You are on page 1of 22

‫‪Page || 11‬‬

‫النكبة في الوجود والذاكزة‬

‫بكز أبو بكز‬

‫منشورات‬

‫حزكة التحزيز الوطني الفلسطيني‪-‬فتح‬


‫‪1‬‬
‫النكبة في الوجود والذاكزة‬

‫‪Page || 22‬‬
‫بكز أبو بكز‬
‫فً ذكرى النكبة التً نستحضرها كل عام ٌ ِفد إلى الذاكرة مجموعات من الصور وكؤنها بحر‬
‫متالطم ما بٌن تهجٌر لسري اختلط بمذابح تروٌعٌة‪ ،‬تعاكسها صور خالبة وجمٌلة لبالد حباها هللا بالخضرة‬
‫والهواء الحسن والجمال والتنوع البٌبً‪ ،‬وتتدافع الصورة متراكضة وكؤنن رلم فً صفوؾ الالجبٌن الناجٌن‬
‫بحٌاتهم ٌمطعون الدروب مشٌا على األلدام أو محملٌن لسرا بالحافالت أو تحت لصؾ المنابل ٌنتملون عبر‬
‫بحر فلسطٌن من منطمة إلى أخرى‪ ،‬وتؽٌب كثٌرا عن الذاكرة صور أولبن الؽُزاة المعتدٌن لساة الملوب‬
‫الذٌن استمرإوا المتل فجعلوا من المذابح عنوانا وجعلوا من سٌاسة التهجٌر واإلحالل وسرلة األرض سٌاسة‬
‫ما زالت كما هً حتى ٌومنا الحاضر فً العام ‪.6102‬‬

‫الصورة الوافدة المتدافعة ما بٌن مخٌمات البإس والحزن وطوابٌر المنتظرٌن للطعام الممدم من‬
‫المإسسة العالمٌة التً أسهمت فً النكبة تكاد ال تنتهً فً مخٌلتن أثناء استحضار الذكرى‪ ،‬فإن ؼضبت‬
‫على عصبة األمم لن أن تؽضب على األمم المتحدة‪ ،‬وأن ؼضبت على برٌطانٌا باعتبارها التً رسخت‬
‫المشروع االستعماري االستٌطانً فً بالدنا ال ٌمكنن أن تهمل فرنسا أٌضا السٌما وهما أي الدولتان معا‬
‫من لسمتا المنطمة فً (ساٌكس‪-‬بٌكو) عام ‪ 0202‬ثم فً سان رٌمو عام ‪ 0261‬وكؤنهم ٌتعاملون مع صفمة‬
‫تجارٌة أو أرض متروكة تضج ٌومٌا بالصراخ معلنة هنا فلسطٌن العربٌة‪ ،‬فمهما فعلتم فلن أكون إال أنا ال‬
‫كما ترٌدون‪.‬‬

‫إعالن قيام الكارثة‬


‫لم ٌمر ٌوم الجمعة الموافك ‪ 0211/1/01‬كؽٌره من األٌام إذ أنه ما أن دلت الساعة الرابعة من‬
‫عصر هذا الٌوم المشإوم حتى اعتلى (دٌفد بن ؼورٌون) منصة الكنٌست اإلسرابٌلً لٌعلن‪( :‬حمنا الطبٌعً‬
‫والتارٌخً بموجب لرار الجمعة العمومٌة لألمم المتحدة ‪ ،‬نعلن إلامة دولة ٌهودٌة على أرض إسرابٌل وهً‬
‫دولة إسرابٌل) فً سٌاق مؽالطات دٌنٌة وتارٌخٌة لدٌمة وحدٌثة ربطت بٌن "المحرلة" النازٌة التً ال عاللة‬
‫للعرب والفلسطٌنٌٌن بها وبٌن إلامة كٌانهم على أرض فلسطٌن‪.‬‬

‫فً هذا الٌوم الذي ش ّكل الكارثة العصرٌة للشعب الفلسطٌنً‪،‬وبداٌة حمبة جدٌدة من البطوالت‬
‫(ٌسمى االسرابٌلٌون المحرلة النازٌة " الكارثة والبطولة " أٌضا) التً تمكن فٌها ثوار فلسطٌن لٌس منذ‬
‫النكبة كعالمة فارلة وجرح نازؾ وإنما ما لبل ذلن وبعدها من تبدٌد الظلمة من حول سٌاسات سعت إلذابة‬

‫‪ 1‬نشرت الدراسة ألول مرة فً العام ‪ 6102‬من لبل أمانة سر اللجنة المركزٌة لحركة فتح‪ ،‬وهذه الطبعة‬
‫الثانٌة للعام ‪ 6101‬فً مفوضٌة االعالم والثمافة والتعببة الفكرٌة‪.‬‬
‫ٌزورون (اسرابٌل) (هً أرض بال شعب) وهم‪-‬أي‬ ‫هذا الشعب وتحطٌم إرادته حٌث أن فلسطٌن أو كما ّ‬
‫نحن‪ -‬من (رحلوا وتخلوا طواعٌة عن البالد) وبناء علٌه لالوا أن (الكبار سٌموتون والصؽار ٌنسون) وما‬
‫كانت كل هذه الهرطمات إال استمرارا لمسلسل الكذب والخدٌعة والتزوٌر الدٌنً والتارٌخً واإلعالمً فً‬
‫محاولة استعمارٌة لطمس معالم جرٌمة اؼتصاب أرض ووطن ولجرٌمة التطهٌر العرلً فً فلسطٌن وما‬
‫‪Page || 33‬‬
‫صاحبها من استعمار وحروب وكارثة حلت باألمة منذان وحتى الٌوم ‪.‬‬

‫أرض بال شعب ؟‬


‫ٌُنسب هذا المول المخادع الشهٌر (أرض بال شعب لشعب بال أرض)‪ 2‬إلى الكاتب االنجلٌزي‬
‫الصهٌونً (اسرابٌل زانؽوٌل) وعارض المذكور فً ممولته المخادعة ال ُكت ّاب والمثمفٌن حتى االسرابٌلٌٌن‬

‫‪ 2‬لم ٌكن بنً اسرابٌل المبٌلة العربٌة الٌمنٌة المنمرضة المذكورة فً التوراة شعبا أبدا بل لبٌلة فً محٌط‬
‫عدة لبابل عربٌة أخرى‪ ،‬ولم ٌكن الٌهود كدٌانة شعبا‪ ،‬فلم ٌنشؤ عبر التارٌخ ما ٌمكن تسمٌته (الشعب‬
‫الٌهودي) أو (شعب اسرابٌل) كما لم ٌكن هنان لط ما ٌمكن تسمٌته (أرض اسرابٌل)‪ ،‬والٌهود الدٌانة‬
‫الممٌمٌن الٌوم فً بالدنا من أعراق ولومٌات عدة ؼالبها خزري روسً اوربً‪ ،‬ولمن ٌشاء العودة لكتب‬
‫منهم ‪ ،‬إن التارٌخ كفٌل بالشهادة فمد ال تكفً آالؾ السنٌن للوجود العربً الكنعانً الٌبوسً الفلسطٌنً ؼٌر‬
‫المنمطع لتمنع المستعمرٌن الؽربٌٌن والحركة الصهٌونٌة باستحالة أن تنطلً الكذبة على أحد ‪ ،‬لذا كان ال بد‬
‫من االختالق على ذات النسك الذي اخترع و ألّؾ فٌه أحبار الٌهود رواٌات التناخ (التوراة وملحمٌها)‪،‬‬
‫المشبعة باألمانً واألحالم واألساطٌر كما ٌمول عالم اآلثاراالسرابٌلً (إسرابٌل فنكلستاٌن) وزمٌله (زبٌؾ‬
‫‪Page || 44‬‬
‫هرتزوغ)‪.‬‬

‫(الصورة‪ٌ :‬سرابٌل زانؽوٌل)‬

‫إن فِرٌة (أرض بال شعب) تعرضت للهدم حتى من مطلمٌها أي من لادة الحركة الصهٌونٌة أنفسهم‬
‫وعلى رأسهم (دافٌد بن ؼورٌون) أحد ملون وصنّاع الكٌان الصهٌونً الذي اعترؾ بذلن فً أواخر عمره‬
‫عام ‪0292‬م وهو ٌحادث (ناحوم ؼولدمان) لابال (لماذا ٌعمد العرب سالما معنا ؟ لو كنت زعٌما عربٌا‬
‫ٌستحٌل أن أعمد سالما مع إسرابٌل) لٌلمى بالمنبلة التً أذهلت (ناحوم ؼولدمان)‪ 3‬نفسه إذ لال له بعد أن أكد‬
‫على لناعاته الدٌنٌة الرثة بؤن هللا وعدهم بها ومعمبا بتساإل وحٌرة لكن (هذا كان لدٌما من ألفً عام) استنادا‬

