Professional Documents
Culture Documents
وأنرى أن الخذ بهذا الرأي يساعد الدائن على الهرب من أحكام القانون،
لن المرابي يستطيع التفاق مع مدينه على أن يدفع له الدين أمام الموثق،
وأعلى أن يسترد منه ،بعد انصرافهما من قلم العقود ،قيمة الفرق بين الفائدة
القانونية وأالفائدة الفاحشة المتفق عليها ،وأبذلك يخالف المرابي أحكام القانون
وأينجو من العقاب.
من المتفق عليه علقما وأعملق أن ل قيمة للعقود الرسمية ،وأل للصلح
الحاصل أمام المحكمة ،وأل للحكام النهائية في دعاوأى الربا ،لعدم جواز
تصحيح التعهدات ذات السبب غير المشروأع بأي وأسيلة ) -راجع أحكام
محكمة الستئنافا المختلطة التية 4) :مارس سنة 1896س 8ص )(147
– 25نوفمبر سنة 1896س 9ص ) 11 – (37يناير سنة 1898س 10
ص ) 5 – (89مايو سنة 1898س 10ص ) 13 – (264فبراير سنة
1902س 14ص ).((134
وأمن البديهي أن المدين ل يستطيع الطعن بصورية العقد الرسمي بسلوك
طريق الطعن بالتزوأير ،لن الواقعة الثابتة في العقد الرسمي صحيحة،
طالما أن المبلغ الوارد بالعقد دفع حقيقة أمام موثق العقود ،وأإنما المراد
إثباته أمران:
- 1التفاق على الفوائد الفاحشة في العقد.
- 2استرداد الدائن بعد العقد قيمة الفرق بين الفوائد القانونية وأالفوائد المتفق
عليها.
وأهاتان وأاقعتان ل علقة لهما بالعقد الرسمي ،فليس إذن ما يمنع من إثبات
صورية العقد الرسمي بكافة طرق الثبات في هذه الحالة ،حتى الوقائع التي
تمت على يد موثق العقود.
3 - 46الحكام النهائية:
كما يكون العقد صورقيا قد تكون الدعوى صورية ،وأقد يراد بالدعوى
الصورية تأييد حق أحد العاقدين على الخر ،وأقد يراد بها تأييد حقهما أوأ
حق أحدهما على الغير ،كما في العقود.
- 47وأللحالة الوألى صورة شاعت أخيقرا في مصر وأعرضت على
المحاكم.
يتفق المرابي مع مدينه على أن يقرضه مبلقغا بفوائد فاحشة ،وألكنه يخشى
طعن المدين عند مطالبته بالدين أمام القضاء ،فيتفق الدائن مع فريسته على
أن يحرر له السند بالدين فيرفع به الدعوى عليه ،وأيحكم فيها نهائقيا ،وأحينئذ،
وأحينئذ فقط ،يدفع الدائن لمدينه المبلغ المتفق عليه.
يظن الدائن أنه بهذه الطريقة قد نجا من عدل القضاء ،وألكن الحكام الواجبة
الحترام ،التي لها قوة الشيء المحكوم فيه ،هي الحكام التي تصدر في
خصومة جدية يدافع المدعي عليه فيها بملء حريته ،أما إذا كانت الخصومة
صورية ،متفققا عليها من قبل ،لزيادة ضمان الدائن ،وأكان المدعى عليه
مقيقدا فيها بالعترافا بالدين ،وأبترك حقه في الطعن في الحكم الذي يصدر
فيها ،فل يمكن أن يكون للحكم فيها قيمة تزيد عن قيمة العقود الرسمية.
عرضت على محكمة الستئنافا المختلطة خمس قضايا من هذا النوع كان
صا وأاحقدا يدعي محمود أفندي أبو زيد. المدين فيها شخ ق
ثلث من هذه القضايا صدر فيها الحكم على المدين ،فقبله صراحة.
وأفي الرابعة وأالخامسة أعلن بالحكم فترك مواعيد الطعن فيها تمضي ،فقبله
ضمقنا.
قضت محكمة الستئنافا في القضايا الثلث الوألى بأن قبول المدين للحكم
لم يكن خالقيا من عيوب الرضاء ،وأعليه لم تكتسب الحكام الصادرة فيها
قوة الشيء المحكوم فيه )راجع أحكام محكمة الستئنافا المختلطة في 27
إبريل سنة - 1915مجلة التشريع وأالقضاء س 27ص ) - (296وأفي 25
يناير سنة – 1917س 29ص ) - (175وأفي 12ديسمبر سنة 1918س
31ص ).((66
وألم يتبين لمحكمة الستئنافا في القضية الرابعة عيقبا في رضاء المدين
بقبوله الحكم ضمقنا ،فقضت باحترام نهائية الحكم الصادر في دعوى الدين )
22مايو سنة 1919س 31ص ).((312
لم تفصل هذه الحكام الربعة صراحة في النظرية التي طرحناها للبحث،
وألكن مما يجب الشارة إليه أن محامي المدين تمسك بهذه النظرية في
مرافعته في القضايا الربع وأأنه لم يستأنف الحكام الصادرة في دعاوأى
الدين ،اعتماقدا على عدم صحة قبول المدين للحكام البتدائية الصادرة
فيها ،وألكنه رفع دعاوأى مستقلة ببطلن إجراءات تلك الدعاوأى ،تمسك فيها
الدائنون بقوة الشيء المحكوم فيه ،فرفضت المحكمة البتدائية هذا الدفع في
الدعاوأى الثلث الوألى وأقبلته في الرابعة ،وأتأيدت أحكامها من محكمة
الستئنافا.
وأأما في القضية الخامسة فقد قضت محكمة الستئنافا المختلطة صراحة
بأن الحكم النهائي الصادر في دعوى صورية ل يكتسب قوة الشيء
المحكوم فيه ) 19يناير سنة 926س 38ص ).((181
إذن فمحكمة الستئنافا المختلطة قد أخذت بنظرية صورية الدعاوأى
وأالحكام الصادرة فيها ،وأهي نظرية صحيحة في نظرنا وأل غبار عليها.
- 48هنا الصورية وأاقعة بين العاقدين ،أي الخصمين في الدعوى ،باتفاقهما
وأإضراقرا بأحدهما وأهو المدين المدعى عليه.
وأقد تقع هذه الصورية بين الخصمين إضراقرا بالغير ،وأفي غالب الحيان
إضراقرا بدائني أحد العاقدين ،أوأ بمن تلقى الحق عن أحدهما.
وألكن ليس لهذه الصورية الشأن الذي لها في الحالة السابقة ،لن الحكم
الصادر في الدعوى الصورية ليس حجة على الغير ،وأمن السهل الطعن
عليه منه.
- 49وأفي القانون الفرنسي وأفي القانون المختلط يكون الطعن بطريق
المعارضة من الغير Tierce oppositionأوأ بدعوى جديدة.
وأأما في القانون الهلي فيكون بدعوى جديدة.
وأقد يسير الدائن في إجراءات التنفيذ على العين إلى أن يعترض عليه بالحكم
الصوري فتنظر المحكمة في قيمته ،وأقد يفضل الدائن رفع الدعوى ببطلن
الحكم الصوري قبل السير في التنفيذ تبقعا لظروأفا الدعوى.
وأقد يرفع من تلقى الحق عن أحد الخصمين دعوى الصورية ،وأقد يكتفي
بالشكال في التنفيذ إذا كانت العين في حيازته ،أوأ يطلب رد الحيازة إذا
انتزعت من يده ،وأهو الفضل.
الباب الخامس :في إثبات الصورية
الفصل الوأل :مبادئ عامة -على من يقع عبء الثبات ،طرق الثبات.
الفصل الثاني :الثبات بين العاقدين ،القاعدة العامة ،الستثناءات من القاعدة
العامة ،الستثناءات العامة ،وأجود مقدمة ثبوت بالكتابة .فقد وأرقة الضد،
وأجود مانع من الحصول على وأرقة الضد ،الحصول على العقد الصوري
بطريق الغش ،تسليم سند الدين للمدين ،الشروأع في الوفاء ،الستثناء
الخاص بدعوى الصورية.
الفصل الثالث :الثبات بين الغير وأالعاقدين ،مركز الوارث في دعوى
الصورية.
الفصل الرابع :توزيع الثبات على الخصام في دعوى الصورية.
الفصل الخامس :إثبات الصورية بالقرائن.
الفصل الوأل :مبادئ عامة:
- 50على من يقع عبء الثبات:
قضت المادة ) (314مدني ) 278وأ 279مختلط وأ 1315فرنسي( بأن
)على الدائن إثبات دينه وأعلى المدين إثبات براءته من الدين(.
وأإذا كان على المدين إثبات تخلصه من الدين ،يقع على عاتقه طبقعا إثبات
صورية الدين ،سواء لن طعنه هذا يرتبط ببراءة الذمة ،أوأ لن الصل في
العقود الصحة.
- 51طرق الثبات:
ليس في القانون المصري نص خاص بإثبات الصورية كما في القانون
الفرنسي.
فالمادة ) (1341من القانون الخير نصت على جواز البينة لثبات الدين إذا
كان المدعي به ل يزيد عن نصاب معين ،كما نصت المادة 280 /215من
القانون المصري على ذلك ،إل أن المادة الوألى نصت على حكم لم يرد في
المادتين الخيرتين ،فقالت )وأل تجوز البينة لنفي ما تضمنه العقد الكتابي،
أوأ لثبات ما عدا الوارد فيه أوأ ما يدعي التفاق عليه قبل تحرير العقد أوأ
وأقت تحريره أوأ بعده ،وألو كان موضوع العقد ل يزيد عن النصاب
المذكور(.
