Professional Documents
Culture Documents
د .فهــد العصيـمـي
1
الفهـــرس :
الصفحة الموضوع
1 المقدمــة
الفصـل الول
المبحث الول
3 نبذة تاريخية عن قصة ماء زمزم
3 أول :زمزم في عهد إسماعيل
المبحث الثاني
9 صفة بئر ماء زمزم
16 زمزم في عهد الملك عبد العزيز
المبحث الثالث
21 مصادر ماء زمزم
المبحث الرابع
22 أسماء ماء زمزم
الفصل الثاني
المبحث الول
25 بركة ماء زمزم
2
الصفحة الموضوع
25 مضنونة شباعة
المبحث الثاني
29 فضل ماء زمزم
32 كيفية التداوي بماء زمزم
المبحث الثالث
35 آداب شرب ماء زمزم
المبحث الرابع
36 التحليل الكيميائي لماء زمزم
39 الفحص البكتريولوجي
المبحث الخامس
41 مسائل فقهية عن ماء زمزم
44 الخاتـــمة
45 المراجــع
3
بسم ال الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد ل رب العالمين وأفضل الصلة وأتم التسليم على أشرف النبياء
والمرسلين ،أما بعد ..
فقد جعل ال في خلقه أمراضا ،وهداهم لعلجا تلك المراض ،ومما أوصى به نبينا
محمد صلى ال عليه وسلم في علجا تلك المراض شرب ماء زمزم ،فقد ثبت في
حديث إسلم أبي ذر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال " :أنها طعام طعم وشفاء
سقم " )(1
وقد شربها السلف للعلم فأصبحوا علماء ،وشربه اناس لبعض المبتغيات
فأبلغهم ال مبتغاهم بسببها ،وقد شربها اناس ولم يبلغوا ما شربوها له ،وذلك
لنهم حين شربوها لم يكونوا يؤمنوا اليمان القوي بما في ماء زمزم من بركة
وعظمة .وخير مثال معاصر تلك المرأة التي تدعى بليلى الحلو التي ألفت كتابا
بعنوان " فل تنسى ال " تحكي به قصتها مع مرضها وكيف زال ،فلقد أصاب هذه
المرأة سرطان – عفانا ال وإياكم منه – بثدييها أعجز كل الطباء في العالم شرقه
وغربه عن علجه ،فاتجهت إلى ال واعتكفت ببيته وأخذت تلزم زمزم ،ولم تعلم
عن نفسها إل وقد زال ذلك المرض الخبيث فحمدت ربها وعادت إلى أطبائها الذين
أعجزهم ال عن علجها فلم يصدقوا أنها هي التي كانت تراجعهم .
4
وحدثنى أحد الخوةعن مريض من أهل منطقة الشمال في المملكة أنه
أصيب بتليف الكبد وأكد الطباء صعوبة علجه فودع أهله وتوجه إلى مكة وصار
يشرب من زمزم ويدعو ويتصدق تطبيقا لقوله صلى ال عليه وسلم ] داوو
مرضاكم بالصدقة[ فبعد مدة أنبت ال له كبدا جديدة مما حير الطباء حيث عادت
صحته وقوته مما اضطرهم الى إزالة الكبد الولى المتلوثة
صدق صلى ا عليه وسلم ) :ماء زمزم لما شرب له ( أخرجه أحمد –
يقول الشيخ عبد المجيد الزنداني :حقا أنا علمت علما قاطعا بقصة رجل من اليمن
– أعرفه فهو صديقي -هذا رجل كبير ,نظره كان ضعيفا ..بسبب كبر السن وكاد
يفقد بصره ! ,وكان يقرأ القرآن وهو حريص على قراءة القرآن ..وهو يكثر من
قراءة القرآن وعنده مصحف صغير ..هذا المصحف ل يريد مفارقته ,ولكن
ضعف نظره فكيف يفعل ؟ ! قال :سمعت أن زمزم شفاء فجئت إلى زمزم ,وأخذت
أشرب منه فرأيته ,يأخذ المصحف الصغير من جيبه ويفتحه ويقرأ ,أي وا
يفتحه ويقرأ وكان ل يستطيع أن يقرأ في حروف هي أكبر من مصحفه هذا ,وقال
:هذا بعد شربي لزمزم .فيا أخي الكريم هذا حديث رسول ا صلى ا عليه
وسلم ,ولكن الدعاء شرطه أن يكون صاحبه موقنا بالجابة ) :,إذا سألك عبادي
عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم
يرشدون ( -البقرة (1) 186 :
فسبحان ال العظيم كم هو ماء عظيم ل يحس بلذته ول يتضلع منه إل
المؤمنون فقط ،فهو فاضح المنافقين فهم ل يستطيعون التضلع منه 0
د /فهد
العصيمى
5
) (1المصدر " أنت تسأل والشيخ الزنداني يجيب حول العإجاز العلمي في القرآن والسنة "
تعريف زمزم:
زمزم بفتح أوله وسكون ثانيه وتكرير الميم والزاي وهي البئر المباركة المشهورة
قيل سميت زمزم لكثرة مائها يقال ماء زمزم وزمازم وقيل هو اسم لها وعلم
مرتجل وقيل سميت بضم هاجر أم إسماعيل عليه السلم لمائها حين انفجرت وزمها
إياه وهو قول ابن عباس حيث قال لو تركت لساحت على الرض حتى تمل كل شيء
)(#
()1زمزم طعام طعم وشفاء سقم ،يحيى حمزة كوشك ،ط ، 1403 ،1:ص 27
() 2ازالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له ،
محمد بن ادريس القادري ط 1330 ، 1 :هـ ،مطبعة الجمالية مصر
6
------------------------------------------
بهذه الكلمات المضيئة ،دعا إبراهيم ربه ،وهو يعلم أن عناية ال على ولده وزوجه ،
وأن ال سبحانه يجازي عباده الجزاء الوفى ،فكيف بخليل ال كم يكون توكله وهو الذي أالقى
7
في النار من قبل وجاءه جبريل عليه السلم وهو في الهواء فقال ألك حاجة فقال أما إليك فل
وأما من ال فبلى) ، (1فرافقته العناية اللهية كما ترافق المؤمنين دائما في آية من أعجز
اليات على مر العصور فكان قول ال تبارك وتعالى " :قلنا يا نار كوني بردا وسلما
على ابراهيم ") ، (2وقال تعالى " :فأرادوا به كيدا فجعلناهم السفلين " )، (3
فكيف بمن جعله ال أمة وحده " إن إبراهيم كان اأمة قانتا ل حنيفا ولم يك من
المشركين" ). (4
وجعلت أم إسماعيل ترضع اسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت
وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يلتوي أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا
أقرب جبل في الرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هلى ترى أحدا فلم تر أحدا
فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف ذراعها ثم سعت سعي النسان المجهود حتى
إذا جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع
مرات قال ابن عباس قال النبي صلى ال عليه وسلم فلذلك سعى الناس بينهما فلما أشرفت على
المروة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت قد أسمعت إن كان
عندك غواث فإذا هي بالملك ثم موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء
فجعلت تخوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهي تفور بعد ما تغرف
قال ابن عباس قال النبي صلى ال عليه وسلم يرحم ال أم اسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو
لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا فشربت وأرضعت ولدها فقال لها الملك ل تخافي
الضيعة فإن ههنا بيت ال يبني هذا الغلم وأبوه إوان ال ل يضيع أهله وكان البيت مرتفعا من
الرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من
جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كذا فنزلوا في أسفل مكة ف أروا طائ ار عائفا فقالوا إن
هذا الطائر ليدور على الماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم
بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا قال وأم اسمعيل ثم الماء فقالوا تأذنين لنا أن ننزل عندك
قالت نعم ولكن ل حق لكم في الماء قالوا نعم قال عبدال بن عباس قال النبي صلى ال عليه
وسلم فألقى ذلك أم اسمعيل وهي تحب النس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان
بها أهل أبيات منهم وشب الغلم وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة
8
منهم وماتت أم اسمعيل فجاء إبراهيم بعد ما تزوج اسمعيل يطالع تركته فلم يجد اسمعيل فسأل امرأته
فقالت خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر في ضيق وشدة وشكت إليه قال
فإذا جاء زوجك الشبل عليه السلم وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء اسمعيل كأنه آنس شيئا فقال هل
جاءكم من أحد فقالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في
جهد وشدة قال فهل أوصاك بشيء قالت نعم أمرني أن أق أر عليك السلم ويقول عتبة بابك قال ذاك أبي
وأمرني أن أفارقك فالحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى ولبث عنهم إبراهيم ما شاء ال ثم أتاهم بعد
فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم
فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على ال فقال ما طعامكم قالت اللحم قال فما شرابكم قالت الماء قال اللهم
بارك لهم في اللحم ظاهرا[*
وذكر الفاكهي خبرا يقتضي أن الخليل عليه السلم حفر زمزم ) بعد أن نبعت العين ( ،وقصته كانت
بينه وبين ذي القرنين في زمزم لنه قال :حدثنا عبد ال بن عمران المخزومي ،قال :حدثنا عثمان بن ساجا
قال :بلغنا في الحديث المأثور عن وهب بن منبه قال :كان بطن مكة ليس فيه ماء وليس لحد فيه قرار حتى
أنبط ) أي أظهر ( ال لسماعيل زمزم فعمرت يومئذ مكة وسكنها من أجل الماء قبيلة منبه قال :كان بطن مكة
ليس فيه ماء وليس لحد فيه قرار حتى أنبطه ال تعالى لسماعيل لم يكن لحدد بها يومئدذ مقام .قال عثمان
وذكر غيره :أن زمزم تدعى " سابق " وكانت وطأة من جبريل )0(1
يذكر باحثو أحداث الكتاب المقدس لدى اليهود و النصارى أن إسماعيل قد ولد سنة 1910قبل
الميلد ،وهو تاريخ يتفق مع ما ذهب إليه بعض مؤرخي العرب كالمسعودي قبل أولئك الباحثين وكان قدوم
إسماعيل إلى مكة مع والديه في سنة مولده .ومادام مولد إسماعيل كان سنة 1910قبل الميلد تقريبا ،وهي
نفسها سنة مقدمه مع والديه إلى مكة فأن ظهور زمزم كان في هذه السنة نفسها .وأما بالنسبة للتقويم
الهجري فإن ظهور زمزم كان في سنة 2572قبل ميلد الرسول محمد صلى ال عليه و سلم تقريبا ،وبيننا
2
وبين ظهور زمزم بتقويمنا الهجري حوالي أربعة آلف سنة .
وأما ما ارتكبه جرهم من ظلم بحق البيت العتيق ،سلط ال عليهم خزاعة وأصبحوا حكام مكة وظل
مكان البئر سرا حتى شاءت إرادة ال حفره على يد عبد المطلب بن هشام جد محمد صلى ال عليه و
سلم وهو ما سوف نتكلم عليه بعد هذا ،وظلت السقيا من ماء زمزم في بني هاشم بن
3
عبد مناف .
