You are on page 1of 142

‫جـامعة الشهيد حمه لخضر الـوادي‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬


‫ودورها في ضبط السوق المالية‬

‫مذكرة تخرج تدخل ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص‪ :‬قانون اإلعمال‬
‫المشرف‪:‬‬ ‫الطالب‪:‬‬
‫أ ‪ .‬الشريف وكواك‬ ‫بن عمر محمد الصالح‬

‫لجنة المناقشة‬
‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫االسم و اللقب‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر – الوادي‬ ‫شيبات ساره‬
‫مشرفا و مقررا‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر – الوادي‬ ‫الشريف وكواك‬
‫عضوا مناقش‬ ‫جامعة الشهيد حمه لخضر – الوادي‬ ‫شربي مراد‬

‫السنة الجامعية ‪ 1436 – 1435‬هـ‪ 2015 – 2014/‬م‬


‫بسم اهلل الرمحان الرحيم‬

‫))‬ ‫نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم‬ ‫((‬

‫سورة يوسف اآلية ‪76‬‬


‫اه ـ ـ ـ ـ ـداء‬
‫اىل اللذان علمانا الصرب‪ ,‬الشجاعة‪ ,‬العزمية‪ ,‬واملثابرة يف طريق النجاح اىل من ضحيا‬

‫من اجلنا وال شيء يف الدنيا يعوضهما على ذلك اىل اعز شخصني يف الوجود‬

‫كله علينا‬

‫الوالدين الكرميني‬

‫اىل الذين ترعرعت واياهم وعشنا امجل حلظات احلياة‬

‫اخوتي واخواتي االعزاء‬

‫اىل كل افراد عائليت‬

‫اىل اساتذتي يف خمتلف اطوار التعليم‬

‫اىل كل االصدقاء والزمالء‬

‫اىل كل من ساعد من قريب او بعد يف امتام هذا العمل‬

‫اهدي اهلم مجعيا جمهودي ومثرة عملي‬

‫محمد الصالح‬
‫شـ ـكـ ـر وتـ ـقـ ـديـ ـر‬
‫امحد اهلل اشكره ان وفقين على امتام هذا العمل‪ ,‬اتوجه اىل استاذي‬
‫املشرف االستاذ الشريف وكواك بأفضل عبارات االمتنان والشكر‬
‫والتقدير لقبوله باألشراف علي يف اجناز هذا العمل‪ ,‬وعلى اثرائه لي‬
‫بالتوجيهات القيمة‪.‬‬

‫واىل اعضاء اللجة لقبوهلم ملناقشة موضوع املذكرة‬

‫اىل كل االساتذة االفاضل جبامعة محه خلضر بالوادي‬

‫محمد الصالح‬
‫مـــقـــدمـــه‬
‫مـــــقـــــدمـــــه‬

‫مـــــقـــــدمـــــة‬
‫عرفت الجزائر خالل الثمانينات ازمة اقتصادية كبيرة‪ ,‬وكان لهذه االزمة تأثير واضح على‬
‫جوانب الحياة االجتماعية‪ ,‬االقتصادية‪ ,‬السياسية‪ ,‬لقد نتج عن ذلك تحوالت جذرية اثرت في‬
‫سيرورة االقتصاد الجزائري‪ ,‬و وضعت هذا االخير امام تحديات و رهانات مفادها تعديل او‬
‫حتى ازالة بعض الحدود االقتصادية وتحديد األدوات االستراتيجية التي تساعد على التفتح‬
‫االقتصادي‪ ,‬واختيار طابع اداري مستحدث مالئم‪ ,‬يستجيب للتغيرات العميقة والجوهرية التي‬
‫عرفتها وتشهدها كل القطاعات‪.‬‬

‫ان الظروف التي ذكرت دفت الجزائر الى اعادة النظر في مكانتها‪ ,‬على المستويين‬
‫الداخلي والخارجي‪ ,‬و اضطرت الى اعادت ضبط مدى تدخلها في االقتصاد الوطني و قد‬
‫لجئ ت الى تحرير االقتصاد الذي اصبح قائما على مبدا المنافسة الحرة في تنظيم الحياة‬
‫االقتصادية‬

‫تم التفكير في االنتقال من الدولة المسيطرة الى الضامنة‪ ,‬ولم يعد هناك تسير اداري‬
‫للسوق‪ ,‬حيث انسحبت الدولة من التعامل في الحقل االقتصادي‪ ,‬وتم اسناد ضبط وتنظيم‬
‫النشاط االقتصادي لقواعد السوق والتي تتسم بالمرونة والسالسة‪ ,‬ويجاد نظم قانونية تتماشى‬
‫والمتغيرات االقتصادية على المستويين‪ ,‬وتتماشى ومتطلبات السوق‬

‫لقد استغنت الجزائر على مجموعة من التنظيمات والمبادئ التي كان معول بها قبل‬
‫التحول من التوجه االشتراكي وانتهاج التوجه الليبرالي واالقتصاد الحر‪ ,‬كالتخلي عن احتكار‬
‫القطاعات االقتصادية‪ ,‬و خوصصته بعد ان كان ملكية جماعية وعمومية‪ ,‬ففتحت هذه الحركة‬
‫المبادرة للخواص‪ ,‬لكن ضمن التوجه السابق كانت الدولة مستغنية عن قواعد التنظيم االمر‪,‬‬
‫الذي اوجدها امام فراغ قانوني ينظم هذه الحركة وهذا النشاط‬

‫ب‬
‫مـــــقـــــدمـــــه‬

‫هناك ثالث نقاط يجب الحفاظ عليها في اطار هذا التحول‪ ,‬وهي المصلحة االقتصادية‬
‫العامة‪ ,‬ضروريات المرفق العام‪ ,‬ومصالح المرتفقين‪ ,‬لقد تزامن انسحاب الدولة من الحقل‬
‫االقتصادي مع خلق سلطات ادارية ذات طابع مستقل‪ ,‬تكون بديل للهيئات االدارية التقليدية‬
‫حيث تضمن ضبط الحقل االقتصادي وتعويض الق اررات االدارية السابقة بأدوات الضبط‬
‫الممنوحة لها‬

‫ومنه السلطة لم تعد المتحكم الوحيد في السوق‪ ,‬وحدثت تحوالت في الوظائف‬


‫االقتصادية التقليدية‪ ,‬وعهد لها بدور جديد سمي " بالضبط "‪ ,‬هدفه الحفاظ على التوازنات‬
‫االقتصادية ويجاد بيئة تمارس ضمنها االنشطة وفق المتطلبات االقتصادية هذه التغيرات التي‬
‫احدثها التنظيم الذي اصطلح تسميته " بالسلطات الضبط االقتصادي "‪ ,‬وهناك من يسميها "‬
‫بالسلطات االدارية المستقلة "‪ ,‬وتعمل هذه السلطات عمل الدولة في دورها الرقابي لألنشطة‬
‫االقتصادية وللسوق والمنافسة‪ ,‬هذا يستجيب لطبيعة الدور الجديد الذي تنتهجه الدولة‬

‫من القطاعات االقتصادية التي تم ضبطها‪ ,‬سوق القيم المنقولة او " البورصة "‪ ,‬فبعد‬
‫استحداث هذه االخيرة لما تم التحول الى التوجه الليبرالي من التوجه االشتراكي والذي كان ال‬
‫يسمح بتواجدها‪ ,‬انشئت بورصة الجزائر‪ ,‬وكما سبق االشارة له تم ضبط نشاط هذه السوق‪,‬‬
‫واستحدث ألجل ذلك سلطة اطلق عليها – لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة – حيث‬
‫ظهرت اول مرة في المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 - 93‬المؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ ,1993‬المتعلق‬
‫ببورصة القيم المنقولة المعل والمتمم بموجب قانون ‪ 04 - 03‬المؤرخ في ‪ 17‬فيفري ‪.2003‬‬

‫حيث في المادة ‪ 20‬من المرسوم التشريعي السابق‪ ,‬وبعد تعديلها " تؤسس سلطة ضبط‬
‫مستقلة لتنظيم عملي ات البورصة ومراقبتها‪ ,‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي "‪ ,‬بهذه‬
‫الطريقة استحدثت اللجنة واسست‪ ,‬ولقد تم تحديد تشكيلتها‪ ,‬وبرنامج عملها‪ ,‬ومهامها‪,‬‬
‫وصالحياتها‪ ,‬من خالل مجموعة من القوانين والتنظيمات المتعلقة بها‪.‬‬

‫ت‬
‫مـــــقـــــدمـــــه‬

‫يهدف البحث الى الدراسة والتعرف على دور للسلطة التأديبية والتحكيمية التي تستعملها‬
‫لجنة تنظيم البورصة لضبط القطاع الذي خولت لها صالحية تنظيمه‪ ,‬وهذا يؤدي بنا اوال الى‬
‫التطرق للبورصة وتحديد مفهومها والتطرق الى بعض العناصر المتعلقة بها‪ ,‬بما انها السوق‬
‫االقتصادي الذي تمارس عليه اللجنة نشاطها‪ ,‬ثم تحديد المقصود من سلطات الضبط‬
‫االقتصادي االلية الجديدة في الضبط االقتصادي بعد تخلي الدولة عن دورها كسلطة متدخلة‬
‫الى سلطة مراقبة‪ ,‬وترك امر ضبط القطاع االقتصادي لهذه الهيئات‪ ,‬وتحديد بالتالي المقصود‬
‫من لجنة تنظيم ومرقبة عمليات البورصة‪ ,‬تحديد عالقة هذه السلطات بأجهزة الدولة‪ ,‬التطرق‬
‫للضبط السلطة المخولة للسلطات في ممارسة عملها‪ ,‬والتطرق ألهم آلية فيه والتي هي التنظيم‬
‫وتحديد أدواته‪ ,‬واخي ار نحلل السلطة التأديبية والتحكيمية اآللية الممنوحة لهذه السلطات بتسليط‬
‫عقوبات على المخالفين لنظام العمل بالسوق‪ ,‬وتسوية المنازعات التي تنشأ بين المتعاملين في‬
‫سوق القيم المنقولة‪.‬‬

‫واختياري لهذا الموضوع كان دافعه قلة الدراسات في هذا المجال بالجزائر‪ ,‬وانطالقا من عدة‬
‫عناصر تتعلق بها‪ ,‬وبتحديد بلجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها فلجنة تنظيم عمليات‬
‫البورصة ومراقبتها تم انشاؤها في اطار ارساء قواعد اقتصاد السوق‪ ,‬حيث انه من بين اهم‬
‫الشروط التي يطلبها اإلصالح االقتصادي تأسيس بورصة القيم المنقولة‪ ,‬ألن السوق ليست فقط‬
‫مجاال او حي از لتبادل السلع و الخدمات‪ ,‬ولكنها ايضا تبادل للقيم المنقولة‪ ,‬اي االوراق المالية‬
‫كاألسهم والسندات‪.‬‬

‫حداثة سلطات الضبط المستقلة واختالفها عن الهيئات اإلدارية التقليدية منح هذه السلطات‬
‫جزء من سلطات الدولة‪ ,‬فتخلي الدولة عن الضبط االقتصادي لهذه الهيئات‪ ,‬وما نتج عن هذا‬
‫االمر من تمتع الهيئات من سلطة تنظيم السوق‪ ,‬الى منحتها السلطة التأديبية واستعمال التحكيم‬
‫امر مهم يدفع للبحث في هذا الموضوع‪ ,‬ايضا حداثة الموضوع دفعتني ( كرغبة شخصية ) الى‬

‫ث‬
‫مـــــقـــــدمـــــه‬

‫البحث فيه‪ ,‬فكيف لجهاز غير الجهاز القضائي للدولة يمكنه تسليط غرامات‪ ,‬توقيع عقوبات‬
‫تختلف شكلها ما هذا الجهاز الذي يتمتع بهذه الميزة‪ ,‬ايضا اقتراح المشرف ورغبته ان ابحث‬
‫في هذا الموضوع‪,‬‬

‫ولقد واجهتنا صعوبات في دراسة الموضوع تجسدن في قلة الكتابات حول الموضوع‪,‬‬
‫فالمراجع بصفة عامة نادرة فيه‪ ,‬وخاصة التي تتكلم سواء عن اللجة او السلطات الممنوحة لها‪,‬‬
‫فغالبا ما وجدنها كأجراء في دراسات‪ ,‬فحداثته كانت السبب والدافع لنا في ذلك‪ ,‬وبالنسبة‬
‫للقوانين فهي اما قليلة التي تتكلم عن بعض السلطات او موجوده لكن هنالك ندرة في شرحها‬
‫سواء شروحات القضائية او الفقهية ‪.‬‬

‫ومما سبق قوله عن سلطات الضبط االقتصادي‪ ,‬وعن لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪,‬‬
‫نجد انفسنا امام االشكالية اآلتية ‪:‬‬

‫في ما يتمثل دور السلطة التنظيمية الممنوحة للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة ؟‬

‫وهذا يدفعنا الى طرح مجموعة من التساؤالت‬

‫‪ -‬ما المقصود من البورصة اي السوق المالية الممارس عليها الضبط ؟‬


‫‪ -‬ما المقصود من سلطات الضبط االقتصادي‪ ,‬وباألخص لجنة تنظيم ومراقبة البورصة؟‬
‫‪ -‬ما هو المقصود من الضبط والتنظيم الذي تمارسه السلطات وباألخص لجنة تنظيم‬
‫البورصة ؟‬
‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية عمدنا الى اتباع المنهج الوصفي في اطار التعريف بالمفاهيم‬
‫المتعلقة بالبورصة‪ ,‬والسلطات المستقلة ومنها اللجنة‪ ,‬ايضا في اطار تحديد الضبط والتنظيم‪,‬‬
‫ولما تطرقنا لتحديد سلطتي التأديب والتحكيم‪ .‬وكان المنهج التاريخي بالنسبة للظروف المحيطة‬
‫لظهور كل من البورصة‪ ,‬والسلطات‪ ,‬وكذا الضبط ‪ ,‬واعتمدنا في بعض االحيان اسلوب تحليل‬

‫ج‬
‫مـــــقـــــدمـــــه‬

‫لدى تحليل النصوص القانونية‪ ,‬ايضا المنهج المقارن في بعض الحاالت كمقارنة وضع سلطات‬
‫الضبط في الجزائر بما هو واقع في النموذج الفرنسي‪ ,‬او في حالة مقارنة القوانين المعمول بها‬
‫في الجزائر بما هو معمول به في فرنسا‪ ,‬وخالل التوسع في الموضوع عمدنا الى تقسيمه الى‬
‫فصلين‪ ,‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ,‬الذي يحوي ثالثة مباحث‪ ,‬المبحث االول الذي‬
‫هو البورصة‪ ,‬والمبحث الثاني وهو سلطات الضبط االقتصادي‪ ,‬والمبحث الثالث عالقة لجنة‬
‫تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بالجهاز التنفيذي‪ ,‬اما بالنسبة للفصل الثاني‪ ,‬فهو بعنوان تنظيم‬
‫البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‪ ,‬ويحوي ثالثة مباحث‪ ,‬المبحث االول وظيفية‬
‫الضبط االقتصادي‪ ,‬المبحث الثاني ادوات اللجنة لتنظيم البورصة‪ ,‬المبحث الثالث دور اللجنة‬
‫من خالل سلطة التأديب والتحيكم‪.‬‬

‫ح‬
‫الفصل االول‬

‫لجنة تنظيم ومراقبة‬


‫عمليات البورصة‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪.‬‬


‫ترتب على االنسحاب الجزئي والتدرجي للدولة الجزائرية من الحقل االقتصادي ظهور وتطور‬
‫العديد من النشاطات التجارية واالقتصادية خاصة في ظل االنفتاح على اقتصاد السوق‪ ,‬على ان ال‬
‫تتدخل الدولة اال من اجل تأطير آليات السوق وبهدف مراعاة مقتضيات المرفق العام ومصالح‬
‫المرتفقين‪.‬‬

‫ومن اجل خلق توازن بين انسحاب الدولة من الحقل االقتصادي‪ ,‬وبين وجوب االحتفاظ بدورها‬
‫في الرقابة عليه‪ ,‬تبنت شكال جديدا من اشكال ممارسة السلطة العامة‪ ,‬عن طريق سلطات الضبط‬
‫في المجال االقتصادي‪.‬‬

‫هذه السلطات خول لها المشرع الجزائري اختصاصات رقابية و تنظيمية واسعة و جعلها خارج‬
‫التدرج الهرمي‪ ,‬فال تخضع ألية رقابة رئاسية كانت او وصائية‪ ,‬كما انه لم يخضعها لنظام قانوني‬
‫موحد فتشكيلة هذه الس لطات‪ ,‬وطريقة تعيين اعضائها‪ ,‬و كذا الوسائل التـي تضـمن استقالليتها‪ ,‬وحتى‬
‫األسلوب المستعمل إلنشائها يختلف من هيئة ألخرى‪ ,‬واهمية سلطـات الضبط في المجـال االقتصادي‬
‫ال يمكن استيعا بها اال من خـالل معرفـة الغرض من انشائـها‪ ,‬والوقوف على ما يميزها عن الهيئـات‬
‫اإلداريــة التقليديـة‪ ,‬و كـذا معرفة ما اذ كانت سلطـات الضبط تشكل سـلطة رابعـة بجـوار السلطــات‬
‫الـثالث التنفيذية‪ ,‬التشريعية‪ ,‬والقضائية‪ ,‬ومن بين هذه السلطات لجنة تنظيم ومراقبة عمليات‬
‫البورصة‪ ,‬التي تعد من ضمن سلطات الضبط‪.‬‬

‫في هذا الفصل سنتطرق الى دارسة هذه الهيئة من خالل جملة من النقاط وهي‪ ,‬في المبحث‬
‫االول الذي البورصة التي تعتبر السوق الذي تمارس الهيئة نشاطها عليه‪ ,‬ثم في المبحث الثاني لجنة‬
‫تنظيم ومراقبة عمليات البورصة حيث نحدد المقصود من هذه الهيئة‪ ,‬وبعد هذا نتطرق الى المبحث‬
‫الثالث عالقة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بالجهاز التنفيذي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫المبحث االول ‪ :‬البورصة‪.‬‬


‫سوف ندرس في هذا المبحث البورصة‪ ,‬سنوضح مجموعة من العناصر التي تبرز هذا‬
‫المصطلح وهي‪ ,‬في المطلب االول مفهوم البورصة هذا المطلب يحدد المقصود من البورصة من‬
‫خالل عدة جوانب كالتعريف‪ ,‬والتطرق لمجموعة من العناصر كالشروط واالنواع ‪ ,‬ثم المطلب الثاني‬
‫نتطرق الى الهياكل البورصة‪ ,‬فهي تحوي لجان والتي تشرف على عمل هذه السوق‪ ,‬وسماسرة الذين‬
‫الذين هم االطار الناشط والفعال في هذه السوق بالتالي ماهي البورصة هذا ما سيتم االجابة عليه في‬
‫المطلب االول ؟‪ ,‬وما هي الهياكل التي تتكون منها ؟‪ ,‬ما سوف يتم االجابة عليه في المطلب الثاني‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم البورصة‪.‬‬


‫كما سبق سوف نتطرق هذا المطلب الى دراسة البورصة انطالقا من عناصر معينة حيث‪,‬‬
‫سوف يتم تحديد تعريفها في الفرع االول باالعتماد على جوانب معينة بتحديد تعريفها لغة واصطالحا‪,‬‬
‫و تحديد تعريفها من الجانب االقتصادي‪ ,‬والتطرق للجانب القانوني‪ ,‬ثم في الفرع الثاني التطرق الى‬
‫الشروط الواجب توافرها لقيام البورصة‪ ,‬ألنها تتطلب مجموعة من الشروط لألنشاء‪ ,‬ثم يتم تحديد‬
‫انواع البورصات وابرازها ألن لها انواع متعددة والتطرق الى وظائفها فبما انها استحدثت فبالتالي لها‬
‫وظائف تؤديها‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬تعريف البورصة‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬تعريف البورصة لغة و اصطالحا‬


‫و يبرز لنا هذا التعريف معنى كلمة "بورصة"‪ ,‬ويحدد مصدرها‪.‬‬

‫ا – البورصة في مفهوم اللغة ‪:‬‬

‫في االشتقاق اللغوي‪ ,‬البورصة تعني كيس النقود‪ ,1‬وهذه اللفظة تطلق على السوق التي تعقد‬
‫فيها الصفقات والعقود الخاصة بالسلع واالوراق المالية‪ ,‬حيث ان التجار يأتون الى هذه السوق وهم‬
‫يحملون نقودهم في اكياس‪.‬‬

‫ب – البورصة اصطالحا ‪:‬‬

‫وهي مشتقة من مصدرين ليسا متباعدين‪.‬‬

‫‪ - 1‬شعبان محمد اسالم البرواري‪ ,‬بورصة االوراق المالية من منضور اسالمي ( دراسة تحليلية نقدية )‪ ,‬دار الفكر دمشق‪ ,‬سوريا‪,‬‬
‫‪ ,2001‬ص ‪.23‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫اولهما هو فندق في مدينة بروج ( ‪ ( bruge‬ببلجيكا كانت عليه عملة عليها ثالثة اكياس‬
‫نقود‪ ,‬يجتمعون العمالء المصرفيون والوسطاء الماليون لتصريف اموالهم‪.‬‬

‫ثانيهما هو لعائلة ( ‪ ( van der bourse‬عائلة بلجيكية من نفس المدينة‪ ,‬تملك قصر‪,‬‬
‫يجتمع فيه عمالء ووسطاء ماليون لإلتجار في اموالهم‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعريف البورصة من الجانب االقتصادي‪.‬‬


‫حسب التعريف االقتصادي تم االخذ بمعايير من بينها ( المكان‪ ,‬االجتماع‪ ,‬النوع‪ ,‬العمليات )‬

‫ويطلق عليها االقتصاديون السوق المنظمة‪ ,‬او سوق المزاد‪ ,‬وتسمى السوق الرسمية لألوراق المالية‪.‬‬

‫حسب البعض‪ ,‬تعرف البورصة بأنها " المكان الذي تتبادل في االوراق المالية التي سبق‬
‫‪2‬‬
‫اصدارها‪ ,‬اال انه يمكن ان تباع فيها االصدارات الجديدة ايضا"‬

‫وتعرف ايضا بانها " نظام يتم بموجبه الجمع بين البائعين والمستثمرين لنوع معين من االوراق‬
‫او ألصل مالي معين‪ ,‬حيث يتمكن المستثمرين من بيع وشراء عدد معين من االسهم والسندات داخل‬
‫السوق اما عن طريق السماسرة او عن طريق الشركات‪ ,‬عاملة في هذا المجال "‪.3‬‬

‫وهتاك تعريف ضيق ومحدود لسوق رأس المال وهو االكثر استعماال و شيوعا‪ ,‬والذي يقتصر‬
‫على السوق المنظمة لبورصة االسهم والسندات والتي يتم التعامل فيها بالبيع والشراء عن طريق‬
‫خدمات الوسطاء‪ ,‬المسموح لهم بالتعامل في السوق وضامني تغطية االكتتاب‪.‬‬

‫‪ - 1‬شعبان محمد اسالم البرواري‪ ,‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.24‬‬

‫‪ - 2‬مبارك بن سليمان آل فواز‪ ,‬االسواق المالية من منضور اسالمي‪ ,‬مركز النشر العلمي‪ ,‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ,‬المملكة‬
‫السعودية‪ ,2001 ,‬ص ‪.8‬‬

‫‪ - 3‬نبيل خليل طه سمور‪ ( ,‬سوق االوراق المالية بين النظرية والتطبيق دراسة حالة سوق راس المال االسالمي في ماليزيا )‪ ,‬شهادة‬
‫ماجستير‪ ,‬كلية التجارة الجامعة االسالمية غزة‪ ,‬دولة فلسطين‪ ,2007 ,‬ص ‪.28‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫ثالثا ‪ :‬تعريف البورصة من الجانب القانوني‪.‬‬


‫ويركز هذا التعريف على الوصف الذي اطلقه المشرع على البورصة‬

‫نجد قانون التجارة الفرنسي في مادة ‪ 71‬يعرف البورصة على" انها مجتمع التجار وارباب‬
‫السفن والسماسرة والوكالء بعمولة تحت رعاية الحكومة"‪.1‬‬

‫ينص قانون البورصة على اعتبارها شخصية اعتبارية عامة‪ ,‬تتولى ادارة اموالها وتكون لها‬
‫اهلية التقاضي‪ ,‬وتكون خاضعة لرقابة حكومية متمثلة في المندوب الحكومي المتواجد في البورصة‪,2‬‬
‫يراقب مدى تنفيذ القوانين وحضور اجتماعات لجان البورصة‪ ,‬وله حق االعتراض على ق ارراتها اذا‬
‫صدرت مخالفة للقانون او لصالح العام‪.‬‬

‫اما المشرع الجزائري في المرسوم التشريعي ‪ 310 - 93‬نجده حدد البورصة بانها " تعد‬
‫بورصة القيم المنقولة اطا ار لسير وتنظيم العمليات فيما يخص القيم المقولة التي تصدرها الدولة او‬
‫االشخاص االخرون من القانون العام والشركات ذات االسهم "‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬شروط وانواع البورصة‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬شروط اقامة البورصة‪.‬‬


‫من اجل اقامة بورصة تقوم بدورها وتحقق وجودها وتأثيرها االيجابي البد من توافر الشروط‬
‫المالئمة لها وهي‬

‫ا ‪ :‬وجود مكان محدد ومعلوم لدى كافة المتعاملين والراغبين في التعامل‪.1‬‬

‫‪ - 1‬وجدي محمد فريد‪ ,‬دائرة معارف القرن العشرين‪ ,‬مجلد‪ ,2‬طبعة ‪ ,3‬دار المعرفة‪ ,‬لبنان‪ ,‬دون تاريخ ص ‪.393‬‬

‫‪ - 2‬الخضيري محسن احمد‪ ,‬كيف تتعلم البورصة في ‪ 24‬ساعة‪ ,‬طبعة‪ ,1‬دار ايتراك‪ ,‬مصر‪ ,1996 ,‬ص ‪.29 - 28‬‬

‫‪ - 3‬المرسوم التشريعي‪ 10 - 93 ,‬المؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ ,1993‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 - 03‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة‪,‬‬
‫( ج ر ) ‪ 34‬المؤرخة في ‪ 23‬ماي ‪.1993‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫ب ‪ :‬يجب ان تتوافر سهولة االتصال بين المتعاملين‪ ,‬يكون هذا مباشرة او عن طريق‬
‫وسطاء‪ ,‬حيث يجب ان تكون البورصة ( المكان المنشأة فيه ) مجهزة بأجهزة العرض واالتصال‬
‫والتسجيل ونظم المعلومات التي تسمح بالتواصل‪.2‬‬

‫ج ‪ :‬يوجد بها استم اررية وتنظيم‪ ,‬فال بد ان تكون سوقا مستمرة وذلك من خالل ما يلي ‪:‬‬

‫‪ – 1‬وجود عدد كاف من المتعاملين فيها بما يضمن استقرارها وتوازنها‪ ,‬حيث يمنع تحكم في‬
‫االسعار من قبل فئة معينة فيها‪.‬‬

‫‪ – 2‬العدد الكافي من المتعاملين يضمن الحرية التامة بين المتعاملين والمعامالت التي تجري‬
‫فيها‪.‬‬

‫‪ – 3‬العدد الكافي من المتعاملين يضمن اجراء عمليات كثيرة ومتكررة‪.‬‬

‫‪ – 4‬والعدد الكافي يضمن تعدد االوراق المالية المطروحة والمتداولة‪ ,‬هذا عن طريق زيادة‬
‫الشركات المسجلة فيها‪ ,‬وتكتسب فعليتها من نمو وازدياد حجم التداول والتعامل فيها‪.3‬‬

‫د ‪ :‬وجود مؤسسات متخصصة في امور البورصة والتعامل فيها من شركات ومؤسسات مالية‬
‫وسيطة مثل بيوت االصدار والسماسرة‪ ,‬وتقوم بعدة عمليات مثل ‪:‬‬

‫‪ - 1‬تقديم المشورة للمتعاملين في البورصة حول كيفية استثمار اموالهم‪.‬‬

‫‪ – 2‬استثمار اموال المشاركين نيابة عنهم‪ ,‬حيث تعمل على تنمية مستثمراتهم‪.‬‬

‫‪ - 1‬الحضري محسن محمد‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.14‬‬

‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.14‬‬

‫‪ - 3‬شعبان محمد اسالم البرواري‪ ,‬بورصة االوراق المالية من منضور اسالمي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.41‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪ – 3‬تسهيل وتسريع عمليات التداول والبت فيها‪.‬‬

‫‪ - 4‬ايجاد سوق مستمرة لتداول االوراق المالية المطروحة للبيع والشراء وبكميات كبيرة‪.1‬‬

‫ه ‪ :‬يجب ان تكون المؤسسات التي تصدر االوراق المالية ذات سمعة جيدة‪ ,‬وان توفر‬
‫المعلومات عن االوراق المالية التي تجري التعامل فيها‪ ,‬وتصدر معلومات عن المؤسسات المالية‬
‫المصدرة لتلك االوراق‪ ,‬وامكانية استيعاب هذه المعلومات‪.‬‬

‫و ‪ :‬وجود اطار قانوني منظم وقواعد خاصة للتنظيم ورقابة المعامالت التي تجري في‬
‫البورصة‪ ,‬ولحماية المتعاملين من المخاطر‪ ,‬ومحاسبة من يخرج عن االطار القانوني‪.2‬‬

‫ي ‪ :‬النمطية والشكلية‪ ,‬ما بجعل جميع عقود المعامالت في السوق ذات نمط محدد‪,‬‬
‫وبالتنميط يمكن توليد سوق ثانوية لألوراق المالية‪ ,‬ومن ثم توفير عنصر السيولة للمستثمر‪ ,‬ومدى‬
‫فعالية البورصة تقاس بـ ‪:‬‬

‫‪ - 1‬السرعة التي تتم بها المعامالت‪.‬‬

‫‪ – 2‬مقياس الدقة والصحة‪ ,‬وعدم حدوث الخطأ او السماح الحتماالته ان تظهر‪.‬‬

‫‪ – 3‬مقياس الفاعلية في رصد وتسجيل ونشر البيانات والمعلومات بشكل فوري وسريع‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬انواع البورصات‪.‬‬


‫ويمكن تصنيف البورصات بحسب عدة معايير ( االعتراف الحكومي‪ ,‬من حيث التعامل‬
‫الجغرافي‪ ,‬من حيث تداول السلع والعمالت واالوراق المالية )‪.3‬‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.42‬‬

‫‪ - 2‬الحضري محسن محمد‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.15‬‬

‫‪ - 3‬شعبان محمد اسالم البرواري‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.39 - 32‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫ا ‪ :‬من حيث ما يتداول فيها من قيم و مثليات‪ ,‬ومنتوجات‪ ,‬وبحسب هذا التقسيم يمكن ان تقسم الى‬
‫مجموعة من البورصات‬

‫‪ -‬بورصة البضائع الحاضرة او التجارية‪ ,‬ويتداول فيها على منتوجات خاصة وذات طبيعة‬
‫عالمية‬
‫‪ -‬بورصة العقود ( ‪ ,) contracté‬وهي التي يكون موضوعها عقود ثنائية مضمونها التزام‬
‫قائمة على بضائع نموذجية وغير موجودا فعليا‬
‫‪ -‬بورصة القطع‪ ,‬او المتاجرة بالنقود‪ ,‬حيث يتم تبادل العمالت عن طريق الصرف العاجل‬
‫واآلجل‪.‬‬
‫‪ -‬بورصة المعادن النفيسة‪ ,‬التي يتم فيها تداول السلع المعدنية النفسية كالذهب والفضة‪,‬‬
‫االلماس‪ ,‬وغيرها من المعادن النفسية‬
‫‪ -‬بورصة الخدمات‪ ,‬وهي بورصة ذات خدمات كثيرة التنوع لتعدد المجاالت التي تتداول فيها‬
‫(كالسياحة‪ ,‬الفنادق‪ ,‬التأمين)‬
‫‪ -‬بورصة االفكار‪ ,‬وهي احدث البورصات‪ ,‬التي تعنى بعرض وتداول حقوق االختراع‪,‬‬
‫وحقوق المعرفة‪ ,‬والعالمات التجارية‪ ,‬والصفقات‬
‫بورصة االوراق المالية‪ ,‬وهي سوق منظمة يتداول فيها االسهم والسندات‪ ,‬وحصص‬ ‫‪-‬‬
‫التأسيس‪ ,‬وتحدد فيها االسعار وفقا للعرض والطلب‪ ,‬هذه البورصة تتضمن اسواقا جزئية‬
‫تعمل تحت اطارها ( سوق االصدار‪ -‬سوق التداول التي تتضمن اجزاء اخرى )‬
‫ب ‪ :‬انواع البورصات من حيث مدى التعامل الجغرافي وتقسم بحسب هذا المعيار الى ‪:‬‬

‫‪ -‬بورصات محلية‪ ,‬وهي التي ال تمتد معامالتها الى المجال الدولي‪ ,‬ونشاطها محدود للغاية‪.‬‬
‫‪ -‬بورصات دولية‪ ,‬وهي التي تمتد تعامالتها الى دول مختلفة‪ ,‬وتختلف في حجمها فهي‬
‫بورصات متوسطة وكبيرة الحجم‬
‫ج ‪ :‬انواع البورصات من حيث التسجيل واالعتراف الحكومي وتقسم البورصات الى ‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪ -‬بورصات رسمية‪ ,‬وتعمل بشكل رسمي‪ ,‬وتمارس فيها المعامالت في ضوء قواعد ونظم‬
‫محددة وتحت رقابة حكومية‬
‫‪ -‬بورصات غير رسمية‪ ,‬وتعمل بشكل غير رسمي‪ ,‬وتمارس فيها المعامالت في ضوي‬
‫قواعد ونظم خاصة بها‪ ,‬هذه البورصات ال تعترف بها الحكومة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬وظائف البورصة‪.‬‬


‫وتنقسم هذه الوظائف الى جزئيين‪ ,‬ينقسمان بحسب المجال الذي سوف تقاس فيه وظائف‬
‫البورصة‪.‬‬
‫ا ‪ :‬دور البورصة في االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫‪ – 1‬ايجاد سوق مستمرة وحرة لبيع وشراء االوراق المالية‪.‬‬

‫‪ - 2‬اعطاء مؤشر يظهر فيه تجاه االسعار وظروف االستثمار ومعدالت االدخار‪.‬‬

‫‪ – 3‬تعبئة المدخرات وتوجيهها نحو االستثمار‪.‬‬

‫‪ – 4‬تقويم االداء االقتصادي والمشروعات‪ ,‬وايجاد حلقة اتصال بين المتفاعالت في النشاط‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫‪ – 5‬الحكم على كفاءة السياسيات النقدية والمالية للدولة‪.‬‬

‫‪ – 6‬جذب رؤوس االموال الخارجية للمشاركة في المستثمرات المحلية وفق القوانين‬


‫المعمول بها محليا‪.‬‬

‫‪ – 7‬اتاحة فرصة لالستثمارات قصيرة االجل‪.‬‬

‫‪ – 8‬تقليل مخاطر التضخم واالنكماش المالي‪.‬‬

‫ب ‪ :‬دور البورصة في االقتصاد الجزئي‪.‬‬

‫‪ - 1‬تسيير تداول االوراق المالية لتنشيط عمليتي االستثمار والسيولة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪ - 2‬بيع الحقوق وشرائها‪.‬‬

‫‪ - 3‬توفير مجموعة من االدوات المالية التي تهيئ فرص اوسع لالختيار في شتى المجاالت‪.‬‬

‫‪ - 4‬توفير قنوات سليمة لالستثمار‪.‬‬

‫‪ - 5‬هي اداة اشباع للمستثمر الصغير الذي ال يستطيع ان ينشئ مشروعا لقلة رأس ماله‪.‬‬

‫‪ - 6‬قبول الدائنين لالسهم كضمان لقروضهم‪.‬‬

‫‪ - 7‬التأمين ضد خطر التقلبات االسعار‪.‬‬

‫‪ - 8‬ايجاد مجال للمضاربة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫الطلب الثاني ‪ :‬الهياكل البورصة‪.‬‬


‫يقصد بهياكل البورصة‪ ,‬التنظيمات التي تتكون منها ادارة البورصة‪ ,‬فهي تتكون من‪ ,‬لجان‬
‫كما في الفرع االول‪ ,‬اللجنة العليا بمهام معينة‪ ,‬ولجان فرعية‪ ,‬والجمعية العامة للبورصة تتكون من‬
‫االعضاء المتعاملين في البورصة‪ ,‬يوجدون ضمن الهيكل ايضا المتعاملون حسب الفرع الثاني‬
‫السماسرة والوسطاء‪ ,‬حيث يتم تحديد المقصود منهم‪ ,‬وشروط الواجب توافرها لقبولهم‪ ,‬والوظائف التي‬
‫يؤدونها‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬لجان البورصة‪.‬‬