وأحكمة هذا النص ظاهرة ،لن قواعد الثبات ليست من النظام العام،
فيجوز للطرفين التفاق على ما يخالفها ،فإذا ما تعاقدا كتابة على شيء ل
تزيد قيمته عن النصاب الجائز فيه الثبات بالبينة ،وأجب احترام إرادة
العاقدين ،وأتحريم إثبات عكس هذا التفاق بينهما بالبينة ،وأإل خولفت إرادة
العاقدين ،وأأصبح ل قيمة للعقد الكتابي بينهما.
وأإذا كان التفاق على طرق الثبات بين العاقدين يرتبط باعتقاد كل منهما
في ذمة الخر ،وأكان من شأنه تسهيل التعاقد بينهما ،وأجب حتقما احترام هذا
التفاق.
هذا هو أساس قاعدة )عدم جواز إثباته الصورية بين العاقدين إل بالكتابة،
وألو كانت قيمة العقد ل تزيد عن النصاب الجائزة فيه البينة(.
وأيخطئ في مصر من يبتر هذه القاعدة وأيقصرها على جزئها الوأل فيقول
)بعدم جواز إثبات الصورية بين العاقدين إل بالكتابة( وأيسكت.
كما يخطئ حينئذ إدراك الساس الصحيح لهذه القاعدة ،لنه إذا قلنا )بعدم
جواز إثبات الصورية بين العاقدين إل بالكتابة ،إذا كانت قيمة العقد تزيد
عن النصاب الجائز إثباته بالبينة( كان أساس هذه القاعدة القانون العام ،ل
الستثناء الوارد في المادة ) (1341من القانون الفرنسي.
- 52على أنه وأإن لم يكن للمادة ) (1341نظير في القانون المصري ،إل
أننا نجد في المادة ) (280 – 215أساقسا صحيقحا للقاعدة الواردة في المادة
السابقة.
نصت المادة ) (280 – 215على ما يأتي:
)في جميع المواد ما عدا التجارية إذا كان المدعي به عبارة عن نقود أوأ
أوأراق تزيد قيمتها عن ألف قرش ديواني أوأ غير مقدرة ،فالخصام الذين لم
يكن لهم مانع منعهم عن الستحصال على كتابة مثبتة للدين أوأ للبراءة ل
يقبل منهم الثبات بالبينة وأل بقرائن الحوال(.
وأما دام العاقد ل يمنعه في الصل مانع من الحصول على كتابة تثبت
صورية العقد الذي حرره برضائه وأاختياره ،فل يقبل منه إثبات الصورية
إل بالكتابة.
نقول )في الصل( لنه إذا كان سبب الدين غير مشروأع ،وأقد لجأ العاقدان
إلى الصورية للهرب من أحكام القانون ،كان هناك مانع من حصول المدين
على كتابة تفيد الصورية ،لن علة الصورية هنا ل تتفق مع العترافا بها
كتابة لذلك كانت هذه الحالة مستثناة من القاعدة الصلية كما سنرى.
على أن صورية الدين شيء وأوأفاء الدين شيء آخر.
ل ،أما وأفاء الدين فمعناه إنشاؤه ثم لن معنى صورية الدين عدم إنشائه أص ق
وأفاؤه وأبينما تستلزم الصورية وأجود عقدين وأقت التعاقد ،فالوفاء ل يكون
إل لحققا للدين ،لذلك ل تنطبق القاعدة المتقدمة على حالة الوفاء فإذا كان
أصل الدين بالكتابة ،وأكانت قيمته ل تتجاوأز نصاب البينة ،فليس ما يمنع
إثبات الوفاء بها على كل حال.
وأإذا كان أصل الدين يتجاوأز نصاب البينة ،وأالمقدار الذي حصل وأفاؤه
جزء منه ل يزيد عن هذا النصاب ،جاز إثبات هذا الوفاء بالبينة.
الفصل الثاني :الثبات بين العاقدين:
- 53القاعدة العامة:
)ل يجوز إثبات الصورية بين العاقدين إل بالكتابة وألو كان المدعي به ل
يتجاوأز نصاب البينة(.
وأردت هذه القاعدة صراحة في المادة ) (1341من القانون الفرنسي ،وأليس
لها نظير في القانون المصري كما قدمنا ،إل أن القضاء الهلي وأالمختلط قد
أخذا بها -راجع أحكام محكمة الستئنافا الهلية التية:
في أوأل مارس سنة 1900المجموعة الرسمية س 2ص )) (47رقم )(1
من الباب السادس من هذه الرسالة
وأفي أوأل يناير سنة - 1907المجموعة الرسمية س 8ص )) – (213رقم
.(3
وأفي 27يناير سنة - 1915المجموعة الرسمية س 16ص )) – (92رقم
).((6
وأفي 16نوفمبر سنة – 1920المجموعة الرسمية س 22ص )- (226
)رقم ).((7
وأفي 14ديسمبر سنة - 1922المجموعة الرسمية س 25ص )- (51
)رقم ).((8
وأفي 25مارس سنة – 1923المحاماة س 4ص )) – (134رقم ).((9
وأراجع أحكام محكمة الستئنافا المختلطة التية:
في 24يناير سنة 1894مجلة التشريع وأالقضاء س 2ص )(242
الفهرست العشرية الوألى نمرة ).(4379
وأفي 12يناير سنة 1898س 10ص ) (95نمرة )(4380
وأفي 9نوفمبر سنة 1898س 11ص ) (290الفهرست الثانية نمرة )
(4118
وأفي 14مايو سنة 1903س 15ص ) (300نمرة )(4126
وأفي 16يونيه سنة 1910س 22ص ) (365الفهرست الثالثة نمرة )
(6003
وأفي 22فبراير سنة 1912س 24ص ) (155نمرة )(6004
- 54وألكن يظهر أن بعض الحكام المصرية تشترط في عدم جواز إثبات
الصورية بين العاقدين بغير كتابة زيادة قيمة الدعوى عن نصاب البينة،
فكأنما تجيز إثباتها بالبينة إذا لم تتعد قيمتها هذا النصاب -راجع حكم
محكمة الستئنافا الهلية في 2يناير سنة 1914المجموعة الرسمية س
15ص ) – (240وأحكم محكمة الستئنافا المختلطة في 26مارس سنة
1914المجلة س 26ص ).(301
وأهذا خطأ كما قدمنا.
- 55وأما يسري على العاقدين يسري على خلفائهم ،سواء كانوا خلفاء
بسبب عام أي بالرث ،أوأ بسبب خاص أي بالبيع.
- 56وأسنرى في الفقرة ) (108وأما بعدها أن الورثة ل يعتبروأن خلفاء
للمورث إل في التصرفات الصادرة لغير الورثة ،أما إذا كان التصرفا
صادقرا من المورث لحدهم ،أصبح سائر الورثة غيقرا ،فيصبح لهم الحق
في إثبات الصورية بكافة الطرق.
- 57وأقد ل يحتاج بين العاقدين إلى وأرقة الضد إذا كان العقد نفسه يحمل
الدليل على الصورية ،كأن تضارب مضمونه ،أوأ كان موضوعه ،غير
محتمل الصدق وأظاهر الصورية.
وأقد حكمت محكمة السين الفرنسية في 17يناير سنة 1906بوجوب الحكم
ببطلن السند الثابت فيه قبض المدين مبلقغا من المال ،إذا تبين من ظروأفا
الدعوى أن الدائن ما كان يستطيع وأقت تحريره أن يدفع للمدين هذا المبلغ،
وأذلك لن السند يصبح بل سبب )دللوز – – 36 – 5 – 6كابيتان )في
سبب التعهدات( طبعة سنة 1923ص ) - (349رقم ) (1بالهامش -راجع
بودرى كتاب اللتزامات جزء ) (1ص ) (370فقرة ).(318
الستثناءات من القاعدة العامة
- 58هناك استثناءات عامة وأردت في القانون في باب إثبات الديون وأإثبات
التخلص منها ،وأهناك استثناءات خاصة بدعوى الصورية.
وأالوألى تشمل الحالت التي نص القانون على جواز الثبات فيها بالبينة
وأالقرائن ،استثناقء من القاعدة العامة ،وأهي الحالت التية:
/1وأجود مقدمة ثبوت بالكتابة.
/2فقد وأرقة الضد.
/3وأجود مانع من الحصول على وأرقة الضد – الحصول على العقد
الصوري بطريق الغش أوأ الكراه.
/4تسليم سند الدين للمدين.
/5الشروأع في الوفاء.
- 59أما الستثناء الخاص بدعوى الصورية ،فيكون عند مخالفة التفاق
للقانون وأالتجاء العاقدين إلى الصورية هرقبا من حكمه )راجع الفقرات )(9
وأ ) (10وأ ) (11وأ ) (12من هذه الرسالة(.
وأيمكن القول بأن هذا الستثناء أن هو إل فرع من الستثناء الثالث
المنصوص عليه في القانون )وأجود مانع من الحصول على وأرقة الضد(
لن عدم مشروأعية التفاق يحمل الدائن على إجبار مدينه على الصورية
وأيمنع من إعطائه وأرقة الضد.
1 - 60وأجود مقدمة ثبوت بالكتابة:
نصت المادة 1347 /282 /217على ما يأتي:
)وأ مع ذلك فالثبات بالبينة أوأ بقرائن الحوال يجوز قبوله إذا كان الدين أوأ
التخلص منه صار قريب الحتمال بورقة صادرة من الخصم المطلوب
الثبات عليه(.
سارت محكمة النقض الفرنسية على تطبيق هذه المادة في دعوى الصورية،
فأجازت إثباتها بالبينة وأقرائن الحوال إذا كان هناك مقدمة إثبات بالكتابة
على الصورية.
