1-الوحدات الجزئية للنص: -يسعى راولز إلى تقديم تصور للشخص ولقيمته ينسجم و نظريته في العدالة كإنصاف ،وهي عدالة ترتكز على فكرة التعاون القائم بين األفراد داخل المجتمع من جهة ،وعلى إعطاء كل فرد من االمتيازات والحظوة بقدر عطاءاته ومؤهالته من جهة أخرى . -ثم يحيلنا إلى السياق التاريخي لدى اليونان قديما ،لكي يؤكد على الفكرة التي مفادها أن الشخص يلعب دورا مهما في المجتمع من خالل اطالعه بوظيفة اجتماعية ذات تأثير إيجابي في التنمية االجتماعية واالقتصادية، وكل ذلك يتم في إطار التمتع بحقوقه المشروعة والتزامه بواجباته تجاه مجتمعه. من هنا يمكن القول مع راولز بأن قيمة الشخص تكمن في انفتاحه على اآلخرين ،وفي مشاركته الفعالة والنشيطة داخل المجتمع. -بعد ذلك يذكر راولز أنه يتحدث عن الشخص في سياق الفكر الديمقراطي ،وهو ما يحتم النظر إلى األشخاص ككائنات حرة وتتمتع بالمساواة في الحقوق والواجبات. وقد ربط راولز بين حرية الشخص وكفاءاته األخالقية والعقلية ،ذلك أن هذه الكفاءات هي التي تجعله كائنا حرا وعضوا فعاال في المجتمع. -ويتحدث راولز عن كفاءتين أخالقيتين يجب أن يتميز بهما الشخص كعضو داخل المجتمع ،وهما: أ -قدرته على تملك حس للعدالة . ب -امتالكه لتصور معين للخير. هكذا فتوفر الشخص على حس للعدالة يمكنه من احترام القواعد والقوانين العمومية ،أثناء إنجازه لمختلف األفعال التي يهدف من ورائها إلى التعاون مع أفراد المجتمع في إطار من الندية واإلنصاف . أما امتالك الشخص لتصور معين للخير ،فيعني تمثله لمجموعة من الغايات التي يسعى إلى تحقيقها ،والتي تكتسي قيمة أساسية في حياته اإلنسانية سواء في إطار العالقات الموجودة بين األشخاص أو تلك القائمة بين مختلف المنظمات والجماعات البشرية. 2-إشكال النص: كيف يتحدد مفهوم الشخص؟ ومن أين يستمد قيمته ؟ 3-أطروحة النص: الشخص هو مواطن حر وعضو فعال داخل المجتمع .ومن هنا فقيمته مرتبطة بامتالكه لكفاءات عقلية واخالقية تمكنه من التعاون مع اآلخرين والمساهمة ،بهذا القدر أو ذاك ،في التنمية العامة للمجتمع ،في إطار من المسؤولية وااللتزام والسعي الدؤوب نحو تحقيق ما هو خير وعادل وله قيمة إيجابية في الحياة اإلنسانية.