You are on page 1of 28

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫الفصل الوأل‪ :‬مفاهيم و منطلقات اساسية‬
‫المبحث الوأل‪ :‬مفهوم النظام السياسي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المداخل النظرية لتحليل النظم‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مفهوم التحول الديمقراطي‬
‫المبحث الرابع‪ :‬الخلفية التاريخية للنظام التونسي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مؤسسات النظام السياسي التونسي و علقاات التفاعل التي تحكمها‬
‫المبحث الوأل‪ :‬السلطات في النظام السياسي التونسي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة المجتمع المدني في تونس‬
‫المبحث الثالث‪ :‬علقاات التفاعل بين مؤسسات النظام التونسي‬

‫الفصل الثالث‪ :‬واقاع و آفاق التحول الديمقراطي في تونس‬


‫المبحث الوأل‪ :‬بيئة التحول الديمقراطي في تونس‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معوقاات التحول الديمقراطي في تونس‬
‫المبحث الثالث‪ :‬آفاق التحول الديمقراطي في تونس‬
‫خاتمة‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن دراسة النظم السياسية تعتبر من اهم و أبرز مجالت علم السياسة الحديث‬
‫الذي يتميز بالتجربة و التخصص و ذلك أن تحليل النظام السياسي أصبح يشكل حجر‬
‫الزاوية في فهم و تفسير سياسات الدول الداخلية منها و الخارجية في ادق تفاصيلها و‬
‫ذلك من خلل التطرق إلى البنية الهيكلية و الدستورية للنظام ‪ ،‬و علقاة هذه البنية‬
‫بالوظيفة ‪ ،‬و حدودها مع المحيطين الداخلي و الخارجي ‪ ،‬و علقاات التفاعل و‬
‫العتماد المتبادل بين الجزاء‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫بالرغم من عدم إنقطاع الجدل منذ فترة طويلة حول أولوية بل ضرورة‬
‫التحول الديمقراطي و الصلحا السياسي في الدول العربية ‪ ،‬فقد ظل الجدل‬
‫فترة امناحا استمرار المور على حالها في النظم السياسية لهذه الخيرة و‬
‫حين حدثت انفراجات في بعض هذه النظم ‪ ،‬استمر الجدل حول جدوى و‬
‫حدود عمليات النفتاحا التي بدا مردودها غير كاف لحداث تطوير حقيقي في‬
‫آليات عمل تلك النظم ‪ .‬و من هذه النظم السياسية النظام السياسي التزنسي‬
‫الذي نتقدم بعرضه و تحليله انطلقاا من طرحنا للشكالية التالية‪ :‬ما هي‬
‫حدود انعكاسات متطلبات البيئة الداخلية و تأثيرات البيئة الخارجية على‬
‫طبيعة النظام السياسي في تونس؟‬
‫‪-‬‬
‫و اتساقاا مع طرحا هذه الشكالية يمكن و ضع الفرضيتين ‪.‬‬
‫‪ ‬هناك علقاة و ثيقة بين شكل النظام السياسي في تونس و مدى فعاليته في‬
‫معالجة المشاكل الداخلية و الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬ضمان الحريات و التعددية الحزبية و العلمية و النقابية يعزز الديمقراطية‬
‫و يحدد صلحيات و أدوار السلطات في النظام التونسي‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫يتطلب هذا الموضوع استخدام المنهج المقارن للمقارنة بين سمات النظام‬
‫السياسي في تونس و بعض النظمة المشابهة ‪ ،‬مع استخدام الوصف و‬
‫الستنباط و الستدلل للوصول إلى تحليل واقاع و مستقبل التحول الديمقراطي‬
‫في تونس‬
‫‪-‬‬
‫ينقسم البحث إلى ثلثة فصول يتناول الفصل الول المفاهيم و المنطلقات‬
‫النظرية الساسية الداعمة لموضع البحث أما الفصل الثاني فيعرض‬
‫المؤسسات الرسمية و غير الرسمية في النظام السياسي التونسي و علقاات‬
‫التفاعل بينهما و في الفصل الخير يتناول آفاق التحول الديمقراطي في تونس‬
‫استنادا إلى ماتم تحقيقه من انفتاحا سياسي في ظل هذا التحول و الشكاليات‬
‫الرئيسية التي تواجه عملية التحول و التي تتمثل بشكل رئيسي في إشكالية‬
‫التوفيف بين ضرورات النفتاحا من ناحية و الموروث السلطي من ناحية‬
‫أخرى‪.‬‬
‫الفصل الوأل ‪ :‬مفاهيم وأ منطلقات أساسية‬
‫قابل الدخول لي دراسة علمية ل بد من دراسة بعض المفاهيم و المنطلقات‬
‫الساسية لهذه الدراسة ‪ .‬فدراسة المفاهيم خطوة و عملية في تأسيس وإدراك‬
‫متبادل و فهم مشترك للموضوع او الظاهرة قايد الدراسة‪ ،‬و تأسيسا لذلك سنعمد‬
‫إلى دراسة مفهوم كل من النظام السياسي و التحول الديمقراطي بالضافة إلى‬
‫عرض لتاريخ النظام السياسي في تونس‪.‬‬
‫المبحث الوأل‪ :‬مفهوأم النظام السياسي‬
‫يعد مصطلح النظام من أكثر المصطلحات استخداما في أدبيات السياسة و‬
‫العلقاات الدولية ‪ ،‬فوفقا للمفهوم التقليدي كان يقصد بالنظام السياسي شكل‬
‫الحكومات التي تباشر السلطة في المجتمعات النسانية ‪ ،‬و كانت الدراسة تتركز‬
‫حول شكل الدولة و نوع الحكومة و ل تتعدى البحث في مجالت نشاط السلطة و‬
‫الجوانب القاتصادية و الجتماعية لهذا النشاط‪.‬‬
‫يبد أن هذا المفهوم قاد تراجع في الفترة ما بين الحربين العالميتين بسبب‬
‫النتقادات الموجهة له من قابل علماء السياسة السلوكيون الذين فضلوا استخدام‬
‫مصطلح‪ - Po litical System -‬المكون من عدة امور مترابطة و من‬
‫تفاعلت عناصر مختلفة و من تخصيص للمصادر الموجودة في المجتمع بتاء‬
‫على قاوانين ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫و ل شك أن مفهوم النظام السياسي لديه تعاريف عديدة حسب كل باحث و‬
‫المدخل الذي يعرف من خلله النظام‬
‫يعرفه و أخير استون ‪ Davib Eston‬بأنه التوزيع السلطوي للقيم ‪ ،‬و هذه‬ ‫‪-‬‬