راجع حكمها في 16نوفمبر سنة - 1895دللوز 167 - 1 - 62وأسيريه
- 1037 - 60باريكريزي 266 - 1 - 60كاربانتييه جزء ) (34ص )
(235فقرة ).(29
وأقد أجمع الفقهاء الفرنسيون على هذا الرأي -راجع بودرى الكتاب
المذكور فقرة 318مكررة وأفقرة ) - (737أوأبرى وأروأ )الطبعة الرابعة(
جزء ) (8ص ) - (350لروأمبيير جزء 4ص ) - (554شاردوأن )في
الغش وأالتدليس( جزء ) (3فقرة ) – (53دملومب جزء ) (30فقرة )(181
وأما بعدها -لوران جزء ) (19فقرة ) (590ص ) - (612بلنيول جزء )
- (2الطبعة الوألى فقرة ) - (1260وأالطبعتين الثانية وأالثالثة فقرة )
- (1204دللوز – شرح القانون المدني -جزء ) (3مادة ) (1347فقرة )(2
وأ ) (3وأ ) (4ص ) - (491إلخ.
وأقد جرت المحاكم المصرية على ذلك -راجع حكم محكمة الستئنافا
الهلية في 27يناير سنة - 1915المجموعة الرسمية س 16ص )(42
)رقم ) (6من الباب السادس من هذه الرسالة( -وأفي 7يونيه سنة 1923
ضا حكم محكمة الستئنافا المحاماة س 4ص )) (137رقم ) ((11راجع أي ق
المختلطة في 26مارس سنة - 1914مجلة التشريع وأالقضاء س 26ص )
.(301
- 61وأيشترط في مقدمة الثبوت بالكتابة شروأط ثلثة:
/1أن تكون هناك كتابة.
/2أن تكون الكتابة صادرة من الشخص الذي يحتج عليه بالصورية ،أوأ من
وأكيله أوأ ممن تلقى الحق عن الوأل.
/3أن تكون الكتابة من شأنها جعل وأاقعة الصورية محتملة الصدق.
- 62وأل يشترط أن يكون الغرض من الكتابة أصلق إثبات الصورية ،طالما
أنها تؤدي إلى إثباتها بالفعل -راجع دللوز )شرح القانون المدني مادة )
(1347ص ) (493فقرة ) ((63وأالشراح المذكورين بهذه الفقرة.
وأعلى ذلك تصلح مقدمة ثبوت بالكتابة الوأراق التية:
ل :الدفاتر التجارية )دللوز فقرة ) (64وأ ) (308وأما بعدها(. أوأ ق
ثانقيا :الخطابات العادية )فقرة ) (65وأ ) (368وأما بعدها(.
ثالقثا :المذكرات المكتوبة على أوأراق منفصلة )فقرة ) (66وأ ) (368وأما
بعدها(.
رابقعا :التأشيرات الحاصلة على محاضر التحقيق )فقرة ) (67وأ ) (388وأما
بعدها(.
خامقسا :القرارات المدوأنة ،قضائية كانت أوأ غير قضائية )فقرة ) (68وأ )
(209وأما بعدها وأ ) (218وأما بعدها(.
- 63وأإنما يشترط أن تقدم الورقة بالمحكمة )فقرة ) – (70وألوران جزء )
(19فقرة ) ((490أوأ على القل أن يعترفا الخصم بوجودها وأصدوأرها
منه )فقرة ) (73وألوران فقرة ) ((490وأأل يقوم خلفا على موضوعها
)دللوز فقرة ).((76
- 64وأإذا كانت القاعدة أنه ل يجوز للنسان أن ينشئ له سنقدا بنفسه ،كان
وأاجقبا أن تكون الكتابة صادرة من الخصم الذي يحتج عليه بالصورية
لتصلح مقدمة ثبوت بالكتابة ،فإذا وأجدت بتركة الدائن أوأراق صادرة من
المدين ،وأتجعل هناك احتمالق على صورية الدين ،فل تصلح هذه الوأراق
مقدمة ثبوت بالكتابة لصدوأرها من المدين ،وأليس من الدائن الذي يحتج
عليه بصورية الدين.
)دللوز ص ) (494فقرة ) - (82أوأبرى وأروأ -الطبعة الرابعة -جزء )(8
فقرة ) - (764لروأمبيير مادة ) (1347فقرة ).((13
وأبعكس هذا الرأي تولييه جزء ) (9فقرة ).(99
- 65أما إذا تقدم الدائن بهذه الوأراق صحت مقدمة ثبوت بالكتابة ،لن
تمسكه بها يجعلها حجة عليه )راجع لروأمبيير الفقرة المذكورة،
وأموسوعات دللوز )اللتزامات( فقرة ) - (4451وأشرح المادة )(1347
فقرة ) (84وأ ) (274وأما بعدها(.
- 66وألكن ليس ضروأرقيا أن تكون الكتابة موققعا عليها من الخصم ،وأإنما
يكفي أن تكون محررة بخطه )موسوعات دللوز فقرة ) (4757وأتكملتها
فقرة ).((1961
-راجع حكم محكمة الستئنافا الهلية في 3مارس سنة 1913المجموعة
الرسمية س 14عدد ).(60
- 67وأيصلح العقد الصادر من المدين وأمحرر بخط الدائن مقدمة ثبوت
بالكتابة في دعوى الصورية على الخير ،كما أن العقد الصادر من الدائن
وأمحرر بخط المدين يصلح مقدمة ثبوت بالكتابة على المدين في دعوى
الدين )دللوز الدوأري 197 - 1 - 56فقرة ).((3
- 68وأيصلح العقد الرسمي مقدمة ثبوت بالكتابة ،وألو لم يوقع عليه الخصم
إذا استوفيت فيه الجراءات القانونية التي تقوم مقام التوقيع )دللوز مادة )
(1347ص ) (494فقرة ) (100وأ ) – (101الموسوعات )اللتزامات(
فقرة ) - (4758وأالتكملة فقرة – 1962دمولومب جزء ) (30فقرة )(119
-لروأمبيير جزء ) (6مادة ) (1347فقرة ) – (17بلنيول )الطبعة الثانية(
جزء ) (2فقرة ).((1168
- 69وأكذلك القرار الحاصل في محضر استجواب أمام المحكمة )دللوز
مادة ) (1347فقرة ) (104وأ ) (179وأما بعدها -الموسوعات فقرة )
.((4758
- 70وأقضت محكمة الستئنافا الهلية في 7يونيه سنة ) 1923المحاماة
س 4ص ) – (137رقم ) ((11بأن القرار الحاصل أمام البوليس يصلح
مقدمة ثبوت بالكتابة.
وأهذا وأذاك وألو لم يوقع الخصم على محضر الستجواب أوأ محضر
التحقيق ،طالما قد استوفى المحضر الجراءات التي تقوم مقام التوقيع.
- 71أما القرار الحاصل في الوأراق المعلنة بواسطة المحضرين ،فل
يكون حجة على المقر ما لم يكن موققعا عليها منه )النقض الفرنسية في 17
يناير سنة 1868دللوز 205 - 1 - 68دموتيليه في 14ديسمبر سنة
1870دللوز .(364 - 5 - 72
وأكذلك النشرات المطبوعة غير الموقع عليها من الخصم )باريس في 11
أغسطس سنة 1869مجلة الحقوق Le Droitفي 22سبتمبر سنة 1869
-دللوز مادة ) (1347فقرة ).((111
- 72أما إذا كان الخصم شاهقدا على العقد ،وألم يكن طرقفا فيه ،فهل يصلح
هذا العقد مقدمة ثبوت بالكتابة قبل الشاهد ،تجيز إثبات صورية عقده بالبينة
وأقرائن الحوال -أوأ ق
ل؟
مثال ذلك باع زيد لعمروأ عقاقرا بعقد ،ثم باع زيد العقار نفسه لبكر بشهادة
عمروأ فهل تصلح شهادة الخير مقدمة ثبوت بالكتابة لثبات صورية
شرائه؟ نقول باليجاب.
- 73وأيلحق بمقدمة الثبوت بالكتابة امتناع الخصم عن الجابة بعد المر
باستجوابه ،نصت المادة ) (281 – 216مدني )على أن للخصم الذي ل
يجوز له الثبات بالبينة الحق في استجواب خصمه على حسب القواعد
المقررة في قانون المرافعات للستحصال على إقراره أوأ تكليفه باليمين(.
وأنصت المادة ) (181 – 161مرافعات )إذا امتنع المسؤوأل عن الجابة عن
أسئلة مبنية على وأقائع متعلقة بالدعوى وأجائزة القبول أوأ تخلف عن
الحضور لستجوابه فللمحكمة النظر فيما يحتمله ذلك(.
وأنصت المادة )) (182 – 162في حالة امتناع الخصم المقتضى استجوابه
يسوغ للمحكمة أن تحكم بأن هذا المتناع مما يؤذن بإثبات الوقائع المبنية
عليها السئلة بالبينة وألو كانت الحالة مما ل تجوز القوانين الثبات فيها
بذلك(.
إقذا ل شك في أن امتناع الخصم عن الحضور ،أوأ عن الجابة ،بعد المر
باستجوابه ،يقوم مقام مقدمة الثبوت بالكتابة ،وأيجيز إثبات الصورية بالبينة
بين العاقدين استثناقء من القاعدة العامة.
- 74أما امتناع المتهم عن الجابة أمام المحكمة الجنائية فل يؤاخذ به ،لن
المتهم بامتناعه عن الجابة ،إنما يستعمل حقه المشروأع -مادة )(137
جنايات.
وأكذلك الحال إذا كان المتناع عن الجابة حاصلق أمام سلطات التحقيق.
وأقد قضت محكمة الستئنافا الهلية -دائرة الجنح وأالجنايات -في أوأل
مارس سنة ) 1900المجموعة الرسمية 2ص – رقم ) ((1بأن امتناع
المدعي المدني عن الجابة أمام النيابة ل يقع تحت نص المادة )(162
مرافعات ،فل يجيز إثبات الصورية بالبينة.
