االشتغال على نص في الرحاب :الصداقة حب واحترام .ص 35
أ -منطوق النص :يعرف كانط الصداقة من خالل صورتها المثالبة (وليست الصداقة كما هي في الواقع) ،باعتبارها اتحاد بين شخصين يتبادالن نفس مشاعر الحب والحترام (األول قوة جذب ،والثاني قوة دفع وتباعد) .الصداقة قيمة مثالية وليست واقعة تضمن سعادة الحياة.بالمحصلة ال يجب أن تقوم الصداقة بين األنا والغير على منافع مباشرة ومتبادلة ،بل يجب أن تقوم على أساس أخالقي خالص (كواجب) ب -تحليل ومناقشة األطروحة: 1-يتعامل كانط مع الصداقة كواجب أخالقي ،وليس كممارسة اجتماعية واقعية مفيدة لألنا والغير في حياتهما االجتماعية ،وال حتى باعتبار الصداقة تجسيد البعد العاطفي ووالوجداني، ألن كانط اليعترف بقطعية األهواء والرغبات وضرورتها.ألم يقل كانط في نصه السابق :الشخص غاية في ذاته :إن جميع موضوعات الميول ليس لها إال قيمة مشرورطة..ينبغي على كل كائن عاقل أن يجعل أمنيته الكلية هي التحرر من الميول ".وحتى ال ينجر التلميذ مع ما ال يريد كانط قوله ،وجب التنبيه لمفهوم الصداقة الكانطية في معناها العقلي. 2-يتحدث كانط عن صداقة عقلية قبليةـ تتحدد طبقا ألمر قطعي ،وليس طبقا ألمر شرطي ، بالنسبة لآلول تطلب الصداقة لذاتها بدون شرط تحقيقها لمنفعة مباشرة ،والثاني يحول الصداقة إلى فعل وخبرة وتجربة تستهدف تحقيق منفعة. 3-نحن أمام صداقة مثالية ال واقعية ،تسترشد بمبدأ عقلي صوري قبلي ،تنوجد كواجب أخالقي ،وبالتالي تحترم لذاتها وليس لما تجلبه من منافع ،أو تضمن سعادة الحياة .ألم يقل كانط في تهاية النص ":ال يجب أن تقوم الصداقة على منافع مباشرة ومتبادلة " ،ألن المسكوت عنه في النص ،هو أن ربط الصداقة بالمنفعة قد يؤدي إلى غياب الصداقة بغياب المنفعة ،وبالتالي غياب لكل عالقة مع الغير ،وهذا غير جائز عقال .لكن حين يُنظر إلى الصداقة كواجب أخالقي،ة عندها تكون ضرورية وكونية ألنها قبلية في العقل ،وبالتالي تم فصل الصداقة عن أهواء ورغبات الناس. يمكن نقد موقف كانط بنفس النقد الذى ُو ّجه له في قضية الشخص والقيمة ،أي من أين يستمد الشخص قيمته؟ وكيف كان كانط يتحدث ع ن أخالق عقلية ،في حين كان غوسدروف يتحدث عن أخالق ملموسة...ويمكن فتح نقاش مع التالميذ بتوظيف السؤال المديل في آخر النص بكتاب التلميذ :هل يمكن تصور عالقة صداقة بين شخصين ،خالية من أية منفعة مباشرة؟