Professional Documents
Culture Documents
أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻻ ﺗﺠﺪي "اﻟﻔﻬﻠﻮة" ..وﻓ ﻲ أﺣﻴ ﺎن آﺜﻴ ﺮة ﻳﺨ ﺴﺮ اﻟ ﺼﺤﻔﻴﻮن ﻗ ﻀﺎﻳﺎهﻢ ﻷﻧﻬ ﻢ ﻟ ﻢ
ﻳﺤﺴﻨﻮا اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻬﻢ.
أﻣﺎم اﻟﻤﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎم وﻓﻲ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪك ﻋﻠ ﻰ اﺧﺘﻴ ﺎر
اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﻻﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ "ورﻃﺔ" وﺗﻘﻒ ﺧﻠﻒ اﻟﻘﻀﺒﺎن!
هﻞ أﻧﺖ ﻣﺬﻧﺐ ..ﺳﺆال ﺳﻴﻄﺮح ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﺎم ﺿﺪك دﻋﻮى ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ؟
وﻻﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻘﻮل ﻏﻴﺮ ﻣﺬﻧﺐ ﻓﻘﻂ ،ﻳﺠﺐ أن ﺗﻤﻠﻚ اﻟﺤﺠﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺰز ﻣﻮﻗﻔﻚ ..وﻗﺒﻞ
ﺳﻨﻮات آﻨﺖ أﻗﻒ ﺣﺎﺋﺮًا ﻻ أﻋﺮف ﻣﺎذا أﻗﻮل ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت؟!
واﻟﺤﺎل اﻵن ﺗﻐﻴﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ وﺣﺪي ﺑﻞ ﻣ ﻊ ﻣﺌ ﺎت ﻣ ﻦ اﻟ ﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﻣﻤ ﻦ ﺷ ﺎرآﻮا ﻓ ﻲ ﺑﺮﻧ ﺎﻣﺞ
اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟﺬي ﺑﺪأﻧﺎﻩ ﻣﻨﺬ ﺳﺖ ﺳﻨﻮات.
اﻵن أﻗﻒ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ ﻷداﻓﻊ ﻋﻤﺎ آﺘﺒﺘﻪ ..ﻓﺄؤآﺪ أن ﻣﺎ ﻗﻤﺖ ﺑ ﻪ ﻳ ﺴﺘﻬﺪف اﻟﻤ ﺼﻠﺤﺔ
اﻟﻌﺎﻣ ﺔ وﻳﻨ ﺪرج ﻓ ﻲ إﻃ ﺎر اﻟﻨﻘ ﺪ اﻟﻤﺒ ﺎح ،وأﺷ ﺮح أهﻤﻴ ﺔ ﺗﻘﺒ ﻞ اﻟﺸﺨ ﺼﻴﺎت اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻟﻠﻨﻘ ﺪ
واﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ.
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أﺻﺒﺢ اﻟﻴﻮم ﻳﺴﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎهﺘﻤﺎم اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻤﺪاﻓﻌ ﺔ ﻋ ﻦ ﺣﺮﻳ ﺔ
اﻹﻋ ﻼم ﺑﻤ ﺎ ﺣﻘﻘ ﻪ ﻣ ﻦ ﻧﻘﻠ ﺔ ﻧﻮﻋﻴ ﺔ ﻓ ﻲ وﻋ ﻲ اﻟ ﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘ ﺸﺮﻳﻌﺎت وﺑﺂﻟﻴ ﺎت اﻟﺘﻌﺎﻣ ﻞ ﻣ ﻊ
إﺟﺮاءات اﻟﻤﺤﺎآﻢ واﻟﺘﻘﺎﺿﻲ.
واﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﺬي ﻧﻘﺪﻣﻪ اﻟﻴﻮم ﻟﻠﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﺗﺤ ﺖ ﻋﻨ ﻮان "آﻴ ﻒ ﺗ ﺪاﻓﻊ ﻋ ﻦ ﻧﻔ ﺴﻚ أﻣ ﺎم اﻟﻘ ﻀﺎء" ..
اﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﻖ وإﺷﺎﻋﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﺗﺄآﻴﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ أوﻟﻮﻳﺔ اﻟﺘﺰاﻣﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ
اﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ وأﻣﻨﻬﻢ وﺣﺮﻳﺘﻬﻢ.
ﻧﻀﺎل ﻣﻨﺼﻮر
رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺮآﺰ
ﻤﺭﻜﺯ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ
ﻨﺠﺎﺩ ﺍﻟﺒﺭﻋﻲ
ﻤﺤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻨﻘﺽ
ﺇﻫﺩﺍﺀ
١
ﺇﻟﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺅﻤﻨﻭﻥ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻫﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،ﻭﻴﻌﻤﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺍﻥ ﻴﺘﺤﻭل ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺍﻫﺩﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻟﻴل .
ﻨﺠﺎﺩ .