- 75وأكما تصدر الكتابة من الخصم قد تصدر من وأكيله ،كما قضت
محكمة الستئنافا المختلطة في 19إبريل سنة ) 1908مجلة التشريع
وأالقضاء س 20ص ) - ((167أوأ من مورثه ،أوأ ممن تلقى الحق عنه،
فتكون حجة على الخصم نفسه في الحالت الثلث.
- 76وأشرط الكتابة الصادرة من الوكيل أن تكون صادرة منه في حدوأد
الوكالة كما قضت محكمة الستئنافا المختلطة في 30إبريل سنة 1914
)س 26ص ).((367
- 77وأشرط القرار الصادر من الوكيل بالجلسة أن يؤمر بإثباته في
محضرها -حكم المحكمة المذكورة في 9إبريل سنة ) 1908س 20ص )
.((167
- 78وأإذا كانت الكتابة صادرة من المورث ،فشرطها أن ل يعتبر الورثة
)غيقرا( بالنسبة له ،كما إذا كان التصرفا صادقرا منه لحد الورثة إضراقرا
بالخرين.
- 79أما إذا كانت صادرة ممن تلقى الخصم الحق عنه ،فشرطها أن تكون
ثابتة التاريخ ،لتكون حجة عليه -مادة ) (228مدني.
- 80إما أن تكون الكتابة من شأنها جعل وأاقعة الصورية محتملة الصدق،
وأهو الشرط الثالث لمقدمة الثبوت بالكتابة ،فهذا أمر يتعلق بموضوع
الثبات ،وأيدخل في تقدير القاضي.
2 - 81فقد وأرقة الضد:
نصت المادة ) 283 /218وأكذلك يجوز الثبات بما ذكر -بالبينة أوأ بقرائن
الحوال -إذا وأجد دليل قطعي على ضياع السند بسبب قهري(.
وأنصت المادة ) (1348فقرة ) (4من القانون الفرنسي ) ...وأكذلك في حالة
فقد الدائن سنده ،الذي أعده ليكون دليله الخطي ،بحادث فجائي ،غير متوقع
الحصول ،وأناشئ عن قوة قاهرة(.
- 82وأظاهر من عبارة )إذا وأجد دليل قطعي(.
ل :أن الشارع أراد أن يحصر هذا الستثناء في حالة قيام الدليل الحاسم أوأ ق
على فقد السند.
ثانقيا :تعليق قبول الثبات بالبينة أوأ قرائن الحوال على إثبات الحادث
القهري أوألق وأهو سبب ضياع السند )دللوز مادة ) (1348فقرة ).((186
- 83كما ظهر من نص القانون الفرنسي أن التعريف الصحيح للحادث
القهري )هو المر الفجائي غير متوقع الحصول وأالناشئ عن قوة قاهرة( -
دللوز فقرة ).(185
فإذا كانت الوقائع المراد تحقيقها ل تنتج نتيجة قاطعة في إثبات الحادث
القهري بتعريفه السابق رفض طلب إثبات هذه الوقائع بالبينة أوأ بقرائن
الحوال.
- 84وأإذا ما ثبت الحادث القهري وأجب حصر الثبات أوألق في وأجود العقد
وأفقده ،ثم إثبات اللتزام موضوع العقد )دللوز فقرة - 200دملومب 30
فقرة ) - (202لوران 19فقره )((571
- 85كما يجب إثبات صحة العقد وأشروأطه -دللوز فقرة ) (186وأ ).(197
- 86وأقد يكون ضياع السند قضاقء وأقدقرا بفعل الطبيعة كالزلزال أوأ السيل
الجارفا ،أوأ بإهمال الغير كغرق السفينة أوأ احتراق الدار.
أوأ بتعمد الغير كالسرقة أوأ الختلس.
وأذلك كله دوأن أن يكون هناك أي تقصير من جانب الدائن صاحب السند.
وأقد يكون ضياع السند نتيجة إهمال الدائن.
- 87وأمن المتفق عليه علقما وأعملق أنه ل يجوز للدائن في الحالة الخيرة
التمسك بنص المادة )) (218راجع شرح دللوز فقرة ) (209وأ )– (212
وأتكملة دللوز )اللتزامات( فقرة ) - (2018دملومب 30فقرة ).((204
- 88وأمن الحوادث التي تحصل للمتقاضين أحياقنا ضياع السند بالمحكمة،
سواء كان سبب ضياعه إهمال المكلفين حفظه ،أوأ سرقته.
وأقد قضت محكمة تولوز في 18يناير سنة ) 1897دللوز (247 – 2 – 97
بجواز الثبات بالبينة في هذه الحالة ،كما قضت محكمة بوفي 12يونيه سنة
) 1858دللوز (194 - 2 - 58بجواز ذلك ،وألو تقدم المستند للقاضي
بجلسة المرافعة ،لن تقديم المستند للقاضي وأاجب على الدائن ،فإن فقد
بالجلسة فل مسؤوألية عليه.
- 89وأإذا كان ضياع السند بفعل الغير ،سواء كوون هذا الفعل من جانبه
جريمة أوأ شبه جريمة فل يقبل إثبات ضياع السند بالبينة أوأ بقرائن الحوال
إل إذا كانت الجريمة نفسها أوأ شبه الجريمة مما يجوز إثباتها بالبينة أوأ
بالقرائن.
فإذا ادعى الدائن أن السند كان مودقعا بأحد البنوك وأكانت قيمة السند تزيد
عن النصاب الجائز إثباته بالبينة ،وأجب على الدائن إثبات هذه الوديعة
ل ،وأما لم يفعل ل تقبل منه دعوى ضياع السند بحادث قهري بالكتابة أوأ ق
بفعل الغير) ،دملومب 30فقرة ) (206وأ ) – (208دللوز الموسوعات
)اللتزامات( فقرة ) - (4924التكملة ) - (2018الشرح فقرة ).((218
- 90وأبديهي أنه إذا جاز إثبات وأجود السند بعد ضياعه في الحوال
السابقة ،جاز طبقعا إثبات الجزء الذي فقد منه بسبب الحادث القهري ،كما إذا
احترق جزء من السند وأبقى الجزء الخر سليقما ،وأكذلك إذا محيت كتابة
السند بحادث قهري ،أوأ بمادة ماحية ،أوأ برطوبة الجو ،أوأ بضوء الشمس،
جاز في جميع هذه الحالت إثبات مضمون العقد بالبينة أوأ بقرائن الحوال.
3 - 91وأجود مانع من الحصول على وأرقة الضد:
نقصر كلمنا هنا على المانع الدبي بسبب العلقة بين العاقدين ،وأسنتكلم
فيما بعد على المانع القهري بسبب عدم مشروأعية العقد.
قد يصدر العقد الصوري بين الب وأابنه ،أوأ بين الزوأجين ،فتحول هذه
الرابطة دوأن الحصول على وأرقة الضد.
وأمن الصور الجارية أن يبيع الرجل لزوأجه عقاره هرقبا من الدين ،أوأ أن
يكتب الب لبنه جزء من أطيانه لترشيحه للعمودية ،وأقول أن يأخذ الرجل
على زوأجه أوأ على ابنه عققدا بصورية التصرفا.
فماذا يكون الحكم في هذه الحالة؟ هل يجوز إثبات الصورية في هذه الحالة
بكافة طرق الثبات اعتماقدا على أن القرابة مانع أدبي من الحصول على
كتابة مثبتة للدين أوأ للتخلص منه )مادة ) ،((215أوأ ل يجوز ذلك؟
قضت محكمة الستئنافا المختلطة في 8مارس سنة ) 1899بأنه من السهل
افتراض الصورية بين ذوأي القربى( )مجلة التشريع وأالقضاء س 11ص )
.((150
وأقضت محكمة الستئنافا الهلية في 7يونيه سنة ) 1923المحاماة( س 4
ص )) (137رقم ) ((11بأن صلة البوة من الموانع الدبية التي تشفع
للوالد في عدم الحصول من وألده على وأرقة الضد.
- 92الغش وأالكراه من موانع الحصول على عقد كتابي ،فإذا ما خدع
شخص آخر فأخذ عليه عققدا بطريق الغش ،أوأ حصل عليه بالكراه ،جاز
للخر طبقعا إبطال العقد ،لن رضاءه يصبح معيقبا في الحالتين ،وأجاز له
إثبات الغش وأالكراه بكافة الطرق القانونية.
نص القانون المصري ) (193 – 133على بطلن الرضا إذا وأقع بإكراه أوأ
تدليس ،وألكنه لم ينص على طريقة إثبات هذين العيبين.
أما القانون الفرنسي فقد نص صراحة في المادة ) (1348على جواز البينة
لثبات التعهدات الناشئة عن الجرائم وأأشباه الجرائم ،وأل يخلو الغش عن أن
يكون جريمة إذا كانت الواقعة نصقبا ،أوأ شبه جريمة إن لم تتوفر فيها أركان
جريمة النصب ،كما أن الكراه قد يكون جريمة أوأ شبه جريمة تبقعا لتوفر
وأعدم توفر أركان الجريمة المنصوص عليها في المادتين ) (282وأ )(283
عقوبات.
وأقد نص القانون الفرنسي صراحة في المادة ) (1353على جواز إثبات
الغش بقرائن الحوال.
على أن الغش أوأ الكراه كما قدمنا من موانع الحصول على الكتابة المثبتة
للدين أوأ التخلص منه ) (215فمن البديهي جواز إثباتهما بالبينة وأقرائن
الحوال طبققا للمادة المذكورة ،بل أن ذلك هو الطريق الوحيد للثبات في
الحالتين.
لذلك سارت المحاكم المصرية على جواز إثبات الغش بكافة الطرق.
راجع أحكام محكمة الستئنافا المختلطة التية:
) 4فبراير سنة 1891مجلة التشريع وأالقضاء س 3ص )21 – (172
ديسمبر سنة 1893س 6ص ) 8 – (64فبراير سنة 1900س 12ص )
13 – (108يناير سنة 1904س 16ص ) 14 – (101ديسمبر سنة
1916س 29ص ).((114
ضا حكم محكمة الستئنافا الهلية في 14ديسمبر 1909 راجع أي ق
المجموعة الرسمية س 11ص )) (169رقم ) (4من الباب السادس(.