‫الكاتب االسرابٌلً (شلومو ساند) وسابمة (آرثر كوستلر)‪ ،‬ولكتابات المإرخٌن العرب الكبار أمثال فاضل‬
‫الربٌعً وفرج هللا صالح دٌب وأحمد الدبش‪.‬‬
‫‪ 3‬ناحوم ؼولدمان (‪ )1982-1895‬أحد زعماء الحركة الصهٌونٌة‪ ،‬والمإٌدٌن للتعامل مع ألمانٌا فً‬
‫مرحلة‪ ،‬وربٌس الهستدروت (اتحاد العمال) بعد لٌام الكٌان‪ ،‬دعا إللامة الكونؽرس الٌهودي العالمً‪ ،‬وتولى‬
‫رباسته بٌن ‪ 1953‬و ‪ 1977‬وله كتاب هام تحت عنوان مذكرات ناحوم ؼولدمان‪ ،‬دعا الحكومة‬
‫االسرابٌلٌة الى االعتراؾ بمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة والشروع فً مفاوضات معها‪ .‬توفً العام ‪ 1982‬فً‬
‫المدس‪.‬‬
‫للتوراة‪ ،‬ثم لال بوضوح (نحن أتٌنا هنا وسرلنا بالدهم لماذا ٌمبلون بنا؟)‪ 4‬ومع االعتراؾ بالسرلة وان‬
‫متؤخرا ٌظهر اعتراؾ بؤنها لٌست بالدهم هم‪ ،‬وعلٌه فهً حتى بهذا اللسان المحارب ضدنا كانت مؤهولة‬
‫بؽٌرهم على األلل أللفً عام‪.‬‬

‫إن كان لول "بن ؼورٌون" فً أواسط المرن العشرٌن فهنان من سبمه فً نمص كذبة (أرض بال‬ ‫‪Page || 55‬‬
‫شعب) وهو المفكر الٌهودي (آحاد هاعام) من (أحباء صهٌون) الذي كتب فً الصحٌفة العبرٌة (هاملٌتس)‬
‫(سان بطرسبرغ) عام ‪ 0120‬لٌمول بوضوح (لمد أعتدنا نحن فً الخارج على االعتماد بان أرض اسرابٌل‬
‫مهجورة كلٌا تمرٌبا فً الولت الحاضر ‪ ،‬صحراء ؼٌر محروثة وأن أي شخص ٌرؼب بشراء أرض هنان‬
‫ٌمكنه أن ٌؤتً لٌشتري كل ما ٌرٌد ‪ .‬ولكن الحمٌمة لٌست كذلن فً البالد كلها ٌصعب أن تجد أرضا ؼٌر‬
‫لابلة للفالحة ولم تفلح بعد ‪.5) ....‬‬

‫هل الفلسطينيون تركوا أرضهم طواعية؟‬


‫ولنا أن نتعرض لنمض ممولة أن الفلسطٌنٌٌن تركوا أرضهم طواعٌة أوباعوها أوهاجروا بإرادتهم‬
‫مما انتشر فً مرحلة من المراحل –وربما من بعض األصوات المرجفة حتى اآلن‪-‬مترافما مع ألم النكبة‬
‫واللجوء والتشرد لنشٌر للتالً ‪:‬‬

‫‪ ‬عندما تمكنت برٌطانٌا عام ‪( 0182‬أي لبل أكثر من ‪ 21‬عام من استٌالء برٌطانٌا على فلسطٌن)‬
‫من إلامة لنصلٌة لها فً المدس فً ظل الضعؾ العثمانً‪ ،‬لم ٌكن أتباع الدٌانة الٌهودٌة فً فلسطٌن‬
‫‪6‬‬
‫ٌتجاوزون ‪ 2011‬فرد فمط ال ؼٌر‪.‬‬
‫‪ ‬بعد أن سمح العثمانٌون بعمد صفمات شراء للٌهود الؽربٌٌن فً فلسطٌن منذ العام ‪ 0112‬استطاعوا‬
‫إلامة بعض المستوطنات‪ 7،‬ولكنها فً جمٌع األحوال لم تتجاوز ‪ %1.1‬من مساحة فلسطٌن لنسبة‬
‫ٌهود بلؽت فً المرن ‪ 02‬ألل من ‪ %8‬من الفلسطٌنٌٌن العرب أصحاب األرض‪ ،‬وحتى عندما‬
‫وصل عدد المستعمرات مع بداٌة المرن ‪ 61‬الى ‪ 66‬مستعمرة لم تزد النسبة وبمٌت على حالها رؼم‬
‫تزاٌد أعدادهم إلى ‪ٌ 81111‬شكلون ‪ %9.0‬من السكان‪.‬‬

‫‪ 4‬لمراجعة كتاب المعضلة الٌهودٌة (التنالض الٌهودي) لناحوم ؼولدمان ذاته‪ ،‬وممال جهاد الخازن فً‬
‫الحٌاة ‪2014/12/29‬‬
‫‪ 5‬أوري دٌفس‪" ،‬اسرابٌل" االبارتهاٌدٌة وجذورها فً الصهٌونٌة السٌاسٌة‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪2015 ،‬‬
‫فً ص ‪22‬‬
‫‪ .21 6‬بٌان الحوت (‪ .)1991‬فلسطٌن (المضٌة‪-‬الشعب‪-‬الحضارة)‪ :‬التارٌخ السٌاسً من عهد الكنعانٌٌن‬
‫حتى المرن العشرٌن‪ .‬دار االستمالل للدراسات والنشر‪ .‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ط‪ .1‬ص‪.298-297 :‬‬

‫‪ 7‬مازن لمصٌة (‪ .)2011‬المماومة الشعبٌة فً فلسطٌن‪ :‬تارٌخ حافل باألمل واإلنجاز‪ .‬المإسسة الفلسطٌنٌة‬
‫لدراسات الدٌممراطٌة (مواطن)‪ .‬رام هللا‪ .‬فلسطٌن‪ .‬ص ‪ ،48‬وص ‪50‬‬
‫رؼم كل الدعم المادي الخارجً والصٌحات االستعمارٌة ظل عدد الٌهود ومساحة األرض‬ ‫‪‬‬
‫المؽتصبة فً حدها األدنى بحٌث أنه فً العام ‪ 0200‬وكان عدد الٌهود لد تزاٌد ما بٌن ‪11 – 21‬‬
‫ألؾ لٌصبحوا فً هاذا العام ‪ %0‬معظمهم من ؼٌر الصهاٌنة وٌملكون ‪ %6‬من أرض فلسطٌن‪.‬‬
‫كان للسٌاسة االستعمارٌة البرٌطانٌة‪-‬الصهٌونٌة عمك األثر فً سرلة أرض فلسطٌن وتسلٌمها‬ ‫‪‬‬
‫‪Page || 66‬‬
‫للٌهود من جهة‪ ،‬اضافة لدعم الهجرة الٌهودٌة وتشكٌل نواة الدولة العبرٌة المادمة على لدم وساق إذ‬
‫‪8‬‬
‫ارتفعت أعداد الٌهود (‪ )0288-0202‬إلى ‪ٌ %06‬ملكون ‪ %8‬من األراضً‪.‬‬
‫وفً فترة االنتداب (االحتالل) البرٌطانً المشبوم (‪ )0211-0268‬تزاٌدت الهجرة المنظمة‬ ‫‪‬‬
‫المدعومة من حكومة االحتالل البرٌطانً لفلسطٌن لتصل عام ‪ 0211‬لبل إعالن "بن ؼورٌون"‬
‫إنشاء الدولة إلى ‪ 219‬ألؾ ٌهودي من أصماع العالم المختلفة ما ٌمثل ‪ %81‬من السكان ‪ ،‬لم‬
‫ٌستطٌعوا أن ٌستولوا على األرض رؼم كل ذلن إال بعد انشاء الدولة وتدمٌر ‪ 980‬لرٌة (أو ‪111‬‬
‫حسب لابمة الرابطة االسرابٌلٌة للحموق اإلنسانٌة والمدنٌة ) وفً ظل بماء ‪ 091111‬فلسطٌنً تحت‬
‫الحكم االسرابٌلً‪ ،‬إذ شرد لسرا ‪ 111‬ألؾ من مجموع ملٌون و ‪ 111‬ألؾ مواطن فلسطٌنً حٌنها‪.‬‬
‫ٌشرح بدلة المإرخ االسرابٌلً (إٌالن بابٌه)‪ 9‬فً كتابٌه الثمٌنٌن (التطهٌر العرلً فً فلسطٌن)‬ ‫‪‬‬
‫والعرب المنسٌون (فلسطٌنٌو ‪ )0211‬وأوري دٌفٌس زمٌلنا فً المجلس الثوري لحركة فتح فً‬
‫كتابه (اسرابٌل االبارتهاٌدٌة) آلٌات الطرد والتروٌع والمتل وسلب الحموق التً اتبعت جنبا الى جنب‬
‫فً ‪ 8‬اتجاهات ضد اإلنسان وضد األرض وضد الذاكرة‪.‬‬

‫ٌتضح لنا من كل ما سبك أن هذه االرض التً تحتفً بؤصحابها العرب الفلسطٌنٌٌن حتى الٌوم ما‬
‫زالت تسمع ضحكاتهم وهدٌر أٌامهم الصاخبة‪ ،‬ومالعب صباهم وآمال مستمبلهم‪ ،‬ومازالت رؼم الهدم‬
‫والردم واالؼتصاب الصهٌونً تكذّب ممولة أن الفلسطٌنٌٌن تركوا بالدهم أو تخلوا عنها طواعٌة عام النكبة‬
‫بشهادة األرض والتارٌخ بل وبؤلالم البحاثة والدارسٌن الجدد من المفكرٌن االسرابٌلٌٌن المنصفٌن أنفسهم‪.‬‬

