Professional Documents
Culture Documents
مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماستر في الحقوق
تخصص :قانون اإلعمال
المشرف: الطالب:
أ .الشريف وكواك بن عمر محمد الصالح
لجنة المناقشة
الصفة الجامعة االسم و اللقب
رئيسا جامعة الشهيد حمه لخضر – الوادي شيبات ساره
مشرفا و مقررا جامعة الشهيد حمه لخضر – الوادي الشريف وكواك
عضوا مناقش جامعة الشهيد حمه لخضر – الوادي شربي مراد
من اجلنا وال شيء يف الدنيا يعوضهما على ذلك اىل اعز شخصني يف الوجود
كله علينا
الوالدين الكرميني
محمد الصالح
شـ ـكـ ـر وتـ ـقـ ـديـ ـر
امحد اهلل اشكره ان وفقين على امتام هذا العمل ,اتوجه اىل استاذي
املشرف االستاذ الشريف وكواك بأفضل عبارات االمتنان والشكر
والتقدير لقبوله باألشراف علي يف اجناز هذا العمل ,وعلى اثرائه لي
بالتوجيهات القيمة.
محمد الصالح
مـــقـــدمـــه
مـــــقـــــدمـــــه
مـــــقـــــدمـــــة
عرفت الجزائر خالل الثمانينات ازمة اقتصادية كبيرة ,وكان لهذه االزمة تأثير واضح على
جوانب الحياة االجتماعية ,االقتصادية ,السياسية ,لقد نتج عن ذلك تحوالت جذرية اثرت في
سيرورة االقتصاد الجزائري ,و وضعت هذا االخير امام تحديات و رهانات مفادها تعديل او
حتى ازالة بعض الحدود االقتصادية وتحديد األدوات االستراتيجية التي تساعد على التفتح
االقتصادي ,واختيار طابع اداري مستحدث مالئم ,يستجيب للتغيرات العميقة والجوهرية التي
عرفتها وتشهدها كل القطاعات.
ان الظروف التي ذكرت دفت الجزائر الى اعادة النظر في مكانتها ,على المستويين
الداخلي والخارجي ,و اضطرت الى اعادت ضبط مدى تدخلها في االقتصاد الوطني و قد
لجئ ت الى تحرير االقتصاد الذي اصبح قائما على مبدا المنافسة الحرة في تنظيم الحياة
االقتصادية
تم التفكير في االنتقال من الدولة المسيطرة الى الضامنة ,ولم يعد هناك تسير اداري
للسوق ,حيث انسحبت الدولة من التعامل في الحقل االقتصادي ,وتم اسناد ضبط وتنظيم
النشاط االقتصادي لقواعد السوق والتي تتسم بالمرونة والسالسة ,ويجاد نظم قانونية تتماشى
والمتغيرات االقتصادية على المستويين ,وتتماشى ومتطلبات السوق
لقد استغنت الجزائر على مجموعة من التنظيمات والمبادئ التي كان معول بها قبل
التحول من التوجه االشتراكي وانتهاج التوجه الليبرالي واالقتصاد الحر ,كالتخلي عن احتكار
القطاعات االقتصادية ,و خوصصته بعد ان كان ملكية جماعية وعمومية ,ففتحت هذه الحركة
المبادرة للخواص ,لكن ضمن التوجه السابق كانت الدولة مستغنية عن قواعد التنظيم االمر,
الذي اوجدها امام فراغ قانوني ينظم هذه الحركة وهذا النشاط
ب
مـــــقـــــدمـــــه
هناك ثالث نقاط يجب الحفاظ عليها في اطار هذا التحول ,وهي المصلحة االقتصادية
العامة ,ضروريات المرفق العام ,ومصالح المرتفقين ,لقد تزامن انسحاب الدولة من الحقل
االقتصادي مع خلق سلطات ادارية ذات طابع مستقل ,تكون بديل للهيئات االدارية التقليدية
حيث تضمن ضبط الحقل االقتصادي وتعويض الق اررات االدارية السابقة بأدوات الضبط
الممنوحة لها
من القطاعات االقتصادية التي تم ضبطها ,سوق القيم المنقولة او " البورصة " ,فبعد
استحداث هذه االخيرة لما تم التحول الى التوجه الليبرالي من التوجه االشتراكي والذي كان ال
يسمح بتواجدها ,انشئت بورصة الجزائر ,وكما سبق االشارة له تم ضبط نشاط هذه السوق,
واستحدث ألجل ذلك سلطة اطلق عليها – لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة – حيث
ظهرت اول مرة في المرسوم التشريعي رقم 10 - 93المؤرخ في 23ماي ,1993المتعلق
ببورصة القيم المنقولة المعل والمتمم بموجب قانون 04 - 03المؤرخ في 17فيفري .2003
حيث في المادة 20من المرسوم التشريعي السابق ,وبعد تعديلها " تؤسس سلطة ضبط
مستقلة لتنظيم عملي ات البورصة ومراقبتها ,تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي " ,بهذه
الطريقة استحدثت اللجنة واسست ,ولقد تم تحديد تشكيلتها ,وبرنامج عملها ,ومهامها,
وصالحياتها ,من خالل مجموعة من القوانين والتنظيمات المتعلقة بها.
ت
مـــــقـــــدمـــــه
يهدف البحث الى الدراسة والتعرف على دور للسلطة التأديبية والتحكيمية التي تستعملها
لجنة تنظيم البورصة لضبط القطاع الذي خولت لها صالحية تنظيمه ,وهذا يؤدي بنا اوال الى
التطرق للبورصة وتحديد مفهومها والتطرق الى بعض العناصر المتعلقة بها ,بما انها السوق
االقتصادي الذي تمارس عليه اللجنة نشاطها ,ثم تحديد المقصود من سلطات الضبط
االقتصادي االلية الجديدة في الضبط االقتصادي بعد تخلي الدولة عن دورها كسلطة متدخلة
الى سلطة مراقبة ,وترك امر ضبط القطاع االقتصادي لهذه الهيئات ,وتحديد بالتالي المقصود
من لجنة تنظيم ومرقبة عمليات البورصة ,تحديد عالقة هذه السلطات بأجهزة الدولة ,التطرق
للضبط السلطة المخولة للسلطات في ممارسة عملها ,والتطرق ألهم آلية فيه والتي هي التنظيم
وتحديد أدواته ,واخي ار نحلل السلطة التأديبية والتحكيمية اآللية الممنوحة لهذه السلطات بتسليط
عقوبات على المخالفين لنظام العمل بالسوق ,وتسوية المنازعات التي تنشأ بين المتعاملين في
سوق القيم المنقولة.
واختياري لهذا الموضوع كان دافعه قلة الدراسات في هذا المجال بالجزائر ,وانطالقا من عدة
عناصر تتعلق بها ,وبتحديد بلجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها فلجنة تنظيم عمليات
البورصة ومراقبتها تم انشاؤها في اطار ارساء قواعد اقتصاد السوق ,حيث انه من بين اهم
الشروط التي يطلبها اإلصالح االقتصادي تأسيس بورصة القيم المنقولة ,ألن السوق ليست فقط
مجاال او حي از لتبادل السلع و الخدمات ,ولكنها ايضا تبادل للقيم المنقولة ,اي االوراق المالية
كاألسهم والسندات.
حداثة سلطات الضبط المستقلة واختالفها عن الهيئات اإلدارية التقليدية منح هذه السلطات
جزء من سلطات الدولة ,فتخلي الدولة عن الضبط االقتصادي لهذه الهيئات ,وما نتج عن هذا
االمر من تمتع الهيئات من سلطة تنظيم السوق ,الى منحتها السلطة التأديبية واستعمال التحكيم
امر مهم يدفع للبحث في هذا الموضوع ,ايضا حداثة الموضوع دفعتني ( كرغبة شخصية ) الى
ث
مـــــقـــــدمـــــه
البحث فيه ,فكيف لجهاز غير الجهاز القضائي للدولة يمكنه تسليط غرامات ,توقيع عقوبات
تختلف شكلها ما هذا الجهاز الذي يتمتع بهذه الميزة ,ايضا اقتراح المشرف ورغبته ان ابحث
في هذا الموضوع,
ولقد واجهتنا صعوبات في دراسة الموضوع تجسدن في قلة الكتابات حول الموضوع,
فالمراجع بصفة عامة نادرة فيه ,وخاصة التي تتكلم سواء عن اللجة او السلطات الممنوحة لها,
فغالبا ما وجدنها كأجراء في دراسات ,فحداثته كانت السبب والدافع لنا في ذلك ,وبالنسبة
للقوانين فهي اما قليلة التي تتكلم عن بعض السلطات او موجوده لكن هنالك ندرة في شرحها
سواء شروحات القضائية او الفقهية .
ومما سبق قوله عن سلطات الضبط االقتصادي ,وعن لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة,
نجد انفسنا امام االشكالية اآلتية :
في ما يتمثل دور السلطة التنظيمية الممنوحة للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ؟
ج
مـــــقـــــدمـــــه
لدى تحليل النصوص القانونية ,ايضا المنهج المقارن في بعض الحاالت كمقارنة وضع سلطات
الضبط في الجزائر بما هو واقع في النموذج الفرنسي ,او في حالة مقارنة القوانين المعمول بها
في الجزائر بما هو معمول به في فرنسا ,وخالل التوسع في الموضوع عمدنا الى تقسيمه الى
فصلين ,لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ,الذي يحوي ثالثة مباحث ,المبحث االول الذي
هو البورصة ,والمبحث الثاني وهو سلطات الضبط االقتصادي ,والمبحث الثالث عالقة لجنة
تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بالجهاز التنفيذي ,اما بالنسبة للفصل الثاني ,فهو بعنوان تنظيم
البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات ,ويحوي ثالثة مباحث ,المبحث االول وظيفية
الضبط االقتصادي ,المبحث الثاني ادوات اللجنة لتنظيم البورصة ,المبحث الثالث دور اللجنة
من خالل سلطة التأديب والتحيكم.
ح
الفصل االول
ومن اجل خلق توازن بين انسحاب الدولة من الحقل االقتصادي ,وبين وجوب االحتفاظ بدورها
في الرقابة عليه ,تبنت شكال جديدا من اشكال ممارسة السلطة العامة ,عن طريق سلطات الضبط
في المجال االقتصادي.
هذه السلطات خول لها المشرع الجزائري اختصاصات رقابية و تنظيمية واسعة و جعلها خارج
التدرج الهرمي ,فال تخضع ألية رقابة رئاسية كانت او وصائية ,كما انه لم يخضعها لنظام قانوني
موحد فتشكيلة هذه الس لطات ,وطريقة تعيين اعضائها ,و كذا الوسائل التـي تضـمن استقالليتها ,وحتى
األسلوب المستعمل إلنشائها يختلف من هيئة ألخرى ,واهمية سلطـات الضبط في المجـال االقتصادي
ال يمكن استيعا بها اال من خـالل معرفـة الغرض من انشائـها ,والوقوف على ما يميزها عن الهيئـات
اإلداريــة التقليديـة ,و كـذا معرفة ما اذ كانت سلطـات الضبط تشكل سـلطة رابعـة بجـوار السلطــات
الـثالث التنفيذية ,التشريعية ,والقضائية ,ومن بين هذه السلطات لجنة تنظيم ومراقبة عمليات
البورصة ,التي تعد من ضمن سلطات الضبط.
في هذا الفصل سنتطرق الى دارسة هذه الهيئة من خالل جملة من النقاط وهي ,في المبحث
االول الذي البورصة التي تعتبر السوق الذي تمارس الهيئة نشاطها عليه ,ثم في المبحث الثاني لجنة
تنظيم ومراقبة عمليات البورصة حيث نحدد المقصود من هذه الهيئة ,وبعد هذا نتطرق الى المبحث
الثالث عالقة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بالجهاز التنفيذي.
8
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
9
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
في االشتقاق اللغوي ,البورصة تعني كيس النقود ,1وهذه اللفظة تطلق على السوق التي تعقد
فيها الصفقات والعقود الخاصة بالسلع واالوراق المالية ,حيث ان التجار يأتون الى هذه السوق وهم
يحملون نقودهم في اكياس.
- 1شعبان محمد اسالم البرواري ,بورصة االوراق المالية من منضور اسالمي ( دراسة تحليلية نقدية ) ,دار الفكر دمشق ,سوريا,
,2001ص .23
10
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
اولهما هو فندق في مدينة بروج ( ( brugeببلجيكا كانت عليه عملة عليها ثالثة اكياس
نقود ,يجتمعون العمالء المصرفيون والوسطاء الماليون لتصريف اموالهم.
ثانيهما هو لعائلة ( ( van der bourseعائلة بلجيكية من نفس المدينة ,تملك قصر,
يجتمع فيه عمالء ووسطاء ماليون لإلتجار في اموالهم.1
ويطلق عليها االقتصاديون السوق المنظمة ,او سوق المزاد ,وتسمى السوق الرسمية لألوراق المالية.
حسب البعض ,تعرف البورصة بأنها " المكان الذي تتبادل في االوراق المالية التي سبق
2
اصدارها ,اال انه يمكن ان تباع فيها االصدارات الجديدة ايضا"
وتعرف ايضا بانها " نظام يتم بموجبه الجمع بين البائعين والمستثمرين لنوع معين من االوراق
او ألصل مالي معين ,حيث يتمكن المستثمرين من بيع وشراء عدد معين من االسهم والسندات داخل
السوق اما عن طريق السماسرة او عن طريق الشركات ,عاملة في هذا المجال ".3
وهتاك تعريف ضيق ومحدود لسوق رأس المال وهو االكثر استعماال و شيوعا ,والذي يقتصر
على السوق المنظمة لبورصة االسهم والسندات والتي يتم التعامل فيها بالبيع والشراء عن طريق
خدمات الوسطاء ,المسموح لهم بالتعامل في السوق وضامني تغطية االكتتاب.
- 2مبارك بن سليمان آل فواز ,االسواق المالية من منضور اسالمي ,مركز النشر العلمي ,جامعة الملك عبد العزيز ,المملكة
السعودية ,2001 ,ص .8
- 3نبيل خليل طه سمور ( ,سوق االوراق المالية بين النظرية والتطبيق دراسة حالة سوق راس المال االسالمي في ماليزيا ) ,شهادة
ماجستير ,كلية التجارة الجامعة االسالمية غزة ,دولة فلسطين ,2007 ,ص .28
11
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
نجد قانون التجارة الفرنسي في مادة 71يعرف البورصة على" انها مجتمع التجار وارباب
السفن والسماسرة والوكالء بعمولة تحت رعاية الحكومة".1
ينص قانون البورصة على اعتبارها شخصية اعتبارية عامة ,تتولى ادارة اموالها وتكون لها
اهلية التقاضي ,وتكون خاضعة لرقابة حكومية متمثلة في المندوب الحكومي المتواجد في البورصة,2
يراقب مدى تنفيذ القوانين وحضور اجتماعات لجان البورصة ,وله حق االعتراض على ق ارراتها اذا
صدرت مخالفة للقانون او لصالح العام.
اما المشرع الجزائري في المرسوم التشريعي 310 - 93نجده حدد البورصة بانها " تعد
بورصة القيم المنقولة اطا ار لسير وتنظيم العمليات فيما يخص القيم المقولة التي تصدرها الدولة او
االشخاص االخرون من القانون العام والشركات ذات االسهم ".
- 1وجدي محمد فريد ,دائرة معارف القرن العشرين ,مجلد ,2طبعة ,3دار المعرفة ,لبنان ,دون تاريخ ص .393
- 2الخضيري محسن احمد ,كيف تتعلم البورصة في 24ساعة ,طبعة ,1دار ايتراك ,مصر ,1996 ,ص .29 - 28
- 3المرسوم التشريعي 10 - 93 ,المؤرخ في 23ماي ,1993المعدل والمتمم بالقانون 04 - 03المتعلق ببورصة القيم المنقولة,
( ج ر ) 34المؤرخة في 23ماي .1993
12
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
ب :يجب ان تتوافر سهولة االتصال بين المتعاملين ,يكون هذا مباشرة او عن طريق
وسطاء ,حيث يجب ان تكون البورصة ( المكان المنشأة فيه ) مجهزة بأجهزة العرض واالتصال
والتسجيل ونظم المعلومات التي تسمح بالتواصل.2
ج :يوجد بها استم اررية وتنظيم ,فال بد ان تكون سوقا مستمرة وذلك من خالل ما يلي :
– 1وجود عدد كاف من المتعاملين فيها بما يضمن استقرارها وتوازنها ,حيث يمنع تحكم في
االسعار من قبل فئة معينة فيها.
– 2العدد الكافي من المتعاملين يضمن الحرية التامة بين المتعاملين والمعامالت التي تجري
فيها.
– 4والعدد الكافي يضمن تعدد االوراق المالية المطروحة والمتداولة ,هذا عن طريق زيادة
الشركات المسجلة فيها ,وتكتسب فعليتها من نمو وازدياد حجم التداول والتعامل فيها.3
د :وجود مؤسسات متخصصة في امور البورصة والتعامل فيها من شركات ومؤسسات مالية
وسيطة مثل بيوت االصدار والسماسرة ,وتقوم بعدة عمليات مثل :
– 2استثمار اموال المشاركين نيابة عنهم ,حيث تعمل على تنمية مستثمراتهم.
- 3شعبان محمد اسالم البرواري ,بورصة االوراق المالية من منضور اسالمي ,المرجع السابق ,ص .41
13
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
- 4ايجاد سوق مستمرة لتداول االوراق المالية المطروحة للبيع والشراء وبكميات كبيرة.1
ه :يجب ان تكون المؤسسات التي تصدر االوراق المالية ذات سمعة جيدة ,وان توفر
المعلومات عن االوراق المالية التي تجري التعامل فيها ,وتصدر معلومات عن المؤسسات المالية
المصدرة لتلك االوراق ,وامكانية استيعاب هذه المعلومات.
و :وجود اطار قانوني منظم وقواعد خاصة للتنظيم ورقابة المعامالت التي تجري في
البورصة ,ولحماية المتعاملين من المخاطر ,ومحاسبة من يخرج عن االطار القانوني.2
ي :النمطية والشكلية ,ما بجعل جميع عقود المعامالت في السوق ذات نمط محدد,
وبالتنميط يمكن توليد سوق ثانوية لألوراق المالية ,ومن ثم توفير عنصر السيولة للمستثمر ,ومدى
فعالية البورصة تقاس بـ :
– 3مقياس الفاعلية في رصد وتسجيل ونشر البيانات والمعلومات بشكل فوري وسريع.
14
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
ا :من حيث ما يتداول فيها من قيم و مثليات ,ومنتوجات ,وبحسب هذا التقسيم يمكن ان تقسم الى
مجموعة من البورصات
-بورصة البضائع الحاضرة او التجارية ,ويتداول فيها على منتوجات خاصة وذات طبيعة
عالمية
-بورصة العقود ( ,) contractéوهي التي يكون موضوعها عقود ثنائية مضمونها التزام
قائمة على بضائع نموذجية وغير موجودا فعليا
-بورصة القطع ,او المتاجرة بالنقود ,حيث يتم تبادل العمالت عن طريق الصرف العاجل
واآلجل.
-بورصة المعادن النفيسة ,التي يتم فيها تداول السلع المعدنية النفسية كالذهب والفضة,
االلماس ,وغيرها من المعادن النفسية
-بورصة الخدمات ,وهي بورصة ذات خدمات كثيرة التنوع لتعدد المجاالت التي تتداول فيها
(كالسياحة ,الفنادق ,التأمين)
-بورصة االفكار ,وهي احدث البورصات ,التي تعنى بعرض وتداول حقوق االختراع,
وحقوق المعرفة ,والعالمات التجارية ,والصفقات
بورصة االوراق المالية ,وهي سوق منظمة يتداول فيها االسهم والسندات ,وحصص -
التأسيس ,وتحدد فيها االسعار وفقا للعرض والطلب ,هذه البورصة تتضمن اسواقا جزئية
تعمل تحت اطارها ( سوق االصدار -سوق التداول التي تتضمن اجزاء اخرى )
ب :انواع البورصات من حيث مدى التعامل الجغرافي وتقسم بحسب هذا المعيار الى :
-بورصات محلية ,وهي التي ال تمتد معامالتها الى المجال الدولي ,ونشاطها محدود للغاية.
-بورصات دولية ,وهي التي تمتد تعامالتها الى دول مختلفة ,وتختلف في حجمها فهي
بورصات متوسطة وكبيرة الحجم
ج :انواع البورصات من حيث التسجيل واالعتراف الحكومي وتقسم البورصات الى :
15
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
-بورصات رسمية ,وتعمل بشكل رسمي ,وتمارس فيها المعامالت في ضوء قواعد ونظم
محددة وتحت رقابة حكومية
-بورصات غير رسمية ,وتعمل بشكل غير رسمي ,وتمارس فيها المعامالت في ضوي
قواعد ونظم خاصة بها ,هذه البورصات ال تعترف بها الحكومة.
- 2اعطاء مؤشر يظهر فيه تجاه االسعار وظروف االستثمار ومعدالت االدخار.
– 4تقويم االداء االقتصادي والمشروعات ,وايجاد حلقة اتصال بين المتفاعالت في النشاط
االقتصادي.
16
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
- 3توفير مجموعة من االدوات المالية التي تهيئ فرص اوسع لالختيار في شتى المجاالت.
- 5هي اداة اشباع للمستثمر الصغير الذي ال يستطيع ان ينشئ مشروعا لقلة رأس ماله.