- 93وأقد بينا )فقرة ) ((17الفارق بين الغش وأالصورية ،وأقلنا أن الغش
يقع من أحد العاقدين على الخر بينما الصورية تقع عادة باتفاق العاقدين
على ثالث ،وألكن الصورية قد تكون أداة الغش في الحصول على رضاء
العاقد ،وأقد حصل ذلك في إحدى القضايا.
في سنة 1910توفي رجل عن ثروأة طائلة ،وأكان له وألد سفيه استدان في
حياة وأالده القرش بماية وأالعشرة قروأش بألف ،وأقد حصل دائنوه على أحكام
نهائية بديونهم وأظلوا متربصين وأفاة وأالده لخذ اختصاصات على نصيب
مدينهم من التركة.
وأفي يوم وأفاة الوالد حضر أحد أصدقاء المدين وأأفهمه مركزه من الدائنين،
وأحسن إليه أن يبيعه أطيانه صورقيا هرقبا من دائنيه ،فقبل المدين هذا
العرض عن طيب خاطر وأسلمة نية ،وألكن الصديق لم يكد يحصل على
عقد البيع حتى تنكر للمدين وأادعى بجدية البيع ،فكان أشد قساوأة وأغدقرا من
أوألئك المرابين.
وأكلت عن هذا المدين المسكين فرفعت له على صديقه دعوى نصب أمام
محكمة الجنح ،وأفيها طلبت سماع شهادة الشهود فعارض وأكيل المتهم
بدعوى عدم جواز إثبات الصورية بين العاقدين بغير كتابة ،وألكن الصورية
كانت أداة للغش أوأ النصب فصرحت المحكمة بالثبات بالبينة ،فسمعت
وأثبت الغش ،ثم حكمت المحكمة بالبراءة قائلة في حكمها أن دعوى النصب
غير متوفرة الركان )القضية رقم ) (104سنة 1910سايرة محكمة
الزبكية دائرة حضرة علي بك ماهر(.
لم نستأنف الحكم اكتفاقء بثبوت حقنا في التحقيق ،وألم يستطع الخصم
استئنافه لنه قضى ببراءته.
ثم رفعنا الدعوى المدنية مستندين إلى إجراءات هذه الدعوى ،وألكن الخصم
لم يلبث أن اصطلح معنا على رد الحق لصاحبه.
هنا تختلط وأاقعة الغش بدعوى الصورية ،فيجوز إثبات هذه الدعوى بالبينة.
4 - 94تسليم سند الدين إلى المدين:
نصت المادة 284 /219على أن )إثبات التخلص من الدين يكون بتسليم
سنده أوأ صورته الواجبة التنفيذ إلى المدين(.
وأنصت المادة ) 285 /220وأمع ذلك يجوز للدائن أن يثبت بالبينة أن وأجود
السند تحت يد المدين كان لسبب آخر غير تخلصه من المدين(.
فهل ينطبق هذان النصان على دعوى الصورية؟
قدمنا )فقرة ) ((3أن ل صورية فيما إذا صدر العقد الثاني بعد الوأل ،وأكان
يشمل اتفاققا جديقدا ،وألو قضى التفاق على العقد الوأل ،وأأن الصورية
تستلزم وأهمية العقد بمجرد صدوأره ،أما التفاق الجديد فمعناه جدية العقد
وأقت صدوأره ،وأالتفاق على إلغائه أوأ تعديله.
فالتخالص عن الدين ،يفيد وأجود الدين في ذمة المدين ثم تخالصه عنه،
فالتعهد صحيح وأإنما وأفي بالتخالص ،أما الصورية فمعناها أن الدين لم
يترتبت أصلق في ذمة المدين ،فلم ينشأ الدين مطلققا ،وأبالتالي لم يحصل
التخالص عنه ،ففي الحالة الوألى هناك تعهد نشأ وأقت توقيع العقد ،وأقد يأتي
التخالص بعده ،إما بعقد آخر وأإما برد سند الدين ،وأأما في الحالة الثانية،
فهناك عقدان وأقعا في وأقت وأاحد ،عقد ظاهر وأهو العقد الصوري ،وأعقد
مستتر وأهو عقد الضد.
)راجع في الفرق بين الصورية وأالتخالص عن المدين مجموعة كاربانتييه
جزء ) (34ص ) (235فقرة ) (1وأجزء ) (31ص ) (603فقرة )(181
وأما بعدها – وأشرح دللوز على المادة ) (1282ص ) (221فقرة ).((2
- 95يتبين مما تقدم أنه لجل أن يكون وأجود سند الدين تحت يد المدين
دليلق على الصورية يجب أن يتسلم المدين سند الدين وأقت تحريره ،أما إذا
سلم السند للدائن حيقنا ،ثم رده للمدين ،فل صورية.
وأإذا كان العقد من صورتين ،وأجب بقاؤهما تحت يد المدين من وأقت العقد.
- 96وأفي حالة الصورية تطبق قواعد الثبات الخاصة بها ،وأفي حالة
التخالص عن الدين وأجب تطبيق المادتين ) (219وأ ).(220
وأالفارق بين الحالتين أن وأجود سند الدين تحت يد المدين يعتبر مقدمة ثبوت
بالكتابة ،وأيجيز للمدين إثبات الصورية بالبينة وأقرائن الموال ،بينما وأجود
سند الدين تحت يد المدين يعتبر قرينة على وأفاء الدين ،وأيجيز للدائن بالرغم
من ذلك إثبات أن وأجوده تحت يد المدين لسبب آخر غير تخلصه من الدين،
فتكملة الثبات في الحالة الوألى على المدين ،وأنفى القرينة في الحالة الثانية
على الدائن.
- 97وأيشترط في الحالتين أن يكون وأجود السند تحت يد المدين حاصلق
باختيار الدائن ،وأبصفة نهائية ،ليتصرفا فيه المدين كيف شاء ) -دللوز
المشار إليه ص ) (225فقرة ).((106
أما إذا تحصل المدين على سند الدين بطريق الغش )فقرة ) ((107أوأ على
سبيل المانة ،أوأ بطريق التوكيل ،أوأ بقصد الطلع عليه )فقرة )– ((110
فل يكون الرد في هذه الحالت مقدمة ثبوت على صورية الدين وأل قرينة
على وأفائه.
عرضت على محكمة طنطا البتدائية الهلية دعوى من هذا القبيل.
في سنة 1906باع شخص لخر ثلثين فداقنا بموجب عقد ،تحرر العقد،
وأتسلمه المشتري ،وأقدمه للتسجيل ،ثم سحبه وأبقى في حيازته لغاية سنة
،1913وأفي هذه السنة قام نزاع بشأن جزء من الطيان فلجأ المشتري إلى
بائعه وأإنابة عنه في مباشرة الدعوى ،فأرسل المشتري العقد للبائع بناقء على
طلبه ،وأهذا قدمه للمحكمة ،وأبعد أن انتهى الغرض منه ،احتفظ البائع بالعقد
وأادعى صورية البيع مرتكقنا في ذلك على حيازته للعقد.
لم تتبين لمحكمة طنطا الظروأفا التي رد فيها العقد للبائع ،فاعتبرت بقاء
العقد تحت يده مقدمة ثبوت بالكتابة على صورية البيع ،وأأمرت في 21
فبراير سنة 1922بإحالة القضية إلى التحقيق ليثبت البائع صورية البيع
وأليقوم المشتري بإثبات جديته )القضية رقم ) (636سنة 1920دائرة
حضرة لبيب بك عطية(.
وألما عرضت القضية على محكمة الستئنافا بينا لها الظروأفا التي رد فيها
العقد للبائع ،فلم تأخذ المحكمة بنظرية محكمة أوأل درجة ،وأقضت في 23
مارس سنة 1927لسباب خارجة عن موضوع بحثنا بأن العقد عقد تأمين
لبيع )القضية رقم ) (662سنة 39قضائية – دائرة حضرة علي بك سالم(.
5 - 98الشروأع في الوفاء:
نصت المادة ) 286 /221الشروأع في الوفاء يصح أن يكون عند القتضاء
سبقبا للقاضي في أن يأذن بالثبات بالبينة(.
وأنصت المادة ) 287 /222دفع الفوائد يكون سبقبا لجواز إثبات أصل المدين
بغير الكتابة.
في القضية المشار إليها تمسك البائع في إثبات الصورية بأن المشتري كان
يحاسبه على إيجار الطيان ،بمعنى أن المشتري كان يحصل اليجار ثم
يحتسبه للبائع ،في حساب بينهما.
ل شك أن محاسبة المشتري للبائع على اليجار تتناقض مع صحة البيع
وأانتقال الملكية إلى الوأل ،فهي قرينة قانونية على صورية البيع بحكم المادة
).(219
إنما ل يترتب على هذه الصورية حتقما إبطال العقد وأانعدام أثره بالمرة ،لن
محاسبة البائع على اليجار قد تكون دليلق على أن العقد ليس بيقعا صحيقحا،
وألكنه عقد تأمين إذا ما ثبت أن الثمن الوارد بالعقد مدفوع فعلق باعتباره ديقنا
مضموقنا بعقد البيع ،أوأ بعبارة أخرى قد تكون الصورية هنا منصبة على
ماهية العقد ل على وأجوده بالذات.
وأهذا ما تبين لمحكمة الستئنافا من ظروأفا الدعوى وأما قضت به فعلق في
حكمها المشار إليه.