‫‪ 8‬دراسة الباحث عزٌز العصا فً جرٌدة حك العودة العدد ‪75‬‬


‫‪ 9‬إٌالن بابه‪ ،‬مإرخ إسرابٌلً‪ ،‬ومحاضر رفٌع المستوى فً العلوم السٌاسٌة فً جامعة حٌفا‪ .‬وهو أٌضا ً‬
‫المدٌر األكادٌمً لمعهد "ؼفعات حبٌبا لدراسات السالم"‪ ،‬وربٌس معهد إمٌل توما للدراسات الفلسطٌنٌة فً‬
‫حٌفا‪ .‬ولد ألؾ عدة كتب‪ ،‬أخرى ؼٌر ماذكرنا منها‪( A History of Modern Palestine :‬تارٌخ‬
‫‪The‬‬ ‫فلسطٌن الحدٌثة)؛ ‪( The Modern Middle East‬الشرق األوسط الجدٌد)؛‬
‫‪( Israel/Palestine Question‬لضٌة إسرابٌل‪ /‬فلسطٌن)‪.‬‬
‫هل الصغار ينسون حقا ؟‬
‫تمول الممولة الثالثة التً راجت فً الخمسٌنٌات من المرن العشرٌن وتعمٌبا على النكبة وما لحمها من‬
‫حرب (‪ )0212 – 0211‬أن (الكبار ٌموتون والصؽار ٌنسون) وهً الممولة المنسوبة لربٌس المإتمر‬
‫‪Page || 77‬‬
‫الٌهودي ثم الحركة الصهٌونٌة (ناحوم عولدمان) وتنسب أحٌانا لوزٌر الخارجٌة األمرٌكً آنذان (جون‬
‫فوستر داالس) ‪ ،‬ولكن الوالع الذي ٌراه العالم الٌوم هو أن الكبار والصؽار تشاركوا معا فً اطالق ثورة فً‬
‫ألل من عشر سنوات من النكبة (نشؤت حركة فتح عام ‪ 0290‬وانطلمت عام ‪ 0229‬وتجذرت عام ‪0221‬‬
‫إثر معركة الكرامة)‪ ،‬وهو ما كذب أٌضا ادعاء ربٌسة الوزراء (ؼولدا مابٌر) حٌن تساءلت مستنكرة من هم‬
‫الفلسطٌنٌون أوأٌن هم ؟ بل وأن عامل النسٌان لد سمط كلٌا مع نهضة المارد الفلسطٌنً لٌس فمط خارج‬
‫الوطن حٌث شكلت مخٌمات الالجبٌن مدارس للثورة وإنما فً أرضنا عام ‪ ، 0220‬وفً أراضٌنا عام‬
‫‪ 0211‬التً أصبح عدد المواطنٌن فٌها أكثر من ملٌون ونصؾ ملٌون صامد مرابط‪.‬‬

‫(الصورة لناحوم ؼولدمان)‬

‫من المهم لنسمط هذه الممولة كلٌا أن نسمعها أٌضا على‬


‫لسان مإسسً دولة "اسرابٌل" اذ لال (بن ؼوروٌن) نفسه فً‬
‫ذات الحوار الذي عرجنا علٌه له مع (ناحوم ؼولدمان) عام‬
‫‪( 0292‬ربما نسوا فً جٌل أو جٌلٌن ولكن اآلن ال مجال أن‬
‫ٌنسوا ‪ )...‬لٌُذهل ؼولدمان كما لال من كل ما سمع‪.‬‬

‫ولنا أن ننظر الٌوم حٌث لال الربٌس محمود عباس فً‬


‫افتتاح المتحؾ الفلسطٌنً فً بلدة بٌرزٌت لرب مدٌنة رام هللا‬
‫بذكرى النكبة ‪ 68‬و بتارٌخ ‪" 2016/5/18‬نفتتح الٌوم صرحا‬
‫من الصروح الفلسطٌنٌة‪ ،‬وهو المتحؾ الفلسطٌنً الذي سٌكون‬
‫حافظا لذاكرة الشعب الفلسطٌنً‪ ،‬راوٌا للذاكرة الفلسطٌنٌة‪ ،‬مبلؽا‬
‫األجٌال المادمة أن فلسطٌن وشعبها موجودون هنا منذ األزل‪،‬‬
‫موجودون هنا منذ الكنعانٌٌن‪ ،‬مؽروسون فً هذه األرض‪ ،‬على‬
‫مدى الزمان‪ ،‬على مدى العمود الطوٌلة‪ ،‬لم ٌتحرن من هذه البمعة‬
‫لحظة واحدة‪".‬‬

‫وأضاؾ الربٌس‪" ،‬هذا المتحؾ سٌمول للعالم‪ ،‬لكل العالم نحن كنا هنا ونحن بالون هنا‪ ،‬وسنبمى هنا‬
‫لبناء دولتنا‪ ،‬وال أحد ٌستطٌع أن ٌنكر حمنا إال الناكرون‪ ،‬ولن نلتفت إلٌهم‪ ،‬ولن ٌستطٌع أن ٌنسى أحد أننا هنا‬
‫إال من ٌرٌد أن ٌنسى أو ٌتناسى‪ ،‬نحن هنا مؽروسون منذ بداٌة التارٌخ‪ ،‬منذ فجر التارٌخ‪ ،‬إلى ٌومنا هذا إلى‬
‫المستمبل لن ٌستطٌع أحد أن ٌحول دون مسٌرتنا‪ ،‬أن ٌحول دون تمدمنا إلى األمام‪ ،‬للوصول إلى ما ٌرٌد هذا‬
‫الشعب العظٌم‪".‬‬
‫من أين نبدأ الحكاية ؟‬
‫حاولنا فً البداٌة أن نب ّدد الؽٌوم أو ظالم التشكٌن من مموالت زابفة راجت مستندٌن للتارٌخ والوالع‬
‫بل ولشهادات االسرابٌلٌٌن أنفسهم لنعرج على بداٌة المصة ‪ ...‬هل كانت النكبة عام ‪ 0211‬بداٌة المصة أم‬
‫‪Page || 88‬‬
‫نهاٌتها ؟ وهل جاءت دفعة واحدة أم سبمها الكثٌر من اإلعداد والتحضٌر ؟ وإن كانت ذات امتداد فً التارٌخ‬
‫والثمافة والسعً االستعماري لماذا ومنذ متى ؟ هذا ما سنجٌب علٌه‪.‬‬

‫لمد بدأت الحكاٌة تارٌخٌا منذ أكثر من ‪ 091‬عام على األلل وإن كان لبل ذلن بكثٌر ثمافٌا وفكرا‬
‫استعمارٌا لم ٌفارق العمل األوروبً الذي آمن بالعرق األبٌض فً عدابه مع اآلخر وحروبه الصلٌبٌة التً‬
‫استؽلت الدٌن استؽالال بشعا ضمن المفهوم وشعار استعمار الدول والشعوب األخرى‪ ،‬وفً إطار الرفض‬
‫واالشمبزاز واالضطهاد بل والمتل والحرق الذي مورس لمرون فً أوروبا ضد المخالفٌن فً المذهب‬
‫المسٌحً ذاته عوضا عن المسلمٌن والٌهود ‪ ،‬هذا من ناحٌة ثمافٌة فكرٌة دٌنٌة‪.‬‬

‫أما من ناحٌة تسلسل األحداث فٌمكننا أن نعتبر حروب الفرنجة الؽربٌٌن (الحروب الصلٌبٌة كما‬
‫أسموها هم) بداٌة فكر الؽزو واالستعمار المرتبط بؤحالم التوسع االمبراطوري الرومانً المدٌم‪ ،‬وٌمكننا أن‬
‫نجد فً مراحل أخرى بذور واضحة ونواٌا لتحطٌم منطمتنا العربٌة اإلسالمٌة ودق أسفٌن فً وسطها ‪،‬‬
‫ولكننا أٌضا من الممكن أن نعتبر البداٌة مع االمبراطور المؽامر نابلٌون عام ‪.0021‬‬

‫دخل نابلٌون أرض مصر أواخر المرن ‪ 01‬وؼزا فلسطٌن عام ‪ 0021‬وسمط أمام أسوار عكا‬ ‫‪)0‬‬
‫العربٌة الكنعانٌة الفلسطٌنٌة األبٌة منذ األزل‪ ،‬وحٌنها وضمن عملٌة التوسع واالستعمار وتدمٌر‬
‫العدو وجه نداءه لٌهود العالم بالمول ‪( :‬أٌها االسرابٌلٌون ‪ ،‬أٌها األمة الفرٌدة فرنسا تمدم لكم ورثة‬
‫‪10‬‬
‫آبابكم‪ ،‬استعٌدوا أما أخذ منكم بالموة ودافعوا عنها بدعم فرنسا ومساعدتها)‪.‬‬
‫فً العام ‪ 0182‬ألٌمت أول لنصلٌة برٌطانٌة فً المدس وكان جل نشاطها ما تسمٌه (حماٌة الجالٌة‬ ‫‪)6‬‬
‫الٌهودٌة) التً لم تتعدى ‪ 01111‬شخص فً سٌاق الجهود لدق مسامٌر االستعمار فً بالدنا‪.‬وفً‬
‫‪11‬‬
‫العام ‪ 0119‬دعا الضابط االنجلٌزي [إدوارد مٌتفورد] إلنشاء كٌان للشعب الٌهودي فً فلسطٌن‪.‬‬
‫فً العام ‪ 0110‬جرت محاولة اؼتٌال للمٌصر الروسً اتهم فٌها الٌهود الروس فمتلوا وهجروا‬ ‫‪)8‬‬
‫بؤعداد كبٌرة حٌث توزعوا بٌن أوروبا الشرلٌة والؽربٌة‪ ،‬لٌُؽرق الٌهود الروس أوربا‪.‬‬
‫مع ضعؾ السلطنة العثمانٌة أمام الدول األجنبٌة وإذعانها سمحت بصفمات للٌهود فً فلسطٌن منذ‬ ‫‪)1‬‬
‫العام ‪ 0112‬فبدأت تظهر المستوطنات ‪.‬‬

