You are on page 1of 26

‫دراشات وٌداضرات ودورات خرن٘ث‬

‫اُطالكث‬
‫حركة فتح‬
‫ُضال وفهرة‬
‫أوال‪ :‬خرنث فخح االُطالكث‬
‫ثاُ٘ا‪ :‬خرنث فخح واىفهرة‬

‫لجنة التعبئة الفكرية يف خركة فتح‬

‫‪1‬‬
‫اُطالكث خرنث فخح فهر وٌص٘رة‬
‫أوال‪ :‬خرنث فخح االُطالكث‬
‫ٌلدٌث‪. . . 1‬‬
‫تدخل ثورتنا الفلسطٌنٌة وحركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً‪" -‬فتح" أعتاب مٌالدها المتجدد‬
‫وإنطاللتها المجٌدة كل عام لتطوي صفحة إثر صفحة وأعواما من النضال والكفاح الوطنً المحفوؾ‬
‫بالمخاطر والمجازفات واالنتصارات دفاعا عن الحموق والثوابت الوطنٌة وبهدؾ التحرر والتخلص من‬
‫االحتالل االسرابٌلً الؽاشم واستعادة االرض المسلوبة وسعٌا لنٌل االستمالل وإلامة الدولة الفلسطٌنٌة‬
‫وعاصمتها المدس الشرٌؾ‪.‬‬
‫وفً معركتها السٌاسٌة والدبلوماسٌة الضارٌة فً مواجهة الصلؾ واالستعمار واالحتالل والتنكر‬
‫االسرابٌلً لحموق الشعب الفلسطٌنً وتهرب الحكومات االسرابٌلٌة المتعالبة من اتفالٌات السالم المبرمة‬
‫برعاٌة دولٌة‪ ،‬نجحت حركة "فتح" ولٌادتها فً فضح االسالٌب االسرابٌلٌة الوحشٌة والممعٌة خالل‬
‫االنتفاضات وهبات المدس وعبرالمماومة الشعبٌة‪ ،‬والنضال المانونً والدبلوماسً‪.‬‬
‫وفً حصار الربٌس الرمز ٌاسر عرفات فً ممر المماطة برام هللا‪ ،‬هذا الحصار الممزوج بصمود‬
‫اسطوري لبطل الحصارات الفتحاوي االسمر الذي عال نجمه فً سماء الشرؾ والكبرٌاء مثبتا للعالم كله أن‬
‫دولة االحتالل االسرابٌلً هً العدو الفعلً لكل لٌم ومبادئ السالم واألمن الدولٌٌن‪.‬‬
‫وكان الصمود الفلسطٌنً بمٌادة ٌاسر عرفات ثم خلفه أبومازن‪ ،‬وهذا الشعب العمالق فً ؼزة‬
‫والضفة وكل أماكن االشتبان وسط هذه الهجمة االسرابٌلٌة أكبر وألوى دلٌل على مصدالٌة حركة "فتح" فً‬
‫حماٌة الكرامة االنسانٌة والدفاع عن الحموق والثوابت الوطنٌة الفلسطٌنٌة مهما كان الثمن وبلؽت‬
‫التضحٌات‪.‬‬
‫وبعد هذه الممدمة نتعرض النطاللة حركة فتح المتجددة‪.‬‬

‫ٌمثل العام ‪ 1957‬وأوابل العام ‪ 1958‬م ُشأة خرنث فخح التً أتت فً الحمٌمة من تاللً األفكار‬
‫الثورٌة لعدد من البإر التنظٌمٌة المنتشرة منذ عام ‪ 1948‬على امتداد الساحات ‪.‬‬
‫هذه األفكار التً مثلت لدى أعضاء هذه البإر ردا على النكبة وعلى العدوان الثالثً ‪،1956‬‬
‫وعلى فمدان مصدالٌة األحزاب السٌاسٌة التً كانت منتشرة فً الساحة آنذان ‪ ،‬وعلى الرؼبة فً استماللٌة‬
‫العمل الوطنً الفلسطٌنً خاصة بعد تجمٌد عملٌات الفدابٌٌن من لبل السلطات المصرٌة عام ‪. 1957‬‬

‫‪ 1‬النسخة االولى من هذه المادة من اعداد مركز االعالم عن انطاللة حركة فتح عام ‪ ،2014‬وتم التنمٌح والتعدٌل واإلضافة‬
‫من لبل لجنة التعببة الفكرٌة لحركة فتح عام ‪ 2018‬مع اإلضافة من مادة حركة فتح‪ :‬حركة فتح االنطاللة والمسٌرة من اعداد‬
‫لجنة التدرٌب فً التعببة والتنظٌم عام ‪.2011‬‬

‫‪2‬‬
‫االجخٍاع اىخأش٘صٖ‪:‬‬
‫ٌشار دوما فً أدبٌات حركة "فتح" إلى أواخر العام ‪ 1957‬كبداٌة لتؤسٌس الحركة‪ ،‬حٌث عمد‬
‫لماء ضم مجموعات من الشبان الفلسطٌنٌٌن الذٌن عاشوا النكبة فً صباهم واكتسبوا بعض الخبرات‬
‫التنظٌمٌة فً اتحادات ورابطات الطالب الفلسطٌنٌٌن أو فً أحزاب لومٌة عربٌة‪ ،‬وكان بعضهم اكتسب‬
‫خبرات عسكرٌة ترجع إلى العمل الفدابً فً لطاع ؼزة فً عام ‪ 1953‬وهم‪ :‬الشهٌد الراحل ٌاسر‬
‫عرفات‪ ،‬وخلٌل الوزٌر وعادل عبد الكرٌم‪ ،‬وٌوسف عمٌرة‪ ،‬وتوفٌك شدٌد‪ ،‬حٌث‬
‫اعتبر هذا اللماء بمثابة اللماء التؤسٌسً األول لحركة "فتح"‪ 2،‬رؼم انمطاع شدٌد من االجتماع الثانً‪ ،‬ثم‬
‫انمطاع عمٌرة عن التواصل‪.‬‬
‫وصاغ المإسسون ما سمً "هٌكل البناء الثوري" و"بٌان حركتنا"‪ ،‬واتفموا على اسم الحركة‬
‫لألحرؾ األولى للتنظٌم مملوبة من "حتوؾ" ثم "حتؾ" إلى "فتح"‪ ،‬وتم التؤكٌد على‬
‫ثالثث ٌتادئ فٖ أدة٘ات اىدرنث ْٖ‪:‬‬
‫حدرٗر فيصطَ٘‪،‬‬
‫وخرب اىشػب ْٖ أشئب اىخدرٗر‪،‬‬
‫ونذىم االشخلالى٘ث اىخِظٍ٘٘ث غَ أي ُظام غرةٖ أو دوىٖ‬
‫وتبع ذلن انضمام أعضاء جدد منذ ‪ 1959‬كان أبرزهم صالح خلؾ وخالد الحسن‪ ،‬وعبد الفتاح حمود‪،‬‬
‫وكمال عدوان‪ ،‬ودمحم ٌوسؾ النجار‪.‬‬

‫اىػٍو اىٍصيح واىػٍو اىِلاةٖ‪:‬‬


‫ٌشار بموة إلى دور رابطة الطلبة الفلسطٌنٌة فً الجامعات المصرٌة‪ ،‬وخاصةً منذ تسلم ٌاسر‬
‫عرفات رباسة الرابطة (‪ ) 1956 – 1952‬والدور العربً والعالمً‪ ،‬الذي لعبته فً بعث المضٌة‬
‫الفلسطٌنٌة‪ ،‬وحتى تؤسٌس االتحاد (االتحاد العام لطلبة فلسطٌن)عام ‪.1959‬‬
‫منذ العام ‪ 1954‬ابتدأ خلٌل الوزٌر "أبو جهاد"‪ ،‬أحد أبرز مإسسً حركة "فتح" العمل المسلح‬
‫ضمن مجموعات فدابٌة صؽٌرة‪ ،‬وفً ٌولٌو ‪ 1957‬كتب مذكرة لمٌادة جماعة األخوان المسلمٌن فً ؼزة‪،‬‬
‫ٌحثهم فٌها على تؤسٌس تنظٌم خاص ٌرفع شعار تحرٌر فلسطٌن عبر الكفاح المسلح‪ ،‬ورفضت الجماعة‬
‫دعوته‪ ،‬لتنضم الحما ً أعداد كبٌرة من الكوادر لتنظٌم "فتح" الناشا‪ ،‬أمثال‪ :‬سلٌم الزعنون‪ ،‬وصالح خلؾ‪،‬‬
‫وأسعد الصفطاوي‪ ،‬وأبو علً أٌاد ‪ ،‬وسعٌد المزٌن‪ ،‬وؼالب الوزٌر من لطاع ؼزة‪ ،‬ودمحم ؼنٌم‪ ،‬ودمحم أبو‬
‫سردانة من الضفة الؽربٌة‪.‬‬
‫كانت البإر التنظٌمٌة منتشرة على امتداد الوطن العربً وخارجه ففً سورٌا نشطت عدد من البإر‬
‫مثل تلن التً أنشؤها األخ محمود عباس أبومازن فً الجامعة بدمشك فً الخمسٌنات ثم حملها معه واألخوة‬

‫‪ 2‬من الممكن الرجوع لكتاب محمود الناطور فتح البداٌة والفصابل االخرى‪-‬التؤسٌس واالنشمالات‪،‬دار الشروق‪،‬عمان ط‪،1‬‬
‫‪ 2013‬وكان العشرات ممن ٌمكن أن نعدهم من المإسسٌن أو الرواد االوابل‪ :‬امثال سعٌد المسحال وكمال عدوان وأبوٌوسؾ‬
‫النجار وأبومازن وصالح خلؾ وخالد الحسن وأبوماهر ؼنٌم والشٌخ دمحم أبوسردانة‪...‬الخ للرجوع للكتاب المذكور من‬
‫ص‪.78-76‬‬

‫‪3‬‬
‫كمال عدوان وأبوٌوسؾ النجار فً لطر‪ ،‬وتلن التً أنشؤها هاٌل عبد الحمٌد وهانً الحسن فً سورٌا ثم فً‬
‫ألمانٌا مع أألخوة حمدان عاشور ومروان عبد الحمٌد ‪ ،‬وتلن فً السعودٌة واألخرى فً األردن‪ ،‬وفً ؼزة‬
‫ومصر‪ ،‬باإلضافة إلى المفكر الكبٌر خالد الحسن وبإرته الثورٌة‪.‬‬
‫لتنضم أعداد كبٌرة من المٌادات لتنظٌم (فتح ) الناشا أمثال (سلٌم الزعنون ومحمود عباس وصالح‬
‫خلؾ وأسعد الصفطاوي ‪ ،‬وكمال عدوان ودمحم ٌوسؾ النجار وسعٌد المزٌن وؼالب الوزٌر‪ ،‬وممدوح صٌدم‪،‬‬
‫وعبدهللا الدنان ومحمود هسودة ‪ ،‬ودمحم غنين ودمحم أبو سردانة‪ ،‬هنير سويذ‪ ،‬هحوود الخالذي‪ ،‬حسام الخطيب‪ ،‬هحوود‬
‫فالحة‪ ،‬الحاج هطلق وغيرهن‪.)...‬‬

‫ٌجيث فيصطِِ٘ا ‪:‬‬


‫فً العام ‪ 1959‬ظهرت "فتح" من خالل منبرها اإلعالمً األول مجلة "فلسطٌننا – نداء الحٌاة"‪،‬‬
‫التً صدرت فً بٌروت منذ شهر تشرٌن ثانً –نوفمبر‪ ،‬والتً أدارها توفٌك خوري‪ ،‬وهو نفس العام الذي‬
‫شهد اندماج معظم البإر التنظٌمٌة الثورٌة المنتشرة المتشابهة األهداؾ‪ ،‬والتً حممت أوسع استمطاب حٌنها‬
‫شمل ما ٌزٌد على ‪ 500‬عضو‪.‬‬
‫ولامت مجلة "فلسطٌننا" بمهمة التعرٌؾ بحركة "فتح" ونشر فكرها ما بٌن ‪1964 – 1959‬‬
‫واستمطبت من خاللها عدٌد المجموعات التنظٌمٌة الثورٌة األخرى‪ ،‬فانضم تلن الفترة كل من‪ :‬عبد الفتاح‬
‫حمود‪ ،‬وماجد أبو شرار‪ ،‬وأحمد لرٌع‪ ،‬وفاروق لدومً‪ ،‬وصخر حبش‪ ،‬وهانً الحسن‪ ،‬وهاٌل عبد الحمٌد‪،‬‬
‫ومحمود عباس‪ ،‬وٌحٌى عاشور‪ ،‬وزكرٌا عبد الحمٌد‪ ،‬وسمٌح أبو كوٌن‪ ،‬وعباس زكً وؼٌرهم الكثٌر إلى‬
‫صفوؾ الحركة الناشبة‪.‬‬

‫حطٔر اىػالكات اىػرة٘ث‪:‬‬


‫فً العام ‪ 1962‬حضرت حركة "فتح" احتفاالت استمالل الجزابر‪ ،‬ثم افتتحت مكتبها فً العاصمة‬
‫الجزابرٌة عام ‪ 1963‬برباسة خلٌل الوزٌر‪ ،‬و فً العام ‪ 1963‬أصبحت سورٌا محطة مهمة لحركة "فتح"‪،‬‬
‫بعد لرار حزب البعث السوري السماح لها التواجد على الساحة السورٌة‪.‬‬
‫وفً العام ‪ 1964‬شارن ‪ 20‬ممثال عن حركة "فتح"‪ ،‬فً اجتماع المجلس الوطنً الفلسطٌنً‬
‫رؼم اعتراضات "فتح"‪ ،‬العلنٌة على منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة‪ ،‬باعتبارها أداة للدول العربٌة ألٌمت‬
‫الستباق صحوة الشعب الفلسطٌنً‪ ،‬إال أنها بالممابل اعتبرتها "إطار رسمً ٌحوز على شرعٌة عربٌة ال بد‬
‫من االحتفاظ به"‪ ،‬كما ٌمول خلٌل الوزٌر‪ ،‬ثم ٌتم تثوٌره‪.‬‬

