You are on page 1of 33

‫االعالم والتواصل االجتماعً‬

‫بٌن الحمائك وفن التزٌٌف‬


‫بكر أبوبكر‬
‫المحتوٌات‬

‫*ممدمة‬
‫‪-1‬مفاتٌح اإلعالم والكالم الكالح!‬
‫‪-2‬االعالمً الملتزم نزٌه وصادق أوال‬
‫‪-3‬ردا على االعالمً المصري عزمً مجاهد "هل الفلسطٌنٌون‬
‫باعوا أرضهم"؟‬
‫‪ 1201-4‬انتحاري فلسطٌنً فً العراق!‬
‫‪ 1201!-5‬انتحاري فلسطٌنً فً العراق ‪ ،‬مرة ثانٌة‬
‫‪-6‬أكذوبة "الهٌكل" وحمٌمة البراق‬
‫‪ -7‬فً الرد على أوهام الرئٌس االسرائٌلً‬
‫بتعمٌبه على خطاب الرئٌس‬
‫‪-8‬نماذج‬

‫ممدمة‪ٌ :‬مدم الكاتب واالدٌب‪ ،‬ومسؤول التعبئة الفكرٌة فً حركة فتح مفوضٌة‬
‫االعالم والثمافة والتعبئة الفكرٌة األخ بكر أبوبكر مجموعة من المماالت عالجت‬
‫بعض نماذج التزٌٌف التً ٌسهل تناللها هذه األٌام‪ ،‬وكشف الحمائك ما ٌتصل‬
‫بالكثٌر من األمثلة الالحمة على كتابه األخٌر تحت عنوان‪" :‬طرٌك مغلك‪،‬‬
‫الدٌممراطٌة والتعبئة فً التنظٌمات االسالموٌة" بنماذج خاصة بهذه التنظٌمات‬
‫ونماذج مختلفة فً هذها الملف كما تمراون‪ .‬مفوضٌة االعالم والثمافة والتعبئة‬
‫الفكرٌة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫مفاتٌح اإلعالم والكالم الكالح!‬

‫ألي مشروع أو خطة عمل نحن تتعامل مع ‪ 3‬متؽٌرات أو عوامل تصح فً‬
‫المشروع التجاري‪ ،‬كما تصح فً المشروع السٌاسً واإلعالمً الجماعً منه‬
‫أوالشخصً‪.‬‬
‫وعوامل التحكم بالمشروع ٌخضع من خاللها وعبر (اإلدارة‪/‬المٌادة) حالة‬
‫من التوازن إن استطاعت المٌادة‪/‬اإلدارة تحمٌمها فان الخطة‪/‬المشروع تسٌر سٌرا‬
‫حسنا أي بشكل ٌحمك األهداؾ باالنجاز‪ ،‬وهذه العوامل هً‪ :‬المال والولت والجهد‪.‬‬
‫إن الجهد البشري سواء الجسدي العضلً الفٌزٌابً‪ ،‬أو العملً والنفسً‪،‬‬
‫ٌعتبر األساس األول‪ ،‬لذا ٌجتهد التنظٌم عامة ومنه السٌاسً ‪-‬مجال حراكنا هنا‪ -‬فً‬
‫عملٌة بناء الكوادر عملٌا ونفسٌا وثمافٌا ومجتمعٌا‪ ،‬كً ٌتمكن هإالء من تحمٌك‬
‫األهداؾ واالنجاز‪.‬‬
‫الكادر المواظب‬
‫الكادر المواظب والمادر والشجاع والمإهل ال ٌمكن أن ٌتساوى مع العضو‬
‫والخوار‪ ،‬وؼٌر المإهل‪ ،‬وعلٌه فإنه عند بناء الخطة ٌجب وضع‬
‫ّ‬ ‫الكسول أوالجبان‬
‫األشخاص المكلفٌن المإهلٌن فً الخانة أو البند الذي ٌتناسب مع لدراتهم أو‬
‫مساحات حراكهم‪ ،‬وإال وجب اخضاعهم للتدرٌب‪.‬‬
‫ٌكون للمال دوره فً جعل المشروع حمٌمة‪ ،‬من حٌث توفٌره أو التخطٌط‬
‫لتوفٌره عبر إدارة التموٌل‪ ،‬ومن حٌث ٌُحسن توظٌفه ٌُدار المشروع بكفاءة‪ ،‬أما إن‬
‫أسًء االستخدام ودخلت عوامل التبذٌر أو الالتخطٌط والتخبط ٌصبح المال فً‬
‫النطاق التجرٌبً تخرٌبا للنفوس وتؽطٌة على الفشل‪.‬‬
‫ٌعتبر الولت عامال فرٌدا‪ ،‬فهو مما لد ٌَنظر له البعض باستخفاؾ كبٌر‬
‫فٌراهُ بال ثمن! وهذه من أخطر النظرات‪ ،‬فهو مما ال ؼنى عنه‪ ،‬فما ٌصلح الٌوم لد‬
‫ال ٌصلح ؼدا والعكس بالعكس‪ ،‬وما ارتبط بزمن نتمكن من بلوؼه وما ٌترن مفتوحا‬

‫‪3‬‬
‫لد ال ٌؽلك أبدا‪ ،‬لذا فاالحتكام للولت فً التكلٌؾ واإلعداد ومراحل التنفٌذ ومرالبة‬
‫التكلٌؾ أهمٌة لد تصل أحٌانا ألهمٌة تحمٌك االنجاز‪.‬‬

‫اإلعالم واألكاذٌب‬
‫فً المشروع اإلعالمً تحكمنا ثالثة عناصر أساسٌة هً المال والولت‬
‫والجهد أكثر من أي عمل آخر السٌما فً ظل ثورة المعلوماتٌة التً أجهدت العمل‬
‫البشري وأهدرت فٌها األموال‪ ،‬وأصبح الولت عامال حاسما ٌستدعً نبض الملوب‬
‫وسرعة المتابعة والمالحمة والرد واالستجابة‪.‬‬
‫لال المابد المعلم خالد الحسن‪ :‬أن اإلعالم هو التنظٌر لمرارات المٌادة التً‬
‫أُتّخذت‪ ،‬أوالتؤهٌل لمرارات ستُتخذ‪ ،‬وهذا التعرٌؾ الذي ٌصح فً إطار التعببة‬
‫والتحرٌض التنظٌمً الداخلً‪ ،‬فانه ٌحتاج لجهد أكبر فً اإلعالم المفتوح لجمٌع‬
‫الناس الٌوم‪.‬‬
‫إن اإلعالم بكل بساطة هو ذكر الحمابك ومواجهة األكاذٌب‪ ،‬وذكر الحمٌمة‬
‫لٌس أمرا سهال‪.‬‬
‫األكاذٌب ومنها الدعاٌة السوداء سهلة االنكشاؾ‪ ،‬وبٌاض الصدق ناصع‪ ،‬أما‬
‫األمورالكالحة أو الرمادٌة فهً الوباء الذي ٌنتشر فً الشابكة الٌوم‪.‬‬
‫لٌس من الصعب أنن لد تنخدع مهما كنت (شاطرا)‪ ،‬فال ترى الحمٌمة!‬
‫وترى ما ٌرٌد منن اآلخر أن تراه؟ ال سٌما إن كنت ؼٌر مسلح فً مواجهة السٌل‬
‫الخبري والتحلٌلً اإلعالمً‪ ،‬خاصة والبوابات أصبحت مفتوحة على مصراعٌها‬
‫عبر الشابكة (انترنت) على ما هب ودب من خدع وتلفٌمات وأكاذٌب‪.‬‬
‫لد تواجهن حاالت من الكذب والتلفٌك واالتهام والتشوٌه والخدع لكنن لد‬
‫ال تستطٌع ببساطة أن تتصدى لها إال بؤن تبذل مجهودا كبٌرا للتمحٌص وللفهم ثم‬
‫للمواجهة‪ ،‬وٌصبح العبء علٌن إللناع اآلخرٌن بذلن وهذه مسإولٌة أخرى‪.‬‬
‫لد تواجهن معلومات أو أخبار محٌّرة ومربكة فً حاالت مثل (بتر الخبر)‬
‫أوالمعلومة فتراه مجزوءا‪ ،‬نالصا وفً الجزء المبتورالمذكور حمٌمة ولكنها حمٌمة‬
‫نالصة‪ ،‬والنمص هذا ٌعطٌها معنى مؽاٌر كلٌا‪ ،‬فكٌؾ العمل وكٌؾ الحكم وكٌؾ‬
‫التمدٌر؟‬

‫‪4‬‬
‫لد ترى الموضوع أو الخبر أو الممال (منمٌّا) أي مشذبا مهذبا بشكل متعمد‪،‬‬
‫أومعاد ترتٌب ه بشكل مختلؾ عما هو فً الحمٌمة‪ ،‬أومنمٌا مما به من شوابب لد تضر‬
‫برسالته‪ ،‬فخبر اإلساءة لشخص أو دولة أو فصٌل ما كمثال تراه من وجهة نظر أي‬
‫من هإالء ضعٌفا أو فاترا أو منمٌا (مفلترا) من كثٌر من أشواكه‪ ،‬وربما مزخرفا‬
‫بمعنى المزج مع الطرح االٌجابً‪ ،‬إن التصفٌة أو التنمٌة تلؽً الكثٌر مما بالخبر‪،‬‬
‫وتمدم الجهة المعنٌة ماترٌده منه‪ ،‬السٌما فً العناوٌن الربٌسة التً لد تكون بكثٌر‬
‫من األحٌان ال تحمل مضمون الخبر أصال‪.‬‬
‫(ملونا) بلون العمٌدة أو الفكرانٌة (االٌدٌولوجٌة)‬
‫ّ‬ ‫وؼالبا ما ترى الموضوع‬
‫أوملونا بلون رؼبات أومزاج الزعٌم أو حراس عرشه‪ ،‬أو بلون السٌاسة التً تتبعها‬
‫الجهة مصدرة الموضوع أو المعلومة أو الخبر‪ ،‬أو بالعواطؾ الطاؼٌة التً تشعل‬
‫النفس وتلؽً العمل‪ ،‬وهً تكتٌكات ال تستطٌع معها اتهام المصدر بالكذب‪ ،‬وان كان‬
‫التحٌز واضحا‪ ،‬وعلٌن حٌنها أن تجتهد كثٌرا لفصل الؽث عن السمٌن ما نحتاج معه‬
‫‪1‬‬
‫للوعً والوسٌلة العملٌة المادرة على التمٌٌز‪.‬‬
‫األزمة مرٌحة!‬
‫ومما ندركه جمٌعا الٌوم أنه فً ظل األزمات ٌصبح السٌل الخبري أكثر‬
‫لدرة على اختراق عمول الناس‪ ،‬فاألرضٌة مهٌؤة للتمبل لذا تكثر الدسابس وبث‬
‫االخبار المزٌفة مباشرة‪ ،‬إذ لم تعد التؽطٌة أو التموٌه مطلوبه!‬
‫فتنتشر مماطع مربٌة (فٌدٌو) ٌتحدث بها المتكلم بلؽة اجنبٌة بؽٌر الترجمة‪،‬‬
‫فٌصدق المراء المترجم! وترى التحلٌالت المنسوبة لمجالت اجنبٌة تافهة كؤنها شاهد‬
‫ال تنكسر شهادته‪ ،‬وٌتنالل الجهلة أو أنصاؾ المراء وعدٌمً المنهج العملً أحادٌث‬
‫لمثل كلنتون أو كٌسنجر أوالكذاب نتنٌاهو لدٌمة ٌتم توظٌفها بزمن مختلؾ‪ ،‬أو لدٌمة‬
‫وال تخص موضوع الٌوم‪ ،‬او هً أصال لم تمال أبدا على وزن ما انتشر مإخرا‬
‫حول ما لالته كلنتون بكتابها ان حكومتها وراء (داعش)‪ ،‬ولم ٌكن هذا المول من‬
‫مسإول منطمٌا والمادٌا‪ ،‬عوضا ان الكتاب بعد تحممنا ال ٌشتمل مطلما على أي‬
‫كلمة حول ذلن‪ ،‬ولس علٌه ما تشاء‪.‬‬
‫المواجهة اإلعالمٌة‪ ،‬حٌن تتشرب أو تشبّع‬

‫‪ 1‬فً االعالم الؽربً الذي ٌدعً الموضوعٌة والحٌاد ‪ %88‬من الخبر ٌكون صحٌحا‬
‫وٌمومون بإضافة ‪ %28‬بٌنما العكس فً االعالم العربً فٌظهر االول محاٌدا موضوعٌا والثانً‬
‫ال ثمة به واالول اخطر‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫إن ذكر الحمابك ٌفترض أساسا المصدالٌة والموضوعٌة والحٌادٌة‪ ،‬وإن كنت‬
‫ال أرى دله فً مفهوم الحٌادٌة هذا عندما ٌكون الموضوع أو الخبر مثال فً مواجهة‬
‫الرواٌة الصهٌونٌة المحتلة ألرضنا‪ ،‬حٌث ٌصبح االنحٌاز للرواٌة العربٌة الصادلة‬
‫انتصارا للحك ورفضا للكذب الكالح‪ ،‬وان تسمى ذلن عند البعض األعمى عن الحك‬
‫انحٌازا‪.‬‬
‫‪-1‬إن من آلٌات الحرب أو المواجهة اإلعالمٌة ضد العدو‪-‬أو ضد الخصم‬
‫تشرب الموضوع أو الممال) بمعنى ال تتركه كما هو‪،‬‬ ‫بدرجة ووتٌرة ألل‪ -‬هو أن ( ّ‬
‫وإنما تُضفً علٌه تعلٌمات موجهة ال تضر بالخبر‪/‬أو المعلومة وهذه التعلٌمات‬
‫المرتبطة بالخبر تتضمن سٌاسات التنظٌم أونظرته لتنعمد الممارنة فال ٌظل المارئ‬
‫حابرا كٌؾ ٌتخذ مولفه‪.‬‬
‫فمثال إن كان الخبر منموال من مصدر عبري ٌحتوى على ذكر ما ٌسمونه‬
‫جبل الهٌكل أو ما ٌسمونه ٌهودا والسامرة أو ما ٌسمونه وزٌر الدفاع‪ ،‬وجب العناٌة‬
‫بالتوضٌح أن األول هو المسجد األلصى (أحٌانا ٌطلك علٌه البعض اسم الحرم‬
‫المدسً) والثانً اسم توراتً مزور‪ ،‬والثالث هو وزٌر الحرب‪ ،‬أواستخدام‬
‫المصطلحات الصحٌحة دون االلتفات للمصطلح المزور‪.‬‬
‫‪-2‬ومن اآللٌات (ربط الموضوع) أي حٌن ذكر الخبر السلبً عن التنظٌم‬
‫السٌاسً الذي تنتمً له تربطه بتارٌخه االٌجابً بخفة‪ ،‬دون إسفاؾ أو تملٌل من‬
‫السلبٌة التً من الممكن إن كانت هذه السلبٌة فالعة عدم إنكارها بل وإخضاعها‬
‫للنمد‪.‬‬
‫فحٌن ٌُذكر أن مولؾ حركة فتح فً الموضوع السٌاسً (س) كان سلبٌا‬
‫ٌُشار لعدٌد الموالؾ فً تكملة الخبر وهً الموالؾ التً حٌن تضعها إلى جانب ذان‬
‫السلبً تبدي حمٌمة الصورة وال تجعل الرأي منصرفا للسلبٌة منمطعة عن تراكم‬
‫االٌجابً‪.‬‬
‫‪-3‬ومن اآللٌات (حمن الموضوع) فإذا كان الخبر ٌفضح الطرؾ اآلخر أي‬
‫الخصم‪ ،‬فال تتركه ٌتحدث عن نفسه فمط‪ ،‬وإن كان هذا جابزا حسب الجمهور‬
‫المستهدؾ‪ ،‬لكن ال بؤس باإلطار التعبوي من ُحمنة كبٌرة أو صؽٌرة تذ ّكر المارئ‬
‫بمسلسل إساءات الجهة المعٌنة بالشواهد الصادلة‪ ،‬وممارنة ذلن بموالفها المتواترة‬
‫المخالفة لموالفن‪.‬‬
‫‪-4‬من الممكن حٌن كثافة الهجوم علٌن كفصٌل أو جهة ما أن تموم بالرد‬
‫بهدوء ولٌس بانزعاج وشتم واتهام كما الحال فً ؼالب التنظٌمات الفكرانٌة‬
‫‪6‬‬
‫(االٌدٌولوجٌة)‪ ،‬وإنما بعملٌة رد عمالنً ضمن منهج (تشبٌع الفكرة) بالدالبل الجلٌّة‬
‫أوالحكم والحمابك أواألمثلة والمصص ذات الصلة‪ ،‬وبؤشكال متعددة بالكلمة‪،‬‬
‫وبالصورة حٌث المتحرن والثابت من الصور‪.‬‬
‫‪-5‬مما ال شن فٌه أن الحرب اإلعالمٌة تحتاج للكثٌر من الحس الشعبً‬
‫والعاطفً وتحتاج أحٌانا إلثارة النخوة والحماسة والشجاعة والوطنٌة خاصة فً‬
‫مواجهة العدو‪ ،‬وأحٌانا الخصم‪( ،‬ولٌس مشاعر الكراهٌة والحمد والنفور‪ ،‬والرفض‬
‫المطلك‪ ،‬وابتزاز المشاعر) إال أنه ما بٌن استثمار المشاعر أواستؽاللها خٌط رفٌع‬
‫ٌجب أن ندركه فال تكون االستثارة معتمدة على األكاذٌب أو الشحنات السلبٌة‬
‫ولمصلحة آنٌة‪ ،‬وكلما ارتبطت االستثارة العاطفٌة بهدؾ كبٌر ومصدالٌة وشعار‬
‫واسع المساحة كثٌرة االحتماالت كلما كانت اآللٌة التعبوٌة أفضل‪ ،‬فال نستؽل‬
‫الجمهور (أو نبتزه) عاطفٌا عند كل نازلة أومشكلة نمع بها‪ ،‬ولد ٌستدعً اآلخرون‬
‫فً هذه الحالة الدٌن أو المومٌة أو العشٌرة أو الطابفة ما هو خطر داهم‪.‬‬

