالتوافك وبالتالً
تإمن بالندٌة بغض النظر عن كونن الكبٌر أو الصغٌر.
إن التسامح ال ٌعنً أنن تنسى أرضا أو تسكت عن ظلم ،وإنما ٌعنً أن توافك على تجاوز
الحواجز دون النظر إلى الماضً.
ونفس الشًء ٌنطبك على التعاٌش الذي ٌتطلب االلرار بالندٌة لكال الطرفٌن أٌضاً.
لمد أفرزت االنتخابات االسرابٌلٌة األخٌرة فرٌما اعتلً سدة الحكم وهو ال ٌإمن بالعوامل األربعة
المكونة للثمافة السالم ،فهو اساسا ً ال ٌإمن بالندٌة ،فكٌف ٌإمن بالتعاٌش؟
وكلما لوي التٌار الدٌنً االسرائٌلً كلما لوٌت لدٌهم فكرة التفوق الموجود
فً المعتمد الفكرانً "االٌدٌولوجً" لفكرة شعب هللا المختار.
ال ٌكون السالم بنا ًء وفعاال ً إال إذا حممنا التوازن المستمر ،ونشرنا ثمافة السالم والتزمنا جمٌعا
بهذه الثمافة ،والتوازن المستمر ال ٌستوعب ان تكون الدولة الفلسطٌنٌة منزوعة السالح أو تمتلن اسلحة
الثمانٌنٌات بٌنما االسرائٌلٌون ٌتسلحون بأحدث األسلحة والصوارٌخ ،وال ٌعتبر هذا عدم اعتراف
بمساواتن فحسب بل هو اصرار على الوصاٌة علٌن.
والسالم فً هذه لحالة ال ٌمكن أن ٌتحمك وال ٌموم له بناء .إن التثمٌف بثمافة السالم ٌجعلن لادرا
على فهم الطرف اآلخر ولادرا على منالشته ،وعلى كتاب الممال أن ٌكتبوا مماالت عن التعاٌش وأخرى عن
التسامح وأخرى عن الحوار وأخرى عن الندٌة لتثمٌف األجٌال الجدٌدة.
فالمنطمة هنا ٌجب أن ٌتحدد من ٌحفظ األمن فٌها ،وأمٌركا ترٌد المدوم والسٌطرة على المنطمة ولم
تكتف بدورها فً الخلٌج.
ِ
ولدوم امٌركا ٌضعف الدور االسرابٌلً باعتبار اسرابٌل وكٌال ألمٌركا هنا ،وال بد لها من حل
المضٌة الفلسطٌنٌة الن بماءها دون حل ٌبمً الصراع متؤججاً.
لذلن عندما زار جورج بوش المنطمة فً المرة الٌتٌمة والتمى شامٌر فً العام 9151
لال لهٌ" :جب أن تعلم أنه فً السنة الممبلة سنضع حال للفلسطٌنٌٌن ألننً ال أرٌد مزٌدا من الحرابك
فً البٌت األمرٌكً" ،كان ذلن لبل حرب الخلٌج الثانٌة التً كان ممدرا ً لها أن تنشب فً جمٌع األحوال.
وبالتالً فإن سموط االتحاد السوفٌٌتً ودٌون أوروبا جعلت بٌرٌز ٌدرن الحمابك جٌدا ،ودٌون
أوروبا كثٌرة ،ففرنسا مثالً أولفت %80من الضمانات االجتماعٌة ،وتجري استفتاء الٌوم حول هذا
الموضوع.
وفً المانٌا ٌتناوب شغٌلة "الفولكسفاجن" العمل فً المصانع ،وإال فمد الكثٌرون منهم عملهم
وزادت نسبة البطالة.
13
اما اسرابٌل فثلث مٌزانٌتها سداد دٌون وفوابد ،وثلث تصرفه على األمن والدفاع ،والثلث الثالث
ٌؤتٌها من الخارج ،ولوال ذلن لتولفت لدرتها على التطوٌر ،لذلن اشترطت ممابل مشاركتها فً مإتمر مدرٌد
استمرار الدفع لها ،وبٌرٌز كان ٌرٌد أن ٌحول اسرابٌل من اسرابٌل الكبرى جغرافٌا إلى اسرابٌل العظمى
التصادٌا فاخترع "الشرق أوسطٌة".