- 99وأفي اعتقادنا أنه يجب ،لكي يكون الشروأع في الوفاء أوأ دفع الفوائد
سبقبا لثبات الصورية بالبينة ،أن يثبت المران بالكتابة ،من جهة لن تلك
إحدى حالت مقدمة الثبوت بالكتابة ،وأمن جهة أخرى حتى ل يكون الدعاء
بذلك وأسيلة لنقض قاعدة الثبات الساسية التي ل تجيز إثبات الصورية بين
العاقدين إل بالكتابة.
- 100الستثناء الخاص بدعوى الصورية:
بينا في الفقرات ) (9وأ ) (10وأ ) (11وأ ) (12من هذه الرسالة الحالت التي
تكون علة الصورية فيها الهرب من أحكام القانون ،وأقلنا إن عدم مشروأعية
العلة يقتضي إخفاء حقيقة التعاقد ،وأيمنع من إعطاء المدين وأرقة الضد.
فهل يجوز للمدين في هذه الحالة إثبات الصورية بكافة طرق الثبات ،وأقد
امتنع عليه طريق إثباتها بالكتابة؟
من المتفق عليه علقما وأعملق أنه ل يجوز اللتجاء إلى الصورية لخفاء تعهد
غير مشروأع ،أوأ للهرب من أحكام القانون ،لن القانون ل يحمي الدائن في
هذه الحالة ،وأهو يأبى عليه التحصن وأراء قاعدة )عدم جواز إثبات
الصورية بين العاقدين إل بالكتابة( لنه لو أجاز له ذلك لخولفت أحكام
القانون باللتجاء إلى الصورية ،وألوقف القانون عاجقزا عن تنفيذ أحكامه،
لذلك أجاز القانون إثبات الصورية في هذه الحالة بكافة طرق الثبات بما
فيها البينة وأقرائن الحوال(.
- 101جاء بموسوعات كاربانتييه جزء ) (34تحت لفظة )صورية(:
)وأالرأي الراجح أن للعاقدين أنفسهم وألورثتهم حق إثبات صورية العقود
التي تحررت فيما بينهم ،وألكن قواعد الثبات تختلف في هذه الحالة عنها
في حالة ما إذا كان الطاعن بالصورية غير العاقدين كما سنرى()فقرة )
.((54
)فل يجوز للعاقدين إثبات الصورية بالبينة ما لم يكن هناك مقدمة ثبوت
بالكتابة ،أوأ كانت علة الصورية الهرب من أحكام القانون( فقرة ).(30
)للعاقدين أنفسهم إثبات الصورية بكافة طرق الثبات عند الغش أوأ للهرب
من أحكام القانون( – فقرة ).(61
ضا جزء ) (29تحت لفظة )اللتزامات( )إذا وأجاء بموسوعات كاربانتييه أي ق
كان العقد قد نص على سبب اللتزام فللمدين إثبات أن السبب المنصوص
عليه غير حقيقي ،وأطالما أن القانون لم ينص على طريقة خاصة للثبات
في هذه الحالة ،وأجب الرجوع إلى أحكام القانون العام ،وأعلى ذلك فل يجوز
الثبات بالبينة وأقرائن الحوال ما لم يدع بمخالفة أحكام القانون أوأ كانت
هناك مقدمة ثبوت بالكتابة( فقرة ).(266
- 102وأجاء بمؤلف بودرى وأبارد في اللتزامات جزء أوأل فقرة )(318
)لنفرض الن أن العقد قد نص على سبب اللتزام ،فللمدين حق إثبات
صورية هذا السبب ،وأيجب عند سكوت القانون الرجوع إلى أحكامه العامة
في مادة الثبات ،وأعلى ذلك ل يجوز إثبات الصورية بالبينة وأقرائن
الحوال عند عدم وأجود مقدمة ثبوت بالكتابة )مادة ) ((1347ما لم تكن
هناك مخالفة لحكام القانون(.
- 103وأجاء بموسوعات لبورى جزء ) (11تحت لفظة )صورية( فقرة )
.(5
)وأإنما يجوز للعاقدين إثبات الصورية بالبينة وأالقرائن إذا ادعوا مخالفة
التعهد لحكام القانون(.
وأجاء بالجزء ) (10تحت لفظة )طرق الثبات( فقرة ).(422
)وأإذا كان الغرض من الصورية إخفاء سبب غير مشروأع هرقبا من أحكام
القانون جاز للمدين إثبات السبب الحقيقي للتعهد بالبينة وأالقرائن ،وأإذا ما
أثبت المدين أن السبب الوارد في العقد غير حقيقي ،أصبح على الدائن
إثبات أن له سبقبا آخر صحيقحا مشروأقعا(.
وأجاء بالفقرة )(434
)يجوز للرجل الذي يقر لزوأجه بدين ،أن يثبت بالبينة أنه في الواقع إنما
وأهبها المبلغ المقر به في صورة عقد معاوأضة لتصح الهبة ،لن علة
الصورية هنا الهرب من أحكام القانون -مادة ) (1096من القانون المدني(
)وأفي القانون الفرنسي الهبة كالوصية عندنا ل تنفذ إل في قدر معلوم ،كما
سنرى فقرة ).((116
104وأجاء في كابتان كتاب )سبب التعهدات( طبعة 1927ص )(367
فقرة ).(164
)ثانقيا :إذا ادعى المدين بالعكس عدم مشروأعية سبب الدين ،فله إثبات ذلك
بالبينة وأقرائن الحوال ،لن القانون قد أجاز ذلك على وأجه الستثناء في
الجزء الخير من المادة ) ،(1353في حالة التدليس(.
)وأقد أطلق القضاء هذا اللفظ على جميع الحالت التي يكون فيها المر
المراد إثباته مخالقفا للقانون أوأ للنظام العام أوأ للداب(.
)وأللسبب نفسه قضى بجواز إثبات الصورية بالبينة وأالقرائن إذا كان
الغرض من الصورية إخفاء أمر مخالف لحكام القانون(.
- 105وأقد سارت المحاكم المصرية على هذا المبدأ ،فقضت محكمة
الستئنافا المختلطة في 24يناير سنة ) 1894مجلة التشريع وأالقضاء س
6ص ) ((242بما يأتي:
)ل يجوز للعاقد في الصل إثبات صورية عقده بالبينة وأقرائن الحوال ،ما
لم يكن قد اختلس رضاؤه بالكراه أوأ التدليس ،أوأ كان الغرض من
الصورية إخفاء أمر مخالف لحكام القانون(.
وأقضت في 20ديسمبر سنة 1923س 36ص ) (103بما يأتي:
)إذا كانت علة الصورية إخفاء أمر غير مشروأع ،كان إثباتها من مصلحة
القانون وأالنظام العام ،وأجاز ذلك بكافة الطرق وألكافة الناس بمن فيهم
العاقدين أنفسهم(.
)وأعلى ذلك يجوز للمدين أن يثبت بكافة الطرق ،وألو كانت قيمة الدعوى
تزيد عن نصاب البينة ،أن سبب الدين الوارد بالسند غير حقيقي ،وأأن الدين
في الواقع مقابل تنازل الدائن عن مزاحمة المدين في مزايدة علنية أمر بها
القانون وأوأضعها تحت حمايته(.
- 106وأكذلك سارت محكمة الستئنافا الهلية على هذه القاعدة ،فأجازت
للعاقدين في هذه الحالة إثبات صورية العقد بكافة الطرق.
راجع حكمها في 14ديسمبر سنة ) 1922دائرة حضرة أحمد بك زكي أبو
السعود( بالمجموعة الرسمية س 25ص ) – (51وأهذا ما جاء بالحكم في
هذا الشأن:
)وأحيث إن الحكم المستأنف رفض الثبات بالبينة لن المستأنف وأارث
فليس له من الحقوق أكثر مما كان لمورثته وأهي لم تكن تستطيع إثبات
صورية السند بالبينة بناقء على القاعدة القانونية التي ل تجيز إثبات صورية
العقد المحرر بالكتابة بين الخصوم إل بكتابة.
)وأحيث إن لهذه القاعدة استثناءات يجوز فيها إثبات صورية العقد بالبينة
بين الخصوم وأمن هذه الستثناءات أن يكون الغرض من السند أوأ العقد
إخفاء سبب مخالف للقانون(.
الفصل الثالث :الثبات بين الغير وأالعاقدين:
- 107ل يمكن أن يطلب من غير العاقدين إثبات صورية العقد بالكتابة،
لن الغير أجنبي عن العقد ،ل يحضر مجلسه ،وأإنما يقع العقد خلسة منه،
وأإضراقرا بحقوقه ،إذن فهناك مانع يمنع الغير من الحصول على كتابة
بصورية العقد ،وأهناك غش وأقع بين العاقدين إضراقرا بالغير ،وأل يؤثر
العقد على كل حال في حقوق الغير.
فلهذه السباب كلها جاز للغير إثبات صورية العقد بكافة طرق الثبات.
مركز الوارث في دعوى الصورية
- 108هل يعتبر الوارث خلقفا لمورثه عند الطعن في التصرفا الصادر من
الخير لوارث آخر؟ أوأ يعتبر ذلك الوارث أجنبقيا عن المورث في هذه
الحالة؟ هل يلزم الوارث بإثبات صورية العقد الصادر من مورثه بالكتابة؟
أوأ يجوز له إثباتها بكافة الطرق(.
- 1النظرية الصحيحة:
- 109الصل أن الوارث خلف لمورثه ،فإذا كان المورث ،باعتباره عاققدا،
ل يجوز له إثبات الصورية بغير كتابة ،منع الوارث من إثباتها بغير هذا
الطريق.
فإذا باع المورث عيقنا للغير ،أصبح هذا التصرفا نافقذا في حق الورثة،
فيصبح الوارث عاققدا مع من تعاقد مع المورث ،وأعلى ذلك ل يجوز له
إثبات صورية البيع بغير كتابة ،إل في الحوال المستثناة التي ذكرناها.