‫)‪(1‬‬
‫القيم إما مادية أو رمزية‪.‬‬

‫‪ ( )1‬عبد العزيز جراد ‪ ،‬العلقاات الدولية‪ ،‬موفم للنشر ) د‪ ،‬د‪ ،‬ن( ‪ .1992‬ص ‪.55‬‬
‫كما يعرفه غابر آلموند ‪ Gabriele . ALmond‬بأنه ‪ :‬مجموعة هامة من‬
‫المؤسسات الجتماعية التي تعنى بصياغة الهداف العامة لمجتمع ما ‪.‬‬
‫أو المجموعة ضمن هذا المجتمع و العمل على تنفيذها و تدعم قارارات النظام‬
‫السياسي عادة الشرعية القسرية ‪ ،‬و يمكن الخضوع لها بالقوة القسرية و النظام‬
‫)‪( 1‬‬
‫هو منظمة تتفاعل مع البئية تؤثر فيها و تتأثر بها‪.‬‬
‫و من كل ما تقدم نلخص بالقول ما يلي‪:‬‬
‫* أن النظام السياسي عبارة عن جزء من النظام الجتماعي‬
‫* و جود المؤسسات الشرعية التي تمثل هذا النظام‬
‫* تحديد و ظيفة النظام تجله بيئته ‪.‬‬
‫* امتلك و سائل الكراه المادي الشرعية‬
‫كما يمكننا تعريف النظام السياسي كما يلي‪ :‬هو عبارة عن شبكة من العلقاات‬
‫السياسية بين مجموعة من الطراف التي تؤدي إلى تبادل فيها بينها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المداخل النظرية لتحليل النظم‬
‫التحليل النظمي عند دافيدايستن‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ينطلق ‪ David Eston‬في تحليل علقاات التفاعل داخل النظام السياسي‬
‫انطلقاا من التوزيع السلطوي للقيم داخل المجتمع‪ ،‬هذه الفكرة هي جوهر و‬
‫ظيفة النظام السياسي‪ ،‬لنها تمثل نتيجة التفاعلت التي تحدث في بئية‬
‫النظام ‪ ،‬حيث يستقبل النظام مدخلت ‪ ،‬و يتفاعل معها و فقا لترتيب معين‪،‬‬
‫و يعالجها حسب أولوياتها ‪ ،‬ثم تكون الستجابة في شكل مخرجات ناتجة‬
‫عن مختلف المؤسسات المشكلة له ضمن ما يعرف بالعلبة السوداء ‪ ،‬و‬
‫نتيجة للستمرارية في عمل يحجث تكرار للعملية عن طريق ما يعرف‬
‫بالتغذية السترجاعية‪.‬‬
‫التحليل البنيوأي الوأظيفي عند غابر آلموأند‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ ( )1‬غابريال ألموند و باويل بنجهام‪ ،‬السياسات المقارنة في و قاتنا الحاضر ‪ ) ،‬ثر ‪ :‬هأشام عبد اللة( ‪ .‬الهألية للنشر و التوزيع ‪ ،‬لبنان ‪،‬‬
‫ص ‪.24‬‬
‫يعتبر ‪ Almond‬أن الوصول إلى تحليل علمي و دقايق لنظام سياسي‬
‫معين يقوم على جملة من الشروط‪:‬‬
‫‪ ‬يجب إن نضع النظام السياسي في بيئته و نبرز كيف تؤثر تلك البيئة على‬
‫البدائل المتاحة‪ ,‬و ذلك بطرحا السؤال التالي‪:‬‬
‫ما هي البيئة الكثر ملءمة للسياسات التي يتبعها النظام؟‬
‫و هذا يجعلنا نلجأ إلى البحث في السباب و المؤثرات الداخلية و الخارجية قابل‬
‫إن نطلق أي حكم في تحليلتنا‪.‬‬
‫* الربط بين البنية و الوظيفة ‪ ،‬إذا ل يمكن أن يكون للصفات البنيوية أي أن‬
‫يكون لتحليلتنا أي معنى إل إذا قالنا أن مؤسسات معينة تنجز و ظائف معينة‬
‫)‪( 1‬‬
‫يتمخض عنها نتائج محددة‪.‬‬
‫‪ -‬الرجوع مرة أخرى في النهاية إلى العملية السياسية لتقييم عمل النظام الساسي‬
‫‪ ،‬و كي نقيم عمل النظام السياسي يجب أن نركز على الداء و النجاز كنتائج‬
‫ملموسة ‪ ،‬و مدى تحقيقها لمطالب البيئتين الداخلية و الخارجية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مفهوأم التحوأل الديمقراطي‪:‬‬
‫يقصد بالتحول الديمقراطي في الدللة اللفظية المرحلة النتقالية بين نظام‬
‫غير ديمقراطي و نظام ديمقراطي ‪ ،‬فالنظام السياسي الذي يشهد تحول ديمقراطيا‬
‫يمر بمرحلة انتقالية بين نظام غير ديمقراطي في اتجاه التحول إلى نظام‬
‫)‪(2‬‬
‫ديمقراطي‬
‫و يهدف التأصيل النظري العميق للتحول الديمقراطي لبد من الرجوع إلى‬
‫نظرية صامويل هنتغتون الذي يحدد ثلث تحولت كبرى مربها العالم في إطار‬
‫التوجه نحو الديمقراطية فحسبه المرحلة الولى امتدت من سنة ‪ 1828‬إلى‬
‫‪ 1926‬و المرحلة الثانية من سنة ‪ 1943‬إلى ‪ 1962‬و الثالثة و هي أهم مرحلة‬
‫بدأت من سنة ‪ 1974‬و مازالت مستمرة إلى الن ‪ .‬و أهمية هذه الخيرة تمكن‬
‫‪ ( )1‬غابريال ألموند و باويل بنجهام ‪ ،‬نفس المرجع ‪ .‬ص ‪.25‬‬
‫‪ ( ')2‬أحمد حسيني‪ ،‬التحول الديمقراطي في دول المغرب العربي ‪ ،‬القاهأرة ‪ :‬مركز الدراسات السياسية و الستراتيجية ‪2004 ،‬ن ص‬
‫‪.295‬‬
‫في أنها تميزت بتحول العديد من النظمة الشمولية و الستبدادية إلى إنظمة أكثر‬
‫انفتاحا ‪.‬‬
‫فالتحول الديمقراطي هو النتقال من نظام تسلطي ) نظام الحزب الواحد ‪،‬‬
‫دكتاتورية عسكرية ‪ ،‬ملكية مطلقة ‪ ،‬نظام شمولي ( إلى نظام قاائم على أساس‬
‫ديمقراطي يتضمن ثلث مبادئ أساسية ‪:‬‬
‫التأسيس لقواعد و إجراءات المواطنة‬ ‫‪-1‬‬
‫حرية الفراد‬ ‫‪-2‬‬
‫)‪(1‬‬
‫المشاركة السياسة و توسيع قااعدة الحكم‬ ‫‪-3‬‬

‫‪-‬‬
‫و تعتبر عملية التحول الديمقراطي حسب حسب هنتغتون مساريته عبر ثلث‬
‫مراحل‬
‫‪-‬‬
‫‪ 1‬نهاية النظام التسلطي و تفككه‬
‫‪-‬‬
‫‪ 2‬بناء نظام ديمقراطي‬
‫‪-‬‬
‫‪ 3‬ترسيخ نظام ديمقراطي‬
‫‪-‬‬
‫المسارات الثلثة مترابطة في كثير من الحالت و هناك من افترض إمكانية‬
‫أو حتى تزامن أو ترافق المسارات الثلثة و قادم نموذجا حسب الشكل التالي ‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫مراحل التحول الديمقراطي‬
‫حركات‬ ‫تراجع شرعية النظام‬