---------------------------------------
* -البداية والنهاية /ابن كثير 1ص 155
9
عن عبد ال بن محمد العتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان عن أبيه حدثني
عبد ال بن سعيد عن الصنابحي قال كنا ثم معاوية بن أبي سفيان فذكروا الذبيح
إسماعيل أو إسحاق فقال على الخبير سقطتم كنا ثم رسول ال صلى ال عليه وسلم
فجاءه رجل فقال يا رسول ال عد علي مما أفاء ال عليك يا ابن الذبيحين فضحك
رسول ال صلى ال عليه وسلم فقيل له وما الذبيحان فقال إن عبد المطلب لما أمر
بحفر زمزم نذر ل إن سهل له أمرها عليه ليذبحن أحد ولده قال فخرجا السهم
على عبد ال فمنعه أخواله وقالوا افد ابنك بمائة من البل ففداه بمائة من البل
وإسماعيل الثاني وهذا حديث غريب جدا وقد رواه الموي في مغازيه حدثنا بعض
أصحابنا أخبرنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة حدثنا عمرو بن عبد الرحمن
القرشي حدثنا عبيد ال بن محمد العتبي من ولد عتبة بن أبي سفيان حدثنا عبد ال
بن سعيد حدثنا الصنابحي قال حضرنا مجلس معاوية رضي ال عنه فتذاكر القوم
إسماعيل أو إسحاق وذكره كذا كتبته من نسخة مغلوطة وإنما عول ابن جرير في
اختياره أن الذبيح إسحاق على قوله تعالى فبشرناه بغلم حليم فجعل هذه البشارة
هي البشارة بإسحاق في قوله تعالى وبشروه بغلم عليم وأجاب البشارة بيعقوب
بأنه قد كان بلغ معه السعي أي العمل ومن الممكن أنه قد كان ولد له أولد مع
يعقوب أيضا قال وأما القرنان اللذان كانا معلقين بالكعبة فمن الجائز أنهما نقل من
بلد كنعان قال وقد تقدم أن من الناس من ذهب إلى أنه ذبح إسحاق هناك هذا
مااعتمد عليه في تفسيره وليس ما ذهب إليه بمذهب ول لزم بل هو البعيد جدا
والذي استدل بن محمد بن كعب القرظي انه إسماعيل أثبت واصح وأقوى وال أعلم
))(1
----------------------------------
10
فحفرها وأظهرها .وقد تحدث بعض المؤرخين القدامى والمحدثين عن
الرؤيا التى رآها عبد المطلب وأمر فيها بحفر بئر زمزم ،ويذكر الزرقي عن
مهدي بن أبي المهدي عن عبد ال بن معاذ الصنعاني عن معمر الزهري قال :
أول ما ذكر من عبد المطلب بن هاشم أن قريشا خرجت فارة من أصحاب الفيل
وهو غلم شاب فقال :وال ل أخرجا من حرم ال ابتغي العز في غيره ،
فجلس عند البيت وأجلت عنه قريش .فلم يزل ثابتا في الحرم حتى أهلك ال
الفيل وأصحابه .فرجعت قريش وقد عظم فيها لصبره وتعظيمه محارم ال
فبينما هو في ذلك وقد ولد له أكبر بنيه فأدرك وهو الحارث ،فأتى عبد المطلب
في المنام فقيل له :احفر زمزم بين الفرث والدم عند نقرة الغراب في قرية
النمل مستقبلة النصاب ،فقام عبد المطلب فمشى حتى جلس في المسجد
الحرام ينظر ما سمى له من اليات ،فنحرت بقرة فانفلتت من جازرها
بحشاشة نفسها حتى غلبها الموت في المسجد في موضع زمزم فجزرت
تلك البقرة في مكانها حتى احتمل لحمها فأقبل غراب يهوي حتي وقع في الفرث فبحث عن
قرية النمل فقام عبد المطلب فحفر هنالك ،فجاءته قريش فقالت لعبد المطلب ما هذا الصنيع ؟
إنا لم نكن نزنك بالجهل لم تحفر في مسجدنا ؟ فقال عبد المطلب :إني لحافر هذا البئر ومجاهد
من صدني عنها فطفق هو وابنه الحارث وليس له ولد يومئذ غيره ،حتى إذا أمكن الحفر
واشتد عليه الذى نذر أن وفا له عشرة من الولد أن ينحر أحدهم ثم حفر حتى أدرك سيوفا
دفنت في زمزم حيث دفنت فلما رأت قريش أنه قد أدرك السيوف قالوا :يا عبد المطلب أجزنا
مما وجدت ،فقال عبد المطلب :هذه السيوف لبيت ال الحرام ،فحفر حتى أنبط الماء في
) .(1القرار ثم بحرها حتى ل ينزف ثم بنى عليها حوضا
11
والقرآن الكريم وإن لم يشر نصا إلى زمزم ،فقد أشار إلى موضعها ضمنا وهو يورد
مناسك الحج في كثير من آياته .
والسنة الشريفة أشارت إليها في أحاديث كثيرة ،فلقد ثبت في حديث اسلم أبي
ذر أن النبي صلى ال عليه وسلم قال " :أنها طعام طعم وشفاء سقم " (1) .
وقال الإمام أحمد ،عن جابر بن عبد ال قال قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم " :ماء زمزم لما شرب له " ). (2
وروى بن ماجه والحاكم عن ابن عباس أنه قال لرجل " :اذا شربت من
زمزم فاستقبل الكعبة واذكر اسم ال وتنفس ثلثا وتضلع فإذا فرغت فاحمد ال فعن
رسول ال صلى ال عليه وسلم قال :إن آية ما بيننا وبين المنافقين ل يتضلعون
من ماء زمزم") . (3ويقول المام أبو حنيفة " أن يأتى زمزم بعد صلة ركعتين قبل
الخروجا إلى الصفا فيشرب منها ويتضلع ويقول :اللهم أني أسألك رزقا واسعا
وعلما نافعا وشفاء من كل داء " (4).
12
وتلك الضجعة وذلك المدفن والمكان ومع هذا لم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم لنهم
محرمون شهداء في نفس المر هدم قبة زمزم وأمر بقلع الكعبة ونزع كسوتها عنها وشققها
بين أصحابه ,و أخذ الحجر السود معه(1) .
ذكر ابن القيم فى نونيته أن ابو طاهر القرمطي بمكة يوم التروية نهبوا أموال الحاج وقتلوهم
حتى في المسجد الحرام وفي البيت نفسه وقلع الحجر السود وانفذه الى هجر فخرج اليه أمير
مكة في جماعة من الشراف فقاتلوهم فقتلهم أجمعين وقلع باب الكعبة وأصعد رجل ليقلع الميزاب
فسقط فمات فطرح القتلى في بئر زمزم ودفن الباقين في المسجد الحرام بدون كفن ول غسل
ول صلة على أحد منهم وأخذ كسوة البيت فقسمها في اصحابه ونهب دور أهل مكة )(2
------------------------------------------
-1البداية والنهاية /ابن كثير 11/ص 160
-2نونية ابن القيم ج 1ص 509
13
وعمقها إحدى عشرة قامة حسبما ذرعناه وعمق الماء سبع قامات وباب
القبة ناظر إلى الشرق وتنور بئر زمزم من الرخام قد ألصق بعضه ببعض إلصاقا
وأفرغ في أثنائه الرصاص ،وكذلك داخل التنور وحفت به من أعمدة الرصاص
الملصقة إليه إبلغا في قوة لزه ورصه عامودا قد خرجت لها رؤوس قابضة على
حافة البئر دائرة بالتنور كله ودوره أربعون شبرا وارتفاعه أربعة أشبار ونصف
وغلظة شبر ونصف ،وقد استدارت بداخل القبة سقاية سعتها شبر وعمقها نحو
شبرين وارتفاعها عن الرض خمسة أشبار تمل ماء للوضوء ،وحولها مصطبة
دائرة يرتفع الناس إليها ويتوضؤون عليها ولها أي القبة مطلع على درجا من
عمود في الجهة التي تقابل باب الصفا في النصف العلى نمن زمزم صندقة من
قربصة الخشب عجيبة تأنق الصانع فيها وأحذق بأعلها شباك شرجب من الخشب
رائق الخلل والتفريج ،وداخل شباك قبة زمزم سطح شبه فحل الصومعة وفي ذلك
السطح يؤذن المؤذن الزمزمي .
ويصف التقي الفاسي الموضع الذي فيه زمزم فيقول :وأما صفة الموضوع
الذي فيه زمزم فهو بيت مربع وفي جدرانه تسعة أحواض للماء يملن من بئر
زمزم فيتوضأ الناس منها إل واحدا منها معطل ،وفي الحائط الذي يلي الكعبة
شبابيك .وهذا البيت مسقوف بالساجا ما خل الموضع الذي يحاذي بئر زمزم فإنما
عليه شباك خشب ولم أدر من عمل هذا الموضع على هذه الصفة وهي غير الصفة
التي ذكرها المام الزرقي فيه .
ويتضح من قول الفاسي أنه قد جرت عمارة بيت زمزم بعد عصر الزرقي
وهذا المر ليس بشئ بعيد ؛ فقد تولى الخلفة إلى زمن المام الفاسي كثير من
الخلفاء ومعظمهم من العباسيين .
والعباسيون لهم ولع ببئر زمزم ؛ لن السقاية كانت للعباس بن عبد المطلب )
رضى ال عنه ( جدهم وهي أعظم مفخرة لهم ولبد أن كثيرا منهم قاموا بعمارة
بئر زمزم .
ويصف المام الفاسي العمارة التي أجريت على بيت زمزم :وكانت ظلة
المؤذنين التي فوق البيت الذي فيه بئر زمزم قد خربت لكل الرضة لساطينها
الخشب والرضة دابة صغيرة كنصف العدسة تأكل الخشب وتفسده كثيرا فشدت
الظلة المذكورة بأخشاب تمنعها من السقوط في سنة 821هـ ،فلما كان السابع
14
من شهر ربيع الول سنة 822هـ هدمت الظلة المذكورة وأزيل المقرنص
الخشبي الذي كان تحتها ليصلح والدرابزين الذي كان يطيف بها وبسطح البيت
الذي فيه بئر زمزم ،فوجد الخشب المقرنص مركبا خرابا لكل الرضة له فاقتضى
الحال قلعه وأن يبني فوق الجدار الذي يلي الخلوة التي كانت إلى جانب هذا البيت
أساطين دقيقة من آجر بالنورة لئل تفسدها الرضة كما أفسدت الساطين الخشب
قبلها ليعمل عليها ظلة للمؤذنين وأن يقوي الجدار الشامي من هذا البيت وهذا
الجدار الذي يلي الكعبة نحو ذراع باليد وذلك لحكام البناء ونزلوا به في الرض
نحو قامة وبنوا ذلك مخالطا للساس الول ووجدوا الساس الذي يلي مقام الشافعي
عريضا محكم البناء فبنوا عليه وأكملوا ما سلخ من االجدارين حتى اتصل ذلك
بالسقف وعملوا في كل من الجدارين ثلثة عقود بالنورة وفيما بين كل عقد من
العقود التي في الجدار الذي يلي الكعبة اسطوانة دقيقة من رخام مشدودة
بالرصاص .
وهذه السطوانة الدقيقة تركوا لها مح ل
ل خاليا من البناء في الجدار المذكور ،
وأوسعوا في الشبابيك التي في هذين الجدارين في الحواض التي تلي هذين
الجدارين من داخل البيت لتساع عرض الجدارين ،وبنوا أعاليها بحجارة غير
منحوته وكل ذلك بالنورة .
وسلخوا من الجدار الشرقي من البيت الذي فيه زمزم أيضا ما فوق العتبة
العليا من هذا الجدار إلى أعله وبنوا بالنورة والجر وبنوا بها أسطوانتين فوق هذا
الجدار الشرقي يشدان الدرابزين الخشب المخروط الذي يكون في ذلك ولم يكونا
قبل ذلك .وكشفوا سقف هذا البيت وأخرجوا من ذلك ما كان متخربا من الخشب
وعوضوا عنه بخشب جيد وبنوا فوق الجدار الغربي من هذا البيت ثلث أساطين
دقيقة من آجر بالنورة وبنوا اسطوانتين مثل ذلك إحداهما في الجدار الشامي
والخرى في الجدار اليماني من هذا البيت .
ونصبوا أسطوانة من خشب بين هاتين السطوانتين تحاذي السطوانة
الوسطى من الساطين الجر المشار إليهما وركبوا بين كل من الست الساطين
أخشابا وستروا جميع هذه الخشاب بألواح من خشب مدهونة وركبوا فيما بين
الساطين المشار إليها سقفا من خشب مدهون ساترا لمقدار ما بين الست الساطين
؛ إل أنهم جعلوا ما بين السطوانة الجر الوسطى والسطوانة الخشب المقابلة لها
15
خاليا من السقف وركبوا في هذا الموضع الخالي قبة من خشب مدهونة وجعلوا
فوقها ساترة لها من خشب وجريد وقصب وجعلوا رفرفا من خشب مدهون يليق
بهذا السقف الذي هو ظلة للمؤذنين .
