You are on page 1of 1

‫أوغست كونت ‪ :‬الكتاب المدرسي في رحاب الفلسفة‬

‫‪ -1‬تأطير النص‪ :‬هذا النص مقتطف من كتاب كونت ” مواعظ وضعية“ الصادر سنة ‪ .1852‬و هو عبارة عن حوار‬
‫بين رجل داعية للفلسفة الوضعية‪ ،‬و امرأة تبحث عن حقائق المجتمع في صورته المتماسكة‪ .‬و يطور كونت من خالله‬
‫فكرة اإلنسانية باعتبارها ” مقدسا جديدا“ يبنى داخل المجتمع بمجموع أفراده‪ .‬و يندرج هذا النص ضمن مجزوءة الوضع‬
‫البشري و ﺫلك من خالل مفاهيم صريحة‪ ،‬و هي ‪ :‬اإلنسانية‪ ،‬األخالق ‪ ،‬الغير‪ ،‬الغيرية‪...‬‬
‫‪ -2‬صاحب النص‪ :‬أوغيست كونت(‪)1857/1798‬‬
‫ولد كونت بمدينة مونييه الفرنسية لوالدين كاثوليكيين‪ ،‬التحق بمدرسة الفنون التطبيقية بباريس عام ‪ ،1813‬وفي عام‬
‫‪ 1816‬تزعم حركة عصيان قام بها الطالب‪ ،‬فصل عقبها من المدرسة‪ .‬واصل دراسته في مدرسة الهندسة إلى أن عين‬
‫معيدا بها‪ ،‬ثم عمل سكرتيرا للكاتب االشتراكي سان سيمون‪ .‬وفي عام ‪ 1825‬تزوج من كارولين ماسان‪ .‬بدأ في عام ‪1826‬‬
‫بإلقاء سلسلة من المحاضرات العامة في الفلسفة الوضعية‪ ،‬وفيها قدم تصوره للمعرفة و العلوم‪ ،‬وحاول وضع أسس‬
‫علمه الجديد الذي أطلق عليه ”علم االجتماع“‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلشكال‪ :‬هل تقوم عالقة األنا بالغير على األنانية أم على اإليثار؟‬
‫‪ -4‬مفاهيم النص‪:‬‬
‫‪ -‬الغيرية‪ :‬عند المحدثين هي اإليثار‪ .‬و هي مقابلة لألنانية‪ ،‬و تطلق في علم النفس على الميل الطبيعي إلى الغير‪ ،‬و‬
‫في علم األخالق على القول بوجوب تضحية المرء بمصالحه الخاصة في سبيل اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬األنانية‪ :‬هي حب الذات الشديد الذي يمنع صاحبه من حب شيء آخر غير نفسه‪ ،‬فاإلنسان األناني تعليق مصالح‬
‫الناس على مصلحته الخاصة و ينظر إلى جميع األشياء من زاوية نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬النزعة الوضعية‪ :‬اتجاه فلسفي جدد في الفكر العلمي‪ ،‬و اعتبره حالة قصوى في تطور الفكر البشري‪ ،‬و يعتبر‬
‫أوغيست كونت مؤسس هذا االتجاه‪.‬‬
‫‪ -5‬أفكار النص‪:‬‬
‫‪ -‬تهدف النزعة الوضعية إلى تهذيب الغريزة البشرية الكونية و وتسييجها‪ ،‬ألن اإلنسان يحيا من أجل الغير و بفضل‬
‫الغير‪.‬‬
‫‪ -‬إن الحياة من أجل الغير تمنح الوسيلة الوحيدة لتطوير كل الوجود البشري‪ ،‬و لذلك يجب أن يقوم انسجام أخالقي‪ ،‬و‬
‫بصفة جوهرية على الغيرية‪.‬‬
‫‪ -‬تضع دوافع التعاطف اإلنساني االنطالقة الثابتة لحياة من أجل الغير‪ ،‬شريطة كبح ميوالت الفرد الشخصية و األنانية‪.‬‬
‫‪ -6‬أطروحة النص‪:‬‬
‫يختزل كونت كل األخالق اإلنسانية في فكرة " أن يحيا اإلنسان من اجل غيره " ‪ ،‬ألن الحياة من أجل الغير تمنح‬
‫الوسيلة الوحيدة لتطوير كل الوجود البشري بحرية انطالقا من دوافع التعاطف اإلنساني التي تجعل كل فرد من أفراد‬
‫المجتمع يتلقى مساعدة من طرف اآلخرين مقابل كبح ميوالته الشخصية و األنانية‪.‬‬
‫‪ -7‬الحجاج‪:‬‬
‫يدافع كونت عن أطروحته باآلليات الحجاجية التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬حجة التفسير‪ " :‬كل شيء فينا ينتمي لإلنسانية‪ ،‬و كل شيء يأتينا منها‪ :‬الحياة‪ ،‬الثروة‪ ،‬الموهبة‪" ...‬‬
‫‪ -‬حجة التوكيد‪ " :‬إن هذه النزعة تهدف إلى تهذيب الغريزة البشرية "‬
‫‪ -‬حجة التحليل التاريخي ‪ " :‬تم االرتقاء بالفكر النظري البشري و تجاوز كل التركيبات الذهنية الالهوتية و‬
‫الميتافيزيقية‪" .‬‬
‫‪ -‬حجة النفي ‪ " :‬ال يمكن لإلنسان ‪ ...‬أن يرد لإلنسانية و لو جزءا صغيرا مقابل ما تلقاه منها‪".‬‬
‫‪ -8‬خالصة التركيبية‪:‬‬
‫تتأسس العالقة مع الغير على اإليثار باعتباره الوسيلة الوحيدة لتطوير كل الوجود البشري بحرية لغاية تهذيب الغريزة‬
‫اإلنسانية و وتسييجها‪.‬‬
‫‪ -9‬قيمة النص‪:‬‬
‫تبرز قيمة هذا النص في أن أوغست كونت قطع مع الفلسفات المثالية و الميتافيزيقية‪ ،‬مؤسسا بذلك فلسفة تجريبية‬
‫تمجد الفكر العلمي و تعتبره أرقى ما وصلت إليه البشرية بعد أن تجاوزت المرحلة الالهوتية و المرحلة الميتافيزيقية‪ .‬و‬
‫هذا ما يعرف عند كونت بقانون المراحل الثالث‪.‬‬

You might also like