ﺸﻜﺭ
ﻴﺸﻜﺭ ﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﺼﺩﻗﺎﺀ ﻭﺍﻟﺯﻤﻼﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻲ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻓﻭﺯﻱ ﺤﺘﺤﻭﺕ ﻨﺎﺌﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﻤﺠﻠﺱ ﺇﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﻭﻋﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻤﺔ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﻭﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ،ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻲ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻫﺎﺏ ﺴﻼﻡ ﻤﺩﻴﺭ ﻭﺤﺩﻩ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻨﻲ ﺒﺠﻤﻌﻴﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻟﻤﺴﺎﻋﺩﺓ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺫﻟﻪ ﻓﻲ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻗﺘﺭﺍﺤﺎﺕ ﻤﻔﻴﺩﺓ ﻟﻴﺨﺭﺝ ﺒﺘﻠﻙ
ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﺒﺎﻟﺸﻜﺭ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ﻟﻼﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻴﺤﻴﻰ ﺸﻘﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺍﻜﺘﺴﺒﻪ ﻤﻨﻪ ﻤﻥ
ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﻭﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻤﺤﻤﺩ ﻗﻁﻴﺸﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ ﻤﻌﻪ ﻭﻋﻠﻲ ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺤﺘﻡ
ﺍﻥ ﺍﺘﻘﺩﻡ ﺒﺸﻜﺭ ﺨﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺯﻤﻼﺀ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﺭﻜﺯ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺴﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ
ﻭﻓﺘﺢ ﻤﻨﺼﻭﺭ ﻭﻫﻴﺜﻡ ﺃﺒﻭ ﻋﻁﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺫﻟﻭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤل ﻤﻥ ﺍﺠل ﺇﻨﺠﺎﺡ ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﺘﺩﺭﻴﺏ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻷﺭﺩﻨﻴﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻨﻔﺫﺘﻪ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻤﻥ ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ٢٠٠١
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺎﺩﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺩﺭﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﺕ ﻓﻴﻪ ،ﻜﻤﺎ ﺍﺘﻘﺩﻡ ﺒﺎﻟﺸﻜﺭ
ﻟﻠﺼﺩﻴﻘﻴﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻤﻴﻥ ﻓﺎﺩﻱ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻭﻨﻀﺎل ﻤﻨﺼﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻭﺍﻷﺠﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻷﻨﺠﺎﺯ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ،ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﺨﻁﺘﻪ ﻭﻤﺤﺘﻭﺍﻩ .
ﻨﺠﺎﺩ .
ﺗﻘﺪﻳﻢ
٢
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺤﺭﺓ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻭﻥ ﺃﺤﺭﺍﺭ ﻻ ﺴﻠﻁﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺇﻻ ﻟﻀﻤﺎﺌﺭﻫﻡ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﺘﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٥ﻤﻥ
ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﻓﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ:
.١ﺘﻜﻔل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ،ﻭﻟﻜل ﺃﺭﺩﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﺏ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺭ ﻭﺴﺎﺌﺭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.
.٤ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺭﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﺃﻥ ﻴﻔﺭﺽ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻑ
ﻭﺍﻟﻨﺸﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺭﻗﺎﺒﺔ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺼل ﺒﺎﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻭﺃﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ.
ﻭﻟﻜﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺘﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺠﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻕ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﻓﻲ ﻭﺯﻥ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻗﺒل ﻨﺸﺭﻫﺎ ،ﻓﺭﺏ ﻜﻠﻤﺔ ﻴﻨﺒﻭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻡ ﺘﻭﺭﺩ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻤﻭﺭﺩ ﺍﻟﻬﻼﻙ ،ﻭﺭﺏ
ﺨﺒﺭ ﻻ ﻴﺩﺭﻙ ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﺃﺜﺭﻩ ﻴﺼﻴﺏ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺒﺄﻓﺩﺡ ﺍﻟﺨﺴﺎﺌﺭ.
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﺘﻪ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻰ ﻋﻨﺩ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟـﺴﺎﺒﻌﺔ ﻤـﻥ ﻗـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ،ﻓﻘﺩ ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺘﺠﻌل ﺍﺩﺍﺏ ﻤﻬﻨﺔ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﺨﻼﻗﻴﺎﺘﻬﺎ ﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﻠﺼﺤﻔﻰ ﻭﺘﺸﻤل ﺘﻠﻙ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﺍﻷﺨﻼﻕ :
ﺃ-ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻼﺨﺭﻴﻥ ﻭﺤﻔﻅ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻤﺱ ﺒﺤﺭﻤﺔ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ .
ﺏ-ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺍﻷﻁﻼﻉ ﺤﻘﺎ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺍﺀ .
ﺩ-ﺍﻷﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﻨﺸﺭ ﻜل ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﺔ ﺃﻥ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺃﻭ ﻴﺩﻋﻭ ﺍﻟﻰ ﺍﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺒـﺄﻱ
ﺸﻜل ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻜﺎل "١.