وأتقنوا تسمير السقف والقبة والرفرف اتقانا كثيرا بمسامير وكلليب من
حديد وجعلوا فوق السقف المدهون سقفا من خشب غير مدهون ودكوا ما فوق
السقف العلى بالجر والنورة وطلوا ما فوق الجر بالنورة وطلوا ما فوق القبة
التي في وسط هذا السقف بالجبس وأتقنوا ذلك وأصلحوا جميع سطح البيت الذي
فيه زمزم بالنورة والجر وجعلوا درابزين من خشب مخروط بجميع جوانب البيت
الذي فيه زمزم خل الجانب اليماني .
وجعلوا درابزين أيضا بطيف بجانبي ظلة المؤذنين اليماني والشرقي ولم يكن
قبل ذلك درابزين في هذين الجانبين وجعلوا شباكا من حديد فوق بئر زمزم ليمنع
من السقوط فيها بعد أن ضيقوا سعة الفتحة التي كانت تحاذي بئر زمزم بأخشاب
مسمرة جعلت درابزين من خشب مخروط يطيف بجوانب هذه الشبابيك .
وكان قبل ذلك في موضع هذه الدرابزين أخشاب مرتفعه القامة يطيف بما
يحازي البئر من الجوانب الربعة مطلية بالنورة وزنة الشباك الحديدي الذي فوق
بئر زمزم اثنتان وستون مناكل من مائتين وستون درهما ،وزادوا حديدا في بعض
الشبابيك التي في الجدار الغربي من بيت زمزم ووسعوا الدرجة التي يصعد منها
إلى سطح البيت الذي فيه زمزم وإلى ظلة المؤذنين لضيق الدرجة التي عمرت في
سنة 818هـ ،لما عمرت الخلوة التي إلى جانب هذا البيت سبي ل
ل وجعلوا لهذه
الدرجة درابزين خشب غير مخروط.
واستحسنت توسعة هذه الدرجة وكذا جميع ما عمر من جدران بين زمزم
وما صنع في سطحه من ظلة المؤذنين وغيرها استحسانا كثيرا وكان الفراغ من
ذلك في أثناء رجب سنة 822هـ ،وكان القائم بأمر مصروف هذه العمارة الجانب
الكبير العالي خواجة شيخ علي بن محمد بن عبد الكريم الجيلني نزيل مكة
المشرفة .
وكان إلى جانب هذا البيت خلوة فيها بركة تمل من زمزم ،ويشرب منها من
دخل إلى الخلوة وكان لها باب إلى جهة الصفا ثم سد وجعل في موضع الخلوة بركة
16
مقبوة وفي جدارها الذي يلي الصفا صنابير يتوضأ الناس منها على أحجار نصبت
عند الصنابير وفوق البركة المقبوة خلوة فيها شباك إلى الكعبة وشباك إلى جهة
الصفا وطابق صغير إلى البركة .
وكان عمل ذلك على هذه الصفة في سنة 807هـ ،ثم هدم ذلك حتى وقع
الرض في العشر الول من ذي الحجة سنة 817هـ ،لما قيل من أن بعض
الجهلة من العوام يستنجي هناك ،وعمر عوض ذلك سبي ل
ل لمولنا السلطان الملك
المؤيد أبي النصر شيخ ينتفع الناس بالشراب منه .
وصفة هذا السبيل بيت مربع مستطيل فيه ثلثة شبابيك كبار من حديد فوق كل
شباك لوح من خشب بصنعة حسنة منها واحد إلى جهة الكعبة واثنان إلى جهة
الصفا وتحت كل شباك حوض في داخل البيت وفيه بركة حاملة للماء وله سقف
مدهون يراه من دخل السبيل وبابه إلى جهة الصفا وله رفرف خشب من خارجه
مدهون وفوق ذلك شراريب من حجارة ملونة وجاءت عمارته حسنة وفرغ منه في
شهر رجب سنة 818هـ ،وابتدئ في عمله بأثر سفر الحجاجا وفي موضع هذه
الخلوة كان مجلس عبد ال بن العباس رضي ال عنهما على مقتضى ما ذكره
الزرقي والفاكهي وبين الحجر السود إلى وسط جدار البيت الذي فيه زمزم واحد
وثلثون ذراعا وسدس ذراع الحديد .
و في سنة 933هـ ،عامل لدائر بيت زمزم طراز مذهب كتب فيه اسم
السلطان سليمان سللة آل عثمان ،وفي سنة 948هـ جدد بيت زمزم .ويضيف
القاضي بن ظهيرة المخزومي أن هذا التجديد تم على يد المير خوشكلدي فرخمت
أرضه ،وجعل عليه سقف فوقه مظلة مسقوفة بالخشب المزخرف عليه جملون في
وسطه قبة مصفحة من الرصاص .
ويصف الكردي بئر زمزم آنذاك فيقول " :بئر زمزم من عند الماء أسفل إلى
فوق بالحجر المبلط بالنورة المحكمة والجبس ومن الرض من محل البنيان إلى
المحل يقوم عليه الجابد رخام قائم ،وفي أعلى هذا البنيان دائر من رصاص أيضا
ومنه إلى الرض عمد لطيفة من رصاص لحفظ الرخام لصغره من السقوط في البئر
،ثم من محل وقوف الجابد إلى نصف قامته عمد لطيفة من النحاس بين كل واحد
فتحة نحو ذراع بطوق دوائر عليها من فوق مسبوك فيه رصاص وهذا البناء من
17
عمل الوالي الجل خوشكلدي في زمن المرحوم السلطان العظم سليمان وذلك في
أواسط سنة 973هـ .
وقد اجدد الدائر والرصاص برخام وحديد في زمن مولنا السلطان عبد الحميد
خان ،ثم في زمن مولنا السلطان عبد المجيد خان ،ويضيف الكردي :وقد صدر
المر من السلطان أحمد الول بن السلطان محمد الثالث ابن مراد الثالث بن سليم
الثاني بن سليمان الول بن سليم الول فاتح مصر بعمل شباك حديد يجعل في بئر
زمزم ليمنع الغرق عمن وقع في البئر فجعل على قدر تدوير البئر وجعل له ست
سلسل وربطت بالحديد في دائرة البيت العلى وجعل الشباك المذكور في داخل
البئر وصار الماء فوقه قدر ثلثي قامة فصار من يقع في البئر يمنعه الشباك من
الغرق والهلك .
وقبل وضعه كان من يقع في البئر يغرق ويموت ،ومما يذكر أنه ورد المر
السلطاني الحمدي العثماني على يد الباشا حسن أفندي بفعل شباك من حديد يمنع
ما يطيح فيها من آدمي وغيره فجعل الشباك المذكور في مدة مديدة وجعله من حديد
ونحاس مسترة في بعضه البعض على قدرته وبرغم بئر زمزم المبارك من أسفل
بستة سلسل غلظ مسبوكة في الحديد الفوقاني الدائر على فمها مشاهدة لكل واحد
طول كل واحد اثنين وعشرين ذراعا وربع ،بذراع اليد .
وصار الماء طافيا على الشباك المذكور نحو ثلثي قامة وركب في زمزم
المباركة سنة 1025هـ ثم وقع عام 1027هـ تغير ماء زمزم من الحديد
والنحاس المجعولين في الشباك أمسكه عن أن يصعد فاتفق مجئ الفندي السيد
الشريف محمد بن السيد مصطفي القناوي ليلة من الليالي فأنكر طعم الماء وسأل
عن الحال فأخبر بأنه بسبب الشباك والسلسل ووقع الدلو ما وقع فاشتبك ولم يطلع
مفدي إلى الجهة الخرى فوقع ما أراد ال سبحانه وتعالى كذلك ،وزاد طعم الحديد
والنحاس في الماء فأمر صبيحته بقلعه وأخرجه من زمزم هو والسلسل وألقى عند
القبة العباس والسلسل في داخله مدة من الزمن وزال ذلك الطعم وتيرس طلوع
الدلو ونزوله.
وجاء في منائح الكرم أن سليمان بك صنجق جدة غير قبة زمزم وذلك سنة
1072هـ ،ويصف الكردي بيت زمزم في ذلك الحين فيقول :وهي بيت مربع
وفي جدرانه ثمانية شبابيك ثلثة مواجهة للكعبة وثلثة جهة المدرجا واثنان بجانب
18
الباب ،والباب في وسط وفي هذين الشباكين حوضان ممتلن من زمزم للشراب
وفوق قبة البئر بيت آخر مقام على أعمدة لشيخ زمزم أي رئيس المؤذنين يصعد
إليه بدرجا من جهة مقام الحنبلي ،فيطلع رئيس المؤذنين وهو شيخ زمزم ليؤذن
ويتبعه سائر المؤذنين في جميع الوقات .
ويضيف الكردي أنه في سنة 1112هـ عمر ابراهيم بك دائرة بئر زمزم
بالتلبيس والتبيض خارجا وداخ ل
ل ثم غير الرفرف الخارجا على بئر زمزم مما يلي
مقام الحنبلي وجددوا أخشابه التي على الطبقة العليا محل المكبرين وجددوا ما كان
يحتاجا إلى تغيير وطلوا حلتها بالذهب وجددوا المقامات وسقاية العباس فإنها
خرجت من كثرة الهوية وتطاول السنين ،ونقضوا القبة جميعها إلى الساس
وجددوها بالحجارة الشمسية وزينوها بأنواع التبيض وجعلوا لها خزانتين وفتحوا
لها طاقة من الجهة الشرقية وجعلوا لها من باطن الطاقة حوضا للسبيل الحاصل
الملصق للقبة.
وفي عهد السلطان عبد الحميد الول سنة 1200هـ حصل تعمير في المسجد
الحرام بتعديل العمدة المائلة وتعمير بعض القبب التي في سقف المسجد وتعمير
بئر زمزم وتعمير أيضا في بعض منائر المسجد .
ويقول الكردي " :وقد جددت في زماننا شبا بيك بيت زمزم ورخام أرضها
وأصلح فمها والداربزين الذي على فم البئر كل ذلك على يد سيدنا الشريف عبد ال
بن الشريف محمد بن عون والحاجا عزت باشا في سلطنة السلطان عبد العزيز خان
وكان ذلك العمل في سنة 1279هـ .
وقد وصف الكردي حالة بئر زمزم في عصره فقال :هو بئر مدورة الفوهة عليه
قطعة من الرخام المرمر على قدر سعة فمه ،ويبلغ ارتفاعها عن بلط الرض التي
حول البئر من داخل القبة ذراعين ونصف ذراع اليد ،وأرض بيت زمزم مفروش
بالرخام البيض ويحيط بفم البئر من أعلى درابزين معمول من الحديد الثخين وفوق
الدرابزين شبكة من حديد وضعت فوق تلك الدرابزين سنة 1332هـ ،وكان
ل من الفغان ألقى بنفسه أهتمت الحكومة الكردية بذلكالسبب في وضعها أن رج ل
الحادث وخشيت من تكراره فرأت أن تعمل حائ ل
ل يمنع كا من أراد أن يلقي بنفسه
في البئر فتقرر عمل الشبكة المذكورة وقاية لذلك .
19
أما البناء القائم على بئر زمزم فهو بناء مربع الشكل من الداخل طول كل
ضلع منه أحد عشر ذراعا بذراع اليد ،وسطح البئر مغموس بالحجر والنورة في
الجهة الشرقية لباب قبة زمزم ،وعلى جناح الباب الشمالي طاقة عليها شباك ثخين
وكان في جدار الطاقة سبيل قديم قد أبطل عمله ومن الجهة الغربية مما يلي الكعبة
المعظمة ثلث منافذ ولكل منفذ شباك سميك وعلى نحو نصف سطح البئر من الجهة
الغربية المقابلة للكعبة المعظمة مظلة قائمة على أربع أساطين لطاف وضعت اثنان
منها على جدار البئر المامي مما يلى الكعبة المعظمة واثنان على حد منتصف
سطح البئر من الجهة الشرقية ،وأما نصف السطح الشرقي فهو شمس ليس عليه
ما يظله وفوق السقف جمالون مصفح بألواح من الرصاص على شكل بديع ويحيط
بالمظلة من جهاتها الثلث ،الشمالي والغربي والجنوبي خمسة شبابيك أحدها من
جهة الشمال وثلثة من الجهة الغربية وواحد من الجهة الجنوبية ،وذلك معمول
من السلك الحديد الدقيق والمظلة مدهونة بصباغ أخضر ،وهذه المظلة خاصة
برئيس الوقتين الذي يبلغ المؤذنين الذان في الوقات الخمسة وهم على منابر
المسجد الحرام السبعة ،وهو أيضا يبلغ عموم المبلغين في صلة الجمعة والعيدين
ويبلغ كل إمام يؤم الناس خلف مقام ابراهيم في الصلوات الخمس.