‫‪ ( )1‬مصطفى بخوش ‪ ،‬التحول الديمقراطي ‪ ،‬لحاضرة ألقيت على طلبة العلوم السياسية السنة الرابعة ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ 2006‬ص ‪11‬‬
‫‪ ( )2‬مصطفى بخوش ‪.‬مرجع سابق ص ‪12‬‬
‫الحتجاج المرحلة‬ ‫ضعف الداء القاتصادي‬ ‫نظام تسلطي‬
‫النتقالية‬
‫و العنف‬ ‫بروز الرفض الشعبي‬
‫السياسي‬
‫نظام ذو طبيعة مختلفة‬

‫تنافسية سلمية‬ ‫تسوية‬


‫ترسيخ‬ ‫توسيع نظام المشاركة السياسية‬ ‫الصراعات‬
‫عنف‬ ‫النظام‬ ‫الجتماعية‬
‫الديمقراطي سياسي‬ ‫رئاسة العمليات القهرية‬ ‫بالطرق‬
‫نخبوي‬ ‫السلمية‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬الخليفة التاريخية للنظام التونسي‬
‫نالت تونس استقلليتها عن فرنسا في ‪ 20‬مارس ‪ : 1956‬فقد قااوم التونسيون‬
‫الستعمار الفرنسي مقاومة مسلحة من عام ‪ 1955 -1952‬وارغمت الحكومة‬
‫الفرنسية على الدخول في مفاوضات توجت باعترافها باستقلل تونس ‪.‬‬
‫و بعد أن ألغي النظام الملكي و أعلن النظام الجمهوري في ‪ 1957 7 – 25‬صدر‬
‫دستورا ديمقراطيا ‪ ،‬يعترف بحرية الرأي و التعبير و الصحافة و النشر و الجتماع‬
‫و التجمع و قاد عدل في ‪1988 – 12‬‬
‫لجأت النخبة الحاكمة في تونمس بعد الستقلل إلى تطبيق النماط الغربية في تسيير‬
‫شؤون الدولة و المجتمع و كان الرئيس التونسي الحبيب بورقايبة تيفاخر بالعلمانية‬
‫كما كان يتمن لو كان موقاع تونس الجغرافي على مقربة من الدول السكندرانيافية ‪.‬‬
‫فالحبيب بورقايبة الذي مشبعا بالثقافة الفرنسية و أحد أبرز المعجبين بالطرحا العلماني‬
‫حول بناء دولة تونسية علمانية على غرار ما فعله مصطفى أتا تورك في تركيا ‪ .‬و‬
‫لجأ في بداية حكمه إلى تجميد دور جامع الزيتونة الذي لعب أكبر الدوار في تاريخ‬
‫)‪(1‬‬
‫تونس المعاصر و احتضن رواد حركات التحرير من كل دول المغرب العربي‬
‫أصبح بعض اليهود التونسي وزراء في أول حكومة تونسية و منهم ألبير بسيي ‪ ،‬و‬
‫تجد الشارة أن اندري باروش مؤسس الحزب الشيوعي التونسي عموما اليهود‬
‫التونسيين‪.‬‬

‫‪ ( )1‬اليحياوي المختار ‪ )).‬مشروع الزمة الدستورية في تونس (( ‪ .‬متحصل عليه من الموقاع ‪http : " kalimathak :‬‬
‫‪.wordpress.com/28.4.2002/ verrision conytitutes‬‬
‫و في سنة ‪ 1970‬و في جامع سيدي يوسف بالعاصمة التونسية إلتقن راشد الغنوشي‬
‫و عبد الفتاحا مورد لتقديم مفهيم البديل السلمي في مواجهة البديل العلماني التغريبي‬
‫‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬مؤسسات النظام السياسي التونسي و علقاات التفاعل التي تحكمها‬
‫ينص الفصل الول من الدستور التونسي على أن " تونس دول حرة مستقلة ذات سيادة‬
‫السلم دنية العربية لغتط و الحمهورية نظامها و تقوم السلطة بموجب الدستور على‬
‫أساس سيادة الشعب ة الفصل بين السلطات أما النظام الذي يقره الدستور فهو النظام‬
‫الجمهوري ‪.‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬السلطات في النظام السياسي التونسي‬
‫السلطة التنفذية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ينص الفصل ‪ 37‬من الدستور على أن رئيس الجمهورية يمارس السلطة‬ ‫‪-2‬‬
‫التنفذية بمساعدة حكومة يرأسها وزير أول حرا مباشرا سريا و يجوز له‬
‫أن يحدد ترشحه مرتين متتاليتين ‪.‬كما يسهر على السير العادي للسلطة‬
‫العمومية الدستورية و يضمن أستمرار الدولة رئيس الجمهورية هو القائد‬
‫العلى للقوات المسلحة و هو تعيد الممثلين الذي الديبلوماسين للدولة لدى‬
‫الجنبية ‪ .‬كما يوجه السياسية العامة للدولة و يضبط اختياراتها الساسية‬
‫و يعلم بما مجلس النواب ‪.‬‬
‫يعين رئيس الجمهورية الوزير الول كما يعنين باقاتراحا من هذا الخير‬
‫بقية أعضاء الحكومة ‪ .‬و هو الذي يرأس مجلس الوزراء ‪.‬‬
‫سيند رئيس الجمهورية باقاتراحا من الحكومة الوظائف العاليا المدنية و‬
‫العسكرية‬
‫السلطة التشريعية‬
‫تتكون الهيئة التشرعية في تونس من مجلس واحد هو مجلس النواب الذي‬
‫ينتخب انتخابا عاما مباشرا كل خمس سنوات و هو مكون من ‪ 182‬عضوا ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫)مقعدا (‬

‫‪-‬‬
‫مجلس النواب هو الذي يمارس السلطة التشريعية ‪ .‬و الرئيس الجمهورية و‬
‫للنواب على الواء حق عرض مشاريع لقوانين ‪.‬‬
‫و يصادق مجلس النواب على قاوانين العادية و القوانين الساسية التي تضبط‬
‫الجراءات التطبقية الحكام الدستور الساسية كما يصادق على مخططات التنمية‬
‫القاتصادية و الجتماعية و على المعاهدات ‪.‬‬

‫‪ ( )1‬اليحاوي المختار ‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪20‬‬