‫ال لإلهمال‪ ،‬وفن الرد‬


‫أن (إهمال الخبر) فً عصر المعلوماتٌة ال ٌؤتً بخٌر أبدا‪ ،‬فلست وحدن‬
‫من ٌمتلن زمام األمور إنه زمن ولّى‪ ،‬والمارئ المتعطش ٌظل ٌسعى للمعلومة ال‬
‫سٌما وهً بٌن أصبعٌه وتحت ناظرٌه‪ ،‬فالبد هنا من الرد العلمً المباشر حٌث‬
‫الفكرة ممابل الفكرة‪ ،‬أوالحمٌمة ممابل االفتراء‪ ،‬أوبالرد ؼٌر المباشر من خالل‬
‫موالؾ الناس وآرابهم‪.‬‬
‫إن وسٌلة التوصٌل للمعلومة اإلنسانٌة هً أساسا اإلنسان‪ ،‬ومن خالل الفكرة‬
‫ٌلونها بؤصباغ أو صٌػ متعددة‪ ،‬وعبر اإلدارة للوسابط المربٌة‬ ‫المصاؼة التً ّ‬
‫أوالمسموعة أوالممروءة‪.‬‬
‫وعلٌه ولحسن توصٌل المعلومة أوالفكرة أوالموضوع فال بد من ُحسن‬
‫االتصال وفن استخدام كل من‪ :‬الصورة والخٌال‪ ،‬واإلسماط‪ ،‬ولعبة الكلمة والحدٌث‪،‬‬
‫واستخدام التارٌخً والموروث والممدس‪ ،‬ومخاطبة العمل والعاطفة‪ ،‬واألمل‪،‬‬
‫وتحمٌك الممارنات والربط‪ ،‬والنبش والفحص واستخدام المجهر حٌث وجب‪ ،‬وفوق‬
‫كل ذلن ال مناص من الصدق‪ ،‬وإن اضطررت أحٌانا (للدوران) حول الفكرة أو‬
‫الخبر‪ ،‬أو اللجوء للنمد الذاتً بال مواربة لفكرتن فال تتردد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫العلم ال ٌشٌخ‬
‫نحن نعٌش فً عصر مفتوح‪ ،‬لم ٌعد ٌمبل الفكرة النمطٌة الرتٌبة‪ ،‬أو ربط‬
‫العمول أوتؤجٌرها‪،‬رؼم كم الخداع الفابض والذي ٌمع فً حبابله الكثٌرون‪ ،‬لذلن فان‬
‫تعاملنا فً بٌبة (أطر) التنظٌم السٌاسً‪ ،‬وفً سٌاق االستمطاب أواالتصاالت‪،‬‬
‫أوالمواجهة التعبوٌة‪ ،‬واإلعالمٌة ٌجب أن ٌكون بالعمل‪ ،‬والتعامل المنفتح لطعا على‬
‫البٌبة الخارجٌة‪.‬‬
‫وعلٌه ٌجب أن نرتكز على ضرورة‪:‬‬
‫‪-1‬تعلم أوبناء (منهج أو مناهج التفكٌر) السلٌم والمتزن لدى األعضاء‬
‫والكوادر‪.‬‬
‫و‪-2‬بناء فكرة الفرٌك أو الجماعة النشطة والمتناؼمة والمتعاونة‪.‬‬

‫و‪-3‬بناء معنى االنتماء والوالء للجماعة والفكرة والعمل‪.‬‬

‫و‪-4‬بناء فكرة تعانك العمل من حٌث هو إبداع ومبادرة مع عملٌة النمد‪.‬‬

‫و‪-5‬الصعود إلى مرتبة الدارس والمتعلم من "مرتبة العالم العالمة والفهٌم‬


‫الفهامة!" التً ٌسبؽها البعض على ذواتهم وٌظن بها الكثٌرون أنهم ختموا من العلم‬
‫بحره فٌما هو كما لال المصطفى علٌه أفضل الصالة والسالم من المهد إلى اللحد‪.‬‬
‫إن البناء للمنهج العملً والمبادرة المٌدانٌة والفرٌك النشط المتناؼم ٌجب أن‬
‫ٌتكرس فً لواعد التنظٌم السٌاسً بل وؼٌر السٌاسً الصلبة‪ ،‬وبما ٌربط ذلن بفكر‬ ‫ّ‬
‫التنظٌم وعمٌدته وسٌاساته‪ ،‬وبتارٌخه ومشارٌعه المستمبلٌة‪ ،‬وبما ٌرتبط بالفكر‬
‫المفتوح ؼٌر المؽلك‪ ،‬وهو ذاته فكر المساهمات الفردٌة الواجبة لألعضاء والعابدات‬
‫الجماعٌة من التنظٌم علٌهم‪ ،‬فنحن نإثر ونتؤثر بالمحٌط‪ ،‬ولكً نكون المإثرٌن ٌجب‬
‫أن نمتلن مفاتٌح الفكرة والكلمة وال نستؽنً عن الصدق أبدا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫االعالمً الملتزم نزٌه وصادق أوال‬

‫فً نماش عاصؾ دار بٌن عدد من األخوة الكوادر الحركٌٌن حول االعالم والعمل فً مإسسات‬
‫لد ال تتفك مع وجهة نظر أو تفكٌر أو موالؾ االعالمً‪ ،‬ما العمل؟ وكٌؾ ٌكون نمل الخبر الذي‬
‫لد تكون صٌاؼته مخالفة لمناعات االعالمً‪ ،‬ولطعا هو ملتزم بسٌاسة المإسسة االعالمٌة‬
‫اوالدولة الراعٌة! توصلنا لخالصات جٌدة كان لً منها االسهام التالً حٌث ذكرت أن االعالم‬
‫واالعالمً الملتزم ٌتصؾ بمجموعة شروط من موضوعٌة ومهنٌة ومصدالٌة‪.‬‬

‫فالموضوعٌة]‪ [1‬إضافة لما ذكره االخوة الكرام تمتضً عدم الخروج عن الموضوع المطروق‬
‫بتؽٌٌر مجرى الحدث أوالمولؾ‪ ،‬أوتؤوٌله أوبالتموٌه أوالتضخٌم او التجمٌل او التسخٌؾ الخ ما‬
‫ٌخرجه عن الموضوعٌة‪.‬‬

‫وٌمول الكاتب السعودي خالد متلمٌتو ‪ :‬موضوعٌة اإلعالم ببساطة تعنً أن ٌتم نمل الوالع كما‬
‫هو ابتدا ًء دون تزٌٌؾ للحمابك أو تشكٌلها وفك أهواء وأمانً اإلعالمً أو المإسسة التابع لها‪.‬‬
‫نعم لد ٌبث اإلعالمً لناعاته وأفكاره التً ٌنحاز لها فً الموضع المناسب ولكن ذلن ٌتم مع‬
‫المحافظة على دلة نمل الوالع‪.‬‬

‫والمهنٌة وكما ذكر المتحاورون اتباع لواعد المهنة نعم بنمل الخبر وتحرٌره ونشره وتحدٌد‬
‫مساحته وأولوٌته‪ ،‬لتؤتً المصدالٌة وهً النمطة األهم برأًٌ وهً تُبنى وتُكتسب فتولد الثمة أو‬
‫تحجبها‪.‬‬

‫أما "الحٌادٌة" مثار النماش فهً التً من الصعب التعامل معها "بحٌادٌة"! ومن الصعب أن‬
‫ٌلتزم بها أحد‪ ،‬فكٌؾ أكون محاٌدا حٌن ٌمول "نٌر المزور بركات" الكذاب المزور باألمس‬
‫(ٌحك للٌهود االستٌطان فً ‪٤‬عواصم عربٌة هً دمشك وبٌروت وعمان والمدس‪ ،‬ألنها واردة‬
‫بالتوراة؟ ) وأي حٌاد فكري أو عاطفً هنا عندما ٌتحدث الماص ٌوسؾ زٌدان مكذبا وبشكل به‬
‫اسفاؾ لرواٌتنا بالمدس؟ وكٌؾ أكون حٌادٌا حٌن ٌرتكب العدو االعدامات المٌدانٌة ٌومٌا؟ أفؤنمل‬
‫الخبر كانه خبر لتل رجل برصاص صدٌمته فً المكسٌن مثال؟‬
‫فً الحمٌمة فان "الحٌادٌة" وهً النمطة الرابعة من الشرابط تتعارض بالمفهوم الضٌك لها مع‬
‫النزاهة وهً السٌر فً ركاب الحك والعدل والمٌم االنسانٌة دون مواربة‪.‬‬

‫صفة فاضلة ُمت ََر ِ ّكبة من النَّجدة والجود‪ ،‬والعد ِل‬


‫لال ابن حزم األندلسً‪" :‬نَزَ اهة النَّفس؛ وهذه ِ‬
‫والفهم؛ ألنَّه فَ ِهم للَّة الفابدة فً استعمال ض ّدِها‪ ،‬فاستعملها‪ ،‬وكانت فٌه نجدة أنتجت له َّ‬
‫عزة‬
‫عدل‪ ،‬حببَت‬ ‫فتنزه‪ ،‬وكانت فٌه طبٌعة سخاوة نَفس‪ ،‬فلم ٌهت َّم لما فاته‪ ،‬وكانت فٌه طبٌعة َ‬ ‫نفسه‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫إلٌه المُنوع وللة الطمع‪".‬‬

‫إن الحٌاد المفهوم نمل الخبر كما جاء دون شحن باتجاه معٌن نعم ودون إخفاء أو تعتٌم‪-‬ما لم‬
‫ٌمس األمن المومً أو االجتماعً‪-‬وال ٌمنع البتة من االضافة والتوضٌح من االعالمً‪ ،‬أو‬
‫بالتذكٌر بالمخالؾ من أخبار لتمع المماربة‪ ،‬أو بنمله لرابط منالض لٌمارن اٌضا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫هذا العمل االعالمً بهذا الشكل لٌس مماال أبدا‪ ،‬فكل الصحؾ والفضابٌات والموالع االلكترونٌة‬
‫تصوغ أسبلتها وتمارٌرها وأخبارها وفك أهدافها وسٌاساتها‪ ،‬وتمول‪ :‬موضوعٌة وحٌادٌة !؟ كما‬
‫الحال تماما مع صٌاؼات االسبلة فً استطالعات الرأي‪.‬‬

‫وكمثال‪ :‬كان المرالبون ٌطلمون على االعالم الشرلً (السوفٌتً) االعالم الموجه وعلى‬
‫االعالم الؽربً حٌنها االعالم المض ِلل وفً الحالتٌن هما ٌتبعان سٌاسة عامة تخدم الدولة أو‬
‫الجهة الراعٌة بوضوح‪ ،‬فال حٌاد وال ٌحزنون‪ ،‬والفارق أن االعالم الروسً كان إعالما ممٌّدا‬
‫ممتّرا مضٌّما على اآلخرٌن بوضوح‪ ،‬بٌنما لجؤ االعالم الؽربً للعكس فؤؼرق الناس بفٌض‬
‫األخبار والمعلومات ؼثها وسمٌنها تحت ادعاء الحرٌة والحٌادٌة ولكنه بحمٌمة االمر ٌتبع‬
‫تكتٌكات اخرى؟‬

‫تكتٌكات "االعالم الحر" كما ٌسمً نفسه تجعل من الخبر "المطلوب" من فٌض األخبار‬
‫المنشورة هو الخبر الموثوق حصرٌا من خالل ربطه بحٌاة الناس ولٌمها‪ ،‬وعبر التكرار‬
‫واستخدام الوسابل المختلفة (صحافة ورلٌة اذاعة مربٌة ومسموعة وسٌنما ومسرح وشعر ‪،)....‬‬
‫وعبر الوجوه المتنوعة واألسالٌب الكثٌرة‪ ،‬لكنها كلها فً سٌاق تكرٌس الفكرة او الهدؾ‬
‫المطلوب‪.‬‬
‫وخذ هنا مثاال الشابكة ‪ internet‬هل هً نزٌهة؟ ال‪ ،‬ولٌست ذات مصدالٌة كاملة‪ ،‬النه لٌس لها‬
‫منع السماح بنشر أخبار كاذبة ملفمة علنا‪.‬‬
‫ولنتجاوز هذه النمطة بالمول أنه "اعالم حر" كما ٌصفونه ‪ ،‬طٌب ٌا سٌدي "حر" لدرجة السماح‬
‫بالمحظور ماشً! اعالم حر لدرجة الفوضى !‬

‫ولكن لٌكن معلوما أنه حتى الشابكة مع كل ما سبك لٌست حٌادٌة أبدا؟]‪ [2‬مع كل ما ٌنشر‬
‫بالمطلك‪ ،‬النها تلتزم بمانون بالنشر فتمنع وتحجب أي نشر ٌحض على األسلحة واستخدامها‬
‫وعلى العنؾ والجرٌمة والمخدرات‪ ،‬كما تجرم ناشري صفحات االطفال المسٌبة وهذا جٌد‪،‬‬
‫رؼم أن حدود الحرٌة عندها باالتجاهات األخرى تمثل لنا حرٌة ال نمبلها وفك لٌمنا ولكنها أي‬
‫الشابكة هنا مع ذلن لها لٌم أٌضا تضع حدودا نختلؾ بحجمها ومساحتها وال نختلؾ على‬
‫ضرورتها فال اعالم حر بدرجة مطلمة أبدا بل نسبٌة‪.‬‬