17
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
ب :تنفيذ القوانين واللوائح المنظمة للبورصة ,ومراقبة ومتابعة مدى التزام االعضاء بها.
ج :االشراف على االسعار ,كتحديد جدول اسعار االوراق المالية واالعالن عنها.
- 1احمد محي الدين ,اسواق االوراق المالية واثارها االنمائية ,دلة البركة ,المملكة العربية السعودية ,1995 ,ص .315
18
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
ا :لجنة التأديب ,وتختص بالفصل في المنازعات التي ترتكب اثناء العمل ,وتنظر الشكاوى المرفوعة
امامها.
ب :لجنة التحكيم وتختص بالفصل في المنازعات التي تقع بين اعضاء البورصة والوسطاء
ولمندوبين ,وغيرها من النزعات
ج :لجنة التسعيرة ,وتقوم بتحديد جدول االسعار ونشره في وسائل االعالم المختلفة.
ح :لجنة قيد االوراق المالية ,تختص بالنظر في الطلبات التي تقدمها الشركات الراغبة في ادراج
اوراقها المالية في جدول التسعيرة ,ويكون ذلك وفق شروط موجودة في الئحة مسبقا.
خ :لجنة المقاصة ,تختص بأجراء المقاصة بين العمليات التي يجريها اعضاء البورصة فيما بينهم
وباقي المتعاملين.
د :لجنة المراقبة ,وتختص بمراقبة اعمال السوق من صحة تنفيذ الق اررات واللوائح وغير ذلك من
انشطة البورصة.
ه :الجمعية العمومية ,تختص بالتصديق على الميزانية المتقدم بها اليها ,وتبدي اآلراء في المسائل
التي تهم االعضاء ,وتتعلق بالبورصة واعضائها.
19
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
و :لجنة السماسرة ,تختص هذه اللجنة بقبول السماسرة وهذا وفق الشروط التي وردت في قوانين
ولوائح البورصة.
ا :االعضاء المنضمون ,وهم الشركات وصناديق االدخار التي تعمل في مجال االوراق المالية ,ويتم
تعيينهم من قبل لجان البورصة.
ب :االعضاء المراسلون ,وهم السماسرة المقيدون في البورصات االجنبية ,حيث يعمل هذا السمسار
ويتواصل مع سمسار محلي.
ج :االعضاء العاملون ,وهم السماسرة ومساعديهم ,الذين ينشطون في البورصة ,1من خالل هذه
المجموعات تتم ممارسة العمل في البورصة ,حيث يتوقف نشاط وفعالية البورصة على قدراتهم
العلمية ,وتظهر خبرتهم ودرايتهم بأمور البورصة ,ومدى تحقيقهم ألهداف المتعاملين فيها واشباع
حاجياتهم.2
20
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
والسمسار في مجال المعامالت المالية ,هو شخص ذو مؤهالت وموصفات معينة ,يتلقى
االوامر بالبيع والشراء في مجال التعامل باألوراق المالية ,يقوم بتنفيذها هو او بمساعدة احد معاونيه
ومساعديه ,يكون هذا مقابل عمولة ,تكون هذه العمولة محددة مسبقا في الئحة من طرف البورصة
( الجنة ) ,ويمارس هذه المهمة منفردا او كشريك متضامن في شركة سمسرة.1
بالنسبة لصيغتها القانونية هي مهنة مقننة ,والتعامل في االوراق المالية يجب اال يكون فقط
عن طريق سمسار معتمد من البورصة ,ونجد ادارة البورصة تضع قواعد ولوائح لتنظيم مهنة السمسار
ومعاونيه ,ونظ ار ألهمية المهنة التي يقومون بها يشترط فيهم.2
ا :االهلية القانونية ,كوجوب توافر جنسية البلد ,ويتحقق شرط السن المحدد لمزاولة هذه المهنة ( 21
سنة مثال ).
ب :النزاهة التجارية ,كعدم اشهار افالسه ,وال يدان في جناية ,او بالتزوير ,او مخالفة قوانين النقد
مالم يرد اليه االعتبار.
21
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
ج :الكفاءة المالية ,يكون ذا رأس مال نقدي يحدد عادة عن طريق البورصة ,وذلك كضمان منه
للعمالء او للجان البورصة.
د :الكفاءة الفنية ,يستوجب حصوله على ادنى حد من التعليم ( على االقل توافر شهادة جامعية او
ما يعادلها ) ,ويثبت خبرته في مجال السوق المالية لمدة عمل كافية في هذه السوق.
ه :الشروط االجرائية ,كأجراء اختبار ( شفوي – كتابي ) ,والحصول على نسبة محددة من اصوت
لجنة البورصة في طلب االنضمام ,ودفع رسم االنضمام وغيرها من الشروط التي تحدد مسبقا في
اللوائح والتنظيمات.
ا :تقديم المشورة والنصيحة لعميله عن السوق ,وعن التعامل في االوراق المالية وعن وضعها الحالي
والمستقبلي ,وتطورات االسعار.
ب :القيام باإلجراءات المترتبة عن تداول االوراق المالية بعد عمليات البيع والشراء ,في ما يتعلق
باألوراق والعمالء.
ج :االكتتاب نيابة عن العمالء في االوراق المالية الجديدة ,والقيام باإلجراءات الالزمة تجاه
المصارف.
د :حفظ اسرار العمالء ,وال تقد ألي جهة اخرى كانت ,اال لدى المتابعات القانونية.
22
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
نشير الى ان للسمسار مجموعة من المعاونون ,يقومون بمجموعة من االعمال االولية او
التمهيدية ومنها ما هو ثانوي ,حيث ينوب هؤالء المساعدين عن السمسار في بعض هذه االعمال,
ومن هؤالء المعاونون ما يلي :
- 2الوسيط ,ويعتبر اداة اتصال بين العميل و السمسار والعكس حيث ينقل المعلومات واالوامر
وغيرها من التعليمات بين الطرفين.
- 3صانع السوق ,والتي قد يقوم بها السمسار بعد ترخيص لجنة البورصة ,وقد يعمل هذا العمل
لصالح عمالئه او لصالح نفسه.
- 4شركات المقاصة والتسوية ,ولها دور في تمام صفقات التداول ,وتقوم بما يلي :
23
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
24
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
ا :التجربة االمريكية.
حيث بدأت الوكاالت المستقلة " Independent agences " ,او لجان الضبط المستقلة,
" ," Independent regulatory commissionsوكان هذا في سنة ,1889وكانت الحاجة
الملحة لهذه الهيئات في السياق االقتصادي واالجتماعي ,لقد كانت مهمتها محو نقائص ضبط
السوق ,كان انشا ئها له خلفية سياسية ايضا هي رغبة الكونغرس في عزل هذه الهيئات عن تأثير
السلطة التنفيذية عليها.1
- 1نداتي حسين ,اليات الضبط االقتصادي في القانون الجزائري ,مذكرة لنيل شهادة ماستر ,جامعة خميس مليانة- 2013 ,
,2014ص .11 - 10
25
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
في فترة معينة تعرضت لالنتقادات ,فلقد كانت ذو تنظيم مفرط اصبح منبع للبيروقراطية مكلفة
ومعيقة للسوق ,ادى االمر الى مجموعة من االصالحات في عهد الرئيس " ريغن " ,ما ادى الى
اختفاء البعض منها.
وعن نظامها القانوني فقد تمتعت باستقاللية كبيرة خاصة من ناحية العضوية ( تركيبتها االجتماعية,
تمتع اعضائها بعهدة طويلة ,طريقة تعيين االعضاء واختيارهم ) ,لكنها بقيت خاضعة للكونغرس في
بعض الجوانب فيحدد ( االنشاء ,االختصاصات ,تقييم لألداء ومن ثم امكانية استم ارريتها من عدمها
) ,وكانت محل ص ارع بين الرئيس والكونغرس في ارادة التأثير عليها واخضاعها لجانبه في مجال
الرقابة المالية.
ب :التجربة اإلنجليزية.
- 1موسى رحموني ( ,الرقابة القضائية على سلطات الضبط المستقلة في التشريع الجزائري ) ,مذكرة لنيل شهادة ماجستير ,كلية
الحقوق والعلوم السياسية ,جامعة باتنة ,2013 - 2012 ,ص .11 - 10
26
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
-الرغبة في تقليص مهام السلطة المحلية بهيئات تابعة مباشرة للوزراء لها مهام معينة فيضبط
المرفق العام المحلي.
-التسيير العمومي الجديد ,وهي وكالت داخل القطاع العام ,ومنفصلة عن سلطة الوزراء ,حيث
يقومون بتحديد االهداف الكبرى ,وترك الطريقة والمبادرة وتحقيق االهداف لهذه الوكاالت.
لقد امتازت هذه التجربة بخاصيتين مهمتين هما :
وعن مجاالت عمل وتدخل هذه السلطات فنجد مجلس الدولة الفرنسي في تقريره الصادر سنة
1983حددها في ثالثة مجاالت هي :
-انشئت بموجب قانون رقم 11 - 78المؤرخ في 1978المتعلق باألعالم اآللي والحريات ,هذه الهيئة في انشائها ورد خيار
بان تكون اما ذات وصاية مخففة او تابعة سلميا للحكومة ,وبعض االخر اقترح انشاء هيئة ال تخضع ق ارراتها اال لرقابة الشرعية من
طرف القاضي ,ولم يتم اعتماد تكييف السلطة االدارية المستقلة اال عن طريق تعديل اقترحه مجلس الشيوخ.
- 1وليد بوجملين ,سلطات الضبط االقتصادي في القانون الجزائري ,دار بلقيس للنشر ,الجزائر ,دون سنة ,ص .13 - 12
27
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
(( تتميز السلطات االدارية المستقلة بثالثة خصائص ,ومع وجدود من يرى بتسميتها بالمنضمات,
وتمارس هذه الصالحيات في القطاعات المخصصة لها ,وتتمتع بسلطة اتخاذ الق اررات مع عدم
تمتعها بالشخصية المعنوية ,وعدم خضوعها ألي رقابة رئاسية او وصائية )).
28
لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة: الفصل االول
هدفها,(( سلطات اإلدارية المستقلة هيئات ادارية عمومية غير قضائية ال تتمتع بالشخصية المعنوية
ضبط القطاعات الحساسة وتحسين عالقة اإلدارة بموظفيها مع ضمان عدم تدخل السلطة التنفيذية
.)) اثناء تأديتها لمهامها
(( السلطات اإلدارية المستقلة عبارة عن مؤسسات الدولة تعمل باسمها ولحسابها مع تمتعها
.)) هدفها ضبط قطاعات معينة بصفة مباشرة,باالستقاللية في مواجهة الحكومة والبرلمان
,) ( سلطات الضبط في المجال االقتصادي لجنة تنظيم البورصة وسلطة ضبط البريد والمواصالت انموذجين, قوراري مجدوب- 1
.21 ص,2010 -2009 , كلية الحقوق جامعة تلمسان,مذكرة ماجستير
29
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
من التعاريف التي ذكرت ,نالحظ انها ركزت على تعدد و اختالف المجاالت التي تضبطها
هذه السلطات ,وعلى مسألة استقاللية اعضائها عن الحكومة والبرلمان ,ومع غياب اية رقابة سلمية
او وصائية كانت على اعمالها ,باإلضافة الى تنوع الصالحيات واالختصاصات التي تتمتع بها في
ضبط القطاع القطاعي واالقتصادي.
وال يمكن القول ان كل السلطـات اإلدارية المستقلة ال تتمتع بالشخصية المعنوية ,حيث بعضها
يتمتع بها ,وحتى هذه األخيرة التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية فإنها تنتمي للشخصية المعنوية
المشكلة للدولة ,على اساس ان الصالحيات المخولة للهيئات اإلدارية المستقلة مستمدة من امتيازات
السلطة العامة التي هي احد مميزات الدولة بالمفهوم الدستوري.
اذا حاولنا وضع تعريف لسلطات الضبط ,ومع انه قد ال ينطبق عليها كلها ,فإننا نقول السلطات
االدارية المستقلة هي :
'' اجهزة ادارية عمومية مركزية غير قضائية ,تتمتع بالشخصية المعنوية ,تهدف الى التقليص
وتخفيف من سلطوية اإلدارة ,تعمل لحساب الدولة دون ان تكون تابعة لها ,تتميز بصالحيات
واسعة ,ولها اعمال غير خاضعة ألي توجيه او رقابة اال من قبل القاضي ''.
30
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
ا :خاصية السلطة.
ان السلطة احد اهم األركان لتكوين اي دولة ,وفقا لقواعد القانون الدولي .كما ان السلطة في
اية دولة تتوالها الحكومة السلطة التنفيذية ,والبرلمان السلطة التشريعية ,والقضاء السلطة القضائية.
هي المكلفة باتخاذ الق اررات.1
لقد اختلف شراح القانون اإلداري وال سيما الفرنسيين منهم ,في تحديد مدلول هذه السلطة ,التي
منحت للهيئات اإلدارية المستقلة ,غير ان الفقه خاصة الفرنسي متفق على ان المشرع في فرنسا لم
ينشئ سلطة رابعة الى جانب السلطات الثالثة التقليدية المعروفة ,وان اطلق المشرع وصف سلطة
على هيئة ام ,فإنه يبتغي من وراء ذلك الى تبيان الطبيعة الخاصة بها ,وبالتالي اخراجها عن الهيئات
اإلدارية التقليدية ,انطالقا من ان الهيئات اإلدارية المستقلة ليست مجرد اداة تنفيذية في يد الحكومة,
ولكنها سلطة مستقلة تتمتع بحرية تصل الى درجة تقديم اآلراء االستشارية واالقتراحات ,بل تتعداها
الى سلطة اصدار ق اررات هي في األصل من اختصاص السلطة التنفيذية ,وبالتالي االعتراف بتكييفها
بهذا الشكل يعني بالضرورة التمتع بامتيازات السلطة العامة ,والتي اهمها اتخاذ الق اررات بصفة
انفرادية ,فهي ليست هيئة استشارية فقط.2
ب :خاصية االستقاللية.
31
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
بالنسبة للسلطة السياسية هي ايضا تأخذ استقاللية عضوية واستقاللية وظيفية ,فاالستقالل
العضوي يعني بالنسبة للمشرع ايجاد ضمان بالتركيبة البشرية لهذه الهيئات ,فاذا كان المبدأ لهذه
السلطات هو الجماعية ,فما بقي للمشرع اال تحديد آليات كفيلة بضمان التوازن بين مختلف جهات
التعيين ,ان ضما ن تعدد وتنوع هذه التشكيلة ( قضاة ,اساتذة ,خبراء ) ,مما يحقق مداولة جماعية,
اضافة الى النظام القانوني لألعضاء الذي يشكل مفتاح االستقاللية العضوية ,وبعض الشكليات
االخرى التي تحقق هذه االستقاللية
اما االستقالبية الوظيفية فتخص عادة وسائل تدخل هذه الهيئات وخاصة منها المالية وذلك
بضرورة ايجاد ايرادات تكون غير الميزانية ( كاإلتاوات ) خاصة مع الخضوع المباشر ألغلب هذه
الهيئات للو ازرات االقرب الى طبيعة مجال تدخلها من الناحية المالية وهو ما قد يمثل مساس بمبدأ
استقالليتها ,1واالستقاللية بالنسبة للقطاع المهني المعني بعملية الضبط فتقتضي ايجاد آليات استقالل
حقيقية لموظفي هذه السلطات في عالقتها مع متعاملين االقتصاديين في السوق قصد تقادي اي
استقطاب.
ترتب عن االعتراف بالطابع اإلداري للهيئات اإلدارية المستقلة ,اقصاء فكرة انها اجهزة
القضائية ,على اعت بار ان التصرفات المتخذة من طرف السلطات اإلدارية المستقلة ,ال تتمتع بحجة
الشيء المقضي فيه ,ولقد اضفى المشرع الجزائري الطابع اإلداري على مجلس المنافسة صراحة
وبموجب المادة 23من األمر 03 – 03المتعلق بالمنافسة , 2حيث نصت المادة على انه " تنشأ
لدى رئيس الحكومة سلطة ادارية تدعى في صلب النص " مجلس المنافسة " تتمتع بالشخصية
- 2االمر رقم ,03 - 03المؤرخة في 19جويلية ,2003المعدل والمتمم بالقانون 12 - 08المتعلق بالمنافسة ( ج ر ) 43
الصادرة في 20جويلية .2003
32
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
المعنوية واالستقالل المالي " ونفس األمر بالنسبة لوكالتي ضبط النشاط المنجمي اللتان كيفهما
المشرع الجزائري صراحة بأنهما " سلطة ادارية مستقلة ".1
وبالمقابل نجد المشرع الجزائري لم يضفي الطابع اإلداري لبعض سلطات في المجال
االقتصادي ,وإلثبات ذلك الطابع اإلداري لسلطات الضبط يجب الوقوف واالعتماد على معيارين
اثنين.
- 1العيار الموضوعي :تسهر هذه الهيئات على تطبيق القانون في المجال الذي تضبطه ويتضح
2
من قانون النقد والقرض ,حيث نجد المشرع نص على ان اللجنة ذلك من نص المادة 105
المصرفية مكلفة بما يلي " مراقبة مدى احترام البنوك والمؤسسات المالية لألحكام التشريعية والتنظيمية
المطبقة عليها ,كذلك تختص لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بإصدار انظمة وبالمقابل تسهر
ع لى تنفيذها ,فالق اررات الفردية والتنظيمية الصادرة عن سلطات الضبط في المجال االقتصادي هي
في األصل ق اررات ادارية تمثل بوضوح مظهر من مظاهر ممارسة هذه الهيئات المستقلة المتيازات
السلطة العامة التي تتمتع بها الهيئات اإلدارية عموما.
- 2معيار الرقابة القضائية :ان الق اررات اإلدارية الصادرة عن سلطات الضبط في المجـال
االقتصادي قابلة للتنازع بشأنها امام القاضي اإلداري ,مثلما هو الشأن بالنسبة لق اررات الغرفة
- 2االمر رقم ,11 - 03المؤرخ في 27اوت ,2003المعدل والمتمم باألمر 04- 10المتعلق بالنقد والقرض ( ج ر ) 52
الصادرة في نفس اليوم.
-يعتبر مجلس المنافسة حالة استثنائية ,حيث يتم رقابة الق اررات الصادرة منه عن طريق القاضي العادي التجاري ,حسب القرار
,224 - 86المؤرخ في 23جانفي ,1987اين يتم اخضاع منازعاته رغم طبيعته االدارية الى القاضي التجاري حيث ينظرها
القاضي التجاري لدى مجلس قضاء الجزائر.
33
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
التأديبية والتحكيمية على مستوى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها التي يطعن في ا
قرراتها ,امام
مجلس الدولة
كما سبق وذكرنا االستثناء الواقع على مجلس المنافسة ق ارراته تشكل استثناء ,و التي ال
تخضع الختصاص القضاء اإلداري كأصل عام ,بل تدخل في اختصاص القاضي الفاصل في المواد
التجارية ,1وعلى مستوى مجلس قضاء الجزائر على الرغم من االعتراف الصريح للمشرع الجزائري
بالطابع اإلداري لمجلس المنافسة ,وتفسير ذلك هو التقليد اإليمائي للمشرع الفرنسي من قبل المشرع
الجزائري ,هذا األخير الذي اعاد صياغة نص المادة 07/464من التقنين التجاري الفرنسي التي
تنص على ان " ق اررات مجلس المنافسة يمكن ان تكون محل للطعن باإللغاء من قبل األطراف
المعنيين ومحافظ الحكومة امام محكمة استئناف باريس ".
كما اقر المجلس الدستوري الفرنسي بالطابع اإلداري لسلطات الضبط المستقلة ,ومجلس
المنافسة هيئة ادارية ,وهو مدعو للقيام بدور هام في تطبيق العديد من القواعد المتعلقة بقانون
المنافسة ,ولقد اقر مجلس الدولة الفرنسي بالطابع اإلداري للهيئات اإلدارية المستقلة بتقريره الصادر
سنة .2 2001
- 1المادة ,63القانون 25 ,12 - 08جولية ( ,2008ج ر ) 36المؤرخة في 02جويلية ,2008المعدل والمتمم لألمر رقم
,03 - 03الصادر في 19جويلية 2003المتعلق بالمنافسة ( ج ر ) 43المؤرخة في 20جويلية .2003
34
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
- 1المرسوم التشريعي رقم ,10 – 93المعدل بالقانون 04 - 03المتعلق بالبورصة ,السابق ذكره.
- 2القانون رقم 04 - 03المؤرخ في 17فيفري ,2003المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي رقم ,10 - 93المتعلق ببورصة القيم
المنقولة ( ,ج ر ) 11الصادرة في 18فيفري .2003
35
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
الصفة الجماعية تعتبر احد العوامل القوية لالستقاللية ألنها بهذه الطبيعة من شأنها ان تخلق
نوعا من التوازن بين تأثير مصالح مختلف السلطات و الجهات التي يعين من بينها اعضاء الطاقم
كما انها تضمن اجراء مداولة جماعية حول مواضيع حساسة و المسائل المعقدة ,مما يشكل ضمانة
للموضوعية و الجدية في عمل اللجنة.2
- 2زوار حفيظة ( ,لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ادارية مستقلة ) ,مذكرة لنيل شهادة الماجستير ,كلية الحقوق بن
عكنون ,جامعة الجزائر ,2004 – 2003 ,ص .15
36
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
-عضو يقترحه المصنف الوطني للخبراء المحاسبيين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين.