‫و ينتخب المجلس من بني أعضائه لجنا قاارة كل واحد منها مختصة بقطاع من‬
‫قاطاعات الحياة الوطنية و بإمكانه أن يكون لجانا متخصصة كلما رأي ضرورة‬
‫لذلك ‪.‬‬
‫ومنذ إصلحا ‪ 1976‬يتولى مجلس النواب مراقابة عمل الحوكمة وهو مسؤول‬
‫أمام رئيس الدولة و لهذا الفرض فإنه المجلس له احق في التوجيه للحكومة بأسئلة‬
‫و استفسارات كتابية و شفهية كما أنه مؤهل للطعن في مسؤولية الحكومة من‬
‫خلل التصويت على لئحة لوم‬
‫السلطة القضائية ‪:‬‬
‫يضمن الدستور استقلل السلطة القضائية حيث ينص في الفصل ‪ 65‬سنة على أن‬
‫" القضاة منتقلون ‪ ،‬لسلطان عليهم في قاضايهم لغير القانون "‬
‫و تكون تسمية القضاة بأمر رئاسي بمقتضى ترشيح من الكجلس القضاء العلى‬
‫الذي يرأسه رئيس الجمهورية و يتركب من قاضاة سامين يتم تعينهم و قاضاة‬
‫ينتخبهم زملؤهم و يضم هذا المجلس و جوبا عضوين من النساء هناك‬
‫مجموعاتهم من المحاكم الممكن التقاضي إليها و تضم المجموعة الولى المحاكم‬
‫المختصة ) محاكم العرف و المحكمة العقارية ( و تضم الثانية المحاكم غير‬
‫المختصة‬
‫) محكمة الناحية – المحكمة البتدائية – محكم السئناف (‬
‫الهيئات الستشارية ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -1‬المجلس الدستوري ‪:‬‬
‫احدث المجلس الدستوري بمقتضي أمر‪ ،‬غداة السابع من نوفمبر ‪ ،1987‬و بعد‬
‫إن كان استشارية اختيارية أصبحت بموجب قاانون ‪ 18‬افريل ‪ 1990‬و جوبية‬
‫بالنسبة إلى مشاريع القوانين الساسية و مشاريع القوانيين التي لها صلة‬
‫بالحقوق و الحريات ‪ ،‬وقاد أدمج المجلس الدستوري ضمن الدستور بموجب‬
‫التنقيح المصادق عليه بتاريخ ‪ 6‬نوفمبر ‪. 1995‬‬
‫ب ‪ -‬مجلس الدوألة‪:‬‬
‫يتركب مجلس الدولة الذي نص عليه الدستور من هيأتين ‪:‬‬
‫‪ -1‬المحكمة الدارية ‪ -2‬دائرة المحاسبات‪.‬‬
‫ج‪ -‬المجلس القإتصادي وأ الجتماعي‪:‬‬
‫هو هيأة دستورية استشارية لدى كل من السلطتين التشريعية و التنفيذية فيما‬
‫يتعلق بالشؤون القاتصادية و الجتماعية و في اعقاب تغيير السابع من‬
‫نوفمبر ‪ 1987‬صارت استشارية و جوبا في كل مشاريع القوانين و مشاريع‬
‫المجالت القانونية ذات الصيغة القاتصادية و الجتماعية ‪ .‬و بموجب تنقيح‬
‫أدخل في أوت ‪ 1990‬على القانون الساسي لسنة ‪ 1988‬تم توسيع تركيبة‬
‫المجلس لتشمل كافة مكونات المجتمع المدني و التجاهات الفكرية في البلد‪.‬‬
‫د‪ -‬المجلس السلمي العلى‪:‬‬
‫مكلف بالخصوص في النظر في كل المسائل التي تعرضها عليه الحكومة و‬
‫المتعلقة بتطبيق أحكام الفصل الول من الدستور و كذلك بالنواحي الفقهية و‬
‫)‪( 1‬‬
‫الجتماعية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة المجتمع المدني في توأنس‬


‫الحزاب السياسية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫" حرية الفكر و التعبير و الصحافة و النشر و الجتماع و تأسيس‬
‫الجمعيات مضمونة و تمارس حسبما يضبطه القانون ‪ .‬و الحق النقابي "‬
‫الفصل الثاني من الدستور‪.‬‬
‫المجتمع الدستوأري الديمقراطي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تأسس سنة ‪ 1920‬تحت إسم الحزب الحر الدستوري التونسي أو‬
‫حزب الدستور ‪ ،‬و في سنة ‪ ، 1934‬و على إثر انشقاق حدث في‬
‫صلب هذا الحزب ‪ ،‬اتخذ له إسم الحزب الدستوري الجديد ‪ ،‬و بقرار‬
‫‪ ( )1‬اليحياوي المختار‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪21.22‬‬
‫في مؤتمر بنزرت المنعقدة في اكتوبر ‪ 1964‬أصبح يسمى الحزب‬
‫الشتراكي الدستوري و بعد التحول في السابع من نوفمبر ‪ 1987‬و‬
‫تجسيدا التوجهات العهد الجديد ‪ ،‬صادقات اللجنة المركزية للحزب‬
‫الشتراكي الدستوري في اجتماعها المنعقدة يوم ‪ 27‬فيفري ‪1988‬‬
‫على تسميته باسم التجمع الدستوري الديمقراطي للمجتمع الدستوري‬
‫الديمقراطي صحيفان ناطقتان بإسمه ‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫" صحيفة الحرية" تصدر باللغة العربية‬
‫‪-‬‬
‫"صحيفة لورونوفو" تصدر باللغة الفرنسية‬
‫ب‪ -‬حركة الديمقراطيين الشإتراكيين‪:‬‬
‫تم العتراف به قاانونيا يوم ‪ 19‬نوفمبر ‪ 1983‬و صحفية " المستقبل"‬
‫هي لسان هذا الحزب‪.‬‬
‫ج‪ -‬حزب الوأحدة الشإعبية‪:‬‬
‫تم العتراف به قاانونيا يوم ‪ 19‬نوفمبر ‪ 1983‬و صحفية " الوحدة"‬
‫)‪(1‬‬
‫هي لسان حال هذا الحزب ‪.‬‬
‫د‪ -‬الحزب الجتماعي التحرري‪:‬‬
‫تم العتراف به قاانونيا يوم ‪ 12‬سبتمبر ‪ 1988‬و الصحفية الناطقة‬
‫بإسم هذا الحزب هي " الفق"‪.‬‬
‫ه‪ -‬الحزب الديمقراطي التقدمي‪:‬‬
‫تم العتراف به قاانونيا يوم ‪ 12‬سبتمبر ‪ 1988‬و كان يحمل إسم‬
‫التجمع الشتراكي التقدمي يصدر هذا الحزب مجلة " الموقاف" ‪.‬‬
‫وأ‪ -‬التحاد الديمقراطي الوأحدوأي‪:‬‬
‫تم العتراف به قاانونيا يوم ‪ 30‬نوفمبر ‪ 1988‬و صحفية " الوطن"‬
‫هي اللسان الناطق بإسم الحزب ‪.‬‬
‫ز‪ -‬التكتل الديمقراطي من أجل العمل وأ الحريات ‪:‬‬
‫‪ ( )1‬اليحياوي المختار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫تم العتراف به قاانونيا ‪ 25‬أكتوبر ‪.2002‬‬
‫ح‪ -‬حركة التجديد‪:‬‬
‫تأسست يوم ‪ 23‬أفريل ‪ 1993‬لتحل محل الحزب الشيوعي التونسي‬
‫مجلة " الطريق الجديد" هي الناطقة بلسان الحزب‪.‬‬
‫ط‪ -‬حزب الخضر للتقديم‪:‬‬
‫تم العتراف به قاانونيا يوم ‪ 3‬مارس ‪2006‬‬
‫‪-‬‬
‫و إلى جانب هذه الحزاب السياسية توجد ثلث جمعيات للدفاع عن حقوق‬
‫النسان و هي‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق النسان ) ‪ 7‬ماي ‪(1977‬‬
‫‪-‬‬
‫الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق النسان و الحريات العامة‬
‫) ‪ 5‬ماي ‪( 1987‬‬
‫‪-‬‬
‫فرع تونس لمنطقة العفو الدولية ) ‪ 12‬أفريل ‪(1988‬‬
‫‪-‬‬
‫كما تم إحداث هيأة عليا لحقوق النسان و الحريات الساسية‬
‫)‪(1‬‬
‫) ‪ 7‬جانفي ‪ (1991‬تابعة لرئيس الجمهورية‪....‬‬
‫‪ -2‬المنظمات الوأطنية‪:‬‬
‫* التحاد العام التونسي للشغل‬
‫* التحاد التونسي للصناعة و التجارة ة الصناعات التقليدية‬
‫* التحاد الوطني للمرأة التونسية‬
‫* التحاد التونسي للفلحة و الصيد البحري‬
‫* التحاد العام لطلبة تونس‪.‬‬
‫‪ -3‬الحياة الجمعيائية‪:‬‬
‫يوجد حاليا بتونس أكثر من ‪ 6700‬جمعية ‪ %90‬منها تم إحداثها بعد تحول‬
‫السابع من نوفمبر ‪ ،1987‬و تلعب هذه الجمعيات دورا فاعل في الميادين الجتماعية‬

