‫فتوى أحمد بن بوجمعة مفتي وهران إلى الموريسكيين سنة ‪1504‬‬

‫أرسل مفتي وهران أحمد بن بوجمعة المغراوي و هو أندلسي من بلدة ألمغرو‬

‫بمقاطعة بلدة رباح‪ ,‬فتوى بتاريخ غرة رجب ستة ‪ 910‬هجرية ‪1504-11-18 /‬‬
‫‪ :‬ميالدية هذا نصها‬

‫هذه الفتاوى عثر عليها االستاذ محمد عبدهللا عنان خالل بحوثه في مكتبة‬
‫‪ (225/1).‬الفتيكان برومه‪ .‬انظر الموسوعة العامة لتاريخ المغرب واالندلس‬

‫نص الفتوى‬
‫"الحمد هلل والصالة على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما‬
‫اخواننا القابضين على دينهم‪ ،‬كالقابض على الجمر‪ ،‬من أجزل هللا ثوابهم فيما لقوا‬
‫في ذاته‪ .‬وصبروا النفوس واألوالد في مرضاته‪ ،‬الغرباء القرباء إن شاء هللا من‬
‫مجاورة نبيه في الفردوس األعلى من جناته‪ ،‬وارثوا سبيل السلف الصالح في‬
‫تحمل المشاق وإن بلغت النفوس إلى التراق‪ ،‬نسأل هللا أن يلطف بنا وأن يعيننا‬
‫وإياكم على مراعاة حقه بحسن إيمان وصدق‪ ،‬وأن يجعل لنا ولكم من األمور‬
‫فرجاً‪ ،‬ومن كل ضيق مخرجاً‪ ،‬بعد السالم عليكم من كتابه إليكم‪ ،‬من عبيد هللا‬
‫أصغر عبيده وأحوجهم إلى عفوه ومزيده‪ ،‬عبيدهللا تعالى أحمد ابن بوجمعة‬
‫المغراوي ثم الوهراني‪ .‬كان هللا للجميع بلطفه وستره‪ ،‬سائالً من اخالصكم‬
‫وغربتكم حسن الدعاء بحسن الخاتمة والنجاة من أهوال هذه الدار والحشر مع‬
‫الذين أنعم هللا عليهم من األبرار ومؤكدا ً عليكم في مالزمة دين اإلسالم‪ ،‬آمرين به‬
‫من بلغ من أوالدكم‪ ،‬ان لم تخافوا دخول شر عليكم من إعالم عدوكم بطويتكم‪،‬‬
‫فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس‪ ،‬وإن ذاكر هللا بين الغافلين كالحي‬
‫بين الموتى فاعلموا أن األصنام خشب منجور وحجر جلمود اليضر والينفع وان‬
‫الملك ملك هللا ما اتخذ هللا من ولد‪ ،‬وما كان معه من إله‪ .‬فاعبدوه واصطبروا‬
‫لعبادته‪ ،‬فالصالة ولو باإليماء‪ ،‬والزكاة ولو كأنها هدية لفقيركم أو رياء‪ ،‬ألن هللا‬
‫الينظر إلى صوركم‪ ،‬ولكن إلى قلوبكم‪ ،‬والغسل من الجنابة ولو عوما ً في البحور‬
‫وإن منعتكم فالصالة قفاء بالليل لحق النهار وتسقط في الحكم طهارة الماء وعليكم‬
‫بالتيمم ولو مسحا ً باأليدي للحيطان فإن لم يكن فالمشهور سقوط الصالة وقضاؤها‬
‫لعدم الماء والصعيد إال أن يمكنكم اإلشارة إليه باأليدي والوجه إلى تراب طاهر أو‬
‫حجر أو شجر مما يت َّمم به‪ ،‬فأقصدوا باإليماء‪ ،‬نقله ابن ناجي في شرح الرسالة‬
‫لقوله صلى هللا عليه وسلم فأتوا منه ما استطعتم‪ .‬وإن اكرهوكم في وقت صالة إلى‬
‫السجود لألصنام أو حضور صالتهم فأحرموا بالنية وأنووا صالتكم المشروعة‬
‫وأشيروا لما يشيرون إليه من صنم ومقصودكم هللا‪ .‬وإن كانلغير القبلة تسقط في‬
‫حقكم كصالة الخوف عند االلتحام‪ ،‬وأن أجبروكم على شرب خمر‪ ،‬فاشربوه البنية‬
‫استعماله‪ .‬وإن كلفوا عليكم خنزيرا ً فكلوه ناكرين إياه بقلوبكم ومعتقدين تحريمه‪.‬‬
‫محرم‪ .‬وإن زوجوكم بناتهم فجائز لكونهم أهل الكتاب وإن‬ ‫ّ‬ ‫وكذا إن أكرهوكم على‬
‫أكرهوكم على إنكاح بناتكم منهم فاعتقدوا تحريمه لوال اإلكراه‪ ،‬وأنكم ناكرون‬
‫لذلك بقلوبكم ولو وجدتم قوة لغيَّرتموه‪ .‬وكذا إن أكرهوكم على ربا أو حرام فافعلوا‬
‫منكرين بقلوبكم ثم ليس عليكم إالّ روؤس أموالكم وتتصدقوا بالباقي‪ ،‬إن تبتم هلل‬
‫تعالى وإن اكرهوكم على كلمة الكفر فإن أمكنكم التوبة واإللغاز فافعلوا‪ ،‬وإال‬
‫فكونوا مطمئنين القلوب باإليمان ان نطقتم بها ناكرين لذلك وإن قالوا اشتموا‬
‫محمدا ً فإنهم يقولون له ُم َم ْد‪ ،‬فاشتموا ُم َمداً‪ ،‬ناوين انه الشيطان أو ُم َمد اليهود فكثير‬
‫بهم اسمه وإن قالوا عيسى توفى بالصلب فانووا من التوفية والكمال والتشريف من‬
‫هذه وإماتته وصلبه وإنشاد ذكره إظهار الثناء عليه بين الناس وأنه استوفاه هللا‬
‫برفعه إلى العلو ومايعسر عليكم فابعثوا فيه إلينا نرشدكم إن شاء هللا على حسب‬
‫ماتكتبون به‪ .‬وأنا أسأل هللا أن يديل الكرة لإلسالم حتى تعبدوا هللا ظاهرا ً بحول هللا‬
‫من غير محنة وال وجلة بل بصدمة الترك الكرام‬
‫ونحن نشهد لكم بين يدي هللا أنكم صدقتم هللا ورضيتم به والبد من جوابكم والسالم‬
‫عليكم جميعاً‪ .‬بتاريخ غرة رجب عام عشرة وتسعمائة عرف هللا خبره‬
‫"يصل إلى الغرباء إن شاء هللا تعالى"‬