‫كرار االُطالكث‪:‬‬
‫فً العام ‪ 1963‬انتمل ٌاسر عرفات من الكوٌت إلى دمشك لٌعمل على تطوٌر التنظٌم على خط‬
‫المواجهة فً لبنان وسورٌا واألردن وفلسطٌن‪ ،‬خاصة فً ظل الدعم السوري الواضح آنذان لحركة "فتح"‪،‬‬
‫وبعد لماءات طوٌلة وحوارات واستعدادات واستماالت نتٌجة خالؾ بٌن تٌار "فتح" الرافض لالنطاللة‬
‫المسلحة ممن سموا بالعمالنٌٌن رؼبة بتؤجٌلها لحٌن الجهوزٌة‪ ،‬وبٌن من سموا بـ"تٌار المجانٌن" الذي مثله‬
‫ٌاسر عرفات‪ ،‬لررت لٌادة "فتح" الموسعة بدء الكفاح المسلح فً ‪ 1964/12/31‬باسم لوات "العاصفة"‬
‫بالعملٌة الشهٌرة‪ ،‬التً تم فٌها تفجٌر شبكة مٌاه إسرابٌلٌة تحت اسم غٍي٘ث "ُفق غ٘يتٔن"‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ثم تواصلت عملٌات حركة "فتح" تتصاعد منذ العام ‪ 1965‬مسببة انزعاجا شدٌدا ً ل"إسرابٌل"‬
‫والدول العربٌة‪ ،‬التً لم تجد معظمها مناصا فٌما بعد من االعتراؾ بها‪.‬‬
‫وكان البٌان السٌاسً األول صدر فً ‪ 1965/1/28‬موضحا أن المخططات السٌاسٌة والعسكرٌة‬
‫لحركة "فتح" ال تتعارض مع المخططات الرسمٌة الفلسطٌنٌة والعربٌة‪ ،‬وأكدت الحركة الحما ً على ضرورة‬
‫التعببة العسكرٌة والتورٌط الواعً للجماهٌر العربٌة‪.‬‬

‫ٌجيس اىطٔارئ ‪:‬‬


‫شكلت الحركة (مجلس الطوارئ) عام ‪ 1965‬برباسة ٌاسر عرفات فً دمشك مما زاد شمة الخالؾ‬
‫مع أعضاء اللجن ة المركزٌة فً الكوٌت الذٌن رفضوا االنطاللة‪ ،‬وكان الكثٌر من لٌادات حزب البعث فً‬
‫سورٌا لد أٌدوا حركة "فتح"‪ ،‬آمالً فً استٌعابها ثم السٌطرة علٌها‪ ،‬وأٌدوا عملٌاتها بعٌدا عن الحدود‬
‫السورٌة‪ ،‬بٌنما كان حافظ األسد لابد سالح الجو آنذان من أشد المعادٌن للحركة الذي استؽل حادثة لتل أحمد‬
‫عرابً ودمحم حشمة عام ‪ 1966‬على أثر صراع النفوذ فً "فتح"‪ ،‬لٌوطد موالعه فً حزب البعث‪ ،‬وٌتم‬
‫اعتمال المٌادة الفلسطٌنٌة فً دمشك التً لم تخرج من المعتمل إال بعد وساطات عدة ‪.‬‬

‫ٌ٘الد خرنث "فخح"‪:‬‬


‫ولدت حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً "فتح"‪ ،‬وهً ترفع شعارات المرحلة وكان علٌها أن‬
‫تواجه كل تساإالت التشكٌن‪ ...‬واالتهام التً ارتفعت فً وجهها وتحٌط بها من كل الجهات‪.‬‬
‫ظلت "فتح" ٌومها صامدة تصنع المرحلة الجدٌدة وتجٌب على كل تساإالتها الحابرة‪ ...‬ماذا‪...‬‬
‫وكٌؾ‪...‬؟ وبمن‪...‬؟ ومن أٌن‪...‬؟ ومتى‪..‬؟ واستطاعت فً عناد أن تشك الطرٌك وحلً٘ أول حِظً٘‬
‫فيصطِٖ٘ ٗخصدى ةِفصّ ى٘صخػ٘د زٌام اىٍتادرة فٖ اىلض٘ث اىفيصطِ٘٘ث‪.‬‬

‫زٌام اىٍتادرة ة٘د خرنث "فخح"‪:‬‬


‫مرت أعوام‪ 3‬كانت فٌهما شعارآت المرحلة الجدٌدة من خالل حركة "فتح" لماء فلسطٌنً عرٌض‬
‫فً وحدة وطنٌة لوٌة من أجل ثورة مسلحة تحرر األرض ولد بدأت تؽوص إلى أعماق الشعب الفلسطٌنً‬
‫بدرجة اكبر والرب إلى التصور‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫اال أنه وبعد انتصار ثورة الجزابر وانفصام الوحدة بٌن مصر وسورٌا فً سنة ‪ 1961‬أصبح هنان‬
‫إجماع فلسطٌنً على سالمة الخط الذي اختارته حركة "فتح"‪ ،‬حٌث تعددت بعدها التنظٌمات وأخذت تنادي‬
‫بما نادت به الحركة‪ ،‬حتى من لبل اإلبن الذٌن هاجموها وشككوا فٌها باألمس‪.‬‬
‫وتابعت "فتح" بناء تنظٌمها على طرٌك الثورة‪ ،‬وكانت ترى بنواٌاها الحسنة أن كل خطوة على هذا‬
‫الطرٌك وكل تجمع فلسطٌنً على هذا التفكٌر‪ ،‬مهما تعددت واختلفت مصادره ونواٌاه‪ ،‬سٌكون فٌه عودة‬
‫بالوالء الفلسطٌنً إلى لواعده الحمٌمٌة‪ ،‬تشده إلى أهداؾ شعبنا فً العودة والتحرٌر بدال من البعثرة والضٌاع‬

‫‪ 3‬الممصود منذ النشاة عام ‪ 1957‬حتى تارٌخه ضمن السرد أي عام ‪.1961‬‬

‫‪ 4‬الثورة الجزابرٌة منذ العام ‪ 1962-1954‬حٌث انتصرت على االحتالل الفرنسً ومستعمرٌه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الذي عاشه شعبنا موزع الوالء فً أكثر من اتجاه ووراء أكثر من هدؾ‪ ،‬سٌما بعد النكبة حٌث كان ٌنتهً‬
‫دابما إلى سراب‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إال أن عناصر خارجٌة لد أخذت تتدخل ولعبت دورا كبٌرا فً خلك ومضاعفة إعداد التنظٌمات‬
‫الفلسطٌنٌة بشكل لم ٌعد ٌبرره أي ؼرض خٌر‪ ،‬وأصبح تعدد هذه التنظٌمات ٌبدو وكؤنه محاولة لتمٌٌع‬
‫الحركة الوطنٌة وتفككها وعودة بالوالء الفلسطٌنً إلى البعثرة بعٌدا ً عن األهداؾ الحمٌمٌة لشعبنا وتراجعا‬
‫إلى الموالع الخارجٌة التً كانت تشد أرادة األحزاب العمابدٌة فً بلدنا إلى خارج الحدود‪.‬‬
‫إزاء هذا الخطر الذي بدأ ٌزحؾ على الجبهة الفلسطٌنٌة وٌؽرلها فً حوار جدلً عمٌم أوشن أن‬
‫ٌفرؼها من محتواها رأت خرنث "فخح" أن حخٔىٕ زٌام اىٍتادرة من جدٌد لتخرج بالحركة الوطنٌة من‬
‫طرٌمها المسدود ولتدفع باألمور فً اتجاه األهداؾ الفلسطٌنٌة لبل أن ٌمع االنحراؾ‪ ،‬وعلى هذا األساس‬
‫اختارت‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن تركز جهدا اكبر فً تكثٌؾ لواعدها العسكرٌة على األرض الحمٌمٌة للثورة حتى‬ ‫ً‬
‫تصبح لادرة على بدء عملٌاتها فً ولت الصر بما لد ٌضع حدا ً لنماشات السفسطة التً‬
‫بدأت تؽرق الجو الفلسطٌنً‪.‬‬
‫ثانٌاً‪ :‬أن تطرح التجربة فً محاولة لتجمٌع الحركات الفلسطٌنٌة فً تنظٌم فلسطٌنً واحد‬
‫ٌعٌد تركٌز الوحدة الوطنٌة وٌحفظ للشخصٌة الفلسطٌنٌة استماللها بفكرها وتخطٌطها‬
‫ووالبها لألهداؾ الفلسطٌنٌة حتى ٌظل زمام المبادرة كما ترٌده بٌد الشعب الفلسطٌنً نفسه‪.‬‬
‫وهنا‪ ..‬ومن أجل هذا الؽرض ذهبت إلى مإتمر المدس (المإتمر االول الذي أسس منظمة التحرٌر‬
‫الفلسطٌنٌة عام ‪ )1964‬وهً تتطلع إلى مٌالد منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة‪ ،‬كمحاولة للخروج بالكفاح‬
‫الفلسطٌنً من المولعة التً أملتها حٌاة السرادٌب‪ ...‬إلى عالم مكشوؾ ٌستطٌع أن ٌستمطب لواعد أوسع‬
‫بإمكانٌات للعمل أكثر‪ .‬وألمت "فتح" بثملها مع فكرة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة لتعطٌها دفعا ً لوٌا ً تمؾ به‬
‫صلبة فً مواجهة استحمالات المرحلة الجدٌدة‪.‬‬

‫اىيلاء فٔق أرض اىٍػرنث‪:‬‬


‫مرة أخرى ارتفعت أصوات كثٌرة تشكن وتتهم‪ ..‬والمماتلون من رجال "اىػاصفث" ٌمطعون‬
‫‪5‬‬
‫األرض طوال وعرضا فً صمٌع ٌناٌر الماسً‪.‬‬
‫اخذ أبناء "فتح" ٌواجهون المطاردة والمالحمة واالعتمال فً كل مكان من األرض العربٌة‪ ،‬وبعد‬
‫عامٌن من المواجهة المنفردة بٌن حركة فتح والعدو المحتل‪ ..‬ورؼم شراسة المعركة التً واجهتها على‬
‫األرض العربٌة بالتشكٌن واالتهام والحصار والحجز والمطاردة بؽرض خنك الثورة‪ ...‬استطاعت "فتح" من‬
‫خالل لتالها الٌومً أن تحطم التساإالت الحابرة والعاجزة والمشككة‪ ...‬وتمفز عنها‪ ...‬وتثبت أن العمل داخل‬
‫األرض المحتلة ممكن‪ ...‬وان أسطورة المناعة اإلسرابٌلٌة ما هً إال خرافة تتحطم تحت ضربات العزم‬
‫الفلسطٌنً‪ .‬وأصبح التمرد المسلح الفلسطٌنً والعا ً اكبر من أن ٌحجز علٌه‪.‬‬
‫استطاعت حركة فتح بعملها الدإوب الناع المترددٌن والعاجزٌن من شعبنا‪ ،‬وفً الفترة التً بدأت‬
‫فٌها "فتح" تعد لطرح تصورها وتخطٌطها للثورة وتختط مسٌرتها على طرٌمها بثمة وصالبة وعزم‪ ..‬فً‬
‫هذه الفترة بالذات بدأت ماسمً بـ"حملة اإلؼراق" وذلن فً أعماب انتصار ثورة الجزابر‪ ،‬حٌث جرت‬
‫محاولة اؼراق المنظمة‪ ،‬بالمنظمات الفلسطٌنٌة الربان الساحة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اطلمت حركة فتح على جناحها العسكري أسم العاصفة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫هنا كان على "فتح" أن تراجع مولفها فً طرحها المبكر لبرنامج الثورة إزاء هذا اإلؼراق المفاجا‬
‫وؼٌر الجاد للساحة الفلسطٌنٌة بما ٌربكها‪ ،‬السٌما وان أحد الشروط األولى النتصار الثورة‪ ،‬كما تراها فتح‬
‫أن الوحدة فً أداء الثورة ٌتطلب شموال جماهٌرٌا‪ ...‬ووال ًء موحدا ً لها‪ ،‬ومن أجل هذا وجدت فتح نفسها‬
‫ملزمة بان تؤخذ زمام المبادرة فخطرح شػارْا‪ :‬اىيلاء فٔق أرض اىٍػرنث كنداء لهذه الموى ترى فٌه‬
‫السبٌل الوحٌد لفرز الموى الجادة والمادرة على الحركة والعطاء‪ ...‬ومدى استعدادها رؼم ما تتعرض له من‬
‫مضاٌمات ومطاردات وحجز وحصار ٌفرضه الوالع السٌاسً فً دول الطوق المحٌطة باألرض المحتلة‪.‬‬
‫وهكذا أثبتت التجربة على طول مرحلتً التنظٌم والعمل المسلح أن حركة التحرٌر الوطنً‬
‫الفلسطٌنً "فتح" لد تجاوزت محاولة التشكٌن واالتهام (التاءات الثالث‪ :‬تورٌط تولٌت تفتٌت)‪.‬‬
‫كانت حركة فتح فً المرحلتٌن رابدة وصاحبة مبادرة خرجت بالحركة الوطنٌة الفلسطٌنٌة من عالم‬
‫الضٌاع فً أعماب النكبة (عام ‪ )1948‬لتضعه فً أعماب عالم متحرن مماتل رؼم ما كان ٌحٌط بها من‬
‫ظروؾ لاسٌة وصعبة‪.‬‬

‫ضرورة اىثٔرة واىدصاد‪:‬‬


‫كان البعض ٌرى فً الثورة نوعا من المؽامرة وال ٌستطٌع أن ٌتصور دور هذه الثورة فً معركة‬
‫التحرٌر‪ ...‬وما هً إمكانٌاتها‪ ...‬وهل هً فعال لادرة على تصفٌة هذا االحتالل‪ ..‬وكٌؾ‪...‬؟‬

‫نمطة البداٌة كما رأتها "فتح" هً أن موضوع الثورة ٌشكل منطلما ال خٌار ألحد فٌه فهً طرٌك‬
‫سٌر جٌوش االحتالل والؽزو فً الماضً البد ون ٌتولع بعدها‬ ‫ٌفرضها منطك الحوادث والتارٌخ‪ ...‬والذي ً‬
‫وبالضرورة انتفاضات الثوار ال متكررة‪ ،‬وهذا ما ٌإكد انه ال بد أن ٌكون فً بلدنا ثورة‪ ...‬تؤتً لتصحح هذا‬
‫الوضع الشاذ مهما تؤخرت عن موعدها‪.‬‬
‫هذا أمر طبٌعً ٌفرض نفسه كحمٌمة تارٌخٌة مصٌرٌة ال تمبل حتى أن تنالش‪ ..‬وال تبرر لنا أن‬
‫نستسلم لمزٌد من الولت بعد هذه الفترة من االستسالم‪ ...‬كما تملً علٌنا أن نتحمل مسإولٌاتنا كشعب ٌتطلع‬
‫إلى حٌاة أفضل‪ ...‬وكما كانت ثورات األحرار فً آسٌا وإفرٌمٌا‪ ...‬ستكون ثورتنا لوٌة ثابتة تفرض وجودها‬
‫علٌنا وعلى العالم معنا كما هو التطور الطبٌعً للتارٌخ‪ ...‬وال نملن بعد ذلن إال أن نستجٌب إلرادة اإلله‬
‫التً ٌعبر عنها هذا التارٌخ‪.‬‬
‫حتى ٌمكن أن نتصور العدو الحمٌمً للثورة فً معركة التحرٌر وتصفٌة االحتالل ٌلزم أن نتصور‬
‫الحمابك األساسٌة للمعركة كما استطاعت أن تصنعها "إسرابٌل" على مدى العشرٌن عاما الماضٌة من خالل‬
‫تحركٌن‪ :‬سٌاسً وعسكري‪ .‬أو نٍا نان ٗردد ْاُٖ اىدصَ اىػٍو اىػصطري ٗزرع‬
‫واىػٍو اىص٘اشٖ ٗدصد وٌجِٔن ٌَ ٗزرع وال ٗدصد‪.‬‬