‫‪ ( )1‬اليحياوي المختار‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪. 32.31‬‬


‫و الثقافية و العلمية و النسانية و الرياضية‪ ،‬و تساهم الجمعيات النسائية بدورها في‬
‫تنشيط المجتمع المدني التونسي‪ .‬و من هذه الجمعيات ‪:‬‬
‫‪ ‬التحاد التونسي للتضامن الجتماعي‬
‫‪ ‬التحاد الوطني للمكفوفين‬

‫‪ ‬منظمة الدفاع عن المستهلك‬


‫‪ ‬المنظمة التونسية للتربية و السرة‬

‫‪ ‬الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات‬


‫‪ ‬جمعية الصحافيين التونسيين‬

‫‪ ‬الجمعية التونسية للمحامين الشبان‬


‫)‪( 1‬‬
‫‪ ‬الجمعية التونسية للدفاع الجتماعي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ - :‬علقإات التفاعل بين مؤسسات النظام التوأنسي‬


‫يؤسس الدستور التونسي الصادر في ‪ 1/6/1959‬لنظام جمهوري قاائم على‬
‫ديمقراطية أساسها سيادة الشعب و قاوامها نظام سياسي مستقر يرتكز على قااعدة‬
‫تفريق السلطات‬
‫إن اسقاط مشروع التحرير الدستوري في الظروف السياسية و الجتماعية و‬
‫دون أدنى استشارة و طنية حول مضامينه من طرف السلطة و مهما كان محتواه ل‬
‫يمكن أن يشكل إل اهتمام لسيادة الشعب و تكريسا لمبدأ الوصاية الفوقاية المحتقرة‬
‫لدنى مقومات المواطنة ‪.‬‬
‫جاء في الفصل ‪ 28‬من الدستور الجديد ‪ " :‬ل تكون مشاريع القوانين المقدمة‬
‫من طرف أعضاء مجلس النواب مقبولة إذا كان إقارارها يؤدي إلى تخفيض الموارد‬

‫‪ ( )1‬اليحياوي المختار‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.82‬‬


‫العامة او إلى إضافة أعباء أو مصاريف جديدة‪ ،‬و تنطبق هذه الحكام على التعديلت‬
‫المدخلة على مشاريع القوانين‪".‬‬
‫إن هذه الستثناءات تشكل إفراغا فعليا للعمل التشريعي من محتواه و قالبا‬
‫للدوار بين مؤسسات الدولة يجعل في السلطة التنفيذية " رئيس الدول" المتصرف‬
‫الوحيد في تقرير موارد الدولة و مصاريفها‪ ،‬إضافة إلى سلطة الصرف التي تمنحه‬
‫له صفحة التنفيذية دون مراجعة من أحد بتقرير مبدأ عدم المساءلة و جاء الفصل‬
‫)‪(1‬‬
‫المصادقاة على المعاهدات بحيث ألغى تماما نظر السلطة التشريعية‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫إن مختلف هذه الملحظات تبرر بجلء تناقاص مشروع التحرير الدستوري‬
‫مع المبادئ المؤسسة للنظام الجمهوري سواء من حيث انتهاكها لمبدأ سيادة‬
‫الشعب أو إلغائها لمبدأ الفصل بين السلطات او وضعها للسلطة المتحكمة في‬
‫كل الختصاصات خارج نطاق المساءلة و المسؤولية بما يجعل منه تفويضا‬
‫للجمهورية في حد ذاتها و إرساء للحكم الفردي المطلق‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬وأاقإع وأ آفاق التحوأل الديمقراطي في توأنس‬


‫يعود بدء تجربة الصلحا السياسي و الليبرالي في تونس إلى بداية‬
‫عقد الثمانينات بتولي محمد مزالي الحكومة في أفريل ‪ . 1980‬من خلل‬
‫إجراءات عفوا و إصلق سراحا المتعلقين مع بعض النفتاحا اتجاه تأسيس‬
‫أحزاب سياسية معرضة ‪.‬‬
‫بعد منتصف الثامنينيات حدث تدهور في الوضاع القاتصادية و‬
‫الجتماعية أدى إلى ارتفاع في أسعار الخبز و السلع الساسية نتيجة إلغاء‬
‫الحكومة الدعم على تلك السلع‪.‬‬
‫استغل زين العابدين بن علي تلك الفترة و التي كان فيها رئيسيا‬
‫للوزراء و نائب للرئيس مع تدهور صحة الرئيس بورقايبة ليقوم بانقلب‬

‫‪ ( )1‬المختار اليحياوي ‪ " .‬مشروع الزمة الدستورية في تونس " متحصل عليه من الموقاع‬
‫‪.http://kolimath8k word press . com / 2002/04/28/ revision‬‬
‫سلمي في ‪ .7/1987‬و تبني فورا خطابا إصلحيا مدعما ذلك بإجراءات و‬
‫خطوات شكلت نوعا من التحول ‪ .‬فما هو واقاع هذا التحول ؟ و ما معوقاات‬
‫تطور تونس ديمقراطيا؟ و ما مستقبل الديمقراطية فيها على ضوء متطلبات‬
‫البيئة الداخلية و ضغوطات البيئة الخارجية؟‬
‫المبحث الوأل‪ :‬بيئة التحوأل الديمقراطي في توأنس‬
‫‪ -1‬الطار القانوأني وأ الدستوأري‪:‬‬
‫إن أحد الشروط الرئيسية لتأسيس نظام ديمقراطي هو إقارار الحقوق‬
‫ذات الصلة دستوريا ‪ ،‬و منها حريات التعبير و التنظيم و الترشيح و النتخاب و‬
‫الجتماع و النشر‪ ....‬إلخ‬
‫لكن الملحظ أن الدستور التونسي لم يفرد قاسما مستقل لباب الحريات‪ ،‬كما أنه أخذ‬
‫بالنظام الرئاسي و الفصل بين السلطات إل أنه لم يتضمن النصوص اللزمة لضمان‬
‫‪( 1).‬‬
‫التوازن بين تلك السلطات‬