20
كما كان هناك مغاريف مربوطة إلى الحنفيات بحبل أو سلسلة ليغترف بها من ماء
زمزم كل من يرغب في الشرب .
ونظرا لما كان لهذه الطريقة من أضرار صحية ،ونتيجة للتطور الذي تشهده
البلد ارتأت مديرية الوقاف سنة 1373هـ طرح مناقصة لعمل مظلة زمام بئر
زمزم يوضع بها خزانان كبيران وبكل خزان إثنا عشر صنبورا وكذلك توسعة مكان
المكبرية التي كانت فوق بئر زمزم وعمل سلم خارجي لهذه المظلة يوصل إلى
المكبرية ،وقد تم طرح هذا المشروع في مناقصة ورست على والدي السيد /
حمزة كوشك بمبلغ عشرون ألف ر .
وأثناء العمل اقترح والدي على الشيخ حمزة مرزوقي وكان مديرا للوقاف
وقتها ومقره في الحميدية ،وضع مضخة غاطسة في البئر لستخراجا ماء البئر
بطريقة وفيرة ونظيفة .
وكان هناك اعتقاد خاطئ في ذلك الحين بأن مياه البئر ل يمكن استخراجها
بواسطة المضخات ،وتم شراء مضخة من شركة الجفالي وأحضر والدي غططاسا
للقيام بتركيبها داخل البئر وذلك بعد النتهاء من بناء المظلة والخزانين وتركيب
صنابير المياه وأصبحت المضخة بذلك تضخ ماء زمزم إلى خزان علوي من الزنك
ومنه إلى الصنابير الموزعة حول البئر .
وبعد رفع المياه بواسطة المضخة أصبحت مياه زمزم أكثر عذوبة لن الدلء
كانت تأخذ من سطح الماء أما المضخة فتأخذ من عمق مترين تحت سطح الماء .
وكانت المضخة تعمل بالكهرباء ،وليس لها صوت بسبب أي إزعاجا
للطائفين والعاكفين والمصلين ،ثم ركبت مضخة ثانية ،ويعتبر هذا الوضع تحولل
كبيرا في تاريخ بئر زمزم لنه بذلك تم تغيير أسلوب استخراجا الماء من الصنابير ،
وقد ظل الدلو يستخدم جنبا إلى جنب مع المضخات لستخراجا الماء للراغبين في
الشرب من الدلء في ذلك الوقت " .
21
شبكة توزيع مياه زمزم :
تتكون شبكة توزيع مياه زمزم من مضخات ذات طرد مركزي مركبة على
البئر وتدار بالكهرباء ،وقوتها 20حصانا وتتصل هذه الشبكة بخزان باب السلم
وتمده بالماء في ماسورة من الحديد المجلفن قطرها ثلثة بوصات ،وفي اليام
العادية تشتغل المضخات بين ست وسبع ساعات يوميا ومتوسط الضخ 750لترا
في الدقيقة ،أما في موسم الحج فإن المضخات تعمل لمدد أطول ،ومجموع عدد
الصنابير التي تتكون منها شبكة التوزيع 194صنبورا منها 155في غرف
الزمازمة والخلوي 39 ،صنبورا في منطقة زمزم .
وتخفيفا على الزوار والطائفين خصصت وزارة الحج والوقاف غرفا في
الطابق الرضي لتخزين مياه زمزم في أوعية ،وهذه الغرف متصلة بشبكة مياه
زمزم ومجهزة ببراميل أغلبها من المعدن أو الفخار ،ويمل الزمازمة قواريرهم من
البراميل ويمرون على زوار بيت ال ليسقونهم ،وفي شهر رمضان وأيام الجمع
وفي شهور الصيف تنتشر في الحرم مئات الدوارق لسقيا الزوار والعاكفين حول
البيت للتعبد (1).
22
مصــــــادر مــــاء زمزم
يترواح عمق بئر زمزم من 20 – 19مترا ،وتنقسم مصادر البئر إلى ثلثة
مصادر كالتالي :
المصدر الرئيسي :وهو عبارة عن فتحة تتجه ناحية الكعبة المشرفة في اتجاه
الركن المواجه لحجر اسماعيل وطولها 45سنتيمترا وبها غور إلى الداخل ويتدفق
منها القدر الكبر من المياه .
المصدر الثاني :وهو عبارة عن فتحة بطول 70سنتمترا ومقسومة من الداخل
إلى فتحتين ارتفاع كل واحدة منهما 30سنتيمترا باتجاه اجياد .
المصادر الفرعية :وهي فتحات صغيرة من أحجار البناء تخرجا منها المياه ،توجد
خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الساسيتين وقدرها متر واحد ،كما
توجد 21فتحة أخرى تبدأ من جوار الفتحة الساسية الولى وباتجاه جبل قبيس
والصفا والمروة حتى تصل إلى الفتحة الثانية .
وفي الحقيقة ،فإن هذه الفتحات الصغيرة تكون موزعه ،ل في مستوى
واحد ،ولكن في مستويات مختلفة ،كما تتدفق مياهها بكميات متفاوتة .
ويأتي ماء زمزم من خلل شقوق في صخور ما قبل الكامبري وتغطي هذه
الصخور في مكة المكرمة بالحصى والرمل وبعض الرسوبيات الخرى ،وتختلف
سماكتها من مكان لخر وتأتي مكوناتها من الصخور النارية المجاورة .
ويتكون الجزء العلوي من بئر زمزم من رسوبيات الوديان ،ويعلو طبقة
الصخور الموجودة في داخل البئر طبقة من الرمل الناعم يصل سمكها إلى حوالي
16مترا )(1
ومن أهم مصادر ماء زمزم المطار والسيول ،فقد تحدثت كتب التاريخ عن
علقة المطار والسيول ببئر زمزم فقال الزرقي في تاريخه " ثم كان قد قل ماؤها
)أي زمزم ( جدا حتى كادت تجف في سنة ثلث وعشرين وأربع وعشرين ومائتين
،فضرب فيها تسعة أذرع سحا في الرض في تقرير جوانبها ثم جاء ال بالمطار
والسيول في سنة خمس وعشرين ومائتين فكثر ماؤها "
)( مجلة القافلة ،أحمد عبد القادر المهندس ،العدد الول ،المجلد الثاني 1
23
كما جاء في موضع آخر من تاريخ الزرقي :أنه " يأتي على زمزم زمان
تكون أعذب من النيل والفرات ،قال أبو أحمد الخزاعي :وقد رأينا ذلك في سنة
احدى وثمانين ومائتين ،وذلك أنه أصاب مكة أمطار كثيرة فسال واديها بأسيال
عظام في سنة تسع وسبعين وسنة ثمانين ومائتين فكثر ماء زمزم وارتفع حتى كان
قارب رأسها فلم يكن بينه وبين شفتها العليا إل سبعة أذرع أو نحوها وما رأيتها قط
كذلك ول سمعت من يذكر أنه رآها كذلك ،وعذبت جدا حتى كان ماؤها أعذب من
مياه مكة التي يشربها أهلها وكنت أنا وكثير من أهل مكة نختار الشرب منها
لعذوبتها ،وأنا رأيتها أعذب من مياه العيون ولم أسمع أحدا من المشايخ يذكر أنه
رآها بهذه العذوبة ثم غلظت بعد ذلك في سنة ثلث وثمانين وما بعدها وكان الماء
في الكثرة على حاله وكنا نقدر أنها لو كانت في بطن وادي مكة لسال ماؤها على
وجه الرض لن المسجد أرفع من الوادي وزمزم أرفع من المسجد وكانت فجاجا
مكة وشعابها في هاتين السنتين وبيوتها التي في هذه المواضع تتفجر ماء ".
وقد حدث في عام 1388هـ أن هطلت أمطار غزيرة على مكة المكرمة
ودخل السيل الحرم المكي الشريف ووصل إلى باب الكعبة ،وحيث أنه لم يكن في
ذلك الحين شبكة لتصريف المياه في الحرم فقد جرى ضخ المياه المتجمعة وشكلت
لجنة لفحص مياه بئر زمزم ،وكان البئر داخل غرفة وقمنا بفتح الغرفة ولحظنا أن
المياه تتدفق من فوهة البئر إلى الخارجا وكان البسطاء يقولون أن " البئر ينظف
نفسه " ،وكان في يدي منديل من الورق فألقيته على سطح الماء فإذا بالماء
يجرف المنديل إلى الخارجا ،ووجدت خرطوما على سطح الرض طوله حوالي
مترين فأخذته ووضعت طرفه وسط البئر فتدفق الماء من الطرف الخر – الكلم
السابق ليحي كوشك عضو اللجنة المكونة – ويدل هذا على أن هناك ضغطا يدفع
الماء من أسفل إلى أعلى مما يؤكد أن بئر زمزم يعمل كبئر ارتوازي عندما تهطل
المطار ،وعندما تذوقت مياه البئر وجدتها حلوة بالفعل ،وقد تم أخذ عينات من
البئر وتحليلها وتبين أنها أحلى من أي مياه في مكة ،وقد ظل اندفاع المياه من
البئر على هذا النحو لفترة من الزمن حتى خف الضغط وبدات المياه تنقص تدريجيا
حتى عاد البئر إلى وضعه الطبيعي أي إلى حوالي ثلثة أمتار من فوهة البئر ولكن
ذلك استغرق فترة طويلة ،وهذا دليل على أن مصادر بئر زمزم تختلف عن المياه
الجوفية ،حيث أنه لم يحدث ذلك في بئر الدوادية على سبيل المثال فلو أن المياه
24
الجوفية ارتفعت في المنطقة كلها لرتفعت المياه في بئر الدوادية وفي البار
المحيطة بالحرم الشريف ،وهذا يعطي قناعة بأن هناك مصدرا مستق ل
ل ببئر زمزم .
والشئ الخر أنه عندما حللنا مياه زمزم عند الكشف على البئر بعد الحداث
التي وقعت في الحرم المكي الشريف في محرم عام 1400هـ أثبتت التحاليل
للعينات المأخوذة من المصادر الرئيسية للبئر عدم وجود أي تلوث بها واختلف
1
نوعياتها عن المصادر الخرى ) .
2
بركة مـــــــاء زمزم :
مضنونة شباعــة :
تحت ) باب ما جاء في زمزم ( روى البخاري) (3عن أنس ابن مالك قال :
كان أبو ذر يحدث أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال :فرجا سقفي وأنا بمكة
فنزل جبريل عليه السلم ففرجا صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من
ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرجا إلى
السماء الدنيا .
وأورد بعده عن الشعبي أن ابن عباس رضي ال عنه حدثه قال سقيت رسول
ال صلى ال عليه و سلم من زمزم فشربه و هو قائم .
وروى مسلم) (4من حديث ابي ذر في قصة إسلمه الطويلة منها :قال أبو
ذر فكنت أنا أول من حياه بتحية السلم فقلت :السلم عليكم يا رسول ال فقال :
وعليك و رحمة ال ثم قال :من أنت ؟ قال ،قلت :من غفار ثم قال :متى كنت
هاهنا قال ،قلت :قد كنت ها هنا منذ ثلثين بين ليلة و يوم فقال :فمن كان يطعمك
؟ قال ،قلت :ما كان لي طعام إل ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن) (5بطني و
ما أجد على كبده سخفة جوع) (6قال :إنها مباركة ،إنها طعام طعم .