بعد مراجعة نص المادة ,نالحظ وجود عضو واحد فقط من سلك القضاة من بين األعضاء
وبالتّالي ,يستبعد هذا االمر اضفاء الطابع القضائي على اللجنة نتيجة اعتبار اغلبية اعضائه من غير
القضاة ,وهذا بعد التغيير الطفيف الذي ادخله المشرع على تشكيلة اللجنة التي تشبه بهذا الشكل في
القانون المعدل ,اي المرسوم التشريعي 10 - 93المادة في .22وكتقدير نرى ان المشرع الجزائري
احسن في ادخال مثل هذا العضو األخير من بين تشكيلة اللجنة ,وذلك نظ ار لما تلعبه قواعد
المحاسبة من دور في مجال اإلعالن العلني لالدخار الذي تلجأ اليه الشركات المصدرة خاصة في
مجال الرقابة على المعلومات المالية ,وكتنبيه على ان اغلب الجرائم المرتكبة على مستوى البورصات
بقواعد المحاسبة ولعل هدف المشرع الجزائري من ادخال هؤالء األعضاء هو التوسيع من دائرة
الجهات التي يمكنها المساهمة في اضفاء شفافية اكثر على المجال المالي والبورصي.1
37
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
او بناء على اقتراح الوزير الذي تتبع اليه السلطة الضابطة في المجال المحدد لها ,او بقرار من
الوزير وتنهى مهامهم بالطريقة نفسها.
-الرئيس وحسب المادة 121التي تنص على ( يعين الرئيس لمدة نيابية تدوم اربعة 4سنوات ) هذا
بالنسبة لمدة التعيين وفي الفقرة الثانية تنص على ( تحدد شروط تعيين رئيس اللجنة وانهاء مهامه
ووضعه القانوني عن طريق التنظيم ) ,المالحظ ان القانون اتاح هذه المسالة للتنظيم ولم يضف
شيء.
-االعضاء وحسب المادة 13من القانون ,204 – 03المعدلة للمادة 22من المرسوم 10 - 93
التي تنص على ( يعين اعضاء اللجنة حسب قدراتهم في المجالين المالي والبورصي ,لمدة 4سنوات,
وفق الشروط المحددة في التنظيم وحسب التوزيع التالي ,)...بالنسبة لألعضاء نجد القانون حدد
الفئات التي يجب ان يختار منها االعضاء ,بينما الشروط الواجب توافرها فيهم فتحديدها من
اختصاص التنظيم حسب النص المادة.
- سلطة الضبط المستقلة الوحيدة التي تنفرد فيها السلطة التنفيذية بسلطة التعيين وهي لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها.
38
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
بهدف تم كينها من القيام بمهامها على احسن وجه ,وينتج احسن اداء في ضبط للمجال المعني
بضبطه
-رئيس لجنة.
-اعضاء االمانة.
-امانة اللجنة.
ا :رئيس اللجنة .يشرف رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها على جميع اعمال وانشطة
اللجنة ,ويتولى بذلك المهام المنصوص عليها بالمادة 17من النظام الداخلي للجنة وهي :
- 1المادة ,29المرسوم التشريعي رقم ,10 – 93المعدل والمتمم بالقانون 04 - 03المتعلق بالبورصة.
39
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
ب :اعضاء اللجنة .تكمن وظيفتهم األساسية في التداول من اجل اتخاذ جميع الق اررات التي تختص
اللجنة بإصدارها.
ج :الغرفة التأديبية والتحكيمية .تتوفر لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها على غرفـة تأديبيـة,
وتحكيمية يرأسها رئيس اللجنة ,وتتشكل من عضوين منتخبين من بين اعضاء اللجنـة طـوال مـدة
انتدابهما ,وقاضيين يعينهما وزير العدل ,ويختاران بما لهما من كفـاءة فـي المجـالين االقتصـادي
والمالي ,وتتولى هذه الغرفة الفصل تحكميا في النزاعات الفنية الناتجة عن تفسير القوانين واللـوائح
الخاصة بسير البورصة ,فضال على انها تفصل في القضايا التأديبية المتعلقـة بـاإلخالل بالواجبـات
المهنية من طرف الوسطاء في عمليات البورصة ,وكل مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية المطبقة
عليهم.1
د :اللجان االستشارية .يمكن للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها انشاء لجان استشارية تتكـون
من عضو او اعضاء من اللجنة ,او كل شخص اخر مؤهل في الميدان الذي تختص بـه اللجنـة
االستشارية ,وتعين اللجنة رئيسا لكل لجنة استشارية ,ويكمن الغرض من انشاء هذه اللجان
- 1المادة ,52المرسوم التشريعي رقم ,10 – 93المعدل والمتمم بالقانون 04 – 03المتعلق بالبورصة.
40
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
االستشارية في خلق تناسب بين التنظيم وواقع تجارة القيم المنقولة ,وكذا اقتراح قواعـد قانونيـة متعلقـة
بهـذه التجارة.
ه :األمانة العامة .وتقوم بمختلف الوظائف الموكلة للجنة من خالل تحضير الق ار ارت التـي تلتـزم
اللجنة باتخاذها ,وذلك عن طريق مصالحها اإلدارية والتقنية.
وما يؤكد االستقالل اإلداري للجنة تنظيم عمليات البورصـة ومراقبتهـا ,هـو ان تحديـد مهـام
وصالحيات هذه المصالح اإلدارية والتقنية يكون بموجب قرار من رئيس اللجنة.2
- 1المادة ,02من النظام ,03 – 2000المؤرخ في 28سبتمبر 2000والمتضمن سير المصالح االدارية والتقنية للجنة تنظيم
عمليات البورصة ومراقبتها ( ,ج ر ) ,08الصادرة في 31جانفي .2001
41
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
في سبيل ممارسة سلطات الضبط في المجال االقتصادي لمهامها تخصص الدولة الجزائرية
جزء من ميزانيتها لصالح سلطات الضبط ,غير انه ال يوجد اي نص تنظيمي يحدد كيفية تقديم هذه
اإلعانات وال يحدد حتى مقدارها ,وهذا ما يدفعنا للقول ان هذه اإلعانة المالية تحد من استقاللية
سلطات الضبط في المجال االقتصادي.1
تأخذ األتاوى على شكل نسب مالية يدفعها المتعامل للسلطة الضبط نظير الخدمات التي
تقدمها لهذا المتعامل ,وتحدد األتاوى التي تحصلها لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها على
األعمال والخدمات التي تؤديها كما يلي: 2
والممنوحة عند اصدار القيم المنقولة عن طريق اللجوء العني لالدخار او عند العرض العام
لبيع القيم المنقولة او شرائها او تبادلها.
42
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
د -اتاوة عند طلب اعتماد وسيط في عمليات البورصة وكذا عند تسجيل عون مؤهل للقيام
بمفاوضات في البورصة.
ز -اتاوة عند دراسة النزاعات التقنية الناتجة عن تفسير النصوص التشريعية والتنظيمية التي تحدد
سير البورصة.
وفيما يخص مقدار او نسب هذه األتاوى ,وكذا الكيفيات التي تحصلها بها اللجنة فيتم تحديدها
بقرار من الوزير المكلف بالمالية الى جانب هذه األتاوى التي تتلقاها اللجنة ,فإنها تتقاضى كذلك
عموالت سنوية ,اذ تحدد مبلغ العمولة السنوية التي تحصلها من هيئات التوظيف الجماعي للقيم
المنقولة بنسبة %0.05من األصل الصافي لهذه الهيئات ,مثلما يسجل في 31ديسمبر من كل
سنة ,كما تدفع العمولة السنوية في مدة أقصاها 31مارس من كل سنة من طرف شركة االستثمارات
ذات رأس المال المتغير او مسير الصندوق لمشترك للتوظيف ,وتحصل العمولة من طرف مصالح
اللجنة.1
في هذا المبحث تطرقنا الى عنصرين مهمين في الدراسة وهما :
-تحديد مفهوم سلطات الضبط من خالل التطرق الى سلطات الضبط في النظم المقارنة اي
دراسة هذه الهيئات لدى النظم الرائدة فيها
- 1المادة ,02المرسوم التنفيذي رقم 170 - 93المؤرخ في 20ماي ,1998المتعلق باألتاوى التي تحصلها لجنة تنظيم عمليات
البورصة ومراقبتها ( ,ج ر ) العدد ,34الصادر بنفس التاريخ.
43
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
-دراسة خصائصها حيث تمكن هذه الدراسة من معرفة ما تمتاز به كما تساعد على تحديد
التعريف الذي ال يزال غير موحد
-تحديد المقصود من لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة من خالل القوانين التي حددتها
-التطرق الى عنصري التنظيم والتمويل الخاص باللجنة ,حيث هاذين العنصرين يحددان مسالة
هامة هي مدى استقاللية الهيئة
44
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
المبحث الثالث :عالقة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بالجهاز التنفيذي
سنتطرق في هذا المبحث الى عنصرين مهمين هما عالقة اللحنة بالجهاز التنفيذي ,والتي هي
جزء مهم في عمل هذه الهيئات ,حيث نحدد في المطلب االول عالقة اللجنة بالجهاز التنفيذي من
الناحية العضوية ,اي االستقاللية العضوية التي تتمتع بها لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة عن
هذا الجهاز ,وفي المطلب الثاني نتطرق الى عالقة اللجنة بالجهاز التنفيذي من الناحية الوظيفية اي
االستقالل الوظيفية للجنة عن الجهاز التنفيذي.
ومنه ما هو حجم االستقاللية العضوية التي تتمتع بها لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
؟ وما هو حجم االستقاللية الوظيفية التي تتمتع بها اللجنة ؟
45
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
تختلف درجة استقاللية السلطات اإلدارية المستقلة من سلطة الى اخرى ,وبالرجوع الى القوانين
المنشئة لهذه الهيئات ,نلمس في بعض النصوص ما يبين تجسيد االستقاللية ,وفي نصوص اخرى
حدود هذه االستقاللية ,اعترف المشرع الجزائري لبعض سلطات الضبط االقتصادي ,باالستقاللية
بصورة صريحة ,عكس بعض السلطات اإلدارية المستقلة األخرى التي لم يضف عليها المشرع طابع
االستقاللية صراحة ,كمجلس النقد والقرض ,واللجنة المصرفية ,ومجلس المنافسة.
-من بين سلطات ادارية مستقلة التي اعترف لها المشرع الجزائري باالستقاللية صراحة :
-لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ,المادة 20من المرسوم التشريعي رقم 10 – 93معدل والمتمم بالقانون رقم 04 – 03
المتعلق بالبورصة.
-سلطة ضبط البريد والمواصالت ,المادة 10من القانون رقم 03 – 2000المؤرخ في 05اوت ,2000المحدد للقواعد العامة
المتعلقة بالبريد وبالمواصالت السلكية والالسلكية ( ج ر ) ,48الصادرة في .2000
46
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
وعليه يستوجب األمر البحث عن هذه االستقاللية عن طريق تحليل المواد القانونية المتعلقة
ب ها فاالستقاللية المقصودة والتي تتميز بها السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية,
تكون في مواجهة السلطة التنفيذية ,والمشرع الجزائري في ظل القوانين المنشئة للسلطات ذكر
استقالليتها بصفة عامة واستقاللها المالي بصفة خاصة.
وفي الجانب العضوي دائما سنتطرق الى تشكيلتها ,اي تعدد األعضاء واختالف صفتهم
ومراكزهم وكذلك اختالف الجهات المقترحة لهم ,وتحديد مدة انتخاب الرئيس واألعضاء.
فلجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها تتشكل من تركيبة جماعية ,اذ تتكون حسب القانون
رقم 104 - 03المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي رقم 10 – 93من :
-الوكالة الوطنية للممتلكات المنجمية ,المادة 44من القانون رقم 10 – 10المؤرخ في 03جويلية سنة 2001المتضمن قانون
المناجم.
-الوكالة الوطنية للجيولوجيا والمراقبة المنجمية ,المادة 45من نفس القانون.
-لجنة ضبط الكهرباء والغاز ,المادة 112من القانون رقم 01 – 02القانون رقم ,01 – 02المؤرخ في 05فيفيري ,2002
المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز عبر القنوات ( ج ر ) ,08الصادرة في .2002
- 1المادة ,3/20من القانون ,04 – 03المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي 10 - 93المتعلق بالبورصة.
47
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
-عضو يقترحه المصف الوطني للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين.
ان لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ,من حيث تشكيلتها تختلف الجهات المقترحة
لألعضاء ,حيث يعين اعضاء اللجنة حسب قدراتهم في المجالين المالي والبورصي ,بعد اقتراحهم من
طرف جهات مختلفة ,والتي تتمثل في كل من وزير العدل ,الوزير المكلف بالمالية ,والوزير المكلف
بالتّعليم العالي ,ومحافظ بنك الجزائر ,والمصف الوطني للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات
48
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
والمحاسبين المعتمدين .1رغم اقتراح األعضاء من طرف جهات مختلفة ,اال ان سلطة التعيين تعود
لسلطة واحدة وهي السلطة التنفيذية ,وهذا يؤثر على درجة االستقاللية ايضا.
والمالحظ انه بالنسبة لطريقة تعيين اعضاء ال تخدم استقاللية ,حيث اقصيت الهيئات التمثيلية
الوطنية ,المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة في اقتراح اعضاء السلطات اإلدارية المستقلة ,فكان
من الضروري تقاسم البرلمان مع السلطة التنفيذية سلطة التعيين.2
ما ان عهدة رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها غير قابلة للقطع ,اال في حاالت
محصورة بموجب المادة 03من المرسوم التنفيذي رقم 174 – 94المؤرخ في 13جوان 1994
المتضمن تطبيق المواد 29 ,22 ,21من المرسوم التشريعي رقم 10 – 93اذ تنص على انه (
غير انه ال يمكن ان تنهى مهامه اثناء ممارسته النيابية بنفس الطريقة اال في حالة :
) -حالة ارتكاب خطأ مهني جسيم -او لظروف استثنائية تعرض في مجلس الحكومة ),
49
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
وعبارة ظروف استثنائية ,تحتمل عدة تفسيرات وتأويالت من شأنها الحد من ضمانات استقاللية
اللجنة ,بالرغم من تصنيف وظيفة رئيس اللجنة بأنها وظيفة عليا في الدولة.1
نظام التنافي المطلق او الكلي يظهر عندما تكون وظيفة اخرى سواء اكانت عمومية او
خاصة ,وكذا مع اي نشاط مهني واية انابة انتخابية ,باإلضافة الى امتناع امتالك األعضاء
للمصالح بصفة مباشرة او غير مباشرة .حيث نصت المادة 25من المرسوم التشريعي رقم – 93
10المتعلق ببورصة القيم المنقولة على عدم جواز قيام الرئيس وجميع المستخدمين الدائمين في
اللجنة بأية معاملة تجارية حول اسهم مقبولة في البورصة ,وهو ما اكدته المادة 45من النظام
الداخلي للجنة.2
50
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
ا :تعيين الرئيس.
ويتم تعيين رؤساء سلطات الضبط في المجال االقتصادي بموجب مرسوم رئاسي او مرسوم
تنفيذي ,ومنهم رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة وم ارقبتها الذي يعين بمرسوم تنفيذي يتخذ في
مجلس الحكومة بناء على اقتراح الوزير المكلف بالمالية.1
ب :تعيين األعضاء.
ويتم تعيين اعضاء السلطات اإلدارية المستقلة الضابطة في المجال االقتصادي بمرسوم
رئاسي من طرف رئيس الجمهورية ,باستثناء اعضاء لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ,فهي
وتطبيقا لنص المادة 22من المرسوم التشريعي رقم 10 – 93تم اصدار نص تنظيمي في هذا
الصدد ,قصد ابراز كيفية تعيين اعضاء اللجنة ,واستنادا الى نص المادة 06من هذا التنظيم يعين
اعضاء لجنة البورصة بقرار من الوزير المكلف بالمالية لمدة تدوم 4سنوات.2
فرغم اختالف جهات اقتراح هؤالء األعضاء ,كما سبق لنا ذكره ,اال ان اسناد سلطة التعيين
للحكومة امر يجعل استقاللية هؤالء األعضاء نسبية.3
- 1المـادة ,02من المرسوم تنفيذي رقم ,175 – 94المؤرخ في 13جوان 1994المتضمن تطبيق المواد ,29 ,22 ,21من
المرسوم التشريعي ,10 – 93المتعلق ببورصة القيم المنقولة.
51
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
اما بالنسبة لألعضاء فيتم انهاء مهامهم بنفس طريقة تعيينهم ,اال انه ال توجد اية اشارة
لظروف او اسباب انتهاء عهدتهم النيابية ,ان اختالف المعطيات العضوية للسلطات اإلدارية
المستقلة الضابطة في المجال االقتصادي ,يؤثر سلبا على استقالليتها ,فيما يخص عدم تحديد مدة
انتداب الرئيس واألعضاء ,فهو األمر كذلك بالنسبة لمجموعة من سلطات ضبط مستقلة ( ,كسلطة
ضبط البريد والمواصالت ,التي لم يحدد المشرع الجزائري مدة انتداب الرئيس واألعضاء ) وبالتالي
هم عرضة للعزل في اي وقت وهذا يمس باستقاللية السلطة كهيئة ادارية مستقلة ضابطة في مجال
البريد والمواصالت ,واألمر كذلك ,بالنسبة لكل من لجنة ضبط الكهرباء والغاز ,و وكالتي المناجم,
ومجلس النقد والقرض.1
اال ان هناك سلطتين مستقلتين ,والتي حدد المشرع الجزائري صراحة مدة انتداب الرئيس وبقية
األعضاء فيهما , لكن في المقابل لم يشر ال بصفة صريحة او ضمنية الى امكانية تجديد هذه المدة,
وبالتالي ,فسكوت المشرع في هذا الشأن ,تكون مدة النيابة قابلة للتجديد على اساس غياب احكام
صريحة تنص على ذلك .وهذه المسألة ,اي قابلية مدة االنتداب للتجديد ,مظهر يمس بسير األعمال
نتيجة عدم استقرار الوظيفة من جهة ,وعدم استقاللية األعضاء تجاه سلطة تعيينهم من جهة اخرى.
-هتان الهيئتان ,لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ,واللجنة المصرفية ,نجدهما محددتا المدة.
52
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
وعليه فاألشخاص المعنية ملزمة بإعالم الرئيس بالمصـالح التي يمتلكونها ,وهذا اإلجراء ليس
ام ار جديدا ,بل نظمه كذلك حتى األمر رقم 06 - 95المتعلق بالمنافسة ,واجراء االمتناع على
مستوى اللجنة المصرفية غائب ,حيث لم يشر المشرع الجزائري اليه ,كما تنطبق األحكام التي
ذكرناها سالفا في دراستنا لنظام التنافي على اجراء االمتناع ,حيث عند تأسيس لجنة البورصة
لممارسة سلطتها العقابية عن طريق غرفة التأديب والتحكيم ,وباستثناء القاضيين ,فإن رئيس الغرفة
الذي هو رئيس اللجنة كذلك ,والعضوين اآلخرين ال يخضعون إلجراء االمتناع طبقا للنصوص
التشريعية والتنظيمية المنظمة للجنة ,مما يمكنهم من المشاركة في مداوالت قضايا قد تربطهم بها
مصالح خاصة ,األمر الذي يجعل الق اررات الصادرة عن الغرفة محل شك.
وبالرجوع للمادة 25من المرسوم التشريعي رقم 10 - 93التي تنص على انه ( ال يجوز
للرئيس ولجميع المستخدمين الدائمين في اللجنة ان يقوموا بأية معامالت تجارية حول اسهم مقبولة
في البورصة ) ,نجد انه ال يمكن االعتماد على هذه المادة لضمان الحياد واالستقاللية ,على اساس
انها ال تمنع ال الرئيس وال حتى بقية األعضاء من امتالك اسهم لدى الشركات المقبولة في البورصة
اال انه بالتمعن في احكام النظام الداخلي للجنة فال نلمس اية اشارة الى اجراء االمتناع.
53
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
هذا من جانب ,ومن جانب اخر ,ونظ ار لألهمية البالغة التي يتسم بها مبدأ الحياد ,ال يمكن
استبدال التكريس التشريعي له بمجرد تكريس ضمن نظام داخلي غير منشور ,اضافة الى امكانية
اللجنة تجاوز وخرق هذا االلتزام.
وعليه فإن غياب اجراء االمتناع ضمن األحكام القانونية المتعلقة بالسلطات اإلدارية المستقلة
الضابطة في المجال االقتصادي مسألة تمس باستقاللية األعضاء وحيادهم اثناء ممارسة وظائفهم.
وعلى ضوء دراستنا ألهم المظاهر التي تجسد االستقاللية العضوية من جهة ,والقيود التي تحد
من درجة هذه االستقاللية من جهة اخرى ,نخلص الى وجود استقاللية عضوية لكنها جد محدودة,
نتيجة التدخل المستمر للسلطة التنفيذية في شؤون سلطات الضبط في المجال االقتصادي ,واحتفاظها
بمختلف اشكال الرقابة ,مما يضفي على استقاللية سلطات الضبط من الناحية العضوية الطابع
النسبي او النظري.