‫ٌسوق الكاتب د‪.‬خالد المرنً(هنا مثاال مبسطا ٌشرح كٌؾ أن الموضوعٌة هً مجرد «وهم»‬
‫وذرات ؼبار ترمى فً عٌون المشاهدٌن‪ .‬لو التمط مصور فوتوؼرافً صورة لحادث مروري‬
‫بٌن سٌارتٌن ونشره فً صحٌفته‪ ،‬فهذه الصورة هً التً سٌراها الجمهور عن ذلن الحادث‬
‫وربما معها بعض التفاصٌل‪ .‬ونحن نعلم تماما أن هذا المصور كان ٌمؾ فً زاوٌة من زواٌا‬
‫المشهد‪ ،‬ولم ٌؽطً الثمان جهات التً تحٌط بالحادث‪ .‬هذه الزاوٌة هً التً كان ٌمؾ عندها‬
‫المصور الفتوؼرافً هً نافذة اإلعالم التً ٌطل من خاللها على المشهد العام للحادث‪ ،‬وبالتالً‬
‫لن نتمكن نحن المشاهدون والمراء أن نطلع على السبع اتجاهات التً لم ٌؽطٌها اإلعالم‪ ،‬وبهذا‬
‫نكون لد حصلنا على صورة مشوهة عن الحدث‪ .‬ونفس الشًء ٌمال عن تؽطٌة تلفزٌونٌة لحدث‬
‫آخر‪ ،‬فتولٌت دخول الكمرة التلفزٌونٌة للحدث هً نمطة واحدة فً زمن المشاهدة‪ ،‬وهنان نماط‬
‫زمنٌة أخرى لبل وبعد تلن النمطة لم تهتم بها وسابل اإلعالم‪ ،‬وهكذا تصلنا فمط مالمح وزواٌا‬
‫مشاهدة حددتها وسابل اإلعالم‪).‬‬

‫وٌضٌؾ لٌعرض لابال اٌضا‪( :‬فٌما ٌتعلك بتؽطٌة األطراؾ المختلفة أوالمتنازعة فً موضوع أو‬
‫لضٌة‪ ،‬والتً ٌعكس شعار لناة الجزٌرة (الرأي والرأي اآلخر)‪ ،‬فدعونً أوضح لعبة الجزٌرة‬
‫فً هذا الشعار‪ .‬وبدءا أإكد أن الجزٌرة تحاول أن تعكس وجهتً نظر الموضوع‪ ،‬ولكن ٌجب‬

‫‪18‬‬
‫أن ندرن أن إبراز وتركٌز الطرؾ األول ٌختلؾ عن الطرؾ الثانً‪ ،‬فالطرؾ األول ٌمع فً‬
‫مركز االهتمام‪ ،‬بٌنما ٌكون الطرؾ الثانً فً هامش التؽطٌة‪ .‬كما أن زاوٌة الرإٌة مختلفة‪،‬‬
‫ونمطة التاللً متباٌنة‪ .‬وإذا أخذنا الحدث الخلٌجً فً إجماله رؼم تفاصٌله الكثٌرة سنجد أن لناة‬
‫الجزٌرة ؼطت الطرفٌن ولكن تؽطٌة الطرؾ الخلٌجً كان مبتورا مشوشا مشوها نالصا ومن‬
‫زاوٌة ورإٌة ومصلحة الطرؾ األول‪.‬‬

‫من هنا فان شروط االعالمً الملتزم باعتمادي هً خمسة متكاملة معا من‪ :‬النزاهة والمصدالٌة‬
‫ثم الموضوعٌة ومهنٌة واخٌرا الحٌادٌة بالمفهوم الذي ال ٌتنالض مع الشروط االخرى وعلى‬
‫رأسها النزاهة والمصدالٌة ‪.‬‬

‫]‪ٌ[1‬مول الكاتب أحمد المنصوري فً صحٌفة االتحاد االماراتٌة‪( :‬الموضوعٌة هً نمل‬


‫األحداث بحٌادٌة وتجرد وبصورة متوازنة‪ ،‬وإعطاء كل األطراؾ المعنٌة بالمضٌة مساحة إلبداء‬
‫الرأي حتى ٌتسنى للمارئ الحصول على كل المعلومات المتعلمة بها‪ ،‬وعدم إلحام الصحفً لرأٌه‬
‫الشخصً فً المادة الخبرٌة‪ .‬أما مصدالٌة الوسٌلة اإلعالمٌة فهً نتاج تراكمً اللتزامها بتحري‬
‫الموضوعٌة فً ممارستها اإلعالمٌة)‬

‫]‪ٌ [2‬مول د‪ٌ.‬وسؾ علً أبولرن‪( :‬ال بد أن تكون وسابل اإلعالم لابمة على الحمابك الثابتة‪ ،‬وأن‬
‫تكون مجردة ً عن المٌول الذاتٌة‪ ،‬فبعد مرحلة التثبت من مستند األحداث واألخبار والتً ٌجب أن‬
‫تكون فٌها الولابع مبنٌة على الصدق ال على األخبار الكاذبة والولابع المشوهة‪ ،‬وأن ٌكون‬
‫التعلٌك مبنٌا ً على النزاهة واألمانة‪ ،‬ومن ثم تؤتً مرحلة الموضوعٌة‪ ،‬فٌجب أن تكون‬
‫المإسسات اإلعالمٌة المربٌة موضوعٌةً فً كل ما تطرح‪ ،‬مجردة ً عن األهواء الشخصٌة‪،‬‬
‫فتطرح الفكرة التً تعتمد صحتها من ؼٌر مصلحة ذاتٌة أو مإسساتٌة‪ .‬كما وٌنبؽً أن ٌكون‬
‫الحدٌث واضح المراد‪ ،‬دون أن ٌساق ضمن إطار أو صورة تخفً وراءها تجرٌحا ً أو سبا ً أو‬
‫تعرٌضا ً بالذم والمدح بالؽٌر‪).‬‬
‫لكنه ٌستدرن لابال‪( :‬ومما ٌإخذ على وسابل اإلعالم أنها ال تفسر الحمابك التً تمدمها بصورة‬
‫موضوعٌة‪ ،‬فالخبر لد ٌجمع عددا ً من الحمابك الهامة ولكنه ٌرى أن المساحة المخصصة له‬
‫محدودة فٌختار من بٌنها األكثر أهمٌة‪ ،‬وفً معظم األحٌان تُمدم هذه الحمابك صامتة دون أن‬
‫ٌتبعها بتفسٌر لها‪ ،‬كبٌان المالبسات التً صاحبتها‪ ،‬أو الظروؾ التً دعت إلٌها‪ ،‬ولذا ٌفمد الخبر‬
‫أهمٌته وال ٌإدي الؽرض الحمٌمً منه)‬

‫‪11‬‬
‫ردا على االعالمً المصري عزمً مجاهد "هل‬
‫الفلسطٌنٌون باعوا أرضهم"؟‬
‫ٌعرض االعالمً المصري عزمً مجاهد على لناة العاصمة المصرٌة‬
‫هجوما وتشددا ؼٌر محمود ٌنطلك من الخاص الى العام‪ ،‬ومن الملة المسٌبة الى‬
‫الكثرة البرٌبة‪ ،‬حٌث ٌهاجم وٌشتم وٌتهم عموم الفلسطٌنٌٌن بما ال ٌتفك مع النزاهة‬
‫والموضوعٌة والحمٌمة واالحترام‪ ،‬وال مع حسن التواصل وتمتٌن أواصر المحبة‬
‫التً ال ٌمطعها أبدا إساءة من هنا أو من هنان ألشخاص أو لفبة أو جماعة محدودة‪.‬‬
‫على سبٌل المثال هل ٌجوز لً إن لام فالن بمهاجمتً أو انتمادي أن أتصدى‬
‫له لٌس بالرد على مولفه‪ ،‬وانما بالتعرٌض بعابلته وصوال لمومٌته أو دٌنه؟! مثل ان‬
‫ٌموم مسلم متطرؾ (او اكثر) بتفجٌر نفسه فٌنشؤ تٌار فً أوربا ٌكره وٌعادي كل‬
‫المسلمٌن؟! ومثل ان ٌموم مصري فً دولة خلٌجٌة بارتكاب ُجرم ما ما فتموم لٌامة‬
‫الصحؾ تطالب بطرد المصرٌٌن؟‬
‫كل هذا ال منطمً وتحرٌضً شعبوي‪ ،‬وٌخرج من إطار الحرٌة الى إطار‬
‫التهجم المرذول الذي ٌخلط الموالؾ وهً المتؽٌرة‪ ،‬سواء لالفراد و الجماعات‪،‬‬
‫ٌخلطها بمضاٌا ذات صبؽة شخصٌة أو لومٌة او دٌنٌة عامة وٌعممها‪ ،‬وهنا تمع‬
‫الطامة الكبرى‪ ،‬وهو ذات ما حصل من االعالمً المصري عزمً مجاهد الذي‬
‫انطلك من الرد على "حماس" كما افترض‪ ،‬وعلى التٌارات االسالموٌة المتطرفة‬
‫لٌشمل بتهجمه وشتابمه واتهاماته بشكل مباشر أو ؼٌر مباشر كل الشعب الفلسطٌنً‬
‫مدعٌا أنه بذلن ٌدافع عن مصر والربٌس السٌسً‪ ،‬وما هو بذلن اال ٌعبر عن نفسه‬
‫ولٌس عن الشعب المصري العظٌم كحال من انطلك للحدٌث ضدهم خاصة‪ ،‬لٌعمم‪.‬‬
‫حتى "حماس" التً أشار لها االعالمً المصري باالسم سلبا‪ ،‬والتً هً من‬
‫نسٌجنا وان كنا نختلؾ معها سٌاسٌا بكثٌر من الموالؾ‪ ،‬لامت بعمل مظاهرة حاشدة‬
‫تؤٌٌدا لمصر‪ ،‬ما ٌُفمد الداللة التعمٌمٌة فً كالم االعالمً صحتها‪.‬‬
‫عموما نترن الشخص المذكور لالعالم الحر لٌتعامل معه‪ ،‬وال نرجو له‬
‫وإلخوانه اال كل الخٌر‪ ،‬فنمدم وردة ممابل سٌل الحجارة‪.‬‬
‫ولكن ما ال ٌمكن السكوت عنه هو االتهام التعمٌمً للجمٌع أن الفلسطٌنٌٌن‬
‫"باعوا أرضهم"؟! والتً كررها االعالمً المصري بحمد وعصبٌة وكراهٌة بادٌة‬
‫‪ 3‬مرات مع عدٌد الكلمات المسٌبة‪.‬‬
‫وهو ما سنرد علٌه بالحمابك‪ ،‬رؼم علمنا أن العالم لد تجاوز هذه الممولة‬
‫الصهٌونٌة من زمن طوٌل‪ ،‬وهً الممولة التً تمول أن الفلسطٌنٌٌن خرجوا من‬
‫بالدهم طواعٌة أو أنهم باعوا أرضهم ما أثبتت األرلام والولابع كذب هذه الدعاٌة‬
‫الصهٌونٌة‪ ،‬لنجٌب عن السإال من دراسة سابمة كنا لد نشرناها بالتالً نصا‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫نتعرض بالنص هذا لنمض ممولة أن الفلسطٌنٌٌن تركوا أرضهم طواعٌة‬
‫أوباعوها أوهاجروا بإرادتهم مما انتشر فً مرحلة من المراحل –وربما من بعض‬
‫األصوات المرجفة حتى اآلن‪-‬مترافما مع ألم النكبة واللجوء والتشرد لنشٌر للتالً ‪:‬‬

‫‪ -‬عندما تمكنت برٌطانٌا عام ‪( 1839‬أي لبل أكثر من ‪ 90‬عام من استٌالء برٌطانٌا‬
‫على فلسطٌن) من إلامة لنصلٌة لها فً المدس فً ظل الضعؾ العثمانً‪ ،‬لم ٌكن أتباع‬
‫الدٌانة الٌهودٌة فً فلسطٌن ٌتجاوزون ‪ 9700‬فرد فمط ال ؼٌر‪[1].‬‬
‫‪ -‬بعد أن سمح العثمانٌون بعمد صفمات شراء للٌهود الؽربٌٌن فً فلسطٌن منذ العام‬
‫‪ 1849‬استطاعوا إلامة بعض المستوطنات‪ [2]،‬ولكنها فً جمٌع األحوال لم تتجاوز‬
‫‪ %0.8‬من مساحة فلسطٌن لنسبة ٌهود بلؽت فً المرن ‪ 19‬ألل من ‪ %3‬من‬
‫الفلسطٌنٌٌن العرب أصحاب األرض‪ ،‬وحتى عندما وصل عدد المستعمرات مع بداٌة‬
‫المرن ‪ 20‬الى ‪ 22‬مستعمرة لم تزد النسبة وبمٌت على حالها رؼم تزاٌد أعدادهم إلى‬
‫‪ٌ 34000‬شكلون ‪ %5.7‬من السكان‪.‬‬
‫‪ -‬رؼم كل الدعم المادي الخارجً والصٌحات االستعمارٌة ظل عدد الٌهود ومساحة‬
‫األرض المؽتصبة فً حدها األدنى بحٌث أنه فً العام ‪ 1917‬وكان عدد الٌهود لد‬
‫تزاٌد ما بٌن ‪ 80 – 60‬ألؾ لٌصبحوا فً هاذا العام ‪ %7‬معظمهم من ؼٌر الصهاٌنة‬
‫وٌملكون ‪ %2‬من أرض فلسطٌن‪.‬‬
‫‪ -‬كان للسٌاسة االستعمارٌة البرٌطانٌة‪-‬الصهٌونٌة عمك األثر فً سرلة أرض‬
‫فلسطٌن وتسلٌمها للٌهود من جهة‪ ،‬اضافة لدعم الهجرة الٌهودٌة وتشكٌل نواة الدولة‬
‫العبرٌة المادمة على لدم وساق إذ ارتفعت أعداد الٌهود (‪ )1933-1919‬إلى ‪%12‬‬
‫ٌملكون ‪ %3‬من األراضً‪( [3] .‬األراضً التً تسربت من ٌد الفلسطٌنٌٌن للٌهود حتى العام‬
‫‪1948‬هً ‪ %1‬فمط حسب دراسة د‪.‬محسن دمحم صالح الموثمة)‬

‫‪ -‬وفً فترة االنتداب (االحتالل) البرٌطانً المشبوم (‪ )1948-1923‬تزاٌدت الهجرة‬


‫المنظمة المدعومة من حكومة االحتالل البرٌطانً لفلسطٌن لتصل عام ‪ 1948‬لبل‬
‫إعالن "بن ؼورٌون" إنشاء الدولة إلى ‪ 605‬ألؾ ٌهودي من أصماع العالم المختلفة ما‬
‫ٌمثل ‪ %30‬من السكان ‪ ،‬لم ٌستطٌعوا أن ٌستولوا على األرض رؼم كل ذلن إال بعد‬
‫انشاء الدولة وتدمٌر ‪ 531‬لرٌة (أو ‪ 400‬حسب لابمة الرابطة االسرابٌلٌة للحموق‬
‫اإلنسانٌة والمدنٌة ) وفً ظل بماء ‪ 150000‬فلسطٌنً تحت الحكم االسرابٌلً‪ ،‬إذ شرد‬
‫لسرا ‪ 800‬ألؾ من مجموع ملٌون و ‪ 400‬ألؾ مواطن فلسطٌنً حٌنها‪.‬‬
‫‪ٌ -‬شرح بدلة المإرخ االسرابٌلً (إٌالن بابٌه)]‪ [4‬فً كتابٌه الثمٌنٌن (التطهٌر العرلً‬
‫فً فلسطٌن) والعرب المنسٌون (فلسطٌنٌو ‪ )1948‬وأوري دٌفٌس عضو المجلس‬
‫الثوري لحركة فتح فً كتابه (اسرابٌل االبارتهاٌدٌة) آلٌات الطرد والتروٌع والمتل‬
‫الصهٌونٌة‪ ،‬وسلب الحموق التً اتبعت جنبا الى جنب فً ‪ 3‬اتجاهات ضد اإلنسان‬
‫وضد األرض وضد الذاكرة‪.‬‬

‫ٌتضح لنا من كل ما سبك أن هذه االرض التً تحتفً بؤصحابها العرب‬


‫الفلسطٌنٌٌن حتى الٌوم ما زالت تسمع ضحكاتهم وهدٌر أٌامهم الصاخبة‪ ،‬ومالعب صباهم‬
‫وآمال مستمبلهم‪ ،‬ومازالت رؼم الهدم والردم واالؼتصاب الصهٌونً تكذّب ممولة أن‬

