You are on page 1of 6

‫مقدمة‬

‫الحديث الموضوع‬

‫الحديث الموضوع يف علم الحديث هو الحديث المصنوع المختلق المنسوب إىل‬


‫ً‬
‫رسول هللا محمد صىل هللا عليه وسلم كذبا‪ ،‬وليس له أي صحة أو صلة حقيقية‬
‫بالرسول‪ ،‬وهو ليس بحديث ولكن أطلق عليه حديث بزعم من الرواي‪ ،‬ودخلت‬
‫العديد من األحاديث الموضوعة إىل األحاديث النبوية‪ ،‬فكان عىل علماء‬
‫المسلمي‪ ،‬وأشهرهم‪ :‬اإلمام بخاري‪ ،‬واإلمام مسلم تمحيصها والرد عليها من‬
‫ويعتي‬
‫ر‬ ‫خالل جمع األحاديث‪ ،‬وفرز األحاديث الصحيحة وغي الصحيحة‪،‬‬
‫ً‬
‫ويعتيه بعض العلماء قسما‬
‫ر‬ ‫الحديث الموضوع رش األحاديث الضعيفة وأقبحها‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مستقال‪ ،‬وال يجوز ذكره وال تحل روايته إال مقرونا ببيان وضعه‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تعريف حديث موضوع‪-‬‬

‫تعريف الحديث الموضوع لغة واصطالحا‬

‫تعريف الحديث الموضوع لغة ‪ :‬عدة معان ‪ ( :‬الخفض ‪ -‬اإلسقاط ‪ -‬االختالق‬


‫‪ -‬ر‬
‫االفياء )‬

‫‪ .‬الخفض‪ :‬فهو هنا بمعن الخفض و الحط و منها تشتق كلمة وضيع‬
‫اإلسقاط‪ :‬يقال‪ :‬و ضع عنه الدين و الدم و جميع أنواع الجناية‪ ,‬يضعه و‬
‫‪.‬ضعا‪ :‬أسقطه عنه‬
‫الشء وضعا‪:‬اختلقه‬ ‫ر‬
‫‪.‬اإلختالق‪ :‬يقال‪ :‬وضع ي‬
‫‪".‬ومنها‪ :‬ر‬
‫االفياء‪ :‬قال ابن دحية‪":‬وضع فالن عىل فالن كذا‪,‬أي‪:‬ألصقه به‬

‫‪ ".‬قال الحافظ ابن حجر‪ ":‬و األخي أليق بهذه الحيثية‬

‫تعريف الحديث الموضوع اصطالحا ‪ :‬هو الكالم الذي اختلقه ر‬


‫وافياه واحد من‬
‫‪ .‬الناس ونسبه إىل رسول هللا صىل هللا عليه وسلم سواء كان عمدا أو خطأ‬

‫وقد عرف شيخ اإلسالم ابن تيمية الحديث الموضوع بتعرفي نظرا إلختالف‬
‫‪:‬العلماء يف مفهوم الحديث الموضوع‬

‫فعرفه أوال بقوله‪ ":‬إن لفظ الموضوع قد يراد به المختلق المصنوع الذي‬
‫‪ " .‬يتعمد صاحبه الكذب‬

‫‪2‬‬
‫وعرفه ثانية بقوله‪ ":‬ما يعلم انتفاء ر‬
‫خيه إن كان صاحبه لم يتعمد الكذب بل‬
‫‪ ".‬أخطأ فيه‬

‫وقد خصه بعضهم بالكذب العمد عىل رسول هللا صىل هللا عليه و سلم كما قال‬
‫السندي‪ " :‬وهو أن يكذب الراوي يف الحديث النبوي بأن يروي عنه صىل هللا‬
‫‪ ".‬عليه و سلم ما لم يقله لفظا و ال معن متعمدا لذالك‬

‫‪:‬عوامل وضع الحديث‬

‫مؤمرات أعداء األسالم المستمرة والمستميته لهدم اإلسالم وصد الناس عنه‬
‫أندالع الفتنه بي المسلمي بعد مقتل اإلمام عثمان بن عفان رض هللا عنه‬

‫‪3‬‬
‫الثان ‪ :‬نشأة الوضع يف الحديث‬
‫المبحث ي‬
‫الموضوع وتاريخه‬
‫ي‬ ‫نشأة الحديث‬