54
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
وتعتبر لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها األكثر استقاللية في جانبها المالي ,مقارنة
بالسلطات اإلدارية المستقلة األخرى الضابطة في المجال االقتصادي ,كاللجنة المصرفية ,مجلس
النقد والقرض ,وغيرها ,التي تعتمد على موارد الدولة قصد تسييرها والقيام بوظائفها ,وبالتالي تبعيتها
- 1المادة 12من القانون ,04 – 03والمعدلة للمادة 20من القانون 10 – 93المتعلق بالبورصة ,السابق ذكره.
55
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
للسلطة التنفيذية من هذا الجانب ,لكن رغم االعتراف الصريح للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها
باالستقالل المالي ,يبقى استقالال غير مطلقا ,نتيجة التأثيرات التي تمارسها الدولة والتي تظهر من
جانبين:
ا :ال يقتصر تمويل اللجنة على مواردها فقط ,وانما تعتمد كذلك على إعانات التسيير التي تخصص
لها من ميزانية الدولة ,1مما يؤدي بالدولة الى ممارسة نوع من الرقابة على هذه اإلعانات.
ب -تولي السلطة التنفيذية مهمة تحديد قواعدها على اساس هذه األتاوى وحسابها ,وبالتالي التقليص
من حرية اللجنة في تسيير ميزانيتها ,والتأثير على استقاللها المالي.
بالنسبة للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ,نجد المادة 03مـن النظـام رقـم - 2000
03المـؤرخ في 28سبتمبر 2000المتضمن تنظيم وسير المصالح اإلدارية والتقنية للجنة تنظيم
عمليات البورصة ومراقبتها على انه ( تحدد مهام وصالحيات المصالح اإلدارية والتقنية للجنة بقرار
- 1المادة 28من المرسوم التشريعي 10 – 93المعدل والمتمم بالقانون 04 – 03المتعلق بالبورصة ,السابق ذكره.
56
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
من رئيس اللجنة ) 1اما المادة 7من نفس النظام فتنص على انه ( تحدد رواتب المستخدمين
وتصنيفهم بقرار من الرئيس بعد استشارة اللجنة.2
فاالستقاللية الوظيفية حسب هذا العنصر تتجلى في حرية سلطات الضبط في المجال
االقتصادي في اختيار مجموع القواعد التي من خاللها تقرر كيفية تنظيمها وسيرها دون مشاركته اي
جهة اخرى في ذلك ,وبالخصوص السلطة التنفيذية ,كما تظهر االستقاللية من خالل عدم خضوع
النظام الداخلي لسلطـات الضبط للمصادقة عليه من السلطة التنفيذية ,اذ تنص المادة 26من
المرسوم التشريعي رقم 10 – 93المعدل والمتمم بالقانون رقم 04 – 03المتعلق ببورصة القيم
المنقولة على ان ( تصادق اللجنة على نظامها الداخلي خالل اجتماعها األول ).
في 20افريل 31996صادقت لجنة تنظيم عمليات البورصة ومرقبتها على نظامها ,هذا النظام
الذي يحدد كيفية سير اللجنة وطريقة عملها ,من خالل توضيح شروط صحة مداوالتها ,وكيفية عقد
اجتماعاتها ,والنصاب القانوني المفروض لصحة هذه المداوالت ,كما يحدد التنظيم اإلداري للجنة.
وتتخذ لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ,ق ارراتها باإلجماع كقاعدة عامة ,اال انه وفي
حالة تعذر الحصول على اإلجمـاع تتخذ الق اررات من طرف اغلبية األعضـاء الحاضرين ,وفي حالة
- 1النظام ,03 – 2000المؤرخ في 28سبتمبر ,2000والمتضمن تنظيم وسير المصالح االدارية والتقنية للجنة تنظيم ومراقبة
عمليات البورصة ( ,ج ر ) ,08الصادرة .2001
57
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس ,وتجدر اإلشارة الى ان المشرع الجزائري لم يبين طريقة نشر
النظام الداخلي للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ,اي بقائه حك ار على اللجنة وحدها دون
امكانية اطالع العامة عليه.
واالعتراف بالشخصية المعنوية لمجموعة األشخاص او األموال يرتب عنها نتائج اخرى على
درجة كبيرة من األهمية ,ذلك ان استقالل الشخص االعتباري عن شخصية المكونين له ,يجعله اهال
الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ,وتصبح له ذمة مالية مستقلة عن ذمة هؤالء ,وتكون امواله
مستقلة ومنفصلة عن اموالهم ,وال تختلط حقوق والتزامات الشخص المعنوي بحقوق والتزامات اعضائه
ومنشئيه ,كما له حق التقاضي ورفع الدعاوى باسم من يمثله ,باإلضافة الى ان الشخص االعتباري
يتميز باسم وموطن ,كما اضفى المشرع الجزائري الشخصية المعنوية على السلطات اإلدارية المستقلة
في المجال االقتصادي ,2ولكن بالرغم من عدم اعتبار الشخصية المعنوية عامال حاسما وفعاال لقياس
درجة االستقاللية اال انه يؤثر ويساعد بنسبة معينة في اظهار هذه االستقاللية ,خاصة من الجانب
- 2المادة 12من القانون ,04 – 03المعدلة للمادة 20من القانون ,10 – 93المتعلق بالبورصة السابق ذكره.
58
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
الوظيفي ,وذلك بالنظر الى النتائج واآلثار المترتبة عن الشخصية المعنوية كأهلية التقاضي ,والتعاقد,
وتحمل المسؤولية حسب القواعد العامة.
ا :اهلية التقاضي.
تمتع معظم السلطات اإلدارية المستقلة في المجال االقتصادي بالشخصية المعنوية ,فلرئيس
الحق في اللجوء الى الجهات القضائية ,بصفته مدعيا او مدعى عليه ,وبالنسبة للجنة تنظيم عمليات
البورصة ومراقبتها ,فأنها تتمتع بالشخصية المعنوية ,وبالتالي الرئيس هو صاحب الصفة في
الخصومة ,وبذلك نستخلص االستقاللية الوظيفية لسلطات الضبط في المجال االقتصادي ,من هذا
الجانب.
من بين النتائج المترتبة دائما عن الشخصية المعنوية ,القاء المسؤولية على عاتق السلطات
اإلدارية المستقلة والضابطة في المجال االقتصادي نتيجة الضرر الناجم عن االخطاء الجسيمة ,اما
اذا كانت سلطة مستقلة ال تتمتع بالشخصية المعنوية ,فإن مسؤوليتها عن األخطاء الصادرة عنها
تتحملها الدولة.1
ج :اهلية التعاقد.
طبقا للقواعد العامة ,نجد ان من بين اهم نتائج الشخصية المعنوية اهلية التعاقد ,اي امكانية
السلطات اإلدارية المستقلة والضابطة في القطاع االقتصادي ابرام عقود واتفاقيات مع لجان وهيئات
اخرى وفي اطار التعاون الدولي ,ونشير في هذا الصدد ,الى ان لجنة البورصة الجزائرية عضوة في
المنظمة العالمية للجان القيم ,2OICVالتي تضم كافة الهيئات المختصة بالرقابة على البورصات
59
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
واألسواق المالية العالمية هذه داللة على امكانية هذه السلطة ( لجنة البورصة ) على القدرة على ابرام
العقود واتعاقد بصفة عامة.
- 1المادة 2/27من األمر رقم 03 – 03المعدل والمتمم بالقانون ,04 – 03المتعلق بالمنافسة.
60
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
كما نجد ايضا مثل هذه الرقابة على مستوى سلطة ضبط البريد والمواصالت ,لجنة ضبط
الكهرباء والغاز ,1واالمر ينطبق ايضا على لجنة تنظيم عمليات البورصة ومرقبتها.2
ثانيا :موافقة الو ازرة المختصة على األنظمة الصادرة عن الهيئات المستقلة.
خول المشرع الجزائري لسلطات الضبط في المجال االقتصادي عدة صالحيات منها السلطة
التنظيمية ,والتي تمارسها سلطتان اداريتان مستقلتان ,وهما مجلس النقد والقرض ,ولجنة تنظيم
عمليات البورصة ومراقبتها,3
اما بالنسبة للجنة البورصة الجزائرية فأنها تمارس السلطة التنظيمية عن طريق اصدار
األنظمة ,ولكن بعد موافقة وزير المالية عليها ,تنشر في الجريدة الرسمية متبوعة بقرار وزير المالية
المتضمن الموافقة عليها ,هنا يعتبر قرار وزير المالية سببا إلضفاء الطابع التنظيمي على ق اررات
اللجنة ,المصادقة ما هي اال شرط لدخول األنظمة حيز النفاذ عن طريق النشر في الجريدة الرسمية,
خالفا للموافقة التي فضل المشرع استعمالها بدال من المصادقة ,والتي تجعل النص غير الموافق
عليه مجرد مشروع فقط ,وال يرتقى إلى درجة النظام.4
وعليه نخلص الى ان ا للجنة ال تتمتع بالسلطة التنظيمية بمعناها الحقيقي اال بعد تدخل
السلطة التنفيذية في ذلك ,مما يجعل اللجنة تابعة للسلطة التنفيذية في هذا الجانب ,اما بالنسبة
لمجلس النقد والقرض ,فإن وزير المالية له الحق في طلب تعديل مشاريع األنظمة ,وذلك في اجل
عشر 10ايام ,وبالت الي يجب على المحافظ بصفته رئيسا للمجلس ان يستدعي حينئذ المجلس
- 1المادة 33/115من القانون رقم 01 – 02المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز بواسطة القنوات.
- 2المادة 30من المرسوم التشريعي رقم 10 – 93المعدلة والمتممة بالقانون رقم 04 – 03المتعلق بالبورصة.
61
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
لالجتماع في اجل خمسة ايام ويعرض عليه التعديل المقترح .وفي األخير يكون القرار الجديد الذي
يتخذه المجلس نافذا مهما يكن مضمونه.1
بالتالي نخلص الى ان الوكالتين المنجميتين تتبعان السلطة التنفيذية فيما يخص وضعها
لنظامهما الداخلي ,األمر الذي يحد من استقالليتهما الوظيفية.
من خالل هذا المبحث الذي تطرقنا فيه الى عنصرين مهمين ,هما تحديد عالقة لجنة تنظيم
ومراقبة عمليات البورصة بالجهاز التنفيذي والتي تمثلت في االستقاللية العضوية واالستقاللية
الوظيفية التي تتمتع بها اللجة ,ومقارنتها بنماذج اخرى من سلطات الضبط في المجال االقتصادي,
والتطرق ايضا الى حدود هاتين السلطتين من خالل :
-تعدد وتنوع االطراف المكونة للهيئة االمر الذي يضمن االستقاللية الوظيفية.
-تنوع الجهات التي تقترح هؤالء االعضاء.
-ضمان استقاللية عمل الرئيس واالعضاء ما يضمن استقالل العمل والحيادية فيه.
62
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
63
الفصل االول :لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة
لقد لخص لنا هذا الفصل مجموعة من المفاهيم ,يجب ان توضح للقارئ ,كالبورصة حيث
يجب توضيح بعض المقصود منها وبعض العناصر تتصل بها بما ان الدراسة تسلط عليها على
اساس انها السوق الذي يتم ضبطه ,والمقصود من سلطات الضبط التي هي الشكل الجديد للضبط
االقتصادي كمفهومها ,انشائها ,دورها الذي برز بعد انسحاب وتخلي الدولة من القطاع االقتصادي,
وبقيت على شكل مراقب له ,ثم تم الطرق للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة السلطة الحديثة التي
تم انشائها بموجب المرسوم التشريعي 10 – 93المتعلق ببورصة القيم المنقولة الصادر سنة ,1993
والتي عهد اليها بضبط سوق القيم المنقولة ( البورصة ) ,وتحديد عالقة هذه الهيئة بالجهاز التنفيذي
من خالل االستقاللية العضوية والوظيفية ,االمر الذي يضمن عملها بشكل مستقل عن السلطة
التنفيذية وال تمارس عليها اي ضغوطات بما انها سلطة ضبط مستقلة ,واخي ار محدودية استقاللية
السلطة الممنوحة ما يضمن عمل هذه الهيئة ضمن القانون ,واال تتغطرس بتطبيق السلطة الممنوحة
لها.
64
الفصل الثاني
وباإلضافة الى ذلك فان اللجنة تحرص على ضمان حسن سير السوق المالية من اجل توفير
االستقرار الذي تطلبه خصوصية هذه السوق ,خاصة ان اللجنة تنفرد بتسيير وتنظيم هذه السوق,
االمر الذي يتجلى من خالل اضطالعها بمهمة االعالم و ضمان الشفافية وحماية االدخار في مجال
القيم المنقولة ,الى جانب تكفلها بالسهر على حسن سير السوق المنقولة ,االمر الذي نصت عليه
المادة 30من المرسوم التشريعي 10 – 93المتعلق بالبورصة ,وسنتطرق لهذا الفصل وفق التقسيم
اآلتي ,ففي المبحث االول سنطرق الى وظيفة الضبط االقتصادي ,حيث نتناول مفهوم الضبط
والتعرف على مدلوله المؤسساتي وتعريف المقصود من التنظيم ,والمبحث الثاني الذي هو ادوات
اللجنة في تنظيم البورصة فيدرس اختصاصات الممنوحة للجنة ,وفي المبحث الثالث دور اللجنة من
خالل االختصاص التأديبي والتحكيمي الممنوحين للجنة في تنظيم البورصة.
67
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
المستقلة ,حيث سنتطرق في المطلب االول الى مفهوم الضبط االقتصادي وتعريفه واالحاطة به من
مجموعة جوانب كنشأة التاريخية ,و المفهوم االقتصادي له ,ثم المفهوم القانوني للضبط ,ثم التطرق
في المطلب الثاني الى عنصر هام وهو جزء من الضبط و التي هي تعريف السلطة التنظيمية
وصور ممارستها فتنظيم سلطة تمارسها اللجنة في تنظيم البورصة ,حيث سنتطرق الى عناصر معينة
كمفهومه وصوره ,ومنه ما المقصود من الضبط الذي منح لسلطات الضبط ومنها لجنة تنظيم ومراقبة
عمليات البورصة؟ ,وماذا يقصد من التنظيم وبالتالي تنظيم البورصة اآللية التي منحت للجنة لضبط
68
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
االول ,من خالل النشأة التاريخية ,و المفهوم االقتصادي ,ثم التطرق الى رأي الشرع الجزائري فيه,
وايضا نظ ار لحاجيات الدراسة ,نتطرق في الفرع الثاني لطبيعة الضبط االقتصادي ,حيث كيف
يتناسق الضبط الذي تمارسه سلطات الضبط واجهزة الدولة ,في محاولة فهم كيف منحت السلطات
هذه الخاصية ,فهذا المنح يمس بحجم السلطة الممنوحة لهذه االجهزة.
وخلفياته النظرية ,وبالتالي نتطرق في هذا الفرع الى العناصر التالية :
بمناسبة ما سمي بالمعطى الجديد New dealوهذا مباشرة بعد األزمة االقتصادية لسنة 1929
والتدهور الكبير الذي عرفه االقتصاد العالمي ,اين ظهرت الحاجة بالنسبة للرئيس االمريكي " روزفلت
" الى وضع مجموعة من الهيئات من اجل رقابة السوق وخاصة المالية منه ورقابة السير الحسن
للمنافسة ومن ثم تفادي الوضعيات االحتكارية ,انطالقا من دروس األزمة االقتصادية العالمية تمت
اعادة النظر في نظرية الطابع الذاتي الستقرار السوق ومن ثم ضرورة ابتداع هيئات قادرة على تأطير
السوق وهو ما ادى في النهاية الى ظهور السلطات االدارية المستقلة في الواليات المتحدة األمريكية.
69
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
اما في اوروبا فان االستجابة إلشكالية الضبط كانت عن طريق عمليات التأميم او انشاء
يحيلنا على تصور جديد للدولة ,فهو تفسير غير منفصل عن ازمة الدولة الراعية واالنتقال من دولة
متدخلة مقاولة الضامنة للتسيير المباشر للقطاع االقتصادي الى دولة ضابطة ال تحل محل األعوان
االقتصادية بل تكتفي بفرض القواعد العمل والسهر على حسن تطبيقها واحترامها.
عكس ما يراه بعض الفقهاء مثل األستاذ '' '' Friedrich A Hayekمن كون االسوق
هي األداة األكثر نجاعة واألكثر عقالنية وعدالة ,يرى األستاذ '' '' Chevalierان الضبط ال يعني
غياب الدولة ,فالدولة الضابطة هي دولة متواجدة في االقتصاد كهيئة رئيسية تعمل على ضمان
ان هذا التفسير االقتصادي لمصطلح الضبط ال يكاد يخلو من خلفية ايديولوجية ,اذ اصبح
هذا المفهوم الليبرالي بالنسبة لمدافعي الديمقراطية االجتماعية وسيلة مقاومة للعولمة وللتدويل المتزايد
لالقتصاد وذلك بالحث على الدور الضروري للدولة كأداة لضمان االنسجام االقتصادي واالجتماعي,
70
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
وكنتيجة فإن الضبط من منظور اقتصادي يعني تراجع الدولة المتدخلة لصالح الدولة ضابطة كحكم
112وظهر للمرة الثانية في قانون اإلعالم 2سنة 1990من خالل مادته ,59والتي تنص على
هذا ويرى األستاذ " خلوفي " ان دستور 1996يشكل األساس القانوني األول لهذا المفهوم
انطالقا من تكريس مبدئي حياد اإلدارة وحرية الصناعة التجارة ,انتشر هذا المفهوم في القانون
الجزائري مع تزايد انشاء سلطات الضبط ,اذ تم تكييف العديد منها بأنها سلطات ضبط مستقلة على
غرار :
- 1قانون رقم 12 – 89المتعلق باألسعار مؤرخ في 05جويلية ( , 1989ج ر) عـدد ,29الصادرة في 19جويلية .1989
- 2قانون رقم 07 – 90المتعلق باألعالم ,المؤرخ في 03افريل سنة ( ,1990ج ر) عدد ,14الصادرة في 04افريل .1990
71
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
على صالحيات وادوات تدخل كافية من اجل ممارسة دورها الضبطي ,ومن هذه الزاوية فإن المدلول
المؤسساتي للضبط البد وان يترجم في هيئة تتمتع بنظام قانوني خاص وتتوفر على صالحيات
وسلطات نوعية ,هذا ويعت بر النظام القانوني للسلطات الضبط المستقلة في هذا المجال طريقة جديدة
لممارسة وتوزيع السلطة ,اذ ادى هذا المفهوم الى اعادة النظر في مفهوم السلطة ذاته وتقليص حجم
وعليه فإن هيئات الضبط البد ان تنطوي على سلطة حقيقية هي نتاج تحويل جزء من
تمكن من تقليل التضخم التشريعي الواضح في نصوص القانون االقتصادي وارساء قواعد جديدة اكثر
مرونة وقابلة للتكيف مع مستجدات السوق ,كما تعرف هذه الهيئات سلطة استشارية واسعة تجاه
72
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
الهيئات الجديدة ,خصوصا تلك المتعلقة بمنح الرخص واالعتمادات ,اذ في اقتصاد سوق تكون فيه
الدولة مساهمة في المؤسسات االقتصادية العمومية على قدم المساواة مع القطاع الخاص ,ومنه من
غير المعقول ترك مسألة المبادرة االقتصادية الحصول على رخصة لمزاولة نشاط اقتصادي لصالح
اإلدارة المركزية لممثل المباشر للدولة ,و من ثم فإن هذه الهيئات وفي اطار روح المادة 23من
الدستور 1والمتعلقة بحياد اإلدارة تعبر عن نقلة نوعية في مفهوم السلطة العمومية وسلطة القرار.
العقوبات اإلدارية عند اإلخالل بالقاعدة القانونية من طرف المتعاملين ,وفي ذلك تجريد للسلطة
القضائية من جزء كبير من صالحياتها وتقليص لها فيه ,غير ان دواعي السرعة والمرونة بالنسبة
لهذه الهي ئات وثقل اإلجراءات القضائية هو ما ادى بالمشرع الى االعتراف بهذا االختصاص القمعي
لسلطات الضبط تلبية لمتطلبات اقتصاد السوق عمليا ,فإن الضبط بالنسبة للمشرع يتطلب االعتراف
لسلطات الضبط بمجموعة من الصالحيات ,ويمكن عموما تصنيف هذه الصالحيات حسب اربعة
- 1دستور الجزائر لسنة ,1996المؤرخ في 07ديسمبر نفس السنة ( ,ج ر) 76الصادر في 08ديسمبر .1996
73
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
اصناف تتدرج من األقل اهمية الى اكثرها اهمية وتعبي ار عن ممارسة حقيقية لوظيفة الضبط.1
ا :صالحيات المشاركة.
القائمة األولى تتكون من الحد األدنى من الصالحيات التي يمكن االعتراف بها لسلطات الضبط
وتضم :
-صالحيات الوساطة.
ان هذه الصالحيات نتدرج ضمن مستوى المشاركة بالنسبة لهذه الهيئات في وظيفة الضبط وال
وهي صالحيات تتعلق بإشراك القضاء في وظيفة الضبط ودور سلطات الضبط في تقديم
الخبرة القضائية لفض النزاعات الناتجة في السوق ,وهي صالحيات تبقى استشارية مشاركتيه وال تعبر
ج :صالحيات الرقابة.