()1زمزم طعام وشفاء سقم ،يحيى حمزة كوشك ،ط 1403 ،1 :هـ ،ص 70
2بركة ماء زمزم ودعاء الحفاظ عندها– محمد أحمد عباس – ط – 1ص 1412 – 27 ، 15هـ1992-م
( )3كتاب الصلة ،باب كيف فرضت الصلة في السراء ، 458/ 1صحيح مسلم اليمان باب السراء / 1
. 148
( )4كتاب فضائل الصحابة ،باب فضائل أبي ذر ـ رضي ال عنه ـ . 1921 / 4
( )5جمع عكنة :وهو ما انطوى وتثنى من لحم البطن سمنا ـ القاموس المحيط ) عكن ( .
( )6أي :رقة الجوع وهزاله .
25
واورد الهيثمي في مجمع الزواد رضي ال عنه قال ،قال رسول ال صلى
ال عليه و سلم ) زمزم طعام طعم و شفاء سقم) ( (1قال الهيثمي رواه البزار و
الطبراني في الصغير و رجال البزار رجال الصحيح .
وعن ابي الطفيلي عن ابن عباس قال سمعته يقول كنا نسميها شباعة
) يعني زمزم ( وكنا نجدها نعم العون على العيال .
وقال الرزقي حدثني محمد بن يحيى عن الواقدي عن ابن أبي سبرة عن
عمر بن عبد ال بن أبي الحكم عن عبد ال بن غنمة عن العباس بن عبد المطلب
قال :تنافس الناس في زمزم في الجاهلية حتى كان أهل العيال يغدون بعيالهم
فيشربون منها فتكون صبوحا لهم وقد كنا نعدها عونا على العيال). (2
26
صلى الظهر بمكة أتى بني عبد المطلب و هم يسقون على زمزم فقال :انزعو بني
عبد المطلب فلو ل أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعة معكم). (1
قال ابن طاوس كان أبي يقول هو من تمام الحج ) أي الشرب من زمزم (
27
:إذا شربت منها فاستقبل القبلة واذكر اسم ال وتنفس ثلثا وتضلع منها فإذا
فرغت منها فأحمد ال _قال رسول ال صلى ال عليه و سلم ) :آية بيننا و بين
المنافقين أنهم ل يتضلعون من زمزم). ( (1
قال الحاكم :هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إن كان
عثمان بن السود سمع من ابن العباس .
قال الرزقي) (2حدثني حدي عن سعيد بن عثمان قال :حدثنا سعيد رجل من
النصار عن أبيه عن جده أن رسول ال صلى ال عليه و سلم قال :علمة ما بيننا
و بين المنافقين أن يدلو دلوا من ماء زمزم فيتضلعون منها ما استطاع منافق قط
يتطلع منها .
( )1سنن ابن ماجه ،المناسك .باب الشرب من زمزم 1017 / 2ـ سنن الدارقطني 288/ 2ـ المستدرك 1
. 472 /
( )2أخبار مكة . 2/52وحسنه بمجموع الروايات الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة صـ . 360
( )3أخبار مكة . 52 / 2
( )4أخبار مكة . 57 / 2
28
:الحمد ل ،ثم قال صلى ال عليه و سلم ) علمة ما بيننا و بين المنافقين لم
يشربوا منها قط حتى يتضلعوا ( .
)( أخرجه مسلم ) ( 2473في فضائل الصحابه :باب من فضائل أبي ذر 1
الكبير" و " الوسط " واسناده صحيح كما قال الحافظ المنذري في " الترغيب
والترهيب " ، 2/133والهيثمي في " المجمع " . 3/286
29
يقول ابن القيم:وقد جربت أنا وغيري من الستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة
واستشفيت به من عدة أمراض ،فبرأت بإذن ال ،وشاهدت من يتغذي به اليام
ذوات العدد قريبا من نصف الشهر ،أو أكثر ول يجد جوعا ،ويطوف مرارا (1) .
فالحديث السابق يدل على فضلها وأنها طعام وشفاء سقم ،وأنها مباركة
والسنة الشرب منها كما شرب النبي صلى ال عليه وسلم ولما فيها من البركة ،
وهي طعام طيب مبارك طعام يشرع التناول منها إذا تيسر كما فعله النبي صلى ال
عليه وسلم (2).
وقد ورد أن ماء زمزم أفضل من ماء الكوثر ،والتحقيق في ذلك ) قال
القسطلني ( على قوله صلى ال عليه وسلم فيما أخرجه البخاري في صحيحه
خرجا سقفي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلم ففرجا صدري ثم غسله بماء زمزم
ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه الحديث
ما نصه وموضع الترجمة قوله ثم غسله بماء زمزم لنه يدل على فضل زمزم حيث
اختص غسله بها دون غيرها من المياه ) وقد قال شيخ السلم البلقيني ( أنه
أفضل من الكوثر لن به غسل قلبه الشريف ولم يكن يغسل إل بأفضل المياه .
الحديث المتقدم أخرجه مسلم أيضا والبلقيني ذكر ذلك في تاريخ مكة ونقل الشيخ
سيدي عبد المجيد الزبادي ما نصه وذكر صاحب المواهب اللدنية وغير واحد قالوا
أنه أفضل مياه الدنيا والخرة (3) .
وفيما رواه الدارقطنى والحاكم وصححه ،عن ابن العباس عن النبي صلى
ال عليه و سلم قال ) :ماء زمزم لما شرب له ،إن شربته لتستشفي ؛ شفاك ال
،وإن شربته لشبعك ؛ أشبعك ال ،وإن شربته لقطع ظمئك ؛ قطعه ال ،وهي
هزمة حبريل وسقيا ال إسماعيل ( ورواه الحاكم و زاد فيه ) :وإن شربته
)( زاد المعاد ،بن القيم الجوزية ،ط 1406 ، 13 :هـ ،مؤسسة الرسالة : 1
محمد بن ادرسي القادري ،ط 1330 ، 1:هـ ،مطبعة الجمالية :مصر .
30
مستعيذا أعلذك ال ( قال :اللهم إني اسألك علما نلفعا و رزقا واسعا ،وشفاء من
1
كل داء ( .
قال البكري رحمه ال تعالى :وأنا قد جربت ذلك فوجدته صحيحا على أني
لم أشربه إل على يقين من هذا وتصديق بالحديث .وقد شربه جمع من العلماء
لمطالب فنالوها ،فقد صح عن إمامنا الشافعي رضى ال عنه أنه شربه للعلم فكان
فيه الغاية ،وشربه للرمي فكان يصيب من كل عشرة تسعة ،وشربه أبو عبد ال
الحاكم لحسن التصنيف وغيره فكان أحسن أهل عصره تصنيفا ،وقال الحكيم في
نوادر الصول عن والده أنه اشتد عليه بالليل الراقة وهو يطوف يخشى أنه إن
خرجا من المسجد أن يتلوث باذى الناس وكان في الموسم فتوجه إلى زمزم وشرب
منها ورجع فلم يحس بالبول حتى أصبح .
وهذا من الغرائب فإن زمزم تدر الراقة ،ونحوه ما جرى لبعض الصحاب
أنه أصابه اسهال فشربه فذهب عنه مع أنه يطلق البطن غالبا قال الشبلي والولى
يبتغي شربه لشفاء القلب من الخلق الذميمة وتحليته بالخلق العلية ،فإذا قصد
شربه استقبل القبلة ثم ذكر ال تعالى وسماه ثم يقول :اللهم بلغني عن نبيك صلى
ال عليه وسلم أنه قال :ماء زمزم لما شرب له ،اللهم وأني اشربه لكذا وسمي
حاجته ويشرب كثيرا حتى يتضلع لقوله عليه الصلة والسلم ) آية ما بيننا وبين
المنافقين أنهم ل يتضلعون من زمزم( (2).ويتضح من هذا الحديث الشريف
كيفية التداوي بماء زمزم وهي:
يؤتى بالمريض الذي يرجى له الشفاء بماء زمزم ويصب عليه شخص
آخر من ماء زمزم بنية أن يشفيه ال تعالى من مرضه .
واليسر أن يغتسل المريض بماء زمزم بنية الستشفاء .
وعلى المريض بعد ذلك أن يشرب منه ويكثر ويتضلع حتى يمتلئ جنبه
وأضلعه .
31
ولبد من استحضار النية بالشفاء ،تصديقا واعتقادا بقول الصادق
المصدوق الذي ل ينطق عن الهوى ،والخلص النفسي بقبول التداوي بهذا
الماء الشافي.
عن يحيى عن عبدال قال ،حدثني نافع عن عمر رضي ال عنهما عن
التبي صلى ال عليه و سلم )الحمى من فيح جهنم ؛ أبردوها بالماء ( أو قال :
) ماء زمزم ( (1) .
فكانت أسماء بنت الصديق رضى ال عنها ترش على بدن المحموم شيئا
من ماء زمزم بين يديه وثوبه .
32
ويروي الزرقي في ) تاريخ مكة ( عن الضحاك بن مزاحم أنه كان يقول
:بلغني أن التضلع من ماء زمزم براءة فى النفاق ،وأن ماءها مذهب للصداع ،
وأن الطلع فيها يجلو البصر ،وأنه سيأتي عليها زمان تكون أعذب من النيل
والفرات .
وكم من رجل كان قد أصيب بداء الصداع و ما أن أتى إلى بئر زمزم وشرب
منه بنية الشفاء فكان الشفاء ،نعم إن هذا ليس بعجيب و ل بغريب لن ماء
زمزم لما شرب له ،وكم قرأنا في الصحف أحوالل من هذا القبيل يتعجب منها
المرء ،وقد ذكر لي أحد الفارقة و هو يقسم برب العالمين أنه كان يعاني من
صعوبة شديدة في فمه منذ سنين و لما أتى إلى ماء زمزم وشرب منه بنية
الشفاء وهبه ال تعالى الشفاء حقا إن ماء زمزم لما شرب له ).(1
ومن فضائل ماء زمزم أيضا مارواه بن عباس رضي ال عنهما قال :كان
أهل مكه ل يسابقهم أحد إل سبقوه و ل يصارعهم أحد إل صرعوه حتى رغبوا
عن ماء زمزم ،وقد ورد في فضل ماء زمزم وبركته أخبار كثيرة وروايات ل
حصر لها نجد تفسيرها فيما قاله العلمة المناوى في شرح الجامع الصغير عند
قوله صلى ال عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له لنه سقيا ال وغياثه لولد
خليله فبقي غياثا لمن بعده فمن شربه باخلص وجد ذلك الغوث ،قال الحكيم
الترمذي :هذا جار للعباد على مقاصدهم وصدقهم في تلك المقاصد والنيات لن
الموحد إذا رابه أمر فشأنه الفزع إلى ربه فإذا فزع إليه واستغاث به وجد غياثا
وإنما يناله العبد على قدر نيته فإن النيه تبلغ بالعبد عناصر الشياء والنيات على
قدر طهارة القلوب وسعيها إلى ربها وعلى قدر العقل والمعرفة يقدر القلب على
الطيران إلى ال تعالى ،فالشارب لزمزم على ذلك .
وماء زمزم قد شرب منه النبياء الخيار الذين اصطفاهم ال تعالى ،وشرب منه
العلماء والعاملون والئمة البرار وشرب منه أولوا الهداية السرار ،ويشرب منه
جميع المؤمنين إلى أن تقوم الساعة ،ويشرب الجميع بإيمان ويقين وصدق إواخلص
والشرب بالدلو من نفس البئر أحلى وأصفى وألذ وأطعم كما هو مجرب عند جميع
)( الشافيات العشر من الكتاب والسنة ،محي الدين عبد الحميد ،ط ، 2 : 1
33
الناس ،ومن عجيب أمر ماء زمزم أن لونه كلون جميع المياه ولكن طعمه يختلف
عنها ،ان طعمه لذيذ سائغ للشاربين ،انه يمتاز بطعمه الخاص ومنافعه
الخاصة).(1
وتحقيقا لقوله صلى ا عليه وسلم ) :ماء زمزم لما شرب له (:
وأن الدعاء مستجاب عند شرب زمزم ،فقد تنوعت نيات ا لصحابة ومن
بعدهم من الصالحين في قضاء حاجات دنيوية وأخروية ،وإيمانا ا منهم
بما أخبر به صلى ا عليه وسلم أنه للما شرب له ،ورجاء من ا تعالى
بحصول المطلوب والمأمول الذي نوووه وقد نال كثيرون – بل من ل
ييحصى كما قال الحافظ ابن حجر في جزء ماء زمزم ) ص – ( 191
مطالبهم التي شربوا ماء زمزم من أجلها في الدنيا ،والمأمول من ا
تعالى أن يحقق لهم ما سألوه في الخرة.