‫اىخدرك اىص٘اشٖ واىػصهري‪:‬‬


‫على المستوى العالمً استطاع العدو أن ٌحرن المضٌة الفلسطٌنٌة أمام الرأي العام وٌمدمها من‬
‫خالل مجموعة من المضاٌا الفرعٌة جدا ً كمضٌة الجبٌن ولضٌة حدود ولضٌة مٌاه وروافد بٌن دولة‬
‫مستضعفة صؽٌرة وثالث عشر دولة مسعورة تنكر علٌها حمها فً الوجود والحٌاة‪ ...6‬بٌن ملٌونً مشرد من‬

‫‪6‬‬
‫هً الدول العربٌة المستملة آنذان بعد لٌام الكٌان الصهٌونً عام ‪.1948‬‬

‫‪7‬‬
‫عذاب النازي االلمانً ٌبحثون عن ملجؤ للحٌاة فً هدوء واستمرار‪ ...‬ومابة ملٌون عربً متمرد‪ 7‬وؼٌر لانع‬
‫بخٌرات وثروات األرض الواسعة التً ٌملكونها وٌعٌشون علٌها‪ ...‬وٌرٌدون أن ٌمذفوا بها فً البحر كما‬
‫‪8‬‬
‫لذؾ بهم النازي فً المحرلة (الهولوكوست) ومعسكرات الفناء‬
‫لكن الحنكة السٌاسٌة التً تمتع بها لٌادات حركة فتح والذٌن كان لهم الدور األبرز فً‬
‫منظمة التحرٌر استطاعوا ان ٌرسلو للعالم اجمع رسائل مفادها ان على هذه االرض ما‬
‫ٌستحك الحٌاة والعٌش بكرامة‪ ،‬والتً بدأها الراحل ٌاسر عرفات وأكملها الرئٌس محمود‬
‫عباس بتحمٌك عضوٌة دولة فلسطٌن لؤلمم المتحد فً نهاٌات عام ‪. 0220‬‬

‫األهداف الخبٌثة لالحتالل على أرض فلسطٌن تمثلت من خالل ثالث محاور‪:‬‬
‫‪ )1‬تركٌز بشري من خالل هجرة جماعٌة ؼربٌة تزحؾ من وراء البحار‪.‬‬
‫‪ )2‬إستراتٌجٌة هجومٌة لادرة على نمل المعركة بما ٌتوفر لها من طٌران وطرق‬
‫مواصالت وآلٌات إلى األرض العربٌة خارج حدود األرض المحتلة‪ ،‬وهذا التجمٌع‬
‫البشري الؽرٌب‪.‬‬
‫‪ )3‬سباق مجنون من التسلح تفرضه على المنطمة‪ٌ ...‬ستنزؾ لدرات وثروات وكل‬
‫إمكانٌات العالم العربً بؽرض خلك جو من االستسالم والذعر ٌجعل المنطمة‬
‫العربٌة تعٌش فً مجال اإلستراتٌجٌة اإلسرابٌلٌة وتحت تؤثٌرها بما ٌكرس أسطورة‬
‫الوجود اإلسرابٌلً أو استحالة زحزحته‪.‬‬

‫ومن هنا انطلمت حركة فتح بالعمل العسكري بكثافة طوال األعوام التً تلت االنطاللة االولى عام‬
‫‪ 2691‬لتصل آلالف العملٌات الموجعة‪ ،‬والتً نظرت للنكسة عام ‪ 2691‬نظرة تحفٌز لالستمرار‬
‫باالشتبان ما جعل الرئٌس جمال عبدالناصر ٌلتفت لهذه الحركة وٌمدم لها الدعم بعد أن كان ٌتجنبها فكان‬
‫اللماء الذي أعاد اطالق الثورة مجددا عام ‪2691‬‬
‫دخل ٌاسر عرفات الى فلسطٌن منظما لخالٌا العمل المسلح التً أثبت لدرات متراكمة على احداث‬
‫الخسائر فً العدو منذ هذه االنطاللة الثانٌة‪ ،‬والتً تعد فٌها ٌػرنث اىهراٌث كمإشر لفعالٌة االنطالق‬
‫الثانٌة عام ‪.2691‬‬
‫فً ٌػرنث اىهراٌث انتصرت إرادة الثورة الفلسطٌنٌة والجٌش األردنً على العدوان االسرابٌلً‬
‫فلمنته درسا مازال ٌمثل عالمة فارلة فً تارٌخ الثورة التً تمكنت عبر هذا االنتصار من التوسع بالعضوٌة‬
‫وبالعملٌات العسكرٌة‪.‬‬

‫شخص٘ث اىثٔرة (وطِ٘ث ٌصخليث وغرة٘ث ٌِفخدث)‪:‬‬


‫حتى تكون هذه الثورة المسلحة لادرة على أن تفرض نفسها على خارطة لوى الثورة العالمٌة من‬
‫أجل العدل والحرٌة والسالم‪ ..‬كان ٌجب حسب منظور األدبٌات عام ‪" :1965‬أن نإكد على فلسطٌنٌة‬
‫الثورة فً أرضها ولٌادتها وتخطٌطها‪ ،‬وبهذه الشخصٌة الفلسطٌنٌة لها نستطٌع أن نسترد للمضٌة فً المجال‬

‫‪ 7‬اآلن األمة العربٌة تفوق األعداد فٌها ‪ 350‬ملٌون‪.‬‬

‫‪ 8‬تحتج الدولة العبرٌة بمذابح األلمان النازٌٌن لٌهود اوربا لالنتمال لبالدنا فلسطٌن واستعمارها فً ربط شاذ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫الدولً‪ ،‬وجهها العادل كصراع من أجل الحرٌة والعدالة‪ ...‬وحجمها الحمٌمً بٌن ملٌون فلسطٌنً مشرد‬
‫كانوا ٌملكون األرض‪ ..‬وٌعٌشون علٌها وهم الٌوم بال وطن بال أرض وال مؤوى وال مستمبل وال أمل‪ ،‬وبٌن‬
‫اثنً عشر ملٌون صهٌونً‪ٌ 10‬ملكون المال والسلطة والنفوذ فً أمرٌكا وأوروبا ٌنظمون بها زحفا ً بشرٌا ً‬
‫مهووسا ً وحالدا ً متعطشا ً للدم ٌتوافد على األرض الممدسة ٌزاحم أهلها فٌها وٌموم بالمذابح وٌنشر الفزع‬
‫والرعب واإلرهاب‪.‬‬
‫ً‬
‫من أجل هإالء المظلومٌن الذٌن فمدوا األرض واألمل‪ ...‬تفرض الثورة الفلسطٌنٌة المسلحة نفسها‬
‫بال خٌار لتطرح على العالم شخصٌة المماتل الفلسطٌنً الذي ٌعود بعد سنٌن من الظلم والمسوة والضٌاع‬
‫لٌماتل من أجل حمه فً الحٌاة على أرضه كما ٌحٌاها اآلخرون على أرضهم‪ ..‬بعد أن عجز العالم بكل‬
‫مإسساته الدولٌة أن ٌحافظ على هذا الحك‪ ...‬أو أن ٌرفع عنه هذا الظلم وهذه المسوة‪ ...‬لتطرح على الدنٌا‬
‫ش خصٌة المماتل الفلسطٌنً العنٌد الصلب الذي ال ٌساوم وال ٌستسلم من لبل أن ٌعٌد إلى أرض السالم‬
‫(فلسطٌن) كل مثالٌات العدل والمساواة‪ ...‬ومن أجل هذا تصر الحركة على أن تحتفظ الثورة بشخصٌة‬
‫الشعب الفلسطٌنً بارزة إلى أن تنتهً من معركة التحرٌر‪.‬‬
‫هذا التركٌز على اىشخص٘ث اىٔطِ٘ث اىفيصطِ٘٘ث اىٍصخليث للثورة ال ٌمكن أن ٌنفً عنها‬
‫شخصٌتها العربٌة‪ ،‬ففتح تإمن أن معركة التحرٌر فً فلسطٌن هً لضٌة عربٌة مصٌرٌة ٌموم فٌها‬
‫الفلسطٌنٌون بدور الطلٌعة‪ ،‬إال أن هذا التركٌز فً نظر الحركة ضرورٌا ألسباب ربٌسٌة‪:‬‬
‫‪ -1‬نإشخراح٘ج٘ث ٍٗهَ ةٓا اىخصدي ىٍداوالت اىخضي٘و واىخداع التً‬
‫ٌضعها التحرن اإلسرابٌلً فً المجال الدولً لٌنفً عن هذه الحركة وجهها العادل‪.‬‬
‫‪ -2‬كوسٌلة ىخددٗد اىٍصؤوى٘ث وحددٗد االخخصاص فً تنظٌم ٌإمن بالثورة‬
‫وٌتفاعل معها ٌبدأها وٌحمٌها وٌتابع االستمرار فٌها‪ ...‬تنظٌم له من االرتباط‬
‫باألرض وبالمصٌر ما ٌعطٌه وضعا خاصا‪.‬‬
‫وال ٌعنً هذا التحدٌد باالختصاص والمسإولٌة فً الثورة أي نوع من‬
‫االنفراد بها أو أي إعفاء للجماهٌر والمٌادات العربٌة من مسإولٌتها نحو هذه‬
‫المعركة ولكنه تحدٌد للمسإولٌة الدولٌة والجماهٌرٌة فً لٌادة الثورة وتوجٌهها أو‬
‫االستمرار بها إلى أهدافها‪ ،‬وهو ما تفرضه طبٌعة الوضع السٌاسً فً الوطن‬
‫العربً ومنطك الحوادث الذي ال ٌتٌح لنا أن نطالب األمة العربٌة بواجباتها من لبل‬
‫أن نلمً نحن بإمكانٌاتنا ولدراتنا وحشدنا‪ ،‬كما ال ٌتٌح لنا أن نطالب المواطن‬
‫العربً بان ٌعٌش الثورة فً أرضنا وشبابنا ٌعٌش حٌاة الترؾ واالسترخاء‬
‫والالمسإولٌة‪ٌ ،‬جمع الثروة فً أرضهم‪.‬‬
‫إضافة إلى أن ترن المسإولٌة تمٌٌع للمضٌة وضٌاع لها بٌن أطراؾ تلتمً‬
‫مرة وتتنالض عشرات‪ ،‬بما ٌجعلها موضوعا لمزاٌدة ذات وزن لادرة على رفع‬
‫شعاراًت ٌحتمً البعض وراءها لتؽطٌة العجز على األرض الفلسطٌنٌة‪.‬‬
‫‪ -3‬فيصطِ٘٘ث اىثٔرة ْٖ ٌدخو كادر غيٕ حجٍ٘ع واشخلطاب الجماهٌر‬
‫الفلسطٌنٌة التً تتناثر فً أطراؾ الدنٌا بال رابط ٌجمعها أو ٌشدها إلى األرض‬
‫والمضٌة والمستمبل‪ ،‬وهً الوسٌلة الوحٌدة لتنمٌة الوسط الفلسطٌنً من جو‬

‫‪ 9‬اآلن عدد الالجبٌن الفلسطٌنٌٌن حسب احصاء العام ‪ 2018‬هو ‪ 6‬مالٌٌن الجًء‪.‬‬

‫‪ 10‬بلػ عدد الٌهود فً العالم عام ‪ 2018‬حسب االحصابٌات االسرابٌلٌة ٌمارب ‪ 15‬ملٌونا‪ ،‬منهم ‪ 6‬مالٌٌن ونصؾ ٌعٌشون‬
‫فً أرضنا فلسطٌن‪ ،‬و‪ 6‬مالٌٌن تمرٌبا فً الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫السفسطة والتعمٌد من خالل التعدد فً الوالء واالتكالٌة‪ ،‬التً صنعتها السنوات‬
‫الطوٌلة من الضٌاع‪.‬‬

‫فخح و أثٔاب‪ 11‬اىِضال‬


‫من الكفاح المسلح كطرٌك حتمً ووحٌد إلى كافة أشكال النضال استطاعت حركة فتح ان تطور من‬
‫فكرها السٌاسً استنادا لفهم واعً لتماطعات المصالح االللٌمٌة و الدولٌة و لمراءة واعٌة لمتؽٌرات العالم‬
‫من المطالبة بتحرٌر فلسطٌن كاملة إلى المطالبة (المرحلٌة) باي جزء من الوطن وصوال (للثوابت) التً‬
‫استمرت كدولة فلسطٌنٌة بعاصمتها المدس على حدود ‪ 1967‬وذلن منذ اعالن االستمالل الفلسطٌنً فً‬
‫الجزابر عام ‪ 1988‬استطاعت فتح ان تلبس ثوب العسكر و الثوب السٌاسً وثوب المناضل باالعالم‬
‫والمناضل المجتمعً‪ ،‬فبنت وعمرت وأنجزت مع الدخول للوطن عام ‪. 1994‬‬
‫أطيلج خرنث فخح اىلدرة غيٕ انخشاف اىٍخارج ضٍَ ٌػادىث اىثٔرة فهاُج اىػاصفث‬
‫ثٔب اىػِف اىثٔري ىدرنث فخح ٌِذ االُطالكث‪ ،‬ثم أثواب أخرى مثلت اجتهادات ومبادرات تحكم‬
‫علٌها انجازاتها مثل صمور الفتح والفهد االسود ثم كتابب شهداء االلصى‪ ،‬ثم المماومة الشعبٌة بؤثوابها‬
‫المتعددة من‪ 1‬انطاللها العام ‪ 2005‬لتمثل فً حركة فتح أثوابا تلبسها جماعات فً الحركة و تمدم خطوات‬
‫إلى االمام ثم ال تلبث ان تعود إلى حضن الحركة األم التً تضم (المبادرات) وتطلك األحداث وترسم الحمٌمة‬
‫والعا ٌسعى‪.‬‬