‫‪ 10‬مولع (إسرابٌل بالعربٌة) ورسالة نابلٌون ذو العمل االستعماري المصلحً إلى ما أسماه (األمة‬
‫الٌهودٌة) على المولع بالرابط التالً‬
‫‪http://www.israelinarabic.com/%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-‬‬
‫‪%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%AA-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%B1%D8%AB%D8%A9-‬‬
‫‪/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86‬‬
‫‪ 11‬دراسة عزٌز العصا السابك اإلشارة لها‪.‬‬
‫‪ )9‬كان لتؤسٌس جمعٌة "أحباء صهٌون" فً روسٌا دورا هاما فً تشجٌع الهجرة الى فلسطٌن ومحاربة‬
‫اندماج الٌهود فً المجتمعات التً ٌعٌشون فٌها (والعودة إلى صهٌون) وشكلت الجمعٌة صلة وصل‬
‫بٌن ما سمً (طالبع الصهٌونٌة) فً منتصؾ المرن ‪ 02‬وبداٌة الصهٌونٌة السٌاسٌة مع ظهور‬
‫"تٌودور هرتزل" وتطورت (جمعٌة أحباء صهٌون) لتعطً الٌهود صفة "لومٌة" وإنهم جماعة‬
‫‪Page || 99‬‬
‫مستملة وعلٌهم التحرر من حٌاة االضطهاد واستماللهم بؤرض ٌعٌشون علٌها ولم تكن هذه االرض‬
‫بالضرورة فلسطٌن (أنظر المفكر الٌهودي "لٌوبنسكر" فً كتابه التحرر الذاتً) واستمرت الجمعٌة‬
‫منذ العام ‪. 0218- 0110‬‬

‫الصورة‪(:‬لٌون بٌنسكر( موالٌد ‪ 13‬دٌسمبر ‪ – 1821‬مات ‪9‬‬


‫دٌسمبر ‪ )1891‬طبٌب وناشط صهٌونً رابد ومإسس ولابد حركة‬
‫أحباء صهٌون‪.‬‬

‫‪ )2‬مع انعماد المإتمر الصهٌونً األول فً بازل بسوٌسرا عام‬


‫‪ 0120‬برباسة "تٌودور هرتزل" وهو ما مثل نهاٌة المابة‬
‫عام األولى منذ وعد نابلٌون تمرر التالً ‪:‬‬
‫‪ ‬تعزٌز االستٌطان فً فلسطٌن‬
‫‪ ‬تنظٌم وتوحٌد الٌهود فً مإسسات‬
‫‪ ‬تموٌة الشعور والضمٌر المومً‬
‫‪ ‬الحصول على البراءة وموافمة الحكومات إلنشاء‬
‫دولة ٌهودٌة‪ ,‬وتبع ذلن إنشاء الصندوق المومً‬
‫الٌهودي لشراء األراضً ثم نشاط الجمعٌات‬
‫الٌهودٌة ورإوس األموال‪.‬‬

‫‪ )0‬فً برٌطانٌا التً انتفضت ضمن وثٌمة مإتمر ("كامبل‪-‬بانرمان" ‪ )0210-0219‬لمواجهة التمدد‬
‫الٌهودي فً أوربا الؽربٌة‪ ،‬ولضرورة تموٌة العملٌة االستعمارٌة لررت استعمار الدول العربٌة‬
‫وإٌجاد البإرة الٌهودٌة فً فلسطٌن‪ ،‬إذ رأي المإتمر (أن مصدر الخطر الحمٌمً على الدول‬
‫االستعمارٌة‪ ،‬إنما ٌكمن فً المناطك العربٌة من الدولة العثمانٌة‪ ،‬ال سٌما بعد أن أظهرت شعوبها‬
‫‪12‬‬
‫ٌمظة سٌاسٌة ووعٌا ً لومٌا ً ضد التدخل األجنبً والهجرة الٌهودٌة والحكم التركً أٌضا ً‪)....‬‬

‫‪ )1‬ولد تلى كل ما سبك المسلسل المعروؾ من وعد بلفور عام ‪ 0200‬ثم صن االنتداب على فلسطٌن‬
‫وممارسته فٌها (‪ )0211 - 0268‬على مدار ربع لرن أسود‪.‬‬

‫‪ 12‬عن مإتمر كامبل بانرمان فً الموسوعة الحرة وٌكٌبٌدٌا‪.‬‬


‫‪Page || 10‬‬
‫‪10‬‬

‫الصورة‪( :‬سٌر هنري كامبل بنرمان ربٌس وزراء برٌطانٌا (‪)1908-1905‬‬

‫السياسة البريطانية االستعمارية‬


‫بال شن أن السٌاسة االستعمارٌة البرٌطانٌة كان لها الٌد الطولى فً إنشاء الكٌان االسرابٌلً على‬
‫أنماض الشعب الفلسطٌنً وفً أرض فلسطٌن‪ 13‬ضمن السٌاسة االستعمارٌة المنهجٌة التً أعطت األولٌة‬
‫للمصالح الؽربٌة فً ضوء الهٌمنة االنجلٌزٌة (وهنا ال نعفً الفرنسٌة التً ولعت على اتفالٌة ساٌكس بٌكو)‬
‫والسٌطرة التً طالت لارات العالم جمٌعها‪ ،‬ومن هذه النظرة العنصرٌة ٌمكننا أن نجمل سٌاساتها حٌن‬
‫احتاللها لفلسطٌن وحٌن تطبٌمها لهذه السٌاسة منذ العام ‪ 0202‬بالتالً‪:‬‬

‫‪ )0‬تشجٌع الهجرة الٌهودٌة بكل السبل والوسابل بعد أن أؼلمت أوربا وأمرٌكا فً وجه الٌهود‪ ،‬ولد‬
‫نجحت هذه السٌاسة اذ استطاعت فً الفترة ما بٌن (‪ )0212 – 0266‬من إدخال نصؾ ملٌون‬

‫‪13‬رؼم ذلن ظهرت نماشات عدة لدى البرٌطانٌٌن وأٌضا فً الحركة الصهٌونٌة حول البدابل إللامة الدولة‬
‫الٌهودٌة فً سٌناء أو لٌبٌا او كٌنٌا او اوؼندا او االرجنتٌن‪.‬‬
‫ٌهودي لٌتحول عددهم من عشرة بالمابة إلى ثلث السكان (من‪ 11‬ألفا إلى ‪ 211‬ألفا) وتحت‬
‫‪14‬‬
‫سٌطرتهم ‪ 811‬مستعمرة‪.‬‬
‫توظٌؾ الضباط والعسكرٌٌن واإلدارٌٌن فً مإسسات (االنتداب) ال سٌما وأن الٌهودي (هربرت‬ ‫‪)6‬‬
‫صموبٌل) كان المندوب السامً الذي منح كل االفضلٌة واالمتٌازات لهم فشكل فً حمٌمة األمر طالم‬
‫‪Page || 11‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلدارة والمادة المادمٌن للدولة العبرٌة‪.‬‬
‫اٌجاد لٌادة سٌاسٌة صهٌونٌة وإبرازها ودعمها بل وتمدٌم الدعم العسكري للموات شبه العسكرٌة ما‬ ‫‪)8‬‬
‫جعلها وألسباب أخرى جاهزة لحرب سلب فلسطٌن(شكل الجٌش الصهٌونً المستعد والمدرب‬
‫والذي ٌعرؾ جؽرافٌا البلد وسبك مشاركة أعداد منه فً الحرب األوربٌة (العالمٌة) الثانٌة ‪8‬‬
‫أضعاؾ الجٌوش العربٌة مجتمعة فً حرب ‪ )0212- 0211‬حٌث كانوا ‪ 012‬ألؾ مماتل ممابل ‪20‬‬
‫ألؾ عربً مماتل)‪.‬‬
‫طرد الفلسطٌنٌٌن العرب أو التضٌٌك علٌهم سٌاسٌا واجتماعٌا والتصادٌا وتعلٌمٌا ودفعهم للهجرة‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫خلك اضطربات لدفعهم للهجرة ‪ ،‬ولمع جمٌع االنتفاضات والهبات والثورات الفلسطٌنٌة الباسلة التً‬ ‫‪)9‬‬
‫لم تتولؾ للحظة ضد المهاجرٌن واالستٌطان وضد االحتالل االنجلٌزي‪.‬‬
‫تهٌبة األجواء واإلمكانٌات لتسلٌم الٌهود المدن والمرى والموانا والمطارات ومعسكرات الجٌش‬ ‫‪)2‬‬
‫والمإسسات وهو ما حصل بجالء مع االنسحاب البرٌطانً من فلسطٌن‪.‬‬

‫أما لماذا كل هذا فإن لم ٌكن لتفتٌت األمة العربٌة و(الحضارة العربٌة اإلسالمٌة باإلسهامات‬
‫المسٌحٌة الشرلٌة) فلماذا ٌكون ؟ وإن لم ٌكن للسٌطرة على الثروات والحمول والعمول فماذا ٌكون؟ وإن لم‬
‫ٌكن لتؤصٌل نظرٌة التخلص من "المسؤلة الٌهودٌة" فً أوربا والتحلل من سنوات اضطهادهم الطوٌلة وفً‬
‫ذات الولت وضع كٌان استعماري ومرتبط كلٌا بهم فماذا ٌكون؟‪.‬‬

‫ولربما نرى بوضوح أٌضا وجود سبب آخر ذو طابع دٌنً توراتً لدى الكثٌر من منظري‬
‫المسٌحٌة الؽربٌة خاصة البروتستانتٌة التً تإمن بخرافات التوراة وأرض المٌعاد والمسٌح (االسرابٌلً)‬
‫الموعود‪.‬‬

