You are on page 1of 45

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫جامعة المسيلة‬

‫كلية العلوم االقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير‬

‫قسم علوم التسيير‬

‫دروس في المالية العامة‬

‫من إعداد األستاذ‪ :‬ع‪ /‬ل‬

‫السنة الجامعية‬

‫‪2102/2102‬‬
‫‪1‬‬
‫محتوى المقياس‪:‬‬
‫مقدمة عامة‬
‫فصل تمهيدي‪ :‬مدخل للمالية العامة‬
‫تعريف المالية العامة‪ /‬نشأة وتطور المالية العامة‪ /‬الحاج ــات العامــة‪ /‬السياس ــة المالية‪ /‬المالية العامة‬
‫والمالية الخاصة ‪ /‬عالقة المالية العامة بالعلوم األخرى‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬النفقات العامة‬
‫ماهية النفقات العامة‪ /‬تقسيمات النفقات العامة‪ /‬ضوابط اإلنفاق العامة‪ /‬اآلثار االقتصادية للنفقات العامة‪/‬‬
‫دور النفقات العامة في تحقيق أهداف السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإليرادات العامة‬
‫مدخل لإليرادات العمومية‪ /‬تقسيمات اإليرادات العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬إيرادات الدولة االقتصادية (إيرادات أمالك الدولة‪ /‬الثمـ ــن العـام)‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬اإليرادات السيادية (الرسـ ـ ــوم ‪ /‬الض ارئ ـ ــب‪ /‬اآلثار االقتصادية للضرائب)‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬إيرادات الدولة االئتمانية أو القروض العامة (ماهية القروض العامة وتقسيماتها‪/‬‬
‫التنظيم الفني للقروض العامة‪ /‬اآلثار االقتصادية للقروض العامة)‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الميزانية العامة (الموازنة العامة)‬
‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية الميزانية العامة‪ /‬مبادئ إعداد الميزانية العامة (مبدأ السنوية‪ ،‬مبدأ وحدة‬
‫الميزانية‪ ،‬مبدأ عمومية الميزانية‪ ،‬مبدأ توازن الميزانية)‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬مسار إعداد الميزانية العامة للدولة‪.‬‬
‫مرحلة إعداد وتحضير الميزانية‪ /‬مرحلة اعتماد الميزانية‪ /‬مرحلة تنفيذ الميزانية‪ /‬الرقابة على تنفيذ‬
‫الميزانية (الرقابة اإلدارية‪ ،‬الرقابة التشريعية‪ ،‬الرقابة المستقلة)‪.‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة عامة‬
‫ال يمكن ألحد أن ينكر األهمية التي تكتسبها المالية العامة في تحقيق األهداف االقتصادية و مكانتها‬
‫المرموقة كأداة من أدوات التعديل االقتصادي (الوظيفة االقتصادية)‪ .‬هذه األداة تسعى لتمويل احتياجات‬
‫الدولة من خالل توزيع األعباء العامة على المواطنين بشكل يتناسب مع مقدرتهم التكليفية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أنها تسمح للدولة بالقيام بأدوارها األساسية المتمثلة في الدفاع الوطني‪ ،‬األمن العمومي و إقامة العدالة‬
‫(الوظيفة المالية)‪ ،‬و إعادة توزيع الدخل الوطني ( الوظيفة االجتماعية)‪.‬‬
‫يتم إعداد تفاصيل اإليرادات و النفقات بصورة منظمة في إطار الميزانية العامة للدولة التي يصادق عليها‬
‫ضمن قانون المالية السنوي من طرف البرلمان‪ ،‬وعند عدم كفاية اإليرادات العامة يستنجد بالقروض العامة‬
‫و اإلصدار النقدي على مستوى البنك المركزي إلتمام النقص الحاصل في موارد الدولة‪.‬‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬مدخل للمالية العامة‬


‫األسئلة التي يدور حولها محتوى وغرض المالية العامة‪ ،‬و التي سيتم تفصيلها في هذا المقياس‪ ،‬يمكن‬
‫تلخيصها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي مراحل تطور مالية الدولة و كيف تمت بلورة المالية العامة في صورة علم قائم بذاته؟‬
‫‪ ‬فيما تتمثل النفقة العامة‪ ،‬وما هي تقنياتها و آثارها االقتصادية؟‬
‫‪ ‬فيما تتمثل مصادر اإليرادات العامة‪ ،‬و بأي طريقة تستطيع تغطية النفقات العامة؟‬
‫‪ ‬كيف يتم اللجؤ إلى للقروض العامة وما هي آثارها على أداء االقتصاد الوطني؟‬
‫‪ ‬كيف يتم التخطيط إلعداد الميزانية العامة للدولة‪ ،‬و ما هي مراحلها؟‬
‫‪ ‬كيف يتم مراقبة تنفيذ الميزانية العامة‪ ،‬و من هي السلطات المخول لها هذه المراقبة؟‬
‫‪ .1‬نشأة وتطور مالية الدولة‬
‫مرت مالية الدولة بثالثة مراحل أساسية‪:‬‬
‫أ‪ .‬مرحلة الدولة الحارسة‪ :‬خالل القرن ‪91‬م و إلى غاية مطلع القرن ‪02‬م هيمنت فلسفة الفكر‬
‫الكالسيكي‪ 1‬التي كانت ترى أن حياد الدولة أمر ضروري لتحقيق التوازن في الميزانية و أن تدخلها في‬
‫الشؤون االقتصادية و االجتماعية يؤدي ال محالة إلى زيادة النفقات مما يحدث خلال في توازن ميزانية‬
‫الدولة‪ .‬ففكرة توازن ميزانية الدولة وفقا للمنطق الكالسيكي كانت قائمة على انه ( إذا حدث اختالل في‬

‫تدعو الليبرالية الكالسيكية إلى الحرية الفردية المطلقة في التملك وتقليص حجم الحكومة‪ ،‬وتدعم حقوق الملكية الفردية وحقوق اإلنسان الطبيعية‬
‫‪1‬‬

‫وحماية الحريات المدنية والتقيد الحكومي بالدستور‪ ،‬وتبرز هذه األفكار في كتابات العديد من المفكرين‪ ،‬كآدم سميث‪ ،‬وديفيد هيوم‪ ،‬وديفيد‬
‫ريكاردو وفولتير وغيرهم‪ .‬يؤمن الليبراليون الكالسيكيون أن تحرير السوق من التدخل الخارجي الحكومي سيقود في نهاية المطاف إلى نظام يخدم‬
‫المجتمع بصورة مثالية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫توازن الميزانية تضطر الدولة لالقتراض‪ ،‬حيث تأتي القروض العامة لزيادة نفقات السنوات القادمة مادام‬
‫انه يجب امتالكها و دفع الفوائد عليها مما قد يؤدي إلى تضخيم العجز الميزاني‪ ،‬كذلك قد تلجا الدولة‬
‫بعدها إلى عملية إصدار النقد‪ ،‬مما قد يؤدي إلى تفاقم ظاهرة التضخم) من خالل هذه الفكرة‪ ،‬من‬
‫المستحسن على الدولة احترام مبدأ توازن ميزانيتها تفاديا لالختالل االقتصادي‪ .‬فدور الدولة حسب النظرية‬
‫الكالسيكية‪ ،‬في إطار الدولة الليبرالية‪ ،‬يتمثل في التحكيم أثناء النزاعات بين األعوان االقتصادية‪ ،‬كما أنها‬
‫تسهر على توفير األمن الداخلي دون التكفل بالتنمية االقتصادية و االجتماعية الن هذا يعتبر دور‬
‫األفراد‪.‬‬
‫ب‪ .‬مرحلة الدولة المتدخلة‪ :‬بعد الحرب العالمية األولى و األزمة االقتصادية في ‪9101‬م‪ ،‬تركت الدولة‬
‫الليبرالية مكانها للدولة المتدخلة‪ ،‬و في هذا اإلطار بدأت الدولة تأخذ دو ار حاسما في التنمية و التعديل‬
‫االقتصادي إلى جانب إعادة توزيع الدخل الوطني و أصبحت المالية العامة بالتالي أداة رئيسية من‬
‫أدوات الساسة االقتصادية و االجتماعية‪ .‬و من بين المفكرين الذين اجتهدوا في بناء قواعد تحكم‬
‫التدخل التعديلي للدولة نجد االنجليزي جون مينرد كينز‪ .‬تدخل الدولة يمكن أن يأخذ عدة أشكال‪:‬‬
‫‪ ‬سواء عن طريق قيام الدولة باإلنشاء المباشر لمؤسسات في قطاعات كانت مخصصة الى‬
‫غاية ذلك الوقت لالستثمار الخاص‪،‬‬
‫‪ ‬أو بتحول الدولة إلى مساهم مباشر بشكل كامل في رأس مال المؤسسات الخاصة عن طريق‬
‫التأميمات أو امتالك جزء من رأس المال عبر حيازة حد معين من األسهم‪.‬‬
‫إن عملية تدخل الدولة تنجر عنها زيادة في حجم النفقات العمومية‪ ،‬كما أن مبدأ توازن الميزانية لم يعد‬
‫هدفا في حد ذاته‪ ،‬ألنه أصبح ينظر إلى العجز الميزاني المؤقت أداة مالئمة للتحفيز و اإلنعاش‬
‫االقتصادي و هذا في ظل شروط معينة يجب توفرها‪.‬‬
‫ت‪ .‬مرحلة الدولة المعاصرة‪ :‬بعد الحرب العالمية الثانية‪ ،‬عرفت المالية العامة تطو ار ملحوظا و لكن‬
‫بدرجات مختلفة حسب درجة الدول‪ ،‬ففي الدول المتقدمة تتدخل الدولة بسرعة لتصحيح آليات اقتصاد‬
‫السوق منذ البداية حتى تتفادى اآلثار السلبية لالختالالت المالية المحتمل حدوثها و هذا إما بالتدخل‬
‫المقاصي الذي تستعمل فيه المالية العامة لممارسة اثر مقاصي‪ (effet compensateur) 2‬من خالل‬
‫السياسات النقدية لمحاربة التضخم ومعالجة االنكماش باالعتماد أساسا على اإلصدار النقدي أو‬
‫السياسات المالية المعتمدة أساسا على آليات الضرائب‪ .‬إن النقاش اليوم بين مختلف منفذي السياسات‬
‫االقتصادية يتمثل في اللحظة التي يجب التدخل فيها و األدوات الواجب استعمالها (سياسات نقدية أو‬
‫سياسات مالية)‪ .‬لكن يبرز اإلشكال أثناء وقوع التضخم في فترة انكماش االقتصاد‪ ،‬فدفع االقتصاد يحتاج‬

‫‪2‬‬
‫في فترة االنكماش االقتصادي المصحوب بزيادة البطالة‪ ،‬تقوم الدولة بزيادة النفقات من خالل رصد ميزانية لإلنعاش االقتصادي و طرح‬
‫م شاريع جديدة من شانها أن تساعد على رفع القدرة الشرائية‪ ،‬إضافة إلى التقليص من حجم الضرائب حتى تسمح ببعث النشاط االقتصادي‪ .‬أما في‬
‫فترة التضخم‪ ،‬فتقوم الدولة بتقليص نفقاتها من خالل الميزانيات المتقشفة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫إلى زيادة النفقات التي تزيد من حدة التضخم‪ ،‬كما أن الضرائب المرتفعة قد تزيد من حدة انكماش‬
‫‪(les‬‬ ‫‪3‬‬
‫االقتصاد‪ .‬في مثل هذه الحالة يرى النقدويون انه يجب االعتماد على نظرية المعدالت اآللية‬
‫)‪ stabilisateurs automatiques‬و التخلي عن السياسة المالية التي تزيد من تفاقم الوضع‪ .‬هناك‬
‫أيضا التدخل المصحح في المجال االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬و هذا التدخل له ميزة قطاعية‬
‫)‪ ،(sectorielle‬أي يقوم بتعديل القطاعات كالفالحة و الصيد مثال من خالل تخفيض معدالت الجباية‬
‫ومنح قروض بمعدالت فائدة منخفضة إضافة إلى تقديم إعانات للفئات المحرومة‪ ،‬منح مدرسية‪ ،‬منح‬
‫أمومة‪ ،‬منح بطالة‪ ،‬الخ‪ .‬أما في دول العالم الثالث‪ ،‬فتعرف الميزانية العامة ارتفاعا في جانبه االنفاقي‬
‫بسبب النمو الديمغرافي الذي يفوق نسبة الزيادة في الدخل الوطني‪ ،‬كما أنها تفتقر لليد العاملة الخبيرة‬
‫بحيث تلجا إلى الخارج‪ ،‬كما أنها تصدر مواد خامة يتم تحديد أسعارها غالبا من طرف هيئات و منظمات‬
‫عالمية خارجية‪ ،‬و بالتالي فيصعب عليها التحكم في الميزانية العامة إال أن تدخل السلطات العمومية في‬
‫الدول النامية في الحياة االقتصادية ضروري نظ ار لضعف القطاع الخاص و غياب المتعاملين‬
‫االقتصاديين‪.‬‬

‫‪ .2‬مفهوم علم المالية العامة‪:‬‬


‫ارتبط مفهوم ومضمون المالية العامة في تطوره ارتباطا وثيقا بتطور دور الدولة في النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫وبعد أن كا ن علم المالية العامة في المفهوم التقليدي مقتص ار على البعد المالي الحسابي فقط‪ ،‬أصبح هذا‬
‫المفهوم في العصر الحديث له أبعاد متعددة بعضها اقتصادية وأخرى اجتماعية ومالية‪.‬‬
‫وعرفت المالية العامة بأنها (العلم الذي يتناول تحليل حاجات الدولة والوسائل التي تشبع بها هذه‬
‫الحاجات العامة) أو بمعنى آخر هي (العلم الذي يبحث في نشاط الدولة عندما تستخدم الوسائل‬
‫واألساليب المالية بشقيها االيرادي واالنفاقي لتحقيق أهداف المجتمع بمختلف اتجاهاتها االقتصادية‬
‫واالجتماعية والمالية)‪.‬‬
‫من التعريفات السابقة نفهم أن الدولة تستهدف إشباع الحاجات العامة وذلك أن اإلنسان له حاجات خاصة‬
‫و حاجات جماعية‪ .‬فالحاجات العامة تظهر نتيجة وجود األفراد في المجتمع و تتمثل في األمن‪ ،‬الدفاع و‬
‫العدالة‪ ،‬فالفرد وحده ال يقوى على تحقيق األمن الخارجي مثال‪ .‬كذلك يعجز الفرد على إشباع الحاجات‬
‫العامة بسبب عدم قابليتها للتجزئة‪ .‬كما أن هناك بعض الحاجات قابلة للتجزئة و لكن ألهميتها‬
‫االجتماعية تتكفل الدولة بها كالتعليم‪ ،‬النقل و المواصالت‪ ،‬الخدمات الصحية‪ .‬ويمكن مالحظة أنه ال‬
‫توجد فروق جوهرية بين الحاجات الخاصة والعامة‪ ،‬باستثناء بعض الحاجات الجماعية األساسية التي ال‬
‫يمكن بطب يعتها أن يقوم بأدائها غير الهيئات العامة‪ ،‬فإن جميع الحاجات األخرى‪ ،‬وتشكل الغالبية‬

‫‪3‬‬
‫انطالقا من التوازن الميزاني في فترة عادية‪ ،‬فانه في حالة االنكماش االقتصادي‪ ،‬ستتقلص اإليرادات الضريبية دون تخفيض معدالتها‪ .‬أما إذا‬
‫حدث توسع في االقتصاد فسيكون هناك فائض في اإليرادات الجبائية يكون مقاوما للتضخم‪ .‬و بالتالي التدخل المقاصي يمكن أن يتم فقط عن طريق‬
‫األدوات النقدية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫العظمى‪ ،‬ليست لها مميزات خاصة تجعل إشباع بعضها متوقفا على الهيئات العامة واشباع البعض‬
‫اآلخر قاص ار على جهود األفراد‪.‬‬
‫المالية العامة تقدم صورة عامة عن الوضعية االقتصادية للبلد‪ ،‬فمثال‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كانت حصيلة الضرائب مرتفعة على الرغم من ثبات معدالتها وثبات حجم االقتصاد ‪ ،‬فان‬
‫ذلك يعد مؤش ار عن ارتفاع األسعار (حالة تضخم)‪.‬‬
‫‪ ‬إذا انخفضت حصيلة الضرائب مع ثبات نسبها فان االقتصاد في كساد‪.‬‬
‫‪ ‬إذا زادت نفقات االستثمار و التجهيز و كان التركيز على انجاز السكنات مثال فاالقتصاد في‬
‫مرحلة نمو‪.‬‬
‫‪ ‬إذا ازدادت اإلعانات االجتماعية و إعانات البطالة فإننا في حالة كساد االقتصاد‪.‬‬

‫‪ .2‬المالية العامة والمالية الخاصة‪ :‬يقصد بالمالية العامة مالية السلطات العامة أي مالية القطاع‬
‫الحكومي‪ ،‬أما المالية الخاصة يقصد بها مالية األفراد والمشروعات الفردية والشركات بأنواعها ويمكن‬
‫تمييز المالية العامة على المالية الخاصة في مايلي‪:‬‬
‫من حيث هدف اإلنفاق‪ :‬يسعى الفرد إلى تحقيق منفعته الخاصة أما بالنسبة للدولة فهي تهدف إلى تحقيق‬
‫المنفعة العامة‪.‬‬
‫من حيث األساليب‪ :‬فالفرد يسعى إلى تحقيق منفعته في إطار من التوافق مع المتعاملين معه فيلجأ الى‬
‫العقود أو المعرفة الشخصية أي دون أن يفرض أرادته على المتعاملين اآلخرين‪ ،‬أما الدولة فإن نفقاتها‬
‫واجبة لضمان سير المرافق العامة‪.‬‬
‫من حيث إلزامية اإليراد‪ :‬المشاريع الخاصة تحصل على إيراداتها بشكل غير إلزامي و إنما اختياري أما‬
‫إيرادات الدولة فتحصل عليها إجباريا لما تتمتع به من السيادة‪.‬‬
‫من حيث الميزانية‪ :‬تقوم الدولة عادة بتقدير النفقات أوال ثم تحديد حجم اإليرادات الالزمة لتغطيتها‪ ،‬أما‬
‫المالية الخاصة فتقوم بتحديد اإليرادات أوال ثم تقوم بتحديد النفقات‪ ،‬إال أن هذا ليس شرطا الزما‪.‬‬
‫من حيث النظرة المستقبلية‪ :‬أهداف المالية العامة عادة طويلة المدى (السد األخضر) في حين أن‬
‫المالية الخاصة تبحث عادة عن الربح في اقصر مدى‪.‬‬
‫من حيث الحجم‪ :‬مالية األفراد و المؤسسات الخاصة اقل حجما من مالية الدولة ولكن هذا ال يمنع من‬
‫وجود شركات دولية تفوق ميزانيتها ميزانية الدولة مما يخلق مشكل في حالة التأميم‪.‬‬
‫من حيث التشريع‪ :‬تخضع مالية األفراد في تكوينها و في حريتها إلى قواعد القانون الخاص‪ ،‬بينما المالية‬
‫العامة تخضع ألحكام القانون العام‪ ،‬و لكن هذا ال يمنع أن تخضع مالية الدولة إلى القانون الخاص‬
‫(القانون التجاري) حين تمارس الدولة نشاطا يشبه نشاط الخواص‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ .4‬عالقة علم المالية بالعلوم األخرى‪:‬‬
‫أ‪ .‬عالقة المالية العامة باإلحصاء‪ :‬يعتبر علم اإلحصاء من العلوم المساعدة لعلم المالية العامة والتي ال‬
‫غنى عنها في دراسة ورسم السياسة المالية للدولة‪ ،‬إذ يتطلب رسم السياسة المالية توافر البيانات‬
‫والمعلومات اإلحصائية الخاصة بالدخل القومي وتوزيع الثروة والدخول بين طبقات المجتمع وعدد السكان‬
‫وتوزيعهم من حيث السن والمناطق الجغرافية وحالة ميزان المدفوعات وغير ذلك من اإلحصاءات التي ال‬
‫غنى للباحثين في المالية العامة عنها ألهميتها البالغة عند دراسة ورسم السياسة المالية للدولة‪.‬‬
‫ب‪ .‬عالقة المالية العامة بالقانون‪ :‬إن هذه العالقة تتضح في أن كل منهما يرمي إلى دراسة كيفية تحقيق‬
‫العدالة أو التوازن بين مصالح األفراد من جهة وبين مصالحهم ومصلحة المجتمع ككل من جهة ثانية‬
‫أخرى كما أنه البد من قانون حتى تصدر الميزانية أو تعقد القروض والصفقات‪...‬الخ‪.‬‬
‫ت‪ .‬عالقة المالية العامة بالمحاسبة‪ :‬إعداد الميزانية العامة وتنفيذها والرقابة عليها يلزم اإللمام بالمعارف‬
‫المحاسبية خاصة المحاسبة الوطنية‪ ،‬كما انه يلزم اإللمام بأصول المحاسبة والمراجعة وفنونها‪ ،‬من‬
‫استهالكات وجرد واحتياطات ومخصصات وعمل الحسابات الختامية للبحث في كثير من موضوعات‬
‫المالية العامة وخاصة الضرائب‪.‬‬
‫ث‪ .‬عالقة المالية العامة باالقتصاد‪ :‬فهي أهم تلك العالقات جميعا‪ ،‬فاالقتصاد يتناول بالبحث كيفية‬
‫استغالل الموارد المحدودة إلشباع الحاجات اإلنسانية وعليه فمن وظائف الدولة إشباع حاجات أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬وان ما تتضمنه الضرائب من مسائل وما تنطوي عليه من أمور يعتبر أصال جزءا من المشكلة‬
‫االقتصادية‪ ،‬هذا ويستند الباحث في علم المالية العامة إلى كثير من النظريات االقتصادية‪ .‬فالضرائب‬
‫واإلنفاق الحكومي والقروض العامة على سبيل المثال تعتبر كلها أدوات للتوجيه االقتصادي الحديث يمكن‬
‫للدولة أن تستخدمها للتأثير على مستوى الدخل القومي ومجرى النشاط االقتصادي بصفة عامة‪.‬‬