‫‪13‬‬
‫الفلسطٌنٌٌن تركوا بالدهم أو تخلوا عنها طواعٌة أو باعوها لبل أو اثر النكبة بشهادة األرض‬
‫والتارٌخ‪ ،‬بل وبؤلالم البحاثة والدارسٌن الجدد من المفكرٌن االسرابٌلٌٌن المنصفٌن أنفسهم‪.‬‬

‫الحواشً‪:‬‬
‫]‪ .21 [1‬بٌان الحوت (‪ .)1991‬فلسطٌن (المضٌة‪-‬الشعب‪-‬الحضارة)‪ :‬التارٌخ السٌاسً من‬
‫عهد الكنعانٌٌن حتى المرن العشرٌن‪ .‬دار االستمالل للدراسات والنشر‪ .‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ط‪ .1‬ص‪:‬‬
‫‪.298-297‬‬

‫]‪ [2‬مازن لمصٌة (‪ .)2011‬المماومة الشعبٌة فً فلسطٌن‪ :‬تارٌخ حافل باألمل واإلنجاز‪.‬‬
‫المإسسة الفلسطٌنٌة لدراسات الدٌممراطٌة (مواطن)‪ .‬رام هللا‪ .‬فلسطٌن‪ .‬ص ‪ ،48‬وص ‪50‬‬

‫]‪ [3‬دراسة الباحث عزٌز العصا فً جرٌدة حك العودة العدد ‪ ،75‬وٌذكر د‪.‬محسن صالح فً‬
‫دراسة له حول الموضوع أن ‪(( :‬مجموع ما حصل علٌه الٌهود من أبناء فلسطٌن حتى سنة‬
‫‪ 1948‬ال ٌتجاوز ‪ %1‬من أرض فلسطٌن‪ ،‬وخالل سبعٌن عاما ً من بداٌة االستٌطان والهجرة‬
‫المنظمة لفلسطٌن‪ ،‬وتحت ظروؾ لاسٌة‪ .‬وهذا بحد ذاته ٌبرز مدى المعاناة التً لمٌها الٌهود فً‬
‫تثبٌت مشروعهم وإنجاحه فً فلسطٌن‪ ،‬ومدى إصرار الفلسطٌنٌٌن على التمسن بؤرضهم‪)).‬‬

‫]‪ [4‬إٌالن بابِه‪ ،‬مإرخ إسرابٌلً‪ ،‬ومحاضر رفٌع المستوى فً العلوم السٌاسٌة فً جامعة‬
‫حٌفا‪ .‬وهو أٌضا ً المدٌر األكادٌمً لمعهد "ؼفعات حبٌبا لدراسات السالم"‪ ،‬وربٌس معهد إمٌل‬
‫توما للدراسات الفلسطٌنٌة فً حٌفا‪ .‬ولد ألؾ عدة كتب‪ ،‬أخرى ؼٌر ماذكرنا منها‪A History :‬‬
‫‪( of Modern Palestine‬تارٌخ فلسطٌن الحدٌثة)؛ ‪The Modern Middle‬‬
‫‪( East‬الشرق األوسط الجدٌد)؛ ‪( The Israel/Palestine Question‬لضٌة إسرابٌل‪/‬‬
‫فلسطٌن)‪.‬‬

‫‪ 1201‬انتحاري فلسطٌنً فً العراق!‬

‫ٌا للهول وٌا للعجب! كان رد فعلً األولً وذلن حٌن اتصل بً صدٌك ممرب من‬
‫البحرٌن متعجبا من ان عدد االنتحارٌٌن فً العراق من الفلسطٌنٌٌن كان رلما‬
‫مهوال؟ وهو للفاجعة األول من بٌن الجنسٌات األخرى‪ ،‬اذ كان الرلم المهول ‪1281‬‬
‫من االنتحارٌٌن الفلسطٌنٌٌن؟ (تلٌها السعودٌة ب‪ 033‬انتحاري ثم دول عربٌة أخرى‬
‫باحصابٌات ألل)!‬
‫ولما حرت فً مصدر المعلومة المثٌرة أرسل لً الصدٌك الكرٌم ممطع مربً على‬
‫"الٌوتٌوب" من إحدى الفضابٌات العرالٌة الطابفٌة تدعً تمرٌر منسوبا لوزارة‬

‫‪14‬‬
‫الداخلٌة ٌذكر هذا الرلم المهول‪ ،‬فعندما ٌعرؾ السبب ٌبطل العجب كما ٌمول مثلنا‬
‫العربً‪.‬‬
‫المذٌع فً الممطع المربً البابس على (ٌوتٌوب) ٌتهكم على العرب! بنفس طابفً‬
‫حالد متٌن! وٌزٌد من سخرٌته العابثة من الفلسطٌنٌٌن تخصٌصا لٌمول (أنهم بعد أن‬
‫حرروا فلسطٌن جاءوا بانتحارٌٌهم لٌحرروا العراق من أهلها) وبشكل ممزز‬
‫وعموما هذا متولع فً ظل الفتنة الطابفٌة التً تعصؾ بالعراق من سنوات حٌث‬
‫تمؾ "داعش" بالمرصاد لتواجه من نفس الطٌنة فً بعض ملٌشٌات "الحشد الشعبً"‬
‫أي بنفس طابفً مذهبً باالتجاه اآلخر فال فرق بٌن االثنٌن تعصبا وتشددا ولتال‬
‫بؽض النظر عن اختالؾ المذاهب التً ٌنتمون لها اال أنهم ٌتفمون بالتطرؾ‬
‫واالرهاب الذي مارسوه ضد الشعب العرالً فما عاللة الفلسطٌنٌن؟‬
‫ضمن بحثً الطوٌل فً التنظٌمات االسالموٌة المتطرفة فان العدد األكبر من‬
‫منتسبً هذه التنظٌمات من ؼٌر أهل البلد أي من ؼٌر العرالٌٌن أو السورٌٌن جاءوا‬
‫من الشمال االفرٌمً ثم من فرنسا ثم من مسلمً وسط آسٌا والخلٌج‪ ،‬ولم ٌكن‬
‫للوجود الفلسطٌنً اال أعداد ال تكاد تذكر من الملة التً هربت من فصٌل ”حماس“‬
‫فً ؼزة وانتملت لمربع التطرؾ فً سورٌا ولٌس العراق‪ ،‬اذن من أٌن جاء هذا‬
‫الرلم المهول؟‬
‫وبعد بحث وسإال لم أكن احتاجه فال ٌعٌب المتعصب وذو النفس الطابفً أن ٌكذب‬
‫وٌزور! فهو من مشموالت التعببة الحالدة تماما كما تفعل "داعش" السنٌة ومثٌالتها‬
‫أسر لً أحد األخوة من العراق للعدد كٌؾ جاء‪.‬‬
‫الشٌعٌة‪ ،‬ومع ذلن ّ‬
‫فمال ان عدد الذٌن لتلتهم الملٌشٌات الطابفٌة العرالٌة من الفلسطٌنٌٌن الممٌمٌن‬
‫بالعراق كثٌر‪ ،‬ولد ٌمارب هذا الرلم على تهم مختلفة وفً اطار الصراع المذهبً‪،‬‬
‫فحملوه لالرهاب واسمطوهم فً عداد االنتحارٌٌن! وما نحرهم اال األٌدي الطابفٌة‬
‫الحالدة‪.‬‬
‫اذن لتالنا بٌد الطابفٌٌن ‪-‬بؽض النظر عن عدم صحة العدد أصال‪ -‬لكً ٌتحللوا من‬
‫دمهم اتهموهم باالرهاب بال دلٌل وال سند مطلما اال اكاذٌب ترتبط كما ذكرنا بالنفس‬
‫الطابفً الذي نربؤ بالشعب العرالً األصٌل ان ٌمبله‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫!‪ 1201‬انتحاري فلسطٌنً فً العراق ‪ ،‬مرة‬
‫ثانٌة‬

‫تظارفت إحدى المنوات الفضابٌة‪ ،‬ونسبت تمرٌرا مزورا لوزارة الداخلٌة العرالٌة لتمول‬
‫ان أن العدد األكبر لالنتحارٌٌن فً العراق كان من لبل االنتحارٌٌن الفلسطٌنٌٌن !؟ وفً إطار‬
‫نفس (التظارؾ) أو االساءة الممصودة لامت المناة بصب اللعنات بشكل ساخر على العرب‬
‫وعلى الفلسطٌنٌٌن (الذٌن حرروا بلدهم وجاءوا لٌحرروا العراق من أهلها كما لالت الفضابٌة)‬
‫لمتل العرالٌٌن‪.‬‬

‫انتشر ممطع الشرٌط من على مولع "الٌوتٌوب" وصوال الى موالع التواصل‬
‫االجتماعً‪ ،‬فمجموعات (ما االمر=الواتس أب) وبالطبع كانت ردود الفعل بٌن مصدّق ونالم ‪،‬‬
‫وبٌن مكذّب ونالم‪ ،‬فدخلت بالموضوع الجنسٌات والطوابؾ والهوٌات بإطار الحمد تلعن بعضها‬
‫البعض‪ ،‬وكؤن لممم الطابفٌة والحنك العنصري (الوطنً) كان ٌنتظر االشارة لإلعالن عن نفسه‬
‫‪.‬‬

‫المناة (المتظارفة) التً أثارت النعرات المومٌة والطابفٌة متعمدة وبشكل تهكمً ساخر‬
‫خدمة ألؼراض خارجٌة ال تؽٌب على بال أحد ‪ ،‬وهً اذ تنمل تمرٌرا ملفما فإنها تزٌد فً‬
‫الحرٌك اشعاال لسنوات خمس حتى الٌوم ؟!‬

‫الحمٌمة تمول التالً أوال ‪ :‬الممطع المربً أو الشرٌط المذكور والذي ٌعرض أعداد‬
‫االنتحارٌٌن بالعراق وبعدد ‪ 1281‬فلسطٌنً‪ ،‬وهو الرلم االضخم ثم ٌلٌه جنسٌات عربٌة تالٌة‬
‫بؤرلام تافهة ممارنة بالرلم‪ ،‬تبٌن أن الشرٌط هذا لد اذاعته المناة العرالٌة من ‪ 5‬سنوات مضت ؟‬
‫والم فاجؤة لمن ال ٌعلم فهو على ما تضمنه من تلفٌك وكذب أٌضا كان لبل ظهور (داعش)‬
‫وسٌطرتها على مدٌنة الموصل عام ‪2814‬؟! بل وكان العدد حسب البٌان الرسمً ال تخرٌص‬
‫المناة هو واحد فمط ولٌس ‪1281‬؟!‬

‫إذن ما الداعً العادة نشر شرٌط مزور من العام ‪ 2812‬الٌوم فً العام ‪ 2817‬؟ لمد‬
‫كان الداعً الذي تم التحمك منه مرتبطا بالجهة المستفٌدة من اعادة النشر ‪.‬‬

‫عندما نُشر الشرٌط على الفضابٌة العرالٌة منذ سنوات خمس تم تكذٌبه عبر متابعة‬
‫حثٌثة من سفارة فلسطٌن فً العراق وانتهى الموضوع‪ ،‬فلماذا ٌُعاد نشره الٌوم ؟ وبهذا الشكل ؟‬
‫ومن فعلها ؟‪.‬‬

‫لمد تم االستدالل على ناشري الشرٌط من دول متعددة‪ ،‬وكلها حسابات ذات ارتباط‬
‫بؽرفة المرصنة االلكترونٌة االسرابٌلٌة التً تضم المبات من خبراء الحاسوب ‪ ،‬وكما أكد لنا‬
‫متخصصون فلسطٌنٌون فً المرصنة المضادة ‪ ،‬السٌما أن نشر الشرٌط جاء ممصودا فً خضم‬
‫هبة أو ؼضبة االلصى التً استمرت ‪ٌ 15‬وما حتى حممت نصرها فً شهر ‪.2817/7‬‬
‫‪16‬‬
‫افتضاح الصورة كان بٌد النشطاء العرب والفلسطٌنٌٌن على الشابكة (االنترنت) وهم‬
‫الذٌن تشككوا بالخبر‪ ،‬فبحثوا وراءه واكتشفوا األصابع العابثة بدم العرب وعملها ووحدتها‪.‬‬

‫عندما أجرٌت مكالمة هاتفٌة مع األخ أحمد عمل السفٌر الفلسطٌنً فً العراق فً‬
‫‪ 2817/8/5‬أكد بما ال ٌدع مجاال للشن أن الشرٌط لدٌم من ‪ 5‬سنوات‪ ،‬ولد ثبت تلفٌك وتزوٌر‬
‫ما جاء به من معلومات‪ ،‬وتم التعامل معه من خالل مراسالت رسمٌة مع الدولة العرالٌة حٌنها‪،‬‬
‫وأعٌد بعثه الٌ وم لألسباب التً ذكرناها فً السٌاق للطعن فً ؼضبة االلصى وبعثرة التضامن‬
‫مع الفلسطٌنٌٌن‪ ،‬ما ٌإكد لنا جمٌعا ضرورة الحذر الشدٌد حٌن التعاطً مع أي خبر أو معلومة‬
‫على الشابكة (انترنت) وتحكٌم العمل ومنهج البحث ال اطالق المشاعر من عمالها شتما واتهاما‪،‬‬
‫وكؤن ما ٌعرض فٌها حمٌمة ال تمبل الشن‪ ،‬بٌنما تحفل الشابكة بؤطنان من التزوٌر والمزورٌن‬
‫والذٌن ٌملٌل من التتبع والفحص والتفكٌر النمدي نستطٌع كؾ شرورهم من البداٌة فال نستسلم‬
‫لهم أبدا‪.‬‬

‫أكذوبة "الهٌكل" وحمٌمة البراق‬

‫لصة "الهٌكل" الذي ٌتؽنى به المنتمون للدٌانة الٌهودٌة الٌوم‪ ،‬ومن واالهم‬
‫من أدعٌاء االنتساب للعهد المدٌم‪ٌ ،‬ؤخذ طابعا سٌاسٌا انتهازٌا بل وحزبٌا‬
‫ٌستخدم فً صراعات الموى‪ ،‬بمعنى أنه ٌوظؾ توظٌفا استعمارٌا لسرلة‬
‫األرض وادعاء امتالن ما ال ٌثبت وما ال ٌصح ال تارٌخٌا وال لانونٌا وال‬
‫سٌاسٌا ضمن لٌم األمم الٌوم أبدا‪.‬‬

‫إن البعد الدٌنً والتارٌخً المزور فً الفكر الصهٌونً‪ ،‬وفً الفكر‬


‫االستعماري الؽربً الذي صنع نكبة شعبنا‪ ،‬ولدى الٌمٌن االسرابٌلً الٌوم‬
‫ٌطال تزوٌره كل شًء‪ ،‬وٌشنك الحمٌمة عمدا‪ ،‬وفً ذلن بما ٌسمونه‬
‫"الهٌكل" المشكون به أصال من اتجاهات عدة‪ ،‬ومنها جؽرافٌا‪ ،‬إذ ال دلٌل‬
‫من أي حجر أوذرة تراب على وجوده جؽرافٌا بؤي من مناطك بالد الشام‪،‬‬
‫ولٌس فلسطٌن فمط‪.‬‬

‫بمعنى آخر إنه لو صح جدال وجود شًء اسمه "الهٌكل" (بالٌمنٌة الهٌكل‬
‫هو البناء العالً وهً مستخدمة حتى الٌوم) فان علماء اآلثار حتى‬

‫‪17‬‬
‫االسرابٌلٌٌن منهم (راجع "اسرابٌل فنكلستاٌن"‪ ،‬و"زبٌؾ هرتزوغ") لم‬
‫ٌجدوا أي دلٌل مطلما على وجوده ال فً المدس وال فً فلسطٌن‪.‬‬