‫للبورصة لجان عليا‪ ,‬ولجان فرعية يتم تشكيلها من قبل اللجان العليا‪ ,‬ألداء المسائل الجزئية‬
‫المختلفة‪ ,‬والتي تتعلق بعمل البورصة‪ ,‬ومن هذه اللجان ما يلي ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬اللجنة العليا للبورصة‪.‬‬


‫وهي احد التنظيمات الرئيسية إلدارة البورصة‪ ,‬تتكون من مكتب ولجان فرعية ومجموعة‬
‫اعضاء يختلف عددهم وطريقة تعيينهم وذلك بحسب البورصات واختالفها‪ ,1‬عموما تقوم اللجنة بأربعة‬
‫مهام هي ‪:‬‬

‫ا ‪ :‬االشراف على سير العمل في البورصة والعمليات الجارية فيها‪.‬‬

‫ب ‪ :‬تنفيذ القوانين واللوائح المنظمة للبورصة‪ ,‬ومراقبة ومتابعة مدى التزام االعضاء بها‪.‬‬

‫ج ‪ :‬االشراف على االسعار‪ ,‬كتحديد جدول اسعار االوراق المالية واالعالن عنها‪.‬‬

‫ح ‪ :‬قبول السماسرة وشركات السمسرة للعمل لصالح العمالء‪.‬‬

‫‪ - 1‬احمد محي الدين‪ ,‬اسواق االوراق المالية واثارها االنمائية‪ ,‬دلة البركة‪ ,‬المملكة العربية السعودية‪ ,1995 ,‬ص ‪.315‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫ثانيا ‪ :‬اللجان الفرعية للبورصة‪.‬‬


‫وتشكلها اللجنة العليا‪ ,‬لتساعدها في تأدية مهامها ووظائفها‪ ,1‬وتختلف تشكيلة هذه اللجان‬
‫بحسب الظروف المتطلبات‪ ,‬وتكون مسؤولة عن االعمال المنوطة بها امام البورصة‪ ,‬وقد تختلف‬
‫اسماء هذه اللجان من سوق الى اخرى‪ ,‬لكن المهام تبقى ذاتها ومن هذه اللجان ما يلي ‪:‬‬

‫ا ‪ :‬لجنة التأديب‪ ,‬وتختص بالفصل في المنازعات التي ترتكب اثناء العمل‪ ,‬وتنظر الشكاوى المرفوعة‬
‫امامها‪.‬‬

‫ب ‪ :‬لجنة التحكيم وتختص بالفصل في المنازعات التي تقع بين اعضاء البورصة والوسطاء‬
‫ولمندوبين‪ ,‬وغيرها من النزعات‬

‫ج ‪ :‬لجنة التسعيرة‪ ,‬وتقوم بتحديد جدول االسعار ونشره في وسائل االعالم المختلفة‪.‬‬

‫ح ‪ :‬لجنة قيد االوراق المالية‪ ,‬تختص بالنظر في الطلبات التي تقدمها الشركات الراغبة في ادراج‬
‫اوراقها المالية في جدول التسعيرة‪ ,‬ويكون ذلك وفق شروط موجودة في الئحة مسبقا‪.‬‬

‫خ ‪ :‬لجنة المقاصة‪ ,‬تختص بأجراء المقاصة بين العمليات التي يجريها اعضاء البورصة فيما بينهم‬
‫وباقي المتعاملين‪.‬‬

‫د ‪ :‬لجنة المراقبة‪ ,‬وتختص بمراقبة اعمال السوق من صحة تنفيذ الق اررات واللوائح وغير ذلك من‬
‫انشطة البورصة‪.‬‬

‫ه ‪ :‬الجمعية العمومية‪ ,‬تختص بالتصديق على الميزانية المتقدم بها اليها‪ ,‬وتبدي اآلراء في المسائل‬
‫التي تهم االعضاء‪ ,‬وتتعلق بالبورصة واعضائها‪.‬‬

‫‪ - 1‬احمد محي الدين‪ ,‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.317‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫و ‪ :‬لجنة السماسرة‪ ,‬تختص هذه اللجنة بقبول السماسرة وهذا وفق الشروط التي وردت في قوانين‬
‫ولوائح البورصة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬عضوية البورصة ( الجمعية العمومية )‪.‬‬


‫وتتكون الجمعية العمومية في بورصة االوراق المالية من ثالث مجموعات من االعضاء‪.‬‬

‫ا ‪ :‬االعضاء المنضمون‪ ,‬وهم الشركات وصناديق االدخار التي تعمل في مجال االوراق المالية‪ ,‬ويتم‬
‫تعيينهم من قبل لجان البورصة‪.‬‬

‫ب ‪ :‬االعضاء المراسلون‪ ,‬وهم السماسرة المقيدون في البورصات االجنبية‪ ,‬حيث يعمل هذا السمسار‬
‫ويتواصل مع سمسار محلي‪.‬‬

‫ج ‪ :‬االعضاء العاملون‪ ,‬وهم السماسرة ومساعديهم‪ ,‬الذين ينشطون في البورصة‪ ,1‬من خالل هذه‬
‫المجموعات تتم ممارسة العمل في البورصة‪ ,‬حيث يتوقف نشاط وفعالية البورصة على قدراتهم‬
‫العلمية‪ ,‬وتظهر خبرتهم ودرايتهم بأمور البورصة‪ ,‬ومدى تحقيقهم ألهداف المتعاملين فيها واشباع‬
‫حاجياتهم‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬السماسرة (معاونو البورصة)‪.‬‬


‫لهذين المجموعتين دور مهم في عمل ونشاط البورصة‪ ,‬حيث تقومان بمهمة ادارة وتنظيم‬
‫عمليات تبادل االوراق المالية‪ ,‬وتلتزم توفير المعلومات الالزمة للبائعين والمشترين‪ ,‬وال يجوز التعامل‬
‫ضمن البورصة اال من خاللهما‪ ,‬وهذا حسب النظام المعمول به‪.‬‬

‫‪ - 1‬شعبان محمد اسالم البرواري‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.53‬‬

‫‪ - 2‬الحضري محسن محمد‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.86‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫اوال ‪ :‬المقصود من السمسار‪.‬‬


‫وهو الشخص الذي يكون مفاوض بين طرفين او اكثر لعقد صفقة او ابرام اتفاقية‪ ,‬يكون‬
‫وسيط بينهما‪ ,‬حيث يتصرف باسم عمالئه في كال الجانبين‪.‬‬

‫والسمسار في مجال المعامالت المالية‪ ,‬هو شخص ذو مؤهالت وموصفات معينة‪ ,‬يتلقى‬
‫االوامر بالبيع والشراء في مجال التعامل باألوراق المالية‪ ,‬يقوم بتنفيذها هو او بمساعدة احد معاونيه‬
‫ومساعديه‪ ,‬يكون هذا مقابل عمولة‪ ,‬تكون هذه العمولة محددة مسبقا في الئحة من طرف البورصة‬
‫( الجنة )‪ ,‬ويمارس هذه المهمة منفردا او كشريك متضامن في شركة سمسرة‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشروط الواجب توافرها في السمسار‪.‬‬


‫يجب ان يكون ذو مؤهالت وموصفات معينة‪ ,‬يتلقى السمسار اوامر العمالء المختلفة وينفذها‬
‫نيابة عنهم وبمعاونة مساعديه‪ ,‬يكون هذا مقابل عمولة محددة في اللوائح‪.‬‬

‫بالنسبة لصيغتها القانونية هي مهنة مقننة‪ ,‬والتعامل في االوراق المالية يجب اال يكون فقط‬
‫عن طريق سمسار معتمد من البورصة‪ ,‬ونجد ادارة البورصة تضع قواعد ولوائح لتنظيم مهنة السمسار‬
‫ومعاونيه‪ ,‬ونظ ار ألهمية المهنة التي يقومون بها يشترط فيهم‪.2‬‬

‫ا ‪ :‬االهلية القانونية‪ ,‬كوجوب توافر جنسية البلد‪ ,‬ويتحقق شرط السن المحدد لمزاولة هذه المهنة ( ‪21‬‬
‫سنة مثال )‪.‬‬

‫ب ‪ :‬النزاهة التجارية‪ ,‬كعدم اشهار افالسه‪ ,‬وال يدان في جناية‪ ,‬او بالتزوير‪ ,‬او مخالفة قوانين النقد‬
‫مالم يرد اليه االعتبار‪.‬‬

‫‪ - 1‬شعبان محمد اسالم البرواري‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.55‬‬

‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.57 - 56‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫ج ‪ :‬الكفاءة المالية‪ ,‬يكون ذا رأس مال نقدي يحدد عادة عن طريق البورصة‪ ,‬وذلك كضمان منه‬
‫للعمالء او للجان البورصة‪.‬‬

‫د ‪ :‬الكفاءة الفنية‪ ,‬يستوجب حصوله على ادنى حد من التعليم ( على االقل توافر شهادة جامعية او‬
‫ما يعادلها )‪ ,‬ويثبت خبرته في مجال السوق المالية لمدة عمل كافية في هذه السوق‪.‬‬

‫ه ‪ :‬الشروط االجرائية‪ ,‬كأجراء اختبار ( شفوي – كتابي )‪ ,‬والحصول على نسبة محددة من اصوت‬
‫لجنة البورصة في طلب االنضمام‪ ,‬ودفع رسم االنضمام وغيرها من الشروط التي تحدد مسبقا في‬
‫اللوائح والتنظيمات‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬وظائف السماسرة‪.‬‬


‫من خالل تعريفه تتضح ان مهامه تتمثل في تنفيذ اوامر العمالء ببيع وشراء االوراق المالية‬
‫( بورصة مالية كنموذج )‪ ,‬مقابل عمولة تحددها لوائح البورصة مسبقا‪ ,‬اضافة الى بعض المهام‬
‫الثانوية الموكلة لسمسار‪ 1‬مثل ‪:‬‬

‫ا ‪ :‬تقديم المشورة والنصيحة لعميله عن السوق‪ ,‬وعن التعامل في االوراق المالية وعن وضعها الحالي‬
‫والمستقبلي‪ ,‬وتطورات االسعار‪.‬‬

‫ب ‪ :‬القيام باإلجراءات المترتبة عن تداول االوراق المالية بعد عمليات البيع والشراء‪ ,‬في ما يتعلق‬
‫باألوراق والعمالء‪.‬‬

‫ج ‪ :‬االكتتاب نيابة عن العمالء في االوراق المالية الجديدة‪ ,‬والقيام باإلجراءات الالزمة تجاه‬
‫المصارف‪.‬‬

‫د ‪ :‬حفظ اسرار العمالء‪ ,‬وال تقد ألي جهة اخرى كانت‪ ,‬اال لدى المتابعات القانونية‪.‬‬

‫‪ - 1‬احمد محي الدين‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.331 - 330‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫ه ‪ :‬اتمام الصفقات لدى تقاعس العميل الستقرار المعامالت‪.‬‬

‫نشير الى ان للسمسار مجموعة من المعاونون‪ ,‬يقومون بمجموعة من االعمال االولية او‬
‫التمهيدية ومنها ما هو ثانوي‪ ,‬حيث ينوب هؤالء المساعدين عن السمسار في بعض هذه االعمال‪,‬‬
‫ومن هؤالء المعاونون ما يلي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬المندوب الرئيسي‪ ,‬ويعمل كمعاون للسمسار في تنفيذ االوامر‪.‬‬

‫‪ - 2‬الوسيط‪ ,‬ويعتبر اداة اتصال بين العميل و السمسار والعكس حيث ينقل المعلومات واالوامر‬
‫وغيرها من التعليمات بين الطرفين‪.‬‬

‫‪ - 3‬صانع السوق‪ ,‬والتي قد يقوم بها السمسار بعد ترخيص لجنة البورصة‪ ,‬وقد يعمل هذا العمل‬
‫لصالح عمالئه او لصالح نفسه‪.‬‬

‫‪ - 4‬شركات المقاصة والتسوية‪ ,‬ولها دور في تمام صفقات التداول‪ ,‬وتقوم بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬اكمال العمليات التي قامت بها شركات السمسرة‪.‬‬


‫‪ -‬تسوية المراكز الناتجة عن عمليات التداول‪ ,‬بين االطراف والمقاصة بينها‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم بالحفظ حيث تحفظ االوراق المالية‪ ,‬ولدى انتهاء الصفقة‪ ,‬تقوم بقيد ملكية االوراق‬
‫للمشتري‪.‬‬
‫لقد تم التطرق في هذا المبحث للبورصة‪ ,‬من جوانب يستطيع القارئ ان تتكون له فكرة مبسطة‬
‫عنها من خالل ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد المقصود منها من عدة جوانب وما يمتاز به كل جانب‪.‬‬


‫‪ -‬التطرق الى انواعها‪ ,‬والشروط الواجب توافرها لها‪ ,‬والوظائف التي تؤديها‬
‫‪ -‬تحديد الهياكل التي تتشكل منها الذي يتمثل في لجانها‪.‬‬
‫‪ -‬وتحديد المتعاملون الذين يجب ان يتم تواجدهم في البورصة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬سلطات الضبط االقتصادي‪.‬‬


‫في هذا المبحث سنتطرق لعنصرين هما سلطات الضبط االقتصادي‪ ,‬حيث سنتطرق في‬
‫المطلب االول الى وصف هذه الهيئات في التشريعات المقارنة حيث نتطرق الى ظروف نشأتها‬
‫وتطورها‪ ,‬ثم تعريف هذه الهيئات‪ ,‬فهذه الهيئات اصبحت تشكل شكل جديد من الضبط الممارس على‬
‫القطاعات االقتصادية‪ ,‬والمطلب الثاني طبيعة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة وتنظيمها‪,‬‬
‫ونتناول فيه طبيعة اللجنة ‪ ,‬وايضا العناصر المتعلقة بها كتنظيمها وتمويلها‪ ,‬اذا ما هي سلطات‬
‫الضبط االقتصادي فما هو المقصود منها ؟‪ ,‬وما هي الضمانات التي تضمن فعالية عمل لجنة تنظيم‬
‫ومراقبة عمليات البورصة ؟‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫المطلب االول ‪ :‬السلطات الضبط االقتصادي والشكل القانوني الجديد للضبط‪.‬‬


‫اردنا من خالل هذا المطلب معرفة المقصود من سلطات الضبط االقتصادي ودرستها‬
‫بالتطرق الى في الفرع االول سلطات الضبط االقتصادي في القانون المقارن‪ ,‬حيث يتيح لنا معرفة‬
‫شكل هذه الهيئات في التشريعات المقارنة‪ ,‬من خالل معرفة اصولها في المكان الذي ظهرت فيه‬
‫والظروف التاريخية لنشأتها وتطورها‪ ,‬ثم نتطرق في الفرع الثاني الى تعريف سلطات الضبط‬
‫االقتصادي‪ ,‬وذلك بإبراز اهم التعريفات التي وردت بشأنها‪ ,‬و تحديد الخصائص التي تمتاز بها‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬السلطات الضبط في القانون المقارن‪.‬‬


‫الهدف من هذا هو معرفة اصول والظروف التاريخية لنشأت السلطات‪ ,‬هذا لما ندرس االمثلة‬
‫الرائدة في هذا المجال‪ ,‬ونعطي عليها فكرة وما هو وقعها ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬التجربة االنجلوسكسونية‪.‬‬


‫هذه التجربة تمثلت في شكلين‪ ,‬عموما هما اللذان جسدا هذه الهيئات بشكل واضح والشكالن‬
‫هما النموذج االمريكي والنموذج االنجليزي‪.‬‬

‫ا ‪ :‬التجربة االمريكية‪.‬‬

‫حيث بدأت الوكاالت المستقلة‪ " Independent agences " ,‬او لجان الضبط المستقلة‪,‬‬
‫"‪ ," Independent regulatory commissions‬وكان هذا في سنة ‪ ,1889‬وكانت الحاجة‬
‫الملحة لهذه الهيئات في السياق االقتصادي واالجتماعي‪ ,‬لقد كانت مهمتها محو نقائص ضبط‬
‫السوق‪ ,‬كان انشا ئها له خلفية سياسية ايضا هي رغبة الكونغرس في عزل هذه الهيئات عن تأثير‬
‫السلطة التنفيذية عليها‪.1‬‬

‫‪ - 1‬نداتي حسين‪ ,‬اليات الضبط االقتصادي في القانون الجزائري‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة ماستر‪ ,‬جامعة خميس مليانة‪- 2013 ,‬‬
‫‪ ,2014‬ص ‪.11 - 10‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫في فترة معينة تعرضت لالنتقادات‪ ,‬فلقد كانت ذو تنظيم مفرط اصبح منبع للبيروقراطية مكلفة‬
‫ومعيقة للسوق‪ ,‬ادى االمر الى مجموعة من االصالحات في عهد الرئيس " ريغن "‪ ,‬ما ادى الى‬
‫اختفاء البعض منها‪.‬‬

‫وعن نظامها القانوني فقد تمتعت باستقاللية كبيرة خاصة من ناحية العضوية ( تركيبتها االجتماعية‪,‬‬
‫تمتع اعضائها بعهدة طويلة‪ ,‬طريقة تعيين االعضاء واختيارهم )‪ ,‬لكنها بقيت خاضعة للكونغرس في‬
‫بعض الجوانب فيحدد ( االنشاء‪ ,‬االختصاصات‪ ,‬تقييم لألداء ومن ثم امكانية استم ارريتها من عدمها‬
‫)‪ ,‬وكانت محل ص ارع بين الرئيس والكونغرس في ارادة التأثير عليها واخضاعها لجانبه في مجال‬
‫الرقابة المالية‪.‬‬

‫ب ‪ :‬التجربة اإلنجليزية‪.‬‬

‫النموذج االنجليزي وسمي بالمنظمات الغير الحكومية "‪gouvernemental organisations‬‬


‫"‪ ,‬وهي شبه مستقلة وقد انتشرت بعد الحرب العالمية الثانية‪ ,‬وعادة ما تتخذ شكل قانوني‪ ,‬واسباب‬
‫انشئها لم تكن موحدة لكل هيئة منها لها فكرة وقصة انشاء خاصة بها‪ ,‬بعض االسباب لكن لم تكن‬
‫االساسية والتي سرت على كل منها وهي‪: 1‬‬

‫‪ -‬رغب الحكومة في ضبط وتقليص المرفق العام‪.‬‬


‫‪ -‬بما انها ال تنتمي للسلم االدارة‪ ,‬انشائها ضبط مهام الوزراء وحصرها في المسائل االستراتيجية‬
‫الكبرى‪.‬‬
‫‪ -‬عالقة الجمهور بالسلطة لم تكن جيدة لذا كان من الضروري انشاء هيئات تكون محل ثقة‬
‫وتحل المشاكل‪.‬‬

‫‪ - 1‬موسى رحموني‪ ( ,‬الرقابة القضائية على سلطات الضبط المستقلة في التشريع الجزائري )‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير‪ ,‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ,‬جامعة باتنة‪ ,2013 - 2012 ,‬ص ‪.11 - 10‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪ -‬الرغبة في تقليص مهام السلطة المحلية بهيئات تابعة مباشرة للوزراء لها مهام معينة فيضبط‬
‫المرفق العام المحلي‪.‬‬
‫‪ -‬التسيير العمومي الجديد‪ ,‬وهي وكالت داخل القطاع العام‪ ,‬ومنفصلة عن سلطة الوزراء‪ ,‬حيث‬
‫يقومون بتحديد االهداف الكبرى‪ ,‬وترك الطريقة والمبادرة وتحقيق االهداف لهذه الوكاالت‪.‬‬
‫لقد امتازت هذه التجربة بخاصيتين مهمتين هما ‪:‬‬

‫‪ -‬ان المدير هو المسؤول الشخصي والوحيد عن عملها‪.‬‬


‫‪ -‬وق اررات السلطة قابلة للطعن امام الهيئة المكلفة بالمنافسة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التجربة الفرنكوفونية‪.‬‬


‫هو نموذج بصيغة سلطة ادارية لكن مستقلة‪ ,‬ظهرت بقانون ‪ 1978‬الذي انشئ هيئة ادارية‬
‫وكيفت على انها مستقلة‪ ,‬وهي اللجة الوطنية لألعالم اآللي والحريات‪ ,‬لقد كان انشاء هذه الهيئات‬
‫والهياكل استجابة لمتطلبات جديدة لدور الدولة ومحدودية الهياكل االدارية التقليدية في االستجابة‬
‫لمشاكل المجتمع المعقدة والمتجددة‪ ,‬هذه السلطات شكلت استجابة المطلوبة‪ ,‬وساهمت في ارساء‬
‫التوازنات الضرورية في الممارسات االقتصادية بالتحكم فيها وضبطها ومن دون تأطير جامد‪ ,‬وايضا‬
‫يخضع لتفسير سياسي‪ ,‬حيث ان هذه الهيئات تتدخل في مجاالت حساسة‪ ,‬ومنه يمكن ان تعتبر‬
‫السلطة االدارية المستقلة عن نموذج وشكل جديد في العالقة بين االدارة والسلطة السياسية‪.1‬‬

‫وعن مجاالت عمل وتدخل هذه السلطات فنجد مجلس الدولة الفرنسي في تقريره الصادر سنة‬
‫‪ 1983‬حددها في ثالثة مجاالت هي ‪:‬‬

‫‪ -‬انشئت بموجب قانون رقم ‪ 11 - 78‬المؤرخ في ‪ 1978‬المتعلق باألعالم اآللي والحريات‪ ,‬هذه الهيئة في انشائها ورد خيار‬ ‫‪‬‬

‫بان تكون اما ذات وصاية مخففة او تابعة سلميا للحكومة‪ ,‬وبعض االخر اقترح انشاء هيئة ال تخضع ق ارراتها اال لرقابة الشرعية من‬
‫طرف القاضي‪ ,‬ولم يتم اعتماد تكييف السلطة االدارية المستقلة اال عن طريق تعديل اقترحه مجلس الشيوخ‪.‬‬

‫‪ - 1‬وليد بوجملين‪ ,‬سلطات الضبط االقتصادي في القانون الجزائري‪ ,‬دار بلقيس للنشر‪ ,‬الجزائر‪ ,‬دون سنة‪ ,‬ص ‪.13 - 12‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪ -‬حماية المواطنين بمحاربة البيروقراطية‪.‬‬


‫‪ -‬ضبط اقتصاد السوق‪.‬‬
‫‪ -‬مجال االعالم واالتصال‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مفهوم السلطات الضبط االقتصادي‪.‬‬


‫في هذا العنصر سنتطرق الى تحديد مفهوم سلطات الضبط االقتصادي‪ ,‬حيث سنقوم بتعريفها‬
‫من خالل تعريفات بعض الفقهاء لها‪ ,‬ثم التطرق الى خصائص هذه الهيئات والذي يعتبر عنصر‬
‫مهم لما نتكلم على تعريفها ألن جزء من تعريفها مبني على التعرف على خصائصها‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬تعريف سلطات الضبط االقتصادي‪.‬‬


‫حسب الكثير من فقهاء القانون اإلداري ان وضع تعريف دقيق للسلطات اإلدارية المستقلة امر‬
‫صعب‪ ,‬وذلك انطالقا من اختالف انظمتها القانونية‪ ,‬واختالف المجاالت التي تضبطها‪ ,‬وكذا‬
‫اختالف انشطها وطريقة عملها وهذا من دولة ألخرى‪.‬‬

‫لقد عرفها األستاذ " ‪ " YVES GUADEMET‬كما يلي ‪:‬‬

‫(( تتميز السلطات االدارية المستقلة بثالثة خصائص‪ ,‬ومع وجدود من يرى بتسميتها بالمنضمات‪,‬‬
‫وتمارس هذه الصالحيات في القطاعات المخصصة لها‪ ,‬وتتمتع بسلطة اتخاذ الق اررات مع عدم‬
‫تمتعها بالشخصية المعنوية‪ ,‬وعدم خضوعها ألي رقابة رئاسية او وصائية ))‪.‬‬

‫‪« L’autorité administrative indépendante se caractérise en droit‬‬


‫‪strict par la conjonction de trois critères, On constatera que cependant‬‬
‫‪on a parfois tendance à étendre cette appellation à des organismes qui‬‬
‫‪d’éprouve d’un véritable pouvoir de décision, exercent des‬‬
‫‪compétences qui ne sont que d’avis mais avec une autorité‬‬
‫‪particulière.‬‬

‫‪28‬‬
‫ لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬: ‫الفصل االول‬

Les critères dont la réunion caractérise l’autorité administrative


indépendante sont le pouvoir de prendre des actes administratifs
décisoires, l’absence de personnalité juridique propre et la soustraction
à tout contrôle Hiérarchique ou de tutelle »1.

:"M.GENTOT" ‫حسب االستاذ‬

‫ هدفها‬,‫(( سلطات اإلدارية المستقلة هيئات ادارية عمومية غير قضائية ال تتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫ضبط القطاعات الحساسة وتحسين عالقة اإلدارة بموظفيها مع ضمان عدم تدخل السلطة التنفيذية‬
.)) ‫اثناء تأديتها لمهامها‬

« Des organismes publics non juridictionnels et dépourvus de la


personnalité moral qui ont reçu de la loi la mission d'assurer la
régulation des secteurs sensibles, de veiller au respect decertains droits
des administrés et sont dotés de garanties statutaires et de pouvoirs
leur permettant d’exercer leurs fonctions sans être soumis à l’emprise
du gouvernement »2.

" R.Guillien et J.Vincent " : ‫وفي تعريف لألستاذين‬

‫(( السلطات اإلدارية المستقلة عبارة عن مؤسسات الدولة تعمل باسمها ولحسابها مع تمتعها‬
.)) ‫ هدفها ضبط قطاعات معينة بصفة مباشرة‬,‫باالستقاللية في مواجهة الحكومة والبرلمان‬

« Ces autorités, qui sont des institutions de l’Etat agissant en son


nom mais dont le statut s’efforce de garantir l’indépendance d’action
aussi bien Vis-à-vis du gouvernement que du parlement, ont été créés

,) ‫ ( سلطات الضبط في المجال االقتصادي لجنة تنظيم البورصة وسلطة ضبط البريد والمواصالت انموذجين‬,‫ قوراري مجدوب‬- 1
.21‫ ص‬,2010 -2009 ,‫ كلية الحقوق جامعة تلمسان‬,‫مذكرة ماجستير‬

.22 - 21 ‫ ص‬,‫ المرجع نفسه‬,‫ قوراري مجدوب‬- 2

29
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪en vue d’assurer dans leur domaine de compétence, son intervention‬‬


‫‪directe de l’Administration ».1‬‬

‫من التعاريف التي ذكرت‪ ,‬نالحظ انها ركزت على تعدد و اختالف المجاالت التي تضبطها‬
‫هذه السلطات‪ ,‬وعلى مسألة استقاللية اعضائها عن الحكومة والبرلمان‪ ,‬ومع غياب اية رقابة سلمية‬
‫او وصائية كانت على اعمالها‪ ,‬باإلضافة الى تنوع الصالحيات واالختصاصات التي تتمتع بها في‬
‫ضبط القطاع القطاعي واالقتصادي‪.‬‬

‫وال يمكن القول ان كل السلطـات اإلدارية المستقلة ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ,‬حيث بعضها‬
‫يتمتع بها‪ ,‬وحتى هذه األخيرة التي ال تتمتع بالشخصية المعنوية فإنها تنتمي للشخصية المعنوية‬
‫المشكلة للدولة‪ ,‬على اساس ان الصالحيات المخولة للهيئات اإلدارية المستقلة مستمدة من امتيازات‬
‫السلطة العامة التي هي احد مميزات الدولة بالمفهوم الدستوري‪.‬‬

‫اذا حاولنا وضع تعريف لسلطات الضبط‪ ,‬ومع انه قد ال ينطبق عليها كلها‪ ,‬فإننا نقول السلطات‬
‫االدارية المستقلة هي ‪:‬‬

‫'' اجهزة ادارية عمومية مركزية غير قضائية‪ ,‬تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ,‬تهدف الى التقليص‬
‫وتخفيف من سلطوية اإلدارة‪ ,‬تعمل لحساب الدولة دون ان تكون تابعة لها‪ ,‬تتميز بصالحيات‬
‫واسعة‪ ,‬ولها اعمال غير خاضعة ألي توجيه او رقابة اال من قبل القاضي ''‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬خصائص سلطات الضبط االقتصادي‪.‬‬


‫اذا كان من الصعب تعريف للسلطات اإلدارية المستقلة تعريفا واضحا دقيقا‪ ,‬فسوف نحاول‬
‫ذكر ما يميزها عن الهيئات اإلدارية التقليدية‪ ,‬انطالقا من خصائصها التي تمتاز بها‪ ,‬من بين هذه‬
‫الخصائص‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.22‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫ا ‪ :‬خاصية السلطة‪.‬‬

‫ان السلطة احد اهم األركان لتكوين اي دولة ‪ ,‬وفقا لقواعد القانون الدولي‪ .‬كما ان السلطة في‬
‫اية دولة تتوالها الحكومة السلطة التنفيذية‪ ,‬والبرلمان السلطة التشريعية‪ ,‬والقضاء السلطة القضائية‪.‬‬
‫هي المكلفة باتخاذ الق اررات‪.1‬‬

‫لقد اختلف شراح القانون اإلداري وال سيما الفرنسيين منهم‪ ,‬في تحديد مدلول هذه السلطة‪ ,‬التي‬
‫منحت للهيئات اإلدارية المستقلة‪ ,‬غير ان الفقه خاصة الفرنسي متفق على ان المشرع في فرنسا لم‬
‫ينشئ سلطة رابعة الى جانب السلطات الثالثة التقليدية المعروفة‪ ,‬وان اطلق المشرع وصف سلطة‬
‫على هيئة ام ‪,‬فإنه يبتغي من وراء ذلك الى تبيان الطبيعة الخاصة بها‪ ,‬وبالتالي اخراجها عن الهيئات‬
‫اإلدارية التقليدية‪ ,‬انطالقا من ان الهيئات اإلدارية المستقلة ليست مجرد اداة تنفيذية في يد الحكومة‪,‬‬
‫ولكنها سلطة مستقلة تتمتع بحرية تصل الى درجة تقديم اآلراء االستشارية واالقتراحات‪ ,‬بل تتعداها‬
‫الى سلطة اصدار ق اررات هي في األصل من اختصاص السلطة التنفيذية‪ ,‬وبالتالي االعتراف بتكييفها‬
‫بهذا الشكل يعني بالضرورة التمتع بامتيازات السلطة العامة‪ ,‬والتي اهمها اتخاذ الق اررات بصفة‬
‫انفرادية‪ ,‬فهي ليست هيئة استشارية فقط‪.2‬‬

‫ب ‪ :‬خاصية االستقاللية‪.‬‬

‫والتي هي عنصر واضح من في تعريفها‪ ,‬واالستقاللية هي المبرر الرئيسي من انشأنها‪ ,‬حيث‬


‫يجب ان تأخذ استقاللية هذه السلطات شكلين ‪ :‬تكون بالنسبة للسلطة السياسية وبالنسبة للقطاعات‬
‫المهنية المضبوطة‬

‫‪ - 1‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.23‬‬

‫‪ - 2‬وليد بوجملين‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.21‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫بالنسبة للسلطة السياسية هي ايضا تأخذ استقاللية عضوية واستقاللية وظيفية‪ ,‬فاالستقالل‬
‫العضوي يعني بالنسبة للمشرع ايجاد ضمان بالتركيبة البشرية لهذه الهيئات‪ ,‬فاذا كان المبدأ لهذه‬
‫السلطات هو الجماعية‪ ,‬فما بقي للمشرع اال تحديد آليات كفيلة بضمان التوازن بين مختلف جهات‬
‫التعيين‪ ,‬ان ضما ن تعدد وتنوع هذه التشكيلة ( قضاة‪ ,‬اساتذة‪ ,‬خبراء )‪ ,‬مما يحقق مداولة جماعية‪,‬‬
‫اضافة الى النظام القانوني لألعضاء الذي يشكل مفتاح االستقاللية العضوية‪ ,‬وبعض الشكليات‬
‫االخرى التي تحقق هذه االستقاللية‬

‫اما االستقالبية الوظيفية فتخص عادة وسائل تدخل هذه الهيئات وخاصة منها المالية وذلك‬
‫بضرورة ايجاد ايرادات تكون غير الميزانية ( كاإلتاوات ) خاصة مع الخضوع المباشر ألغلب هذه‬
‫الهيئات للو ازرات االقرب الى طبيعة مجال تدخلها من الناحية المالية وهو ما قد يمثل مساس بمبدأ‬
‫استقالليتها‪ ,1‬واالستقاللية بالنسبة للقطاع المهني المعني بعملية الضبط فتقتضي ايجاد آليات استقالل‬
‫حقيقية لموظفي هذه السلطات في عالقتها مع متعاملين االقتصاديين في السوق قصد تقادي اي‬
‫استقطاب‪.‬‬

‫ج ‪ :‬خاصية الطبيعة االدارية‪.‬‬

‫ترتب عن االعتراف بالطابع اإلداري للهيئات اإلدارية المستقلة‪ ,‬اقصاء فكرة انها اجهزة‬
‫القضائية‪ ,‬على اعت بار ان التصرفات المتخذة من طرف السلطات اإلدارية المستقلة‪ ,‬ال تتمتع بحجة‬
‫الشيء المقضي فيه‪ ,‬ولقد اضفى المشرع الجزائري الطابع اإلداري على مجلس المنافسة صراحة‬
‫وبموجب المادة ‪ 23‬من األمر ‪ 03 – 03‬المتعلق بالمنافسة‪ , 2‬حيث نصت المادة على انه " تنشأ‬
‫لدى رئيس الحكومة سلطة ادارية تدعى في صلب النص " مجلس المنافسة " تتمتع بالشخصية‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.22‬‬

‫‪ - 2‬االمر رقم ‪ ,03 - 03‬المؤرخة في ‪ 19‬جويلية ‪ ,2003‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 12 - 08‬المتعلق بالمنافسة ( ج ر ) ‪43‬‬
‫الصادرة في ‪ 20‬جويلية ‪.2003‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫المعنوية واالستقالل المالي " ونفس األمر بالنسبة لوكالتي ضبط النشاط المنجمي اللتان كيفهما‬
‫المشرع الجزائري صراحة بأنهما " سلطة ادارية مستقلة "‪.1‬‬

‫وبالمقابل نجد المشرع الجزائري لم يضفي الطابع اإلداري لبعض سلطات في المجال‬
‫االقتصادي‪ ,‬وإلثبات ذلك الطابع اإلداري لسلطات الضبط يجب الوقوف واالعتماد على معيارين‬
‫اثنين‪.‬‬

‫‪ - 1‬العيار الموضوعي ‪ :‬تسهر هذه الهيئات على تطبيق القانون في المجال الذي تضبطه ويتضح‬
‫‪2‬‬
‫من قانون النقد والقرض‪ ,‬حيث نجد المشرع نص على ان اللجنة‬ ‫ذلك من نص المادة ‪105‬‬
‫المصرفية مكلفة بما يلي " مراقبة مدى احترام البنوك والمؤسسات المالية لألحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫المطبقة عليها‪ ,‬كذلك تختص لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بإصدار انظمة وبالمقابل تسهر‬
‫ع لى تنفيذها‪ ,‬فالق اررات الفردية والتنظيمية الصادرة عن سلطات الضبط في المجال االقتصادي هي‬
‫في األصل ق اررات ادارية تمثل بوضوح مظهر من مظاهر ممارسة هذه الهيئات المستقلة المتيازات‬
‫السلطة العامة التي تتمتع بها الهيئات اإلدارية عموما‪.‬‬

‫‪ - 2‬معيار الرقابة القضائية ‪ :‬ان الق اررات اإلدارية الصادرة عن سلطات الضبط في المجـال‬
‫االقتصادي قابلة للتنازع بشأنها امام القاضي اإلداري‪ ,‬مثلما هو الشأن بالنسبة لق اررات الغرفة‬

‫‪ - 1‬نداتي حسين‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.31‬‬

‫‪ - 2‬االمر رقم ‪ ,11 - 03‬المؤرخ في ‪ 27‬اوت ‪ ,2003‬المعدل والمتمم باألمر ‪ 04- 10‬المتعلق بالنقد والقرض ( ج ر ) ‪52‬‬
‫الصادرة في نفس اليوم‪.‬‬

‫‪ -‬يعتبر مجلس المنافسة حالة استثنائية‪ ,‬حيث يتم رقابة الق اررات الصادرة منه عن طريق القاضي العادي التجاري‪ ,‬حسب القرار‬ ‫‪‬‬

‫‪ ,224 - 86‬المؤرخ في ‪ 23‬جانفي ‪ ,1987‬اين يتم اخضاع منازعاته رغم طبيعته االدارية الى القاضي التجاري حيث ينظرها‬
‫القاضي التجاري لدى مجلس قضاء الجزائر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫التأديبية والتحكيمية على مستوى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها التي يطعن في ا‬
‫قرراتها‪ ,‬امام‬
‫مجلس الدولة‬