‫ً‬
‫‪:‬أوال‪ :‬لمحة مخترصة عن نشأة علوم السنة وتغييها‬

‫النن صىل هللا عليه وسلم فيبلغ ‪1-‬‬ ‫الوح ييل عىل ر ي‬ ‫ي‬ ‫السنة يف العهد النبوي‪ :‬كان‬
‫ر‬
‫أون القرآن‬
‫النن صىل هللا عليه وسلم أنه ي‬ ‫أخي ر ي‬ ‫الناس ما نزل عليهم من رب هم وقد ر‬
‫وه‬‫إن أوتيت القرآن ومثله معه) ي‬ ‫ومثله معه بقوله صىل هللا عليه وسلم ‪( :‬أال ي‬
‫السنة المطهرة فعلم الصحابة ن لها مكانها من الدين وحرصوا عليها كما حرصوا‬
‫النن صىل هللا عليه وسلم ويحفظون يف‬ ‫عىل القرآن الكريم فكانوا يأخذون عن ر ي‬
‫صدورهم وقليل منهم من كان يعرف الكتابة ومن كان كذلك كان يكتب كما وقع‬
‫رض هللا عنه ‪( :‬ما من‬
‫من عبد هللا ابن عمرو بن العاص م حيث قال ًأبو هريرة ي‬
‫من إال ما كان من عبد هللا بن‬ ‫ر‬
‫النن صىل هللا عليه وسلم أكي حديثا ي‬ ‫أصحاب ر ي‬
‫‪.‬عمرو فإنه كان يكتب وال أكتب)‬

‫النن صىل هللا عليه‬


‫وكان هناك ثالثة من الصحابة ن اشتهرت عنهم أحاديث عن ر ي‬
‫‪:‬وسلم فيها كراهة كتابة الحديث وهم‬

‫عن غي‬ ‫رض هللا عنه قال‪( :‬ال تكتبوا ي‬


‫عن ومن كتب ي‬ ‫ما رواه أبو سعيد الخدري ي‬
‫‪.‬القرآن فليمحه)‬

‫ً‬
‫ما رواه أبو هريرة‪:‬أن ر ي‬
‫النن صىل هللا عليه وسلم بلغه أن ناسا قد كتبوا حديث‬
‫‪.‬فجمعه وأحرقه‬

‫‪4‬‬
‫رض هللا عنه ‪ :‬أن رسول هللا صىل هللا عليه وسلم أمر أن ال‬
‫ما رواه زيد بن ثابت ي‬
‫شء من حديثه‬‫ر‬
‫‪.‬يكتب ي‬

‫فأخذ بعض أهل العلم من هذه األحاديث أن كتابة السنة محظورة‪ ،‬لكن أجيب‬
‫يىل‬
‫‪:‬عنها بما ي‬

‫رض هللا عنه فضعيفة‪ ،‬وقد جاءت من طريق عبد الرحمن بن‬‫أما رواية ر يأن هريرة ي‬
‫الذهن وغيه‬
‫ري‬ ‫‪ .‬زيد عن أبيه‪ ،‬وروايته منكرة‪ ،‬كما قال‬

‫ً‬
‫أيضا لالنقطاع ر‬
‫أن سعيد فهو صحيح‪،‬‬‫ري‬ ‫حديث‬ ‫ويبق‬ ‫وأما حديث زيد فضعيف‬
‫لكن قال ابن حجر‪( :‬ومنهم من أعل حديث ر يأن سعيد وقال الصواب وقفه عىل‬
‫‪.‬أن سعيد‪ ،‬قاله البخاري وغيه)‬
‫ري‬

‫وعىل فرض صحة الرواية فليجمع بينها وبي ما ورد عن بعض الصحابة من‬
‫رض هللا‬
‫النن صىل هللا عليه وسلم لعبد هللا بن عمرو ي‬ ‫كتابتهم وما ورد من إذن ر ي‬
‫عنه بالكتابة ومكاتبته للملوك والحكام وقوله يف حجة الوداع‪( :‬اكتبوا ر ي‬
‫ألن شاة)‪،‬‬
‫‪:‬فللجمع مذاهب أهمها‬

‫النه منسوخة بأحاديث إباحة الكتابة‬


‫‪.‬أن أحاديث ي‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫النه كان عاما واإلذن كان خاصا بمن طلب ذلك‬
‫‪.‬أن ي‬

‫النه خاص بكتابة غي القرآن مع القرآن خشية االلتباس بينهما‪ ،‬لكن ‪3-‬‬‫أن ي‬
‫‪.‬اإلجماع فيما بعد استقر عىل الكتابة‬

‫‪5‬‬
‫‪:‬السنة يف عهد الخلفاء الراشدين‬

‫كية الفتوحات واختالط المسلمي بغيهم وبداية ظهور الخالف والفرقة‬ ‫رغم ر‬
‫ً‬
‫اإلسالمية إال أن الحديث النبوي ظل سالما من التحريف والتغيي ودخول الوضع‬
‫‪:‬فيه لما تمي به هذا العهد من ميات أهمها‬

‫رض هللا عنه وانتهاء بعهد عثمان ابن‬


‫جمع القرآن الكريم‪ ،‬بداية يف عهد ر يأن بكر ي‬
‫رض هللا عنه حيث جمع الناس عىل مصحف واحد‬ ‫‪.‬عفان ي‬

‫تثبت الصحابة يف رواية الحديث وحرصهم عىل التقليل من روايته ومنعهم‬


‫الرواة من التحديث بما يعلو عىل فهم العامة‪ ،‬ر‬
‫حن ال يتقول الناس عىل رسول هللا‬
‫‪.‬صىل هللا عليه وسلم وال يدخل يف السنة ما ليس منها‬
‫العلم‬
‫ي‬ ‫قلة نوعية يف البحث‬

‫‪6‬‬

You might also like