تضم القائمة الثالثة مجموعة الصالحيات التي تشكل اهمية بالغة بالنظر الى القائمتين األولى
1
-وليد بو جملين ,المرجع السابق ,ص .139
74
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
والثانية ,غير ان وزنها يبقى حبيس مدى استقاللية هذه الهيئات ,وتضم هذه الصالحيات :
-صالحية التحقيق.
د :السلطة التنظيمية.
وهي األكثر تعبي ار عن ممارسة حقيقية لوظيفة الضبط ,اذ يصبح انتاج القاعدة القانونية من
اختصاص هذه الهيئات باإلضافة الى السهر على حسن تنفيذها واحترامها ,من خالل ما تقدم في هذا
المبحث ,فإن المرور من االحتكار العمومي الى المنافسة قد ادى الى اعادة النظر في وظائف
الدولة وعالقتها باالقتصاد عن طريق الفصل التام بين وظائفها اإلنتاجية وحتى االستغاللية ,و
- 1فيما يخص وظيفة االستغالل فهي تعود للمتعاملين التاريخيين والذين تم اخضاعهم للقواعد
التجارية ,حيث فصل المشرع بين ذمتهم المالية والذمة المالية للدولة التي تبقى مجرد مساهم في هاته
المؤسسات والتي تتخذ طابعا صناعيا وتجاريا ,او شركات ذات اسهم دون تدخل في التسيير
المباشر ,باإلضافة الى المتعامل التاريخي ,فإن وظيفة االستغالل مفتوحة على المنافس والمبادرة
1
-وليد بوجملين ,المرجع السابق ,ص .140
75
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
– 2فيما يخص الوظيفة الرقابية الضبطية ,فقد تم تحويلها لصالح هيئات الضبط وهذا رغم ان بعض
ان وظيفة الضبط هذه وكما رأينا سابقا تتجسد من الناحية المؤسساتية في الهيئة المكلفة
بالضبط وماديا في مجموعة االختصاصات والصالحيات التي تضطلع بها فيما يخص الوظيفة
الرقابية الضبطية ,فقد تم تحويلها لصالح هيئات الضبط ,وهي وظيفة تستدعي تحويل وتراكم
السلطات الثالث تنفيذية ,تشريعية وقضائية لدى سلطات الضبط قصد اضطالعها الفعال بمهامها.
- 3تكتفي الدولة ممثلة في اداراتها المركزية في اطار دورها الجديد بالتخطيط القطاعي وصياغة
ان هذا التحليل سيسمح الحقا بمطابقة مدى استجابة نظام تدخل سلطات الضبط لطبيعة هذا
تتمتع السلطات االدارية المستقلة في المجال االقتصادي والمالي بسلطات مختلفة ,منها
التنظيم وهو اهم السلطات الممنوحة للهيئات ,وايضا البحث والرقابة يعتبران من السلطات المهمة
الممنوحة للهيئات االدارية المستقلة ,حيث التنظيم يتمثل في وضع قواعد وانظمة في مجال الضبط
السوق المالية ,وسوف نتطرق لمفهوم التنظيم الذي تم منحه للجنة في الفرع االول من المطلب
التالي ,ونحدد صور ممارسته من طرف للهيئات االدارية المستقلة ,ومنها للجنة تنظيم ومراقبة
76
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
مجلس النقد والقرض ,1ولجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ,وفي هذا العنصر سنتطرق في الفرع
االول الى تعريف السلطة التنظيمية الممنوحة للسلطات الضبط المستقلة وتحديد مدى دستورية هذه
السلطات ,و في الفرع الثاني الى تحديد كيفية ممارسة هذه السلطات للسلطة التنظيمية المخولة لها,
كما تعتمد سلطات الضبط اثناء قيامها بهذه السلطة على وسائل قانونية مختلفة.
اشكاالت مقارنة بالسلطة التنظيمية المخولة للسلطة التنفيذية ,مما يؤدي بالبحث حول مقصود
بالسلطة التنظيمية لهيئات الضبط المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية ,هذا في العنصر
االول من هذا المطلب ,ثم نتساءل عن مدى دستورية السلطة التنظيمية الممنوحة للهيئات االدارية
- 1المادة ,62من االمر ,11 – 03المعدل باألمر ,04 – 10المتعلق بالنقد والقرض ,سابق ذكره.
-لدينا اآلن في الجزائر سلطتين اداريتين في المجال االقتصادي والمالي تتمتع بالسلطة التنظيمية والمخولة لها قانونا وهما :
77
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
قصد تحقيق الضبط االقتصادي ,سلطة اصدار انظمة ,وهذه االنظمة تتمثل في وضع القواعد التي
تأتي بتطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية السابق ,لذا يسميها البعض بالسلطة التنظيمية التطبيقية,
اال ان السلطة التنظيمية للهيئات الضبط المستقلة ,تخول لها بطرقتين سواء بصف مباشرة و بواسطة
والمشرع ل م يخول هذا اال لبعض الهيئات الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية ,فهو تقليد
مطلق للحالة الفرنسية اي ما هو معمول به في فرنسا ,والذي قلل من هذا االختصاص قصد تفادي
تشريعي خول نفس السلطة اصدار اية انظمة ,فهذا امر يدفع للتساؤل حول دستورية النص القانوني,
اي ما مدى توافق وانسجام السلطة التنظيمية للهيئات االدارية المستقلة ونصوص الدستور ,خاصة
هناك غياب التبرير القانوني او القضائي ,حيث لم تظهر اجتهادات قضائية في هذا الشأن,
ولم يتدخل المجلس الدستوري في هذا االمر لتوضيحه ,وهذا معاكس لما نجده في التشريعات
- 1حدري سمير ( ,السلطات االدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية ) ,مذكرة ماجستير كلية الحقوق والعلوم
التجارية ,جامعة احمد بوقرة ,بومرداس ,2006 ,ص .94
78
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
المقارنة ,ففي حالة فرنسا مثال نجد المجلس الدستوري بها برر اساس ممارسة السلطة اصدار
االنظمة ,وحسب عموم الرأي وفي حين غياب التبريرات التشريعية يمكن اعتقاد بعدم تعارض احكام
ممارسة الهيئات االدارية المستقلة للسلطة التنظيمية مع احكام الدستور ,وهذا يعود لمجموعة اسباب,
اهمها في كيف تصدر هذه االنظمة على مستوى هذه الهيئات ,وبالتالي نالحظ ان المشرع الجزائري
تتمثل هذه القيود في تحديد وحصر مجال السلطة التنظيمية من طرف سلطات الضبط ,مما
يعني ال تتمتع السلطات الضبط المستقلة بسلطة تنظيمية عامة مثلما هي متاحة لرئيس الحكومة
والذي له سلطة تنفيذ القوانين واالنظمة في كل القطاعات والمجاالت ,وانما وصفها بسلطة تنظيمية
خاصة ,اي انها تتعلق بمجال هو تنظيم ما هو مخصص لهيئات الضبط ,مع االخذ بعين االعتبار
2
االطار الضيق الذي وضعه المشرع
التي تتعلق باألجراء الذي يتخذه الوزير المكلف بالمالية ,والمتمثل في قرار الموافقة على
مشاريع انظمة اللجنة ,حتى تصبح انظمة بمفهومها الحقيقي والقانوني ,وتصبح قابلة للتنفيذ بعد
79
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
نشرها بالجريد الرسمية ,نجد بالنسبة لمجلس النقد والقرض ,ان المحافظ ملزم بتبليغ مشاريع االنظمة
الى الوزير المكلف بالمالية ايضا الذي له اجل - 10 -ايام لطلب تعديلها ,قبل اصدارها خالل
بهذا الشكل نخلص الى دستورية السلطة التنظيمية الممنوحة للهيئات االدارية المستقلة والتي
تنشط في المجال المالي واالقتصاد ي ,وهذا بحكم سلطة االمر واصدار االنظمة تعتبر حكر للسلطة
التنفيذية
انها تقوم بوضع قواعد متعلقة باعتماد المتدخلين في المجال المخصص لكل هيئة وسلطة ادارية
مستقلة.
حيث خصص المشرع لبعض السلطات االدارية المستقلة ,مجموعة من الصالحيات ومن هذه
الصالحيات نجد مثلما هو مخصص لمجلس النقد والقرض العتباره السلطة النقدية في البالد مثل :
اصدار النقد ,وتحديد السياسة النقدية واالشراف عليها ومتابعتها وتقييمها. -
وضع مقاييس ونسب التي ستطبق على البنوك والمؤسسات المالية السيما فيما يخص تغطية -
80
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
تحديد المقاييس والقواعد المحاسبية التي تنطبق على البنوك والمؤسسات المالية مع مراعاة -
التطور الحاصل على الصعيد الدولي في هذا الميدان ,وكذا كيفيات وآجال تبليغ الحسابات والبيانات
االمر نفسه للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ,التي منحها المشرع مجموعة من
الصالحيات ذات الطابع التنظيمي ,والتي تمتلك سلطة تنظيمية عامة ,هذا كما هو منصوص عليه
في المادة 31من المرسوم التشريعي رقم ,10 – 93التي تم تعديل هذه الصالحيات في القانون 03
ب :وضع قواعد تتعلق باعتماد المتدخلين في المجال المخصص للهيات االدارية المستقلة.
فنجد المشرع خول للهيئات الضبط المستقلة صالحيات وضع قواعد متعلقة باعتماد المتدخلين
في مجال البورصة ,منهم الوسطاء حيث شروط اكتساب الوسيط ,اي الشروط الواجب توفرها في
االعوان الذين سيرخص لهم اجراء مفاوضات في مجال البورصة ,وكذلك تحديد القواعد يجب ان
- 2المادة 62من االمر رقم ,11 – 03المعدل والمتمم باألمر 04 – 10المتعلق بالنقد والقرض.
81
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
تنطبق عليهم.1
وعن مجلس النقد والقرض في هذا الجزء خول له المشرع صالحيات وضع قواعد متعلقة
بشروط اعتماد البنوك والمؤسسات المالية ,وكذلك الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية ,ومهنتي
االستشارة والوساطة المصرفية والمالية ,ويصدر المجلس الق اررات المتعلقة بتطبيق االنظمة التي
يسنها.
يجب ان نشير ان للهيئات الضبط المستقلة الفاصلة في المجال االقتصادي والمالي السلطة
التنظيمية بطرق مختلفة وبأشكال متعددة ,تتراوح بين اصدار انظمة ذات طابع الزامي ,تنشر في
الجريدة الرسمية ,ومرفقة بعقوبات االخالل بهذه االنظمة ,وكذا اصدار تعليمات ,وابداء آراء
وتوصيات ,باإلضافة الى هذه الوسائل ,تعتمد الهيئات االدارية المستقلة على وسيلة ال تقل اهمية عن
سابقتها ,تتمثل في تقديم اقتراحات لنصوص تنظيمية وحتى تشريعية للحكومة لتقديمها للبرلمان ,هذه
السلطات سنشير اليها لما نتطرق لألدوات الممنوحة للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في اداء
- 1تواتي نصيرة ( ,المركر القانوني للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ) ,مذكرة ماجستير ,كلية الحقوق جامعة تيزي وزو,
,2005ص .90
82
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
انشاء او بداية للقاعدة القانونية ,هو عموما من اختصاص سلطات الضبط المستقلة ,باإلضافة الى
السهر على حسن تنفيذها واحترامها ,وتختلف كيفية تدخل سلطات الضبط لممارسة هذا االختصاص
وهما مجلس النقد والقرض ,ولجنة تنظيم عمليات البورصة و مراقبتها ,نجد مجلس النقد والقرض
يمارس صالحيات هامة ذات تأثير مباشر على النظام المصرفي ,كما يقوم بتحديد السياسة النقدية
واإلشراف عليها ومتابعتها ,يقوم كذلك بتأطير عمليات البنك المركزي وفقا للمادة 41من األمر رقم
11 – 03وكذا المادة / 62ب من نفس األمر ,كما يقوم بإصدار انظمة في الميادين المتعلقة
بشروط اقامة البنوك والمؤسسات المالية وفروعها ,وكذا شروط فتح مكاتب تمثيل البنوك والمؤسسات
المالية األجنبية في الجزائر وكذا شروط اقامة شبكاتها ,وهذا وفقا للفقرة رقم – و -ز -من المادة 02
من نفس األمر ,كلف المجلس كذلك بتنظيم حركة رؤوس األموال لتشجيع االستثمار األجنبي وبتنظيم
سوق الصرف.1
83
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
الى جانب مجلس النقد والقرض ,نجد كذلك لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها التي تتمتع
هي األخرى بسلطة تنظيم واسعة مقارنة بتلك التي تضمنها المرسوم التشريعي رقم ,10 - 93وهذا
تماشيا مع التعديالت الجديدة واحداث اجهزة داخل البورصة كالمؤتمر المركزي ,وتتدخل اللجنة لوضع
قواعد تتعلق بسير سوق القيم المنقولة ,والمقصود بالقيم المنقولة األسهم والسندات محل العمليات
الق ائمة بين المتعاملين داخل البورصة ,اذ تقوم اللجنة وفقا للمادة 31من المرسوم التشريعي رقم 93
– 10المعدلة بسن ما تراه مناسبا من انظمة من اجل سير سوق القيم المنقولة ,وتقوم بنشرها في
الجريدة الرسمية مرفقة بالنص القانوني المتضمن الموافقة عليها من الوزير المكلف بالمالية.1
تبين اللجنة من خالل هذه القواعد شروط اصدار هذه القيم وقبول تداولها واحكام اخرى خاصة
بشطبها ,كما تقوم بوضع القواعد المتعلقة بالمتدخلين في البورصة ,سواء تعلق األمر بالمصدرين
للقيم المنقولة ,وهم هؤالء الذين يعرضون الورق للبيع ألول مرة مهما تكن صفتهم ,او تعلق األمر
بالمستثمرين الذين يتقدمون لشراء تلك األوراق المعروضة للبيع ,او بصفة الوسطاء الذين يتوسطون
بينهما ,وتجدر اإلشارة الى ان القانون رقم 04 – 03المعدل للمرسوم التشريعي رقم 10 – 93قد
استبعد الشخص الطبيعي من دائرة الوسطاء واصبحت تقتصر هذه المهمة على األشخاص المعنوية
دون الطبيعية ,الى جانب هاتين الهيئتين اللتين تمارسان السلطة التنظيمية بصفة مباشرة ,نجد ان
1
-النظر المادة 31من المرسوم التشريعي 10 – 93المعدل والمتمم.
84
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
الري وبتقديمها االقتراحات والتوصيات ,ورغم انها مجردة من اية قوة الزامية ,اال انها تعبر عن
و ا
لكن رغم التمتع الواسع بهذا الدور االستشاري ,اال ان عدم الزامية االخذ به من قبل السلطة
التنفيذية من شأنه افراغ هذه الصالحية من محتواها ,كما ان ذلك ال يعني رقابة القضاء على هذا
الدور التساهمي باعتباره ينحصر في مجرد تقديم اراء واستشارة او اقتراحات وتوصيات ال ترقى الى
درجة اعتبارها ق اررات ,لذلك فإن رقابة القاضي تنحصر في الق اررات التنظيمية التي يصدرها كل من
مجلس النقد والقرض ولجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ,باعتبارهما يتمتعان بسلطة حقيقية في
من خالل هذا المبحث حددنا مجموعة من مفاهيم تتمحور حول عمل سلطات الضبط
- 2حسام الدين بركيبة ( ,الرقابة القضائية على اعمال سلطات الضبط المستقلة ) ,مذكرة ماجستير ,كلية الحقوق والعلوم السياسية ,
جامعة ورقلة ,2014 - 2013 ,ص .20
85
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
-تحديد هذا المصطلح من مجموعة من النواحي ,وتحديد موقف المشرع الجزائري منه,
-االشارة الى المدلول المؤسساتي لهذا المصطلح ,حيث فهو سلطة مقتطعة من سلطات
-االشارة الى مصطلح التنظيم الذي هو جزء من الضبط الذي تؤديه السلطات.
-صور ممارسة سلطة التنظيم والتي هي على شكل ممارسة مباشرة من السلطات ,وممارسة
تساهمية على شكل استشارات تقدمها هذه الهيئات وال يحوي اي طابع الزامي.
86
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
87
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
وهذه اللوائح تمثل مجموع ( الق اررات اإلدارية التي تتضمن قواعد عامة وموضوعية و مجردة,
تتعلق بجملة من الحاالت والمراكز القانونية واألفراد غير المحددين بذواتهم ,وظيفتها هي خلق او
تعديل او الغاء الحاالت و المراكز القانونية العامة ).1
وتتميز الق اررات اإلدارية التنظيمية التي تصدرها بالثبات و الجمود النسبي ,حيث ال تستنفذ
مضمونها وآثـارها بمجرد تطبيقهـا ألول مرة ,وانما تظل قـابلة للتطبيق كلما توفرت شروط وظروف
تطبيقها ,على عكس الق اررات اإلدارية الفردية ,كما تتميز بكونها تخاطب الكـافة ,و يحتج بها في
2
مواجهة الجميع ,مثل القانون في معناه الخاص الضيق
( -يتمتع مجلس المنافسة بنفس الخاصية ) ,حفيظة زوار ,لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ,المرجع السابق ,ص .79
- 1عمار عوابدي ,نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة و القانون اإلداري ,الطبعة الثانية ,دار هومة ,الجزائر ,2001 ,ص .12
88
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
ولألنظمة او اللوائح اهمية خاصة باعتبارها مصدر القانون اإلداري لكونها اكثر تلبية واستجابة
لمتطلبات وضرورات العمل اإلداري من القوانين العادية ,ألن القواعد القانونية تقتصر على وضع
الخطوط العامة تاركة المجال لألنظمة لرسم وبيان التفاصيل الالزمة لتطبيق هذه القواعد ,وباعتبار
السلطات الضبط فرع من الوظيفة والسلطة التنفيذية ,فهي اكثر قدرة من السلطة التشريعية على
معرفة ووضع تفاصيل القواعد واألحكام القانونية العامة واإلجمالية موضع التنفيذ ,بصورة واقعية,
مالئمة ومستمرة ,وذلك نظ ار لكون السلطات الضبط اقرب مؤسسات الدولة الى الواقع المعاش ,لذا
فالمنطق يستلزم اعطاء السلطات الضبط المختصة سلطة اصدار الق اررات اإلدارية العامة والتنفيذية,
والالزمة لتحديد شروط وظروف ووسائل تنفيذ القانون ,1وبالقياس فإن سلطات الضبط المستقلة جزء
من السلطة اإلدارية في الدولة ,فقد كان من البديهي ان يخولها المشرع سلطة تنظيمية معتبرة ,وهذا
ما نالحظه من خالل االختصاصات الممنوحة للجنة.
وقد نص المشرع على هذه السلطة ضمن القسم الثاني ,من الفصل الثاني الذي ورد تحت
عنوان ( المهام و الصالحيات) ,من المرسوم التشريعي 10 – 93والمعدلة بالقانون ,04 – 03
-القسم الثاني ,الفصل الثاني من المرسوم التشريعي ,10 – 93حيث ورد العبارة " الوظيفة القانونية " ,حيث لو وردت " الوظيفة
89
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
حيث وسع المشرع اختصاص اللجنة بمنحها الحق في سن لوائح في مجاالت جديدة لم تتضمنها
المادة قبل التعديل ,فيما الغى اختصاصها في بعض المجاالت المنصوص عليها ضمن نفس المادة,
فيما احتفظ باختصاصها على حالة ضمن مجاالت اخرى.
المادة 31ضمن المرسوم ( 10 – 93تقوم اللجنة بتنظيم سوق القيم المنقولة بسن تقنينات تهم ما
تأتي على الخصوص :
90
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
-نطاق مسؤولية الوسطاء ومحتواها والضمانات الواجب اإليفاء بها تجاه زبائنهم.
الشروط والقواعد المتعلقة بتسيير نظام التسوية وتسليم السندات. -
-الشروط والقواعد التي تحكم العالقات بين المؤتمن المركزي على السندات والمستفيدين من
خدماته.
-شروط التأهيل وممارسة نشاط حفظ ادارة السندات
وتعتبر الموافقة ضمنية اذا سكت الوزير المكلف بالمالية ,ولم يقدم موافقته وال رفضه لالئحة
ضمن اجل 15يوما كاملة يبدا حسابها من تاريخ ايداع التنظيم ,ويوجه مباشرة الى األمانة العامة
للحكومة مرفقا باإلشعار باالستالم من طرف وزير المالية ,وهذا بغرض استكمال اجراءات نشره في
الجريدة الرسمية وهو ما نصت عليه المادتين 27و 28من النظام الداخلي للجنة ومصادقة وزير
المالية على لوائح اللجنة يمكن اعتباره نوع من الرقابة الوصائية ,ذلك ان الوزير يملك سلطة
المصادقة ,واحالة النظام للنشر ,كما انه يملك سلطة الرفض ,وبالتالي عدم امكانية نشر النظام مما
يجعله غير قابل للتطبيق ,وهذا على خالف الرقابة الممارسة من طرف ذات وزير على األنظمة التي
يصدرها مجلس النقد و القرض التي تعتبر مجرد رقابة شكلية ,اذ يحق للوزير ان يطلب تعديلها ,اال
- 1المرسوم التنفيذي 102 – 96المتضمن تطبيق المادة 32من المرسوم التشريعي 10 – 93المتعلق بالبورصة ,المؤرخ في 11
مارس ( ,ج ر ) .1996 ,18
91
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
ان طلبه ال يلزم المجلس ,ويكون القرار الذي يتخذه هذا األخير نافدا مهما كان مضمونه ,1ونفس
الحكم يسري على لجنة عمليات البورصة بالنسبة لفرنسا اذا ان انظمتها ال تخضع اال لموافقة او
مصادقة شكلية من الوزير المكلف بالمالية.2
اوال :التعليمات.