‫كما سبق وذكرنا االستثناء الواقع على مجلس المنافسة ق ارراته تشكل استثناء‪ ,‬و التي ال‬
‫تخضع الختصاص القضاء اإلداري كأصل عام‪ ,‬بل تدخل في اختصاص القاضي الفاصل في المواد‬
‫التجارية‪ ,1‬وعلى مستوى مجلس قضاء الجزائر على الرغم من االعتراف الصريح للمشرع الجزائري‬
‫بالطابع اإلداري لمجلس المنافسة‪ ,‬وتفسير ذلك هو التقليد اإليمائي للمشرع الفرنسي من قبل المشرع‬
‫الجزائري‪ ,‬هذا األخير الذي اعاد صياغة نص المادة ‪ 07/464‬من التقنين التجاري الفرنسي التي‬
‫تنص على ان " ق اررات مجلس المنافسة يمكن ان تكون محل للطعن باإللغاء من قبل األطراف‬
‫المعنيين ومحافظ الحكومة امام محكمة استئناف باريس "‪.‬‬

‫كما اقر المجلس الدستوري الفرنسي بالطابع اإلداري لسلطات الضبط المستقلة‪ ,‬ومجلس‬
‫المنافسة هيئة ادارية‪ ,‬وهو مدعو للقيام بدور هام في تطبيق العديد من القواعد المتعلقة بقانون‬
‫المنافسة‪ ,‬ولقد اقر مجلس الدولة الفرنسي بالطابع اإلداري للهيئات اإلدارية المستقلة بتقريره الصادر‬
‫سنة ‪.2 2001‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ ,63‬القانون ‪ 25 ,12 - 08‬جولية ‪ ( ,2008‬ج ر ) ‪ 36‬المؤرخة في ‪ 02‬جويلية ‪ ,2008‬المعدل والمتمم لألمر رقم‬
‫‪ ,03 - 03‬الصادر في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬المتعلق بالمنافسة ( ج ر ) ‪ 43‬المؤرخة في ‪ 20‬جويلية ‪.2003‬‬

‫‪ - 2‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.26‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬طبيعة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة وتنظيمها‪.‬‬


‫انطالقا من بورصة القيم المنقولة آلية مقترحة لخوصصة المؤسسات العمومية في اطار‬
‫السوق المالية‪ ,‬وبغرض مراقبة سوق القيم المنقولة وضمان شفافيتها‪ ,‬من خالل رقابة نشاطات‬
‫الوسطاء في عمليات البورصة‪ ,‬انشأ المشرع الجزائري لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪,‬‬
‫بمقتضى الفقرة األولى من المادة ‪ 20‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 - 93‬المتعلق ببورصة القيم‬
‫المنقولة‪ ,‬والتي تنص على انه ( تنشأ لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها )‪ ,1‬غير ان هذا النص‬
‫المنشئ للجنة لم يبين طبيعتها القانونية ( لم يبين شكلها من ناحية االستقاللية من عدمها‪ ,‬ولم يحدد‬
‫هل هي سلطة ادارية ام ال )‪ ,‬بل اكتفى المشرع الجزائري بتحديد تشكيلتها وسيرها وبيان مهامها‬
‫وصالحياتها‪ ,‬ليأتي فيما بعد القانون رقم ‪ 04 - 03‬المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي رقم ‪- 93‬‬
‫‪ 10‬ويحدد الطبيعة القانونية للجنة بموجب المادة ‪ 12‬منه المعدلة للمادة ‪ 20‬المذكورة اعاله‪ ,‬حيث‬
‫تنص المادة ‪ 12‬على ما يلي " تؤسس سلطة ضبط مستقلة لتنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي "‪ ,2‬سنتطرق الى دراسة العناصر المحددة لشكل اللجنة‬
‫ومهيتها من حيث التكوين‪ ,‬في الفرع االول الذي هو الطابع الجامعي المختلط للجنة‪ ,‬الذي يتكلم عن‬
‫تنوع صفة االعضاء‪ ,‬واسلوب تعيينهم‪ ,‬الفرع الثاني عن تنظيم وتمويل اللجة‪ ,‬حيث هذه السلطات‬
‫بصفة عامة تمتاز بنظام اداري خاص‪ ,‬ولها طريق معينة في الحصول التمويل ومن مصادر مختلفة‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ,10 – 93‬المعدل بالقانون ‪ 04 - 03‬المتعلق بالبورصة‪ ,‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪ - 2‬القانون رقم ‪ 04 - 03‬المؤرخ في ‪ 17‬فيفري ‪ ,2003‬المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي رقم ‪ ,10 - 93‬المتعلق ببورصة القيم‬
‫المنقولة‪ ( ,‬ج ر ) ‪ 11‬الصادرة في ‪ 18‬فيفري ‪.2003‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫الفرع االول ‪ :‬الطابع الجماعي والمختلط لتركيبة لجنة التنظيم‪.‬‬


‫تتشكل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة من تركيبة جماعية‪ ,1‬حيث ان التركيز على‬
‫ايجاد التعددية في التركيبة‪ ,‬يؤدي الى خلق توازن مستمر يقود بالضرورة الى الرفع من اداء‬
‫األعضاء‪.‬‬

‫الصفة الجماعية تعتبر احد العوامل القوية لالستقاللية ألنها بهذه الطبيعة من شأنها ان تخلق‬
‫نوعا من التوازن بين تأثير مصالح مختلف السلطات و الجهات التي يعين من بينها اعضاء الطاقم‬
‫كما انها تضمن اجراء مداولة جماعية حول مواضيع حساسة و المسائل المعقدة‪ ,‬مما يشكل ضمانة‬
‫للموضوعية و الجدية في عمل اللجنة‪.2‬‬

‫اوال ‪ :‬تعدد وتنوع صفة األعضاء‪.‬‬


‫سلطات الضبط االداري‪ ,‬هناك سلطتان تتشكالن من ‪ 07‬اعضاء وهما‪ ,‬لجنة تنظيم عمليات‬
‫البورصة ومراقبتها وسلطة ضبط البريد والمواصالت‪ ,‬فبالنسبة للجنة تنظيم عمليات البورصة‬
‫ومراقبتها‪ ,‬تتكون من رئيس وستة اعضاء‪ ,‬هؤالء األعضاء مبينين كالتّالي وهاذا حسب المادة ‪ 13‬من‬
‫القانون ‪ : 04 - 03‬اضافة لرئيس اللجنة‪.‬‬

‫‪ -‬قاضي يقترحه وزير العدل‪.‬‬

‫‪ -‬عضو يقترحه الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬

‫‪ -‬استاذ جامعي يختاره الوزير المكلف بالتعليم العالي‪.‬‬

‫‪ -‬عضو يختاره محافظ بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 13‬من القانون ‪ ,04 – 03‬المتعلق بالبورصة ‪.‬‬

‫‪ - 2‬زوار حفيظة‪ ( ,‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة ادارية مستقلة )‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ,‬كلية الحقوق بن‬
‫عكنون‪ ,‬جامعة الجزائر‪ ,2004 – 2003 ,‬ص ‪.15‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪ -‬عضوان يختاران من بين المسيرين األشخاص المعنويين المصدرة للقيم المنقولة‪.‬‬

‫‪ -‬عضو يقترحه المصنف الوطني للخبراء المحاسبيين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين‪.‬‬

‫بعد مراجعة نص المادة‪ ,‬نالحظ وجود عضو واحد فقط من سلك القضاة من بين األعضاء‬
‫وبالتّالي‪ ,‬يستبعد هذا االمر اضفاء الطابع القضائي على اللجنة نتيجة اعتبار اغلبية اعضائه من غير‬
‫القضاة‪ ,‬وهذا بعد التغيير الطفيف الذي ادخله المشرع على تشكيلة اللجنة التي تشبه بهذا الشكل في‬
‫القانون المعدل‪ ,‬اي المرسوم التشريعي ‪ 10 - 93‬المادة في ‪ .22‬وكتقدير نرى ان المشرع الجزائري‬
‫احسن في ادخال مثل هذا العضو األخير من بين تشكيلة اللجنة‪ ,‬وذلك نظ ار لما تلعبه قواعد‬
‫المحاسبة من دور في مجال اإلعالن العلني لالدخار الذي تلجأ اليه الشركات المصدرة خاصة في‬
‫مجال الرقابة على المعلومات المالية‪ ,‬وكتنبيه على ان اغلب الجرائم المرتكبة على مستوى البورصات‬
‫بقواعد المحاسبة ولعل هدف المشرع الجزائري من ادخال هؤالء األعضاء هو التوسيع من دائرة‬
‫الجهات التي يمكنها المساهمة في اضفاء شفافية اكثر على المجال المالي والبورصي‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اسلوب تعيين األعضاء‪.‬‬


‫يتيح اسلوب تعيين الرئيس واعضاء سلطات الضبط في المجال االقتصادي فرصة التأكد من‬
‫مدى وجود االستقاللية التي نص عليها القانون من عدمها‪ ,‬وما يمكن مالحظته من خالل النصوص‬
‫القانونية المنشئة لسلطات الضبط في المجال االقتصادي بصفة عامة ان اسلوب تعيين الرئيس‬
‫واألعضاء ي ختلف فيما بين هذه الهيئات فهناك هيئات ادارية مستقلة‪ ,‬يتم فيها تعيين الرئيس‬
‫واألعضاء من طرف رئيس الجمهورية بواسطة مرسوم رئاسي‪ ,‬وهيئات اخرى يتم تعيين الرئيس‬
‫واألعضاء فيها من طرف السلطة التنفيذية‪ ,‬سواء بموجب مرسوم تنفيذي يتخذ من مجلس الحكومة‪,‬‬

‫‪ - 1‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.55‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫او بناء على اقتراح الوزير الذي تتبع اليه السلطة الضابطة في المجال المحدد لها‪ ,‬او بقرار من‬
‫الوزير وتنهى مهامهم بالطريقة نفسها‪.‬‬

‫بالنسبة للتعيين في اللجنة نجد ‪:‬‬

‫‪ -‬الرئيس وحسب المادة ‪ 121‬التي تنص على ( يعين الرئيس لمدة نيابية تدوم اربعة ‪ 4‬سنوات ) هذا‬
‫بالنسبة لمدة التعيين وفي الفقرة الثانية تنص على ( تحدد شروط تعيين رئيس اللجنة وانهاء مهامه‬
‫ووضعه القانوني عن طريق التنظيم )‪ ,‬المالحظ ان القانون اتاح هذه المسالة للتنظيم ولم يضف‬
‫شيء‪.‬‬

‫‪ -‬االعضاء وحسب المادة ‪ 13‬من القانون ‪ ,204 – 03‬المعدلة للمادة ‪ 22‬من المرسوم ‪10 - 93‬‬
‫التي تنص على ( يعين اعضاء اللجنة حسب قدراتهم في المجالين المالي والبورصي‪ ,‬لمدة ‪ 4‬سنوات‪,‬‬
‫وفق الشروط المحددة في التنظيم وحسب التوزيع التالي ‪ ,)...‬بالنسبة لألعضاء نجد القانون حدد‬
‫الفئات التي يجب ان يختار منها االعضاء‪ ,‬بينما الشروط الواجب توافرها فيهم فتحديدها من‬
‫اختصاص التنظيم حسب النص المادة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تنظيم وتمويل اللجنة‪.‬‬


‫تشعب األعمال االقتصادية واتساعها‪ ,‬يجعل هذه االجهزة وببضعة اعضاء تعجز عن‬
‫اإلحاطة بكل األعمال وضبطها‪ ,‬خاصة في مجال التنظيم والرقابة‪ ,‬هذا األمر الذي جعل المشرع‬
‫الجزائري ينشئ بجانب الهيئات اإلدارية المستقلة امانة مزودة بهياكل ومصالح ادارية وتقنية‪ ,‬وذلك‬

‫‪ - ‬سلطة الضبط المستقلة الوحيدة التي تنفرد فيها السلطة التنفيذية بسلطة التعيين وهي لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪.‬‬

‫‪ - 1‬المرسوم التشريعي ‪ 10 - 93‬المعدل والممتم بالقانون ‪ ,04 – 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪ - 2‬القانون ‪ ,04 - 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫بهدف تم كينها من القيام بمهامها على احسن وجه‪ ,‬وينتج احسن اداء في ضبط للمجال المعني‬
‫بضبطه‬

‫اوال ‪ :‬تميز اللجنة بتنظيم اداري خـاص‪.‬‬


‫تتميز سلطات الضبط في المجال االقتصادي بتنظيم اداري خاص‪ ,‬انطالقا مـن ان السـلطات‬
‫اإلدارية المستقلة في مجملها ال تعرف رقابة رئاسية او وصائية على عملها اليومي‪ ,‬اذ يرجع التسيير‬
‫اإلداري لمصالحها لرئيسها‪ ,‬فلجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها تتوفر على هيكل اداري خاص‬
‫بها يتشكل من‪.1‬‬

‫‪ -‬رئيس لجنة‪.‬‬

‫‪ -‬اعضاء االمانة‪.‬‬

‫‪ -‬امانة اللجنة‪.‬‬

‫‪ -‬الغرفة التأديبية و التحكيمية‪.‬‬

‫ويتولى كل جهاز القيام بالمهام المنوطة به كما يلي ‪:‬‬

‫ا ‪ :‬رئيس اللجنة‪ .‬يشرف رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها على جميع اعمال وانشطة‬
‫اللجنة‪ ,‬ويتولى بذلك المهام المنصوص عليها بالمادة ‪ 17‬من النظام الداخلي للجنة وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬يضمن متابعة وتنسيق اعمال اللجنة‪.‬‬

‫‪ -‬يحضر الوثائق والمستندات الضرورية التي تطلبها اللجنة‪.‬‬

‫‪ -‬يسهر على تنفيذ الق اررات التي تتخذها اللجنة‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ ,29‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ,10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 - 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪ -‬يسهر على ضمان احترام وتطبيق النظام الداخلي للجنة‪.‬‬

‫‪ -‬يتولى اقامة وتنظيم عالقات اللجنة مع الهيئات الوطنية والدولية‪.‬‬

‫‪ -‬يقوم بتمثيل اللجنة في التظاهرات و األعمال الرسمية‪.‬‬

‫‪ -‬يمثل اللجنة في جميع اعمال الحياة المدنية‪.‬‬

‫‪ -‬يحدد طرق تنظيم وتسيير المصالح اإلدارية والتقنية للجنة‪.‬‬

‫‪ -‬يمارس السلطة الرئاسية على جميع مستخدمي اللجنة‪.‬‬

‫ب ‪ :‬اعضاء اللجنة‪ .‬تكمن وظيفتهم األساسية في التداول من اجل اتخاذ جميع الق اررات التي تختص‬
‫اللجنة بإصدارها‪.‬‬

‫ج ‪ :‬الغرفة التأديبية والتحكيمية‪ .‬تتوفر لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها على غرفـة تأديبيـة‪,‬‬
‫وتحكيمية يرأسها رئيس اللجنة‪ ,‬وتتشكل من عضوين منتخبين من بين اعضاء اللجنـة طـوال مـدة‬
‫انتدابهما‪ ,‬وقاضيين يعينهما وزير العدل‪ ,‬ويختاران بما لهما من كفـاءة فـي المجـالين االقتصـادي‬
‫والمالي‪ ,‬وتتولى هذه الغرفة الفصل تحكميا في النزاعات الفنية الناتجة عن تفسير القوانين واللـوائح‬
‫الخاصة بسير البورصة‪ ,‬فضال على انها تفصل في القضايا التأديبية المتعلقـة بـاإلخالل بالواجبـات‬
‫المهنية من طرف الوسطاء في عمليات البورصة‪ ,‬وكل مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية المطبقة‬
‫عليهم‪.1‬‬

‫د ‪ :‬اللجان االستشارية‪ .‬يمكن للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها انشاء لجان استشارية تتكـون‬
‫من عضو او اعضاء من اللجنة‪ ,‬او كل شخص اخر مؤهل في الميدان الذي تختص بـه اللجنـة‬
‫االستشارية‪ ,‬وتعين اللجنة رئيسا لكل لجنة استشارية‪ ,‬ويكمن الغرض من انشاء هذه اللجان‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ ,52‬المرسوم التشريعي رقم ‪ ,10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 – 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫االستشارية في خلق تناسب بين التنظيم وواقع تجارة القيم المنقولة‪ ,‬وكذا اقتراح قواعـد قانونيـة متعلقـة‬
‫بهـذه التجارة‪.‬‬

‫ه ‪ :‬األمانة العامة‪ .‬وتقوم بمختلف الوظائف الموكلة للجنة من خالل تحضير الق ار ارت التـي تلتـزم‬
‫اللجنة باتخاذها‪ ,‬وذلك عن طريق مصالحها اإلدارية والتقنية‪.‬‬

‫كما ذكرت المادة الثانية من النظام رقم ‪ 03 - 2000‬المؤرخ في ‪ 28‬سبتمبر‪ ,12000‬والمتضمن‬


‫تنظيم وسير المصالح اإلدارية و التقنية للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬بأن اللجنة تتشكل‬
‫من ‪:‬‬

‫‪ -‬األمين العام الذي تلحق به خلية االتصال والعالقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬مستشارين لدى رئيس اللجنة‪.‬‬

‫‪ -‬وكذا مجموع المديريات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مديرية تطوير ومراقبة السوق‪.‬‬

‫‪ -‬مديرية اإلعالم والعمليات المالية‪.‬‬

‫‪ -‬مديرية الشؤون القانونية واإلدارية‪.‬‬

‫وما يؤكد االستقالل اإلداري للجنة تنظيم عمليات البورصـة ومراقبتهـا‪ ,‬هـو ان تحديـد مهـام‬
‫وصالحيات هذه المصالح اإلدارية والتقنية يكون بموجب قرار من رئيس اللجنة‪.2‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ ,02‬من النظام ‪ ,03 – 2000‬المؤرخ في ‪ 28‬سبتمبر ‪ 2000‬والمتضمن سير المصالح االدارية والتقنية للجنة تنظيم‬
‫عمليات البورصة ومراقبتها‪ ( ,‬ج ر ) ‪ ,08‬الصادرة في ‪ 31‬جانفي ‪.2001‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ ,03‬من النظام رقم ‪. 03 - 2000‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫ثانيا ‪ :‬تمويل اللجنة‪.‬‬


‫قصد تمكين السلطات اإلدارية المستقلة في المجال االقتصادي من ممارسة المهام او‬
‫الوظائف التي خولت لها قانونا وفي اطار السير الحسن للضبط يستوجب األمر تخصيص ميزانية‬
‫لها‪ ,‬تستمد مصادرها‪ ,‬اما من اعانة التسيير التي تتحصل عليها من ميزانية الدولة او من اتاوى‬
‫األعمال والخدمات التي تؤديها‪ .‬هذا ما سنوضحه من خالل العنصرين التاليين ‪:‬‬

‫ا ‪ :‬اعانة التسيير التي تخصص من ميزانية الدولة‪.‬‬

‫في سبيل ممارسة سلطات الضبط في المجال االقتصادي لمهامها تخصص الدولة الجزائرية‬
‫جزء من ميزانيتها لصالح سلطات الضبط‪ ,‬غير انه ال يوجد اي نص تنظيمي يحدد كيفية تقديم هذه‬
‫اإلعانات وال يحدد حتى مقدارها‪ ,‬وهذا ما يدفعنا للقول ان هذه اإلعانة المالية تحد من استقاللية‬
‫سلطات الضبط في المجال االقتصادي‪.1‬‬

‫ب ‪ :‬األتاوى عن األعمال والخدمات التي تؤديها سلطات الضبط‪.‬‬

‫تأخذ األتاوى على شكل نسب مالية يدفعها المتعامل للسلطة الضبط نظير الخدمات التي‬
‫تقدمها لهذا المتعامل‪ ,‬وتحدد األتاوى التي تحصلها لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها على‬
‫األعمال والخدمات التي تؤديها كما يلي‪: 2‬‬

‫ج ‪ -‬اتاوة على التأشيرات‬

‫والممنوحة عند اصدار القيم المنقولة عن طريق اللجوء العني لالدخار او عند العرض العام‬
‫لبيع القيم المنقولة او شرائها او تبادلها‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ ,28‬المرسوم التشريعي ‪ ,10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 - 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪ - 2‬زوار حفيظة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.45‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫د ‪ -‬اتاوة عند طلب اعتماد وسيط في عمليات البورصة وكذا عند تسجيل عون مؤهل للقيام‬
‫بمفاوضات في البورصة‪.‬‬

‫ه ‪ -‬اتاوة عند طلب اعتماد هيئة للتوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪.‬‬

‫و ‪ -‬اتاوة عند قيام اللجنة بالتحقيق لدى وسطاء عمليات البورصة‪.‬‬

‫ز ‪ -‬اتاوة عند دراسة النزاعات التقنية الناتجة عن تفسير النصوص التشريعية والتنظيمية التي تحدد‬
‫سير البورصة‪.‬‬

‫ح ‪ -‬اتاوة تحصل على شركة تسيير بورصة القيم‪.‬‬

‫وفيما يخص مقدار او نسب هذه األتاوى‪ ,‬وكذا الكيفيات التي تحصلها بها اللجنة فيتم تحديدها‬
‫بقرار من الوزير المكلف بالمالية الى جانب هذه األتاوى التي تتلقاها اللجنة‪ ,‬فإنها تتقاضى كذلك‬
‫عموالت سنوية‪ ,‬اذ تحدد مبلغ العمولة السنوية التي تحصلها من هيئات التوظيف الجماعي للقيم‬
‫المنقولة بنسبة ‪ %0.05‬من األصل الصافي لهذه الهيئات‪ ,‬مثلما يسجل في ‪ 31‬ديسمبر من كل‬
‫سنة‪ ,‬كما تدفع العمولة السنوية في مدة أقصاها ‪ 31‬مارس من كل سنة من طرف شركة االستثمارات‬
‫ذات رأس المال المتغير او مسير الصندوق لمشترك للتوظيف‪ ,‬وتحصل العمولة من طرف مصالح‬
‫اللجنة‪.1‬‬

‫في هذا المبحث تطرقنا الى عنصرين مهمين في الدراسة وهما ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد مفهوم سلطات الضبط من خالل التطرق الى سلطات الضبط في النظم المقارنة اي‬
‫دراسة هذه الهيئات لدى النظم الرائدة فيها‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ ,02‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 170 - 93‬المؤرخ في ‪ 20‬ماي ‪ ,1998‬المتعلق باألتاوى التي تحصلها لجنة تنظيم عمليات‬
‫البورصة ومراقبتها‪ ( ,‬ج ر ) العدد ‪ ,34‬الصادر بنفس التاريخ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪ -‬دراسة خصائصها حيث تمكن هذه الدراسة من معرفة ما تمتاز به كما تساعد على تحديد‬
‫التعريف الذي ال يزال غير موحد‬
‫‪ -‬تحديد المقصود من لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة من خالل القوانين التي حددتها‬
‫‪ -‬التطرق الى عنصري التنظيم والتمويل الخاص باللجنة‪ ,‬حيث هاذين العنصرين يحددان مسالة‬
‫هامة هي مدى استقاللية الهيئة‬

‫‪44‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬عالقة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بالجهاز التنفيذي‬
‫سنتطرق في هذا المبحث الى عنصرين مهمين هما عالقة اللحنة بالجهاز التنفيذي‪ ,‬والتي هي‬
‫جزء مهم في عمل هذه الهيئات‪ ,‬حيث نحدد في المطلب االول عالقة اللجنة بالجهاز التنفيذي من‬
‫الناحية العضوية‪ ,‬اي االستقاللية العضوية التي تتمتع بها لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة عن‬
‫هذا الجهاز‪ ,‬وفي المطلب الثاني نتطرق الى عالقة اللجنة بالجهاز التنفيذي من الناحية الوظيفية اي‬
‫االستقالل الوظيفية للجنة عن الجهاز التنفيذي‪.‬‬

‫ومنه ما هو حجم االستقاللية العضوية التي تتمتع بها لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬
‫؟ وما هو حجم االستقاللية الوظيفية التي تتمتع بها اللجنة ؟‬

‫‪45‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫المطلب االول ‪ :‬عالقة اللجنة بالجهاز التنفيذي من الناحية العضوية‪.‬‬


‫سنتطرق في هذا المطلب في الفرع االول الى مظاهر االستقاللية العضوية التي تتمتع بها‬
‫لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ,‬من خالل عدة عناصر مثل كتعدد االعضاء‪ ,‬اختالف جهات‬
‫التعيين‪ ,‬مدة انتداب هؤالء االعضاء‪ ,‬وفي الفرع الثاني من هذا المطلب ندرس حدود هذه االستقاللية‪,‬‬
‫من خالل احتكار السلطة التنفيذية لبعض الصالحيات كسلطة التعيين‪ ,‬الظروف انتهاء عضوية‬
‫الرئيس واالعضاء‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬مظاهر استقاللية اللجنة من الناحية العضوية‪.‬‬


‫اعتمدت السلطات اإلدارية المستقلة لتأطير مجاالت حساسة في الدولة‪ ,‬حيث هذا التنظيم‬
‫الخاص من شأنه خدمة االقتصاد الوطني من جهة‪ ,‬وحماية ومضان حقوق وحريات األفراد من جهة‬
‫اخرى‪ ,‬ولذلك البد من منح سلطات الضبط في المجال االقتصادي استقاللية تمكنها من تجسيد‬
‫الهدف والغرض الذي انشأت ألجله والمتمثل في ضبط المجال االقتصادي‪ ,‬حيث اثارت هذه الميزة‬
‫العديد من التسـاؤالت‪ ,‬سواء في التشريـع الجزائري او حتى في التشريعـات المقارنة‪.‬‬

‫تختلف درجة استقاللية السلطات اإلدارية المستقلة من سلطة الى اخرى‪ ,‬وبالرجوع الى القوانين‬
‫المنشئة لهذه الهيئات‪ ,‬نلمس في بعض النصوص ما يبين تجسيد االستقاللية‪ ,‬وفي نصوص اخرى‬
‫حدود هذه االستقاللية‪ ,‬اعترف المشرع الجزائري لبعض سلطات الضبط االقتصادي‪ ,‬باالستقاللية‬
‫بصورة صريحة‪ ,‬عكس بعض السلطات اإلدارية المستقلة األخرى التي لم يضف عليها المشرع طابع‬
‫االستقاللية صراحة‪ ,‬كمجلس النقد والقرض‪ ,‬واللجنة المصرفية‪ ,‬ومجلس المنافسة‪.‬‬

‫‪ -‬من بين سلطات ادارية مستقلة التي اعترف لها المشرع الجزائري باالستقاللية صراحة ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬معدل والمتمم بالقانون رقم ‪04 – 03‬‬
‫المتعلق بالبورصة‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة ضبط البريد والمواصالت‪ ,‬المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 03 – 2000‬المؤرخ في ‪ 05‬اوت ‪ ,2000‬المحدد للقواعد العامة‬
‫المتعلقة بالبريد وبالمواصالت السلكية والالسلكية ( ج ر ) ‪ ,48‬الصادرة في ‪.2000‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫وعليه يستوجب األمر البحث عن هذه االستقاللية عن طريق تحليل المواد القانونية المتعلقة‬
‫ب ها فاالستقاللية المقصودة والتي تتميز بها السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية‪,‬‬
‫تكون في مواجهة السلطة التنفيذية‪ ,‬والمشرع الجزائري في ظل القوانين المنشئة للسلطات ذكر‬
‫استقالليتها بصفة عامة واستقاللها المالي بصفة خاصة‪.‬‬

‫وفي الجانب العضوي دائما سنتطرق الى تشكيلتها‪ ,‬اي تعدد األعضاء واختالف صفتهم‬
‫ومراكزهم وكذلك اختالف الجهات المقترحة لهم‪ ,‬وتحديد مدة انتخاب الرئيس واألعضاء‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬تعدد األعضاء واختالف صفتهم ومراكزهم‪.‬‬


‫يعتبر تعدد اعضاء السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية واختالف‬
‫صفتهم ومراكزهم القانونية‪ ,‬مظه ار يضمن االستقاللية العضوية‪ ,‬اذ بالرجوع الى تشكيلة بعض‬
‫سلطات الضبط نجدها تتكون من اعضاء يختلف قطاع انتمائهم او عملهم‪ ,‬ليتراوح بين القضاء‪,‬‬
‫والتعليم العالي‪ ,‬والمحاسبي‪ ,‬ومن ذوي الخبرة في المجال االقتصادي والمالي المنافسة‪ ,‬االستهالك‪,‬‬
‫البنوك‪.‬‬

‫فلجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها تتشكل من تركيبة جماعية‪ ,‬اذ تتكون حسب القانون‬
‫رقم ‪ 104 - 03‬المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬من ‪:‬‬

‫‪ -‬قاضي يقترحه وزير العدل‪.‬‬

‫‪ -‬الوكالة الوطنية للممتلكات المنجمية‪ ,‬المادة ‪ 44‬من القانون رقم ‪ 10 – 10‬المؤرخ في ‪ 03‬جويلية سنة ‪ 2001‬المتضمن قانون‬
‫المناجم‪.‬‬
‫‪ -‬الوكالة الوطنية للجيولوجيا والمراقبة المنجمية‪ ,‬المادة ‪ 45‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪ -‬لجنة ضبط الكهرباء والغاز‪ ,‬المادة ‪ 112‬من القانون رقم ‪ 01 – 02‬القانون رقم ‪ ,01 – 02‬المؤرخ في ‪ 05‬فيفيري ‪,2002‬‬
‫المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز عبر القنوات ( ج ر ) ‪ ,08‬الصادرة في ‪.2002‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ ,3/20‬من القانون ‪ ,04 – 03‬المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي ‪ 10 - 93‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪ -‬عضو يقترحه الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬

‫‪ -‬أستاذ جامعي يقترحه الوزير المكلف بالتّعليم العالي‪.‬‬

‫‪ -‬عضو يقترحه محافظ بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬عضو مختار من بين المسيرين لألشخاص المعنويين المصدرة للقيم المنقولة‪.‬‬

‫‪ -‬عضو يقترحه المصف الوطني للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعدد واختالف الجهات المقترحة لألعضاء‪.‬‬


‫ان تعدد واختالف الجهات المقترحة لألعضاء السلطات اإلدارية المستقلة الفاصلة في المواد‬
‫االقتصادية يختلف من سلطة الى اخرى‪ ,‬يعين األعضاء حسب قدراتهم في المجاالت القانونية‬
‫واالقتصادية والمالية من طرف جهات مختلفة‪ ,‬تتمثل في كل من رئيس الجمهورية‪ ,‬والوزراء‪ ,‬ومحافظ‬
‫بنك الجزائر‪ ,‬واعضاء ممثلين ألجهزة مهنية‪ ,‬علما ان اختالف جهات االقتراح مظهر يؤثر على‬
‫درجة االستقاللية‪ ,‬ألنه لو كانت مهمة اقتراح األعضاء مخولة لجهة واحدة فقط‪ ,‬فئننا نكون امام نفس‬
‫الدرجة من االستقاللية‪.1‬‬

‫ان لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬من حيث تشكيلتها تختلف الجهات المقترحة‬
‫لألعضاء‪ ,‬حيث يعين اعضاء اللجنة حسب قدراتهم في المجالين المالي والبورصي‪ ,‬بعد اقتراحهم من‬
‫طرف جهات مختلفة‪ ,‬والتي تتمثل في كل من وزير العدل‪ ,‬الوزير المكلف بالمالية‪ ,‬والوزير المكلف‬
‫بالتّعليم العالي‪ ,‬ومحافظ بنك الجزائر‪ ,‬والمصف الوطني للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات‬

‫‪ - 1‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.68 – 67‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫والمحاسبين المعتمدين‪ .1‬رغم اقتراح األعضاء من طرف جهات مختلفة‪ ,‬اال ان سلطة التعيين تعود‬
‫لسلطة واحدة وهي السلطة التنفيذية‪ ,‬وهذا يؤثر على درجة االستقاللية ايضا‪.‬‬

‫والمالحظ انه بالنسبة لطريقة تعيين اعضاء ال تخدم استقاللية‪ ,‬حيث اقصيت الهيئات التمثيلية‬
‫الوطنية‪ ,‬المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة في اقتراح اعضاء السلطات اإلدارية المستقلة‪ ,‬فكان‬
‫من الضروري تقاسم البرلمان مع السلطة التنفيذية سلطة التعيين‪.2‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تحديد مدة انتداب الرئيس واألعضاء‪.‬‬


‫قصد تجنيب سلطات الضبط في المجال االقتصادي الضغوط التي قد تمارس عليها من‬
‫الجهة المنشئة لها‪ ,‬يتطلب ذلك تجديد مدة عهدة اعضائها‪ ,‬حيث يعتبر هذا العنصر احد اهم‬
‫ضمانات الستقاللية سلطات الضبط في المجال االقتصادي‪ ,‬فيعين رئيس لجنة تنظيم عمليات‬
‫البورصة ومراقبتها في سبيل القيام بالمهام المخولة له قانونا لمدة تدوم ‪ 4‬سنوات‪ ,‬كما يعين األعضاء‬
‫اآلخرين لنفس المدة‪.3‬‬

‫ما ان عهدة رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها غير قابلة للقطع‪ ,‬اال في حاالت‬
‫محصورة بموجب المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 174 – 94‬المؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪1994‬‬
‫المتضمن تطبيق المواد ‪ 29 ,22 ,21‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬اذ تنص على انه (‬
‫غير انه ال يمكن ان تنهى مهامه اثناء ممارسته النيابية بنفس الطريقة اال في حالة ‪:‬‬

‫) ‪ -‬حالة ارتكاب خطأ مهني جسيم ‪ -‬او لظروف استثنائية تعرض في مجلس الحكومة )‪,‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ ,20‬من القانون ‪.04 – 03‬‬

‫‪ - 2‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.68‬‬

‫‪ - 3‬المادة ‪ ,22‬المرسوم التشريعي ‪ ,10 – 93‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫وعبارة ظروف استثنائية‪ ,‬تحتمل عدة تفسيرات وتأويالت من شأنها الحد من ضمانات استقاللية‬
‫اللجنة ‪ ,‬بالرغم من تصنيف وظيفة رئيس اللجنة بأنها وظيفة عليا في الدولة‪.1‬‬

‫رابعا ‪ :‬مراعاة األحكام الصادرة عن السلطات الضبط المستقلة لمبدأ الحياد‪.‬‬


‫قصد ضمان استقاللية سلطات الضبط‪ ,‬استوجب األمر تكريس مبدأ الحياد الذي يتضمن‬
‫بدوره نظام التنافي واجراء االمتناع‪ ,‬نظام التنافي‪ ,‬حيث يكون هذا النظام مطلقا او نسبيا‪.‬‬

‫نظام التنافي المطلق او الكلي يظهر عندما تكون وظيفة اخرى سواء اكانت عمومية او‬
‫خاصة‪ ,‬وكذا مع اي نشاط مهني واية انابة انتخابية‪ ,‬باإلضافة الى امتناع امتالك األعضاء‬
‫للمصالح بصفة مباشرة او غير مباشرة‪ .‬حيث نصت المادة ‪ 25‬من المرسوم التشريعي رقم ‪– 93‬‬
‫‪ 10‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة على عدم جواز قيام الرئيس وجميع المستخدمين الدائمين في‬
‫اللجنة بأية معاملة تجارية حول اسهم مقبولة في البورصة‪ ,‬وهو ما اكدته المادة ‪ 45‬من النظام‬
‫الداخلي للجنة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حدود االستقاللية العضوية للجنة البورصة‪.‬‬


‫نجد السلطة التنفيذية في ب بعض المسال تحتفظ ببعض وسائل التأثير‪ ,‬رغم تنازلها عن بعض‬
‫صالحياتها في ممارسة الوظيفة الضبطية لهذه السلطات‪ ,‬اال انها ما زالت تمارس الرقابة عليها‬
‫بطرق مختلفة‪ ,‬ومن بين اهم ما احتفظت به السلطة لنفسها في استقاللية هذه السلطات‪ ,‬نجد بسلطة‬
‫التعيين‪ ,‬ظروف انتهاء عضوية الرئيس واألعضاء‪ ,‬وعدم تحديد مدة انتداب الرئيس واألعضاء‪,‬‬
‫ومسألة غياب اجراء االمتناع‪.‬‬

‫‪ - 1‬زوار حفيظة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.23‬‬

‫‪ - 2‬قوراري مجدوب المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.70‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫اوال ‪ :‬تمتع السلطة التنفيذية بسلطة التعيين‪.‬‬


‫يعتبر هذا المظهر من بين المظاهر األساسية التي تقلص االستقاللية العضوية لسلطات‬
‫الضبط في المجال االقتصادي الى حد ما‪ ,‬وبالتالي تعرقل استقالليتها‪ ,‬رغم المظاهر السابقة الذكر‪,‬‬
‫األمر الذي يدفعنا الى ترجيح بعض السلطات المستقلة من هذا الجانب‪.‬‬