‫وان ارتبطنا براوٌة التوراة حول الهٌكل (المعبد) فإنها رواٌات متنالضة‬
‫مع بعضها كما الحال فً الرواٌات التارٌخٌة األخرى بالتوراة (مثل السبً‬
‫البابلً والفلستٌٌن والتٌه فً سٌناء ودخول أرٌحا‪ ،‬ولصة مصر ‪...‬الخ)‬
‫التً لال عنها‪-‬عن الرواٌات‪ -‬العالم والباحث باآلثار االسرابٌلً"اسرابٌل‬
‫فنكلستاٌن" أنها تدخل ضمن األساطٌر واألحالم واآلمال فً لصص‬
‫التوراة‪ ،‬مضٌفا أن ال حظ لها من الحمٌمة‪.‬‬

‫هذا ومن المفٌد دوما اإلشارة إلى أن أصل لبٌلة بنً إسرابٌل أنها لبٌلة‬
‫جزٌرٌة أي من الجزٌرة العربٌة‪ ،‬وتحدٌدا من جنوبها حسب معظم علماء‬
‫التارٌخ الٌوم األجانب والعرب‪ ،‬كشؤن كل المبابل مثل‪:‬‬
‫ال ُكنانٌٌن=الكنعانٌٌن‪ ،‬واللخمٌٌن‪ ،‬والٌبوسٌٌن (بنً بوس) والفلستٌٌن (عبٌد‬
‫االله فلس‪ ،‬ولٌسوا المادمٌن من الٌونان أبدا) واالسرابٌلٌٌن المدماء (لبٌلة‬
‫بنً إسرابٌل) العرب المنمرضٌن الذٌن ال عاللة لهم ال لومٌا‪ ،‬والجٌنٌا‬
‫وراثٌا‪ ،‬وال لبلٌا بسكان فلسطٌننا الٌوم المتسمٌن بذات االسم (ٌراجع‬
‫الكاتبٌن الٌهودٌٌن الهنؽاري "أرثر كوستلر"‪ ،‬وحدٌثا "شلومو ساند" حول‬
‫أصل المنتمٌن للدٌانة الٌهودٌة بالعالم )‬

‫من المفٌد التذكٌر دوما أن رواٌة ما ٌسمونه"الهٌكل" مرتبطة بحمٌمة أنه‬


‫جؽرافٌا لدٌنا ولدى العدٌد من البحاثة أمثال المفكر العربً فاضل الربٌعً‬
‫وفرج هللا صالح دٌب وكمال الصلٌبً وأحمد الدبش وؼٌرهم الكثٌر‪ ،‬هو‬
‫بعٌد عن الرواٌة المتداولة بال سند أوحك حٌث أن الجؽرافٌا ومسرح‬
‫األحداث التوراتً‪-‬بعد تنحٌة الخرافات والمبالؽات المتعلمة باألحداث‬
‫المعتادة‪ -‬هو كان فً مكان جؽرافً آخر ؼٌر فلسطٌن أي بوضوح فً‬
‫الٌمن المدٌم‬

‫لنفهم جٌدا أن وجود أي إشارة دٌنٌة أو تارٌخٌة‪ ،‬ومنها اإلشارة "للهٌكل"‬


‫مثال‪ ،‬ال ٌإسس لحك ألحد فً المكان المشار له‪ ،‬أي مكان وجود الهٌكل‪،‬‬
‫وألن المبٌلة المشار لها كصلة به هً لبٌلة بنً إسرابٌل العربٌة الٌمنٌة‬
‫المنمرضة‪ ،‬أي من العرب البابدة كموم لوط ولوم نوح ولوم ابراهٌم ولوم‬
‫عاد وثمود وؼٌرها من األلوام‪ ،‬والتً إن هاجر البعض منها ومن لبابل‬

‫‪18‬‬
‫عربٌة أخرى شماال وصوال لفلسطٌن‪ ،‬فهً أي هذه المبابل العربٌة كانت‬
‫هجرتها بعد نهاٌة مرحلة التوراة وأحداثها‪ ،‬أو فً أواخرها كما تفٌد معظم‬
‫المصادر‪ ،‬ببساطة هً لبٌلة منمرضة إلرث ؼٌر محدد مكانه‪.‬‬

‫إن أهمٌة اإلشارة للجؽرافٌا المخت ِلطة على الكثٌرٌن‪ ،‬وعدم صحة وجود‬
‫أي حجر ٌنطك بوجود أي شًء له صلة بمبٌلة بنً إسرابٌل العربٌة‬
‫المنمرضة‪ ،‬بؤهمٌة أال نجعل من (النسب الدٌنً!‪-‬ال ٌوجد شًء كذلن)‬
‫مسوؼا لالدعاء أو لسرلة أي أرض لها صفة ممدسة ألي دٌن‪ ،‬وإال أصبح‬
‫من حك المسلمٌن المالٌزٌٌن واالندونٌسٌٌن والصومالٌٌن مثال المطالبة‬
‫بمكة‪.‬‬

‫هنا نحدد أنه ال ٌحك ألي معتنك للدٌانة الٌهودٌة باألمس أو الٌوم االدعاء‬
‫أن له صلة ببنً إسرابٌل العرب الٌمنٌٌن المنمرضٌن من ناحٌة لومٌة أو‬
‫جٌنٌة‪-‬وراثٌة أولبلٌة‪ ،‬ما ثبت علمٌا فساد هذه الصلة لمن ٌدعٌها‪ ،‬وكذلن‬
‫األمر االدعاء بؤرض أوحابط‪.‬‬

‫نمول أنه ال حك ألي كان الٌوم االنتساب للمكان أي مكان ٌراه ممدسا أو‬
‫محرما على ؼٌره‪ ،‬بمعنى االمتالن له (أكاذٌب أرض المٌعاد أو األرض‬
‫الممدسة‪ ،‬وأكاذٌب الشعب المختار)‪ ،‬وإال لجاء كل مسٌحًٌ العالم لٌمٌموا‬
‫فً فلسطٌن فهً ممدسة لهم فٌما ال شن به أبدا كما هً ممدسة للمسلمٌن‪،‬‬
‫ولنا فً حروب الفرنجة (الؽزاة هم من أسماها الصلٌبٌة) ضد المنطمة‬
‫نموذجا لدٌما‪.‬‬

‫وعلٌه ال حك لمعتنمً أي دٌانة وعلى رأسها الدٌانة الٌهودٌة الٌوم‬


‫المتشكلة من ألوام مختلفة عدة‪ ،‬االدعاء بملكٌة المكان (احتالله‬
‫واستعماره)‪ ،‬أو أن لداسته تإهل لملكٌته وسرلته وتؤسٌس دولة علٌه‪.‬‬

‫ٌمكننا المول أن الٌهودٌة األصل كدٌانة هً فكر اإلسالم‪ ،‬واإلسالم من‬


‫حٌث هو اإلٌمان بالوحدانٌة والتسلٌم هلل‪ ،‬هوأصل كل الدٌانات السماوٌة منذ‬
‫آدم وكل األنبٌاء‪ ،‬والٌهودٌة هً الدٌانة التً تم تشوٌهها من أحبار‪/‬كهنة‬
‫حرفوا الكلم عن مواضعه عمدا‪ ،‬ما أثبته المرآن الكرٌم‪ ،‬ولمن‬‫الٌهود الذٌن ّ‬
‫ٌرٌد ؼٌر ذلن‪ ،‬ما أثبته‪-‬أي التحرٌؾ‪ -‬علماء اآلثار والبحاثة وعلماء‬
‫التارٌخ الٌوم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫إن البحوث تمطع الشن بالٌمٌن بؤن "تعددٌة األلوام واألجناس" المنتمٌة‬
‫للدٌانة الٌهودٌة ال شن فٌه مطلما‪ ،‬لذا نمول أنه منذ فجر هذه الدٌانة فً‬
‫جنوب الجزٌرة اعتنمها إضافة لمبابل من العرب ‪-‬ولٌس فمط من لبٌلة بنً‬
‫إسرابٌل‪ -‬جماعات أولبابل من الفرس والكرد والترن‪...‬الخ‪ ،‬أي أنه ما‬
‫كانت الٌهودٌة دٌانة مؽلمة أبدا مرتبطة بموم أو لبٌلة أو لومٌة محددة‪ ،‬أو‬
‫أنه امتزج بها الدٌن بالعنصر البشري المحدد‪ ،‬ما هو خرافة ٌتم استؽاللها‬
‫الٌوم لالدعاء أن الٌهودٌة لومٌة‪.‬‬

‫تعددٌة األلوام المنتسبة للٌهودٌة لٌس فمط منذ انسٌاح الٌهود الروس فً‬
‫أرض أوربا بعد مذبحة روسٌا ضدهم على اتهام ممتل المٌصر عام‬
‫‪1881‬مٌالدي‪ ،‬بل ألدم من ذلن ما ٌإهلنا لإلشارة إلى المرن‪ 12‬المٌالدي‬
‫حٌن اعتنك الخزر(المبابل الوثنٌة الممٌمة بٌن البحر األسود وبحر لزوٌن‪،‬‬
‫من جنوب روسٌا واكرانٌا الٌوم) الدٌانة الٌهودٌة لمماومة ضؽط السلطان‬
‫المسٌحً والسلطان اإلسالمً‪.‬‬

‫عودة لما ٌتعلك تحدٌدا بحابط البراق اإلسالمً فهو الحابط المتشكل كجزء‬
‫ضمن الحابط الؽربً للمسجد األلصى المبارن الذي ٌضم المسجد المبلً‬
‫ولبة الصخرة والمبانً الداخلٌة والباحات بمساحة ‪ 144‬ألؾ متر مربع‪،‬‬
‫أي انه حابط ٌشكل جزء ال ٌتجزأ من المسجد األلصى (لد ٌسمٌه بعض‬
‫العرب والمسلمٌن الحرم الشرٌؾ أي ان الحرم الشرٌؾ هو ذات المسجد‬
‫األلصى‪ ،‬او ببساطة كل مادار حوله السور)‪ ،‬وال صلة تارٌخٌة أو‬
‫جؽرافٌة أو دٌنٌة حمٌمٌة لمعتنمً الدٌانة الٌهودٌة من أي بلد بالعالم به أو‬
‫بؽٌره الٌوم فً المدس أو بفلسطٌن‪.‬‬

‫ٌهمنً اإلشارة فً الختام لممال األخ حنا عٌسى الذي أفاض فً تارٌخ‬
‫البراق فً العهد العثمانً وفترة االحتالل االنجلٌزي وؼٌره‪ ،‬ما أنصح‬
‫بضرورة االطالع علٌه‪ ،‬وله ولكل من ولؾ مدافعا منافحا عن الحك كل‬
‫المحبة والتحٌة والتمدٌر‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫فً الرد على أوهام الرئٌس االسرائٌلً‬
‫بتعمٌبه على خطاب الرئٌس‬

‫نمول للربٌس االسرابٌلً المإمن بخرافاته لٌتولؾ هو وكل من ٌحمل مثل فكره األخرق‪.‬‬

‫لٌتولؾ عن تزوٌر التارٌخ أوال فالرواٌة التً ٌحملها هو ال ٌعترؾ بها الكثٌر من المنتمٌن‬
‫للدٌانة الٌهودٌة ذاتها‪.‬‬

‫الى الدرجة التً ال ٌعترؾ فٌها الحاخام ٌعموب شابٌرا فً نٌوٌورن ‪-‬هذا كمثال من عشرات‪-‬‬
‫بؤن "اسرابٌل" الحالٌة "وطن" الٌهود لابال أن أرض الٌهود ووطنهم هو باالٌمان وفً التوراة‪،‬‬
‫ولٌس بالجؽرافٌا‪ ،‬ولٌس فً دولة "اسرابٌل" التً ال ٌعترؾ بها دولة ٌهودٌة تمثله كٌهودي بل‬
‫هً دولة كؽٌرها‪.‬‬

‫وكذلن األمر ما ٌموله العدٌد من البحاثة العرب والٌهود وعلى راسهم "شلومو ساند" فً كتابٌه‬
‫الثمٌنٌن اختراع "أرض اسرابٌل" واختراع "الشعب" الٌهودي‪.‬‬

‫فلٌكؾ الربٌس االسرابٌلً الذي ألام كٌانه على أرضنا لصٌؽة استعمارٌة بحتة عام ‪ 1948‬فمط‬
‫كما أفهمه الربٌس الفلسطٌنً فارتبن وعاد لٌتمسن بخرافات التارٌخ الذي ٌراه هو ممدسا‪.‬‬

‫فلٌكؾ هذا الربٌس المإمن بالخرافات الدٌنٌة والتارٌخٌة عن تكرار مناظرة نتنٌاهو فً ذات‬
‫الموضوع والتً تجاوزها الربٌس أبومازن بالحدٌث عن البعد الحمٌمً للصراع (بخطابه‬
‫بالمركزي ‪ )2018/1/14‬وهو صراع استعماري استؽاللً وال صلة له ال بالدٌن وال بحمابك‬
‫التارٌخ التً تلفظ ما ٌموله "رٌفلن" ومعلمه "نتنٌاهو" والٌمٌن االسرابٌلً والٌمٌن االمرٌكً‬
‫وؼٌرعهم الكثٌر‪.‬‬

‫نمول هذا أوال وبمعنى آخر لٌكؾ عن ابتعاث التارٌخ األسطوري التوراتً وكؤنه ٌعٌش فً‬
‫بالدنا الٌوم!‬

‫أو كؤنه ٌنطبك على جؽرافٌا فلسطٌن!أو كانه ٌنطبك علٌه هو ؼٌر العربً وؼٌر المنتمً عرلٌا‬
‫لمبٌلة بنً اسرابٌل العربٌة المنمرضة‪.‬‬

‫لٌكؾ "رٌفلن"عن ترهاته هذه‪،‬ولٌكؾ فً ذٌل الموضوع األول هذا عن ترداد مصطلحات لم‬
‫توجد تارٌخٌا مثل "شعب" أو "وطن" أو أمة" لاصدا االٌهام ان المبٌلة أي "بنً اسرابٌل"‬
‫المنمرضٌن هم كل المنتمٌن للٌهودٌة فً كل أعراق العالم‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫لٌكؾ فالخداع ال ٌستمر طوٌال‪.‬‬

‫اما حٌن ٌلبس السٌد "رٌفلن" عمامة الشٌخ وٌتحدث بالمرآن الكرٌم؟! فهذا لمة السخرٌة‬
‫واإلسفاؾ والكومٌدٌا السوداء‪ ،‬فلٌترن ما ال ٌفهم لمن ٌفهم وٌبتعد للٌال عن ممدساتنا ‪.‬‬

‫فما شؤنن أنت بالمرآن الكرٌم‪ ،‬وهو لم ٌتطرق لن أنت أو ربٌس وزرابن وانتم من المومٌات‬
‫الروسٌة او االوربٌة الشرلٌة فما صلتكم ٌا سٌد "رٌفلن" ببنً اسرابٌل المبٌلة العربٌة المنمرضة‬
‫المذكورة بالمرآن؟؟؟‬

‫وهً المبٌلة التً تحدث عنها أٌضا كتاب التناخ (التوراة وملحماتها) وانت وكل الكٌان الحالً لم‬
‫ٌستطع ال آثارٌا وال علمٌا وال تارٌخٌا أن ٌثبت صلة لن أنت او ربٌس وزرابن بؤي ذرة رمل‬
‫فً فلسطٌن فؤنت من اوربا وروسٌا فانظر لنفسن جٌدا؟‬

‫ولن أن تعلم أن الصلة الروحٌة لن ‪-‬وهذا شؤنن‪ -‬باولبن المبٌلة المنمرضٌن ال تإهلن للمطالبة‬
‫بمكان عٌشها بالزمن الؽابر‪ ،‬كما ال ٌحك للمنتمً لالسالم من المالٌزي او البنؽالً مثال المطالبة‬
‫بمكة والمدٌنة‪.‬‬