‫اىٍجخٍع اىفيصطِٖ٘ واىخِظً٘ اىٍخٔازن‪:‬‬


‫إن الشعب الفلسطٌنً شعب بسٌط مرح ؼٌر معمد رؼم المآسً التً تالحمه وال تمل من التسلط علٌه‪،‬‬
‫وهو شعب ٌحب الفرح رؼم الودٌان السحٌمة التً تفصله عنه و رؼم تكاثر الجراح ‪ ،‬وشعب ٌفهم اللمسة‬
‫الحانٌة المحبة وٌمٌزها بسهولة‪ ،‬وٌعً أهمٌة البسمة والوجه الطلك ولحظات السعادة الفتماده الكثٌر من‬
‫األحبة شهداء وجرحى وأسرى‪ ،‬لذلن فهو شعب وسطً ال إفراط وال تفرٌط ‪ ،‬ال تشدد وال تهاون‪.‬لدٌه‪.‬‬
‫وكذلن كانت فتح وسطٌة المجتمع أو والعٌة الفكر واألداة‪ ،‬وسطٌة أو والعٌة الفهم والوعً الجمعً‬
‫الشعبً‪ ،‬جمعت األطٌاؾ الشعبٌة والمختلفٌن فً نطاق السعً المشترن للنضال بؤشكال متعددة ضمن هدؾ‬
‫التحرٌر والعودة‪.‬‬
‫إن فتح فكر الوطنٌة و الوالعٌة فً الحضارة العربٌة اإلسالمٌة ال تمبل التزمت والتشدد وال تمبل تمسٌم‬
‫الشعب الى مإمن وؼٌر مإمن الى وطنً وؼٌر وطنً‪ ،‬الى أحباب أهلل وأعداء هللا الى أناس مستمٌمٌن‬
‫وآخرٌن معوجٌن‪ ،‬فالكل فلسطٌنً والكل وطنً وذان هو األصل والكل ٌسعى لتحمٌك صٌؽة معادلة الحك‬
‫والنضال فال تشدد وال تطرؾ وال تهاون وال إسفاؾ‪.‬‬
‫إن فخح اىٍجخٍع اىٔشطٖ فٖ ظو حِظٍ٘ات االٗدٗٔىٔجّ٘ صػب غي٘ٓا نث٘را أن‬
‫ُخِافس اىٍِظرَٗ اىٍؤدىجَ٘ نالٌ٘ا‪ ،‬وىهِٓا ناُج دوٌا حِافصًٓ فٖ اىشارع فٖ اىػٍو‬
‫فٖ خدٌث اىشػب نو اىشػب وفً استلهام متطلبات الجماهٌر ولراءة وعٌهم وطموحاتهم الكبٌرة و‬
‫الصؽٌرة فلم تهمل السعً للوصول لكافة فبات الشعب من نجارٌن وحدادٌن وعمال وأطباء ومعلمٌن ومرأة‬

‫‪ٌ 11‬سمٌها بعض المادة فً فتح مناهج النضال‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وطالب وأطفال وعلماء وإعالمٌٌن وفنانٌن‪ ،‬دون تمٌٌز لمن هو منتمً لحركة فتح أو ؼٌر المنتمً لها فً‬
‫تلمس الحاجات وبلوغ المراد‪.‬‬

‫إن فخح اىٔاكػ٘ث اىص٘اش٘ث مشٌبة الجماهٌر فمن انبثك من المحٌط الزاخر ‪ ،‬محٌط الجماهٌر ال‬
‫ٌمكن إال أن ٌكون سمة من سماتها وصفة من صفاتها وتجلً من تجلٌاتها‪.‬‬

‫الوطنٌة‬
‫التركٌز والتخصٌص‬
‫واالولوٌة لتحرٌر‬
‫فلسطٌن بكافة أشكال‬
‫النضال‪.‬‬

‫االستماللٌة‬
‫الوالعٌة السٌاسٌة‬
‫إرادة حرة ومصلحة‬
‫فرسان العمل فً‬
‫الوطن ضمن العمك‬
‫الحضارة العربٌة‬
‫العربً والعالمً‬
‫والعالمً‬ ‫فكر‬ ‫االسالمٌة‬

‫فتح‬

‫التشاركٌة‬
‫الكٌانٌة‬
‫(الدٌممراطٌة‬
‫(م‪.‬ت‪.‬ؾ ‪ ،‬السلطة‬
‫والشفافٌة‪ ،‬العدالة‬
‫الوطنٌة‪ ،‬الوحدة‬
‫والتنمٌة‪ ،‬حموق‬
‫الوطنٌة‪ ،‬الدولة)‬
‫االنسان والمرأة)‬

‫اىٍتادئ‬
‫للحركة احد عشر مبدءا أساسٌا حسب النظام األساسً للحركة‪ ،‬تبرز الهوٌة الثورٌة المستملة‬
‫لها والهوٌة الوطنٌة للشعب الفلسطٌنً وعروبة ارضه وانتمابه الى األمة العربٌة بالعمك الحضاري‬
‫العربً اإلسالمً والمسٌحً‪.‬‬
‫األْداف‬
‫وللحركة أٌضا حسب النظام األساسً خمسة أهداؾ هً‪ :‬تحرٌر فلسطٌن تحرٌرا كامال وإلامة‬
‫دولة فلسطٌنٌة دٌممراطٌة مستملة وبناء مجتمع تمدمً ٌضمن حموق اإلنسان والمشاركة فً تحمٌك‬
‫أهداؾ األمة العربٌة ومساندة الشعوب المضطهدة ‪ ،‬تحولت فً نطاق تبنً سٌاسة المرحلٌة الى‬
‫الثوابت الفلسطٌنٌة المعروفة بالدولة المستملة والسٌادة والمدس والالجبٌن‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اىفيصطِ٘٘ث‪12‬‬ ‫اىثٔاةج‬
‫‪ . 1‬لٌام دولة فلسطٌنٌة مستملة دٌممراطٌة ‪.‬‬
‫‪ . 2‬دولة متواصلة ذات سٌادة ‪.‬‬
‫‪ . 3‬بحدود عام ‪. 1967‬‬
‫‪ . 4‬عاصمتها المدس ‪.‬‬
‫‪ . 5‬حموق الالجبٌن بالعودة والتعوٌض ‪.‬‬

‫خيلث ُلاش ‪ٌ :‬ا ْٖ ش٘اشات اىخِظً٘ ؟‬


‫*ىل تعتقد أن األمهر التالية تسثل سياسات التشظيم في حركة فتح؟ أم انك تراىا ضرورة لتكهن ‪ ،‬أن اعتقدت‬
‫أنيا غير مهجهدة؟‬
‫إحترام التخرص والكفاءات العمسية ‪.‬‬
‫تقديم السرأة في السهاقع داخل التشظيم ‪.‬‬
‫استثسار االنتساء العذائري لمسرمحة الهطشية ‪.‬‬
‫تشسية عقمية السؤسدة والعسل السخظط وأصهل الستابعة ‪.‬‬
‫الشزوع إلعداد لهائح وقهانين لكل عسل‪ ،‬ولجشة ‪.‬‬
‫السرونة في التعامل مع السذكالت وقانهن السحبة ‪.‬‬
‫عدم استخدام القهانين كديف عمى الرقاب ‪.‬‬
‫تكريس الديسقراطية ودورية االنتخابات في األطر كافة ‪.‬‬
‫احترام السشاضمين والسعتقمين والفعل الشزالي ‪.‬‬
‫احترام الدين وعادات الذعب وتاريخشا ‪.‬‬
‫رفض التظرف والتزمت واستغالل الدين ‪.‬‬
‫الفرل بين االنتساء الحركي‪ ،‬والعسل في الدمظة ‪.‬‬
‫لكادر التشظيم أطره ‪ ،‬والكادر العدكري لو أطره الخاصة ‪.‬‬
‫تشسية مهارد التشظيم عبر السذاريع واالشتراكات واستجالب الدعم ‪.‬‬
‫دعم الحزهر الفاعل لمحركة في الشقابات والبمديات والجامعات والشهادي ومؤسدات السجتسع السدني األخرى ‪.‬‬
‫التثقيف والتدريب يرتبط بالعسق الهطشي ‪ ،‬وتشسية القدرات وتحقيق االنجاز والعسل بروح الفريق‪.‬‬
‫*اذكر دورك في تنفيذ سياسات التنظيم‪ ،‬ودور إطارك‪.‬‬

‫‪ 12‬وهً بالحمٌمة للتسمٌة علمٌا االهداؾ الفلسطٌنٌة المرحلٌة ما تتفك علٌه كافة الفصابل بما فٌها حماس (أنظر وثٌمة حماس‬
‫عام ‪ )2017‬عدا الجهاد االسالمً‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫واىفهرة‪13‬‬ ‫ثاُ٘ا‪ :‬خرنث فخح‬
‫عرافا أو منجما أو كاهنا ولم ٌكن ٌحتاج ألن ٌكون أي‬
‫لم ٌكن ٌاسر عرفات لٌتنبؤ بالمادم‪ ،‬فلم ٌكن ّ‬
‫من هإالء عندما ش ّخص صعوبة الدرب ومشاق النضال وحجم العمبات والعوابك التً تعترض وستعترض‬
‫العمل الفدابً‪.‬‬

‫منذ الرصاصة األولى بل وما لبلها‪ ،‬ربما لمزاٌاه المٌادٌة وامتالكه للرإٌة وحسن النظر كان ٌدرن‬
‫ظم المسإولٌة الملماة على عاتك الرواد األوابل ‪ ،‬ف ِعظم التضحٌات ٌجب أن تناظر ِعظم المضٌة ‪ ،‬وعظمة‬‫ِع َ‬
‫الرجال ال تظهر إال بالمهام العظٌمة ‪ ،‬والمهام العظٌمة هً دوما صعبة ولد ٌراها أصحاب الهمم النافمة‬
‫مستحٌلة‪ ،‬ومن هنا كان المرار صعبا أن تنطلك حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً – فتح بعد النكبة عام‬
‫?;@‪. 8‬‬

‫تلن النكبة التً خلفت صدمتها للوهلة األولى حطاما بشرٌا ونفسٌا واجتماعٌا وثمافٌا عكس نفسه‬
‫بالذهول والتشتت وافتماد السند واالحباط الشدٌد‪ ،‬وعكس نفسه بالبحث عن الذات فً ظل الضٌاع الذي‬
‫أصاب األمة والشعب الفلسطٌنً فطفك ٌبحث عن حمٌمة هوٌته فٌؽرؾ من األفكار "الصلبة" التً افترضت‬
‫بذاتها الكمال أو المداسة‪ ،‬وافترضت بذاتها المطلك والشمولٌة ‪ ،‬وافترضت بذاتها االنتصار بالشعارات‬
‫واالمتداد‪.‬‬

‫الفلسطٌنٌون‪-‬بعد تجاوز الصدمة نفسٌا‪-‬هم الذٌن رفضوا اإلبحار طوٌال فً مركب البإس والٌؤس‬
‫واإلحباط فتوزعوا بٌن تٌارات األمة الكبرى آنذان وهً التٌارات أو األحزاب التً تولدت إثر صراع عمٌك‬
‫داخل األمة‪ٌ .‬مول صالح خلف (أبوإٌاد) الشهٌر بخطاباته الحماسٌة التحفٌزٌة المفعمة باألمل عن "الحفنة‬
‫الطٌبة من الشباب التً انطلمت" أنهم "جمعوا ٌؤس األمة العربٌة وحولوه إلى آمال"‬

‫(فً عام ‪ 56:9‬عندما انطلمت حركة فتح لم ٌكن عددنا كبٌرا‪ ،‬كان العدد بسٌطا جدا‪ ،‬وإنما كانت‬
‫الفكرة فً نظرنا كبٌرة جدا‪ ،‬ألننا كنا نعتمد أن الرصاصات التً سنطلمها فً األراضً المحتلة‪ ،‬ال ٌمكن أن‬
‫تعٌد لنا فلسطٌن‪ ،‬إنما هذه الرصاصة لها مردود على نفسٌة اإلنسان الفلسطٌنً‪ ،‬ال بد أن ٌشعر اإلنسان‬
‫أنه موجود أوال) وٌضٌف صالح خلف (أبوإٌاد) فً موضع آخر (ألول نحن كشعب فلسطٌنً كان ال بد أن‬
‫نعود إلى الخارطة السٌاسٌة‪ ،‬لٌمة كل نضال شعبنا فً عام ‪ 56:9‬أنه أعاد هذا الشعب الفلسطٌنً إلى‬
‫‪14‬‬
‫الخارطة السٌاسٌة)‬

‫‪ 13‬حركة فتح والبحث عن الؽٌمات الماطرة عنوان هذا الفصل من كتاب‪ :‬بكر أبوبكر‪ ،‬االنطاللة االؼتسال بالمطر واالنتصار‪،‬‬
‫دار االمٌن‪ ،‬رام هللا‪ -‬فلسطٌن‪2018 ،‬‬

‫‪14‬كتاب من إصدار مكتب الشإون الفكرٌة والدراسات فً حركة فتح تحت عنوان الفكر الوطنً الثوري فً الممارسة‪ :‬من‬
‫خطب الشهٌد أبوإٌاد‪،‬الطبعة‪ 2‬عام ‪ 2008‬وااللتباسٌن من ص ‪ 67‬ومن ص ‪ ،137‬والجملة األولى الٌؤس واآلمال ص‪145‬‬

‫‪13‬‬
‫ُٓٔض أٌث وحشظٖ أخرى‬

‫تشظت األمة العربٌة واألمة االسالمٌة على مدار زمنً طوٌل ارتبط بالنهوض األوروبً الذي‬ ‫ّ‬
‫ترافك مع تؽلؽل عملٌة الهٌمنة واالستعمار واالستبداد االوربً الذي وجد شكله الحمٌمً من خالل احتالل‬
‫طهر والتمدم للرجل األبٌض ‪ ،‬وتحت مدامن الفكر العنصري الذي‬ ‫أراضً الؽٌر تحت ادعاءات النماء وال ُ‬
‫أباح النظر لأللوام األخرى من زاوٌة السٌد المطاع الذي ٌحمل الحضارة للوحوش وهو السٌد الذي ٌنبؽً‬
‫من االتباع الطاعة له وتمدٌم المرابٌن والشكر إلل ِه ِه‪.‬‬