وإليك أخبارهم في ذلك..
عمر بن الخطاب رضي ا عنه عند شربه لزمزم:
شلرب ماء زمزم روي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي ا عنه أنه لما و
دعا بقوله ) :اللهم إني أشربه لظمأ يوم القيامة ( .الجوهر المنظم في
فضائل ماء زمزم لحمد بن محمد بن شمس الدين.
عبد ا بن عباس رضي ا عنهما عند شربه لزمزم..
وهذا حبر المة وترجمان القرآن سيدنا عبد ا بن عباس رضي ا
عنهما كان إذا شرب ماء زمزم قال ) :اللهم إني أسألك علما ا نافعا ا ورزقا ا
واسعا ا وشفاء من كل داء ( .المستدرك للحاكم ) .( 473 / 1
وهذا من جوامع الدعاء الذي تضمن خيري الدنيا والخرة ..
المام أبو حنيفة رحمة ا عليه لما شرب زمزم ..
يذكر أن المام أبو حنيفة رحمة ا عليه شرب ماء زمزم ليكون من أعلم
العلماء ،فكان كذلك ،وناهيك به علما ا وصلحا ا وفضلا .
المام عبد ا بن المبارك رحمه ا عند شربه لزمزم ..
روي عنه أنه أتى زمزم فاستقى منه شربة ،ثم استقبل الكعبة ،ثم قال :
اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر عن النبي صلى ا
عليه وسلم أنه قال :ماء زمزم لما شرب له ،وهذا أشربه لعطش يوم
القيامة ،ثم شربه .تاريخ بغداد ). 116 /10
شرب تلميذذ للمام ابن عيينة ماء زمزم بنية أن يحدثه شيخه مئة حديث ي
)( زمزم طعام طعم وشفاء سقم ،يحيى حمزة كوشك ،ط 1403 ، 1 :هـ ، 1
ص 31 ، 29
34
روى أبو بكر الدينوري في كتابه المجالسة عن الحميدي قال :كنا عند
سفيان بن عيينة فحدثنا بحديث ) ماء زمزم لما شرب له ( فقام رجل من
المجلس ،ثم عاد فقال :يا أبا محمد :أليس الحديث الذي حدثتنا به في
زمزم صحيحا ا ؟ قال :نعم ،قال الرجل :فإني شربت الن دلولا من زمزم
على أنك تحدثني بمئة حديث ،فقال له سفيان :اقعد ،فقعد فحدثه بمئة
حديث .جزء ابن حجر ) ص . ( 191
رحم ا المام سفيان بن عيينة ما أحرصه على أداء العلم ،رحم ا هذا
السائل ،ما أحرصه على العلم ،والتحايل اللطيف في طلبه .المام
الشافعي رحمه ا لمما شرب زمزم ..
قال الحافط ابن حجر رحمه ا :واشتهر عن الشافعي المام أنه شرب
ماء زمزم للرمي ،فكان يصيب من كل عشرة تسعة .أخبار الذكيار لبن
الجوزي ) ص . ( 105
وفي رواية أخرى :أن المام الشافعي رحمه ا قال :شربت ماء زمزم
لثلث ،للرمي :فكنت أصيب العشرة من العشرة ،والتسعة من العشرة ،
وللعلم :فها أنا كما ترون ،ولدخول الجنة :فأرجو حصول ذلك .
الجوهر المنظم ) ص . ( 45 – 44
المام ابن خزيمة لما شرب زمزم ..
روي عن المام ابن خزيمة أنه سئل من أين أوتيت العلم ؟ فقال :قال
رسول ا صلى ا عليه وسلم ) :ماء زمزم لما شرب له ( ،وإني لما
شربت سألت ا علما ا نافعا ا .سير أعلم النبلء ) . ( 370 / 14
والد الحكيم الترمذي لما شرب زمزم ..
روي عن والد الحكيم الترمذي قال :حدثني أبي رحمه ا قال :دخلت
الطواف في ليلة ظلماء ،فأخذني من البول ما شغلني ،فجعلت أعتصر –
أي أقاوم خروجه – حتى آذاني ،وخفت إن خرجت من المسجد أن أطأ
بعض القدام وذلك أيام الحج ،فذكرت هذا الحديث – أي ماء زمزم لما
شرب له – فدخلت زمزم فتضلعت منه ،فذهب عني إلى الصباح .تفسير
القرطبي ) . ( 370 / 9
المام الحاكم لما شرب زمزم ..
روي عن المام الحافظ المحدث أبي عبد ا الحاكم رحمه ا أنه شرب
ماء زمزم لليحسن التصنيف ،ولغير ذلك ،فصار أحسن أهل عصره
تصنيفا ا .تذكرة الحفاظ للذهبي ). ( 3/1044
المام الخطيب البغدادي لما شرب زمزم ..
روي عن المام الخطيب البغدادي رحمه ا أنه لما حج شرب من ماء
35
زمزم ثلث شربات ،وسأل ا عز وجل ثلث حاجات ،أخذاا بالحديث ) :
ماء زمزم لما شرب له ( ،فالحاجة الولى :أن يحدث بتاريخ بغداد بها ،
والثانية :أن يملي الحديث بجامع المنصور ،والثالثة :أن يدفن عند قبر
بشر الحافي ،قال :فقضى ا له ذلك .تذكرة الحفاظ ) . ( 1193 / 3
المام ابن العربي المالكي لما شرب زمزم ..
روي عن المام القاضي أبي بكر محمد بن العربي أنه قال :ولقد كنت
بمكة مقيما ا في ذي الحجة سنة تسع وثمانين وأربعمئة ،وكنت أشرب
ماء زمزم كثيراا ،وكلما شربته نويت به العلم واليمان ،حتى فتح ا لي
ببركته في المقدار الذي يسره لي من العلم ،ونسيت أن أشربه للعمل ،
وياليتني شربته لهما ،حتى يفتح ا علي فيهما ،ولم ييقمدر ،فكان
صغوي إلى العلم أكثر منه إلى العلم ،ونسأل ا الحفظ والتوفيق برحمته
.أحكام القرآن ) . ( 1124 / 1
والد المام ابن الجزري لما شرب زمزم ..
قال الحافظ السخاوي في ترجمة المام ابن الجزري رحمه ا :كان أبوه
تاجراا ،ومكث أربعين سنة لم يرزق ولداا ،فحج وشرب ماء زمزم بنية
أن يرزقه ا ولداا عالماا ،فولد له محمد الجزري بعد صلة التراويح سنة
) 751هـ ( .الضوء اللمع ) . ( 255 / 9
وناهيك بابن الجزري علما ا وصلحا ا ..
المام الحافظ ابن حجر العسقلني لما شرب زمزم ..
قال الحافظ ابن حجر رحمه ا :وأنا شربته مرة وسألت ا وأنا حينئذ
في بداية طلب الحديث أن يرزقني حالة الذهبي – المام الحافظ شمس
الدين محمد بن أحمد ) ت 748هـ ( – في حفظ الحديث ،ثم حججت بعد
مدة تقرب من عشرين سنة ،وأنا أجد من نفسي المزيد على تلك المرتبة
،فسألته رتبة أعلى منها ،فأرجو ا أن أنال ذلك .جزء في حديث ماء
زمزم لبن حجر ) ص . ( 191
قال تلميذه الحافظ السخاوي :وقد حقق ا له ذلك .
وقال المام السيوطي بعد أن ذكر خبر ابن حجر وشربه زمزم :فبلغها
وزاد .طبقات الحفاظ ) ص . ( 547
المام الكمال ابن الهمام لما شرب زمزم ..
قال المام الفقيه الصولي المحدث الكمال ابن الهمام محمد بن عبد
الواحد ) ت 861هـ ( بعد أن ذكر خبر شيخه ابن حجر وشربه زمزم :
والعبد الضعيف يرجو ا سبحانه شربه للستقامة والوفاة على حقيقة
السلم معها .فتح القدير شرح الهداية ) . ( 400 / 2
36
المام السيوطي لما شرب زمزم ..
قال المام أبو بكر السيوطي :ولما حججت شربت من ماء زمزم لمور ،
منها :أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني ،و في
الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر .حسن المحاضرة ) . ( 338 / 1
قال تلميذ السيوطي المام شمس الدين محمد بن علي الداودي المالكي
صاحب طبقات المفسرين :والذي نفسي بيده إن الذي أعتقده وأدين ا
به أن الرتبة التي وصل إليها – السيوطي – من العلوم واطلع عليها لم
يصل إليها أحد ،ول وقف عليها غيره من مشايخه ،فضلا عمن هو
دونهم .الجوهر المنظم ) ص . ( 45
شرب الشيخ أحمد بن محمد بن آق شمس الدين ماء زمزم ،وتحقيق ا
لماله ..
قال صاحب الجوهر المنظم -الشيخ أحمد بن محمد بن آق المتوفى في
حدود القرن الثاني عشر ،بعد أن ذكر أخبار شرب العلماء لزمزم ،
وتحقيق ا لمالهم التي شربوا زمزم من أجلها : -وأنا العبد الفقير
الجامع لهذه الرسالة معترفاا بالتقصير ،ولقد تضلعت من ماء زمزم
مراراا ،وجربت ذلك تكراراا ،فلم أنو به شيئا ا من المقاصد الجليلة
والحقيرة ،واليسيرة والعسيرة ،إل ونلتها في الحال على أحسن منوال ،
بعون ا الملك المتعال ،فال أحمد على ذلك وأشكره لما هنالك .الجوهر
المنظم ) ص . ( 46
الشيخ ظفر أحمد العثماني التهانوي لما شرب زمزم ..
قال العلمة المحدث الفقيه الشيخ ظفر أحمد العثماني التهانوي – أحد كبار علماء
الهند وباكستان ) ت 1394هـ ( عن أربع وثمانين سنة : -وقد شربت ماء زمزم
في أول حجتي لمور من الدين والدنيا ،نلت أكثرها ،ثم شربته في الحجة الثانية
لمور كذلك ،فزت بكثير منها ،ثم في الثالثة لمور أرجو ا سبحانه أن أنالها ،
وقد كانت بلساني يلكنة شديدة كانت تعوقني عن إلقاء الدروس في المدارس وعن
الخطابة على المنابر ،فلم أصدر من أول حجتي بعد الشرب من زمزم لزوالها ،إل
وأنا أجد من نفسي القدرة على الدرس والخطابة ..وقد رزقني ا بفضله وكرمه
قدرة تامة على الخطابة والوعظ والتذكير ،وقبولا في قلوب السامعين ،ول
الحمد حق حمده والصلة والسلم نبيه سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .
إعلن السنن ) 208 / 10
قال أبو حازم عمر بن أحمد العبدويي الحافظ سمعت الحاكم أبا عبد ال إمام أهل الحديث في آلف يقول
قال العبدويي وسمعت أبا عبد الرحمن شربت ماء زمزم وسألت ال ان يرزقني حسن التصنيف
السلمي يقول كتبت على ظهر جزء من حديث أبي الحسين الحجاجي الحافظ فأخذ القلم وضرب على
الحافظ وقال أيش أحفظ أنا أبو عبد ال بن البياع أحفظ مني وأنا لم أر من الحفاظ إل أبا علي
37
النيسابوري وأبا العباس بن عقدة وسمعت السلمي يقول سألت الدارقطني أيهما أحفظ ابن مندة أو ابن
قال أبو حازم أقمت ثم أبي عبد ال العصمي قريبا من ثلث سنين البيع فقال ابن البيع أتقن حفظا
ولم أر في جملة مشايخنا أتقن منه ول أكثر تنقي ار وكان إذا أشكل عليه شيء أمرني أن أكتب إلى الحاكم
أبي عبد ال فإذا ورد جواب كتابه حكم به وقطع بقوله قال الحافظ أبوصالح المؤذن أخبرنا مسعود بن
علي (1)1
من القصص المعاصرة :
قالت مؤلفة كتاب ) فل تنس ال ( ليلى الحلو بعد أن شفاها ال من السرطان الذي أصابها
في ثدييها بعد أن شربت واغتسلت من ماء زمزم ،وبعد حدوث الية الكبرى آية شفائي التي
لم تكن متوقعة ،وبعد هاته النهاية المباركة ،صرت أومن مع كل من عاش معي قصتي بأن
هناك قوة وقدرة خفية ل تصل العقول لدراكها ،أل وهي قوة ال ،ومادامت هذه القوة معك ،
فامل بالمل حياتك لن ال معك وأبواب السماء مفتوحة دائم ا لك وعلوك في الرض ل يأتي
إل عن طريق اتباعك ل … فل تنس ال …" ).(2
يسرية شفيت من قرحة قرمزية في عينها اليسرى بعد استعمالها ماء زمزم
يذكر أحد الخوة المسلمين بعد عودته من أداء فريضة الحج فيقول :حدثتني سيدة فاضلة اسمها – يسرية
عبد الرحمن حراز – كانت تؤدي معنا فريضة الحج ضمن وزارة الوقاف عن المعجزة التي حدثت لها ببركات
ماء زمزم فقال :إنها أصيبت منذ سنوات بقرحة قرمزية في عينها اليسرى نتج عنها صداع نصفي ل يفارقها
ليل نهار ,ول تهدئ منه المسكنات ..كما أنها كادت تفقد الرؤية تماما بالعين المصابة لوجود غشاوة بيضاء
عليها ..وذهبت إلى أحد كبار أطباء العيون فأكد أنه ل سبيل إلى وقف الصداع إل باعطائها حقنة تقضي عليه
,وفي نفس الوقت تقضي على العين المصابة فل ترى إلى البد
--------------------------------------------------------
وفزعت السيدة يسرية لهذا النبأ القاسي ,ولكنها كانت واثقة برحمة ا تعالى ومطمئنة إلى أنه
سيهيئ لها أسباب الشفاء رغم جزم الطب والطباء بتضاؤل المل في ذلك ..ففكرت في أداء عمرة ,
كي تتمكن من التماس الشفاء مباشرة من ا عند بيته المحرم وجاءت إلى مكة وطافت بالكعبة ,ولم
يكن عدد الطائفين كبيرا وقتئذ ,مما أتاح لها – كما تقول – أن تقبل الحجر السود ,وتمس عينها
المريضة به ..ثم اتجهت إلى ماء زمزم لتمل كوبا منه وتغسل به عينها ..وبعد ذلك أتمت السعي
وعادت إلى الفندق الذي تنزل به ،فوجئت بعد عودتها إلى الفندق أن عينها المريضة أصبحت
سليمة تماما ,وأن أعراض القرحة القرمزية توارت ولم يعد لها أثر يذكر كيف تم استئصال قرحة
بدون جراحة ؟! ..كيف تعود عين ميئوس من شفائها إلى حالتها الطبيعية بدون علج ؟! وعلم
الطبيب المعالج بما حدث ,فلم يملك إل أن يصيح من أعماقه ا أكبر إن هذه المريضة التي فشل
الطب في علجها عالجها الطبيب العظم في عيادته اللهية التي أخبر عنها رسوله الكريم صلى ا
عليه وسلم ) :ماء زمزم لما شرب له ,إن شربته تستشفي شفاك ا ,وإن شربته لشبعك أشبعك ا
38
– وإن شربته لقطع ظمئك قطعه ا ,وهي هزمة جبرائيل وسقيا ا إسماعيل ( رواه الدارقطني
والحاكم
ومثل هذه الحكاية وحكايات أخرى نسمع عنها من أصحابها أو نقرؤها ,وهي إن دلت على شيء
فإنما تدل على صدق ما قاله الرسول صلى ا عليه سلم عن هذه البئر المباركة زمزم
لقد أصبت منذ سنوات بحصاة في الحالب ,وقرر الطباء استحالة إخراجها إل بعملية جراحية ,
ولكنني أجلت إجراء العلمية مرتين ..ثم عن لي أن أؤدي عمرة ,وأسأل ا أن يمن علي بنعمة
الشفاء وإخراج هذه الحصاة بدون جراحة ؟
وبالفعل سافر الدكتور فاروق إلى مكة ,وأدى العمرة وشرب من ماء زمزم ,وقبل الحجر السود ,ثم
صلى ركعتين قبل خروجه من الحرم ,فأحس بشيء يخزه في الحالب ,فأسرع إلى دورة المياه ,فإذا
بالمعجزة تحدث ,وتخرج الحصاة الكبيرة ,ويشفى دون أن يدخل غرفة العمليات لقد كان خروج هذه
الحصاة مفاجأة له وللطباء الذين كانوا يقومون على علجه ,ويتابعون حالته )(1
فسبحان الذي جعل شفاءها من السرطان المرض الذي أعجز كل الطباء في ماء زمزم .
--------------------------------------------------
) (1المصدر " العجاز العلمي في السلم والسنة النبوية " لمحمد كامل عبد الصمد
39
ال عليه وسلم أنه قال ماء زمزم لما شرب له اللهم إني أشربه لكذا ويذكر ما يريد
ثم يشرب ويتنفس ثلثا ويسمي ال في ابتداء كل مرة ويحمده عند فراغها).(1
لما روي أن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر قال :كنت عند ابن عباس
رضي ال عنهما فجاءه رجل فقال له من أين جئت ؟ قال :من زمزم .قال :
فشربت كما ينبغي ؟ قال :وكيف ذلك ؟ قال إذا شربت منها فاستقبل الكعبة واذكر
اسم ال عز وجل ثم تنفس ثلثا وتضلع منها فإذا فرغت فاحمد ال تعالى فان النبي
صلى ال عليه وسلم قال آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم ل يتضلعون من زمزم .
)( زمزم طعام طعم وشفاء سقم ،يحيى حمزة كوشك ،ط 1403 ، 1 :هـ ، 1
ص . 33
40
1
التحليل الكيميائي لماء زمزم :
تم في عام 1392هـ ،تكلف احدى الشركات الشتثمارية بعمل تحليل
لمياه زمزم كيميائيا و بكترويولوجيا .وفيما يلي نتائج التحليل الكيمائي الذي قامت
به الشركة ) معبرا عنها بجزء من المليون ( :
184.4 كالسيوم
169 مغنسيوم
178 بوتاسيوم
377.8 سيليكا
345.5 كلوريد
وفي بداية عام 1980م اجرى تحليل كيميائي جديد لماء زمزم كانت نتائجه
كالتالي ) معبرا عنها بجزء من المليون ( :
مجلة القافلة – د .أحمد عبد القادر المهندس -العدد – 1ص 1414 – 45 ، 43هـ 1993 -م 1
41
136 كالسيوم
77.8 مغنسيوم
255 صوديوم
118 بوتاسيوم
400 كبريتات
329 بيكربونات
وفي اثناء عملية تنظيف بئر زمزم في بدايو عام 1400هـ ،كلف الغواصون
بأخذ عينات من المصادر الرئيسية لمياه زمزم و تم تحليلها في مختبر مصلحة
المياه و الصرف الصحي بالمنطقة الغربية وفيما يلي نتائج التحليل الكيميائي لماء
زمزم للمصدر المتجه إلى ناحية الكعبة المشرفة ) جزء من المليون ( :
198 كالسيوم
43.7 مغنسيوم
335 كلوريد
370 كبريتات
0.15 حديد
0.15 منجنيز
0.12 نحاس
0.85 كلوريد
وفيما يلي يعرض الجدول مدى تميز ماء زمزم بأنه نقي ول لون له ول رائحة ذو
مذاق مالح قليل :
نتائج تحاليل مياه زمزم مع
المقارنة بمقاييس منظمة الصحة العالمية
42
الحدود Zm - 72 Zm - 71 Zm - 70
العالمية
المسموح بها
- 7.5 7.6 7.5 الس
الهيدروجيني
1500 1489 1485 1499 الملح الذائبة
- 14 14 12 البوتاسيوم
- 333 331 332 الصوديوم
150 52 57 54 المغنسيوم
200 101 101 104 الكالسيوم
600 359 362 360 الكلوريدات
400 285 286 290 الكبريتات
- 393 397 390 البيكربونات
وتؤكد التحاليل الكيمائية ومقارنتها بالمواصفات العالمية خاصة منظمــة الصــحة
العالمية على أن ماء زمزم صالح تماما للشرب و أن أثره الصحي جيد ،وقد وجــد
ــا
ــأثر تمام
ــزم يتــاء زم
من التحاليل الكيميائية المتعددة لماء زمزم أن تركيب م
بالجفاف الذي ينتج عنه زيادة تركيز الملح في الماء عن طريق التبخر .
43
60 340 اتجاه الصفا
وعن طريق معالجة مياه زمزم بالشعة فوق البنفسجية اصبحت المياه خالية من
الجراثيم إلى حد كبير ،وبالتالي ل يوجد هناك أحتمال لتغيير طعمها أو أحتوائها
على البكتيريا .
44
مياه مدينة مكة كان في نسبة أملح الكالسيوم والمغنسيوم ،ولعل هذا هو السبب
في أن مياه زمزم تنعش الحجاج المنهكين ..ولكن الهم من ذلك هو أن مياه زمزم
تحتوي على مركبات الفلور التي تعمل على إبادة الجراثيم !! وأفادت نتائج
التحاليل التي أجريت في المعامل الوروبية أن المياه صالحة للشرب ..
ويجدر بنا أن نشير أيضا ا إلى أن بئر زمزم لم تجف أبداا من مئات السنين ،وأنها
دائما ما كانت توفي بالكميات المطلوبة من المياه للحجاج ،وأن صلحيتها للشرب
تعتبر أمراا معترفا ا به على مستوى العالم نظراا لقيام الحجاج من مختلف أنحاء
العالم على مدى مئات السنين بشرب تلك المياه المنعشة والستمتاع بها ..وهذه
المياه طبيعية تماماا ول يتم معالجتها أو إضافة الكلور إليها ..كما أنه عادة ما
تنمو الفطريات والنباتات في البار ،مما يسبب اختلف طعم المياه ورائحتها أما
بئر زمزم فل تنمو فيها أية فطريات أو نباتات ..فسبحان ا رب العالمين )(1
45
تم حفر آبار لزيادة مخزون المياه في مكة المكرمة بتكلفة تزيد على 3.4
مليون ر .
ومن أجل مواكبة التوقعات المستقبلية في زيادة عدد الحجاجا ،ولهمية توفر
المياه و الصرف الصحي للعداد الكبيرة من الحجاجا ،فقد تمت دراسة و إنشاء
بعض المشروعات التالية :
تنفيذ مشروعات المياه لزيادة كميات المياه الواردة لمكة المكرمة بتكلفة
تزيد على 93.4مليون ر .
إنشاء خزانات لمكة المكرمة بتكلفة تزيد على 83.3مليون ر .
تنفيذ مجموعة من المشروعات لتوسع شبكتي المياه و الصرف الصحي
بمكة المكرمة بتكلفة تزيد على 465مليون ر .