‫والى الربٌس االسرابٌلً نمول أٌضا‪ :‬ال تتخذ تشابه األسماء وخلط المفاهٌم مركبة أو لطارا‬
‫لتعبر فٌها ألذهان البعض المرتبن الذي ٌستؽبً نفسه فٌظن أن المنتمً للدٌانة الٌهودٌة فً كل‬
‫العالم من عشرات المومٌات هم ذاتهم تلن المبٌلة المنمرضة ما هو وهم‪.‬‬

‫ذان وهم ان الدٌانة والمبٌلة (او المومٌة الحما) واحدن وهم بدده أرثر كوستلر فً كتابه‬
‫المبٌلة‪ ،13‬ووهم ٌكذبه التارٌخ‪.‬‬

‫ووهم ٌكذبه العلماء والفحص الجٌنً للشفرة الوراثٌة فاألثٌوبً والروسً والمولدافً‬
‫واالكرانً‪...‬الخ المنتمً للدٌانة الٌهودٌة هو كما هو لومٌا‪ ،‬وان انتمى الي دٌانة‪ ،‬فتولؾ عن‬
‫الهبل السٌاسً وترداد الرواٌة التً سمطت‪.‬‬

‫ونع ٌد المول أن المرآن الكرٌم تحدث عن لبٌلة اسرابٌل العربٌة المنمرضة من التارٌخ وانتهى‬
‫أمرها‪ ،‬وعندما تحدث الذكر الحكٌم عن الدٌانة الٌهودٌة كان ٌتحدث عن منتمٌن من لبابل ثم‬
‫لومٌات متعددة لدٌانة كما تحدث عن الصاببة والمسٌحٌٌن والمسلمٌن وؼٌرهم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أما وهم أو خرافة الوراثة (كاالبن عن أبٌه) او دخول األرض المباركة أوالتً كتب هللا لهم‪ ،‬فهو‬
‫وهم ال ٌصمد البتة‪ ،‬ألن هللا تعالى خاطب المبٌلة االسرابٌلٌة البابدة‪-‬ولٌس ساكنً بالدنا المتسمٌن‬
‫االسرابٌلٌٌن الٌوم‪ -‬بحدود عصرها وزمنها‪ ،‬الذي انتهى‪.‬‬

‫والذكر الحكٌم أصال لم ٌعط تلن المبٌلة (او ؼٌرها) أو أإلبن المدماء‪-‬وال صلة لهم بكم‪ -‬أرضا‬
‫أبدا‪ ،‬بل كان مفهوم أن هللا "كتب لكم" او "اورثكم" بمعنى ال شن به أبدا وهو اعطاء ومنح‬
‫وتكلٌؾ المإمنٌن بالمبٌلة بنشر دعوة التوحٌد أي اورثهم العلم والعمٌدة وكلفهم بنملها للمبابل‬
‫األخرى‪.‬‬

‫وفً تفسٌر هام آخر أنه أورثهم النصر والمنّة والتفضل علٌهم بالتوحٌد ومن هنا "فضلهم على‬
‫العالمٌن فمط" أي على ؼٌر الموحدٌن حٌنها بزمنهم‪ ،‬أي فضلهم بمعنى خصهم بذان الزمن‬
‫برسالة التوحٌد واوجب علٌهم الدعوة للتوحٌد‪ ،‬ولم ٌورثهم أرضا او جؽرافٌا مطلما بنص المرآن‬
‫الكرٌم ال فً الٌمن وال فلسطٌن وال االرجنتٌن‪ ،‬فاألرض ٌرثها بمعنى ٌعمرها وٌنشر بها الدعوة‬
‫العباد الصالحٌن‪ ،‬ومآلها او مٌراثها الحمٌمً والنهابً هو هلل فمط‪.‬‬

‫والٌكم النص من كالم الربٌس االسرابٌلً‪.‬‬

‫فً رد الربٌس االسرابٌلً "رٌفلن" المإمن بخرافاته وٌعلمنا المرآن الكرٌم!؟ وذلن على خطاب‬
‫الربٌس‪ ،‬لال‪" :‬أنه بسبب هذه التصرٌحات‪ ،‬ال ٌوجد حوار بٌن الجانبٌن" وأضاؾ‪“ :‬فً كالمه‪،‬‬
‫ٌنكر عودتنا إلى وطننا !؟؟؟؟‪ ،‬رؼم أن أبو مازن ٌعلم جٌدا أن المرآن نفسه ٌعترؾ بؤرض‬
‫إسرابٌل كؤرضنا؟!!!!!! وبدون هذا االعتراؾ األساسً‪ ،‬ال ٌمكننا بناء الثمة والتمدم”؟؟؟؟‬
‫‪http://www.noqta.info/page-116880-ar.html‬‬

‫أمثلة حول تلفٌك األخبار‬


‫مثال‪١‬‬
‫مثال كتاب هٌالري كلنتون‪ :‬الحظ كٌؾ تمرر األخبار الملفمة على عمول الناس‪،‬‬
‫فخبر هٌالري كلنتون ٌلؾ وٌدور من شهور وكلما تم التوضٌح أنه ؼٌر حمٌمً وملفك ٌعود لٌتم‬
‫تدوٌره‪ ،‬لنعود ونكرر أننا لرأنا كتاب هٌالري كلنتون وهو متاح باالسواق ولٌس فٌه من‬
‫المذكور أي حمٌمة‪ ،‬فهو كذب شامل‬
‫والٌكم الخبر‪ :‬هٌالرى كلٌنتون هذه العجوز تفجر مفاجؤة فً كتاب مذكراتها (( كلمة السر‪360‬‬
‫‪)) 360‬‬
‫المطروح مإخرا ً بؤمرٌكا لالت ‪ :‬دخلنا الحرب العرالٌة واللٌبٌة والسورٌة وكل شا كان على ما‬
‫ٌرام وجٌد جداا‬
‫وفجؤه لامت ثورة شعب مصر ‪ ٠ٓ/٦‬و ‪ ٠/٧‬فى مصر‬
‫وأطاحوا بمرسى واإلخوان ‪ ،‬وكل شا تؽٌر فى خالل ‪ 72‬ساعة ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫كنا على إتفاق مع إخوان مصر على إعالن دولة اسالمٌة فى سٌناء وإعطابها لحماس وجزء‬
‫إلسرابٌل لحماٌتها وإنضمام حالٌب وشالتٌن إلى السودان وفتح الحدود مع لٌبٌا من ناحٌة السلوم‬
‫‪..‬‬
‫تم اإلتفاق على إعالن الدولة اإلسالمٌة ٌوم ‪ 5/7/2013‬وكنا ننتظر اإلعالن لكى نعترؾ نحن‬
‫وأوروبا بها فورا ‪....‬وتمول هٌالري ‪- :‬كنت لد زرت ‪ 112‬دولة فى العالم من أجل شرح‬
‫الوضع األمرٌكى مع مصر‬
‫وتم اإلتفاق مع بعض الدول األصدلاء باإلعتراؾ بالدولة اإلسالمٌة حال إعالنها فورا‬
‫وفجؤة تحطم كل شا ‪..‬كل شا كسر أمام أعٌننا بدون سابك إنذار ‪..‬شا مهـــــول حــــــدث !!‬
‫فكرنا فى إستخدام الموة ولكن مصر لٌست سورٌا أو لٌبٌا ‪.‬جٌش مصر لوى للؽاٌة وشعب مصر‬
‫لن ٌترن جٌشه وحده أبدا‬
‫وعندما تحركنا بعدد من لطع األسطول األمرٌكى ناحٌة اإلسكندرٌة تم رصدنا من لبل سرب‬
‫ؼواصات حدٌثة جدا ٌطلك علٌها ذباب البحر ‪ 21‬وهى مجهزا بؤحدث األسلحة والرصد والتتبع‬
‫وعندما حاولنا اإللتراب من لبالة البحر االحمر فوجبنا بسرب طابرات مٌج ‪ 21‬الروسٌة المدٌمة‬
‫‪،،،،،‬‬
‫ولكن األؼرب أن رادارتنا لم تكتشفها من أٌن أتت وأٌن ذهبت بعد ذلن ففضلنا الرجوع مرة‬
‫أخرى‬
‫إزداد إلتفاؾ الشعب المصرى مع جٌشه وتحركت الصٌن وروسٌا رافضٌن هذا الوضع وتم‬
‫رجوع لطع األسطول وإلى اآلن النعرؾ كٌؾ نتعامل مع مصر وجٌشها �‬
‫وتمول هٌالرى ‪ :‬إذا إستخدمنا الموة ضد مصر خسرنا ‪،،،،،‬وإذا تركنا مصر خسرنا شا فى‬
‫ؼاٌة الصعوبة ‪،،،،‬‬
‫مصر هى للب العالم العربى واإلسالمى ومن خالل سٌطرتنا علٌها من خالل اإلخوان عن‬
‫طرٌك ماٌسمى الدولة االسالمٌة وكان بعد ذلن سٌتم تمسٌمها ثم سٌتم التوجه بعد ذلن لدول‬
‫الخلٌ ح وكانت أول دولة مهٌؤة هً الكوٌت عن طرٌك أعواننا هنان من اإلخوان ثم السعودٌة ثم‬
‫االمارات فالبحرٌن وعمان وبعد ذلن ٌعاد تمسٌم المنطمة العربٌة بالكامل بما تشمله بمٌة الدول‬
‫العربٌة ودول المؽرب العربى وتصبح السٌطرة لنا بالكامل خاصة على منابع النفط والمنافذ‬
‫البحرٌة وإذا كان هنان بعض اإلختالؾ بٌنهم فالوضع ٌتؽٌر‪ٌ❌ ،‬ارٌت كل واحد ٌمرا ما كتبته‬
‫هالري كلٌنٌتون فى كتابها‬
‫‪/…https://www.google.com/…/how -hillary-clinton-created-the-i‬‬

‫مثال‪٢‬‬
‫مثال‪ :‬حول صٌاغة خبر (اسرائٌل) ولناة البحرٌن المتوسط‪/‬االحمر‬
‫الحظ الصٌاؼة الملونة والمنحازة للخبر اذ بدأت (بعد تولٌع السٌسً‪ )....‬اعلنت (اسرابٌل)‬
‫(بدءالعمل بالمناة)؟! والخبر أنها (تخطط لعمل) وان (مصر اعترضت) الخ وحمٌمة مشروع‬
‫المناة من سنوات طوال ال عاللة لها بالسٌسً او ؼٌره‪ ،‬ما ٌدلل على حشر مصر بشكل سلبً‬
‫ممصود فً سٌاق تآمري من الواضح ان مصدره معروؾ‬
‫الخبر‬

‫‪24‬‬
‫بعد تولٌع السٌسً على اتفالٌة نمل السٌادة على جزٌرتً تٌران وصنافٌر للسعودٌة ‪ ،‬وبعد تحول‬
‫ممر تٌران لممر دولً ‪ ،‬أعلنت " إسرابٌل" الٌوم بدء العمل فً لناة بن ؼورٌون المناة البدٌلة‬
‫لمناة السوٌس‪.‬‬
‫ذكرت تمارٌر عبرٌة أن السلطات "اإلسرابٌلٌة" تخطط إلنشاء لناة تربط بٌن البحر األحمر‬
‫والبحر األبٌض المتوسط‪.‬‬
‫وأوضح مهندسون "إسرابٌلٌون" أنه بإنشاء لناة تربط بٌن البحرٌن األحمر والمتوسط تصبح‬
‫منافسة لمناة السوٌس‪ ،‬حٌث إن المسافة بٌن إٌالت والبحر المتوسط لٌست بعٌدة‪ ،‬وتشبه تما ًما‬
‫المسافة التً أخذتها لناة السوٌس لوصل البحر األحمر مع البحر األبٌض المتوسط‪.‬‬
‫وبحسب صحٌفة المدس العربً‪ ،‬ستموم "إسرابٌل" إذا شمت المناة من إٌالت على البحر األحمر‬
‫إلى البحر األبٌض المتوسط‪ ،‬بخفض المسافة التً تجتازها السفن فً لناة السوٌس إلى البحر‬
‫األبٌض المتوسط‪.‬‬
‫وأضافت أن "إسرابٌل" ستمٌم لناة لٌست على لاعدة لناة السوٌس‪ ،‬حٌث فً لناة السوٌس‬
‫ٌستعمل أسلوب ٌوم تمر فٌه السفن من اتجاه إلى اتجاه‪ ،‬وفً الٌوم الثانً ٌتم استعمال االتجاه‬
‫المعاكس للسفن الذاهبة إلى هذا االتجاه‪.‬‬
‫وستحفر "إسرابٌل" لناتٌن مستملتٌن‪ ،‬واحدة من البحر األحمر إلى المتوسط‪ ،‬والثانٌة من‬
‫المتوسط إلى البحر األحمر‪ ،‬وهكذا ال تتؤخر أٌة سفٌنة فً حٌن تمضً السفن فً لناة السوٌس‬
‫أسبوعٌن كً تجتاز لناة السوٌس‪.‬‬
‫وتنوي "إسرابٌل" إلامة فنادق ومطاعم ونوادي سهر لٌلٌة على المناة التً ستشمُّها‪ ،‬وستس ِ ّمٌها‬
‫لناة "بن ؼورٌون"‪.‬‬
‫ولد اعترضت مصر بشدة على هذا األمر‪ ،‬مهددة بمطع العاللة مع "إسرابٌل"‪ ،‬فلم تكترث‬
‫"إسرابٌل"‪ ،‬معتبرة أن العاللات الدبلوماسٌة مع مصر شبه ممطوعة‪ .‬كذلن لم تكترث "إسرابٌل"‬
‫للتهدٌد العسكري‪.‬‬
‫مترا‪ ،‬أي زٌادة عن لناة السوٌس ‪ 10‬أمتار‪ ،‬وستستطٌع سفٌنة بطول‬‫وستكون المناة بعمك ‪ً 50‬‬
‫‪ 300‬متر وعرض ‪ 110‬أمتار‪ ،‬وهً أكبر لٌاس السفن فً العالم من العبور فً المناة التً‬
‫ستبنٌها "إسرابٌل"‪.‬‬
‫أما مدة البناء فستكون ‪ 3‬سنوات وسٌعمل فً المشروع ‪ 150‬ألؾ عامل‪ٌ ،‬ؤتون من كورٌا ومن‬
‫دول آسٌوٌة‪ ،‬ومن دول عربٌة للعمل فً هذه المناة‪ ،‬وستكلؾ المناة "إسرابٌل" حوالً ‪14‬‬
‫ملٌارا‪ ،‬وتعتمد "إسرابٌل" أن مدخولها سٌكون ‪ 4‬ملٌارات فً السنة وما فوق‪ .‬هذا إضافة إلى أن‬
‫ً‬
‫"إسرابٌل" سٌصبح لها أكبر شرٌان ٌجمع البحر المتوسط مع البحر األحمر‪.‬‬
‫وستحاول "إسرابٌل" إلامة مدن على طول المناة تشبه المدن المدٌمة والبٌوت المدٌمة على مسافة‬
‫ضخمة حول المناة‪ ،‬ألن إٌالت باتجاه المتوسط هً شبه صحراء‪ .‬وإذا نفذت "إسرابٌل" هذا‬
‫المشروع سٌنخفض مدخول مصر من ‪ 8‬ملٌارات إلى ‪ 4‬ملٌارات دوالر‪ ،‬حٌث ستنال‬
‫"إسرابٌل" ‪ 4‬ملٌارات وأكثر ‪ ،‬وبالتالً‪ ،‬لررت "إسرابٌل" التخلً عن مصر حتى لو ألؽت‬
‫مصر كامب دٌفٌد‪ ،‬ألن "إسرابٌل" واثمة أنه إذا لررت مصر إلؽاء كامب دٌفٌد فلن تستطٌع‬
‫استعادة سٌناء؛ ألن الموة العسكرٌة "اإلسرابٌلٌة" لادرة على ضرب الجٌش المصري فً حال‬
‫تجاوزه لناة السوٌس‪.‬‬
‫بجر مٌاه من هذه المناة إلى البحر المٌت‪ ،‬الذي تتنالص‬
‫كما ستسعى "إسرابٌل" إلى إلناع األردن ِ ّ‬
‫مٌاهه سنوًٌّا‪ ،‬فإذا وافك األردن فان أنابٌب ضخمة ستصبُّ من لناة بن ؼورٌون إلى البحر‬
‫المٌت‪ ،‬ممابل أن تمدم لألردن تسهٌالت إللامة فنادق ومنتجعات أردنٌة على البحر المٌت‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫وتشترن األردن فً سٌاحة "إسرابٌلٌة" ‪ -‬أردنٌة مشتركة فً منطمة البحر المٌت‪ ،‬وتساعد‬
‫األردن فً إرسال سٌاح إلى منطمة بترا؛ ألن االلتصاد األردنً المصاب بتنالص سلبً‪ ،‬وهو‬
‫بؤمس الحاجة إلى دعم مالً‪.‬‬
‫أما على صعٌد أمن المناة‪ ،‬فستضع "إسرابٌل" أجهزة تجسس فً عمك المناة‪ ،‬وستضع فً للب‬
‫وٌصور بطرٌمة األشعة اللٌزر كل‬
‫ِّ‬ ‫المناة أجهزة مرالبة‪ ،‬كذلن ستمٌم أكبر حاجز ٌكشؾ األسلحة‬
‫سفٌنة تمطع المناة ذهابًا أو إٌابًا‪.‬‬
‫وستتفك "إسرابٌل" مع ‪ 3‬مصارؾ أمرٌكٌة إللراضها الـ‪ 14‬ملٌار بفابدة ‪ 1‬فً المبة على أن‬
‫تردَّها على مدى ‪ 30‬سنة‪ .‬وهكذا تكون "إسرابٌل" لد بنت المناة من لروض أمرٌكٌة بفابدة‬
‫بسٌطة‪ ،‬بٌنما هً تستفٌد بمٌمة ‪ 4‬ملٌارات وأكثر فً‬
‫السنة‪.‬‬