وأإنما شرط ذلك أن يكون من تعاقد مع المورث )غيرا( أي أجنبقيا عن
التركة ،لن الورثة يصبحون حينئذ ،وأفي هذه الحالة وأحدها ،ممثلين
للمورث ،متممين لشخصيته.
أما إذا كان التصرفا حاصلق من المورث لحد الورثة ،أصبح باقي الورثة
أجانب عن العقد ،فيكون لهم الحق في الطعن في تصرفه بكافة أوأجه
الثبات.
لنهم ل يستمدوأن حينئذ حق الطعن في تصرفا المورث عن المورث،
وأإنما يتلقونه عن القانون ضد عمل المورث نفسه.
- 110لمعرفة ما إذا كان الطاعن بصورية العقد )غيقرا( بالمعنى القانوني
في هذا الموضوع ،أي أجنبقيا عن العقد ،يجب الرجوع إلى نص المادة )
(215من القانون المدني ،وأضعت هذه المادة القاعدة الساسية للثبات
فقضت بحرمان الخصم من إثبات دعواه بالبينة إذا زادت قيمة الدعوى عن
النصاب القانوني )وألم يكن له مانع منعه عن الستحصال على كتابة مثبتة
للدين أوأ للبراءة(.
وأعلى هذا الساس يجوز للوارث إثبات صورية التصرفا الصادر من
مورثه لوارث آخر بالبينة ،طالما لم يكن في استطاعة ذلك الوارث
الحصول على كتابة بالصورية ،كما إذا تحرر العقد خلسة منه وأإضراقرا
بحقه.
- 111وأل يشترط دائقما أن يكون التصرفا صادقرا من المورث لحد
الورثة ،فقد يكون التصرفا لجنبي عن التركة وأضاقرا بالورثة ،كما إذا
أوأصى المورث لغير وأارث بأكثر من ثلث التركة إضراقرا بورثته وأجعل
وأصيته في صورة عقد بيع هرقبا من حكم القانون ،ففي هذه الحالة يجوز
للورثة في اعتقادنا إثبات الصورية بكافة طرق الثبات.
- 112على أنه في غالب الصور التي تقع فيها مثل هذه التصرفات تكون
علة الصورية الهرب من أحكام القانون ،فيجوز للعاقدين أنفسهم إثبات
الصورية بكافة الطرق ،وأيصبح لورثتهم هذا الحق.
2 - 113قضاء المحاكم الهلية:
على أن المحاكم الهلية قد اختلفت أوألق في تقرير هذه القاعدة وألكنها عادت
أخيقرا فأخذت بهذا الرأي الصحيح.
فكثير من أحكامها قضى باعتبار الورثة في مركز المورث مطلققا ،سواء
كان التصرفا صادقرا من المورث للغير أوأ لحد الورثة ،من ذلك حكم
محكمة الستئنافا الهلية في 16نوفمبر سنة ) 1920المجموعة الرسمية
س 22ص ) (226رقم ) ((7حيث جاء به.
)وأحيث إن المحكمة ل ترى وأجقها لثبات صورية عقد البيع إذ أن الصورية
ل يمكن إثباتها إل بمكاتبة تدل عليها وأليس بيد الست آمنه بنت فوده أي
وأرقة من هذا القبيل وأمع ذلك فإنها حلت محل المورث الذي باع الطيان
المتنازع عليها فل يحق لها أن تدعي صورية العقدين الصادرين ببيعها لنه
لو كان هو نفسه حقيا لما أمكنه الدعاء بها وأطلب تحقيقها إل إذا كانت بيده
وأرقة تدل عليها( )وأفي القضية كان البيع صادقرا من المورث لبعض
الورثة(.
- 114وألكن محكمة الستئنافا الهلية عادت فقضت بالعكس في حكمها
الصادر في 17مارس سنة ) 1926دائرة معالي حسين دروأيش باشا(
المحاماة س 8ص )) (758رقم ) (13من الباب السادس( وأهذه هي أسباب
الحكم المذكور:
)وأحيث إن المستأنف عليهم يدفعون دعوى المستأنفة بأن التصرفا الصادر
فا لركانه القانونية وأأنه بفرض التسليممن المورث هو بيع صحيح مستو ف
بأن الثمن لم يدفع فيكون هبة صدرت في صورة عقد بيع ل وأصية(.
)وأحيث إن الفرق بين الهبة وأالوصية أن الوألى هي تمليك في الحال بينما
أن الوصية تمليك مضافا إلى ما بعد الموت(.
)وأحيث للوصول إلى معرفة ما إذا كان هذا التصرفا هو هبة أوأ وأصية
يتعين البحث فيما إذا كان المورث هو الذي كان يستغل أملكه بعد صدوأر
العقدين موضوع النزاع بنفسه أم من كتب العقود بأسمائهم هم الذين كانوا
يستغلونها وألحساب من كانت هذه الدارة(.
)وأحيث إن المحكمة لم تتبين ذلك بصفة صريحة ل من الدلة المقدمة من
المستأنفة وأل من أقوال المستأنف عليهم حتى يمكن ترجيح إحدى الحالتين
لذا يتعين إحالة الدعوى على التحقيق.(...
)وأفي القضية البيع صادر من المورث لحد الورثة ،فأجازت المحكمة
بالرغم من ذلك إثبات الصورية بالبينة(.
وأأصرح الحكام في هذا الموضوع الحكم الصادر في 29ديسمبر سنة
) 1927دائرة حضرة علي بك سالم( المحاماة س 8ص )) (761رقم )(14
من الباب السادس(
وأهذه أسبابه:
)حيث إنه ثابت من أوأراق الدعوى أن الحاج إبراهيم الدلتوني مورث
المستأنفات باع إلى القصر محمد وأزينب وأخديجة وأخضره وأفاطمة وأأحمد
وأنفيسة وأأمينة وأيوسف ،أوألد ابن أخيه على محمد الدلتوني 8 ،فدادين وأ
طا توزع بينهم بالفريضة الشرعية بعقد مثبوت تاريخه رسمقيا في 12قيرا ق
أوأل يونيه سنة 1922وأمسجل في 10يونيه سنة ،1925مقابل ثمن قدره
1500جنيه قال البائع أنه قبضها من يد ابن أخيه على محمد الدلتوني
بصفته وألقيا على أوألده المشترين ،وأاشترط البائع في هذا العقد بقاءه منتفقعا
بما باع ،وأأل يضع المشتروأن يدهم عليه إل بعد وأفاته ،وألهم بعد ذلك
التصرفا فيه كيف يشاءوأن(.
)وأحيث إن المستأنفات طعحن في هذا العقد بأنه بغير مقابل ،لن المشترين
وأوأالدهم لم يدفعوا الثمن إلى البائع ،فيعد تمليقكا بغير مقابل مضاقفا إلى ما
بعد الموت ،فهو وأصية ،وأطلبن إحالة الدعوى إلى التحقيق لثبات عدم دفع
المشترين شيقئا من الثمن بجميع طرق الثبات(.
)وأحيث إن المستأنف عليه دفع الدعوى معتمقدا على ما جاء في العقد من
دفع الثمن للبائع ،وأقال أن المستأنفات يمثلن مورثهن إبراهيم الدلتوني ،فل
حق لهن في الطعن في هذا العقد وأيدهن خالية من سند كتابي ينفي ما ثبت
فيه(.
)وأحيث إن نقطة الخلفا بين الطرفين هي هل المستأنفات يعتبرن ممثلت
لمورثهن فيما صدر منه من تصرفات بغير مقابل مسنده إلى ما بعد موته
قصد إضرارهن وأحرمانهن من تركته ،أوأ أنهن ل يعتبرن ممثلت له،
وأأنهن من الغير الخارج عن العقد وأله إثبات عدم صحته بجميع الطرق
القانونية(.
)وأحيث إنه في الواقع ل يجوز اعتبار الورثة ممثلت لمورثهن حين
تصرفا في حياته بغير مقابل تصرقفا ضاقرا بهن ،وأما كان في وأسعهن درؤه
أوأ الحصول على كتابة بأنه تم بغير مقابل ،بل يجوز أنه حصل من المورث
بتوافقه مع ابن أخيه علي محمد الدلتونى لمصلحة أوألد الخير القصر،
وألغرض الضرار بباقي الورثة المستأنفات ،وأمثل هذا العمل يعد من طرق
الغش الذي قصد به إضرار بعض الورثة لو صح(.
)وأحيث إنه بناقء على ذلك ل يسلم قانوقنا باعتبار الورثة في هذه الحالة
ممثلت لمورثهن الذي أضر بهن بما تصرفا به للغير بتوافقه مع ابن أخيه
على محمد الدلتوني ،وأيصبحن في حل من السماح لهن بأن يثبتن بالبينة
وأغيرها أن العقد موضوع الدعوى لم يكن بيقعا صحيقحا قبض عنه ثمقنا بل
هو بغير مقابل أي من التبرعات المسندة إلى ما بعد الموت وأللمستأنف عليه
النفي بالطرق عينها.
- 115هذا هو قضاء محكمة الستئنافا الهلية ،وألم نعثر على حكم وأاحد
صادر من محكمة الستئنافا المختلطة في هذا الموضوع.
3 - 116فقه العلماء الفرنسيين:
بحث الفقهاء الفرنسيون هذا الموضوع في مطولتهم ،وأكثيقرا ما فصلت فيه
محاكمهم ،بينما الشريعة السلمية تجيز الهبة مطلققا ،وأل تجيز الوصية
لوارث مطلققا ،وأتقضي بنفاذها لغيره من ثلث التركة ،نجد القانون الفرنسي
يجيز الهبة في حالت وأيمنعها في حالت ،وأينص على نفاذها من قدر
معلوم ،وأيجيز الوصية لوارث مطلققا أوأ على وأجه يكاد يكون كذلك.
فالهبة عند الفرنسيين كالوصية عندنا من حيث المنع وأالنفاذ من قدر معلوم.