‫أسئلة الدرس األول‪:‬‬


‫‪ .1‬اذكر أهم المراحل التي مرت بها مالية الدولة‪ ،‬مع ذكر مميزات كل مرحلة؟‬
‫‪ .2‬عرف علم المالية العامة و كيف تطور هذا المفهوم؟‬
‫‪ .3‬ما هو المقصود بالحاجات العامة و الحاجات الخاصة؟‬
‫‪ .4‬ما هو الفرق بين المالية العامة و المالية الخاصة من حيث اإلنفاق‪ ،‬اإليراد‪ ،‬الميزانية‪،‬‬
‫األساليب المعتمدة‪ ،‬النظرة المستقبلية‪ ،‬الحجم‪ ،‬التشريع؟‬
‫‪ .5‬ما هي عالقة المالية بكل من علم االقتصاد‪ ،‬اإلحصاء‪ ،‬القانون‪ ،‬المحاسبة‪ ،‬العلوم االجتماعية‬
‫و السياسية؟‬
‫‪ .6‬بعد تعريفك لمبدأ "كينز"‪ ،‬بين ما هو موقف الجزائر من هذا المبدأ؟ قدم أمثلة عن كيفية دعم‬
‫النمو االقتصادي في الجزائر (بإمكانك استخدام أمثلة و مراجع من االنترنت)؟‬

‫‪7‬‬
‫النفقات العمومية‬
‫‪ -0‬التطور التاريخي للنفقات العمومية‬
‫ازدادت أهمية دراسة نظرية النفقات العامة في الوقت الذي ازداد فيه دور الدولة في التدخل في النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬فخالل القرن التاسع عشر في ظل هيمنة فكرة الدولة الحارسة و مبادئها الكالسيكية‪ ،‬تم‬
‫اعتبار النفقة العمومية (كظاهرة تحطيم للثروات المعبئة من خالل الضريبة على األشخاص الخاصة)‬
‫فالدولة ال تقوم بنشاط إنتاجي و بالتالي فالنفقة العمومية تمثل سلوكا استهالكيا (أعباء) يساهم في إفقار‬
‫المجتمع‪ .‬في ظل هذه المرحلة كان مبدأ توازن الميزانية مقدسا‪ ،‬و بالتالي فان الدولة ال تحصل من‬
‫الضرائب إال ما يسد الحاجيات العامة المتمثلة آنذاك في األمن والعدل وتسيير المرافق العامة‪ ،‬وبالتالي‬
‫فاإلنفاق العام آنذاك كان ذو طابع حيادي ال يمس الهيكل االقتصادي و االجتماعي داخل الدولة‪ .‬في‬
‫بداية القرن العشرين سقط نظام الدولة الحارسة بعدما أظهرت الدراسات أن عملية اإلنفاق ليست عملية‬
‫استهالك تحطيمية ‪ ،‬و لكن عملية إعادة توزيع األموال المقتطعة بطريقة عقالنية يمكن أن يساهم في‬
‫تحقيق أهداف التنمية االقتصادية للدولة‪ ،‬ففي هذه المرحلة زاد تدخل الدولة في النشاط االقتصادي كما‬
‫زادت النفقات العمومية التي أصبح ينظر إليها نظرة ايجابية‪ ،‬كما أصبحت تحظى بقسط كبير من‬
‫االهتمام من حيث طرق استخدامها و آثارها على السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف النفقة العمومية‬
‫النفقة العامة هي مبلغ نقدي يقوم بإنفاقه شخص عمومي بغرض إشباع حاجة عامة‪ .‬ويتضح من هذا‬
‫التعريف أن للنفقة العمومية ثالثة أركان وهم‪:‬‬
‫‪ ‬استعمال مبلغ نقدي‪ :‬تكون النفقة العامة في شكل مبلغ نقدي وهذا من خالل استخدام هذا المبلغ‬
‫النقدي ثمنا لما تحتاجه من منتجات‪ ،‬سلع وخدمات من اجل تسيير المرافق العمومية‪ ،‬وثمنا لرؤوس‬
‫األموال اإلنتاجية التي تحتاجها للقيام بالمشاريع االستثمارية و اإلعانات االجتماعية واالقتصادية‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ ‬القائم باإلنفاق شخص عام‪ :‬لكي تكون النفقة عامة يجب أن تصدر من شخص معنوي عام بقصد‬
‫تحقيق مصلحة عامة‪ .‬واألشخاص المعنوية هي تلك التي تخضع لقواعد القانون العام الذي ينظم‬
‫عالقتها بغيرها‪ .‬األشخاص المعنوية العامة هي الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية‪ ،‬المؤسسات والهيئات العامة‪.‬‬
‫وتبعا لذلك ال يعتبر المال العام الذي يخرج من ذمة شخص طبيعي نفقة عامة وان كان هدفه‬
‫تحقيق مصلحة عامة كبناء مدرسة أو مستشفى مثال‪.‬‬
‫‪ ‬الهدف إشباع مصلحة عامة أو نفع عام‪ :‬غاية النفقة وهدفها تحقيق نفع عام يعود على جميع‬
‫المواطنين و ليس إلشباع حاجات السلطات الحاكمة‪ ،‬ولهذا تم توفير ضمانات متمثلة في أساليب‬
‫الرقابة المالية تندرج في إطار ما يسمى بقانون ضبط الميزانية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -2‬تقسيم أو تصنيف النفقات العمومية‪ :‬عملية تقسيم و تبويب النفقات العمومية يجب أن يكون قائما‬
‫على مبادئ واضحة و منطقية‪ ،‬الن هذا التقسيم سيخدم أغراضا متعددة‪ ،‬من أبرزها‪ :‬تسهيل صياغة‬
‫واعداد برامج الدولة‪ ،‬تحقيق الكفاءة والفعالية في تنفيذ الميزانية‪ ،‬تسهيل دراسة اآلثار المختلفة لألنشطة‬
‫العامة ومعرفة تطورها‪ ،‬تمكين البرلمان من إجراء مراقبة فعالة‪ .‬فيما يخص تقسيم النفقات‪ 4‬فيمكن‬
‫تلخيصها كما يلي‪:‬‬
‫ا‪ -‬نفقات التسيير و نفقات التجهيز (االستثمار) يقسم المشرع الجزائري النفقات العامة للدولة إلى نفقات‬
‫التسيير و نفقات التجهيز‪ .‬بالنسبة لنفقات التسيير فيقصد بها تلك النفقات الضرورية لسير أجهزة الدولة‬
‫اإلدارية والمتكونة أساسا من أجور الموظفين ومصاريف صيانة البنايات الحكومية و معدات المكاتب‪.‬‬
‫هذه النفقات ال تنتج أي قيمة مضافة لالقتصاد الوطني ألنها ال تقوم بإنتاج سلع حقيقية جديدة‪ .‬بالنسبة‬
‫لتبويب نفقات التسيير فقد بينت المادة ‪ 42‬المتعلقة بقانون المالية‪ 5‬بان هذه األخيرة تبوب كما يلي‪:‬‬
‫الباب األول والثاني يتعلق باألعباء المشتركة‬
‫في الميزانية العامة و يتم توزيعهما بمقتضى‬
‫مرسوم رئاسي‪ ،‬أما الباب الثالث والرابع‬
‫فيهمان الو ازرات ويتم توزيعهما عن طريق‬
‫مراسيم التوزيع‪ .‬بالنسبة للميزانية العمومية‬
‫لسنة ‪ 4102‬فقد تم فتح اعتماد حسب المادة‬
‫‪6‬‬
‫ب‬ ‫يقدر‬ ‫المالية‬ ‫قانون‬ ‫من‬ ‫‪01‬‬
‫‪ 2.220.402.2.2.111‬دج (انظر الجدول ب في المالحق)‪.‬‬

‫الشكل ‪ : 1‬تقسيم نفقات التسيير‬

‫‪4‬‬
‫تقسم النفقات العمومية في الجزائر تقسيما إداريا و موضوعيا‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫المادة ‪ 42‬من قانون ‪ 71_24‬المؤرخ في ‪ 1‬جويلية ‪ 7842‬المتعلق بقانون المالية‪.‬‬
‫المادة ‪ 01‬من القانون ‪ 04_04‬المؤرخ في ‪ 44‬ديسمبر ‪ 4104‬المتضمن لقانون المالية ‪.4102‬‬
‫‪6‬‬

‫‪9‬‬
‫فيما يخص نفقات التجهيز فيتم توزيع هذه النفقات حسب الخطة اإلنمائية للدولة وتتوزع حسب القطاعات‪،‬‬
‫ويقسم كل قطاع كما يبينه (الشكل ‪ )4‬يتسم هذا النوع من النفقات بإنتاجيتها الكبيرة مادامت أنها تقوم‬
‫بزيادة حجم التجهيزات الموجودة في الدولة‪ .‬هذه النفقات تجد جذورها في تحاليل االقتصادي جون مينرد‬
‫كينز الذي برهن انه في فترة الركود االقتصادي‪ ،‬تقوم نفقات االستثمار بإعادة التوازن االقتصادي العام من‬
‫خالل الدور الذي يقوم به مضاعف االستثمار‪ .‬فالنفقة الموجهة إلنشاء طريق سريع مثال ستسمح بتوزيع‬
‫أجور على العمال الذين بدورهم سيرفعون من طلبياتهم االستهالكية من الموردين الذين سيزيدون من حجم‬
‫طلبياتهم من المواد األولية و بالتالي القضاء على األزمة االقتصادية ولكن بشرط أن يكون الميل نحو‬
‫االستهالك مرتفع عوضا عن االدخار الذي يعطل الدفع االقتصادي و التجدد لكامل الهيكل االقتصادي‪.‬‬
‫يسمح التقسيم الوظيفي لنفقات االستثمار بإعطاء صورة واضحة المعالم عن نشاط الدولة االستثماري‪،‬‬
‫حيث يميز بين نفقات االستثمار بصفة عامة والعمليات برأس المال‪.‬‬
‫فيما يخص السنة المالية ‪ 4102‬فقد تم فتح اعتماد مالي يبلغ ‪ 4.022.414.441.111‬دج لتغطية‬
‫نفقات التجهيز يوزع حسب كل قطاع‪ .‬أما رخص البرنامج فقد بلغت ‪ 4.421.009.141.111‬دج‪.‬‬
‫(انظر الجدول ج إضافة إلى المادة ‪ 01‬و ‪ 00‬من قانون المالية في المالحق)‪.‬‬

‫الشكل ‪ : 2‬تقسيم نفقات التجهيز‬

‫ب‪ .‬التقسيمات العلمية و االقتصادية للنفقات العمومية‪ :‬وهي التقسيمات التي تستند إلى معايير علمية‬
‫تظهر فيها الطبيعة االقتصادية للنفقات العمومية بوضوح شديد‪ .‬كما أنها تساعد على دراسة تطور‬
‫هذه النفقات و أثارها االقتصادية‪ .‬من أهم هذه التقسيمات نجد‪:‬‬
‫‪ ‬تقسيم النفقات حسب أهدافها المباشرة‪ :‬و تقسم النفقات تقسيما وظيفيا أي حسب الهدف المسطر‬
‫لها لبلوغه‪ ،‬و هنا نجد النفقات اإلدارية المتعلقة بسير المصالح العامة والدفاع والعدالة‪ ،‬كذلك‬
‫نجد النفقات االجتماعية التي تهدف إلى إشباع الجانب االجتماعي للمواطنين مثل توفير‬
‫إمكانيات التعليم والصحة‪ ،‬منح للبطالين ومنح التعليم للطلبة الخ‪ .‬إضافة إلى ذلك نجد النفقات‬
‫االقتصادية والمتمثلة في النفقات االستثمارية كما رأينا سابقا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬النفقات الحقيقية و النفقات التحويلية‪ :‬النفقات الحقيقية هي تلك المبالغ المالية التي تصرفها‬
‫الدولة مقابل الحصول على سلع أو خدمات أو رؤوس أموال إنتاجية‪ ،‬كاألجور وأسعار السلع‬
‫الالزمة لسير المرافق العامة‪ .‬أما النفقات التحويلية (اإلنفاق الناقل) فهي التي ال يترتب على‬
‫إنفاقها حصول الدولة على مقابل‪ ،‬فهدفها ضمان عدالة نسبية في توزيع المداخيل على الفئات‬
‫االجتماعية من اجل زيادة الطلب الكلي‪ .‬النفقات التحويلية يمكن تكون في شكل إعانات‬
‫اجتماعية أو إعانات اقتصادية‪ ،‬هذه األخيرة يمكن أن تكون في شكل إعانات استغالل‪ ،‬إعانات‬
‫تحقيق التوازن‪ ،‬إعانات التجهيز‪ ،‬إعانات التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬النفقات العادية والنفقات غير العادية (النفقات الجارية و النفقات الرأسمالية)‪ :‬يقصد بالنفقات‬
‫العادية تلك التي تتكرر بصفة دورية منتظمة في الميزانية العامة للدولة (تكرار نوعي)‪ ،‬أي خالل‬
‫كل سنة مالية دون النظر إلى اختالف قيمتها من وقت ألخر‪ .‬أما النفقات غير العادية فهي تلك‬
‫التي ال تتكرر بصورة عادية منتظمة في كل ميزانية مثل النفقات الموجهة للكوارث الطبيعية‪.‬‬
‫بعض المفكرين يطلقون كلمة النفقات الجارية (نفقات التسيير) على النفقات العادية‪ ،‬و كلمة‬
‫النفقات الرأسمالية على النفقات غير العادية‪.‬‬
‫‪ -4‬حدود اإلنفاق العام‪ :‬إن تحديد حجم اإلنفاق العام يختلف حسب اختالف العوامل اإليديولوجية من‬
‫ناحية (اإليديولوجية الفردية‪ ،‬اإليديولوجية التدخلية‪ ،‬اإليديولوجية الجماعية)‪ .‬كما أن هناك بعض‬
‫االعتبارات االقتصادية األخرى من ناحية أخرى يمكن أن نجملها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬قدرة الدولة المالية‪ :‬تضع اإليرادات العامة الحد األقصى لحجم النفقات العامة في المدى الطويل‪.‬‬
‫‪ ‬مستوى النشاط االقتصادي‪ :‬تؤثر الظروف االقتصادية التي يمر بها االقتصاد الوطني بدورها في‬
‫حجم النفقات العامة أو حدودها هذا حسب فترات الرخاء والكساد‪.‬‬
‫‪ ‬المحافظة على قيمة النقود‪ :‬فإذا استطاعت الدولة أن تحافظ على قيمة النقود أدى ذلك إلى ثبات‬
‫اإلنفاق العام أما إذا انخفضت قيمة النقود فان النفقات العامة سوف ترتفع‪.‬‬
‫‪ -0‬ظاهرة ازدياد النفقات العامة‪ :‬تعتبر ظاهرة ازدياد النفقات العامة إحدى السمات المميزة للمالية العامة‬
‫في هذا العصر‪ .‬قد يحدث في سنة ما أن تنخفض النفقات العامة عن سنة سابقة عليها لسبب أو ألخر‬
‫ولكن ذلك ال يخل بالظاهرة العامة وهي االتجاه المستمر الزدياد النفقات‪ .‬ولقد كان االقتصادي األلماني‬
‫فاجنر ‪ A. Wagner‬أول من استرعته هذه الظاهرة ولذا يطلق عليها قانون فاجنر نسبة إليه إذ انه‬
‫تبين‪( 7‬انه كلما حقق مجتمع معين معدال من التحضر كلما أصبح نشاط الدولة مكلفا‪ ،‬وهذا يفسر بأمرين‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫‪En 1872, dans son livre (Fondements de l’économie politique), Adolph Wagner explique que « plus la société se civilise, plus‬‬
‫‪l’État est dispendieux » (un principe aujourd'hui connu sous le nom de loi de Wagner), ce qui signifie que la part des dépenses‬‬
‫‪publiques dans le PIB augmente avec le revenu par tête. À ses yeux, l’augmentation des dépenses publiques s’explique par‬‬
‫‪l’apparition de deux catégories de nouveaux besoins : plus l’économie se développe, plus l’État doit investir en infrastructures‬‬
‫‪publiques et d’autre part, plus le niveau de vie de la population augmente, plus celle-ci accroît sa consommation de biens dits‬‬
‫‪supérieurs, comme les loisirs, la culture, l’éducation, la santé… qui sont des biens dont l'élasticité-revenu est supérieure à 1. En‬‬
‫‪d’autres termes, la consommation de ces biens augmente plus vite que le revenu de la population‬‬