‫‪ 14‬فٌدال‪ ،‬دمومٌنٌن (‪ .)2002‬خطٌبة إسرابٌل األصلٌة‪ :‬المإرخون الجدد االسرابٌلٌون ٌعٌدون النّظر فً‬
‫طرد الفلسطٌنٌٌن‪ .‬ترجمة‪ :‬جبور الدوٌهً‪ .‬مإسسة الدراسات الفلسطٌنٌة‪ .‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ط‪ .1‬ص‪.3-2 :‬‬
‫وعن دراسة عزٌز العصا أٌضا‬
‫‪Page || 12‬‬
‫‪12‬‬

‫الصورة‪ :‬هربرت صموبٌل وهو سٌاسً برٌطانً ٌهودي‪ ،‬وأول مندوب سام برٌطانً فً فلسطٌن‪.‬‬
‫الذي منح كل االفضلٌة واالمتٌازات للمستعمرٌن الٌهود فشكل فً حمٌمة األمر طالم اإلدارة والمادة‬
‫المادمٌن للدولة العبرٌة‪.‬‬

‫النكبة والتطهير العرقي‬


‫إن الكارثة التً حلت بفلسطٌن وعبر نكبة عام ‪ 0211‬لد نمرأها من زاوٌة الفشل العربً أو التمصٌر‬
‫الشدٌد‪ ،‬وٌربطها البعض بالتآمر‪ ،‬ولد نمرأها من زاوٌة المخطط الؽربً‪-‬الصهٌونً مسبك اإلعداد‬
‫واالستعداد وتهٌبة المناخ لالستٌالء على فلسطٌن‪.‬‬

‫إن مشاركة عدة جٌوش من الدول العربٌة والمتطوعٌن من األحزاب أوالهٌبات المختلفة دلّل على‬
‫حٌوٌة المضٌة‪ ،‬وبطولة المشاركٌن فً هذه الحرب من معظم الشعوب والدول العربٌة‪ ،‬ما نحسب من ماتوا‬
‫منهم وأمواتنا شهداء بإذن هللا تعالى‪.‬‬

‫ولكن ٌمكننا أن نطلع على عجالة فمط على شهادة لمناضل عربً لٌبً هو دمحم حسن عرٌبً حول‬
‫المصور العربً وهو الذي ٌكتب فً كتابة (الفدابٌون العرب فً حرب ‪ )0211‬ص‪ 000‬لابال بؤلم (لضٌنا‬
‫أ ٌاما فً دمشك األبٌة العربٌة ‪ ،‬حصن األحرار ومالذ الثوار وملجؤ اللٌبٌٌن الذٌن لاتلوا الطلٌان ‪ ،‬ومن‬
‫دمشك عدنا إلى عمان فإلى نابلس ‪ ،‬وهنالن شاهدنا الجٌش العرالً العظٌم ‪ ،‬وكم تمنٌت لو كنت لابدا لهذا‬
‫الجٌش ‪ ،‬أحارب الصهاٌنة به وحده ‪ ،‬وبسالحه هذا ‪ ،‬ومدافعه هذه التً نراها ومدرعاته ‪ ،‬إذن لجعلت دولة‬
‫"إسرابٌل" تذكر فً األساطٌر لبل شهرٌن اثنٌن‪.‬‬
‫ومر بنا أحد الضباط على وحدة من وحدات الدفاع ‪ ،‬وأشار إلى مستعمرة صهٌونٌة رالدة على‬
‫البحر واسمها ناتانٌا ‪ ،‬ال تبعد عن موالع الجٌش العرالً سوى عشرة أمٌال ‪ ،‬ولال ‪ :‬فً استطاعة الجٌش‬
‫العرالً أن ٌحتلها فً لٌلة ‪ ...‬وباحتاللها تصل البحر ونفصم "إسرابٌل" إلى لسمٌن ‪ .‬وبذلن نشتت لواها‬
‫ونحطمها فً مدى أٌام ‪....‬‬
‫‪Page || 13‬‬
‫‪13‬‬
‫وللت ‪ :‬ما ٌمنعكم من تنفٌذ خطة ناجحة مثل هذه ؟‬

‫فؤجاب بلهجة تمطر ؼٌظا ‪ :‬أعطنً سٌاسة وطنٌة أعطن فلسطٌن عربٌة ‪ ...‬لماذا ال نتحرر من ضؽط‬
‫الؽرب واحتكاره ‪ ،‬إنه سلبنا الحرٌة ‪ .‬وها هو أخٌرا ٌسلبنا حتى شرفنا العسكري ‪ ...‬لماذا ال نتحرر ٌا ناس؟‬

‫للت فً نفسً ‪ :‬ما له ثابر على هذا النحو؟‬

‫وكؤنه أدرن ما ٌجول فً خاطري ‪ ..‬فاستطرد ٌمول ‪ :‬و هللا ما أنا شٌوعً ‪ :‬ولكن ٌجب أن نضرب العدو‬
‫‪15‬‬
‫المستعمر بؤي سالح‪).‬‬

‫ولسنا فً هذا المبحث فً مجال تمٌٌم األداء العربً العاجز آنذان لدول فً طور التشكل وجٌوش‬
‫ضعٌفة ومتطوعٌن خاضوا البطوالت‪ ،‬ولكن هٌهات‪ ،‬لسنا فً مجال التمٌٌم بمدر ما نستعرض فٌه الحمابك‬
‫على األرض والتً كرسها االستعمارٌون الؽربٌون مع الصهاٌنة حتى وصلنا لنهاٌة المشروع المدٌم بالنكبة‪.‬‬

‫‪15‬دمحم عرٌبً‪ ،‬صراع الفدابٌٌن‪ ،‬الفدابٌون العرب فً حرب فلسطٌن ‪،1948‬دار السالم للطباعة‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫ص‪171‬‬
‫إن ابلػ استعراض للكارثة التً حلت بالفلسطٌنٌٌن عام ‪ 0211‬وما تالها من سنوات نجدها واضحة‬
‫فً كتاب المإرخ االسرابٌلً التمدمً (اٌالن بابٌه) الموسوم (التطهٌر العرلً فً فلسطٌن) الذي ٌتناول‬
‫بالتفصٌل سرلة ارض فلسطٌن وطرد الفلسطٌنً بشكل منهجً وكلً وما رافك لٌام "اسرابٌل" من عزل‬
‫للفلسطٌنٌٌن فً معازل (ؼٌتوات) وانتهان حرمة األماكن الممدسة واالعتداءات الجسدٌة وصوال الى‬
‫‪Page || 14‬‬
‫‪14‬‬
‫تكرٌس ما ٌسمٌه "بابٌه" (محو الذاكرة) بطمس المعالم العربٌة بل واختالق الرواٌات التً تنكر وجودها‪.‬‬

‫ولإلجابة عن السإال الكبٌر الذي طالما حٌّر الكثٌر من الفلسطٌنٌٌن والعرب حول كٌفٌة تمكن‬
‫األللٌة الٌهودٌة فً فلسطٌن عام ‪ 0211‬من هزٌمة األؼلبٌة‬
‫العربٌة الفلسطٌنٌة فإن (إٌالن بابٌه) فً كتابه‪ٌ 16‬جٌب بعرض‬
‫عدد من األسالٌب والتكتٌكات الصهٌونٌة الناجحة كالتالً‪:17‬‬

‫[أوال ‪ :‬إعداد ملفات استخبارٌة عن عدد كبٌر من المرى‬


‫الفلسطٌنٌة ‪ٌ .‬خبرنا "بابه" أنه مع نهاٌة الثالثٌنٌات كان إعداد‬
‫األرشٌؾ لد اكتمل ‪ .‬ولد تضمن ملؾ كل لرٌة تفصٌالت دلٌمة‬
‫عن مولعها الطوبوؼرافً ‪ ،‬وطرق الوصول إلٌها ونوعٌة‬
‫أراضٌها وٌنابٌع المٌاه ومصادر الدخل الربٌسٌة وتركٌبتها‬
‫االجتماعٌة – االلتصادٌة واالنتماءات الدٌنٌة للسكان وأسماء‬
‫المخاتٌر والعاللات بالمرى األخرى وأعمار الرجال (من سن‬
‫‪ )91-02‬ومعلومات كثٌرة أخرى (ص ‪ )02‬وتوجد الٌوم‬
‫ملفات مشابهة تحمل النمط نفسه من المعلومات عن جمٌع‬
‫المرى فً الضفة الؽربٌة ولطاع ؼزة ‪ ،‬وٌضٌؾ بابه أن آخر‬
‫تحدٌث لملفات المرى لد جرى سنة ‪ 0210‬وكان التركٌز فٌه‬
‫على إعداد لوابم باألشخاص "المطلوبٌن" فً كل لرٌة ‪ .‬ولد‬
‫استخدمت الموات الٌهودٌة هذه الموابم فً سنة ‪ 0211‬فً عملٌات تفتٌش واعتمال كانت تتم أثناء احتالل‬
‫لرٌة ما‪ ،‬وكان األمر ٌتم على النحو التالً ‪ٌ :‬ولؾ رجال المرٌة فً صؾ ‪ ،‬ومن ترد أسماإهم فً المابمة‬
‫ٌتم التعرؾ علٌهم فً معظم االحٌان من جانب االشخاص الذٌن وشوا بهم لكن هذه المرة تكون رإإس‬
‫الواشٌن مؽطاة بكٌس المماش فٌه فتحتان عند العٌنٌن فمط ‪ ،‬كً ال تعرؾ هوٌتهم وكان الرجال الذٌن ٌتم‬