وتعرفها المادة 31من النظام الداخلي للجنة بأنها ( اعمـال تحدد بواسطتـها القواعد واإلجراءات
والشروط التي تطبق في اطارها ق اررات اللجنة ) والتعليمات في الحقيقة تعتبر نصوص تطبيقية او
بمثابة خطوط السير 3التي تتبع خاصة في مجال الق اررات الفردية ,فهي تسمح للجنة بتحديد الشروط
العامة التخاذ الق اررات ذات الطابع الفردي.
كما تحدد مجموع المعلومات التي يجب ان تحتويها الوثائق اإلعالمية ,لذلك فهي غالبا ما تعد
نصوصا تطبيقية ألنظمة اللجنة ,لذا نجد هذه األخيرة قد اصدرت منذ تأسيسها سنة 1996على عدد
- 1المواد ,48 ,47 ,46من قانون 10 – 90المؤرخ في 14افريل ,1990المتعلق بالنقد و القرض ( ,ج ر ) 16الصادرة في
18افريل ,1990الملغى.
92
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
معتبر الى حد ما كما يلي يصل عدد التعليمات التي اصدرتها لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها
الى 11تعليمة من بينها :
-التعليمة رقم 01 – 99المؤرخة في 1999-03-03 ,التي تتعلق بـوثائق فتح الحساب.
-التعليمة رقم 02 – 99المؤرخة في 1999-03-03 ,التي تتعلق بالسجالت التي يجب ان
يحملها المتعامل.
93
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
-التعليمة رقم 01 -2000التي تحدد قواعد الحذر لتسير الوسطاء في عمليات البورصة.
ثانيا :التوصيات.
تعتبر التوصيات اداة لشرح وتفسير النصوص التشريعية والتنظيمية في المجاالت التي ال
تتمتع فيها اللجنة اال برقابة بعدية عامة ,اذ نجدها خاصة في المجاالت التي تتمتع فيها اللجنة
بسلطة الق رار ,فالتوصيات ال تحمل اي قوة الزامية ,واألشخاص الذي توجه اليهم هم احرار في
اتباعها او عدم ذلك ,اال ان القوة المعنوية للجنة تجبرهم على اخذها بعين االعتبار في غالب
األحيان ,ولتفسير القيمة العملية لهذه التوصيات نصت المادة 32من النظام الداخلي للجنة بأن
التوصيات التي تصدر اللجنة تهدف الى تحقيق وضمان مجموعة متطلبات منها :
ثالثا :اآلراء.
وهي وسيلة تسمح للجنة بتفسير بعض النصوص التشريعية او التنظيمية بنـاء على طلب ذوي
الصفة والمصلحة ,فهي ذات طـابع توجيهي او تحضيري ,اذ تقضي المادة 34من النظـام الداخلي
للجنة ,بأن اآلراء الصـادرة عن اللجنة تهدف الى تفسير بعض النصوص التشريعيـة ,وتصدر بناء
على اخطار من كل مؤسسة او هيئة عامة او خاصة.
94
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
كما يمكن آلراء اللجنة ان تكون تحضيرية لق اررات بعض السلطات التنفيذية المتعلقة بسوق
القيم المنقولة ,لكون ا للجنة اكثر اطالعا في هذا المجال ,ومن ذلك مثال ما نصت عليه المادتين 19
و 19مكرر 101من المرسوم التشريعي 10 - 93المعدل والمتمم ,بأن وضع القانون األساسي
وتعديالته ,وكذا تعيين المدير العام والمسيرين الرئيسيين لكل من شركة تسيير بورصة القيم المنقولة,
والمؤتمن المركزي على السندات تخضع الى موافقة الوزير المكلف بالمالية بعد اخذ اري لجنة تنظيم
الري اما التحضيري اذا ما كان اريا
عمليات البورصة ومراقبتها ,اال ان المشرع لم يوضح طبيعة هذا ا
بسيطا يأخذه وزير المالية على سبيل االستئناس ام انه اري موافق حيث يلتزم الوزير في هذه الحالة
الري يبقى اري
باتباعه عند اتخاذ ق ارره ,لكن وفي ظل هذا الغموض القانوني وعمليا نجد ان هذا ا
استئناسي ال يلزم به الوزير.2
رابعا :االقتراحات.
لقد اوكل المرسوم التشريعي رقم 10 – 93المعدل والمتمم سابق الذكر للجنة تنظيم ومراقبة
عمليات البورصة مهمة القيام بتقديم مقترحات تتضمن نصوصا تشريعية وتنظيمية تخص اعالم
حاملي القيم المنقولة والجمهور ,وتنظيم بورصة القيم المنقولة وسيرها والوضعية القانونية للوسطاء في
عمليات البورصة ,وتقدم هذه االقتراحات الى الحكومة وفقا لنص المادة 34من ذات المرسوم.3
كما تلتزم اللجنة بإعداد تقرير سنوي تضمنه نشـاط سوق القيم المنقولـة ويوجه هذا التقرير الى
الحكومة ,4ويمكن ان يعد وسيلة إلعطاء فكرة للحكومة عند اتخاذ المبادرة بإعداد مشاريع القوانين
1
-انظر المادتين 1/19 – 19من المرسوم التشريعي 10 – 93المتعلق بالبورصة المعدل والمتمم.
3
-قوراري المجدوب ,المرجع السابق ,ص .106
- 4المادة 5/30من القانون 04 – 03والمعدل والمتمم للمرسوم التشريعي 10 -93 ,المتعلق بالبورصة.
95
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
المتعلقة بسوق القيم المنقولة ,بل يعتبر احد المصادر المادية الهامة لمشاريع القوانين لصدوره من
هيئات واعضاء عاملين متخصصين.
96
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
97
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
الضابطة بحمايتهم ) ,وتتمتع لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بأهلية تسمح لها اما ان تطلب
من القاضي اصدار اوامر او ان تقوم بنفسها بتوجيه اوامر ادارية.
تنص المادة 40من المرسوم التشريعي رقم 10 – 93المعدل والمتمم على انه ( بإمكان
رئيس لجنة تنظيم عمليـات البورصة ومراقبتها في حالة وقوع عمل يخالف األحكـام التشريعية او
التنظيمية ,ومن شأنه اإلضرار بحقوق المستثمرين في سوق القيم المنقولـة ان يطلب من المحكمة
اصدار امر للمسئولين عن هذا العمل بامتثال لهذه األحكـام ووضع حد للمخالفة او ابطال آثارها
ويحيل نسخة من طلبه هذا على المجلس القضائي للغرض الذي هو بمقتضى القانون ) ,وهنا يقع
على الجهة القضائية المختصة الفصل في األمر استعجاليا ,كما يمكنها ان تتخذ تلقائيا اي اجراء
1
تحفظي ,وايضا تصدر قصد تنفيذ امرها على شكل غرامة تهديدية تدفع الى الخزينة العمومية
ومن هنا يتضح بأن األوامر القضائية تندرج في اطار الهدف العام للجنة وهو حماية االدخار
والمستثمرين في مجال القيم المنقولة وذلك من خالل فرض شرطين اساسيين إلمكانية توجيه هذا
النوع من األوامر وهما:
-ان يكون هذا العمل من شأنه اإلضرار بحقوق األفراد المستثمرين في القيم المنقولة ونفس هذه
السلطة منحها المشرع الفرنسي للجنة عمليات البورصة ايضا خالل المادة 2/12من األمر رقم 67
– 833في 28سبتمبر ,21967حيث يعود لرئيس لجنة البورصة الحق في اخطار رئيس محكمة
القضايا الكبرى لباريس اذا ما الحظ حدوث ممارسات تتعارض مع النصوص التشريعية او التنظيمية
1
-قوراري مجدوب ,المرجع السابق ,ص .108
98
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
ذات طبيعية من شأنها ان تشكل خط ار على حقوق المدخرين ليتخذ رئيس المحكمة اإلجراءات الالزمة
من اجل توقيف هذه الممارسات ,ويقيم ذلك عن طريق امر استعجالي.1
قضت المادة 35من المرسوم التشريعي 10 – 93المعدل والمتمم بأن على اللجنة التأكد من
تقيد الشركات المقبول تداول قيمها في بورصة القيم المنقولة باألحكام التشريعية والتنظيمية السارية
عليها ,وال سيما في مجال القيم المنقولة ,وعقد الجمعيات العامة وتشكيلة اجهزة اإلدارة والرقابة
وعمليات النشر القانونية ,فإذا ما الحظت حاالت سهو في الوثائق المنشورة بغرض اعالم الجمهور
او المقدمة الى اللجنة ,يكون من حق هذه األخيرة ان تأمر هذه الشركات عند االقتضاء بنشر
استدراكات في هذا المجال ,ومن جهته منح المشرع الفرنسي هو اآلخر هذه السلطة للجنة البورصة
بموجب نص المادة 01 / 09من األمر ,833 – 67في تعديله الصادر بتاريخ 02اوت .21989
99
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
المعامالت ونزاهتها ,كما ان هذه الوظيفة تعادل نشاط الشرطة االقتصادية ,فهي شرطة البورصة,
حيث تملك صالحيات التحقيق والمتابعة امام الجهات القضائية.1
وقد نصت على هذه السلطة المـادة 37من المرسوم التشريعي 10 – 93المعدل والمتمم
(( تجري اللجنة على طريق مداولة خاصة ,وقصد ضمان تنفيذ مهمتها في مجال المراقبة وتحقيقات
لدى الشركات التي تلتجئ الى التوفير علنا او البنوك والمؤسسات المالية والوسطاء في عمليات
البورصة ,ولدى األشخاص الذين يقدمون نظ ار لنشاطهم المهني ,مساهماتهم في العمليات الخاصة
بالقيم المنقولة او في المنتوجات المالية المسعرة او يتولون ادارة مستندات مالية ,ويمكن لألعوان
المؤهلين ان يطلبوا بإمدادهم بأية وثائق أيا كانت دعامتها وان يحصلوا على نسخ منها ,ويمكنهم
الوصول الى جميع المجال ذات االستعمال المهني)).
كما قضت المادة 38من ذات المرسوم ,2بأنه بإمكان اللجنة وعقب مداولة خاصة ايضا ان
تقوم باستدعاء اي شخص من شأنه ان يقدم لها معلومات في القضايا المطروحة امامها ,او ان تأمر
اعوانها باستدعائه ,ويحق لكل شخص يتم استدعاؤه لهذا الغرض ان يستعين بمستشار من اختياره,
وقد اكدت هذه األحكام نصوص بعض المواد نذكر منها على سبيل المثال :
المادة 44من نظام لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها رقم ,303 – 96المتعلق بشروط
اعتماد وواجبات ومراقبة الوسطاء في عمليات البورصة ,التي تنص ( تخضع نشاطات وسطاء
- 1قايد ياسين ( ,اإلدارة الجزائرية وقانون المنافسة ) ,مذكرة لنيل شهادة الماجستير ,كلية الحقوق بن عكنون ,جـامعة الجزائر,
,2000ص.2
- 3نظام اللجنة ,03 – 96المؤرخ في 03جويلية ,1996المتعلق بشروط اعتماد الوسطاء في عمليات البورصة ووجباتهم
ومراقبتهم ( ,ج ر ) ,36الصادرة في 01جوان .1997
100
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
عمليات البورصة لمراقبة اعوان اللجنة ,يمكن لألعوان المؤهلين اجراء تحقيقات لدى الوسطاء وتعطى
لهم كل وثيقة ضرورية كما يمكنهم الدخول الى المحالت ذات الصبغة المهنية خالل ساعات العمل )
وكذلك المادة 48من األمر رقم ,108 – 96التي تنص على ( تخضع هـ .م.ق.ج.ت .الى
رقابة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ,وبهذه الصفة يجوز للجنة ان تقوم وفقا ألحكام المادة
37من المرسوم التشريعي 10 – 93المتعلق ببورصة القيم المنقولة بتحقيقات حول النشاط الذي
تقوم به " ,ه .م.ق.ج.ت " ,وبالتالي فإنه ال يمكن بأي حال من األحوال االحتجاج بالسر المهني في
مواجهة تحقيقـات اللجنة ,وهذا تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها في المادة 59من المرسوم
التشريعي 10 – 93التي تنص على عقوبة بالحبس لمدة من 30يوما الى 03سنوات والغرامة
المقدرة بـ 30.000دج او احدى هاتين العقوبتين فقط ضد كل من يعترض ممارسة صالحيات
اللجنة واعوانها المؤهلين ,ونظ ار لخطورة هذا اإلجراء وامكانية مساسه بحريات األشخاص فقد احاطه
المشرع بمجموع الضمانات الالزمة لحماية األفراد منها :
ان حدود سلطة التحقيق تتوقف عند المحال ذات االستعمال المهني ,وال يمكنها ان تتجاوزها
الى المحال ذات االستعمال السكني ,كما ان عمليات التحقيق ال يمكن ان تتم اال اثناء األوقات
الرسمية للعمل ,وهذا ما اكده المجلس الدستوري الفرنسي في ق ارراه الصـادر بتاريخ 19جانفي 1988
المتعلق بقانون بورصـات القيم ,2الذي يكرس سلطات لجنة عمليات البورصة في فرنسا ,هذا القرار
يقضي بأن السلطات الممنوحة لألعوان المؤهلين من طرف اللجنة (محدودة بسياق التحقيقات
- 1اال مر 08 – 96المؤرخ في 10جانفي ,1996المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة ( ,ج ر ) ,03الصادرة في
.1996
101
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
اإلدارية) وان الدخول الى المحال مقصور على تلك التي لها استعمال مهني محض ,كما ان األعوان
ال يتمتعون بأية امكانية لإلكراه المادي ,وال يمكنهم القيام بأي تفتيش او حجز.1
من جهة اخرى وتدعيما لحق الدفاع منح المشرع الحق لكل شخص يتم استدعاؤه في اطار
التحقيقات ا لتي تقوم بها اللجنة ان يستعين بمستشاره من اختياره ,وفضال عن ذلك فإنه يقع على
جميع اعوان اللجنة الذين يقومون بمهمة التحقيق واجب االلتزام بالسر المهني فيما يخص الوقائع
واألعمـال والمعلومات التي اطلعوا عليها بحكم وظيفتهم ,حسب الشروط وتحت طائـلة العقوبات
المنصوص عليها ضمن قانون العقوبات وفقا لنص المادة 39من المرسوم التشريعي 10 – 93
المعدل والمتمم ,ولكن هذا االلتزام يقف عند حدود اهداف التحقيقات وضرورة المتابعات المنصوص
عليها قانونا.
( -اصل هذه الصالحية تعود للسلطة القضائية وحدها ) ,حسب حفيظة زوار ,المرجع السابق ,ص.91
102
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
شركة ادا رة بورصة القيم او الشركات المصدرة للقيم المنقولة او األمرين بالسحب في البورصة ,طبقا
للمـادة 52من المرسوم التشريعي 10 – 93المعدل والمتمم.
كما تمارس الغرفة السلطة التأديبية عند حدوث اي اخالل بالواجبات المهنية واخالقيات المهنة
من قبل الوسطاء في عمليات البورصة ,وكل المخالفات المرتكبة ضد األحكام التشريعية والتنظيمية
المطبقة عليهم ,1وتنقسم العقوبات او الجزاءات التي تصدرها اللجنة في هذا المجال الى مجموعة
وعدة انواع وتتمثل في :
- 1عقوبات تأديبية :و تتمثل في اإلنذار ,التوبيخ ,الحظر الكلي او الجزئي للنشاط مؤقتـا او
نهائيا ,سحب االعتماد الممنوح.
- 2عقوبات مالية :وتتمثل في فرض غرامات مالية يحدد مبلغها بعشرة ماليين دينار ,او بمبلغ
يساوي الربح المحتمل تحقيقه بفعل الخطأ المرتكب ,وتدفع المبالغ المحصلة من هذه الغرامات الى
صندوق ضمان التزامات الوسطاء في عمليات البورصة حيال زبائنهم المؤسس بموجب المادة 64
من المرسوم التشريعي 10 – 93المعدل والمتمم.
- 3عقوبات جزائية :ال تقررها اللجنة بنفسها ,وانما يمكن لرئيسها ان يخطر الجهـات القضائية
الجزائية ,ويتأسس كطرف مدني في حال حدوث اية مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية ال سيما ما
نصت عليه المادتين 59و 60من المرسوم التشريعي 10 – 93المعدل والمتمم ,وتجدر اإلشارة الى
ان الغرفة التأديبية والتحكيمية ال تتحرك اال بناء على طلب من احد األطراف الذين عددتهم المادة
54من المرسوم وهم :
-اللجنة نفسها.
- 1المادة 53من المرسوم التشريعي ,10 – 93المعدل والمتمم والمتعلق ببورصة القيم المنقولة.
103
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
-اآلمرين بالسحب.
فقط يالحظ هنا حرمان الغرفة من امكانية القيام بالمتابعة التلقائية ,حيث كان من المفترض
ان يمنحها المشرع هذه الصالحية في حال ثبوت اي مخالفة لقواعد اخالقيات المهنة او التشريع
والتنظيم المعمول بهما ,اال ان هذا ال يطعن في استقالليتها في اتخاذ ق ارراتها ,فهي ال تتلقى اية
تعليمات او مالحظات من طرف اللجنة اثناء عملية الفصل في القضايا المعروضة عليها.1
ممارسة الغرفة لسلطتها التأديبية والتحكيمية يعود فائدة عملية كبيرة تجسدت في ربح الوقت,
فاستحداث هيكل يتولى قمع المخالفات ,وتوقيع العقوبات في نفس مكان وقوعها اي داخل البورصة
نفسها ,يسمح بمعالجة األوضاع في وقت اقصر بكثير من ذلك الذي تطلبه اإلجراءات امام الهيئات
القضائية في حال تحريك الدعوى العمومية والفصل فيها ,ايضا مسائل مثل المفاضلة بين العقوبة
الجنائية والعقوبة اإلدارية التي تحلف آثار اجتماعية.
104
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
اإلداري عامة يمكن ان تتم عن طريق اصدار اوامر فردية ,اي للهيئات المختصة بصيانة النظـام
العـام ان تصدر ق اررات اداريـة ضبطية فردية ,تطبق على شخص او اشخاص معينين بذواتهم او
على حاالت متعددة معينة بذاتها.
اما بالنسبة ألشكال هذه الق اررات فإنها يمكن ان نأخذ صيغة اوامر او نواهي فردية معينة
بالذات تلزم من وجهت اليه بالقيام بعمل او االمتناع عن القيام بعمل ,كما يمكن ان تكون في شكل
ترخيص اداري بموجبه يسمح لشخص معين او مجموعة معينة من األشخاص بمزاولة نشاط محدد و
معين ,اال انه يجب ان تستند تلك الهيئات في اصدارها لهذه الق اررات على قواعد تنظيمية عامة ,واال
اعتبرت غير مشروعة.1
ومن هنا يمكن تشبيه الدور الذي تقوم به بعض الهيئات في مجال الضبط االقتصادي بذلك
الذي تقوم به سلطات الضبط اإلداري في مجال صيانة النظام العام ,حيث اسندت سلطة اتخاذ
الق اررات الفردية لبعض السلطات االقتصادية المستقلة ,ومنها مثال :مجلس النقد والقرض الذي يتخذ
الق اررات الفردية التي تتعلق بتراخيص انشاء البنوك والمؤسسات المالية ,وتراخيص فتح مكاتب تمثيل
البنوك والمؤسسات المالية االجنبية.2
اوال :التأشيرة.
حيث يقع على كل مصدر للقيم المنقولة قبل نشر المذكرة اإلعالمية المتعلقة بإعالم
الجمهور ,ان يودع مشروع هذه المذكرة لدى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها للتأشير عليها,
حتى يتسنى له توزيعها وسط الجمهور ,اذا يجب ان تضع اللجنة تأشيرتها عليها حتى تصبح قابلة
للنشر.
- 2لباد ناصر ,السلطات اإلدارية المستقلة ,مجلة ادارة ,المدرسة الوطنية لإلدارة ,الجزائر ,العدد االول ,2002 ,ص .13
105
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
ثانيا :االعتماد.
اذ انه ال يمكن ممارسة بعض النشاطات المتعلقة بسوق القيم المنقولة اال بعد الحصول على
اعتماد مسبق من قبل لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ومن ذلك :
-ضرورة اعتماد اللجنة للقوانين االساسية و مشاريع انظمة هيئات التوظيف الجماعي للقيم.1
خالصة هذا المبحث هي األدوات التي تلجئ اليها سلطات الضبط المستقلة في القيام باألجراء
الموكل لها الضبط االقتصادي ,فلقيام بالعمل دون اليات وادوات ينتج عنه الفوضى وقلة المردود
المرجو حتى يتحقق الضبط الواجب توافره تجسدت هذه األدوات :
- 1قوراري مجدوب ,سلطات الضبط في المجال االقتصادي ,المرجع السابق ,ص .103
106
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
107
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
ان غاية السلطة القمعية المخولة لهيئات الضبط المستقلة ليست اإلزاحة التامة للقانون الجنائي
في القطاعات االقتصادية ,بل الغرض منها هو اعادة النظر في القمع الجنائي ,باعتبار العقوبات
السالبة للحرية ال تتالءم مع هذه القطاعات ,كما ان التضخم التشريعي في مجال التجريم وكثرة عدد
القضايا الجنائية ادى الى عدم تمتع المتهم بالضمانات القانونية التي يقرها القانون الجنائي والقضاء
الجنائي ,باإلضافة الى فقدان األثر الرادع للعقوبة بسبب التأخر في الفصل في الدعاوى ,كما ان قمع
ا لمخالفات في المجاالت االقتصادية ال يجد فعاليته اال في سرعة اتخاذ القرار بالشكل الذي يمكن
108
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
ايقاف آثار التصرفات غير المشروعة ,باعتبار اإلجراءات القضائية طويلة والقمع بواسطة سلطات
الضبط يسمح بتدخل اسرع ,كما انه يتالءم مع تلك الوقائع المراد قمعها.