‫‪11‬‬
‫من جهة‪ ،‬كلما تطور االقتصاد‪ ،‬كلما وجب على الدولة أن تستثمر في الهياكل القاعدية‪ .‬ومن جهة‬
‫أخرى‪ ،‬كلما تحسن المستوى المعيشي لألفراد كلما زاد استهالكها للمنتجات ذات المرونة اكبر من ‪ .)0‬إن‬
‫لزيادة النفقات العامة أسبابا ظاهرية وهي تلك التي تؤدي إلى تضخم الرقم الحسابي للنفقات العامة دون‬
‫أن يقابلها زيادة في المنفعة الحقيقة إلشباع الحاجات العامة‪ .‬أما األسباب الحقيقية فهي تلك العوامل التي‬
‫تؤدي إلى زيادة فعلية في المنفعة الحقيقية للنفقات‪.‬‬
‫ا ‪ -‬األسباب الظاهرية لزيادة النفقات العمومية‪:‬‬
‫‪ ‬انخفاض قيمة النقد‪ :‬و يقصد به تدهور القوة الشرائية للنقود أو ازدياد عدد الوحدات النقدية التي‬
‫تدفع للحصول على سلعة أو خدمة معينة ويرتب على ذلك تضخما في أرقام النفقات العامة‪.‬‬
‫اختالف طرق المحاسبة‪ :‬إن تغير طرق إعداد الحسابات العامة قد يوهم بزيادة النفقات العامة مثل‬ ‫‪‬‬
‫مبدأ اإليرادات الصافية الذي كان معموال به في القديم‪.‬‬
‫‪ ‬اتساع مساحة اإلقليم وزيادة عدد السكان‪ :‬فاتساع مساحة اإلقليم أو تقسيمه (كما حدث في‬
‫السودان) أو زيادة عدد السكان يترتب عليه زيادة في النفقات العامة ولكن في هذه الحالة يجب أن‬
‫ننتبه لمقدار اإلنفاق الذي يعود على الفرد الواحد خالل فترة المقارنة لمعرفة إذا كانت هذه الزيادة‬
‫ظاهرية أو حقيقية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬األسباب الحقيقية لزيادة النفقات العمومية‪:‬‬
‫‪ ‬األسباب االقتصادية‪:‬‬
‫‪ o‬زيادة الدخل القومي تعتبر الزيادة في اإلنفاق نتيجة منطقية لنمو الدخل القومي‪.‬‬
‫‪ o‬تطور اإليديولوجية االقتصادية‪ :‬والتي يختلف مفهومها لالستثمار وتأميم البنوك والشركات‪.‬‬
‫‪ o‬التوسع في المشروعات العامة قد تقوم الدولة ببعض المشروعات إما لعجز القطاع الخاص أو‬
‫لضمان تشغيل هذه المشروعات الحيوية وتتكبد الدولة في سبيل تسيير هذه المشروعات نفقات كبيرة‬
‫وذلك نتيجة أجور العاملين أو ثمن اآلالت‪.‬‬
‫‪ o‬المنافسة االقتصادية قد تقوم الدولة بمنح بعض الصناعات الوطنية منح مالية حتى تستطيع هذه‬
‫الصناعات أن تنافس السلع األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬األسباب اإلدارية يترتب على اتساع نشاط الدولة وتعدد وظائفها نتيجة للتطور االجتماعي والسياسي‬
‫خلق العديد من الو ازرات واإلدارات المختلفة للقيام بهذه الخدمات واإلشراف على المشروعات ويمكن‬
‫تقسيم األسباب اإلدارية التي تؤدي إلى زيادة النفقات العامة إلى األسباب آالتية‪:‬‬
‫‪ o‬زيادة مبالغ اإلنفاق على اإلدارة الحكومية لتطويرها وتحسينها لتتماشى مع تطور النظم السياسية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ o‬زيادة عدد العاملين الناتج عن توسع وظائف الدولة وقيامها بأعباء جديدة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ ‬األسباب السياسية‪ :‬يمكن إرجاع الزيادة في النفقات العامة إلى األسباب السياسية التالية‪:‬‬
‫‪ o‬انتشار المبادئ الديمقراطية‪ :‬المبنية على فكرة البرلمانية واالهتمام بالطبقات المحدودة أضف إلى‬
‫ذلك سعي الحزب الحاكم في استرضاء الشعب حتى يبقى في الحكم مدة أطول‪.‬‬
‫‪ o‬نمو مسؤولية الدولة‪ :‬بما أن الدولة أصبحت مجموعة من المرافق العامة الموجهة لخدمة‬
‫الجمهور فان أي ضرر يلحق بأحد األفراد يجعلها محل مقاضاة لتعويض هذا األخير‪.‬‬
‫‪ o‬زيادة نفقات الدولة في الخارج‪ :‬الناتج عن زيادة التمثيل الدبلوماسي إضافة إلى اشتراك الدول في‬
‫المنظمات الدولية‪.‬‬
‫‪ o‬النفقات الحربية‪ :‬وهي أهم األسباب المؤدية إلى زيادة النفقات العامة فقد أصبح مرفق الدفاع‬
‫حتى في الظروف العادية يستوعب جانبا هاما من نفقات الدول ناهيك عن أوقات الحروب‪.‬‬

‫‪ ‬األسباب االجتماعية‪ :‬لقد أدى تقدم الوعي االجتماعي وانتشار المذهب االشتراكي وقوة الطبقة العاملة‬
‫إلى تدخل الدولة في الميدان االجتماعي لعناصر الطبقات الضعيفة وحماية وتقوية مركزها ونتيجة لهذا‬
‫كله فقد أعدت الدول المختلفة نظما للضمان االجتماعي وتقوم أساسا على ضمان وسائل العيش‬
‫لألف ارد وكفالة العالج الطبي لهم والشك أن كل ذلك يؤدي إلى زيادة النفقات العامة‪.‬‬

‫‪ ‬األسباب المالية‪:‬‬
‫‪ o‬تطور الفكر المالي‪ :‬يرتبط هذا العامل بتطور الفلسفة االقتصادية واتساع دور الدولة التدخلي‪.‬‬
‫‪ o‬سهولة االقتراض‪ :‬إذا عجزت الضرائب لتمويل الحاجات العامة دفعت الدولة إلى االقتراض‪.‬‬
‫‪ o‬وجود فائض في اإليرادات قد يغري الفائض القائمون باألمر بالتبذير في األموال العامة‪.‬‬

‫‪ -4‬اآلثار االقتصادية للنفقات العمومية‪ :‬إذا تم معرفة األثر المترتب عن النفقة العمومية‪ ،‬فان هذا‬
‫يساعد في ترشيد الق اررات المتعلقة بهذه األخيرة‪ ،‬حيث أن هذا األثر قد يستخدم كهدف للسياسة‬
‫االقتصادية للدولة‪ .‬عموما‪ ،‬هناك آثار مباشرة و غير مباشر للنفقات العامة يمكن توضيحها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬اآلثار االقتصادية المباشرة للنفقات العمومية‪:‬‬
‫‪ o‬اثر النفقات العمومية على اإلنتاج الوطني‪ :‬تؤثر النفقات العامة على حجم اإلنتاج والتشغيل من‬
‫خالل تأثيرها على حجم الطلب الكلي الفعلي‪ ،‬إال أن هذا األثر يتوقف على مدى مرونة الجهاز‬
‫اإلنتاجي و كذلك بمدى تأثير حجم الطلب الكلي على اإلنتاج‪ .‬و من أمثلة النفقات التي تهدف إلى‬
‫زيادة اإلنتاج الوطني نجد النفقات االستثمارية مثل أثمان معدات اإلنتاج وتكاليف إقامة المصالح‪،‬‬
‫الخ‪ .‬و كذلك اإلعانات االقتصادية التي تهدف مثال لمحاربة التضخم و تخفيض أثمان بعض السلع‬

‫‪13‬‬
‫الضرورية بحيث يزيد الطلب على هذه السلع مما يؤدي إلى زيادة إنتاجها‪ .‬كذلك نجد اإلعانات‬
‫االقتصادية لبعض المشاريع الصناعية أو لتشجيع التصدير تؤدي إلى زيادة اإلنتاج الوطني‪ .‬كذلك‬
‫اإلعانات االجتماعية تساهم بشكل فعال في رفع إنتاج السلع االستهالكية‪ .‬كذلك قد تؤدي النفقات‬
‫الحربية إلى نمو الجهاز اإلنتاجي في الدولة‪.‬‬
‫‪ o‬اثر النفقات العمومية على إعادة توزيع الدخل الوطني‪ :‬يتمثل إعادة توزيع الدخل الوطني عن‬
‫طريق النفقات العامة في الفرق بين ما يدفعه الفرد للدولة من ضرائب و سوم و بين ما يتحصل عليه‬
‫من الدولة نتيجة اإلنفاق العام‪ .‬تتدخل الدولة إلعادة توزيع الدخل الوطني بين المواطنين بوسائل‬
‫عدة‪ ،‬إما بتحديد أثمان عوامل اإلنتاج أو المنتجات‪ ،‬أو اإلعانات االجتماعية كمعاشات الضمان‬
‫االجتماعي فهي تنقل جزء من المال من طبقة إلى طبقة أخرى‪ ،‬كذلك يمكن أن يعاد توزيع الدخل‬
‫من خالل نفقات التعليم و العالج التي تقدم مجانا او بسعر يقل عن تكلفتها الحقيقية‪.‬‬
‫‪ o‬اثر النفقات العمومية على االستهالك‪ :‬يتجه اإلنفاق العام لشراء سلع استهالكية كالنفقات العامة‬
‫التي ترصدها الحكومات لتقديم بعض الوجبات الغذائية للمدارس و المستشفيات و السجون و الجيش‬
‫و كذلك المواد و السيارات الالزمة لسير المصالح الحكومية‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬فان هناك اثر محقق‬
‫على االستهالك الوطني نتيجة لما توزعه الدولة من دخول خاصة تلك التي توزع على الطبقات‬
‫الفقيرة (إعانات البطالة‪ ،‬إعانات الزواج‪ ،‬الخ)‪ .‬كذلك اإلعانات االقتصادية المقدمة للمنتجين بهدف‬
‫تخفيض السعر من شانها إن تزيد الميل الحدي لالستهالك‪ .‬من الجدير بالذكر انه كلما كانت الدولة‬
‫فال يجب أن تتخذ سياسات من شانها رفع االستهالك الن‬ ‫في تقترب أو في حالة التشغيل الكامل‬
‫هذا يعرضها لحالة التضخم‪ .‬أما في حالة التشغيل الناقص المرافق لوجود نسبة من المدخرات ففي‬
‫هذه الحالة تحاول الدولة استعمال النفقات االستهالكية كأداة لدفع االقتصاد‪ .‬أما إذا لم يكن فيه‬
‫مدخرات كافية‪ ،‬فيجب أن تستعمل الدولة النفقات الموجهة لالستهالك بالشكل الذي يحقق التناسق‬
‫بين زيادة معدل الطلب على االستهالك‪ ،‬تكوين المدخرات‪ ،‬وانشاء المشاريع اإلنمائية‪.‬‬
‫‪ ‬اآلثار االقتصادية غير المباشرة للنفقات العمومية‪ :‬يتحدد مستوى الدخل الوطني بمستوى الطلب‬
‫العام و الطلب الخاص على االستثمار و االستهالك‪ ،‬فالزيادة في أي منهما تؤثر على مستوى الدخل‬
‫الوطني‪ .‬هنا يجب أن نفرق بين االستثمار المستقل و االستثمار التابع‪ ،‬فالنوع األول هو كل استثمار‬
‫ينشا عن طريق قرار مستقل عن مستوى الدخل أما االستثمار التابع فهي تلك التوسعات و اإلنشاءات‬
‫التي تقوم بها المؤسسات استجابة لتغطية طلبات االستهالك‪ .‬أي أن الزيادة في النفقات العامة قد‬
‫يوزع جزء منها في شكل أجور و مداخيل من شانها أن تؤدي إلى زيادة الطلب على السلع‬
‫االستهالكية (اثر المضاعف)‪ ،‬ومع مرور الوقت فان منتجي هذه و بعد نفاذ المخزون يضطرون‬
‫إلى زيادة طلبهم على السلع االستثمارية من معدات و آالت الستمرار إنتاجية (اثر المعجل) ‪ ،‬و مع‬
‫زيادة االستثمار يزداد الدخل الوطني‪ .‬يظهر من خالل هذا األثر غير المباشر للنفقات العامة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أسئلة الدرس الثاني‪:‬‬
‫‪ .0‬ما هي ايجابيات استعمال النقود المالية خالل اإلنفاق العام عوضا عن النقود العينية؟‬
‫‪ .2‬كيف يتم تقسيم النفقات في الميزانية العمومية للجزائر؟‬
‫‪ .2‬هل توجد حدود ال يمكن تجاوزها عند وضع االعتماد المالية المهيأة للنفقات العامة؟ وهل هناك‬
‫حجم أو سقف امثل لهذه النفقات؟‬
‫‪ .4‬على ماذا ينص قانون فاجنر ‪ A. Wagner‬المتعلق بالنفقات العمومية؟‬
‫‪ .5‬ما هي األسباب الصورية و األسباب الحقيقية لزيادة النفقات العمومية؟‬
‫‪ .6‬اشرح باختصار اآلثار االقتصادية المباشرة و غير المباشرة للنفقات العمومية؟‬
‫‪ .7‬ما المقصود باألثر المضاعف و األثر المعجل و ما العالقة بينهما؟‬
‫‪ .8‬بعد اطالعك على مفهوم كل من "األثر المضاعف و األثر المعجل"‪ ،‬حلل ما هو اثر النفقات‬
‫العمومية في الجزائر‪ ،‬و هل ساهمت بفعالية في دعم النشاط االقتصادي؟ ما هي معوقاتها؟‬
‫(بإمكانك استخدام أمثلة و مراجع من االنترنت)‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫اإليرادات العمومية‪:‬‬
‫يقصد باإليرادات العامة‪ ،‬كأداة مالية مجموعة الدخول التي تحصل عليها الدولة من المصادر المختلفة‬
‫من اجل تغطية نفقاتها العامة وتحقيق التوازن االقتصادي و االجتماعي‪ .‬و تنقسم إلى نوعين‪:‬‬
‫‪ .0‬إيرادات عادية‪ :‬إيرادات الضرائب و الرسوم‪ ،‬إيرادات الدومين العام‪.‬‬
‫‪ .4‬إيرادات غير عادية‪ :‬القروض العامة الداخلية و الخارجية‪ ،‬إضافة إلى اإلعانات الخارجية‪.‬‬

‫‪ .0‬إيرادات أمالك الدولة (الدومين)‪ :‬يقصد بأمالك الدولة كل ما تمتلكه الدولة سواء كانت ملكية وطنية‬
‫عمومية أو ملكية وطنية خاصة وسواء كانت أمواال عقارية أو منقولة‪ ،‬ويمكن تقسيم أمالك الدولة وفقا‬
‫لمعيار النفع إلى الملكية العامة و الملكية الخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬أمالك الدولة العمومية‪ :‬ويقصد بالملكية العمومية األموال التي تمتلكها الدولة أو األشخاص المعنوية‬
‫وتكون معدة لالستعمال العام‪ ،‬وتحقق نفعا عاما‪ ،‬ومن ثم تخضع ألحكام القانون العام‪ .‬وتتضمن هذه‬
‫األمالك العمومية‪ 8‬األمالك العمومية الطبيعية مثل شواطئ البحر‪ ،‬الثروات والموارد الطبيعية‬
‫السطحية والجوفية‪ ،‬المجال الجوي‪ ،‬الخ‪ .‬إضافة إلى األمالك العمومية االصطناعية مثل السكك‬
‫الحديدية وتوابعها‪ ،‬الموانئ‪ ،‬واآلثار العمومية‪ ،‬الحدائق المهيأة‪ ،‬الطرق العادية والسريعة وتوابعها‪ .‬وقد‬
‫تلجأ السلطة العامة إلى فرض رسوم على األفراد مقابل استخدامهم لهذه األمالك مثل رسوم دخول‬
‫الحدائق العامة و رسم مغادرة الموانئ والمطارات والوصول إليها وقد يكون الهدف من هذه الرسوم‬
‫إيجاد موارد مالية تستخدمها فى صيانة وتنظيف هذه المرافق فضالً عن تنظيم استخدام األفراد لها‪.‬‬
‫‪ ‬األمالك الوطنية الخاصة‪ :‬و يقصد بالملكية الخاصة األموال التي تمتلكها الدولة ملكية خاصة و‬
‫معدة لالستعمال الخاص‪ ،‬وتحقق نفعا خاصا للفئة التي تستخدمها ومن ثم تخضع ألحكام القانون‬
‫الخاص و تشتمل هذه األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة و الوالية و البلدية على األراضى‬
‫الزراعية و العقارات و الوحدات اإلنتاجية كالشركات و األوراق المالية‪ .‬و يعتبر الدومين الخاص‬
‫المصدر األساسي الذى يتحدث عنه المتخصصين فى المالية العامة كمصدر من مصادر إيرادات‬
‫الدولة ألن هذه األمالك هى التى تدر دخالً محسوساً يمثل جزءاً هاماً من إيرادات الدولة‪.‬‬
‫يأخذ الدومين الخاص ثالثة أشكال‪:‬‬
‫‪ o‬الدومين الصناعى والتجارى‪ :‬وهو يشير إلى المنشات اإلنتاجية الصناعية والتجارية والخدمية و‬
‫هو ما يسمى "وحدات القطاع العام‪ ،‬وهو يختلف من دولة ألخرى حسب درجة تدخلها فى النشاط‬
‫االقتصادي فكلما اتجهت الدولة ناحية الفكر االشتراكي كلما كبر حجم الدومين الخاص والعكس‬
‫فهو يقل كلما اتجهت ناحية الفكر الرأسمالى‪ .‬وبالنسبة لحجم األرباح التى تحققها الدولة من هذه‬

‫حسب المادة ‪ 00‬و ‪ 04‬من قانون ‪ 21_91‬المؤرخ في ‪ 10‬ديسمبر ‪ 0991‬المتعلق بأمالك الدولة‬
‫‪8‬‬