‫نعوم تشومسكي يش ّخص "استراتيجيات‬


‫التضليل" العشر‬
‫كما تكتب رنا الصباغ‬

‫فً معظم الحوارات بٌن أواخر الصحفٌٌن المحترفٌن المإمنٌن حتى اآلن بدورهم فً إعالء‬
‫راٌة "السلطة الرابعة"‪ٌ ،‬دور الحدٌث عن استراتٌجٌات "مخفٌّة" ٌحٌكها أصحاب النفوذ‬
‫والحظوة و‪ /‬أو أركان "السٌستم" عبر استؽالل وسابل اإلعالم لتؤلٌب الرأي العام أو تضلٌله‬
‫بعٌدا عن حوكمتهم الفاسدة‪.‬‬

‫تارٌخٌا‪ ،‬أثبتت وسابل اإلعالم لدرتها على تشكٌل الرأي العام وحماٌة لٌم المجتمع‪ ،‬إضافة إلى‬
‫دورها فً إسناد الدٌممراطٌة وتجذٌرها‪ .‬وكان الفرسان األوابل ٌسابلون المتنفذٌن عن وعودهم‬
‫وٌسعون إلى كشؾ مخالفاتهم المحجوبة‪ -‬الممصودة أو ؼٌر الممصودة‪ -‬تلن التً تمس حٌاة‬
‫الناس وأرزالهم ونوعٌة الخدمات األساسٌة المفترض توفٌرها ممابل الضرابب‪.‬‬

‫وظفت وسابل إعالم لتدمٌر حركات سٌاسٌة ومجتمعٌة ناشبة وبخاصة‬ ‫لكن على نمٌض ذلن‪ّ ،‬‬
‫فً دول ذات أنظمة بولٌسٌة تضعضت شرعٌتها بالتوازي مع خسارتها الحترام الشعب بسبب‬
‫تحرن وسابل إعالم من خلؾ‬ ‫ّ‬ ‫ممارسات الممع والفساد المتجذرة‪ .‬هذه األنظمة وبطانتها‬
‫الكوالٌس للحفاظ على مكاسب طبمة "الكرٌما السٌاسٌة" المحٌطة بها‪ ،‬بعد أن عجزت عن توفٌر‬
‫عٌش كرٌم‪ ،‬حرٌة‪ ،‬وعدالة اجتماعٌة لدافعً الضرابب‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الحال هذه تنطبك علٌها الحكمة المابلة‪" :‬الفمٌر ٌشتري الصحٌفة والؽنً ٌشتري ربٌس‬
‫التحرٌر !"‬

‫ففً حاالت أخرى سمحت وسابل إعالم لنفسها بتوفٌر ؼطاء لشرعنة الحروب‪ ،‬وتالعبت‬
‫باألزمات االلتصادٌة حٌن اصطفت فً خنادق متضادة‪ .‬كما ركبت موجة تٌارات أٌدٌولوجٌة‬
‫معٌنة من خالل تسوٌك ذاتها على أنها صانعة للحمٌمة ولادرة فً التؤثٌر على السٌكولوجٌا‬
‫الجمعٌة‪.‬‬

‫النالد الدولً المعروؾ نعوم تشومسكً‪ ،‬أستاذ اللؽوٌات فً إحدى أعرق الجامعات‬
‫األمٌركٌة وأحد األصوات الكالسٌكٌة لما ٌس ّمى بـ"المعارضة المثمفة" ٌضع أصبعه على الجرح‬
‫فً ممال بعنوان‪" :‬عشر استراتٌجٌات أساسٌة تمارس للتضلٌل" من بوابة اإلعالم ‪.‬‬

‫للمراء مفاتٌح لتعرٌة هذه االستراتٌجٌات عبر فهم األدوات‬


‫فً هذا الممال ٌحدّد تشومسكً ّ‬
‫السٌكولوجٌة المستخدمة وتحلٌلها‪ .‬بعض هذه األدوات بدابً واآلخر متمدم ومعمد‪ ،‬وإن كانت‬
‫جمٌعها فعّالة فً خدمة هدؾ واحد‪ :‬حشد رأي عام حول تعببة طاربة تخدم "السٌستم" وأتباعه‬
‫فً أي مكان‪ ،‬وإن كانت هنان بعض االختالفات‪ .‬بعض هذه األدوات تستبطن الؽباء‪ ،‬الشعور‬
‫تعزز تشتّت الفكر أو تصطنع المشاكل ثم تعرض حلوال لها‪ ،‬بعٌدا عن‬
‫بتؤنٌب الضمٌر‪ ،‬وأخرى ّ‬
‫المصلحة العامة ‪.‬‬

‫مرت بالتؤكٌد على عدٌد شعوب خالل العمود السابمة‪ ،‬وإن ؼدت أكثر‬ ‫فما هً هذه األدوات التً ّ‬
‫تؤثٌرا بعد ثورة المعلومات ولدرة وسابط التواصل المجتمعً – فٌسبون‪ ،‬توٌتر‪ ،‬إنستاؼرام‬
‫وسناب تشات وؼٌرها‪ -‬على اختراع أخبار ملفمّة وبثّها‪.‬‬

‫انكشفت مثل هذه الحمالت الهادرة فً العالم الؽربً فً ؼمرة حمالت االنتخابات الرباسٌة‬
‫األمٌركٌة‪ ،‬ولبلها التعببة الشعبٌة التً سبمت خروج برٌطانٌا من االتحاد األوروبً "البرٌكست"‪.‬‬
‫العالم العربً ٌعانً من هذه االستراتٌجٌات منذ بداٌات صناعة الصحافة؛ حمبة إعالم اللون‬
‫الواحد (السٌطرة الحكومٌة) ثم دخول ممربٌن من الحكومات أو (السٌستم) على خط االستثمار‬
‫فً اإلعالم لحشد الدعم للصوت الرسمً‪ ،‬ولكن بصورة أبهى وأكثر دهاء باستخدام تكنولوجٌا‬
‫متمدمة‪ ،‬بحٌث ٌتداخل السٌاسً بالمهنً والحزبً وعالم رجال المال واألعمال على حساب دور‬
‫اإلعالمً األصلً‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫فٌما ٌلً االستراتٌجٌات األكثر انتشارا كما ٌحدّدها تشومسكً‪:‬‬

‫‪-‬استراتٌجٌة تشتٌت الذهن (اإلربان‪ /‬الحٌرة أو اإللهاء)‪ :‬أهم آلٌة للسٌطرة‬


‫على المجتمع إلزاحة اهتمام الرأي العام عن لضاٌا مه ّمة صوب متؽٌرات تفرضها النخب‬
‫السٌاسٌة وااللتصادٌة عبر تمنٌات الضخ المتواصل ألخبار ؼٌر مهمة‪ ،‬هدفها تشتٌت التركٌز‬
‫على لضاٌا مصٌرٌة محدّدة‪ .‬استراتٌجٌة التشتٌت هذه أساسٌة لولؾ االهتمام الشعبً فً‬
‫الحصول على معلومات أساسٌة تتعلك بمحاور مه ّمة فً حٌواتهم أو لد تساعدهم على فهم‬
‫الموضوع بصورة واضحة لبل اتخاذ لرار لابم على حمابك‪ .‬تش ّجع هذه االستراتٌجٌة على‬
‫الشعور بالؽباء أو تعزز خلك شعور بتؤنٌب الضمٌر‪ ،‬كما تلهً الشعب بحٌث ال ٌعود لدٌه أي‬
‫ولت للتفكٌر‪.‬‬

‫‪-‬استراتٌجٌة خلك المشاكل ثم طرح الحلول‪ :‬تخلك مشكلة أو تعرض حال معٌنة‬
‫بحٌث تستدرج ردّة فعل عكسٌة بٌن الجمهور لتعبٌد الطرٌك أمام لبول هذا المرار‪ .‬مثال‪:‬‬
‫اصطناع العنؾ فً األطراؾ وتضخٌمه (خارج المدن الكبرى)‪ ،‬أو افتعال اعتداء دام كٌما ٌتمبل‬
‫الشعب بل ٌش ّجع أٌضا على تطبٌك لوانٌن بحزم على حساب الحرٌات‪ .‬كذلن افتعال أزمة‬
‫التصادٌة‪ ،‬بحٌث ٌتمبّل المجتمع حلوال صعبة لها حتى ولو على حساب الحموق االجتماعٌة أو‬
‫تعطٌل الخدمات العامة‪.‬‬

‫‪-‬استراتٌجٌة التدرج‪ :‬بحٌث تتؽلؽل لدرجة ؼٌر ممبولة من خالل تطبٌك أمر ما لسنوات‬
‫متالحمة‪ .‬هذه الطرٌمة التً اتبعت لفرض معطٌات التصادٌة واجتماعٌة مهدّت الطرٌك لفرض‬
‫النٌولٌبرالٌة خالل ثمانٌنٌات وتسعٌنٌات المرن الماضً وصوال إلى تملٌص دور الحكومات أمام‬
‫خصخصة متوحشة لابمة على توزٌع عوابدها داخل دابرة ضٌمة على حساب المجتمع‪ٌ .‬ندرج‬
‫ضمن التدرج أٌضا تضخٌم البطالة وؼٌاب الوعود بتعدٌل الرواتب‪ ،‬بحٌث تتفادى حصول ثورة‬
‫لو نفذّت كل تلن األمور فً أولات متزامنة‪.‬‬

‫‪-‬استراتٌجٌة المماطلة والتأجٌل‪ :‬إحدى الطرق لبناء تمبّل مجتمعً حٌال تو ّجه ؼٌر‬
‫شعبً‪ ،‬بٌنما ٌروج له على أنه لرار "ضروري ومإلم" لحشد تمبّل مجتمعً آنً لمرارات‬
‫ستطبك الحما‪ .‬فمن األسهل تمرٌر المرار الحما ألن الناس تعتمد عادة وبكل بساطة بؤن كل شًء‬
‫سٌكون أفضل فً المستمبل وأنه ال مجال لتؤجٌل عملٌة التضحٌة هذه‪ .‬هذه االستراتٌجٌة تمنح‬
‫المجتمع ولتا أطول للتكٌؾ مع فكرة تؽٌٌر أمر ما وتمبّله عندما ٌحٌن موعد التؽٌٌر حتى ولو‬
‫جاء على لناعاتهم ‪.‬‬

‫‪-‬التعامل مع الشعب وكأنه طفل غٌر ناضج‪ :‬من خالل إعالنات وموالؾ ٌروج لها‬
‫باستخدام مفردات تنحت خصٌصا للتعبٌر عن موالؾ‪ ،‬ثم إشعال جدال بطرٌمة مبسطة وركٌكة‪،‬‬
‫وكؤن المتلمً طفل أو نالص عمل‪ ،‬بحٌث ال ٌتم التفكٌر بهذا المرار من زاوٌة نمدٌة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪-‬اللعب على العواطف أكثر من الفكر‪ :‬استخدام تمنٌة اللعب على الؽرابز طرٌمة‬
‫كالسٌكٌة لاللتفاؾ على التفسٌر العمالنً‪ .‬هذه الطرٌمة تفتح الطرٌك أمام الؽٌبٌة على حساب‬
‫الوالعٌة لتطبٌك أفكار أو أمانً أو خلك مخاوؾ ومشاعر للك وردود أفعال تلمابٌة مإٌدة‪.‬‬

‫‪-‬إبماء المجتمع مغٌبا وترسٌخ االنطباع لدٌه بأن لدراته محدودة‪:‬بحٌث‬


‫تتضاءل لدرة المجتمع على فهم أسالٌب تستخدم للسٌطرة علٌه والتعامل مع طبماته كعبٌد أو‬
‫"توابع"‪ .‬تحت هذه االستراتٌجٌة‪ ،‬تكون نوعٌة التعلٌم الممدم لمحدودي الدخل ضعٌفة وذات‬
‫نوعٌة سطحٌة حتى ال ٌتمكن الفمراء من اللحاق بنوعٌة التعلٌم المتوافرة ألصحاب الحظوظ من‬
‫ذوي الدخل المرتفع‪.‬‬

‫‪-‬تشجٌع العامة على الرضوخ لألمر الوالع وتمبّل كل شًء‪ :‬بحٌث ّ‬


‫ٌروج بٌن‬
‫العامة بؤن الحمٌمة هً أن التوجه الدارج ٌكمن فً بمابن ؼبٌا وؼٌر متعلم‪.‬‬

‫‪-‬إلماء اللوم على الذات‪ :‬بحٌث ٌمبل الناس لوم أنفسهم على ّ‬
‫حظهم المتعثر ألنهم لٌسوا‬
‫من أصحاب الذكاء‪ ،‬الكفاءة والمدرة‪ .‬وبدال من أن تتمرد هذه الطبمات ضد السٌاسات‬
‫االلتصادٌة‪ٌ ،‬تحول الشعور الفردي إلى لوم الذات تلمابٌا‪ ،‬بما ٌخلك اكتبابا من شؤنه كبح المدرة‬
‫على الحركة‪ .‬وبدون حران ال تتحمك الثورات‪.‬‬

‫‪-‬خلك شعور بأن السلطة تفهم الفرد أكثر مما ٌفهم نفسه‪:‬خالل السنوات‬
‫الخمسٌن الماضٌة أ ّججت العلوم المتسارعة وأحدثت بونا شاسعا بٌن مستوٌات معرفة الؽالبٌة‬
‫وتلن األدوات التً تسٌطر علٌها النخبة‪ .‬وباستؽالل ثورة علوم األحٌاء واألعصاب وتطبٌمات‬
‫ٌطور "السٌستم" لدرة على فهم الناس نفسٌا وجسدٌا على نحو أعمك من معرفتهم‬
‫السٌكولوجٌا‪ّ ،‬‬
‫بؤنفسهم‪ٌ .‬عنً ذلن أنه وفً معظم الحاالت‪ ،‬فإن "السٌستم" ٌمارس سٌطرة أكبر ونفوذا ألوى‬
‫على األفراد مما ٌمارسونه على أنفسهم‪.‬‬