‫كان المطلوب فً ظالم (االستعمار) الغربً أن تمدم الشعوب ثمافتها وروحها ودٌنها ولومٌتها‬
‫وإنسانٌتها وخٌراتها وأرضها فداء للرجل األبٌض الذي افترض امتالكه لكل الحمائك وافترض امتالكه‬
‫للحمٌمة الدٌنٌة ‪ ،‬وافتراض أن هٌمنته تشكل لدرا على اآلخر أن ٌنصاع له ‪ ،‬فسوغت العملٌة االستعمارٌة‬
‫لنفسها النظرة االستعالئٌة واالحتمارٌة لشعوب األرض فاستعبدتها فً فترات الصرع االسبانً البرتؽالً‬
‫على المستعمرات ‪ ،‬وما تالها من فترة الصرع االستعماري الثمافً – االلتصادي االنجلٌزي الفرنسً ‪ ،‬هذا‬
‫الصراع الذي حط رحاله فً منطمتنا العربٌة بموة منذ المرن التاسع عشر ثم تؤلك إثر الحربٌن االوروبٌتٌن‬
‫الكبرٌٌن (المسمٌتٌن الحرب العالمٌة االولى والثانٌة) ‪ ،‬وما كان للنزاع السلطوي ونزاع النفوذ والمصالح‬
‫االلتصادٌة إال متوافما فً هذه العملٌة مع نزعات التفوق والتً وجدت ضالتها بعد تحطم االمبراطورٌة‬
‫العثمانٌة‪.‬‬

‫فيصطَ٘ فٖ ثالثث وجٔه اشخػٍارٗث‬

‫نالت المنطمة العربٌة العنت واالضطهاد واالستعمار الال أخاللً سواء فً مناطك االحتالل والهٌمنة‬
‫فً الخلٌج العربً من البرتؽالٌٌن (تمكن البرتؽالٌون من الوصول إلى الهند بعد اكتشافهم لطرٌك رأس‬
‫الرجاء الصالح وسرعان ما أسسوا لهم إمبراطورٌة فً الشرق‪ .‬فً عام ‪1507‬م تمكن اسطول برتؽالً‬
‫ٌموده ألفونسو دي ألبوكٌرن من احتالل مسمط وصحار وخور فكان ثم هرمز التً ولع ملكها اتفالٌة الوالء‬
‫للتاج البرتؽالً‪ ،‬فً عام ‪ 1521‬سمطت البحرٌن بٌد البرتؽالٌٌن‪ ،).‬ومن االنجلٌز الحما‪ ،‬أو فً الجزابر منذ‬
‫احتالل واستعمار الجزابر العام (‪8?:1‬م) ‪ ،‬ثم بلؽت ذروتها بعد الحرب (االوروبٌة – العالمٌة االولى‬
‫;‪8@8?-8@8‬م) واالتفاق على تمسٌم العالم العربً فً (ساٌكس بٌكو عام =‪ )8@8‬ثم فً (سان رٌمو) عام‬
‫‪ ، 8@91‬وما كان ذلن بؽرٌب على العملٌة التً ال ترى فً اآلخر إال خادما وعبدا ‪ .‬ومن هنا ولعت فلسطٌن‬
‫فً صلب المخطط االستعماري االوربً على ثالثة أوجه‪:‬‬

‫كان الوجه األول منه هو‪ :‬ضمان الهٌمنة واالغتصاب والسٌطرة األبدٌة على ممدرات األمة‬
‫والمنطمة االلتصادٌة والجغرافٌة والثمافٌة والروحٌة بفصل جزبٌها الشرلً والؽربً الى األبد‪ ،‬وبتفتٌتها‬
‫الى كٌانات متحاربة ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫والوجه الثانً من المخطط االستعماري هو تغلغل عمدة العمل االستعماري المتفوق الغربً الذي‬
‫ٌري اآلخر مؤمورا أو منبوذا أو مس ّخرا نتٌجة ارتباط هذه العملٌة ببُعدها االلتصادي التوسعً (تحولت‬
‫"شركة الهند الشرلٌة المحترمة" البرٌطانٌة من مشروع تجاري تؤسس عام ‪1600‬م إلى مإسسة تحكم جمٌع‬
‫الوالٌات الهندٌة وجمٌع مستعمرات التاج البرٌطانً فً المنطمة وذلن بدعم سٌاسً وعسكري من برٌطانٌا‪).‬‬
‫وببُعدها العنصري الذي ٌستؽل االختالؾ العمدي فً االلصاء عوضا عن التمبل‪ ،‬وهو ما ناله ٌهود أوروبا‬
‫الذٌن تمرر أن ٌُستبعدوا من المارة وفً ذات الولت ٌشرخوا منطمتنا فٌتحمك للؽرب االستعماري و (للحركة‬
‫الصهٌونٌة الحما) أن ٌضربوا عدة عصافٌر بحجر واحد‪.‬‬

‫أما الوجه الثالث فكان تحمٌك الدول الؽربٌة لتواصل احتكار العلم والزراعة المتطورة والصناعة‬
‫والتمدم والتمانة (التكنولوجٌا)‪ ،‬فولعت فلسطٌن فً (بإرة) الحدث االستعماري ولؤلسباب الكثٌرة التً مٌزت‬
‫جغرافٌتها ومولعها وأساطٌر التناخ (التوراة وملحماتها) التً أعٌد تحرٌفها لتُفهم وكؤنها تتحدث عن‬
‫بالدنا‪.‬‬

‫ٌمول ٌاسر عرفات (ومن هنا ٌبدأ جذر المشكلة الفلسطٌنٌة‪ ،‬أن هذا ٌعنً أن أساس المشكلة لٌس‬
‫خالفا دٌنٌا أو لومٌا بٌن دٌنٌن أو لومٌتٌن ولٌس نزاعا على حدود بٌن دول متجاورة‪ ،‬انها لضٌة شعب‬
‫‪15‬‬
‫اغتصب وطنه وشرد من أرضه لتعٌش أغلبٌته فً المنافً والخٌام‪).‬‬

‫ةرٗطاُ٘ا واالخخالل اىصُٖٓ٘ٔ‬

‫نالت المنطمة العربٌة من الضؽط والمسوة واالستعمار ما جعل من الكٌانات الناشبة بموة وإرادة‬
‫أبطال التحرر واالستمالل العرب ٌسعون لبناء هذه البلدان والسعً لتمدمها‪ ،‬ولكن من مولؾ ضعٌؾ مرتبط‬
‫بشكل أو بآخر بالدولة التً احتلتها أكانت برٌطانٌا أو فرنسا (أو إٌطالٌا أو إسبانٌا أو البرتؽال) إال أن‬
‫فلسطٌن كانت لضٌة مركبة فعل فٌها العمل الغربً االستعماري أبشع جرٌمة فً المرن العشرٌن (والواحد‬
‫وعشرٌن) وهً جرٌمة وضع بممتضاها عدد من أتباع دٌانة محددة من لومٌات متعددة وهم اتباع الدٌانة‬
‫الٌهودٌة األوروبٌٌن خاصة مكان سكان فلسطٌن العرب فً آلٌة تهجٌر وطرد وإحالل برزت بذورها منذ‬
‫العام ‪ 8??8‬م ثم فً مإتمر (بانر‪ -‬كامبل) <‪ 8@1> – 8@1‬فً لندن وصوال لتحالؾ العمل الؽربً مع‬
‫الحركة الصهٌونٌة (منذ مإتمر بازل >@?‪8‬م) فتولى االنجلٌز منذ احتاللهم لفلسطٌن وعبر ما ٌسمى (صن‬
‫االنتداب) عام ‪ 8@99‬المٌام بهذه المهمة الالأخاللٌة‪.‬‬

‫ولعت فلسطٌن فً لبضة عملٌة الهٌمنة واالستعمارالثمافً وااللتصادي‪ ،‬واإلحالل فسهلت الهجرة‬
‫سرت سرلة األرض‪ ،‬ثم عمدت النشاء الكٌان فولعت نكبة العام ?;@‪ 8‬التً دفعت بالشباب‬ ‫الٌهودٌة وٌ ّ‬
‫الفلسطٌنً ألن ٌؤخذ بزمام المبادرة ضمن فهم عمٌك لجذور المشكلة ‪،‬وفً تطور وعً استؽرق زمنا طوٌال‬
‫لٌحدد من خالله حجم الموى والتدافع الدولً ‪ ،‬ثم لٌرى حجم لوته وامتداداتها فٌرى بوضوح أٌن ٌمؾ من‬

‫‪15‬من خطاب أبوعمار فً االمم المتحدة عام ‪1974‬‬

‫‪15‬‬
‫كل ذلن‪ ،‬ففلسطٌن لد سمطت بٌن أٌدي إحتاللٌن اجنبٌٌن انجلٌزي وصهٌونً‪ ،‬ثم ترن األمر كله للماعدة‬
‫المتمدمة للؽرب الذي ورث سطوته وهٌمنته الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة‪.‬‬

‫لال الخالد فٌنا الراحل ٌاسر عرفات من على منصة االمم المتحدة فً نٌوٌورن عام ;>@‪( :8‬ترجع جذور‬
‫المشكلة الفلسطٌنٌة إلى أواخر المرن التاسع عشر أو بكلمات أُخرى إلى ذلن العهد الذي كان ٌسمى عصر‬
‫االستعمار واالستٌطان وبداٌة انتمال إلى عصر اإلمبرٌالٌة حٌث بدأ التخطٌط الصهٌونً_ االستعماري‬
‫أوروبا كما كان الحال بالنسبة للغزو االستٌطانً إلفرٌمٌا ‪ .‬فً‬
‫لغزو أرض فلسطٌن بمهاجرٌن من ٌهود ُ‬
‫تلن الحمبة التً توطدت فٌها سطوة عتاه االستعمار المادمٌن من الغرب إلى أفرٌمٌا وآسٌا وأمرٌكا‬
‫الالتٌنٌة لالستٌطان وإلامة المستعمرات وممارسة أشد أشكال االستغالل واالضطهاد والنهب لشعوب‬
‫المارات الثالث ‪ .‬إنها الحمبة التً ما زلنا نشهد آثارها العنصرٌة البشعة فً الجنوب اإلفرٌمً وكذلن فً‬
‫فلسطٌن ‪.‬‬

‫وكما استخدم االستعمار والمستوطنون أفكار ((التمدن والتحضر)) لتبرٌر الغزو والنهب والعدوان‬
‫فً إفرٌمٌا وغٌرها ‪ .‬كذلن استخدمت هذه الذرائع لغزو فلسطٌن بموجات المهاجرٌن الصهاٌنة ‪ .‬وكما‬
‫استخدم االستعمار والمستوطنون الدٌن واللون والعرق والغة لتمرٌر عملٌة استغالل الشعوب وإخضاعها‬
‫بالتمٌٌز والتفرلة واإلرهاب فً إفرٌمٌا ‪ ،‬كذلن استخدمت هذه األسالٌب الغتصاب الوطن الفلسطٌنً‬
‫واضطهاد شعبه ومن ثم تشرٌده‪.‬‬

‫وكما استخدم االستعمار ‪ ،‬ولتئذ ‪ ،‬المحرومٌن والفمراء والمستغلٌن كولود لنار عدوانه ‪،‬‬
‫ومرتكزات االستٌطان‪ ،‬كذلن استخدم االستعمار العالمً والمادة الصهاٌنة الٌهود المحرومٌن والمضطهدٌن‬
‫فً أُوروبا كولود للعدوان ومرتكزات لالستٌطان والتمٌٌز العنصري ‪.‬‬

‫إن اإلٌدٌولوجٌة الصهٌونٌة التً استخدمت ضد شعبنا الستٌطان فلسطٌن بالغزاة الوافدٌن من‬
‫الغرب استخدمت فً الولت ذاته اللتالع الٌهود من جذورهم فً أوطانهم المختلفة ولتغرٌبهم عن األمم‪.‬‬

‫إنها أٌدٌولوجٌا استعمارٌة استٌطانٌة عنصرٌة تمٌٌزٌة رجعٌة تلتمً مع الال سامٌة فً منطلماتها‪،‬‬
‫بل هً الوجه اآلخر للعملة نفسها‪ .‬فعندما نمول أن تابعً دٌن معٌن هو الٌهود‪ ،‬أٌا كان وطنهم‪ ،‬ال‬
‫ٌنتسبون إلى ذلن الوطن وال ٌمكن أن ٌعٌشوا كمواطنٌن متساوٌن مع بمٌة المواطنٌن من الطوائف‬
‫األخرى‪ ،‬فإن تلن اللماء مباشر مع دعاة الالسامٌة‪ ،‬وعندما ٌمولون أن الحل الوحٌد لمشكلتهم هو أن‬
‫ٌنفصلوا عن األمم والمجتمعات التً هم جزء منها عبر تارٌخ طوٌل‪ ،‬ثم ٌهاجرون لٌستوطنوا أرض شعب‬
‫‪16‬‬
‫آخر وٌحلوا محله بالموة واإلرهاب ٌؤخذون من غٌرهم المولف نفسه الذي أخذه دعاة الالسامٌة منهم‪).‬‬

‫‪ٌ 16‬مثل خطاب الربٌس الراحل والفدابً االول ٌاسر عرفات رحمه هللا فً االمم المتحدة ‪ 1974/11/13‬مفتاحا حمٌمٌا لفهم‬
‫االستعمار واالحتالل وما ٌعد بالفعل وثٌمة تارٌخٌة تستحك أن تدرس فً مدارس فلسطٌن واألمة جمعاء‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫شلٔط جغراف٘ا فيصطَ٘ وجدل اىدو‬

‫فً ظل جدل الصراع وأصوله وكٌفٌة مواجهة تحدٌات التشظً والتشرذم لألمة فً بلدانها وممدرتها‬
‫وحضارتها وثمافتها برزت االفكار الكبرى الثالثة تلتمس الحل النهابً وتصبو لإلجابة على كل األسبلة ومن‬
‫هنا نمى التٌار المومً وبرز االسالمً وكان لالشتراكً ظهورا ومكانة‪.‬‬

‫سمطت جغرافٌا فلسطٌن بٌن أٌدي الحركة الصهٌونٌة بتسهٌالت كان ال غنى عنها من (االنتداب‬
‫البرٌطانً) ‪ ،‬ولم ٌكن الشعب العربً الفلسطٌنً إزاء ذلن مستكٌنا وال مستسلما وال خانعا‪ ،‬وإنما كان ثائرا‬
‫شجاعا ممداما لدم الهبّات والثورات منذ العام ‪ 5656‬ثم فً العشرٌنٌات‪ ،‬وهبّة البراق عام @‪( 8@9‬تعود‬
‫الٌوم المضٌة فً حابط البراق والمسجد األلصى المبارن ككل لتؽلؽل العملٌة التوراتٌة الخرافٌة فً المجتمع‬
‫االسرابٌلً فً فلسطٌن) فالنشاط التنظٌمً للشٌخ عزالدٌن المسام ثم ثورة =‪ 8@:@ – 8@:‬وما رافمها من‬
‫أسالٌب نضال عدة كان لألخ العربً فٌها دورا واضحا بؽض النظر عن دٌنه أو مذهبه ‪ ،‬ومع سموط‬
‫الجؽرافٌا برز العلم السٌاسً الجدٌد الذي ٌعلن والدة دولة (اسرابٌل) على أشالء فلسطٌن الممزلة جؽرافٌا‬
‫فكانت النكبة التً ما زالت حٌّة فٌنا كفلسطٌنٌٌن وكمالٌٌن من الالجبٌن المتوزعٌن على أصماع المعمورة‬
‫ّ‬
‫المعطر‪.‬‬ ‫الذٌن سٌك ّحلون أعٌنهم مهما طال الزمن بكحل فلسطٌن وهوابها‬