‫‪16‬‬
‫األمالك فهذا يتوقف على سياسة السوق التى تتبعها‪ ،‬هل تساير أسعار السوق أم تحدد أسعا ار‬
‫منخفضة لتحقيق أهداف اجتماعية تخدم الطبقات المحدودة‪ .‬وقد تلجأ الدولة إلى احتكار نشاط‬
‫صناعى أو تجارى معين حتى تتمكن من فرض أسعار أعلى من السعر التنافسى ويتحقق لها‬
‫ذلك كلما كانت السلع غير مرنة مثل احتكار خدمات الكهرباء والطيران و بعض الدخان مثالً ‪.‬‬
‫‪ o‬الدومين الزراعي‪ :‬وهو أمالك الدولة من األراضي الزراعية (زراعتها‪ ،‬كرائها أو بيعها) و‬
‫الغابات (الخشب) و المناجم و المحاجر(استغاللها‪ ،‬خوصصتها‪ ،‬أو اإلشراف عليها مع استغالل‬
‫الخاص) و كانت هذه األمالك تشكل إيرادات كبيرة و هامة للسلطة العامة فى عهد نظام‬
‫اإلقطاع‪ ،‬و لكن مع انتهاء هذا العهد و ظهور الرأسمالية والمناداة بتملك األفراد لعناصر اإلنتاج‬
‫(األرض)‪ ،‬بدأت الدول ببيع االراضى الزراعية فانخفضت إيراداتها من هذا المورد‪.‬‬
‫‪ o‬الدومين المالى‪ :‬ويتمثل هذا النوع من الدومين العام فى األوراق المالية كالسندات واألسهم التى‬
‫تصدرها السلطة العامة والتي تشتريها‪ ،‬ويعتبر هذا النوع احدث أنواع الدومين وكان الهدف‬
‫االساسى لهذا النوع من الدومين ليس االستفادة من اإليرادات بل بهدف تمكين السلطة العامة من‬
‫اإلشراف على المنشآت اإلنتاجية الخاصة ورقابتها لتحقيق الصالح العام‪ ،‬ويدخل ضمن مكونات‬
‫الدومين المالى أيضا الفوائد التى تتقاضاها السلطة العامة على القروض التى تمنحها أحيانا‬
‫لبعض المنشآت اإلنتاجية الخاصة سواء داخل الدولة أو خارجها‪.‬‬
‫‪ -4‬الرسوم‪ :‬الرسوم هي مورد مالي تحصل عليه الدولة ممن يكون في حاجة إلى خدمة خاصة تنفرد‬
‫الدولة أدائها كرسوم استخراج مختلف البطاقات من مختلف المصالح‪.‬‬
‫‪ ‬خصائص الرسم‪ :‬إن الشخص ال يدفع الرسوم (عنصر الجـبر) إال مقابل خدمة معينة من الدولة‪.‬‬
‫كذلك يرتبط الرسم (بخدمة خاصة) تعود على دافعة ومثاله تلقى العلم أو الترخيص لقيادة سيارة‪.‬‬
‫‪ ‬تقدير الرسم أهم ما يميز الرسوم عن باقي الموارد العامة هو أن هناك تناسب بين تكلفة الخدمة‬
‫والرسم لالنتفاع بها وفي معظم األحوال ال يزيد الرسم عن تكلفة إنتاج الخدمة‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية الرسوم‪ :‬كانت قديما تشكل أهمية في موارد الدولة ومع التطور االجتماعي فقدت هذه األهمية‬
‫نظ ار لتحديد الرسم في حدود تكلفة الخدمة أو أقل أال أنها مازالت تشكل نسبة من اإليرادات العامة‪.‬‬
‫‪ -4‬الفرق بين الرسم وبعض اإليرادات العامة األخرى‬
‫أ‪ -‬الفرق بين الرسم والضريبة ‪ :‬يتفق الرسم مع الضريبة في أن كالهما مبلغا نقديا ويدفع جب ار أما أوجه‬
‫الخالف بين الرسم والضريبة فيتمثل في أن الرسم مقابل خدمة خاصة والضريبة تدفع مقابل خدمة عامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفرق بين الرسم والثمن الخاص‪ :‬يتفق الرسم مع السعر في أن كالهما يدفع للحصول على مقابل‬
‫معين ولكنهما يختلفان وطبيعة الهيئة التي تقدمه‪ .‬فالرسم يدفع مقابل خدمة من مرفق عام أما الثمن فهو‬
‫مقابل خدمة تجارية أو سلعة يقدمها مشروع تجاري ويخضع لشروط المنافسة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -2‬الضرائب‪ :‬الضرائب هي المورد المالي العام الذي تقتطعه الدولة من األشخاص جب ار بغرض‬
‫استخدامه لتحقيق منفعة عامة ومن هذا التعريف انه يشمل العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ .0‬مبلغ مالي عام ‪ :‬بمعنى انه دخل مالي للخزينة وليس دخل عيني‪.‬‬
‫‪ .4‬يقتطع جب ار‪ :‬بمعنى أن جبايتها مبنية على قوانين تبين شكل الضريبة ونوعها ووعائه و مواعيدها‪.‬‬
‫‪ .2‬الضريبة تحقق أهداف عامة ‪:‬الضريبة تفرض بموافقة ممثلي الشعب لتحقيق أهداف الشعب‬
‫ككل‪.‬‬
‫‪ .2‬هدف الضريبة عام وليس خاص وال يجب على دافعها ربطها بالحصول على منفعة خاصة به‪.‬‬

‫‪ ‬مبررات الضريبة‪ :‬اختلف المفكرون في تبرير الضريبة فكتبوا ما يلي‪:‬‬

‫‪ .0‬عقد توزيع خدمات عامة ‪ :‬وبموجبه فالضريبة تنفيذ للتعاقد الضمني بين الدولة والمواطنين مقابل‬
‫خدمات عامة‪.‬‬
‫‪ .4‬عقد تأمين ‪ :‬وبموجبه إن الضريبة تنفيذ لتعاقد ضمني بين الدولة والمواطنين بموجبه تلتزم الدولة‬
‫بضمان اآلمان لمواطنيها‪.‬‬
‫‪ .2‬عقد شركة بين المجتمع‪ :‬وبموجبه أن هناك عقد شركة بين الدولة والمجتمع‪ ،‬بغرض إنتاج السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬يقوم كل فرد بدوره في هذه الشركة وتعتبر الحكومة هي مجلس أداة هذه الشركة‪.‬‬
‫ج‪ -‬مراحل الضريبة تنقسم مراحل الضريبة إلى‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪ :‬تقدير الوعاء الضريبي (‪ )L’IMPOSITION‬يتوقف مقدار الحصيلة الضريبية على‬
‫طريقة تحديد و تقدير الوعاء الضريبي‪ ،‬أي تقدير المادة الخاضعة للضريبة‪ ،‬إذ هناك طرق مختلفة لتقدير‬
‫قيمتها‪ ،‬يمكن في هذا الصدد ذكر بعضها في ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬التقدير على أساس المعامالت والمظاهر الخارجية‪ :‬كانت هذه الطريقة مستخدمة في التشريع‬
‫الضريبي الفرنسي في القرن‪09‬حتى عام ‪0940‬م‪ .‬تتمثل هذه الطريقة في اعتماد اإلدارة الضريبية عند‬
‫تحديد الضريبة على بعض المظاهر أو القوانين الخارجية المتصلة بالمكلف بالضريبة‪ .‬وتقوم هذه الطريقة‬
‫على أساس العالقة بين دخل المكلف بالضريبة والظواهر المحيطة به لتقدير دخل المكلف‪ ،‬على أساس‬
‫القيـمة االيجارية لمنزله‪ ،‬أو تبعا لـعدد العمال الذين يوظفهم‪ ،‬أو تقدير العتاد المستعمل في النشاط‬
‫اإلنتاجـي‪...‬الخ‪ .‬تتميز هذه الطريقة بالسهولة و البساطة‪ ،‬واالقتصاد في نفقات الجباية‪ ،‬كما ال تلزم‬
‫المكلف بالضريبة تقديم أي وثائق إال أنها لها الكثير من السلبيات نذكر منها ما يلي‪ :‬بعض الدخول التي‬
‫ال توجد لها مظاهر خارجية مثل دخل القيم المنقولة‪ ،‬وفوائد الديون والودائع‪ .‬كما أنها ال تحقق من هذا‬
‫المنطلق العدالة الضريبية‪ .‬كما أن المظاهر الخارجية ال تعبر حتما عن قيمة الدخل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ب‪ -‬طريقة التقدير الجزافي ‪ :‬تقوم هذه الطريقة على أساس تحديد دخل المكلفين تحديدا جزافيا‪ ،‬استنادا‬
‫إلى بعض المؤشرات مثل القيمة اإليجارية التي تعد مؤش ار ودليال لتحديد دخل صاحب العقار‪ ،‬أو رقم‬
‫األعمال الذي يعد دليال لمعرفة أرباح التاجر‪ ،‬أو عدد ساعات عمل أصحاب المهن الحرة‪.....‬إلخ‪ .‬وهناك‬
‫أنواع أخرى من الطرق الجزافية منها‪:‬‬
‫‪ .0‬الطريقة الجزافية القانونية ‪ :‬فيها يتم تحديد وعاء الضريبة من طرف اإلدارة الضريبية بصورة‬
‫جزافية‪ ،‬بناءا على القانون‪ ،‬أي أن التشريع الضريبي هو الذي يحدد وعاء الضريبية بصفة جزافية‬
‫للذين ال يتجاوز رقم أعمالهم‪ ،‬أو دخلهم مبلغا معينا‪ ،‬يتولى قانون الضرائب تحديده‪.‬‬
‫‪ .4‬الطريقة الجزافية االتفاقية ‪ :‬فيها يتم تحديد الدالئل بصورة اتفاقية بين اإلدارة الضريبية والمكلف‬
‫بالضريبة‪ ،‬غالبا ما يتم ذلك عن طريق مناقشة المكلف بالضريبة واالتفاق معه على رقم معين‬
‫متعلق بدخله أو أرباحه‪ .‬يتم اللجوء إلى هذه الطريقة في حالة عدم توفر دفاتر محاسبة منتظمة‬
‫تبين القيمة الحقيقية لوعاء الضريبة‪.‬‬
‫تتشابه طريقة التقدير الجزافي مع طريقة المظاهر الخارجية‪ ،‬حيث أن كل منهما ال تعتمد على الحقائق‬
‫في تقدير الوعاء‪ ،‬وبالتالي تفتقر إلى الدقة المطلوبة في تحديد المادة الخاضعة للضريبة‪.‬‬
‫ا عتمد المشرع الجزائري في كثير من األحيان على الطريقة الجزائية القانونية‪ ،‬إذ كثي ار ما يخضع المكلف‬
‫بالضريبة إلى النظام الجزافي عندما ال يتجاوز رقم أعماله السنوي مبلغا معينا‪ ،‬عندما يتعلق األمر بنشاط‬
‫بيع السلع واألشياء أو الخدمات‪ ،‬وينبغي عليهم في هذه الحالة مسك سجال مرقما وموقعا من قبل‬
‫المصالح للضريبة تسجل فيه تفاصيل مشترياتهم المثبتة بفواتير‪ ،‬أو غيرها من المستندات الثبوتية‪.‬‬
‫ج ‪-‬طريقة التقدير المباشر‪ :‬تلزم اإلدارة الضريبية المكلف باإلفصاح عن القيمة الحقيقية لمادة الضريبة‪،‬‬
‫أي اإلقرار بالدخل الحقيقي المطابق للواقع‪ ،‬وهذا أكثر انضباط ودقة من سابقيه‪ .‬إن البيانات التي ترد‬
‫بإقرار المكلف ال تعتبر نهائية حيث أن اإلدارة الضريبية يمكن لها أن تعدلها عندما ال تقتنع بذلك‪ .‬تتم‬
‫طريقة التقدير اإلداري إما بتصريح المكلف أو الغير‪ ،‬أو بطريقة التقدير المباشر لإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫‪ .0‬تصريح المكلف بالضريبة ‪ :‬مضمون هذه الطريقة‪ ،‬أن يقوم المكلف بالضريبة بنفسه بتقديم تصريح‬
‫في موعد يحدده القانون‪ ،‬ينطوي على بيان بنشاطه يتم من خالله تحديد عناصر ثروته إلى اإلدارة‬
‫الجبائية‪ ،‬التي تقوم بمراجعته أو التحقق من صحته‪ .‬تتميز هذه الطريقة بتحقيق العدل الضريبي ألنها‬
‫تستند إلى عناصر وقرائن أكثر دقة‪ ،‬وتعمل على تقدير المادة الخاصة للضريبة تقدي ار منضبطا‪ ،‬لذلك‬
‫فهي تعتبر من أفضل الطرق‪ ،‬وعليه تبنتها معظم التشريعات الضريبية في العالم‪.‬‬
‫‪ .4‬تصريح الغير ‪ :‬مضمون هذا التصريح أن يقوم شخص آخر غير المكلف بالضريبة باإلفصاح عن‬
‫مادة الضريبة‪ ،‬كما هو الحال عند صاحب العمل الذي يقدم إقرار عن المرتبات واألجور التي يدفعها‪،‬‬
‫والناشر الذي يقدم إقرار عن حقوق التأليف التي يدفعها للمؤلفين‪ ،‬وعليه يشترط في الغير أن تربطه عالقة‬
‫قانونية بالمكلف بالضريبة على نحو ما أعطينا من أمثلة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ .2‬التقدير المباشر بواسطة اإلدارة الضريبية ‪ :‬يعطي القانون إلدارة الضرائب سلطة تقدير المادة‬
‫الخاضعة للضريبة دون أن تتقيد بإق اررات معينة‪ ،‬حيث يكون لها الحق في الوصول إلى كل ما من شأنه‬
‫أن يعطي تحديدا سليما لوعاء الضريبة‪ ،‬إذ عادة ما تلجأ إدارة الضرائب إلى طريقة التقدير المباشر في‬
‫حالة تخلف المكلف بالضريبة‪ ،‬أو امتناعه عن تقديم التصريح الضريبي‪ ،‬أو إذا رأت بان تصريحات‬
‫الممول غير دقيقة و تنطوي على خطا أو غش‪.‬‬
‫المرحلة ‪ -2‬تصفية الضريبة )‪ :(LIQUIDATION‬تتم هذه المرحلة على مستوى "متفشيات الضرائب "‪،‬‬
‫ويقصد بتصفية الضريبة "تحديد دين الضريبة‪ ،‬أي تحديد المبلغ الذي يتعين على المكلف بالضريبة دفعه‪.‬‬
‫إن عملية التصفية تعني تقنيا إخضاع األساس الضريبي للمعدل الضريبي الواجب التطبيق‪ .‬مع التحقق‬
‫من أن كافة شروط فرض الضريبة تنطبق على الشخص المكلف بها ‪ .‬لقد أعطت معظم التشريعات‬
‫الجبائية للمكلفين بالضريبة حق الطعن في تصفية الضريبة بالطرق التي يحددها القانون وهي التي تختلف‬
‫من دولة ألخرى تبعا الختالف قواعد المنازعات الضريبية‪.‬‬
‫)‪ :(RECOUVEREMENT‬يقصد بتحصيل الضريبة "مجموع العمليات و‬ ‫المرحلة ‪ -3‬تحصيل الضريبة‬
‫اإلجراءات التي تؤدي إلى نقل دين الضريبة من ذمة المكلف بالضريبة إلى الخزينة العمومية‪ ،‬وفقا للقواعد‬
‫القانونية والضريبية المطبقة في هذا اإلطار"‪ .‬تتمثل أهم الطرق في التحصيل في ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التوريد المباشر (‪ :)RECOUVEREMENT DIRECT‬في هذه الطريقة يمكن دفع الضريبة بأحد‬
‫الشكلين التاليين ‪ :‬التوريد المباشر الكلي والتوريد المباشر عن طريق األقساط‪.‬‬
‫ب‪ -‬التوريد عن طريق شخص أخر)‪ :(RECOUVEREMENT PAR TIERE‬فيه يتم دفع الضريبة‬
‫بواسطة شخص آخر غير المكلف بالضريبة‪ .‬تسري هذه الطريقة بصورة عامة على الضرائب غير‬
‫مباشرة‪ ،‬وبعض األنواع من الضرائب المباشرة مثل ضرائب الطابع الخاصة بالوثائق القانونية‪ ،‬فان‬
‫المكلف بالضريبة يشتريها من البائع‪ ،‬الذي يقوم بتوريد حصيلتها إلى مصلحة الضرائب‪.‬‬
‫ج‪ -‬الحجز من المنبع (‪ )RETENU A LA SOURCE‬يلجأ المشرع إلى هذه الطريقة بالنسبة‬
‫للضرائب على الدخل‪ ،‬ويطلق عليها مصطلح " االقتطاع من المنبع "في هذه الطريقة فان الضريبة تقتطع‬
‫في اللحظة التي يحصل فيها المكلف على الدخل‪ ،‬بحيث يقوم شخص معين (المكلف القانوني) بتحصيل‬
‫الضريبة من الممول وتوريدها إلى الخزينة العمومية‪ ،‬كما هو الحال في استحقاق األجور والمرتبات‪ ،‬و‬
‫فيها يقوم صاحب العمل بجباية الضرائب الخاصة بالعمال وتوريدها للخزينة العمومية‪ ،‬بينما العبء‬
‫الحقيقي يقع على المكلف الحقيقي المتمثل في األجير‪.‬‬
‫فيما يتعلق بموعد التحصيل‪ ،‬فالقانون يحدد موعدا معينا لتحصيل الضريبة‪ ،‬لما يشكل ذلك من ضمانة‬
‫أكيدة لمصلحة الخزينة العمومية‪ ،‬في تحصيل أموالها‪ ،‬ومصلحة المكلف بالضريبة في االبتعاد به عن‬
‫تعسف وظلم اإلدارة الضريبية من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫د‪ -‬أسس الضريبة‪ :‬اتفق الكتاب على أن هناك أربعة أسس للضرائب‪ ،‬تهدف إلى التوفيق بين مصلحتي‬
‫الخزانة والمواطنين‪ ،‬وهذه القواعد التقليدية واألسس هي‪ :‬العدالة و يقصد بالعدالة أن يوزع العبء المالي‬
‫العام على أفراد المجتمع‪ ،‬كل حسب قدرته‪ .‬اليقين ويعني بذلك أن تحدد بقانون يوضح قيمة الضريبة‪،‬‬
‫وأسس احتسابها والواقعة المنشأة للضريبة والمصروفات الواجب خصمها‪ ،‬ومعيار السداد‪ .‬المالئمة في‬
‫التحصيل‪ ،‬بمعنى أن يتالءم ميعاد التحصيل مع ميعاد تحقق اإليراد الفعلي‪ .‬و أخي ار االقتصاد في النفقة‪،‬‬
‫أي بمعنى أن يراعى ضعف تكاليف اإلجراءات اإلدارية الخاصة بالتحصيل‪.‬‬

‫ه ‪ -‬أنواع الضرائب‪ :‬تنقسم الضرائب إلى عدة أنواع تختلف باختالف الزاوية التي ينظر إليها منها‪.‬‬
‫من حيث تحمل عبء الضريبة (طبيعة الضريبة)‪ :‬اتخذ كثير من الكتاب معيار تحمل العبء‬ ‫‪.0‬‬
‫لتقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة‪ ،‬والمقصود بالضريبة المباشرة هي تلك الضريبة التي يتحمل‬
‫عبئا في النهاية من يقوم بتوريدها للخزانة العامة‪ ،‬والضريبة غير المباشرة هي التي يستطيع من يقوم‬
‫بتوريدها للخزانة نقل عبئها إلى غيره فيكون بمثابة الوسيط‪ .‬من مزايا الضرائب المباشرة ‪:‬الثبات النسبي‬
‫للحصيلة وانتظامها‪ ،‬وعدم تأثرها بالتغيرات االقتصادية‪ .‬و من عيوب الضرائب المباشرة هي أن ليست لها‬
‫صفة العمومية بالنسبة لجميع أفراد المجتمع‪ .‬من مزايا الضرائب غير المباشرة انه ال يشعر الممول‬
‫بدفعها ألنها تدخل ضمن ثمن شراء السلعة‪ .‬و من عيوبها عدم العدالة وعدم مراعاة الظروف المالية‬
‫لدافعيها‪ ،‬فجميع الممولين يقفون على قدم المساواة في دفعها دون اعتبار لدرجة يسرهم أو فقرهم‪.‬‬
‫‪ - 2‬من حيث المادة الخاضعة للضريبة‪ :‬تنقسم إلى ضرائب على الرؤوس‪ ،‬وضرائب على األموال‪.‬‬
‫فالنسبة لضرائب الرؤوس فهي التي تفرض على المواطنين أنفسهم‪ .‬أما بالنسبة لضرائب األموال فهي‬
‫المرحلة األخيرة لتطور الضرائب في الوقت الحاضر‪ ،‬وهنا تنصب الضريبة على ما يملكه الفرد من أموال‬
‫داخل المجتمع ممثلة في رأسماله أو دخله‪ ،‬وأخذت في ذلك أشكاال عديدة من حيث تحديد الوعاء الخاضع‬
‫للضريبة والواقعة المنشأة لها‪.‬‬
‫‪ - 2‬من حيث امتداد مجال التطبيق‪ :‬في هذا اإلطار نجد تقسيمين‪ :‬الضرائب الحقيقية (الموضوعية) و‬
‫التي تستهدف القيمة أو كمية المادة الخاضعة للضريبة‪ :‬السلع‪ ،‬القيم‪ ،‬الدخول‪ .‬وكذلك الضرائب الشخصية‬
‫(الذاتية) التي تأخذ بعين االعتبار وضعية الشخص المكلف إال أن هذين شرطين يمكن أن يتوف ار في‬
‫ضريبة واحدة كالضريبة على الدخل اإلجمالي‪ .‬في القسم الثاني نجد الضرائب الموحدة وهنا يقتصر األمر‬
‫على فرض ضريبة واحدة فقط أو أن تفرض ضريبة رئيسية والى جوارها بعض ضرائب أخرى قليلة‬
‫األهمية‪ .‬أما الضرائب المتعددة فتعني إخضاع المكلفين ألنواع مختلفة من الضرائب‪.‬‬
‫‪ - 4‬من حيث ظروف وضع الضريبة‪ :‬في هذا اإلطار نجد تقسيمين‪ :‬الضريبة التوزيعية وهي تلك التي‬
‫ال يحدد المشرع معدلها مسبقا وانما يحدد حجمها كمرحلة أولى ثم يتم حساب معدلها على أساس الحجم‪،‬‬
‫الضريبة القياسية وهي التي يحدد المشرع نسبتها مقدما دون أن يحدد حصيلتها‪ .‬في القسم الثاني نجد‬