‫ٌبدو أن تشومسكً سكب فً هذا الممال عصارة تجربته الثرٌة فً السٌاسة والحكمة واألكادٌمٌا‬
‫على امتداد سبعة عمود‪ .‬فهل ٌدرن خباٌا أدوات السٌطرة والتضلٌل‪ ،‬التً تمارسها السلطات‬
‫للبماء على الكرسً على حساب تجهٌل الشعوب‪ٌ .‬تكا هذا المف ّكر األمٌركً إلى خلفٌته الثورٌة‬
‫ومعاركه الفكرٌة فً نمد ما ٌصفه بـ"اللٌبرالٌة المتوحشة" وسٌاسة بالده الخارجٌة‪ ،‬بخاصة‬
‫صوالتها العسكرٌة حول العالم منذ منتصؾ المرن العشرٌن ومطلع األلفٌة الثالثة ‪.‬‬

‫‪-‬الؽد‬

‫‪29‬‬
‫معركة ضد الدعاٌة (والتضلٌل)‬

‫بؤثر رجعً‪ ،‬تبدو خطوط معركة الحرب الباردة ‪ -‬الؽرب وحلؾ «الناتو» والدٌممراطٌة فً‬
‫جانب‪ ،‬بٌنما الشرق ومٌثاق وارسو والدٌكتاتورٌة على الجانب اآلخر‪ ،‬واضحة وحتمٌة‪،‬‬
‫والنتٌجة ‪ -‬وهً انهٌار االتحاد السوفٌٌتً ‪ -‬تبدو اآلن كما لو كانت لدرا ً محتوماً‪ ،‬ولكن فً‬
‫أولات كثٌرة من نصؾ المرن الذي استؽرلته الحرب الباردة‪ ،‬كانت خطوط المعركة أبعد ما‬
‫تكون عن الوضوح وكانت النتٌجة فً النهاٌة مشكوكا ً فٌها بشكل كبٌر‪ ،‬وبالتؤكٌد فً أعماب‬
‫الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ،‬عندما كانت األحزاب الشٌوعٌة ال تزال لوٌة‪ ،‬لم ٌكن من الواضح أن‬
‫أوروبا سٌنتهً بها الحال فً نفس المعسكر األٌدٌولوجً مثل الوالٌات المتحدة‪ ،‬وكانت‬
‫سبعٌنٌات المرن العشرٌن ضربة أخرى مإلمة‪ :‬ففً أعماب حرب فٌتنام‪ ،‬شكن حلفاء الوالٌات‬
‫المتحدة فً جمٌع أنحاء العالم فً الزعامة األمٌركٌة‪ ،‬وكانوا ٌتظاهرون فً السفارات األمٌركٌة‬
‫وٌدعون إلى إؼالق المواعد األمٌركٌة‪.‬‬

‫وسعى االتحاد السوفٌٌتً إلى استؽالل هذه اللحظات من الضعؾ‪ .‬وبدءا ً من أربعٌنٌات المرن‬
‫الماضً‪ ،‬لام بزراعة شبكة من الصحؾ والصحفٌٌن الموالٌن للسوفٌٌت فً جمٌع أنحاء العالم‪،‬‬
‫واستخدامهم لتردٌد المصص الخٌالٌة التً كان االتحاد السوفٌٌتً ٌروٌها لشعبه‪ ،‬وكذلن لتمرٌر‬
‫نظرٌات المإامرة حول الوالٌات المتحدة‪ .‬وأكثر هذه المصص شهرة ‪ -‬الزعم بؤن «وكالة‬
‫االستخبارات المركزٌة هً التً خلمت فٌروس اإلٌدز» – بدأ فً صحٌفة هندٌة مرتبطة‬
‫باالتحاد السوفٌ ٌتً وردده فرٌك من علماء ألمانٌا الشرلٌة‪ .‬وفً النهاٌة تم التروٌج لها فً أكثر‬
‫من ‪ 12‬دولة حول العالم‪ .‬وفً ذلن الولت‪ ،‬استؽرق األمر عامٌن لنشر شابعة أن «وكالة‬
‫االستخبارات هً التً خلمت اإلٌدز»‪ ،‬أما فً الولت الحاضر‪ ،‬من الممكن نشر نظرٌات‬
‫المإامرة من خالل شبكات من الروبوتات والمتصٌدٌن فً ثوان‪.‬‬

‫فلماذا نهتم بمراجعة هذا التارٌخ؟ ألننا نعٌش فً لحظة مشابهة‪ ،‬فً ولت ٌتؽٌر فٌه الحلفاء‬
‫الدولٌون باستمرار‪ ،‬كما تراجعت سمعة أمٌركا فً الخارج فً العدٌد من البلدان‪ .‬ولم تكن‬
‫نظرٌات المإامرة أسهل فً خلمها وتمرٌرها‪ ،‬فً الخارج والداخل على حد السواء‪ ،‬ومع ذلن ال‬
‫ٌوجد حالٌا ً رد أمٌركً أو ؼربً ممنهج على التضلٌل الروسً أو الصٌنً أو «الداعشً»‪.‬‬
‫والمحاوالت المبذولة لمتابعة ذلن ؼٌر متساوٌة‪ ،‬وال توجد مجموعة أو وكالة داخل الحكومة‬
‫األمٌركٌة مخصصة حصرا ً لهذه المهمة‪.‬‬

‫*ٌنشر بترتٌب خاص من االتحاد االماراتٌة مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبٌرج نٌوز‬
‫سٌرفس»‬

‫‪http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=95313‬‬

‫‪38‬‬
‫عصر "ما فوق الحمٌمة" ‪POST-TRUTH‬‬
‫‪ERA‬‬
‫خلٌل نزال ‪-‬وارسو ‪ /‬بولندا‬

‫"ما فوق الحمٌمة" أو ‪ post-truth‬هو مصطلح جدٌد نسبٌا ً ٌتم استخدامه بشكل متزاٌد‪ ،‬ولد‬
‫أعلنت مإسسة "لوامٌس اوكسفورد" عن اختٌاره "كمصطلح العام" لسنة ‪ 2816‬حٌث لوحظ‬
‫ازٌاد فً استخدامه ممارنة بسنة ‪ 2815‬بنسبة ‪ 2888‬بالمبة!‬

‫ماذا ٌعنً هذا المصطلح؟ باختصار ‪ :‬فً مجال تشكٌل الرأي العام فإن مخاطبة العواطؾ‬
‫وإعطاء المعلومات التً تتناسب مع عملٌة المتلمً هو أهم بكثٌر من لول الحمٌمة‪.‬‬

‫لد ٌإدي األخذ بالترجمة الحرفٌة للمصطلح باللؽة اإلنجلٌزٌة الى عدم فهمه‪ ،‬فكلمة "‪”post‬‬
‫تعنً "ما بعد" مثل مصطلح‬

‫‪ post-colonialism‬للتعرٌؾ بفترة ما بعد االستعمار‪ ،‬أو مصطلح ‪post-war‬‬

‫اي فترة ما بعد الحرب‪ ،‬اال أن مصطلح ‪ post-truth‬ال ٌعنً "ما بعد الحمٌمة" بمعنى أن‬
‫الحمٌمة لد انتهت ولم ٌعد لها وجود‪ ،‬وإنما ٌعنً المفز فوق الحمٌمة وتجاهلها رؼم وجودها‪.‬‬

‫لمد شهد العام الماضً تزاٌدا ً هابالً فً استخدام هذا المصطلح وذلن نتٌجةً لظهور ثالثة محطات‬
‫مفصلٌة‪:‬‬

‫‪-‬التصوٌت فً برٌطانٌا على الخروج من اإلتحاد األوروبً‬

‫‪-‬حملة االنتخابات الرباسٌة األمرٌكٌة وما أدت إلٌه من فوز دونالد ترامب‬

‫‪-‬حملة العداء لالجبٌن من دول الشرق األوسط إلى أوروبا‪.‬‬

‫إن الصفة المشتركة لكل هذه األحداث هو اإلعتماد على حملة منظمة من الكذب واستخدام‬
‫أنصاؾ الحمابك وتردٌدها بشكل مستمر وعلى مدار الساعة بحٌث تصبح جزءا ً من المسلّمات‪.‬‬

‫ففً الحملة التً نظمها الداعمون لخروج برٌطانٌا من اإلتحاد األوروبً كانت األكاذٌب هً‬
‫األساس‪ ،‬كالمول مثالً أن برٌطانٌا تدفع ٌومٌا ً لموازنة االتحاد األوروبً مبلػ ‪ 58‬ملٌون جنٌه‬

‫‪31‬‬
‫استرلٌنً‪ ،‬ولم ٌُعر أحد اي انتباه للحمابك التً كان ٌرددها دعاة البماء فً اإلتحاد‪ .‬كما ان حملة‬
‫ترامب االنتخابٌة لم تتطرق ال من لرٌب وال من بعٌد للمشاكل الحمٌمٌة التً تعانً منها أمرٌكا‬
‫وإنما تم استخدام معلومات مؽلوطة أدت فً النهاٌة الى تشكٌل رأي عام ال ٌمبل التعامل مع‬
‫الحمابك كالمول مثالً أن الجرٌمة فً امرٌكا لد تضاعفت عدة مرات بٌنما تمول الحمابك انها فً‬
‫انخفاض مضطرد‪ .‬وفً فٌما ٌخص أزمة الالجبٌن فال حاجة للمول أن الموى المعارضة‬
‫الستٌعابهم فً أوروبا لد استخدمت كل ادوات الكذب لتكوٌن رأي عام أصبح ٌربط بشكل تلمابً‬
‫بٌن الالجا والمسلم واإلرهابً‪.‬‬

‫لمد شهدنا طهور لوى سٌاسٌة واحزاب عدٌدة تتخذ من "المفز فوق الحمٌمة" سٌاسة ٌومٌة‬
‫تمارسها بشكل فج مما ٌضمن لها جمهورا ً متزاٌدا ً من المإٌدٌن الذٌن فمدوا الثمة باإلعالم‬
‫التملٌدي أو الحكومً‪ ،‬وأصبحت عملٌة المإامرة هً السابدة لدٌهم فً تفسٌر التارٌخ والحاضر‬
‫وما ٌتم تحضٌره للمستمبل‪.‬‬

‫ٌمكن المول أن هذا المصطلح بمعناه الحالً لد تم استخدامه للمرة األولى سنة ‪ 1992‬من لِبل‬
‫الكاتب األمرٌكً ذي األصول الصربٌة ‪ Steve Tesich‬فً ممالة له فً مجلة ‪،The Nation‬‬
‫ولد استخدمه فً معرض تفسٌره لما رافك حرب الخلٌج األولى وفضٌحة اٌران‪-‬كونترا من‬
‫أكاذٌب‪ ،‬حٌث خلص إلى نتٌجة أن المجتمعات الؽربٌة لد استسلمت بشكل طوعً ودخلت فً‬
‫مرحلة "ما فوق الحمٌمة"‪.‬‬

‫وفً عام ‪ 2884‬صدر كتاب للمإلؾ األمرٌكً ‪ Ralph Keyes‬بعنوان‪" :‬عصر ما فوق الحمٌمة‬
‫‪-‬الرٌاء والخداع فً الحٌاة المعاصرة" حٌث ٌمول فٌه أن اإلنسان المعاصر ال ٌعٌر اهتماما ً‬
‫لوضع حد بٌن الكذب والحمٌمة‪ ،‬ألن الكذب لم ٌعد رذٌلة ٌنبذها المجتمع وانما اصبح طرٌمة‬
‫للحٌاة ولكسب الشعبٌة والشهرة‪ ،‬خاصة فً زمن "االنترنٌت" (او الشابكة) حٌث ٌمكن ألي‬
‫شخص ان ٌبمً مجهول الهوٌة وان ٌخاطب مجموعة كبٌرة من الناس مستخدما ً ما ٌروق له من‬
‫أكاذٌب دون أن ٌتعرض للوم اآلخرٌن لو تم اكتشاؾ كذبه‪ .‬كما أن ما تموم به المنوات‬
‫التلفزٌونٌة المتخصصة ببث األخبار على مدار ‪ 24‬ساعةهو مثال آخر على التالعب بعمول‬
‫الجمهور من خالل تكرار الخبر الواحد لعشرات المرات بحٌث ٌصبح المتلمً جاهزا ً للتعامل‬
‫معه كحمٌمة ال جدال فٌها‪ ،‬خاصةً اذا كان الخبر متالبما ً مع ما لدٌه من آراء ومعتمدات‪ ،‬وعادة‬
‫سخها فً‬ ‫ما تخاطب كل لناة جمهورا ً خاصا ً بها وتعمل على تشكٌل آرابة أوالً ثم تُن ّمٌها وتُر ّ‬
‫اتجاه معٌن تعمل هً على نشره‪ .‬األمثلة على ذلن فً اإلعالم العربً كثٌرة‪ ،‬إ ْذ تضاءل دور‬
‫اإلعالم المُطري وانتشرت بدالً منه المنوات الفضابٌة التً تخاطب المتلمً العربً بؽض النظر‬
‫عن مكان الامته‪ ،‬وبالنتٌجة أصبح هنان جمهور ٌتعامل مع لناته "الخاصة" التً تخاطبه بما‬
‫ٌرؼب هو بسماعه ولٌس بما ٌجري حمٌمةً على أرض الوالع‪ ،‬وٌستطٌع المتابع أن ٌرى كٌؾ‬

‫‪32‬‬
‫اصبحت فنوات الجزٌرة أو العربٌة أو المٌادٌن وؼٌرها تتمتع بجمهور محدد ٌتعامل معها كؤنها‬
‫مصدر الحمٌمة الوحٌد وأن ما عداها هً لنوات تحترؾ الكذب وتروج للطابفٌة‪.‬‬

‫لمد جرت دراسات مستفٌضة لهذا المصطلح‪ ،‬وال تخلو جرٌدة أو مجلة مرمولة من ممالة او‬
‫دراسة حوله‪ .‬فً صحٌفة االٌكونومست تم تعرٌؾ المصطلح بؤنه تجسٌد لحالة لم ٌعد للحمٌمة‬
‫فٌها أهمٌة تذكر وأصبح المول الفصل للوسابل التً تإدي الى كسب المزٌد من المإٌدٌن‪.‬‬
‫وتضٌؾ "الؽاردٌان" الى هذا الوصؾ سمةً اخرى هً انتشار الخطاب السٌاسً الشعبوي اي‬
‫مخاطبة الجمهور بما ٌحب سماعه‪ ،‬حٌث أن كل سٌاسً ٌتحدث وكؤنه هو الممثل الحمٌمً‬
‫الوحٌد للجمهور‪ ،‬وإذا اتت نتٌجة االنتخابات بعكس ما ٌرجو فالتهمة جاهزة‪ :‬لمد لامت "النخبة"‬
‫بتزوٌر االنتخابات‪.‬‬

‫ٌتضح مما تمدم أنه ال ٌجوز االستسالم لما ٌتم تداوله حولنا أو ما ٌتم تمدٌمه لنا "مجانا ً" وكؤنه‬
‫حمٌمة مطلمة‪ ،‬وإنما ٌجب التعامل مع كل خبر أو فكرة أو رأي بعٌن النالد‪ ،‬وهنا تبرز أهمٌة‬
‫تحصٌن الذات بالمزٌد من التثمٌؾ والمراءة والمدرة على التحلٌل والنمد واالبتعاد عن نظرٌة‬
‫"األبٌض واألسود" أو "الشر المطلك والخٌر المطلك"‪ ،‬فتشكٌل وجهات النظر ٌبدأ لبل حوار‬
‫اآلخرٌن بحوار الذات وطرح األسبلة الصعبة ومحاولة البحث عن أجوبة لها‪ ،‬أما المبول بما‬
‫ٌصنعه اآلخرون لنا من لوالب ووضع انفسنا داخلها طوعا ً ودون استخدام الفكر والعمل‬
‫والمنطك فهذا تنازل مجانً عن استمالل الذات اإلنسانٌة وعن لدرتها على التمٌّز عما حولها‬
‫صها‪ ،‬ال تتش ّكل باإلٌحاء من اآلخرٌن وإنما نتٌجةً للتمصً والدراسة والبحث‬ ‫بوجهة نظر تخ ّ‬
‫المستمر عن الحمٌمة‪.‬‬

‫‪33‬‬

You might also like