You are on page 1of 3

‫الفروض العلمية‬ ‫المرحلة الثانية ‪:‬‬

‫أو الكشف واالختراع‬


‫تعريف الفروض ‪ :‬هو رأى نضعه على سبيل الحذر أو التخمين لتفسير ظاهرة من‬
‫الظواهر‪ ،‬وبيان علتها أو معلولها‪.‬‬
‫وهو مرحلة متوسطة من مراحل االستقراء‪ ،‬تقع بين المالحظة والتجربة وبين‬
‫القانون العلمي والنظرية‪ ،‬ذلك أن الباحث ال يمكنه أن ينتقل فجأة من مالحظته‬
‫لظاهرة معينة ويدركها ويالحظها في بعض جزئياتها ال يمكنه أن ينتقل من ذلك‬
‫إلى القانون العام والنظرية الكلية‪ ،‬إال إذا فرض صلة بين الظاهرة وعلتها أو بين‬
‫العلة ومعلولها‪ ،‬ال بد له إذن له أن يفرض لهذه الظاهرة علة ما على سبيل الحذر‬
‫أو التخمين ثم يحاول أن يدلل على صدق هذا الفرض‪ ،‬فإن ثبتت صحته صار‬
‫قانونا عاما وقاعدة كلية وإن لم تثبت صحته صار فرضا باطال ووجب عليه أن‬
‫ينتقل إلى فرض آخر‪ .‬فالفرض هو الطريق العلمي الذي يوصل الباحث إلى نظرية‬
‫والقانون العام‪ ،‬وليست النظرية تبعا لذلك سوى فرض ثبتت صحته‪.‬‬
‫فالفرضية تعني واحدا ً أو اكثر من الجوانب آالتية‪:‬‬
‫حل محتمل لمشكلة الباحث‬ ‫‪.1‬‬
‫تخمين ذكي لسبب او أسباب المشكلة‬ ‫‪.2‬‬
‫حل مبدئي لحل المشكلة‬ ‫‪.3‬‬
‫تفسير مؤقت للمشكلة‬ ‫‪.4‬‬
‫إجابة محتملة‬ ‫‪.5‬‬