لكن السإال المطروح فً إطار الشرق أوسطٌة االلتصادٌة هو كٌف سٌكون شكل األمن؟ األمن
الذي ٌرٌدونه هو أمن تشترن فً نسٌج حلماته اسرابٌل وتركٌا وأمرٌكا.
لمد أدركنا ذلن فً مإتمر الدار البٌضاء االلتصادي الذي ضم دول الشرق االوسط .حٌث فً هذا
المإتمر فوجا ممثلو الدول بدعوة توجه لهم لحضور اجتماع لبحث األمن االللٌمً ،وكان المولعون علٌها
5
وزراء خارجٌة امٌركا ،تركٌا واسرابٌل ،فثار العرب ورفضوا الذهاب لالجتماع ،وصعد عمرو موسى
على المنصة وأخذ ٌتحدث عن السالم النووي مما أدى إلى توتر األجواء وتؤجٌل االجتماع.
لمد نجح بٌرٌز إلى حد ما فً أن ٌضع اساسا ً لالنفتاح االلتصادي ،مع ان االلتصاد االسرابٌلً فً
فترة ما بعد السبعٌنات ارتفعت نسبته إلى فوق الصفر فً حٌن بعد اتفاق أوسلو أصبحت نسبته ما بٌن %5
إلى %1نتٌجة انفتاح سوق الصٌن والهند أمامه.
لكن نتنٌاهو تصرف على العكس تماما ولم ٌإمن بؤفكار بٌرٌز أو مشارٌعه العتبارات كثٌرة أهمها
أنه ال ٌرٌد التنازل عن الدور األمنً .فهو ال ٌهمه التطبٌع وال تهمه العاللة ذات الطابع االلتصادي مع
المجموعة العربٌة ،وج ّل هدفه أن ٌحمك السالم واالمن مع الفلسطٌنٌٌن والعرب دون ممابل.
ولهذه األسباب ٌعمل نتنٌاهو على عمد حلف مع تركٌا ،وإلامة عاللات ممٌزة مع األردن ولطر من
أجل التغطٌة على هذا الحلف تمهٌدا لدخول أمرٌكا.
وأكثر ما ٌخٌف إسرابٌل اآلن هو مصر والتصادها الذي لفز من ( )15ملٌار دوالر الى ()88
ملٌار دوالر إضافة إلى جٌشها المزود باألسلحة الحدٌثة واحتٌاطً العمالت الصعبة عندها والذي أصبح
لرابة ( )91.8ملٌار دوالر.
وٌمثل نتنٌاهو المدرسة التً تعتمد بأن االنتمال إلى "الشرق أوسطٌة" ٌجعل
من اسرائٌل جزءا ً من المنطمة ،وهذا ٌفمدها هٌمنتها ولوتها على المدى البعٌد،
عالوة على أن هذا الرجل – الذي ٌشبه (موسولٌنً) – ٌحب أن ٌمال عنه أنه
متصلب صمر ٌدمن الضرب على الطاوالت لٌهز العالم.
5عمرو موسى من أبرز الشخصٌات العربٌة المصرٌة شغل منصب وزٌر الخارجٌة المصري ثم امٌن عام الجامعة العربٌة.
14
ولٌست اسرابٌل فوق لوانٌن العالم فعندها من الدٌون ما لٌمته ( )11ملٌار دوالر تمرٌبا بالرغم من
أن نموها ٌتمثل بـ( )55ملٌار دوالر ،ولكن دٌونها كبٌرة إذا لورنت بمعدل النمو لدٌها ،مع التخفٌف من
مشاكلهم الداخلٌة.
لهذه االسباب جمٌعها نمول ال أمل فً السالم مع نتنٌاهو ،وال سالم إال إذا
تغٌرت هذه الحكومة فنحن ال نستطٌع أن نأكل نواة الجوزة ما لم نكسرها ،وإذا لم
نكسر أفكار نتنٌاهو فال ٌمكن إحداث التغٌٌر.
فإذا أرادوا دولة فلسطٌنٌة دٌممراطٌة على كامل التراب فنحن جاهزون ،وإذا ارادوها ثنائٌة
المومٌة فنحن جاهزون أٌضاً ،وإذا طرحوا لضٌة االتحاد الكونفدرالً مع االردن فهذا مطلبنا نحن ولٌس
مطلبهم ،فالفلسطٌنً واالردنً متالزمان دوما وسٌكون أول وحدة عربٌة نابعة من الرغبة والضرورة
معاً.