مسائل متفرقة فقهيه عن ماء زمزم :
الدعاء عن شرب زمزم:
فرع ذكر الحسن البصري رحمه ال في رسالته المشهورة إلى أهل مكة أن الدعاء يستجاب في
خمسة عشر موضعا في الطواف وعند الملتزم وتحت الميزاب وفي البيت وعند زمزم وعلى
الصفا والمروة وفي المسعى وخلف المقام وفي عرفات وفي منى وعند ااثلجمرات الثل 1
وجاء فى حاشية ابن عابدين 2ص 499وفي الفتح ويستحب أن يأتي زمزم بعد الركعتين ثم يأتي
الملتزم قبل الخروج إلى الصفا وقيل يأتي الملتزم ثم يصلي ثم يأتي زمزم ثم يعود إلى الحجر
اهداء ماء زمزم :استهدى النبي صلى ال عليه وسلم سهيل بن عمرو من ماء زمزم«
وبإسناده عن جابر رضي ال عنه قال »أرسلني صلى ال عليه وسلم وهو بالمدينة قبل أن يفتح مكة
إلى سهل بن عمرو أن أهد لنا من ماء زمزم ول تترك ،فبعث إليه بمزادتين« وعن عروة بن الزبير
أن عائشة رضي ال عنها »كانت تحمل ماء زمزم ،وتخبر أن رسول ال صلى ال عليه وسلم كان
يفعله« رواه الترمذي وقال حديث حسن السناد ورواه البيهقي هكذا ثم قال وفي رواية »حمله رسول
ال صلى ال عليه وسلم في الداوى والقرب ،وكان يصب على المرضى ويسقيهم«2
46
عنهما 4يقول المام الفاسي يجوز نقل ماء زمزم إلى البلدان باتفاق المذاهب الربعة بل
هو مستحب عند المالكية والشافعية والفرق عند الشافعية بينه وبين حجارة الحرم في
عدم جواز نقلها وجواز نقل ماء زمزم أن الماء بشئ يزول فل يعود ،أشار إلى هذه
التفرقة الشافعي فيما حكاه عنه البيهقي والصل في جواز نقله ما رويناه في جامع
الترمذي عن عائشة أنها حملت من ماء زمزم في القوارير وقالت :حمل رسول ال
صلى ال عليه وسلم الداوي والقرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم ورويناه في
شعب اليمان للبيهقي وفي سننه وقال أبو عيسى :هذا حديث حسن غريب ل نعرفه إل
من هذا الوجه انتهى .ويدل لذلك ما رويناه عن ابن عباس رضي ال عنهما أن رسول
ال صلى ال عليه وسلم استهدى سهيل بن عمرو من ماء زمزم .أخرجه الطبراني في
مسند رجاله ثقات ،ورويناه في تاريخ الزرقي أن النبي صلى ال عليه وسلم
استعجل سهي ل
ل في إرسال ذلك إليه وأنه بعث الى النبي صلى ال عليه وسلم
براويتين .
----------------------------------------
وروي أن كعب الحبار حمل من ماء زمزم اثنتى عشرة راوية إلى الشام ،وجاء عنه
صلى ال عليه وسلم أنه حنك به الحسن والحسين رضي ال عنهما مع تمر العجوة
) ( .من خصائصه
1
أنه يكره الستنجاء به واستعماله في النجاسات كما قاله ابن بشير وبن هارون وعليها حمل
العلماء قول بن شعبان ل يغسل بماء زمزم ميت ول نجاسة كما يأتي ،وقيل يجوز وهو ما للتتائي
وقال انه ظاهر المختصر ونصه في الصغير عند قول الشيخ خليل وندب جمع ماء وحجر ثم ماء
ونبه بقوله ماء على مخالفة بعض أهل العلم في قوله يكره بالماء لنه مطعوم وعلى قول بن
حبيب ل يجزء الحجر مع القدرة على الماء وظاهره دخول ماء زمزم وهو كذلك خلفا لبن منه
بلفظه وظاهره أى المختصر في قوله ثم ماء حيث أى المختصر في قوله ثم ماء حيث أطلق وأما
) (1زمزم طعام طعم وشفاء سقم ،يحيى حمزة كوشك ،ط 1403 ، 1 :هـ ، 1
ص . 36
47
الستنجاء بالماء العذب أعني غير ماء زمزم وغير الماء النابع في بين أصابعه صلى ال عليه
وسلم فالمعروف فيه الباحة كما تقدم ،قال القلشاني مسألة المطلوب الجمع بين الماء والحجار
فان اقتصر
على الماء أجزأه بغير خلف وان اقتصر على الحجار مع عدم الماء ولم تنتشر
النجاسة عن فم المخرجا فكذلك ) قال الخطاب ( قال في كتاب الجنائز فى النوادر
عن ابن شعبان ل يغسل بماء زمزم ميت ول نجاسة قال الشيخ ابن أبي زيد ما ذكره
في ماء زمزم ل وجه له عند مالك وأصحابه ونقله عنه ابن عرفة في كتاب الجنائز
بلفظ قوله ول يغسل بماء زمزم ميت ول نجاسة خلف قول مالك وأصحابه قال بن
عرفة وأبعد منه سماعي إبتداء قراءتي فتوى ابن عبد السلم ل يكفن بثوب غسل
بماء زمزم ). (1
وتحدث المام الفاسي عن حكم التطهير بماء زمزم فقال أنه صحيح بالجماع
على ما ذكر الماوردي في حاوية والنووي في شرح المهذب ،وينبغي توقي ازالة
النجاسة به وخصوصا مع وجود غيره ،وخصوصا في الستنجاء به ،فقد قيل أنه
يورث الباسور وقال أن ذلك جرى لمن استنجى به وجزم المحب الطبري بتحريم
ازالة النجاسة به وان حصل به التطهير واخذ ذلك من كلم الماوردي ووافقه في
الجزم بذلك وأخذه من كلم الماوردي الشيخ كمال الدين النشائي في كتابه جامع
المختصرات وشرحه ،ولبن شعبان من أصحابنا المالكية :ما يوافق ما ذكره
الماوردي في منع التطهير بماء زمزم لنه قال :ل يغسل بماء زمزم ميت ول
نجاسة ،ومقتضى ما ذكره بن حبيب من المالكية استحباب الو ضوء به ومذهب
الشافعي رضي ال عنه استحباب الوضوء والغسل به ولم يكره الوضوء به إل
أحمد بن حنبل في رواية عنه .
حيث جاء فى المجموع ج 1ص 135فمذهب الجمهور كمذهبنا أنه ل يكره الوضوء والغسل به،
وعن أحمد رواية بكراهته لنه جاء عن العباس رضي ال عنه أنه قال وهو ثم زمزم »ل أحله
لمغتسل ،وهو لشارب حل وبل« ودليلنا النصوص الصحيحة الصريحة المطلقة في المياه بل
فرق ،ولم يزل المسلمون على الوضوء منه بل انكار ،ولم يصح ما ذكروه عن العباس ،بل حكى
عن أبيه عبد المطلب ولو ثبت فقد أجاب أصحابنا بأنه محمول على أنه قال في وقت ضيق الماء
)( ازالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء زمزم لما شرب له ،محمد 1
بن ادريس القادري ،ط ، 1330 ، : 1:مطبعة الجمالية :مصر ،ص 41
48
لكثرة الشاربين وأما المتغير بالمكث فنقل ابن المنذر التفاق على أنه ل كراهة فيه إل ابن سيرين
فكرهه ،ودليلنا النصوص المطلقة ولنه ل يمكن الحتراز منه فأشبه المتغير بما يتعذر صونه عنه
وأما المسخن فالجمهور أنه ل كراهة فيه .
جاء فى نيل الوطار ،ج 1ص 22
ل بأس برفع الحدث من ماء زمزم لن قصاراه أنه ماء شريف متبرك به ظاه ار الذي وضع
وقد جاء عن علي كرم ال وجهه في رسول ال صلى ال عليه وسلم يده فيه بهذه المثابة
حديث له قال فيه ثم أفاض رسول ال صلى ال عليه وسلم فدعا بسجل من ماء زمزم فشرب
وهذا الحديث هو في أول مسند علي من مسند أحمد بن حنبل منه وتوضأ رواه أحمد انتهى
وقد جاء فى حاشية الطحاوى على مراقى الفلح 1ص 16
فائدة يجوز الوضوء والغسل بماء زمزم بل ثوابه أكثر وفصل صاحب لباب المناسك آخر الكتاب
فقال يجوز الغتسال والتوضوء بماء زمزم إن كان على طهارة للتبرك فل ينبغي أن يغتسل به
جنب ول محدث ول في مكان نجس ول يستنجي به ول يزال به نجاسة حقيقية وعن بعض العلماء
تحريم ذلك
القول أنه يجوز للمسلم الوضوء منها والستنجاء وكذلك الغسل من وخلصة
الجنابة إذا دعت الحاجة إلى ذلك وقد ثبت عنه صلى ال عليه وسلم أنه نبع الماء من
بين أصابعه ثم أخذ الناس حاجتهم من هذا الماء ليشربوا ويتوضؤوا وليغسلوا ثيابهم
وليستنجوا كل هذا واقع وماء زمزم إن لم يكن مثل الماء الذي نبع من بين أصابعه
صلى ال عليه وسلم لم يكن فوق ذلك فكلهما ماء شريف فإذا جاز الوضوء والغتسال
والستنجاء وغسل الثياب من الماء الذي نبع من بين أصابعه صلى ال عليه وسلم
فهكذا يجوز من ماء زمزم ،وبكل حال فهو ماء طهور طيب يستحب الشرب منه ول
حرج في الوضوء منه ول حرج في الستنجاء إذا دعت الحاجة إلى ذلك كما تقدم والحمد
ل ). (1
الخاتمة :
الحمد ل رب العالمين ،والصلة والسلم على سيد النام محمد صلى ال عليه
وسلم ،وبعد :
49
فتلك هي ماء زمزم ،وتوصلنا إلى عدة نتائج منها :
أن زمزم قد نضبت عدة مرات وأعيد حفرها . -1
أهم مصادر ماء زمزم المطار والسيول . -2
أن لزمزم عدة أسماء . -3
فضلها عظيم وحسي رواه السلف للخلف ومازلنا ونحس بذلك . -4
لها آداب في شربها فعلية وقولية . -5
يجوز للمسلم الوضوء منها والستنجاء وكذلك الغسل من الجانبة إذا -6
دعت الحاجة إلى ذلك ،كما أنه يجوز نقلها من بلد آخر .
50
المراجــــــــــع
إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث ماء -1
زمزم لما شرب له ،محمد بن ادريس القادري .ط -1 :
1330هـ ،مطبعة الجمالية :مصر .
زاد المعاد ،ابن القيم الجوزية -0 ،ط – 13 : -2
1406هـ ،مؤسسة الرسالة :بيروت – الجزء الرابع .
زمزم طعام طعم وشفاء سقم ،يحيى حمزة كوشك -0 -3
ط1403 – 1:هـ .
الشافيات العشر من الكتاب والسنة ،محي الدين عبد -4
الحميد -0 ،ط1414-2:هـ ،مكتبة الخدمات الحديثة :
جدة .
فل تنس ال ،ليلى الحلو . -5
لبيك اللهم لبيك ،محمد بن علوي المالكي . -6
المجلة العربية ،السنة ، 17العدد ، 191ذي الحجة -7
1413هـ .
مجلة القافلة ،العدد الول ،المجلد ، 42محرم -8
1414هـ .
مجلة لواء السلم ،السنة ، 33العدد . 1398 ، 4 -9
مجلة الحج ،عبدال بوقس ،العدد 1419 ، 11هـ -10
.
مجلة الحج ،عبدال بوقس ،العدد 1419 ، 1هـ -11
51
بركة ماء زمزم ودعاء الحفاظ عندها ،محمد أحمد -12
عباس ،ط 1412 ، 1هـ .
مجلة القافلة ،أحمد عبد القادر المهندس ،العدد ، 1 -13
1414هـ .
كيف يكون ماء زمزم علجا ،محمد حرب ،المجلة -14
العربية ،العدد 155ن 1410هـ .
مجلة الزهر ،العدد ، 13أحمد عمر هشام ، -15
1401هـ .
تفسير القرآن الكريم ابن كثير . 16ـ
صحيح البخاري . 17ـ
صحيح مسلم . 18ـ
أخبار مكة للزراقي . 19ـ
فضل ماء زمزم .ساند بكداس ط 20ـ
. 1416 3
\__C:\WINDOWSسطح المكتب\زمزم\زمزم\شبكه الشبح -العجاز العلمي للقران.
tasabeeh.mht
52