‫‪21‬‬
‫الضريبة النسبية ويقصد بها تحديد نسبة مئوية من الوعاء الضريبي تقتطع لذمة الدولة أيا كان حجم هذا‬
‫الوعاء‪ .‬إضافة إلى الضريبة التصاعدية فيقصد بها تغيير النسبة المئوية مع تغير حجم الوعاء‬
‫الضريبي‪.‬ومبدأ التصاعد تلجأ إليه الدول االشتراكية لتقريب الفجوة بين الدخول‪.‬‬
‫‪ – 5‬التصنيف االقتصادي للضرائب‪ :‬في هذا اإلطار نجد ‪ 2‬أقسام‪ :‬الضرائب على الدخل‪ ،‬الضرائب على‬
‫رأس المال و الضرائب على اإلنفاق‪.‬‬
‫و ‪ -‬االزدواج الضريبي يقصد باالزدواج الضريبي‪ ،‬فرض نفس الضريبة أو ضريبة مشابهة لها‪ ،‬أكثر من‬
‫مرة على نفس الشخص‪ ،‬وعن نفس المال‪ ،‬في نفس المدة‪.‬‬
‫‪ -‬شروط االزدواج الضريبي‪ :‬من الشروط نجد وحدة الضريبة وهو أن تفرض ضريبتان من نوع‬ ‫‪0‬‬
‫واحد‪ ،‬أو متشابهتان على األقل‪ ،‬وذلك كضريبتي الدخل ورأس المال‪ .‬كذلك وحدة الممول‪ ،‬ويعني هذا‬
‫الشرط أن يكون الشخص الذي فرضت عليه ضريبتان واحد‪ .‬و كذلك وحدة المادة الخاضعة للضريبة وهنا‬
‫يجب أن يكون وعاء الضريبة في مرات فرضها واحدا‪ .‬أما الشرط األخير فهو وحدة المدة‪ ،‬و هي أن‬
‫تفرض نفس الضريبة في نفس الفترة‪.‬‬
‫‪- 2‬أنواع االزدواج الضريبي‪ :‬هنا يوجد صنفين‪:‬‬
‫‪ .0‬االزدواج الداخلي واالزدواج الدولي ‪ :‬يكون االزدواج داخليا إذا تم فرض الضرائب التي يتحقق بها‬
‫االزدواج من الحكومة المركزية واحدى الواليات مثال‪ ،‬وذلك في الدول االتحادية (كالواليات المتحدة‬
‫األمريكية)‪ .‬أما االزدواج الدولي فيتحقق عندما تقوم دولتان أو أكثر بفرض نفس الضريبة أو ضرائب‬
‫متشابهة على نفس الوعاء ونفس الشخص‪ ،‬ومثال ذلك في حالة ضريبة التركات ‪.‬‬
‫‪ .4‬االزدواج المقصود واالزدواج غير المقصود ‪ :‬واالزدواج المقصود هو الذي يعمد المشرع إلى إحداثه‪،‬‬
‫أما االزدواج غير المقصود هو الذي يحدث دون أن تتجه نية المشرع إلى إحداثه‪.‬‬
‫وغالبا ما يكون االزدواج الداخلي مقصودا‪ ،‬وقد يقصد المشرع أهداف معينة من جراء االزدواج لتغطية‬
‫عجز مالي‪ .‬أما االزدواج غير المقصود فقد يكون سببه اختالف األسس التي تقوم عليها النظم الضريبية‬
‫في الدول المختلفة‪.‬‬
‫‪ - 2‬وسائل منع االزدواج الضريبي‪:‬‬
‫‪ .0‬منع االزدواج الداخلي ‪:‬يكون منع االزدواج الداخلي عن طريق التنسيق بين قواعد التي تتبعها‬
‫السلطات المالية في فرض الضرائب‪ ،‬كما أنه ينبغي على المشرع في الدولة أن يلجأ إلى وضع‬
‫قواعد خاصة تمنع تعدد القوانين التي تنظم الضرائب‪.‬‬
‫‪ .4‬منع االزدواج الدولي ‪ :‬يمكن تحديد وسيلتين يمكن بإتباعهما أن نحد من االزدواج الضريبي‬
‫الدولي وهما‪ :‬عقد المعاهدات بين الدول‪ ،‬وينص في هذه المعاهدات على األسس التي يجب‬
‫إتباعها لمنع االزدواج الضريبي‪ .‬كذلك‪ ،‬يمكن أن تقوم كل دولة من تلقاء نفسها بتنظيم التشريع‬

‫‪22‬‬
‫الضريبي لها على نحو يمنع االزدواج الضريبي الدولي‪ ،‬وذلك بقصر فرض الضرائب على حدة‬
‫النشاط االقتصادي الذي تم مباشرة داخل الدولة ‪.‬‬

‫أسئلة الدرس الثالث‪:‬‬


‫‪ .0‬يرتبط حجم اإليرادات من ممتلكات الدولة الخاصة بالفلسفة السياسية للدولة‪ ،‬كيف ذلك؟‬
‫‪ .2‬ما هو الفرق بين الضريبة‪ ،‬الرسم و الثمن العام؟‬
‫‪ .2‬ما هي مراحل تحصيل اإليرادات الضريبية؟‬
‫‪ .4‬تمثل الضرائب أهم مصدر لإليرادات في الدولة‪ ،‬ما مدى فعالية هذا الجهاز في الجزائر‬
‫(بالخصوص اإليرادات خارج الجباية البترولية)؟‬
‫‪ .5‬بعد تعريفك لكل من مفهوم التهرب الضريبي القانوني وغير القانوني‪ ،‬ما هو واقع هذه الظاهرة‬
‫في الجزائر‪ ،‬و ما هو تأثيرها على مالية الدولة؟‬

‫‪23‬‬
‫القروض العامة‬
‫تستعين الدولة في سبيل تغطية النفقات العامة بمصادر متعددة من اإليرادات العامة ومن أهم هذه‬
‫اإليرادات القروض العامة‪ ،‬وقد تغيرت نظرة الدول للقروض العامة فهي ليست وسيلة استثنائية لحصول‬
‫الدولة على األموال الالزمة لمجابهة النفقات غير العادية بل ينظر إليها الكتاب المعاصرون باعتبارها‬
‫موردا عاديا لتغطية نفقات الدولة‪.‬‬
‫‪ .0‬تعريف القرض العام وبيان طبيعة‬
‫أ‪ .‬تعريف القرض العام القرض العام هو مبلغ من المال تحصل عليه الدولة عن طريق االلتجاء إلى‬
‫الجمهور أو المصارف أو غيرها من المؤسسات المالية مع التعهد برد المبلغ المقترض ودفع الفوائد‬
‫طوال مدة القرض وفقا لشروطه‪ .‬ويالحظ أن القروض العامة ليست الصورة الوحيدة للديون التي تلتزم‬
‫الدولة بالوفاء بها إذ تلتزم الدولة بالعديد من الديون وااللتزامات المالية نتيجة مباشرتها لوظائفها المختلفة‬
‫كالتزامها بدفع األجور والمرتبات والتزامها بتعويض األفراد إذا نزعت ملكية أحدهم‪.‬‬

‫ب‪ .‬الطبيعة القانونية للقرض يتم القرض بتبادل طرفين شخص عام مقترض ‪-‬الدولة ‪ -‬من ناحية‬
‫والمقرضين من ناحية أخرى وينتج عن هذا التبادل عقد من العقود اإلدارية وتسري عليه كافة القواعد‬
‫واألحكام التي تسري على تلك العقود‪ .‬كما أن إصدار القروض العامة تتم بموافقة السلطة التشريعية‬
‫عليه بقانون‪.‬‬

‫ت‪ .‬موقف االقتصاديين من القروض العامة‪:‬‬


‫‪ .0‬موقف التقليدين ( الكالسيكي ) من القروض العامة‪ :‬كان موقف معظم التقليدين معارض لفكرة‬
‫القروض العامة ألنهم يؤمنون بأن دور الدولة البد وأن يقتصر على األمن والعدالة والدفاع وعدم‬
‫التدخل فى النشاط االقتصادي وتركه للقطاع الخاص‪ ،‬بل دورها هو توفير اإلمكانيات الالزمة‬
‫للقطاع الخاص إلدارة لنشاط االقتصادي‪ ،‬ومن ثم ال يوجد حاجة ألخذ الدولة لقروض عامة ‪.‬‬
‫‪ .2‬موقف "كينز" والفكر المالى المعاصر‪ :‬عارض كينز الفكر التقليدى المؤمن بالتوازن التلقائى عند‬
‫مستوى التشغيل الكامل للموارد و أكد انه يمكن التوازن عند اى مستوى مما يتطلب تدخل الدولة‬
‫من خالل سياستها المالية والنقدية للتأثير على الطلب الفعال من خالل اإلنفاق الحكومى مما‬
‫يعنى ضرورة استخدام القروض العامة فى تمويل النفقات العامة لتنفيذ السياسات المالية ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ .2‬أنواع القروض تتعدد أنواع القروض وصورها ولبيان أشكالها الرئيسية يمكن أن ينظر إليها من زوايا‬
‫مختلفة من ناحية مصدر األموال ومن ناحية حرية المكتتب ومن ناحية اجل القروض‪.‬‬
‫‪ -0‬من ناحية مصدرها المكاني‪ :‬وهنا يمكن التفرقة بين القروض الداخلية والقروض الخارجية‪:‬‬
‫أ‪ .‬القرض الداخلي ‪:‬هو القرض الذي تحصل عليه الدولة من أشخاص طبيعيين أو معنويين في‬
‫إقليمها بغض النظر عن جنسيتهم سواء كانوا مواطنين أو أجانب وتتمتع الدولة بالنسبة للقروض‬
‫الداخلية بحرية كبيرة إذا أنها تضع شروط القرض المختلفة‪ .‬عموما تأخذ القروض الداخلية‬
‫شكلين‪ :‬قروض حقيقية تأخذ من مدخرات األفراد والمؤسسات الخاصة أو العامة وهذه القروض‬
‫آثار تضخمية ألنها تعتبر اقتطاع من الدخل القومى االجمالى‪ .‬و قد تكون في شكل‬
‫ال تولد ا‬
‫قروض صورية أو تضخمية وهى القروض التى تقترضها الدولة من البنك المركزى ويوفرها البنك‬
‫المركزى من خالل اإلصدار النقدى الجديد و الذى يؤدى إلى حدوث تضخم‪.‬‬

‫ب‪ .‬القرض الخارجي ‪:‬هو القرض الذي تحصل عليه الدولة من حكومة أجنبية أو من شخص طبيعي‬
‫أو معنوي مقيم في الخارج وتلجا الدولة إلى االقتراض من الخارج لحاجتها إلى رؤوس األموال‬
‫وعدم كفاية المدخرات الوطنية كذلك لحاجتها إلى العمالت األجنبية سواء كان ذلك لتغطية عجز‬
‫في ميزان مدفوعاتها أو لدعم عملتها‪ .‬وللقروض الخارجية زيادة جديدة في القوة الشرائية عن‬
‫طريق إضافة كمية نقد جديدة إلى ما هو موجود في حوزة الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث حرية المكتتب في المساهمة‪ :‬تقسم القروض تبعا لهذا المعيار إلى‪:‬‬
‫أ‪ .‬القروض االختيارية‪ :‬األصل في القروض أن تكون اختيارية‪ ،‬فأساس القروض تعاقدي ولكنه‬
‫يستلزم صدور قانون إلجازته‪ ،‬وتترك الدولة لألفراد والهيئات الحرية في قبول الشروط التي‬
‫تعرضها فلهم حق قبولها أو اإلعراض عنها دون مباشرة أي نوع من أنواع اإلكراه‪ ،‬فيكون الدافع‬
‫لالكتتاب هو كون العملية مجزية ماديا نتيجة سعر الفائدة المرتفع عن السعر السائد في السوق‪،‬‬
‫أو وجود امتيازات مغرية في االكتتاب‪.‬‬
‫ب‪ .‬القروض اإلجبارية‪ :‬عندما تخشى الدولة عدم إقدام األفراد أو الهيئات على االكتتاب تعمم‬
‫الضغط واإلكراه للحصول على المبلغ الالزم‪ ،‬و يكون ذلك عادة في األوقات التي تعقب الحروب‬
‫وفترة زعزعة الثقة في الدولة‪ ،‬ويعتبر القرض اإلجباري خروج على القاعدة العامة ‪.‬‬
‫‪ - 2‬من حيث اجل القروض تنقسم القروض لهذا المعيار إلى قروض محددة األجل وأخرى غير محددة‬
‫األجل وتسمى بالقروض المؤبدة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫القروض المحددة األجل‪ :‬هو ما تكون الدولة ملزمة برده بعد انقضاء مدة معينة فقد تكون قصيرة‬ ‫أ‪.‬‬
‫األجل‪ ،‬وهي التي يتراوح اجلها بين ثالثة أشهر إلى سنتين‪ ،‬أو متوسطة األجل وهي التي يزيد‬
‫عن سنتين وتقل عن عشرين سنة‪ ،‬أو طويلة األجل وهي التي تزيد عن عشرين سنة‪.‬‬
‫ب‪ .‬القروض المؤبدة‪ :‬هي غير المحددة األجل للوفاء ومتروك وقت تحديده للدولة وتمتاز هذه‬
‫القروض بأنها تترك للدولة اختيار الوقت الالزم للسداد إال انه يخشى أال تسعى الدولة للوفاء بقيمة‬
‫هذا القروض فتتراكم الديون وتؤثر على كيانها المالي‪ .‬وهذا ال يحدث عادة إال فى القروض‬
‫االجبارية الداخلية‪.‬‬

‫‪ .2‬أساليب االقتراض ‪:‬تلجا الدولة في إصدارها للقروض إلى أساليب متعددة‪:‬‬


‫أ‪ .‬االكتتاب العام‪ :‬يكون ذلك حين تتوجه الدولة مباشرة إلى األفراد والهيئات لتفرض عليهم االكتتاب في‬
‫سنداتها وتقوم الدولة بحملة دعاية إعالنية تبين فيها شروط القرض ومزاياه وتاريخ فتح االكتتاب وميعاد‬
‫انتهائه ويقوم موظفو الدولة ‪ -‬المحصلون‪ -‬وموظفو البريد والبنك المركزي بتحصيله‪.‬‬
‫ب‪ .‬االكتتاب عن طريق البنوك‪ :‬وفي هذه الحالة تتوجه الدولة إلى البنوك التي تحصل على القروض‬
‫وتقوم بمهمة بيعه بعد ذلك إلى الجمهور‪ ،‬فالمصارف تقرض الدولة المبلغ التي هي في حاجة إليه دون‬
‫انتظار البيع للجمهور وتتقاضى مقابل ذلك عمولة معينة‪ ،‬وتتميز هذه الطريقة بأن تحصل الدولة على‬
‫مبلغ القرض بأفضل الشروط نظ ار لخبرة رجال البنوك بالمسائل المالية‪ ،‬غير انه يعاب عليها حصول‬
‫البنوك على عمولة كبيرة ‪.‬‬
‫شروط االقتراض‪ :‬يتعين قبل إصدار القرض بحث العديد من المسائل كتعيين مقداره وبيان شكل السندات‬
‫وسعر الفائدة ومقدار الضمانات التي تقرر لصالح المكتتبين والمزايا التي تمنح لهم لتشجيعهم على‬
‫االقتراض وأخي ار تحديد طرق استهالك القرض‪.‬‬
‫أ‪ .‬سعر الفائدة‪ :‬يحصل المقترض على الفائدة مقابل تنازله لمدة من الزمن عن السيولة الموافقة‬
‫لمبلغ القرض‪ ،‬يتوقف تحديد سعر فائدة القرض على درجة ائتمان الدولة وعلى الظروف السائدة‬
‫في السوق المالي فكلما ضعفت الثقة في الدولة ارتفع سعر الفائدة والعكس صحيح‪.‬‬
‫ب‪ .‬الضمانات‪ :‬عادة يعقد القرض دون ضمانات خاصة سوى التزام الدولة بالدفع ولكن يحدث أحيانا‬
‫أن يكون القرض محل ضمانات شخصية أو عينية وقلما توفى الدول اآلن بمثل هذه الضمانات‬
‫لمساسها بكرامتها وانتقاصها لسيادتها‪.‬‬
‫ت‪ .‬المزايا القانونية‪ :‬تمنح بعض المزايا كاإلعفاء من الضرائب وقد ينصب اإلعفاء على السند نفسه‬
‫أو على الفوائد المحصلة‪ ،‬والمالحظ أن المزايا تتعدد كلما قلت الثقة في الدولة فإذا كان ائتمان‬
‫الدولة قويا فال حاجة إلى منح هذه االمتيازات ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -2‬تخفيف أعباء القروض‪ :‬يتكون عبء الدين من الفائدة السنوية ومن المزايا التي تمنحها الدولة‬
‫للمقرضين ومن سداد أصل الدين ولتخفيف هذا العبء تسعى الدولة إلى الوفاء بالدين أو إلى التخفيف من‬
‫المزايا الممنوحة كتخفيف سعر الفائدة ويكون ذلك بتبديل الديون‪.‬‬
‫‪ .0‬تبديل الديون‪ :‬يقصد بالتبديل إحالل دين جديد بفائدة مخفضة محل دين قديم بفائدة مرتفعة فإذا كانت‬
‫الدولة مدينة بقرض تدفع عنه سنويا فائدة قدرها ‪ % 2‬ثم انخفض سعر الفائدة في السوق إلى ‪% 2‬‬
‫فان الدولة تعقد قرضا بالفائدة السائدة وتستخدم ما تحصل عليه لسداد القرض األول أي أنها تحل‬
‫القرض الجديد محل القرض القديم‪.‬‬
‫‪ .2‬أنواع التبديل‪ :‬قد يكون التبديل إجباريا وذلك إذا خفضت الدولة الفائدة المنصوص عليها دون موافقة‬
‫الدائن والشك أن هذا السلوك إنكار جزئي للعقد وانتهاك له‪ .‬وقد يكون التبديل مستت ار وذلك إذا‬
‫فرضت ضريبة على دين معين من ديونها‪ ،‬فهذا يعتبر كتخفيض لسعر الفائدة المدفوع‪.‬‬
‫‪ .2‬استهالك القروض‪ :‬يتعين على الدولة تسديد الدين متى حل ميعاد الوفاء ويترتب على قيام الدولة‬
‫بسداد ديونها تقوية ائتمانها وتشجيع المدخرين على االكتتاب في سنداتها مما يمكنها الحصول على‬
‫األموال التي تحتاجها للقيام بمشترياتها وتغطية نفقاتها‪ ،‬كذلك فان السداد يخفف مقدار األعباء الناتجة‬
‫عن دفع الفوائد و أصل الدين‪ ،‬وأخي ار‪ ،‬فان الوفاء بالدين يشعر الحكام بمسؤولياتهم حتى ال يسوء‬
‫استخدام األموال المقترضة‪.‬‬
‫‪ .4‬شكل سندات اإلصدار‪:‬‬
‫‪ ‬قد تكون سندات اإلصدار اسمية‪ ،‬اى يدون عليها اسم المقرض ويدون أيضا على كوبونات‬
‫الفوائد‪.‬‬
‫‪ ‬أو تكون سندات لحامله ال يدون عليها اسم المقرض سواء على السند أو كوبونات الفوائد‪.‬‬
‫‪ ‬أو مختلطة يدون عليها اسم المقرض وتترك كوبونات الفوائد لحامله‪.‬‬