إن التوازن المستمر فً المنطمة ٌتولف على الوضع العربً وٌؤتً منه ونحن لسنا خابفٌن من هذا
الوضع ،ففً سنة 1090سٌبلغ عدد سكان مصر ( )900ملٌون مصري ،وفً العراق وسورٌا ولبنان
واالردن سٌتجاوز العدد ( )900ملٌون آخرٌن وهذه الزٌادة المتولعة ال تصب إال فً صالحنا نحن كعرب
وفلسطٌنٌٌن.
السالم لٌس (طك حنن) إطاللا ،بل هو عملٌة تغٌٌر تتطلب أن تتغٌر انت وأتغٌر أنا دون المساس
بالهوٌة الحضارٌة.
لمد سعى "بٌرز" بشرق أوسطٌته إلى أن ٌبطح العروبة وهذا ما ال ٌمكن أن
ٌحدث أبدا.
لمد دعٌت إلى اجتماع فً احدى المدن الفلسطٌنٌة فوجبت فٌه بالكتاب والصحفٌٌن الفلسطٌنٌٌن
ٌتساءلون من نحن؟
بل وصل األمر بؤحدهم إلى أن ٌمول لً أننا ال نملن ثمافة؟ وهذه فً رأٌه مشكلتنا.
15
كرر المول من نحن؟
أجبته :أننا أبناء الحضارة العربٌة االسالمٌة سواء كنا مسٌحٌٌن أو مسلمٌن
أو حتى ٌهودا كابن مٌمون الذي عاش فً األندلس وألف اهم الكتب عن الحضارة
العربٌة االسالمٌة ،فهو ابن الحضارة العربٌة رغم دٌانته الٌهودٌة.
إن "االسرلة" ال ٌمكن أن تحل المشكلة ألنها غٌر والعٌة ،وغٌر ممكنة ،ومن ٌعتمد أن الحل
باألسرلة فهو مخطا تماما ألنها تمثل السالم وال تؤتً به.
إن السالم هو أن نتعاٌش وكل منا معترف باآلخر وحضارته وسماته ،لٌبدأ بعدها عصر الرفاهٌة
والتطور االلتصادي*.
*المى هذه المحاضرة األخ هانً الحسن ()1091-9151عضو اللجنة المركزٌة لحركة فتح ،مفوض
العاللات الخارجٌة /مستشار الربٌس (ثم الحما مفوض التعببة والتنظٌم للحركة) ،وذلن فً دورة الشهٌد
(ابراهٌم اسد) إلعداد الكوادر الطالبٌة التً ألامتها مدرسة الشهٌد ماجد أبو شرار العداد الكوادر فً
التوجٌه السٌاسً والوطنً .،لحركة الشبٌبة الطالبٌة فً جامعة النجاح برباسة (المابد األسٌر حالٌاٌ:اسر
أبوبكر) /لاعة الشهٌد ظافر المصري بتارٌخ .9111/8/15فً مدٌنة نابلس – فلسطٌن .وتمت اعادة
طباعتها من لبل لجنة التعببة الفكرٌة فً حركة فتح –مفوضٌة االعالم والثمافة والتعببة الفكرٌة فً مطلع
العام )1095
16
هانً دمحم سعٌد الحسن
*باشر العمل الوطنً منذ كان طالبا وأسس مع عدد من زمالبه وضمنهم الشهٌد هاٌل عبد
الحمٌد (أبو الهول) منظمة (طالبع العابدٌن) التً سرعان ما حمك اندماجها فً حركة فتح عام
.9151
*تسلم العدٌد من المهمات والمسإولٌات فً إطار عمله فً الثورة الفلسطٌنٌة وحركة فتح.
*ٌنتمً األخ هانً الحسن فكرٌا الى التٌار المومً العربً اإلسالمً ،ومن مفكري الثورة
الفلسطٌنٌة الوالعٌٌن ،وٌتمٌز بعاللاته الدولٌة والعربٌة الواسعة.
17
*له العدٌد من األبحاث والمماالت والكتابات والدراسات المنشورة ضمن أدبٌات حركة فتح.
*عرف بفصاحته ولدرته اللغوٌة وااللناعٌة ،والخطابة ورإٌته السدٌدة لالمور ،وعملٌته
الملتزمة والمنفتحة معا
*صدر له:
18