هكذا يظهر لنا انه ال يمكن الفصل بين السلطة القمعية والضبط االقتصادي ,فسلطات الضبط
المستقلة تتصدى مباشرة لكل خرق لقواعد القطاع المراد ضبطه بواسطة توقيع العقوبات فتسمح بعودة
التوازن ,1ومع ذلك ال يمكن الحديث عن ازالة التجريم بصفة كلية ,اذ نجد المشرع في كثير من
الم ارت يشير الى ازالة تجريم بشكل جزئي.
يظهر ذلك في عدم مكانية سلطات الضبط في الفصل في الوقائع ذات الطابع الجزائي ,اذ
يلزمها المشرع بإحالة الملف الى وكيل الجمهورية او القاضي المختص ,فإذا كانت لجنة تنظيم
عمليات البورصة ومراقبتها تعاقب على مخالفات التشريع والتنظيم الخاصين بالقطاع واخالقيات مهنة
الوسيط ,اال ان القاضي الجنائي يحتفظ باختصاصه اذا تعلق األمر بنشر معلومات خاطئة ,وحتى
مخالفات التشريع والتنظيم يمكن ان ينظر فيها القاضي الجزائي.2
في المجال المصرفي ,نجد ان القاضي الجنائي يعاقب على المخالفات التي تعاقب عليها
اللجنة المصرفية ,3ونفس الشيء حيث ينطبق االمر نفسه على لسلطة ضبط البريد والمواصالت
السلكية والالسلكية ,4اذ نجد فيه فصل خصص لألحكام الجزائية.
- 2المواد 60 ,59 ,58 ,55من المرسوم التشريعي رقم 10 – 93المعدل والمتمم بالقانون 04 - 03المتعلق ببورصة القيم
المنقولة.
- 3المواد ,139 – 131األمر رقم 11 - 03المعدل والمتمم باألمر 04 – 10المتعلق بالنقد و القرض.
109
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
نجد ايضا وكالتي ضبط المناجم تعرف نفس الوضع ويطبق عليها ما يطبق على سلطات
الضبط ,اذ نجد المواد من 178الى 192من القانون رقم 01 – 10المتعلق بالمناجم ,1تنص على
مجموعة من العقوبات الجزائية ,ونفس الشيء يقال عن الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته.2
اما عن قطاع الطاقة فإن المشرع اوجد تداخل لكنه سلبي بين العقوبات التي تتخذها سلطة
الضبط والعقوبات التي يتخذها القضاء ,اذ لم ينظم جزءا خاصا باألحكام الجزائية كما فعل بالنسبة
لباقي سلطات الضبط المستقلة ,وكل هذا الى جانب مرونة عناصر السلطة القمعية لسلطات الضبط
المستقلة ,اذ ال تتدخل اال اذا وجدت مخالفات او انتهاكات ,ولها هامش كبير في تقدير المخالفة
والعقوبة التي تناسبها ,على خالف القانون الجنائي الذي يعترف بدقة الجرائم والعقوبات.
الجزءات سالبة للحرية ,فالقاضي وحده من يملك سلطة توقيع عقوبات سالبة
ا اوال :اال تكون هذه
للحرية وهذه األخيرة هي الفاصل والفرق بين القاضي واإلدارة.
ثانيا :خضوع سلطة التأديب الممنوحة لهيئات الضبط المستقلة للضمانات القانونية والقضائية ,حيث
يجب ان تخضع هذه السلطة التأديبية للضمانات التي تكفل حماية الحقوق والحريات المكرسة
- 2القانون رقم ,01 – 06المؤرخ في 20فيفري 2006المعدل والمتمم المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته ( ,ج ر ) ,14
الصادرة في .2006
110
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
دستوريا ,اي خضوعها لذات المبادئ العقابية ,حيث قضى المجلس الدستوري الفرنسي في ق ارره
المؤرخ في 17جانفي ,1989ان العقوبات التي يتم تسليطها من طرف هيئة ولو غير قضائية,
تخضع حسب المادة 08من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والمواطن لنفس الضمانات التي تحكم
العقوبات القضائية.
بهذا الشكل يكون لسلطات الضبط صالحية توقيع عقوبات متنوعة كل حسب القطاع
المخصص لها ,باستثناء تلك السالبة للحرية ,مع ضرورة خضوع هذه العقوبات لنفس النظام اإلجرائي
المتبع امام القاضي الجزائي ,و ضرورة استقاللية وحياد سلطة الضبط بتكريس نظامي التنافي
واالمتناع ,وكذا ضرورة اتباعها لنظام اجرائي حمائي لحق الدفاع ,الذي يعتبر مبدا متبعا يخص كل
اجراء يهدف الى معاقبة شخص اما جنائيا ,مدنيا ,او تأديبيا ,هذا الى جانب ضرورة تكريس ضمانة
خضوع هذه الق اررات لرقابة القضاء.1
111
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
-الممارسات المقيدة للمنافسة يعاقب عليها في ظل األمر رقم ,03 – 03وفقا للمادة 56منه,
وفي سنة 2008وتم تعديل هذه المادة ,واصبحت الغرامة تقدر بـ %12من مبلغ رقم األعمال من
غير الرسوم.
-بالنسبة لمساهمة األشخاص الطبيعية بصفة احتيالية في تنظيم الممارسات المقيدة للمنافسة
وتنفيذها فيعاقب بغرامة قد تصل مليوني دينار 2.000.000دج.1
-في حالة عدم احترام األوامر واإلجراءات المؤقتة الرامية الى الحد من الممارسات المقيدة للمنافسة
في اآلجال المحددة فيمكن لمجلس المنافسة ان يحكم بغرامة تهديدية ال تقل عن مبلغ مائة وخمسين
ألف دينار 15000.00دج ,عن كل يوم تأخير ,وفقا للمادة 58من األمر رقم 03 – 03المعدلة
بالقانون رقم ,12 – 08وهذا بعد ان كانت هذه المادة تنص على مبلغ 1000.000دج قبل
التعديل.
-اما بالنسبة للمؤسسات التي تتعمد تقديم معلومات خاطئة او تتهاون في تقديمها يمكن لمجلس
المنافسة ان يقر في شأنها غرامة ال تتجاوز ثمانمائة ألف دينار800.000دج ,يالحظ ارتفاع في هذه
القيم او في مبلغ هذه الغرامات مقارنة بما جاء به األمر رقم 03 – 03قبل تعديله ,وهذا امر عادي
يواكب ارتفاع وغالء المعيشة وانخفاض قيمة الدينار.
-اما بالنسبة للتجميع دون ترخيص فيعاقب عليه المجلس بمبلغ غرامة يقدر بـ %07من رقم
األعمال المحقق في الجزائر في آخر سنة مالية ضد كل مؤسسة هي طرف في التجميع ,وعدم
االلتزام بشروط ترخيص التجميع يعاقب عليه بـ %05من رقم األعمال المحقق في الجزائر.
لقد اشار القانون رقم 12 – 08المعدل لألمر رقم 03-03الى ان هذه العقوبات السالفة
الذكر يق ررها مجلس المنافسة على اساس معايير متعلقة السيما بخطورة الممارسة المرتكبة والضرر
112
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
الذي لحق باالقتصاد والفوائد المجمعة من طرف مرتكبي المخالفة ,ومدى تعاون المؤسسات المتهمة
مع مجلس المنافسة خالل مرحلة التحقيق في القضية واهمية وضعية المؤسسة المعنية في السوق.1
ب اإلضافة الى مجلس المنافسة نجد ان معظم سلطات الضبط القطاعية تتمتع بهذه السلطة
العقابية ,اذ يمكن لغرفة التأديب والتحكيم في مجال البورصة فرض غرامات يحدد مبلغها بعشرة
ماليين دينار جزائري 10.000.000دج او بمبلغ المغنم المحتمل تحقيقه بفعل الخطأ المرتكب.2
كما اول المشرع لجنة ضبط الكهرباء والغاز لمعاقبة كل متعامل ال يحترم :
وفي المجال المصرفي تقوم اللجنة المصرفية بتوقيع عقوبات مالية تكون مساوية على األكثر
لرأس المال األدنى الذي يلتزم البنك او المؤسسة المالية بتوفيره ,وهو ما نصت عليه المادة 114من
األمر رقم 11 – 03المعدل والمتمم والمتعلق بالنقد والقرض.
- 2المادة 55من المرسوم التشريعي رقم 10 – 93المعدل والمتمم بالقانون 04 - 03والمتعلق ببورصة القيم المنقولة.
- 3المادة 141من القانون رقم 01 - 02المؤرخ في 05فيفري ,2002المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز بواسطة القنوات ( ,ج ر
) ,08الصادرة في .2002
113
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
هكذا نالحظ ان معيار حساب الغرامة التي توقعها سلطات الضبط المستقلة يختلف بين سلطة
واخرى ,فهناك سلطات حدد فيها المشرع مبلغ الغرامة بدقة واخرى حدد فيها الحد األقصى للمبلغ,
كما استعمل معيار حساب مبلغ الغرامة بنسبة معينة من رقم األعمال ,كما اعتمد ايضا على معيار
الرأسمال ,هذا التنوع مقارنة بالقانون الجزائي الذي يحدد العقوبة مسبقا يبين خصوصية القمع عن
طريق سلطات الضبط المستقلة من جهة ,ومن جهة اخرى يظهر االختالف من حيث العقوبة
وتفاوتها امام الهيئة نفسها او مقارنة ببعضها البعض او بالمقارنة مع القانون الجزائي.
ان العقوبات السالبة للحقوق المتعلقة باألشخاص الطبيعيين تطبق في القطاع البنكي ,حيث
تسري على مسيري البنوك ,وفي قطاع البورصة على الوسطاء في عمليات البورصة ,تتعلق هذه
العقوبات بحظر النشاط بأكمله او جزء منه بصفة مؤقتة او نهائية عن طريق غرفة التأديب والتحكيم
للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ,2ومنع واحد او اكثر من ممارسة صالحياته لمدة معينة او
انهاء خدمات واحد او اكثر من المقيمين المذكورين بواسطة اللجنة المصرفية.3
هذه عقوبات مقيدة في ممارسة النشاط تلجأ اليها اللجنة المصرفية عند مخالفة بنك او مؤسسة
مالية لقواعد قانونية او تنظيمية في مجال نشاط من نشاطاتها ,اما العقوبات السالبة للحقوق والمتعلقة
- 2المادة 55من المرسوم التشريعي رقم 10 – 93المعدل والمتمم بالقانون 04 - 03والمتعلق ببورصة القيم المنقولة.
- 3المادة 114من األمر رقم 11 – 03المعدل والمتمم بالقانون 12 – 08المتعلق بالنقد والقرض.
114
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
بالمتعاملين ,اي األشخاص االعتبارية الناشطة في السوق فتخص سحب الرخص او االعتماد حسب
الحالة.
ففي المجال البنكي ,يشكل سحب االعتماد اخطر عقوبة يمكن ان تصيب بنك او مؤسسة
مالية ,فسحب االعتماد يعني بالضرورة وضع حد لحياة البنك ,األمر الذي تتبعه تصفية المؤسسة,
وفعال قامت اللجنة المصرفية بتوقيع عقوبة سحب االعتماد للعديد من البنوك الخاصة ,ولكن يؤخذ
عليها انها لم تقم بسحب االعتماد ألي بنك عمومي رغم ان اكثر من %90من البنوك الجزائرية
بنوك عمومية ,في حين تم سحب االعتماد من ثالث بنوك خاصة في الجزائر في اقل من 48
ساعة.
والواقع ان الدولة الجزائرية تفضل االحتفاظ لنفسها بهذا القطاع الحساس ,وفي مجال
البورصة ,نجد ان المشرع خول غرفة التأديب والتحكيم سلطة اصدار عقوبات اتجاه الوسطاء في
عمليات البورصة تصل الى حد سحب االعتماد ,1اما في مجال االتصاالت السلكية والالسلكية ,فإن
العقوبات السالبة للحقوق تتدرج بخصوص الرخصة من التعليق الكلي او الجزئي لهذه الرخصة لمدة
ثالثين يوما ,الى التعليق المؤقت للرخصة لمدة تتراوح ما بين شهر الى ثالثة اشهر ,او تخفيض
مدتها في حدود سنة ,وفي حالة عدم امتثال المتعامل عند انقضاء هذه اآلجال يمكن ان تتخذ ضده
سلطة الضبط قرار السحب النهائي للرخصة.2
وقد حددت المادة 37من القانون رقم 303 – 2000المتعلق بالبريد والموصالت الشروط
الموضوعية والحاالت المشترطة لسحب الرخصة ,اما في مجال الطاقة ,فيمكن للجنة ضبط الكهرباء
- 1نظر المرسوم التشريعي رقم 10 – 93المعدل والمتمم بالقانون 04 – 03المتعلق ببورصة القيم المنقولة.
- 2المادتين 35و ,36من القانون 03 – 2000المتعلق بالقواعد العامة بالبريد والمواصالت السلكية والالسلكية.
115
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
والغاز في حالة التقصير الخطير ان تسحب مؤقتا رخصة استغالل المنشأة لفترة ال تتجاوز سنة ,كما
يمكنها في حالة التقصير الخطير سحب الرخصة كليا ,ويجب ان تسجل صراحة في قرار السحب
حاالت التقصير المعاين.
اما بالنسبة لدور السلطة التأديبية الممنوحة غرفة التأديب التابعة للجنة تنظيم ومراقبة عمليات
البورصة فيبرز هذا الدور في مجال االخالقيات المهنية والتأديب وتطبيق العقوبات التي نصت عليها
المادة 55من المرسوم التشريعي 10 – 93المتعلق بالبورصة في ما يلي ( :
-االنذار.
-التوبيخ.
-حظر النشاط كله او جزئه مؤقتا او نهائيا.
-سحب االعتماد.
-و/او فرض غرامات 100.000.00دج ,او مبلغ يساوي المغنم المحتمل تحقيقه بفعل الخطأ
المرتكب )
116
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
- 1القانون العضوي 11 – 05 ,المؤرخ في 17جوان ,2005المتعلق بالتنظيم القضائي ( ,ج ر ) ,51الصادرة في 20جولية
.2005
- 2محمد مختار احمد بريري ,التحكيم التجاري الدولي ,الطبعة الثالثة ,دار النهضة العربية ,القاهرة ,مصر ,2004 ,ص .5
117
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
يعتبر التحكيم ضمانة رئيسية بالنسبة لالستثمار ,وخاصة األجنبي المباشر ,خصوصا في ظل
اقتصاد السوق المفتوح يعامل فيه المتعاملون العموميون والخواص ,المحليون واألجانب ,بالمساواة.1
باالتفاقية التي تم المصادقة عليها في مؤتمر األمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 10جوان
1958المتعلقة باعتماد الق اررات التحكيمية األجنبية وتنفيذها ,والتي انضمت اليها الجزائر بمقتضى
القانون رقم 18 - 88المؤرخ في 12جويلية 1988المؤرخ بالجريدة الرسمية عدد 28لسنة
.1988
واتفاقية المنازعات المتعلقة باالستثمارات بين الدول ورعايا الدول األخرى والتي وافقت عليها
الجزائر بمقتضى األمر رقم 04 – 95المؤرخ في 21يناير 1955المؤرخ بالجريدة الرسمية عدد
07لسنة , 1955وايضا االتفاقية المتضمنة استحداث وكالة دولية لضمان االستثمارات الموافق
عليها بموجب األمر 05 – 95المؤرخ في 21يناير 1955في الجريدة الرسمية العدد نفس العدد.
118
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
ونجده ينص على ان الغرفة التي تكونها اللجنة ,مختصة بالتحكيم ودراسة اي نزاع يكون ذو
طابع تقني ينتج عن تفسير القوانين واللوائح السارية المفعول ,التي تنظيم وتضبط عمل البورصة
وتكون تخاطب االطراف التالية او النزاعات التي تثور بشأنهم وهم
لقد نص المشرع بالنسبة لبعض سلطات الضبط على انشاء هيئة تحكيمية في ظلها تتولى
الفصل في النزاعات وتتخذ تشكيلة مغايرة للتشكيلة األصلية لسلطة الضبط على غرار ما هو عليه
بالنسبة لكل من لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها غرفة التأديب والتحكيم وان الغرفة مختصة
بالمنازعات التحكيمية ,1ولجنة ضبط الكهرباء والغاز ,غرفة التحكيم ,2ما يمكن مالحظته بالنسبة
لتركيبة هيئات التحكيم هذه هو احتوائها على قضاة ,وكذا حيادها وانفصالها عن التركيبة األصلية
- 1المادة 52من المرسوم التشريعي رقم ,10 – 93المعدل والمتمم بالقانون ,04 - 03المتعلق ببورصة القيم المنقولة.
- 2المادة , 133من القانون , 01 – 02القانون رقم ,01 – 02المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز عبر القنوات.
119
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
لسلطة الضبط ,خاصة بالنسبة ألعضاء غرفة التحكيم لدى لجنة ضبط الكهرباء والغاز ,اذ نص
المشرع بشأنهم على عدم اختيارهم من بين أعضاء لجنة الضبط.1
اما بالنسبة ألعضاء غرفة التأديب والتحكيم لدى لجنة تنظيم عمليات البورصة و مراقبتها فهم
ينتخبون من بين أعضاء هذه اللجنة اما بالنسبة لإلجراء المتبع في التحكيم فيتعلق باإلخطار ,حيث
تعمل الغرفة التأديبية والتحكيمية بطلب من :
-اللجنة.
اما بالنسبة لغرفة التحكيم لدى لجنة ضبط الكهرباء والغاز ,فهي تتولى الفصل في النزاعات
بناء على طلب احد األطراف ,ينتهي اجراء التحكيم باتخاذ ق اررات مبررة بعد االستماع الى األطراف
المعنية ,وقد اخضع المشرع ق اررات غرفة التأديب والتحكيم إلمكانية اجراء الطعن امام مجلس الدولة,
عكس ق اررات غرفة التحكيم التي اعتبرتها ق اررات نهائية.2
1
-وليد بوجملين ,المرجع السابق ,ص .167
- 2المادة 137من القانون رقم ,01 – 02المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز عبر القنوات.
120
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
هيئات داخلية متخصصة داخل سلطات الضبط ,فإنه امكن البعض منها هذه المهمة دون الحاجة
الى انشاء هيئات داخلية متخصصة على غرار الوكالة الوطنية للممتلكات المنجمية التي تتكفل
بمساعدة التحكيم او المصالحة او سلطة بين المتعاملين في الميدان المنجمي كذا سلطة ضبط البريد
والمواصالت والتي اوكلها المشرع مهمتين شبه قضائيتين.1
مما تقدم خالل هذا المبحث والمتعلق بأدوات التدخل المستعملة من طرف سلطات الضبط
المستقلة ,والتي تتمثل في سلطتي او اختصاصي التأديب والتحكيم ,نالحظ التباين الواضح في حجم
وطبيعة صالحيات الضبط المخولة على هذا المستوى :
من اإلدارة المركزية لصالح سلطات الضبط ,اذ لم تخول كليها اال صالحيات المراقبة الدائمة
للسوق ,في حين ان سلطات الضبط تبقى تضطلع باختصاص معياري لكنه ضيق يقتصر على
سلطات استشارية وهي هامة وواسعة اضافة الى سلطة قرار فردي لم يتم تحويلها اال جزئيا لفائدة
سلطات الضبط ,حيث تبقى الممارسة ضيقة في بعض القطاعات ومشاركة مع االدارة المركزية.
ان محدودية هذا االختصاص المعياري لسلطات الضبط يقلل من شأن مساهمتها كفاعل
رئيسي في عملية الضبط وهذا بالنظر الى بعض االعتبارات وهي :
اوال :عدم اضطالع معظم سلطات الضبط بسلطة تنظيمية في سن وتأطير قطاعاتها بقواعد قانونية
أكثر مالءمة واحتكار اإلدارة المركزية لهذا االختصاص ,اما بالنسبة للسلطات التي تتمتع بهذا
االختصاص ,فهو اختصاص مقيد ماديا واجرائيا بالنظر الى الطابع التقني للقواعد المختص بها
واخضاعه الى مراقبة اإلدارة المركزية.
ومن ثم فإن السلطة التنظيمية ال تشكل األداة الرئيسية التي تميز نظام تدخل سلطات.
1
-وليد بوجملين ,المرجع السابق ,ص .169
121
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
ثانيا :سلطة القرار الفردي الم تعلقة بمنح الرخص عادة ما يتم ممارستها بالنسبة لمعظم سلطات
الضبط بمشاركة اإلدارات المركزية.