‫ا ‪ :‬تعيين الرئيس‪.‬‬

‫ويتم تعيين رؤساء سلطات الضبط في المجال االقتصادي بموجب مرسوم رئاسي او مرسوم‬
‫تنفيذي‪ ,‬ومنهم رئيس لجنة تنظيم عمليات البورصة وم ارقبتها الذي يعين بمرسوم تنفيذي يتخذ في‬
‫مجلس الحكومة بناء على اقتراح الوزير المكلف بالمالية‪.1‬‬

‫ب ‪ :‬تعيين األعضاء‪.‬‬

‫ويتم تعيين اعضاء السلطات اإلدارية المستقلة الضابطة في المجال االقتصادي بمرسوم‬
‫رئاسي من طرف رئيس الجمهورية‪ ,‬باستثناء اعضاء لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬فهي‬
‫وتطبيقا لنص المادة ‪ 22‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬تم اصدار نص تنظيمي في هذا‬
‫الصدد‪ ,‬قصد ابراز كيفية تعيين اعضاء اللجنة‪ ,‬واستنادا الى نص المادة ‪ 06‬من هذا التنظيم يعين‬
‫اعضاء لجنة البورصة بقرار من الوزير المكلف بالمالية لمدة تدوم ‪ 4‬سنوات‪.2‬‬

‫فرغم اختالف جهات اقتراح هؤالء األعضاء‪ ,‬كما سبق لنا ذكره‪ ,‬اال ان اسناد سلطة التعيين‬
‫للحكومة امر يجعل استقاللية هؤالء األعضاء نسبية‪.3‬‬

‫‪ - 1‬المـادة ‪ ,02‬من المرسوم تنفيذي رقم ‪ ,175 – 94‬المؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪ 1994‬المتضمن تطبيق المواد ‪ ,29 ,22 ,21‬من‬
‫المرسوم التشريعي ‪ ,10 – 93‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬

‫‪ - 2‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.72‬‬

‫‪ - 3‬المرجع نفسه‪ ,‬ص ‪.73‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫ثانيا ‪ :‬ظروف انتهاء عضوية الرئيس واألعضاء وعدم تجديد االنتداب‪.‬‬


‫ان رؤساء السلطات اإلدارية المستقلة الضابطة في المجال االقتصادي والذين يتم تعيينهم من‬
‫طرف رئيس الجمهورية بموجب مرسوم رئاسي‪ ,‬ال تنهي مهامهم اثناء ممارستهم النيابة اال في حالة‬
‫ارتكاب خطأ مهني جسيم او لظروف استثنائية‪ ,‬وهو األمر نفسه بالنسبة لمحافظ بنك الجزائر ونوابه‬
‫في ظل القانون رقم ‪ 10 – 90‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ,‬اال انه في التعديل الجديد لسنة ‪ 2003‬تم‬
‫الغاء ذلك‬

‫اما بالنسبة لألعضاء فيتم انهاء مهامهم بنفس طريقة تعيينهم‪ ,‬اال انه ال توجد اية اشارة‬
‫لظروف او اسباب انتهاء عهدتهم النيابية‪ ,‬ان اختالف المعطيات العضوية للسلطات اإلدارية‬
‫المستقلة الضابطة في المجال االقتصادي‪ ,‬يؤثر سلبا على استقالليتها‪ ,‬فيما يخص عدم تحديد مدة‬
‫انتداب الرئيس واألعضاء‪ ,‬فهو األمر كذلك بالنسبة لمجموعة من سلطات ضبط مستقلة‪ ( ,‬كسلطة‬
‫ضبط البريد والمواصالت‪ ,‬التي لم يحدد المشرع الجزائري مدة انتداب الرئيس واألعضاء ) وبالتالي‬
‫هم عرضة للعزل في اي وقت وهذا يمس باستقاللية السلطة كهيئة ادارية مستقلة ضابطة في مجال‬
‫البريد والمواصالت‪ ,‬واألمر كذلك‪ ,‬بالنسبة لكل من لجنة ضبط الكهرباء والغاز‪ ,‬و وكالتي المناجم‪,‬‬
‫ومجلس النقد والقرض‪.1‬‬

‫اال ان هناك سلطتين مستقلتين‪ ,‬والتي حدد المشرع الجزائري صراحة مدة انتداب الرئيس وبقية‬
‫األعضاء فيهما‪ , ‬لكن في المقابل لم يشر ال بصفة صريحة او ضمنية الى امكانية تجديد هذه المدة‪,‬‬
‫وبالتالي‪ ,‬فسكوت المشرع في هذا الشأن‪ ,‬تكون مدة النيابة قابلة للتجديد على اساس غياب احكام‬
‫صريحة تنص على ذلك‪ .‬وهذه المسألة‪ ,‬اي قابلية مدة االنتداب للتجديد‪ ,‬مظهر يمس بسير األعمال‬
‫نتيجة عدم استقرار الوظيفة من جهة‪ ,‬وعدم استقاللية األعضاء تجاه سلطة تعيينهم من جهة اخرى‪.‬‬

‫‪ - 1‬قوراري المجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.74 – 73‬‬

‫‪ -‬هتان الهيئتان‪ ,‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ,‬واللجنة المصرفية‪ ,‬نجدهما محددتا المدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫ثالثا ‪ :‬غياب إجراء االمتناع‪.‬‬


‫ويقصد به استثناء بعض اعضاء الهيئة من المشاركة في المداوالت المتعلقة بالمؤسسات التي‬
‫تكون محل المتابعة بحجة وضعيتهم الشخصية تجاهها‪ ,‬وفي هذا الصدد‪ ,‬تنص المادة ‪ 29‬من األمر‬
‫‪,1‬‬
‫على انه ( ال يمكن اي عضو في مجلس المنافسة ان يشارك في‬ ‫رقم ‪ 03 – 03‬المتعلق بالمنافسة‬
‫مداولة تتعلق بقضية له فيها مصلحة او يكون بينه وبين احد اطرافها صلة قرابة الى الدرجة الرابعة‬
‫او يكون قد مثل او يمثل احد األطراف المعنية )‪.‬‬

‫وعليه فاألشخاص المعنية ملزمة بإعالم الرئيس بالمصـالح التي يمتلكونها‪ ,‬وهذا اإلجراء ليس‬
‫ام ار جديدا‪ ,‬بل نظمه كذلك حتى األمر رقم ‪ 06 - 95‬المتعلق بالمنافسة‪ ,‬واجراء االمتناع على‬
‫مستوى اللجنة المصرفية غائب‪ ,‬حيث لم يشر المشرع الجزائري اليه‪ ,‬كما تنطبق األحكام التي‬
‫ذكرناها سالفا في دراستنا لنظام التنافي على اجراء االمتناع‪ ,‬حيث عند تأسيس لجنة البورصة‬
‫لممارسة سلطتها العقابية عن طريق غرفة التأديب والتحكيم‪ ,‬وباستثناء القاضيين‪ ,‬فإن رئيس الغرفة‬
‫الذي هو رئيس اللجنة كذلك‪ ,‬والعضوين اآلخرين ال يخضعون إلجراء االمتناع طبقا للنصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية المنظمة للجنة‪ ,‬مما يمكنهم من المشاركة في مداوالت قضايا قد تربطهم بها‬
‫مصالح خاصة‪ ,‬األمر الذي يجعل الق اررات الصادرة عن الغرفة محل شك‪.‬‬

‫وبالرجوع للمادة ‪ 25‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 - 93‬التي تنص على انه ( ال يجوز‬
‫للرئيس ولجميع المستخدمين الدائمين في اللجنة ان يقوموا بأية معامالت تجارية حول اسهم مقبولة‬
‫في البورصة ) ‪ ,‬نجد انه ال يمكن االعتماد على هذه المادة لضمان الحياد واالستقاللية‪ ,‬على اساس‬
‫انها ال تمنع ال الرئيس وال حتى بقية األعضاء من امتالك اسهم لدى الشركات المقبولة في البورصة‬
‫اال انه بالتمعن في احكام النظام الداخلي للجنة فال نلمس اية اشارة الى اجراء االمتناع‪.‬‬

‫‪ - 1‬االمر رقم‪ 03 – 03 ,‬المتعلق بالمنافسة‪ ,‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫هذا من جانب‪ ,‬ومن جانب اخر‪ ,‬ونظ ار لألهمية البالغة التي يتسم بها مبدأ الحياد‪ ,‬ال يمكن‬
‫استبدال التكريس التشريعي له بمجرد تكريس ضمن نظام داخلي غير منشور‪ ,‬اضافة الى امكانية‬
‫اللجنة تجاوز وخرق هذا االلتزام‪.‬‬

‫وعليه فإن غياب اجراء االمتناع ضمن األحكام القانونية المتعلقة بالسلطات اإلدارية المستقلة‬
‫الضابطة في المجال االقتصادي مسألة تمس باستقاللية األعضاء وحيادهم اثناء ممارسة وظائفهم‪.‬‬

‫وعلى ضوء دراستنا ألهم المظاهر التي تجسد االستقاللية العضوية من جهة‪ ,‬والقيود التي تحد‬
‫من درجة هذه االستقاللية من جهة اخرى‪ ,‬نخلص الى وجود استقاللية عضوية لكنها جد محدودة‪,‬‬
‫نتيجة التدخل المستمر للسلطة التنفيذية في شؤون سلطات الضبط في المجال االقتصادي‪ ,‬واحتفاظها‬
‫بمختلف اشكال الرقابة‪ ,‬مما يضفي على استقاللية سلطات الضبط من الناحية العضوية الطابع‬
‫النسبي او النظري‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عالقة لجنة البورصة بالجهاز التنفيذي من الناحية الوظيفية‪.‬‬


‫ان درجة االستقاللية تختلف من هيئة الى اخرى‪ ,‬لكن دراسة األحكام القانونية المنظمة‬
‫لسلطات الضبط في المجال االقتصادي نميز نصوصا تبين استقالليتها في جانبها الوظيفي‪ ,‬واخرى‬
‫تحد من هذه االستقاللية‪ ,‬وبالتالي سنتطرق لهذا الجزء من خالل الفرع االول بالتعرف على مظاهر‬
‫االستقاللية الوظيفية للجنة في مواجهة الجهاز التنفيذي‪ ,‬كاالستقالل المالي‪ ,‬االستقالل االداري‬
‫والفرع الثاني مظاهر التبعية الوظيفية باللجنة بالجهاز التنفيذي‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬مظاهر االستقاللية الوظيفية للجنة البورصة‪.‬‬


‫االستقالل المالي واإلداري العنصرين المهمين الذي يحددان مدى االستقالل الوظيفي لسلطات‬
‫الضبط االقتصادي‪ ,‬والذي اعترف به المشرع الجزائري بصفة خاصة‪ ,‬وايضا مسألة وضع النظام‬
‫الداخلي‪ ,‬والشخصية المعنوية لهذه السلطات‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬االستقالل المالي‪.‬‬


‫يعتبر االستقالل المالي من بين اهم العناصر التي تحدد االستقالل الوظيفي‪ ,‬واالستقالل‬
‫المالي مكرس عند معظم السلطات اإلدارية المستقلة‪ ,1‬باستثناء مجلس النقد والقرض‪ ,‬واللجنة‬
‫المصرفية بما انهما ال يتمتعان بالشخصية المعنوية‪ ,‬بالتالي يبقيان تابعين للسلطة التنفيذية من حيث‬
‫تمويلهما‪.2‬‬

‫وتعتبر لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها األكثر استقاللية في جانبها المالي‪ ,‬مقارنة‬
‫بالسلطات اإلدارية المستقلة األخرى الضابطة في المجال االقتصادي‪ ,‬كاللجنة المصرفية‪ ,‬مجلس‬
‫النقد والقرض‪ ,‬وغيرها‪ ,‬التي تعتمد على موارد الدولة قصد تسييرها والقيام بوظائفها‪ ,‬وبالتالي تبعيتها‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 12‬من القانون ‪ ,04 – 03‬والمعدلة للمادة ‪ 20‬من القانون ‪ 10 – 93‬المتعلق بالبورصة‪ ,‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪ - 2‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.76‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫للسلطة التنفيذية من هذا الجانب‪ ,‬لكن رغم االعتراف الصريح للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‬
‫باالستقالل المالي‪ ,‬يبقى استقالال غير مطلقا‪ ,‬نتيجة التأثيرات التي تمارسها الدولة والتي تظهر من‬
‫جانبين‪:‬‬

‫ا ‪ :‬ال يقتصر تمويل اللجنة على مواردها فقط‪ ,‬وانما تعتمد كذلك على إعانات التسيير التي تخصص‬
‫لها من ميزانية الدولة‪ ,1‬مما يؤدي بالدولة الى ممارسة نوع من الرقابة على هذه اإلعانات‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تولي السلطة التنفيذية مهمة تحديد قواعدها على اساس هذه األتاوى وحسابها‪ ,‬وبالتالي التقليص‬
‫من حرية اللجنة في تسيير ميزانيتها‪ ,‬والتأثير على استقاللها المالي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االستقالل اإلداري‪.‬‬


‫تتجسد استقاللية سلطات الضبط في المجال االقتصادي في‪ ,‬كون البعض منها هي التي تقوم‬
‫بتحديد مهام المستخدمين وتصنيفهم وتحديد رواتبهم‪ ,‬كما ان تنشيط وتنسيق المصالح اإلدارية والتقنية‬
‫يكون تحت سلطة رئيس هيئة من الهيئات المستقلة‪.2‬‬

‫بالنسبة للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬نجد المادة ‪ 03‬مـن النظـام رقـم ‪- 2000‬‬
‫‪ 03‬المـؤرخ في ‪ 28‬سبتمبر ‪ 2000‬المتضمن تنظيم وسير المصالح اإلدارية والتقنية للجنة تنظيم‬
‫عمليات البورصة ومراقبتها على انه ( تحدد مهام وصالحيات المصالح اإلدارية والتقنية للجنة بقرار‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 28‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 – 03‬المتعلق بالبورصة‪ ,‬السابق ذكره‪.‬‬

‫‪ - 2‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.77‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫من رئيس اللجنة )‪ 1‬اما المادة ‪ 7‬من نفس النظام فتنص على انه ( تحدد رواتب المستخدمين‬
‫وتصنيفهم بقرار من الرئيس بعد استشارة اللجنة‪.2‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اختصاص سلطات الضبط بوضع نظمها الداخلي‪.‬‬


‫اضافة الى مسألة تمويل السلطات اإلدارية المستقلة في المجال االقتصادي‪ ,‬يمكن االعتماد‬
‫كذلك على امكانيتها في وضع انظمتها الداخلية لتقدير مدى االستقاللية الوظيفية‪.‬‬

‫فاالستقاللية الوظيفية حسب هذا العنصر تتجلى في حرية سلطات الضبط في المجال‬
‫االقتصادي في اختيار مجموع القواعد التي من خاللها تقرر كيفية تنظيمها وسيرها دون مشاركته اي‬
‫جهة اخرى في ذلك‪ ,‬وبالخصوص السلطة التنفيذية‪ ,‬كما تظهر االستقاللية من خالل عدم خضوع‬
‫النظام الداخلي لسلطـات الضبط للمصادقة عليه من السلطة التنفيذية‪ ,‬اذ تنص المادة ‪ 26‬من‬
‫المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 04 – 03‬المتعلق ببورصة القيم‬
‫المنقولة على ان ( تصادق اللجنة على نظامها الداخلي خالل اجتماعها األول )‪.‬‬

‫في ‪ 20‬افريل ‪ 31996‬صادقت لجنة تنظيم عمليات البورصة ومرقبتها على نظامها‪ ,‬هذا النظام‬
‫الذي يحدد كيفية سير اللجنة وطريقة عملها‪ ,‬من خالل توضيح شروط صحة مداوالتها‪ ,‬وكيفية عقد‬
‫اجتماعاتها‪ ,‬والنصاب القانوني المفروض لصحة هذه المداوالت‪ ,‬كما يحدد التنظيم اإلداري للجنة‪.‬‬

‫وتتخذ لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬ق ارراتها باإلجماع كقاعدة عامة‪ ,‬اال انه وفي‬
‫حالة تعذر الحصول على اإلجمـاع تتخذ الق اررات من طرف اغلبية األعضـاء الحاضرين‪ ,‬وفي حالة‬

‫‪ - 1‬النظام ‪ ,03 – 2000‬المؤرخ في ‪ 28‬سبتمبر ‪ ,2000‬والمتضمن تنظيم وسير المصالح االدارية والتقنية للجنة تنظيم ومراقبة‬
‫عمليات البورصة‪ ( ,‬ج ر ) ‪ ,08‬الصادرة ‪.2001‬‬

‫‪ - 2‬النظام ‪.03 – 2000‬‬

‫‪ - 3‬زوار حفيظة‪ ,‬المرجع سابق‪ ,‬ص‪.31‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس‪ ,‬وتجدر اإلشارة الى ان المشرع الجزائري لم يبين طريقة نشر‬
‫النظام الداخلي للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬اي بقائه حك ار على اللجنة وحدها دون‬
‫امكانية اطالع العامة عليه‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الشخصية المعنوية‪.‬‬


‫لقد كون المشرع مجموعة اشخاص‪ ,‬ورصد كمية من االموال‪ ,‬قصد القيام واداء نشاط قانوني‬
‫لتحقيق اغراض معينة‪ ,‬لما تفتضيه طبيعة هذا النشاط والغرض المقصود من ورائه بقاءه على وجه‬
‫الدوام‪ ,‬لذا كان البد من انشاء وسيلة تضمن نسبية هذا النشاط الى كائن معين يتسم بالبقاء‬
‫واالستمرار‪ ,‬هذه الوسيلة هي الشخصية االعتبارية التي يضفيها القانون على تلك الجماعات‪,‬‬
‫فوجود الشخص المعنوي مستقل عن وجود األشخـاص الطبيعية المكونة له‪ ,‬وال يرتبط بقاءه بحركة‬
‫مؤسسه‪ ,‬حيث قد يزيد عددهم او ينقص‪ ,‬دون ان يؤثر ذلك على الشكل القانوني المستقل للشخص‬
‫االعتباري‪.1‬‬

‫واالعتراف بالشخصية المعنوية لمجموعة األشخاص او األموال يرتب عنها نتائج اخرى على‬
‫درجة كبيرة من األهمية‪ ,‬ذلك ان استقالل الشخص االعتباري عن شخصية المكونين له‪ ,‬يجعله اهال‬
‫الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‪ ,‬وتصبح له ذمة مالية مستقلة عن ذمة هؤالء‪ ,‬وتكون امواله‬
‫مستقلة ومنفصلة عن اموالهم‪ ,‬وال تختلط حقوق والتزامات الشخص المعنوي بحقوق والتزامات اعضائه‬
‫ومنشئيه‪ ,‬كما له حق التقاضي ورفع الدعاوى باسم من يمثله‪ ,‬باإلضافة الى ان الشخص االعتباري‬
‫يتميز باسم وموطن‪ ,‬كما اضفى المشرع الجزائري الشخصية المعنوية على السلطات اإلدارية المستقلة‬
‫في المجال االقتصادي‪ ,2‬ولكن بالرغم من عدم اعتبار الشخصية المعنوية عامال حاسما وفعاال لقياس‬
‫درجة االستقاللية اال انه يؤثر ويساعد بنسبة معينة في اظهار هذه االستقاللية‪ ,‬خاصة من الجانب‬

‫‪ - 1‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.77‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 12‬من القانون ‪ ,04 – 03‬المعدلة للمادة ‪ 20‬من القانون ‪ ,10 – 93‬المتعلق بالبورصة السابق ذكره‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫الوظيفي‪ ,‬وذلك بالنظر الى النتائج واآلثار المترتبة عن الشخصية المعنوية كأهلية التقاضي‪ ,‬والتعاقد‪,‬‬
‫وتحمل المسؤولية حسب القواعد العامة‪.‬‬

‫ا ‪ :‬اهلية التقاضي‪.‬‬

‫تمتع معظم السلطات اإلدارية المستقلة في المجال االقتصادي بالشخصية المعنوية‪ ,‬فلرئيس‬
‫الحق في اللجوء الى الجهات القضائية‪ ,‬بصفته مدعيا او مدعى عليه‪ ,‬وبالنسبة للجنة تنظيم عمليات‬
‫البورصة ومراقبتها‪ ,‬فأنها تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ,‬وبالتالي الرئيس هو صاحب الصفة في‬
‫الخصومة‪ ,‬وبذلك نستخلص االستقاللية الوظيفية لسلطات الضبط في المجال االقتصادي‪ ,‬من هذا‬
‫الجانب‪.‬‬

‫ب ‪ :‬مسؤولية السلطات المستقلة‪.‬‬

‫من بين النتائج المترتبة دائما عن الشخصية المعنوية‪ ,‬القاء المسؤولية على عاتق السلطات‬
‫اإلدارية المستقلة والضابطة في المجال االقتصادي نتيجة الضرر الناجم عن االخطاء الجسيمة‪ ,‬اما‬
‫اذا كانت سلطة مستقلة ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ,‬فإن مسؤوليتها عن األخطاء الصادرة عنها‬
‫تتحملها الدولة‪.1‬‬

‫ج ‪ :‬اهلية التعاقد‪.‬‬

‫طبقا للقواعد العامة‪ ,‬نجد ان من بين اهم نتائج الشخصية المعنوية اهلية التعاقد‪ ,‬اي امكانية‬
‫السلطات اإلدارية المستقلة والضابطة في القطاع االقتصادي ابرام عقود واتفاقيات مع لجان وهيئات‬
‫اخرى وفي اطار التعاون الدولي‪ ,‬ونشير في هذا الصدد‪ ,‬الى ان لجنة البورصة الجزائرية عضوة في‬
‫المنظمة العالمية للجان القيم ‪ ,2OICV‬التي تضم كافة الهيئات المختصة بالرقابة على البورصات‬

‫‪ - 1‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.80‬‬

‫‪ - 2‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.81‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫واألسواق المالية العالمية هذه داللة على امكانية هذه السلطة ( لجنة البورصة ) على القدرة على ابرام‬
‫العقود واتعاقد بصفة عامة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مظاهر التبعية الوظيفية للجنة بالجهاز التنفيذي‪.‬‬


‫من بين اهم القيود او الحدود المتعلقة بالجانب الوظيفي للسلطات اإلدارية المستقلة في المجال‬
‫االقتصادي‪ ,‬نجد التقرير السنوي الذي يجب ان تعده الهيئة المعنية‪ ,‬وترسله الى السلطة التنفيذية‪,‬‬
‫الى جانب شرط اخر هو موافقة الو ازرة المختصة على األنظمة الصادرة عن الهيئات المستقلة‪ ,‬و كذا‬
‫تدخل السلطة التنفيذية التي تقوم بوضع النظام الداخلي لبعض سلطات الضبط في المجال‬
‫االقتصادي‪ ,‬سوف نتطرق الى دراسة وتبيان الحدود التي تحد من استقاللية السلطات اإلدارية‬
‫المستقلة في الجانب الوظيفي‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬اعداد التقرير السنوي وارساله الى الحكومة‪.‬‬


‫يعتبر هذا المظهر تقييدا الستقاللية سلطات الضبط في المجال االقتصادي في القيام‬
‫بنشاطها‪ ,‬نتيجة الرقابة التي تمارسها الحكومة على النشاطات السنوية لسلطات الضبط‪ ,‬ونجد مثل‬
‫هذه الرقابة على مستوى العديد من السلطات اإلدارية المستقلة‪ ,‬كمجلس المنافسة مثال‪ ,‬الذي تنص‬
‫بشأنه الفقرة األولى من المادة ‪ 27‬من األمر رقم ‪ 03 – 03‬على انه ( يرفع مجلس المنافسة تقري ار‬
‫سنويا عن نشاطه الى الهيئة التشريعية و الى رئيس الحكومة والى الوزير المكلف بالتجارة ) مع‬
‫اشتراط المشرع لضرورة نشر هذا التقرير في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية‪ ,1‬او في اية وسيلة من وسائل اإلعالم األخرى‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 2/27‬من األمر رقم ‪ 03 – 03‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ ,04 – 03‬المتعلق بالمنافسة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫كما نجد ايضا مثل هذه الرقابة على مستوى سلطة ضبط البريد والمواصالت‪ ,‬لجنة ضبط‬
‫الكهرباء والغاز‪ ,1‬واالمر ينطبق ايضا على لجنة تنظيم عمليات البورصة ومرقبتها‪.2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬موافقة الو ازرة المختصة على األنظمة الصادرة عن الهيئات المستقلة‪.‬‬
‫خول المشرع الجزائري لسلطات الضبط في المجال االقتصادي عدة صالحيات منها السلطة‬
‫التنظيمية‪ ,‬والتي تمارسها سلطتان اداريتان مستقلتان‪ ,‬وهما مجلس النقد والقرض‪ ,‬ولجنة تنظيم‬
‫عمليات البورصة ومراقبتها‪,3‬‬

‫اما بالنسبة للجنة البورصة الجزائرية فأنها تمارس السلطة التنظيمية عن طريق اصدار‬
‫األنظمة‪ ,‬ولكن بعد موافقة وزير المالية عليها‪ ,‬تنشر في الجريدة الرسمية متبوعة بقرار وزير المالية‬
‫المتضمن الموافقة عليها‪ ,‬هنا يعتبر قرار وزير المالية سببا إلضفاء الطابع التنظيمي على ق اررات‬
‫اللجنة‪ ,‬المصادقة ما هي اال شرط لدخول األنظمة حيز النفاذ عن طريق النشر في الجريدة الرسمية‪,‬‬
‫خالفا للموافقة التي فضل المشرع استعمالها بدال من المصادقة‪ ,‬والتي تجعل النص غير الموافق‬
‫عليه مجرد مشروع فقط‪ ,‬وال يرتقى إلى درجة النظام‪.4‬‬

‫وعليه نخلص الى ان ا للجنة ال تتمتع بالسلطة التنظيمية بمعناها الحقيقي اال بعد تدخل‬
‫السلطة التنفيذية في ذلك‪ ,‬مما يجعل اللجنة تابعة للسلطة التنفيذية في هذا الجانب‪ ,‬اما بالنسبة‬
‫لمجلس النقد والقرض‪ ,‬فإن وزير المالية له الحق في طلب تعديل مشاريع األنظمة‪ ,‬وذلك في اجل‬
‫عشر‪ 10‬ايام‪ ,‬وبالت الي يجب على المحافظ بصفته رئيسا للمجلس ان يستدعي حينئذ المجلس‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 33/115‬من القانون رقم ‪ 01 – 02‬المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز بواسطة القنوات‪.‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 30‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬المعدلة والمتممة بالقانون رقم ‪ 04 – 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪ - 3‬المرسوم التنفيذي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 – 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪ - 4‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.82‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫لالجتماع في اجل خمسة ايام ويعرض عليه التعديل المقترح‪ .‬وفي األخير يكون القرار الجديد الذي‬
‫يتخذه المجلس نافذا مهما يكن مضمونه‪.1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬وضع السلطة التنفيذية للنظام الداخلي لبعض سلطات الضبط‪.‬‬


‫ان بعض السلطات اإلدارية المستقلة الضابطة في المجال االقتصادي‪ ,‬تبقى تابعة لسلطة‬
‫التنفيذية فيما يخص وضع نظامها الداخلي‪ ,‬وهذا ما يقلص من استقالليتها من الجانب الوظيفي‪,‬‬
‫ونذكر على سبيل المثال مجلس المنافسة‪ ,‬الذي يحدد نظامه الداخلي بموجب مرسوم وهو األمر نفسه‬
‫في مجال النشاط المنجمي‪ ,‬وهذا حسب المادة ‪ 51‬من القانون رقم ‪ 10 – 01‬المتضمن قانون‬
‫المناجم على انه ( تتمتع كل من الوكالة الوطنية للممتلكات المنجمية والوكالة الوطنية للجيولوجيا‬
‫والمراقبة المنجمية بنظام داخلي‪ ,‬يتخذ بموجب مرسوم )‪.2‬‬

‫بالتالي نخلص الى ان الوكالتين المنجميتين تتبعان السلطة التنفيذية فيما يخص وضعها‬
‫لنظامهما الداخلي‪ ,‬األمر الذي يحد من استقالليتهما الوظيفية‪.‬‬

‫من خالل هذا المبحث الذي تطرقنا فيه الى عنصرين مهمين‪ ,‬هما تحديد عالقة لجنة تنظيم‬
‫ومراقبة عمليات البورصة بالجهاز التنفيذي والتي تمثلت في االستقاللية العضوية واالستقاللية‬
‫الوظيفية التي تتمتع بها اللجة‪ ,‬ومقارنتها بنماذج اخرى من سلطات الضبط في المجال االقتصادي‪,‬‬
‫والتطرق ايضا الى حدود هاتين السلطتين من خالل ‪:‬‬

‫‪ -‬تعدد وتنوع االطراف المكونة للهيئة االمر الذي يضمن االستقاللية الوظيفية‪.‬‬
‫‪ -‬تنوع الجهات التي تقترح هؤالء االعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان استقاللية عمل الرئيس واالعضاء ما يضمن استقالل العمل والحيادية فيه‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 31‬من االمر ‪ 03 – 03‬المتعلق بالمنافسة‪.‬‬

‫‪ - 2‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.83‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫‪ -‬تكريس االستقاللية الوظيفية من خالل االستقالل المالي واالداري للجنة‪.‬‬


‫‪ -‬تكريس مقومات الشخص المعنوي العنصر المهم في االستقاللية الوظيفية‪.‬‬
‫وتبيان الجوانب التي يظهر في الحد من االستقاللية ( العضوية ‪ -‬الوظيفية ) وذلك من خالل ‪:‬‬

‫‪ -‬احتكار السلطة لتعيين اعضاء السلطة‪ ,‬وظروف انتهاء عضويتهم‪.‬‬


‫‪ -‬مراقبة السلطة التنفيذية لعمل سلطات من خالل التقارير المرسلة منها ويشتطر في بعضها‬
‫الموافقة للنشر‪.‬‬
‫‪ -‬تتدخل السلطة التنفيذية بقوة القانون بوضع نظام بعض السلطات‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‬

‫لقد لخص لنا هذا الفصل مجموعة من المفاهيم‪ ,‬يجب ان توضح للقارئ‪ ,‬كالبورصة حيث‬
‫يجب توضيح بعض المقصود منها وبعض العناصر تتصل بها بما ان الدراسة تسلط عليها على‬
‫اساس انها السوق الذي يتم ضبطه‪ ,‬والمقصود من سلطات الضبط التي هي الشكل الجديد للضبط‬
‫االقتصادي كمفهومها‪ ,‬انشائها‪ ,‬دورها الذي برز بعد انسحاب وتخلي الدولة من القطاع االقتصادي‪,‬‬
‫وبقيت على شكل مراقب له‪ ,‬ثم تم الطرق للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة السلطة الحديثة التي‬
‫تم انشائها بموجب المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة الصادر سنة ‪,1993‬‬
‫والتي عهد اليها بضبط سوق القيم المنقولة ( البورصة )‪ ,‬وتحديد عالقة هذه الهيئة بالجهاز التنفيذي‬
‫من خالل االستقاللية العضوية والوظيفية‪ ,‬االمر الذي يضمن عملها بشكل مستقل عن السلطة‬
‫التنفيذية وال تمارس عليها اي ضغوطات بما انها سلطة ضبط مستقلة‪ ,‬واخي ار محدودية استقاللية‬
‫السلطة الممنوحة ما يضمن عمل هذه الهيئة ضمن القانون‪ ,‬واال تتغطرس بتطبيق السلطة الممنوحة‬
‫لها‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫تنظيم البورصة من‬


‫طرف لجنة تنظيم‬
‫ومراقبة العمليات‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‪.‬‬


‫ال تكون بورصة القيم المنقولة فعالة اال اذا كانت المعلومات المفيدة لتقييم االوراق المالية يتم‬
‫تحويلها على الدوام وللعوام في اسعار‪ ,‬حيث تسمح باتخاذ الق اررات المتعلقة باالدخار واالستثمار تبعا‬
‫لهذه االسعار‪ ,‬حيث ان البورصة الفعالة تعني بورصة شفافة بشان المعلومات‪ ,‬وعليه فان الشفافية‬
‫في المعلومات االقتصادية والمالية والمؤسسات االحصائية المقيدة‪ ,‬ومصداقية هذه المعلومات يعتبر‬
‫شرطا الزم لحسن سير البورصة‪ ,‬والشفافية هي الهدف المراد بلوغه دوما من السلطات الوصية‬
‫والوسطاء والمصدرين‪ ,‬ولجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة هي السلطة العليا لسوق القيم المنقولة‬
‫فهي تشرف على نشر المعلومات المختلفة في االوقات المناسبة‪ ,‬وتقديمها لكل المتعاملين بالمساواة‪,‬‬
‫حتى تكون لهم نفس الحظوظ وتكون المنافسة حقيقية‪ ,‬وبالتالي تتحقق مراقبة السوق المالية وتحقق‬
‫للمدخرين الحماية الالزمة‪.‬‬

‫وباإلضافة الى ذلك فان اللجنة تحرص على ضمان حسن سير السوق المالية من اجل توفير‬
‫االستقرار الذي تطلبه خصوصية هذه السوق‪ ,‬خاصة ان اللجنة تنفرد بتسيير وتنظيم هذه السوق‪,‬‬
‫االمر الذي يتجلى من خالل اضطالعها بمهمة االعالم و ضمان الشفافية وحماية االدخار في مجال‬
‫القيم المنقولة‪ ,‬الى جانب تكفلها بالسهر على حسن سير السوق المنقولة‪ ,‬االمر الذي نصت عليه‬
‫المادة ‪ 30‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المتعلق بالبورصة‪ ,‬وسنتطرق لهذا الفصل وفق التقسيم‬
‫اآلتي‪ ,‬ففي المبحث االول سنطرق الى وظيفة الضبط االقتصادي‪ ,‬حيث نتناول مفهوم الضبط‬
‫والتعرف على مدلوله المؤسساتي وتعريف المقصود من التنظيم‪ ,‬والمبحث الثاني الذي هو ادوات‬
‫اللجنة في تنظيم البورصة فيدرس اختصاصات الممنوحة للجنة‪ ,‬وفي المبحث الثالث دور اللجنة من‬
‫خالل االختصاص التأديبي والتحكيمي الممنوحين للجنة في تنظيم البورصة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المبحث االول ‪ :‬وظيفة الضبط االقتصادي‪.‬‬


‫سنحاول في هذا المبحث تسليط الدراسة على مصطلح الضبط الدور الذي تؤديه السلطات‬

‫المستقلة‪ ,‬حيث سنتطرق في المطلب االول الى مفهوم الضبط االقتصادي وتعريفه واالحاطة به من‬

‫مجموعة جوانب كنشأة التاريخية‪ ,‬و المفهوم االقتصادي له‪ ,‬ثم المفهوم القانوني للضبط‪ ,‬ثم التطرق‬

‫في المطلب الثاني الى عنصر هام وهو جزء من الضبط و التي هي تعريف السلطة التنظيمية‬

‫وصور ممارستها فتنظيم سلطة تمارسها اللجنة في تنظيم البورصة‪ ,‬حيث سنتطرق الى عناصر معينة‬

‫كمفهومه وصوره‪ ,‬ومنه ما المقصود من الضبط الذي منح لسلطات الضبط ومنها لجنة تنظيم ومراقبة‬

‫عمليات البورصة؟‪ ,‬وماذا يقصد من التنظيم وبالتالي تنظيم البورصة اآللية التي منحت للجنة لضبط‬

‫بورصة القيم المنقولة؟‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم الضبط االقتصادي‪.‬‬


‫وهو الدور المنوط لسلطات الضبط االقتصادي حيث يجب تحديد مفهومه‪ ,‬وذلك في الفرع‬

‫االول‪ ,‬من خالل النشأة التاريخية‪ ,‬و المفهوم االقتصادي‪ ,‬ثم التطرق الى رأي الشرع الجزائري فيه‪,‬‬

‫وايضا نظ ار لحاجيات الدراسة‪ ,‬نتطرق في الفرع الثاني لطبيعة الضبط االقتصادي‪ ,‬حيث كيف‬

‫يتناسق الضبط الذي تمارسه سلطات الضبط واجهزة الدولة‪ ,‬في محاولة فهم كيف منحت السلطات‬

‫هذه الخاصية‪ ,‬فهذا المنح يمس بحجم السلطة الممنوحة لهذه االجهزة‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬تعريف الضبط االقتصادي‪.‬‬


‫ال يمكن الوصول الى فهم حقيقي لمصطلح الضبط دون الرجوع الى السياق التاريخي لظهوره‬

‫وخلفياته النظرية‪ ,‬وبالتالي نتطرق في هذا الفرع الى العناصر التالية ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬نشأة الضبط االقتصادي‪.‬‬


‫مصطلح من اصل انجليزي يعود ظهوره الى سنة ‪ 1933‬في الواليات المتحدة األمريكية‬

‫بمناسبة ما سمي بالمعطى الجديد ‪ New deal‬وهذا مباشرة بعد األزمة االقتصادية لسنة ‪1929‬‬

‫والتدهور الكبير الذي عرفه االقتصاد العالمي‪ ,‬اين ظهرت الحاجة بالنسبة للرئيس االمريكي " روزفلت‬