لذلك احتال الواهب في فرنسا على ستر الهبة احتيال الموصي في مصر
على ستر الوصية بصيغتها في صورة عقد معاوأضة.
وأقد نصت المادة ) (911من القانون الفرنسي على بطلن الهبة المستورة
إذا كانت لقاصر ،سواء كانت الهبة مستورة بأحد عقود المعاوأضة أوأ باسم
شخص مستعار ،وألكن القانون الفرنسي لم ينص على بطلن الهبة المستورة
لغير القاصر.
وأقد اختلفت آراء الفقهاء وأأحكام القضاء في حكم هذه الهبة ،فبعض الفقهاء
وأبعض الحكام يقول أن الهبة باطلة في مجموعها )راجع كاربانتيه جزء )
) (18الهبة بين الحياء( فقرة ) (3658وأفقرة ).((405
وأالبعض يقول بأن الهبة صحيحة في الشكل ،وألكنها تخضع لحكام القانون
المتعلقة بموضوع الهبة ،سواء من حيث أهلية العاقدين )فقرة )(3672
وأفقرة ) ،((3673أوأ من حيث النصاب الجائز هبته )الفقرات )) – (3670
.((4075) – (4040
- 117بعد هذا البيان نرجع إلى أقوال الشراح الفرنسيين في الموضوع
جاء بشرح دللوز على القانون المدني جزء ) (2مادة ):(931
)يجب البحث أوألق فيما إذا كان الطاعن بصورية الهبة المستوردة طرقفا في
العقد أوأ أجنبقيا عنه( )فقرة ).((287
)ففي الحالة الوألى كان في وأسع الطاعن الحصول على كتابة بصورية
الهبة ،فل يجوز له إثباتها بالبينة إل بالقيود المنصوص عليها في القانون
العام ).(288
)أما طبقة الغير ،وأهم الجانب عن العقد ،فيجوز لهم إثبات الصورية
بالبينة().(289
)وأيعتبر وأرثة الواهب من طبقة الغير الذين يجوز لهم إثبات الصورية بكافة
طرق الثبات( ).(290
- 118وأجاء بموسوعات كاربانتيبه جزء ) (18تحت عبارة )الهبة بين
الحياء(
)إذا صدرت الهبة في صورة عقد معاوأضة ،وأكان الواهب أهلق للتبرع
وأالموهوب له أهلق لقبول الهبة ،فلورثة الواهب ،ذوأي الحق في إنقاص الهبة
إلى النصاب القانوني reservatairesإثبات صورية العقد بكافة الطرق إذا
ما ادعوا أن التصرفا كان على سبيل التبرع وأأنه تجاوأز النصاب الجائز
هبته(.
)لن العقد وأإن كان في الواقع صحيقحا لجواز الهبة المستورة ،إل أنه إنما
أجيز للورثة الثبات بكافة الطرق لنه لم يكن في استطاعتهم الحصول على
كتابة بحقيقة العقد ،وأل يمكن أن يعترض عليهم بأن التعهدات الصادرة من
مورثهم حجة عليهم ،لنهم ،باعتبارهم متلقين الحق عن القانون ،ل يمثلون
المورث( ).(4152
-راجع الحكام وأالمراجع الكثيرة الواردة في هذه الفقرة.
)وأقد قضى بناقء على ذلك بجواز البينة في إثبات صورية سندات الدين التي
يحررها الب لحد أوألده ،إذا كانت ظروأفا الدعوى تدل على صورية
الدين ،وأكانت قيمة هذه السندات تزيد على النصاب الجائز هبته( ).(4153
)وأقضى كذلك بأن محاوألة البوين تجاوأز نصاب الهبة ،بسترها بعقود بيع
صورية ،أوأ بأي وأسيلة أخرى ل تمنع من إثبات الهبة بالقرائن().(4154
)وأقضى بأنه إذا صدرت الهبة في صورة عقد معاوأضة ،وأتعدت النصاب
القانوني ،فلذوأي المصلحة من الورثة طلب إنقاص الهبة ،دوأن أن يحتج
عليهم بسبق الحكم في هذا الشأن في مواجهة الواهب لن هذا الحكم ل
يكتسب قوة الشيء المحكوم فيه في دعوى الورثة( .(4045) -
- 119وأجاء في بودرى وأكولين كتاب الهبة وأالوصية ما يأتي:
)إذا طلب ذوأ المصلحة إنقاص الهبة إلى نصابها القانوني وأكانت الهبة
مستورة أوأ غير مباشرة )أي صادرة باسم شخص مستعار( جاز له إثبات
ذلك بكافة الطرق وأمنها البينة وأالقرائن(.
)وأذلك ليس فقط لن الغرض من الصورية هنا الهرب من أحكام القانون،
لجواز الصورية أحياقنا ،وألكن لن المراد هنا إثبات فعل لم يكن في
استطاعة ذي المصلحة الحصول على دليل كتابي عليه(.
)وأالقضاء وأالشراح على اتفاق في هذا الموضوع( ).(853
)وأعلى ذلك ،إذا كان نصاب الدعوى يزيد عن ماية وأخمسين فرنقكا ،ل يقبل
من العاقدين إثبات الهبة المستورة بالبينة أوأ القرائن ما لم يكن هناك مقدمة
ثبوت بالكتابة ،أوأ كان التعاقد نتيجة التدليس(.
)وأإنما يجب عليهما أن يقدما الدليل الكتابي على الصورية ،وألذلك كان من
الحيطة أن يحرر العاقدان وأقت التعاقد وأرقة الضد التي تدل على حقيقة
العقد(.
)وأيكون المر على العكس من ذلك إذا كان من يريد إثبات الهبة المستورة
أجنبقيا عن العقد ،حيث ل يمكن أن يطالب بدليل كتابي لم يكن في استطاعته
الحصول عليه(.
)وأمن المعلوم أن الورثة يصبحون من طبقة الغير ،أي أجانب عن العقد،
كلما تمسكوا بالقواعد التي ل يستطيع الواهب الخلل بها مواجهة ،فيلجأ
إلى الخلل بها بطرق غير مباشرة ،كقواعد الهلية وأالتكملة وأالنقاص( )
.(1255
- 120يتبين مما تقدم إجماع رأي الشراح الفرنسيين وأقضائهم على أن
الوارث ل يعتبر خلقفا لمورثه في الطعن بصورية التصرفا الصادر من
الخير إضراقرا بحقوق الوأل ،وأأن الوارث إنما يعتبر في هذه الحالة أجنبقيا
عن العقد له إثبات صوريته بكافة الطرق.
فصل الرابع :توزيع الثبات على الخصام في دعوى الصورية:
1 - 121المسألة:
كثيقرا ما تعرض الواقعة التية:
لرجل بنت وأاحدة ،وأله مال كثير ،إذا ما توفي هذا الرجل ،وأرثت بنته
نصف ماله ،وأذهب النصف الخر لخوته ،وألكن الرجل ،مدفوقعا بعاطفة
البوة ،يريد أن يؤوأل ماله كله لبنته ،وألكنه لن يرضي بأن يهبها المال
فيجرد نفسه منه في حياته ،سواء لصعوبة ذلك على النفس ،أوأ لنه قد
يرزق بأوألد آخرين ،فيختار اليصاء لبنته بالمال ،وألكن الوصية لوارث
باطلة شرقعا ،أوأ هي موقوفة على إجازة سائر الورثة ،وأهيهات أن يجيزها
أخوته ،فماذا يفعل؟
يحتال الموصي في هذه الحالة إلى ستر الوصية بإحدى طريقتين ،الوألى
ببيع ماله لبنته ،وأالثانية بالقرار لها بدين يستغرق تركته ،وأقد يسجل
الموصي عقد البيع أوأ يثبت تاريخ السند وأيسلمه لبنته ثم يأخذ عليها وأرقة
الضد التي ل تلبث أن تستردها بعد وأفاته ،وأقد يبقى عقد البيع أوأ سند الدين
في حيازته فتستولى عليه ابنته بعد وأفاته.
وأإذا ما توفى الرجل ،وأظهر عقد البيع أوأ سند الدين بيد ابنته ،طعن أخوته
بصورية سبب العقد ،باعتبار أن سببه الحقيقي إنما هو اليصاء.
- 122فما هي مأمورية الخوة في دعوى الصورية؟ ما هو نصيبهم من
عبء الثبات؟
معنى الصورية هنا ،أن هناك سببين للعقد ،سبقبا ظاهقرا ،وأهو البيع أوأ
الدين ،وأهو سبب غير حقيقي ،وأسبقبا خفقيا وأهو اليصاء ،وأهو السبب
الحقيقي.
فهل الطاعنون بالصورية ،مكلفون إثبات المرين مقعا ،إثبات أن السبب
الوارد بالعقد غير حقيقي ثم إثبات أن السبب الحقيقي هو اليصاء؟ أوأ هم
مكلفون إثبات المر الوأل ،فإذا ما أثبتوه ،وأقع على عاتق صاحبة العقد
إثبات أن لسندها سبقبا آخر ،وأأن هذا السبب صحيح؟
هذا هو موضوع البحث في هذا الفصل ،وأهو بحث سبق عرضت له
المحاكم الهلية وأالمختلطة في بعض القضايا ،وأتداوأله رجال الفقه في فرنسا
بالشرح المستفيض.
2 - 123رأي الستاذ الشوربجي بك:
يقول زميلنا الستاذ مصطفى بك الشوربجي في إحدى القضايا بأن على
الطاعن بالصورية في هذه الحالة إثبات المرين مقعا ،وأقد أخذ بقوله
حضرتا المحكمين اللذين فصل في الدعوى -راجع الحكم الصادر في 16
فبراير سنة 1928في قضية السيدة سكينة هانم بسيوني ضد السيدة شاها
هانم شعير )رقم 15من الباب السادس( وأيستند الستاذ في رأيه إلى سببين.