‫أمثلة للفروض العلمية‪:‬‬


‫توجد عالقة قوية بين ارتفاع معدل القراءة الخارجية وارتفاع التحصيل‬ ‫‪o‬‬
‫الدراسي لطلبة الجامعة‬
‫يؤثر التلفزيون على المستوى العلمي للطلبة بشكل كبير‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ال توجد عالقة قوية بين التدخين ومرض السرطان‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫يرتبط معدل مشاهدة الطفل لبرامج العنف التلفازية بسلوكه العدواني بشكل‬ ‫‪o‬‬
‫كبير‪.‬‬
‫ومن أمثلة الفرض العلمي‪:‬‬
‫الذي قد توصل إلى القانون‬ ‫‪Archimedes‬‬ ‫ما حدث للعالم الشهير أرشميدس‬
‫الطبيعي القائل‪:‬‬
‫"إن كل جسم مغمور في الماء فإنه يشغل حيزا من الفراغ بمقدار حجمه ال‬
‫وزنه"‪.‬‬
‫وقد أثبت (أرشميدس) هذا القانون وصار حقيقة علمية‪ ،‬وذلك بعد أن فرض‬
‫فرضه هو على سبيل الحذر والتخمين ليجيب على سؤال وجهه إليه حاكم‬
‫سراقوسة‪ 1‬في عهده‪.‬‬
‫فقد روى المؤرخون أن حاكم سراقوسة في القرن الثالث قبل الميالد أعطى‬
‫قطعة من الذهب الخالص لصائغه ليصنع له منها تاجا‪ ،‬فلما جاءه الصائغ بالتاج‬
‫شك في أن يكون الذهب الخالص وأنه مخلوط بالفضة ولكنه لم يتأكد من ذلك‪،‬‬
‫وليس في قدرته التحقق من ظنه فأرسل إلى أرشميدس وكلفه بحث هذا الموضوع‪،‬‬
‫فأخذ العالم أرشميدس يفكر في األمر طويال‪ ،‬ويفرض الفروض‪ ،‬ولكنه لم يهتد إلى‬
‫األمر واتفق أن ذهب يوما إلى الحمام ليستحم بالماء‪ ،‬ولما نزل فيه وجد أن الماء‬
‫قد ارتفع أكثر مما كان فخرج مسرعا إلى الطريق وهو يقول بأعلى صوته‪:‬‬
‫يوريكا يوريكا أي وجدتها وجدتها‪.‬‬
‫فقد افترض أرشميدس من مالحظنه ارتفاع الماء عند نزوله فيه‪ ،‬أن كل جسم‬
‫يشغل حيزا من الفراغ بقدر حجمه ال بقدر وزنه‪ .‬وأراد أن يثبت من صحة هذا‬
‫الفرض‪ ،‬فأحضر التاج ووزنه وأحضر قطعة من الذهب مقدار وزن التاج وأخرى‬
‫من الفضة بمقدار وزنه أيضا‪ ،‬وبالطبع كانت قطعة الفضة أكبر حجما من قطعة‬
‫الذهب نظرا لخفة الفضة عن الذهب‪.‬‬
‫ثم جاء بإناء كبير فيه ماء ووضع قطعة الذهب في الماء فارتفع إلى مكان معين‪،‬‬
‫ثم وضع قطعة الفضة المساوية لها في الوزن‪ ،‬فارتفع الماء إلى مكان أعلى بكثير‬
‫‪1‬‬
‫‪Syracuse is a historic city in Sicily, Italy.‬‬
‫من المكان األول ثم وضع التاج في الماء‪ ،‬فوجد أن الماء قد وصل إلى مكان‬
‫متوسط بين مكان الذهب والفضة‪ ،‬فاستنتج من ذلك أن التاج مغشوش‪.‬‬
‫ومن هذا المثال ترى أن أرشميدس قد افترض أوال فرضا معينا‪ ،‬ثم حاول بإجراء‬
‫التجارب على هذا الفرض أن يتحقق من صحته‪ ،‬فلما ثبتت صحته صار قانونا‬
‫عاما ونظرية طبيعية علمية‪.‬‬

‫الفرض العلمي‬ ‫شروط‬


‫أن يكون الفرض مسبوقا بمالحظة أو تجربة‪ .‬تجعل الباحث يستلهم منها ما‬ ‫‪.1‬‬
‫يمكن أن يفرضه من الفروض‬
‫يجب أال يتعارض الفرض مع أي قانون طبيعي أو عقلي معترف به‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫يجب أن يكون الفرض ممكن التطبيق على جميع الحاالت المشاهدة‬ ‫‪.3‬‬
‫يجب أن يكون الفرض قضية قابلة لبرهنة عليها‪ ،‬مثال ذلك فرض داروين‬ ‫‪.4‬‬
‫حول نشأة اإلنسان األول متطورا من عالم الحيوان‪ ،‬فهو فرض ال يستطاع‬
‫أصال البرهنة عليه‪ ،‬كما أنه يناقض األصول العقلية الثابتة‪ ،‬لذلك فهو‬
‫مرفوض ال قيمة له مطلقا‪.‬‬

‫فوائد الفروض العلمية‬


‫الفروض هو المقدمة الضرورية والخطوة اآلولى للنظرية العلمية‪ ،‬وذلك‬ ‫‪-1‬‬
‫في الحاالت التي يمكن للباحث ان يصل فيها إلى نظرية علمة بالمعنى‬
‫الدقيق‪ ،‬أي في الحاالت التي يمكن البرهنة عليها بطرق علمية قاطعة‪.‬‬
‫قد يكون الفرض حال لمسألة من المسائل التي ال يمكن الوصول إلى‬ ‫‪-2‬‬
‫حلها نهائيا‪.‬‬
‫إن الفرض حتى ولو كان خطأ‪ ،‬قد يوصل الباحث إلى نتيجة عليه مفيدة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

You might also like