‫‪ٌ16‬مول الباحث صالح عوٌس من الجمعٌة الوطنٌة لمناهضة الصهٌونٌة على مولع (المناهضة) ( ٌستمد هذا‬
‫الكتاب أهمٌته من أنه ٌعتبر بمثابة شهادة تفصٌلٌة موثمة وحافلة باألسماء واألرلام والولابع ٌمدمها المإلؾ‬
‫الذي ٌنتمً إلى المإرخٌن اإلسرابٌلٌٌن الجدد حول حمابك التطهٌر العرلً الذي نفذته العصابات الصهٌونٌة‬
‫المسلحة لبل النكبة فً ‪ ،1948‬حٌث ٌوضح أن التطهٌر العرلً الذي نفذه الصهاٌنة ضد الشعب الفلسطٌنً‬
‫جاء فً إطار إستراتٌجٌة إسرابٌلٌة متكاملة وتجسٌد للنزعة اإلٌدٌولوجٌة الصهٌونٌة التً استهدفت أن تكون‬
‫فلسطٌن للٌهود حصرا‪ ،‬عبر إخالبها من أكبر عدد ممكن من الفلسطٌنٌٌن) ‪.‬‬
‫‪ٌ17‬عرض هذا الموضوع الباحث رجا شحادة فً ورلته حول كتاب التطهٌر العرلً ل"بابه" لمجلة الدراسات‬
‫الفلسطٌنٌة ‪ ،‬المجلد ‪، 01‬العدد ‪ )00‬صٌؾ ‪(، 6110‬ص ‪) 080‬‬
‫فرزهم ٌمتلون على الفور (ص‪ )60‬واستخدم األسلوب نفسه خالل االجتٌاح االسرابٌلً للبنان سنة ‪0216‬‬
‫واحتالل جنوبه ‪ ،‬لتحدٌد من سٌتم تولٌفه فً معتمل "أنصار" وسجن "الخٌام" اللذان ألامتهما "إسرابٌل"‬
‫وتواصل استخدامه فً الضفة الؽربٌة وؼزة لتحدٌد أولبن الذٌن سٌكونون ضحاٌا السٌاسة االسرابٌلٌة فً‬
‫"المتل المستهدؾ"‪.‬‬
‫‪Page || 15‬‬
‫‪15‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬إن استخدام العمالء ٌمود بنا إلى التكتٌن اآلخر الذي ٌذكر أٌضا بما هو سابد حالٌا فً الضفة والمطاع‬
‫من أنشاء شبكة من المخبرٌن وكان أحد المنخرطٌن فً هذا الجهد ‪" ،‬موشٌه باسترنان" الذي أوضح الحما‬
‫بعد عدة أعوام انه صار لدى "الهاؼاناه" فً سنة ‪" 0218‬شبكة من المخبرٌن تستحك التسمٌة" (ص‪.)61‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أمر ثالث ثبت أنه كان له أهمٌة كبرى فً سٌاق "إنشاء منظمة عسكرٌة فعالة" وهو [التدرٌب]‬
‫بمساعدة ضباط برٌطانٌٌن متعاطفٌن وكان أشهرهم "أورد تشارلز وٌنؽٌت" الذي بحسب "بابه" "جعل المادة‬
‫الصهٌونٌٌن ٌدركون بصورة أفضل أن فكرة إلامة دولة ٌهودٌة ٌجب أن تمترن بشكل وثٌك بتحضٌرات‬
‫عسكرٌة وإنشاء جٌش أوال ولبل كل شًء من أجل حماٌة األعداد المتزاٌدة من األراضً والمستعمرات‬
‫الٌهودٌة فً فلسطٌن [‪ ]...‬ولكن أٌضا [‪ ]...‬ألن األعمال المسلحة الهجومٌة من شؤنها أن تشكل رادعا فعاال‬
‫ضد المماومة المحتملة للفلسطٌنٌٌن (ص‪.)09‬‬

‫وٌستنتج "بابه وتكتب بابٌه أٌضا" "ومن هنا إلى التفكٌر فً طرد جمٌع السكان االصلٌٌن بالموة‬
‫بات الطرٌك [‪ ]...‬لصٌرا جدا (الصفحة نفسها ) ولمد نجح "وٌنؽٌت" فً ربط لوات "الهاؼاناه" بالموات‬
‫البرٌطانٌة خالل الثورة العربٌة كً تتعلم على نحو أفضل ماذا ٌجب أن تتضمن (مهمة تؤدٌبٌة) ضد لرٌة‬
‫عربٌة (ص‪ )02‬فعلى سبٌل المثال "عرفت لوة ٌهودٌة فً حزٌران ‪ٌ /‬ونٌو ‪ 0281‬أول مرة ماذا ٌعنً‬
‫احتالل لرٌة فلسطٌنٌة ‪ ،‬إذ هاجمت وحدة تابعة "للهاؼاناه" وسرٌة برٌطانٌة معا لرٌة على الحدود بٌن‬
‫"إسرابٌل" ولبنان ‪ ،‬واحتلتها بضع ساعات (الصفحة نفسها)‪].‬‬
‫نكبة الرواية واألسماء‬
‫لم ٌتولؾ العمل الصهٌونً المتمثل بالجرٌمة والكارثة والمتمثل بالفصل العنصري وتواصل االحتالل‬
‫لٌطال كل التارٌخ وا لرواٌة والذاكرة التً ٌحاول (نتنٌاهو) الٌوم والٌمٌن الدٌنً المتطرؾ أن ٌنمض ‪-‬عبر‬
‫‪Page || 16‬‬
‫‪16‬‬
‫خرافاته وأساطٌره التوراتٌة وأكاذٌبه‪ -‬على الحمابك التً ٌكرسها العلم واآلثار والمسار الحمٌمً للتارٌخ كلها‬
‫تلن التً تثبت بالمطع عدم إلرار حبة رمل واحدة لوجود لبٌلة بنً اسرابٌل العربٌة الٌمنٌة المنمرضة هنا ال‬
‫كإمارات (مخالٌؾ) وال كؤساطٌر نشؤت عنها كما أثبت ال ُكتاب االسرابٌلٌون المنصفون أنفسهم حٌث أن ال‬
‫صلة أصال بٌن (ٌهود) التوراة وٌهود فلسطٌن الٌوم‪ ،‬عوضا عن ان الدٌانة ال تورث لومٌة والمومٌة ال‬
‫تصنع دٌانة ‪ ،‬وتعدد األعراق الٌهودٌة التً تمطن فلسطٌنٌنا الٌوم ال صلة تارٌخٌة أو دٌنٌة بٌنها إال االنتماء‬
‫لدٌانة واحدة واحتالل بالدنا فً السٌاق االستعماري االستٌطانً ‪.‬‬

‫وفً إطار محو أو تدمٌر الذاكرة أٌضا ال ٌتولؾ اإلعالم الصهٌونً والمتآزر معه عن بث‬
‫االشاعات والمصطلحات المضللة التً ال ننتهً من مثل تكرار أسماء ال صلة لنا بها وال تمثل والعا وال‬
‫تارٌخا كتكرار مصطلح (أرض إسرابٌل) والتً تضم كل فلسطٌن وهً أرض فلسطٌن و(ٌهودا والسامرة)‬
‫أي الضفة الؽربٌة‪ ،‬ومصطلح لبر النبً ٌوسؾ (بفرضٌة أنه لبر نبً ما هو ؼٌر صحٌح) ولبة راحٌل بدال‬
‫من مسجد بالل‪ ،‬و"جبل الهٌكل" بدال من المسجد األلصى (المسجد األلصى هو كل ما دار حوله السور فً‬
‫‪ 011‬دونما تضم المسجد المبلً ومسجد لبة الصخرة والمسجد المروانً والمبانً المؽطاة والصحن) وهكذا‬
‫الكثٌر مما ٌتساوق معه البعض العربً‪.‬‬

‫لمد محى الصهاٌنة ‪ 980‬لرٌة عربٌة فً بالدنا فكٌؾ ٌوافمون على إحٌاء ذكراها عبر احتفاالت النكبة‬
‫التً نمٌمها ؟ وؼٌروا األسماء والشواهد والالفتات‪ 18‬فهل ٌمبلون أن نعٌدها للحٌاة ؟ ال بل وهم ٌوؼلون‬
‫بنفس العمل فً الضفة الؽربٌة التً تخترلها المستوطنات بؤسمابها العبرٌة المسرولة وهً كلها تمرٌبا‬
‫(المحو رة) عن االسم العربً الكنعانً األصلً فً محاولة تتجسد عبر الفتات الشوارع ومحركات البحث‬ ‫ّ‬
‫على الشابكة (االنترنت) وعلى تطبٌمات الهاتؾ النمال‪ ،‬وفً مولع (انستؽرام) وفً الكتب والخرابط ولٌس‬
‫أدعى للذكر من وجود عشرات المنظمات االرهابٌة التً تسعى لتدمٌر المسجد االلصى وإلامة أسطورة ما‬
‫ٌسمونه الهٌكل الثالث وما كان هنا ال أول وال ثانً‪ ،‬وؼٌرها من عصابات المستوطنٌن االرهابٌٌن فً‬
‫الضفة الفلسطٌنٌة‪ ،‬وما سبك ذلن من تؽٌٌر لمبات لألسماء والموالع المختلفة فً المدس (ولبلها فً فلسطٌن‬
‫‪ )0211‬التً ٌتم تهوٌدها ٌومٌا بال هوادة وبسبل متعددة‪.‬‬