‫فً هذا الخضم من التارٌخ واألفكار‪ ،‬وفً هذه البٌئة الصعبة حٌث المرواحة بٌن الٌؤس واألمل‬
‫وبٌن االحباط والعمل وبٌن السلبٌة وعملٌة االبداع االٌجابٌة اختطت حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً‪-‬‬
‫فتح تارٌخا جدٌدا منذ العام ;‪ 569‬حٌث تعالت الهمسات لتنشئ كٌانا أعلن عن ذاته بموة عام ‪.56:9‬‬

‫فلسطٌن فمدت الجؽرافٌا بإنشاء الكٌان االسرابٌلً‪ ،‬لمد طحنتها دهالٌز السٌاسة لتنشئ فوق جسدها‬
‫كٌانا جدٌدا ‪ ،‬كان البد من أن ترفضه هذه الجغرافٌا (األرض) وأهلها بؤشكال عدة لٌس أولها الكفاح المسلح‬
‫أو حرب الشعب طوٌلة األمد (النفس) ولٌس آلخرها المماومة الشعبٌة المنتصرة الٌوم والمحصنة بؽضبة‬
‫المدس أو هبة أو انتفاضة المدس (<‪ )918‬التً ال تحتاج لكثٌر جهد لتعلن أن هذا الشعب ال ٌنسى وال ٌٌؤس‬
‫وال تخور لواه مهما جهدت (اسرابٌل) فً محاوالت احتالل التارٌخ عبر وسابط المادة بؽرس المستوطنات‬
‫(المستعمرات أو المستدمرات) بٌن ثناٌا الجسد أو شك الجسد الذي توافك الفلسطٌنٌون أن ٌمٌموا فٌه دولتهم‬
‫المستملة دولة فلسطٌن على جزء صؽٌر من أرض فلسطٌن‪.‬‬

‫خرنث ضد اىشٍٔى٘ث واالكصائ٘ث‬

‫إن مسٌرة حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً‪ -‬فتح لم تكن لتإمن بهٌمنة األفكار الشمولٌة سواء‬
‫تلن المومٌة الشوفٌنٌة أو االسالموٌة أو الشٌوعٌة فخلعت كل العباءات البرالة‪ ،‬ولررت أن الملعب األول‬
‫صص نضالها نحو لضٌة واحدة فمط هً لضٌة وطن لضٌة فلسطٌن ومن هنا‬ ‫وتكرس وتخ ّ‬
‫ّ‬ ‫لها هو أن تركّز‬
‫ف هم الفتحوٌون طبٌعة تمٌزهم الحمٌمً منذ الٌوم األول والبالغ األول (بالغ لوات العاصفة) ومنذ (هٌكل‬

‫‪17‬‬
‫البناء الثوري) واستطرادا فً أدبٌات الحركة ‪ ،‬ومسارها النضالً الذي ارتمى درجات النضالٌة والثورٌة‬
‫من درجة الثورٌة المثالٌة الى الثورٌة الوالعٌة‪.‬‬

‫رفض رواد حركة فتح فكر جماعة (االخوان المسلمٌن) الحصري االلصابً الذي ٌمدس الفكرة‬
‫وحاملٌها معا كما ٌمدّس الجماعة على حساب األمة‪ ،‬رفض فكرهم السٌاسً النظري ؼٌر العملً‪ ،‬فكرهم‬
‫الذي ٌجمد الصراع لدواعً ادعاء المظلومٌة والسجن وعدم توفر الظروؾ‪ ،‬فخرج عدد ممن انتموا للجماعة‬
‫‪-‬فً ؼزة خاصة‪ -‬على لاعدة أن فلسطٌن تجمعنا‪ ،‬لٌنهضوا من أجل فلسطٌن ال من أجل فكر االخوان‬
‫المسلمٌن (خلٌل الوزٌر وأبوٌوسف النجار وصالح خلف‪ ،)...‬وتاللوا مع زمالبهم الذٌن لم ٌنتموا ألي حزب‬
‫أبدا اال حزب فلسطٌن كما هو شؤن ٌاسر عرفات ود‪.‬عادل عبدالكرٌم ومحمود عباس وهانً الحسن‪،‬‬
‫ولٌلتموا مع أولبن ممن خرجوا من حزب البعث العربً االشتراكً (فاروق المدومً كمثال)‪ ،‬وأولبن الذٌن‬
‫طلّموا الشٌوعٌة والفكر الماركسً‪-‬اللٌنٌنً الحزبً (ماجد ابوشرار‪ )...‬والذٌن تركوا حزب التحرٌر‬
‫(االسالمً) (مثل خالد الحسن) وؼٌرهم‪ ،‬فكان هذا اللماء الجامع الذي خلع األردٌة الحزبٌة الضٌمة لماء بٌن‬
‫األنوٌة المتعددة فً ؼزة والضفة والخلٌج العربً وألمانٌا والنمسا (بدأت التباشٌر بعد العام ?;@‪ 8‬وصوال‬
‫للنشؤة عام ><@‪ 8‬ثم االنطاللة عام <=@‪ 8‬واالنطاللة الثانٌة عام ?=@‪8‬م)‪ ،‬ومثّل هذا اللماء أٌضا التماء‬
‫أفكار سٌاسٌة متعددة اتفمت على أولوٌة فلسطٌن‪ ،‬واتفمت على ضرورة اشعال جمرة النضال‪ ،‬واتفمت‬
‫على تطلٌك االحزاب الشمولٌة التً تهمش فلسطٌن‪ ،‬وتتلهى بؤفكار إلصائٌة لآلخر‪ ،‬أفكار شمولٌة أفكار ال‬
‫دٌممراطٌة أفكار ال ترى بنفسها اال النهج االوحد التً لتلتنا سابما وعادت لتدمرنا الٌوم‪ ،‬فكانت حركة فتح‬
‫الحاضنة للكل الفلسطٌنً بفئاته وتنوعاته‪ ،‬ومازالت‪.‬‬

‫ٌمول محمود عباس (أبومازن) ردا على سإال حول الوحدة والتنوع داخل حركة فتح بدٌال للحزبٌة‬
‫منذ البداٌات (لتبمى األفكار كما هً‪ ،‬لكنه ممنوع االرتباط بؤي حزب‪ ،‬فمط فً الحركة‪ ،‬فكان التنظٌم ٌضم‬
‫كل االتجاهات تمرٌبا‪ ،‬كان هنان إخوان وبعثٌون‪ ،‬لومٌون عرب‪ ،‬وكان الكثٌر من الشباب فً الحركة لد‬
‫دخلوا حزب البعث‪ ،‬ولم ٌمتنعوا‪ ،‬وكذلن حركة المومٌٌن العرب‪ ،‬واإلخوان المسلمٌن‪ ،‬وتركوا‪ ،‬ووجدوا فً‬
‫‪17‬‬
‫حركة فتح ضالتهم‪)...‬‬

‫لمد مٌزت حركة فتح بوضوح بٌن حمٌمة الفهم ‪،‬وصدق التحلٌل المشفوع بحمائك الجغرافٌا‬
‫والتارٌخ والمانون والسٌاسة‪ ،‬ولكنه المرتبط بالرإٌة االستراتٌجٌة التً تفهم جٌدا صراع الموى‬
‫والمعسكرات وطبٌعة تماطع المصالح‪ ،‬فرأت أن المحرن فً المضاٌا العالمٌة لم ٌكن هو المٌم واألخالق‬
‫والعدالة‪ ،‬وإنما هذا الكم الهائل من التوحش الؤلخاللً االستعماري سواء فً الفكر الغربً أو الفكر‬
‫‪18‬‬
‫الصهٌونً االحاللً الذي بدأ استعمارٌا (لومٌا) لٌنتهً الٌوم (عنصرٌا) (توراتٌا) دٌنٌا خرافٌا‪.‬‬

‫‪17‬كتاب لمكتب الشإون الفكرٌة والدراسات لحركة فتح‪ ،‬تحت عنوان صفحات مشرلة من تارٌخ الثورة الفلسطٌنٌة‪،‬مع الربٌس‬
‫محمود عباس‪ ،‬الطبعة ‪ 2‬عام ‪ 2010‬ص ‪20‬‬

‫‪ٌ18‬مول د‪.‬عمار علً حسن‪" :‬اإلستراتٌجٌة تتسم بؤنها «استبالٌة تولعٌة»‪ ،‬إن لم تكن «تنبإٌة»‪ ،‬وهذا االستباق ٌرمً إلى‬
‫رعاٌة المصالح الوطنٌة وحماٌتها مما ٌخببه المستمبل‪ ،‬ولذا ال ٌجب أن ٌموم على التمدٌرات الجزافٌة أو الخٌاالت األسطورٌة‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫ٌراخو وغٍ٘ات غرفات‬

‫إن ٌاسر عرفات الذي أجهد نفسه طوال حٌاته وهو ٌبحث عن الؽٌمات الماطرة ‪ ،‬ووجد بعضا منها‬
‫فحمك انتصارات هنا وهنان وأرادها تراكمٌة ‪ ،‬وصدّر عبمرٌة الحث هذه لمضمون فعل حركة فتح التً‬
‫آمنت بالمبادرة والمبادأة واإلنجاز فلم تمؾ خلؾ المصداح "المٌكرفون" تنشر وتصرخ فمط ‪ ،‬وإنما جعلت‬
‫م ن (الحركة) فعال اٌجابٌا ‪ ،‬فحٌث تكون الممدرة على تحمٌك انجاز (أكان وطنٌا شعبٌا ‪ ،‬أو عسكرٌا ‪ ،‬أو‬
‫لانونٌا ‪ ،‬أو سٌاسٌا ‪ ) ...‬كانت ال تتوانى عن خوض ؼمار الحرب لتحمٌمه وهذا ما كان فكانت االنطاللة عام‬
‫<=@‪ ، 8‬وكانت الحرب الشعبٌة طوٌلة األمد والكفاح المسلح بإشكاله المتعددة (<=@‪ )8@>; – 8‬وكان‬
‫العمل السٌاسً ٌحصد زرع العمل العسكري (;>@‪ 19)8@?> – 8‬ثم كانت اإلرادة الشعبٌة الجماهٌرٌة تعبر‬
‫بموة عن حضورها ودورها المباشر فً أرض الوطن عبر انتفاضة الحجارة التً كان فٌها خلٌل الوزٌر‬
‫(ابو جهاد) أول الرصاص أول الحجارة مع شبٌبة الفتح وفلسطٌن فً الوطن (>?@‪ ،)8@@: – 8‬وباالنتمال‬
‫لعناق البناء والتكرٌس للوطن من نافذة اتفالٌات المرحلة االنتمالٌة (;@@‪8@@@ – 8‬م) التنصت حركة فتح‬
‫ؼٌمة ماطرة فؤعادت مبات اآلالؾ من المناضلٌن للوطن وكرست آلٌات التشبث باألرض‪ ،‬ورسخت مفهوم‬
‫معول البناء ومنجل الحصاد وإرادة الثابر فً بناء مدامٌن الدولة الفلسطٌنٌة المادمة‪ ،‬فماذا حممنا؟‪.‬‬

‫بال شن أن النجاحات السٌاسٌة كانت ذات طبٌعة تراكمٌة فً النضال الفلسطٌنً وفً جهود حركة‬
‫فتح المضنٌة منذ اعالن الدولة عام ??@‪ 8‬فً العاصمة الجزابر على ولع انتفاضة الحجارة‪ ،‬ثم انتفاضة‬
‫األلصى (‪911;-9111‬م) وصوال الى إعالن العالم اعترافا أممٌا بفلسطٌن دولة (ؼٌر عضو) فً األمم‬
‫المتحدة (لرار الجمعٌة العامة لألمم المتحدة >=‪ 8@/‬هو لرار صوتت علٌه الجمعٌة العامة لألمم المتحدة‬
‫فً @‪ 9‬نوفمبر ‪ ،9189‬وهو تارٌخ الٌوم العالمً للتضامن مع الشعب الفلسطٌنً‪ .‬لدم االلتراح ممثل فلسطٌن‬
‫فً األمم المتحدة‪ .‬التصوٌت كان لمنح فلسطٌن صفة دولة ؼٌر عضو فً األمم المتحدة‪ .‬فً األساس‪ٌ ،‬رلً‬
‫المرار مرتبة فلسطٌن من كٌان ؼٌر عضو إلى دولة ؼٌر عضو‪ .‬مع رفض الحكومة اإلسرابٌلٌة المرار‪ ،‬إال‬

‫إنما دراسة االحتماالت والسٌنارٌوهات‪ ،‬ووضع االفتراضات والمنطلمات‪ ،‬والتً تكون بدورها مشروطة بما ٌجري على‬
‫األرض‪ ،‬وباإلمكانات المتاحة"‪.‬‬

‫‪ 19‬لال ٌاسر عرفات أمام االمم المتحدة فً خطابه التارٌخً ‪" :1974/11/13‬وإننا حٌن نتكلم من على هذا المنبر الدولً‬
‫فإن ذلن تعبٌر فً حد ذاته عن إٌماننا بالنضال السٌاسً والدبلوماسً مكمالً معززا ً لنضالنا المسلح وتعبٌر عن تمدٌرنا للدور‬
‫الذي ٌمكن لألُمم المتحدة أن تموم به فً حل المشكالت العالمٌة"‪ ،‬ومثلت عبارة "العمل العسكري ٌزرع والعمل السٌاسً‬
‫ٌحصد‪ ،‬ومجنون من ٌزرع وال ٌحصد" واحدة من أشهر مموالت هانً الحسن‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أن ربٌس الوزراء السابك إٌهود أولمرت عبر عن تؤٌٌده له‪ .‬أٌد المرار ?‪ 8:‬دولة‪ ،‬وعارضته @ دول‪،‬‬
‫وامتنع عن التصوٌت ‪ ،;8‬وتؽٌبت خمس‪ ).‬ثم النجاحات التً جعلت من مطاردة الكٌان االسرابٌلً فً‬
‫المإسسات الدولٌة هدفا لنا وهاجسا لإلسرابٌلٌٌن وتكاتفت هذه النجاحات (أو االنتصارات) الهامة مع تواصل‬
‫الفعل المٌدانً الٌومً من خالل المماومة الشعبٌة السلمٌة المتواصلة منذ العام <‪911‬م‪.‬‬
‫ّ‬
‫ةِدك٘ث وٌفخاح وٌطارة‬