‫" الى وضع مجموعة من الهيئات من اجل رقابة السوق وخاصة المالية منه ورقابة السير الحسن‬

‫للمنافسة ومن ثم تفادي الوضعيات االحتكارية‪ ,‬انطالقا من دروس األزمة االقتصادية العالمية تمت‬

‫اعادة النظر في نظرية الطابع الذاتي الستقرار السوق ومن ثم ضرورة ابتداع هيئات قادرة على تأطير‬

‫السوق وهو ما ادى في النهاية الى ظهور السلطات االدارية المستقلة في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫اما في اوروبا فان االستجابة إلشكالية الضبط كانت عن طريق عمليات التأميم او انشاء‬

‫سلطات ادارية خاضعة للسلطة السياسية من اجل تنظيم القطاع‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المفهوم االقتصادي للضبط‪.‬‬


‫االنتقال الى شكل جديد للدولة الدولة الضابطة من الناحية االقتصادية فإن مصطلح الضبط‬

‫يحيلنا على تصور جديد للدولة‪ ,‬فهو تفسير غير منفصل عن ازمة الدولة الراعية واالنتقال من دولة‬

‫متدخلة مقاولة الضامنة للتسيير المباشر للقطاع االقتصادي الى دولة ضابطة ال تحل محل األعوان‬

‫االقتصادية بل تكتفي بفرض القواعد العمل والسهر على حسن تطبيقها واحترامها‪.‬‬

‫عكس ما يراه بعض الفقهاء مثل األستاذ '' ‪ '' Friedrich A Hayek‬من كون االسوق‬

‫هي األداة األكثر نجاعة واألكثر عقالنية وعدالة‪ ,‬يرى األستاذ '' ‪ '' Chevalier‬ان الضبط ال يعني‬

‫غياب الدولة‪ ,‬فالدولة الضابطة هي دولة متواجدة في االقتصاد كهيئة رئيسية تعمل على ضمان‬

‫وحفاظ التوازنات الكبرى‪.2‬‬

‫ان هذا التفسير االقتصادي لمصطلح الضبط ال يكاد يخلو من خلفية ايديولوجية‪ ,‬اذ اصبح‬

‫هذا المفهوم الليبرالي بالنسبة لمدافعي الديمقراطية االجتماعية وسيلة مقاومة للعولمة وللتدويل المتزايد‬

‫لالقتصاد وذلك بالحث على الدور الضروري للدولة كأداة لضمان االنسجام االقتصادي واالجتماعي‪,‬‬

‫‪ - 1‬موسى رحموني‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.27‬‬

‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪.28‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫وكنتيجة فإن الضبط من منظور اقتصادي يعني تراجع الدولة المتدخلة لصالح الدولة ضابطة كحكم‬

‫للقواعد االقتصادية االجتماعية وليس كفاعل رئيسي فيها‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المفهوم القانوني للضبط‪.‬‬


‫استعمل مصطلح الضبط في القانون الجزائري ألول مرة من طرف المشرع في قانون ‪– 89‬‬

‫‪ 112‬وظهر للمرة الثانية في قانون اإلعالم‪ 2‬سنة ‪ 1990‬من خالل مادته ‪ ,59‬والتي تنص على‬

‫انشاء مجلس اعلى لإلعالم‪ ,‬سلطة ادارية مستقلة للضبط‪.‬‬

‫هذا ويرى األستاذ " خلوفي " ان دستور ‪ 1996‬يشكل األساس القانوني األول لهذا المفهوم‬

‫انطالقا من تكريس مبدئي حياد اإلدارة وحرية الصناعة التجارة‪ ,‬انتشر هذا المفهوم في القانون‬

‫الجزائري مع تزايد انشاء سلطات الضبط‪ ,‬اذ تم تكييف العديد منها بأنها سلطات ضبط مستقلة على‬

‫غرار ‪:‬‬

‫‪ -‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪.‬‬

‫‪ -‬سلطة ضبط البريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬

‫‪ -‬لجنة ضبط الغاز والكهرباء‪.‬‬

‫‪ -‬سلطة ضبط النقل‪.‬‬

‫‪ - 1‬قانون رقم ‪ 12 – 89‬المتعلق باألسعار مؤرخ في ‪ 05‬جويلية ‪ ( , 1989‬ج ر) عـدد ‪ ,29‬الصادرة في ‪ 19‬جويلية ‪.1989‬‬

‫‪ - 2‬قانون رقم ‪ 07 – 90‬المتعلق باألعالم‪ ,‬المؤرخ في ‪ 03‬افريل سنة ‪ ( ,1990‬ج ر) عدد ‪ ,14‬الصادرة في ‪ 04‬افريل ‪.1990‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫‪ -‬سلطة ضبط المحروقات‪.‬‬

‫‪ -‬سلطة ضبط سوق المواد التبغية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬طبيعة الضبط االقتصادي‪.‬‬


‫يحيلنا مصطلح الضبط من الناحية المؤسساتية والمادية الى الهيئات المكلفة به ومدى توفرها‬

‫على صالحيات وادوات تدخل كافية من اجل ممارسة دورها الضبطي‪ ,‬ومن هذه الزاوية فإن المدلول‬

‫المؤسساتي للضبط البد وان يترجم في هيئة تتمتع بنظام قانوني خاص وتتوفر على صالحيات‬

‫وسلطات نوعية‪ ,‬هذا ويعت بر النظام القانوني للسلطات الضبط المستقلة في هذا المجال طريقة جديدة‬

‫لممارسة وتوزيع السلطة‪ ,‬اذ ادى هذا المفهوم الى اعادة النظر في مفهوم السلطة ذاته وتقليص حجم‬

‫سلطة الدولة لصالح هذه الهيئات الجديدة‪.1‬‬

‫وعليه فإن هيئات الضبط البد ان تنطوي على سلطة حقيقية هي نتاج تحويل جزء من‬

‫السلطات الثالث لصالحها‬

‫اوال ‪ :‬الطبيعة التشريعية للضبط‪.‬‬


‫فقد تم االعتراف بالوظيفة التشريعية ال معيارية لبعض هذه السلطات من خالل سلطة تنظيمية‬

‫تمكن من تقليل التضخم التشريعي الواضح في نصوص القانون االقتصادي وارساء قواعد جديدة اكثر‬

‫مرونة وقابلة للتكيف مع مستجدات السوق‪ ,‬كما تعرف هذه الهيئات سلطة استشارية واسعة تجاه‬

‫‪ - 1‬وليد بو جملين‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.138‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫السلطات العمومية في اعداد القواعد القانونية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الطبيعة التنفيذية للضبط‪.‬‬


‫تم نقل جزء كبير من سلطة القرار من المستوى الوزاري والتنفيذي بصفة عامة الى هذه‬

‫الهيئات الجديدة‪ ,‬خصوصا تلك المتعلقة بمنح الرخص واالعتمادات‪ ,‬اذ في اقتصاد سوق تكون فيه‬

‫الدولة مساهمة في المؤسسات االقتصادية العمومية على قدم المساواة مع القطاع الخاص‪ ,‬ومنه من‬

‫غير المعقول ترك مسألة المبادرة االقتصادية الحصول على رخصة لمزاولة نشاط اقتصادي لصالح‬

‫اإلدارة المركزية لممثل المباشر للدولة‪ ,‬و من ثم فإن هذه الهيئات وفي اطار روح المادة ‪ 23‬من‬

‫الدستور‪ 1‬والمتعلقة بحياد اإلدارة تعبر عن نقلة نوعية في مفهوم السلطة العمومية وسلطة القرار‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الطبيعة القضائية للضبط‪.‬‬


‫تم االعتراف لمعظم سلطات الضبط باختصاصات شبه قضائية تتمثل في سلطة توقيع‬

‫العقوبات اإلدارية عند اإلخالل بالقاعدة القانونية من طرف المتعاملين‪ ,‬وفي ذلك تجريد للسلطة‬

‫القضائية من جزء كبير من صالحياتها وتقليص لها فيه‪ ,‬غير ان دواعي السرعة والمرونة بالنسبة‬

‫لهذه الهي ئات وثقل اإلجراءات القضائية هو ما ادى بالمشرع الى االعتراف بهذا االختصاص القمعي‬

‫لسلطات الضبط تلبية لمتطلبات اقتصاد السوق عمليا‪ ,‬فإن الضبط بالنسبة للمشرع يتطلب االعتراف‬

‫لسلطات الضبط بمجموعة من الصالحيات‪ ,‬ويمكن عموما تصنيف هذه الصالحيات حسب اربعة‬

‫‪ - 1‬دستور الجزائر لسنة ‪ ,1996‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر نفس السنة‪ ( ,‬ج ر) ‪ 76‬الصادر في ‪ 08‬ديسمبر ‪.1996‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫اصناف تتدرج من األقل اهمية الى اكثرها اهمية وتعبي ار عن ممارسة حقيقية لوظيفة الضبط‪.1‬‬

‫ا ‪ :‬صالحيات المشاركة‪.‬‬

‫القائمة األولى تتكون من الحد األدنى من الصالحيات التي يمكن االعتراف بها لسلطات الضبط‬

‫وتضم ‪:‬‬

‫‪ -‬صالحية تقديم اآلراء‪.‬‬

‫‪ -‬صالحية تقديم التوصيات‪.‬‬

‫‪ -‬صالحيات الوساطة‪.‬‬

‫ان هذه الصالحيات نتدرج ضمن مستوى المشاركة بالنسبة لهذه الهيئات في وظيفة الضبط وال‬

‫ترقى لتشكيل سلطة حقيقية‪.‬‬

‫ب ‪ :‬صالحيات التعاون مع القضاء‪.‬‬

‫وهي صالحيات تتعلق بإشراك القضاء في وظيفة الضبط ودور سلطات الضبط في تقديم‬

‫الخبرة القضائية لفض النزاعات الناتجة في السوق‪ ,‬وهي صالحيات تبقى استشارية مشاركتيه وال تعبر‬

‫عن سلطة حقيقية لهذه الهيئات‪.‬‬

‫ج ‪ :‬صالحيات الرقابة‪.‬‬

‫تضم القائمة الثالثة مجموعة الصالحيات التي تشكل اهمية بالغة بالنظر الى القائمتين األولى‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وليد بو جملين‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.139‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫والثانية‪ ,‬غير ان وزنها يبقى حبيس مدى استقاللية هذه الهيئات‪ ,‬وتضم هذه الصالحيات ‪:‬‬

‫‪ -‬صالحية التحقيق‪.‬‬

‫‪ -‬الصالحيات الشبه قضائية‪.‬‬

‫‪ -‬صالحية تسليط العقوبات‪.‬‬

‫د ‪ :‬السلطة التنظيمية‪.‬‬

‫وهي األكثر تعبي ار عن ممارسة حقيقية لوظيفة الضبط‪ ,‬اذ يصبح انتاج القاعدة القانونية من‬

‫اختصاص هذه الهيئات باإلضافة الى السهر على حسن تنفيذها واحترامها‪ ,‬من خالل ما تقدم في هذا‬

‫المبحث ‪ ,‬فإن المرور من االحتكار العمومي الى المنافسة قد ادى الى اعادة النظر في وظائف‬

‫الدولة وعالقتها باالقتصاد عن طريق الفصل التام بين وظائفها اإلنتاجية وحتى االستغاللية‪ ,‬و‬

‫وظائفها الضبطية ووظائفها التخطيطية الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬فيما يخص وظيفة االستغالل فهي تعود للمتعاملين التاريخيين والذين تم اخضاعهم للقواعد‬

‫التجارية‪ ,‬حيث فصل المشرع بين ذمتهم المالية والذمة المالية للدولة التي تبقى مجرد مساهم في هاته‬

‫المؤسسات والتي تتخذ طابعا صناعيا وتجاريا‪ ,‬او شركات ذات اسهم دون تدخل في التسيير‬

‫المباشر‪ ,‬باإلضافة الى المتعامل التاريخي‪ ,‬فإن وظيفة االستغالل مفتوحة على المنافس والمبادرة‬

‫الخاصة للمتعاملين الخواص المحليين واألجانب على قدم المساواة‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وليد بوجملين‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.140‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫‪ – 2‬فيما يخص الوظيفة الرقابية الضبطية‪ ,‬فقد تم تحويلها لصالح هيئات الضبط وهذا رغم ان بعض‬

‫القطاعات الزالت توكل بهذه الوظيفة لإلدارة المركزية‪.‬‬

‫ان وظيفة الضبط هذه وكما رأينا سابقا تتجسد من الناحية المؤسساتية في الهيئة المكلفة‬

‫بالضبط وماديا في مجموعة االختصاصات والصالحيات التي تضطلع بها فيما يخص الوظيفة‬

‫الرقابية الضبطية‪ ,‬فقد تم تحويلها لصالح هيئات الضبط‪ ,‬وهي وظيفة تستدعي تحويل وتراكم‬

‫السلطات الثالث تنفيذية‪ ,‬تشريعية وقضائية لدى سلطات الضبط قصد اضطالعها الفعال بمهامها‪.‬‬

‫‪ - 3‬تكتفي الدولة ممثلة في اداراتها المركزية في اطار دورها الجديد بالتخطيط القطاعي وصياغة‬

‫السياسات العمومية القطاعية دون تدخل مباشر في التسيير وال في الرقابة‪.‬‬

‫ان هذا التحليل سيسمح الحقا بمطابقة مدى استجابة نظام تدخل سلطات الضبط لطبيعة هذا‬

‫الدور عن طريق فحص جملة الوسائل واآلليات والصالحيات‪.‬‬

‫تتمتع السلطات االدارية المستقلة في المجال االقتصادي والمالي بسلطات مختلفة‪ ,‬منها‬

‫التنظيم وهو اهم السلطات الممنوحة للهيئات‪ ,‬وايضا البحث والرقابة يعتبران من السلطات المهمة‬

‫الممنوحة للهيئات االدارية المستقلة‪ ,‬حيث التنظيم يتمثل في وضع قواعد وانظمة في مجال الضبط‬

‫السوق المالية‪ ,‬وسوف نتطرق لمفهوم التنظيم الذي تم منحه للجنة في الفرع االول من المطلب‬

‫التالي ‪ ,‬ونحدد صور ممارسته من طرف للهيئات االدارية المستقلة‪ ,‬ومنها للجنة تنظيم ومراقبة‬

‫عمليات البورصة كما يلي ‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬السلطة التنظيمية للجنة‪.‬‬


‫تنحصر سلطة التنظيم لدى سلطات الضبط المستقلة في المجال االقتصادي والمالي بين‬

‫مجلس النقد والقرض‪ ,1‬ولجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬وفي هذا العنصر سنتطرق في الفرع‬

‫االول الى تعريف السلطة التنظيمية الممنوحة للسلطات الضبط المستقلة وتحديد مدى دستورية هذه‬

‫السلطات‪ ,‬و في الفرع الثاني الى تحديد كيفية ممارسة هذه السلطات للسلطة التنظيمية المخولة لها‪,‬‬

‫كما تعتمد سلطات الضبط اثناء قيامها بهذه السلطة على وسائل قانونية مختلفة‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬مفهوم السلطة التنظيمية الممنوحة للجنة‪.‬‬


‫السلطة التنظيمية المخولة للهيئات االدارية المستقلة في المجال االقتصادي والمالي تطرح‬

‫اشكاالت مقارنة بالسلطة التنظيمية المخولة للسلطة التنفيذية‪ ,‬مما يؤدي بالبحث حول مقصود‬

‫بالسلطة التنظيمية لهيئات الضبط المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية‪ ,‬هذا في العنصر‬

‫االول من هذا المطلب‪ ,‬ثم نتساءل عن مدى دستورية السلطة التنظيمية الممنوحة للهيئات االدارية‬

‫المستقلة‪ ,‬في جزئه الثاني‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬تعريف السلطة التنظيمية‪.‬‬


‫خول المشرع الجزائري بعض سلطات الضبط المستقلة في المجال االقتصادي والمالي‪ ,‬وهذا‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ ,62‬من االمر ‪ ,11 – 03‬المعدل باألمر ‪ ,04 – 10‬المتعلق بالنقد والقرض‪ ,‬سابق ذكره‪.‬‬

‫‪ -‬لدينا اآلن في الجزائر سلطتين اداريتين في المجال االقتصادي والمالي تتمتع بالسلطة التنظيمية والمخولة لها قانونا وهما ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلس النقد والقرض – لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫قصد تحقيق الضبط االقتصادي‪ ,‬سلطة اصدار انظمة‪ ,‬وهذه االنظمة تتمثل في وضع القواعد التي‬

‫تأتي بتطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية السابق‪ ,‬لذا يسميها البعض بالسلطة التنظيمية التطبيقية‪,‬‬

‫اال ان السلطة التنظيمية للهيئات الضبط المستقلة‪ ,‬تخول لها بطرقتين سواء بصف مباشرة و بواسطة‬

‫القانون‪ ,‬او تدخلها عن طريق الصالحيات االستشارية المخولة لها‪.1‬‬

‫والمشرع ل م يخول هذا اال لبعض الهيئات الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية‪ ,‬فهو تقليد‬

‫مطلق للحالة الفرنسية اي ما هو معمول به في فرنسا‪ ,‬والذي قلل من هذا االختصاص قصد تفادي‬

‫تداخل او تعارض االختصاص والمبادئ العامة للتنظيم‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مدى دستورية السلطة التنظيمية‪.‬‬


‫خول المشرع الجزائري السلطة التنفيذية ممارسة السلطة التنظيمية‪ ,‬في حين نجد النص‬

‫تشريعي خول نفس السلطة اصدار اية انظمة‪ ,‬فهذا امر يدفع للتساؤل حول دستورية النص القانوني‪,‬‬

‫اي ما مدى توافق وانسجام السلطة التنظيمية للهيئات االدارية المستقلة ونصوص الدستور‪ ,‬خاصة‬

‫المادتان ‪ 85‬والمادة ‪.2125‬‬

‫هناك غياب التبرير القانوني او القضائي‪ ,‬حيث لم تظهر اجتهادات قضائية في هذا الشأن‪,‬‬

‫ولم يتدخل المجلس الدستوري في هذا االمر لتوضيحه‪ ,‬وهذا معاكس لما نجده في التشريعات‬

‫‪ - 1‬حدري سمير‪ ( ,‬السلطات االدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية )‪ ,‬مذكرة ماجستير كلية الحقوق والعلوم‬
‫التجارية‪ ,‬جامعة احمد بوقرة‪ ,‬بومرداس‪ ,2006 ,‬ص ‪.94‬‬

‫‪ - 2‬دستور الجزائر لسنة ‪.1996‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المقارنة‪ ,‬ففي حالة فرنسا مثال نجد المجلس الدستوري بها برر اساس ممارسة السلطة اصدار‬

‫االنظمة‪ ,‬وحسب عموم الرأي وفي حين غياب التبريرات التشريعية يمكن اعتقاد بعدم تعارض احكام‬

‫ممارسة الهيئات االدارية المستقلة للسلطة التنظيمية مع احكام الدستور‪ ,‬وهذا يعود لمجموعة اسباب‪,‬‬

‫اهمها في كيف تصدر هذه االنظمة على مستوى هذه الهيئات‪ ,‬وبالتالي نالحظ ان المشرع الجزائري‬

‫احاط هذه السلطة بقيود موضوعية واخرى شكلية او جرائية‪.1‬‬

‫القيود الموضوعية ‪:‬‬

‫تتمثل هذه القيود في تحديد وحصر مجال السلطة التنظيمية من طرف سلطات الضبط‪ ,‬مما‬

‫يعني ال تتمتع السلطات الضبط المستقلة بسلطة تنظيمية عامة مثلما هي متاحة لرئيس الحكومة‬

‫والذي له سلطة تنفيذ القوانين واالنظمة في كل القطاعات والمجاالت‪ ,‬وانما وصفها بسلطة تنظيمية‬

‫خاصة‪ ,‬اي انها تتعلق بمجال هو تنظيم ما هو مخصص لهيئات الضبط‪ ,‬مع االخذ بعين االعتبار‬

‫‪2‬‬
‫االطار الضيق الذي وضعه المشرع‬

‫القيود الشكلية ‪:‬‬

‫التي تتعلق باألجراء الذي يتخذه الوزير المكلف بالمالية‪ ,‬والمتمثل في قرار الموافقة على‬

‫مشاريع انظمة اللجنة‪ ,‬حتى تصبح انظمة بمفهومها الحقيقي والقانوني‪ ,‬وتصبح قابلة للتنفيذ بعد‬

‫‪ - 1‬حدري سمير‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.95‬‬

‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪.96 - 95‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫نشرها بالجريد الرسمية‪ ,‬نجد بالنسبة لمجلس النقد والقرض‪ ,‬ان المحافظ ملزم بتبليغ مشاريع االنظمة‬

‫الى الوزير المكلف بالمالية ايضا الذي له اجل ‪ - 10 -‬ايام لطلب تعديلها‪ ,‬قبل اصدارها خالل‬

‫يومين اللذين يليان موافقة المجلس عليها‪.1‬‬

‫بهذا الشكل نخلص الى دستورية السلطة التنظيمية الممنوحة للهيئات االدارية المستقلة والتي‬

‫تنشط في المجال المالي واالقتصاد ي‪ ,‬وهذا بحكم سلطة االمر واصدار االنظمة تعتبر حكر للسلطة‬

‫التنفيذية‬

‫ثالثا ‪ :‬كيفية ممارسة السلطة التنظيمية من طرف اللجنة‪.‬‬


‫هذه السلطات تمارس سلطة تنظيمية‪ ,‬حيث تتدخل في وضع قواعد تتعلق بالسوق المالية‪ ,‬اي‬

‫انها تقوم بوضع قواعد متعلقة باعتماد المتدخلين في المجال المخصص لكل هيئة وسلطة ادارية‬

‫مستقلة‪.‬‬

‫ا ‪ :‬بالنسبة لوضع قواعد المتعلقة بالسوق المالية‪.‬‬

‫حيث خصص المشرع لبعض السلطات االدارية المستقلة‪ ,‬مجموعة من الصالحيات ومن هذه‬

‫الصالحيات نجد مثلما هو مخصص لمجلس النقد والقرض العتباره السلطة النقدية في البالد مثل ‪:‬‬

‫اصدار النقد‪ ,‬وتحديد السياسة النقدية واالشراف عليها ومتابعتها وتقييمها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وضع مقاييس ونسب التي ستطبق على البنوك والمؤسسات المالية السيما فيما يخص تغطية‬ ‫‪-‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 63‬من االمر ‪ 11 – 03‬المعدل باالمر ‪ ,04 – 10‬يتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المخاطر وتوزيعها‪ ,‬والسيولة والقدرة على الوفاء والمخاطر بوجه عام‪.1‬‬

‫تحديد المقاييس والقواعد المحاسبية التي تنطبق على البنوك والمؤسسات المالية مع مراعاة‬ ‫‪-‬‬

‫التطور الحاصل على الصعيد الدولي في هذا الميدان‪ ,‬وكذا كيفيات وآجال تبليغ الحسابات والبيانات‬

‫المحاسبية االحصائية والوضعيات لكل ذوي الحقوق‪ ,‬خاصة بنك الجزائر‪.‬‬

‫تحديد اهداف سياسة سعر الصرف وكيفية ضبط الصرف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫التنظيم القانوني للصرف وتنظيم سوق الصرف‪.2‬‬ ‫‪-‬‬

‫االمر نفسه للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬التي منحها المشرع مجموعة من‬

‫الصالحيات ذات الطابع التنظيمي‪ ,‬والتي تمتلك سلطة تنظيمية عامة‪ ,‬هذا كما هو منصوص عليه‬

‫في المادة ‪ 31‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ ,10 – 93‬التي تم تعديل هذه الصالحيات في القانون ‪03‬‬

‫– ‪ 04‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة والتي سنتطرق لها لحقا‪.‬‬

‫ب ‪ :‬وضع قواعد تتعلق باعتماد المتدخلين في المجال المخصص للهيات االدارية المستقلة‪.‬‬

‫فنجد المشرع خول للهيئات الضبط المستقلة صالحيات وضع قواعد متعلقة باعتماد المتدخلين‬

‫في مجال البورصة‪ ,‬منهم الوسطاء حيث شروط اكتساب الوسيط‪ ,‬اي الشروط الواجب توفرها في‬

‫االعوان الذين سيرخص لهم اجراء مفاوضات في مجال البورصة‪ ,‬وكذلك تحديد القواعد يجب ان‬

‫‪ - 1‬حدري سمير‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.98‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 62‬من االمر رقم ‪ ,11 – 03‬المعدل والمتمم باألمر ‪ 04 – 10‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫تنطبق عليهم‪.1‬‬

‫وعن مجلس النقد والقرض في هذا الجزء خول له المشرع صالحيات وضع قواعد متعلقة‬

‫بشروط اعتماد البنوك والمؤسسات المالية‪ ,‬وكذلك الشروط التقنية لممارسة المهنة المصرفية‪ ,‬ومهنتي‬

‫االستشارة والوساطة المصرفية والمالية‪ ,‬ويصدر المجلس الق اررات المتعلقة بتطبيق االنظمة التي‬

‫يسنها‪.‬‬

‫يجب ان نشير ان للهيئات الضبط المستقلة الفاصلة في المجال االقتصادي والمالي السلطة‬

‫التنظيمية بطرق مختلفة وبأشكال متعددة‪ ,‬تتراوح بين اصدار انظمة ذات طابع الزامي‪ ,‬تنشر في‬

‫الجريدة الرسمية‪ ,‬ومرفقة بعقوبات االخالل بهذه االنظمة‪ ,‬وكذا اصدار تعليمات‪ ,‬وابداء آراء‬

‫وتوصيات‪ ,‬باإلضافة الى هذه الوسائل‪ ,‬تعتمد الهيئات االدارية المستقلة على وسيلة ال تقل اهمية عن‬

‫سابقتها‪ ,‬تتمثل في تقديم اقتراحات لنصوص تنظيمية وحتى تشريعية للحكومة لتقديمها للبرلمان‪ ,‬هذه‬

‫السلطات سنشير اليها لما نتطرق لألدوات الممنوحة للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في اداء‬

‫المهام الموكلة لها‪.2‬‬

‫‪ - 1‬تواتي نصيرة‪ ( ,‬المركر القانوني للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها )‪ ,‬مذكرة ماجستير‪ ,‬كلية الحقوق جامعة تيزي وزو‪,‬‬
‫‪ ,2005‬ص ‪.90‬‬

‫‪ - 2‬حدري سمير‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.99‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬صور ممارسة اللجنة لالختصاص التنظيمي‪.‬‬


‫تعد السلطة التنظيمية األكثر تعبي ار عن الممارسة حقيقية لوظيفة الضبط‪ ,‬حيث يوجد هناك‬

‫انشاء او بداية للقاعدة القانونية‪ ,‬هو عموما من اختصاص سلطات الضبط المستقلة‪ ,‬باإلضافة الى‬

‫السهر على حسن تنفيذها واحترامها‪ ,‬وتختلف كيفية تدخل سلطات الضبط لممارسة هذا االختصاص‬

‫التنظيمي بين من تمارسه مباشرة‪ ,‬وبين من تقوم فقط بالمساهمة فيه‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬الممارسة المباشرة لالختصاص التنظيمي‪.‬‬


‫هناك سلطتان فقط من بين سلطات الضبط تمارسان االختصاص التنظيمي بصفة مباشرة‬

‫وهما مجلس النقد والقرض‪ ,‬ولجنة تنظيم عمليات البورصة و مراقبتها‪ ,‬نجد مجلس النقد والقرض‬

‫يمارس صالحيات هامة ذات تأثير مباشر على النظام المصرفي‪ ,‬كما يقوم بتحديد السياسة النقدية‬

‫واإلشراف عليها ومتابعتها‪ ,‬يقوم كذلك بتأطير عمليات البنك المركزي وفقا للمادة ‪ 41‬من األمر رقم‬

‫‪ 11 – 03‬وكذا المادة ‪ / 62‬ب من نفس األمر‪ ,‬كما يقوم بإصدار انظمة في الميادين المتعلقة‬

‫بشروط اقامة البنوك والمؤسسات المالية وفروعها‪ ,‬وكذا شروط فتح مكاتب تمثيل البنوك والمؤسسات‬

‫المالية األجنبية في الجزائر وكذا شروط اقامة شبكاتها‪ ,‬وهذا وفقا للفقرة رقم – و‪ -‬ز‪ -‬من المادة ‪02‬‬

‫من نفس األمر‪ ,‬كلف المجلس كذلك بتنظيم حركة رؤوس األموال لتشجيع االستثمار األجنبي وبتنظيم‬

‫سوق الصرف‪.1‬‬

‫‪ - 1‬موسى رحمون‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.63‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫الى جانب مجلس النقد والقرض‪ ,‬نجد كذلك لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها التي تتمتع‬

‫هي األخرى بسلطة تنظيم واسعة مقارنة بتلك التي تضمنها المرسوم التشريعي رقم ‪ ,10 - 93‬وهذا‬

‫تماشيا مع التعديالت الجديدة واحداث اجهزة داخل البورصة كالمؤتمر المركزي‪ ,‬وتتدخل اللجنة لوضع‬

‫قواعد تتعلق بسير سوق القيم المنقولة‪ ,‬والمقصود بالقيم المنقولة األسهم والسندات محل العمليات‬

‫الق ائمة بين المتعاملين داخل البورصة‪ ,‬اذ تقوم اللجنة وفقا للمادة ‪ 31‬من المرسوم التشريعي رقم ‪93‬‬

‫– ‪ 10‬المعدلة بسن ما تراه مناسبا من انظمة من اجل سير سوق القيم المنقولة‪ ,‬وتقوم بنشرها في‬

‫الجريدة الرسمية مرفقة بالنص القانوني المتضمن الموافقة عليها من الوزير المكلف بالمالية‪.1‬‬

‫تبين اللجنة من خالل هذه القواعد شروط اصدار هذه القيم وقبول تداولها واحكام اخرى خاصة‬

‫بشطبها‪ ,‬كما تقوم بوضع القواعد المتعلقة بالمتدخلين في البورصة‪ ,‬سواء تعلق األمر بالمصدرين‬

‫للقيم المنقولة‪ ,‬وهم هؤالء الذين يعرضون الورق للبيع ألول مرة مهما تكن صفتهم‪ ,‬او تعلق األمر‬

‫بالمستثمرين الذين يتقدمون لشراء تلك األوراق المعروضة للبيع‪ ,‬او بصفة الوسطاء الذين يتوسطون‬

‫بينهما‪ ,‬وتجدر اإلشارة الى ان القانون رقم ‪ 04 – 03‬المعدل للمرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬قد‬

‫استبعد الشخص الطبيعي من دائرة الوسطاء واصبحت تقتصر هذه المهمة على األشخاص المعنوية‬

‫دون الطبيعية‪ ,‬الى جانب هاتين الهيئتين اللتين تمارسان السلطة التنظيمية بصفة مباشرة‪ ,‬نجد ان‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬النظر المادة ‪ 31‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫هناك هيئات اخرى تقوم بمجرد المساهمة في االختصاص التنظيمي‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المساهمة في االختصاص التنظيمي‪.‬‬


‫تتجسد مساهمة سلطات الضبط المستقلة في االختصاص التنظيمي عن طريق االستشارة‬

‫الري وبتقديمها االقتراحات والتوصيات‪ ,‬ورغم انها مجردة من اية قوة الزامية‪ ,‬اال انها تعبر عن‬
‫و ا‬

‫مشاركة هذه الهيئات في اعداد النصوص التنظيمية المتعلقة بمجال اختصاصها‪.‬‬

‫لكن رغم التمتع الواسع بهذا الدور االستشاري‪ ,‬اال ان عدم الزامية االخذ به من قبل السلطة‬

‫التنفيذية من شأنه افراغ هذه الصالحية من محتواها‪ ,‬كما ان ذلك ال يعني رقابة القضاء على هذا‬

‫الدور التساهمي باعتباره ينحصر في مجرد تقديم اراء واستشارة او اقتراحات وتوصيات ال ترقى الى‬

‫درجة اعتبارها ق اررات‪ ,‬لذلك فإن رقابة القاضي تنحصر في الق اررات التنظيمية التي يصدرها كل من‬

‫مجلس النقد والقرض ولجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬باعتبارهما يتمتعان بسلطة حقيقية في‬

‫اصدار الق اررات التنظيمية‪.2‬‬

‫من خالل هذا المبحث حددنا مجموعة من مفاهيم تتمحور حول عمل سلطات الضبط‬

‫االقتصادي والتي تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬الضبط المهمة االساسية التي تؤديها هذه السلطات‪.‬‬

‫‪ - 1‬رحمون موسى‪ ,‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪.64‬‬

‫‪ - 2‬حسام الدين بركيبة‪ ( ,‬الرقابة القضائية على اعمال سلطات الضبط المستقلة ) ‪ ,‬مذكرة ماجستير‪ ,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪,‬‬
‫جامعة ورقلة‪ ,2014 - 2013 ,‬ص ‪.20‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫‪ -‬تحديد هذا المصطلح من مجموعة من النواحي‪ ,‬وتحديد موقف المشرع الجزائري منه‪,‬‬

‫وكيفية استعماله له‪.‬‬

‫‪ -‬االشارة الى المدلول المؤسساتي لهذا المصطلح‪ ,‬حيث فهو سلطة مقتطعة من سلطات‬

‫اجهزة الدولة ومنحت هذه السلطات‪.‬‬

‫‪ -‬االشارة الى مصطلح التنظيم الذي هو جزء من الضبط الذي تؤديه السلطات‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد المقصود منه وتحديد مدى دستوريته‪.‬‬

‫‪ -‬صور ممارسة سلطة التنظيم والتي هي على شكل ممارسة مباشرة من السلطات‪ ,‬وممارسة‬

‫تساهمية على شكل استشارات تقدمها هذه الهيئات وال يحوي اي طابع الزامي‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ادوات اللجنة لتنظيم البورصة‬


‫في سبيل ضبط المجال االقتصادي خول المشرع الجزائري للجنة تنظيم ومراقبة عمليات‬
‫البورصة جملة من الصالحيات واالختصاصات وهذا ما سيتم تفصيله في المطلب االول االختصاص‬
‫التنظيمي العام والشبه التنظيمي الممنوح للجنة‪ ,‬حيث تضطلع لجنة تنظيم عمليـات البورصة ومراقبتها‬
‫بصالحية واسعة في هذا المجال‪ ,‬اما في المطلب الثاني فنرى ان اللجنة لها اختصاص اصدار‬
‫الق اررات ذات طابع اداري وق اررات الفردية‪ ,‬ومنه في فيما تتمثل اختصاصات لجنة تنظيم ومراقبة‬
‫عمليات البورصة التي تستعملها في تنظيم السوق المالية ؟‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المطلب االول ‪ :‬االختصاص التنظيمي العام والشبه التنظيمي الممنوح للجنة‪.‬‬


‫مثلما سبق ذكره تتمتع لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بمجموعة من الصالحيات‪ ,‬حيث‬
‫تمارس اللجنة اختصاص تنظيمي عام كما في الفرع االول بإصدار لوائح تتعلق بتنظيم سوق القيم‬
‫المنقولة‪ ,‬واختصاص شبه تنظيمية كما هو في الفرع الثاني بإصدار التعليمات‪ ,‬والتوصيات‪ ,‬واآلراء‪,‬‬
‫واالقتراحات بغرض وضع حد للممارسات المخالفة للتشريع المعمول به‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬االختصاص التنظيمي العام‪.‬‬


‫لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة من السلطات اإلدارية المستقلة‪ ,‬التي خول لها المشرع‬
‫اختصاص التنظيمي العام‪ ,‬من خالل اصدار اللوائح ونشرها في الجريدة الرسمية للجمهورية‬
‫الجزائرية‪ ,‬وتقبل هذه اللوائح ( الطعن‪ ,‬باإللغاء التعويض‪ ,‬عدم المشروعية( امام الهيئات القضائية‬
‫المختصة‪.‬‬

‫وهذه اللوائح تمثل مجموع ( الق اررات اإلدارية التي تتضمن قواعد عامة وموضوعية و مجردة‪,‬‬
‫تتعلق بجملة من الحاالت والمراكز القانونية واألفراد غير المحددين بذواتهم‪ ,‬وظيفتها هي خلق او‬
‫تعديل او الغاء الحاالت و المراكز القانونية العامة )‪.1‬‬

‫وتتميز الق اررات اإلدارية التنظيمية التي تصدرها بالثبات و الجمود النسبي‪ ,‬حيث ال تستنفذ‬
‫مضمونها وآثـارها بمجرد تطبيقهـا ألول مرة‪ ,‬وانما تظل قـابلة للتطبيق كلما توفرت شروط وظروف‬
‫تطبيقها‪ ,‬على عكس الق اررات اإلدارية الفردية‪ ,‬كما تتميز بكونها تخاطب الكـافة‪ ,‬و يحتج بها في‬
‫‪2‬‬
‫مواجهة الجميع‪ ,‬مثل القانون في معناه الخاص الضيق‬

‫‪ ( -‬يتمتع مجلس المنافسة بنفس الخاصية )‪ ,‬حفيظة زوار‪ ,‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.79‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬عمار عوابدي‪ ,‬نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة و القانون اإلداري‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬دار هومة‪ ,‬الجزائر‪ ,2001 ,‬ص ‪.12‬‬

‫‪ - 2‬عمار عوابدي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪. 12‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫ولألنظمة او اللوائح اهمية خاصة باعتبارها مصدر القانون اإلداري لكونها اكثر تلبية واستجابة‬
‫لمتطلبات وضرورات العمل اإلداري من القوانين العادية‪ ,‬ألن القواعد القانونية تقتصر على وضع‬
‫الخطوط العامة تاركة المجال لألنظمة لرسم وبيان التفاصيل الالزمة لتطبيق هذه القواعد‪ ,‬وباعتبار‬
‫السلطات الضبط فرع من الوظيفة والسلطة التنفيذية‪ ,‬فهي اكثر قدرة من السلطة التشريعية على‬
‫معرفة ووضع تفاصيل القواعد واألحكام القانونية العامة واإلجمالية موضع التنفيذ‪ ,‬بصورة واقعية‪,‬‬
‫مالئمة ومستمرة‪ ,‬وذلك نظ ار لكون السلطات الضبط اقرب مؤسسات الدولة الى الواقع المعاش‪ ,‬لذا‬
‫فالمنطق يستلزم اعطاء السلطات الضبط المختصة سلطة اصدار الق اررات اإلدارية العامة والتنفيذية‪,‬‬
‫والالزمة لتحديد شروط وظروف ووسائل تنفيذ القانون‪ ,1‬وبالقياس فإن سلطات الضبط المستقلة جزء‬
‫من السلطة اإلدارية في الدولة‪ ,‬فقد كان من البديهي ان يخولها المشرع سلطة تنظيمية معتبرة‪ ,‬وهذا‬
‫ما نالحظه من خالل االختصاصات الممنوحة للجنة‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬مجال ممارسة االختصاص التنظيمي العام‪.‬‬


‫لقد منح المشرع لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة لممارسة سلطة اصدار اللوائح وهذا‬
‫ضمن مجال واسع‪ ,‬حيث خول لها صالحية وضع التنظيم في الميدان المالي‪ ,‬والسيما في مجال‬
‫القيم المنقولة‪ ,‬وتلعب دور المصدر لقانون القيم المقولة‪ ,‬وذلك انها تتولى وضع النصوص التنظيمية‬
‫التي تشكل اإلطار التنظيمي العام للبورصة والوسطاء وعلى هذا األساس يمكن اعتبارها السلطة التي‬
‫تساهم في تطوير قانون البورصة ككل‪.‬‬

‫وقد نص المشرع على هذه السلطة ضمن القسم الثاني‪ ,‬من الفصل الثاني الذي ورد تحت‬
‫عنوان ( المهام و الصالحيات)‪ ,‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬والمعدلة بالقانون ‪,04 – 03‬‬

‫‪ - 1‬المرجع نفسه‪ ,‬ص‪. 13 - 12‬‬

‫‪ -‬القسم الثاني‪ ,‬الفصل الثاني من المرسوم التشريعي ‪ ,10 – 93‬حيث ورد العبارة " الوظيفة القانونية "‪ ,‬حيث لو وردت " الوظيفة‬ ‫‪‬‬

‫التنظيمية " لكانت ادق‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫حيث وسع المشرع اختصاص اللجنة بمنحها الحق في سن لوائح في مجاالت جديدة لم تتضمنها‬
‫المادة قبل التعديل‪ ,‬فيما الغى اختصاصها في بعض المجاالت المنصوص عليها ضمن نفس المادة‪,‬‬
‫فيما احتفظ باختصاصها على حالة ضمن مجاالت اخرى‪.‬‬

‫المادة ‪ 31‬ضمن المرسوم ‪ ( 10 – 93‬تقوم اللجنة بتنظيم سوق القيم المنقولة بسن تقنينات تهم ما‬
‫تأتي على الخصوص ‪:‬‬

‫‪ -‬رؤوس األموال التي يمكن استثمارها في عمليات البورصة‪.‬‬


‫‪ -‬اعتماد الوسطاء في عمليات البورصة والقواعد المهنية التي تطبق عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬نطاق مسؤولية الوسطاء ومحتواها والضمانات التي يجب ان يكفلوها لزبائنهم‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط الخاصة بأهمية األعوان المرخص لهم بإجراء مفاوضات في مجال البورصة‪.‬‬
‫‪ -‬قبول القيم المنقولة للتفاوض بشأنها وشطبها وتعليق تحديد اسعارها‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم عمليات المقاصة‪.‬‬
‫‪ -‬الشروط التي يتفاوض ضمنها حول القيم المنقولة في البورصة ويتم تسليمها‪.‬‬
‫‪ -‬تسيير اوراق القيم المنقولة وسنداتها المقبولة في البورصة‪.‬‬
‫‪ -‬محتوى الشروط اإللزامية الواجب ادراجها في عقود التفويضات بين الوسطاء في عمليات‬
‫البورصة زبائنهم )‪.1‬‬
‫اما التعديالت التي وردت على نص المادة ‪ 231‬بحسب التعديل في القانون ‪ 04 – 03‬ورد كما يلي‬

‫‪ -‬رؤوس األموال التي يمكن استثمارها في عمليات البورصة‪.‬‬


‫‪ -‬اعتماد وسطاء عمليات البورصة والقواعد المهنية المطبقة عليهم‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 31‬المرسم التشريعي ‪ 10 – 93‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 31‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدلة والمتممة بالقانون ‪ 04 – 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫‪ -‬نطاق مسؤولية الوسطاء ومحتواها والضمانات الواجب اإليفاء بها تجاه زبائنهم‪.‬‬
‫الشروط والقواعد المتعلقة بتسيير نظام التسوية وتسليم السندات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الشروط والقواعد التي تحكم العالقات بين المؤتمن المركزي على السندات والمستفيدين من‬
‫خدماته‪.‬‬
‫‪ -‬شروط التأهيل وممارسة نشاط حفظ ادارة السندات‬

‫ثانيا ‪ :‬المصادقة على ما تصدره اللجنة من لوائح‪.‬‬


‫ال يمكن ان تنشر اللوائح التي تصدرها لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة في الجريدة‬
‫الرسمية للجمهورية الجزائرية اال بعد موافقة الوزير المكلف بالمالية بموجب قرار يصدره وفقا لما نص‬
‫عليه المرسوم التنفيذي رقم ‪ 1102 - 96‬والذي صدر تطبيقا للمادة ‪ 32‬من المرسوم التشريعي ‪10‬‬
‫‪ 93 -‬المعدل و المتمم‪.‬‬

‫وتعتبر الموافقة ضمنية اذا سكت الوزير المكلف بالمالية‪ ,‬ولم يقدم موافقته وال رفضه لالئحة‬
‫ضمن اجل ‪ 15‬يوما كاملة يبدا حسابها من تاريخ ايداع التنظيم‪ ,‬ويوجه مباشرة الى األمانة العامة‬
‫للحكومة مرفقا باإلشعار باالستالم من طرف وزير المالية‪ ,‬وهذا بغرض استكمال اجراءات نشره في‬
‫الجريدة الرسمية وهو ما نصت عليه المادتين ‪ 27‬و‪ 28‬من النظام الداخلي للجنة ومصادقة وزير‬
‫المالية على لوائح اللجنة يمكن اعتباره نوع من الرقابة الوصائية‪ ,‬ذلك ان الوزير يملك سلطة‬
‫المصادقة‪ ,‬واحالة النظام للنشر‪ ,‬كما انه يملك سلطة الرفض‪ ,‬وبالتالي عدم امكانية نشر النظام مما‬
‫يجعله غير قابل للتطبيق‪ ,‬وهذا على خالف الرقابة الممارسة من طرف ذات وزير على األنظمة التي‬
‫يصدرها مجلس النقد و القرض التي تعتبر مجرد رقابة شكلية‪ ,‬اذ يحق للوزير ان يطلب تعديلها‪ ,‬اال‬

‫‪ - 1‬المرسوم التنفيذي ‪ 102 – 96‬المتضمن تطبيق المادة ‪ 32‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المتعلق بالبورصة‪ ,‬المؤرخ في ‪11‬‬
‫مارس‪ ( ,‬ج ر ) ‪.1996 ,18‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫ان طلبه ال يلزم المجلس‪ ,‬ويكون القرار الذي يتخذه هذا األخير نافدا مهما كان مضمونه‪ ,1‬ونفس‬
‫الحكم يسري على لجنة عمليات البورصة بالنسبة لفرنسا اذا ان انظمتها ال تخضع اال لموافقة او‬
‫مصادقة شكلية من الوزير المكلف بالمالية‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االختصاص الشبه التنظيمي للجنة‪.‬‬


‫تساهم لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها في سن القواعد القانونية وهذا من خالل‬
‫اختصاصها شبه التنظيمي‪ ,‬فهي تتمتع بإمكانية اصدار تعليمات‪ ,‬توصيات‪ ,‬آراء طبقا للمادة ‪ 30‬من‬
‫نظامها الداخلي‪ ,‬وتنشر جميع هذه األعمال في الكشوف التي تصدرها اللجنة دوريا وكذا في التقرير‬
‫السنوي الذي تقدمه اللجنة للحكومـة‪ ,‬كما يمكن للجنة تقديم اقتراحات قوانين للحكومة تتعلق بسوق‬
‫البورصة‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬التعليمات‪.‬‬
‫وتعرفها المادة ‪ 31‬من النظام الداخلي للجنة بأنها ( اعمـال تحدد بواسطتـها القواعد واإلجراءات‬
‫والشروط التي تطبق في اطارها ق اررات اللجنة ) والتعليمات في الحقيقة تعتبر نصوص تطبيقية او‬
‫بمثابة خطوط السير‪ 3‬التي تتبع خاصة في مجال الق اررات الفردية‪ ,‬فهي تسمح للجنة بتحديد الشروط‬
‫العامة التخاذ الق اررات ذات الطابع الفردي‪.‬‬

‫كما تحدد مجموع المعلومات التي يجب ان تحتويها الوثائق اإلعالمية‪ ,‬لذلك فهي غالبا ما تعد‬
‫نصوصا تطبيقية ألنظمة اللجنة‪ ,‬لذا نجد هذه األخيرة قد اصدرت منذ تأسيسها سنة ‪ 1996‬على عدد‬

‫‪ - 1‬المواد ‪ ,48 ,47 ,46‬من قانون ‪ 10 – 90‬المؤرخ في ‪ 14‬افريل ‪ ,1990‬المتعلق بالنقد و القرض‪ ( ,‬ج ر ) ‪ 16‬الصادرة في‬
‫‪ 18‬افريل ‪ ,1990‬الملغى‪.‬‬

‫‪ - 2‬زوار حفيظة‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.81‬‬

‫‪ - 3‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.105‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫معتبر الى حد ما كما يلي يصل عدد التعليمات التي اصدرتها لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‬
‫الى ‪ 11‬تعليمة من بينها ‪:‬‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 01 – 97‬المؤرخة في ‪ 1997-11-30‬والتي تحدد انواع االعتماد‪.‬‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 02 – 97‬المؤرخة في ‪ 1997-11-30‬التي تتعلق بهيئات التوظيف الجماعي‬


‫للقيم المنقولة‪.‬‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 05 – 97‬المؤرخة في ‪ 1997-11-30‬التي تتضمن تطبيق نظام لجنة تنظيم‬


‫ومراقبة عمليات البورصة‪.02 – 96 ,‬‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 01 – 98‬المؤرخة في ‪ 1998-04-30‬المتعلقة بقبول القيم المنقولة للتداول في‬


‫البورصة‪.‬‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 02 – 98‬المؤرخة في ‪ 1998-05-10‬المتعلقة بنموذج اتفاقيات الحساب بين‬


‫الوسطاء في عمليات البورصة وزبائنهم‪.‬‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 01 – 99‬المؤرخة في‪ 1999-03-03 ,‬التي تتعلق بـوثائق فتح الحساب‪.‬‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 02 – 99‬المؤرخة في‪ 1999-03-03 ,‬التي تتعلق بالسجالت التي يجب ان‬
‫يحملها المتعامل‪.‬‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 03 – 99‬المؤرخة في ‪ 1999-06-16‬المتعلقة بمنح البطاقات المهنية‪.‬‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 04 – 99‬المؤرخة في ‪ 199-10-17‬المتعلقة بوصوالت سندات الدين‪.‬‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 05 – 99‬المؤرخة في ‪ 1999-10-17‬المتعلقة بمسك السندات من طرف الوسطاء‬


‫في عمليات البورصة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫‪ -‬التعليمة رقم ‪ 01 -2000‬التي تحدد قواعد الحذر لتسير الوسطاء في عمليات البورصة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التوصيات‪.‬‬
‫تعتبر التوصيات اداة لشرح وتفسير النصوص التشريعية والتنظيمية في المجاالت التي ال‬
‫تتمتع فيها اللجنة اال برقابة بعدية عامة‪ ,‬اذ نجدها خاصة في المجاالت التي تتمتع فيها اللجنة‬
‫بسلطة الق رار‪ ,‬فالتوصيات ال تحمل اي قوة الزامية‪ ,‬واألشخاص الذي توجه اليهم هم احرار في‬
‫اتباعها او عدم ذلك‪ ,‬اال ان القوة المعنوية للجنة تجبرهم على اخذها بعين االعتبار في غالب‬
‫األحيان‪ ,‬ولتفسير القيمة العملية لهذه التوصيات نصت المادة ‪ 32‬من النظام الداخلي للجنة بأن‬
‫التوصيات التي تصدر اللجنة تهدف الى تحقيق وضمان مجموعة متطلبات منها ‪:‬‬

‫‪ -‬احسن اعالم من طرف جميع الفاعلين في سوق القيم المنقولة‪.‬‬


‫‪ -‬احترام المساواة بين المستثمرين‪.‬‬
‫‪ -‬التطبيق األمثل للنصوص التشريعية والتنظيمية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة الى ان هذا األسلوب غير مستعمل بكثرة من طرف اللجنة‪ ,‬وذلك لكونها تملك سلطات‬
‫و وسائل اكثر فاعلية‪.1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اآلراء‪.‬‬
‫وهي وسيلة تسمح للجنة بتفسير بعض النصوص التشريعية او التنظيمية بنـاء على طلب ذوي‬
‫الصفة والمصلحة‪ ,‬فهي ذات طـابع توجيهي او تحضيري‪ ,‬اذ تقضي المادة ‪ 34‬من النظـام الداخلي‬
‫للجنة‪ ,‬بأن اآلراء الصـادرة عن اللجنة تهدف الى تفسير بعض النصوص التشريعيـة‪ ,‬وتصدر بناء‬
‫على اخطار من كل مؤسسة او هيئة عامة او خاصة‪.‬‬

‫‪ - 1‬حفيظة زوار‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.85‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫كما يمكن آلراء اللجنة ان تكون تحضيرية لق اررات بعض السلطات التنفيذية المتعلقة بسوق‬
‫القيم المنقولة‪ ,‬لكون ا للجنة اكثر اطالعا في هذا المجال‪ ,‬ومن ذلك مثال ما نصت عليه المادتين ‪19‬‬
‫و‪ 19‬مكرر‪ 101‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 - 93‬المعدل والمتمم‪ ,‬بأن وضع القانون األساسي‬
‫وتعديالته‪ ,‬وكذا تعيين المدير العام والمسيرين الرئيسيين لكل من شركة تسيير بورصة القيم المنقولة‪,‬‬
‫والمؤتمن المركزي على السندات تخضع الى موافقة الوزير المكلف بالمالية بعد اخذ اري لجنة تنظيم‬
‫الري اما التحضيري اذا ما كان اريا‬
‫عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬اال ان المشرع لم يوضح طبيعة هذا ا‬
‫بسيطا يأخذه وزير المالية على سبيل االستئناس ام انه اري موافق حيث يلتزم الوزير في هذه الحالة‬
‫الري يبقى اري‬
‫باتباعه عند اتخاذ ق ارره‪ ,‬لكن وفي ظل هذا الغموض القانوني وعمليا نجد ان هذا ا‬
‫استئناسي ال يلزم به الوزير‪.2‬‬

‫رابعا‪ :‬االقتراحات‪.‬‬
‫لقد اوكل المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم سابق الذكر للجنة تنظيم ومراقبة‬
‫عمليات البورصة مهمة القيام بتقديم مقترحات تتضمن نصوصا تشريعية وتنظيمية تخص اعالم‬
‫حاملي القيم المنقولة والجمهور‪ ,‬وتنظيم بورصة القيم المنقولة وسيرها والوضعية القانونية للوسطاء في‬
‫عمليات البورصة‪ ,‬وتقدم هذه االقتراحات الى الحكومة وفقا لنص المادة ‪ 34‬من ذات المرسوم‪.3‬‬

‫كما تلتزم اللجنة بإعداد تقرير سنوي تضمنه نشـاط سوق القيم المنقولـة ويوجه هذا التقرير الى‬
‫الحكومة‪ ,4‬ويمكن ان يعد وسيلة إلعطاء فكرة للحكومة عند اتخاذ المبادرة بإعداد مشاريع القوانين‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬انظر المادتين ‪ 1/19 – 19‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المتعلق بالبورصة المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪ - 2‬حفيظة زوار‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.86 – 85‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬قوراري المجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.106‬‬

‫‪ - 4‬المادة ‪ 5/30‬من القانون ‪ 04 – 03‬والمعدل والمتمم للمرسوم التشريعي‪ 10 -93 ,‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المتعلقة بسوق القيم المنقولة‪ ,‬بل يعتبر احد المصادر المادية الهامة لمشاريع القوانين لصدوره من‬
‫هيئات واعضاء عاملين متخصصين‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اختصاص اللجنة في التدخل واصدار ق اررات ادارية وفردية‪.‬‬


‫ومن االختصاصات الممنوحة ايضا للجنة تنظيم عمليات البورصة اختصاصين ذو طبيعة‬
‫ادارية تتمثل في الفرع االول اختصاص التدخل الممنوح للجنة البورصة‪ ,‬وكما في الفرع الثاني‬
‫االختصاص بإصدار الق اررات االدارية وبشكل فردي‪ ,‬منح هاذين االختصاصين يكن نفي للطابع‬
‫الخصوصي لعمل اللجنة حتى تتمكن من ممارسة المهام الموكلة لها وهما كما يلي ‪:‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬اختصاص التدخل الممنوح للجنة‪.‬‬


‫كأصل عام التدخل يكون للقضاء قبل االدارة‪ ,‬ألن القاعدة العامة تقتضي ذلك حيث القضاء‬
‫يتقدم إلمكان استعمال القوة المادية العامة‪ ,‬وتدخل اإلدارة في هذه الحالة يكون من اجل تنفيذ حكم‬
‫القضاء‪ ,‬اما تدخل اإلدارة ابتداء لتنفيذ اجراءات الضبط اإلداري معناه االستغناء عن التدخل السابق‬
‫للقضاء‪ ,‬اذ ان هيئة الضبط تلجأ الى مجموعة من الوسائل منها القوة المادية وبشكل مباشر دون ان‬
‫يكون ذلك تنفيذا لحكم قضائي‪ ,‬سلطة اإلدارة في التدخل مباشرة دون اللجوء وباعتبار ان لجنة تنظيم‬
‫عمليات البورصة ومراقبتها هي سلطة ضبط في المجال االقتصادي فإن المشرع قد منحها جملة من‬
‫الوسائل القانونية للتدخل ضمن اختصاصها في مجال السوق المالية‪ ,‬ودون الحاجة الى استصدار‬
‫احكام او ق اررات قضائية فهي تتمتع بسلطة األمر‪ ,‬التحقيق‪ ,‬الحلول والوساطة‪ ( ,‬باإلضافة الى‬
‫سلطة التحكيم والتأديب )‪ ,‬حيث سوف نحاول توضيح هذه االليات الممنوح للهيئة‪.1‬‬

‫اوال ‪ :‬االختصاص األمري‪.‬‬


‫وهي عبارة عن آلية تسمح لهيئة ما بان تصدر ق اررات تلزم األطراف الموجهة اليها بتدارك او‬
‫تصحيح اعمالها حتى تتماشى مع التنظيم او هي ( الزام للشخص بفعل او عدم القيام بفعل بهدف‬
‫توقيف مخالفة لقاعدة قانونية او فعل من شأنه اإلضرار بمصالح األشخاص الذين تختص الهيئة‬

‫‪ - 1‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.108 - 107‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫الضابطة بحمايتهم )‪ ,‬وتتمتع لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بأهلية تسمح لها اما ان تطلب‬
‫من القاضي اصدار اوامر او ان تقوم بنفسها بتوجيه اوامر ادارية‪.‬‬

‫ا ‪ :‬األوامر غير المباشرة او القضائية‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 40‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم على انه ( بإمكان‬
‫رئيس لجنة تنظيم عمليـات البورصة ومراقبتها في حالة وقوع عمل يخالف األحكـام التشريعية او‬
‫التنظيمية‪ ,‬ومن شأنه اإلضرار بحقوق المستثمرين في سوق القيم المنقولـة ان يطلب من المحكمة‬
‫اصدار امر للمسئولين عن هذا العمل بامتثال لهذه األحكـام ووضع حد للمخالفة او ابطال آثارها‬
‫ويحيل نسخة من طلبه هذا على المجلس القضائي للغرض الذي هو بمقتضى القانون )‪ ,‬وهنا يقع‬
‫على الجهة القضائية المختصة الفصل في األمر استعجاليا‪ ,‬كما يمكنها ان تتخذ تلقائيا اي اجراء‬
‫‪1‬‬
‫تحفظي‪ ,‬وايضا تصدر قصد تنفيذ امرها على شكل غرامة تهديدية تدفع الى الخزينة العمومية‬

‫ومن هنا يتضح بأن األوامر القضائية تندرج في اطار الهدف العام للجنة وهو حماية االدخار‬
‫والمستثمرين في مجال القيم المنقولة وذلك من خالل فرض شرطين اساسيين إلمكانية توجيه هذا‬
‫النوع من األوامر وهما‪:‬‬

‫‪ -‬وقوع عمل يخالف األحكام التشريعية او التنظيمية‪.‬‬

‫‪ -‬ان يكون هذا العمل من شأنه اإلضرار بحقوق األفراد المستثمرين في القيم المنقولة ونفس هذه‬
‫السلطة منحها المشرع الفرنسي للجنة عمليات البورصة ايضا خالل المادة ‪ 2/12‬من األمر رقم ‪67‬‬
‫– ‪ 833‬في ‪ 28‬سبتمبر‪ ,21967‬حيث يعود لرئيس لجنة البورصة الحق في اخطار رئيس محكمة‬
‫القضايا الكبرى لباريس اذا ما الحظ حدوث ممارسات تتعارض مع النصوص التشريعية او التنظيمية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.108‬‬

‫‪ - 2‬حفيطة زوار‪ , ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.88‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫ذات طبيعية من شأنها ان تشكل خط ار على حقوق المدخرين ليتخذ رئيس المحكمة اإلجراءات الالزمة‬
‫من اجل توقيف هذه الممارسات‪ ,‬ويقيم ذلك عن طريق امر استعجالي‪.1‬‬

‫ب ‪ :‬االوامر المباشرة او االدارية‪.‬‬

‫قضت المادة ‪ 35‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بأن على اللجنة التأكد من‬
‫تقيد الشركات المقبول تداول قيمها في بورصة القيم المنقولة باألحكام التشريعية والتنظيمية السارية‬
‫عليها‪ ,‬وال سيما في مجال القيم المنقولة‪ ,‬وعقد الجمعيات العامة وتشكيلة اجهزة اإلدارة والرقابة‬
‫وعمليات النشر القانونية‪ ,‬فإذا ما الحظت حاالت سهو في الوثائق المنشورة بغرض اعالم الجمهور‬
‫او المقدمة الى اللجنة‪ ,‬يكون من حق هذه األخيرة ان تأمر هذه الشركات عند االقتضاء بنشر‬
‫استدراكات في هذا المجال‪ ,‬ومن جهته منح المشرع الفرنسي هو اآلخر هذه السلطة للجنة البورصة‬
‫بموجب نص المادة ‪ 01 / 09‬من األمر ‪ ,833 – 67‬في تعديله الصادر بتاريخ ‪ 02‬اوت ‪.21989‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االختصاص بالتحقيق‪.‬‬


‫مما ال شك فيه ان استقرار النظام داخل سوق األوراق المالية يتطلب رقابة يقظة وعميقة ومن‬
‫اجل ذلك منح المشرع لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها سلطة اجراء تحقيقات تمس مختلف‬
‫المتعاملين في سوق القيم المنقولة بغرض ضمان تطبيق افضل‪ ,‬واحترام امثل للقوانين واألنظمة التي‬
‫تحكم هذه السوق اذ تلعب اللجنة اثناء ممارسة هذه السلطة دور المصفاة‪ ,‬حيث تسهر على شفافية‬

‫‪ - 1‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.109‬‬

‫‪ - 2‬حفيطة زوار‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.88‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المعامالت ونزاهتها‪ ,‬كما ان هذه الوظيفة تعادل نشاط الشرطة االقتصادية‪ ,‬فهي شرطة البورصة‪,‬‬
‫حيث تملك صالحيات التحقيق والمتابعة امام الجهات القضائية‪.1‬‬

‫وقد نصت على هذه السلطة المـادة ‪ 37‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم‬
‫(( تجري اللجنة على طريق مداولة خاصة‪ ,‬وقصد ضمان تنفيذ مهمتها في مجال المراقبة وتحقيقات‬
‫لدى الشركات التي تلتجئ الى التوفير علنا او البنوك والمؤسسات المالية والوسطاء في عمليات‬
‫البورصة‪ ,‬ولدى األشخاص الذين يقدمون نظ ار لنشاطهم المهني‪ ,‬مساهماتهم في العمليات الخاصة‬
‫بالقيم المنقولة او في المنتوجات المالية المسعرة او يتولون ادارة مستندات مالية‪ ,‬ويمكن لألعوان‬
‫المؤهلين ان يطلبوا بإمدادهم بأية وثائق أيا كانت دعامتها وان يحصلوا على نسخ منها‪ ,‬ويمكنهم‬
‫الوصول الى جميع المجال ذات االستعمال المهني))‪.‬‬

‫كما قضت المادة ‪ 38‬من ذات المرسوم‪ ,2‬بأنه بإمكان اللجنة وعقب مداولة خاصة ايضا ان‬
‫تقوم باستدعاء اي شخص من شأنه ان يقدم لها معلومات في القضايا المطروحة امامها‪ ,‬او ان تأمر‬
‫اعوانها باستدعائه‪ ,‬ويحق لكل شخص يتم استدعاؤه لهذا الغرض ان يستعين بمستشار من اختياره‪,‬‬
‫وقد اكدت هذه األحكام نصوص بعض المواد نذكر منها على سبيل المثال ‪:‬‬

‫المادة ‪ 44‬من نظام لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها رقم ‪ ,303 – 96‬المتعلق بشروط‬
‫اعتماد وواجبات ومراقبة الوسطاء في عمليات البورصة‪ ,‬التي تنص ( تخضع نشاطات وسطاء‬

‫‪ - 1‬قايد ياسين‪ ( ,‬اإلدارة الجزائرية وقانون المنافسة )‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ,‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ,‬جـامعة الجزائر‪,‬‬
‫‪ ,2000‬ص‪.2‬‬

‫‪ - 2‬المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ ,04 – 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪ - 3‬نظام اللجنة ‪ ,03 – 96‬المؤرخ في ‪ 03‬جويلية ‪ ,1996‬المتعلق بشروط اعتماد الوسطاء في عمليات البورصة ووجباتهم‬
‫ومراقبتهم‪ ( ,‬ج ر ) ‪ ,36‬الصادرة في ‪ 01‬جوان ‪.1997‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫عمليات البورصة لمراقبة اعوان اللجنة‪ ,‬يمكن لألعوان المؤهلين اجراء تحقيقات لدى الوسطاء وتعطى‬
‫لهم كل وثيقة ضرورية كما يمكنهم الدخول الى المحالت ذات الصبغة المهنية خالل ساعات العمل )‬

‫وكذلك المادة ‪ 48‬من األمر رقم ‪ ,108 – 96‬التي تنص على ( تخضع هـ‪ .‬م‪.‬ق‪.‬ج‪.‬ت‪ .‬الى‬
‫رقابة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ,‬وبهذه الصفة يجوز للجنة ان تقوم وفقا ألحكام المادة‬
‫‪ 37‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة بتحقيقات حول النشاط الذي‬
‫تقوم به‪ " ,‬ه‪ .‬م‪.‬ق‪.‬ج‪.‬ت "‪ ,‬وبالتالي فإنه ال يمكن بأي حال من األحوال االحتجاج بالسر المهني في‬
‫مواجهة تحقيقـات اللجنة‪ ,‬وهذا تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ 59‬من المرسوم‬
‫التشريعي ‪ 10 – 93‬التي تنص على عقوبة بالحبس لمدة من ‪ 30‬يوما الى ‪ 03‬سنوات والغرامة‬
‫المقدرة بـ ‪ 30.000‬دج او احدى هاتين العقوبتين فقط ضد كل من يعترض ممارسة صالحيات‬
‫اللجنة واعوانها المؤهلين‪ ,‬ونظ ار لخطورة هذا اإلجراء وامكانية مساسه بحريات األشخاص فقد احاطه‬
‫المشرع بمجموع الضمانات الالزمة لحماية األفراد منها ‪:‬‬

‫ان حدود سلطة التحقيق تتوقف عند المحال ذات االستعمال المهني‪ ,‬وال يمكنها ان تتجاوزها‬
‫الى المحال ذات االستعمال السكني‪ ,‬كما ان عمليات التحقيق ال يمكن ان تتم اال اثناء األوقات‬
‫الرسمية للعمل‪ ,‬وهذا ما اكده المجلس الدستوري الفرنسي في ق ارراه الصـادر بتاريخ ‪ 19‬جانفي ‪1988‬‬
‫المتعلق بقانون بورصـات القيم‪ ,2‬الذي يكرس سلطات لجنة عمليات البورصة في فرنسا‪ ,‬هذا القرار‬
‫يقضي بأن السلطات الممنوحة لألعوان المؤهلين من طرف اللجنة (محدودة بسياق التحقيقات‬

‫‪ - 1‬اال مر ‪ 08 – 96‬المؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪ ,1996‬المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪ ( ,‬ج ر ) ‪ ,03‬الصادرة في‬
‫‪.1996‬‬

‫‪ - 2‬حفيظة زوار‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.90‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫اإلدارية) وان الدخول الى المحال مقصور على تلك التي لها استعمال مهني محض‪ ,‬كما ان األعوان‬
‫ال يتمتعون بأية امكانية لإلكراه المادي‪ ,‬وال يمكنهم القيام بأي تفتيش او حجز‪.1‬‬

‫من جهة اخرى وتدعيما لحق الدفاع منح المشرع الحق لكل شخص يتم استدعاؤه في اطار‬
‫التحقيقات ا لتي تقوم بها اللجنة ان يستعين بمستشاره من اختياره‪ ,‬وفضال عن ذلك فإنه يقع على‬
‫جميع اعوان اللجنة الذين يقومون بمهمة التحقيق واجب االلتزام بالسر المهني فيما يخص الوقائع‬
‫واألعمـال والمعلومات التي اطلعوا عليها بحكم وظيفتهم‪ ,‬حسب الشروط وتحت طائـلة العقوبات‬
‫المنصوص عليها ضمن قانون العقوبات وفقا لنص المادة ‪ 39‬من المرسوم التشريعي ‪10 – 93‬‬
‫المعدل والمتمم‪ ,‬ولكن هذا االلتزام يقف عند حدود اهداف التحقيقات وضرورة المتابعات المنصوص‬
‫عليها قانونا‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اختصاص بالحلول‪.‬‬


‫وتتمتع لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بسلطة الحلول محل مسيري المؤسسات‬
‫المصدرة للقيم‪,‬ـ في اعالم الجمهور بالمعلومـات التي ترى بأنها ضرورية وهذا عند تخلف المصدر عن‬
‫القيام بواجباته اإلعالمية‪ ,‬حيث تقوم بنشر المعلومات الناقصة بنفسها‪ ,‬ويتحمل المصدر تكاليف‬
‫النشر‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬االختصاص التأديبي والتحكيمي‪.‬‬


‫وتتولى ممارسة هذه السلطة الغرفة التأديبية والتحكيمية التي تتواجد على مستوى اللجنة‪,‬‬
‫وتتولى الغرفة التأديبية والتحكيمية ممارسة التحكيم والوساطة عند حدوث اي نزاع تقني ناتج عن‬
‫تفسير القوانين واللوائح السارية على سير البورصة‪ ,‬بين كل من الوسطاء في عمليات البورصة او‬

‫‪ - 1‬قوراري مجدوب‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.111‬‬

‫‪ ( -‬اصل هذه الصالحية تعود للسلطة القضائية وحدها )‪ ,‬حسب حفيظة زوار‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.91‬‬ ‫‪‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫شركة ادا رة بورصة القيم او الشركات المصدرة للقيم المنقولة او األمرين بالسحب في البورصة‪ ,‬طبقا‬
‫للمـادة ‪ 52‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫كما تمارس الغرفة السلطة التأديبية عند حدوث اي اخالل بالواجبات المهنية واخالقيات المهنة‬
‫من قبل الوسطاء في عمليات البورصة‪ ,‬وكل المخالفات المرتكبة ضد األحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫المطبقة عليهم‪ ,1‬وتنقسم العقوبات او الجزاءات التي تصدرها اللجنة في هذا المجال الى مجموعة‬
‫وعدة انواع وتتمثل في ‪:‬‬

‫‪ - 1‬عقوبات تأديبية ‪ :‬و تتمثل في اإلنذار‪ ,‬التوبيخ‪ ,‬الحظر الكلي او الجزئي للنشاط مؤقتـا او‬
‫نهائيا‪ ,‬سحب االعتماد الممنوح‪.‬‬

‫‪ - 2‬عقوبات مالية ‪ :‬وتتمثل في فرض غرامات مالية يحدد مبلغها بعشرة ماليين دينار‪ ,‬او بمبلغ‬
‫يساوي الربح المحتمل تحقيقه بفعل الخطأ المرتكب‪ ,‬وتدفع المبالغ المحصلة من هذه الغرامات الى‬
‫صندوق ضمان التزامات الوسطاء في عمليات البورصة حيال زبائنهم المؤسس بموجب المادة ‪64‬‬
‫من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪ - 3‬عقوبات جزائية ‪ :‬ال تقررها اللجنة بنفسها‪ ,‬وانما يمكن لرئيسها ان يخطر الجهـات القضائية‬
‫الجزائية‪ ,‬ويتأسس كطرف مدني في حال حدوث اية مخالفة لألحكام التشريعية والتنظيمية ال سيما ما‬
‫نصت عليه المادتين ‪ 59‬و‪ 60‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم‪ ,‬وتجدر اإلشارة الى‬
‫ان الغرفة التأديبية والتحكيمية ال تتحرك اال بناء على طلب من احد األطراف الذين عددتهم المادة‬
‫‪ 54‬من المرسوم وهم ‪:‬‬

‫‪ -‬اللجنة نفسها‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 53‬من المرسوم التشريعي ‪ ,10 – 93‬المعدل والمتمم والمتعلق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫‪ -‬المراقب الذي تفوضه اللجنة لحضور اجتماعات البورصة‪.‬‬

‫‪ -‬الوسطاء في عمليات البورصة‪.‬‬

‫‪ -‬شركة ادارة بورصة القيم‪.‬‬

‫‪ -‬الشركات المصدرة للقيم‪.‬‬

‫‪ -‬اآلمرين بالسحب‪.‬‬

‫‪-‬و قد يكون بناء على تظلم اي طرف له مصلحة‪.‬‬

‫فقط يالحظ هنا حرمان الغرفة من امكانية القيام بالمتابعة التلقائية‪ ,‬حيث كان من المفترض‬
‫ان يمنحها المشرع هذه الصالحية في حال ثبوت اي مخالفة لقواعد اخالقيات المهنة او التشريع‬
‫والتنظيم المعمول بهما‪ ,‬اال ان هذا ال يطعن في استقالليتها في اتخاذ ق ارراتها‪ ,‬فهي ال تتلقى اية‬
‫تعليمات او مالحظات من طرف اللجنة اثناء عملية الفصل في القضايا المعروضة عليها‪.1‬‬

‫ممارسة الغرفة لسلطتها التأديبية والتحكيمية يعود فائدة عملية كبيرة تجسدت في ربح الوقت‪,‬‬
‫فاستحداث هيكل يتولى قمع المخالفات‪ ,‬وتوقيع العقوبات في نفس مكان وقوعها اي داخل البورصة‬
‫نفسها‪ ,‬يسمح بمعالجة األوضاع في وقت اقصر بكثير من ذلك الذي تطلبه اإلجراءات امام الهيئات‬
‫القضائية في حال تحريك الدعوى العمومية والفصل فيها‪ ,‬ايضا مسائل مثل المفاضلة بين العقوبة‬
‫الجنائية والعقوبة اإلدارية التي تحلف آثار اجتماعية‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االختصاص بإصدار الق اررات االدارية الفردية‪.‬‬


‫من السلطات التي تتمتع بها لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها في اطار ممارستها لمهام‬
‫الضبط والتنظيم االقتصادي هي االختصاص بإصدار الق اررات الفردية‪ ,‬حيث لها حق ممارسة الضبط‬

‫‪ - 1‬حفيظة زوار‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.93‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫اإلداري عامة يمكن ان تتم عن طريق اصدار اوامر فردية‪ ,‬اي للهيئات المختصة بصيانة النظـام‬
‫العـام ان تصدر ق اررات اداريـة ضبطية فردية‪ ,‬تطبق على شخص او اشخاص معينين بذواتهم او‬
‫على حاالت متعددة معينة بذاتها‪.‬‬

‫اما بالنسبة ألشكال هذه الق اررات فإنها يمكن ان نأخذ صيغة اوامر او نواهي فردية معينة‬
‫بالذات تلزم من وجهت اليه بالقيام بعمل او االمتناع عن القيام بعمل‪ ,‬كما يمكن ان تكون في شكل‬
‫ترخيص اداري بموجبه يسمح لشخص معين او مجموعة معينة من األشخاص بمزاولة نشاط محدد و‬
‫معين‪ ,‬اال انه يجب ان تستند تلك الهيئات في اصدارها لهذه الق اررات على قواعد تنظيمية عامة‪ ,‬واال‬
‫اعتبرت غير مشروعة‪.1‬‬

‫ومن هنا يمكن تشبيه الدور الذي تقوم به بعض الهيئات في مجال الضبط االقتصادي بذلك‬
‫الذي تقوم به سلطات الضبط اإلداري في مجال صيانة النظام العام‪ ,‬حيث اسندت سلطة اتخاذ‬
‫الق اررات الفردية لبعض السلطات االقتصادية المستقلة‪ ,‬ومنها مثال‪ :‬مجلس النقد والقرض الذي يتخذ‬
‫الق اررات الفردية التي تتعلق بتراخيص انشاء البنوك والمؤسسات المالية‪ ,‬وتراخيص فتح مكاتب تمثيل‬
‫البنوك والمؤسسات المالية االجنبية‪.2‬‬

‫اوال ‪ :‬التأشيرة‪.‬‬
‫حيث يقع على كل مصدر للقيم المنقولة قبل نشر المذكرة اإلعالمية المتعلقة بإعالم‬
‫الجمهور‪ ,‬ان يودع مشروع هذه المذكرة لدى لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها للتأشير عليها‪,‬‬
‫حتى يتسنى له توزيعها وسط الجمهور‪ ,‬اذا يجب ان تضع اللجنة تأشيرتها عليها حتى تصبح قابلة‬
‫للنشر‪.‬‬

‫‪ - 1‬حفيظة زوار‪ ,‬المرجع ذاته‪ ,‬ص ‪.83‬‬

‫‪ - 2‬لباد ناصر‪ ,‬السلطات اإلدارية المستقلة‪ ,‬مجلة ادارة‪ ,‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ,‬الجزائر‪ ,‬العدد االول‪ ,2002 ,‬ص ‪.13‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫ثانيا ‪ :‬االعتماد‪.‬‬
‫اذ انه ال يمكن ممارسة بعض النشاطات المتعلقة بسوق القيم المنقولة اال بعد الحصول على‬
‫اعتماد مسبق من قبل لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ومن ذلك ‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة اعتماد الوسطاء في عمليات البورصة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة اعتماد اللجنة للقوانين االساسية و مشاريع انظمة هيئات التوظيف الجماعي للقيم‪.1‬‬

‫خالصة هذا المبحث هي األدوات التي تلجئ اليها سلطات الضبط المستقلة في القيام باألجراء‬
‫الموكل لها الضبط االقتصادي‪ ,‬فلقيام بالعمل دون اليات وادوات ينتج عنه الفوضى وقلة المردود‬
‫المرجو حتى يتحقق الضبط الواجب توافره تجسدت هذه األدوات ‪:‬‬

‫‪ -‬االختصاص التنظيمي العام والشبه التنظيمي الممنوح لها‪.‬‬


‫‪ -‬تحديد مجال ممارسة هذا االختصاص‪.‬‬
‫‪ -‬اضفاء نوع من الرقابة‪ ,‬بمصادقة االدارة على ما يصدر من اللجنة‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة هذه االختصاصات من مجموعة من االليات‪.‬‬
‫‪ -‬منح اختصاص التدخل ايضا‪ ,‬واختصاص اللجنة بإصدار الق اررات الفردية‪ ,‬ويكون ايضا على‬
‫شكل اليات معينة‪ ,‬منحت لها ايضا‪.‬‬

‫‪ - 1‬قوراري مجدوب‪ ,‬سلطات الضبط في المجال االقتصادي‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.103‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬دور اللجنة التنظيم من خالل سلطة التأديب والتحكيم‬


‫نظ ار لمتطلبات القطاع االقتصادي عموما من سرعة وفعالية وتخصص في الفصل في‬
‫النزاعات ومراقبة كل القطاعات المضبوطة‪ ,‬خول المشرع لسلطات الضبط المستقلة صالحية توقيع‬
‫العقوبات من جهة‪ ,‬ومن جهة اخرى خول لبعضها صالحية التحكيم والفصل في النزاعات التي قد‬
‫تثور في القطاع الذي كلفت بضبطه‪ ,‬وهكذا تنتهي هذه السلطات الى اصدار ق اررات عقابية ذات‬
‫طابع تأديبي‪ ,‬او اللجوء الى التحكيم لفض النزاعات التي قد تقوم بين المتعاملين‪ ,‬ومن هذه الهيئات‬
‫لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ,‬خولت لها هذه السلطة لفض النزاعات التي تثور في المجال‬
‫التي كلفت بضبطه‪ ( ,‬سوق القيم المقولة )‪ ,‬من خالل الق اررات التأديبية والتحكيمية‪ ,‬وبالتالي‬
‫سنتطرق لهذه السلطات‪ ,‬بالتطرق لالختصاص التأديبي في المطلب االول‪ ,‬واالختصاص التحكيمي‬
‫في المطلب الثاني‪ ,‬كيف يتجسد االختصاصين التأديبي والتحكيمي للجنة التنظيم ومراقبة البورصة ؟‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المطلب االول ‪ :‬دور اللجنة من خالل االختصاص التأديبي‪.‬‬


‫تتمتع غالبية سلطات الضبط المستقلة باختصاصات تأديبية تتمثل في توقيع العقوبات المالية‬
‫وغير المالية‪ 1‬ومن هذه السلطات لجنة تنظيم البورصة‪ ,‬يعد منح السلطة القمعية التأديبية لهيئات‬
‫غير قضائية فكرة حديثة تعبر عن رفض التدخل القضائي في القطاعات االقتصادية‪ ,‬نظ ار لعوامل‬
‫المرونة‪ ,‬السرعة والفعالية التي يتميز بها فتدخل سلطات الضبط مقابل تعقد وطول اإلجراءات‬
‫القضائية‪ ,‬ومنه نتطرق في الفرع االول الى اساس السلطة التأديبية الممنوحة للهيئة في الفرع االول‪,‬‬
‫وفي الفرع الثاني شروط ممارسة هيئات الضبط سلطة العقاب‪ ,‬وندرس في الفرع الثالث انواع‬
‫العقوبات التي توقعها هذه السلطات‪ ,‬ومنه ما هو اساس ممارسة هذا االختصاص ؟‪ ,‬وماهي شروطه‬
‫؟‪ ,‬وما هي انواعه ممارسته ؟‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬اساس سلطة التأديب الممنوحة لسلطات الضبط االقتصادي‪.‬‬


‫ان منح السلطة القمعية او التأديبية لسلطات الضبط المستقلة‪ 2‬يعبر عن هدف اساسي وهو‬
‫ازالة التجريم‪ ,‬ويقصد به استبدال العقوبات الجنائية بالعقوبات اإلدارية فهي عبارة عن ازاحة السلطة‬
‫القمعية للقاضي الجنائي لصالح هيئات اخرى‪.‬‬

‫ان غاية السلطة القمعية المخولة لهيئات الضبط المستقلة ليست اإلزاحة التامة للقانون الجنائي‬
‫في القطاعات االقتصادية‪ ,‬بل الغرض منها هو اعادة النظر في القمع الجنائي‪ ,‬باعتبار العقوبات‬
‫السالبة للحرية ال تتالءم مع هذه القطاعات‪ ,‬كما ان التضخم التشريعي في مجال التجريم وكثرة عدد‬
‫القضايا الجنائية ادى الى عدم تمتع المتهم بالضمانات القانونية التي يقرها القانون الجنائي والقضاء‬
‫الجنائي‪ ,‬باإلضافة الى فقدان األثر الرادع للعقوبة بسبب التأخر في الفصل في الدعاوى‪ ,‬كما ان قمع‬
‫ا لمخالفات في المجاالت االقتصادية ال يجد فعاليته اال في سرعة اتخاذ القرار بالشكل الذي يمكن‬

‫‪ - 1‬موسى رحموني‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.66‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 53‬المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 – 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫ايقاف آثار التصرفات غير المشروعة‪ ,‬باعتبار اإلجراءات القضائية طويلة والقمع بواسطة سلطات‬
‫الضبط يسمح بتدخل اسرع‪ ,‬كما انه يتالءم مع تلك الوقائع المراد قمعها‪.‬‬

‫هكذا يظهر لنا انه ال يمكن الفصل بين السلطة القمعية والضبط االقتصادي‪ ,‬فسلطات الضبط‬
‫المستقلة تتصدى مباشرة لكل خرق لقواعد القطاع المراد ضبطه بواسطة توقيع العقوبات فتسمح بعودة‬
‫التوازن‪ ,1‬ومع ذلك ال يمكن الحديث عن ازالة التجريم بصفة كلية‪ ,‬اذ نجد المشرع في كثير من‬
‫الم ارت يشير الى ازالة تجريم بشكل جزئي‪.‬‬

‫يظهر ذلك في عدم مكانية سلطات الضبط في الفصل في الوقائع ذات الطابع الجزائي‪ ,‬اذ‬
‫يلزمها المشرع بإحالة الملف الى وكيل الجمهورية او القاضي المختص‪ ,‬فإذا كانت لجنة تنظيم‬
‫عمليات البورصة ومراقبتها تعاقب على مخالفات التشريع والتنظيم الخاصين بالقطاع واخالقيات مهنة‬
‫الوسيط‪ ,‬اال ان القاضي الجنائي يحتفظ باختصاصه اذا تعلق األمر بنشر معلومات خاطئة‪ ,‬وحتى‬
‫مخالفات التشريع والتنظيم يمكن ان ينظر فيها القاضي الجزائي‪.2‬‬

‫في المجال المصرفي‪ ,‬نجد ان القاضي الجنائي يعاقب على المخالفات التي تعاقب عليها‬
‫اللجنة المصرفية‪ ,3‬ونفس الشيء حيث ينطبق االمر نفسه على لسلطة ضبط البريد والمواصالت‬
‫السلكية والالسلكية‪ ,4‬اذ نجد فيه فصل خصص لألحكام الجزائية‪.‬‬

‫‪ - 1‬حدري سمير‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.20 – 19‬‬

‫‪ - 2‬المواد ‪ 60 ,59 ,58 ,55‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 - 03‬المتعلق ببورصة القيم‬
‫المنقولة‪.‬‬

‫‪ - 3‬المواد ‪ ,139 – 131‬األمر رقم ‪ 11 - 03‬المعدل والمتمم باألمر ‪ 04 – 10‬المتعلق بالنقد و القرض‪.‬‬

‫‪ - 4‬المواد من ‪ , 144 – 127‬القانون رقم ‪ 03 – 2000‬المتعلق بالبريد والمواصالت‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫نجد ايضا وكالتي ضبط المناجم تعرف نفس الوضع ويطبق عليها ما يطبق على سلطات‬
‫الضبط‪ ,‬اذ نجد المواد من ‪ 178‬الى ‪ 192‬من القانون رقم ‪ 01 – 10‬المتعلق بالمناجم‪ ,1‬تنص على‬
‫مجموعة من العقوبات الجزائية‪ ,‬ونفس الشيء يقال عن الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‪.2‬‬

‫اما عن قطاع الطاقة فإن المشرع اوجد تداخل لكنه سلبي بين العقوبات التي تتخذها سلطة‬
‫الضبط والعقوبات التي يتخذها القضاء‪ ,‬اذ لم ينظم جزءا خاصا باألحكام الجزائية كما فعل بالنسبة‬
‫لباقي سلطات الضبط المستقلة‪ ,‬وكل هذا الى جانب مرونة عناصر السلطة القمعية لسلطات الضبط‬
‫المستقلة‪ ,‬اذ ال تتدخل اال اذا وجدت مخالفات او انتهاكات‪ ,‬ولها هامش كبير في تقدير المخالفة‬
‫والعقوبة التي تناسبها‪ ,‬على خالف القانون الجنائي الذي يعترف بدقة الجرائم والعقوبات‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬شروط ممارسة هيئات الضبط المستقلة لسلطة العقاب‪.‬‬


‫حدد المجلس الدستوري المعالم الرئيسية للوظيفة القمعية لسلطات الضبط‪ ,‬حيث هو قمع ذو‬
‫طابع اداري‪ ,‬والمشرع حر في تنظيم نطاق العقوبات اإلدارية‪ ,‬فمرونة تدخل الدولة في المجال‬
‫االقتصادي واالجتماعي تطلب هذا النوع من سلطة العقاب‪ ,‬لكن القاضي الدستوري اشترط من اجل‬
‫ممارسة هيئات الضبط المستقلة لسلطة العقاب وضع شرطين اساسيين‪:‬‬

‫الجزءات سالبة للحرية‪ ,‬فالقاضي وحده من يملك سلطة توقيع عقوبات سالبة‬
‫ا‬ ‫اوال ‪ :‬اال تكون هذه‬
‫للحرية وهذه األخيرة هي الفاصل والفرق بين القاضي واإلدارة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬خضوع سلطة التأديب الممنوحة لهيئات الضبط المستقلة للضمانات القانونية والقضائية‪ ,‬حيث‬
‫يجب ان تخضع هذه السلطة التأديبية للضمانات التي تكفل حماية الحقوق والحريات المكرسة‬

‫‪ - 1‬قانون ‪ 10 – 10‬المتعلق بالمناجم‪.‬‬

‫‪ - 2‬القانون رقم ‪ ,01 – 06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ 2006‬المعدل والمتمم المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪ ( ,‬ج ر ) ‪,14‬‬
‫الصادرة في ‪.2006‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫دستوريا‪ ,‬اي خضوعها لذات المبادئ العقابية‪ ,‬حيث قضى المجلس الدستوري الفرنسي في ق ارره‬
‫المؤرخ في ‪ 17‬جانفي ‪ ,1989‬ان العقوبات التي يتم تسليطها من طرف هيئة ولو غير قضائية‪,‬‬
‫تخضع حسب المادة ‪ 08‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان والمواطن لنفس الضمانات التي تحكم‬
‫العقوبات القضائية‪.‬‬

‫بهذا الشكل يكون لسلطات الضبط صالحية توقيع عقوبات متنوعة كل حسب القطاع‬
‫المخصص لها‪ ,‬باستثناء تلك السالبة للحرية‪ ,‬مع ضرورة خضوع هذه العقوبات لنفس النظام اإلجرائي‬
‫المتبع امام القاضي الجزائي‪ ,‬و ضرورة استقاللية وحياد سلطة الضبط بتكريس نظامي التنافي‬
‫واالمتناع‪ ,‬وكذا ضرورة اتباعها لنظام اجرائي حمائي لحق الدفاع‪ ,‬الذي يعتبر مبدا متبعا يخص كل‬
‫اجراء يهدف الى معاقبة شخص اما جنائيا‪ ,‬مدنيا‪ ,‬او تأديبيا‪ ,‬هذا الى جانب ضرورة تكريس ضمانة‬
‫خضوع هذه الق اررات لرقابة القضاء‪.1‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬انواع العقوبات التي توقعها سلطات الضبط المستقلة‪.‬‬


‫حيث توقع سلطات الضبط المستقلة‪ ,‬ومنها لجنة تنظيم البورصة بالخصوص نوعين من‬
‫العقوبات وهي‪ ,‬العقوبات المالية والعقوبات غير المالية والتي تبقى في طابعها غير سالبة للحرية ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬العقوبات المالية‪.‬‬


‫العقوبات المالية هي تلك التي تمس الذمة المالية للشخص المخالف‪ ,‬وقد نص المشرع في‬
‫مختلف النصوص المنشئة لسلطات الضبط على اهليتها في اتخاذ عقوبات مالية‪ ,‬نجد المشرع نص‬
‫في مجال المنافسة على نظام عقابي مالي تصاعدي ومتناسب مع طبيعة وحجم المخالفة‪ ,‬وذلك في‬
‫اطار العقوبات التي خولها لمجلس المنافسة على الممارسات المقيدة للمنافسة والتجميعات االقتصادية‬
‫وذلك وفق الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬موسى رحموني‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص‪.69‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫‪ -‬الممارسات المقيدة للمنافسة يعاقب عليها في ظل األمر رقم ‪ ,03 – 03‬وفقا للمادة ‪ 56‬منه‪,‬‬
‫وفي سنة ‪ 2008‬وتم تعديل هذه المادة‪ ,‬واصبحت الغرامة تقدر بـ ‪ %12‬من مبلغ رقم األعمال من‬
‫غير الرسوم‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لمساهمة األشخاص الطبيعية بصفة احتيالية في تنظيم الممارسات المقيدة للمنافسة‬
‫وتنفيذها فيعاقب بغرامة قد تصل مليوني دينار‪ 2.000.000‬دج‪.1‬‬

‫‪ -‬في حالة عدم احترام األوامر واإلجراءات المؤقتة الرامية الى الحد من الممارسات المقيدة للمنافسة‬
‫في اآلجال المحددة فيمكن لمجلس المنافسة ان يحكم بغرامة تهديدية ال تقل عن مبلغ مائة وخمسين‬
‫ألف دينار ‪15000.00‬دج‪ ,‬عن كل يوم تأخير‪ ,‬وفقا للمادة ‪ 58‬من األمر رقم ‪ 03 – 03‬المعدلة‬
‫بالقانون رقم ‪ ,12 – 08‬وهذا بعد ان كانت هذه المادة تنص على مبلغ ‪1000.000‬دج قبل‬
‫التعديل‪.‬‬

‫‪ -‬اما بالنسبة للمؤسسات التي تتعمد تقديم معلومات خاطئة او تتهاون في تقديمها يمكن لمجلس‬
‫المنافسة ان يقر في شأنها غرامة ال تتجاوز ثمانمائة ألف دينار‪800.000‬دج‪ ,‬يالحظ ارتفاع في هذه‬
‫القيم او في مبلغ هذه الغرامات مقارنة بما جاء به األمر رقم ‪ 03 – 03‬قبل تعديله‪ ,‬وهذا امر عادي‬
‫يواكب ارتفاع وغالء المعيشة وانخفاض قيمة الدينار‪.‬‬

‫‪ -‬اما بالنسبة للتجميع دون ترخيص فيعاقب عليه المجلس بمبلغ غرامة يقدر بـ ‪ %07‬من رقم‬
‫األعمال المحقق في الجزائر في آخر سنة مالية ضد كل مؤسسة هي طرف في التجميع‪ ,‬وعدم‬
‫االلتزام بشروط ترخيص التجميع يعاقب عليه بـ ‪ %05‬من رقم األعمال المحقق في الجزائر‪.‬‬

‫لقد اشار القانون رقم ‪ 12 – 08‬المعدل لألمر رقم ‪ 03-03‬الى ان هذه العقوبات السالفة‬
‫الذكر يق ررها مجلس المنافسة على اساس معايير متعلقة السيما بخطورة الممارسة المرتكبة والضرر‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 57‬من االمر ‪ 03 – 03‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 12 - 08‬المتعلق بالمنافسة‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫الذي لحق باالقتصاد والفوائد المجمعة من طرف مرتكبي المخالفة‪ ,‬ومدى تعاون المؤسسات المتهمة‬
‫مع مجلس المنافسة خالل مرحلة التحقيق في القضية واهمية وضعية المؤسسة المعنية في السوق‪.1‬‬

‫ب اإلضافة الى مجلس المنافسة نجد ان معظم سلطات الضبط القطاعية تتمتع بهذه السلطة‬
‫العقابية‪ ,‬اذ يمكن لغرفة التأديب والتحكيم في مجال البورصة فرض غرامات يحدد مبلغها بعشرة‬
‫ماليين دينار جزائري ‪10.000.000‬دج او بمبلغ المغنم المحتمل تحقيقه بفعل الخطأ المرتكب‪.2‬‬

‫كما اول المشرع لجنة ضبط الكهرباء والغاز لمعاقبة كل متعامل ال يحترم ‪:‬‬

‫‪ -‬القواعد التقنية لإلنتاج والتصميم وتشغيل الربط‪.‬‬


‫‪ -‬القواعد التي تحدد الكيفيات التقنية والتجارية لتمويل الزبائن‪ ,‬والتي تحتويها دفاتر الشروط‪.‬‬
‫‪ -‬قواعد النظافة واألمن وحماية البيئة‪.‬‬
‫هذا ويحدد مبلغ الغرامة المالية المترتبة عن هذه المخالفات في حدود ‪ %03‬من رقم اعمال السنة‬
‫الفارطة لمتعامل مرتكب المخالفات دون ان يفوق خمسة أالف دينار ‪5.000‬دج‪ ,‬ويرفع الى ‪%05‬‬
‫في حالة العود دون ان يفوق عشرة آالف دينار‪10.000‬دج‪.3‬‬

‫وفي المجال المصرفي تقوم اللجنة المصرفية بتوقيع عقوبات مالية تكون مساوية على األكثر‬
‫لرأس المال األدنى الذي يلتزم البنك او المؤسسة المالية بتوفيره‪ ,‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 114‬من‬
‫األمر رقم ‪ 11 – 03‬المعدل والمتمم والمتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 62‬مكرر من االمر ‪ 03 – 03‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 12 - 08‬المتعلق بالمنافسة‪.‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 55‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 - 03‬والمتعلق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬

‫‪ - 3‬المادة ‪ 141‬من القانون رقم ‪ 01 - 02‬المؤرخ في ‪ 05‬فيفري ‪ ,2002‬المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز بواسطة القنوات‪ ( ,‬ج ر‬
‫) ‪ ,08‬الصادرة في ‪.2002‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫هكذا نالحظ ان معيار حساب الغرامة التي توقعها سلطات الضبط المستقلة يختلف بين سلطة‬
‫واخرى‪ ,‬فهناك سلطات حدد فيها المشرع مبلغ الغرامة بدقة واخرى حدد فيها الحد األقصى للمبلغ‪,‬‬
‫كما استعمل معيار حساب مبلغ الغرامة بنسبة معينة من رقم األعمال‪ ,‬كما اعتمد ايضا على معيار‬
‫الرأسمال‪ ,‬هذا التنوع مقارنة بالقانون الجزائي الذي يحدد العقوبة مسبقا يبين خصوصية القمع عن‬
‫طريق سلطات الضبط المستقلة من جهة‪ ,‬ومن جهة اخرى يظهر االختالف من حيث العقوبة‬
‫وتفاوتها امام الهيئة نفسها او مقارنة ببعضها البعض او بالمقارنة مع القانون الجزائي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬العقوبات غير المالية‪.‬‬


‫يطلق عليها كذلك ( العقوبات السالبة للحقوق )‪ ,1‬وهذه العقوبات اشد قسوة من العقوبات‬
‫المالية‪ ,‬تطبق على األشخاص الطبيعية او على المتعاملين بصفتهم اشخاص اعتبارية على حد‬
‫سواء‪.‬‬

‫ان العقوبات السالبة للحقوق المتعلقة باألشخاص الطبيعيين تطبق في القطاع البنكي‪ ,‬حيث‬
‫تسري على مسيري البنوك‪ ,‬وفي قطاع البورصة على الوسطاء في عمليات البورصة‪ ,‬تتعلق هذه‬
‫العقوبات بحظر النشاط بأكمله او جزء منه بصفة مؤقتة او نهائية عن طريق غرفة التأديب والتحكيم‬
‫للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ,2‬ومنع واحد او اكثر من ممارسة صالحياته لمدة معينة او‬
‫انهاء خدمات واحد او اكثر من المقيمين المذكورين بواسطة اللجنة المصرفية‪.3‬‬

‫هذه عقوبات مقيدة في ممارسة النشاط تلجأ اليها اللجنة المصرفية عند مخالفة بنك او مؤسسة‬
‫مالية لقواعد قانونية او تنظيمية في مجال نشاط من نشاطاتها‪ ,‬اما العقوبات السالبة للحقوق والمتعلقة‬

‫‪ - 1‬موسى رحموني‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.73‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 55‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 - 03‬والمتعلق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬

‫‪ - 3‬المادة ‪ 114‬من األمر رقم ‪ 11 – 03‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 12 – 08‬المتعلق بالنقد والقرض‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫بالمتعاملين‪ ,‬اي األشخاص االعتبارية الناشطة في السوق فتخص سحب الرخص او االعتماد حسب‬
‫الحالة‪.‬‬

‫ففي المجال البنكي‪ ,‬يشكل سحب االعتماد اخطر عقوبة يمكن ان تصيب بنك او مؤسسة‬
‫مالية‪ ,‬فسحب االعتماد يعني بالضرورة وضع حد لحياة البنك‪ ,‬األمر الذي تتبعه تصفية المؤسسة‪,‬‬
‫وفعال قامت اللجنة المصرفية بتوقيع عقوبة سحب االعتماد للعديد من البنوك الخاصة‪ ,‬ولكن يؤخذ‬
‫عليها انها لم تقم بسحب االعتماد ألي بنك عمومي رغم ان اكثر من ‪ %90‬من البنوك الجزائرية‬
‫بنوك عمومية‪ ,‬في حين تم سحب االعتماد من ثالث بنوك خاصة في الجزائر في اقل من ‪48‬‬
‫ساعة‪.‬‬

‫والواقع ان الدولة الجزائرية تفضل االحتفاظ لنفسها بهذا القطاع الحساس‪ ,‬وفي مجال‬
‫البورصة‪ ,‬نجد ان المشرع خول غرفة التأديب والتحكيم سلطة اصدار عقوبات اتجاه الوسطاء في‬
‫عمليات البورصة تصل الى حد سحب االعتماد‪ ,1‬اما في مجال االتصاالت السلكية والالسلكية‪ ,‬فإن‬
‫العقوبات السالبة للحقوق تتدرج بخصوص الرخصة من التعليق الكلي او الجزئي لهذه الرخصة لمدة‬
‫ثالثين يوما‪ ,‬الى التعليق المؤقت للرخصة لمدة تتراوح ما بين شهر الى ثالثة اشهر‪ ,‬او تخفيض‬
‫مدتها في حدود سنة‪ ,‬وفي حالة عدم امتثال المتعامل عند انقضاء هذه اآلجال يمكن ان تتخذ ضده‬
‫سلطة الضبط قرار السحب النهائي للرخصة‪.2‬‬

‫وقد حددت المادة ‪ 37‬من القانون رقم ‪ 303 – 2000‬المتعلق بالبريد والموصالت الشروط‬
‫الموضوعية والحاالت المشترطة لسحب الرخصة‪ ,‬اما في مجال الطاقة‪ ,‬فيمكن للجنة ضبط الكهرباء‬

‫‪ - 1‬نظر المرسوم التشريعي رقم ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 – 03‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬

‫‪ - 2‬المادتين ‪ 35‬و‪ ,36‬من القانون ‪ 03 – 2000‬المتعلق بالقواعد العامة بالبريد والمواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬

‫‪ - 3‬المادة ‪ 37‬من القاانون ‪ 03 – 2000‬المتعلق بالبريد والموصالت‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫والغاز في حالة التقصير الخطير ان تسحب مؤقتا رخصة استغالل المنشأة لفترة ال تتجاوز سنة‪ ,‬كما‬
‫يمكنها في حالة التقصير الخطير سحب الرخصة كليا‪ ,‬ويجب ان تسجل صراحة في قرار السحب‬
‫حاالت التقصير المعاين‪.‬‬

‫اما بالنسبة لدور السلطة التأديبية الممنوحة غرفة التأديب التابعة للجنة تنظيم ومراقبة عمليات‬
‫البورصة فيبرز هذا الدور في مجال االخالقيات المهنية والتأديب وتطبيق العقوبات التي نصت عليها‬
‫المادة ‪ 55‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المتعلق بالبورصة في ما يلي ‪( :‬‬

‫‪ -‬االنذار‪.‬‬
‫‪ -‬التوبيخ‪.‬‬
‫‪ -‬حظر النشاط كله او جزئه مؤقتا او نهائيا‪.‬‬
‫‪ -‬سحب االعتماد‪.‬‬
‫‪ -‬و‪/‬او فرض غرامات ‪ 100.000.00‬دج‪ ,‬او مبلغ يساوي المغنم المحتمل تحقيقه بفعل الخطأ‬
‫المرتكب )‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دور اللجنة من خالل االختصاص التحكيمي‪.‬‬


‫فض النزاعات عن طريق التحكيم احد االختصاصات المتاحة لسلطات الضبط االقتصادي‪,‬‬
‫التحكيم اجراء تم النص عليه في القوانين الدولية كطريقة لفض النزعات‪ ,‬ويكون بشكل اتفاقي بين‬
‫االطراف‪ ,‬والمشرع الجزائري اتخذه كطريقة لفض المنازعات ونص عليه وعلى الوجوب االخذ به كما‬
‫في القانون االجراءات المدنية‪ ,1‬وبما انه اجراء متبع من طرف التشريع الجزائري تجد سلطات الضبط‬
‫االقتصادي انها مجبره على اتخاذه كطريقة لمحاولة التسوية النزعات بطريقة ودية‪ ,‬ونتطرق الى‬
‫التحكيم في الفرع االول بتحديد المقصود منه واساسه القانوني‪ ,‬وفي الفرع الثاني استحداثه كألية‬
‫لتسوية النزاعات الناشئة في القطاعات االقتصادي‪ ,‬اما في الفرع الثالث فهو النتائج المترتبة عن‬
‫العمل بالتحكيم لتسوية المنازعات‪ ,‬وبالتالي ما المقصود من التحكيم ؟‪ ,‬وما هو اساسه القانوني في‬
‫التشريع الجزائري وكيفية اتخاذه كألية لتسوية المنازعات ؟‪ ,‬ثم ما هي النتائج المترتبة عن استعماله‬
‫كألية لفض النزعات ؟‪.‬‬

‫الفرع االول ‪ :‬المقصود من التحكيم واساسه القانوني‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬المقصود من التحكيم‪.‬‬


‫التحكيم اصطالحا‪ ,‬اتفاق اطراف عالقة قانونية معينة‪ ,‬عقدية او غير عقدية‪ ,‬على ان يتم‬
‫تسوية المنازعة التي ثارت بينهم بالفعل‪ ,‬او التي يحتمل ان تثور‪ ,‬عن طريق اشخاص يتم اختيارهم‬
‫كمحكمين‪ ,‬ويتولى األطراف تحديد األشخاص المحكمين او على األقل يضمنون اتفاقهم على التحكيم‬
‫بيانا لكيفية اختيار المحكمين او ان يعهدوا لهيئة او مركز من الهيئات او مراكز التحكيم الدائمة‬
‫لتتولى تنظيم عملية التحكيم وفقا للقواعد او اللوائح الخاصة بهذه الهيئات او المراكز‪.2‬‬

‫‪ - 1‬القانون العضوي‪ 11 – 05 ,‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ,2005‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪ ( ,‬ج ر ) ‪ ,51‬الصادرة في ‪ 20‬جولية‬
‫‪.2005‬‬

‫‪ - 2‬محمد مختار احمد بريري‪ ,‬التحكيم التجاري الدولي‪ ,‬الطبعة الثالثة‪ ,‬دار النهضة العربية‪ ,‬القاهرة‪ ,‬مصر‪ ,2004 ,‬ص ‪.5‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫يعتبر التحكيم ضمانة رئيسية بالنسبة لالستثمار‪ ,‬وخاصة األجنبي المباشر‪ ,‬خصوصا في ظل‬
‫اقتصاد السوق المفتوح يعامل فيه المتعاملون العموميون والخواص‪ ,‬المحليون واألجانب‪ ,‬بالمساواة‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االساس القانوني للتحكيم‪.‬‬


‫لقد كرس المشرع ضمانة التحكيم وجعلها من اهم الضمانات الممنوحة للمستثمرين األجانب‬
‫من خالل األمر ‪ ,203 - 03‬بالنسبة لقانون المنافسة‪ ,‬بالنسبة للجنة تنظيم ومراقبة البورصة‪ ,‬نجد‬
‫التشريع المتعلق بالبورصة ‪ 10 – 93‬ينص على انشاء الغرفة التأديبية والتحكيمية‪ ,3‬خصوصا وان‬
‫الجزائر قد انضمت ووافقت على معظم االتفاقيات الدولية المتعلقة التحكيم‪ ,‬حيث ويتعلق األمر ‪:‬‬

‫باالتفاقية التي تم المصادقة عليها في مؤتمر األمم المتحدة في نيويورك بتاريخ ‪ 10‬جوان‬
‫‪ 1958‬المتعلقة باعتماد الق اررات التحكيمية األجنبية وتنفيذها‪ ,‬والتي انضمت اليها الجزائر بمقتضى‬
‫القانون رقم ‪ 18 - 88‬المؤرخ في ‪ 12‬جويلية ‪ 1988‬المؤرخ بالجريدة الرسمية عدد ‪ 28‬لسنة‬
‫‪.1988‬‬

‫واتفاقية المنازعات المتعلقة باالستثمارات بين الدول ورعايا الدول األخرى والتي وافقت عليها‬
‫الجزائر بمقتضى األمر رقم ‪ 04 – 95‬المؤرخ في ‪ 21‬يناير ‪ 1955‬المؤرخ بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 07‬لسنة ‪ , 1955‬وايضا االتفاقية المتضمنة استحداث وكالة دولية لضمان االستثمارات الموافق‬
‫عليها بموجب األمر ‪ 05 – 95‬المؤرخ في ‪ 21‬يناير ‪ 1955‬في الجريدة الرسمية العدد نفس العدد‪.‬‬

‫‪ - 1‬وليد بوجملين‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.167‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 17‬من األمر رقم ‪ 03 – 03‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 12 - 08‬المتعلق بالمنافسة‪.‬‬

‫‪ - 3‬المادة ‪ 51‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 04 – 03‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫ونجده ينص على ان الغرفة التي تكونها اللجنة‪ ,‬مختصة بالتحكيم ودراسة اي نزاع يكون ذو‬
‫طابع تقني ينتج عن تفسير القوانين واللوائح السارية المفعول‪ ,‬التي تنظيم وتضبط عمل البورصة‬
‫وتكون تخاطب االطراف التالية او النزاعات التي تثور بشأنهم وهم‬

‫‪ -‬الوسطاء في عمليات البورصة‪.‬‬


‫‪ -‬الوسطاء في عمليات البورصة وشركة ادارة البورصة‪.‬‬
‫‪ -‬الوسطاء في عمليات البورصة الشركات المصدرة لالسهم‪.‬‬
‫‪ -‬بين الوسطاء في عمليات البورصة واالمرين بالسحب في البورصة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬استحداث التحكيم كألية لتسوية المنازعات القطاع االقتصادي‪.‬‬


‫وشهدت معظم القطاعات االقتصادية انفتاحا على االستثمار األجنبي‪ ,‬لذلك خول المشرع‬
‫الجزائري لسلطات الضبط سلطة تحكيم حقيقية تهدف الى تسوية النزاعات بين المتعاملين‪ ,‬وذلك من‬
‫اجل ضمان مصالح كل األطراف الفاعلة في السوق ومن ثم حفظ التوازنات الضرورية لحسن سير‬
‫المنافسة‪.‬‬

‫لقد نص المشرع بالنسبة لبعض سلطات الضبط على انشاء هيئة تحكيمية في ظلها تتولى‬
‫الفصل في النزاعات وتتخذ تشكيلة مغايرة للتشكيلة األصلية لسلطة الضبط على غرار ما هو عليه‬
‫بالنسبة لكل من لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها غرفة التأديب والتحكيم وان الغرفة مختصة‬
‫بالمنازعات التحكيمية‪ ,1‬ولجنة ضبط الكهرباء والغاز‪ ,‬غرفة التحكيم‪ ,2‬ما يمكن مالحظته بالنسبة‬
‫لتركيبة هيئات التحكيم هذه هو احتوائها على قضاة‪ ,‬وكذا حيادها وانفصالها عن التركيبة األصلية‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 52‬من المرسوم التشريعي رقم ‪ ,10 – 93‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ ,04 - 03‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ , 133‬من القانون ‪ , 01 – 02‬القانون رقم ‪ ,01 – 02‬المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز عبر القنوات‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫لسلطة الضبط‪ ,‬خاصة بالنسبة ألعضاء غرفة التحكيم لدى لجنة ضبط الكهرباء والغاز‪ ,‬اذ نص‬
‫المشرع بشأنهم على عدم اختيارهم من بين أعضاء لجنة الضبط‪.1‬‬

‫اما بالنسبة ألعضاء غرفة التأديب والتحكيم لدى لجنة تنظيم عمليات البورصة و مراقبتها فهم‬
‫ينتخبون من بين أعضاء هذه اللجنة اما بالنسبة لإلجراء المتبع في التحكيم فيتعلق باإلخطار‪ ,‬حيث‬
‫تعمل الغرفة التأديبية والتحكيمية بطلب من ‪:‬‬

‫‪ -‬اللجنة‪.‬‬

‫‪ -‬المراقب المذكور في المادة ‪ 46‬من المرسوم التشريعي ‪ 10 – 93‬المتعلق بالبورصة‪.‬‬

‫‪ -‬االطراف التي ذكرتها المادة ‪ 52‬من هذا المرسوم‪.‬‬

‫‪ -‬بموجب تظلم اي طرف له مصلحة‪.‬‬

‫اما بالنسبة لغرفة التحكيم لدى لجنة ضبط الكهرباء والغاز‪ ,‬فهي تتولى الفصل في النزاعات‬
‫بناء على طلب احد األطراف‪ ,‬ينتهي اجراء التحكيم باتخاذ ق اررات مبررة بعد االستماع الى األطراف‬
‫المعنية‪ ,‬وقد اخضع المشرع ق اررات غرفة التأديب والتحكيم إلمكانية اجراء الطعن امام مجلس الدولة‪,‬‬
‫عكس ق اررات غرفة التحكيم التي اعتبرتها ق اررات نهائية‪.2‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬النتائج المترتبة عن العمل بالتحكيم‪.‬‬


‫بالنسبة لنتائج التحكيم فتتلخص في اتخاذ ق اررات مبررة بعد االستماع الى األطراف المعنية‬
‫وفيما اخضع المشرع ق اررات غرفة التأديب والتحكيم للطعن امام مجلس الدولة‪ ,‬فإنه استثنى ق اررات‬
‫غرفة التحكيم من اجراء الطعن واعتبرها ق اررات نهائية‪ ,‬اذا كان المشرع قد اوكل سلطة التحكيم الى‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وليد بوجملين‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.167‬‬

‫‪ - 2‬المادة ‪ 137‬من القانون رقم ‪ ,01 – 02‬المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز عبر القنوات‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫هيئات داخلية متخصصة داخل سلطات الضبط‪ ,‬فإنه امكن البعض منها هذه المهمة دون الحاجة‬
‫الى انشاء هيئات داخلية متخصصة على غرار الوكالة الوطنية للممتلكات المنجمية التي تتكفل‬
‫بمساعدة التحكيم او المصالحة او سلطة بين المتعاملين في الميدان المنجمي كذا سلطة ضبط البريد‬
‫والمواصالت والتي اوكلها المشرع مهمتين شبه قضائيتين‪.1‬‬

‫مما تقدم خالل هذا المبحث والمتعلق بأدوات التدخل المستعملة من طرف سلطات الضبط‬
‫المستقلة‪ ,‬والتي تتمثل في سلطتي او اختصاصي التأديب والتحكيم‪ ,‬نالحظ التباين الواضح في حجم‬
‫وطبيعة صالحيات الضبط المخولة على هذا المستوى ‪:‬‬

‫من اإلدارة المركزية لصالح سلطات الضبط‪ ,‬اذ لم تخول كليها اال صالحيات المراقبة الدائمة‬
‫للسوق‪ ,‬في حين ان سلطات الضبط تبقى تضطلع باختصاص معياري لكنه ضيق يقتصر على‬
‫سلطات استشارية وهي هامة وواسعة اضافة الى سلطة قرار فردي لم يتم تحويلها اال جزئيا لفائدة‬
‫سلطات الضبط ‪ ,‬حيث تبقى الممارسة ضيقة في بعض القطاعات ومشاركة مع االدارة المركزية‪.‬‬

‫ان محدودية هذا االختصاص المعياري لسلطات الضبط يقلل من شأن مساهمتها كفاعل‬
‫رئيسي في عملية الضبط وهذا بالنظر الى بعض االعتبارات وهي ‪:‬‬

‫اوال ‪ :‬عدم اضطالع معظم سلطات الضبط بسلطة تنظيمية في سن وتأطير قطاعاتها بقواعد قانونية‬
‫أكثر مالءمة واحتكار اإلدارة المركزية لهذا االختصاص‪ ,‬اما بالنسبة للسلطات التي تتمتع بهذا‬
‫االختصاص‪ ,‬فهو اختصاص مقيد ماديا واجرائيا بالنظر الى الطابع التقني للقواعد المختص بها‬
‫واخضاعه الى مراقبة اإلدارة المركزية‪.‬‬

‫ومن ثم فإن السلطة التنظيمية ال تشكل األداة الرئيسية التي تميز نظام تدخل سلطات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وليد بوجملين‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.169‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫ثانيا ‪ :‬سلطة القرار الفردي الم تعلقة بمنح الرخص عادة ما يتم ممارستها بالنسبة لمعظم سلطات‬
‫الضبط بمشاركة اإلدارات المركزية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬بالنسبة للصالحيات االستشارية لسلطات الضبط‪ ,‬فرغم تركيبتها المختصة وتأهيلها من طرف‬
‫المشرع لتقديم آراء استشارية بخصوص مشاريع النصوص التنظيمية خاصة‪ ,‬اال ان عدم الزامية‬
‫األخذ بهذه ( االستشارات الرأي المطابق )‪ ,1‬من قبل السلطات العمومية من شأنه افراغ هذه‬
‫الصالحية من محتواها‪ ,‬خصوصا وان خصوصا وان معظم سلطات الضبط ال تتمتع بأهلية تقديم‬
‫اقتراحات للسلطة التنفيذية‪.‬‬

‫من خالل هذا المبحث الذي يدرس السلطتين التي منحهما المشرع الجزائري للسلطات الضبط‬
‫المستقلة ومنها لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة والتي تتمثل في سلطتي التأديب والتحكيم وذلك‬
‫بالتطرق الى مجموعة من العناصر التي توضح هاتين الميزتين‪ ,‬وذلك في ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد االساس القانوني لهاتين السلطتين والنص عليهما في التشريع الجزائري خاصة التحكيم‬
‫وبالنسبة للجنة‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد شروط ممارسة هذه الهيئات لهذه السلطات‪.‬‬
‫‪ -‬انواع العقوبات التي تطبقها الهيئات خاصة لما تمارس السلطة التأديبية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد المقصود من التحكيم‪ ,‬واستحداثه كآليه تستخدمها الهيئات لفض النزاعات‪.‬‬
‫‪ -‬والتطرق الى النتائج التي يجرج بها التحكيم لما يستخدم لفض هذه النزاعات‪.‬‬

‫‪ - 1‬وليد بوجملين‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪.171‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‬

‫في هذا الفصل توسعنا في السلطات التي تمارسها هيئات الضبط االقتصادي خاصة لجنة تنظيم‬
‫عمليات ومراقبة البورصة‪ ,‬حيث تطرقنا الى السلطات الممنوحة اليها والتي يعتبر الضبط اهمها‬
‫واللجنة احد الهيئات التي تستعمله في ضبط السوق المالية‪ ,‬ومن خالل الضبط الذي تمارسه على‬
‫السوق المالية تمارس مجمعة من االعمال كالرقابة‪ ,‬والمتابعة‪ ,‬والتنظيم الذي هو اهم هذه السلطات‪,‬‬
‫فمن خالله تسطيع اللجنة بسط سيطرتها عليه ومراقبته‪ ,‬وتنظيمه‪ ,‬كما يظهر من خالل اآلليات‬
‫المتاحة من استعماله‪ ,‬كاالختصاص العام او الشبه التنظيمي‪ ,‬او اصدار الق اررات الفردية وغيرها من‬
‫الصالحيات‪ ,‬وضمن المشرع صالحيات توقيع العقوبات على المخالفين على النظام المطبق على‬
‫سوق العمل‪ ,‬وذلك من استخدام سلطة التأديب او اللجوء للتحكيم‪ ,‬فمن خالل هاتين الميزتين تسطيع‬
‫الهيئات خاصة لجنة البورصة تسليط وتوقيع عقوبات اما ذات طابع مالي او حتى غير مالية على‬
‫المخلين بنظام العمل‪ ,‬او تلجئ الى التحكيم لتسوية النزاعات التي تقوم بين المتعاملين في السوق‬
‫المالي‪ ,‬وهذا تجسيدا للتدابير التي اخذ بها المشرع الجزائري‪ ,‬باستحداثه لهذه االلية لفض المنازعات‬
‫التي تقع بين المتعاملين االقتصاديين‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫خـــــاتـــــمـــــه‬
‫خـــــاتـــــمـــــه‬

‫خـــــاتـــــمـــــه‬
‫دور الدولة يظهر انه تغير وهذا من ‪ ,1989‬فلقد كانت المالك الوحيد لوظائف الرقابة‬
‫والتسيير لكن اصبحت هذه الدولة مجرد ضابط‪ ,‬وظهرت رغبة صريحة في انسحابها من الحقل‬
‫االقتصادي جسدها انشاء سلطات الضبط المستقلة‪ ,‬واهم ما يميز هذه السلطات الضبطية هو‬
‫جمعها بين الخاصية اإلدارية واالستقاللية‪ ,‬حيث انها ملكت كم كبير من صالحيات االدارة تجسد‬
‫ذلك في ضبط السوق‪ ,‬كما يحدث مع لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ,‬الهيئة الضابطة‬
‫للسوق القيم المنقولة‪ ,‬كما تم تخويل هذه السلطات اختصاصات قضائية جد هامة لصالحها تحت‬
‫غطاء وفكرة الفعالية والمرونة االنشطة االقتصادية‪ ,‬وقد سعت هذه الدراسة الى البحث عن‬
‫مجموعة من المفاهيم‪ ,‬مثل تحديد المقصود من السوق المالية " البورصة "‪ ,‬تحديد مفهومها‪,‬‬
‫انواعها‪ ,‬شروط اقامتها‪ ,‬فهذه السوق حديثة في االقتصاد الجزائري‪ ,‬جسدها توجه الدولة الجديد‬
‫االقتصاد الحر او اقتصاد السوق‪ ,‬تحديد المقصود من لجنة تنظيم ومراقبة البورصة وذلك ال يكون‬
‫اال من خالل الطرق الى تحديد المقصود من سلطات الضبط االقتصادي‪ ,‬وبما ان الفكرة حديثة‬
‫في التنظيم االداري الجزائري والدراسات حولها جد قليلة‪ ,‬فبتالي وجب التطرق لهذه السلطات في‬
‫القوانين المقارنة ‪ ,‬ثم التعريف بهذه السلطات‪ ,‬وتحديد خصائصها التي يظهر منها مميزات هامة‪,‬‬
‫االستقاللية‪ ,‬السلطوية‪ ,‬الطابع االداري لهذه الهيئات‪ ,‬وطبيعة عالقة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات‬
‫البورصة‪ ,‬بأجهزة الدولة خاصة الجهاز التنفيذي‪ ,‬من خالل تحديد حجم االستقاللية العضوي‬
‫والوظيفية‪ ,‬وحدود هذه االستقاللية‬

‫وتحديد السلطات الممنوحة للهيئات‪ ,‬والتي يعد الضبط اهمها فهي تمارس هذا االختصاص‬
‫نيابة عن الجهاز التنفيذي للدولة‪ ,‬ونجد لجنة تنظيم البورصة تمارس ضبط سوق القيم المنقولة "‬
‫البورصة "‪ ,‬عن طريق التنظيم‪ ,‬الذي يعد احد االختصاصات الممنوحة لها في الضبط‪ ,‬وتمارس‬
‫هذا االختصاص عن طريق مجموعة من األدوات‪ ,‬منحت لها عن طريقة القوانين والتنظيمات‪ ,‬ثم‬

‫‪126‬‬
‫خـــــاتـــــمـــــه‬

‫في حالة المخالفة والخروج عن األنظمة والتعليمات‪ ,‬المحددة لطريقة العمل في السوق‪ ,‬مكن‬
‫القانون اللجنة من معاقبة المخالفين عن طريق السلطة التأديبية والتحكيمية الممنوحة لها بموجب‬
‫اطر العمل من قوانين وتنظيمات‪ ,‬فهي تمارس هذه الوظيفة في االخالل بالنظام من المتعاملين‪,‬‬
‫فقد منحت سلطة تأديبية لتوقيع عقوبات متنوعة على المتعاملين‪ ,‬ذات طابع مالي وغير مالي‪,‬‬
‫كما لها دور مهم في النزعات التقنية الناتجة عن تفسير القوانين‪ ,‬وبين المتعاملين في سوق القيم‬
‫المنقولة‪ ,‬بالنسبة للنتائج التي يمكن ان نستنتجها من الدراسة ‪:‬‬

‫‪ - 1‬حداثة سوق القيم المنقولة‪ ,‬فالبورصة الجزائرية حديثة وحجم التعامل بها ال زال بسيط‪.‬‬

‫‪ - 2‬ايضا التجربة الجزائرية حديثة في مجال سلطات الضبط المستقلة‪ ,‬حيث كان ظهور هذه‬
‫السلطات فقط بتغير النظام والتوجه االقتصادي الجزائري الى اقتصاد السوق‪ ,‬فال يمكن ان توصف‬
‫بالتجربة المقارنة التي قطعت شوط كبير في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ – 3‬ان المشرع منح صالحيات ضبطية لصالح سلطات الضبط المستقلة فقلص نطاق اختصاص‬
‫السلطة التنظيمية في المجال االقتصادي‪ ,‬واعادة النظر في التوزيع التقليدي للسلطة في هذا‬
‫المجال بين السلطة التنفيذية ( اإلدارية ) وهذه الهيئات‪.‬‬

‫‪ - 4‬منح هذه السلطات ادوات تسطيع بها ممارسة نشاطاتها في ضبط القطاع الذي منح لها‬
‫تنظيمه وكل حسب مجالها‪ ,‬تتميز هذه األدوات بالتأثير وتستطيع بهذه األدوات ايضا ان تضاهي‬
‫السلطة واآلليات التي تتمتع بها السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫‪ – 5‬ونتيجة للسلطات التي تتمتع بها سلطات الضبط‪ ,‬وحتى يتجسد الضبط في القطاع الذي منح‬
‫للجنة تنظيمه‪ ,‬نجدها زودت بسلطة تأديبية ‪,‬وتحكيمية تستعمل الهيئات هذه السلطتين مثل ما‬
‫تعمل لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ,‬التأديب والتحكيم في حل المنازعات التي تنشئ لدى‬
‫مزاولة النشاطات بالسوق المالية من طرف المتعاملين‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫خـــــاتـــــمـــــه‬

‫اما عن ما يجب تحديده من توصيات ‪:‬‬

‫‪ – 1‬العمل على تفعيل اكثر للبورصة فهي حديثة النسئة فتفعيلها يؤدي التي دفع النشاط‬
‫االقتصادي فهي عبارة عن سوق ذات طابع مختلف عن االسواق العادية المعروفة‪ ,‬لكن لها دور‬
‫كبير زيادة النشاط االقتصادي الوطني‪.‬‬

‫‪ – 2‬النص على انشاء سلطة ضبط خاصة بتنظيم عمليات البورصة ومراقبتها بقانون ما يضمن‬
‫شرعيتها‪ ,‬حيث نجد هذه السلطة التي منح لها ضبط هذا المجال الذي هو السوق المالي‪ ,‬انشئت‬
‫بموجب مرسوم تشريعي ما يقلل من استقالليتها ويجعلها تحت سلطة السلطة التنظيمية‪ ,‬تتصرف‬
‫فيها بالتنظيم‪.‬‬

‫‪ – 3‬تكريس االستقاللية العضوية والوظيفية لهذه السلطات وفصلها التام عن الجهاز التنفيذي ما‬
‫يضمن عملها بشكل مستقل وحيادها‬

‫‪ – 4‬تحديد المهام المنوطة لسلطات الضبط بشكل واضح في نصوص القوانين‪ ,‬ما يضمن ادائها‬
‫الصحيح للمهام التي اوكلت لها وضبطها للقطاع الذي كلفت بتنظيمه‪ ,‬فهذا االمر يضمن عدم‬
‫انحرافها واستغاللها لسلطاتها‪.‬‬

‫‪ – 5‬نجد انه يجب تكريس سلطتي التأديب والتحكيم وتفعيلها لهذه السلطات‪ ,‬فهذه السلطات‬
‫اوكل ت لها مهمة ضبط هذه القطاعات ويجب ان تمتلك سلطات تلجئ اليها لتطبقها‪ ,‬فيمكن ان يتم‬
‫تأديب المتعامل لدى مخالفته للنظم والتنظيمات المعمولة بها‪ ,‬او اللجوء الى التحكيم بخصوص‬
‫النزعات التي تكون بصدد مزاولة النشاطات االقتصادية في القطاع‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫قـائـمـة الـمـراجـع‬
‫قائمة المراجع والمصادر‬
‫النصوص القانونية‬

‫‪ -‬دستور الجزائر لسنة ‪ ,1996‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر نفس السنة‪ ( ,‬ج ر) ‪ 76‬الصادرة في‬
‫‪ 08‬ديسمبر ‪ 1996‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي‪ 11 – 05 ,‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ,2005‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪ ( ,‬ج‬
‫ر ) ‪ ,51‬الصادرة في ‪ 20‬جولية ‪.2005‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ ,12 – 89‬المتعلق باألسعار مؤرخ في ‪ 05‬جويلية ‪ , 1989‬الصادر ( ج ر)‬
‫عـدد ‪ ,29‬الصادرة في ‪ 19‬جويلية ‪.1989‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ,07 – 90‬المؤرخ في ‪ 03‬افريل ‪ ,1990‬المتعلق باالعالم ( ج ر ) ‪14‬‬
‫الصادرة في ‪ 04‬افريل ‪.1990‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ,10 – 90‬المؤرخ في ‪ 14‬افريل ‪ ,1990‬المتعلق بالنقد والقرض ( ج ر) ‪16‬‬
‫الصادرة ‪ ,1990‬الملغى بموجب االمر رقم ‪11 – 03‬المؤرخ في ‪ 11‬اوت ‪ 2003‬المتعلق‬
‫بالنقد والقرض‪.‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 03 – 2000‬المؤرخ في ‪ 05‬اوت ‪ ,2000‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة‬
‫بالبريد وبالمواصالت السلكية والالسلكية ( ج ر ) ‪ ,48‬الصادرة في ‪.2000‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ,01 – 02‬المؤرخ في ‪ 05‬فيفيري ‪ ,2002‬المتعلق بالكهرباء وتوزيع الغاز عبر‬
‫القنوات ( ج ر ) ‪ ,08‬الصادرة في ‪.2002‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ ,04 – 03‬المؤرخ في ‪ 17‬فيفري ‪ ,2003‬المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي‬
‫رقم ‪ ,10 - 93‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة‪ ( ,‬ج ر ) ‪ 11‬الصادرة في ‪ 18‬فيفري ‪.2003‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ ,01 – 06‬المؤرخ في ‪ 20‬فيفري ‪ ,2006‬المعدل والمتمم المتعلق بالوقاية من‬
‫الفساد ومكافحته‪ ( ,‬ج ر) ‪ 14‬الصادرة ‪.2006‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ ,12 - 08‬الوؤرخ في ‪ 25‬جولية ‪ ( ,2008‬ج ر ) ‪ 36‬الصادرة في ‪,2008‬‬
‫المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ ,03 - 03‬الصادر في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬المتعلق بالمنافسة ( ج‬
‫ر ) ‪ 43‬المؤرخة في ‪ 20‬جويلية ‪.2003‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 10 – 10‬المؤرخ في ‪ 03‬جويلية سنة ‪ 2001‬المتضمن قانون المناجم‪.‬‬
‫‪ -‬اال مر ‪ 08 – 96‬المؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪ ,1996‬المتعلق بهيئات التوظيف الجماعي للقيم‬
‫المنقولة‪ ( ,‬ج ر ) ‪ ,03‬الصادرة في ‪.1996‬‬
‫‪ -‬االمر رقم ‪ ,03 - 03‬الصادر في ‪ 19‬جويلية ‪ ,2003‬المعدل والمتمم بالقانون ‪12 - 08‬‬
‫المتعلق بالمنافسة ( ج ر ) ‪ 43‬المؤرخة في ‪ 20‬جويلية ‪.2003‬‬
‫‪ -‬االمر رقم ‪ ,11 - 03‬الصادر في ‪ 27‬اوت ‪ ,2003‬المعدل والمتمم باألمر ‪04 - 10‬‬
‫المتعلق بالنقد والقرض ( ج ر ) ‪ 52‬المؤرخة في نفس اليوم‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم التشريعي‪ 10 - 93 ,‬المؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ ,1993‬المعدل والمتمم بالقانون ‪- 03‬‬
‫‪ 04‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة‪ ( ,‬ج ر ) ‪ 34‬المؤرخة في ‪ 23‬ماي ‪.1993‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 170 - 93‬المؤرخ في ‪ 20‬ماي ‪ ,1998‬المتعلق باألتاوى التي‬
‫تحصلها لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ( ,‬ج ر ) العدد ‪ ,34‬الصادرة في ‪.1998‬‬
‫‪ -‬المرسوم تنفيذي رقم ‪ ,175 – 94‬المؤرخ في ‪ 13‬جوان ‪1994‬المتضمن تطبيق المواد ‪,21‬‬
‫‪ ,29 ,22‬من المرسوم التشريعي ‪ ,10 – 93‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي ‪ 102 – 96‬المتضمن تطبيق المادة ‪ 32‬من المرسوم التشريعي ‪10 93‬‬
‫المتعلق بالبورصة‪ ,‬المؤرخ في ‪ 11‬مارس‪ ( ,‬ج ر ) ‪.1996 ,18‬‬
‫‪ -‬نظام اللجنة ‪ ,03 – 96‬المؤرخ في ‪ 03‬جويلية ‪ ,1996‬المتعلق بشروط اعتماد الوسطاء في‬
‫عمليات البورصة‪ ,‬ووجباتهم ومراقبتهم‪ ( ,‬ج ر ) ‪ ,36‬الصادرة في ‪ 01‬جوان ‪.1997‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ -‬نظام اللجنة ‪ ,03 – 2000‬المؤرخ في ‪ 28‬سبتمبر ‪ ,2000‬والمتضمن تنظيم وسير‬
‫المصالح االدارية والتقنية للجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪ ( ,‬ج ر ) ‪ ,08‬الصادر في‬
‫‪.2001‬‬
‫كتب ومؤلفات‬

‫‪ -‬الخضيري محسن احمد‪ ,‬كيف تتعلم البورصة في ‪ 24‬ساعة‪ ,‬طبعة‪ ,1‬دار ايتراك‪ ,‬مصر‪,‬‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ -‬احمد محي الدين‪ ,‬اسواق االوراق المالية واثارها االنمائية‪ ,‬دلة البركة‪ ,‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪.1995 ,‬‬
‫‪ -‬شعبان محمد اسالم البرواري‪ ,‬بورصة االوراق المالية من منضور اسالمي ( دراسة تحليلية‬
‫نقدية )‪ ,‬دار الفكر دمشق‪ ,‬سوريا‪ ,2001 ,‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ,‬التحكيم في منازعات العقود الداخلية والدولية‪ ,‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪ ,‬االسكندرية ‪ ,‬مصر ‪.2007,‬‬
‫‪ -‬عمار عوابدي‪ ,‬نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة و القانون اإلداري‪ ,‬الطبعة الثانية‪,‬‬
‫دار هومة‪ ,‬الجزائر‪.2001 ,‬‬
‫‪ -‬مبارك بن سليمان آل فواز‪ ,‬االسواق المالية من منضور اسالمي‪ ,‬مركز النشر العلمي‪,‬‬
‫جامعة الملك عبد العزيز‪ ,‬المملكة السعودية‪.2001 ,‬‬
‫‪ -‬وجدي محمد فريد‪ ,‬دائرة معارف القرن العشرين‪ ,‬مجلد‪ ,2‬طبعة ‪ ,3‬د ار المعرفة‪ ,‬لبنان‪ ,‬دون‬
‫تاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬محمد مختار احمد بريري‪ ,‬التحكيم التجاري الدولي‪ ,‬الطبعة الثالثة‪ ,‬دار النهضة العربية‪,‬‬
‫القاهرة‪ ,‬مصر‪.2004 ,‬‬
‫‪ -‬وليد بوجملين‪ ,‬سلطات الضبط االقتصادي في القانون الجزائري‪ ,‬دار بلقيس للنشر‪ ,‬الجزائر‪,‬‬
‫دون سنة‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫رسائل ومذكرات‬

‫‪ -‬تواتي نصيرة‪ ( ,‬المركر القانوني للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها )‪ ,‬مذكرة ماجستير‪,‬‬
‫كلية الحقوق جامعة تيزي وزو‪.2005 ,‬‬
‫‪ -‬حدري سمير‪ (,‬السلطات االدارية المستقلة الفاصلة في المواد االقتصادية والمالية )‪ ,‬مذكرة‬
‫ماجستير كلية الحقوق والعلوم التجارية‪ ,‬جامعة احمد بوقرة‪ ,‬بومرداس‪.2006 ,‬‬
‫‪ -‬حسام الدين بركيبة‪ ( ,‬الرقابة القضائية على اعمال سلطات الضبط المستقلة )‪ ,‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ,‬جامعة ورقلة‪.2014 - 2013 ,‬‬
‫‪ -‬زوار حفيظة‪ ( ,‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة كسلطة إدارية مستقلة )‪ ,‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في القانون‪ ,‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ,‬جامعة الجزائر‪.2003 – 2004‬‬
‫‪ -‬قايد ياسين‪ ( ,‬اإلدارة الجزائرية وقانون المنافسة‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير )‪ ,‬كلية‬
‫الحقوق بن عكنون‪ ,‬جـامعة الجزائر‪.2000 ,‬‬
‫‪ -‬قوراري مجدوب‪ ,‬سلطات الضبط في المجال االقتصادي ( لجنة تنظيم البورصة وسلطة‬
‫ضبط البريد والمواصالت انموذجين )‪ ,‬مذكرة ماجستير‪ ,‬كلية الحقوق جامعة تلمسان‪-2009 ,‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ -‬موسى رحموني‪ ( ,‬الرقابة القضائية على سلطات الضبط المستقلة في التشريع الجزائري )‪,‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة ماجستير‪ ,‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ,‬جامعة باتنة‪.2013 – 2012 ,‬‬
‫‪ -‬نبيل خليل طه سمور‪ ( ,‬سوق االوراق المالية بين النظرية والتطبيق دراسة حالة سوق راس‬
‫المال االسالمي في ماليزيا )‪ ,‬شهادة ماجستير‪ ,‬كلية التجارة الجامعة االسالمية غزة‪ ,‬دولة‬
‫فلسطين‪.2007 ,‬‬
‫‪ -‬نداتي حسين‪ ( ,‬اليات الضبط االقتصادي في القانون الجزائري )‪ ,‬مذكرة لنيل شهادة ماسر‪,‬‬
‫جامعة خميس مليانة‪.2014 – 2013 ,‬‬
‫مـــــقــــــاالت‬

‫‪133‬‬
‫‪ -‬بن لطرش منى‪ ,‬السلطات االدارية المستقلة في المجال المصرفي‪ :‬وجه جديد لدور الدولة‪,‬‬
‫مجلة ادارة‪ ,‬المدرسة الوطنية لالدارة‪ ,‬الجزائر‪ ,‬العدد الثاني‪.2002 ,‬‬
‫‪ -‬لباد ناصر‪ ,‬السلطات اإلدارية المستقلة‪ ,‬مجلة ادارة‪ ,‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ,‬الجزائر‪ ,‬العدد‬
‫االول‪.2002 ,‬‬

‫‪134‬‬
‫الـــــفـــــهـــــرس‬
‫مـــــقـــــدمـــــة ‪ ...........................................................................................‬ب‬

‫الفصل االول ‪ :‬لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة‪8 ................................................. .‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬البورصة‪9 ............................................................................. .‬‬


‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم البورصة‪10 .................................................................. .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬تعريف البورصة‪10 .................................................................. .‬‬
‫اوال ‪ :‬تعريف البورصة لغة و اصطالحا‪10 ........................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تعريف البورصة من الجانب االقتصادي‪11 .................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تعريف البورصة من الجانب القانوني‪12 ................................................... .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬شروط وانواع البورصة‪12 ............................................................ .‬‬
‫اوال ‪ :‬شروط اقامة البورصة‪12 .................................................................. .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬انواع البورصات‪14 ....................................................................... .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬وظائف البورصة‪16 ...................................................................... .‬‬
‫الطلب الثاني ‪ :‬الهياكل البورصة‪18 .................................................................. .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬لجان البورصة‪18 .................................................................... .‬‬
‫اوال ‪ :‬اللجنة العليا لبورصة‪18 ................................................................... .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اللجان الفرعية للبورصة‪19 ............................................................... .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬عضوية البورصة ( الجمعية العمومية )‪20 ................................................ .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬السماسرة (معاونو البورصة)‪20 ...................................................... .‬‬
‫اوال ‪ :‬المقصود من السمسار‪21 ................................................................. .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الشروط الواجب توافرها في السمسار‪21 ................................................... .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬وظائف السماسرة‪22 ...................................................................... .‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬سلطات الضبط االقتصادي‪24 ......................................................... .‬‬


‫المطلب االول ‪ :‬السلطات الضبط االقتصادي والشكل القانوني الجديد للضبط‪25 ....................... .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬السلطات الضبط في القانون المقارن‪25 .............................................. .‬‬
‫اوال ‪ :‬التجربة االنجلوسكسونية‪25 ................................................................ .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التجربة الفرنكوفونية‪27 ................................................................... .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مفهوم السلطات الضبط االقتصادي‪28 ............................................... .‬‬
‫اوال ‪ :‬تعريف سلطات الضبط االقتصادي‪28 ..................................................... .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬خصائص سلطات الضبط االقتصادي‪30 ................................................. .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬طبيعة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة وتنظيمها‪35 ............................. .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬الطابع الجماعي والمختلط لتركيبة لجنة التنظيم‪36 .................................... .‬‬
‫اوال ‪ :‬تعدد وتنوع صفة األعضاء‪36 ............................................................. .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اسلوب تعيين األعضاء‪37 ................................................................ .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬تنظيم وتمويل اللجنة‪38 ...............................................................‬‬
‫اوال ‪ :‬تميز اللجنة بتنظيم اداري خـاص‪39 .........................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تمويل اللجنة‪42 .......................................................................... .‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬عالقة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة بالجهاز التنفيذي ‪45 ......................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬عالقة اللجنة بالجهاز التنفيذي من الناحية العضوية‪46 ............................... .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬مظاهر استقاللية اللجنة من الناحية العضوية‪46 ...................................... .‬‬
‫اوال ‪ :‬تعدد األعضاء واختالف صفتهم ومراكزهم‪47 ...............................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تعدد واختالف الجهات المقترحة لألعضاء‪48 ............................................. .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تحديد مدة انتداب الرئيس واألعضاء‪49 ................................................... .‬‬
‫رابعا ‪ :‬مراعاة األحكام الصادرة عن السلطات الضبط المستقلة لمبدأ الحياد‪50 ..................... .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬حدود االستقاللية العضوية للجنة البورصة‪50 ......................................... .‬‬
‫اوال ‪ :‬تمتع السلطة التنفيذية بسلطة التعيين‪51 ..................................................... .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ظروف انتهاء عضوية الرئيس واألعضاء وعدم تجديد االنتداب‪52 ......................... .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬غياب إجراء االمتناع‪53 .................................................................. .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عالقة لجنة البورصة بالجهاز التنفيذي من الناحية الوظيفية‪55 ........................ .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬مظاهر االستقاللية الوظيفية للجنة البورصة‪55 ........................................ .‬‬
‫اوال ‪ :‬االستقالل المالي‪55 ....................................................................... .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االستقالل اإلداري‪56 ..................................................................... .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اختصاص سلطات الضبط بوضع نظمها الداخلي‪57 ...................................... .‬‬
‫رابعا ‪ :‬الشخصية المعنوية‪58 .....................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مظاهر التبعية الوظيفية للجنة بالجهاز التنفيذي‪60 .....................................‬‬
‫اوال ‪ :‬اعداد التقرير السنوي وارساله الى الحكومة‪60 .............................................. .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬موافقة الو ازرة المختصة على األنظمة الصادرة عن الهيئات المستقلة‪61 ..................... .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬وضع السلطة التنفيذية للنظام الداخلي لبعض سلطات الضبط‪62 ........................... .‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم البورصة من طرف لجنة تنظيم ومراقبة العمليات‪67 .............................. .‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬وظيفة الضبط االقتصادي‪68 .......................................................... .‬‬


‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم الضبط االقتصادي‪69 ........................................................ .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬تعريف الضبط االقتصادي‪69 ........................................................ .‬‬
‫اوال ‪ :‬نشأة الضبط االقتصادي‪69 ................................................................ .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المفهوم االقتصادي للضبط‪70 ............................................................ .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المفهوم القانوني للضبط‪71 ............................................................... .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬طبيعة الضبط االقتصادي‪72 ........................................................ .‬‬
‫اوال ‪ :‬الطبيعة التشريعية للضبط‪72 .............................................................. .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الطبيعة التنفيذية للضبط‪73 ............................................................... .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الطبيعة القضائية للضبط‪73 .............................................................. .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬السلطة التنظيمية للجنة‪77 .......................................................... .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬مفهوم السلطة التنظيمية الممنوحة للجنة‪77 .......................................... .‬‬
‫اوال ‪ :‬تعريف السلطة التنظيمية‪77 ............................................................... .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مدى دستورية السلطة التنظيمية‪78 ........................................................ .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬كيفية ممارسة السلطة التنظيمية من طرف اللجنة‪80 ....................................... .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬صور ممارسة اللجنة لالختصاص التنظيمي‪83 ....................................... .‬‬
‫اوال ‪ :‬الممارسة المباشرة لالختصاص التنظيمي‪83 .................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المساهمة في االختصاص التنظيمي‪85 ................................................... .‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ادوات اللجنة لتنظيم البورصة‪87 .......................................................‬‬


‫المطلب االول ‪ :‬االختصاص التنظيمي العام والشبه التنظيمي الممنوح للجنة‪88 ........................ .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬االختصاص التنظيمي العام‪88 ....................................................... .‬‬
‫اوال ‪ :‬مجال ممارسة االختصاص التنظيمي العام‪89 .............................................. .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المصادقة على ما تصدره اللجنة من لوائح‪91 ............................................. .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االختصاص الشبه التنظيمي للجنة‪92 ................................................ .‬‬
‫اوال ‪ :‬التعليمات‪92 .............................................................................. .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التوصيات‪94 ............................................................................ .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اآلراء‪94 ................................................................................. .‬‬
‫رابعا‪ :‬االقتراحات‪95 ............................................................................ .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اختصاص اللجنة في التدخل واصدار ق اررات ادارية وفردية‪97 ........................ .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬اختصاص التدخل الممنوح للجنة‪97 .................................................. .‬‬
‫اوال ‪ :‬االختصاص األمري‪97 .....................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االختصاص بالتحقيق‪99 ................................................................. .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اختصاص بالحلول‪102 ................................................................... .‬‬
‫رابعا ‪ :‬االختصاص التأديبي والتحكيمي‪102 ...................................................... .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬االختصاص بإصدار الق اررات االدارية الفردية‪104 .................................... .‬‬
‫اوال ‪ :‬التأشيرة‪105 ............................................................................... .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االعتماد‪106 ............................................................................. .‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬دور اللجنة التنظيم من خالل سلطة التأديب والتحكيم ‪107 .............................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬دور اللجنة من خالل االختصاص التأديبي‪108 ........................................‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬اساس سلطة التأديب الممنوحة لسلطات الضبط االقتصادي‪108 ....................... .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬شروط ممارسة هيئات الضبط المستقلة لسلطة العقاب‪110 ............................ .‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬انواع العقوبات التي توقعها سلطات الضبط المستقلة‪111 .............................. .‬‬
‫اوال ‪ :‬العقوبات المالية‪111 ........................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬العقوبات غير المالية‪114 ................................................................. .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬دور اللجنة من خالل االختصاص التحكيمي‪117 ..................................... .‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬المقصود من التحكيم واساسه القانوني‪117 ............................................ .‬‬
‫اوال ‪ :‬المقصود من التحكيم‪117 .................................................................. .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االساس القانوني للتحكيم‪118 ............................................................. .‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬استحداث التحكيم كألية لتسوية المنازعات القطاع االقتصادي‪119 ..................... .‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬النتائج المترتبة عن العمل بالتحكيم‪120 .............................................. .‬‬

‫خـــــاتـــــمـــــه ‪126 .......................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع والمصادر ‪130 ...........................................................................‬‬

You might also like