You are on page 1of 4

‫مرحلة‬ ‫المرحلة الثالثة ‪:‬‬

‫النظريات أو تحقيق الفروض‬

‫وكنا قد ذكرنا فيما مضى أن الفرض هو عبارة عن رأى نضعه على سبيل‬
‫الحذر أو التخمين لتفسير ظاهرة من الظواهر‪ ،‬وبيان علتها أو معلولها‪.‬‬
‫وأنه إذا ما ثبت صحة هذا الفرض بالدليل العلمي أصبح قانونا عاما ونظرية‬
‫علمية‪ .‬فما هو الطريق الذي يسلكه الباحث‬
‫هي مرحلة تحقيق الفروض وإثباتها‪.‬‬
‫طريق مباشر‬
‫طريق غير مباشر‬
‫هو الذي يتمكن فيه العالم من إخضاع الظاهرة للتجربة‬
‫والتمكن من مالحظة‪.‬‬
‫هو الذي ال يمكن إخضاع الظاهرة فيه للتجربة‪.‬‬
‫الطريقة القياسية في إثبات الفروض‬
‫تستخدم هذه الطريقة في تحقيق الفروض العلية التي ال يمكن إثباتها‬
‫بالتجربة‪.‬‬
‫الطريقة المباشرة لتحقيق الفروض‬
‫)‪(Method of Agreement‬‬ ‫طريقة االتفاق‬ ‫‪.1‬‬

‫تفترض هذه الطريقة أن العلة والمعلول متالزمان في الوقوع دائما‪ ،‬فإذا‬


‫وجدت العلة وجد المعلول‪ ،‬أي أنه إذا وجد السبب وجدت النتيجة‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫________ التفوق الدراسي‬ ‫الجد والمثابرة‬
‫يقصد بذلك أن وجود العلة يستلزم وجود المعلول‪ ،‬وتعد تلك طريقة‬
‫المسلمين في الفقة وعلم الكالم حين قالوا باضطراد العلة‪ ،‬أي أنها تدور مع‬
‫الحكم وجودا‪ ،‬وهي كذلك تقارب قائمة الحضور عند بيكون مثال تفسير‬
‫ظاهرة الندى أو الطل (المطر الخفيف) لمعرفة علة تكوينه‪ ،‬فقد الحط ويلز‬
‫أن الضباب‪ 1‬يتكاثف على سطح الزجاج شتاء ‪ ,‬وبخار الماء يتكاثف على‬
‫جدار الكوب إذا كان فيه ثلجا ‪ ,‬وعلى سطح المرآة عند نفخ الزفير فيها‪،‬‬
‫ومن هنا استنتج أن (بخار الماء يتكاثف على سطح االجسام‪ ،‬متى كانت‬
‫حرارتها أقل من حرارة الجو المحيط بها)‬

‫‪Method of difference :‬‬ ‫طريقة االختالف‬ ‫‪.2‬‬

‫تفترض أن العلة والمعلول متالزمان في التخلف‪ ،‬أي أنه إذا غابت العلة‬
‫غاب المعلول‪ ،‬إذا غابت السبب غابت النتيجة‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫غياب التلميذ عن الدراسة ‪ -------‬انخفاض مستواه التحصيلي‬

‫ومفادها أن غياب العلة يؤدي بالضرورة إلى غياب المعلول الخاص بها ‪,‬‬
‫وسمها علماء االسالم العلة المنعكسة أي أنها تدور مع الحكم عدما ‪ ,‬وسماها‬
‫بيكون قائمة الغياب مثال‪:‬‬
‫‪ -‬يحيا االنسان في الجو المليء باالكسجين‪ ،‬ويتوقف نفسه إذا خال الجو من‬
‫االوكسجين‪ ،‬فاالوكسجين على التنفس‪.‬‬
‫‪-‬يدق الناقوس متى اهتز في إناء به هواء‪ ،‬ويختفي صوته متى فرغ اإلناء‬
‫من الهواء‪ ،‬أي ان الهواء علة الصوت‪.‬‬

‫طريقة االتفاق واالختالف‬ ‫‪.3‬‬

‫ُخان ‪ ،‬ويكثر في الغداةِ الباردة‬ ‫سحابٌ يغشى األ َ َ‬


‫رض كالد ِ‬ ‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫وهي تجمع بين الطريقتين السابقتين‪ ،‬أي أن وجود العلة يستلزم وجود‬
‫معلولها‪ ،‬وغياب العلة يستلزم غياب معلولها‪.‬‬
‫ويجري الباحث الطريقتين لبيان العالقة الطردية بين العلة والمعلول وجودا‬
‫وعدما‪ ،‬حضورا أو غيابا‪ ،‬وسماها المسلمون (الدوران) للعلة مع معلولها‬
‫وجودا وعدما ‪ ,‬مثال‪:‬‬
‫دراسة أسباب "حمى الوادي المتصدع" )‪ (Rift Valley fever‬التي أصابت‬
‫الماشية في مناطق ته امة ‪ ,‬لمعرفة مصدرها‪،‬‬
‫فأفترضت الدراسة أوال ‪ :‬أن على الحمى هو وجود فيروس نشأ بسبب وباء‬
‫المنطقة وتلوث المياه واطعمة الحيوانات‪ ،‬وافترضت سببا أخر النتشار‬
‫الفيروس وهو هبوب الرياح المحملة بهذا الفيروس من الشمال‪ ،‬فطبقت‬
‫التجربتين في مكانين مختلفين فتبين أنه في المناطق البعيدة عن هبوب‬
‫الرياح الشمالية يختفي الفيروس‪ ،‬وبالمناطق القريبة من اتجاه الرياح يظهر‬
‫الفيروس‬
‫وبغض النظر عن صحة المثال فإن المقصود به الطريقة التي تجكه بين‬
‫االتفاق واالختالف‪.‬‬

‫غاز األكسجين _______ االحتراق‬

‫‪Method of residues‬‬ ‫طريقة البواقي‬ ‫‪.4‬‬

‫اطرح من أي ظاهرة األشياء المعروف أنها معلولة لبعض علل معروفة‬


‫فيكون الباقي من الظاهرة معلوال للبعض اآلخر من تلك العلل‪.‬‬
‫ومعنى ذلك أنه إذا أدت إلى مجموعة من المقدمات إلى مجموعة أخرى من‬
‫النتائج وأمكن إرجاع جميع النتائج إال واحدة منها إلى جميع المقدمات ما‬
‫عدا واحدة منها فإنه من المرجح أن توجد عالقة بين المقدمة والنتيجة‬
‫الباقيتين‬

‫طريقة التغير النسبي‬ ‫‪.5‬‬


‫وتفترض أن أي تغير في العلة يصاحبه تغير في المعلول زيادة أو نقصانا‪،‬‬
‫أي عالقة طردية‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫‪ -‬إذا زادت المثابرة زاد التفوق في الدراسة وإذا قلت المثابرة قل‬
‫التفوق الدراسي‬
‫‪ -‬مدى زيادة أثر البطالة في وقوع الجريمة ‪ ,‬أو زيادة ألكالسيوم في‬
‫طعام األطفال ونمو عظامهم ‪ .‬والنتيجة أن المعلول يتغير مع العلة‬
‫بطريقة طردية‪.‬‬

You might also like