‫‪ .5‬اآلثار االقتصادية للقروض العامة‪:‬‬


‫‪ ‬أوال‪ :‬أثار القروض الخارجية‪:‬‬
‫يؤدى االقتراض من الخارج إلى زيادة حجم الموارد الحقيقية للبلد المقترض خاصة من النقد‬ ‫‪‬‬
‫األجنبي ‪.‬‬
‫وتتوقف فاعلية القروض األجنبية من حيث أثارها النافعة لالقتصاد القومي على اتجاهات استخدام‬ ‫‪‬‬
‫األموال المقترضة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫فإذا كانت ألغراض استهالكية‪ :‬اى يستخدم القرض الخارجي في تمويل استيراد السلع االستهالكية‬
‫لتوفير ضرورات المعيشة أو لمقاومة ارتفاع األسعار في هذه الحالة ال يعكس القرض الجديد إضافة‬
‫إلى الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد ‪.‬‬
‫و إذا كانت ألغراض استثمارية‪ :‬اما توجيه األموال المقترضة الستيراد مستلزمات اإلنتاج من السلع‬
‫االستثمارية والموارد الوسيطة فيساعد على التكوين الرأسمالي وينمى القدرة اإلنتاجية للمجتمع وزيادة‬
‫فرص العمالة والنهوض بالدخل القومى ‪.‬‬
‫‪ ‬ثانيا‪ :‬أثار القروض الداخلية‪:‬عندما توجه حصيلة القروض العامة إلى تمويل نفقات عامة فإنها‬
‫تؤدي إلى إحداث آثار توسعيه في االقتصاد القومي تحد من اآلثار االنكماشية التي أحدثتها هذه القروض‬
‫في مرحلة إصدارها‪ ،‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فان حجم هذه اآلثار سيكون كبي اًر إذا ما وجهت هذه القروض‬
‫لتمويل النفقات العامة االستثمارية المنتجة أو إذا أدت إلى آثار إيجابية على االستثمار الخاص‪ ،‬ويتسع‬
‫مدى تلك اآلثار كثي اًر إذا كان مصدر األموال المقترضة قد جاءت من أموال غير موظفة ( عاطلة أو‬
‫مكتنزة) كما لو كان مصدر القرض أمواال موظفة‪.‬‬

‫إذا اقترضت الدولة من الداخل وقامت بأنفاق حصيلة هذا القرض في الخارج لشراء سلع وخدمات ‪ ،‬ففي‬
‫هذه الحالة سوف ال تقوم حالة من المنافسة بين الدولة من جهة واألفراد والمشروعات الخاصة من جهة‬
‫أخرى على السلع والخدمات في السوق الداخلية بل على العكس من ذلك سوف تقل القوة لشرائية لدى‬
‫األفراد وتبعاً لذلك سيقل طلبهم على السوق الداخلية هذا من ناحية ‪ ،‬ومن ناحية أخرى فان طلب الدولة‬
‫على هذه السوق سوف لن يزداد ألنها ال تنفق شيئاً من حصيلة القرض في الداخل و إنما إنفاقها يتم في‬
‫الخارج فيكون األثر المباشر الناجم عن ذلك هو أن يقل ضغط الشراء على السوق الداخلية فيحصل هبوط‬
‫في النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫أسئلة الدرس الرابع‪:‬‬


‫‪ .0‬بعد تعريفك للقروض العامة‪ ،‬كيف كان ينظر لهذا المورد في الفكر التقليدي و الفكر الحديث؟‬
‫‪ .2‬ما هي أنماط القروض التي تلجا إليها الدولة؟ و ما هي أساليب االكتتاب في سندات الحكومة؟‬
‫‪ .2‬تختلف أثار القروض حسب ما إذا كانت داخلية أو خارجية‪ ،‬أو انه تم استعمالها في الداخل أو‬
‫الخارج‪ ،‬كيف ذلك؟ (بإمكانك استخدام أمثلة و مراجع من االنترنت)‪.‬‬
‫‪ .4‬ما هو واقع هذه الظاهرة في الجزائر‪ ،‬و هل تم استغاللها بفعالية؟ (بإمكانك استخدام أمثلة و‬
‫مراجع من االنترنت)‪.‬‬
‫‪ .5‬صندوق النقد الدولي اليوم يصنف الجزائر كدولة دائنة و ليست مدينة‪ ،‬هل هذا يعود إلى‬
‫ظروف عادية أم استثنائية‪ ،‬كيف ذلك؟ (بإمكانك استخدام أمثلة و مراجع من االنترنت)‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الميزانية العامة للدولة‬
‫تعريف الميزانية العامة وأهميتها‪:‬‬ ‫‪.0‬‬
‫تعريف الميزانية العامة‪ :‬من وجهة النظر القانونية فالميزانية وثيقة مصادق عليها من السلطة‬ ‫‪‬‬
‫التشريعية المختصة تحدد نفقات الدولة وايراداتها خالل فترة زمنية متصلة عادة تكون سنة‪ .‬أما من‬
‫وجهة النظر االقتصادية فهي التعبير المالي لبرنامج العمل المعتمد الذي تعتزم الحكومة تنفيذه في السنة‬
‫القادمة تحقيقا ألهداف المجتمع‪.‬‬
‫أهمية الميزانية العامة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬من الناحية السياسية للميزانية أهمية كبرى في الدول ذات األنظمة النيابية والديمقراطية الن إبرام‬
‫السلطة التنفيذ ية بالتقدم كل عام إلى المجالس النيابية لكي يجيز لها النواب صرف النفقات وتحصيل‬
‫اإليرادات ويبقى إخضاعها للرقابة الدائمة لهذه المجالس حيث تظهر رقابتها للحكومة عن طريق تعديل‬
‫االعتمادات التي تطلبها أو رفضها مشروع الميزانية الذي يقدم إليها ولعل ما يزيد من الداللة على هذه‬
‫األهمية أن معظم الثورات والتغيرات الدستورية ترجع في معظمها إلى سوء اضطراب األحوال المالية وما‬
‫يترتب عليه من مطالبة الشعب بتوسيع سلطته‪.‬‬
‫‪ ‬أهمية الميزانية من الناحية االقتصادية واالجتماعية‪ :‬للميزانية أهمية في اإلشراف على المسائل‬
‫المالية للدولة العامة من الناحتين حيث ال يقل شانها عن أهميتها من الناحية السياسية إن لم تفقها هذه‬
‫األهمية آخذة في التزايد باتساع نطاق دور الدولة في الحياة االقتصادية واالجتماعية في الدول المعاصرة‬
‫فعن طريق الميزانية تستطيع الدول أن تعدل في توزيع الدخل القومي فيما بين الطبقات المختلفة للمجتمع‬
‫وعلى األفراد عن طريق الضرائب والنفقات العامة‪.‬‬

‫‪ .2‬المبادئ أو القواعد األساسية للميزانية‬


‫هناك مبادئ أساسية للمالية العامة وهي‪:‬‬
‫مبدأ السنوية‪ :‬يعني هذا المبدأ أن يتم التوقع و الترخيص لنفقات و إيرادات الدولة بصفة دورية منتظمة‬
‫كل عام‪ ،‬و يعني هذا المبدأ أيضا أن الميزانية يجب أن تقرر باعتماد سنوي من السلطة التشريعية‪.‬‬
‫وبالتالي فان التوقعات تكون في حدود سنة‪ ،‬وقد تدعم المبدأ بمبررات أخرى جعلتها معتمدة من طرف‬
‫أغلبية الدول‪ ،‬إذ تمكن من مراقبة دورية ومنتظمة لنشاط الحكومة من طرف السلطة التشريعية مما‬
‫يسمح بمراقبة ناجحة وفي نفس الوقت غير معرقلة للهيئة التنفيذية‪ .‬ثم أن سنوية الميزانية تنسجم مع وتيرة‬
‫الحياة االقتصادية فالزراعة عموما وتيرتها سنوية‪ ،‬كما تسمح هذه المدة لإلدارة المالية واإلدارات األخرى‬

‫‪29‬‬
‫بإنجاز عملياتها خالل مدة معقولة ومالئمة‪ ،‬فال هي قصيرة فتدفع إلى االستعجال والتنفيذ وليست‬
‫بالطويلة فتعود على اإلهمال واالتكال‪.‬‬

‫استثناءات مبدأ سنوية الميزانية‪ :‬رغم إيجابيات قاعدة السنوية‪ ،‬فقد تعرضت إلى انتقادات من طرف‬
‫علماء المالية وطالبوا بتعديلها باالستناد إلى جملة من المبررات منها‪:‬‬

‫‪ ‬الميزانية تمثل مخططا لنشاط الدولة‪ ،‬ال يمكن أن يكون لها أفقا سنويا لكون نشاط الدولة متعدد‬
‫السنوات‪ ،‬فالمشاريع التي تكون الحكومة صاحبتها تمتد على عدة سنوات كما أن الدورات االقتصادية‬
‫ليست حتما سنوية‪ ،‬فهي تقل أو تزيد عن سنة‪ ،‬هذه االعتراضات دفعت إلى إدخال تعديالت على‬
‫القاعدة سواء تعلق بالتصويت السنوي أو التنفيذ السنوي‪.‬‬
‫‪ ‬الميزانية الشهرية المؤقتة‪ ،‬لما تطول مناقشات الميزانية‪ ،‬وال يتم التصويت عليها قبل ‪ 17‬ديسمبر‪ ،‬يلجأ‬
‫إلى اعتماد حل يتمثل أحيانا في موافقة البرلمان على منح الحكومة رخص شهرية تعادل تلك الرخص‬
‫الممنوحة في ‪ 74/7‬من نفقات السنة الماضية‪ ،‬وأحيانا من مشروع نفقات السنة المقبلة بالرغم من انه‬
‫لم يتم المصادقة عليها نهائيا في البرلمان حسب طلب الحكومة‪.‬‬
‫يواصل مؤقتا تنفيذ اإليرادات ونفقات الميزانية العامة للدولة حسب الشروط اآلتية‪:‬‬

‫مبدأ الوحدة‪ :‬ويقضي هذا المبدأ بأن تدرج كافة عناصر اإليرادات العامة وعناصر اإلنفاق العام في بيان‬
‫واحد دون تشتتها في بيانات مختلفة‪ ،‬وتميل بعض الحكومات إلى الخروج على مبدأ وحدة الميزانية من‬
‫خالل إنشاء ميزانيات مستقلة تماما عن ميزانية الدولة لبعض أوجه النشاط االقتصادي بهدف تفادي رقابة‬
‫السلطة التشريعية‪ .‬كذلك‪ ،‬لو عرضت الميزانية بشكل جزئي في حسابات متعددة‪ ،‬يكون بمقدور السلطة‬
‫التنفيذية الحصول على موافقة السلطة التشريعية‪ ،‬و هذا ما قد يؤدي إلى إهمال األولويات و جعلها تأتي‬
‫في مؤخرة الحسابات‪.‬‬

‫يترتب على تطبيق مبدأ وحدة الميزانية نتيجة هامة تتمثل في قاعدة عدم تخصيص اإليرادات‪ ،‬و التي‬
‫تستلزم عدم تخصيص إيراد معين لمواجهة نفقة معينة‪ .‬و اإلخالل بهذه القاعدة ربما يؤدي إلى ظهور‬
‫فائض أو عجز في بعض عناصر الميزانية‪.‬‬

‫يستند هذا المبدأ إلى اعتبارين أساسيين‪ ،‬أولهما مالي يتمثل في أن وحدة الميزانية من شانه تحقيق‬
‫الوضوح و النظام في عرض ميزانية الدولة مما يؤدي إلى تسهيل معرفة المركز المالي للدولة‪ .‬أما‬
‫االعتبار السياسي فيتمثل في مساعدة السلطة التشريعية في مباشرة رقابتها على النفقات و اإليرادات بشكل‬
‫عام‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫االستثناءات الواردة على مبدأ الوحدة‪ :‬رغم الفوائد التي تحققها هذه القاعدة فإنها ال تخلو من استثناءات‪،‬‬
‫وتبرز هذه االستثناءات منافع أخرى‪ ،‬منها فوائد سياسية لتحقيق الالمركزية ومنها فوائد اقتصادية ومالية‬
‫وهذه االستثناءات‪:‬‬

‫الميزانيات الملحقة‪ :‬تجيز المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 71-42‬المتعلق بقوانين المالية أن تكون‬ ‫‪‬‬
‫موضوع ميزانيات ملحقة‪ ،‬العمليات المالية لمصالح الدولة التي لم يضف عليها القانون الشخصية‬
‫االعتبارية و التي يهدف نشاطها أساسا إلى إنتاج بعض المواد أو تقديم بعض الخدمات المدفوعة‬
‫الثمن‪ .‬ويرجع السبب في رصد ميزانيات ملحقة بالميزانية العامة للدولة إلى مثل هذه المرافق إلى‬
‫الرغبة في تطبيق القواعد المتعلقة بالنشاط الخاص عليها بدال من القواعد الحكومية التي تتسم‬
‫بالتعقيد و الجمود‪ .‬و من القواعد المقررة بالميزانيات الملحقة انه يسري عليها ما يسري على الميزانية‬
‫العامة للدولة خاصة بالنسبة العتماد السلطة التشريعية لها‪.‬‬
‫الميزانية غير العادية‪ :‬توضع هذه الميزانية خصيصا لعمل طارئ كالحروب‪ ،‬الزالزل‪...‬الخ‪ ،‬تضطر‬ ‫‪‬‬
‫الدولة في هذه الظروف غير العادية أن تلجأ إلى دفع نفقات غير عادية وهكذا يكون مبرر لتحصيل‬
‫إيرادات استثنائية غير عادية‪ ،‬مما يدعو ذلك إلى تكوين ميزانية غير عادية‪.‬‬
‫الحسابات الخاصة على الخزينة‪ :‬ويقصد بحسابات الخزينة تلك المبالغ التي تدخل الخزينة على أن‬ ‫‪‬‬
‫تخرج منها فيما بعد‪ ،‬أي ال تعد إيرادا بالمعنى الصحيح‪ ،‬ثم تلك المبالغ التي تخرج من الخزانة على‬
‫أن تعاد إليها فيما بعد ولذلك ال يعد إنفاقا عاما‪ .‬ومثال ذلك التامين الذي يلتزم بدفعه المقاولون‬
‫المتعاقدون مع الحكومة ضمانا لتنفذ مشروع معين‪ .‬هذا ال يعتبر إيرادا ألنه سيتم رد المبلغ من‬
‫الخزينة لهذا المقاول بعد إتمام المشروع على أكمل وجه‪ .‬وفي الجزائر‪ ،‬تفتح هذه الحسابات من خالل‬
‫قانون المالية‪ ،‬وتجمع في خمسة فئات‪ :‬حساب التجارة‪ ،‬حسابات التخصيص الخاص ( مثل الحساب‬
‫رقم ‪" 114-157‬صندوق مساعدة تشغيل الشباب" الذي يحتوي على اإليرادات المتأتية من قسيمات‬
‫السيارات‪ ،‬أو الحساب رقم ‪" 114-165‬الصندوق الوطني للبيئة" الذي يسمح بتخصيص بعض‬
‫اإليرادات و حتى بعض الرسوم الخاصة على النشاطات الملوثة للبيئة لتمويل العمليات الداخلة في‬
‫إطار حماية البيئة)‪ ،‬حساب التسبيقات‪ ،‬حسابات القروض‪ ،‬حسابات التسوية مع الحكومات األجنبية‪،‬‬
‫حسابات المساهمات‪.‬‬
‫الميزانيات المستقلة‪ :‬هي الميزانيات الخاصة بالمرافق العامة التي تتمتع بشخصية اعتبارية مستقلة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حيث انه من المعروف أن االستقالل في الشخصية يليه منطقيا استقالل في الميزانية‪ .‬الميزانية‬
‫المستقلة‪ ،‬على عكس الميزانية الملحقة‪ ،‬ال يتم اخذ موافقة البرلمان عليها بل يختص مجلس إدارة‬
‫المرفق العام باعتمادها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫مبدأ العمومية (الشمولية)‪ :‬تقضي هذه القاعدة بأن تدرج في الميزانية كافة اإليرادات والمصروفات دون‬
‫إجراء أية مقاصة بينهما‪ .‬أي تعني هذه القاعدة أو المبدأ األخذ بالميزانية اإلجمالية (الميزانية الشاملة)‪،‬‬
‫التي عوضت طريقة الناتج الصافي بحيث ال يظهر في الميزانية سوى نتيجة المقاصة‪ ،‬أي يظهر سوى‬
‫رصيد هذا المرفق‪ ،‬دائنا إذا زادت اإليرادات عن النفقات‪ ،‬ومدينا إذا زادت النفقات عن اإليرادات‪.‬‬

‫ويؤدي هذا المبدأ إلى مبادئ فرعية مثل‪:‬‬

‫مبدأ عدم التخصيص لإليرادات‪ ،‬كما رأينا في المبدأ السابق‪ ،‬ويقضي هذا المبدأ أن ال يخصص أي‬ ‫‪‬‬
‫إيراد من إيرادات الدولة لتغطية نفقة معينة‪ ،‬بل تدخل كل اإليرادات إلى الخزينة العمومية بدون تخصيص‪،‬‬
‫ثم توزع بعد ذلك حسب احتياجات كل مصلحة‪ ،‬ورغم أهمية هذا المبدأ إال أن هناك استثناءات‪:‬‬

‫‪ o‬في حالة ما إذا اقترضت الدولة لتمويل مشروع ما فال يجوز لها أن تصرف محصول هذا‬
‫القرض ألجل أوجه أخرى‪.‬‬
‫‪ o‬قد تحول الدولة لبعض مصالحها بتخصيص إيراداتها لتغطية نفقاتها مثلما هو الحال بالنسبة‬
‫للمرافق ذات الميزانيات الملحقة‪.‬‬
‫مبدأ التخصيص في النفقات‪ :‬بموجب قانون المالية يوجب قانون التخصيص توجيه االعتمادات‬ ‫‪‬‬
‫المفتوحة نحو مجاالت محددة‪ ،‬بحيث أن المسيرين ليس لهم الحق أو بمعنى آخر ال يمكنهم استعمال هذه‬
‫االعتمادات حسب رغباتهم‪ ،‬بل ال بد من هؤالء المسيرين احترام توزيعها‪ ،‬فكلما كان التخصيص في‬
‫االعتمادات مطبق بعناية‪ ،‬كلما كانت مراقبة الجهة المانحة للترخيص ممكنة وفعالة‪ .‬لكن يقتضي ذلك‬
‫عدم تجاوز االعتمادات المخصصة لذلك‪" ،‬إال أن التصويت على الميزانية حسب القطاعات والو ازرات‪ ،‬ال‬
‫يتم بالتفصيل‪ ،‬وانما إجماال‪ ،‬ويتم التوزيع على شكل فصول أو مجموعات بموجب مراسيم التوزيع"‪ .‬ولكن‬
‫هذا ال يخرج الحكومة من دائرة رقابة البرلمان ألنها تبقى ملتزمة بتفصيلها "هذه المراسيم التي تتضمن‬
‫توزيع اعتمادات التسيير تنشر في الجريدة الرسمية في العدد الموالي للعدد المتضمن لقانون المالية‪ ،‬والتي‬
‫يكون النواب قد اطلعوا عليها ضمن الملف المرفق لمشروع قانون المالية"‪ .‬إن ترك التوزيع على فصول‪،‬‬
‫الختصاصات السلطة التنفيذية تجعل من الرخصة التشريعية فارغة المحتوى‪ ،‬ما دامت ال تمس الوحدة‬
‫القاعدية وهي الفصل‪ ،‬والفصل يبقى العنصر المرجعي في مواد الميزانية ولهذا ال يجوز مبدئيا النقل من‬
‫فصل آلخر وال التحويل من مصلحة ألخرى‪ ،‬إال في حاالت خاصة‪ ،‬اعترف المشروع بجوازها بعد أن‬
‫تعددت انتهاكات اإلداريين لهذا المبدأ‪.‬‬
‫مبدأ التوازن‪ :‬كان الكالسيكيون يرون أن توازن اإليرادات مع النفقات أمر ضروري‪ .‬فهذا المفهوم التقليدي‬
‫كان ينظر إلى التوازن بنظرة حسابية بحتة‪ ،‬وذلك خشية حدوث عجز يمكن أن يؤدي إلى االقتراض الذي‬
‫من شانه أن يودي إلى زيادة الضرائب و إثقال عاتق األفراد باألعباء العامة‪ .‬أما النظرية الحديثة فلم تعد‬

‫‪32‬‬
‫تنظر على العجز في الميزانية على انه كارثة مالية محققة و ذلك في ضوء التطورات المالية و‬
‫االقتصادية التي تميز القرن الحالي‪ .‬هذا الفكر يستبدل فكرة التوازن المالي بفكرة أوسع منها هي فكرة‬
‫التوازن االقتصادي العام حتى و لو أدى هذا إلى حدوث عجز مؤقت في الميزانية‪ .‬هذا االستبدال هو ما‬
‫يطلق عليه بنظرية العجز المؤقت و المنظم )‪ (Déficit systématique‬و تتمثل في انه في فترة الكساد‬
‫تنتشر البطالة و بالتالي ال بد من زيادة اإلنفاق االستثماري و االستهالكي الذي من شانه أن يخلق الطلب‬
‫الفعال‪ ،‬هذا األخير يمكنه أن يعيد الميزانية إلى توازنها الحسابي كما نص عليه الفكر التقليدي‪.‬‬

‫‪ .2‬مناهج إعداد الميزانية العامة ودورها في ترشيد اإلنفاق العام و تحقيق أهدافه‪ :‬شهدت عملية إعداد‬
‫الميزانية العامة تطو ار كبيرا‪ ،‬وهذا كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬إعداد الميزانية طبقا لميزانية البنود و االعتماد‪ :Line-Item Budget 9‬بدا تطبيق ميزانية‬
‫البنود و االعتمادات في عام ‪ 0940‬في الواليات المتحدة األمريكية للتمييز بين النفقات الجارية و‬
‫الرأسمالية‪ ،‬و بموجبها يتم تصنيف النفقة تبعا لنوعيتها‪ ،‬بمعنى أن يتم حصر النفقات ذات الطبيعة‬
‫الواحدة في مجموعات متجانسة دون‪ ،‬ثم بعد ذلك يتم تقسيم النفقات إلى عدة تقسيمات (تقسيم‬
‫إداري‪ ،‬تقسيم اقتصادي‪ ،‬تقسيم وظيفي‪ .)...‬و بالتالي تعتمد ميزانية البنود و االعتمادات على‬
‫التصنيفين التاليين‪:‬‬
‫التصنيف على أساس نوع النفقات‬ ‫‪‬‬
‫التصنيف على أساس الو ازرات و المصالح الحكومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫في ظل هذا النوع من الميزانيات ال يكون هناك اهتمام باألهداف و العوائد االجتماعية و‬
‫االقتصادية و اعتبارات الكفاءة في اإلنفاق‪ ،‬و غالبا تكون هذه الميزانية غير متصلة بخطة أو برنامج عام‬
‫بالتنمية‪ ،‬و ال تستخدم فيها المقاييس العلمية لتحليل التكلفة و العائد‪ ،‬و ال تهتم بالبرمجة الزمنية لألهداف‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬من عيوب هذه الطريقة أنها تقتصر غالبا على الناحية الحسابية للتأكد من عدم تجاوز‬
‫المخصصات و ليس على األهداف المرجوة من مراء اإلنفاق‪ .‬نالحظ مما سبق ان هذه الميزانية تتعارض‬
‫مع مبدأ ترشيد اإلنفاق العام نظ ار لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ ‬عدم االهتمام باألهداف االقتصادية و االجتماعية و عدم استخدام مقاييس تحليل التكلفة و العائد‪،‬‬
‫‪ ‬االهتمام بجانب التكلفة (مدخالت الميزانية) أي الوسائل فقط دون االهتمام بالنتائج (المخرجات)‪،‬‬
‫‪ ‬يدفع هذا األسلوب بالوحدات التنفيذية إلى إنفاق ما تبقى لديها من اعتمادات قبل نهاية السنة‬
‫المالية ضمانا للحصول على اكبر اعتماد في العام الموالي و هو ما يفتح إمام انتشار الفساد‬
‫المالي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫هذا المنهج هو المعتمد في الجزائر‬

‫‪33‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Program Performance Budgeting‬‬ ‫ب‪ .‬تخطيط مالية الدولة طبقا لميزانية األداء والبرامج‬
‫‪ :System‬هذه الميزانية تعبر كانتقال من فكرة االعتماد على الوسائل (المدخالت) إلى االعتماد على‬
‫النتائج (المخرجات) و العمل على تحسين األداء و زيادته دون زيادة اإلنفاق‪ .‬تعرف ميزانية األداء و‬
‫البرامج على أنها مجموعة من األساليب التي بواسطتها يتمكن مدراء البرامج من التركيز على تنفيذ‬
‫األهداف التي تقع ضمن مسؤوليتهم بصورة دقيقة‪ ،‬ومقارنة تنفيذ هذه األهداف حسب الوقت وساعات‬
‫العمل و الموارد المتاحة‪ ،‬و أن هذا النظام يزود من يستخدمه بمعلومات ال يمكن له الحصول عليها‬
‫من خالل الميزانية التقليدية‪ ،‬إذ يساعد في الحصول على نتائج أساسية و يهيئ قاعدة أفضل التخاذ‬
‫الق اررات‪ .‬في ظل هذا المنهج‪ ،‬فان القائمين على إعداد ميزانية األداء ال يهتمون في المقام األول‬
‫بتحديد عناصر اإلنتاج المستخدمة في كل وحدة حكومية (أجور عمال‪ ،‬مواد بناء‪ ،‬الخ) بل يهتمون‬
‫بتحديد المخرجات من استخدام هذه العوامل (إنشاء مستشفى جامعي‪ ،‬بناء مدرسة‪.)...‬‬
‫ت‪ .‬تخطيط مالية الدولة طبقا لميزانية التخطيط والبرمجة ‪Planning Programming Budgeting‬‬
‫‪ :System‬يقوم هذا األسلوب على أساس ثالثة عناصر و هي التخطيط‪ ،‬البرمجة و الميزانية‪ ،‬بحيث‬
‫يمثل التخطيط األهداف التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها في المدى الطويل‪ .‬أما البرمجة فتتعلق‬
‫بالبدائل المختلفة الكفيلة بتحقيق هذه األهداف‪ ،‬أما الميزانية‪ ،‬فهي ترجمة األقساط السنوية من البرامج‬
‫في اعتمادات مالية سنوية لمراعاة حدود التمويل على المدى القصير‪.‬‬
‫ث‪ .‬تخطيط مالية الدولة لمنهج اإلدارة باألهداف‪ :‬تتطلب هذه الطريقة ان يتم تخصيص اعتمادات سنوية‬
‫وفقا لألهداف الفرعية التي تسعى كل إدارة أو مصلحة حكومية تحقيقها‪ .‬و هذا يستلزم أن يقوم كل‬
‫مرفق بتحديد أهدافه الفرعية ثم تحديد االعتمادات الواجبة لتحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫ج‪ .‬تخطيط مالية الدولة طبقا لميزانية األساس الصفري‪ :‬تقتضي هذه الطريقة أن يتم تحليل البيانات و‬
‫دراسة جدوى المشروعات و تقييم كافة األنشطة و البرامج سنويا‪ ،‬على اعتبار أنها أنشطة و برامج‬
‫جديدة غير مرتبطة باعتمادات سابقة‪.‬‬
‫ح‪ .‬تخطيط مالية الدولة طبقا لميزانية التعاقدية‪ :‬ظهر هذا المنهج ألول مرة في نيوزيالندا سنة ‪،0994‬‬
‫و هو يقضي بان يعاد تشكيل الموازنة العامة على أنها نظام عقد صفقات بين جهة منفذة و الحكومة‬
‫المركزية‪ .‬بمعنى أن تقوم الحكومة بطرح مشاريعها و برامجها المستقبلية أمام الجميع (قطاع خاص‬
‫أو عام) بغرض الفوز بمتعاقدين ينفذون تلك المشاريع باقل تكلفة و في الوقت المناسب شريطة‬
‫تحقيق األهداف المخطط لها‪.‬‬
‫‪ .4‬مسار إعداد الميزانية العامة‪:‬‬
‫السلطة التي تتولى إعداد مشروع الميزانية العامة ضمن قانون المالية‪ :‬تختلف مسئولية القيام بتلك‬
‫المراحل من دولة ألخرى إال أنها موزعة عموما بين السلطة التنفيذية والتشريعية فتقوم السلطة التنفيذية‬
‫‪10‬‬
‫تعمل الجزائر في السنوات األخيرة لالنتقال إلى استخدام هذا المنهج نظرا لنجاعته مقارنة بالمنهج السابق‬

‫‪34‬‬
‫بجميع المراحل ماعدا مرحلة االعتماد فتختص بها السلطة التشريعية ويرجع ذلك إلى انه استنادا إلى مبدأ‬
‫الفصل بين السلطات تقع على عاتق السلطة التنفيذية إدارة المصالح العامة فمن الطبيعي أن تتولى هذه‬
‫السلطة إعداد الموازنة العامة وتنفيذها ومتابعتها واعداد حسابها الختامي وخصوصا وان تلك السلطات‬
‫تملك وحدها الوسائل لمعرفة حاجات الو ازرات واإلدارات العامة على اختالف أنواعها وتقدير حصيلة‬
‫الموارد تقدي ار صحيحا كما أن الموازنة العامة عبارة عن البرنامج السياسي واإلداري واالقتصادي للحكومة‬
‫مما يستلزم قيامها بجميع المراحل ماعدا االعتماد‪.‬‬
‫وقد استقرت كل الدول تقريبا على أفضلية قيام السلطة التنفيذية بمهمة إعداد وتحضير الموازنة العامة‬
‫باعتبار أن إعداد الموازنة العامة وتحضيرها عبارة عن مجموعة من اإلجراءات المالية واإلدارية تكون‬
‫السلطة التنفيذية هي األقدر على القيام بها ورغم هذا االتجاه الغالب فان هناك بعض الدول قد خرجت‬
‫عليه وتركت مهمة إعداد الموازنة العامة للسلطة التشريعية وعلى سبيل المثال كان ذلك في الواليات‬
‫المتحدة إلى غاية عام ‪ 0940‬بعدها أصبح رئيس الجمهورية هو المسؤول على إعداد الموازنة واألمر كان‬
‫مشابه إلى ذلك في فرنسا حيث كان يتكفل البرلمان مع الحكومة بإعداد الموازنة وذلك إلى غاية عام‬
‫‪.0.80‬‬
‫ويتمثل جوهر إعداد الموازنة العامة في أن وزير المالية يقوم بدراسة بيانات االتفاقات المقدرة والمعروضة‬
‫من جانب الو ازرات بما فيها و ازرة المالية على ضوء تقدير اإليرادات المتوقعة والحد األقصى الذي يستطيع‬
‫أن يصل إليه في محاولة لتلبية المطالب الخاصة للو ازرات المختلفة‪.‬‬
‫ويقصد بإطار الموازنة العامة إعداد تصور مبدئي لما تكون عليه أرقام الموازنة العامة الجديدة من ناحية‬
‫تقدير االستخدامات أو الموارد والتوصل إلى تقدير مبدئي لما ستكون عليه نتيجة كل موازنة من موازنات‬
‫الدولة من عجز أو فائض الموازنة كلها‪.‬‬
‫وتعتمد الو ازرة في إعداد الموازنة العامة الجديدة على ما يلي‪:‬‬
‫اتجاهات السياس ة العامة للدولة واتجاهات الحالة االقتصادية الدولية خصوصا تلك الدول التي تعتمد‬ ‫‪o‬‬

‫بشكل كبير في موازنتها على أسعار بعض المواد األولية مثل أسعار النفط في الجزائر حيث يؤثر‬
‫على موارد الدولة من حصيلة الجباية‪.‬‬
‫مراعاة اثر القوانين والق اررات التي صدرت بعد صدور الموازنة العامة الجاري العمل بها ويكون لها أثار‬ ‫‪o‬‬

‫مالية تولد أعباء كاالعتمادات اإلضافية أو صدور قوانين تخص بعض الضرائب والرسوم والتي قد‬
‫يكون لها اثر على نقصان حصيلة اإليرادات ال زيادتها إذا كانت تتضمن تقرير إعفاءات من الضرائب‬
‫والرسوم السارية ‪.‬‬
‫يسترشد أيضا بحالة االنفاق على االعتمادات في السنوات السابقة كما توضحها الحسابات الختامية أو‬ ‫‪o‬‬

‫التقارير من السنة المنقضية كما يسترشد بحالة تحصيل الموارد عن تلك المدة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫قد تطلب بعض البيانات من الجهات المختصة للمعاونة في التوصل إلى تقديرات اإلطار وتقوم هذه‬ ‫‪o‬‬

‫الجهات بتحديد هذه البيانات بصفة تقريبية والبعض اآلخر يحددها تحديدا واقعيا كأقساط الديون‬
‫المستحقة خالل السنة المالية الجديدة وتساعد هذه البيانات على التوصل إلى التقديرات عن واردات‬
‫السنة المالية الجديدة تساهم في تحديد الحصيلة المتوقعة للجمارك‪.‬‬
‫بعد التوصل لتحديد إطار الموازنة العامة للسنة الجديدة يتم مناقشته وعلى ضوء ما تسفر عنه المناقشة‬ ‫‪o‬‬

‫يتم التوصل ألسس مبدئية موحدة سواء بالنسبة إلطار الموازنة العامة ويتم عرضه بعد ذلك على‬
‫مجلس الوزراء فإذا تم إق ارره اعتبر ذلك هو التصور المبدئي العام لما ينبغي أن تكون عليه استثمارات‬
‫الخطة السنوية الجديدة وتقديرات الموازنة عن العام المالي المقبل ‪.‬‬

‫مناقشة مشروع قانون المالية و إقراره والمصادقة عليه‪:‬‬


‫‪ -0‬السلطة التي تتولى إقرار قانون المالية‪ :‬إن الميزة األساسية لقانون المالية هو اإلقرار والترخيص‬
‫حيث يقر ويرخص قانون المالية بالنسبة لكل سنة مدنية بمجمل موارد الدولة وأعبائها وكذا الوسائل المالية‬
‫األخرى المخصصة لتسيير المرافق العامة وتنفيذ المخطط الوطني اإلنمائي ولذلك يتم إق ارره من قبل‬
‫البرلمان في مدة ال تتجاوز ثالثة أشهر ويتعين التصويت عليه إجماال حيث أن سلطة النواب في قانون‬
‫المالية تقتصر على اقتراح التعديالت ويرفق مشروع قانون المالية بتقرير توضيحي للتوازن االقتصادي‬
‫والمالي والنتائج المحصل عليها واآلفاق المستقبلية ويبرز على الخصوص وضعية تقدير اإليرادات‬
‫ومشروع توزيعها على النفقات‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة مشروع قانون المالية من قبل البرلمان‪ :‬يتم عرض مشروع قانون المالية على البرلمان‬
‫ويتطلب األمر من هذا األخير بعد تقرير لجنة المالية والميزانية للبرلمان تقديم اقتراحها لهذا لمشروع وهذا‬
‫بعد األخذ بعين االعتبار كل االقتراحات المعقولة والمقدمة من قبل أعضاء البرلمان ويشترط الدستور في‬
‫المادة ‪ 041‬منه على " أن يصادق البرلمان على قانون المالية في مدة أقصاها ‪ 80‬يوم من تاريخ إيداعه‬
‫طبقا للفقرات السابقة وفي حالة عدم المصادقة عليه في األجل المحدد سابقا يصدر رئيس الجمهورية‬
‫مشروع الحكومة بأمر" غير أن مناقشة النواب لمشروع قانون المالية ال تسمح لهم بإلغاء أو المساس‬
‫بهيكل الميزانية حيث تنص المادة ‪ 040‬من الدستور على أن " ال يقبل اقتراح قانون مضمونه أو نتيجته‬
‫تخفيض اإليرادات أو زيادة النفقات العمومية إال إذا كان مرفوقا بتدابير تستهدف الزيادة في إيرادات الدولة‬
‫أو توفير مبالغ مالية في فصل آخر من النفقات العمومية تساوي على األقل المبالغ المقترح إنفاقها"‬

‫تنفيذ الميزانية العامة‪ :‬بعد مصادقة البرلمان بغرفتيه على الميزانية ثم توقيع رئيس الجمهورية على قانون‬
‫المالية يأتي بعد ذلك دخولها مرحلة التنفيذ ويقصد بتنفيذ الميزانية العامة إنفاق المبالغ وتحصيل اإليرادات‬

‫‪36‬‬
‫التي أدرجت فيها بعد اعتمادها من طرف السلطة التشريعية ويتولى تنفيذ الميزانية السلطة التنفيذية وتقوم‬
‫به من خالل الو ازرات والهيئات والمؤسسات العامة‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ النفقات العامة‪ :‬تتولى الو ازرات والمصالح والهيئات المختلفة القيام بالبرامج والمشروعات التي‬
‫اعتمدتها السلطة التشريعية مراعية في ذلك االستخدام األمثل للموارد وتخفيض النفقات الفعلية‪ .‬وتختلف‬
‫اإلجراءات المتبعة في الحصول على اعتماد من السلطة التشريعية بتعديل جانب النفقات العامة أثناء‬
‫مرحلة التنفيذ‪ ،‬فقد تسمح السلطة التشريعية بنقل مبلغ من بند آلخر ضمن نفس الباب دون موافقة سابقة‬
‫من السلطة التشريعية‪ ،‬وفي بعض األحيان يقوم البرلمان بتحديد قسط كل بند و كل نوع من أنواع‬
‫اإلنفاق‪ ،‬و في هذه الحالة يتضح جليا مدى أهمية التزام الدقة في التقدير لما يترتب على أخطاء التقدير‬
‫من نتائج خطيرة تتطلب إجراءات معقدة لحلها باإلضافة إلى عرقلة تنفيذ خطة الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيذ اإليرادات العامة‪ :‬تتولى السلطة المعنية تحصيل الضرائب واإليرادات المقررة باذلة كل‬
‫إمكانياتها في سبيل منع التهرب الضريبي وانخفاض تكاليف الجباية‪ .‬وفي مرحلة التنفيذ قد يحدث أال‬
‫تطابق اإليرادات المحصلة فعال اإليرادات الواردة في الميزانية العامة لنفس السنة فقد يحدث اآلتي‪:‬‬
‫‪ o‬نقص اإليراد الفعلي عن المقدر‪ :‬قد يحدث عدم تطابق في بعض البنود لإليرادات بما ال يؤثر على‬
‫مجموع إجمالي اإليرادات وهذا ال يشكل مشكلة إذ انه يعتبر من قبيل بعض األخطاء المعوضة )زيادة‬
‫في بند من اإليرادات يقابله عجز مماثل في بند آخر‪ ،‬الن اإليرادات في العادة ال تخصص‬
‫لمصروفات بذاتها وانما تعتبر وعاء واحد يصرف منه برمته على أوجه اإلنفاق)‪ .‬وفي حالة وجود‬
‫أخطاء في التقديرات بحيث يقل اإليراد الفعلي المحصل عن اإليراد التقديري فمعنى ذلك هو عدم‬
‫كفاية اإليرادات لتنفيذ خطة الدولة ومشروعاتها فتلجأ الحكومة إلى تغطية العجز عن طريق زيادة سعر‬
‫الضريبة القائمة أو فرض ضرائب جديدة أو االقتراض أو زيادة اإلصدار النقدي‪.‬‬
‫‪ o‬زيادة اإليراد الفعلي عن المقدر‪ :‬قد تحدث أخطاء في تقدير اإليرادات بحيث ينتج عنها زيادة في‬
‫اإليرادات الفعلية عن المقدرة أي بمعنى زيادة في اإليرادات الفعلية عن المقدرة وينتج عن ذلك زيادة في‬
‫اإليرادات دون استخدام فتحول هذه الزيادة إلى حساب المال العام االحتياطي ويتم هذا في الحساب‬
‫الختامي للدولة‪.‬‬
‫‪ -6‬الرقابة على تنفيذ الميزانية المقصود بمراقبة تنفيذ الميزانية هي أن يتم اإلنفاق بالشكل الذي ارتضاه‬
‫ممثلو للشعب‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع الرقابة‪ :‬الرقابة على تنفيذ الميزانية قد تكون رقابة إدارية أو رقابة سياسية أو رقابة األجهزة‬
‫المستقلة‪ .‬تختلف الرقابة الممارسة من رقابة قبلية‪ ،‬أثناء تنفيذ الميزانية أو بعدية‪.‬‬
‫‪ .0‬الرقابة اإلدارية‪ :‬إن الرقابة اإلدارية هي تلك التي تقوم الحكومة على نفسها وهي تتناول كيفية‬
‫الميزانية وادارة األموال العامة‪ .‬يقوم على هذه الرقابة موظفون حكوميون وهم الرؤساء من العاملين‬
‫بالحكومة على مرؤوسيهم وتقوم بها و ازرة المالية على اإلدارات الحكومية المختلفة وذلك بواسطة‬

‫‪37‬‬
‫قسم مالي خاص يتبع ل و ازرة المالية في كل و ازرة وتتناول هذه الرقابة عمليات التحصيل والصرف‬
‫التي يأمر بها الوزراء أو من ينوبهم وذلك للتحقق من مطابقة أوامر الصرف للقواعد المالية‬
‫المقررة في الميزانية‪.‬‬
‫‪ .4‬الرقابة السياسية‪ :‬إن الغاية من الرقابة على تنفيذ الميزانية بصورة عامة هي التأكد من احترام‬
‫اإلجازة التي أعطاها البرلمان للحكومة في جباية اإليرادات وصرف النفقات‪ .‬وتتحقق هذه الرقابة‬
‫عن طريق إلزام الحكومة بتقديم حساب ختامي في نهاية السنة المالية للسلطة التشريعية يبين فيه‬
‫ما تم جبايته فعال من إيرادات وما تم فعال صرفه من نفقات ومدى مطابقة كل هذا لما ورد في‬
‫الميزانية‪ .‬وتحقيقا لهذه الرقابة السياسية فقد نص الدستور الجزائري (المادة ‪ 041‬على أن تقدم‬
‫الحكومة في نهاية كل سنة مالية إلى المجلس الشعبي الوطني عرضا حول استعمال االعتمادات‬
‫المالية التي اقرها بالنسبة للسنة المالية المعنية وتختم السنة المالية على مستوى المجلس الشعبي‬
‫الوطني بالتصويت على قانون يتحدد بمقتضاه ضبط ميزانية السنة المالية المنصرمة (‪.‬‬
‫‪ .2‬رقابة األجهزة المستقلة ‪ :‬تقوم بعض الدول بإنشاء أجهزة مستقلة وتنيط بها مهمة الرقابة على‬
‫تنفيذ الميزانية بل مراقبة كل التصرفات المالية وتستهدف من وراء ذلك الحفاظ على المال العام‪.‬‬
‫وعادة ما تتبع هذه األجهزة لرئيس الدولة حتى تتمتع باستقالل تجاه الو ازرات المختلفة كما تكلف‬
‫هذه األجهزة بتقديم تقرير سنوي لرئيس الجمهورية تبين فيه كل ما قامت به من أعمال وما كشفت‬
‫عنه الرقابة المالية والمحاسبية من مخالفات وتوصيات الجهاز بشأنها لتالفي أي أخطاء مستقبال‪.‬‬
‫وقد نص الدستور الجزائري على ذلك بحيث تشير المادة ‪ 081‬منه إلى"(يؤسس مجلس محاسبة‬
‫يكلف بالرقابة البعدية ألموال الدولة والجماعات اإلقليمية والمرافق العمومية ‪ .‬يعد مجلس‬
‫المحاسبة تقري ار سنويا يرفعه إلى رئيس الجمهورية)‪ .‬و الرقابة السياسية ورقابة مجلس المحاسبة‬
‫هي من صور الرقابة الالحقة لتنفيذ الميزانية وأما الرقابة اإلدارية التي تقوم بها الحكومة فهي إما‬
‫أن تكون سابقة لتنفيذ الميزانية أو أثناء أو الحقة لها‪.‬‬
‫‪ -2‬مراحل صرف النفقات العامة‪ :‬إن وجود االعتماد في الميزانية ال يعني وجوب اإلنفاق وال ينشئ‬
‫حقوقا للغير إنما هو مجرد رخصة باإلنفاق‪ ،‬فاآلمرون بالصرف الذين منحت لهم االعتمادات عليهم‬
‫بالتنفيذ وفقا لألصول والقوانين المحددة لتنفيذ هذه النفقات وهذه القوانين والقواعد تختلف من دولة إلى‬
‫أخرى ويبد أ تنفيذ النفقات بعد المصادقة على االعتماد في الميزانية على أساس الباب أو الفصل أو البند‬
‫من قبل البرلمان‪.‬‬
‫إن تنفيذ النفقة العامة يمر بأربعة مراحل‪ :‬المراحل الثالثة األولى يقوم بها الموظفون اإلداريون (اآلمرون‬
‫بالصرف) وهي(عقد النفقة أو االلتزام)‪ ،‬تصفية النفقة واألمر بالصرف‪ .‬والمرحلة الرابعة يقوم بها‬
‫المحاسبون العموميين و هم الموظفون التنفيذيين وهي مرحلة الصرف الفعلي أو الدفع‪.‬‬
‫‪ -0‬عقد النفقة أو االلتزام بالدفع‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -4‬تحديد مبلغ النفقة‪.‬‬
‫‪ -2‬األمر بصرف النفقة‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة الصرف الفعلي للنفقة ‪-‬المرحلة المحاسبية‪.‬‬
‫ا‪ -‬عقد النفقة أو االلتزام بالدفع‪ :‬يعد عقد النفقة الخطوة األولى أو هو أولى عمليات التنفيذ التي تقوم بها‬
‫السلطة التنفيذية في حقل اإلنفاق وهو في الحقيقة القيام بالعمل أو االمتناع عن القيام به‪.‬‬
‫شروط عقد النفقة‪ :‬حتى يكون عقد النفقة صحيحا هذا يتطلب توافر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ .0‬أن يكون معقودا من السلطة صاحبة االختصاص‪ :‬تعود سلطة عقد النفقة إلى الموظف اإلداري‬
‫الذي يدير المرفق العام وهو عادة الوزير في و ازرته أو المدير في إدارته أو الوالي في واليته‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يتقيد العاقد باالعتماد المفتوح في الميزانية‪ :‬فيجب أن ال يتجاوز عقد النفقة المبلغ‬
‫المخصص لها في الميزانية وال تعقد النفقة على اعتماد مخصص لنفقة أخرى إذا فالعقود ال‬
‫تكون صحيحة إال بعد المصادقة عليها من قبل السلطة التشريعية‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم تجاوز المبلغ المخصص لالعتمادات‪ :‬على الذي يقوم بعملية عقد النفقة أن يتقيد بالمبلغ‬
‫المحدد له في لميزانية وال يجوز له أن يعقد نفقة تتجاوز المبلغ المخصص لها في الميزانية‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم صرف االعتماد لغير الوجه الذي خصص له‪ :‬ال يمكن عقد النفقة الستثمار عقار على‬
‫اعتماد مخصص لرواتب الموظفين وللحفاظ على هذا الشرط أوجب القانون أن ترافق معاملة عقد‬
‫النفقة عجز االعتماد المخصص لها‪.‬‬
‫‪ .0‬أن ال يترتب التزاما على السنوات القادمة‪ :‬يجب أن يقتصر عقد النفقة من حيث أثارها على‬
‫السنة المالية التي تصرف خاللها النفقة فعال أي السنة التي رصد االعتماد فيها وال يتعداها إلى‬
‫السنوات القادمة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحديد مبلغ النفقة‪ :‬هي عبارة عن المرحلة التي تؤكد ترتب الدين قانونا على الحكومة وتحدد مقداره‬
‫باألرقام كما تثبت انه مستحق األداء وال يسقط بالتقادم مثال‪ .‬كذلك‪ ،‬الذي يطالب الحكومة بأداء دين له‬
‫يجب أن يثبت ذلك بوثائق خاصة انه استحق هذا الدين‪ .‬فالموظف يثبت حقه بذلك الراتب بمرسوم أو‬
‫ق ارر يوقعه رئيس الهيئة العمومية بأنه قام بوظيفته فعال‪ .‬و عليه يمكن تعريف تصفية النفقة "بأنها ثبوت‬
‫ترتب الدين على الجهة اإلدارية وتحديد مقداره واستحقاقه وعدم سقوطه بالتقادم أو بسبب آخر‪ ".‬وتجري‬
‫عملية التصفية للنفقة بصفة تلقائية واذا تعذر ذلك فبناء على طلب الدائن وتتم من قبل المكلفين بعقدها‬
‫بمقتضى األحكام السارية المفعول‪.‬‬
‫شروط تصفية النفقة‪ :‬إن تصفية النفقة مرحلة مهمة وأساسية لتنفيذ أحكام عقد النفقة وهي تحقق هذا‬
‫الدين وتجعله متوجبا ولكن ذلك يتطلب ثالثة شروط‪:‬‬
‫‪ .0‬الشرط األول‪ :‬إبرام عقد نفقة سابق فمثال ال يصفى راتب موظف إال نتيجة قرار تعينه‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ .2‬الشرط الثاني‪ :‬التثبت من قيام العالقة بالخدمة المطلوبة منهم‪ ،‬أي حسب هذا المبدأ فان النفقة‬
‫ال تصبح مستحقة إال بعد قيام الطرف المتعاقد مع اإلدارة بتنفيذ أحكام العقد فال يجوز تصفية‬
‫النفقة على أساس عقدها فقط بل البد من تأدية الخدمة أو تسليم المواد موضوع العقد بعد التأكد‬
‫من ذلك يشترط أن تكون هذه النفقة مستحقة فعال أي أنها لم تدفع سابقا ولم تسقط بالتقادم أو‬
‫لسبب آخر ‪.‬‬
‫‪ .2‬الشرط الثالث‪ :‬تقديم األوراق الثبوتية‪ ،‬تكمن أهمية األوراق الثبوتية في التحقق من الشرطين‬
‫السابقين وتكون مرفقة بمعاملة التصفية وهذه الوثائق هي مستندات تثبت وجود العقد المبرم‬
‫وااللتزامات المفروضة بموجبه‪.‬‬
‫وبعد التحقق من الشروط السابقة الذكر مدعمة باألوراق الثبوتية يقوم اآلمر بالصرف بحساب‬
‫النفقة المترتبة على الدولة وتحديد مقدارها ويصفي النفقة على أساس ما قام به الطرف الثاني من‬
‫تنفيذ ألحكام العقد بصورة فعلية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫لكي‬ ‫ج ‪ -‬األمر بصرف النفقة‪ :‬وهو أمر خطي كتابي يوجهه اآلمر بالصرف إلى المحاسب العمومي‬
‫يدفع لشخص معين مبلغا من االعتمادات المحددة في الميزانية العامة ويرفق بأمر الصرف كل األوراق‬
‫الثبوتية التي تسمح للمحاسب بالتأكد من قانونية ومشروعية النفقة ويجب األخذ بعين االعتبار التقيد‬
‫باالعتمادات المفتوحة في الميزانية للغرض الذي يراد صرف النفقة من اجله مع بيان أو توضيح الباب‬
‫والقسم والفصل والمادة والفقرة التي تعود إليها هذه النفقة‪.‬‬
‫السلطة المؤهلة للصرف‪ :‬نصت معظم القوانين على اعتبار الوزير المختص السلطة المؤهلة إلصدار‬
‫أوامر الصرف فيما يتعلق باالعتمادات له في الميزانية ولكل من الوزير المختص أو وزير المالية أن‬
‫يفوض صالحياته إلى آمري صرف ثانويين يمثلونه يتولون تدقيق ومراقبة وتوقيع الحواالت ثم يعمدون إلى‬
‫تحرير أمر الصرف لكل صاحب حق على حدى‪.‬‬
‫األمر بالصرف يحتوي البيانات التالية‪:‬‬
‫يكون باسم الدائن‪ ،‬يبين السنة المالية التي ينتمي إليها‪ ،‬بيان األوراق الثبوتية‪ ،‬المبلغ بالحروف‬ ‫‪‬‬

‫واألرقام‪ ،‬تاريخ األمر بالصرف‪ ،‬إمضاء األمر بالصرف‪ ،‬رقم الحوالة‪.‬‬


‫د ‪ -‬مرحلة الصرف الفعلي للنفقة (المرحلة المحاسبية)‪:‬‬
‫تمثل هذه المرحلة الرابعة التي يقوم بها المحاسب العمومي وكما هو معلوم فإن تنفيذ النفقات العامة‬
‫يخضع لنوعين من العمليات‪ :‬عمليات إدارية يقوم بها موظفون إداريون وتشمل المراحل الثالث األولى‬
‫وعمليات حسابية يقوم بها موظفون محاسبون وتشمل مرحلة الدفع‪ .‬إن اآلمر بالصرف بعد أن يوقع‬

‫‪11‬‬
‫تنص المادة ‪ 20‬من المرسوم تنفيذي رقم ‪ :199 – 19‬يعين الوزير المكلف بالمالية المحاسبين العموميين حسب الشروط القانونية الخاصة‬
‫بكل صنف من أصناف المحاسبين‪ .‬تنص المـادة ‪ 43‬من القانون رقم ‪ :19-19‬يتم تعيين المحاسبين العموميين من قبل الوزير المكلف بالمالية و‬
‫يخضعون أساسا لسلطته ‪ .‬يمكن اعتماد بعض المحاسبين العموميين من قبل الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫حواالت الدفع يرسلها مرفقة بأوراقها الثبوتية إلى المراقب المالي‪ ،12‬هذا األخير يقوم بالتأكد من صحة‬
‫البيانات و موافقتها لالعتمادات المفتوحة‪ ،‬و بعد التأكد من سالمتها و مصداقيتها يؤشر عليها ليرسل‬
‫الملف فيما بعد إلى المحاسب العمومي المختص لدفعها ويقوم هذا األخير بعملين األول كمدقق أو دافع‬
‫والثاني كأمين صندوق‪.‬‬
‫المحاسب العمومي كمدقق أو دافعا للنفقة‪ :‬إن مسئولية المحاسب العمومي كمدقق أو دافع للنفقة كبيرة‬
‫جدا وتفوق مسئوليته كأمين صندوق فعلى المحاسب أن يطلع على ملف كل من حواالت الدفع ويراقب‬
‫أوراقها الثبوتية ويتأكد من قانونيتها‪.‬‬
‫المحاسب العمومي بوصفه أمين الصندوق‪ :‬إن مسؤولية المحاسب كأمين للصندوق بصورة عامة هي أن‬
‫يتخذ التدابير التالية‪:‬‬
‫‪ ‬دفع المبلغ المسجل في أمر الصرف بدون نقص أو تجاوز‪.‬‬
‫‪ ‬دفع هذا المبلغ إلى صاحب االستحقاق أو وكيله و الحصول من القابض على إيصال مبرئ‬
‫للذمة‪.‬‬

‫أسئلة الدرس الخامس‪:‬‬


‫‪ .0‬بعد تعريفك للميزانية العامة من وجهة نظر قانونية و اقتصادية‪ ،‬قدم المبادئ األساسية التي‬
‫تحكمها‪ ،‬ما هي استثناءاتها؟‬
‫‪ .2‬ما هي األسباب التي تجعل السلطة التنفيذية أجدر من السلطة التشريعية في إعداد الميزانية‬
‫العمومية؟‬
‫‪ .2‬تختلف المناهج المعتمدة في إعداد الميزانية من دولة ألخرى‪ ،‬قدم باختصار هذه المناهج ‪ ،‬مع‬
‫شرح المنهج المعتمد في الجزائر حاليا و كذلك المنهج الذي ترغب االنتقال إليه‪ ،‬ما هو الدافع‬
‫وراء هذا التحول؟(بإمكانك استخدام مراجع من االنترنت)‪.‬‬
‫‪ .4‬هناك عدة أنواع من الرقابة تمارس على تنفيذ الميزانية‪ ،‬ما هي هذه االنواع‪ ،‬و كيف تتم هذه‬
‫الرقابة حسب الزمن‪ ،‬قبلية‪ ،‬أثناء أو بعد التنفيذ‪ ،‬قدم أمثلة؟‪.‬‬
‫‪ .5‬كيف تتم عملية صرف النفقة؟‬

‫‪12‬‬
‫المراقب المالي هو شخص تابع لوزارة المالية ويتم تعيينه بمقتضى قرار وزاري يمضيه الوزير المكلف بالميزانية ‪،‬ويكون مقره الوزارة‬
‫المعين بها أو على مستوى الوالية ويعمل بمساعدة مساعدين له يعينون بموجب قانون وزاري ‪ ،‬ورقابة المراقب المالي هي رقابة شرعية وليست‬
‫مراقبة مالئمة إذ أنها تقوم على رقابة شرعية النفقة‪ .‬المادة ‪ 54‬تنص أن من مهام المراقب المالي أن يؤكد صحة االلتزام بأن يمنح تأشيرة توضع‬
‫على الوثائق المكونة لملف االلتزام والذي يقدمه اآلمر بالصرف قبل تنفيذ عملية الشراء‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المالحق‬

‫‪42‬‬
43
44
.

45

You might also like