- 1ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ٢٠٠١/٢٨٧١ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ،٢٠٠٣/٣/٣١ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮﺭ .ﻭﺭﺍﺟﻊ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﹰﺎ :ﺇﺳﺘﺌﻨﺎﻑ
ﻋﻤﺎﻥ٣٨٢،ﻟﺴﻨﺔ ،٢٠٠٤ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،٢٠٠٤/٤/١٤ﺇﺫ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ " ...ﻭ ﺣﱴ ﺗﻘﻮﻡ ﺟﺮﳝﺔ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٧ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺭﻛﻨﻴﻬﺎ
ﺍﳌﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻭ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﳍﺎ ﺑﻨﺸﺮ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﻧﺰﺍﻫﺔ ﰲ ﻋﺮﺽ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ
ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﺭﻛﺎﺎ ﲝﻴﺚ ﻳﺘﻌﲔ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮﻩ ﻻ ﳛﺘﺮﻡ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻭ ﻻﳛﻔﻆ
٣
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺘﻜﻤﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻴﺘﺼﻭﺭﻭﻥ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺼﻌﺏ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل
ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﻭﺍﻹﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺒﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﻜﺘﺏ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﻘﺎﻻﺘﻬﻡ ﻤﺘﺄﺜﺭﺍ ﺒﺭﺃﻱ ﻤﺴﺒﻕ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺒﺭ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻥ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﻴﺠﺭ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺸﺘﻁ
ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﻌﺎﺒﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﺯﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻤﺎ ﻴﺠﻴﺵ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﺔ ﻤﻥ ﻏﻀﺏ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ
ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﺒﻭﺍﻋﺜﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺍﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻ ﻴﻌﺘﺩ ﻜﺜﻴﺭ ﺒﺎﻟﺒﺎﻋﺙ ﺍﻟﺩﺍﻓﻊ ﻋﻠﻰ
ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﺔ ﻴﻌﺘﺩ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﺍﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﺎﻋﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ،
ﻗﺩ ﻴﺼﻠﺢ ﺍﻟﺒﺎﻋﺙ ﺍﻟﻨﺒﻴل ﻋﻠﻰ ﺘﺨﻔﻴﻑ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻭﻟﻜﻨﺔ ﻻ ﻴﺼﻠﺢ ﺴﺒﺒﺎ ﻟﻼﻓﻼﺕ ﻤﻨﻬﺎ .
ﻭﻴﺘﻀﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺒﻌﺽ ﺍﻭﺠﻪ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺼﺤﻔﻲ ﺍﻥ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺤﺎل ﻤﺜﻭﻟﻪ ﺍﻤﺎﻡ ﺴﻠﻁﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ،ﻭﺒﻌﺽ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ،ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻹﻨﺸﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ،ﻤﺩﻋﻤﻪ ﺒﺒﻌﺽ
ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﺤﺩﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ،ﻭﺍﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻓﻴﻥ ﺒﻪ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ
ﺍﺨﺭﻱ .ﻓﻔﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻴﻀﻁﺭ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﺴﺒﺏ ﺃﻭ ﻵﺨﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺜﻭل ﺍﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻘﻕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
ﻴﺘﺎﺡ ﻟﻪ ﻓﺭﺼﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻤﺤﺎﻡ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺄﺘﻲ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻭﺠﻪ
ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﻤﺜﻭﻟﻪ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻬﻡ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺸﻴﻭﻋﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﺏ ﻭﺍﻟﻘﺫﻑ
ﻭﻨﺸﺭ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ.
ﻋﻠﻲ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻭﻗﺒل ﺍﻟﺨﻭﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺼﻴل ﻟﻔﺕ ﺍﻷﻨﺘﺒﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻤﻭﺭ ﺨﻤﺴﺔ ﺍﺭﻱ ﺍﻫﻤﻴﺘﻬﺎ -:
.١ﺍﻨﻨﺎ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺩﻟﻴل ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺸﺭﺡ ،ﻭﻗﺩ
ﺍﺴﺘﻨﺩﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﻭﺍﻟﺫﻡ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻫﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﻤﻴﺯﺓ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ،ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ
ﻤﺘﻁﺎﺒﻘﻴﻥ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﻭﺍﻟﺩﻻﻻﺕ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺍﺴﻬﺎﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺩﻋﺎﻭﻱ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ١٩٢٤
ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺜﺎﻟﺜﺔ .ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻨﺎ ﺍﻴﻀﺎ ﻭﺘﺘﻤﻴﻤﺎ ﻟﻠﻔﺎﺌﺩﻩ ﻗﻤﻨﺎ ﺒﺎﻷﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻜﻤﺎ ﺤﺩﺩﻨﺎ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻲ
ﺨﺼﻭﺹ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻨﺸﺭ –ﻋﻠﻲ ﻀﺅ ﻤﺎ ﻁﺎﻟﻌﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻓﺭﺩﻨﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺼﻼ ﺨﺎﺼﺎ
،-ﺤﺘﻰ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻷﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻱ ﻭﺠﻪ ﻴﻨﺯل
ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭ ﳝﺲ ﲝﺮﻣﺔ ﺣﻴﺎﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭ ﺃﻧﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﻧﺰﺍﻫﺔ ﰲ ﻋﺮﺽ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﺘﺠﻪ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺇﱃ
ﻧﺸﺮﻩ "..
٤
ﺍﺤﻜﺎﻤﻪ ،ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭﻨﺎ ﺍﻤﺭﺍ ﻻ ