You are on page 1of 141

‫الجم ــ رية الجزائــرية الديمقــراطية الشعبيـــة‬

‫وزارة التع يــ العــالي البحــث الع مـي‬


‫جــامعة محــمد خيضــر – بسكرة –‬
‫كــ ية الع ــو ااقتصــادية والتجــارية وع ــو التسييــر‬
‫قســـ ‪ :‬ع و التسيير‬

‫دور التدقيق الداخلي في تفعيل اتخاذ‬


‫القرار‬
‫دراسة الحالة لمؤسسة الجزائرية لنسيج والتجهيز‬
‫‪ – SONITEX‬بسكرة‪-‬‬

‫صورية كحول‬ ‫‪‬‬ ‫فاطمة بعوج‬ ‫‪‬‬

‫‪............................2015/‬‬ ‫رقــ التسجيـل‪:‬‬


‫‪.............................‬‬ ‫تــاريخ اإيـداع‬

‫قـــسم ع و التسيير‬
‫آية قرآيية‬

‫ت‬
‫سورة الفا حة‬

‫‪II‬‬
‫سك ونفدب‬
‫نحمد ه سيحايه ونعالى حمداً نل بق لحاله وجهه وعطي سلطايه على نعميه ونوف نقه لي على إيما ه ه الم ك ةش‬
‫ل‬
‫واعبرافا نالفص ونفدب ًا م أنوجه نحز السك واامت يا الى أس ياذتي‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫لح‬

‫وم رفني ضاحية الصدر ال حب والحلق الك ي اأس ياذة‪ :‬كحو صورنـة‬

‫الني ل تيح عل يّا يماحطاتها الفيمة ونوحيهاتها السدندةش‬

‫كما أنفد نأسمى ع يارات ال نفدب وااحبرا أعصاء لجية الم يا شة‬

‫ال ي ف يلوا م يا شة ه ه الم ك ةش‬

‫كما أنفد نحزن السك واامت يا إلى اأس ياذة أحا مت نبف الس يد ع يد المج يد مت نبف الس يد عصا مت نبف‬
‫ل‬
‫اأس ياذة السعدية لحمرف الس يد الغرتي فطاف يما ف الس يد مزنا ف مؤظفي مؤسشة ا يسيج واليجهبز والى حم نع‬

‫أسان تي الك ا ال ي نعلمت ميه ولو ح فاً واحداً طوا مشواري الدراسيش‬

‫وفي اأحبر أسك ك م ساعدتي م رتب أو نع يد ولو نكلمة أو ناييسامة على إيما ه ه الدراسةش‬

‫‪III‬‬
‫اإهداء‬
‫أنجني إحااً إلى م أر ف يها ض ياء الصراط وعمود الج ياةف إلى م آزرت ني وساندتني طو المسارف إلى م أراها نحر الج يا وساطئ ال عاية‬
‫وفلك ال نصيحة واأما ش‬
‫ع‬
‫إلى م حم تني وه ياً على وه وسهرت بسهري و رحت لفر ي واح ن نت اأحزا م أح سعادتي و لمتني أ اإيما نحاح وال بر‬
‫مف ياح العطاء والجب ششش‬
‫إلى حتيتني أميش‬
‫إلى م أر فيه يت بوع ال حاء وجود الك ماء ونصح الحكماء وعطف ال حماءف إلى واجه الصعاب ونعب م أحليف وو ر لي ال اجة ول تيح‬
‫ع‬
‫عليَ ت نعمة في ت ي العل ف و لمني ونعلمت ميه أ الج ياة نحارب وش عني على الم ياب ة وااح يهادش‬
‫إلى أتي الفاض‬

‫إلى م فاسموتي الج ياة نحولها ومرها إجوتي ناسمي ف محمد اأمي ف نلفاس ف رفيةف مري ف رميساءش‬
‫وإلى ك عانلني(نعوج‪/‬ب فا ) وناأح حالي سا وزحيه فحالي فؤاد وزوحيهف وحااتي أما ف عيشة وزوجهاف نحاةف فاطمة وزوجهاف وهنيةف سع يدة‬
‫وزوجها محمد طيشف زهيةف رس يدةف حدنحةف أ الجبرف والى زوجة حديف وأ ي سف يا طيش وزوحيهف عنية ب فا وايت يها رحيمة سليماتيف عمي الحموعي‬
‫ب فا وزوحيهف عمي حالد ب فا ف عمني آس يا وزهرةف وأعما عيسى ومحمد الطنب ومصطفىف وإلى فوزية ب فا ف مري لسهبف فص يلة طيشف حدنحة‬
‫القهري وأوادهاف جولة نعوجف نورة ال صرةف وك ياكنت داري ومحمد حبرالدي فم ت ياف حل ي ف ول يدف مج يدوف والى فاطمة ع نفر وت ياتهاف والى ضدنقة العانلة‬
‫أحا مت نب‬
‫س‬ ‫س‬
‫والى ضدنفاتي زنودة فاي (ح ياة)ف لمي سعاد(منى) وعانل يها الك ناسمهف صفية سالةف أما مرزاقف مري لغرتبف حليمة ح كاتف لمى إمدوكاليف‬
‫ع‬ ‫س‬
‫أما لميف جه يدة ي رنالةف عزبزة دوندةف سها عزريف عيشة ب كيف مري طواهريةف مري طتنيف أحا ف سمية نفيف أسماء تبرف إيما نصليف‬
‫ف رندةف سماح سع يدو ف حيجيف سها ‪ /‬ف هاح ‪ /‬ف ات يا عف نصةف أسماء‪/‬جف زهرة‪ /‬ف ح يا ف سمية‪/‬عف سماحف ريمة‪/‬كف لط نقة ازط نطوف‬
‫وضا ‪/‬جف منى الفرتيف أمنية‪ /‬ف أسماء‪ /‬ف أمنية ‪/‬كف صفية‪/‬إف الها ‪ /‬ف هاح ‪ /‬ف زهرة‪ /‬ف صبرتية ون نية لحمرف سعادف أمنيةف م يا ف‬
‫ك يمة‪/‬ع والى ك ضدنفاتي والى ك م مفد عاوةف واي الع هواري القهري وموسى نعوجف ع يد ال بور زنودةف وأحي رضا وعفية حمامةف ك‬
‫ل‬
‫م ساعدتي في ه ا ا عم م رتب أو م نع يدش‬
‫إلى هؤاء حم نعاً أهدي ه ا العم‬

‫نعوج فاطمة‬
‫‪IV‬‬
‫قائمة المح تويات‬

‫الصفحة‬ ‫الع توان‬


‫‪I‬‬ ‫البسملة‬
‫‪II‬‬ ‫آية القرآ ية‬
‫‪III‬‬ ‫شكر وتقدير‬
‫‪IV‬‬ ‫اإهداء‬
‫‪V‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪VIII‬‬ ‫فهرس اأشكال والجداول والماحق‬
‫أ‪-‬ج‬ ‫مقدمة‬
‫‪45-2‬‬ ‫الفصل اأول‪ :‬مدخل عام للتدقيق الداخلي‬
‫‪2‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث اأول‪ :‬عموميات حول التدقيق‬
‫‪3‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬التطور التاريخي للتدقيق ومفهومه‬
‫‪8‬‬ ‫المطلب الثا ي‪ :‬أساسيات التدقيق وأ واعه‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬معايير التدقيق‬
‫‪20‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية التدقيق الداخلي‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬مفهوم التدقيق الداخلي وأسباب تطور‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب الثا ي‪ :‬أركان وأهداف التدقيق الداخلي‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أ واع التدقيق الداخلي‬
‫‪30‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أساسيات التدقيق الداخلي‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬معايير وصاحيات التدقيق الداخلي‬
‫‪35‬‬ ‫المطلب الثا ي‪ :‬أدوات التدقيق الداخلي‬
‫‪39‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مراحل عملية التدقيق الداخلي‬
‫‪V‬‬
‫ملخص الدراسة‬
:‫ملخص‬
‫إن التدقيق الداخلي يعد من الوظائف اأساسية في المؤسسة التي تعتمد عليها اإدارة العليا ومختلف‬
‫ ومن هنا يمكن القول أن‬.‫المصالح واأقسام كمصدر للمعلومات والبيانات التي تتميز بالمصداقية والجودة‬
‫يقوم به تفعيل اتخاذ القرار في المؤسسة اإقتصادية‬ ‫الدراسة تهدف إلى معرفة دور التدقيق الداخلي الذ‬
‫ بإعتبار أن اتخاذ القرار عملية تقوم بها اادارة العليا (متخذ القرار) وذلك بشكل دائم أنه يعتبر أساس‬،‫الجزائرية‬
‫ ويتضح دور التدقيق الداخلي في إضفاء المصداقية‬،‫ فهو نقطة البداية أ نشاط في المؤسسة‬،‫أعمال المؤسسة‬
‫للمعلومات والبيانات التي تقوم على أساسها عملية اتخاذ القراري حيث يحتل التدقيق الداخلي أهمية كبيرة على‬
‫المستو الداخلي إذا يتم من خاله تقييم مختلف اأساليب الرقابية التي تمارسها المؤسسة في اتخاذ ق ارراتهاي‬
‫خلصت الدراسة الى أن التدقيق الداخلي يساعد في خلق الثقة بين مصالح المؤسسة واإدارة العليا‬
‫باعتبار أن التدقيق الداخلي هو المرجع اأساسي للمعلومات والبيانات الدقيقة اتخاذ الق اررات السليمة والمناسبة‬
‫وذلك من خال التوجيه واإرشاد الذ يقدمه المدقق الداخلي لمتخذ القراري‬
‫ مؤسسة اقتصاديةي‬،‫ إتخاذ القرار‬،‫ تدقيق داخلي‬:‫ال لمات المفتاحية‬
Résumé :
L'audit interne des fonctions de base de l'entreprise dont ils dépendent la
direction générale et les différents départements et divisions comme une source
d'information et des données qui se caractérisées par la crédibilité et la qualité. et le
but de cette étude est savoir le rôle de l'audit interne effectué par l'activation de la
prise de décision dans l'entreprise économique algérienne, comme la prise de décision
processus -Faire effectuée par la haute direction (décideur) et de façon permanente,
car il est basé sur le travail de la Fondation, il est le point de départ pour toute activité
dans l’entreprise de début, et effacer le rôle de l'audit interne pour donner de la
crédibilité à l'information et les données sur lesquelles processus de prise de décision
de base. Où audit interne occupe une grande importance à l'échelle nationale si à
travers lequel différentes méthodes de contrôle pratiquées par la Fondation dans son
évaluation des décisions.
L'étude a conclu que l’audit interne contribue à créer la confiance entre les
services de l'entreprise et la direction général en compte l'audit interne est la
principale référence pour l'information et les données exactes pour prendre de bonnes
décisions et appropriée, par la direction de l'auditeur interne et ces conseils du
décideur.
Mots clés: audit interne, prise de décision, entreprise économique.
‫‪44‬‬ ‫خاصة الفصل اأول‬
‫‪85-46‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬
‫‪46‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪47‬‬ ‫المبحث اأول‪ :‬ماهية عملية إتخاذ القرار‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬مفهوم إتخاذ القرار‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب الثا ي‪ :‬أهمية عملية اتخاذ القرار ومراحل سيرها‬
‫‪55‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ القرار‬
‫‪59‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات اتخاذ القرار‬
‫‪59‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬أ واع الق اررات المتخذة‬
‫‪64‬‬ ‫المطلب الثا ي‪ :‬أساليب إتخاذ القرار‬
‫‪69‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬ماذج إتخاذ القرار‬
‫‪71‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أثر التدقيق الداخلي على سير عملية اتخاذ القرار‬
‫‪71‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬طبيعة دور التدقيق الداخلي‬
‫‪74‬‬ ‫المطلب الثا ي‪ :‬مساهمة التدقيق الداخلي في سير عملية اتخاذ القرار‬
‫‪83‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الخدمات والمعلومات التي يوفرها التدقيق الداخلي‬
‫‪85‬‬ ‫خاصة الفصل الثا ي‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التدقيق الداخلي ودوره في تفعيل عملية إتخاذ القرار دراسة ‪106-87‬‬
‫حالة مؤسسة ‪- SONITEX‬بسكرة‪-‬‬
‫‪87‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪88‬‬ ‫المبحث اأول‪ :‬التعريف بالمؤسسة الجزائرية للنسيج والتجهيز‪-‬بسكرة‪-‬‬
‫‪88‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬تعريف مؤسسة النسيج والتجهيز ‪–SONITEX‬بسكرة‪-‬‬
‫‪89‬‬ ‫المطلب الثا ي‪ :‬لمحة تاريخية عن المؤسسة محل الدراسة‬
‫‪90‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬السلطة الوصية على المؤسسة‬

‫‪VI‬‬
‫‪91‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الهيكل التنظيمي‬
‫‪92‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬شرح الهيكل الت ظيمي‬
‫‪97‬‬ ‫المطلب الثا ي‪ :‬عاقة المصالح ببعضها البعض‬
‫‪98‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أهمية التدقيق الداخلي في تفعيل عملية اتخاذ القرار في‬
‫مؤسسة النسج والتجهيز‪SONITEX‬‬
‫‪98‬‬ ‫المطلب اأول‪ :‬واقع التدقيق الداخلي في المؤسسة محل الدراسة‬
‫‪102‬‬ ‫المطلب الثا ي‪ :‬واقع اتخاذ القرار في المؤسسة محل الدراسة‬

‫‪103‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية التدقيق الداخلي بال سبة لمتخذ القرار في المؤسسة محل الدراسة‬

‫‪106‬‬ ‫خاصة الفصل الثالث‬


‫‪108‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪112‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪118‬‬ ‫قائمة الماحق‬

‫‪VII‬‬
‫قائمة الجداول‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫ع نوان الجدول‬ ‫رق الجدول‬
‫‪5‬‬ ‫التطور التاريخي للتدقيق‬ ‫‪01‬‬

‫قائمة اأشكال‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫ع نوان الشك‬ ‫رق الشك‬
‫‪71‬‬ ‫طبيعة دور التدقيق الداخلي‬ ‫‪01‬‬
‫‪73‬‬ ‫دورة حياة التدقيق الداخلي‬ ‫‪02‬‬
‫‪75‬‬ ‫نموذج تحليل كثافة (درجة تركيز) التدقيق الداخلي‬ ‫‪03‬‬
‫‪78‬‬ ‫التعاون المحتمل بين التدقيق الداخلي واادارة‬ ‫‪04‬‬
‫‪80‬‬ ‫طبيعة المعلومات الازمة اتخاذ الق اررات حسب المستويات اإدارية‬ ‫‪05‬‬
‫‪82‬‬ ‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫‪06‬‬
‫‪91‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لمؤسسة النسيج والتجهيز ‪SONITEX‬‬ ‫‪07‬‬

‫قائمة الماحق‪:‬‬
‫لم‬ ‫لم‬
‫الصفحة‬ ‫ع نوان ا لحق‬ ‫رق ا لحق‬
‫‪118‬‬ ‫رسالة اأمر بالمهمة (اأمر بالمهمة)‬ ‫‪01‬‬
‫‪119‬‬ ‫نموذج استبيان الذي يقدم للمصلحة الشراء (محل التدقيق الداخلي)‬ ‫‪02‬‬
‫‪123‬‬ ‫وثيقة تعرف المصلحة الشراء (محل التدقيق الداخلي)‬ ‫‪03‬‬
‫‪124‬‬ ‫التقرير النهائي‬ ‫‪04‬‬
‫‪125‬‬ ‫وثيقة تعرف المديرية محل التدقيق الداخلي‬ ‫‪05‬‬

‫‪VIII‬‬
‫المراج ع‬
‫مقدمة‬
‫إلى تطور حجم المؤسسات وانتشارها جغرافيا‬ ‫شهد العالم أد‬ ‫الذ‬ ‫نظ اًر للتطور الت نلوجي وااقتصاد‬
‫وتعدد نشاطها ووظائفها وأهدافها‪ ،‬هذا ما فرض عليها ضمان حسن التسيير وفعالية نشاطاتها وااهتمام بالعمليات‬
‫واإجراءات التنظيمية داخل اقسامها‪ ،‬واتخاذ الق اررات (أ كان نوعها) والتي تمكن المؤسسة من استغال مختلف‬
‫الوسائل المادية والبشرية المتاحة بهاي‬

‫ومن أجل أن تتحكم المؤسسة في نشاطها استلزم عليها إيجاد وسائل أو تقنيات تساعد على اتخاذ القرار ومن‬
‫بين أهم هذ الوسائل التدقيق الداخلي حيث ظهر هذا اأخير مع التطورات والتغيرات التي شهدها ااقتصاد العالمي‬
‫وكبر حجم المؤسسات ااقتصادية ورؤوس أموالها وذلك ما أد إلى انفصال المل ية عن التسيير وظهرت تخوفات‬
‫أصحاب اأموال من عدم تطبيق المسير تعليمات اإدارة وذلك ما تطلب لجوء أصحاب اأموال إلى ما يسمى‬
‫بالمدقق ليطمئن الماك عن نتيجة أموال المستثمرة‪ ،‬ومن هذ اأخيرة أصبحت المؤسسة في حاجة ملحة الى‬
‫وظيفة التدقيق الداخلي التي تساعد في تزويد مختلف اأطراف المعنية بمعلومات دقيقة وذات مصداقية تمكنهم‬
‫من اتخاذ القرارات على أسس معينةي‬

‫ومن خال ما سبق فقد حاولنا صياغة اإشكالية الرئيسية لموضوعنا كااتي‪:‬‬

‫‪ ‬ما هو دور التدقيق الداخلي في تفعيل اتخاذ القرار بالمؤسسة محل الدراسة؟‬

‫ولإجابة على هذ ااشكالي فقد قمنا بوضع بعض التساؤات الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ما هو مفهوم التدقيق الداخلي؟ وماهي أهدافه؟‬


‫‪ ‬ما المقصود باتخاذ القرار؟ وماهي مراحله؟‬
‫‪ ‬ماهي اأساليب المستخدمة في اتخاذ القرار؟‬
‫‪ ‬ماهي عاقة التدقيق الداخلي باتخاذ القرار؟‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬

‫لدراسة الموضوع وتحليل اإشكالية ومعالجتها‪ ،‬اعتمدنا في بحثنا على الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬للتدقيق الداخلي دور فعال في اتخاذ الق اررات بالمؤسسةي‬


‫‪ ‬يعتمد متخذ القرار على نتائج التدقيق الداخليي‬

‫أ‬
‫‪ ‬توجد عاقة إيجابية بين التدقيق الداخلي واتخاذ القراري‬

‫أهمية البحث‪:‬‬

‫إن التدقيق الداخلي هو وسيلة تعتمد عليها المؤسسة للحصول على قوائم مالية خلية من اأخطاء‪،‬‬
‫وبااعتبار ان هذ القوائم المالية تعبر الوضعية المالية للمؤسسة فان المسيرين يعتمدوا عليها في عملية اتخاذ‬
‫الق اررات لتسيير المؤسسة وعلى ااقتراحات التي يقدمها المدقق الداخلي في المؤسسة المعنيةي‬

‫أهداف البحث‪:‬‬

‫‪ ‬إبراز مفهوم التدقيق الداخليي‬


‫‪ ‬إبراز مفهوم اتخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاذ القراري‬
‫‪ ‬إبراز مد أهمية ودور التدقيق الداخلي في تفعيل عملية اتخاذ القرار بالمؤسسةي‬
‫‪ ‬مد تأثير أر المدقق الداخلي على الق اررات متخذة من طرف المسيريني‬
‫‪ ‬محاولة إظهار كيفية اتخاذ القرار بااعتماد على تقارير المدقق الداخلي واقتراحاتهي‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪ ‬الرغبة الشخصية في دراسة مثل هذ المواضيعي‬


‫‪ ‬أهمية التدقيق الداخلي وعملية اتخاذ القرار بالنسبة للمؤسسةي‬
‫‪ ‬دور التدقيق الداخلي في اتخاذ القراري‬
‫‪ ‬كون الموضوع يدخل في صميم التخصصي‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫المنهج الوصفي التحليلي والذ يمكننا من وصف وتحليل الجوانب النظرية للموضوع باإضافة إلى منهج‬
‫دراسة الحالة وذلك من أجل التعمق في مختلف جوانب الموضوع من خال الزيارات الميدانية للمؤسسة محل‬
‫التربصي‬

‫هيكل الدراسة‪:‬‬

‫لإجابة عن اإشكالية واختبار صحة الفرضيات قمنا بتقسيم موضوع البحث إلى ‪ 3‬فصول حيث تطرقنا‬
‫في الفصل اأول المعنون بـ‪" :‬اإطار النظر للتدقيق الداخلي" إلى عموميات حول التدقيق في البحث اأول‪ ،‬أما‬
‫المبحث الثاني لماهية التدقيق الداخلي‪ ،‬وفي المبحث الثالث أساسيات التدقيق الداخليي‬

‫ب‬
‫أما الفصل الثاني المعنون بـ "التدقيق الداخلي واتخاذ القرار" إلى ماهية عملية اتخاذ القرار في المبحث‬
‫اأول‪ ،‬وأساسيات اتخاذ القرار في المبحث الثاني‪ ،‬وأهمية التدقيق الداخلي في تفعيل عملية اتخاذ القراري‬

‫أما الفصل الثالث المعنون بـ‪" :‬مساهمة التدقيق الداخلي في تفعيل عملية اتخاذ القرار" إلى التعريف‬
‫بالمؤسسة الجزائرية للنسيج والتجهيز ‪ ،SONITEX‬وفي المبحث الثاني للهيكل التنظيمي‪ ،‬أما المبحث الثالث‬
‫أهمية التدقيق الداخلي في تفعيل عملية اتخاذ القرار في مؤسسة النسيج والتجهيز ‪SONITEX‬ي‬

‫وفي اأخير الخاتمة حيث تمت اإجابة عن اإشكالية المطروحة واختبار صحة الفرضيات وكذا استخاص‬
‫النتائج واقتراح مجموعة من التوصياتي‬

‫ج‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إن التطور الذي شهدته المؤسسة ومختلف المجاات ااقتصادية وتوسع نطاق المبادات التجارية عبر‬
‫بدور إلى كبر حجمها وتشعب أعمالها ووظائفها مما نتج عنه فصل المل ية عن التسيير‪،‬‬ ‫الزمن‪ ،‬الذي أد‬
‫وذلك حتم عليها تبني وظيفة جديدة داخل هيكلها التنظيمي تسمح لها بتطبيق مراقبة أو فحص دوري للوسائل‬
‫الموضوعة تحت تصرف إدارة أو المديرية العامة قصد تسيير المؤسسة ومراقبة الوسائل المادية والبشرية‪،‬‬
‫والمالية المستعملة وذلك من أجل تحديد اانحرافات والتاعبات واأخطاء التي نتجت عن كثرة العمليات‬
‫والمعلومات المتدفقة‪ ،‬ولذلك ابد من خلية أو قسم أو حتى مصلحة تخصص للتدقيق الداخلي في المؤسسة‬
‫لتدقيق ومراقبة وتقييم أداء مختلف أقسامها اأخر والمعلومات والعمليات التي تقوم بها‪ ،‬وهذا ما يمكن أصحاب‬
‫رأس المال واإدارة العليا من السيطرة والتحكم في مختلف الموارد واأقسام وذلك من أجل تحسين التسيير ومعرفة‬
‫مد فاعلية نظام الرقابة الداخلية ودرجة سيطرة اإدارة على أقسامهاي‬
‫ولدراسة أ ثر تفصيل للتدقيق الداخلي‪ ،‬وانطاقا مما سبق‪ ،‬سنحاول في هذا الفصل عرض اإطار‬
‫النظري للتدقيق الداخلي‪ ،‬حيث تم تقسيم هذا الفصل إلى ثاث مباحث هي‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث اأول‪ :‬ماهية التدقيق‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬ماهية التدقيق الداخلي‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬أساسيات التدقيق الداخلي‬

‫‪2‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫المبحث اأول‪ :‬ماهية التدقيق‬


‫يعتمد المديرون والمستثمرون والدائنون فضا عن الجهات التنظيمية المختلفة على المعلومات في اتخاذ‬
‫ق ارراتهم وحتى يتم اتخاذ ق اررات سليمة وصائبة ومناسبة في الوقت المناسب يتعين أن يرت ز على معلومات‬
‫موثوق منها وصادقة‪ ،‬وا شك أن التدقيق يلعب دور هام مؤش ار في عملية اتخاذ القرار‪ ،‬ويعتبر المرأة العا سة‬
‫لمد صدق وصحة وموضوعية نتائج هذا العمل في نهاية الفترة الماليةي‬
‫المطلب اأول‪ :‬التطور التاريخي للتدقيق ومفهومه‬
‫أوا‪ :‬التطور التاريخي للتدقيق‬
‫تستمد مهنة التدقيق نشأتها من حاجة اإنسان إلى التحقق من صحة البيانات المحاسبية التي يعتمد‬
‫الحكومات‬ ‫عليها في اتخاذ الق اررات‪ ،‬والتأ د من مطابقة تلك البيانات للواقع‪ ،‬ولقد ظهرت هذ الحاجة أواً لد‬
‫حيث تدل الوثائق التاريخية على أن حكومات قدماء المصريين واليونان كانت تستخدم المدققين للتأ د من صحة‬
‫صحتها وهكذا‬ ‫الحسابات‪ ،‬وكان المدقق وقتها يستمع إلى القيود المثبتة بالدفاتر والسجات للوقوف على مد‬
‫نجد أن كلمة "تدقيق" »‪ «auditing‬مشتقة كلمة يونانية »‪ «audire‬والتي معناها يدل على استماع أو يستمع‪1‬ي‬
‫إلى سهولة وتبسيط وانتشار تطبيق‬ ‫وان ظهور نظرية القيد المزدوج في القرن الخامس عشر أد‬
‫المحاسبة والتدقيق مما أد إلى تطور مهنة المحاسبة والتدقيق‪2‬ي‬
‫لقد صاحب تطور التدقيق والمراقبة تطور النشاط التجاري وااقتصادي على حد سواء‪ ،‬فمنذ النهضة‬
‫التجارية بإيطاليا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر‪ ،‬والتطور المستمر الذي تبع تطور المؤسسات‬
‫ااقتصادية‪ ،‬فلم ت ن الحاجة إلى المراقبة الخارجية قوية في المؤسسات الفردية الصغيرة إذ كان المالك هو‬
‫المسير في نفس الوقتي غير أن ظهور المؤسسات الصناعية الضخمة في عهد الثورة الصناعية في القرن‬
‫الثامن عشر‪ ،‬تميز بالحاجة إلى رؤوس أموال كبيرة لمساير التطور‪ ،‬فكانت اأموال على مستو اأفراد نادرة‬
‫وكذا امتناع البعض‪ ،‬حيث تتوفر لديه على المخاطرة بها‪ ،‬مما أد إلى ظهور شركات اأموال‪ ،‬وهذا أد بدور‬
‫إلى انفصال المل ية عن التسيير تدريجياً‪3‬ي‬

‫خالد أمين عبد ه‪ ،‬علم تدقيق الحسابات –الناحية النظرية والعلمية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬اأردن‪ ،2007 ،‬ص ص‪18 ،17‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫رأفت سامة محمود وآخرون‪ ،‬علم تدقيق الحسابات‪-‬النظر ‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬اأردن‪ ،2011 ،‬ص ‪18‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫محمد بوتين‪ ،‬المراجعة ومراقبة الحسابات من النظرية إلى التطبيق‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنونىالجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2008 ،‬ص‪08‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪3‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫وقد ظهرت أول منظمة مهنية في ميدان التدقيق في فينيسا بإيطاليا عام ‪1581‬مي حيث تأسست كلية‬
‫‪ Roboratif‬لت وين الخبراء المحاسبيين‪ ،‬إذ يجب على مزاول مهنة التدقيق أن يكون عضوا في هذ ال لية‪ ،‬ثم‬
‫اتجهت الدول اأخر إلى تنظيم هذ المهنة‪ ،‬وقد كانت بريطانيا من الدول التي كان لها فضل السبق في هذا‬
‫التنظيم‪ ،‬حيث أصبحت عملية تدقيق الحسابات مهنة مستقلة في بريطانيا عندما أنشئت جمعية المحاسبين‬
‫القانونيين بأدنبرة ‪1854‬م بالرغم من أن المهنة نشأت هناك قبل ذلك بكثير ‪1773‬مي وبعد ذلك صدر قانون‬
‫الشركات سنة ‪1862‬م والذي ينص على وجوب التدقيق بقصد حماية المستثمرين من تاعب الشركات‪ ،‬فهذا‬
‫القانون ساعد مهنة التدقيق على التقدم بعض الخطوات الى اأمام حيث ساعد على انتشارها ااهتمام بها أ ثري‬
‫ففي فرنسا ظهر في ‪1881‬م‪ ،‬أما الوايات المتحدة اأمريكية في عام ‪1882‬م (المعهد اأمريكي للمحاسبين‬
‫القانونيين ‪1916‬م)‪ ،‬وألمانيا سنة ‪1896‬م‪ ،‬وكندا ‪1902‬م‪ ،‬وأستراليا ‪1904‬م‪ ،‬وفنلندا سنة ‪1911‬م‪ ،‬أما في‬
‫الشرق العربي فكان لمصر فضل السبق في هذا المجال‪ ،‬حيث بدأت مزاولة مهنة فيها دون تنظيم‪ ،‬وظلت حرما‬
‫مباحا حتى سنة ‪1909‬م عند صدور القانون رقم (‪ )1‬المنظم لمزاولة مهنة التدقيق‪ ،‬ولقد أنشئت جمعية‬
‫المحاسبين والمراجعين المصرية سنة ‪1953‬م وكان الهدف الرئيسي لها محاولة تنظيم المهنة في مصر‪ ،‬ثم‬
‫تحولت الجمعية الى نقابة سنة ‪1955‬م‪ ،‬وقد أصدرت هذ اأخيرة دستو ار سنة ‪1958‬م ينظم أعمال وسلوك‬
‫وآداب المهنة‪ ،‬وواجبات وحقوق ومسؤوليات المحاسبين لهاي كما كانت هناك تشريعات مهنية متقدمة في فلسطين‬
‫والعراق واأردن سنة ‪1919‬م‪ ،‬وقد ظل قانون الهندي مطبقا في فلسطين حتى سنة ‪1948‬م أما العراق حتى‬
‫سنة ‪1958‬م حيث استبدل بقانون الشركات العراقي وأصبحت مهنة التدقيق خاضعة لقانون ينظم الدخول في‬
‫هذ المهنةي أما اأردن حتى صدور قانون الشركات المؤقت سنة ‪1962‬م والذي أصبح دائما حيث صدر بإسم‬
‫قانون رقم (‪ )12‬وذلك سنة ‪1964‬مي أما في ال ويت فقد ظل قانون الشركات الهندي لسنة ‪1913‬م مطبقا فيها‬
‫حتى سنة ‪1960‬م عندما صدر قانون الشركات ال ويتي والذي تضمن المزيد من أصول التدقيق المتطور أ ثر‬
‫من القانون الهندي‪ ،‬وفي سنة ‪1962‬م صدر قانون آخر نظم ممارسة مهنة التدقيق هناكي وأصبحت جميع‬
‫الدول العربية تتمتع حاليا بتشريعات منظمة للمهنة وعلى رأسها الممل ة العربية السعودية‪ ،‬واإمارات العربية‬
‫المتحدة‪ ،‬وسلطنة عمان‪ ،‬واليمن وتونس والسدان وليبيا والجزائر والمغرب‪ ،‬يييالخ‪1‬ي‬

‫‪ 1‬خالد أمين عبد ه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪18‬ى‪21‬ي‬

‫‪4‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫إن التطورات المتاحقة للتدقيق كانت رهينة اأهداف المتوخاة منه من جهة‪ ،‬ومن جهة أخر كانت‬
‫نتيجة البحث المستمر لتطوير هذا اأخير من الجانب النظري بغية جعله يتماشى والتغيرات ال بيرة التي عرفتها‬
‫التجارة العالمية وااقتصاد العالمي بشكل عام‪ ،‬والتي شهدتها المؤسسات ااقتصادية على وجه الخصوص‪1‬ي‬
‫وللتوضيح أ ثر موضوع التدقيق نعرض في جدول التالي لتطور التاريخي للتدقيق عبر العصور‪:‬‬
‫الجدول رق (‪ :)01‬التطور التاريخي ل تدقيق‬

‫أهداف التدقيق‬ ‫المدقق‬ ‫اآمر بالتدقيق‬ ‫المدة‬


‫معاقبة السارق على اختاس اأموال‪،‬‬ ‫رجل الدين‪ ،‬ال اتبي‬ ‫الملك‪ ،‬اإمبراطور‪،‬‬ ‫من ‪ 2000‬قبل المياد إلى‬
‫حماية اأموالي‬ ‫ال نيسة‪ ،‬الحكومةي‬ ‫‪ 1700‬مياديي‬
‫منع الغش‪ ،‬ومعاقبة فاعليه‪ ،‬حماية‬ ‫المحاسبي‬ ‫الحكومة‪ ،‬المحا م التجارية‬ ‫من ‪1700‬إلى ‪1850‬ي‬
‫اأصولي‬ ‫والمساهميني‬
‫تجنب الغش وتأ يد مصداقية الميزانيةي‬ ‫شخص مهني في‬ ‫الحكومة والمساهميني‬ ‫من ‪1850‬إلى ‪1900‬ي‬
‫المحاسبة أو القانونيي‬
‫تجنب الغش واأخطاء‪ ،‬الشهادة على‬ ‫شخص مهني في‬ ‫الحكومة والمساهميني‬ ‫من‪ 1900‬إلى ‪1940‬ي‬
‫مصداقية ال شوفات المالية التاريخيةي‬ ‫التدقيق والمحاسبةي‬
‫الشهادة على صدق وسامة انتظام‬ ‫شخص مهني في‬ ‫الحكومة‪ ،‬البنوك‬ ‫من‪ 1940‬إلى ‪1970‬ي‬
‫القوائم المالية التاريخيةي‬ ‫التدقيق والمحاسبةي‬ ‫والمساهميني‬
‫الشهادة على نوعية نظام الرقابة‬ ‫شخص مهني في‬ ‫الحكومات‪ ،‬هيئات أخر‬ ‫من ‪1970‬إلى ‪1990‬ي‬
‫الداخلية واحترام المعايير المحاسبية‬ ‫التدقيق والمحاسبة‬ ‫والمساهميني‬
‫ومعايير التدقيق‬ ‫وااستشارةي‬
‫الشهادة على الصورة الصادقة‬ ‫شخص مهني في‬ ‫الحكومة‪ ،‬هيئات أخر‬ ‫ابتداء من ‪1990‬ي‬
‫للحسابات ونوعية نظام الرقابة الداخلية‬ ‫التدقيق والمحاسبة‬ ‫والمساهميني‬
‫في ظل احترام المعايير ضد الغش‬ ‫وااستشارةي‬
‫العالميي‬
‫المصدر‪ :‬محمد التهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬المراجعة وتدقيق الحسابات اإطار النظر والممارسات التطبيقية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬بن عكنون – الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪08 ،07‬ي‬

‫محمد التهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬المراجعة وتدقيق الحسابات اإطار النظر والممارسات التطبيقية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون –‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪07‬ي‬

‫‪5‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫من خال الجدول (‪ )01‬ناحظ التطور التاريخي للتدقيق وأهدافه‪ ،‬حيث كان الهدف من التدقيق قديماً‬
‫معاقبة السارق على ااختاس وحماية اأصول‪ ،‬في حين أصبح الدور الذي يقدمه المدقق هو الشهادة على‬
‫الصورة الصادقة للحسابات ونوعية نظام الرقابة الداخلية في ظل احترام المعايير ضد الغش العالميي‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم التدقيق‬
‫تعرف جمعية المحاسبة اأمريكية ‪ AAA‬التدقيق على أنه عبارة عن "عملية منظمة لجمع وتقييم أدلة‬
‫اإثبات– بشكل موضوعي –تتعلق بتأ يدات خاصة بتصرفات وأحداث اقتصادية‪ ،‬بهدف توفير تأ يد على وجود‬
‫درجة تطابق بين تلك التأ يدات مع المعايير المقررة وتبليغ تلك النتائج إلى المستخدمين المعنيين"‪1‬ي‬

‫انتقاديا محايداً‬
‫ً‬ ‫التدقيق بمعنا المهني يعني "عملية فحص مستندات ودفاتر وسجات المؤسسة فحصاً فنياً‬
‫للتحقق من صحة العمليات وابداء الرأي في عدالة ال شوفات المالية للمؤسسة معتمدين في ذلك على قوة ومتانة‬
‫نظام الرقابة الداخلية"‪2‬ي‬
‫وعرفت منظمة العمل الفرنسية التدقيق على أنه "مسعى أو طريقة منهجية مقدمة بشكل منسق من طرف‬
‫مهني يستعمل مجموعة من تقنيات المعلومات والتقييم بغية إصدار حكم معلل ومستقل‪ ،‬إستناداً على معايير‬
‫‪3‬‬
‫التقييم‪ ،‬وتقدير مصداقية وفعالية النظام وااجراءات المتعلقة بالتنظيم"ي‬

‫ولم ت تفي المنظمة بالتعريف السابق وأضافت توضيح ينظر من خاله للتدقيق من منظورين تبعاً‬
‫‪4‬‬
‫لأهداف المتوخاة منها‪:‬‬
‫‪ ‬تقدير نوعية المعلومات‪ :‬أي تشكيل رأي حول المعلومات المنتجة داخل المؤسسة؛‬
‫‪ ‬تقدير النجاعة وفعالية النظام المعلوماتي والتنظيمي‬
‫‪5‬‬
‫من خال التعاريف السابقة ناحظ أن التدقيق يرت ز على النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الفحص‪ :‬أي فحص البيانات والسجات المحاسبية للتأ د من صحة وسامة العمليات التي تم تسجيلها‬
‫وتحليلها وتبوبيها؛‬

‫أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬المراجعة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‪18‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد حلمي جمعة‪ ،‬المدخل الحديث لتدقيق الحسابات‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬اأردن‪ ،2000 ،‬ص‪07‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫محمد التهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪10‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪10‬ي‬ ‫‪4‬‬

‫حميداتو صالح‪" ،‬دور المراجعة في تدنئة المخاطر الجبائية"‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم التجارية‪ ،‬تخصص محاسبة وجباية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫ورقلة‪ ،2012 ،‬ص‪25‬ي‬

‫‪6‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ ‬التحقيق‪ :‬وهو الحكم على صاحية ال شوفات المالية الختامية للتعبير السليم على نتيجة أعمال المؤسسة‪،‬‬
‫ومد تشكيلها للمركز المالي الحقيقي لها؛‬
‫‪ ‬التقرير‪ :‬أي بلورة نتائج الفحص والتحقيق في شكل تقرير موجه إلى اأطراف المعنية سواء داخلية‬
‫أو خارجيةي‬
‫ويمكن إستنتاج تعريف للتدقيق باإستناد إلى التعاريف السابقة على أنه‪:‬‬
‫التدقيق هو طريقة أو عملية منهجية منظمة لجمع وتقييم أدلة اإثبات‪ ،‬يقوم بها شخص مهني مستقل‬
‫مؤهل علمياً وعملياً‪ ،‬سواء كان من داخل أو خارج المؤسسة‪ ،‬بفحص السجات والمستندات المحاسبية‬
‫وال شوفات المالية للتأ د من صحة وسامة العمليات المنجزة لأحداث ااقتصادية‪ ،‬واعطاء رأي فني محايد‬
‫حول صاحية ال شوفات المالية الختامية‪ ،‬وبلورة نتائج الفحص والتحقيق في شكل تقرير‪ ،‬وتبليغ النتائج الى‬
‫ااطراف المعنية خال فترة زمنية معينةي‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية التدقيق‬
‫ترجع أهمية تدقيق الحسابات إلى مستخدمي ال شوفات المالية أو المستفيدين منها‪ ،‬وكلما كبر حجم‬
‫المؤسسة وزاد عدد مستخدمي البيانات المحاسبية كلما أصبحت مهمة مدقق الحسابات أ ثر صعوبة نظ اًر‬
‫إستخدام هذ ال شوفات في بناء الق اررات اإقتصاديةي ويتمثل دور المدقق في أنه يضيف قيمة للمعلومات‬
‫اإقتصادية التي تنتج من النظام المحاسبي لمصلحة مستخدمي هذ البيانات لترشيد أحكامهم وق ارراتهم‪ ،‬ويمكن‬
‫وصف هذ القيمة بالرقابة والثقةي وعموماً فأهمية عملية تدقيق الحسابات وأثارها على سلوك مستخدمي‬
‫ال شوفات المالية في إتخاذهم لق ارراتهم تتضح من خال اآتي‪:1‬‬
‫مستخدمي المعلومات عن طريق تزويدهم بالمعلومات ال افية‪ ،‬وبالتالي‬ ‫‪1‬ي تخفيض مقدار عدم التأ د لد‬
‫تجنبهم مخاطر إتخاذ الق اررات؛‬
‫‪2‬ي يستلزم إتخاذ قرار معين‪ ،‬وذلك من خال المعلومات ذات القيمة التي يحصلون عليها من تقرير التدقيق‬
‫والتي ترتبط بتحقيق أهداف معينة؛‬
‫‪3‬ي ت ون باعثاً ودافعاً إتخاذ موقف مناسب يؤدي إلى تجنب النتائج غير المرغوب فيهاي‬

‫فاتح غاب‪ " ،‬تطور وظيفة التدقيق في مجال حوكمة الشركات لتجسيد مبادئ ومعايير التنمية المستدامة"‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم ااقتصادية وعلوم‬ ‫‪1‬‬

‫التسيير‪ ،‬تخصص إدارة أعمال ااستراتيجية للتنمية المستدامة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،2011،‬ص‪51‬ي‬

‫‪7‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫من ناحية أخر فكون المدقق عضو في التنظيم وهو مكتب التدقيق‪ ،‬فإنه يمثل دو اًر آخر في اإتصال ويرمي‬
‫‪1‬‬
‫هذا النوع من اإتصال (ويسمى اإتصال الموجه إلى الداخل) إلى تحقيق اأهداف التالية‪:‬‬
‫‪1‬ي خلق الوعي لد المدققين بأهداف مكتب التدقيق؛‬
‫‪2‬ي تعليم المدققين التطورات الهامة‪ ،‬والتي تؤثر على مكاتب التدقيق؛‬
‫‪3‬ي زيادة فعالية المدققين القائمين بااتصال في المجتمع؛‬
‫‪ .4‬إشباع رغبات المدققين في ااطاع على كل ما يجري في مكتب التدقيق‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أساسيات التدقيق وأنواعه‬
‫ا شك أن كل مهنة منظمة لها أساسيات قامت عليها‪ ،‬وعلى ضوئها تحددت الخطوات واإجراءات‬
‫الاحقة لهذ المهنة‪ ،‬ومن ذلك مهنة التدقيق‪ ،‬فقد إرت زت على أساسين إثنين هما فروض التدقيق ومفاهيم‬
‫التدقيق‪ ،‬واللتان على ضوئهما تحددت معايير وأهداف واجراءات التدقيق‪2‬ي‬
‫أوا‪ :‬فروض التدقيق‬
‫تعرف الفروض على أنها "معتقدات ومتطلبات سابقة وأساسية تعتمد عليها اأفكار والمقترحات والقواعد‬
‫اأخر "‪3‬ي يقوم التدقيق على جملة من الفروض ويتخذ منها إطار نظري يمكن الرجوع إليه في عمليات التدقيق‬
‫‪4‬‬
‫المختلفة وفيما يلي سنورد أهم الفروض التجريبية لها‪:‬‬
‫‪1‬ي قابلية البيانات للفحص‪ :‬يتمحور التدقيق على فحص البيانات والمستندات المحاسبية بغية الحكم على‬
‫المعلومات المحاسبية الناتجة عن النظام المولد لهاي ينبع هذا الفرض من المعايير المستخدمة لتقييم البيانات‬
‫المحاسبية من جهة ومصداقية المعلومات المقدمة من جهة أخر ي تتمثل هذ المعايير في العناصر اأتية‪:‬‬
‫‪ ‬مائمة المعلومات؛‬
‫‪ ‬قابلية الفحص؛‬
‫‪ ‬عدم التحيز في التسجيل؛‬

‫فاتح غاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪51‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬عبد السام عبد ه سعيد أبو سرعة‪ " ،‬الت امل بين المراجعة الداخلية والمراجعة الخارجية"‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم التجارية‪ ،‬تخصص محاسبة وتدقيق‬
‫جامعة الجزائر ‪ ،2010 ،3‬ص ‪12‬ي‬
‫وليم توماس‪ ،‬امرسون هنكي‪ ،‬المراجعة بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬ال تاب ااول‪ ،‬تعريب ومراجعة‪ :‬أحمد حامد حجاج‪ ،‬كمال الدين سعيد‪ ،‬دار المريخ للنشر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫السعودية‪ ،2006 ،‬ص ‪43‬ي‬


‫محمد التهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪ 12‬ى‪15‬ي‬ ‫‪4‬‬

‫‪8‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ ‬قابلية القياس ال ميي‬


‫‪2‬ي عدم وجود تعارض حتمي بين مصلحة المدقق واإدارة‪ :‬يقوم هذا الفرض على التبادل في المنافع بين‬
‫المدقق واإدارة‪ ،‬من خال إمداد هذ اأخيرة‪ ،‬بمعلومات تم تدقيقها من طرف المدقق بغية اتخاذ على‬
‫أساسها ق اررات صائبة‪ ،‬والعكس كذلك بالنسبة للمدقق بمد بمعلومات يستطيع أن يبدي على أساسها رأي‬
‫فني محايد صائب على واقع وحقيقة تمثيل المعلومات المحاسبية للمؤسسةي‬
‫‪3‬ي خلو القوائم المالية وأية معلومات تقدم للفحص من أية أخطاء وتوطئة‪ :‬يشير هذا الفرض مسؤولية‬
‫المراجع عن ا تشاف اأخطاء الواضحة عن طريق بذل العناية المهنية الازمة‪ ،‬وعدم مسؤولية عن ا تشاف‬
‫اأخطاء والتاعبات التي تم التواطؤ فيها خاصة عند تقييد بمعايير المراجعة المتفق عليهاي‬
‫‪4‬ي وجود نظام سليم للرقابة الداخلية‪ :‬إن وجود نظام سليم للرقابة الداخلية داخل المؤسسة يمكن من تقليل من‬
‫حدوث اأخطاء والتاعبات وان لم نقل حذفها نهائيا‪ ،‬كما نجعل التدقيق اقتصادي وعلمي بتبني التدقيق‬
‫ااختياري بدا من التفصيليي‬
‫‪5‬ي التطبيق المناسب للمبادئ المحاسبية‪ :‬يقوم هذا الفرض على أن المعلومات المحاسبية قد تم إعدادها وفقا‬
‫للمبادئ المحاسبية المتفق عليها إذا يعتبر االتزام بها مؤش ار حقيقيا للحكم على صاحية القوائم المالية‬
‫الختامية وعن مد تمثيل نتيجة نشاط المؤسسة إلى المركز المالي والحقيقي لهاي‬
‫‪6‬ي العناصر والمفردات التي كانت صحيحة في الماضي سوف ت ون كذلك في المستقبل‪ :‬يعتبر هذا الفرض‬
‫أن العمليات التي قامت بها المؤسسة في الماضي تمت وفق إجراءات سليمة وضمن نظام سليم للرقابة‬
‫الداخلية ست ون كذلك في المستقبل والعكس صحيح لذا بات من الضروري على المراجع في الحالة العكسية‬
‫بذل المزيد من العناية المهنية ل شف مواطن الضعف في اإجراءات ونظام الرقابة الداخلية المفروضي‬
‫‪7‬ي مراقب الحسابات يزاول عمله كمدقق فقط‪ :‬يقوم هذا المدقق في هذا السند بعمله كمدقق للحسابات وذلك‬
‫وفق لما توضحه ااتفاقية المبرمة ما بين المؤسسة والمدقق على أا تخل هذ ااتفاقية بمعايير وعلى رأسها‬
‫استقالية المدقق في عمله نشير كذلك في إطار التدقيق الداخلي على أن يلتزم المدقق بوظائفه المحددة وأن‬
‫يسعى إلى تحقيق اأهداف المتوخاة من العمليةي‬
‫ثانيا‪ :‬مفاهيم التدقيق‬
‫تعني المفاهيم التعميم العقلي والذهني أو اأفكار اأساسية أو أساس التفكير‪ ،‬وتتمثل مفاهيم التدقيق في‬
‫التعميمات العريضة )‪ (Broad Généralizations‬والمستنتجة من الفروض السابق إيضاحها‪ ،‬كما أن هذ‬

‫‪9‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫المفاهيم تمثل بدورها اأساسي تحديد المبادئ واإجراءات‪ ،‬وعلى أية حال فإن هناك خمس مفاهيم أساسية على‬
‫اأقل يمكن تحديدها في مجال التدقيق وهي‪:1‬‬
‫‪ ‬السلوك اأخاقي؛‬
‫‪ ‬اإستقال؛‬
‫‪ ‬العناية المهنية الواجبة؛‬
‫‪ ‬أدلة ااثبات؛‬
‫‪ ‬العرض الصادق والعادلي‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف التدقيق‬
‫يمكن تقسيم أهداف التدقيق إلى مجموعتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬ااهداف التقليدية ويدرج تحتها‪:2‬‬
‫‪1‬ي التأ د من صحة البيانات المحاسبية ومد اإعتماد عليها؛‬
‫‪2‬ي إبداء رأي فني استناداً الى ادلة وبراهين عن عدالة ال شوفات المالية؛‬
‫‪3‬ي إ تشاف ما قد يوجد بالدفاتر والسجات المحاسبية من أخطاء وغش؛‬
‫‪4‬ي التقليل من فرص إرت اب اأخطاء من خال التأ د من وجود رقابة داخلية جيدة؛‬
‫‪5‬ي مساعدة اإدارة على وضع السياسات واتخاذ الق اررات اإدارية المناسبة؛‬
‫‪6‬ي مساعدة الدوائر المالية في تحديد الوعاء الضريبي؛‬
‫‪7‬ي مساعدة الجهات الحكومية اأخر في تخطيط اإقتصاد الوطنيي‬
‫ب‪ -‬اأهداف الحديثة‪:3‬‬
‫‪1‬ي مرقبة الخطط ومتابعة تنفيذها ومد تحقيق اأهداف وتحديد اإنحرافات وأسبابها وطرق معالجتها؛‬
‫‪2‬ي تقييم نتائج اأعمال وفقاً لأهداف المرسومة؛‬
‫‪3‬ي تحقيق أقصى كفاءة إنتاجية ممكنة عن طريق منع اإسراف في جميع نواحي النشاط؛‬
‫‪4‬ي تحقيق أقصى قدر ممكن من الرفاهية لأفرادي‬

‫وليم توماس‪ ،‬أمرسون هنكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪44‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫حسين القاضي‪ ،‬حسين دحدوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪15‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫أرفت سامة محمود وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪26‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪10‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫حتى يؤدي التدقيق دور كله يجب أن يحقق أهداف أخر والتي يمكن أن نلخصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬عرض القوائم (اإفصاح)‪ :‬يعني أن المدقق بتحقيق من العناصر القوائم المالية المقدمة طبقا للمبادئ‬
‫المحاسبية المتعارف عليها فيتخذ إجراءات عملية التحقق من صحة جميع البيانات وبما أن اإفصاح‬
‫يجب أن يشتمل كل ما جاء من القوائم المالية‪ ،‬وما ألحق بها‪ ،‬فإن هدف عرض القوائم يجب أن‬
‫يستوفي جميع العناصر الجوهرية فيهاي‬
‫‪ .2‬شرعية وصحة المعلومات المالية‪ :‬يقوم المدقق بالتحقق من أن كل العمليات المالية المسجلة بالدفاتر‬
‫خال الفترة تعكس فعليا التغيرات في موارد والتزامات المؤسسة ومن ثم كان يجب أن ت ون تلك‬
‫العمليات والبيانات المدعمة بالنظام الجيد للرقابة الداخلية وعلى المدقق أن يقيم ذلك النظام حتى يسهل‬
‫اإختيارات اأساسية الواجبة أدائها حتى يتمكن من إبداء رأيه بشكل‬ ‫عليه معرفة طبيعة وتوقيت ومد‬
‫موضوعي وعادل وصادق وفعالي ومن جهة أخر يتعين على المدقق التأ يد من أن هناك تأييد‬
‫مستندي مائم للعمليةي‬
‫‪ .3‬المل ية‪ :‬يجب التحقق من مل ية (الحقوق واالتزامات) العديد من اأصول وعلى الرغم من أن الحيازة قد‬
‫ت ون دليا مقبوا على مل ية بعض اأصول‪ ،‬إا أن المدقق يجب أن يعتمد على اإجراءات اأخر‬
‫التي تؤكد له أن اأصول المسجلة بالدفاتر تمل ها المؤسسة فعا‪ ،‬وعلى اإجراء المتبع غالبا للتحقق من‬
‫هذ المل ية يكون بفحص المستندات الدالة على هذ المل يةي‬
‫‪ .4‬التقويم‪ :‬عادة ما تقوم اأصول على أساس الت لفة غير المستنفذة أو الت لفة التاريخية أو السوق أو‬
‫أيهما أقل وذلك طبقا للمبادئ محاسبية متفق عليها كما تفرض بعض النشرات الحديثة اإفصاح عن‬
‫الت اليف التاريخية المعدلة بمستو اأسعار والت اليف الجارية للمخزون والمباني والمعدات بالمؤسسات‬
‫ال بيرة وقد يتم مراجعة الت اليف التاريخية والتحقق منها بفحص اأدلة واإثبات المستمد كما يجب‬
‫التحقق من قيم السوق اأوراق المالية المتداولة بالرجوع إلى اأسعار اليومية المعلن عنها في الصحف‬
‫المالية أو عن قيم السوق لبعض اأصول اأخر كالمخزون ال ار د فإنها تقدر عن طريق التقديرات‬
‫المحايدةي‬

‫رؤوف عبد المنعم‪ ،‬تحسين الشاذلي‪ ،‬مبادئ المراجعة بين الفكر والتطبيق‪ ،‬دار الفاروق‪ ،‬مصر‪ ،1987 ،‬ص ص‪320 ،319‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ .5‬الوجود‪ :‬يقوم المدقق بالتأ د من الوجود الفعلي لأصول والحقوق‪ ،‬ومن جهة أخر فيما يتعلق بحسابات‬
‫الخصوم‪ ،‬التأ د من أن اإلتزامات الموجودة مسجلة بالدفاتر‪ ،‬وبالطابع فإن إجراءات التحقق من الوجود‬
‫أنها تعتمد على طبيعة العنصر وفعالية الت لفة الحصول على الدليلي‬
‫‪ .6‬استقال الفترة المالية‪ :‬ويتركز هذا الهدف على التحقق من أن اإيرادات والت اليف خصصت بشكل‬
‫مائم بين الفترات المحاسبية ومن هنا يتعين على المدقق نظر في كل العمليات المالية التي حدثت قبل‬
‫نهاية الفترة المحاسبية والتي يجب أن ت ون مسجلةي كما يجب أن يتحقق من أن العمليات المالية التي‬
‫تخص الفترة التالية لم تندرج ضمن نشاط الفترة الحالية موضع التدقيق‪ ،‬وهذا الهدف يتطلب أيضا إعادة‬
‫حساب قيم معينة فضا عن تحديد كافة اإيرادات والمصروفات المقدمة والمستحقة‪ ،‬وبالطبع فإن الهدف‬
‫يجب أن يتحقق ويطبق على كل عناصر القوائم المالية ل نه غالبا ما يكون أ ثر أهمية بالنسبة لبعض‬
‫العناصر عنه بالنسبة للبعض اأخر ي‬
‫رابعا‪ :‬أنواع التدقيق وتقسيماته‬
‫قبل التطرق إلى أنواع التدقيق‪ ،‬نقسم التدقيق إلى قسمين‪ ،‬هناك ما هو متداخل من حيث مادة التدقيق‬
‫في حد ذاته‪ ،‬وهناك ما هو مستقل تماماًي‬
‫‪ )1‬اأنواع التدقيق‪:‬‬
‫إن ااختاف بين اأنواع التدقيق قد يكون على حسب الزاوية التي ينظر من خالها للتدقيق‪ ،‬فيمكن أن‬
‫نجد عدة أنواع من خال عدة زوايا وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬من حيث زاوية الجهة التي تقوم بالتدقيق‪:‬‬
‫‪ .1‬التدقيق الخارجي‪ :‬يعرف التدقيق الخارجي بأنه عملية منظمة للتجميع والتقييم الموضوعي لأدلة الخاصة‬
‫تماشي هذ المزاعم مع المعايير‬ ‫بمزاعم المؤسسة‪ ،‬بشأن اأحداث والتصرفات ااقتصادية‪ ،‬لتحديد مد‬
‫المحددة وتوصيل النتائج لمستخدمي ال شوفات المالية أصحاب المصلحة في المؤسسة‪1‬ي‬

‫فاتح غاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪61‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ .2‬التدقيق الداخلي‪ :‬هو نشاط تأ دي استشاري مستقل وموضوعي إضافة قيمة للمؤسسة لتحسين عملياتها‬
‫وهو يساعد المؤسسة على تحقيق أهدافها بإيجاد منهج منظم وصارم وتحسين كفاءة عمليات إدارة الخطر‬
‫والرقابة‪ ،‬التوجيه (التحكم)‪ ،‬وذلك عن طريق إيجاد نظام رقابة كفؤ وبت لفة معقولة‪1‬ي‬
‫ب‪ -‬من حيث زاوية االزام القانوني‪:‬‬
‫‪ .1‬التدقيق االزامي‪ :‬تتم وفقاً إلزام قانوني أي تفرضه التشريعات القانونية فهو إجباري مقرون بعقوبات‬
‫وجزاءات قانونية للمخالف لمواد ‪ ،‬وذلك ضماناً وحماية لحقوق الهيئات والجهات المهتمة بال شوفات المالية‬
‫للمؤسسة‪2‬ي‬
‫‪ .2‬التدقيق ااختيار ‪ :‬وهي التدقيق الذي يتم دون إلزام قانوني يحتم القيام به‪ ،‬وانما تطلبه المؤسسة ااقتصادية‬
‫وخاص ًة المؤسسات ااقتصادية الفردية وشركات اأشخاص‪3‬ي‬
‫ج‪ -‬من حيث زاوية نطاق التدقيق‪:‬‬
‫‪ .1‬التدقيق ال امل‪ :‬في هذا النوع من التدقيق يكون للمدقق عمل غير محدد إذ يقوم بفحص البيانات والسجات‬
‫المتعلقة بجميع العمليات التي تتم على مستو المؤسسة خال الفترة المحاسبية‪4‬ي ويتعين على المدقق في‬
‫عدالة وصحة ال شوفات المالية‬ ‫الري الفني المحايد عن مد‬
‫هذا النوع من التدقيق‪ ،‬تقديم في نهاية اأمر أ‬
‫ككل بغض النظر عن نطاق الفحص والمفردات التي شملتها إختباراته‪ ،‬حيث أن مسؤولياته تغطي جميع‬
‫المفردات حتى تلك التي لم تخضع للفحص وياحظ في هذ الحالة أن للمدقق الحرية في تحديد مفرداته التي‬
‫تشملها إختباراته‪5‬ي‬
‫‪ .2‬التدقيق الجزئي‪ :‬وهو التدقيق الذي يقتصر فيه عمل المدقق على بعض العمليات المعينة‪ ،‬أو هو بمثابة ذلك‬
‫النوع من التدقيق الذي توضع فيه القيود على نطاق فحص المدقق بأي صورة من الصور وتحدد الجهة التي‬
‫تعين المدقق تلك العمليات‪6‬ي‬

‫بوبكر عميروش‪" ،‬دور المدقق الخارجي في تقييم المخاطر وتحسين نظام الرقابة الداخلية لعمليات المخزون داخل المؤسسة‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫التجارية‪ ،‬تخصص دراسات مالية ومحاسبية معمقة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،2011،‬ص‪13‬ي‬
‫أرفت سامة وآخرون‪ ،‬علم تدقيق الحسابات العملي‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬اأردن‪ ،2011 ،‬ص‪34‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫حسين القاضي‪ ،‬حسين دحدوح‪ ،‬أ ساسيات التدقيق في ظل المعايير اامريكية والدولية‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬اأردن‪ ،1999 ،‬ص‪17‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫كمال الدين الدهراوي‪ ،‬محمد السيد سرايا‪ ،‬دراسات متقدمة في المحاسبة والمراجعة‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‪188‬ي‬ ‫‪4‬‬

‫أحمد حلمي جمعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪11‬ي‬ ‫‪5‬‬

‫حسين القاضي‪ ،‬حسين دحدوح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪17‬ي‬ ‫‪6‬‬

‫‪13‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫د‪ -‬من حيث زاوية مد الفحص وحجم ااختبارات‪:1‬‬


‫‪ .1‬التدقيق التفصيلي‪ :‬ويشمل كافة الدفاتر والمستندات المحاسبية‪ ،‬بهدف التأ د من خلوها لأخطاء والتاعبات‬
‫مع التحقق من أن العمليات مقيدة بانتظام وبشكل سليم‪ ،‬ويكون هذا النوع في المؤسسات الصغيرة؛‬
‫‪ .2‬التدقيق ااختبار ‪ :‬ويشمل اختيار عينة من المفردات المحاسبية وعند الوصول للنتائج يتم تعميمها على‬
‫مجتمع الذي أخذت منه العينة ويتوقف تحديد العينة إما على اأسلوب الشخصي أو اإحصائي‪ ،‬ويتم هذا‬
‫النوع في المؤسسات ال بيرة نظ اًر لتعدد وتعقد العمليات مما تتطلب وقت وجهد كبير وت لفة أ بري‬
‫ه‪ -‬من حيث زاوية توقيت عملية التدقيق واجراء ااختبارات‪:2‬‬
‫‪ .1‬التدقيق النهائي‪ :‬يقصد به بداية التدقيق في نهاية الفترة المالية للمؤسسة بعد أن ت ون الدفاتر قد أقفلت‪،‬‬
‫وقيود التسوية قد أجريت وال شوفات المالية قد أعدت؛‬
‫‪ .2‬التدقيق المستمر‪ :‬يقصد به قيام عملية التدقيق والفحص بصفة مستمرة إذ يقوم المدقق ومندوبيه بزيارة‬
‫المؤسسة في فترات متعددة خال السنة المالية لتدقيق وفحص البيانات المثبتة بالدفاتر والسجات باإضافة‬
‫لتدقيق نهائي لل شوفات المالية في نهاية السنة المالية بعد ترصيد الحسابات واقفال الدفاتري‬
‫‪ )2‬أنواع أخر لتدقيق‪:‬‬
‫يقصد باأنواع اأخر للتدقيق تلك التي ت ون مستقلة أي تختلف فيها مادة التدقيق من نوع الى آخر‬
‫وأهمها ما يلي‪:3‬‬

‫أ‪ -‬التدقيق المالي‪ :‬هو قيام المدقق بفحص الحسابات الظاهرة على القوائم المالية وابداء رأيه حولها؛‬
‫ب‪ -‬تدقيق العمليات (التدقيق التشغيلي)‪ :‬هو التدقيق الذي يهتم بالناحية التسييرية في مختلف نشاطات‬
‫المؤسسة قصد مساعدة م ار ز الق اررات في المؤسسة والتخفيف من مسؤولياتها عن طريق تزويدها بتحاليل‬
‫موضوعية؛‬
‫ج‪ -‬تدقيق اإعام اآلي‪ :‬وهي التدقيق الذي يهتم بالجانب التقني للعمليات التسييرية ونخص بالذكر تدقيق‬
‫اإعام اآلي ومستويات الخدمات التي تستفيد منها المؤسسة؛‬

‫قاب ذبيح إلياس‪" ،‬مساهمة التدقيق المحاسبي في دعم الرقابة الجبائية"‪ ،‬مذكرة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص محاسبة‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بسكرة‪ ،2011 ،‬ص‪47‬ي‬


‫أرفت سامة محمود وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪31‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫حميداتو صالح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪27 ،26‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪14‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫د‪ -‬تدقيق ااستراتيجي‪ :‬يدرس هذا النوع من التدقيق ااستراتيجية المتبعة من طرف المؤسسة وما هي التغيرات‬
‫التي يجب إدخالها فيها قصد مواجهة المحيط المعقد والمسيطرة والغامض رغبة في التطور أو البقاء على‬
‫اأقل؛‬
‫ه‪ -‬تدقيق الجودة‪ :‬هو عبارة عن فحص منهجي مستقل لنشاط ونتائج المؤسسة وهذا باإعتماد على معايير‬
‫جودة معينة ليتم إبداء رأي حول ما إذا كانت هذ النتائج والنشاطات تم إنجازها بصفة فعالة وفقاً لمعايير‬
‫معينة من الجودة؛‬
‫و‪ -‬التدقيق البيئي‪ :‬عملية فحص تهدف الى التأ د من اإلتزام بالنظم البيئية والتأ د من أن البيانات والمعلومات‬
‫الواردة بالقائمة البيئية يمكن اإعتماد عليهاي وأنه قد تم توفير كافة التفاصيل عن جميع القضايا البيئية‬
‫الهامة والمائمة‪.1‬‬
‫ز‪ -‬التدقيق ااجتماعي‪ :‬هو عملية فحص اآداء اإجتماعي وذلك بإجراء تشخيص منتظم لجمع اأدلة والقرائن‬
‫والوصول إلى تقييم اآداء اإجتماعي للمؤسسة ممثاً في البرامج واأنشطة اإجتماعية بهدف التأ د من‬
‫فعالية آدائها لهذ المسؤولية في ضوء مجموعة من‬ ‫إلتزام المنظمة بمسؤوليتها اإجتماعية ومد‬ ‫مد‬
‫المعايير المعتمدة والمقبولة والمائمة ثم التقرير عن ذلك كله لأطراف المعنية لمساعدتها في إتخاذ ق ارراتها‬
‫ورسم سياستها‪2‬ي‬
‫إحترام اإلتزامات الجبائية من طرف‬ ‫التدقيق الجبائي‪ :‬هي قيام التدقيق الجبائي بتشخيص مد‬ ‫س‪-‬‬
‫المؤسسة‪ ،‬ويكمن اعتبارها الفحص اإنتقادي للحالة الجبائية للمؤسسة تحليل الت اليف الجبائية وتقييم‬
‫المخطر الجبائي لهاي فالمدقق الجبائي يقوم بالفحص والمراقبة ت مياً لوظيفة التسيير الجبائي‪3‬ي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬معايير التدقيق‬
‫تعتبر معايير التدقيق كمقاييس واضحة نستطيع من خالها تقييم عملية التدقيق والحكم على الجدو‬
‫منه‪4‬ي ولقد كان المعهد اأمريكي للمحاسبين القانونيين أول من عمل على وضع معايير اآداء صدرت في عام‬

‫أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬دراسات متقدمة في المراجعة وخدمات التأ د‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص‪530‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫مراد سكاك‪ ،‬تدقيق المسؤولية ااجتماعية للمؤسسات–دراسة ميدانية لبعض مؤسسات واية سطيف‪ ،‬مجلة العلوم ااقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬العدد ‪ ،2011 ،11‬ص‪211‬ي‬


‫صابر عباسي‪" ،‬أثر التسيير الجبائي على آداء المالي في المؤسسات ااقتصادية"‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم التجارية‪ ،‬تخصص محاسبة وجباية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪3‬‬

‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،2012 ،‬ص‪09‬ي‬


‫‪4‬محمد تهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪37‬ي‬

‫‪15‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ 1954‬ضمن كتيب تحت عنوان "معايير التدقيق المتعارف عليها "وقد تضمن هذا ال تيب معايير التدقيق‬
‫المتعارف عليها مقسمة إلى ثاث مجموعات رئيسية وهي‪:1‬‬
‫أ‪ -‬معايير عامة ‪ :General Standards‬وهي مجموعة من المعايير تتعلق بالت وين الذاتي أو الشخصي‬
‫لمن سيزاولون مهنة التدقيق‪ ،‬ومن هذا المنطلق اطلق عليها البعض المعايير الشخصية ‪Personal‬‬
‫‪Standards‬؛‬
‫ب‪ -‬معايير العمل الميداني‪ :Standards of Field Work‬وهي عبارة عن مجموعة المعايير المتعلقة‬
‫بإجراءات تنفيذ عملية التدقيق؛‬
‫ت‪ -‬معايير إعداد التقارير‪ :Standards of Reporting‬وهي عبارة عن مجموعة المعايير المتعلقة‬
‫بإعداد التقرير وشروط ذللك التقريري‬
‫أوا‪ :‬المعايير العامة‬
‫تتعلق المعايير العامة بالت وين الشخصي للقائم بعملية التدقيق والمقصود بهذ المعايير أن الخدمات‬
‫المهنية يجب أن تقدم على درجة ال فاءة المهنية بواسطة أشخاص مدربين‪ ،‬وتوصف هذ المعايير بأنها عامة‬
‫أنها تمثل مطالب أساسية نحتاج إليها لمقابلة معايير العمل الميداني واعداد التقرير بصورة مائمة‪ ،‬وتعتبر‬
‫شخصية كذلك أنها تنص على الصفات الشخصية التي يجب أن يتحلى بها المدقق‪ ،‬وبالتالي فإنه يمكن القول‬
‫أنه للحصول على تقرير يتضمن رأياً فنياً محايدا له أهميته ‪،‬إضاف ًة إلى ذلك أن يكون المراجع على درجة من‬
‫ال فاءة وأن يتمتع باإستقال المطلوب‪ ،‬ويتبع قواعد السلوك المهني المتعارف عليها‪2‬ي‬
‫وتنقسم المعايير العامة الى‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ )1‬معيار التدريب وال فاءة‪:‬‬
‫يعني هذا المعيار أن الشخص الذي يقوم بفحص ال شوفات المالية يجب أن يكون لديه كفاءة معينة‬
‫وتتوفر له مواصفات فنية تظهر تلك ال فاءة‪ ،‬ول ي تعطي هذ المواصفات أثرها ا بد أن يتمتع صاحبها‬
‫اأطراف المستعملة آراء المدقق يجب أن يتوافر لديه‬ ‫بالتدريب والتأهيل المناسب‪ ،‬وحتى يكون هناك ثقة لد‬

‫‪1‬خالد أمين عبد ه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪49‬ي‬


‫محمد سمير الصبان‪ ،‬عبد الوهاب نصر علي‪ ،‬المراجعة الخارجية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪06‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫محمد تهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪40 ،39‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪16‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫شروط التأهيل العلمي والعملي وااستقال عند إبداء الرأي‪ ،‬ولتحديد معيار ال فاءة ابد من تحديد القدر المناسب‬
‫من التأهيل العلمي والعمليي‬
‫فعلى حسب النصوص الجزائرية المنظمة لهذ المهنة تشترط على الشخص الراغب في الحصول على‬
‫اإعتماد كمراجع حسابات اآتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬من ناحية التأهيل العلمي‪ :‬أن يكون حاصاً على شهادة الليسانس في المالية أو في العلوم التجارية‬
‫تخصص محاسبة أو مالية أو في فروع أخر زائد شهادة ميدانية في المحاسبة؛‬
‫مكتب للخبرة‬ ‫ب‪ -‬من ناحية التأهيل العملي وال فاءة المهنية‪ :‬أن يكون قد أنهى التربص كخبير محاسبي لد‬
‫المحاسبية أو لديه عشرة سنوات خبرة فعلية في ميدان التخصص‪ ،‬في اأخير نشير إلى أن هذ الشروط قد‬
‫ا ت ون كافية للحكم على التدقيق بال فاءة المهنية المطلوبة‪ ،‬لذلك ينبغي أن تنظم ملتقيات دورية وندوات‬
‫وتربصات ميدانية يستطيع المدقق من خالها تنمية قدراته الفكرية والعلمية والميدانية على حد سواء وتمكنه‬
‫من اإيفاء بمتطلبات التأهيل العلمي‪ ،‬العملي وال فاءة المهنيةي‬
‫‪ )2‬معيار اإستقالية والحياد‪:‬‬
‫وذلك حتى يكون الرأي الذي يبديه المدقق ذو قيمة لينال ثقة المستخدمين لهذ ال شوفات والتقارير حيث‬
‫ا قيمة للرأي الذي يصدر من شخص ا يتمتع باإستقالية والموضوعية‪ ،‬لذلك يجب أن يكون الذي يقوم بعملية‬
‫التدقيق مستقاً فكرياً وذهنياً‪ ،‬وانما يجب أن يبدو أيضا في نظر المستخدمين لل شوفات المالية التي يصدر‬
‫بشأنها رأيه الفني أنه مستقل وغير متحيز‪ ،‬فإستقالية المدقق هي التي تعطي لرأيه قيمة وبالتالي تخلق الطلب‬
‫على خدمات المهنة‪1‬ي‬
‫‪ )3‬معيار العناية الهنية‪:‬‬
‫إن مفهوم بذل العناية المهنية يفرض مستو من مسؤولية اآداء يجب تحقيقه بواسطة كل اأشخاص‬
‫المعنيين بتحقيق معايير العمل الميداني واعداد التقارير‪ ،‬فالمدقق يجب أن يبذل العناية المهنية الواجبة في‬
‫التحقق من أن دليل اإثبات كاف ومناسب لتدعيم وتأييد تقرير التدقيق‪2‬ي‬

‫عزوز ميلود‪" ،‬دور المراجعة في تقييم آداء نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة ااقتصادية"‪ ،‬مذكرة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص إقتصاد وتسيير‬ ‫‪1‬‬

‫المؤسسات‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2007 ،‬ص‪25‬ي‬


‫وليم توماس‪ ،‬أمرسون هنكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪49‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪17‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬معايير العمل الميداني‬


‫تعتبر من أهم معايير التدقيق المتعارف عليها دولياً‪ ،‬والتي بدوها تنقسم إلى‪:‬‬
‫‪ )1‬معايير وضع الخطة واإشراف على المساعدين‪:‬‬
‫إن أي عمل يجب القيام به يكون مخططاً مسبقاً ولهذا فإن التخطيط السليم لعملية التدقيق يعتبر العمود‬
‫الفقري لها‪ ،‬كونه يحدد اأهداف المتوخاة منها ويأخذ في عين الحسبان اإمكانيات المتاحة والوقت الذي يجب‬
‫إستغراقه لتحقيق تلك اأهداف‪ ،‬إذ يقوم المدقق في هذا اإطار بتوزيع الوقت المتاح لعملية التدقيق على‬
‫ااختبارات المطلوبة وتحديد اأهداف اأساسية المنتظرة من البرامج المسطرة لعملية التدقيق وبدقة نظام الفحص‬
‫من خال إشتماله على المفردات المراد فحصها وخطوات الفحص والتمحيص وتوقيته‪ ،‬يستخدم البرنامج المخطط‬
‫كآداة لقياس اآداء لعملية التدقيق من خال مقارنة اآداء المنجز باآداء المخطط والمثبت في البرنامج‪ ،‬وكذا‬
‫إمكانية تحديد اإنحرافات ومحاولة معالجتها‪ ،‬ويعتبر البرنامج المخطط مسبقاً الدليل الموحد لعملية التدقيق من‬
‫خال إحتوائه على ما يجب ا لقيام به وتحديد الفترة الزمنية الازمة لذلك وتوقيت البدء والنهاية من عملية التدقيق‬
‫وتحديد المهام المسندة إليه ولمساعديه‪1‬ي‬
‫‪ )2‬معيار تقييم نظام الرقابة الداخلية‪:‬‬
‫يعد نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة أهم محدد لنوعية التدقيق المتبناة ولحجم المفردات المراد إختيارها‬
‫إعتماداً على درجة أثر على نوعية ومصداقية المعلومات الناتجة عن النظام المولد لها‪ ،‬فإحترام مقوماته والتزام‬
‫بإجراءاته يعطي للمعلومات مصداقية كبيرة لد اأطراف الطالبة لها‪ ،‬لذا وبغية تقييم نظام الرقابة الداخلية الذي‬
‫يحتاج إلى خبرات ومهارات عالية لتقييمها من طرف المراجع والحكم عليها بات من الضروري على هذا اأخير‬
‫اإلتزام بإحد الطرق التالية‪:2‬‬
‫أى طريقة ااستقصاء عن طريق اأسئلة؛‬
‫بىطريقة التقرير الوصفي لنظام الرقابة الداخلية؛‬
‫جى طريقة الملخص ال تابيي‬

‫عزوز ميلود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪33 ،32‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫محمد التهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪45‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪18‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ )3‬معيار كفاية أدلة اإ ثبات‪:‬‬


‫يجب الحصول على قدر وافي من أدلة اإثبات وقرائن التدقيق عن طريق الفحص المستندي‬
‫والماحظات وااستفسارات والمصادقات وغيرها كأساس سليم إبداء الرأي في ال شوفات المالية تحت الفحص‬
‫حجيتها في عملية اإثبات هي اأساس الذي يبني عليه المراجع رأيه‬ ‫توافرها وكذلك مد‬ ‫فأدلة اإثبات ومد‬
‫تعبير ال شوفات المالية عن نتيجة أعمال المؤسسة من ربح‬ ‫صحة وسامة البيا نات المحاسبية ومد‬ ‫في مد‬
‫أو خسارة ومركزها المالي في نهاية الفترة‪1‬ي‬
‫ثالثا‪ :‬معيار إبداء ال أر (إعداد التقارير)‬
‫وهي المعايير التي تتعلق بتحديد كيفية إعداد التقرير النهائي لعملية التدقيق وتتضمن المعايير التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬معيار اإشارة لمقياس صدق وعدالة عرض ال شوفات المالية‪:‬‬
‫يتطلب هذا المعيار من مدقق الحسابات أن يشير في تقرير إلى ما إذا كانت ال شوفات المالية قد تم‬
‫عرضها وفقاً للمبادئ المحاسبية المقبولة قبواً عاماً (المتعارف عليها)‪ ،‬ومهنياً ينظر مدقق الحسابات للمبادئ‬
‫المحاسبية المقبولة قبواً عاماً كمعيار لقياس صدق وعدالة عرض ال شوفات المالية‪ ،‬بمعنى أن إلتزام اإدارة بهذ‬
‫المبادئ في إعداد وعرض ال شوفات المالية يضمن مصداقيتها‪ ،‬أي أنها ست ون خالية من التحريفات الجوهرية‬
‫سواء كانت تحريفات غير متعمدة‪ ،‬أي أخطاء‪ ،‬أو تحريفات متعمدة‪ ،‬أي غش‪2‬ي‬
‫‪ )2‬معيار ثبات تطبيق المبادئ المحاسبية المتعارف عليها‪:‬‬
‫يهدف هذا المعيار الى التنسيق في تطبيق المبادئ المحاسبية‪ ،‬وذلك لضمان قابلية ال شوفات المالية‬
‫للمقارنة على مدار الفترات أو السنوات المالية وبالتالي التأثيرات التي أدت إليها هذ ال شوفات المالية أن عدم‬
‫الثبات في تطبيق هذ المبادئ يؤدي إلى التداخل بين عناصر اإيرادات والمصاريف للفترات المالية السابقة‬
‫وبالتالي النتائج المالية المتوصل إليها ت ون غير صحيحةي والهدف من هذا المعيار هو‪:3‬‬
‫‪1‬ي قابلية ال شوفات المالية للمقارنة؛‬

‫خالدي المعتز باه‪" ،‬مساهمة المراجعة الداخلية في إتخاذ القرارات المالية"‪ ،‬مذكرة ماستر في العلوم المالية والمحاسبية‪ ،‬تخصص دراسات محاسبية‬ ‫‪1‬‬

‫وجبائية معمقة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ،2011 ،‬ص‪13‬ي‬


‫حكيمة مناعي‪ " ،‬تقارير المراجعة الخارجية في ظل حتمية تطبيق المعايير المحاسبية الدولية في الجزائر"‪ ،‬مذكرة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص‬ ‫‪2‬‬

‫محاسبة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2009 ،‬ص‪68‬ي‬


‫بوبكر عميروش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪22 ،21‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪19‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪2‬ي توضيح طبيعة التغيرات التي طرأت على المبادئ المحاسبية وأثرها على ال شوفات المالية وقابليتها للمقارنة‬
‫ففي هذ الحالة يجب على مدقق الحسابات اإشارة إلى ذلك بطريقة مائمة في تقرير‬
‫‪ )3‬معيار اافصاح التام‪:‬‬
‫كما أن المعيار الثالث من معايير إعداد التقرير يتطلب ضرورة إفصاح المدقق بتقرير التدقيق عن أية‬
‫معلومات مالية تعد ضرورية لصدق وعدالة العرض‪ ،‬وذلك إذا ما كانت هذ المعلومات قد أغفلت أو حذفت من‬
‫صلب ال شوفات أو الماحظات الملحقة بها بواسطة معديها‪ ،‬أي أن اإفصاح المناسب لل شوفات المالية‬
‫مفترض‪ ،‬ما لم يشير تقرير التدقيق إلى خاف هذا‪ ،‬ومن ثم فعندما ير قارئ ال شوفات المالية تقرير التدقيق‬
‫غير متحفظ‪ ،‬فإن هذا معنا أن المدقق قد وصل إلى القناعة بأنه ا حاجة إلى إفصاح أ ثر لصدق وعدالة‬
‫عرض ال شوفات المالية‪1‬ي‬
‫الر في القوائم المالية كوحدة واحدة‪:‬‬
‫‪ )4‬معيار إبداء أ‬
‫يجب أن يشتمل التقرير على أري المدقق في ال شوفات المالية كوحدة واحدة‪2‬ي ويتطلب ذلك أن يبدي‬
‫مدقق الحسابات رأيه فيها للمؤسسة ككل‪ ،‬وأا يبدي رأيه عن بعض منها أو عنصر معين من هذ ال شوفات‪،‬‬
‫أما في حالة عدم إبداء الرأي حولها يجب أن يوضح أسباب ذلك في تقرير ‪3‬ي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية التدقيق الداخلي‬


‫أصبح التدقيق الداخلي ذو أهمية بالغة في وقتنا الحالي باعتبار وسيلة للحذر‪ ،‬وذلك من أجل محاربة‬
‫كل من الغش واإهمال‪ ،‬اأخطاء المهنية والمخالفات‪ ،‬فمن الممكن اارت از عليه في معرفة الوضعية الحقيقية‬
‫للمؤسسة‪ ،‬لذا سنقوم بالتطرق في هذا المبحث إلى كل من‪ :‬مفهوم التدقيق الداخلي وأسباب تطور ‪ ،‬خصائص‬
‫وأركان التدقيق الداخليي‬
‫المطلب اأول‪ :‬مفهوم التدقيق الداخلي وأسباب تطور‬
‫أوا‪ :‬مفهوم التدقيق‬
‫هناك عدة تعاريف منها‪:‬‬

‫وليم توماس‪ ،‬أمرسون هنكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪55‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الفيومي‪ ،‬عوض لبيب‪ ،‬أصول المراجعة‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص‪43‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫أرفت سامة محمود وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪194‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪20‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫حسب ما عرفه المعهد الفرنسي للمدققين والمراقبين الداخليين "‪ :"IFACI‬التدقيق الداخلي هو عبارة عن‬
‫فحص دوري للوسائل الموضوعة تحت تصرف اإدارة العليا قصد مراقبة وتسيير المؤسسة‪ ،‬هذا النشاط يقوم به‬
‫قسم تابع إدارة المؤسسة ومستقل عن باقي اأقسام اأخر ي إن اأهداف الرئيسية للمدققين الداخليين في إطار‬
‫هذا النشاط الدوري هي إذن تدقيق فيما إذا كانت اإجراءات المعمول بها تتضمن الضمانات ال افية‪ ،‬أي أن‬
‫‪1‬‬
‫المعلومات صادقة‪ ،‬العمليات شرعية‪ ،‬التنظيمات فعالة‪ ،‬الهيا ل واضحة ومناسبةي‬

‫حسب ما عرفه معهد المدققين الداخليين"‪ :"IIA‬التدقيق الداخلي هو عبارة عن نشاط مستقل وموضوعي‬
‫الذي يعطي تأ يدات لإدارة للمؤسسة على درجة سيطرتها على العمليات التي تقوم بها‪ ،‬واعطاء النصيحة‬
‫لتحسينها ويساعد على خلق قيمة مضافة‪ ،‬كما أنه يساعد على تنظيم وتحقيق أهدافها من خال التقييم‪ ،‬وذلك‬
‫باإتباع نهج منظم ومنهجي لعمليات إدارة المخاطر والرقابة‪ ،‬وحوكمة الشركات وتقديم مقترحات لتعزيز‬
‫‪2‬‬
‫فعاليتها"ي‬

‫أما في الجزائر فيمكن القول إن هذ الوظيفة حديثة ااستعمال أو حتى حديثة ااعتراف بها كنشاط ا‬
‫يمكن ااستغناء عنهي فلم ينص عليها المشرع الجزائري إا في نهاية الثمانينات من خال المادة ‪ 40‬من القانون‬
‫التوجيهي للمؤسسات رقم ‪ 01/88‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬التي تنص على ّأنه‪" :‬يتعين على‬
‫المؤسسات العمومية ااقتصادية تنظيم هيا ل داخلية خاصة بالمراقبة في المؤسسة وتحسين بصفة مستمرة أنمـاط‬
‫سيرها وتسـييرها"‪ ،‬كما أ مل في نص المادة ‪ 58‬على أنـه‪:‬‬
‫" ا يجوز أحد أن يتدخل في إدارة وتسيير المؤسسة العمومية ااقتصادية خارج اأجهزة المشكلة قانونا والعاملة‬
‫في إطار الصاحيات الخاصة بها‪ ،‬تشكل كل مخالفة لهذا الحكم تسيي ار ضمنيا ويترتب عنها تطبيق قواعد‬
‫‪3‬‬
‫المسؤولية المدنية والجزائية المنصوص عليها في هذا الشأن"ي‬

‫ثانيا‪ :‬خصائص التدقيق الداخلي‬

‫بوتين‪ ،‬محمدي مرجع سابقي ص‪15‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫فاطمة الزهراء طاهري‪ ،‬محاضرات تسيير مخاطر‪ ،‬مقدمة لسنة ثانية ماستر‪ ،‬تخصص فحص محاسبي‪ ،‬غير منشور‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2015/2014‬ص‪2‬ي‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬القانون ‪ 01/88‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪1988‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪21‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫يمكن استخاص مجموعة من خصائص من التعاريف التي تناولناها سابقا وهي‪:‬‬

‫‪1‬ى التدقيق الداخلي وظيفة شاملة‪ :‬تطبق في المؤسسات وفي كل الوظائف حيث تنصب على كل وظائف‬
‫المؤسسات بهدف خدمة اإدارةي‬
‫‪2‬ى التدقيق الداخلي وظيفة دورية‪ :‬حيث تخضع لها مختلف الوحدات والمصالح لعمليات الفحص والتقييم‬
‫بصفة مستمرةي‬
‫‪ -3‬ااستقالية‪ :‬رغم أن التدقيق الداخلي وظيفة من وظائف المؤسسة إا أنها مستقلة عن باقي الوظائف‬
‫اأخر ‪ ،‬فعلى المدقق أن يكون مستقا حتى يتسم عمله بالموضوعيةي‬
‫باإضافة الى تلك الخصائص نذكر خصائص أخر لها والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬التدقيق الداخلي دعامة أساسية من دعائم نظام الرقابة الداخلية؛‬


‫‪ ‬التدقيق الداخلي وظيفة تقوم بها وحدة إدارية من وحدات المؤسسة؛‬
‫‪ ‬التدقيق الداخلي تسعى لترشيد الق اررات اإدارة من خال توفير المعلومات الدقيقة والمناسبة في التوقيف‬
‫المناسبي‬
‫ثالثا‪ :‬أهمية وأسباب تطور التدقيق الداخلي‬

‫ظهرت الحاجة للتدقيق الداخلي بصورة أ ثر جدية خال اأزمة ااقتصادية العالمية‪1929‬ى‪ 1933‬وبعد‬
‫الحرب العالمية نتيجة إفاس العديد من الشركات وتحمل إدارات هذ الشركات المسؤولية عن ذلك‪ ،‬فضا عن‬
‫فاعلية أنظمة الرقابة الداخلية لديها‪ ،‬اأمر الذي دفعها إلى إنشاء‬ ‫حاجة إدارات هذ الشركات لمتابعة مد‬
‫وظيفة التدقيق الداخلي لت ون العين الساهرة لها في فحص وتقييم فعالية جميع أنظمة الرقابة إنجاز مهامها من‬
‫التحقق والتحليل والتقييم لجميع أوجه ومجاات النشاط والخطط واأهداف التي تسعى هذ الشركات إلى تحقيقها‪،‬‬
‫باعتبار أن وظيفة التدقيق الداخلي هي جزء من نظام الرقابة الداخلية حيث إنها تشكل بؤرة هذا النظام وصمام‬
‫اأمان له‪ ،‬وخصوصاً بعد إياء هذ الوظيفة أهمية مميزة سعياً إلى تحويل هذ الوظيفة من وظيفة رقابية في‬
‫المنظمة إلى مهنة معترف بها من قبل المنظمات المهنية المحاسبية الدوليةي تعتبر وظيفة التدقيق وسيلة تخدم‬

‫سعاد شدري معمر‪" ،‬دور المراجعة المالية في تقييم اأداء في المؤسسة ااقتصادية" ‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬منشورةي علوم التسيير‪ ،‬فرع مالية المؤسسة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،2009/2008 ،‬ص‪54‬ي‬

‫‪22‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫العديد من اأطراف ذات الصلة في المؤسسة وخارجها فليست هي غاية بحد ذاتها‪ ،‬حيث إن القيام بعملية‬
‫التدقيق يجب أن يخدم العديد من الفئات التي تجد لها مصلحة في التعرف على عدالة المركز المالي للمؤسسة‪،‬‬
‫وقد ازدادت أهمية التدقيق الداخلي في وقتنا الحالي‪ ،‬وأصبحت نشاطاً تقويمياً ل افة اأنشطة والعمليات في‬
‫المؤسسة‪ ،‬بهدف تطوير هذ اأنشطة ورفع كفايتها اإنتاجية‪ ،‬وتعود أهمية هذ الوظيفة للخدمات التي تقدمها‬
‫لإدارة في مختلف المجاات‪ ،‬بحيث اعتبرت كصمام اأمان في يد اإدارة‪ ،‬مما سبق يتضح أن وظيفة التدقيق‬
‫الداخلي لها دور بالغ اأهمية في المؤسسات المالية والشركات وتنبع هذ اأهمية من خال حمايتها لأنظمة‬
‫المعمول بها في المؤسسة‪ ،‬وكونها صمام اأمان الذي تعتمد عليه إدارة المؤسسات في التحقق من اأداء المالي‬
‫للمؤسسة‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫ت من أهمية التدقيق الداخلي في كونها‪:‬‬

‫‪ ‬رقابة فعالة تساعد إدارة المؤسسة وما ها على رفع جودة اأعمال وتقييم اأداء؛‬

‫‪ ‬المحافظة على ممتل ات وأصول المؤسسة؛‬

‫‪ ‬تعتبر أيضا عين وأذن المدقق الخارجي؛‬

‫‪ ‬وهي من أهم أليات التحكم المؤسسيي‬

‫‪3‬‬
‫ازدادت أهميتها نتيجة لتضافر مجموعة من العوامل المتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫ظهور شركات المساهمة الى كبر حجم المؤسسات وانفصال‬ ‫‪ .1‬كبر حجم المشروعات وتعقد عملياتها‪ :‬أد‬
‫الى عدم قدرة إدارة المؤسسات على المام بكافة اأشياء‪ ،‬وبالتالي استوجب‬ ‫اإدارة عن المل ية مما أد‬
‫اأمر استخدام نظام الرقابة الداخلية وحتى تطمئن المؤسسة على سامة هذا النظام كان ابد من وجود‬
‫التدقيق الداخلي الذي يعمل على تقييم كفاءة وفعالية نظام الرقابة الداخليةي‬

‫إبراهيم رباح إبراهيم المدهون‪ " ،‬دور المدقق الداخلي في تفعيل إدارة المخاطر في المصارف العاملة في قطاع غزة"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬منشورة‪ ،‬قسم‬ ‫‪1‬‬

‫المحاسبة والتمويل‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعة اإسامية‪ ،‬فلسطين‪ ،2011،‬ص‪15‬ي‬


‫يوسف محمود الجربوع‪ ،‬مراجعة الحسابات بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬اأردن‪ ،2004 ،‬ص‪128‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫نادر شعبان السواح‪ ،‬المراجعة الداخلية في ظل التشغيل االيكتروني‪ ،‬الدار الجامعيةي مصر‪ ،2006 ،‬ص ص‪17‬ى‪23‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪23‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ .2‬التناثر الجغرافي للعمليات وتزايد نطاق العمليات الدولية‪ :‬مع كبر حجم المؤسسات تم إنشاء فروع كثيرة في‬
‫ذلك إلى إرسال مدقق داخلي لتدقيق أعمال هذ الفروع وقد أطلق على هذا المدقق‬ ‫مناطق متباعدة أد‬
‫بالمدقق المتجول لمتابعة مد التزام العاملين بالسياسات اإدارية وااقتراح بعض التعدياتي كما يعد اتجا‬
‫نحو استخدام التدقيق الداخلي على نطاق الدولي ظاهرة حديثة نسبيا فبظهور الشركات المتعددة الجنسيات‬
‫يترتب عليها زيادة أعباء المؤسسة مع زيادة حجم النشاط وأد ذلك إلى مراقبة هذ العمليات بطريقة سليمةي‬
‫فقد برز اهتمام التدقيق الداخلي بعمليات دولية وقد ترتب على ذلك بعض تغييرات جوهرية في وظيفة‬
‫التدقيق الداخلي ومتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الزيادة في نطاق عمل المدقق الداخلي‪ ،‬وهذا يؤدي الى تضييق نطاق عمل المدقق الخارجي؛‬

‫‪ ‬اعتراف المدققين الخارجيين بالتدقيق الداخلي باعتبارها مهنة؛‬

‫‪ ‬تزايد ضغوط اأطراف الخارجية لتحقيق المزيد من المساءلة المحاسبية وتوسيع وظائف التدقيق؛‬

‫كبر حجم المؤسسات وانشاء فروع لها متباعدة جغرافيا الى أن فوضت اإدارة العليا‬ ‫‪ .3‬امركزية اإدارة‪ :‬أد‬
‫المركزية بعض السلطات الى مديري هذ الفروع ويتم تقييم أداء مديري هذ الفروع وحتى تتأ د اإدارة العليا‬
‫من مد التزام هؤاء المديرين بالسياسات المرسومة واستخدمت اإدارة العليا المدقق الداخلي في ذلكي‬

‫‪ .4‬التوسع في احتياجات اإدارة‪ :‬نجد أن اإدارة هي العميل الرئيسي لقسم التدقيق الداخلي وعلى اإدارة هذا‬
‫القسم توفير تلك ااحتياجاتي حيث ير معهد المدققين الداخليين في الممل ة المتحدة أنه يوجد طلب جديد‬
‫يعكس تغير كبير في روح التدقيق الداخلي وممارساتها في تركيزها على الجانب المالي الى اهتمام واسع‬
‫بتحليل مخاطر اأعمال الحرجة‪ ،‬وير أيضا أحد ال تاب أن وظيفة التدقيق الداخلي التقليدية أصبحت جزءا‬
‫من مسؤوليات المدقق الداخلي ولذلك يجب عليهم التوسع في الخدمات التي تقدم لإدارة‪ ،‬وير كاتب آخر‬
‫ان المؤسسات الناجحة قد أدركت أن تحديد مسؤوليات إدارة التدقيق الداخلي في مجال التقارير المالية‬
‫واالتزام بالتشريعات واأنظمة القانونية هو مدخل أصبح عتيقاً ومهجو اًر ومن ثم فقد وسعت هذ المؤسسات‬
‫نطاق التدقيق الداخلي ليشمل تدقيق العمليات‪ ،‬ااستثمارات‪ ،‬اقتراحات تحسين العمليات وذلك كوسائل لزيادة‬
‫العائدي‬

‫‪ .5‬التحول إلى التدقيق ااختباري‪ :‬مع كبر حجم هذ المشروعات وتعقد عملياتها لم يعد المدقق الخارجي يقوم‬
‫بتدقيق كافة العمليات ول نه بدأ يتحول الى التدقيق اختباري وهي تدقيق عينه تمثل المجموع ويفترض أنها‬
‫‪24‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫تمثل مجتمع العملياتي وعلى ذلك ابد في ظل اختبارات المعاينة أن يتوافر نظام رقابة داخلية فعال‪ ،‬ويعتبر‬
‫وجود تدقيق داخلي بالمؤسسة من أهم الركائز لنظام الرقابة الداخلية وعلى ذلك فإنه من الناحية العملية كان‬
‫ازما تواجد التدقيق الداخلي بالمؤسسةي‬

‫‪ .6‬تطور مفهوم الرقابة الداخلية‪ :‬الرقابة الداخلية هي عملية تنجزها جهات متعددة وهي مجلس اإدارة‪ ،‬واإدارة‬
‫وأفراد آخرون ويتم تصميمها للحصول على تأ يد معقول فيما يتعلق بتحقيق اأهداف التالية‪:‬‬

‫‪ ‬معقولية التقرير المالي؛‬

‫‪ ‬كفاءة وفعالية العمليات؛‬

‫‪ ‬االتزام باللوائح والتشريعات والنظم الساريةي‬

‫ويت ون نظام الرقابة الداخلية من خمسة عناصر متداخلة هي‪ :‬البيئة الرقابية‪ ،‬تقييم المخاطر‪ ،‬أنشطة الرقابة‪،‬‬
‫المعلومات وااتصاات‪ ،‬المتابعةي‬

‫وعلى ذلك فهناك عاقة وطيدة ومباشرة بين اأهداف التي تسعى المؤسسة الى تحقيقها والحصول على تأ يد‬
‫معقول لها والعناصر المكونة لنظام الرقابة الداخلية والتي تمثل ااحتياجات الازمة لتحقيق اأهدافي‬

‫وحيث أن اأهداف والتنظيم الداخلي والبيئة التي تعمل فيها المؤسسة في تطور مستمر فإن المخاطر التي‬
‫تتعرض لها المؤسسة أيضا تتغير بصفة مستمرة‪ ،‬ولذلك فإن النظام السليم للرقابة الداخلية يعتمد على التقييم‬
‫المستمر والمنظم لطبيعة المخاطر التي تتعرض لها المؤسسة‪ ،‬حيث أن تقييم المخاطر تعني العملية التي تقرر‬
‫اإدارة بواسطتها اإدارة كيف ستتعامل مع المخاطر التي تشكل تهديدا يمكن أن يمنعها من تحقيق أهدافها‪ ،‬وهذا‬
‫يتضمن تحديد المخاطر وتحليل احتمااتها وتأثيرهاي وطالما ا توجد طريقة عملية لتقليص كل المخاطر‪ ،‬فإن‬
‫اإدارة أن تحدد مستويات المخاطر التي تستطيع أن تتحملها وكيفية المحافظة على هذ المستويات وهذا ما‬
‫يعرف بإدارة المخاطر‪ ،‬حيث أن المؤسسات تواجه المخاطر سواء كانت من داخل أو من خارج المؤسسة لذلك‬
‫تحتاج إلى آلية لتحديد المخاطر الناتجة عن مثل هذا التغير والتعامل معهي‬

‫ونظام الرقابة الداخلية بسبب البيئة المتغيرة الداخلية للمؤسسة له دور رئيسي في إدارة المخاطر‪،‬‬
‫والتدقيق الداخلي ربما يكون اآلية الداخلية الرئيسية لمراقبة جودة ونوعية أنظمة الرقابة بالمؤسسة ومن ثم فإن‬
‫اعتمادا على العوامل الخاصة بالمؤسسة ورغبة اإدارة في‬
‫ً‬ ‫وظيفة التدقيق الداخلي سوف تختلف وتتفاوت‬

‫‪25‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫الحصول على تأ يدات واستشارات في مجال المخاطر والرقابةي ومما سبق يتضح أن تغير مفهوم الرقابة وظهور‬
‫اصطاح المخاطر قد أثر على وظيفة التدقيق الداخلي التقليدية وذلك بدخولها مجاات جديدة لم ت ن ترتادها‬
‫من قبل وأن ااتجا الجديد لها يهتم بمقدرة المؤسسة على ااستجابة للظروف المتغيرة ومتابعة تحقيق اأهداف‬
‫والسياسات المرسومة للمؤسسةي‬

‫‪ .7‬إعمال مفهوم السيطرة على المؤسسة‪ :‬حيث يعني مفهوم السيطرة قيام مجلس اإدارة بإلمام بمجريات اأمور‬
‫بالمؤسسة والقدرة على إدارتها وتوجيهها نحو تحقيق اأهداف المخطط لها‪ ،‬وتجاوز المخاطر التي يمكن‬
‫التعرض لها نتيجة بيئة اأعمال المتغيرةي وقد تم ااهتمام بمفهوم السيطرة على المؤسسة بعد صدور لجنة‬
‫‪ Cadbury‬سنة ‪ 1992‬في الممل ة المتحدةي حيث أن القائمون بعملية السيطرة عادة مسؤولون عن التأ د‬
‫من أن المؤسسة قد حققت أهدافها‪ ،‬التقرير المالي‪ ،‬والتقرير واإفصاح لأطراف المهتمة بالمؤسسةي وقد عاد‬
‫موضوع السيطرة على المؤسسة إلى الظهور مرة أخر في مقدمة التفكير لعديد من مجالس اإدارات‬
‫الشركات المقيدة بالبورصة وذلك لسببين هما‪:‬‬

‫‪ ‬انهيار بعض الشركات في اآونة اأخيرة؛‬

‫‪ ‬صدور ميثاق مشترك لبورصات المالية بالممل ة المتحدة ‪The stock exchange combined‬‬
‫‪code‬؛‬

‫ذلك إلى إدراج متطلبات السيطرة على المؤسسة الواردة في تقرير لجنة ‪ Cadbury‬ضمن قواعد‬ ‫وقد أد‬
‫اآمرة لد البورصة والتي دخلت حيز التنفيذ اعتبا اًر من ‪1998/12/31‬ي وقد قرر الميثاق المشترك مسؤوليات‬
‫إضافية على المديرين بحيث أصبحوا مسؤولين عن التأ د من أن أنظمة الرقابة الداخلية ال لية بمؤسساتهم يتم‬
‫فحصها بانتظام ويتم التقرير عنها للمساهميني وان التركيز على نوعية السيطرة على المؤسسة قد ازداد نظ ار‬
‫أن إعادة تنظيم أسواق المال‪ ،‬وتعاظم المنافسة العالمية‪ ،‬وزيادة التقدم الت نولوجي قد أحدث تأثي اًر سلوك‬
‫المؤسسةي‬

‫وعلى ذلك يعتقد معهد المدققين الداخليين بالممل ة المتحدة أنه لاستجابة لهذ اأحكام‪ ،‬فإن تأ يد‬
‫مستقل وايجابي عن كفاية وفعالية إطار الرقابة الداخلية للمؤسسة أمر مطلوب‪ ،‬وان التدقيق الداخلي يمكن أن‬
‫يلعب دو اًر رئيسيا في توفير هذا التأ يد اإيجابي المستقلي‬

‫‪26‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫فالتدقيق الداخلي يمد اإدارة العليا بالتحليل والتقييم‪ ،‬ااستشارات‪ ،‬والتوصيات عن اأنشطة التي تم‬
‫فحصها‪ ،‬ويمكنها ا تشاف وضع الغش‪ ،‬تحديد الفرص واضافة قيمة وزيادة العائد للمؤسسةي فالتدقيق الداخلي‬
‫اآن يتضمن نطاق واسع للرقابة وادارة المخاطر وتعرف بأنها مشارك رئيسي في السيطرة الفعالة على المؤسسة‪،‬‬
‫وعلى ذلك فإن إعمال مفهوم السيطرة على المؤسسة قد أثر على وظيفة التدقيق الداخلي التقليدية بدخولها‬
‫مجاات جديدة لم ت ن ترتادها من قبلي وأصبح ينظر للمدققين الداخليين إرشاد ومساعدة كافة المستويات‬
‫اإدارية في طلبهم إطار رقابي فعال خاص بالمؤسسةي وكمستشارين ذوي خبرة لمساعدة اإدارة في تقييم‬
‫المخاطر وأنظمة الرقابة للتأ د من تخفيض المخاطر التي تواجه المؤسسة إلى المستويات المقبولةي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان وأهداف التدقيق الداخلي‬

‫أوا‪ :‬أركان التدقيق الداخلي‬


‫إ مال عملية التدقيق الداخلي وتحقيق اأهداف المرجوة منها وتنفيذها بالنهج الصحيح يجب توفر مجموعة‬
‫‪1‬‬
‫من عناصر وأركان تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬ى الفحص والتدقيق‪ :‬يعتبر الفحص عنص ار وركنا أساسيا من أركان التدقيق الداخلي والذي يدور حول التأ د‬
‫من مد صحة العمليات المالية والمحاسبية من حيث‪:‬‬
‫‪ ‬الدقة في تسجيل هذ العمليات دفترياً؛‬
‫‪ ‬التوجه المحاسبي للعمليات المالية والتحديد السليم لطرفي العملية (مدين‪ ،‬دائن)؛‬
‫‪ ‬مد صحة وقانونية المستندات الدالة على حدوث العمليات المالية باعتبارها من قرائن اأساسية أو‬
‫الرئيسية للتدقيق؛‬
‫التزام‬ ‫‪2‬ى االتزام‪ :‬يتمثل هذا العنصر في اإجراءات التي يضعها المدقق الداخلي في سبيل التأ د من مد‬
‫العاملين في المنشأة بالسياسات اادارية المرسومة وأداء العمليات وفقا للنظم الموضوعة والق اررات المتخذة‬
‫في هذا المجالي‬
‫‪3‬ى التحليل‪ :‬يتمثل هذا العنصر في عملية الفحص اانتقادي للسياسات اإدارية واجراءات الرقابة الداخلية‬
‫والسجات والتقارير لتحديد نقاط الضعف فيهاي‬

‫كمال الدين الدهراوي‪ ،‬محمد السيد سرايا‪ ،‬ص ص‪168 ،167‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪4‬ى التقييم‪ :‬ويتمثل هذا في تحديد نتيجة العناصر السابقة على أن المدقق الداخلي يرت ز في هذا العنصر حول‬
‫تقييم ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬مد كفاءة السياسات اإدارية المختلفة واإجراءات في تحقيق اأهداف؛‬
‫‪ ‬مد فعالية هذ السياسات واإجراءات في تحقيق اأهداف؛‬
‫‪5‬ى ا لتقرير‪ :‬يعتبر التقرير العنصر اأخير من عناصر التدقيق الداخلي باعتبار اأداة الرئيسية التي يعبر فيها‬
‫المدقق عنما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬المشا ل التي واجهها وأسبابها؛‬
‫‪ ‬نقاط الضعف في السياسات واإجراءات؛‬
‫‪ ‬التوصيات المناسبة لمعالجة نقاط الضعف ومحاولة حل أي مشا ل؛‬
‫‪ ‬بلورة النتائج ا لنهائية التي توصل إليها نتيجة عملية التدقيق الداخلي الذي قام به‪ ،‬ويرفع هذا التقرير‬
‫إلى اإدارة العليا لتنفيذ ما جاء في التقرير من توصيات وأداء وماحظات وتحفظاتي‬
‫ثانيا‪ :‬أهداف التدقيق الداخلي‬

‫‪1‬‬
‫يمكن تلخيص اأهداف في بعض النقاط اأساسية وهي‪:‬‬

‫االتزام بالسياسات واإجراءات والمسائل‬ ‫‪1‬ي تأ د من دقة اأنظمة الرقابية وذلك من خال تحقق من مد‬
‫الرقابية المصرح بها مختلف المستويات اإداريةي‬
‫‪2‬ي التحقق من مد ال فاءة التي يتم بها التنفيذ الفعلي للمهام داخل كل قسم من أقسام المؤسسةي‬
‫‪3‬ي كيفية وكفاءة الطريقة التي يعمل بها النظام المحاسبي‪ ،‬وذلك كمؤشر يعكس بصدق نتائج العمليات والمركز‬
‫الماليي‬

‫ولتنفيذ هذ اأهداف‪ ،‬يتطلب اأمر أن يقوم المدقق الداخلي بدور فعال داخل الهيكل التنظيمي للمؤسسة‪،‬‬
‫بحيث يتولى المهام التالية‪:‬‬

‫أي رقابة قبل الصرف‪ ،‬للتحقق من سامة اإجراءات قبل إتمام الصرف الفعليي‬

‫عبد الفتاح الصحن‪ ،‬محمد سمير الصبان‪ ،‬شريفة على حسن‪ ،‬أسس المراجعة (اأسس العلمية والعملية)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ص‪،38‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪39‬ي‬

‫‪28‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫بي رقابة بعد الصرف (الاحقة)‪ ،‬للتأ د من أن جميع المصروفات قد صرفت في أغراض محددة‪ ،‬ومرتبطة‬
‫بأعمال المؤسسةي‬
‫جي التأ د من مد مسايرة العاملين بالمؤسسة للسياسات والخطط واإجراءات اإدارية الموضوعةي‬
‫دي التحقق من صحة المعلومات المحاسبية واإحصائية التي تقدمها اأقسام لإدارة العلياي‬

‫وهنا نود اإشارة إلى أن التدقيق الداخلي قد اقتصر في بادئ اأمر على المراجعة الحسابية للمستندات‬
‫بعد الصرف (التدقيق الاحق)‪ ،‬لغرض ا تشاف أخطاء التسجيل بالدفاتري ولقد توسعت بعض المؤسسات ل ي‬
‫يشمل التدقيق الداخلي مراجعة الحسابية قبل الصرف لغرض التأ د من سامة اإجراءات‪ ،‬ولقد اتضح بعد ذلك‬
‫إمكانية استخدام التدقيق الداخلي لخدمة اإدارة العليا في جميع المجاات‪ ،‬مما استتبع معه ضرورة تطوير هذ‬
‫فاعلية اأساليب الرقابية في متابعة‬ ‫اأداة وتوسيع نطاقها لتشمل جميع نواحي النشاط وذلك للتحقق من مد‬
‫تنفيذ المهامي‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع التدقيق الداخلي‬

‫يوجد هناك أربع أنواع للتدقيق الداخلي والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ .ϭ‬التدقيق التشغيلي وتدقيق اأداء‪ :‬يتضمن التدقيق التشغيلي (الشامل) مراجعة الطرق واإجراءات‬
‫التشغيلية للمؤسسة من أجل تحديد كفاءتها وفعاليتها‪ ،‬وذلك من أجل تقديم التوصيات لتحسين‬
‫اإجراءات‪ ،‬والتدقيق التشغيلي غالبا ما يتضمن مراجعة السياسات في المجاات التي يجب أن تعمل‬
‫بكفاءة من اجل تلبية أهداف المؤسسة (الفاعلية) وتحقيق اأهداف في أحسن ما يمكن وبالطريقة اأقل‬
‫هد اًر للموارد (ال فاءة)‪ ،‬وحيث يمكن للسياسة أو اإجراء أن يكونا فاعلين وكفؤين‪ ،‬ول ن على مدار‬
‫الطويل يمكن أن ت ون غير اقتصادية‪ ،‬لذا ابد من اأخذ بعين ااعتبار ما إذا كانت المنافع‬ ‫المد‬
‫‪1‬‬
‫المتعلقة بالسياسة أو اإجراء تزيد عن ت لفتها أم اي‬
‫‪ .Ϯ‬التدقيق المالي‪ :‬إن أحد اأهداف وراء التدقيق المالي هو مساعدة المدققين الخارجيين عند قيامهم‬
‫با لتدقيق المالي التقليدي‪ ،‬وينتج عن هذ التدقيقات تقارير تظهر ما إذا كانت المعلومات المالية‬

‫نعيم دهمش‪ ،‬عفاف اسحق أبوزر‪ ،‬مداخلة بعنوان‪" :‬الضوابط الرقابية والتد قيق الداخلي في بيئة ت نولوجيا المعلومات"‪ ،‬مؤتمر العلمي الدولي السنوي‬ ‫‪1‬‬

‫الخامس (اقتصاد المعرفة والتنمية ااقتصادية)‪ ،‬كلية ااقتصاد والعلوم اإدارية‪ ،‬جامعة الزيتونة‪ ،‬اأردن‪ ،2005 ،‬ص‪4‬ي‬

‫‪29‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫التاريخية قد عرضت لأطراف الخارجية مثل الدائنين وكذلك اإدارة بعدالةي ويمكن أن تشمل خصائص‬
‫التدقيقات المالية ااتي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون هدف التدقيق المالي إضافة المصداقية لتمثل اإدارة في القوائم المالية؛‬
‫‪ ‬ان المدقق شخص مستقل عن أدارة المؤسسة؛‬
‫‪ ‬ت وين المدققين أمرائهم على أساس العدالة الشاملة‪ ،‬وذلك وفقا للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها‬
‫والمقبولة قبوا عاما للقوائم المالية‪ ،‬وذلك على أساس ااختيار ااختباري؛‬
‫‪ ‬في الوقت الذي يكون فيه المدققين غير متأ دين بشكل قطعي ما إذا كانت القوائم المالية صحيحة‪ ،‬فان‬
‫‪1‬‬
‫التدقيق المالي يمكن أن يقدم تأ يداً معقوا بان القوائم المالية خالية من التحريف المادي؛‬
‫‪ .ϯ‬تدقيق ت نولوجيا أو نظم المعلومات‪ :‬يقصد بالتدقيق ت نولوجيا(اإل تروني) أو نظم المعلومات عملية‬
‫تطبيق أي نوع من اأنظمة باستخدام ت نولوجيا المعلومات لمساعدة المدقق في التخطيط والرقابة‬
‫وتوثيق أعمال التدقيق" لذا فإن التدقيق اال تروني يتمثل في استخدام ت نولوجيا المعلومات في عملية‬
‫التدقيق لمساعدة المدقق عبر مراحل التدقيق المختلفة من تخطيط ورقابة وتوثيق‪.2‬‬
‫التزام التدقيق ومطابقته مع بعض‬ ‫‪ .ϰ‬تدقيق االتزام (التطابق)‪ 3:‬ان خدمات تدقيق االتزام تقيس مد‬
‫المعايير الموضوعة مسبقاي وبعض المجاات التي تحتاج فيها تحديد االتزام والتي يمكن ان ت ون‬
‫بحاجة إلى مراجعة‪ ،‬وتشمل اآتي‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد االتزام بالسياسة أو اإجراءات الموضوعة مسبقا من قبل اإدارة؛‬
‫‪ ‬تحديد مد االتزام بالقوانين والتشريعاتي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أساسيات التدقيق الداخلي‬

‫سنتناول في هذا المبحث التزامات وأساسيات التدقيق الداخلي التي تحكمه والمتمثلة في‪ :‬معايير أداء‬
‫وظيفة التدقيق الداخلي‪ ،‬وصاحيات المدقق الداخلي‪ ،‬مراحل وأدوات التدقيق الداخليي‬

‫نعيم دهمش‪ ،‬عفاف اسحق أبوزر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪4‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫استخدام ت نولوجيا المعلومات في عملية التدقيق (التدقيق الت نولوجي) في فلسطين وأثر ذلك على الحصول على‬ ‫طال حمدونه‪ ،‬عام حمدان‪ ،‬مد‬ ‫‪2‬‬

‫عدالة القوائم المالية‪ ،‬مجلة الجامعة اإسامية‪ ،‬المجلد السادس عشر‪ ،‬العدد اأول‪،‬‬ ‫الفني المحايد للمدقق حول مد‬ ‫أدلة ذات جودة عالية تدعم ال أر‬
‫‪ ،2008‬ص‪926‬ي‬
‫نعيم دهمش‪ ،‬عفاف اسحق أبوزر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪4‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪30‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫المطلب اأول‪ :‬معايير وصاحيات التدقيق الداخلي‬

‫أوا‪ :‬معايير التدقيق الداخلي‬

‫أصبح يوجد اآن معايير خاصة بوظيفة التدقيق الداخلي‪ ،‬وتشمل هذ المعايير الصادرة عن معهد‬
‫المدققين الداخليين ‪ IIA‬على خمسة مجموعات من المعايير تغطي النواحي الرئيسية والوظائف الرئيسية للتدقيق‬
‫‪1‬‬
‫الداخلي‪ ،‬وكل مجموعة من مجموعات تحتوي على إرشادات وتعليقات ذات قيمة للمدققين الداخلييني‬

‫وتتمثل هذ المعايير في الخمسة معايير التالية‪:‬‬


‫‪ )1‬اإستقالية‪:‬‬
‫معيار اإستقال والحياد يعني أن يكون المدقق بعيدا عن تأثير الجهة التي يقوم بتدقيق أعمالها فيتوفر‬
‫له اإستقال التام عنها وا يكون لها أي تأثير عليه وير معهد المدققين الداخليين أن استقال المدقق الداخلي‬
‫يقوم على دعامتين هما المركز التنظيمي للمدقق الداخلي بحيث يكون لمدير قسم التدقيق الداخلي خط اتصال‬
‫مباشر مع مجلس اإدارة واللجنة التدقيق‪ ،‬والموضوعية بحيث يكون المدقق الداخلي مستقا عن اأنشطة التي‬
‫‪2‬‬
‫يقوم بتدقيقهاي‬
‫‪1‬ى مكانة المدقق الداخلي في المؤسسة (الوضع التنظيمي)‪ :‬يجب أن يكون لقسم التدقيق الداخلي وضع‬
‫تنظيمي يسمح لها بأداء مسؤولياتها ويجب أن يحصل المدقق الداخلي على دعم من اإدارة العليا ومن مجلس‬
‫اإدارة وذلك ل ي يكون اأفراد الخاضعين للتدقيق متعاونين‪ ،‬ويجب أن يتمتع مدير قسم التدقيق الداخلي بسلطة‬
‫ل ي يحقق له ذلك ااستقالية وتوسيع نطاق عمل قسمه وتنفيذ توصيات هذا القسم‪ ،‬كما يجب أن يكون لمدير‬
‫قسم التدقيق اتصال مباشر مع مجلي اإدارة حتى يستطيع توصيل المعلومات في النواحي المهمةي ومن ناحية‬
‫أخر فإن ااستقالية قسم التدقيق الداخلي يمكن أن تتزايد من خال وجود إجماع بين أعضاء مجلس اإدارة‬
‫على تعيين مدير قسم التدقيق الداخليي ويجب أن يتم تحديد سلطات وأهداف ومسؤوليات قسم التدقيق الداخلي‬
‫في شكل مكتوبي‬

‫عبد الوهاب نصر علي‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬الرقابة والمراجعة الداخلية الحديثة في بيئة ت نولوجيا المعلومات وعولمة أسواق المال (الواقع والمستقبل)‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2006/2005 ،‬ص‪500‬ي‬


‫نادر شعبان السواح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪37‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪31‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫كما يجب أن يتم عرض خطط الميزانية المالية وخطط الموارد البشرية الخاصة بقسم التدقيق الداخلي على اإدارة‬
‫العليا ومجلس اإدارة للموافقة عليهاي يجب أيضا أن يقدم مدير قسم التدقيق الداخلي تقرير باأنشطة التي تم‬
‫القيام بها لإدارة العليا ولمجلس اإدارة على أن يتم ذلك سنويا أو نصف سنوي‪ ،‬والوضع التنظيمي اأمثل لقسم‬
‫‪1‬‬
‫التدقيق الداخلي هو أن يكون تابع للجنة التدقيق أو لمجلس اإدارة مباشرةي‬
‫‪2‬ى الموضوعية‪ :‬يجب أن يكون المدقق الداخلي موضوعيا عند أدائه لوظيفة التدقيق الداخلي وتعتبر‬
‫المدقق الداخلي أثناء أدائه لعمله بحيث يجب أا يكون تابع للغير‬ ‫الموضوعية أم اًر ذهنياً يجب أن يتحقق لد‬
‫عند إبدائه لرأيه في أي أمر من أمور التدقيقي ويجب أا يجعل المدقق نفسه في وضع يجعله غير قادر على‬
‫إبداء رأي موضوعي‪ ،‬ويجب أيضا أن يتفاد المدقق الداخلي أداء أي مهام تشغيلية حيث أن أداء أي من المهام‬
‫التشغيلية التي سيدققها فيما بعد سيجعل من موضوعيته غير متوافرة‪ ،‬اأمر الذي يجب أن يؤخذ في الحسبان‬
‫‪2‬‬
‫عند الحصول على تقرير المدقق الداخليي‬
‫‪ )2‬ال فاءة المهنية للمدقق الداخلي‪:‬‬
‫يجب أن يمتلك المدققين الداخليين المعارف والمهارات وال فاءات المهنية المطلوبة أداء مسؤولياتهم‬
‫‪3‬‬
‫الفردية ويتحقق هذا المعيار من خال العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديد مواصفات ومؤهات وخبرات من يعمل داخل إدارة أو قسم التدقيق الداخلي من حيث‪:‬‬
‫‪ ‬ال فاءة العلمية؛‬
‫‪ ‬الخبرة العلمية؛‬
‫‪ ‬فهم المبادئ اإدارية؛‬
‫‪ ‬دراسة وفهم العلوم السلوكية؛‬
‫‪ ‬توافر الصفات الخلقيةي‬
‫‪ .2‬وضع برنامج تدريب مستمر لرفع كفاءة العاملين في قسم التدقيق الداخلي وتحسين العناية المهنيةي‬
‫‪ )3‬نطاق التدقيق الداخلي‪:‬‬

‫عبد الوهاب نصر علي‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪502 ،501‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الوهاب نصر علي‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪503 ،502‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬محمد السيد سرايا‪ ،‬أصول المراجعة (اإطار النظر ‪ ،‬المعايير والقواعد‪ ،‬مشا ل التطبيق العملي)‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص ص‪،147‬‬
‫‪148‬ي‬

‫‪32‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫نصت معايير اأداء المهني للتدقيق الداخلي على أن مجال عمل التدقيق الداخلي يجب أن يتضمن‬
‫فحص وتقييم سامة وفعالية نظم الرقابة الداخلية المعمول بها في المؤسسة وجودة اأداء في تنفيذ المسؤوليات‬
‫المحددة فيها إا أنه يجب ماحظة أن تحديد مجال التدقيق الداخلي متروك في النهاية للمؤسسة ومجلس اإدارة‬
‫حسب مقتضيات المواقف ومتطلباتها واعطاء التوجيهات العامة بشأن التدقيق والعمليات واأنشطة الواجب‬
‫‪1‬‬
‫مراجعتهاي‬
‫كفاية نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة‬ ‫وعلى ذلك نجد أن نطاق عمل التدقيق الداخلي يشمل فحص وتقييم مد‬
‫‪2‬‬
‫ومد كفاءة أداء المهام المحددة ويتم ذلك من خال‪:‬‬
‫‪ .1‬فحص وتقييم مد سامة نظام الرقابة الداخلية في المؤسسة ومد تحقيق أهدافها والتي تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬حماية ممتل ات وموارد المؤسسة من أي تصرفات غير مرغوب فيهاي‬
‫‪ ‬دقة المعلومات المحاسبية التي ينتجه النظام المحاسبي في المؤسسةي‬
‫‪ ‬التحقق من مد كفاءة استخدام الموارد المتاحة بشكل أمثلي‬
‫‪ ‬التحقق من مد اإلتزام بالقوانين والسياسات واإجراءاتي‬
‫‪ .2‬فحص مد جودة وفعالية اأداء ومد تحقيق اأهداف والنتائج المرجوة بفاعليةي‬
‫‪ )4‬أداء عمل التدقيق الداخلي‪:‬‬
‫نصت معايير اأداء المهني للتدقيق الداخلي على ضرورة أن يشمل عمل التدقيق تخطيط عمل التدقيق‪،‬‬
‫فحص وتقييم المعلومات‪ ،‬إباغ نتائج التدقيق ثم المتابعةي وعلى ذلك يجب على المدقق الداخلي أن يخطط‬
‫لعملية التدقيق الداخلي ويتوصل إلى النتائج بطريقة سليمة‪ ،‬ويجب عليه أن يقوم بفحص وتقييم المعلومات‬
‫والتحقق من مد صحتها واعداد التقارير الازمة في الوقت المناسب عن العمليات التي قام بتدقيقها ورفعها على‬
‫‪3‬‬
‫المختصين وأخي ار متابعة التوجيهات والماحظات التي احظها من جراء عملية التدقيقي‬
‫‪ )5‬إدارة قسم التدقيق الداخلي‪:‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪148‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫نادر شعبان السواح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪53‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫نادر شعبان السواح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪55‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪33‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫تقتضي معايير التدقيق الداخلي بضرورة أن يتولى المدقق الداخلي إدارتها بطريقة مناسبةي ويكون مسؤوا‬
‫‪1‬‬
‫عن تلك المؤسسة بحيث‪:‬‬
‫‪1‬ي تحقق أعمال التدقيق اأغراض العامة والمسؤوليات التي اعتمدتها اإدارة العليا وقبلها مجلس اإدارة؛‬
‫‪2‬ي تستخدم الموارد المتاحة إدارة التدقيق الداخلي بكفاءة وفاعلية؛‬
‫‪3‬ي تتماشى جميع أعمال التدقيق الداخلي مع معايير الممارسة المهنية للتدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وحتى يتمكن هذا المدير من إدارتها بما يحقق تلك اأهداف العامة فإنه يجب عليه أن‪:‬‬
‫‪ ‬ت ون لديه ائحة بأهداف وسلطات ومسؤوليات اإدارة؛‬
‫‪ ‬يقوم بوضع خطط لتنفيذ مسؤوليات اإدارة؛‬
‫‪ ‬يوفر سياسات واجراءات مكتوبة ت ون مرشدًا للعاملين معه في اإدارة؛‬
‫‪ ‬يضع برنامجاً اختيار وتطوير الموارد البشرية في إدارة التدقيق الداخلي؛‬
‫‪ ‬يقوم بالتنسيق بين جهود كل من إدارة التدقيق الداخلي والمدقق الخارجي؛‬
‫‪ ‬يقوم بوضع وتنفيذ برنامج للتأ د من جودة أعمال المؤسسة وتقييم أعمالها بصفة مستمرة؛‬
‫‪ ‬السياسات واإج ارءات المناسبة لطبيعة أعمال القسم؛‬
‫‪ ‬إدارة اأفراد العاملين في القسم؛‬
‫‪ ‬التنسيق مع المدقق الخارجي؛‬
‫‪ ‬الضمانات اإضافية لجودة عمل التدقيق الداخلي بهدف اارتقاء بمستو أداء التدقيق الداخلي أعلى مستو‬
‫ممكن ويكون ذلك بما يتفق ومعايير الممارسة المهنية للمدقق الداخليي‬
‫ثانيا‪ :‬صاحيات المدقق الداخلي‬

‫حتى يستطيع المدقق الداخلي إدارة عمله بكفاءة وفعالية‪ ،‬ينبغي عليه أن يكون على علم بكامل مسؤوليته‬
‫وصاحياته‪ ،‬وفقا لما تقتضي به قواعد ومبادئ ومعايير التدقيق الداخليي وبما أن الغرض الرئيسي للتدقيق‬
‫الداخلي يتمثل في" مساعدة جميع أعضاء إدارة المؤسسة على تأدية وظائفهم بطريقة فعالة‪ ،‬عن طريق إمدادهم‬
‫بتحاليل موضوعية للبيانات المعروضة عليهم وتقارير دقيقة وصحيحة عن نشاط المؤسسةي وحتى يتمكن التدقيق‬

‫عبد الفتاح محمد الصحن‪ ،‬فتحي رزق السوافير ‪ ،‬الرقابة والمراجعة الداخلية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‪225‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬محمد السيد سرايا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪150 ،149‬ي‬

‫‪34‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫الداخلي من تحقيق ذلك الغرض بكفاءة وفاعلية فإنه ابد أن يكون مدير ومدققي قسم التدقيق الداخلي متمتعين‬
‫‪1‬‬
‫بمجموعة من الصاحيات أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬ي الوصول غير المشروط أو المقيد لجميع أنشطة وسجات وممتل ات وموظفي المؤسسةي‬
‫‪2‬ي تحديد نطاق عمل التدقيق‪ ،‬بما فيها اختيار اأنشطة وتطبيق اأساليب والتعليمات المطلوبة لتحقيق‬
‫أهداف التدقيق‪ ،‬حيث يجب أن يكون نطاق أعمال التدقيق الداخلي غير مقيدةي بمعنى أن إدارة التدقيق‬
‫الداخلي ت ون لديها السلطة التي تحتاجها لمتابعة اإجراءات الرقابية في النظام ككل دون تدخل إدارة‬
‫المؤسسةي‬
‫‪3‬ي الحصول على المساعدة المطلوبة من موظفي المؤسسة في كافة قطاعاتها‪ ،‬أي أن على جميع موظفي‬
‫المؤسسة مساعدة المدققين الداخليين والتعاون معهم بشكل كامل‪ ،‬واعطاء اأولوية إجابة طلباتهم بدون‬
‫قيود‪ ،‬تحقيقاً للفائدة المرجوة من التدقيق الداخلي في المؤسسةي‬
‫‪4‬ي الحق في طلب خدمات خاصة من خارج المؤسسة إذا لزم اأمري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أدوات التدقيق الداخلي‬

‫يستخدم المدقق الداخلي في إطار مهمته عدة أدوات لتحقيق اأهداف التي يريد التوصل إليها‪ ،‬وتتصف هذ‬
‫‪2‬‬
‫اأدوات بثاث خصائص أساسية‪:‬‬

‫‪ ‬ا تستخدم هذ اأدوات بشكل منهجي وانما يختار المدقق اأداة المناسبة لتحقيق الهدف المراد تحقيقه؛‬
‫‪ ‬ا يقتصر استخدام هذ اأدوات على التدقيق الداخلي بل يمتد استخدامه إلى أطراف عديدة كالمدققين‬
‫الخارجين والمستشارين يييالخ؛‬
‫‪ ‬يمكن أن يستخدم المدقق اداتين مختلفتين في إطار عملية التدقيق واحدة تخص نفس العنصر بحيث‬
‫تستخدم أداة الثانية لتحقق من النتائج تم التوصل اليها باستخدام اأداة اأولىي‬
‫ويمكن تصنيف هذ اأدوات الي نوعين اساسين‪ :‬اأدوات الوصفية واأدوات ااستفهاميةي‬
‫أوا‪ :‬اأدوات الوصفية‬

‫عبد السام عبد ه سعيد أبو سرعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪50‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫محمد لمين عيادي‪ " ،‬مساهمة المراجعة الداخلية في تقييم نظام المعلومات المحاسبي للمؤسسة"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬فرع إدارة أعمال‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة الجزائر‪ ،‬الجرائر‪ ،2008/2007 ،‬ص‪119‬ي‬

‫‪35‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وفيما يلي سنعترضها بالتفصيل‪:‬‬
‫أ‪ .‬السبر ااحصائي‪ :‬هو أداة تسمح انطاقا من عينه محددة‪ ،‬يتم اختيارها بطريقة عشوائية‪ ،‬من المجتمع‬
‫محل الدراسة الى تعميم الصفات الماحظة في العينة على كامل المجتمعي‬
‫ويتبع المدقق الداخلي عند استخدام هذ الطريقة ثاث خطوات أساسية‪:‬‬
‫‪ ‬تصور السبر‪ :‬يقوم المدقق الداخلي بتحقيق الهدف أو اأهداف المراد تحقيقها وهو ما يسمح بتحديد‬
‫الرقابة التي يجب القيام بها بهدف تحديد نوع الخطأ أو اأخطاء التي يريد المدقق أن يتحقق منها‪ ،‬ويقوم‬
‫بـ‪:‬‬
‫‪ )1‬تحديد المجتمع أي كل المعلومات التي نرغب في ت وين رأي حولها وذلك حسب أهداف المدقق المراد‬
‫تحقيقهاي‬
‫‪ )2‬تحديد درجة الثقة المرغوب فيها والتي تتماشى مع الموضوع المراد دراستهي‬
‫‪ )3‬تحديد معدل الخطأ المقبول أي الحد اأعلى كنسبة مئوية للخطأ المقبول لمجتمع ما ومعدل الخطأ‬
‫المنتظر الوقوف عليه والذي ينبغي أن يكون أصغر من معدل الخطأ المقبولي‬

‫ويقوم المدقق بتقسيم المجتمع الى طبقات إذا كانت عملية السبر تخص القيم وتحديد المفردات المهمة مما‬
‫سيؤدي الى انخفاض حجم العينةي‬

‫‪ ‬اختبار العينة‪ :‬نميز بين نوعين من العينات‪:‬‬


‫‪ )1‬العينات اإحصائية‪ :‬ونستخدم في هذ الحالة‪:‬‬
‫‪ ‬العينات العشوائية‪ :‬حيث تعطي أرقام لسلسلة من المفردات وتختار مفردات العينة باستخدام جدول‬
‫العينات العشوائية وهي توفر احتماا متساويا لجميع وحدات المجتمع إمكانية انتمائها الى العينة؛‬
‫‪ ‬طريقة السبر الترتيبي‪ :‬انطاقا من نقطة معينة يتم اختبار المفردات بشكل مرتب مثا‪،45 ،35 ،25 :‬‬
‫‪65 ،55‬يييي الخ؛‬
‫‪ )2‬العينات غير اإحصائية‪ :‬ويتم اختيار العينة باستخدام‪:‬‬
‫‪ ‬الطريقة الموجهة الشخصية‪ :‬يعتمد المدقق في اختيار العينة حسب حدسه الشخصي واعتمادا على‬
‫مؤهاته وخبرته؛‬

‫محمد لمين عيادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪122 ،119‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪36‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ )3‬استغال نتائج التدقيق‪ :‬يتم استغال نتائج التدقيق بالقيام بنوعين من التحليل‪:‬‬
‫‪ ‬تحليل كمي للنتائج‪ :‬بحيث يتأ د من أن اأخطاء واانحرافات التي الوقوف عليها ا تتعارض مع‬
‫اأهداف المسطرة؛‬
‫‪ ‬تحليل نوعي لأخطاء واانحرافات والتأ د فيما إذا كانت ت اررية أم ا أو معتمدة أواي وفي النهاية يتخذ‬
‫المدقق قبول المجتمع أو عدم قبوله؛‬
‫ب‪ .‬المقابلة‪ :‬يهدف المدقق من خالها إلى الحصول على مجموعة من المعلومات ويخضع ااستجواب الى‬
‫مجموعة من الشروط‪:‬‬
‫‪ ‬يجب احترام خط السلطة وعدم القيام باي استجواب دون علم المسؤول اأول عن القسم؛‬
‫‪ ‬التذكير بمهمة التدقيق وأهدافها واعام الطرف المستجوب بسبب وكيفية ااستجواب؛‬
‫‪ ‬يقوم المدقق بعرض الصعوبات‪ ،‬المشا ل‪ ،‬ونقاط الضعف التي تم ا تشافها قبل بداية ااستجواب؛‬
‫‪ ‬يجب ان يصادق الطرف المستجوب عن نتائج ااستجواب الملخصة قبل تقديمها إلى المسؤولين؛‬
‫المدقق ان يستمع أ ثر مما يت لم ويقوم توجيه ااستجواب في إطار موضوع المهمة لتحقيق‬ ‫‪ ‬يتفاد‬
‫الهدف المسطر ويجب اعتبار الطرف اأخر في مرتبة مساوية من حيث إدارة ااستجواب؛‬
‫ثانيا‪ :‬اأدوات ااستفهامية‬

‫ونميز الماحظة المادية‪ ،‬السرد‪ ،‬المخطط الوظيفي‪ ،‬جدول تحليل ااعمال‪ ،‬مخطط التدفق‪ ،‬فيما يلي‬
‫‪1‬‬
‫سنتطرق لها بالتفصيل‪:‬‬

‫أي ماحظة المادية‪ :‬من الممكن أن يعتمد المدقق في عملية التدقيق على الماحظة المادية المباشرة‬
‫للتحقق من تطابق ما هو مدون على الوثائق مع ما هو موجود فعا في الواقع‪ ،‬ويتعلق اأمر بـ‪:‬‬

‫‪ ‬الماحظة المادية لإجراءات‪ :‬تهدف ماحظة اإجراءات الى تحديد المراحل التي تمر بها عملية أو‬
‫نشاط ما للتحقق من تطابقه مع ما هو مدون في دليل اإجراءات واحترام اأفراد لها؛‬

‫‪ ‬الماحظة المادية للوثائق‪ :‬تهدف إلى التحقق من الوثائق المحاسبية والمستندات المختلفة التي تستخدمها‬
‫المؤسسة من حيث تصميمها‪ ،‬كيفية استخدامها‪ ،‬وانتقالها؛‬

‫محمد لمين عيادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪122‬ى‪125‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪37‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ ‬الماحظة المادية لأصول‪ :‬تهدف للتحقق من وجود اأصول وتطبق أساسا على المخزون‪ ،‬التثبيتات‪،‬‬
‫السندات‪ ،‬والنقدية؛‬

‫احترام اأفراد للتعليمات‬ ‫‪ ‬ماحظة التصرفات‪ :‬ويتعلق اأمر بالتدقيق ااجتماعي أي ماحظة مد‬
‫وتصرفهم داخل أما ن العملي‬

‫بي السرد‪ :‬تتميز بعض مراحل التدقيق بصعوبة وصفها ويلجأ المدقق الى السرد لوصف النظام‪ ،‬وتميز بين‬
‫نوعين‪:‬‬

‫‪ ‬السرد الذي يقوم به الشخص الخاضع للتدقيق‪ :‬يكون في بداية مهمة التدقيق ويقوم المدقق بااستماع‬
‫إلى السرد الذي يقوم به الشخص الخاضع للتدقيق بهدف وصف اإطار العام للنظام أو النشاط الخاضع‬
‫للتدقيق‪ ،‬وتطرح هذ الطريقة بعض النقائص المتعلقة بتحديد أهم المعلومات التي يحتاجها المدقق على‬
‫جانب مد صدق الشخص الذي يقوم بالسرد؛‬

‫‪ ‬سرد يقوم به المدقق‪ :‬يقوم المدقق بسرد ماحظاته المادية ونتائج ااختبارات التي توصل إليها في حلة‬
‫صعوبة وصفها عن طريق مخططات تدفق المعلومات وعلى المدقق أن يستغل ما قدمه جميع‬
‫اأطراف؛‬

‫جي مخطط الوظيفي‪ :‬يقوم المدقق الداخلي بإعداد المخطط الوظيفي انطاقا من المعلومات التي تحصل‬
‫عليها من عمليات ااستجواب والماحظة والسرد التي قام بها في بداية المهمة‪ ،‬ويعرض هذا المخطط‬
‫مختلف الوظائف في المؤسسة إلى جانب اأشخاص المسئولين عن القيام بها‪ ،‬ويسمح هذا المخطط‬
‫بإثراء المعارف المكتسبة والخاصة بوظائف المؤسسة وبتحليل م ار ز العمل بهدف تحديد نقاط الضعف‬
‫المرتبطة بسوء تقسيم العمل في المؤسسةي‬

‫دي جدول تحليل اأعمال‪ :‬يستخدم هذا الجدول لتحليل الوظائف أو اإجراءات محل الدراسة الى أعمال‬
‫أولية بهدف تحديد نقائص‪ ،‬الفصل بين الوظائف داخل المؤسسة ومعالجتها‪ ،‬ويقسم الجدول الى‪:‬‬

‫‪ ‬العمود اأول‪ :‬يتم تحديد اأعمال اأولية المتعلقة بالوظيفة أو اإجراء بشكل مفصل ومتسلسل؛‬

‫‪ ‬العمود الثاني‪ :‬يتم تحديد طبيعة اأعمال اأولية ويتعلق اأمر بأربعة أنواع رئيسية وهي‪ :‬اأعمال‬
‫التنفيذية‪ ،‬الترخيص‪ ،‬التسجيل المحاسبي‪ ،‬والمراقبة؛‬

‫‪38‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ ‬اأعمدة الموالية تحدد اأشخاص المسؤولين عن القيام باأعمال اأولية؛‬

‫‪ ‬العمود اأخير مخصص لتحديد اأعمال غير المنفذةي‬

‫هي خرائط التدفق‪ :‬تبين هذ الخرائط دورة انتقال الوثائق بين مختلف الوظائف‪ ،‬وم ار ز المسؤولية‪ ،‬ويتم من‬
‫خالها تحديد أصل الوثيقة والقنوات التي تمر بها حتى تصل إلى المستخدم النهائي‪ ،‬وهي تقدم نظرة‬
‫كاملة عن تسلسل المعلومات واجراءات انتقالهاي وتهدف هذ الخرائط الى اختيار دقة تطبيق اإجراءات‬
‫وفعاليتها‪ ،‬وتستخدم لهذا الغرض رموز موحدة للتعبير عن مختلف العناصري‬

‫و‪ .‬قوائم ااستقصاء‪ :‬وتسمى كذلك قوائم ااستبيان وهي قائمة نموذجية تشمل مجموعة واقعية من اأسئلة‬
‫والتي تتناول جميع نواحي النشاط داخل مؤسسة‪ ،‬وخاصة العمليات المعتادة مثل العمليات النقدية‪،‬‬
‫عمليات الشراء والبيع‪ ،‬أرصدة الدائنين والبنوكيييالخي حيث يقوم المدقق بتوزيع هذ القائمة من اأسئلة‬
‫فعالية نظام الرقابة الداخلية‬ ‫على الموظفين لتلقي اإجابات عليها ومن ثم تحليلها للوقوف عن مد‬
‫المطبق بالمؤسسة ومن اأفضل أن تقسم قائمة اأسئلة عدة أجزاء يخصص كل جزء منها مجموعة من‬
‫مجاات النشاط وفي معظم الحاات تصمم هذ اأسئلة للحصول على إجابات‬ ‫اأسئلة تتعلق بإحد‬
‫ب‪" :‬نعم" أو "ا" تعني احتمال وجود نقص في الرقابة الداخلية‪ ،‬وهذا اأسلوب يركز على اأعمال التي‬
‫يتم تنفيذها أ ثر من التركيز على اأفراد أو المجموعات التي تؤدي هذ اأعمالي اإجابة عن اأسئلة‬
‫يمكن لها أن ت ون روتينية دون اإشارة الى ما يتم فعا‪ ،‬مع وجود خطر احتمال أن تنقل إجابات السنة‬
‫الماضية على قائمة أسئلة السنة الحالية خاصة إذا لم يط أر عليها أي تعديلي‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مراحل عملية التدقيق الداخلي‬

‫تتميز مهمة التدقيق الداخلي بكونها تتبع نفس المنهجية مهما كان الهدف المسطر ويستخدم في ذلك‬
‫تقنيات معترف بها تخضع لقواعد محددة يستوجب احترامها لتحقيق عمل‪ ،‬كامل‪ ،‬فعال‪ ،‬وتت ون مهمة التدقيق‬
‫الداخلي من ثاث مراحل أساسية وهي‪ :‬مرحلة التحضير للمهمة‪ ،‬العمل الميداني للمهمة (مرحلة تنفيذ المهمة)‪،‬‬
‫مرحلة عرض النتائج (إنهاء المهمة)‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫أوا‪ :‬مرحلة التحضير للمهمة‬

‫إن مهمة التدقيق الداخلي تستوجب تحضي ار جيدا حتى يتمكن لها من تحقيق أهدافها المسطرة والتي تعتبر‬
‫بمثابة اإطار الذي يحدد مجال تدخلها‪ ،‬فمهمة التدقيق الداخلي تبدأ غالبا بعد إرسال اإدارة العامة للمؤسسة‬
‫‪1‬‬
‫لأمر بالمهمة إلى قسم التدقيق الداخلي‪ ،‬وفيما يلي سنستعرض مراحل الفرعية لهذ المرحلة‪:‬‬

‫أ‪ .‬اأمر بالمهمة ‪ :L’ordre de Mission‬يتمثل اأمر بالمهمة في الوثيقة المسلمة من طرف اإدارة‬
‫العامة للمؤسسة إلى قسم التدقيق الداخلي من أجل إعام المسؤولين باانطاق في عملية التدقيق‪،‬‬
‫فاأمر بالمهمة يحدد اأهداف المراد تحقيقها من طرف التدقيق الداخلي لصالح اإدارة العليا‪ ،‬كما يمكن‬
‫لهذا اأمر أن يحدد العاقة بين القائمين بعملية التدقيق واأشخاص أو قسم أو حتى الهيكل محل‬
‫التدقيق لتفادي أي غموضي‬

‫ب‪ .‬خطة التقرب ‪ :Plan d’approche‬بعد حصول إدارة التدقيق الداخلي على اأمر بالمهمة‪ ،‬تنطلق في‬
‫جمع معلومات أولية حول المحيط ااقتصادي الجبائي‪ ،‬معلومات حول السوق‪ ،‬هيكل القسم‪ ،‬تنظيمها‬
‫والنتائج المسجلة من طرفهاي فهذ العملية التي تعتبر كمرحلة ثانية عند تحضير مهمة التدقيق‪ ،‬كما تقود‬
‫كذلك لاستماع إلى الموظفين القدامى بالمؤسسةي كما خطة التقرب ا تقتصر فقط في الحصول على‬
‫معلومات أولية حول القسم محل التدقيق‪ ،‬بل تصل إلى ت وين نظرة أولية حول كيفية تنفيذ المهمة أي‬
‫مرحلة الدراسة التي تسبق تنفيذها‪ ،‬ومن ثم تنظيمها بطريقة يمكن تحقيق اأهداف المسطرة مسبقاي كما‬
‫أن خطة التقرب تحتوي على مرحلة أين يقوم المدقق الداخلي بتحليل المخاطر قبل القيام بمهمته‪ ،‬كما‬
‫يمكن لخطة التقرب أن تأخذ شكل جدول يقسم النشاط محل التدقيق إلى اأعمال اأساسية والتي يجب‬
‫القيام بهاي‬
‫ج‪ .‬جدول القو والضعف ‪ :Tableau des Forces et Faiblesses Apparentes‬هذا الجدول يعتبر‬
‫كخاتمة لمرحلة تحليل المخاطر المعدة على أساس اأهداف المعرفة في خطة التقرب فهو يعرض‬
‫بطريقة موجزة ومبررة لماحظات او رأي المدقق حول كل ما قام بدراستهن فهو يشكل نقاط القوة‬
‫والضعف الحقيقية أو النسبية‪ ،‬فهذا الجدول يسمح بترتيب المخاطر بهدف تحضير التقرير التوجيهيي‬

‫لطفي شعباني‪ " ،‬المراجعة الداخلية مهمتها ومساهمتها في تحسين تسيير المؤسسة"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬منشورة‪ ،‬علوم اقتصادية‪ ،‬فرع إدارة أعمال‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫الجزائر ‪ ،3‬الجزائر‪ ،2004/2003 ،‬ص ص‪77‬ى‪79‬ي‬

‫‪40‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫فنقاط القوة والضعف تعرض على شكل نوعي أو حتى على شكل قيمة عددية أو كمية‪ ،‬ذلك حسب‬
‫القواعد‪ ،‬واإجراءات‪ ،‬والنظم الموجودة‪ ،‬فرأي المدقق يجب أن يكون أساسا حول أهداف الرقابة الداخلية‬
‫غير المحترمة أمن‪ ،‬صحة المعلومات وحماية أصول المؤسسة‪ ،‬وكذلك حسب النتائج المنتظرةي فمرحلة‬
‫الدراسة التي يقوم بها المدقق الداخلي يجب أن ت ون في معظمها عبارة عن تحليا للمخاطر والتي يتم‬
‫عرضها في جدول القو والضعفي‬
‫د‪ .‬التقرير التوجيهي ‪ :Le Rapport d’Orientation‬يعرف التقرير التوجيهي أسس تحقيق مهمة التدقيق‬
‫الداخلي وحدود ‪ ،‬ويعرض اأهداف التي يجب الوصول إليها من طرف التدقيق والمعنيين بهي فاختيار‬
‫اتجا مهمة التدقيق يكون انطاقا من جدول القو والضعف الذي يولد في النهاية التقرير التوجيهي‬
‫والذي يكون ممضي من طرف مسؤول أو مشرف التدقيقي‬
‫و‪ .‬برنامج التحقق ‪ :Programme de vérification‬يستعمل هذا البرنامج لتحقيق اأهداف المسطرة في‬
‫التقرير التوجيهي‪ ،‬فهو بمثابة وثيقة داخلية بقسم التدقيق‪ ،‬موجه للتعريف بالمهمة‪ ،‬توزيع الفريق‪،‬‬
‫التخطيط ومتابعة أعمال المدققين‪ ،‬فهو يعرف أعمال المدققين وذلك للتحقق منها‪ ،‬ومن حقيقة نقاط القوة‬
‫والضعف‪ ،‬فمن خاله نتأ د من وجود نقاط القوة‪ ،‬ومد تأثير نقاط الضعفي‬
‫ثانيا‪ :‬العمل الميداني للمهمة (مرحلة تنفيذ المهمة)‬

‫تعتبر هذ المرحلة كانطاقة الرسمية لعملية التدقيق والتي تهدف إلى الوصول لنتائج وأجوبة لتساؤات‬
‫‪1‬‬
‫مسيري المؤسسة الطالبين لخدماتها‪ ،‬فهذ المرحلة تحتوي أيضا على مراحل فرعية وهي‪:‬‬

‫أي تخطيط عمل التدقيق ‪ :La Planification de Travail‬يعمل تخطيط عمل التدقيق على تنظيم مهمة‬
‫التدقيق زمانا ومكانا‪ ،‬من نهاية مرحلة الدراسة إلى توزيع التقرير‪ ،‬فهو يعتبر كوسيلة لمراقبة مد التقدم‬
‫في عمل المدققين الداخليين المنفذين للمهمة‪ ،‬فيمكن اعتبار هذا التخطيط لعمل التدقيق بمثابة برنامج‬
‫لهاي‬
‫بي ورقة التغطية ‪ :La Feuille de Couverture‬وهي وثيقة تعطي في نفس الوقت‪ ،‬وصف لطريقة تنفيذ‬
‫العمل المعرف في برنامج التحقق‪ ،‬وابراز النتائج المستخلصة في هذا اأخير‪ ،‬كما تعتبر وثيقة التغطية‬
‫وسيلة للربط بين برنامج التحقق والعمل الميداني لقسم أو جزء منه بنتائجهي‬

‫لطفي شعباني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪80‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪41‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫جي ورقة إبراز وتحليل المشا ل ‪ :La Feuille de Révélation et d’Analyse de Problème‬ترتبط‬
‫هذ الورقة بالمشا ل الميدانية التي يلتقي بها المدقق الداخلي عند قيامه بمهمته‪ ،‬ونعني بهذ المشا ل‬
‫عدم إمكانية تطبيق إجراء معين أو غيابه كلية‪ ،‬فكل ورقة يقابلها مشكل في اجراء معين‪ ،‬وعند جمع‬
‫وترتيب مجمل هذ اأ وراق يمكن تشكيل التقرير النهائي لهذ اأوراق يمكن تشكيل التقرير النهائي لهذ‬
‫المهمة كما يمكن أن تحتوي هذ الورقة على المشكل المتلقي به وكذلك الحلول المقترحة له‪ ,‬أما في‬
‫حالة عدم وجود مشكل‪ ،‬يمكن ااستغناء عن استعمال هذ الورقة‬
‫ثالثا‪ :‬مرحلة عرض النتائج (إنهاء المهمة)‪:‬‬
‫تعتبر هذ المرحلة كمرحلة أخيرة لمهمة التدقيق الداخلي والتي تنتهي بإعطاء تقرير نهائي يسلم الى إدارة‬
‫العليا أو لطالب خدماتها وبدورها أيضا تتضمن مراحل فرعية وهي‪:‬‬
‫أي هيكل التقرير ‪ :L’ossature du rapport‬يت ون هيكل التقرير من المشا ل المذكورة في ورقة إبراز‬
‫وتحليل المشا ل من جهة والنتائج المذكورة في ورقة التغطية فيما يخص النقاط اايجابية من جهة‬
‫‪1‬‬
‫أخر ‪ ،‬كما يعتبر أساس لتحضير التقرير النهائي للمهمةي‬
‫بي ااجتماع النهائي أو اإقفال‪ :‬يجتمع المشتركين في ااجتماع اافتتاحي لمهمة التدقيق‪ ،‬لاستماع إلى‬
‫‪2‬‬
‫نتائج التي تم التوصل إليها‪ ،‬ويجب أن يتبع هذا ااجتماع بخمسة مبادئ أساسية‪:‬‬
‫‪ ‬ال تاب المفتوح‪ :‬لن يتضمن التقرير النهائي إا ما قد تم عرضه والتعليق عليه من قبل المدققين‪ ،‬ومنه‬
‫يجب عرض الوثائق وعناصر اإثبات التي أدت تلك الماحظات‪ ،‬طرح الشكوك والتأ يدات‪ ،‬المناقشة‪،‬‬
‫ماحظة التناقضات بهدف المصادقة ال املة على أعمال التدقيق؛‬
‫‪ ‬خط اانتظار‪ :‬يجب أن تعرض نتائج التدقيق بداية على الطرف الذي خضع للتدقيق وبالضبط المسؤول‬
‫المباشر والذي سيتم معه المصادقة على النتائج‪ ،‬وا يتم نشر التقرير إا بعد ااجتماع النهائي وبعد‬
‫المصادقة عليه؛‬
‫‪ ‬الترتيب‪ :‬يت ضمن هذا المبدأ على عدم تقديم اأهمية لما ا يستحقها وعليه يتم عرض توصيات المدققين‬
‫حسب أهميتها انطاقا من الماحظات التي تم عرضها على أوراق ابراز وتحليل المشا ل والعواقب؛‬

‫لطفي شعباني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪81‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫محمد لمين عيادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪118 ،117‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪42‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫‪ ‬مبدأ التدخل الفوري‪ :‬أي لمجرد تبليغ المدقق عن المشا ل يتم تشجيعه للقيام الفوري باأعمال‬
‫التصحيحية إذا توفرت له الوسائل الازمة‪ ،‬ويتم اإشارة الى ذلك في تقرير التدقيق؛‬
‫‪ ‬مبدأ المعرفة المشتركة‪ :‬يجب التأ د من أن كل اأطراف المشاركة على علم بالمشا ل الماحظة وأا يتم‬
‫طرح مشا ل لم يتم التطرق إليها من قبل‪ ،‬وتقوم اأطراف المشاركة في ااجتماع النهائي بالمصادقة‬
‫على القرير الذي يوزع على المشاركين مسبقا‪ ،‬ويتم عرض الماحظات التي تم تحريرها على أراق إبراز‬
‫وتليل المشا ل مدعمة بأمثلة واقعية ومرفقة بأوراق العمل وأدلة اإثبات‪ ،‬ويقدم المدققون التوصيات‬
‫المناسبة لتصحيح هذ المشا ل؛‬
‫جي تقرير التدقيق الداخلي ‪ :Le Rapport d’Audit Interne‬يعد تقرير المدقق الداخلي الخطوة اأخيرة‬
‫والهامة في إباغ اإدارة عن نتائج تدقيق العمليات وأنشطة المختلفة‪ ،‬وأوجه الخلل والقصور في نظام‬
‫الرقابة الداخلية ونواحل عدم االتزام بالقوانين واأنظمة والتعليمات وتنبيه اإدارة على مخاطر هذا‬
‫الخلل والقصور‪ ،‬حيث يتضمن التقرير برنامج اأعمال التصحيحية بحيث يحدد المدقق مقبل كل‬
‫التوصيات‪ ،‬من يقوم بماذا ومتى‪ ،‬كما يحتوي التقرير على الماحق لتفادي إثقال النص كالجداول‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫النصوص الرسمية‪ ،‬القواعد واإجراءات مع وضع فهرس يسمح بترتيبهاي‬

‫محمد لمين عيادي‪ ،‬مرجع سابقي ص ص‪119 ،118‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪43‬‬
‫مدخل عا ل تدقيق الداخ ي‬ ‫الفصل اأول‪:‬‬

‫خاصة الفصل اأول‪:‬‬


‫ظهرت الحاجة إلى التدقيق الداخلي مع تطور وتوسع اأنشطة ااقتصادية باإضافة إلى الحاجة المتزايدة‬
‫كفاءة العاملين في تنفيذ السياسات الموضوعة من طرف اإدارة العليا وكذا التوجيهات‬ ‫لتعرف على مد‬
‫المعمول بهاي كل هذا أوجب وجود وظيفة التدقيق الداخلي التي من خالها يتم فحص الدفاتر والسجات وتقييم‬
‫مصداقية وعدالة القوائم المالية‪ ،‬حيث أنها تعتبر وظيفة شاملة ودورية‬ ‫اأنشطة واعطاء الرأي الفني حول مد‬
‫مستقلة داخل المؤسسة‪ ،‬حيث يمكن أن ت ون موجودة في صورة مراجعة محاسبية ومالية ومراجعة إدارية تشغيلية‬
‫والتي تهدف إلى ا تشاف اأخطاء والتاعبات وتصحيحها في الوقت المناسبي كل هذ العوامل ساعدت على‬
‫زيادة فعالية وكفاءة التدقيق الداخلي وذلك من خال تطبيق جملة من المبادئ والمعايير التي ألزم بها المدقق‬
‫الداخلي مراعيا في ذلك قواعد السلوك المهني اأخاقي الذي يجب أن يتحلى به أثناء قيامه بعملية التدقيق التي‬
‫يمكن من خالها تقييم نظام الرقابة الداخليةي‬

‫‪44‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعتبر موضوع اتخاذ القرار من أهم العناصر وأ ثرها أث ار في حياة اأفراد والمؤسسات والمنظمات والدول‪،‬‬
‫حيث يعد القرار جوهر العملية اإدارية ووسيلتها اأساسية في تحقيق أهداف المؤسسة على مستو كل‬
‫القطاعات‪ ،‬وقد حظي القرار باهتمامات استثنائية في المجاات المختلفة لإدارة أنه يسهم بشكل أساسي في‬
‫تمكين المؤسسة من مواصلة أنشطتها بكفاءة وفعالية سيما وان القرار يعتمد أساسا على المستقبل وتوقعاته سواء‬
‫على المد البعيد أو المتوسط أو القصيـر ويتحقق في محتوا ما ينطوي عليه المستقبل من أفاق تصورية مختلفة‬
‫إن عملية اتخاذ القرار تشمل كل وظائف المؤسسة وتشمل جميع المستويات اإدارية ويقوم بها كل مدير وتتعامل‬
‫مع كل موضوع محتمل ضمن العملية اإدارية‪ ،‬حيث سنتناول في هذا الفصل‪:‬‬
‫المبحث اأول‪ :‬ماهية عملية اتخاذ القراري‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات اتخاذ القراري‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أثر التدقيق الداخلي على سير عملية اتخاذ القراري‬

‫‪46‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث اأول‪ :‬ماهية عملية اتخاذ القرار‬


‫تعد عملية اتخاذ القرار عملية مهمة وحساسة في المؤسسة‪ ،‬حيث أن أي خطأ قد يكلف المؤسسة‬
‫ت اليف إضافية‪ ،‬وسنحاول في هذا المبحث تقديم عرض شامل لعملية اتخاذ الق اررات بشكل يخدم أهداف‬
‫الدراسة‪ ،‬من مفهوم وأهمية وعوامل المؤثرة في الق اررات المتخذة وزيادة فعاليته‪ ،‬إضافة إلى مراحل سير عملية‬
‫اتخاذ القراري‬
‫المطلب اأول‪ :‬مفهوم اتخاذ القرار‬
‫سنتطرق إلى مفهوم القرار وصفاته قبل التطرق إلى مفهوم اتخاذ القراري‬
‫أوا‪ :‬مفهوم القرار وصفاته‬
‫أ‪ -‬مفهوم القرار‪ :‬يمكن تعريف القرار على أنه‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫القرار لغتا‪ :‬مشتق من قر‪ ،‬وأصل معنا المستقر الثابت‪ ،‬ومعنا أيضا أمر يصدر عن صاحب النفوذي‬
‫القرار اصطاحا‪ :‬سنتعرض إلى تعريفين للقرار‪:‬‬
‫التعريف اأول‪ :‬القرار هو "سلوك أو تصرف واع ومنطقي وذو طابع اجتماعي‪ ،‬ويمثل الحل أو التصرف أو‬
‫البديل الذي تم اختيار على أساس المفاضلة بين عدة بدائل وحلول ممكنة لحل المشكلة‪ ،‬وبعد هذا البديل اأ ثر‬
‫‪2‬‬
‫كفاءة وفعالية بين تلك البدائل المتاحة لمتخذ القرار ويعتبر الناتج لعملية اتخاذ القرار وخاصتهاي"‬
‫التعريف الثاني‪ :‬القرار من وجهة نظر منظمات اأعمال‪ ،‬يعرف بأنه "تعبير عن إرادة أو رغبة معينة لد‬
‫شخص معين (مادي أو معنوي)‪ ،‬حيث يتم إعان عن ذلك بشكل شفهي أو مكتوب من أجل بلوغ هدف معين‬
‫‪3‬‬
‫ويفترض في هذ الحالة توفر البدائل وااختيارات الازمة لبلوغ ما يصبو إليه متخذ القرار من أهدافي"‬
‫ومن التعريفين السابقين يمكن القول أن القرار البديل الذي تم اختيار بين عدة بدائل لحل مشكل معيني‬
‫‪4‬‬
‫ب‪ -‬صفات القرار‪ :‬تتمثل صفات القرار فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬للقرار اقتصاديات بمعنى أنه يجب أن نوازن بين ت لفة صناعته وت لفة أهميته فالعاقة بينهما طردية وتعتبر‬
‫الق اررات اإستراتيجية أ ثر الق اررات ت لفة نظ ار للت نولوجيا المعقدة والمتقدمة الداخلة في صناعتها بينما‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.almaany.com /ar/dict/ar-ar/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1/ ; 10/05/1015 ; 03:38.‬‬
‫‪ 2‬كاسر نصر منصور‪ ،‬اأساليب ال مية في اتخاذ الق اررات اإدارية‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬اأردن‪ ،2006 ،‬ص‪23‬ي‬
‫‪ 3‬مؤيد الفضل‪ ،‬المنهج ال مي في اتخاذ الق اررات اإدارية المثلى‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬اأردن‪ ،2010 ،‬ص‪30‬ي‬
‫‪ 4‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪35‬ي‬
‫‪47‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الق اررات اليومية هي اأقل ت لفة‪ ،‬أي بشكل عام فإن للقرار ت لفة اقتصادية يجب أن تراعي عند التطبيق‬
‫والممارسة؛‬
‫‪ ‬للقرار فترة صاحية بمعنى أنه خال هذ الفترة يكون القرار فعاا إيجابيا ول ن بعدها يتحول إلى سلبي‪،‬‬
‫وكثير من الق اررات حولنا ولدت إيجابية ونظ ار لعدم مراعاة عناصر مقوماتها وصيانتها تحولت إلى سلبية؛‬
‫‪ ‬للق اررات معايير تقيس تأثير هدفها وتضمن تطبيقها خال فترة صاحيتها‪ ،‬ومن ثم فإنه يراعي عند تصميمها‬
‫أن القرار مرنا جادا حتى يكون فعاا؛‬
‫القرار والمعلومات وجهان لعملة واحدة‪ ،‬فا قرار بدون معلومات تضمن له الوادة الصحية وتحديث‬ ‫‪‬‬
‫المعلومات يضمن صيانة القرار بمعنى أن يظل حيا فعا فيطول عمر؛‬
‫‪ ‬القرار وااتصاات توأمان‪ ،‬فالقرار يولد ل ي ينفذ‪ ،‬ومن ثم فإن تخفيض المدة الزمنية بين لحظة الشعور‬
‫بالحاجة إلى صنع قرار وحتى اتخاذ تزيد فرصة نجاح ودقة وفاعلية القرار وتضمن اقتصاديات ت لفته‪،‬‬
‫وذلك بتحييد حدوث تغيير على العوامل الداخلية والمتداخلة في صناعته واتخاذ ‪ ،‬أي بمعنى أدق تحويل‬
‫ظروف عدم التأ د إلى شبه التأ د ال امل؛‬
‫‪ ‬القرار واإدارة كاابن واأم بدونها ما جاء إلى الحياة‪ ،‬وبقدر رعايتها وحنانها يولد الولد قويا صحيحا؛‬
‫‪ ‬القرار با حرية‪ ،‬يولد جبانا‪ ،‬مرتعدا وبا ديمقراطية‪ ،‬يولد ناقصا مبتسراي إن هناك صانعا للقرار‪ ،‬وآخر‬
‫متخذا له‪ ،‬وآخر مدعما له‪ ،‬وا يمكن أن يجتمعوا في شخص واحد إا في الق اررات البسيطة التي ا تمس‬
‫حياة الغير أو الشعوبي‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم اتخاذ القرار‬
‫لقد تعددت تعاريف اتخاذ القرار منها‪:‬‬
‫التعريف اأول‪ :‬اتخاذ القرار هو "عملية اختيار بدائل أو البديل المناسب منى بين عدة بدائل وهذا يتعين على‬
‫الباحث أن يجمع ويجهز المعلومات عن البدائل المختلفة المتعلقة بالمشكلة التي يبحثها ثم يختار من بينها‬
‫‪1‬‬
‫بناء على نتائج تحليله للمعلومات"ي‬
‫البديل المناسب ً‬

‫محمد بونوارة خزار‪ ،‬مبادئ اإحصاء‪ ،‬منشورات جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪1996 ،‬ي ص‪2‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪48‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التعريف الثاني‪ :‬اتخاذ القرار هو "اختيار بين بدائل مختلفة ويتفق هذا المعنى مع طبيعة العديد من المواقف‬
‫اإدارية‪ ،‬حيث نجد أن متخذ القرار دائما في موقف يطلب إليه أن يختار بديا معينا من بين البدائل المطروحة‬
‫‪1‬‬
‫أمامه"ي‬
‫التعريف الثالث‪ :‬اتخاذ القرار هو" تحليل قيم ل افة المتغيرات المشتركة والتي تخضع بمجملها للتشخيص‬
‫والتمحيص‪ ،‬بحيث يتم إدخالها واخضاعها للقياس العلمي ومعادات البحث العلمي‪ ،‬والنظرية العلمية واأساليب‬
‫ال مية واإحصائية‪ ،‬للوصول إلى حل أو نتيجة وأخي ار إلى استنتاجات وتوصيات لوضع الحل في مجال التطبيق‬
‫‪2‬‬
‫العلمي وحيز التنفيذ"ي‬
‫ومن التعاريف السابقة يمكن القول إن اتخاذ القرار هو عملية منظمة وموضوعية وبعيدة كل البعد عن‬
‫العواطف‪ ،‬ومبنية على أسس علمية ودراسة وتفكير موضوعي للوصول إلى قرار مناسب أو مرضي‪ ،‬وهذا‬
‫اأخير يعرف على أنه حالة تحكيم عقلية تسبق التصرفي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية عملية اتخاذ القرار ومراحل سيرها‬
‫أوا‪ :‬أهمية عملية اتخاذ القرار‬
‫تعتبر عملية اتخاذ القرار من اإجراءات التنظيمية المهمة في أي تنظيم‪ ،‬ويرتبط اتخاذ القرار بمختلف‬
‫نشاطات المؤسسة وتتزايد أهمية هذ العملية كلما اتسعت وتعقدت مجاات وغايات الق اررات المطلوب اتخاذها‪،‬‬
‫فالقرار الذي يتم اتخاذ مع اختاف وتباين مستوياته يظل محكوما بمجموعة من اأطراف إلى جانب ما يتداخل‬
‫‪3‬‬
‫مع ذلك من عوامل ومؤثرات خارجية‪ ،‬من هنا يمكن توضيح أهمية اتخاذ القرار في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اتخاذ الق اررات عملية مستمرة‪ ،‬حيث يمارس اإنسان العادي اتخاذ الق اررات طوال حياته اليومية‪ ،‬فمن‬
‫ق ارراته هناك السهلة والبسيطة وهناك الحاسمة والمصيرية‪ ،‬وا يختلف اأمر عن المؤسسة فهي مجموعة‬
‫مستمرة ومتنوعة من الق اررات اإدارية في مختلف المجاات كاإنتاج والتسويق واأفراد وغيرها؛‬
‫‪ ‬اتخاذ الق اررات أداة المدير في عمله‪ ،‬وهي التي بواسطتها يمارس العمل اإداري حيث يقرر مايجب‬
‫عمله؟ ومن يقوم به؟ ومتى يتم القيام به؟ ‪ ...‬وعليه كلما ارتفعت قدرات المدير في اتخاذ الق اررات كلما‬
‫ارتفع مستو أدائه اإداري؛‬

‫وليد إسماعيل السيفو‪ ،‬عبد الحفيظ قدور بلعربي‪ ،‬سعد خضير عباس الرهيمي‪ ،‬ااقتصاد اإدار مدخل كمي في استراتيجية اتخاذ القرار‪ ،‬دار اأهلية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اأردن‪ ،2007 ،‬ص‪49‬ي‬


‫عدنان عواد الشوابكة‪ ،‬دور نظم وت نولوجيا المعلومات في اتخاذ القرارات اإدارية‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬اأردن‪ ،2001،‬ص ص ‪227،228‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬أحمد ماهر‪ ،‬اتخاذ القرار ما بين العلم واابت ار‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2007،‬ص ‪34‬ي‬
‫‪49‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬اتخاذ الق اررات ااستراتيجية يحدد مستقبل المؤسسة‪ ،‬حيث مثل هذ الق اررات يكون لها تأثي ار كبي ار على‬
‫نجاح المؤسسة أو فشلها؛‬
‫‪ ‬اتخاذ الق اررات أساس إدارة وظائف المؤسسة كالق اررات المتعلقة باإنتاج أو التسويق أو الموارد البشرية‬
‫أو التمويل‪ ،‬وكذا الق اررات الخاصة بإدارة رأس المال واستخداماته؛‬
‫‪ ‬اتخاذ الق اررات جوهر العملية اإدارية من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة‪ ،‬أن كا من هذ الوظائف‬
‫تنطوي على مجموعة من الق اررات اإدارية الحاسمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خطوات سير عملية اتخاذ القرار‬
‫تمر عملية اتخاذ القرار بعدة مراحل ابتدءاً من تحديد وتحليل المشكلة إلى تقييم القراري‬
‫‪ .1‬تحديد وتحليل المشكلة‪ :‬إن أول ما يحتاجه المدير هو تشخيص المشكلة التي تواجهه بشكل واضحي‬
‫ففي هذ المرحلة يركز على التفهم الواسع والعميق للمشكلة التي هو بصدد معالجتها‪ ،‬فان إخفاق في‬
‫تحديد وتعريف المشكلة يمكن أن يقود إلى انحراف الخطوات الاحقة من عملية اتخاذ القرار عن مسارها‬
‫الصحيحي فالتشخيص الصحيح للمشكلة يعنى قطع أ ثر من نصف المسافة نحو الحل المناسبي‬
‫أجل تشخيص وتحديد المشكلة‪ ،‬يحتاج المدير أن يطرح على نفسه وعلى مساعديه سلسلة من اأسئلة‪:‬‬
‫‪ ‬ما الذي يدعونا للظن بوجود مشكلة؟‬
‫‪ ‬ماذا جر ‪ ،‬وما الذي حدث؟‬
‫‪ ‬أين حدث ذلك؟ وهل حدث هذا في موقع تنظيمي أو جغرافي واحد أم أ ثر؟‬
‫‪ ‬متى حدث ذلك؟ وكم من الوقت على ذلك؟ وهل سبق وان حدث مثل ذلك سابقا؟‬
‫‪ ‬لماذا حدث ويحدث ذلك؟ وعند اإجابة على مثل هذا السؤال ينبغي إعطاء عناية كافية كي ا يقع خلط‬
‫بين إغراض المشكلة وبين أصل المشكلة ذاتها‪ ،‬أو الخلط بين مجموعة من اإعراض وعلى المدير‬
‫إعطاء عناية كافية لتمييـز أصل المشكلة واا يكون قد حصر اهتمامه في نطاق اإعراض فقطي‬
‫‪ ‬مع من حدث ذلك؟ وهنا ينبغي التركيز على الجانب الموضوعي ا الجانب الفردي والشخصيي يجب‬
‫أن نتذكر دائما أن العبرة في معالجة المشا ل أن نسأل‪ :‬لماذا حدث الخطأ؟ وليس من أرت ب الخطأ؟‬
‫وبعبارة أخر ‪ ،‬يجب أا ت ون غايتنا تحديد شخص ما ليكون فداء للمشكلة أو للخطأ الذي حدث بل‬
‫إيجاد مخرج مناسب من المشكلة ومنع حدوث ت رارهاي‬

‫‪50‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن التفكر في هذ اأسئلة واجاباتها يساعد المدير على تشخيص المشكلة وحصرهاي ل ن في بعض‬
‫الحاات قد يجد المدير نفسه أنه ا يزال أمام (ما يبدو) مشكلة مستعصية مركبة مما يقتضي منه الحال‬
‫أن يبادر إلى تجزئة هذ المشكلة المركبة إلى مكوناتهاي وبعدها يبدأ بإعادة طرح اأسئلة من جديد مع‬
‫كل مشكلة فرعية للتوصل لتحديد وتحليل المشكلةي‬
‫ومن اأساليب الناجحة في تحليل المشكات هو ما يطرحه ‪ Peter Drucker‬في كتابه الموسوم ‪the‬‬
‫‪ Practice of Management‬حيث ير أن يطرح المدير سؤالين افتراضيين هما‪:‬‬

‫‪ ‬هل كان من الممكن اتخاذ إجراء ما في السابق‪ ،‬لو اتخذنا في حينه ما حدث الذي حدث؟‬
‫‪ ‬ما الذي سيترتب عليه الحال مستقبا لو نترك اأمور على ماهي عليه اآن؟‬
‫من الماحظ أن السؤال اأول يـربط الماضي بالحاضر أجل الوصول إلى بعض الداات المفيدة‪ ،‬بينما‬
‫السؤال الثاني يربط الحاضر بالمستقبل للوصول دالة ما أيضاي فالسؤالين معا يربطان الماضي والحاضر‬
‫‪1‬‬
‫والمستقبل لتحليل المشكلة والبدائل المتاحةي‬

‫‪ .2‬جمع المعلومات وتحليلها‪ :‬أن توفر المعلومات مسألة أساسية للمتخذ القرار تضمن له فرص أوسع‬
‫لنجاح ق ارراته‪ ،‬فمن دون معلومات تتحول عملية اتخاذ القرار إلى حالة هي أقرب للحدس والتخمين‪،‬‬
‫وبالتالي تتضاءل فرص نجاح الق اررات عند التطبيقي‬
‫تبدأ حاجة متخذ القرار للمعلومات بشكل مبكر‪ ،‬فهي تبدأ افتراضها من ظهور المامح اأولى للمشكلة‬
‫حيث تبدأ اإدارة بالتحقق من وجود خلل أو مشكلة ما وهذا مسألة ا يحسم فيها الشك واليقين إا‬
‫بالبيانات وتحليلهاي وهنا يجب التأ د بأن جمع المعلومات هي ليست خطوة تحديد المشكلة بل هي خطوة‬
‫مازمة لها تسير إلى جنبهاي وليس من باب المبالغة أبدا إن قيل إن مد مرحلة "جمع المعلومات" يمتد‬
‫إلى المراحل الاحقة من عملية اتخاذ الق ارر‪ ،‬وبذلك تمتد مرحلة جمع وتحليل المعلومات إلى ما بعد‬
‫مرحلة تحديد وتحليل المشكلةي‬
‫أشرنا سابقا في مرحلة تحديد وتحليل المشكلة إلى أن متخذ القرار وهو بصدد مسعا لتحديد‬
‫وتحليل المشكلة يحتاج إلى طرح أسئلة عديدة لمناقشة ذلكي منها ما يتعلق بالظواهر التي رصدت‪،‬‬

‫‪ 1‬باسم الحميري‪ ،‬مهارات إدارية‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬اأردن‪ ،2010 ،‬ص ص‪59‬ى‪62‬ي‬
‫‪51‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومنها ما يتعلق بأنشطة المؤسسة‪ ،‬ومنها ما يتعلق بوظائفها اإدارية وحسب طبيعة الحالة التي تواجهها‬
‫اإدارةي‬
‫إن اإدارة النيرة تعمل على توفير المعلومات قبل انداع لهيب المشكلة‪ ،‬وتعمل على أن ت ون‬
‫(المعلومات) جاهزة حين الحاجة لها‪ ،‬فهذا يوفر لها عناء عملية البحث والجمع عن البيانات عند‬
‫استعار المشكلة‪ ،‬وااهم من ذلك يختزل الوقت للوصول إلى الق اررات في الظروف الحرجة‪ ،‬التي غالبا‬
‫الدراسات الميدانية إن البعض‬ ‫ما يكون ثمينا جدا في ظل بعض المشكاتي وتبين من نتائج إحد‬
‫(‪%12‬من عينة الدراسة) يميل عندما يكون في اجتماع إلى اتخاذ ق ارراته حتى في غياب البيانات‬
‫الازمة بدا من تأجيل ااجتماع است مال البيانات الناقصةي‬
‫ول ي ا يكون هناك لهاث هنا وهناك وراء جمع البيانات عند أوقات الشدة والحاجة لها‪ ،‬يصار‬
‫إلى استحداث نظم للمعلومات اإدارية في المؤسسات تؤمن باستمرار إنسانية في عمليات جمع وتبويب‬
‫وتحليل المعلومات عن كافة أنشطة المؤسسة‪ ،‬وكذلك عن البيئة التي تعمل فيهاي‬
‫ومن الناحية العلمية يجب التسليم بأن ما من قرار يتخذ بشكل سليم إا بعد توفر المعلومات ال افيةي من‬
‫هذ الق اررات ما هو كبير ومعقد كما قد يكون الحال مع بعض الق اررات ااستثمارية مثا‪ ،‬وما هو صغير‬
‫وبسيط جدا ا يجلب اانتبا كما هو الحال في اتخاذ قرار بشأن منح أحد الموظفين الصغار إجازة‬
‫اعتيادية ليوم واحد مثاي فكا الق اررين يحتاجان إلى المعلومات ذات طبيعة كبيرة ومهمة نسبيا لمؤسسة‪،‬‬
‫في حين كانت الحاجة للمعلومات بسيطة جدا اتخاذ القرار الثاني وقد يكون واثقا أن الموظف المعنى‬
‫‪1‬‬
‫له رصيد كاف من اإجازات أوا‪ ،‬والمتخذ القرار متأ د من أن زماء سيعوضون عنه في غيابه ثانياي‬
‫‪ .3‬تحديد وتقييم البدائل‪ :‬البدائل هي الحلول أو الوسائل أو اأساليب المتاحة أمام الرجل متخذ القرار لحل‬
‫مشكلة قائمة وتحقيق اأهداف المطلوبةي وعلى متخذ القرار القيام بدراسة كافية لتحديد البدائل معتمدا‬
‫على خبرته السابقة في هذا المجال وعلى نتائج تجارب اآخريني عمليا يجب تحديد البدائل التي لها‬
‫عاقة مباشرة بتحقيق النتائج المطلوبة على أن ت ون هذ البدائل المطروحة ضمن حدود الموارد المتاحة‬
‫أمام متخذ القرار‪ ،‬لهذا فإن عملية تحديد البدائل تتطلب من اإدارة ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬القدرة على تطوير الحلول البديلة والتصور في حقل إيجاد الحلول وخاصة الجديد منها؛‬

‫‪ 1‬باسم الحميري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪62‬ى‪65‬ي‬


‫‪52‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬ااعتماد الواسع على التجارب والسجات السابقة ومعلومات وخبرات اآخرين في نفس المجال‬
‫حتى يمكن اإلمام بجميع المعلومات والنواحي المتعلقة بالمشكلة وبالتالي بكل الحلول الممكنةي‬
‫أما التقييم يتطلب دراسة وافية ل ل بديل تتضمن تحديد النتائج المترتبة على كل بديل وت لفة كل بديل‬
‫(موازنة بين اإيجابيات والسلبيات) بناءا على معايير فنية واقتصادية واجتماعية محددة وبعد ذلك يقوم‬
‫متخذ القرار بمقارنة تلك البدائل مع بعضها البعض‪ ،‬وتعد هذ المرحلة صعبة جدا قياسا بالمراحل السابقة‬
‫أنها تتطلب التنبؤ بحوادث المستقبل والظروف والعوامل التي تؤثر في القرار وهذا يقوم على معلومات‬
‫يغلب عليها صفة عدم التأ دي حيث تفيد هذ الخطوة في تقليص عدد البدائل وذلك بعد طرح واهمال‬
‫البدائل التي ا تحقق الحد اأدنى من المعايير الموضوعية (مستو الرضا)‪ ،‬وهذا يوفر وقت أ ثر لإدارة‬
‫‪1‬‬
‫اتخاذ القرار بعيدا عما يعرف بالقرار تحت الضغط أي القرار العاجل والفوريي‬
‫‪4‬ي اختيار البديل اأمثل‪ :‬بعد اانتهاء من مرحلة تحديد البدائل وتقييم كل بديل‪ ،‬يصبح أمام متخذ القرار‬

‫مجموعة من الحلول الممكنة يتم بعدها تحديد نقاط القوة والضعف ل ل بديل من البدائل المتاحة‪ ،‬وبناءاً‬
‫على ذلك يستطيع متخذ القرار اختيار أفضل بديل يحقق أ بر عائد‪ ،‬وقد يكون البديل الذي يحقق أقل‬
‫خسارة هو البديل اأفضل‪ ،‬إذا كان القرار يتعلق بمواجهة خسارة محتملةي وعموما نستطيع أن نقول إن‬
‫متخذ القرار يجب أن يقوم بمقارنة اإيجابيات والسلبيات للبدائل بحيث تتضمن هذ المرحلة أربعة‬
‫معايير اختيار أفضل بديل وهذ المعايير هي‪:‬‬
‫‪ ‬المخاطرة‪ :‬قيام متخذ القرار بتقييم مخاطرة كل تصرف مقابل المكاسب المتوقعة؛‬
‫‪ ‬ااقتصاد في الجهد‪ :‬تحديد أي من البدائل يمكنه إعطاء أفضل النتائج بأقل جهد للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬التوقيت‪ :‬إذا كان الوقت يتصف بالعجلة فإن التصرف ينبغي أن يخدم ذلك الموقف‪ ،‬أو وجود‬
‫حاجة إلى جهد طويل ودائم فإن البداية ست ون بطيئة لتجميع كم المعلومات الذي قد يكون‬
‫مطلوبا‪ ،‬وفي بعض المواقف نجد أن الحل ينبغي أن يكون نهائيا ويعمل على رفع رؤية‬
‫المؤسسة نحو تحقيق أهداف جديدة؛‬
‫‪ ‬قيود الموارد‪ :‬يعتبر العنصر البشري من أهم الموارد التي تنفذ الق اررات وان رؤيته وكفاءته‬
‫‪2‬‬
‫ومهارته هي التي تحدد ما يمكن عمله وما يمكن تجنبهي‬

‫‪ 1‬كاسر نصر منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪48 ،47‬ي‬


‫عدنان عواد الشوابكة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪238 ،237‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪53‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪5‬ي مرحلة اتخاذ القرار (التنفيذ)‪ :‬تعد هذ المرحلة تابعة للمراحل السابقة رغم أن القرار يكون قد صدر‬
‫والتنفيذ يأتي لجعل القرار واقعي ملموس خاصة بعد أن يضمن متخذ القرار تعاون وتفاعل الجميع على‬
‫تنفيذ القرار‪ ،‬وهذا يتطلب دو ار مهما من متخذ القرار إنجاح تنفيذ القرار مثل القيام بأعمال التحفيز‬
‫للعامليني إن القرار في حد ذاته عديم القيمة ما لم يتم تنفيذ ‪ ،‬وكثي ار ما ننفق الوقت والجهد والمال من‬
‫أجل الوصول إلى قرار سليم ومنطقي‪ ،‬ثم بعد هذا نبدد كل ذلك بسبب فشلنا في تنفيذ ‪ ،‬ولهذا بعد‬
‫اختيار البديل اأنسب لحل المشكلة المطروحة فإن القرار أو الحل يجب أن ت ون له فاعلية في التنفيذ‬
‫حتى يتحقق الهدف المنشودي ويعتقد بعض متخذي الق اررات أن دورهم ينتهي باختيارهم أفضل بديل ول ن‬
‫هذا ااعتقاد خاطئ بطبيعة الحال أن القرار يتطلب تنفيذ تعاون اآخرين ومتابعة التنفيذ للتأ د من‬
‫سامة التنفيذ وفاعلية القرار وقد يتطلب اأمر معرفة والمام من لهم عاقة بالتنفيذ‪ ،‬كما أن شعور‬
‫‪1‬‬
‫العاملين بمشاركتهم في صنع القرار تساهم بشكل كبير في حسن تحويل البديل إلى عمل فعال ومنتجي‬
‫‪6‬ي المتابعة والماحظة والمراقبة وتقييم القرار‪ :‬في هذ الخطوة يجب قياس مد التقدم في تنفيذ القرار من‬
‫حيث الوقت والموارد اأخر واآثار المترتبة على القرار مد التزام بالجدول الزمني المعد للتنفيذي وعند‬
‫القياس تتم مقارنة النتائج بالجدول الزمني أو الخطة الموضوعة للتنفيذ واذا كان القرار ا يساهم في حل‬
‫المشكلة تراجع خطوات اتخاذ القرار السابقة مباشرة وهي اختيار البديل ووضعه موضع التنفيذي‪ 2‬وهذا‬
‫كله لمعرفة مد جدو القرار‪ ،‬وكلنا نتعلم من أخطائنا السابقة كي نطور قابليتها للمستقبلي ولحقيق ذلك‬
‫‪3‬‬
‫يحتاج المدير أن يعرف ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬هل حقق القرار اأهداف المتوخاة له؟‬
‫‪ ‬إن لم يتحقق ذلك‪ ،‬فماهي اأسباب التي حالت دون ذلك؟‬
‫‪ o‬خطأ في تشخيص وتحليل المشكلة؛‬
‫‪ o‬خطأ في اختيار الحل البديل؛‬
‫‪ o‬انحراف في التنفيذ؛‬
‫‪ o‬ضعف في تفهم وادراك خلفيات وطبيعة القرار من قبل الفريق المنفذ أدت إلى اإخفاق؛‬
‫‪ o‬خطأ في التوقيت؛‬

‫‪ 1‬كاسر نصر منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪49‬ي‬


‫الوافي الطيب‪ ،‬نظام المعلومات وأثر على عملية اتخاذ الق اررات‪ ،‬مجلة العلوم ااقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة تبسة‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،10‬ص ‪114‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫باسم الحميري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪73 ،72‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪54‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ o‬ضعف قدرات الجهاز التنفيذي على تنفيذ الق اررات؛‬


‫‪ o‬خطأ في التنسيق مع الجهات اأخر ذات عاقة بتنفيذ القراري‬
‫‪ ‬هل يمكن تدارك الموقف اآن بتعديل القرار‪ ،‬أو باأحر إصدار قرار جديد؟ فقد يساعد القرار الجديد‬
‫على تصحيح الموقف برمته‪ ،‬أو على اأقل إنقاذ ما يمكن إنقاذ ي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ القرار‬
‫على الرغم من تعدد الق اررات التي قد يتخذها متخذ القرار في اليوم الواحد فإن العوامل المؤثرة في عملية‬
‫اتخاذ الق اررات تزيد من صعوبة وكلفة هذ العملية واذا ما تداخلت هذ العوامل بقوة فإنها تقود أحيانا إلى ق اررات‬
‫خاطئة ( ق اررات غير رشيدة ) لهذا فإن اتخاذ أي قرار ومهما كان بسيطا وذا آثار ومد محدودين فإنه يستلزم‬
‫من اإدارة التفكير في عدد من العوامل مختلفة التأثير على القرار‪ ،‬بعضها داخل التنظيم ( عوامل داخلية)‬
‫وبعضها من خارج التنظيم (عوامل خارجية) وبعضها اآخر سلوكي أو إنساني‪ ،‬باإضافة إلى عوامل كمية‬
‫أخر ترتبط بالت لفة والعوائد المتوقعةي‬
‫أوا‪ :‬العوامل الخارجية‬
‫وتتمثل هذ العوامل في الضغوط الخارجية القادمة من البيئة المحيطة التي تعمل في وسطها المؤسسة‬
‫‪1‬‬
‫والتي تخضع لسيطرتها المؤسسة بل إن إدارة المؤسسة تخضع لضغوطها وتتمثل هذ العوامل فما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الظروف ااقتصادية والسياسية والمالية السائدة في المجتمع؛‬
‫‪ ‬التطورات التقنية والت نولوجية والقاعدة التحتية التي تقوم عليها اأنشطة ااقتصادية؛‬
‫‪ ‬الظروف اإنتاجية القطاعية مثل المنافسين والموردين والمستهل ين؛‬
‫‪ ‬العوامل التنظيمية ااجتماعية وااقتصادية مثل النقابات والتشريعات والقوانين الحكومية والرأي العام‬
‫والسياسة العامة للدولة وشروط اإنتاج؛‬
‫‪ ‬درجة المنافسة التي تواجه المؤسسة في السوقي‬
‫كما يؤثر المجتمع بما يتضمنه من جمعيات مدنية ضاغطة على ق اررات المسؤولين‪ ،‬ويمكن أن ت ون‬
‫للعاقات مع أفراد اأسرة‪ ،‬الجيران‪ ،‬الحي‪ ،‬العرش‪ ،‬والمنطقة تأثي ار كبي ار على طبيعة القرار‪ ،‬باإضافة إلى التأثير‬
‫المشابه الذي قد يكون من خال الضغوط الممارسة على المسؤولين اإداريين في المؤسسة عند المطالبة بحقوق‬
‫بعض اأفراد وتحقيق العدالة والقضاء على الفقر ورعاية مصالح اأطراف السابقة سواء في التوظيف أو في‬

‫‪ 1‬كاسر نصر منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪36‬ي‬


‫‪55‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المنافع‪ ،‬وقد تلجأ الجمعيات المدنية إلى دعم معارضة الحكومات اأجنبية‪ ،‬ويصبح نتيجة لذلك المسؤول اإداري‬
‫تحت طائلة الضغوط التي تمسه من جراء السعي الدؤوب للتوفيق بين اأهداف ااقتصادية واأهداف‬
‫ااجتماعية للمؤسسةي أما الظروف السياسية فلها تأثيرها الخاص‪ ،‬وذلك عندما يتم تعيين قادة جدد بق اررات‬
‫رئاسية بعد تغير السلطة السياسية في الباد‪ ،‬فيأتي هؤاء المسؤولين وهم يحملون في طياتهم ال ثير من‬
‫الغموض والتحفظ من جوانب عدة‪ ،‬وت ون ق اررات هؤاء مرآة تنعكس عليها تلك الضغوط‪ ،‬أما صورة اانعكاس‬
‫فبحسب الشخصية والحكمة‪ ،‬والخبرة‪ ،‬فقد يكون هذا التغيير الجديد فرصة ومتنفس لبعض المسؤولين إبراز‬
‫قدراتهم ومهاراتهم اإبداعية‪ ،‬بينما يضيق منه صدر البعض اآخر فيربكهم ويحول دون اتخاذ ق اررات صحيحة‬
‫‪1‬‬
‫أو قد يجعلهم يحجمون عن اتخاذ الق اررات نهائياي‬
‫وعموما يمكن القول إن الضغوط الخارجية مهما تعددت وتباينت فإنها تترك أثرها على متخذ القرار في‬
‫المؤسسة‪ ،‬الشيء الذي يحتم عليه البحث في كيفية التعامل معها باستغال اإيجابي منها‪ ،‬ومحاولة عاج‬
‫وتجنب السلبي الذي ت ون نتائجه غير مرغوبةي‬
‫ثانيا‪ :‬العوامل الداخلية‬
‫‪2‬‬
‫وتتمثل بالعوامل التنظيمية وخصائص المؤسسة وهي عوامل كثيرة نذكر أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬عدم وجود نظام للمعلومات داخل المؤسسة يفيد متخذ القرار بشكل جيد؛‬
‫‪ ‬عدم وضوح درجة العاقات التنظيمية بين اأفراد واإدارات واأقسام؛‬
‫‪ ‬درجة المركزية‪ ،‬وحجم المؤسسة ودرجة انتشارها الجغرافي؛‬
‫‪ ‬درجة وضوح اأهداف اأساسية للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬مد توافر الموارد المالية والبشرية والفنية للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬الق اررات التي تصدر عن مستويات إدارية أخر ي‬
‫ويظهر تأثير هذ العوامل بنواحي متعددة ترتبط بمايلي‪:‬‬
‫‪ o‬بالظروف المحيطة بمتخذ القرار؛‬
‫‪ o‬تأثير القرار على مجموع اأفراد في المؤسسة؛‬
‫‪ o‬بالموارد المالية والبشرية والفنية المتاحة أمام إدارة المؤسسةي‬

‫‪ 1‬نواف كنعان‪ ،‬القيادة اإدارية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬اأردن‪ ،2007،‬ص‪396‬ي‬


‫‪ 2‬كاسر نصر م صور‪ ،‬مرجع سابقي ص ص‪36،37‬ي‬
‫‪56‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬عوامل الشخصية ونفسية‬


‫ابتداء بمتخذ القرار ومستشاريه ومساعديه الذين‬
‫ً‬ ‫وهذ العوامل تشمل كل من له عاقة باتخاذ القرار‬
‫يشاركونه في اتخاذ القرار‪ ،‬وهذ العوامل تقسم إلى نوعين هما‪:‬‬
‫‪ .1‬عوامل نفسية‪ :‬أعطى هربرت سايمون أهمية كبيرة للعوامل النفسية وآثارها على عملية اتخاذ الق اررات في‬
‫المنظمات اإدارية وجعل السلوك النفسي المتحكم في سلوك الفرد عند اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫وتتمثل العوامل النفسية في‪:‬‬
‫‪ ‬الدوافع النفسية لمتخذ القرار؛‬
‫‪ ‬المحيط النفساني المحيط بمتخذ القرار؛‬
‫‪ ‬دور المنظمة في ت وين هذا المحيط النفساني‪.‬‬
‫فإذا افترضنا أن تأثير هذ العوامل النفسية كان إيجابي سيرقى سلوك متخذ القرار إلى درجة كبيرة من‬
‫الموضوعية أما إذا كان تأثير العوامل النفسية سلبيا فستغلب على متخذ القرار الذاتية والخلل في تنظيم اأمور‬
‫وعدم سامة الق اررات المتخذة‪ .‬وانطاقا من اعتماد صنع القرار على المعلومات ال افية والصحيحة فالحالة‬
‫النفسية للمعاونين والمرؤوسين تؤثر على كيفية جمعهم للمعلومات وطريقة تقديمها الشيء الذي يؤثر على القرار‬
‫سلبا أو إيجابا‪ .‬والحالة النفسية السائدة بالمنظمة وليدة اإشراف والعاقات اإنسانية السائدة وروح التفاهم‬
‫‪1‬‬
‫والحوافز المعمولة بها إضافة إلى قوة اارتباط بالتنظيم والواء لهي‬
‫‪ .2‬عوامل شخصية‪ :‬تتعلق شخصية متخذ القرار ومقدراته وهناك ال ثير منها التي تؤثر في عملية اتخاذ‬
‫الق اررات‪ ،‬فالقرار يعتمد على كثير من المميزات الفردية والشخصية للفرد التي تطورت معه قبل وصوله إلى‬
‫التنظيم‪ ،‬وعليه تشكل عمليات اختيار اأفراد وتدريبهم عوامل مهمة في نوعية الق اررات المتخذة في التنظيمي‬
‫إن السلوك الشخصي يؤثر تأثي ار مباش ار في كفاية صناعة القرار‪ ،‬فكل مدير وله أسلوبه حتى لو تساوت‬
‫ال فايات والمهارات وير رايموند مكليود أن هناك ثاثة أبعاد إتاحة الفرصة لاختافات الفردية من مدير‬
‫آخر وهذ اأبعاد هي‪:‬‬
‫‪ ‬أسلوبهم في اإحساس بالمشكلة؛‬
‫‪ ‬وأسلوبهم في تجميع المعلومات؛‬

‫مراد خاصي‪ " ،‬اتخاذ القرار في تسيير الموارد البشرية واستقرار اإطارات في العمل‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬منشورة‪ ،‬تخصص علم النفس التنظيمي وتسيير‬ ‫‪1‬‬

‫الموارد البشرية‪ ،‬قسم علم النفس وعلوم التربية واأرطوفونيا‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2007/2006 ،‬ص ‪64‬ي‬
‫‪57‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬وأسلوبهم في استخدام المعلوماتي‬


‫وبالنسبة أسلوب اإحساس بالمشكلة ينقسم المديرون لثاث فئات أساسية وهي‪ :‬متجنب للمشكات وحال‬
‫للمشكات وباحث عنها‪ ،‬كما أن أنماط السلوك تؤثر تأثي ار مباش ار على القرار ويتم تصنيف أنماط سلوك المديرين‬
‫‪1‬‬
‫في أربعة أنماط وهي المجازفة‪ ،‬الحذر‪ ،‬التسرع‪ ،‬التهوري‬
‫رابعا‪ :‬عوامل أخر‬
‫‪1‬ي توقيت اتخاذ القرار‪ :‬يشكل توقيت بروز المشكلة وتحديدها بدقة أهمية كبيرة للسير السليم لبقية مراحل صنع‬
‫القرار وسرعة المعالجة أن الزمن ا ينتظر والقرار السليم اليوم قد ا يصلح بعد ساعة من التأخري كما أن‬
‫تحديد الوقت الازم لجمع المعلومات ومعالجتها يتيح الفرصة لمتخذ القرار أن يدرس المشكلة بتأني للوصول‬
‫إلى الحل المناسب‪ ،‬واللجوء إلى دراسة المشكلة المماثلة أسرع اختيار البديل المناسب وبالتالي اتخاذ القرار‬
‫في الوقت المناسب له‪ .‬من ناحية أخر تبرز مشكلة الق اررات العاجلة التي تواجه المؤسسة والتي تصدر‬
‫ق ارراتها غالبا تحت ضغط الظروف المستجدة‪ ،‬وهنا يستعين متخذ القرار بحنكته اإدارية وخبرته وقوته على‬
‫التنبؤ على سير اأمور‪ .‬رغم أهمية الفترة الزمنية التي يستغرقها صناعة القرار‪ ،‬فإن توقيت إصدار واخراجه‬
‫للعلن ذا أهمية كبيرة‪ ،‬خصوصا إذا كان القرار يلغي ق ار ار سابقا له ويحل محله وذلك أخذ رأي من يصدر‬
‫القرار بحقهم ومد تأثرهم به‪.2‬‬
‫‪2‬ي تأثير أهمية القرار‪ :‬كلما ازدادت أهمية القرار ازدادت ضرورة جمع المعلومات ال افية عنه‪ ،‬وتتعلق اأهمية‬
‫‪3‬‬
‫النسبية ل ل قرار بالعوامل التالية‪:‬‬
‫‪ ‬عدد اأفراد الذين يتأثرون بالقرار ودرجة هذا التأثير؛‬
‫‪ ‬كلفة القرار والعائد‪ ،‬حيث تزداد أهمية القرار كلما كانت الت اليف الناشئة عنه أو العائد المتوقع‬
‫الحصول علية نتيجة هذا القرار مرتفعا؛‬
‫‪ ‬الوقت الازم اتخاذ ‪ ،‬فكلما ازدادت أهمية القرار احتاج اإداري إلى وقت أطول ليكتسب الخبرة‬
‫والمعرفة بالعوامل المختلفة المؤثرة على القراري‬
‫‪3‬ي المشاركة في اتخاذ الق اررات‪ :‬صانع القرار لن يكون بالضرورة منفذ ‪ ،‬فرغم أن المدير في الغالب من يتخذ‬
‫القرار إا أن هذا القرار يعتبر نتاج جهود مشتركة للمرؤوسين والمعاونين وكثير من المختصين أثناء مراحل‬

‫كاسر نصر منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪37‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬مراد خاصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪65‬ي‬


‫‪ 3‬كاسر نصر منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪39‬ي‬
‫‪58‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عملية صنع القرار‪ .‬والمشاركة في اتخاذ وصنع الق اررات مستمدة من نوع اإشراف السائدة بالمؤسسة‪ ،‬فهناك‬
‫من ينفرد بصنع القرار ومنهم من يفوض اآخرين بصنع الق اررات واتخاذها‪ .‬ويستمد نوع اإشراف بدور من‬
‫ثقافة المؤسسة وأهدافها ونوعية نشاطها‪ ،‬فإذا كانت مثا المؤسسة ذات طابع أمني فمن الطبيعي أن يكون‬
‫نوع اإشراف استبدادي أوتوقراطي‪ .‬ولمشاركة المرؤوسين في صناعة الق اررات مزايا وفوائد عديدة‪ ،‬إذ يشعرهم‬
‫ذلك بأهميتهم داخل المؤسسة خصوصا إذا نجحت الق اررات المصنوعة من طرفهم والمتخذة من طرف‬
‫مديرهم في حل مشكل المؤسسة‪ .‬وبالنسبة للمدير مشاركة مرؤوسيه في اتخاذ الق اررات وتنفيذها ضمانا له‬
‫لعدم المعارضة بل سيكون لهم الفضل في نجاح الق اررات‪ .‬أما في حالة اانفراد بالقرار‪ ،‬فالمعارضة حادثة ا‬
‫شك فيها ولو بطريقة غير مباشرة‪ ،‬ونجاح القرار لن يفرح المعاونين لذا يسعون إجهاض تنفيذ ‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات اتخاذ القرار‬


‫إن عملية اتخاذ الق اررات هي أهم عنصر في عمل وحياة المؤسسات فاتخاذ الق اررات هي جوهر عمل‬
‫القادة وهو نقطة البدء بالنسبة لجميع اإجراءات وأوجه النشاط والتصرفات اليومية التي تتم في المؤسسة وفي هذا‬
‫المبحث سنحاول تعرض إلى أنواع ونماذج اتخاذ القرار وأيضا اأساليب مساعدة على اتخاذ ي‬
‫المطلب اأول‪ :‬أنواع القرارات المتخذة‬
‫إن الق اررات اإدارية ا يمكن أن تتساو جميعها في طبيعتها أو ظروفها فل ل قرار ظروفه وطبيعته‬
‫الخاصة وتبعا لذلك تتنوع الق اررات التي يتخذوها المديرون تبعا أهمية القرار وتنوع المشا ل التي يعالجها‬
‫واختاف الظروف والفترة الزمنية التي يتخذ فيها القرار‪ ،‬كما اختلفت معايير التصنيف وتباينت وجهات نظر‬
‫المختصين حول تصنيف الق اررات وكل تصنيف يهدف إلى الجانب أو المعيار اأ ثر أهمية بالنسبة له وتأثي ار‬
‫بالنسبة له‪ ،‬ومن هذ التصنيفات ما يلي‪:‬‬
‫أوا‪ :‬الق اررات التقليدية‬
‫وتتمثل في نوعين هما‪:‬‬
‫‪1‬ي الق اررات التنفيذية‪ :‬وهي تتعلق بالمشكات البسيطة المت ررة كتلك المتعلقة بالحضور واانصراف وتوزيع‬
‫العمل والغياب واإجازات‪ ،‬وكيفية معالجة الشكاو يوهذا النوع من الق اررات يمكن اتخاذها على الفور‬
‫‪2‬‬
‫نتيجة الخبرات والتجارب التي ا تسبها متخذ القرار والمعلومات التي لديهي‬

‫‪ 1‬مراد خاصي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪66،65‬ي‬


‫‪ 2‬عبد الا إبراهيم الفقي‪ ،‬نظم المعلومات المحسوبة ودعم اتخاذ الق اررات‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬اأردن‪ ،2012 ،‬ص‪122 ،121‬ي‬
‫‪59‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬الق اررات الت تيكية‪ :‬وتتصف بأنها ق اررات مت ررة وان كانت في مستو أعلى من الق اررات التنفيذية وأ ثر‬
‫فنية وتفصياي ويوكل أمر مواجهتها إلى الرؤساء الفنيين والمتخصصين‪ ،‬وهذا النوع من الق اررات يصدر‬
‫‪1‬‬
‫لأمور الروتينية غير الهامة‪ ،‬ويقتصر عادة على ااختيار بين عدد محدود من البدائلي‬
‫ثانيا‪ :‬الق اررات غير التقليدية‬
‫‪2‬‬
‫وتتمثل في نوعين هما‪:‬‬
‫‪ .1‬الق اررات الحيوية‪ :‬وهي تتعلق بمشكات حيوية يحتاج في حلها إلى التفاهم والمناقشة وتبادل الرأي على‬
‫نطاق واسع‪ ،‬وفي مواجهة هذا النوع من المشكات يبادر متخذ القرار بدعوة مساعديه ومستشاريه من‬
‫اإداريين والفنيين والقانونيين إلى اجتماع يعقد لدراسة المشكلة‪ ،‬وهنا يسعى متخذ القرار إشراك كل من‬
‫يعنيهم أمر القرار من جميع اأطراف في مؤتمر‪ ،‬وأن يعطيهم جميعا حرية المناقشة مع توضيح نقاط‬
‫القوة والضعفي‬

‫‪ .2‬الق اررات اإستراتيجية‪ :‬وهي ق اررات غير تقليدية‪ ،‬تتصل بمشكات إستراتيجية وذات أبعاد متعددة‪ ،‬وعلى‬
‫جانب كبير من العمق والتعقيد‪ ،‬وهذا النوع من الق اررات تتطلب البحث المتعمق والدراسة المتأنية‬
‫والمستفيضة والمتخصصة التي تتناول جميع الفروض وااحتماات وتناقشهاي‬
‫وهناك تصنيفات أخر أنواع الق اررات ومنها‪:‬‬
‫‪ .1‬تقسيم وفق معيار طبيعتها‪ :‬فهناك ق اررات تنظيمية وق اررات شخصية‪ ،‬فالق اررات التنظيمية هي التي‬
‫يتخذها اإداري بصفته الرسمية أي بصفته عضو في المؤسسة أو موظفا بشغل منصبا رسمياي أما‬
‫الق اررات الشخصية فهي التي يتخذها اإداري بصفته الشخصية وبناءا على ميوله ومعتقداتهي وفي الواقع‬
‫فإن الفرق بين الق اررات التنظيمية والق اررات الشخصية هو فرق في الدرجة وليس في النوع‪ ،‬أن شخصية‬
‫اإداري تظهر في معظم الق اررات التي يتخذها حتى ولو كانت ق اررات تنظيميةي فاإداري إنسان ا‬
‫‪3‬‬
‫يستطيع التخلي عن قيمته وآرائه الشخصية أو يتجرد من إنسانيته ويصبح آلة صماءي‬
‫‪ .2‬تقسيم بحسب درجة جدولتها‪ :‬تختلف المشا ل التي تعترض المديرين متخذي الق اررات من حيث درجة‬
‫متخذ الق اررات خبرة ومعرفة‬ ‫ت رر حدوثهاي فكلما ت ررت ت ونت لد‬ ‫جدولتها‪ ،‬ويرجع ذلك إلى مد‬

‫سيد صابر تعلب‪ ،‬نظم دعم اتخاذ القرارات اإدارية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬اأردن‪ ،2011 ،‬ص ‪50‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الا إبراهيم القفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪123 ،122‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬مؤيد الفضل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪33‬ي‬


‫‪60‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ بر بهذ المشا لي وتخضع الق اررات المتخذة في هذا النوع لمجموعة من القواعد والسياسات واإجراءات‬
‫وهذا ما جعل البعض يطلق عليها اسم الق اررات المبرمجة‪ ،‬أو الق اررات العامة المت ررةي بينما يفضل‬
‫آخرون تسميتها الق اررات الروتينية التي تتخذ في ظروف الحد اأدنى من الاتأ دي ويستخدم هذا النوع‬
‫من الق اررات عادة في المستويات التشغيلية الدنيا‪ ،‬بااعتماد على قنوات معلوماتية جاهزة وفق معايير‬
‫ثابتةي ا تحتاج هذ القنوات إلى معلومات جديدة لذلك يمكن برمجة هذا النوع من المعلومات عن طريق‬
‫نظم المعلومات التقليديةي‪ 1‬أما النوع الثاني في هذا الصنف فيعكس اأول في تسمياته‪ ،‬صفاته‪،‬‬
‫مستويات تنفيذ ونوع المعلومات التي يحتاجهاي ويطلق عليها اصطاحات مختلفة منها الق اررات غير‬
‫المبرمجة أو الفريدة من نوعها أو غير الروتينيةي تتميز المشكات التي يعالجها هذا النوع من الق اررات‬
‫بالتعقيد لدرجة عدم توافر نظام أو أسلوب واضح لمعالجتها‪ ،‬وذلك بسبب طبيعتها الجديدة وغير المت ررة‬
‫وغير المألوفة‪ ،‬مثل الق ار ارت ااستراتيجية كق اررات التوسع وااندماجييي الخ‪ ،‬لذلك يتم اتخاذها في‬
‫المستويات اإدارية العلياي تعتبر الق اررات غير المبرمجة ق اررات مركبة أنها ا تعتمد على القواعد‬
‫واإجراءات فقط ول نها تستخدم أيضا ااجتهاد واأحكام الشخصيةي ويرجع ذلك إلى نقص المعلومات‬
‫التي تجعل متخذ القرار في حالة من الاتأ دي إذن فهي تتطلب نظام معلومات جيد إضافة إلى الخبرة‬
‫‪2‬‬
‫ومهارة المديريني‬

‫‪ .3‬تقسيم حسب محتواها من درجات التأ د‪ :‬فبالنسبة لبعض الق اررات ت ون البيانات المؤسسة عليها متاحة‬
‫ودقيقة وكاملة‪ ،‬والنتائج المتوقعة منها مضمونة ومؤكدة‪ ،‬وبعض الق اررات اأخر يتوافر عنها بيانات‬
‫اجتماعية ومن ثم فإن نتائجها ليست مؤكدة‪ ،‬وتؤخذ ق ارراتها في إطار من المخاطرة بإمكان الحصول‬
‫على النتائج المرجوة أو عدم الحصول عليهايعلى أن مثل هذ الق اررات يمكن جدولتها في إطار أنسب‬
‫من ااحتمااتي إن هذا التقسيم في الحقيقة يقسم بمدلول نوعية البيانات المتاحة عن الموقف موضوع‬
‫القرار والذي أصبح يدرس اآن تحت ما يعرف بـ (نظرية القرار) والتي تدور أساسا حول المنطق‬
‫‪3‬‬
‫الرياضي لاختيار تحت ظروف عدم التأ دي‬

‫‪ 1‬إيهاب صبيح محمد رزيق‪ ،‬إدارة العمليات واتخاذ الق اررات‪ ،‬دار ال تب العلمية‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ‪154‬‬
‫‪ 2‬محمد موفق حديد‪ ،‬اإدارة – المبادئ والنظريات والوظائف‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬اأردن‪ ،2001 ،‬ص ‪272‬ي‬
‫‪ 3‬عبد الا براهيم الفقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪61‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الزمني إلى قصيرة وطويلة اأجلي وتتاءم‬ ‫الزمني‪ :‬تصنف القرارات وفق المد‬ ‫‪ .4‬تقسيم حسب المد‬
‫الق اررات طويلة اأجل مع الق اررات ااستراتيجية وتتفق معها في ميزاتها وخصائصهاي تتميز الق اررات‬
‫الطويلة بارتباطها بفترات طويلة في المستقبل‪ ،‬مما يطبعها بطابع الاتأ د واحتماات التغييري وهذا ما‬
‫يجعل المعلومات التي يحتاجها هذا النوع من الق اررات صعبة التوفير‪ ،‬وقليلة ال فاية والدقةي بينما تتميز‬
‫القررات القصيرة اأجل بقصر مداها وارتفاع درجة اليقين بها‪ ،‬وهذا ما يسهل الحصول على المعلومات‬
‫ا‬
‫‪1‬‬
‫التي نحتاجها‪ ،‬مما يمكن متخذ القرار من التحكم بهاي‬
‫‪ .5‬تقسيم حسب مستويات اإدارية‪ :‬يختلف التصنيف حسب المستويات التنظيمية من منظمة إلى أخر ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ويكون التصنيف اأ ثر شيوعا في هذا السياق كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬الق اررات ااستراتيجية‪ :‬ويتم اتخاذ هذا النوع من الق اررات على مستو اإدارة العليا‪ ،‬وهذا ما يضفي‬
‫عليها درجة عالية من المركزيةي وتحدد هذ الق اررات أهداف المنظمة الناجمة عن الخطط طويلة‬
‫اأمدي وتطابق في مصدرها وصفاتها الق اررات غير المبرمجة والق اررات الفريدة من نوعهاي وما يميز‬
‫هذا النوع أنه يستخدم للتنبؤ بالمستقبل ولتحقيق الت يف بين المنظمة وبيئتهاي‬
‫‪ ‬الق اررات اإدارية والتنظيمية‪ :‬يتم اتخاذ هذ الق اررات على مستو اإدارة الوسطى‪ ،‬حيث تتطابق مع‬
‫للقررات التشغيليةي‬
‫جزء من الق اررات المبرمجة وجزء من الق اررات العامةي فيما يعود الجزء المتبقي منها ا‬
‫تهتم ق اررات هذا المستو بفاعلية وكفاءة ااستخدام والرقابة على الوحدات اإدارية وأدائها في إطار‬
‫سياسات وأهداف الق اررات ااستراتيجيةي‬
‫‪ ‬الق اررات التشغيلية‪ :‬تتصف هذ الق اررات بالت رار والروتينية وتتضمن تنفيذا للق اررات الصادرة عن‬
‫اإدارة العليا والوسطى‪ ،‬وذلك بإصدار ق اررات تفصيليةي وهذا ما يجعلها تتصف بدرجة عالية من‬
‫الامركزيةي‬

‫‪ .6‬الق اررات المتخصصة (حسب الوظيفة)‪ :‬وتنقسم هذ الق اررات إلى أربع مجموعات حسب وظائف‬
‫‪3‬‬
‫المؤسسة وهي‪:‬‬

‫ثابت عبد الرحمان إدريس‪ ،‬إدارة اأعمال – نظريات ونماذج وتطبيقات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪249‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫مصطفى محمود أبو بكر‪ ،‬جمال الدين محمد المرسي‪ ،‬التفكير ااستراتيجي واإدارة ااستراتيجية – منهج تطبيقي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2007،‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪24 ،23‬ي‬
‫‪ 3‬سيد صابر تعلب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.53 ،52‬‬
‫‪62‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ .‬ق اررات تتعلق باإنتاج‪ :‬وتختص مثل هذ الق اررات بموقع المصنع‪ ،‬وأنواع اآات والتصميم الداخلي‬
‫للمصنع‪ ،‬وخزينة اإنتاج‪ ،‬ومصادر الحصول على المواد الخامي وطرق دفع أجور العمالي‬
‫ب‪ .‬ق اررات تتعلق بالتسويق‪ :‬وتخص نوع السلعة التي تباع وأوصافها‪ ،‬وال مية المتوقع بيعها وحصة المؤسسة‬
‫في السوق ال لي‪ ،‬والسعر التي تباع به السلعة‪ ،‬ووسائل اإعان والدعاية والترويج‪ ،‬والمبالغ الواجب‬
‫صرفها في وسائل اإعان والترويج‪ ،‬وأسس وضع المرتبات واأجور والمكافأة وق اررات تتعلق بشكل‬
‫العبوة والتصميم للمنتجات ونوع اأبحاث المتعلقة في التسويق الواجب القيام بها ووسائل النقل والتخزين‬
‫وخدمات البيع الواجب تقديمها للمستهل يني‬
‫ج‪ .‬ق اررات تتعلق بالموارد البشرية‪ :‬وتخص هذ الق اررات مصادر الحصول على الموظفين والعمال وطرق‬
‫ااختيار واجراءات التعيين وبرامج تعريف المستخدمين بالمؤسسة وكيفية تدريب الموظفين والعمال‬
‫وأسس تحليل الوظائف وتحليلها وتصنيفها‪ ،‬والتعويضات غير المادية الواجب تقديمها ونوعها وطرق‬
‫الترقية واإجازات المسموح بها وكيفية معالجة الشكاو واإضرابات والتأخير والغيابات وحاات الفصل‬
‫من الخدمة وعاقة المؤسسة بااتحادات والنقابات والمؤسسات العلميةي‬
‫د‪ .‬ق اررات تتعلق باإدارة المالية‪ :‬وتخص حجم رأس المال الازم‪ ،‬ورأس المال الثابت ورأس المال الثابت‪،‬‬
‫ورأس المال العامل‪ ،‬وطريقة التمويل واأرباح المطلوبة ا تسابها وكيفية توزيع اأرباح‪ ،‬وعدد ونوع‬
‫السجات والدفاتر المحاسبية وامكانية ااندماج في مشاريع أخر ‪ ،‬وكيفية التصفية في حالة حدوثها‪،‬‬
‫ويمكن تقسيمها إلى‪:‬‬
‫‪ ‬قرار ااستثمار‪ :‬هو ق ار ار المتعلق بكيفية استخدام المؤسسة لموارد المتاحة لها اقتناء مختلف‬
‫أنواع موجوداتهاي‪ 1‬وتعتبر ق اررات ااستثمار من أهم ق اررات اإدارة المالية وأ ثرها تعقيدا بسبب‬
‫طبيعتها ااستثمارية‪ ،‬والغالب في هذ الق اررات أن المؤسسة تلجأ إليها من أجل زيادة العائد على‬
‫ااستثماري‪ 2‬فااستثمار هو التخلي عن استخدام أموال حالية ولفترة زمنية معينة من أجل‬
‫الحصول على مزيد من التدفقات النقدية مستقبا ت ون بمثابة تعويض عن القيمة الحالية‬
‫‪3‬‬
‫لأموال المستثمرة مع إمكانية الحصول على عائد معقول مع تحمل عنصر المخاطرةي‬

‫‪ 1‬أيمن الشنطي‪ ،‬عامر شقر‪ ،‬مقدمة في اإدارة والتحليل المالي‪ ،‬دار البداية‪ ،‬اأردن‪ ،2007 ،‬ص‪21‬ي‬
‫‪ 2‬حمزة محمود الزبيري‪ ،‬اإدارة المالية المتقدمة‪ ،‬دار الوراق‪ ،‬اأردن‪ ،2004 ،‬ص‪69‬ي‬
‫الحناوي محمد صالح‪ ،‬أساسيات ااستثمار في اأوراق المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،1997 ،‬ص‪2‬ي‬ ‫‪3‬‬

‫‪63‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬قرار التمويل‪ :‬هو القرار المتعلق بكيفية اختيار المصادر التي سيتم الحصول منها على اأموال‬
‫الازمة للمؤسسة لتمويل ااستثمار في موجوداتها‪1‬ي فالتمويل هو اإمداد باأموال في أوقات‬
‫الحاجة إليهاي‪ 2‬يعتبر التمويل من بين الطرق التي تلجأ إليها المؤسسة لتسديد احتياجاتها وتوفير‬
‫مستلزماتها اإنتاجية وتعدد أنواع التمويل بتعدد الزوايا التي ينظر إليه من خالهاي‬
‫‪ ‬قرار توزيع اأرباح‪ :‬يعتبر توزيع اأرباح من بين مصادر التمويل الذاتي حيث تلجأ إليه‬
‫المؤسسة عندما تبحث عن مصادر تمويل مائمة ويكون قرار التوزيع في هذ الحالة صعبا‬
‫لتضارب اآراء فيما يخص توزيع اأرباح حيث هناك من يريد حصته من اأرباح في حين‬
‫‪3‬‬
‫المؤسسة تريد استعماله أراض التوسع أو أغراض أخر ي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أساليب اتخاذ القرار‬
‫قدرته على التعامل معها‪،‬‬ ‫إن اعتماد أسلوب ما في اتخاذ القرار وتحديد لحجم وأهمية المشكلة ومد‬
‫ويعتمد كذلك على مد توافر المعلومات الازمة وقدرة المؤسسة على المعالجة والتحليل وسوف نعرض في هذا‬
‫المطلب أساليب اتخاذ القراري‬
‫أوا‪ :‬اأساليب التقليدية‬
‫ومتمثلة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬الخبرة‪ :‬يستخدم المدير خبرته الناتجة من تعامله مع المشكات السابقة ليطبقها على المشكات اآنية‬
‫المشابهة للمشكات السابقة‪ ،‬وأنه يمكن إتباع نفس الحلول التي اتبعت سابقا‪ ،‬ويكتفي المدير فيها‬
‫بتطبيق قاعدة أو سياسة تعمل بها المؤسسة‪ ،‬تتواجد عيوب كثير في هذا اأسلوب لعدم تطابق المشا ل‬
‫القديمة مع المشا ل الحديثة ويتطلب التحليل وجمع المعلومات من مصادرها اأولية بغرض حل‬
‫المشكلة القائمة فعا أفضل بكثير من ااعتماد السياقات القديمة وقد تشوب خبرة المدير اأخطاء‬
‫والثغراتي وتتطلب الخبرة تنمية المهارات وعدم الركوع لحل واحد‪ ،‬واجراء عملية التجديد من خا إزالة‬
‫‪4‬‬
‫القلق النفسي الذي يساور المدير عند اإقدام اتخاذ القراري‬

‫أيمن الشنطي‪ ،‬عامر شقر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪21‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫ماجد أحمد عطا ه‪ ،‬إدارة ااستثمار‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬اأردن‪ ،2011 ،‬ص‪39‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬حمزة محمود الزبيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪73‬ي‬


‫‪ 4‬السعيد مبروك إبراهيم‪ ،‬المعلومات ودورها في دعم واتخاذ القرار ااستراتيجي‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬مصر‪ ،2012 ،‬ص‪232‬ي‬
‫‪64‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬المشاهدة والماحظة‪ :‬يمكن لإداري أن يتخذ ق ار ارته بناءا على الماحظة والمشاهدة ورصد آراء‬
‫اآخرين وتجاربهم في حل المشا ل المماثلة‪ ،‬واداري الناجح هو الذي يكون على اطاع بتفاصيل ما‬
‫يحدث بالمؤسسات المشابهة لمؤسسته من حيث النشاط‪ ،‬حيث يستفيد من تجاربها وحتى ان كانت صفة‬
‫المناسبة تستوجب السرية في اتخاذ الق ار ارت فإن خبرته ودبلوماسيته تستطيع انتزاع ال ثير من المعلومات‬
‫حول تلك المؤسسات المنافسةي‪ 1‬يعد هذا اأسلوب من اأساليب التي يستخدمها المديرين اتخاذ الق اررات‬
‫بصدد حل مشا لهم‪ ،‬حيث يحمل هذا اأسلوب نفس عيوب أسلوب التجربة وا تتاءم مشا ل مؤسسة‬
‫وأخر ‪ ،‬وهذا اأسلوب قد يبقي المدير رجا تقليديا ليس لديه رغبة في تحمل المخاطر والتطور مع‬
‫أساليب جديدةي تتفاوت الثقافات عند المديرين تفاوتا كبي ار بسبب ااختاف في اإدراك والخلفية الثقافية‬
‫ونواحي ااهتمام ل ل واحد منهمي وان التقيد بأسلوب المشاهدة سوف لن ينتج ق ار ار مت اما ولن يفي‬
‫‪2‬‬
‫بالغرض المطلوب وذلك مع تعقيدات البيئة التي يتفاعل معها القراري‬
‫‪ .3‬التجربة‪ :‬يعتبر أسلوب التجربة من اأساليب المهمة التي استخدمت في اتخاذ الق اررات في بداية‬
‫اأعمال ومازال متبعاي يواجه المديرون مشكلة معينة‪ ،‬فيخضعون لها حا أو مجموعة حلول بعد‬
‫إخضاعها لتجارب واختبارات ثم تقييمها وبيان إمكانية استخدامها من عدمه لحل المشكلة‪ ،‬تبرز من‬
‫أسلوب التجربة ال ثير من العيوب تشمل استهاك الموارد‪ ،‬وفقدان الوقت‪ ،‬وبعثرة جهود صانعي‬
‫ومتخذي القرار‪ ،‬ل ونها ا تأتي بحل جذري للمشكلة‪ ،‬وربما تزيد من تعقيدها وعدم حلها‪ ،‬ول نها تعطي‬
‫للشخص القائم بها التعلم من أخطائه لتصحيح ق ارراته المستقبليةي فتعد هذ العملية تجنب التسرع في‬
‫الحكم على هذا النوع من القرار عند البحث عن أمور مهمة أو جديدة إحد الركائز اأساسية‪ ،‬حتى ان‬
‫‪3‬‬
‫لم ت ن منافعها بادية بشكل فوريي‬
‫‪ .4‬الحدس‪ :‬يعد هذا اأسلوب من اأساليب الجدلية‪ ،‬فهو يفتقد اأساس العلمي إلى أننا نجد متخذ القرار‬
‫يعتمد عليه في معالجة المشا ل ورسم الحلول‪ ،‬وهذا باختاف المواقف التي يعترض لهاي و لهذا‬
‫اأسلوب أساس منطقي أن اإد ار ي يكتسب من خال عمله و نشاطاته اليومية كمية هائلة من‬
‫المعلومات المتعلقة ببيئة العمل و البيئة الخارجية التي يعمل على إدراك محتواها و تخزينها زيادة على‬
‫ما يمتل ه من قدرات ذهنية و قواعد يستخدمها عند الحاجة إليها ‪ ،‬و رغم أن هذا اأسلوب يساعد على‬

‫‪ 1‬محمد راتول‪ ،‬بحوث عمليات‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص‪183‬ي‬
‫السعيد مبروك إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪232‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص‪233 ،232‬ي‬


‫‪65‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اتخاذ ق اررات سريعة بت اليف منخفضة و يعطي مجاا واسعا لاستفادة من القدرات لمتخذي القرار إا‬
‫أنها قد تعطي نتائج غير مرغوب فيها أنها تفتقد إلى اأسس العلمية الصحيحة و ا يمكن اعتماد و ا‬
‫يمكن اعتماد كأسلوب للتعامل مع المشا ل المستقبلية إذ أنه يستخدم لمعالجة المشا ل الروتينية و ذات‬
‫‪1‬‬
‫اأثر المحدودي‬
‫ثانيا‪ :‬اأساليب ال مية المساعدة على اتخاذ القرار‬
‫إن ما يصعب عملية اتخاذ القرار هو ا تسائها بطابع المخاطرة والاتأ د‪ ،‬أين ت ون اأساليب التقليدية‬
‫غير كافية اتخاذ ق اررات سليمة‪ ،‬وبعد نجاح اأسلوب ال مي في المجال العسكري أصبح واضحا أن هذ‬
‫اأساليب تصلح لتنفيذها في المجال اإداري وقادرة على تحسين فعالية المؤسسات من خال تقليل مخاطر اتخاذ‬
‫القرار‪ ،‬وتعتمد هذ الطرق على اأساليب الرياضية واإحصائية‪ ،‬وفيما يلي سيتم عرض لبعض اأساليب‪:‬‬
‫‪ .1‬التحليل الشبكي‪ :‬عند تعدد وتشعب اأحداث المطلوب إنجازها للوصول إلى أفضل الحلول من حيث‬
‫الزمن والت لفة فإن أفضل أسلوب هو التحليل الشبكي‪ ،‬وذلك من أجل جدولة هذ المعطياتي وهو بدور‬
‫يحتوي على مجموعة من أساليب وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬أسلوب تقييم البرامج ومراجعة التقنيات ‪ :P.E.R.T‬إن هدف متخذ القرار هو الوصول إلى تحقيق‬
‫أهدافه في أقصر فترة زمنية وبأقل ت لفة ممكنةي لذلك يستخدم أسلوب تقييم البرامج ومراجعة التقنيات في‬
‫إيجاد المسار الحرج لتنفيذ اأعمال التي تتصف بعدم التأ د في تنفيذ اأنشطة التي تت ون منها شبكة‬
‫اأعمال‪ ،‬أي في المشروعات التي تتسم بعدم توافر معلومات أ يدة عن اأوقات المطلوبة أداء‬
‫اأنشطة المختلفة‪ ،‬وتبع هذا اأسلوب في الق اررات التي تخص مجال البحوث العلمية ودخول مشاريع‬
‫‪2‬‬
‫جديدة غير المسبوقة بحاات مماثلةي‬

‫ب‪ .‬نظرية ااحتماات‪ :‬يواجه متخذ القرار أيا كان موقعه مشا ل مختلفة بعضها يتخذ قرارها ً‬
‫بناء على‬
‫معرفة واطاع كامل بالمشكلة والبعض اآخر ا تتوفر له المعلومات ال املة حولهاي ويختلف متخذ‬
‫القرار في كل حالة‪ ،‬لذلك تصنف الق اررات وفقا لموقعه فإن صادف موقف عدم التأ د خصص له‬
‫احتماات حدوثه المستقبلية‪ ،‬واا فإن الحلول ت ون واضحة ا تحتاج إلى تخصيص احتماات فيهاي‬
‫ولما كانت اأنشطة اليومية لمؤسسات تحدث في ظروف عدم التأ د فقد اعتمدت النظرية ااحتمالية‬

‫‪ 1‬محمد قاسم القريوتي‪ ،‬مبادئ اإدارة ‪-‬النظريات والعمليات والوظائف‪ ،-‬دار وائل‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬اأردن‪ ،2006 ،‬ص‪315‬ي‬
‫‪ 2‬محمد راتول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪335‬ي‬
‫‪66‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كأسلوب رياضي للتقليل من حالة المخاطرة التي تواجههاي ولقد أثبتت هذ الطريقة جدواها ويرجع ذلك‬
‫اعتمادها على كل التقديرات الشخصية والموضوعية للحوادث المستقبلية حيث تعتمد الموضوعية على‬
‫البيانات التاريخية أما الشخصية فتعتمد على خبرة المدير وحدسهي وتعتمد هذ النظرية على عدة معايير‬
‫للتغلب على حالة المخاطرة من بينها‪ :‬استخدام القيمة المتوقعة للمتغيرات العشوائية‪ ،‬وبإحال القيم‬
‫المتوقعة محل القيم غير المؤكدة تصبح المشكلة يقينيةي ويصبح حلها أمثا عندما تنقص درجة تشتيت‬
‫القيم حول وسطها الحسابي أي انخفاض انحرافها المعياري‪ ،‬والنتيجة العكسية تجعلها تبتعد عن الحل‬
‫اأمثلي أما المعيار الثاني فهو استخدام الفرصة المفقودة المتوقعة‪ ،‬حيث ينتج عنها نفس القرار‪ ،‬لذلك‬
‫الطرق فقط تفاديا للت راري ويستخدم هذا نموذج ااحتماات بااعتماد على الخطوات‬ ‫تطبق إحد‬
‫‪1‬‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تشخيص البدائل للمشكلة؛‬
‫‪ ‬تحديد النتائج المقدرة ل ل بديل؛‬
‫‪ ‬تقدير احتمال الحدوث ل ل نتيجة؛‬
‫‪ ‬حساب القيمة المتوقعة ل ل بديل؛‬
‫‪ ‬اختيار أفضل قرار وهو البديل الذي يحمل أ بر قيمة متوقعة‪ ،‬إذا كانت المشكلة متعلقة بأفضل‬
‫عائد‪ ،‬أما إذا كانت متعلقة بالت اليف فإن ااختيار يقع على أقل قيمة متوقعةي‬
‫ج‪ .‬نظرية تحليل القرار (شجرة القرار)‪ :‬إن حاات الق اررات التي تطرقنا لها سواء في ظروف التأ د أو‬
‫ظروف عدم التأ د أو في ظروف المجازفة هي ق اررات من مرحلة واحدة وبالتالي فهي سا نة من حيث‬
‫الزمن‪ ،‬غير أن متخذ القرار قد تصادفه حاات تستلزم منه اتخاذ ق اررات متتابعة إذ بعد أن يرسو على‬
‫قرار معين‪ ،‬يستلزم منه اأمر اتخاذ قرار موالي بااعتماد على القرار اأول ثم بعد اختيار القرار الثاني‬
‫قد يستلزم اأمر منه أيضا اتخاذ قرار موالي ثالث وهكذاييي‪ ،‬يجد نفسه اتخذ سلسلة من الق اررات‬
‫المتت ابعة أجل تعظيم العائد أو اأرباح أو تدنئة الت اليف أو الخسائر‪ ،‬وهذا ما يعبر عنه نموذج‬
‫الق اررات المتتابعة والمعبر عنه أيضا بشجرة الق ارراتي فهذ اأخيرة عبارة عن بيان متفرع‪ ،‬تعتبر عن‬
‫ااختيارات الممكنة والتي يجب على اإداري أن يفاضل بينها‪ ،‬تفصل بين كل فرع وفرع موالي عقدة‬

‫اسمهان خلفي‪ "،‬دور نظم المعلومات في اتخاذ الق اررات"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬منشورة‪ ،‬علوم تجارية‪ ،‬تخصص إدارة أعمال‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2009/2008‬ص ص‪32 ،31‬ي‬


‫‪67‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وهي عبارة عن نقطة أو دائرة‪ ،‬وتتضمن فروع الشجرة التقديرات ااحتمالية والعوائد أو الخسائر‪ ،‬حسب‬
‫مايتطلبه اأمر‪ ،‬وشجرة القرار يمكن أن ت ون محددة فيها البديل الممكن والعائد معروفين تماما‪ ،‬حيث‬
‫يتخذ فيها قرار واحد فقط‪ ،‬وقد ت ون شجرة القرار ذات مراحل متعددة‪ ،‬حيث تحتوي على إمكانيات‬
‫‪1‬‬
‫لق اررات متتابعةي‬
‫‪ .2‬أسلوب بحوث العمليات‪ :‬وهي عبارة عن دراسة المشكات العملية لتحقيق ااستغال اأمثل للموارد‬
‫المتاحة لأهداف المحددة حيث تهتم بحوث العمليات باستخدام التحليل ال مي في اتخاذ الق اررات‬
‫اإدارية وذلك عن طريق مساعدة متخذ القرار في إيجاد أفضل حل ممكن للمشكلة موضوع الدراسة من‬
‫خال التحليل العلمي المنظم للبدائل المتاحة والتعرف على آثارها المحتملةي كما تعتبر بحوث العمليات‬
‫من اأدوات التي تساعد المدراء من خال ما تقدمه من معلومات يمكن ااستعانة بها في اتخاذ‬
‫الق ارراتي لذا فإن الهدف الحقيقي لها هو تخفيض نسبة المخاطر في اتخاذ الق ارراتي وت ون نتائجه‬
‫‪2‬‬
‫واضحة ومحددة لدرجة أنه يقدم البديل اأفضلي‬
‫ويمكن إعطاء بعض اأمثلة عن اأساليب التي تعتمد على بحوث العمليات منها‪:‬‬
‫أ‪ .‬البرمجة الخطية‪ :‬هو صيغة رياضية مشتقة من واقع معين‪ ،‬هدفها البحث عن أمثلية ااستخدام عن‬
‫طريق دالة رياضية تت ون من مجموعة متغيرات درجة أولى‪ ،‬تسمى دالة الهدف‪ ،‬في وجود مجموعة من‬
‫القيود ت ون في شكل معادات أو متراجحات أو هما معا من الدرجة اأولى أيضاي ويقصد باأمثلية هو‬
‫الوصول إلى القرار المناسب من خال البرمجة الخطيةي‪ 3‬وتتناول البرمجة الخطية التقييم ال مي للبدائل‬
‫اختيار أفضلها‪ ،‬كما تساعد على ا تشاف التحسينات الممكنة في استخدام الموارد واقتراح التعديات‬
‫‪4‬‬
‫الازمة للحصول على أفضل النتائج وذلك في ضوء اإمكانات المتاحةي‬
‫ب‪ .‬خطوط اانتظار‪ :‬عندما يحتشد طالبو الخدمات أمام مركز عرض الخدمة أو تحشد المواد اأولية أو‬
‫نصف المصنعة أمام وحدة من وحدات اإنتاج‪ ،‬فهو تضييع للوقت وت لفة إضافية وزبون يخسري‬
‫وأفضل طريقة لتدنئة الت لفة وتخفيض وقت اانتظار وتحسين الخدمات المقدمة هو استخدام خطوط‬
‫اانتظاري وخط اانتظار هو ت ار م اأفراد أو اآات أمام مركز خدمة أو وحدة إنتاجية معينة إمدادهم‬

‫محمد راتول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪199 ،198‬ي‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عدنان عواد الشوابكة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪154‬ي‬


‫‪ 3‬محمد راتول‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪9‬ي‬
‫‪ 4‬عدنان عواد الشوابكة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪156‬ي‬
‫‪68‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالخدمة أو النشاط المطلوبي لقد أصبح هدف تحسين الخدمة أفضل من تخفيض وقت اانتظار‪ ،‬في‬
‫ظل ااتجاهات التنافسية الحديثة إلى ااهتمام بجودة الخدماتي وفي نفس الوقت يجب أن يكون وقت‬
‫اانتظار أقصر ما يمكن لتفادي خسارة العميل أو عدمهي وبذلك فعلى مدير اإنتاج أو المبيعات أن‬
‫يقايض بين ت اليف الخدمة الجيدة وت لفة انتظار العميل‪ ،‬وبناء على تقدير احتماات وصول للعماء أو‬
‫المواد اآات‪ ،‬وتقدير الوقت الذي يستخدمه كل عميل ليتلقى الخدمة الخاصة بهي أو اآلة لتتلقى‬
‫صيانتها الخاصة أو المادة اأولية لتتلقى التغير الذي تقدمه لها الوحدة اإنتاجيةي ووفقا لهذ التقديرات‬
‫‪1‬‬
‫يمكن لمتخذ القرار أن يقرر‪ ،‬إما زيادة عدد تقديم هذ الخدمة أو تنظيم الوصولي‬
‫ج‪ .‬أسلوب المحا اة‪ :‬هي تقنية تستخدم للتعامل مع المسائل المعقدة لتخصيص الموارد التي ايمكن حلها‬
‫بدقة بالتحليل الرياضييوتشتمل هذ التقنية على إنشاء تاريخ حياة نموذجي لنظام يمثل المسالة الفعلية‬
‫وقواعدها التشغيليةي ويتيح التنفيذ المت رر لتقليد المواقف مع تغيير قواعد التشغيل في كل مرة من اجل‬
‫ا تشاف طرق تحسين أداة النظامي ويستخدم هذا اأسلوب في تنفيذ دراسات النظم المعقدة التي ت ثر فيها‬
‫المتغيرات الرياضية والتي يكثر فيها التنبؤ عن المستقبل‪ ،‬وهذا النظام يعتمد في استخدامه على‬
‫الحاسوب‪ ،‬ولذلك يتطلب من محلل النظم الذي يقوم باستخدام هذا اأسلوب خلفية جيدة في بحوث‬
‫‪2‬‬
‫العملياتي‬
‫د‪ .‬البرمجة الدينامكية‪ :‬هي تقنية تستخدم في الحاات التي تتطلب اتخاذ ق اررات على مراحل متعددة بحيث‬
‫يؤثر القرار عند مرحلة معينة على الق اررات التي تتخذ في المراحل المقبلة وبشكل يؤدي إلى التحقيق‬
‫‪3‬‬
‫اأمثل لدالة الهدفي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نماذج اتخاذ القرار‬
‫يرد ضمن الفكر اإداري أنواع مختلفة من نماذج عملية اتخاذ الق اررات‪ ،‬وفيما يلي عرض أهمها‪:‬‬
‫أوا‪ :‬نموذج سايمون‪:‬‬
‫وفي هذا الصدد يميز سايمون بين طريقتين اتخاذ الق اررات وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬أسمهان خلفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪34‬ي‬


‫‪ 2‬عدنان عواد الشوابكة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪157 ،156‬ي‬
‫‪ 3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.157‬‬
‫‪69‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬ي الطريقة الرشيدة‪ :‬وهذ الطريقة تقوم على فكرة السلوك اإنسان ااقتصادي الرشيد الذي يتحر الدقة في‬
‫الحصول على المعلومات وتشخيص المشكات وحصر الحلول‪ 1،‬ثم دراسة كافة البدائل بشكل علمي‬
‫دقيق وتقييم كل منها بشكل موضوعي من ثم اختيار أفضل هذ البدائل وهو الذي يحقق أقصى منفعة‬
‫‪2‬‬
‫بأقل الت اليفي‬

‫‪2‬ي الطريقة المعقولة أو المرضية‪ :‬وهي التي يتوخى فيها اإداري الوصول إلى قرار مقبول (مرضي وليس‬
‫مثالي) ويتوقف بحثه عن البدائ ل عند وصوله إلى قرار معقول وا بأس به على الرغم من احتمال وجود‬
‫بدائل أفضلي ومن الجدير بالذكر هنا‪ ،‬هو أن هذ الطريقة هي السائدة في اتخاذ الق اررات اإدارية بسبب‬
‫صعوبة حصر جميع البدائل الممكنة‪ ،‬وبسبب الوقت والجهد والذكاء الذي تتطلبه عملية اتخاذ ق اررات‬
‫‪3‬‬
‫مثلى بشكل رشيدي‬
‫ثانيا‪ :‬نموذج لندبلوم‬
‫‪4‬‬
‫يقول لندبلوم أن هناك طريقتين رئيسيتين اتخاذ الق اررات في اإدارة وهي كما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ي الطريقة الرشيدة الشاملة أو الجذرية‪ :‬هي التي ينظر فيها إلى المشكلة بشكل عقاني رشيد وتدرس‬
‫فيها كافة البدائل الممكنة دراسة جذرية شاملة تشمل جميع جوانبها وكافة أبعادها ثم يختار البديل‬
‫اأمثلي‬

‫‪2‬ي الطريقة الجزئية المتزايدة أو الفرعية‪ :‬وهي الطريقة التي ينظر فيها اإداري إلى المشكلة نظرة جزئية‪،‬‬
‫حيث يركز دراسته على الجوانب الهامة فقط‪ ،‬وعندما يتخذ قرار فإنه ا يدرسه من أساسه وانما يولي‬
‫عنايته للتغيرات التي تحصل عليهي وهي الطريقة اأ ثر شيوعاي ومن اأمثلة المناسبة على ذلك‪ ،‬وهو‬
‫رصد المخصصات المالية في موازنة المؤسسة‪ ،‬حيث تتركز الدراسة على الزيادة أو النقص في‬
‫مخصصات كل وظيفة فرعية (اإنتاج‪ ،‬التسويق‪،‬يييالخ) وليس على دراسة هذ المخصصات دراسة‬
‫جذرية شاملي‬
‫ثالثا‪ :‬نموذج اتزيوني‪.‬‬

‫‪ 1‬السعيد مبروك إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪235‬ي‬


‫‪ 2‬مؤيد الفضل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪35‬ي‬
‫‪ 3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪35‬ي‬
‫‪ 4‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪36‬ي‬
‫‪70‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تعقيبا على نموذج لندبلوم وما تعرض له من نقد من قبل عدد من المفكرين‪ ،‬فإن اتزيوني يؤكد أن عملية‬
‫اتخاذ الق اررات اإدارية في الواقع هي مزيج من الطريقتين الجذرية والجزئية التزايدية‪ ،‬وقد اقترح استخدام مصطلح‬
‫"الفحص المختلط" لوصف هذ الطريقة المركبةي فهو يقول إن عملية اتخاذ الق اررات يتم فيها أوا فحص عام‬
‫وجذري للمشكلة ثم ينتقل بعدها ااهتمام إلى النواحي البارزة التي تلفت اانتبا ي‬
‫ومن اأمثلة على ذلكي طريقة اتخاذ الق اررات المالية من قبل التمويل حيث إن القائمين يقومون عادة‬
‫باستعراض موازنة المؤسسة بشكل عام‪ ،‬ومن ثم تجزئتها إلى فصول ويتم فحص مخصصات كل دائرة على حدة‬
‫‪1‬‬
‫موليا اهتمامه بالمشروعات الجديدة والمخصصات المطلوبة أشياء هامةي‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أثر التدقيق الداخلي على سير عملية اتخاذ القرار‬
‫يشغل التدقيق الداخلي حي از كبي ار من اهتمام المسيرين والماك حيث يساعدهم في التحكم بالعمليات‬
‫داخليا وتحسينها‪ ،‬من ثم يمس هذا الدور جميع مستويات نشاط المؤسسة‪ ،‬ومن هذا يمكن القول إن التدقيق‬
‫الداخلي يساهم في عملية إتخاذ القرار السليمي‬
‫المطلب اأول‪ :‬طبيعة دور التدقيق الداخلي‬
‫يلعب التدقيق الداخلي دو ار هاما داخل المؤسسة فيعمل على مساعدتها في التحكم الداخلي للعمليات‬
‫وتحسينها‪ ،‬حيث يمس هذا الدور جميع مستويات نشاط المؤسسة‪ ،‬يتلخص دور التدقيق الداخلي داخل المؤسسة‬
‫في الشكل التالي‪:‬‬
‫شكل رق (‪ :)01‬طبيعة دور التدقيق الداخ ي‬

‫دور التدقيق الداخلي‬

‫المخطر الجبائي‬ ‫تحسين الضمان‬ ‫اإذعان وتذليل‬ ‫مستشار لمختلف‬


‫الذي يتعلق بالرقابة‬ ‫الصعوبات‬ ‫العمليات‬

‫عمليات إتخاذ القرار‬

‫المصدر‪ :‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة فعالة في اتخاذ القرار‪ ،‬مجلة اأ اديمية العربية المفتوحة في الدنمارك‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،2007 ،‬ص ‪76‬ي‬

‫‪ 1‬م يد الفضل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.37 ،36‬‬


‫‪71‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من خال هذا الشكل ناحظ أن جميع المجاات التي يمكن أن يكون للتدقيق الداخلي فيها دور فإنه‬
‫يتخللها عملية إتخاذ ق اررات ومن ثم فإن هناك مساهمة للتدقيق الداخلي في عملية اتخاذ القرار السليمي الحقيقة‬
‫أنه ا يمكن الحكم تماما على سامة وجودة القرار دون توفر ما يسمى بالنظرة الخلفية‪ ،‬هذا يعني أنه بعد وضوح‬
‫نتائج القرار يتم طرح التساؤل التالي‪ :‬لو عدنا إلى الوراء لوجدنا أن القرار الذي أتخذ كان اأفضل في ضوء‬
‫المتغيرات التي كانت قائمة‪ ،‬إذا فإن هذا القرار يكون جيدا‪ ،‬على العكس من ذلك إذا قيل لو أخذ قرار آخر كنت‬
‫النتيجة ست ون أفضل‪ ،‬عندئذ يكون القرار إما سيئا أو على اأقل لم يكن أفضل الق ارراتي‬
‫إن النظرة الخلفية وان كانت هي الطريقة اأ ثر شيوعا‪ ،‬إا أن هذ الطريقة معناها الحكم على الق ارر‬
‫وتقييمه بعد فترة زمنية من صدور وفي ظروف تختلف عن الظروف التي تم فيها صدور القرار‪ ،‬عاوة على‬
‫ااتجا الغريزي لإنسان نحو الدفاع عن أفعاله والقاء مسؤولية الفشل على اآخريني‬
‫إن الطريقة اأخر للحكم على جودة القرار تتمثل في الحكم (ليس على القرار نفسه) بل على ال يفية‬
‫التي صدر بها القرار‪ ،‬طبقا لهذ الطريقة فإن القرار الجيد هو القرار الذي يتخذ على أساس رشيد‪ ،‬وبطريقة‬
‫‪1‬‬
‫منهجية أي أن هناك خطوات منطقية ينبغي إتباعها للوصول إلى الق اررات الجيدةي‬
‫يلعب التدقيق الداخلي أدوار مهمة في كل خطوة من خطوات عملية إتخاذ الق اررات بحيث تساعد على‬
‫تأهيل المعلومة لت ون جيدة وذات مواصفات كاملة وكافية‪ ،‬ليتم استعمالها في عملية صنع القرار للحصول على‬
‫ق اررات ذات جودة وفعالية‪ ،‬بالموازاة مع خطوات عملية إتخاذ القرار فإن التدقيق الداخلي له دورة حياة يكون أخرها‬
‫الوصول إلى تقديم معلومات مؤهلة اتخاذ الق اررات كما في الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة فعالة في اتخاذ القرار‪ ،‬مجلة اأ اديمية العربية‪ ،‬الدنمارك‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2007 ،‬ص‪76‬ي‬
‫‪72‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رق (‪ :)02‬دورة حياة عم ية التدقيق‬

‫إعداد وتأسيس إجراءات التدقيق‬


‫الداخلي‬

‫فحص الوضع الداخلي والخارجي‬ ‫‪‬‬


‫التدقيق الداخلي تشخيص‬ ‫‪‬‬

‫إدخال متواصل لتحسينات على‬ ‫معلومات‬ ‫صياغة إستراتيجية للتدقيق‬


‫عملية التدقيق الداخلي‬ ‫اتخاذ القرار‬ ‫الداخلي‬

‫ضبط أداء التدقيق الداخلي‬


‫خطة مرنة قابلة لتحسين‪ /‬تنفيذ‬
‫التدقيق الداخلي‬

‫المصدر‪ :‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة فعالة في اتخذ القرار‪ ،‬مجلة اأ اديمية العربية المفتوحة في الدنمارك‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،2007 ،‬ص‪77‬ي‬

‫تبدأ عملية التدقيق بإعطاء نظرة حول موضوع العملية واعداد إجراءات التدقيق الداخلي المناسبة لذاك‬
‫الموضوع‪ ،‬فمن خال هذ النظرة أو التصور يتم تشخيص الوضع المحيط بالموضوع داخليا وخارجيا وتحديد‬
‫درجة الخطر الناجم‪ ،‬ومن ثم يتم وضع إستراتيجية للقيام بعملية التدقيق‪ ،‬لتليها وضع الخطة الازمة لذلك‪،‬‬
‫بحيث يجب أن تتسم هذ الخطة بالمرونة والقابلية لتحسين في حال أي متغير غير مرغوب فيه‪ ،‬ليبدأ المدقق‬
‫بتنفيذ خطة أو برنامج عمله‪ ،‬مع العمل في كل مرة على ضبط لأداء ويتم ذلك من قبل المدير المسؤول على‬
‫نماذج المتابعة‪ ،‬مع القيام بإدخال التحسينات الضرورية‬ ‫إدارة التدقيق الداخلي وهذا بااعتماد مثا على إحد‬
‫على كل نقص وهكذا دوليك في كل مرة يتم إعداد تقرير حول ما تم ماحظته وتقديم ااقتراحات المناسبة‪ ،‬فينتج‬

‫‪73‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بذلك ومن خال كل هذ الخطوات معلومات مؤهلة اتخاذ القرار وتسهم بذلك في إعداد ق اررات ذات جودة‬
‫‪1‬‬
‫وفاعليةي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مساهمة التدقيق الداخلي في سير عملية اتخاذ القرار‬


‫يتم المساهمة في عملية اتخاذ القرار من خال الدورة التي تناولناها سابقا حسب كل مرحلة‪ ،‬حيث أن‬
‫المعلومة التي قد تم تأهيلها والتوصل إلها هي إما ا تشاف مشكل أو تحديد مجموعة من البدائل أو المساعد‬
‫على اختيار أفضلهايييالخي هذا يعني أن هناك مساهمة للتدقيق الداخلي في كل خطوة من خطوات اتخاذ القرار‪،‬‬
‫والتي سوف نتطرق إلى كل خطوة بالتفصيل مع الوقوف على أهمية التدقيق الداخلي في كل مرحلة‪:‬‬
‫أوا‪ :‬تحديد المشكلة‬
‫إن تحديد المشكلة يساعد على القيام بتحليلها إلى عناصرها الرئيسية‪ ،‬ليستدل من ذلك الحل المناسب‬
‫لها‪ ،‬واافتراض اأساسي عند تحديد المشكلة أن الحل متضمن في المشكلة‪ ،‬وأن التحليل العقلي ااستدالي‬
‫المنظم يساعد في التوصل إليه وا تشافهي‬
‫كما أن عملية إتخاذ أي قرار أصلها وجود مشكلة وبالتالي هي أهم شيء يجب حدوثه حتى يكون هناك‬
‫حاجة لصنع القرار بشأنها‪ ،‬ول ن في نفس الوقت يجب التأ يد على أهمية اأهداف‪ ،‬حيث أن هذ اأخيرة هي‬
‫التي تحدد طبيعة وحجم المشكلة‪ ،‬وا يمكن تحديد طبيعة القرار‪ ،‬روتيني أم ا مبرمج أم غير مبرمج‪ ،‬من دون‬
‫تحديد المشكلة ومعرفة حجمها وطبيعتهاي‬
‫إن تحديد أي مشكلة ما داخل المؤسسة ا يمكن أن يتم إا بالفحص المستمر للوضع الداخلي‬
‫والخارجي‪ ،‬ومن ثم يمكن القول إنه يجب أن تتم عملية فحص مستمر للوضع الداخلي والخارجي ل ي يتم تحديد‬
‫المشكلة ومن ثم معرفة هل أن هذ المشكلة تحتاج لحل مبرمج أو غير مبرمج‪ ،‬ثم يتم تتبع نتائج ومراقبة القرار‬
‫المتخذ بشأن تلك المشكلة‪ ،‬يمكن إعطاء مفهوم عام للمشكلة حتى يتسنى تحديدها فهي " عبارة عن موقف‬
‫غامض في حاجة إلى تفسيري‬
‫مما سبق يمكن القول بأن وجود مشكل يعني وجود خطر يواجه المؤسسة‪ ،‬عليها أن تتصرف تجا هذا‬
‫الخطر‪ ،‬فتعتمد على اإقتراحات المقدمة في التقارير الناتجة عن عملية التدقيق الداخلي حول هذا المشكل‬
‫(الخطر)‪ ،‬ويمكن عرض الدور الذي تلعبه وظيفة التدقيق الداخلي للحد أو مواجهة أو تجنب (إتخاذ قرار) خطر‬
‫ماي‬

‫‪ 1‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪77‬ي‬


‫‪74‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هناك دور للتدقيق الداخلي في عملية اتخاذ القرار على جميع المستويات‪ ،‬وهذا من خال المساعدة في‬
‫ا تشاف المشا ل المحيطة والمتواجدة في المؤسسة حتى يتسنى لها مواجهتها قبل التفاجئ بها‪ ،‬بمعنى أن‬
‫التدقيق الداخلي يساعد المؤسسة في تحديد اأخطار التي من الممكن مواجهتها مهما كان نوعها ومن أي جهة‬
‫كانت من الخارج (المحيط) أو الداخل‪ ،‬كما أنها تحدد طريقة التصرف مع كل خطر حسب نوعهي‬
‫ويتركز دور وظيفة التدقيق الداخلي في المؤسسة لمواجهة خطر ما (مشكل ما) حسب درجة اأثر الذي يمكن‬
‫أن يخلفه هذا الخطر من جهة‪ ،‬وحسب احتمال وقوعه من جهة أخر ي ولقد جاء معهد المدققين الداخليين‬
‫اأمريكي من خال أبحاثه التي يقوم بها واهتماماته بالتدقيق الداخلي في المؤسسة بنموذج تحليلي ل ثافة الدور‬
‫الذي من الممكن أن يلعبه التدقيق الداخلي في مواجهة المخاطر المختلفة داخل المؤسسة‪ ،1‬ويأتي الشكل‬
‫كمايلي‪:‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)03‬نموذج تحليل كثافة (درجة تركيز) التدقيق الداخلي‬

‫خطر متوسط‬ ‫خطر مرتفع‬

‫مرتفع‬
‫زيادة الدور‬ ‫دور كبير جدا‬
‫كثافة شديدة للتدقيق‬
‫الداخلي‬

‫اأثر‬ ‫خطر قليل‬ ‫خطر متوسط‬


‫دور عام‪ ،‬تدقيق عادي‬
‫زيادة الدور‬
‫عام‬
‫منخفض‬
‫مرتفع‬
‫ااحتمال‬

‫المصدر‪ :‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة فعالة في اتخذ القرار‪ ،‬مجلة اأ اديمية العربية المفتوحة في الدنمارك‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،2007 ،‬ص ‪79‬ي‬

‫‪ 1‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪78 ،77‬ي‬


‫‪75‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من خال هذا الشكل ناحظ أن دور التدقيق الداخلي في مواجهة (تحديد واقتراح) الخطر في المؤسسة‬
‫يزيد حسب عاملين أساسين هما درجة احتمال وقوع هذا الخطر ودرجة اأثر الذي يمكن أن يخلفه هذا الخطر‬
‫إذا وقع‪ ،‬فإذا كان هناك احتمال قوي لوقوعه مع أثر بالغ يمكن أن يخلفه فإن دور المدقق الداخلي يكون كبي ار‬
‫وهذا من خال ت ثيف (التفصيل والتركيز) مهمة التدقيقي يبدأ هذا الدور من أول خطوة والتي تتمثل في‬
‫تشخيص هذا الخطر (المشكل) وال شف عليه‪ ،‬ومن خال الذي سبق ناحظ مد مساهمة التدقيق الداخلي في‬
‫‪1‬‬
‫هذ المرحلة (تحديد المشكلة) من مراحل عملية إتخاذ القراري‬
‫ثانيا‪ :‬إيجاد البدائل‬
‫إن من العناصر الجوهرية لوجود القرار أن يكون هناك مشكلة تتطلب حا معينا‪ ،‬وأن يكون أ ثر من‬
‫حل‪ ،‬أي حلول متعددة تطرح لنقاش ويتم دراستها وتقويمها حتى اختيار الحل اأفضل اأ ثر مائمة‪ ،‬لذا فإن‬
‫وجود المشكلة يقتضي تباين اآراء حولها‪ ،‬ذلك أن المشكلة التي ليس لها سو حل واحد ا تعد مشكلة في‬
‫ذاتها‪ ،‬بل تصبح حقيقة ابد من التسليم بها‪ ،‬ول ن من النادر أن توجد مشكلة ليس لها سو حل واحد بل أن‬
‫الغالب واأعم هو وجود عدة بدائل ل ل مشكلة ول ل بديل منها مزايا وعيوبي‬
‫تعد الحلول أو البدائل مجموع الوسائل واإمكانات المتاحة لمتخذ القرار‪ ،‬والمائمة بدرجات متفاوتة فيما‬
‫بينها لحل المشكلة محل القرار‪ ،‬وهذ الحلول أو البدائل ا تأتي من فراغ وانما هي نتيجة التمحيص والتحصيل‬
‫والتحليل للمعلومات سواء جاءت تلك المعلومات عن طريق رسمي أو غير رسمي‪ ،‬فيضمن بذلك التدقيق‬
‫الداخلي التوريد السليم لهذ المعلومات‪ ،‬وهذا من خال طبيعة عمل التدقيق الداخلي وأنظمة المعلومات‪ ،‬فتحديد‬
‫البدائل الممكنة ا يمكن أن يكون دون دراسة شاملة وتشخيص مستمر للحالة الجديدة (المشكل) وما هي الوسائل‬
‫واإمكانيات المتاحة لحل مثل هذا المشكل داخل المؤسسة‪ ،‬ومساهمة التدقيق الداخلي في إيجاد مجموعة البدائل‬
‫‪2‬‬
‫يكون في شكل اإقتراحات المقدمة في التقرير النهائي بعد تحديد المشكلةي‬
‫ثالثا‪ :‬تقييم وتقويم البدائل‬
‫إن تقييم وتقويم البدائل تعد من أهم المراحل التي يجب إعطاؤها أهمية كبر قبل صنع أي قرار‪ ،‬ذلك أن‬
‫تقييم البدائل ثم تقويمها هو الذي سيحدد ما إذا كان سينجح أم ا في المستقبل‪ ،‬بمعنى أنه يتم تحديد أبعاد كل‬

‫‪ 1‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪79‬ي‬


‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪79‬ي‬
‫‪76‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫البديل (سلبياته وايجابياته) في حل ذلك المشكل‪ ،‬كي يتسنى اختيار البديل المناسب والذي سيعطي أفضل‬
‫النتائج بأقل عواقب غير السليمة‪ ،‬هذا في حد ذاته يشير إلى أهمية وضرورة اأهدافي‬
‫التي يجب مراعاتها عند اختيار بديل من البدائل المتاحة‪ ،‬فالهدف اأخير لصانع القرار هو إحداث تغيير‬
‫ما في جذور المشكلة المطروحة‪ ،‬فالحل الذي تم بعد تقويم البدائل يبرز أهمية دور الخبراء والمستشارين‬
‫والمعاونين في عملية بحث ودراسة البدائل المطروحةي يبرز دور التدقيق الداخلي في هذ الخطوة في أنها تعمل‬
‫‪1‬‬
‫على تقديم واقتراح البدائل التي تراها مناسبة في التقرير النهائي وهذا بعد دراسة المشكلي‬
‫رابعا‪ :‬اختيار البديل أو الحل اأفضل‬
‫إن هدف متخذ القرار في نهاية المطاف هو الوصول إلى قرار يمكنه من بلوغ الهدف وحل المشكلة‬
‫القائمة‪ ،‬هنا يقوم متخذ القرار باختيار الحل من بين عدة حلول مقترحة (متاحة) مستعينا في ذلك بمجموعة من‬
‫المعايير‪ ،‬توفر درجة كبيرة من الموضوعية في ااختياري‬
‫تعتبر هذ المرحلة أدق المراحل جميعا أن ااختيار يعني في حقيقة اأمر حسم الموقف والوصول إلى‬
‫المحصلة النهائية للجهد المبذول في المراحل السابقة‪ ،‬وهذا اأمر يحتاج إلى قدر كبير من ال فاءة و الحنكة‬
‫والخبرة والقدرة الذاتية لمتخذ القرار على ااختيار السليم‪ ،‬تبقى أفضلية حل من الحلول على البقية مسالة نسبية‬
‫بين البدائل المتماثلة‪ ،‬وتحكمها ااعتبارات السالفة الذكر في الخطوة السابقة إا انه مما يجب ذكر أن هناك‬
‫اعتبارات أخر سياسية واجتماعية واقتصادية قد تؤثر في اختيار البديل لحل المشكلة وخاصة فيما يتعلق‬
‫بالمشا ل العامة للبلدي‬

‫في هذ الخطوة يزيد دور التدقيق الداخلي في عملية إختيار البديل اأفضل‪ ،‬وهذا من خال اإقناعات‬
‫المستمرة على إختيار البديل المقترح في التقرير هذا أنه تم دراسته من جميع النواحي‪ ،‬وأن متخذ القرار في‬
‫العادة يستشير المدقق الداخلي حول البديل الذي يكون أ ثر موضوعية وأفضل حال حتى البدائل اأخر التي‬
‫‪2‬‬
‫تم اقتراحها من الجهات اأخر غير التدقيق الداخليي‬
‫فيكون بذلك للتدقيق الداخلي رؤية يمكن اعتمادها في إختيار هذا البديل أو غير (اأ ثر مائمة) ويمكن‬
‫إبراز هذا الدور من خال الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪80 ،79‬ي‬


‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪80‬ي‬ ‫‪2‬‬

‫‪77‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم(‪ :)04‬التعاون المحتمل بين التدقيق الداخلي واإدارة‬

‫الفحص‬

‫إدارة‬ ‫التدقيق الداخلي‬

‫توكيد‬

‫المصدر‪ :‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة فعالة في اتخذ القرار‪ ،‬مجلة اأ اديمية العربية المفتوحة في الدنمارك‪ ،‬العدد‬

‫الثاني‪ ،2007 ،‬ص‪80‬ي‬


‫مما سبق نستنتج انه من الصعوبة بمكان أن يتم التوصل إلى البدائل المثلى عند صنع الق اررات‪ ،‬وذلك‬
‫أن صانع القرار ا يستطيع اإلمام بكل البدائل‪ ،‬وا بالنتائج المترتبة على كل بديل من تلك البدائل‪ ،‬يعني ذلك‬
‫أن إختيار البديل اأمثل يبقى مسألة نظرية بحتة في كل اأحوال‪ ،‬فيكون بذلك هدف متخذ القرار من العملية هو‬
‫ااقتراب بأق صى ما يمكن من اأمثلية يعني البحث عن اأفضلية‪ ،‬لذا كان لزاما على متخذ الق اررات في‬
‫المؤسسة الرجوع في كل مرة إلى ما ي ار المدقق الداخلي حول مشكل ما‪ ،‬على اأقل تعمل على توجيهه وبقناعة‬
‫‪1‬‬
‫إلى البديل اأفضلي‬
‫خامسا‪ :‬تنفيذ القرار‬
‫بعد ما أن حدد متخذ القرار البديل اأفضل من بين البدائل التي تم تقييمها‪ ،‬يصل إلى مرحلة التنفيذ‪،‬‬
‫وهو وصول القرار إلى من سيقوم بتنفيذ على أرض الواقع‪ ،‬ولنجاح عملية تنفيذ القرار ابد من توفر بعض‬
‫الشروط في القرار المتخذ وهي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون القرار قابا للتنفيذ باإمكانيات الموجودة أي يلقى القرار حماسا ومساندة وتأييدا من قبل الذين‬
‫يقومون بتنفيذ ‪ ،‬أن يكون القرار واضح اأهداف التي يسعى إلى تحقيقها‪ ،‬أن يرفع القرار من معنويات‬
‫العاملين على تنفيذ ومن لهم عاقة به؛‬

‫‪ 1‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪80‬ي‬


‫‪78‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬إن خطوة تنفيذ القرار قد ت ون أ ثر المهمات استها ا للوقت‪ ،‬وذلك يعود أساسا إلى آثار ونتائج التنفيذ‬
‫على المؤسسة‪ ،‬وعليه فإن القرار المحكم لن يكون ذا أهمية وجدو ما لم يتضمن في طياته كيفية تنفيذ‬
‫من اأساسي‬
‫إن نوعية القرار وامكانية تنفيذ دليل مبدئي على نجاح ذلك القرار‪ ،‬ويمكن الحكم على جودة القرار أو‬
‫عدمها بناء على المعايير اآتية‪:‬‬
‫‪1‬ي قياس مد اتفاق وانسجام ذلك القرار مع السياسات وممارسات المؤسسة؛‬
‫‪2‬ي توقيت القرار؛‬
‫‪3‬ي اعتماد وتجسيد ل مية المعلومات المثلى؛‬
‫‪4‬ي تأثير صانع القرار على القرار ذاته‪ ،‬ونلخص طريقة التنفيذ الناجح للقرار على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬عدم تعارض المصلحة؛‬
‫إيجابية عامل الخطر والمكافأة؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬كيفية ومد فهم منفذ القرار والمسؤولين عن إيصال القرار ل خريني‬
‫كونه ق ار ار على ورق‬ ‫مما سبق يمكن القول بان القرار إذا لم يتم تنفيذ على الوجه المطلوب ا يتعد‬
‫فقط‪ ،‬لذا يجب تنفيذ ذلك القرار حتى يتسنى تحقيق اأهداف التي من أجلها تم صنعه والوصول إليه‪ ،‬قد يكون‬
‫القرار المتخذ جيدا هو ا أفضل‪ ،‬إا أن الطريقة التي نفذ بها كانت غير مائمة‪ ،‬مما يؤدي إلى الحكم اأولي‬
‫حول القرار المتخذ بأنه غير جيد وأن البديل الذي تم اختيار غير سليم‪ ،‬بينما يعود عدم مائمة هذ إلى الطريقة‬
‫التي نفذ بها‪ ،‬لذا يجب مراعاة الطريقة التي ينفذ بها هذا القرار ومن الممكن أن يكون ذلك بمساعدة قسم التدقيق‬
‫‪1‬‬
‫الداخلي وهذا بحكم طبيعة نشاطها وتعاملها مع جميع المستويات في المؤسسةي‬
‫سادسا‪ :‬المتابعة والتقويم‬
‫إن المؤسسة الفعالة تتضمن قياسات دورية للنتائج التي يتم التوصل إليها ومقارنتها بالنتائج التي كان‬
‫المرجو تحقيقها‪ ،‬فإذا ما وجد انحراف وجب إجراء بعض التغيرات التي ت فل تحقيق التوازن‪ ،‬ومن هنا تتضح‬
‫مد أهمية تحديد اأهداف والتي بموجبها يتم تقييم مستو اأداء‪ ،‬وفي حالة عدم توافق النتائج المطلوبة‪ ،‬يجب‬
‫إحداث تغيرات ربما في الحل الذي تم اختيار‪ ،‬أو في مراحل تنفيذ أو حتى إعادة صياغة أو تغيير اأهداف لو‬
‫وجد أنه من غير الممكن تحقيقها‪ ،‬ففي هذ الحالة يجب إعادة صياغة نسق صنع القرار بال امل وتصحيح‬

‫‪ 1‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪81‬ي‬


‫‪79‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مساراته حتى يتسنى تحقيق اأهداف المنشودة مسبقايفي هذ الخطوة بالذات يزداد دور التدقيق الداخلي وهذا‬
‫ل ون طبيعة عملها الرقابي‪ ،‬بحيث تعمل على تتبع تنفيذ الق اررات المتخذة وتعمل على تقييم تنفيذ الق اررات‬
‫المتخذة لترفع نتائج هذا التقييم في شكل تقرير نهائي هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخر وبحكم مشاركة التدقيق‬
‫الداخلي في جميع المراحل أو الخطوات السابقة من تحديد للمشكلة ثم للبدائل ثم إختيار البديل اأفضلييي ‪ ،‬من‬
‫شأنه أن يجعل قسم التدقيق الداخلي أن تسهر على التطبيق الجيد لهذا القرار وتعمل على التوريد المتواني‬
‫للمعلومات حول هذ الق اررات المتخذةي ناحظ من خال كل هذ الخطوات أن للتدقيق الداخلي دو ار أساسي في‬
‫كل خطوة‪ ،‬إا أنه يجب التفرقة بين المعلومات المختلفة والتي تستخدم من قبل مستويات مختلفة من اإدارة‪،‬‬
‫حسب الطبيعة الهيكلية للقرار المتخذ‪ 1،‬وهذا حسب الشكل التالي‪:‬‬
‫شكل رقم(‪ :)05‬طبيعة المعلومات الازمة اتخاذ الق اررات حسب المستويات اإدارية‬

‫خارجية‬ ‫موجزة‬ ‫مستقبلية‬ ‫قليلة‬ ‫أقل دقة‬


‫غير محدودة‬

‫ق اررات‬
‫هيكلية‬
‫إدارة‬
‫إستراتيجية‬ ‫ق اررات‬
‫غير‬
‫إدارة ت تيكية‬
‫هيكلية‬

‫إدارة تشغيلية‬

‫العمليات‬ ‫داخلية‬ ‫تفصيلية‬ ‫أ ثر دقة كثيرة تاريخية‬


‫محدودة جدا‬

‫المصدر‪ :‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة فعالة في اتخذ القرار‪ ،‬مجلة اأ اديمية العربية المفتوحة في الدنمارك‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،2007 ،‬ص‪82‬ي‬

‫يتبين من الشكل السابق أن المستو اإداري لمتخذ القرار ونوع القرار المتخذ يحددان خصائص‬
‫المعلومات المطلوبة‪ ،‬التي على دائرة التدقيق الداخلي مراعاتها أثناء إعداد تقاريرها حسب كل نوع فتحتاج اإدارة‬
‫اإستراتيجية إلى معلومات ذات قيمة تنبؤية عالية استخدامها في التخطيط اإستراتيجي وللمساعدة على رؤية‬

‫‪ 1‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪82 ،81‬ي‬


‫‪80‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مستقبلية جيدة‪ ،‬وقد ا ت ون معنية بالوقت والدقة ال املة ومن ثم تفضل تقارير ربع سنوية عن التقارير اليومية‪،‬‬
‫وهذا بوصف أغلبية الق اررات المتخذة ت ون هيكلية‪ ،‬على عكس المستويات اأخر ي‬
‫أما اإدارة التشغيلية فتتخذ ق اررات متعددة مع قصر الوقت المتاح أمامها‪ ،‬وبالتالي قد تحتاج إلى تقارير‬
‫معلومات يومية حتى ت ون قادرة على التفاعل في توقيت مناسب مع التغيرات التي تط أر على اأحداث‪ ،‬كما‬
‫تحتاج إلى معلومات دقيقة وفي توقيت مناسب‪ ،‬وقد ا يعنيها كثي ار القيمة التنبؤية للمعلوماتي‬
‫أما اإدارة الت تيكية فإنها عبارة عن واسطة بين اإدارتين اإستراتيجية والتنفيذية‪ ،‬إذ أنها تساعد كل‬
‫منهما على إتخاذ الق اررات المناسبة‪ ،‬فهي بذلك تهتم بجميع المعلومات بنفس القدر من المقدرة والتأهيل وا تهمل‬
‫‪1‬‬
‫أيا من المواصفاتي‬
‫أما إذا أردنا إقحام التدقيق الداخلي كمرشح للمعلومة ومؤهل لها لت ون في مرتبة المعلومة اإدارية‬
‫الصالحة اتخاذ الق اررات اإدارية‪ ،‬وكمساعد أو مستشار في عملية إتخاذ القرار يمكن ماحظة ذلك من خال‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪82‬ي‬


‫‪81‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الشكل رقم(‪ :)06‬التدقيق الداخلي واتخاذ الق اررات‬

‫التدقيق الداخلي كمساعدىمستشار‬


‫نظم المعلومات‬

‫البديل اأفضل‬ ‫البدائل تقييم وتقويم البدائل‬ ‫المشكل‬

‫عملية تشغيل المعلومات‬ ‫البيانات‬


‫المعلومات‬
‫المؤهلة‬
‫البيانات‬
‫متخذ‬ ‫أسلوب‬ ‫والمرتبطة‬
‫القرار‬ ‫(نموذج)‬
‫بموضوع‬
‫القرار‬
‫القرار‬

‫التوريد المتواني للمعلومات (سامة‪ ،‬شرعية صدق)‬

‫تقييم وتقويم القرار المتخذ‬

‫المصدر‪ :‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة فعالة في اتخذ القرار‪ ،‬مجلة اأ اديمية العربية المفتوحة في الدنمارك‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،2007 ،‬ص‪83‬ي‬

‫من خال هذا الشكل تظهر لنا اآلية التي يتم بها توليد المعلومة المؤهلة اتخاذ القرار وهذا من خال‬
‫إنتاجها من نظام المعلومات داخل المؤسسة ليتم ترشيحها ورفعها إلى مستو المعلومة اإدارية الصالحة اتخاذ‬
‫القرار وهذا بمساهمة من التدقيق الداخلي‪ ،‬كما يظهر هذا الشكل اآلية التي يتم بها استخدام المعلومة المؤهلة‬
‫في عملية إتخاذ القرار وهذ اآلية المتمثلة في الخطوات السابقة الذكر في عملية إتخاذ القرار‪ ،‬كما يبين هذا‬
‫الشكل مساهمة التدقيق الداخلي في خطوات إتخاذ القرار‪ ،‬بل يمتد إلى تنفيذ ومتابعة للقرار المتخذ‪ ،‬تبقى هذ‬
‫الخطوات واآليات المختلفة في إتخاذ القرار في شكلها العادي أي في الظروف العادية‪ ،‬إا أن هناك أمور أخر‬
‫‪1‬‬
‫يجب أن تأخذ بعين ااعتبار و هي مختلف العوامل المؤثرة في عملية إتخاذ الق اررات في المؤسسةي‬

‫‪ 1‬أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪83‬ي‬


‫‪82‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الخدمات والمعلومات التي يوفرها التدقيق الداخلي‬


‫بما أن التدقيق الداخلي يعتبر من اإجراءات الضرورية الواجب تطبيقها من أجل الحفا على حسن سير‬
‫العمل حسب اأهداف المرجوة وضمن الحدود القانونية ومن أجل التأ د من أن الموظفين والمدراء يقومون‬
‫بواجباتهم ضمن الحدود المسموح بها وكما يمليه النظام الداخلي للمؤسسة هذا من ناحيةي‬
‫ومن ناحية أخر فإن إجراء تدقيق العمليات يعتبر كخطوة أولية يجب إتباعها من قبل المؤسسات‬
‫والشركات الملزمة بإجراء تدقيق لحساباتها قبل وصول المدققين الخارجيين‪ ،‬ذلك كون عملية التدقيق الداخلي‬
‫سوف تساعد على كشف أي قصور في نظام الرقابة الداخلي أو أي مشا ل محاسبية قد تعثر عملية التدقيق‬
‫الخارجي أو تمنع المدقق الخارجي من منح المؤسسة رأيا مساندا لبياناتها الماليةي‪ 1‬ومن بين الخدمات التي‬
‫‪2‬‬
‫يقدمها التدقيق الداخلي لإدارة‪:‬‬
‫‪ .1‬خدمة التأ يد الموضوعي‪ :‬هي فحص موضوعي لأدلة بغرض توفير تقويم مستقل لفاعلية وكفاية إدارة‬
‫المخاطر واأنظمة الرقابية وعمليات الحوكمة باإدارةي‬
‫‪ .2‬الخدمات ااستشارية‪ :‬وهي عمليات المشورة التي تقدم لوحدات تنظيمية داخل المؤسسة أو خارجها‪،‬‬
‫وتحدد طبيعة نطاق هذ العمليات بااتفاق مع تلك الشركات‪ ،‬والهدف منها إضافة قيمة للوحدة وتحسين‬
‫عملياتهاي‬
‫‪3‬‬
‫وباإضافة لهاتين الخدمتين هناك خدمات أخر يقدمها التدقيق الداخلي وهي‪:‬‬
‫‪ ‬تزويد اإدارة بالتوجيهات والنصائح المتعلقة باأداء والنظام الداخلي؛‬
‫‪ ‬تقييم إذا ما كانت اإجراءات المتبعة تتفق مع سياسات المؤسسة؛‬
‫‪ ‬تقييم ما إذا كانت السياسات الموضوعة يتم إتباعها وتطبيقها في المؤسسةي‬
‫ولقد حددت معايير اأداء المهني للتدقيق الداخلي الصادرة عن معهد المدققين الداخليين في الوايات‬
‫المتحدة اأمريكية‪ ،‬هدف التدقيق الداخلي الرئيسي يتمثل في مساعدة جميع أعضاء المؤسسة على تأدية‬

‫‪1‬‬
‫‪http://alzamel-syr.com /ar/ services. Php, 20/04/2015, 15:00.‬‬
‫‪ 2‬بغدود راضية‪ ،‬صبايحي نوال‪ ،‬مداخلة بعنوان" دور التدقيق الداخلي في تفعيل إدارة المخاطر المصرفية"‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬إدارة المخاطر وانعكاساتها‬
‫على اقتصاديات دول العالم‪ ،‬جامعة أ لي محند أولحاج‪ ،‬البويرة‪ ،‬يومي‪ 12،13 :‬ديسمبر ‪ ،2012‬ص‪4‬ي‬
‫‪3‬‬
‫‪http://www.tagi.com/page.aspx? Page key=internal_audit & lang=ar, 20/04/2015, 15:29.‬‬
‫‪83‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مسؤولياتهم بفعالية‪ ،‬وذلك من خال تزويدهم بالتحليات والتوصيات والمعلومات التي تهم اأنشطة التي يتم‬
‫‪1‬‬
‫مراجعتها‪ ،‬هذا باإضافة إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة قيمة المنظمة وتحسين عملياتها من خال مشاركة اإدارة في تخطيط ااستراتيجيات وتوفير‬
‫المعلومات التي تساعدها في تنفيذ ااستراتيجيات؛‬
‫‪ ‬تقويم وتحسين فاعلية إدارة المخاطر؛‬
‫‪ ‬تقويم وتحسين فاعلية الرقابة؛‬
‫‪ ‬تقويم وتحسين فاعلية عمليات توجيه أنشطة المؤسسة ومراقبتها‪.‬‬

‫إيهاب ديب مصطفى رضوان‪ ،‬أثر التدقيق الداخلي على إدارة المخاطر في ضوء معايير التدقيق الدولية‪ ،‬مذكرة الماجستير‪ ،‬منشورة‪ ،‬فرع المحاسبة‬ ‫‪1‬‬

‫التمويل‪ ،‬جامعة غزة‪ ،‬فلسطين‪ ،2012 ،‬ص ‪12‬ي‬


‫‪84‬‬
‫التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خاصة الفصل الثاني‬


‫تعتبر عملية إتخاذ القرار من أهم أنشطة المؤسسة أنها نقطة البدء واانطاق بالنسبة لجميع اأنشطة‬
‫اأخر داخل المؤسسات وخارجها (البيئة الخارجية)‪ ،‬أن الركيزة اأساسية لنجاح تسيير وادارة المؤسسة هو‬
‫اء من داخل أو خارج‬
‫اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب‪ ،‬وبما أن متخذ القرار يتعرض للضغوطات سو ً‬
‫المؤسسة في اتخاذ ق ارراته من هنا ظهر دور المدقق الداخلي في مساعدة متخذ القرار في أداء عمله‪ ،‬حيث‬
‫قرارت المتخذة بما‬
‫يساعد التدقيق الداخلي في إيجاد الثغ ارت واقتراح الحلول الممكنة‪ ،‬كما يساعد على تنفيذ ال ا‬
‫يضمن فعالية وكفاءة لهذ الق ارارت‪ ،‬هذا اأمر جعل التدقيق الداخلي أداة مساعدة على دعم وتفعيل ق ار ارتها‪ ،‬أي‬
‫وجود عاقة طردية بين التدقيق الداخلي واتخاذ الق ار ارت إذا توفرت المقومات اأساسية للتدقيق الداخلي‪ ،‬أصبح‬
‫متخذو القرار في المؤسسة يعتبرون المدققين الداخليين مستشارين لهم يستشيرونهم باقت ارحاتهم عليهم بالنسبة‬
‫للطرق واأساليب والمناهج والبدائل الفعالة حسب كل قرار‪ .‬فالتدقيق الداخلي يوفر نوع من المصداقية والموثوقية‬
‫للبيانات والمعلومات التي يعتمد عليها المتخذ القرار في عملية اتخاذ الق ارراتي‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫تمهيد‬
‫سنحاول في هذا الفصل تجسيد الجانب النظري الذي تطرقنا له في الفصل السابق مع الواقع العملي‬
‫وذلك من خال دراسة حالة على مستو مؤسسة ‪ ،SONITEX‬حيث سنحاول من خال هذ الدراسة التعرف‬
‫على دور التدقيق الداخلي في اتخاذ القرار داخل هذ المؤسسة‪ ،‬حيث سنتناول أوا تقديم المؤسسة محل الدراسة‪،‬‬
‫ثانيا شرح هيكلها التنظيمي وأخي ار نقدم كيفية اتخاذ القرار وواقع التدقيق الداخلي في المؤسسة محل التربصي‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫المبحث اأول‪ :‬التعريف بالمؤسسة محل الدراسة‬


‫سنحاول من خال هذا المبحث التطرق إلى التعريف بالمؤسسة محل الدراسة‪ ،‬نشأتها‪ ،‬مقرها وعنوانها‬
‫والهيكل التنظيمي لمختلف المصالح واأقسام المتواجدة في المؤسسة محل الدراسة والمهام الخاصة بكل‬
‫مصلحةي‬
‫المطلب اأول‪ :‬تعريف مؤسسة النسيج والتجهيز ‪ –SONITEX‬بسكرة‪-‬‬
‫إن مؤسسة الصناعات النسيجية والتجهيز جاءت من أجل التخلص من التبعية الشبه التامة للخارج في‬
‫ميدان المنسوجات وحتى استقرت المؤسسة على شكلها الحالي إذ أنها مرت بالمراحل اآتية‪:‬‬
‫‪ ‬أفريل ‪ :1976‬أنجزت الدراسات من قبل ‪SNERI‬؛‬
‫‪ ‬ديسمبر‪ :1976‬إمضاء العقد بين الشركة الوطنية للصناعات النسيجية والشركة األمانية‬
‫‪FAMATEX‬؛‬
‫‪ ‬ديسمبر‪ :1977‬إنطاق اأشغال بعد تحضير المستلزمات؛‬
‫‪ ‬ديسمبر ‪ :1978‬بداية تركيب التجهيزات الخاصة بالتركيب؛‬
‫‪ ‬ديسمبر ‪ :1979‬بداية التشغيل "اانطاقة التجريبية"؛‬
‫‪ ‬ديسمبر‪ :1980‬وضع مخطط اإنتاج بعدل إنتاج تجريبي؛‬
‫‪ 11 ‬أفريل ‪ :1982‬اانطاقة الفعلية والرسمية؛‬
‫‪ ‬ماي ‪ :1983‬التدشين الرسمي من قبل رئيس الجمهورية الشادلي بن جديد فانتقلت من ‪SONITEX‬‬
‫إلى ‪ ELATEX‬حتى استقرت على شكلها اأخير‪ TIFIB‬وأصبحت تابعة للشركة القابضةي حيث يبلغ‬
‫رأسمالها ااجتماعي قدر ‪000‬ي‪000‬ي‪ 839‬دجي‬
‫تقع مؤسسة النسيج والتجهيز ببسكرة بالمنطقة الصناعية غرب المدينة على بعد ‪ 06‬كلم ويتربع المركب‬
‫على مساحة قدرها ‪123364‬م‪ ²‬وتتمثل في ورشات وادارات ومخازن ومخبر ومساحة ‪25‬ي‪244‬ي‪84‬م‪ ²‬تتمثل في‬
‫مواقف للسيارات والحافات ومساحة خضراءي‬
‫وتنقسم المؤسسة إلى قسمين مخصصين هما‪:‬‬
‫‪1‬ي قسم النسيج وتحضير النسيج؛‬
‫‪2‬ي قسم التجهيز النهائيي‬
‫من أهم مورديها المحليون‪ :‬تلمسان‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬تبسة‪ ،‬وبريكةي أما الدوليين‪ :‬سويسرا‪ ،‬الهند‪ ،‬فرنسا وايطالياي‬
‫أما بالنسبة أهم زبائنها‪:‬‬
‫‪88‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫‪ ‬القطاع العسكري‪ :‬ويشمل الدرك الوطني‪ ،‬الجيش الشعبي الوطني‪ ،‬الحرس الجمهور ّي؛‬
‫‪ ‬القطاع شبه العسكري‪ :‬ويشمل الجمارك‪ ،‬الشرطة‪ ،‬الحرس البلدي؛‬
‫‪ ‬المدنيون‪ :‬ويمثلون عامة الشعبي‬
‫أما فيما يخص طبيعة العمل تقوم هذ المؤسسة هو إنتاج سلع مادية لتحويل مواد خام أو أجزاء إلى منتج‬
‫جاهز‪ ،‬هذا اأخير يباع إلى المستهل ين أو إلى المؤسسة تجارية أخر ‪ ،‬فهي مؤسسة ذات طابع اقتصادي أنها‬
‫تعد من ضمن المؤسسات اإنتاجي‪ ،‬وهي تقوم بتقديم خدمات دون مقابل لبض المؤسسات مثل‪ :‬مؤسسات‬
‫التربوية‪ ،‬مستشفيات‪ ،‬وم ار ز الت وين المهني والتمهيني‬
‫ولمؤسسة النسيج والتجهيز بسكرة معرفة كاملة لخدمة عمائها‪ ،‬وهي تهدف‪:‬‬
‫‪ ‬فعالية في العمل؛‬
‫‪ ‬السرعة في التنفيذ؛‬
‫‪ ‬أسعار جد تنافسية؛‬
‫‪ ‬الخدمة المميزة لعمائهاي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬لمحة تاريخية عن المؤسسة محل الدراسة‬
‫غداة ااستقال كانت الجزائر تستورد معظم حاجياتها ااستها ية من الخارج نتيجة لهذا الوضع تم‬
‫إنشاء عدة مؤسسات التي كان لها دور في توفير حاجيات السوق الوطنية‪ ،‬والقضاء على نسبة كبيرة من‬
‫الواردات من بين هاته المؤسسات التي أنشأت نجد الشركة الوطنية للصناعات النسيجية ‪ SONITEX‬التي كان‬
‫لها دور كبير في إلقاء نسبة هامة من الواردات الخاصة بالصناعات النسيجية كان هذا بموجب المرسوم رقم‬
‫‪ 66 /2 /18‬بتاريخ ‪ 1996 /07 /21‬ويتمثل نشاطها في استغال الموارد المتاحة أحسن استغال كما أنها‬
‫تضم ‪ 13‬وحدة إنتاجية مزودة بتجهيزات حديثة‪ ،‬تستخدم مواد أولية متنوعة كالقطن والصوفي‬
‫‪ ‬نشأتها‪:‬‬
‫تم انجاز وحدة النسيج والتجهيز النهائي للصوف ‪ ELATEX‬ببسكرة في سبتمبر ‪1981‬م‪ ،‬ويدخل هذا‬
‫اإنجاز في تطوير نشاطات في قطاع المنتجات وتحقيق سياسة التوازن الجهوي في هذا المجال وتوفير مناصب‬
‫عمل لسكانها والقضاء على البطالة في هذا اإطار تقرر انجاز مركب النسيج والتجهيز النهائي للصوف وهو‬
‫ضمن برنامج الشركة الوطنية للصناعات النسيجية للصوف ومسجل ضمن المخطط الرباعي الثاني في مدة ‪40‬‬
‫شه اًري‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫ولقد دخل المركب في مرحلة اإنتاج في‪ 1982/04/11‬وهو متربع على مساحة ‪5‬ي‪ 12‬هكتار وبه ‪18‬‬
‫ورشة أما فيما يخص اليد العاملة فتقدر بـ ‪ 820‬منصب موزعة على ثاث فرق‪ ،‬وقد تم اإنفاق مع عدة شركات‬
‫أجنبية متخصصة إنجاز هذا المشروع وذلك بتاريخ ‪ 1976/10/07‬وهي ‪،INGRA ،FAMATEX‬‬
‫‪ ،INBRITZ‬وقد لعبت هاته الشركات دو ار هاما في اإسهام في عملية اإنتاج حيث ت فلت كل من‪:‬‬
‫‪1‬ي شركة ‪ FAMATEX‬بالخيوط؛‬
‫‪2‬ي شركة ‪ INGRA‬و‪INBRITZ‬بالهندسة؛‬
‫‪3‬ي الشركة اإيطالية ‪ MARZOTO‬بالت وين التقني للعمال وتركيب اآات الوحدة المجهزة بأحدث‬
‫اآات ذات الشهرة العالميةي‬
‫‪ ‬إعادة هيكلة الشركة الوطنية للصناعات النسيجية ‪:SONITEX‬‬
‫إن إعادة هيكلة المؤسسات الوطنية والشركة الوطنية للصناعات النسيجية بصفة خاصة دليل على حرص‬
‫السلطات السياسية للباد على تنظيم ااقتصاد الوطني بحيث تم سنة ‪1984‬م إعادة هيكلة المؤسسة الوطنية‬
‫‪ SONITEX‬والتي تفرعت منها عدة مؤسسات وطنية من بينها المؤسسة الوطنية للصناعات الصوفية‬
‫‪ ،ELATEX‬وظيفتها تتمثل في اإنتاج تحت إشراف و ازرة الصناعات الخفيفة وطبيعة نشاطها النسيج والتجهيز‬
‫النهائي للمنتجات الصوفية‪ ،‬واثر مشا ل سياسية واقتصادية وضغوطات أخر انحلت مؤسسة ‪ ELATEX‬اأم‬
‫وتخلت عن اإدارة العامة للفروع فأصبح كل فرع إدارة قائمة بذاتها مستقلة عن باقي الفروع ومن أهم هذ‬
‫اأخيرة‪:‬‬
‫‪ ‬صناعة األياف النسيجية بمدينة بسكرة ‪SONITEX‬؛‬
‫‪ ‬تفصيل المابس القطنية ‪ECOTEX‬؛‬
‫‪ ‬الصناعة الحريرية ‪SOITEX‬؛‬
‫‪ ‬الصناعة الصوفية ‪COTITEX‬؛‬
‫‪ ‬توزيع المنتجات النسيجية ‪DISTRTEX‬؛‬
‫وكل هذ الفروع كانت موزعة على كامل التراب الوطني تحت إدارة الشركة اأم قبل انحالهاي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬السلطة الوصية على المؤسسة‬
‫كانت مؤسسة النسيج والتجهيز ومازالت تابعة للقطاع العام (تابعة للدولة)‪ ،‬ا تتمتع بأي استقالية ذاتية‬
‫سواء كاملة أو جزئية‪ ،‬إذ أن السلطة الوصية على هذ المؤسسة هي و ازرة الصناعات الخفيفة‪ ،‬وبمرور الزمن‬
‫أصبحت المؤسسات تحت وصاية هذ الو ازرة كثيرة ومشا لها زادت وأصبحت ا تحصى‪ ،‬ولذلك اضطرت هذ‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫الو ازرة إلى التخفيف من مسؤولياتها إذ أوكلت لبعض المجمعات الصناعية حق الوصاية على بعض هذ‬
‫المؤسسات‪ ،‬ومن ضمن هذ المجمعات مجمع الصناعات النسيجية والجلود التي أوكلت له و ازرة الصناعات‬
‫الخفيفة مسؤولية الوصاية على مؤسسة النسيج والتجهيز‪،‬ومن السابق نستنتج أن السلطة الوصية على مؤسسة‬
‫النسيج والتجهيز هو مجمع الصناعات النسيجية والجلود ‪ Holding‬والذي بدور هو أيضا تحت وصاية و ازرة‬
‫الصناعات الخفيفةي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الهيكل التنظيمي‬
‫سنتطرق في هذا المبحث إلى شرح مفصل للهيكل التنظيمي وذلك من خال التعريف بمختلف المصالح‬
‫وتوضيح عاقتها ببعضهاي‬

‫الشكل رقم(‪ :)07‬الهيكل التنظيمي لمؤسسة النسيج والتجهيز ‪SONITEX‬‬

‫المصدر‪ :‬مديرية الموارد البشرية‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫المطلب اأول‪ :‬شرح الهيكل التنظيمي‬


‫يحتوي هذا الهيكل التنظيمي على ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬المدير العام‪ :‬يعد المسؤول اأول على كل رؤساء المديريات والمصالح ويشرف على تسيير المؤسسة‬
‫من كل النواحي باإضافة إلى أنه‪:‬‬
‫‪ ‬يمثل المؤسسة في المحيط الخارجي للمؤسسة أي النطاق الرسمي لها؛‬
‫‪ ‬يعقد اجتماعات دورية مع مختلف اإطارات (مجلس المديرية العامة)؛‬
‫‪ ‬يترأس مجلس اإدارةي‬
‫‪ .2‬أمانة المدير العام‪ :‬تعد أمانة المدير العام همزة وصل بين المدير العام وباقي مديريات المؤسسة‪ ،‬من‬
‫مهامها‪:‬‬
‫‪ ‬استقبال‪ ،‬تسجيل وتوزيع البريد الوارد وارسال البريد الصادر؛‬
‫‪ ‬تحرير اجتماعات مجلس اإدارة؛‬
‫‪ ‬توصيل تعليمات المدير لمختف مديريات المؤسسة؛‬
‫‪ ‬كتابة المراسات وتوزيعها بين مختلف المصالح؛‬
‫‪ ‬استقبال الضيوف من عماء وموردين وزوارييي؛‬
‫‪ ‬استقبال المكالمات الهاتفية الداخلية والخارجية وكذلك المراسات عن طريق الفا سي‬
‫‪ .3‬خلية التدقيق الداخلي‪ :‬هي خلية تابعة للمديرية العامة للمؤسسة حيث تتمتع باستقالية عن باقي‬
‫وظائف في المؤسسة‪ ،‬وهي تت ون من مدقق داخلي واحد يقوم بتطبيق برنامج التدقيق الداخلي السنوي‬
‫الموافق عليه وهذا بإجراء مختلف الزيارات الميدانية للمديريات والمصالح والفروع‪ ،‬كما يقوم بكتابة‬
‫التوصي ات وتحريرها على شكل تقارير ويدمها للمدير العام للمؤسسة وهذا ما سنقوم بشرحه احقا في‬
‫منهجية سير عملية التدقيق الداخلي للمؤسسة محل الدراسةي‬
‫‪ .4‬مديرية الموارد البشرية‪ :‬هي تقوم باإشراف على المؤسسة من حيث الموارد البشرية ووسائلها العامة إذ‬
‫تقوم باتخاذ اإجراءات المتعلقة بالمستخدمين من حيث التوظيف‪ ،‬الترقية‪ ،‬العقوبات‪ ،‬دفع الرواتب‪،‬‬
‫وغيرها فهي تقوم أيضا بتسيير وت وين العمال‪ ،‬كما تهتم بتنظيم عمل المصالح والفروع التابعة لها‬
‫وتأمين محيط العمل من المخاطر‪ ،‬وهي مقسمة إلى مصلحتين‪:‬‬
‫‪ ‬مصلحة الموارد البشرية‪ :‬تهتم بكل ما يتعلق بالمستخدمين سواء كان ت وين أو تشغيل وهي تنقسم إلى‬
‫فرعين‪:‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫أي فرع الموارد البشرية‪ :‬تقوم بتدبير شؤون العمال وتسييرهم إداريا وتوفير كل ما يحتاجونه من‬
‫وثائق مثل‪ :‬شهادات العمل‪ ،‬اإحالة على التعاقد‪ ،‬الضمان ااجتماعي ومن مهامه‪:‬‬
‫‪ ‬معالجة جميع المعلومات ذات الطابع اإداري (مراقبة الملف)؛‬
‫‪ ‬إصدار التقارير الشهرية؛‬
‫‪ ‬السهر على تطبيق النظام الداخلي للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬إعام جميع الحاات المطلوبة من الهيئات أو السلم التصاعدي؛‬
‫‪ ‬معالجة الحوادث المبلغ عليها من طرف المستخدمين؛‬
‫‪ ‬درس ااقتراحات الصادرة من مختلف الهيئات (الترقية‪ ،‬اانضباط‪ ،‬إعادة التشغيل)ي‬
‫بي فرع الشؤون ااجتماعية‪ :‬ويهتم هذا الفرع بتقديم خدمات للعمال فيما يتعلق بشؤونهم ااجتماعية‬
‫حيث يقوم بتقديم إعانة مالية عند الزواج‪ ،‬اازدياديييإلخ دون أن تقتطع هذا من أجرة العاملي‬
‫كما يقدم خدمات أخر ي‬
‫جي فرع اأجور‪ :‬يهتم هذا الفرع بـ‪:‬‬
‫‪ ‬استقبال ومعالجة عناصر تتعلق بالمؤسسة؛‬
‫‪ ‬إدراج حاات التحويل؛‬
‫‪ ‬إدراج تصريحات المساهمات ‪CNAS‬؛‬
‫‪ ‬إدراج واعادة المهن المدفوعة اأجري‬
‫ومن الوثائق التي تخص هذ المصلحة‪:‬‬
‫‪ ‬أمر بالمهمة؛‬
‫‪ ‬كشف الغيابات اليومي؛‬
‫‪ ‬بيان الخروج؛‬
‫‪ ‬الق اررات بأنواعها (الترقية‪ ،‬التوظيف‪،‬يييإلخ)ي‬
‫‪ ‬مصلحة الوسائل العامة‪ :‬تهتم بتسيير كل وسائل النقل والمعدات (معدات مكتبية‪ ،‬سيارات) وتصليحها‬
‫عند العطب‪ ،‬كما تهتم أيضا بالشؤون ااجتماعية للعامل الذي تحت وصايتها مثل الفصل المنازعات‬
‫العمالية وتأمينات العمال‪ ،‬ومن مهامها‪:‬‬
‫‪ ‬جرد سنوي لأثاث المكتبي؛‬
‫‪ ‬التصريح شهريا بقيمة المخزونات داخل المؤسسة (الخيط والصوف) قصد تأمينها؛‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫‪ ‬كما تتولى دفع فواتير ال هرباء والهاتف‪ ،‬أي ما يدخل في خدمة العامةي‬
‫وتنقسم إلى ثاث فروع‪:‬‬
‫أي فرع التنظيف‪ :‬يسهر على نظافة محيط المؤسسة (المكاتب‪ ،‬حظيرة السيارات‪ ،‬مساحة‬
‫الخض ارء)ي‬
‫بي فرع صيانة السيارات‪ :‬يعمل على صيانة وسائل النقل وتصليحها وتأمينهاي‬
‫جي فرع النقل أو التنقل‪ :‬يهتم بعملية نقل عمال المؤسسة ومن مهامه‪:‬‬
‫‪ ‬مسؤول على نقل العمال؛‬
‫‪ ‬يت فل بالتعاقد بين مؤسسة النقل ومسؤول عن هذ المصلحةي‬
‫ومن الوثائق التي تخص هذ المصلحة‪:‬‬
‫‪ ‬وصل التسخير؛‬
‫‪ ‬ال شف اليومي للغيابات؛‬
‫‪ ‬بيان الخروجي‬
‫‪ .5‬مديرية المالية‪ :‬تقوم بتسجيل كل العمليات المحاسبية‪ ،‬حيث تعطي الصورة الواضحة الخاصة‬
‫بالوضعية المالية للمؤسسة وتضم مصلحة واحدة وهي‪:‬‬
‫‪ ‬مصلحة المالية والمحاسبة‪ :‬تعمل هذ على تسجيل كل العمليات التي تقوم بها المؤسسة في الدفاتر‬
‫وت ارقب جميع العمليات باستمرار سواء كانت مقبوضات أو مدفوعات وفي نهاية الشهر تبرمج هذ‬
‫العمليات في جهاز الحاسوب على يوميات وهذا إعداد ميزانية ختامية فرعية‪ ،‬وجدول النتائج بعد أن‬
‫تتحصل على الوثائق الخاصة بكل عمليةي وتتفرع هذ المصلحة إلى فرعين هما‪:‬‬
‫أ‪ .‬فرع المحاسبة العامة ‪:‬هدفها اأساسي هو العمل على إحترام التسيير المالي داخل المؤسسة‬
‫ومتابعة التطور الذي يحدث في القواعد المالية‪ ،‬كما أن مسؤوليتها تتمثل في مسك الدفاتر‪،‬‬
‫فواتير الزبائن والموردين واعداد الميزانية السنوية للوحدةي‬
‫ب‪ .‬فرع المحاسبة التحليلية‪ :‬يتمثل في إبراز الت اليف حسب طبيعتها وحسب الوظيفة‪ ،‬كما تقوم‬
‫بتحديد أسعار ت لفة المنتجات‪ ،‬وارسالها مع ااقتراحات إلى المديرية العامة التي تقوم بتحديد‬
‫السعر على أساس المعطيات المتوفرة‪.‬‬
‫ومن الوثائق التي تخص هذ المصلحة‪:‬‬
‫‪ ‬وثيقة التسخير؛‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫‪ ‬وثيقة طلب؛‬
‫‪ ‬بيان خروج السلعة؛‬
‫‪ ‬بيان دخول السلعة؛‬
‫‪ ‬الفاتورة؛‬
‫‪ ‬الشيكاتي‬
‫‪ .6‬مديرية التجارة‪ :‬بما أن المؤسسة توزيعية وانتاجية في نفس الوقت‪ ،‬ومن خال هذ الماحظة نجد أن‬
‫التجارة هي أحد اأجزاء الرئيسية للمؤسسة كما نر أن هناك مدير للتجارة الذي يشرف على ثاث‬
‫مصالح وهي‪:‬‬
‫‪ ‬مصلحة التجارة ‪:‬ودورها هو بيع القماش محليا وخارجيا‪ ،‬وتهتم بكل عمليات البيع والفوترة وحتى تسيير‬
‫المخزونات وتنقسم إلى ثاث فروع وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬فرع البيع‪ :‬يعمل على تلبية طلبات الزبون حسب التوفري‬
‫ب‪ .‬فرع الفوترة‪ :‬يقوم هذا الفرع بإعداد كل الفواتير بعملية البيعي‬
‫ج‪ .‬فرع تسيير المخزونات‪ :‬يعمل على التسيير الحسن للمخزونات الخاصة بالقماش ومتابعة عملية‬
‫الدخول والخروج للقماش له وثيقة تمثل دخول القماش إلى المخزن وأيضا له وثيقة تمثل كل‬
‫المبيعات التي تخرج من المخزن حيث يعدهما هذا الفرعي‬
‫‪ ‬مصلحة الشراء‪ :‬تهتم أساسا بعمليات الشراء فهي تشرف على كل المشتريات وااحتياجات الخاصة‬
‫بالمؤسسة وتنقسم إلى فرعين هما‪:‬‬
‫أي فرع الشراء الداخلي‪ :‬يهتم بعمليات الشراء المحليةي‬
‫بي فرع الشراء الخارجي‪ :‬يهتم بعمليات الشراء الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬مصلحة تسيير المخزونات‪ :‬يتمثل دورها في تخزين جميع المواد‪ ،‬وهي تشرف على مراقبة المواد‬
‫اأولية وقطع الغيار اأولية وتنقسم ثاث فروع إلى‪:‬‬
‫أي فرع تسيير المنتجات‪ :‬وهو يهتم بجميع ما يخص منتجات التامة الصنعي‬
‫بي فرع تسيير المواد اأولية (قطع الغيار‪ ،‬الخيط)‪ :‬يشرف على تغطية كل احتياجات قطع غيار‬
‫المكنات‪ ،‬ويزود أيضا مصلحة التجهيز والنسيج بالمادة اأولية (الخيط) عند الطلبي‬
‫جي فرع تسيير المواد ال يميائية‪ :‬هو الذي يسهر على تلبية حاجيات كل من الصيانة والتجهيز‬
‫الرطب وفرع ت رير الميا بالمواد ال يماوية التي تدخل في عملية اإنتاجي‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫‪ .7‬مديرية الصيانة‪ :‬يشرف عليها مدير مكلف بالصيانة وهي تقوم بتصليح اآات الميكانيكية والعتاد‬
‫ووسائل النقل والت ييف‪ ،‬وكذا تأمين الطاقة ال هربائية الازمة ل ل عملية من العمليات التي تشرف‬
‫عليها هذ المديرية وتحتوي على مصلحة واحدة وهي‪:‬‬
‫‪ ‬مصلحة الصيانة العامة‪ :‬تقوم بتصليح جميع اآات‪ ،‬وهي تنقسم إلى خمس فروع‪:‬‬
‫أي فرع ال هرباء‪ :‬ويقوم بتصليح جميع اأعطاب ال هربائية من كهرباء اآات وال هرباء العامةي‬
‫بي فرع التبريد والت ييف‪ :‬يقوم هذا الفرع بتهيئة اأجواء المائمة في الورشات من ناحية التبريد‬
‫والت ييفي‬
‫جي فرع التسخين‪ :‬يقوم بعملية تسخين الماء الذي يدخل في عملية إنتاج القماش (ماء ساخن‪+‬‬
‫بخار)ي‬
‫دي فرع ت رير الميا ‪ :‬هو يزود مصلحة التجهيز النهائي بالميا الصالحة في عملية غسل أنواع‬
‫القماشي‬
‫هي فرع الملحقاتي‬
‫أما فيما يخص الوثائق التي تخص هذ المديرية هي‪:‬‬
‫‪ ‬كشف الغيابات؛‬
‫‪ ‬وصل التسخير؛‬
‫‪ ‬بيان الخروج؛‬
‫‪ ‬وصل الدفعي‬
‫‪ .8‬مديرية ااستغال‪ :‬يشرف عليها المكلف بااستغال وهي التي تهتم بكل ما يخص اإنتاج‪ ،‬حيث يتم‬
‫في هذ المديرية برمجة عملية اإنتاج من نوع الخيط وال مية وكل الشروط التي يجب توفيرها في عملية‬
‫اإنتاج من ت ييف وتسخينيييإلخي وتتفرع هذ المديرية إلى عدة مصالح‪:‬‬
‫‪ ‬مصلحة اإبداع‪ :‬يتم فيها إبداع عدة أنواع من القماش وتقدم لإدارة العامة لدراستها واختيار النوع‬
‫المناسب الذي ينسجي‬
‫‪ ‬مصلحة البرمجة‪ :‬يتم على مستواها وضع كل تصاميم القماش الذي سينسج حسب الطلبيةي‬
‫‪ ‬مصلحة التحضير‪ :‬يتم فيها تحضير السلسلة التي سترسل إلى مصلحة النسيج كما يتم فيها تحضير‬
‫الخيط لنسجهي‬
‫‪ ‬مصلحة النسيج‪ :‬دورها القيام بعملية نسج كل أنواع الخيوط للحصول على القماش الجاهزي‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫‪ ‬مصلحة التصليح‪ :‬يتمثل دورها في تصليح كل العيوب الموجودة في القماشي‬


‫‪ ‬مصلحة التجهيز الرطب‪ :‬ويتم على مستواها غسل وتجفيف القماش على حسب نوعيتهي‬
‫‪ ‬مصلحة التجهيز النهائي‪ :‬دور كي القماش النهائي ومراقبته وكفه وتغليفه‪ ،‬حيث لديها فرع يقوم‬
‫بمراقبة الجودة والنوعيةي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عاقة المصالح ببعضها البعض‬
‫‪ .1‬مديرية الموارد البشرية‪ :‬وتنقسم إلى مصلحتين‪:‬‬
‫‪ ‬مصلحة الموارد البشرية‪:‬‬
‫أ‪ .‬فرع الموارد البشرية‪ :‬وعاقتها مع جميع المصالح وخاصة فيما يخص شؤون العمال (الغيابات‪،‬‬
‫ترقية‪ ،‬الصحة والعطل)‬
‫ب‪ .‬فرع اأجور‪ :‬وهو يخص جميع العمال وفيما يخص أجور العمال‬
‫‪ ‬مصلحة الوسائل العامة‪ :‬عاقتها مع اإدارة وتنقسم إلى ثاث فروع وهي‪:‬‬
‫أ‪ .‬فرع التنظيف‪ :‬وهو مكلف بجميع المصالحي‬
‫ب‪ .‬فرع الصيانة‪ :‬وله عاقة مع اإدارة العامةي‬
‫ت‪ .‬فرع النقل‪ :‬وله عاقة فيما يخص النقل بصفة عامةي‬
‫‪ .2‬مديرية المحاسبة والمالية‪ :‬ولها عاقة مع كل من التجارة والتموين والموارد البشرية والصيانة‬
‫وااستغالي‬
‫‪ .3‬مديرية التجارة والتموين‪ :‬وينقسم إلى مصلحتين وهما‪:‬‬
‫‪ ‬مصلحة التجارة‪ :‬لها عاقة مع كل من مديرية ااستغال‪ ،‬المحاسبة والتجهيز النهائيي‬
‫أ‪ .‬فرع الفوترة‪ :‬مع المحاسبة والمالية واأمني‬
‫ب‪ .‬فرع تسيير المخزونات‪ :‬مع تجهيز النهائي وفرع الفوترةي‬
‫‪ ‬مصلحة تسيير المخزونات‪ :‬لها عاقة مع المحاسبة‪ ،‬التحضير‪ ،‬الصيانة‪ ،‬النسيج‪ ،‬التجهيز‪ ،‬الرطب‪،‬‬
‫النهائيي‬
‫‪ .4‬مديرية الصيانة‪ :‬هي تشرف على جميع المصالح الموجودة في المؤسسة من ناحية صيانتها وكل‬
‫أعطابها لتصليحها وهذا يعني أن لها عاقة بجميع مصالح المؤسسةي‬
‫‪ .5‬مديرية ااستغال‪ :‬ويشرف عليها مدير مكلف بااستغال وله عاقة مع التجارة‪ ،‬الصيانة والمحاسبةي‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أهمية التدقيق الداخلي في تفعيل عملية اتخاذ القرار في مؤسسة النسج‬
‫والتجهيز ‪:SONITEX‬‬
‫بعد القيام بالتعريف بالمؤسسة محل الدراسة‪ ،‬سنقوم بدراسة تفصيلية للتدقيق الداخلي وهذا من خال‬
‫تقديمه وفق موقعه في الهيكل التنظيمي‪ ،‬ثم شرح آلية عمل التدقيق الداخلي في المؤسسة ومن ثم تقييم التدقيق‬
‫الداخلي بذاته في المؤسسة ودور في تفعيل عملية اتخاذ القراري‬
‫المطلب اأول‪ :‬واقع التدقيق الداخلي في المؤسسة محل الدراسة‬
‫أوا‪ :‬ميثاق التدقيق الداخلي الخاص بالمؤسسة محل الدراسة‬
‫‪ .1‬الغرض ونطاق العمل‪:‬‬

‫التدقيق الداخلي هو خلية توفر ضمانات مستقلة واانتظام موضوعي واامتثال وكفاءة العمليات في ضوء‬
‫القواعد المعمول بها من أجل توفير خدمات استشارية المساعدة على خلق القيمة المضافة وتحسين مستو‬
‫السيطرة على عمليات المؤسسةي كما أنه يساعد على تنظيم تحقيق أهدافها من خال تقييم نهج منظم ومنهجي‬
‫لعملية إدارة المخاطري الرقابة وحوكمة الشركات وتقديم مقترحات لتعزيز فعاليتهاي‬
‫مجال تدخل خلية التدقيق الداخلي هي تحديد ما إذا كانت جميع عمليات إدارة المخاطر وحوكمة الشركات‬
‫مناسبة وتعمل لضمان ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد المخاطر وادارتها بشكل مناسبي‬

‫‪ ‬التفاعل بين مختلف الجهات الفاعلة في إدارة المؤسسة على النحو المطلوب؛‬
‫‪ ‬المعلومات المالية‪ ،‬يمكن ااعتماد عليها تساعد إدارة العمليات هامة ودقيقة؛‬
‫‪ ‬تصرفات الموظفين تتفق مع القواعد‪ ،‬المعايير واإجراءات والقوانين واللوائح؛‬
‫‪ ‬يتم الحصول على الموارد ااقتصادية‪ ،‬وتستخدم بكفاءة ومحمية بشكل كاف؛‬
‫‪ ‬يتم تحقيق البرامج والخطط واأهداف؛‬
‫‪ ‬ويتم تشجيع الجودة والتحسين المستمر لعمليات الرقابة الداخلية للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬القضايا التشريعية والتنظيمية الهامة التي تؤثر على المؤسسة يتم تحديد العاج المناسب للمشا لي‬
‫ويمكن تحديد الفرص المتاحة لتحسين الرقابة اإدارية والربحية وصورة المؤسسة وينبغي إباغ مهام تدقيق‬
‫الحسابات إلى المستو المناسب من اإدارةي‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫‪2‬ي المسؤولية‪:‬‬

‫رئيس التدقيق الداخلي وفريق التدقيق الداخلي مسؤول على‪:‬‬


‫‪ ‬وضع خطة التدقيق السنوية مرنة وعلى أساس تقييم المخاطر‪ ،‬بما في ذلك أي المخاطر التي تم‬
‫تحديدها من قبل اإدارة والمخاوف منها في السيطرة عليها‪ ،‬وتقديم هذ الخطة‪ ،‬والتحديثات الدورية إلى‬
‫اإدارة العليا والموافقة عليهاي‬

‫‪ ‬تنفيذ مهمة التدقيق السنوية حسب الخطة الموضوعة بما في ذلك‪ ،‬أي عمل طلب من قبل اإدارة؛‬
‫فريق التدقيق على المعارف والمهارات المهنية والخبرة ال افية والشهادات المهنية للقيام بمهمة‬ ‫‪ ‬حفا‬
‫التدقيق الداخليي‬
‫‪ ‬التقييم وتقييم المهام الرئيسية لاندماج والتوحيد الخدمات‪ ،‬اأنشطة‪ ،‬عمليات وعملية التحكم الجديدة أو‬
‫المتغيرة التي تتزامن مع التنمية إنشاء أو التوسع في هذ الوظائف‪.‬‬
‫‪ ‬الحصول اإدارة على تقارير دورية تلخص نتائج أنشطة خلية التدقيق؛‬
‫‪ ‬إبقاء اإدارة على علم الممارسات الناجحة وعمليات التي تقوم بها خلية التدقيق الداخلي؛‬
‫‪ ‬تزويد اإدارة العليا بائحة اأهداف الرئيسية للتدقيق الداخلي والنتائج التي حققها (مؤشرات القياس)؛‬
‫‪ ‬مساعدة في التحقيق في اأنشطة مشتبه بها داخل المؤسسة وايصال النتائج التحقيق للمدير العام؛‬
‫‪ ‬النظر في نطاق عمل المدققين الخارجيين والجهات التنظيمية‪ ،‬واذا كان ذلك مناسبا لضمان تغطية‬
‫التدقيق ل ل اأنشطة بت لفة إجمالية معقولةي‬

‫‪ .3‬ااستقال‪:‬‬
‫لضمان استقالية المدقق الداخلي يجب أن يكون تابع وظيفيا واداريا لإدارة العليا ومستقل عن باقي‬
‫الوظائف اإدارية بالمؤسسة وينبغي أن تتضمن التقارير المقدمة إلى اإدارة العليا معلومات منتظمة وكاملة عن‬
‫موظفي التدقيق الداخل‪.‬‬
‫‪ .4‬السلطة‪:‬‬

‫يحق للمدقق الداخلي أن‪:‬‬


‫‪ ‬يكون لديه السلطة ال افية (غير المقيد) للوصول إلى جميع وظائف ومصالح‪ ،‬وأقسام المؤسسة؛‬
‫‪ ‬اختيار اأعوان التي تساعد في مهمة التدقيق الداخلي‪ ،‬وتحديد مجاات التدخل وتطبيق التقنيات‬
‫الازمة لتحقيق أهدف التدقيق؛‬
‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫‪ ‬ااطاع والفحص لجميع السجات والدفاتر وكذلك الحصول على الوثائق الضرورية؛‬
‫‪ ‬الحصول على المساعدة الازمة من موظفي الوحدات التنظيمية التي تجر فيها عمليات تدقيق‬
‫الداخلي؛‬
‫‪ ‬إعداد التقارير دون وجود أي تدخل أو ضغوط للتأثير على إظهار الحقائق التي تم ا تشافها خال‬
‫عملية الفحص‪.‬‬
‫ا يحق المدقق الداخلي‪:‬‬
‫‪ ‬أداء المهام التنفيذية؛‬
‫‪ ‬أن يكون عضوا في أي لجنة مثل لجنة الجرد؛‬
‫‪ ‬الموافقة على المعامات المحاسبية؛‬
‫‪ ‬توجيه أنشطة أي موظف في مؤسسة ليس جزءا من خدمات التدقيق الداخلي‪ ،‬إا إذا كان الموظف قد‬
‫تم تعيينه أو استدعاؤ لمساعدة المدققين الداخلييني‬
‫ثانيا‪ :‬منهجية سير عملية التدقيق الداخلي في المؤسسة محل الدراسة‬
‫تعتمد المؤسسة الجزائرية للنسيج والتجهيز على المناهج العلمية المتعارف عليها في عمليات التدقيق‬
‫الداخلي‪ ،‬كما تسعى قدر اإمكان إلى تطبيق المعايير العالمية للتدقيق الداخلي‪ ،‬وتتم عملية التدقيق الداخلي في‬
‫المؤسسة حسب مراحل ومنهجية محددة ضمن القانون الداخلي لخلية التدقيق الداخلي في المؤسسةي يتم إعداد‬
‫برنامج سنوي شامل لجميع عمليات التدقيق الداخلي‪ ،‬فتتحدد أهم العمليات التي سوف يتم تدقيقها‪ ،‬والتواريخ التي‬
‫يجب أن تنفذ هذ العمليات فيها‪ ،‬حيث يتم تحديد المصلحة التي يتسنى للمدقق الداخلي الرجوع إليها لمباشرة‬
‫مهامه واخذ المعلومات الازمة لعملية التدقيق الداخلي كما توجد هناك مهام استثنائية يتم تنفيذها تحت طلب‬
‫الرئيس المدير العام في حالة ا تشاف عمليات مشكوك فيها أو ظهور بعض اأخطاء أو وجود انحرافات سواء‬
‫كانت كبيرة أو خطيرة أم سطحية فقط‪ ،‬في كل اأحوال فانه يتم إعداد تقرير حول المهمة مهما كانت درجة‬
‫أهميتها ويمكن شرح آلية عمل التدقيق الداخلي في مؤسسة الجزائرية لنسيج والتجهيز في الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬وضع برنامج للتدقيق الداخلي‬
‫يتم وضع برنامج سنوي للتدقيق الداخلي من قبل المكلف بالتدقيق في المؤسسة محل الدراسة يكون مقسم‬
‫إلى ثاثيات ويحدد فكل ثاثي أي مديرية يتم تدقيقها ويتم تقسيم كل ثاثي إلى أشهر تحدد فيه أي مصلحة‬
‫تدقق ويتم أيضا تقسيم كل شهر إلى أسابيع ويحدد في كل أسبوع أي فرع أو نشاط أو وظائف يتم تدقيقها‪،‬‬
‫وارسال برنامج إلى المدير العام للمجمع للموافقة عليهي‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫‪ .2‬رسالة مهمة التدقيق‬


‫بعد الموافق على البرنامج السنوي للتدقيق الداخلي من طرف المدير العام للمجمع وليس مدير المؤسسة‬
‫يتم إرسال رسالة تتضمن أمر البدء بمهمة تدقيق الداخلي وذلك حسب ما هو محدد في البرنامجي (أنظر الملحق‬
‫رقم ‪)01‬ي‬
‫‪ .3‬اختيار لجنة التدقيق‬
‫بعد تلقي أمر البدء بالمهمة يقوم المدقق الداخلي باختيار موظفين آخرين يساعدانه في هذ المهمة‬
‫أحدهما مدير المديرية وآخر يكون موظف بالمصلحة المبرمج تدقيقها حيث يكون على دراية كاملة بكافة فروع‬
‫تلك المصلحة ويكون من اختيار المدقق الداخلي بدون تدخل من المديري‬
‫‪ .4‬إعداد استبيان‬
‫يتم إعداد استبيان يتضمن مجموعة من اأسئلة حول المصلحة الم ارد تدقيقها‪ ،‬فهذا ااستبيان عبارة عن‬
‫دليل يتبعه المدقق أثناء عملية التدقيق الداخليي (أنظر الملحق رقم ‪)02‬ي‬
‫‪5‬ي العمل الميداني‬
‫بعد اختيار لجنة التدقيق واعداد ااستبيان يقوم المدقق الداخلي باانتقال إلى المديرية محل التدقيق‬
‫وبالضبط إلى مصلحة مبرمجة في ذلك الوقت وللتحديد أ ثر انتقال إلى الفرع إذا كان في تلك المصلحة فروع‬
‫حيث يتم‪:‬‬
‫‪ ‬فهم العمليات من خال مقابلة المسؤولين عن المصلحة‪ ،‬ودراسة المستندات والوثائق؛‬
‫‪ ‬تحديد مد كفاية إجراءات الرقابة الداخلية في العمليات ومقارنتها مع أفضل الممارسات؛‬
‫فعالية وكفاءة إجراءات الرقابة الداخلية المطبقة في المساعدة على تحقيق أهداف المرجوة‬ ‫‪ ‬اختبار مد‬
‫من تلك المصلحة؛‬
‫‪ ‬إعداد مسودة تقرير التدقيق الداخلي ومناقشة الماحظات ونتائج عملية التدقيق مع المديرية المعنية‬
‫والتحقق من مد مصداقية النتائج؛‬
‫‪ ‬محاولة حل المشا ل من خال تقديم مقترحات لحلهاي‬
‫‪ .6‬إعداد التقرير اأولي‬
‫يتم إعداد تقرير أولي للتدقيق الداخلي حيث يضمن كل الماحظات التي لوحظت من طرف المدقق‬
‫الداخلي وأيضا تسجل فيه المشا ل التي يواجهها محل التدقيقي وبناءا على هذا التقرير يتم معالجة المشا ل‬
‫وأخذ بماحظات المدقق الداخلي التي أشار إليها ويمكن معالجتها على مستو الفرع أو المصلحة أو المديريةي‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫‪ .7‬إعداد تقرير التدقيق الداخلي النهائي‬


‫بعد اانتهاء من كل مهمة يتم رفع تقرير التدقيق الداخلي النهائي والذي يتضمن ردود المديرية المعنية‬
‫بالتدقيق (محل التدقيق) ويتضمن المشا ل التي لم يتم حلها بناءا على التقرير اأولي وا يمكن لمدراء المديريات‬
‫أن يقوم بمعالجتها فيتم رفعها في التقرير النهائي حيث يتم تقسيم النقاط التي تم ماحظتها أثناء عملية التدقيق‬
‫الداخلي إلى عدة أنواع‪:‬‬
‫‪ ‬نقاط الضعف في تصميم إجراءات الرقابة إذا وجدت؛‬
‫‪ ‬نقاط عدم االتزام بتطبيق النظام الداخلي إذا وجدت؛‬
‫‪ ‬نقاط عدم فعالية اإجراءات المطبقة في تلك المصلحة؛‬
‫‪ ‬نقاط للتطوير من خال المقارنة مع أفضل الممارسات؛‬
‫‪ ‬وصف وتقييم للخطر أو التأثير الناتج عن هذ الماحظات؛‬
‫‪ ‬إعطاء رأيه وتقديم توصيات ومقترحات لإدارة العامة بهدف معالجة الماحظات؛‬
‫إرسال التقرير إلى المدير العام للمؤسسة يتضمن ملف التدقيق الوثائق التالية‪:‬‬
‫‪ ‬رسالة البدء بالمهمة (اأمر بالمهمة) أنظر الملحق (‪)01‬؛‬
‫‪ ‬مقدمة هي عبارة عن وثيقة تعرف الفرع المعني بالتدقيق والخدمات التي يقدمها واجراءات كل خدمة‪،‬‬
‫أنظر الملحق (‪)03‬؛‬
‫‪ ‬استبيان يوضح إجابات موظفي المصلحة وماحظة التي يقدمها المدقق على ذلك السؤال؛ أنظر‬
‫الملحق(‪)02‬؛‬
‫‪ ‬وثيقة توضح اسم المدقق الداخلي‪ ،‬الخدمة التي تم تدقيقها‪ ،‬الجهة الخاضعة للتدقيق؛ والمشا ل‬
‫الماحظة التي تواجه تلك الجهة؛ أنظر الملحق(‪)04‬؛‬
‫‪ ‬دليل التدقيق الداخلي؛‬
‫المطلب الثاني‪ :‬واقع اتخاذ القرار في المؤسسة‬
‫إن اتخاذ الق اررات هو محور العملية اإدارية‪ ،‬وهذا أنها عملية متداخلة في جميع وظائف المؤسسة‬
‫ونشاطاتها‪ ،‬أما بالنسبة اتخاذ القرار بالمؤسسة محل الدراسة فهو عملية مستمرة واأساس إدارة أنشطة ووظائف‬
‫المؤسسة‪ ،‬فيتم اتخاذ القرار من طرف مدير المؤسسة بااجتماع مع (أي استشارة) مديري مديريات فيما وظائف‬
‫وأنشطة المؤسسة وهناك ق اررات استثنائية وفجائية يتخذها مدير المؤسسة دون الرجوع أي مسؤول بالمؤسسة‪،‬‬
‫حيث هناك حالتين في عملية اتخاذ القرار الحالة اأولى عندما ت ون مشكلة يتم تحديدها ثم تحليلها وجمع‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫المعلومات حولها وثم اقتراح مجموعة من الحلول (البدائل) إذا كانت ق اررات تخص احد مديريات دون اأخر‬
‫(مثل ق اررات التسويقية‪ ،‬الق اررات اإنتاجيةيييإلخ) فت ون البدائل المقترحة من طرف المديريات التي ت ون معنية‬
‫بالقرار فقط أما إذا كان القرار يمس المديريات ككل فإن ااقتراحات تقدم من طرف جميع المديريات (مثل‬
‫الق اررات التنفيذية التي تخص مشكات بسيطة مثل توزيع العمل)‪ ،‬ثم دراسة وتقييم تلك البدائل وذلك من خال‬
‫المعلومات التي جمعت حول كل بديل‪ ،‬ومن هنا يتم تحديد البديل اأفضل ليتم بعدها اتخاذ القرار‪ ،‬وكمرحلة‬
‫أخيرة يتم متابعة وتقييم مد نجاح القراري‬
‫أما الحالة الثانية عندما ا ت ون هناك مشكلة تتم عملية اتخاذ القرار كما في الحالة السابقة ول ن تبدأ‬
‫العملية من المرحلة الثانية فهي بالنسبة لهذ الحالة تعتبر كمرحلة أولى حيث يتم جمع المعلومات حول اأمر‬
‫المراد اتخاذ القرار بشأنه أما باقي المراحل كما قلنا في السابق تتم مثل الحالة اأولى مثل الق اررات البسيطة التي‬
‫يمكن اتخاذها على مستو المديريات والمصالح المؤسسة محل الدراسة دون الرجوع للمدير العام للمؤسسةي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية التدقيق الداخلي بالنسبة لمتخذ الق ارر في المؤسسة محل الدراسة‬
‫إن اتخاذ الق اررات هو محور العملية اإدارية كما ذكرنا ذلك سابقا‪ ،‬وهذا أنها عملية متداخلة في جميع‬
‫وظائف اإدارة ونشاطاتها‪ ،‬حيث تجري عملية اتخاذ الق اررات في دورة مستمرة مع استمرار العملية اإدارية‬
‫نفسهاي أما بالنسبة أهمية التدقيق الداخلي في عملية اتخاذ القرار في المؤسسة محل الدراسة فتتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬يعتبر التدقيق الداخلي مرجعا أساسيا للمعلومات الدقيقة والصحيحة حيث تمكن متخذ القرار بااعتماد عليها‬
‫أن يتخذ القرار مبنية على أساس متين؛‬
‫‪ ‬الخدمات ااستشارية التي يقدمها المدقق الداخلي لمدير المؤسسة أو حسب متخذ القرار (مدير المديرية‪،‬‬
‫رئيس المصلحة‪ ،‬رئيس الفرع)‪ ،‬فخلية التدقيق الداخلي تعتبر بالنسبة للمؤسسة أداة مساعدة تلجأ لها أو‬
‫تستشيرها عند اتخاذ الق اررات؛‬
‫‪ ‬يضمن نسبيا نجاح الق اررات المتخذة على أساس الخدمات التي يقدمها؛‬
‫‪ ‬نظ ار لطبيعة عمله الرقابي تعمل على تتبع تنفيذ الق اررات المتخذة وتقييمها؛‬
‫يوفر التدقيق الداخلي للمستفيدين معلومات تساعدهم على زيادة التدفق النقدي وتحقيق الربح ورفع قيمة‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة؛‬
‫‪ ‬يساعد المستو التنفيذي في إدارة مهامه وتوفير الجو المائم اتخاذ ق اررات ذات جودة وفعالية من خال‬
‫إتباع توصيات المدقق وذلك من خال ما تقدمه من معلومات كمية وبيانات مالية؛‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫‪ ‬يوجه متخذ القرار من خال تنبيهه من حيث مستو خطورة القرار وصعوبات التي تتخل عملية تنفيذ‬
‫وعواقب فشل القرار؛‬
‫‪ ‬يبين التدقيق الداخلي كيفية استغال الموارد الازمة لضمان ااستمارر في العمل سواء كانت مصادر مالية‬
‫أو موارد بشرية لتحقيق اأهداف أي إعطاء رأيه فيما يخص الق اررات المالية من خال اقتراح مصادر مالية‬
‫غير مستغلة وأيضا فيما يخص الموارد البشرية؛‬
‫‪ ‬يوفر التدقيق الداخلي معلومات تساعد على اتخاذ مختلف الق اررات على مستو جميع المصالح مثل‪ :‬ق اررات‬
‫تسويقية‪ ،‬ق اررات تخص المخزون (مثل كيفية التخزينيييالخ)‪ ،‬ق اررات تخص مصادر التمويل والتموين أيضا‪،‬‬
‫ق اررات تخص اختيار الطرق المحاسبية المناسبة (مثل‪ :‬في تحديد سعر البيع أو ت لفة اإنتاجيييالخ)‪ ،‬ق اررات‬
‫تخص اإنتاج (مثل‪ :‬تحديد المنتج وال مية التي سيتم إنتاجها منه‪ ،‬المواد اأولية الداخلة في عملية‬
‫اإنتاجيييالخ)؛‬
‫‪ ‬يساعد التدقيق الداخلي إدارة المؤسسة على تطبيق سياستها واجراءاتها وبلوغ أهدافها بفعالية وكفاءة؛‬
‫‪ ‬يساهم التدقيق الداخلي في ال شف عن مواطن ااختال محاولة تصحيحها وتحديد نقاط القوة في المؤسسةي‬
‫يعتبر التدقيق الداخلي من اأدوات اأساسية التي تستعين بها المؤسسة الجزائرية للنسيج والتجهيز بسكرة في‬
‫مختلف مصالحها على مستو كل فرع يتم ااستعانة بأعمال ونتائج التدقيق الداخلي إما لمواجهة مخاطر معينة‬
‫أو إجراء تحسينات معينة‪ ،‬كما يلعب التدقيق الداخلي باإضافة إلى دور الرقابي دو ار هاما في عملية اتخاذ‬
‫القرار حيث يستعان به في البعض من مراحل اتخاذ القرار‪ ،‬حسب كل موقف أو مشكلةي فقد يستعين متخذ القرار‬
‫بالتدقيق الداخلي في كشف أو تحديد معالم مشكلة معينة‪ ،‬تجميع البدائل الممكنة لحل مشكلة ما أو في تحديد‬
‫البديل اأفضل وأيضا يتم ااستعانة به (التدقيق الداخلي) في عملية تنفيذ ومتابعة الق اررات المتخذة ‪.‬كذلك يمكن‬
‫النظر إلى مساهمة خلية التدقيق الداخلي في عملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة النسيج والتجهيز بسكرة ة من‬
‫منظور آخر أا وهو موثوقية المعلومات التي يتم على أساسها يتم اتخاذ الق اررات سليمة وذلك من خال ضمان‬
‫شرعية المعلومات الصادرة من خلية التدقيق الداخلي وسامتها ومصداقيتها والدور الذي تلعبه الزيارات الميدانية‬
‫للمدقق الداخلي والتوصيات التي يقدمها لمختلف المصالح في عملية اتخاذ القرار‪ ،‬من خال ما تسمح به هذ‬
‫الزيارات من متابعة عملية اتخاذ لق اررات وتمكين رؤساء مختلف مصالح المؤسسة النسيج والتجهيز بسكرة بالعلم‬
‫ال امل بما يجري في المؤسسة بمختلف اإبعاد وأدق التفاصيلي‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫وهناك ال ثير من الق اررات التي ساهمت فيها خلية التدقيق الداخلي داخل مؤسسة النسيج والتجهيز بسكرة‪،‬‬
‫مساهمة خلية التدقيق الداخلي للمؤسسة محل الدراسة في عملية اتخاذ الق اررات المختلفة‬ ‫وللوقوف على مد‬
‫ومثال ذلك قرار تخصيص وسائل نقل إضافية للسلع والبضائع فهذا القرار ساعد تقليل من مشكل نقل البضائعي‬
‫تسعى المؤسسة النسيج والتجهيز بسكرة لبلوغ مجموعة من اأهداف وذلك بما يتوفر ليها من إمكانيات‬
‫مادية‪ ،‬بشرية ومالية‪ ،‬وتعتبر التغيرات الهيكلية التي مرت بها المؤسسة هي احد أهم العوامل التي ساهمت في‬
‫ت وين نظام رقابي يمكنه وبصورة سلمية من الوقوف على كل ما يجري داخل المؤسسة ولعل من بين أهم‬
‫إنجازات المؤسسة في هذا المجال هو تبنيها لخلية التدقيق الداخلي‪ ،‬التي لم تستغرق وقتا طويا إثبات مكانتها‬
‫ودورها داخل المؤسسة كأحد أ ثر أجهزة التسيير والرقابة تطو ار وفاعلية‪ ،‬حيث زادت المؤسسة من اعتمادها على‬
‫أعمال التدقيق الداخلي عامة النتائج والتوصيات خاصة في عملية اتخاذ الق اررات عبر جميع المستويات وكافة‬
‫المديريات المصالح والفروع لتصبح بذلك الق اررات المتخذة أ ثر جدو وفاعلية ومناسبة مما يمكن المؤسسة من‬
‫رفع مستواهاي‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الت قيق ال اخلي في تفعيل عملية ت ا القرار راسة حالة في م سسة‬
‫‪SONITEX‬‬

‫خاصة الفصل الثالث‬


‫حاولنا من خال هذا الفصل اإجابة على إشكالية الدراسة المتمثلة في "ما هو دور التدقيق الداخلي في‬
‫تحسين اتخاذ القرار بالمؤسسة"‪ ،‬وتناول هذا الفصل الدراسة الميدانية حيث تم تقسيمه إلى ثاث مباحث‪ ،‬في‬
‫المبحث اأول قمنا بتعريف المؤسسة محل الدراسة‪ ،‬أما المبحث الثاني لشرح الهيكل التنظيمي‪ ،‬وفي المبحث‬
‫الثالث تطرقنا أهمية التدقيق الداخلي في تفعيل عملية اتخاذ القرار في مؤسسة النسج والتجهيز ‪SONITEX‬‬
‫حيث تولي اهتمام كبير بخلية التدقيق الداخلي ويتجلى ذلك من خال التعليمات والسياسات اإدارية الصادرة‬
‫حول مختلف وظائف المؤسسة سواء من حيث تحديد ااختصاصات واسناد المهام‪ ،‬وت ليف موظف كفئ للقيام‬
‫بعملية التدقيق الداخلي والتي تتجلى في عملية فحص وتدقيق مختلف العمليات والوظائف والسجات والتقارير‬
‫الواردة من مختلف الفروع والمصالح‪ ،‬ا تشاف نقاط القوة واستغالها ونقاط الضعف يتم معالجتها بالطريقة‬
‫المثلى التي تساهم في تفعيل عملية اتخاذ القراري‬

‫‪106‬‬
‫اخامة‬
‫تمنح المؤسسات أهمية كبيرة لحماية ممتل اتها وحقوقها‪ ،‬وخصوصا مع كبر حجمها وتشعبها‪ ،‬وذلك حفاظا‬
‫بالمسؤولين إلى ضرورة تبني وظيفة جديدة داخل الهيكل التنظيمي وهي‬ ‫على بقائها واستمارريتها‪ ،‬هذا ما أد‬
‫وظيفة التدقيق الداخلي‪ ،‬وكفيل بمراقبة وحماية حقوق هذ المؤسسات وموجوداتها من شتى أعمال التاعب‬
‫واإهمال‪ ،‬وتضمن سير عملياتها وسامة العمليات المحاسبية والوثائق المالية وذلك من خال الفحص الدائم لها‪،‬‬
‫من حاات اأخطاء والغش والتزوير‪ ،‬فهذ الوظيفة تعتمد على تنظيم جيد وتقسيم الوظائف وتحديد للمسؤوليات‪،‬‬
‫وعلى نظام محاسبي سليم وعناصر بشرية مؤهلة وأدوات رقابية مائمةي‬
‫كما أن من خال دراستنا لموضوع التدقيق الداخلي ودور في تفعيل عملية اتخاذ الق ارر من الناحية النظرية‬
‫والعملية حاولنا ابراز الجوانب العامة المتعلق بالتدقيق الداخلي وأيضا عملية اتخاذ القرار وعاقة بينهما‪ ،‬كما انه‬
‫ومن خال دراستنا للمؤسسة محل التربص احظنا أن المؤسسة تعتمد بشكل كبير على التدقيق الداخلي في اتخاذ‬
‫ق ارراتها‪ ،‬وأيضا على نتائج التدقيق الداخلي في تحسين مختلف اأنشطة ومنع حدوث اأخطاء واانحرافات المحتملة‬
‫الوقوع أثناء أداء العاملين لمهام المسندة إليهم‪ ،‬واعطاء رأي فني محايد حول مد مصداقية القوائم المالية وحول‬
‫جميع المصالح والفروع والوظائف في المؤسسة‪ ،‬وذلك بتطبيق مختلف مبادئ ومعايير التدقيق المتعارف عليها‬
‫من طرف المدقق الداخليي‬
‫لذا حاولنا من خال تناولنا لموضوع دور التدقيق الداخلي في تفعيل اتخاذ الق ارر بالمؤسسة‪ ،‬معالجة إشكالية‬
‫البحث المتمثلة في "ما هو دور التدقيق الداخلي في تفعيل اتخاذ القرار بالمؤسسة‪ ،‬من خال الفصول الثاثة‬
‫باستخدام المنهج المشار إليه في المقدمة‪ ،‬انطاقا من الفرضيات الثاثة وبهذا تتوزع هذ الخاتمة إلى اختبار‬
‫الفرضيات ونتائج البحث‪ ،‬والتوصيات وااقتراحاتي‬

‫‪ .1‬اختبار صحة الفرضيات‪:‬‬


‫‪ ‬حسب الفرضية اأولى‪ :‬للتدقيق الداخلي دور فعال في اتخاذ الق اررات بالمؤسسة وذلك من خال ما يقدمه‬
‫التدقيق الداخلي من توجيه ونصائح وتوصيات لمتخذ القرار‪ ،‬وهذا ما يثبت صحة الفرضية اأولىي‬
‫‪ ‬حسب الفرضية الثانية‪ :‬يعتمد متخذ القرار على نتائج التدقيق الداخلي وذلك من خال المعلومات والبيانات‬
‫الصادقة التي يقدمها المدقق الداخلي ويبنى على أساسها القرار وذلك لما توفر خلية التدقيق الداخلي من‬
‫معلومات حول البدائل المتاحة ومن دعم في كل خطوة من خطوات إتخاذ القرار انطاقا من مرحلة تحديد‬
‫المشكلة وصوا إلى متابعة تنفيذ القرار‪ ،‬وهذا ما يثبت صحة الفرضية الثانيةي‬

‫‪108‬‬
‫ج‪ .‬حسب الفرضية الثالثة‪ :‬توجد عاقة إيجابية بين التدقيق الداخلي واتخاذ القرار‪ ،‬حيث أن التدقيق الداخلي‬
‫يساهم في اتخاذ ق اررات سليمة وصحيحة ومناسبة في الوقت المناسب وذلك من خال تقديم ااستشارات‬
‫ومحاولة ترشيد الق اررات المتخذة من طرف اإدارة العليا‪ ،‬وهذا ما يثبت صحة الفرضية الثالثةي‬
‫‪ .2‬النتائج‪:‬‬

‫المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ ‬التدقيق الداخلي وظيفة مستقلة نسبيا تابعة للمديرية العامة للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬يلعب التدقيق الداخلي أهمية كبيرة على المستو الداخلي إذا يتم من خاله تقييم مختلف اأساليب‬
‫الرقابية التي تمارسها المؤسسة في اتخاذ ق ارراتها؛‬
‫‪ ‬يعتبر التدقيق الداخلي الوسيلة المثلى في إ تشاف اأخطاء واانحرافات وكل أنواع الغش‪ ،‬ومحاولة‬
‫معالجتها وتصحيحها في الوقت المناسب والحفا على ممتل اتها وأصولها المالية؛‬
‫يجب أن يتمتع المدقق الداخلي بجملة من مبادئ وأخاقيات وصاحيات التي حددها القانون له‪ ،‬وهو‬ ‫‪‬‬
‫ملزم بتطبيق معايير التدقيق الداخلي المتعارف عليها إعطاء مصداقية حول التقارير التي يقوم بإعدادها‬
‫للمديرية العامة للمؤسسة؛‬
‫يعتبر المدقق الداخلي المرشد اأساسي في مد تطبيق السياسات والقوانين الصادرة من المديرية العامة‬ ‫‪‬‬
‫ومستشار اأول لهاي‬
‫ومن خال الدراسة الميدانية التي أجريناها في المؤسسة الجزائرية للنسيج والتجهيز ببسكرة أن هذ اأخيرة‬
‫موقنة بضرورة ااستعانة بالخلية التدقيق الداخلي داخل المؤسسة من ناحية كأحد أحدث اأنظمة الرقابية وأ ثرها‬
‫ومن ناحية أخر كمصدر موثوق به يسمح بالتزويد الدائم والمستمر للمعلومات ذو جودة العالية التي ا يمكن‬
‫ااستغناء عنها في عملية اتخاذ القراري‬
‫‪ .3‬التوصيات‪:‬‬
‫المتمثلة في‪:‬‬
‫‪ ‬إن المؤسسة تعتبر من التدقيق الداخلي على أنه أحد اأنظمة الرقابية لذا من أفضل أن تعتمد على نظام‬
‫التدقيق الداخلي فعال لما يقدمه من قيمة مضافة للمؤسسة؛‬
‫‪ ‬يجب إعادة النظر في تموضع خلية المراجعة الداخلية ضمن الهيكل التنظيمي للمؤسسة الجزائرية بما‬
‫يجلها أ ثر استقاليةي‬
‫‪ ‬يجب أن يكون هناك أ ثر من مدقق واحد في المؤسسة تخصيص قسم لها يترأسه مدير التدقيق الداخلي؛‬

‫‪109‬‬
‫‪ ‬من اجل الرقي بالتدقيق الداخلي في المؤسسة ااقتصادية في الجزائر وتحسين ظروف عملها يجب العمل‬
‫على تطبيق معايير التدقيق الداخلي الدولية بشكل صحيح؛‬
‫‪ ‬تتعرض خلية التدقيق الداخلي في المؤسسة رغم توفرها على جملة من المقومات إلى ضغوطات في بعض‬
‫اأحيان التي تحول دون مساهمتها الفعالة في عملية اتخاذ القرار‪ ،‬سوآءا كانت ضغوط داخلية أو خارجية؛‬
‫‪ ‬ضرورة ااهتمام بالتوصيات وااقتراحات التي تندرج ضمن التقرير النهائي للمدقق الداخليين وتصحيح‬
‫نظرة الموظفين نحوهم؛‬
‫‪ ‬ت وين مدققين الداخليين في المدارس التابعة خاصة بها وتبسيط معايير التدقيق الدولية؛‬
‫‪ ‬تحسيس الموظفين بأهمية التدقيق الداخلي وتوضيح الهدف منه وتصحيح ااعتقادات السائدة عنهي‬

‫‪110‬‬
‫قائمة امراجع‬
‫قائمة المرجع في جانب النظر ‪:‬‬
‫قائمة ال تب‪:‬‬
‫‪1‬ي أحمد حلمي جمعة‪ ،‬المدخل الحديث لتدقيق الحسابات‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬اأردن‪.2000 ،‬‬
‫‪2‬ي أحمد ماهر‪ ،‬اتخاذ القرار ما بين العلم واابت ار‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2007،‬‬
‫‪3‬ي أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬المراجعة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪4‬ي أمين السيد أحمد لطفي‪ ،‬دراسات متقدمة في المراجعة وخدمات التأ د‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪5‬ي أيمن الشنطي‪ ،‬عامر شقر‪ ،‬مقدمة في اإدارة والتحليل المالي‪ ،‬دار البداية‪ ،‬اأردن‪.2007 ،‬‬
‫‪6‬ي إيهاب صبيح محمد رزيق‪ ،‬إدارة العمليات واتخاذ الق اررات‪ ،‬دار ال تب العلمية‪ ،‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫‪7‬ي باسم الحميري‪ ،‬مهارات إدارية‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬اأردن‪.2010 ،‬‬
‫‪8‬ي ثابت عبد الرحمان إدريس‪ ،‬إدارة اأعمال – نظريات ونماذج وتطبيقات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪9‬ي حسين القاضي‪ ،‬حسين دحدوح‪ ،‬أساسيات التدقيق في ظل المعايير اامريكية والدولية‪ ،‬مؤسسة الوراق‪،‬‬
‫اأردن‪.1999 ،‬‬
‫‪10‬ي حمزة محمود الزبيري‪ ،‬اإدارة المالية المتقدمة‪ ،‬دار الوراق‪ ،‬اأردن‪.2004 ،‬‬
‫‪11‬ي الحناوي محمد صالح‪ ،‬أساسيات ااستثمار في اأوراق المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.1997 ،‬‬
‫‪12‬ي خالد أمين عبد ه‪ ،‬علم تدقيق الحسابات –الناحية النظرية والعلمية‪ ،‬دار وائل‪ ،‬اأردن‪2007 ،‬ي‬
‫‪13‬ي رأفت سامة محمود وآخرون‪ ،‬علم تدقيق الحسابات‪-‬النظر ‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬اأردن‪2011 ،‬ي‬
‫‪14‬ي رأفت سامة وآخرون‪ ،‬علم تدقيق الحسابات العملي‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬اأردن‪.2011 ،‬‬
‫‪15‬ي رؤوف عبد المنعم‪ ،‬تحسين الشاذلي‪ ،‬مبادئ المراجعة بين الفكر والتطبيق‪ ،‬الفاروق‪ ،‬مصر‪1987 ،‬ي‬
‫‪16‬ي السعيد مبروك إبراهيم‪ ،‬المعلومات ودورها في دعم واتخاذ القرار ااستراتيجي‪ ،‬المجموعة العربية‬
‫للتدريب والنشر‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪17‬ي سيد صابر تعلب‪ ،‬نظم دعم اتخاذ الق اررات اإدارية‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬اأردن‪.2011 ،‬‬
‫‪18‬ي عبد الفتاح الصحن‪ ،‬محمد سمير الصبان‪ ،‬شريفة على حسن‪ ،‬أسس المراجعة (اأسس العلمية‬
‫والعملية)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬

‫‪112‬‬
‫‪19‬ي عبد الفتاح محمد الصحن‪ ،‬فتحي رزق السوافير ‪ ،‬الرقابة والمراجعة الداخلية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪20‬ي عبد الا إبراهيم الفقي‪ ،‬نظم المعلومات المحسوبة ودعم اتخاذ الق اررات‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬اأردن‪.2012 ،‬‬
‫‪21‬ي عبد الوهاب نصر علي‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬الرقابة والمراجعة الداخلية الحديثة في بيئة ت نولوجيا‬
‫المعلومات وعولمة أسواق المال (الواقع والمستقبل)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2006/2005 ،‬‬
‫‪22‬ي عدنان عواد الشوابكة‪ ،‬دور نظم وت نولوجيا المعلومات في اتخاذ الق اررات اإدارية‪ ،‬دار اليازوري‪،‬‬
‫اأردن‪.2001،‬‬
‫‪23‬ي كاسر نصر منصور‪ ،‬اأساليب ال مية في اتخاذ الق اررات اإدارية‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬اأردن‪.2006 ،‬‬
‫‪24‬ي كمال الدين الدهراوي‪ ،‬محمد السيد سرايا‪ ،‬دراسات متقدمة في المحاسبة والمراجعة‪ ،‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪25‬ي ماجد أحمد عطا ه‪ ،‬إدارة ااستثمار‪ ،‬دار أسامة‪ ،‬اأردن‪.2011 ،‬‬
‫‪26‬ي محمد التهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬المراجعة وتدقيق الحسابات اإطار النظر والممارسات‬
‫التطبيقية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون –الجزائر‪2003 ،‬ي‬
‫‪27‬ي محمد السيد سرايا‪ ،‬أصول المراجعة (اإطار النظر ‪ ،‬المعايير والقواعد‪ ،‬مشا ل التطبيق العملي)‪ ،‬دار‬
‫المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪28‬ي محمد الفيومي‪ ،‬عوض لبيب‪ ،‬أصول المراجعة‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪.1998 ،‬‬
‫‪29‬ي محمد بوتين‪ ،‬المراجعة ومراقبة الحسابات من النظرية إلى التطبيق‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن‬
‫عكنونىالجزائر‪ ،‬الطبعة الثالثة‪2008 ،‬ي‬
‫‪30‬ي محمد بونوارة خزار‪ ،‬مبادئ اإحصاء‪ ،‬منشورات جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪1996 ،‬ي‬
‫‪31‬ي محمد راتول‪ ،‬بحوث عمليات‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪32‬ي محمد سمير الصبان‪ ،‬عبد الوهاب نصر علي‪ ،‬المراجعة الخارجية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬
‫‪33‬ي محمد قاسم القريوتي‪ ،‬مبادئ اإدارة ‪-‬النظريات والعمليات والوظائف‪ ،-‬دار وائل‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫اأردن‪.2006 ،‬‬
‫‪34‬ي محمد موفق حديد‪ ،‬اإدارة – المبادئ والنظريات والوظائف‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬اأردن‪.2001 ،‬‬
‫‪35‬ي مصطفى محمود أبو بكر‪ ،‬جمال الدين محمد المرسي‪ ،‬التفكير ااستراتيجي واإدارة ااستراتيجية –‬
‫منهج تطبيقي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2007،‬‬
‫‪36‬ي مؤيد الفضل‪ ،‬المنهج ال مي في اتخاذ الق اررات اإدارية المثلى‪ ،‬دار اليازوري‪ ،‬اأردن‪.2010 ،‬‬
‫‪113‬‬
‫‪37‬ي نادر شعبان السواح‪ ،‬المراجعة الداخلية في ظل التشغيل االيكتروني‪ ،‬الدار الجامعيةي مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪38‬ي نواف كنعان‪ ،‬القيادة اإدارية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬اأردن‪2007.،‬‬
‫‪39‬ي وليد إسماعيل السيفو‪ ،‬عبد الحفيظ قدور بلعربي‪ ،‬سعد خضير عباس الرهيمي‪ ،‬ااقتصاد اإدار مدخل‬
‫كمي في استراتيجية اتخاذ القرار‪ ،‬دار اأهلية‪ ،‬اأردن‪.2007 ،‬‬
‫‪40‬ي وليم توماس‪ ،‬امرسون هنكي‪ ،‬المراجعة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ال تاب ااول‪ ،‬تعريب ومراجعة‪ :‬أحمد‬
‫حامد حجاج‪ ،‬كمال الدين سعيد‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬الرياضىالسعودية‪2006 ،‬ي‬

‫‪41‬ي يوسف محمود الجربوع‪ ،‬مراجعة الحسابات بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬اأردن‪.2004 ،‬‬
‫قائمة المذكرات‪:‬‬
‫‪42‬ي إبراهيم رباح إبراهيم المدهون‪ " ،‬دور المدقق الداخلي في تفعيل إدارة المخاطر في المصارف العاملة في‬
‫قطاع غزة"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬منشورة‪ ،‬قسم المحاسبة والتمويل‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعة اإسامية‪،‬‬
‫فلسطين‪2011،‬ي‬
‫‪ .ϰϯ‬اسمهان خلفي‪ "،‬دور نظم المعلومات في اتخاذ الق اررات"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬منشورة‪ ،‬علوم تجارية‪،‬‬
‫تخصص إدارة أعمال‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ϮϬϬϵ/ϮϬϬϴ ،‬ي‬

‫‪ϰϰ‬ي إيهاب ديب مصطفى رضوان‪ ،‬أثر التدقيق الداخلي على إدارة المخاطر في ضوء معايير التدقيق‬
‫الدولية‪ ،‬مذكرة الماجستير‪ ،‬منشورة‪ ،‬فرع المحاسبة التمويل‪ ،‬جامعة غزة‪ ،‬فلسطين‪ϮϬϭϮ ،‬ي‬
‫‪45‬ي بوبكر عميروش‪" ،‬دور المدقق الخارجي في تقييم المخاطر وتحسين نظام الرقابة الداخلية لعمليات‬
‫المخزون داخل المؤسسة"‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم التجارية‪ ،‬تخصص دراسات مالية ومحاسبية معمقة‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪2011 ،‬ي‬
‫‪46‬ي حكيمة مناعي‪" ،‬تقارير المراجعة الخارجية في ظل حتمية تطبيق المعايير المحاسبية الدولية في‬
‫الجزائر"‪ ،‬مذكرة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص محاسبة‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪2009 ،‬ي‬
‫‪ .ϰϳ‬حميداتو صالح‪" ،‬دور المراجعة في تدنئة المخاطر الجبائية"‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم التجارية‪،‬‬
‫تخصص محاسبة وجباية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.2012 ،‬‬
‫‪ .ϰϴ‬خالدي المعتز باه‪" ،‬مساهمة المراجعة الداخلية في إتخاذ الق اررات المالية"‪ ،‬مذكرة ماستر في العلوم‬
‫المالية والمحاسبية‪ ،‬تخصص دراسات محاسبية وجبائية معمقة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪2011 ،‬ي‬
‫‪49‬ي سعاد شدري معمر‪ "" ،‬دور المراجعة المالية في تقييم اأداء في المؤسسة ااقتصادية"‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬منشورةي علوم التسيير‪ ،‬فرع مالية المؤسسة‪ ،‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪2009/2008 ،‬ي‬
‫‪50‬ي صابر عباسي‪" ،‬أثر التسيير الجبائي على آداء المالي في المؤسسات ااقتصادية"‪ ،‬مذكرة ماجستير‬
‫في العلوم التجارية‪ ،‬تخصص محاسبة وجباية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪2012 ،‬ي‬

‫‪114‬‬
‫‪51‬ي عبد السام عبد ه سعيد أبو سرعة‪" ،‬الت امل بين المراجعة الداخلية والمراجعة الخارجية"‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير في العلوم التجارية‪ ،‬تخصص محاسبة وتدقيق‪ ،‬جامعة الجزائر‪2010 ،‬ي‬
‫‪52‬ي عزوز ميلود‪" ،‬دور المراجعة في تقييم آداء نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة ااقتصادية"‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص إقتصاد وتسيير المؤسسات‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪2007 ،‬ي‬
‫‪53‬ي فاتح غاب‪" ،‬تطور وظيفة التدقيق في مجال حوكمة الشركات لتجسيد مبادئ ومعايير التنمية‬
‫المستدامة"‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم ااقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬تخصص أعمال ااستراتيجية للتنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪2011 ،‬ي‬
‫‪54‬ي قاب ذبيح إلياس‪" ،‬مساهمة التدقيق المحاسبي في دعم الرقابة الجبائية"‪ ،‬مذكرة ماجستير في علوم‬
‫التسيير‪ ،‬تخصص محاسبة‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪2011 ،‬ي‬
‫‪55‬ي لطفي شعباني‪" ،‬المراجعة الداخلية مهمتها ومساهمتها في تحسين تسيير المؤسسة"‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫منشورة‪ ،‬علوم اقتصادية‪ ،‬فرع إدارة أعمال‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،3‬الجزائر‪2004/2003 ،‬ي‬
‫‪56‬ي محمد لمين عيادي‪" ،‬مساهمة المراجعة الداخلية في تقييم نظام المعلومات المحاسبي للمؤسسة"‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬فرع إدارة أعمال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجرائر‪2008/2007 ،‬ي‬
‫‪ϱϳ‬ي مراد خاصي‪ " ،‬اتخاذ القرار في تسيير الموارد البشرية واستقرار اإطارات في العمل‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫منشورة‪ ،‬تخصص علم النفس التنظيمي وتسيير الموارد البشرية‪ ،‬قسم علم النفس وعلوم التربية‬
‫واأرطوفونيا‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ϮϬϬϳ/ϮϬϬϲ ،‬ي‬
‫قائمة المحاضرات‪:‬‬
‫‪58‬ي فاطمة الزهراء طاهري‪ ،‬محاضرات تسيير مخاطر‪ ،‬مقدمة لسنة ثانية ماستر‪ ،‬تخصص فحص محاسبي‪،‬‬
‫غير منشور‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪2015/2014 ،‬ي‬
‫قائمة الجرائد الرسمية‪:‬‬
‫‪59‬ي الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬القانون ‪ 01/88‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬جانفي ‪1988‬ي‬
‫قائمة المتقيات والمداخات‪:‬‬
‫‪60‬ي نعيم دهمش‪ ،‬عفاف اسحق أبوزر‪ ،‬مداخلة بعنوان‪" :‬الضوابط الرقابية والتدقيق الداخلي في بيئة‬
‫ت نولوجيا المعلومات"‪ ،‬مؤتمر العلمي الدولي السنوي الخامس (اقتصاد المعرفة والتنمية ااقتصادية)‪ ،‬كلية‬
‫ااقتصاد والعلوم اإدارية‪ ،‬جامعة الزيتونة‪ ،‬اأردن‪2005 ،‬ي‬
‫‪ϲϭ‬ي بغدود راضية‪ ،‬صبايحي نوال‪ ،‬مداخلة بعنوان" دور التدقيق الداخلي في تفعيل إدارة المخاطر‬
‫المصرفية" ‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬إدارة المخاطر وانعكاساتها على اقتصاديات دول العالم‪ ،‬جامعة البويرة‪،‬‬
‫يومي‪ ϭϮ،ϭϯ :‬ديسمبر ‪ϮϬϭϮ‬ي‬
‫قائمة المجات والمقاات العلمية‪:‬‬
‫‪62‬ي الوافي الطيب‪ ،‬نظام المعلومات وأثر على عملية اتخاذ الق اررات‪ ،‬مجلة العلوم ااقتصادية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬جامعة الشيخ العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،10‬ص ‪.114‬‬
‫‪115‬‬
‫‪ϲϯ‬ي أحمد نقاز‪ ،‬مقدم عبيرات‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة فعالة في اتخاذ القرار‪ ،‬مجلة اأ اديمية العربية‪،‬‬
‫الدنمارك‪ ،‬العدد الثاني‪ϮϬϬϳ ،‬ي‬
‫استخدام ت نولوجيا المعلومات في عملية التدقيق (التدقيق‬ ‫‪64‬ي طال حمدونه‪ ،‬عام حمدان‪ ،‬مد‬
‫الت نولوجي) في فلسطين‪ ،‬وأثر ذلك على الحصول على أدلة ذات جودة عالية تدعم الرأي الفني المحايد‬
‫عدالة القوائم المالية‪ ،‬مجلة الجامعة اإسامية‪ ،‬المجلد السادس عشر‪ ،‬العدد اأول‪،‬‬ ‫للمدقق حول مد‬
‫‪2008‬ي‬
‫‪65‬ي مراد سكاك‪ ،‬تدقيق المسؤولية ااجتماعية للمؤسسات–دراسة ميدانية لبعض مؤسسات واية سطيف‪،‬‬
‫مجلة العلوم ااقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،‬العدد ‪2011 ،11‬ي‬
‫مواقع اأنترنت‪:‬‬
‫‪66.http://alzamel-syr.com /ar/ services. Php, 20/04/2015, 15:00.‬‬
‫?‪67.http://www.tagi.com/page.aspx‬‬ ‫‪Page key=internal_audit‬‬ ‫‪& lang=ar,‬‬
‫‪20/04/2015, 15:29.‬‬
‫; ‪68.http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1/‬‬
‫‪10/05/1015 ; 03:38.‬‬

‫قائمة المراجع في الجانب التطبيقي‪:‬‬


‫‪69‬ي خلية التدقيق الداخليي‬
‫‪70‬ي مصالح المؤسسة النسيج والتجهيز ‪– SONITEX‬بسكرةىي‬

‫‪116‬‬
‫اماحق‬
)‫ رسالة اأمر بالمهمة (اأمر بالمهمة‬:)01( ‫الملحق رقم‬

Biskra le ..................

LETTRE DE MISSION

Direction du complexe

Service audit interne

Destination : direction .....................

Objet : audit structure ....................

Suite a ot e p og a e d’audit i te e 5 j’ai l’ho eu de vous de a d l’auto isatio


d’audit la st u tu e .........................

 Chef Service
 Chef section

Cette mission sera mêlée par monsieur .......................................... (auditeur)

Restant à votre entière disposition pour tout autre information

Veuillez agréer monsieur le directeur g al l’e p essio de ot e pa faite o sid atio

Le Directeur du complexe

118
)‫ نموذج استبيان الذي يقدم للمصلحة الشراء (محل التدقيق الداخلي‬:)02( ‫الملحق رقم‬

ACHATS – FOURNISSEURS C N/C O/A OBSERVATIO


NS

- Existence de la procédure
d’approvisionnement.

- Existence des fiches de postes pour


l’ensemble des éléments préposés à
la gestion des approvisionnements.

- Tous les achats (matières et


services de l'entreprise sont
correctement autorisés et
comptabilisés?

- Les achats comptabilises


correspondent a des dépenses
réelles de l'entreprise ?

- Ces dépenses sont faîtes dans


l'intérêt d’entreprise et
conformément à son objet. ?

- Tous les avoirs à obtenir sont


enregistrés. ?

- Toutes les dettes concernaient les


marchandises et services reçus sont
enregistrées dans la bonne
période. ?

- Les engagements pris par


l'entreprise et devant figurer dans
l'annexe sont correctement suivis. ?

119
A - SEPARATION DE FONCTIONS

Apprécier la séparation de fonction en qui


concerne :

-Emission des demandes d'achats ?

-Etablissement des commandes ?

-Autorisation des commandes ?

-Réception des marchandises ou services ?

-Comparaison quantitative et qualitatives


des marchandises ou services reçus avec
les commandes

-Comparaison bon de
réception/commande/facture ?

-Imputation comptable ?

-Contrôle des factures ?

-Bon à payer ?

-Tenue du journal d'achats

120
B COMMANDES

- Existe-t-il un système de
déclenchement automatique des
commandes lorsque les stocks
arrivent a' une quantité minimum ?

- Chaque service demandeur (dispose


t il d'un budget de dépenses
prévisionnelles ?

- Des bons de commande sont-ils


établis systématiquement ?

- Si oui, sont-ils

pré numérotés ?

établis en quantités et en valeur ?

signés par un responsable, au vu


de la demande d'achat ?

Les autres achats font-ils l'objet d'appel


d'offre, au moins au-dessus d'un certain
montant?

F- JUSTIFICATION DES SOLDES

- Une balance fournisseurs est-elle


établie régulièrement ?

- Son total est il rapproché avec le


compte collectif ?

121
- Une balance des créditeurs divers
est elle établie régulièrement ?

 Les écarts éventuels sont


ils :

 Analysés rapidement ?

 Corrigés après approbation


?

 Lorsque les fournisseurs, ou


créditeurs, envoient des
relevés de comptes, sont-ils
comparés avec la
comptabilité ?les écarts
sont-ils analysés et corrigés
après approbation ?

- Les soldes des comptes


fournisseurs et créditeurs divers
sont-ils régulièrement analysés ?

122
)‫ وثيقة تعرف المصلحة الشراء (محل التدقيق الداخلي‬:)03( ‫الملحق رقم‬

Audit Service Achat

Introduction :
Monsieur .............. est le chef service achat, il est le responsable des achats interne
du complexe ainsi que monsieur .................... est l’a heteu du se vi e.

Procédure du service :
 Re evoi le o de o a de ou d’a hat du agasi e t al
 De a de d’esp e ou he ue
 E vo e la o a de au agasi e t al suivie d’u e opie de la fa tu e d’a hat
 Recevoir le bon d’e t depuis le agasi e t al
 E vo e le dossie d’a hat à la o pta ilit se dossier contient la facture le bon de
pa e e t et le o d’e t

Les taches du service :


 L’a hat i te e du o ple e
 Veille au payement des fournisseurs

123
‫ التقرير النهائي‬:)04(‫الملحق رقم‬

Le .................

Rapport Final
L’auditeu : ..................
Le processuce audité : service achat
L’audité : .......................

Ap es ot e issio d’audit ui o e e le service achat on a


confirmé que toutes les procédures sont à jour bien organisés et
enregistrés dans des bonnes conditions.

Monsieur............................. ous a sig alé u’il a u a ue de


transport et demande un moyen de transport personnel à l’a hat

Restant à votre entière disposition pour toute information

Mo sieu le Di e teu Gé é al a epté l’e p essio de ot e


parfaite considération

Le espo sa le de l’audit

124
‫ وثيقة تعرف المديرية محل التدقيق الداخلي‬:)05( ‫الملحق رقم‬

Audit 2015
1eme trimestre
Audit la structure DAC

Introduction :

Le directeur appros commercial Mrs …………………………………………veille


à cordonner entre les services et à aider les structure dans leur taches.

Les structures de la direction appros commercial :

 Service achat
 Service commercial
 Service gestion du stock

125

You might also like