‫‪ 18‬منذ العام ‪ 1870‬وبدعم االستعمار الؽربً لام أتباعه بإعادة تسمٌة األماكن والموالع التارٌخٌة فً‬
‫فلسطٌن بؤسماء عبرٌة ومحو االسم العربً منها (من دراسة عزٌز العصا المشار لها)‬
‫‪Page || 17‬‬
‫‪17‬‬

‫سياسة الفصل العنصري (االبارتهايد)‬


‫علٌه وفً إطار السٌاسة اإلسرابٌلٌة المتواصلة ما لبل العام ‪ ، 0211‬وما بعدها ‪ ،‬وحتى الٌوم فً‬
‫الضفة وأرض فلسطٌن ‪ 0211‬ظلت هذه السٌاسة تتمحور حول ثالثٌة اؼتصاب وسرلة األرض أوال ثم‬
‫طرد العرب ‪ ،‬وإحالل المهاجرٌن الٌهود فً آلٌة تمٌٌز عنصري بحٌث ٌمكننا النظر إلٌها كالتالً ‪:‬‬
‫تهجٌر العرب من فلسطٌن ‪ 0211‬بالموة عبر المذابح أو التضٌٌك المستمر أو النمل ‪ ،‬ورفض عودة‬ ‫‪.0‬‬
‫أي منهم لوطنهم‪ ،‬وهو مازال ٌمارس بتمنٌات مختلفة فً الضفة الٌوم‬
‫محو البٌوت والشواهد واآلثار والمساجد والمبانً المدٌمة والممابر‪..‬الخ‪ ،‬وإحالة المرى (تلن التً‬ ‫‪.6‬‬
‫دمرت) إلى أكوام ثم تسوٌتها باألرض‪.‬‬
‫‪Page || 18‬‬
‫‪18‬‬
‫محو األسماء العربٌة من السجالت فً فلسطٌن ‪ 0211‬واختالق أسماء توراتٌة (هً بالحمٌمة‬ ‫‪.8‬‬
‫عربٌة) واستبدال كل األسماء العربٌة فً الوثابك والكتب والخرابط وعلى الٌافطات فً كل مكان‪.‬‬
‫تشرٌع سرلة األرض تحت دعاوى متنوعة ألؼراض عسكرٌة وأمنٌة‪ ،‬أو كؽابات ومتنزهات أو‬ ‫‪.1‬‬
‫تزوٌر البٌع والشراء ‪ ..‬الخ‪( .‬األرض مازالت حتى الٌوم فً أراضً ال‪ 11‬تسرق كما الحال منذ‬
‫النكبة‪ ،‬وبنفس المعنى تسرق فً الضفة)‬
‫سن لوانٌن ضد الوجود الفلسطٌنً وفرض لانون الطوارئ (فرض فً "اسرابٌل" ضد العرب بعد‬ ‫‪.9‬‬
‫احتاللهم أرضنا عام ‪ 0211‬واستمر حتى ‪ )0221‬وما زالت الموانٌن فً الضفة مشتمة منه الى‬
‫الٌوم‪.‬‬
‫لمد آثر االسرابٌلٌون الٌوم أن ٌتحللوا من "العمك المومً للٌهودٌة" كما شاء المإسسون األوابل‬ ‫‪.2‬‬
‫وافترضوا أن الؽطاء الدٌنً المتطرؾ المؽموس بالمومٌة هو الحل ما ٌظهر بعمك فً االتجاه‬
‫اإلسرابٌلً نحو الٌمٌن‪ ،‬وما مطالبات (نتنٌاهو) المستمٌتة لالعتراؾ بالدولة (ٌهودٌة لومٌة) إال‬
‫تعمٌما لعملٌة التوراة الخرافٌة من جهة ذات البعد الدٌنً الذي ٌُمصً األؼٌار وٌكرس األرض لهم‪،‬‬
‫ولرؼبة ممٌته بتواصل التطهٌرالعرلً باحتالل كل بالدنا‪ ،‬وإؼالق الباب نهابٌا على حك العودة ما‬
‫ال ٌمبله أي طفل عربً أوفلسطٌنً‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫لال المابد الكبٌر صالح خلؾ (أبو إٌاد)‪( :‬بعد اللجوء والتشرد عام ‪ 0211‬وجدنا أن ال سبٌل أمامنا ال‬
‫كفلسطٌنٌٌن وإنما كعرب إال أن نتجه للسالح ‪ ،‬وكنا نعلم أن هذه الرصاصات التً أطلمناها وحدها لن تدمر‬
‫"إسرابٌل" ولكنها رسالة لألمة تشٌر إلى مكامن الضعؾ فٌها‪ ،‬وهً إعالن تحرٌر إلرادة اإلنسان الفلسطٌنً‬
‫من أي ضعؾ ‪ ،‬إنها تمرد على أنظمة الخنوع)‬

‫وأضاؾ فً خطبة أخرى له (نحن ثورٌون وطنٌون أكثر من هذه األنظمة – مشٌرا ألنظمة تصؾ‬
‫نفسها آنذان بؤنها تمدمٌة – ولٌس هنان حك إلهً ألحد منهم)‬
‫وأضاؾ أٌضا (كنا نعرؾ أن هذه العملٌات التً ٌموم بها الفدابٌون لن تحرر فلسطٌن لوحدها ولكن‬
‫مجموع لدرات األمة العربٌة تستطٌع) ولال (إن العمل العسكري من أجل أن نحصد ثمارا سٌاسٌة كما لال‬
‫‪19‬‬
‫أخً هانً الحسن وبدمنا نستطٌع أن نحرن الجٌوش العربٌة ‪ ،‬ولكننا دوما نكون فً الممدمة)‬

‫‪Page || 19‬‬
‫‪19‬‬

‫فً إلرار ما سبك من احتالل استعماري استٌطانً اسرابٌلً إحاللً ؼاشم وجرابم وإثارة رعب وحرق‬
‫منازل وهدم بٌوت ‪ ...‬الخ من مسلسل (التطهٌر العرلً) ٌمول وزٌر خارجٌة "اسرابٌل" وربٌس وزرابها‬
‫األسبك (موشٌة شارٌت) عن تلن الفترة (لمد كنت شرٌكا فً السلسلة الطوٌلة من الحوادث التً اختلمناها ‪،‬‬
‫بل وفً العدٌد من االشتباكات التً اشعلناها والتً كلفتنا الكثٌر من الدماء ‪ ،‬بل وفً انتهاكات الموانٌن من‬
‫‪20‬‬
‫لبل رجالنا والتً كلها أسهمت فً إحداث المصابب العظام وحدوث المسار الكلً لألحداث ‪.)....‬‬

‫ورؼم كل هذا المسار الكلً الصعب والكارثً لم تنتظر طالبع الثورة والتحرٌر والعودة كثٌرا لتعلن‬
‫فتح بوابة الصمود والثبات وحرب الشعب طوٌلة النفس والتحرٌر منذ العام ‪ 0290‬حٌث نشؤت حركة‬
‫التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً‪ -‬فتح‪ 21‬كرد فعل موزون وحمٌمً على مخطط االحتالل الصهٌونً لبالدنا‪،‬‬

‫‪19‬أنظر خطابات ضمٌر الثورة صالح خلؾ فً شرابط المربً على مولع (ٌوتٌوب)‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=xrRnDN8JzzM‬‬
‫‪20‬أنظر عن "موشى شارٌت" فً المولع ‪http://www.creativity.ps/nakba/criminal-‬‬
‫‪details.php?id=31‬‬
‫‪21‬حول حركة فتح والرواد والبداٌات واالرتباط بالنكبة‪ ،‬وحول الحركة الٌوم مبات الكتب وإن كان لنا‬
‫اإلشارة نحٌلكم للكتب التً دونت مسٌرة الخالد فٌنا أبوعمار وهً كثٌرة جدا ومتنوعة‪ ،‬وتلن عن المادة‬
‫وعلى تخاذل وتراجع من حولنا‪ ،‬فما استطاع االسرابٌلً محو وجودنا رؼم كل فعله التدمٌري حتى الٌوم‬
‫وما استطاع أن ٌزور الرواٌة أو أن ٌمحو الذاكرة كما ٌجتهد المادة االسرابٌلٌٌن صباح مساء ألن االرادة‬
‫العربٌة الفلسطٌنٌة التً أنجزت بعثها حركة فتح مثلت فجرا حمٌمٌا أعاد وضع فلسطٌن على الخارطة‬
‫السٌاسٌة‪ ،‬فبعثت كوامن الفعل واإلبداع والثورة لدى الجماهٌر‪ ،‬وكرست نضالٌة المضٌة وفخار هذا الشعب‬
‫‪Page || 20‬‬
‫‪20‬‬
‫البطل الذي ال ٌنسى أبدا‪ ،‬وسٌستمر فً الكفاح حتى ٌتحمك النصر بإذن هللا تعالى‪.‬‬