‫على الدرب الطوٌل سار رجاالت حركة فتح ‪ ،‬كانوا ٌحملون فً جعبتهم بندلٌة ومفتاح و مطرة‬
‫(زمزمٌة)‪ ،‬فً األداة األولى أي البندلٌة فتحوا الطرٌك نحو بعث المضٌة من النسٌان ‪ ،‬فبدون الكفاح‬
‫المسلح والحرب الشعبٌة طوٌلة األمد ما كان للفتح أن ٌكون السٌما والنسٌان والتجاهل واالنكسار كان‬
‫ٌرخً بذٌوله على سماء األمة العربٌة واالسالمٌة خاصة فترة الخمسٌنٌات والستٌنٌات من المرن‬
‫العشرٌن‪.‬‬

‫وحمل الفدائً مفتاح العودة فً جٌبه وما زال ٌحمله ولن ٌتخلى عنه ألن العودة ومهما طالت‬
‫األٌام والسنون متحممة باألجٌال‪ ،‬فكما أن األرض تعلن ٌومٌا أنها ألصحابها العرب الفلسطٌنٌٌن فإن‬
‫أصحا بها فً الشتات ٌتشبثون بحزب العودة‪ ،‬فهً العودة التً ال محٌد عنها مهما كثرت العمبات وتكاثفت‬
‫األكاذٌب وأحدلت بنا المإامرات‪ .‬وحمل الفدائً فً جعبته م ّ‬
‫طارة لٌمؤلها بالماء كلما اشتد به عطش لذلن‬
‫لضى الفلسطٌنً حٌاته ٌبحث عن الغٌمات الماطرة‪.‬‬

‫وعن مفتاح العودة الذهبً ٌمول عضو اللجنة المركزٌة للحركة (آنذان) خالد الحسن فً المجلس‬
‫الوطنً الفلسطٌنً بدورته العشرٌن عام ‪( 8@@8‬أنا خالد الحسن‪ ،‬ابن حٌفا‪ ،‬إذا فمدت حك العودة وبالتالً‬
‫أملً بالعودة إلى حٌفا‪ ،‬شو بدي فٌكم "ما حاجتً بكم "‪ ،‬أنا وهللا عندي حٌفا والمدس زي "مثل" بعض‪،‬‬
‫‪20‬‬
‫ألن كل فلسطٌن ممدسة)‪.‬‬

‫ومع مفتاح العودة كانت مفاتٌح التحرٌر والنضال بكافة أشكاله مترافمة مع مفتاح الدٌممراطٌة والتعددٌة‬
‫الداخلٌة (فنحن عودنا أنفسنا منذ البداٌة على الدٌممراطٌة‪ ،‬وعلى الحوار الهادف‪ ،‬فلم نرفع ٌوما سالحا‬
‫‪21‬‬
‫فلسطٌنٌا فً وجه فلسطٌنٌٌن‪ ،‬ولم نمبل أن ٌسود منطك الغابة هذه الساحة الفلسطٌنٌة‪)...‬‬

‫فً فلسطٌن ال نزرع األشجار فمط وال النباتات بل نزرع الفداء فً للوب الرجال وعمول األطفال‬
‫ألن الوطن والمدر متماهٌان‪ ،‬فكما ُكتب علٌنا أن نكون من هنا فإن الوطن ال ٌحٌا إال فٌنا ‪ ،‬ومهما كانت‬
‫التضحٌات فٌه أو من أجله فهً استجابة المدر فٌنا لنداء األرض‪.‬‬

‫فً فلسطٌن ال نزرع األرض فمط بل ونزرع النفوس والعمول واألرواح بالنداء والعمل واألمل‬
‫الكبٌر لذلن فالثورة أوثورة بساط الربح كما كان ٌسمٌها ٌاسر عرفات عرفت الجدب والخصب وعرفت‬

‫‪ 20‬من كلمة األخ خالد الحسن فً المجلس الوطنً الفلسطٌنً الدورة ‪ 20‬دورة المدس والشهداء‪1991/9/28-23 ،‬‬

‫‪ 21‬المصدر السابك‪ ،‬من خطب صالح خلؾ‪ ،‬كلمة له عام ‪ 1982‬فً الكتاب المشار له سابما ص ‪142‬‬

‫‪20‬‬
‫االنتكاسات واالنتصارات‪ ،‬وتنملت وتجاوزت وحرثت وفً جمٌع أطوارها ومراحلها كانت تبحث عن‬
‫الغٌمات الماطرة ‪ ،‬واألجوبة الشافٌة والسٌاسٌات الوالعٌة أحٌانا والمجنونة حٌنا كل ذلن فداء لفلسطٌن‪.‬‬

‫أدوات اىِضال وخاجاحِا اىٍيدث‬

‫ظهرت األجوبة والؽٌمات الماطرة فً فهم للمراحل‪ ،‬من النضال العسكري‪ ،‬فالعناق بٌنه وبٌن‬
‫السٌاسً‪ ،‬إلى النضال متعدد األوجه (االلتصادي واإلعالمً واالجتماعً مع ما سبك ‪ ،) ...‬إلى النضال‬
‫الجماهٌري عبر االنتفاضات والهبات (انتفاضة الحجارة عام >?@‪ 8@@:-8‬ثم هبة النفك عام =@@‪ 8‬ثم‬
‫انتفاضة األلصى عام ‪ 9111‬ثم ‪#‬ؼضبة_المدس أو هبتها الحالٌة)‪ ،‬والمماومة الشعبٌة السلمٌة المتواصلة‬
‫الٌوم بؤشكالها المتعددة التً دفع فً سبٌلها العدٌد من الشهداء أرواحهم وكان فٌهم البطل الشهٌد زٌاد أبوعٌن‬
‫عضو المجلس الثوري لحركة فتح علما بارزا‪.‬‬

‫سارت حركة (فتح) وأصابت وأخطؤت ‪ ،‬وأفلحت وعانت كثٌرا الى أن أصبحنا على أبواب العام ‪615:‬‬
‫واالنطاللة تتجاوز األعوام الخمسٌن التً نحتاج فٌها للحكمة ولنمد وتؤمل وتفكر وتطوٌر وابداع‪ ،‬والجعبة‬
‫ما زالت كما هً‪ ،‬ونحن بانتظار الغٌث فاألرض ال ٌحرثها إال أبطالها والبحث عن األبواب المفتوحة تحتاج‬
‫ألكثر بكثٌر من الدعاء فمط‪.‬‬

‫‪-1‬ةَ٘ اىخخيٖ واىخٍصم‪ ،‬واىشجاغث‬

‫إننا مطلّون على مرحلة تحتاج لكثٌر تفعٌل ألدوات النضال السٌما والخراب فً الساحة العربٌة‬
‫الحراب وتشتٌت الفكر وصراع النفوذ‪ ،‬والسٌما واألمم تسعى لمصالحها ونحن‬ ‫أصبح شدٌدا ‪ ،‬ما بٌن طعن ِ‬
‫فً أشد حاالت الضٌك‪ ،‬والنفك ما زال مظلما ‪ ،‬وفً هذه المرحلة فإن أدوات النضال واعتصار الؽٌمات‬
‫وامتالن مفاتٌحها ٌحتاج منا كفلسطٌنٌٌن أكثر من أي شًء آخر لتبادلٌة (التخلً) و (التمسن)‪.‬‬

‫سن‪ ،‬إذ علٌنا التخلً عن‬ ‫إن لم نتخلى‪-‬وفً التخلً شجاعة‪ -‬ال نستطٌع أن نتحلى بشجاعة التم ّ‬
‫أنانٌتنا السلطوٌة أو الحزبٌة كتنظٌمات وكؤفكار (مكتفٌة بذاتها) وكآراء وموالف متباعدة‪ ،‬وأن نتخلى عن‬
‫أي ارتباطات خارجٌة هً وهمٌة لنا ألنها – وبالتجربة – ال تسعى إال لمصالحها ‪ ،‬فلم ٌكن ٌوما للعدل‬
‫والحك والضمٌر أن تؽلب على المصالح إال فً مراحل أو حاالت تارٌخٌة محدودة‪ ،‬لذا فإن علٌنا فً حركة‬
‫التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً‪ -‬فتح أوال وفً الفصابل األخرى أن (نتخلى) عن كل ذلن إن وجد فٌنا‬
‫(لنتمسن) وٌتمسن غٌرنا بفكر وسجاٌا "الصدق والشجاعة والتناغم" مع الجماهٌر‪ ،‬فكر فلسطٌن فكر‬
‫الوطن‪ ،‬فكر األولوٌة لفلسطٌن‪ ،‬ال ألي فكرة وأخرى مهما بدت ممدسة أو كبٌرة أو عظٌمة‪ ،‬ألن مهمتنا‬
‫سرا وأجزاء‪.‬‬
‫التً ألماها هللا سبحانه وتعالى علٌنا أن نكون مرابطٌن فً هذا البلد جمٌعا ولٌس ِك َ‬
‫ٌمول المفكر العربً الفتحوي خالد الحسن إن الشعب (لد اشتاق لمٌادة الصدق والشجاعة والوضوح‬
‫والمصارحة والتنظٌم والتعبئة والتناغم مع نبض الجماهٌر العربٌة فً فلسطٌن‪ ،‬تلن الجماهٌر التً‬

‫‪21‬‬
‫تسامت على كل لٌاداتها منذ العام ‪ 5661‬حتى اآلن بوحدتها الوطنٌة وبرفضها الولوع فً مصٌدة‬
‫‪22‬‬
‫االنشمالات الحزبٌة أو التنظٌمٌة أو المٌادٌة‪)...‬‬

‫إن الذهاب لعملٌة التمسن بالجوامع الوطنٌة بدٌال عن المواسم‪ ،‬واالتكال على هللا‪ ،‬ووحدتنا هً‬
‫لصبة النجاة‪ ،‬وهً الغٌمة الماطرة ‪ ،‬ولد ٌمول لابل أن هذا الفصٌل أو ذان ٌرى ذاته أو فصٌله (تنظٌمه) أو‬
‫فكره ّ‬
‫منزها ربانٌا مطلما ال ٌاتٌه الباطل من بٌن ٌدٌه أومن خلفه‪ ،‬ولد ٌرى ذلن نعم‪ ،‬ولكن من واجبنا ‪-‬رؼم‬
‫علمنا هذا‪ -‬أن نفتح األبواب بل ونشرعها‪ ،‬ونتنازل إلخوتنا ونتمدم أكثر من خطوة باتجاههم عبر الحوار‬
‫المفتوح والتمبل والتفاهم والتجاور فً نفس المساحة‪ ،‬ففلسطٌن والمضٌة أكبر منا جمٌعا‪.‬‬

‫‪-2‬ةِاء اىليػث اىهترى‬

‫نحن فً مرحلة أحوج ما نكون فٌها للخطاب الواحد والصوت الواحد والهدؾ الواحد والذي ٌستدعً‬
‫حٌن استمرار المناعة بناء للعة‪ ،‬نعم بناء للعة وطنٌة كبرى‪ ،‬ففً ظل تهدم للعة منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة‬
‫وتشمك جدرانها وجدران السلطتٌن سواء فً رام هللا أو ؼزة‪ ،‬ال بد أن نبنً للعة جدٌدة تستلهم تجارب تلن‬
‫المتداعٌة وتإسس لفكر وثمافة الدٌممراطٌة (الشراكة) الحمٌمٌة دون إبطاء سٌتجاوزنا به الزمن‪.‬‬

‫من هنا ٌمع واجب بناء البرنامج والخطة والسراطٌة (اإلستراتٌجٌة) الوطنٌة الشاملة على الكل‬
‫الفلسطٌنً‪ ،‬وفً إطار منظمة التحرٌر الفلسطٌنٌة ذات األسس الدٌممراطٌة المدنٌة الجدٌدة‪ ،‬بال إسفافات‬
‫األفواه الكبٌرة عبر الفضابٌات وموالع التواصل االجتماعً الممتلبة بالمبح والمذارة من تخوٌن وتشوٌه‬
‫وتكفٌر‪.‬‬

‫إن البٌت الوطنً مخترق ومثمل بالثموب فال ٌتحصل على لدرة تجمٌع الماء‪ ،‬وما استمرت الثموب‬
‫بال إصالح ال نستطٌع ان نحصر الماء فنرتوي أونتمدم‪.‬‬

‫‪-3‬ةػ٘دا غَ اىلٍث و"اىػضٔ اىٍدخرم"‬

‫أما ثالثا فكما نحتاج للتخلً كممدمة للتمسن‪ ،‬وكما نحتاج لبناء للعة وطنٌة حصٌنة‪ ،‬فإننا على‬
‫طهر) الفكرة‪ ،‬وبعٌدا عن‬‫الصعٌد الحركً الفتحوي الداخلً بال شن أخذتنا األحداث الٌومٌة بعٌدا عن ( ُ‬
‫(ثماف ة) االنتماء وااللتزام واالنضباط‪ ،‬فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خٌر‪ ،‬لتصبح محطة انتماء البعض‬
‫فٌنا ذات طابع انتمابً أو ذرابعً أو مصلحً أو شخصانً‪ ،‬وهو ما ٌتعارض مع تعرٌؾ االنتماء الفتحوي‬
‫أنه لفلسطٌن وترابها وسمابها وحجارتها وزٌتونها ولضٌتها‪....‬‬

‫‪ 22‬من ممال لخالد الحسن تحت عنوان "علٌنا التمسن بمطالبنا الوطنٌة الفلسطٌنٌة‪ ،‬ولو بحدها األدنى"‪ ،‬الرباط فً‬
‫‪2661/8/9‬‬

‫‪22‬‬
‫لٌس االنتماء لطعا لهذا أو ذان‪ ،‬وكٌؾ لالنتماء والثمافة الوطنٌة أن تنمو والجسد (التنظٌمً) منهن‬
‫والجسد التنظٌمً ٌعانً من األمراض‪ ،‬والنفوس ملٌبة بالثموب والسواد والٌؤس واإلحباط‪ ،‬والهٌاكل تتآكل‬
‫فال أبواب مفتوحة وال آذان تسمع وال للوب لذكر هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬ولهدؾ فلسطٌن تخشع! وكٌؾ لتعاضد‬
‫وتكاتؾ وتساند ٌُبنً ومسار الحران داخل التنظٌم السٌاسً ٌتكالب نحو الممة ولٌس نحو (العضو) من حٌث‬
‫هو الطالة الجبارة والمٌمة واالحترام بفكره وأدابه وفعله بؽض النظر عن مكان وجوده فً السلم التنظٌمً‪.‬‬