ثالثا :بالنسبة للصالحيات االستشارية لسلطات الضبط ,فرغم تركيبتها المختصة وتأهيلها من طرف
المشرع لتقديم آراء استشارية بخصوص مشاريع النصوص التنظيمية خاصة ,اال ان عدم الزامية
األخذ بهذه ( االستشارات الرأي المطابق ) ,1من قبل السلطات العمومية من شأنه افراغ هذه
الصالحية من محتواها ,خصوصا وان خصوصا وان معظم سلطات الضبط ال تتمتع بأهلية تقديم
اقتراحات للسلطة التنفيذية.
من خالل هذا المبحث الذي يدرس السلطتين التي منحهما المشرع الجزائري للسلطات الضبط
المستقلة ومنها لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة والتي تتمثل في سلطتي التأديب والتحكيم وذلك
بالتطرق الى مجموعة من العناصر التي توضح هاتين الميزتين ,وذلك في ما يلي :
-تحديد االساس القانوني لهاتين السلطتين والنص عليهما في التشريع الجزائري خاصة التحكيم
وبالنسبة للجنة.
-تحديد شروط ممارسة هذه الهيئات لهذه السلطات.
-انواع العقوبات التي تطبقها الهيئات خاصة لما تمارس السلطة التأديبية.
-تحديد المقصود من التحكيم ,واستحداثه كآليه تستخدمها الهيئات لفض النزاعات.
-والتطرق الى النتائج التي يجرج بها التحكيم لما يستخدم لفض هذه النزاعات.
122
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات
في هذا الفصل توسعنا في السلطات التي تمارسها هيئات الضبط االقتصادي خاصة لجنة تنظيم
عمليات ومراقبة البورصة ,حيث تطرقنا الى السلطات الممنوحة اليها والتي يعتبر الضبط اهمها
واللجنة احد الهيئات التي تستعمله في ضبط السوق المالية ,ومن خالل الضبط الذي تمارسه على
السوق المالية تمارس مجمعة من االعمال كالرقابة ,والمتابعة ,والتنظيم الذي هو اهم هذه السلطات,
فمن خالله تسطيع اللجنة بسط سيطرتها عليه ومراقبته ,وتنظيمه ,كما يظهر من خالل اآلليات
المتاحة من استعماله ,كاالختصاص العام او الشبه التنظيمي ,او اصدار الق اررات الفردية وغيرها من
الصالحيات ,وضمن المشرع صالحيات توقيع العقوبات على المخالفين على النظام المطبق على
سوق العمل ,وذلك من استخدام سلطة التأديب او اللجوء للتحكيم ,فمن خالل هاتين الميزتين تسطيع
الهيئات خاصة لجنة البورصة تسليط وتوقيع عقوبات اما ذات طابع مالي او حتى غير مالية على
المخلين بنظام العمل ,او تلجئ الى التحكيم لتسوية النزاعات التي تقوم بين المتعاملين في السوق
المالي ,وهذا تجسيدا للتدابير التي اخذ بها المشرع الجزائري ,باستحداثه لهذه االلية لفض المنازعات
التي تقع بين المتعاملين االقتصاديين.
123
خـــــاتـــــمـــــه
خـــــاتـــــمـــــه
خـــــاتـــــمـــــه
دور الدولة يظهر انه تغير وهذا من ,1989فلقد كانت المالك الوحيد لوظائف الرقابة
والتسيير لكن اصبحت هذه الدولة مجرد ضابط ,وظهرت رغبة صريحة في انسحابها من الحقل
االقتصادي جسدها انشاء سلطات الضبط المستقلة ,واهم ما يميز هذه السلطات الضبطية هو
جمعها بين الخاصية اإلدارية واالستقاللية ,حيث انها ملكت كم كبير من صالحيات االدارة تجسد
ذلك في ضبط السوق ,كما يحدث مع لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ,الهيئة الضابطة
للسوق القيم المنقولة ,كما تم تخويل هذه السلطات اختصاصات قضائية جد هامة لصالحها تحت
غطاء وفكرة الفعالية والمرونة االنشطة االقتصادية ,وقد سعت هذه الدراسة الى البحث عن
مجموعة من المفاهيم ,مثل تحديد المقصود من السوق المالية " البورصة " ,تحديد مفهومها,
انواعها ,شروط اقامتها ,فهذه السوق حديثة في االقتصاد الجزائري ,جسدها توجه الدولة الجديد
االقتصاد الحر او اقتصاد السوق ,تحديد المقصود من لجنة تنظيم ومراقبة البورصة وذلك ال يكون
اال من خالل الطرق الى تحديد المقصود من سلطات الضبط االقتصادي ,وبما ان الفكرة حديثة
في التنظيم االداري الجزائري والدراسات حولها جد قليلة ,فبتالي وجب التطرق لهذه السلطات في
القوانين المقارنة ,ثم التعريف بهذه السلطات ,وتحديد خصائصها التي يظهر منها مميزات هامة,
االستقاللية ,السلطوية ,الطابع االداري لهذه الهيئات ,وطبيعة عالقة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات
البورصة ,بأجهزة الدولة خاصة الجهاز التنفيذي ,من خالل تحديد حجم االستقاللية العضوي
والوظيفية ,وحدود هذه االستقاللية
وتحديد السلطات الممنوحة للهيئات ,والتي يعد الضبط اهمها فهي تمارس هذا االختصاص
نيابة عن الجهاز التنفيذي للدولة ,ونجد لجنة تنظيم البورصة تمارس ضبط سوق القيم المنقولة "
البورصة " ,عن طريق التنظيم ,الذي يعد احد االختصاصات الممنوحة لها في الضبط ,وتمارس
هذا االختصاص عن طريق مجموعة من األدوات ,منحت لها عن طريقة القوانين والتنظيمات ,ثم
126
خـــــاتـــــمـــــه
في حالة المخالفة والخروج عن األنظمة والتعليمات ,المحددة لطريقة العمل في السوق ,مكن
القانون اللجنة من معاقبة المخالفين عن طريق السلطة التأديبية والتحكيمية الممنوحة لها بموجب
اطر العمل من قوانين وتنظيمات ,فهي تمارس هذه الوظيفة في االخالل بالنظام من المتعاملين,
فقد منحت سلطة تأديبية لتوقيع عقوبات متنوعة على المتعاملين ,ذات طابع مالي وغير مالي,
كما لها دور مهم في النزعات التقنية الناتجة عن تفسير القوانين ,وبين المتعاملين في سوق القيم
المنقولة ,بالنسبة للنتائج التي يمكن ان نستنتجها من الدراسة :
- 1حداثة سوق القيم المنقولة ,فالبورصة الجزائرية حديثة وحجم التعامل بها ال زال بسيط.
- 2ايضا التجربة الجزائرية حديثة في مجال سلطات الضبط المستقلة ,حيث كان ظهور هذه
السلطات فقط بتغير النظام والتوجه االقتصادي الجزائري الى اقتصاد السوق ,فال يمكن ان توصف
بالتجربة المقارنة التي قطعت شوط كبير في هذا المجال.
– 3ان المشرع منح صالحيات ضبطية لصالح سلطات الضبط المستقلة فقلص نطاق اختصاص
السلطة التنظيمية في المجال االقتصادي ,واعادة النظر في التوزيع التقليدي للسلطة في هذا
المجال بين السلطة التنفيذية ( اإلدارية ) وهذه الهيئات.
- 4منح هذه السلطات ادوات تسطيع بها ممارسة نشاطاتها في ضبط القطاع الذي منح لها
تنظيمه وكل حسب مجالها ,تتميز هذه األدوات بالتأثير وتستطيع بهذه األدوات ايضا ان تضاهي
السلطة واآلليات التي تتمتع بها السلطة التنفيذية.
– 5ونتيجة للسلطات التي تتمتع بها سلطات الضبط ,وحتى يتجسد الضبط في القطاع الذي منح
للجنة تنظيمه ,نجدها زودت بسلطة تأديبية ,وتحكيمية تستعمل الهيئات هذه السلطتين مثل ما
تعمل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ,التأديب والتحكيم في حل المنازعات التي تنشئ لدى
مزاولة النشاطات بالسوق المالية من طرف المتعاملين.
127
خـــــاتـــــمـــــه
– 1العمل على تفعيل اكثر للبورصة فهي حديثة النسئة فتفعيلها يؤدي التي دفع النشاط
االقتصادي فهي عبارة عن سوق ذات طابع مختلف عن االسواق العادية المعروفة ,لكن لها دور
كبير زيادة النشاط االقتصادي الوطني.
– 2النص على انشاء سلطة ضبط خاصة بتنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بقانون ما يضمن
شرعيتها ,حيث نجد هذه السلطة التي منح لها ضبط هذا المجال الذي هو السوق المالي ,انشئت
بموجب مرسوم تشريعي ما يقلل من استقالليتها ويجعلها تحت سلطة السلطة التنظيمية ,تتصرف
فيها بالتنظيم.
– 3تكريس االستقاللية العضوية والوظيفية لهذه السلطات وفصلها التام عن الجهاز التنفيذي ما
يضمن عملها بشكل مستقل وحيادها
– 4تحديد المهام المنوطة لسلطات الضبط بشكل واضح في نصوص القوانين ,ما يضمن ادائها
الصحيح للمهام التي اوكلت لها وضبطها للقطاع الذي كلفت بتنظيمه ,فهذا االمر يضمن عدم
انحرافها واستغاللها لسلطاتها.
– 5نجد انه يجب تكريس سلطتي التأديب والتحكيم وتفعيلها لهذه السلطات ,فهذه السلطات
اوكل ت لها مهمة ضبط هذه القطاعات ويجب ان تمتلك سلطات تلجئ اليها لتطبقها ,فيمكن ان يتم
تأديب المتعامل لدى مخالفته للنظم والتنظيمات المعمولة بها ,او اللجوء الى التحكيم بخصوص
النزعات التي تكون بصدد مزاولة النشاطات االقتصادية في القطاع.
128
قـائـمـة الـمـراجـع
قائمة المراجع والمصادر
النصوص القانونية
-دستور الجزائر لسنة ,1996المؤرخ في 07ديسمبر نفس السنة ( ,ج ر) 76الصادرة في
08ديسمبر 1996المعدل والمتمم.
-القانون العضوي 11 – 05 ,المؤرخ في 17جوان ,2005المتعلق بالتنظيم القضائي ( ,ج
ر ) ,51الصادرة في 20جولية .2005
-قانون رقم ,12 – 89المتعلق باألسعار مؤرخ في 05جويلية , 1989الصادر ( ج ر)
عـدد ,29الصادرة في 19جويلية .1989
-القانون رقم ,07 – 90المؤرخ في 03افريل ,1990المتعلق باالعالم ( ج ر ) 14
الصادرة في 04افريل .1990
-القانون ,10 – 90المؤرخ في 14افريل ,1990المتعلق بالنقد والقرض ( ج ر) 16
الصادرة ,1990الملغى بموجب االمر رقم 11 – 03المؤرخ في 11اوت 2003المتعلق
بالنقد والقرض.
-القانون رقم 03 – 2000المؤرخ في 05اوت ,2000المحدد للقواعد العامة المتعلقة
بالبريد وبالمواصالت السلكية والالسلكية ( ج ر ) ,48الصادرة في .2000
-القانون رقم ,01 – 02المؤرخ في 05فيفيري ,2002المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز عبر
القنوات ( ج ر ) ,08الصادرة في .2002
-القانون رقم ,04 – 03المؤرخ في 17فيفري ,2003المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي
رقم ,10 - 93المتعلق ببورصة القيم المنقولة ( ,ج ر ) 11الصادرة في 18فيفري .2003
-القانون رقم ,01 – 06المؤرخ في 20فيفري ,2006المعدل والمتمم المتعلق بالوقاية من
الفساد ومكافحته ( ,ج ر) 14الصادرة .2006
130
-القانون ,12 - 08الوؤرخ في 25جولية ( ,2008ج ر ) 36الصادرة في ,2008
المعدل والمتمم لألمر رقم ,03 - 03الصادر في 19جويلية 2003المتعلق بالمنافسة ( ج
ر ) 43المؤرخة في 20جويلية .2003
-القانون رقم 10 – 10المؤرخ في 03جويلية سنة 2001المتضمن قانون المناجم.
-اال مر 08 – 96المؤرخ في 10جانفي ,1996المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم
المنقولة ( ,ج ر ) ,03الصادرة في .1996
-االمر رقم ,03 - 03الصادر في 19جويلية ,2003المعدل والمتمم بالقانون 12 - 08
المتعلق بالمنافسة ( ج ر ) 43المؤرخة في 20جويلية .2003
-االمر رقم ,11 - 03الصادر في 27اوت ,2003المعدل والمتمم باألمر 04 - 10
المتعلق بالنقد والقرض ( ج ر ) 52المؤرخة في نفس اليوم.
-المرسوم التشريعي 10 - 93 ,المؤرخ في 23ماي ,1993المعدل والمتمم بالقانون - 03
04المتعلق ببورصة القيم المنقولة ( ,ج ر ) 34المؤرخة في 23ماي .1993
-المرسوم التنفيذي رقم 170 - 93المؤرخ في 20ماي ,1998المتعلق باألتاوى التي
تحصلها لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ( ,ج ر ) العدد ,34الصادرة في .1998
-المرسوم تنفيذي رقم ,175 – 94المؤرخ في 13جوان 1994المتضمن تطبيق المواد ,21
,29 ,22من المرسوم التشريعي ,10 – 93المتعلق ببورصة القيم المنقولة.
-المرسوم التنفيذي 102 – 96المتضمن تطبيق المادة 32من المرسوم التشريعي 10 93
المتعلق بالبورصة ,المؤرخ في 11مارس ( ,ج ر ) .1996 ,18
-نظام اللجنة ,03 – 96المؤرخ في 03جويلية ,1996المتعلق بشروط اعتماد الوسطاء في
عمليات البورصة ,ووجباتهم ومراقبتهم ( ,ج ر ) ,36الصادرة في 01جوان .1997
131
-نظام اللجنة ,03 – 2000المؤرخ في 28سبتمبر ,2000والمتضمن تنظيم وسير
المصالح االدارية والتقنية للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ( ,ج ر ) ,08الصادر في
.2001
كتب ومؤلفات
-الخضيري محسن احمد ,كيف تتعلم البورصة في 24ساعة ,طبعة ,1دار ايتراك ,مصر,
.1996
-احمد محي الدين ,اسواق االوراق المالية واثارها االنمائية ,دلة البركة ,المملكة العربية
السعودية.1995 ,
-شعبان محمد اسالم البرواري ,بورصة االوراق المالية من منضور اسالمي ( دراسة تحليلية
نقدية ) ,دار الفكر دمشق ,سوريا ,2001 ,ص .23
-عبد العزيز عبد المنعم خليفة ,التحكيم في منازعات العقود الداخلية والدولية ,دار الفكر
الجامعي ,االسكندرية ,مصر .2007,
-عمار عوابدي ,نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة و القانون اإلداري ,الطبعة الثانية,
دار هومة ,الجزائر.2001 ,
-مبارك بن سليمان آل فواز ,االسواق المالية من منضور اسالمي ,مركز النشر العلمي,
جامعة الملك عبد العزيز ,المملكة السعودية.2001 ,
-وجدي محمد فريد ,دائرة معارف القرن العشرين ,مجلد ,2طبعة ,3د ار المعرفة ,لبنان ,دون
تاريخ.
-محمد مختار احمد بريري ,التحكيم التجاري الدولي ,الطبعة الثالثة ,دار النهضة العربية,
القاهرة ,مصر.2004 ,
-وليد بوجملين ,سلطات الضبط االقتصادي في القانون الجزائري ,دار بلقيس للنشر ,الجزائر,
دون سنة.
132
رسائل ومذكرات
-تواتي نصيرة ( ,المركر القانوني للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ) ,مذكرة ماجستير,
كلية الحقوق جامعة تيزي وزو.2005 ,
-حدري سمير (,السلطات االدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية ) ,مذكرة
ماجستير كلية الحقوق والعلوم التجارية ,جامعة احمد بوقرة ,بومرداس.2006 ,
-حسام الدين بركيبة ( ,الرقابة القضائية على اعمال سلطات الضبط المستقلة ) ,مذكرة
ماجستير ,كلية الحقوق والعلوم السياسية ,جامعة ورقلة.2014 - 2013 ,
-زوار حفيظة ( ,لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة إدارية مستقلة ) ,مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون ,كلية الحقوق بن عكنون ,جامعة الجزائر.2003 – 2004
-قايد ياسين ( ,اإلدارة الجزائرية وقانون المنافسة ,مذكرة لنيل شهادة الماجستير ) ,كلية
الحقوق بن عكنون ,جـامعة الجزائر.2000 ,
-قوراري مجدوب ,سلطات الضبط في المجال االقتصادي ( لجنة تنظيم البورصة وسلطة
ضبط البريد والمواصالت انموذجين ) ,مذكرة ماجستير ,كلية الحقوق جامعة تلمسان-2009 ,
.2010
-موسى رحموني ( ,الرقابة القضائية على سلطات الضبط المستقلة في التشريع الجزائري ),
مذكرة لنيل شهادة ماجستير ,كلية الحقوق والعلوم السياسية ,جامعة باتنة.2013 – 2012 ,
-نبيل خليل طه سمور ( ,سوق االوراق المالية بين النظرية والتطبيق دراسة حالة سوق راس
المال االسالمي في ماليزيا ) ,شهادة ماجستير ,كلية التجارة الجامعة االسالمية غزة ,دولة
فلسطين.2007 ,
-نداتي حسين ( ,اليات الضبط االقتصادي في القانون الجزائري ) ,مذكرة لنيل شهادة ماسر,
جامعة خميس مليانة.2014 – 2013 ,
مـــــقــــــاالت
133
-بن لطرش منى ,السلطات االدارية المستقلة في المجال المصرفي :وجه جديد لدور الدولة,
مجلة ادارة ,المدرسة الوطنية لالدارة ,الجزائر ,العدد الثاني.2002 ,
-لباد ناصر ,السلطات اإلدارية المستقلة ,مجلة ادارة ,المدرسة الوطنية لإلدارة ,الجزائر ,العدد
االول.2002 ,
134
الـــــفـــــهـــــرس
مـــــقـــــدمـــــة ...........................................................................................ب
المبحث الثالث :عالقة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بالجهاز التنفيذي 45 ......................
المطلب االول :عالقة اللجنة بالجهاز التنفيذي من الناحية العضوية46 ............................... .
الفرع االول :مظاهر استقاللية اللجنة من الناحية العضوية46 ...................................... .
اوال :تعدد األعضاء واختالف صفتهم ومراكزهم47 ...............................................
ثانيا :تعدد واختالف الجهات المقترحة لألعضاء48 ............................................. .
ثالثا :تحديد مدة انتداب الرئيس واألعضاء49 ................................................... .
رابعا :مراعاة األحكام الصادرة عن السلطات الضبط المستقلة لمبدأ الحياد50 ..................... .
الفرع الثاني :حدود االستقاللية العضوية للجنة البورصة50 ......................................... .
اوال :تمتع السلطة التنفيذية بسلطة التعيين51 ..................................................... .
ثانيا :ظروف انتهاء عضوية الرئيس واألعضاء وعدم تجديد االنتداب52 ......................... .
ثالثا :غياب إجراء االمتناع53 .................................................................. .
المطلب الثاني :عالقة لجنة البورصة بالجهاز التنفيذي من الناحية الوظيفية55 ........................ .
الفرع االول :مظاهر االستقاللية الوظيفية للجنة البورصة55 ........................................ .
اوال :االستقالل المالي55 ....................................................................... .
ثانيا :االستقالل اإلداري56 ..................................................................... .
ثالثا :اختصاص سلطات الضبط بوضع نظمها الداخلي57 ...................................... .
رابعا :الشخصية المعنوية58 .....................................................................
الفرع الثاني :مظاهر التبعية الوظيفية للجنة بالجهاز التنفيذي60 .....................................
اوال :اعداد التقرير السنوي وارساله الى الحكومة60 .............................................. .
ثانيا :موافقة الو ازرة المختصة على األنظمة الصادرة عن الهيئات المستقلة61 ..................... .
ثالثا :وضع السلطة التنفيذية للنظام الداخلي لبعض سلطات الضبط62 ........................... .
الفصل الثاني :تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات67 .............................. .
المبحث الثالث :دور اللجنة التنظيم من خالل سلطة التأديب والتحكيم 107 .............................
المطلب االول :دور اللجنة من خالل االختصاص التأديبي108 ........................................
الفرع االول :اساس سلطة التأديب الممنوحة لسلطات الضبط االقتصادي108 ....................... .
الفرع الثاني :شروط ممارسة هيئات الضبط المستقلة لسلطة العقاب110 ............................ .
الفرع الثالث :انواع العقوبات التي توقعها سلطات الضبط المستقلة111 .............................. .
اوال :العقوبات المالية111 ........................................................................
ثانيا :العقوبات غير المالية114 ................................................................. .
المطلب الثاني :دور اللجنة من خالل االختصاص التحكيمي117 ..................................... .
الفرع االول :المقصود من التحكيم واساسه القانوني117 ............................................ .
اوال :المقصود من التحكيم117 .................................................................. .
ثانيا :االساس القانوني للتحكيم118 ............................................................. .
الفرع الثاني :استحداث التحكيم كألية لتسوية المنازعات القطاع االقتصادي119 ..................... .
الفرع الثالث :النتائج المترتبة عن العمل بالتحكيم120 .............................................. .