‫الوأاقإع القإتصادي وأ الجتماعي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫برنامج الخصخصة في توأنس‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫لم يكن لعملية الخصخصة تأثير على عملية التحول الديمقراطي في تونس‬
‫و ذلك بالنظر إلى عاملين رئيسيين‪:‬‬
‫‪ -1‬الحكومة التونسية احتفظت لنفسها بدرجة مرتفعة من الستقللية فيما يخص‬
‫قارار الخوصصة و أولويات و مراحل تطبيقية‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم ارتباط برنامج الصلحا القاتصادي و الخصخصة بتطور طبقة‬
‫رأسمالية قاوية في مواجهة الدولة تمتلك أجندة خاصة بل ارتبطت بأجهزة‬
‫)‪( 2‬‬
‫الدولة أكثر من ارتباطها بآليات السوق‪.‬‬

‫‪ ( )1‬حسني أحمد‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 165‬‬


‫‪ ( )2‬حسيني احمد ‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪166 . 165‬‬
‫برنامج الشإراكة الوأروأبية المتوأسطية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫قاامت الرؤية الحكومية على إن نجاحا المشروع يتطلب ضمان‬
‫الستقرار السياسي كشرط رئيسي‪ ،‬مما ترتب على ذلك إتجاه الحكومة‬
‫إلى فرض المزيد من القيود و عدم السماحا مع المعارضة السياسية‪ .‬و في‬
‫هذا العدد لم يقتصر انشغال الحكومة على مصادر التهديد الداخلية فقط و‬
‫لكنها أولت قادرا من الهتمام بمصادر التهديد التي يمكن إن يرتبها عدم‬
‫الستقرار السياسي في المحيط القاليمي‪.‬‬
‫‪ -‬و هكذا لم يلعب تطبيق برنامج الخصخصة أو مشروع الشراكة‬
‫الوربية التونسية دروا مؤثرا في عملية الصلحا السياسي بسبب التصور‬
‫و الفتراضات التي انطلق منه النظام السياسي الجديد بشان العلقاة بنتي‬
‫)‪(1‬‬
‫هذين البرنامجين و عملية الصلحا السياسي‪.‬‬
‫ج‪ -‬البيئة الدوألية وأ القإليمية‪:‬‬
‫من العوامل التي خففت من حدة الضغوط الدولية المفروضة على‬
‫النخبة السياسية الحاكمة في تونس لجراء تحولت ديمقراطية حقيقة‪:‬‬
‫‪-‬‬
‫النجاحا في ترويج صورة الدولة الكثر ليبرالية على المستويين القاتصادي و‬
‫السياسي قاياسا إلى واقاع الدول العربية مستندة في هذا الطار إلى عدد من‬
‫السياسات تتعلق بالتوجهات الخارجية بشانت الصراع العربي السرائيلي و‬
‫السياسات الجتماعية الخارجية بشأن الصراع العربي الشرائيلي و‬
‫السياسات الجتماعية الداخلية ‪ .‬و تعود تلك التوجهات إلى السياسة‬
‫البراجماتية التي بدأها الحبيب سوف تقبل في الستينيات حيث عبر عن فناعته‬
‫بأن الدول العربية سوف سوف تقبل في يوم إسرائيل‪ ،‬و قاد أخذ هذا التوجه‬
‫البراجماتي أبعدا أكثر و ضوحا مع اتجاه نطام زين العابدين بن علي إلى فتح‬
‫قانوات اتصال ديبلوماسية مع إسرائيل و فتح " مكاتب مصالح" في تونس و‬
‫إسرائيل في جانفي ‪.1996‬‬
‫‪ ( )1‬حسيني أحمد‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪-‬‬
‫و على المستوى الجتماعي أيضا تميزت السياسات التونسية بقدر كبير من‬
‫الليبرالية على مستوى الجتماعي خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة و موقاع‬
‫الدين ‪ ،‬فقد استبدل الرئيس بورقايبة قاوانين الطلق الوربية بالسلمية و منع‬
‫تعدد الزوجات بالضافة إلى التركيز على تعليم الفتيات ‪ ،‬مما أدى إلى تفعيل‬
‫دور المرأة في المجتمع التونسي و الحياة العامة بالمقارنة بدورها في‬
‫المجتمعات العربية الخرى ‪ .‬مع إضفاء الطابع العلماني على المجتمع و‬
‫الحياة التونسية و تهميش دور الدين سواء في الحياة السياسية أو الجتماعية‬
‫)‪(1‬‬ ‫‪-‬‬
‫و قاد تكرس ترةيج هذه الصورة مع بدء تطبيق برنامج الصلحا الهيكلي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬معوأقإات عملية التحوأل الديمقراطي في توأنس‪:‬‬


‫اتم البناء السياسي و الجتماعي للمجتمع التونسي بعدد من الخصائص الهامة‬
‫التي كان من المفترض أن تدعم عملية التحول الديمقراطي و منها‪:‬‬
‫‪ ‬الدرجة المتقدمة من الندماج الوطني‬
‫‪ ‬غياب النقسامات الدينية و الجتماعية و العرقاية و الثنية الحادة‬

‫‪ ‬النجاحا في استيعاب القاليات العرقاية ) البربر(‬


‫‪ ‬تطور الهوية القومية التونسية و الوعي القومي التونسي‬
‫‪-‬‬
‫لكن الملحظ أن هذه العوامل لم توفر شروطا كافية لنجاحا عملية التحول‬
‫الديمقراطي في تونس المر الذي يثير التساؤلت حول العوامل التي أعاقات‬
‫نجاحا هذه العملية في البلد‪.‬‬

‫‪ ( )1‬حسيني أحمد‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.168‬‬


‫‪-‬‬
‫و يمكن الشارة هنا إلى عدد من العوامل منها ما يتعلق بطبيعة القيادة‬
‫السياسية و النخبية السياسية التونسية و آخر يتعلق بطبيعة المعارضة‬
‫السياسية و الحزبية‪.‬‬
‫‪ -1‬طبيعة القيادة السياسية‪:‬‬
‫ل يمكن فهم تعثر عملية التحول الديمقراطي في تونس شأنها‬
‫شان العديد من الدول العربية دون الرجوع إلى طبيعة القيادة السياسية‬
‫سواء فيما يتعلق بخبراتها و خلفياتها الجتماعية و المهنية أو نسقها‬
‫القيمي‪ .‬و على الرغم من إن الخطاب السياسي للقيادة السياسية في‬
‫تونس يعكس إيمانها بقيم الديمقراطية و الليبرالية و التعديدية ‪ ،‬إل ان‬
‫المشكلة تمكن في ترتبيها للهمية النسبية لتلك القيم بالمقارنة بالقيم‬
‫الخرى خاصة قايمتي )‪ (1‬المن و الستقرار ‪ ،‬و في هذا الطار يمكن‬
‫القول أن الخلفية المهنية المنية للرئيس زين العابدين بن علي كان لها‬
‫دور مؤثر في تعثر عملية التحول الديمقراطي في تونس‪.‬‬
‫‪ -2‬طبيعة مبادرة الصلح السياسي‪:‬‬
‫تبرز لنا حقيقة في هذا المضمار أن تجربة الصلحا السياسي‬
‫في تونس حال معظم الدول العربية قاد جاءت على يد النظام الحاكم نفسه سواء في‬
‫عهد الراحل بورقايبة او الرئيس الحالي على الرغم من إن تلك المبادرات قاد جاءت‬
‫استجابة لمجموعة من الضغوط الداخلية ‪ ،‬إل أن الهدف و المحرك الرئيسي تلك‬
‫المبادرات قاد تمثل في تحقيق هدفين هما‪:‬‬
‫‪ ‬تامين الستقرار و ضمان السيطرة على السلطة‬