‫ٌمول خلٌل الوزٌر (أبوجهاد) أول الرصاص أول الحجارة عما أسماها المواعد الذهبٌة األربع‬
‫لحركة فتح وهً لواعد العمل الخاصة بنا "كؤعضاء فً الحركة"‪ ،‬أنها تتمثل‪ :‬بتبنً (الوحدة الوطنٌة مع‬
‫اتساع الصدر ورحابة األفك‪ ،‬والثانٌة هً توظٌف كل الطالات لتحمٌك حرب الشعب طوٌلة األمد ما نحتاج‬
‫معها إلى الصبر والنفس الطوٌل‪ ،‬والماعدة الثالثة‪ :‬هً بالعمل على تفتٌت جبهة األعداء‪ ،‬والماعدة‬
‫الرابعة‪ :‬هً استماللٌة لرارنا التً ال تنبع من إللٌمٌة ضٌمة مغلمة‪ ،‬بل تنبع من منطلماتنا ذات األبعاد‬
‫المومٌة استنادا إلى أن صاحب الجرح هو األكثر إحساسا باأللم واألكثر إحساسا بحجم المعاناة‪ ،‬ولذا ال بد‬
‫‪23‬‬
‫أن ٌكون هو األكثر تفاعال واندفاعا لمعالجة جرحه)‬

‫إن إعالء لٌمة (العضو) أي الشخص المنضوي تحت لواء التنظٌم السٌاسً بمناعة وإٌمان‪ٌ ،‬جب‬
‫أن تكون أساس الثمافة التنظٌمٌة الناهضة‪ ،‬فكما ٌُطالب هو باالنضباط للموانٌن واألوامر والتوجٌهات فمن‬
‫حمه أال ٌُدار له الظهر‪ ،‬وأن ٌُعطى الدور فً مساحته وإطاره وأن ٌتم التواصل الدوري معه‪.‬‬

‫ما ٌعنى أن ال حٌاة تنظٌمٌة داخلٌة متواصلة بدون ُخماسٌة (‪-5‬االجتماع الدوري لكل إطار ببنوده‬
‫الكاملة‪-6 ،‬تمدٌم التمارٌر عن األعمال والتكلٌفات ‪ -7 ،‬امتالن "التكلٌف والمهمة أو الدور" الذي ٌمارسه‬
‫العضو ٌومٌا‪ ،‬وممارسته التثمٌف والبناء الذي ال غنى عنه‪-8 ،‬عمد اللماءات الدورٌة وعمد المإتمرات‬
‫بمواعٌدها ‪-9 ،‬تحمٌك التواصل االجتماعً الداخلً‪ ،‬والجماهٌري المبنً على الحب والتفهم والتمبل‬
‫‪24‬‬
‫والتجاور)‪.‬‬

‫‪ 23‬د‪.‬دمحم حمزة‪ ،‬أبوجهاد‪:‬أسرار بداٌاته وأسباب اؼتٌاله‪ ،‬االتحاد العام للكتاب واألدباء الفلسطٌنٌٌن‪ ،‬رام هللا‪-‬فلسطٌن‪،‬الطبعة‪،8‬‬
‫عام ‪ 2010‬ص‪180‬‬

‫‪24‬مراجعة دراسة االخ د‪.‬احمد ؼنٌم حول التنظٌم‪ ،‬ومراجعة االخ بكر أبوبكر حول البناء والتثمٌؾ فً‬
‫األلالٌم على مولعه ‪www.bakerabubaker.info‬‬

‫‪23‬‬
‫‪-4‬اشخٍطار األٌث اىػرة٘ث‬

‫نعم نحن نلتفت للداخل فٌنا كحركة فتح وفٌنا كمنظمة تحرٌر‪ ،‬وفٌنا كفكرة وثمافة مشاركة ودور‬
‫جامعة متجددة ‪ ،‬ما نراه أولوٌة عظمى فً ظل الخراب الذي ٌضرب فً ظهرنا فً عمك أمتنا العربٌة ‪ ،‬أو‬
‫انكفابها وابتعادها (الذي نسعى ألن ٌكون مإلتا) عن لضٌة األمة األولى لضٌة فلسطٌن ‪.‬‬

‫وفً (سعٌنا) الستمطار ؼٌمات األمة العربٌة الشن أن لنواتنا ٌجب أن تظل مفتوحة على ذات الماعدة التً‬
‫أ ِلفناها فنحن واألمة جسد واحد مهما أثملته الجراح هذه األٌام‪( .‬هل نتذكر شعارنا الخالد الذي طالما أكد علٌه‬
‫المابد صالح خلف وخالد الحسن أننا لاطرة ال تسٌر إال ضمن لطار األمة العربٌة‪ ،‬وأننا رأس الرمح‬
‫فٌها‪)...‬‬

‫ومن هنا فً النمطة الرابعة المطلوبة حالٌا تمول أن‪ :‬لنا دور مشترن ٌجب أن نمارسه فً تعظٌم لٌم‬
‫التوافك والتعاضد والتمارب بٌن األمة ومع األمة العربٌة حٌث ٌجمعنا التارٌخ والحضارة والمكان واللغة‬
‫العظٌمة والثمافة والمضاٌا المشتركة‪ ،‬كما تجمعنا الحضارة واإلسالم العظٌم مع عدد من دول اإلللٌم‬
‫المجاورة (مع اٌران وتركٌا)‪ ،‬ولنا دور ٌجب أن نمارسه فً تعظٌم لٌم التوافك أٌضا مع الدول االسالمٌة‪،‬‬
‫بل ومع أحرار العالم حٌث لٌم العالمٌة الحضارٌة‪.‬‬

‫فً حدٌثنا فً اإلطار الواسع المساحة أي االللٌم أو األمة العربٌة وجب علٌنا أمران األول‪:‬‬
‫ّ‬
‫الخزان ٌضم الكنوز البشرٌة فً‬ ‫االستمرار بطرق الخزان العربً سواء الرسمً أو الشعبً‪ ،‬فما زال هذا‬
‫االعالم والصحافة والفكر وااللتصاد والثمافة الجامعة والتمانة وؼٌرها من المجاالت التً ال ؼنى عنها لنا‬
‫كؤمة‪ ،‬وفً فلسطٌن المضٌة والدولة والمستمبل‪.‬‬

‫وفً االمر الثانً ٌجب تحمٌك مساهمتنا فً دعم لٌام (كٌان) األمة الناهضة‪ ،‬ونحو مزٌد من‬
‫التمارب والتآلؾ وصوال للوحدة بؤي شكل ممبول من شعوب األمة‪ ،‬وهل أوربا متعددة المومٌات أفضل منا‬
‫لتشكل (االتحاد االوروبً)؟ ونحن نتفرج على أعتاب فكرة خٌالٌة سلطوٌة استبدادٌة‪ ،‬لٌست نهضوٌة‬
‫أصبحت بائدة اسمها (أمة عربٌة واحدة ‪ ،) ...‬أو اسمها المخادع (الخالفة االسالمٌة)‪ ،‬وهً مهما كان‬
‫مس ّماها ما ٌجب أن ننهض بها ثمافٌا وفكرٌا كحركة فتح لدعمها فً نظرٌة ألرب ما تكون لمفهوم "أمة‬
‫دٌممراطٌة حضارٌة واحدة منفتحة"‪ ،‬وأن تعددت األنظمة السٌاسٌة‪ٌ ،‬جمعها المصلحة الواحدة‪ ،‬لتتبوأ مكانا‬
‫مرمولا بٌن األمم بالتحرر و بالفكر والثمافة والصناعة والتمانة والوحدة االلتصادٌة واحترام حموق اإلنسان‬
‫والت عددٌة والمدنٌة‪...‬الخ‪ ،‬بعٌدا عن معازل (ؼٌتوات) الجهالة والتطرؾ واالنعزال العنصري واإلرهاب‬
‫الذي عصؾ بؤمتنا‪.‬‬

‫لنا أن تحلّك األمة معنا‪ ،‬فال تضٌع فلسطٌن فً ظل البُهتان الصهٌونً الذي ٌحاول أن ٌجعل من‬
‫الخطر االللٌمً (اٌران تحدٌدا) هو الخطر األوحد ‪ ،‬فً محاولة فاشلة الستمطاب األمة ‪،‬ولنا أن نزرع مع‬
‫األمة بذور الوحدة الناهضة أٌضا‪ ،‬وننتظر اإلثمار‪ ،‬فالغٌمات فٌنا رابٌة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪]-5‬اىفًٓ[ واىصراغات‬

‫فً النمطة الخامسة بعد أن تعرضنا للوحدة الداخلٌة بشمٌها الفتحوي والوطنً العام‪ ،‬وبناء السراطٌة‬
‫(االستراتٌجٌة) والبرنامج الموحد ‪ ،‬ووحدة األمة فً اإلطار الحضاري‪ ،‬فإن فهم الصراع بؤبعاده الذي لد ال‬
‫ٌنتبه له الكثٌرون ٌحتاج جهدا مضاعفا‪ ،‬وهذه األٌام خاصة فً ظل صراعات جدٌدة تحٌط بنا منها صراع‬
‫االسالموٌٌن وصراعات التطرؾ وصراع اإلرهاب‪ ،‬وصراع (االسالموفوبٌا) بالؽرب‪ ،‬وصراع األصالة‬
‫وصراع األدٌان والطوابؾ‪ ،‬وصراع التمسٌم الجدٌد للمنطمة العربٌة‪ ،‬وصراع العلمانٌة وأبوابها المتعددة‪،‬‬
‫وصراعات الحداثة والعولمة والبٌبة‪ ،‬ناهٌن عن صراع الرواٌة التوراتٌة الرائجة هذه األٌام فً ظل خرافٌة‬
‫وأسطورٌة فكر الٌمٌن اإلسرائٌلً الصاعد‪ ،‬وكثٌر من مروٌات التراث العربً واإلسالمً التً استجابت‬
‫لهذه األساطٌر التوراتٌة‪ ،‬ولم تعد تطٌك تمبل الدالئل والبراهٌن التً تسمطها وتصرعها‪.‬‬

‫إن صراعنا الثمافً الفكري التارٌخً النضالً سواء فً المنطمة‪ ،‬أو فٌما ٌتعلك بفلسطٌن هو مما‬
‫ٌجب أن نمرنه مع ما استجد من صراعات نخوضها مثل صراع مماطعة الكٌان االسرائٌلً العنصري فً‬
‫كل المحافل وفً الوطن‪ ،‬والصراع المانونً الذي ذهبنا إلٌه حدٌثا مترافما مع النجاحات السٌاسٌة‪ ،‬ودعما‬
‫الستراتٌجٌة تحطٌم أسطورة (اسرائٌل) كدولة (دٌممراطٌة) ما هً فً الحمٌمة إال عنصرٌة تبتغً‬
‫(الٌهودٌة) اإللصائٌة ‪ ،‬األكثر بغضا مما كان فً جنوب افرٌمٌا‪.‬‬

‫إننا بحاجة كفلسطٌنٌٌن وكحركة فتح وكتنظٌمات عامة للفهم المشترن أوال‪ ،‬وفً إطار تحمٌك هذا‬
‫الفهم المناص من استبعاد أولبن المعولٌن للوصول لهذا (الفهم المشترن) وهذا الفهم إن لم ٌعود لجذره وهو‬
‫(فلسطٌن) ولجذره الحضاري فً صمٌم حضارة أمتنا العربٌة االسالمٌة والمسٌحٌة الشرلٌة نكون فً حالة‬
‫(تٌه) كتلن التً حصلت لمبٌلة بنً إسرابٌل العربٌة الٌمنٌة المنمرضة هنان فً الجؽرافٌا البعٌدة‪.‬‬

‫إن المؤساة فً فلسطٌن الٌوم ذات طابع مركب ما بٌن اختالالت الجؽرافٌا وصراخ األرض‬
‫المؽروس فٌها خنجر االستٌطان واالحتالل‪ ،‬وتكرار مآسً اللجوء‪ ،‬وما بٌن تزوٌرات السٌاسٌٌن‬
‫االسرابٌلٌٌن وشحذ سكاكٌنهم الملونة لمطع رلبة نضالنا‪ ،‬بل وتمزٌك تارٌخنا وحضارتنا‪ ،‬وما ٌساعدهم فً‬
‫عملٌة الذبح اإلرهابٌة هذه هو عدم المدرة على ]الفهم[ وعدم المدرة على التوافك على التحلٌل لدٌنا نحن‬
‫كتنظٌمات فلسطٌنٌة سٌاسٌة أساسا‪ ،‬وعدم المدرة لدى فبة كبٌرة على تمبل اآلخر والتعددٌة والدٌممراطٌة‬
‫لهو األمة وانصرافها إلى مواضٌع تؤخذ أنظمتها‬
‫والشراكة‪ ،‬وما ٌساعد العدو فً مذبحته ضدنا هو تفككنا‪ ،‬و ْ‬
‫ومنظماتها بعٌدا وتجعل من انخراطهم فً محاور متمابلة‪-‬متماتلة أساس الصراع والفرز الذي ٌدمر األمة من‬
‫حٌث تدمٌر فكرة الدول الوطنٌة‪ ،‬ومن حٌث هز االستمرار‪ ،‬ومن حٌث تلطٌخ الثمافة الحضارٌة المتعددة ‪.‬‬

‫إن حاجتنا للفهم المشترن فً التوافك على وحدة فكرتنا الجامعة ٌعنً أول ما ٌعنٌه لطع الخٌوط‬
‫مع ما ٌظنه البعض "أكبر" من "فلسطٌن الفكرة الجامعة"‪ ،‬وهو ذاته الخٌط "األكبر" الذي التف نحو‬
‫رلابنا فجمد نضالنا كفلسطٌنٌٌن فً فترة تكاثف غٌمات االنطاللة ما لبل عام ‪ ،56:9‬وها هو ٌعود الٌوم‬
‫لٌلتف حول رلبة المضٌة بوجه جدٌد ٌجعل من فلسطٌن لضٌة ثانوٌة‪ ،‬أو إلحالٌة أو لابلة لالنتظار ال ٌرفع‬

‫‪25‬‬
‫من أجلها إال الشعارات الفضائٌة‪ ،‬ومن هنا فواجب حركة التحرٌر الوطنً الفلسطٌنً‪-‬فتح داخلً‬
‫وخارجً‪ ،‬وثمافً كما هو مٌدانً صادق وشجاع وصبور بال كلل‪.‬‬

‫وإُا ىٍِخصرون ةإذن اهلل‪ ،‬وإُٓا ىثٔرة خخٕ اىِصر‪.‬‬

‫‪26‬‬

You might also like