‫الحواشي‬

‫]‪ [1‬نشرت الدراسة ألول مرة فً العام ‪ 2016‬من لبل أمانة سر اللجنة المركزٌة لحركة فتح‪ ،‬وهذه الطبعة‬
‫الثانٌة للعام ‪ 2018‬فً مفوضٌة االعالم والثمافة والتعببة الفكرٌة‪.‬‬
‫]‪ [2‬لم ٌكن بنً اسرابٌل المبٌلة العربٌة الٌمنٌة المنمرضة المذكورة فً التوراة شعبا أبدا بل لبٌلة فً محٌط‬
‫عدة لبابل عربٌة أخرى‪ ،‬ولم ٌكن الٌهود كدٌانة شعبا‪ ،‬فلم ٌنشؤ عبر التارٌخ ما ٌمكن تسمٌته (الشعب‬
‫الٌهودي) أو (شعب اسرابٌل) كما لم ٌكن هنان لط ما ٌمكن تسمٌته (أرض اسرابٌل)‪ ،‬والٌهود الدٌانة‬
‫الممٌمٌن الٌوم فً بالدنا من أعراق ولومٌات عدة ؼالبها خزري روسً اوربً‪ ،‬ولمن ٌشاء العودة لكتب‬
‫الكاتب االسرابٌلً (شلومو ساند) وسابمة (آرثر كوستلر)‪ ،‬ولكتابات المإرخٌن العرب الكبار أمثال فاضل‬
‫الربٌعً وفرج هللا صالح دٌب وأحمد الدبش‪.‬‬
‫]‪ [3‬ناحوم ؼولدمان (‪ )1982-1895‬أحد زعماء الحركة الصهٌونٌة‪ ،‬والمإٌدٌن للتعامل مع ألمانٌا فً‬
‫مرحلة‪ ،‬وربٌس الهستدروت (اتحاد العمال) بعد لٌام الكٌان‪ ،‬دعا إللامة الكونؽرس الٌهودي العالمً‪ ،‬وتولى‬
‫رباسته بٌن ‪ 1953‬و ‪ 1977‬وله كتاب هام تحت عنوان مذكرات ناحوم ؼولدمان‪ ،‬دعا الحكومة‬

‫الكبار أمثال أبوجهاد وأبوالهول وأبوإٌاد وؼٌرهم‪ ،‬وكذلن الكتب المتخصصة بالمضٌة وبالحركة مثل السفر‬
‫الذي أنجزه اللواء محمود الناطور تحت عنوان (حركة فتح من االنطاللة إلى االؼتٌاالت)‬
‫االسرابٌلٌة الى االعتراؾ بمنظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة والشروع فً مفاوضات معها‪ .‬توفً العام ‪ 1982‬فً‬
‫المدس‪.‬‬
‫]‪ [4‬لمراجعة كتاب المعضلة الٌهودٌة (التنالض الٌهودي) لناحوم ؼولدمان ذاته‪ ،‬وممال جهاد الخازن فً‬
‫الحٌاة ‪2014/12/29‬‬
‫]‪ [5‬أوري دٌفس‪" ،‬اسرابٌل" االبارتهاٌدٌة وجذورها فً الصهٌونٌة السٌاسٌة‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪2015 ،‬‬ ‫‪Page || 21‬‬
‫‪21‬‬
‫فً ص ‪22‬‬
‫]‪ .21 [6‬بٌان الحوت (‪ .)1991‬فلسطٌن (المضٌة‪-‬الشعب‪-‬الحضارة)‪ :‬التارٌخ السٌاسً من عهد الكنعانٌٌن‬
‫حتى المرن العشرٌن‪ .‬دار االستمالل للدراسات والنشر‪ .‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ط‪ .1‬ص‪.298-297 :‬‬
‫]‪ [7‬مازن لمصٌة (‪ .)2011‬المماومة الشعبٌة فً فلسطٌن‪ :‬تارٌخ حافل باألمل واإلنجاز‪ .‬المإسسة‬
‫الفلسطٌنٌة لدراسات الدٌممراطٌة (مواطن)‪ .‬رام هللا‪ .‬فلسطٌن‪ .‬ص ‪ ،48‬وص ‪50‬‬
‫]‪ [8‬دراسة الباحث عزٌز العصا فً جرٌدة حك العودة العدد ‪75‬‬
‫]‪ [9‬إٌالن بابه‪ ،‬مإرخ إسرابٌلً‪ ،‬ومحاضر رفٌع المستوى فً العلوم السٌاسٌة فً جامعة حٌفا‪ .‬وهو أٌضا ً‬
‫المدٌر األكادٌمً لمعهد "ؼفعات حبٌبا لدراسات السالم"‪ ،‬وربٌس معهد إمٌل توما للدراسات الفلسطٌنٌة فً‬
‫حٌفا‪ .‬ولد ألؾ عدة كتب‪ ،‬أخرى ؼٌر ماذكرنا منها‪( A History of Modern Palestine :‬تارٌخ‬
‫فلسطٌن الحدٌثة)؛ ‪( The Modern Middle East‬الشرق األوسط الجدٌد)؛ ‪The‬‬
‫‪( Israel/Palestine Question‬لضٌة إسرابٌل‪ /‬فلسطٌن)‪.‬‬

‫]‪ [10‬مولع (إسرابٌل بالعربٌة) ورسالة نابلٌون ذو العمل االستعماري المصلحً إلى ما أسماه (األمة‬
‫الٌهودٌة) على المولع بالرابط‬
‫التالً‪http://www.israelinarabic.com/%D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-‬‬
‫‪%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%B1%D8%AA-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D9%88%D8%B1%D8%AB%D8%A9-‬‬
‫‪/%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86‬‬
‫]‪ [11‬دراسة عزٌز العصا السابك اإلشارة لها‪.‬‬
‫]‪ [12‬عن مإتمر كامبل بانرمان فً الموسوعة الحرة وٌكٌبٌدٌا‪.‬‬
‫]‪[13‬رؼم ذلن ظهرت نماشات عدة لدى البرٌطانٌٌن وأٌضا فً الحركة الصهٌونٌة حول البدابل إللامة الدولة‬
‫الٌهودٌة فً سٌناء أو لٌبٌا او كٌنٌا او اوؼندا او االرجنتٌن‪.‬‬
‫]‪ [14‬فٌدال‪ ،‬دمومٌنٌن (‪ .)2002‬خطٌبة إسرابٌل األصلٌة‪ :‬المإرخون الجدد االسرابٌلٌون ٌعٌدون النّظر فً‬
‫طرد الفلسطٌنٌٌن‪ .‬ترجمة‪ :‬جبور الدوٌهً‪ .‬مإسسة الدراسات الفلسطٌنٌة‪ .‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ط‪ .1‬ص‪.3-2 :‬‬
‫وعن دراسة عزٌز العصا أٌضا‬
‫]‪ [15‬دمحم عرٌبً‪ ،‬صراع الفدابٌٌن‪ ،‬الفدابٌون العرب فً حرب فلسطٌن ‪،1948‬دار السالم للطباعة‪ ،‬الماهرة‪،‬‬
‫ص‪171‬‬
‫]‪ٌ[16‬مول الباحث صالح عوٌس من الجمعٌة الوطنٌة لمناهضة الصهٌونٌة على مولع (المناهضة) ( ٌستمد‬
‫هذا الكتاب أهمٌته من أنه ٌعتبر بمثابة شهادة تفصٌلٌة موثمة وحافلة باألسماء واألرلام والولابع ٌمدمها‬
‫المإلؾ الذي ٌنتمً إلى المإرخٌن اإلسرابٌلٌٌن الجدد حول حمابك التطهٌر العرلً الذي نفذته العصابات‬
‫الصهٌونٌة المسلحة لبل النكبة فً ‪ ،1948‬حٌث ٌوضح أن التطهٌر العرلً الذي نفذه الصهاٌنة ضد الشعب‬
‫الفلسطٌنً جاء فً إطار إستراتٌجٌة إسرابٌلٌة متكاملة وتجسٌد للنزعة اإلٌدٌولوجٌة الصهٌونٌة التً‬
‫استهدفت أن تكون فلسطٌن للٌهود حصرا‪ ،‬عبر إخالبها من أكبر عدد ممكن من الفلسطٌنٌٌن)‪.‬‬
‫]‪ٌ[17‬عرض هذا الموضوع الباحث رجا شحادة فً ورلته حول كتاب التطهٌر العرلً ل"بابه" لمجلة‬
‫الدراسات الفلسطٌنٌة ‪ ،‬المجلد ‪، 18‬العدد ‪ )71‬صٌؾ ‪(، 2007‬ص ‪) 131‬‬
‫]‪ [18‬منذ العام ‪ 1870‬وبدعم االستعمار الؽربً لام أتباعه بإعادة تسمٌة األماكن والموالع التارٌخٌة فً‬
‫فلسطٌن بؤسماء عبرٌة ومحو االسم العربً منها (من دراسة عزٌز العصا المشار لها)‬
‫]‪[19‬أنظر خطابات ضمٌر الثورة صالح خلؾ فً شرابط المربً على مولع‬ ‫‪Page || 22‬‬
‫‪22‬‬
‫(ٌوتٌوب) ‪https://www.youtube.com/watch?v=xrRnDN8JzzM‬‬
‫]‪ [20‬أنظر عن "موشى شارٌت" فً المولع ‪http://www.creativity.ps/nakba/criminal-‬‬
‫‪details.php?id=31‬‬
‫]‪ [21‬حول حركة فتح والرواد والبداٌات واالرتباط بالنكبة‪ ،‬وحول الحركة الٌوم مبات الكتب وإن كان لنا‬
‫اإلشارة نحٌلكم للكتب التً دونت مسٌرة الخالد فٌنا أبوعمار وهً كثٌرة جدا ومتنوعة‪ ،‬وتلن عن المادة‬
‫الكبار أمثال أبوجهاد وأبوالهول وأبوإٌاد وؼٌرهم‪ ،‬وكذلن الكتب المتخصصة بالمضٌة وبالحركة مثل السفر‬
‫الذي أنجزه اللواء محمود الناطور تحت عنوان (حركة فتح من االنطاللة إلى االؼتٌاالت)‬

‫منشورات‬

‫حزكة التحزيز الوطني الفلسطيني –فتح‬

‫فلسطين ‪1028‬‬

You might also like