‫‪ ‬ضمان تحقيق الحد الدنى من الشرعية السياسية اللزمة لستمرار النظام‬


‫)‪(2‬‬
‫السياسي دون أزمات هيكلية‬

‫‪ ( )1‬حسيني أ حمد ‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.203‬‬


‫‪ ( )2‬حسيني أ حمد ‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪ -‬و قاد ترتب على ذلك أن تمتع النظام الحكم بقدرة أكبر على إدارة عملية‬
‫الصلحا السياسي و فق مستوى الضغوط التي يتعرض لها النظام و ليس و فق‬
‫خطة و اهداف طموحه في إرساء تجربة ديمقراطية حقيقية‪.‬‬
‫‪ -3‬طبيعة المعرضة السياسية‪:‬‬
‫يعد الواقاع المجتمعي في تونس أيضا احد عوامل إخفاق عملية‬
‫التحول الديمقراطي خاصة منه طبيعة المعارضة السياسية بكل توجهاتها‪ .‬و التي‬
‫تعاني الضعف في عدة جوانب نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬سيطرة الطابع النخبوي على الحزاب السياسية و خصوصا منها ذات التوجه‬
‫العلماني‪.‬‬
‫‪ ‬الحزاب السياسية في تونس تيارات مرجحة في المعادلة السياسية الداخلية‬
‫بمعنى إن دورها الساسي ل يتمثل في صياغة المعادلة السياسية الداخلية‬
‫بقدر ما يقتصر على ترجيم ميزان التحالفات الداخلية بين القطبين الرئيسيين‬
‫في الحياة السياسية ‪.‬‬
‫‪ ‬مختلف الحزاب السياسية المعارضة تعاني من ضعف الموارد المالية‪.‬‬

‫‪ ‬عدم قادرة الحزاب السياسية المعارضة على تعبئة المجتمع و توجيهه نتيجة‬
‫التذبذب الحاصل في الخطاب السياسي من جهة و انشغالها بالتصدعات و‬
‫النقسامات الهيكلية الداخلية فيها من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪ ‬حداثة التجربة السياسية للمعارضة مقابل تجربة الحزب القائد في تونس ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫لذا يمكن اعتبار النظام الحزبي في تونس هو من النظم التعددية المقيدة و التي‬
‫تقترب في بعض خصائصها من نظام الحزب القائد حيث تسمح بوجود تعدد‬
‫في التنظيمات الحزبية مع إعطاء أو لوية لدور الحزب الحاكم و إحاطة‬
‫ممارسات الحزاب المعارضة بكثير من القيود و القانونية و الجرائية التي‬
‫)‪(1‬‬
‫تسلبها فعاليتها‪.‬‬
‫‪ ( )1‬هألل علي الدين‪ ،‬سعد نيفين‪ ،‬النظم السياسية العربية ‪ ،‬قاضا الستمرار و التغيير بيروت‪ ،‬مركز الدراسات الوحدة العربية ‪،‬‬
‫‪ ، 2002‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -4‬التحوأل في وأظيفة الحزب الحاكم‪:‬‬
‫لم يختلف الوضع كثيرا بالنسبة للحزب الحاكم فقد شهد التجمع‬
‫الدستوري الديمقراطي خلل الفترة منذ الستقلل و حتي النظام الراهن لزين‬
‫العابدين بن علي على عدد من التحولت الهامة أدت إلى تراجع الوظيفة السياسية‬
‫للحزب مقابل التوسع في الوظائف و الدوار المنية ‪ .‬و ذلك من خلل سيطرة‬
‫البيروقاراطيين على الحزب و تحويله إلى جهاز أمني ذي واجهة سياسية بحيث‬
‫إضطلع بوظيفتين رئيسيتين‪:‬‬
‫ضرب الحركة السلمية بالتعاون مع القوى السياسية‬ ‫‪-1‬‬
‫العلمانية التي فضلت بدورها التحالف مع النظام الجديد‬
‫ممارسة الضبط و الرقاابة على مستوى الشارع التونسي‬ ‫‪-2‬‬
‫من خلل تحويل خليا الحزب إلى ما أسمي " لجان الحياء" و‬
‫)‪(1‬‬
‫التي تعمل كخليا مدنية أمنية‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫و في هذا الطار ‪ ،‬لم يعد التجمع الدستوري الديمقراطي يمثل إحدى القوى‬
‫السياسية المسؤولة عن بناء أو إرساء تجربة ديمقراطية و فق مشروع خاص‪،‬‬
‫كما أنه فقد طابعة كحزب جماهيري‪.‬‬
‫‪ -5‬ضعف مؤسسات المجتمع المدني‪:‬‬
‫يرجع البعض نشأة مؤسسات المجتمع المدني في تونس إلى‬
‫الحقبة الرومانية‪ ،‬إل أنها ل زالت تتسم مؤسسات المجتمع المدني في‬
‫تونس بالضعف الشديد ليس فقط بالمقارنة بالديمقراطيات الغربية ‪ ،‬و‬
‫غنما أيضا بالدول العربية الخرى‪.‬‬
‫با لضافة إلى ضعف مؤسسات المجتمع المدني وافتقارها إلى المواد‬
‫المالية‪.‬‬
‫و البنية الساسية اللزمة لعملها – و هو حال مؤسسات المجتمع المدني في الدول‬
‫العربية ‪ ،‬فإن النسبة الغالبة من تلك المؤسسات تتمتع بعلقاة تحالف او شراكة قاوية‬
‫‪ ( )1‬حسيني احمد‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ص ‪209.206‬‬
‫مع الدولة من خلل دورها في العمل على إدماج الفئات الجتماعية المهمشة و طلبة‬
‫المدارس في عملية التنمية ‪ ،‬و تنمية الوعي لدى الشباب و المرأة بالقضايا‬
‫)‪(1‬‬
‫الجتماعية و الصحية‪.‬‬
‫‪ -6‬طبيعة النخبة المثقفة‪:‬‬
‫على الرغم من إن الطبقة المثقفة في تونس تتميز بإيمانها بقيم‬
‫العلمانية و الديمقراطية و الحرية‪ ،‬بالنظر إلى تلقي نسبة هامة منها تعليمها بالخارج‬
‫أو بالمدارس الجنبية داخل تونس ‪ .‬إل انها خضعت لدرجة متقدمة من الستيعاب‬
‫داخل مؤسسات الدولة بسبب إعتماد هذه الخيرة على تلك الطبقة بشكل في تسيير‬
‫الجهاز البيروقاراطي و مؤسسات الدولة ‪ .‬المر الذي فرض على الدولة تقديم‬
‫الرعاية الخاصة لهذه الوضع المتميز لتلك الطبقة أدى تراجع مستوى معارضتها‬
‫للنظام السياسي القائم تركيزها على المزيد من تعظيم و كاسبها القاتصادية و‬
‫)‪(2‬‬
‫الجتماعية داخل مؤسسات الدول‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آفاق عملية التحوأل الديمقراطي في توأنس‪.‬‬


‫تكشف خبرة التحول الديمقراطي في تونس طوال العقدين السابقين عن كونها‬
‫ل تعدو مجرد محاولت للستجابة لنوعين من الهداف ‪ ،‬الول هو حرص النظام‬
‫على تحسين صورته أما العالم الخارجي بما يجنبه التعرض لضغوط المجتمع الدولي‬
‫و التي ظلت محدودة طوال الفترة السابقة‪ -‬أما الهدف الثاني فهو ضمان الستقرار‬
‫السياسي و استمرا هيمنة النظام الحاكم ‪ .‬و هذا لم يتخذ نظام الرئيس بن علي أية‬
‫إجراءات في اتجاه عملية الصلحا السياسي و الديمقراطي إل بالقدر الذي يضمن له‬
‫تحسين صورته اما العالم الخارجي من ناحية و استقرار الوضاع الداخلية بما يحول‬
‫دون انفجارها على نحو ما حدث خلل السنوات الخيرة من نظام بورقايبة ‪ .‬و من‬

‫‪ ( )1‬حسيني أحمد ‪ .‬مرحع سابق ‪ ،‬ص ‪.209‬‬


‫‪ ( )2‬حسيني أحمد ‪ .‬مرحع سابق ‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫المتوقاع أن يستمر النظام على هذا الداء ما لم تحدث أية تحولت هيكلية سواء فيما‬
‫يتعلق بمستوى الضغوط الخارجية ‪ ،‬او المعادلة الداخلية‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫غير أن السنوات القليلة الماضية قاد شهدت بعض التحولت الهامة التي التي‬
‫سيكون لها تأثيرها بلشك على مستقبل عملية التحول الديمقراطي في تونس‬
‫التحول الول ‪ :‬يتمثل في تصاعد اتجاه المعارضة السياسية و الحربية في تونس‬
‫نحو العمل الجماعي و تصاعد المطالب الخاصة بالديمقراطية و الصلحا‬
‫السياسي ‪ ،‬قاد عبر هذا التجاه تزايد عدد المبادرات الحزبية و السياسية الفردية و‬
‫)‪(1‬‬
‫الجماعية المطالبة بالديمقراطية و الصلحا السياسي‬
‫التحول الثاني ‪ :‬هو تصاعد عملية المراجعة الفكرية و التنظمية داخل حركة‬
‫النهظة و تعود في حقيقتها إلى نهاية الثمانينات ‪ ،‬و مع بدء محاولت تحول‬
‫)‪(2‬‬
‫الحركة إلى حزب سياسي‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫و في ضوء هذين التحولين يمكن تصور سيناريوهين لمستقبل عملية التحول‬
‫الديمقراطية في تونس ‪.‬‬
‫السيناريو الول ‪ :‬إقادام النظام القائم على إجراء إنتخابات حرة نزيهة تتوافر لها‬
‫تختلف الضمنات القانونية و العملية لنزاهتها و في هذه الحالة ليمكن تجاهل‬
‫إحتمالت تصاعد التيار السلمي بقيادة حركة النهضة سواء بمفردها أو في إطار‬
‫إتلف مع القوي السياسية و الحزبية لخرى غير أن هذا السيناريو يحتاج إلى نقطة‬
‫بدء وهي قابول أو إضطرار النخبة السياسية الحاكمة إلى إجرار إنتخابات حرة وفق‬
‫تلك الشروط ‪ .‬وهو ما يصعب تحققه دون توافر ضغوط خارجية قاوية وفق سيناريو‬
‫الصلحا من الخارج ‪.‬‬
‫السناريو الثاني ‪ :‬يتمثل في تكتل النعارضة و تطويرها بدسل سياسيا وتطبيق‬
‫استراتيجية عنيفة من خلل استرجاع تجربة السنوات الخيرة من الحقبة البورقايبة‬

‫‪ ( )1‬حسني أحمد ‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪218‬‬


‫‪ ( )2‬حسنى أحمد ‪ .‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪218‬‬
‫غير أن هذا السناريو يظل أيضا مستعدا في المرحلة الراهنة و يتطلب اقاترانه بعدد‬
‫من الشروط الخرى خاصة تدهور الوضاع القاتصادية و الجتماعية ‪.‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫من خلل هذا العرض يمكن إبراز جملة من الخصائص و الستنتاجات حول النظام‬
‫السياسي التونسي في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬يمكن إدراج النظام السياسي في تونس ضمن النظم السياسية التسلطية‬
‫البولسية في لباس ديمقراطي‬
‫‪ -2‬تدخل الرئاسة )الرئيس ( و الحزب الحاكم المباشر أدى إلة زيادة المدخلت‬
‫الغير معالجة و بالتالي عجز النظام و دخوله في أزمة و ظيفية ‪.‬‬
‫‪ -3‬علقاات العتماد و المتبادل بين قاوى المجتمع المدني و هياكل صناع القرار‬
‫تميزت بالهرمية و فعاليتها كانت رهينة الرئيس عن طريق الحزب الحاكم‬
‫‪ -4‬التدخل المباشر للرئيس – رغم سلبيته – إل أنه في و ما أعقبه من تغيرات‬
‫إجابية كما جعل تونس تنعم بشيء من للمن و النتعاش القاتصادي‬
‫‪ -5‬هناك تأثير متبادل للمشاكل الداخلية على سياسة الخارجية و للمؤثرات‬
‫الداخلية على التفاعل مع المحيط الخارجي بالنسبة للنظام السياسيفي تونس‬
‫‪ -6‬إن التوجه نحو الديمقراطية الحقيقية كما تتضمنه من حرية التعبير و‬
‫المشاركة السياسية و مبدء الفصل بني السلطات و إجراء النتخابات الحرة و‬
‫النزيهة مع تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع و التداول السلمي للسلطة و‬
‫حدها الكفيلة بضمان الستقرار و الذي هو في والوقات الحالي هش و غير‬
‫دائم ‪.‬‬

‫قاائمة المرجع ‪.‬‬


‫‪ -1‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ -1‬ألموند غابرييل و باول نجهام السياسات المقارنة في وقاتنا الحاضر ‪،‬‬
‫) تر هشام عبد اللة ( بيروت ‪ :‬الهلية و النشر و التوزيع ‪1992‬‬
‫‪ -2‬جراد عبد العزيز العلقاات الدولية )د‪.‬م‪.‬ن( )د‪.‬د‪.‬ن( ‪1992‬‬
‫‪ -3‬هلل على الدين و مسعد نيفين ‪ .‬النظم السياسية العربية قاضايا‬
‫الستمرار و التغيير ط ‪ 2‬بيروت ‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‬
‫‪2002‬‬
‫‪ -4‬حسيني أحمد ‪ .‬التحول الديمقراطي في دول المغرب العربي القاهرة‬
‫مركز الدراسات السياسية و السترتجية ‪2004‬‬
‫‪ -2‬المقالت ‪:‬‬

‫‪ -1‬المختار اليحياوي )) مشروع الزمة الدستورية في تونس ((‬


‫متحصل عليه من الموقاع ‪:‬‬
‫‪http: // kalimathak. Word press .com/28-04-2002/vevision-‬‬
‫‪.comstitution‬‬
‫‪ -2‬بخوش مصطفى )) التحول الديمقراطي (( محاضرة ألقيت على طلبة السنة‬
‫الرابعة فرع العلوم السياسية جامعة محمد الخيضر بسكرة ‪ ،‬مدرج ‪H 2006‬‬

You might also like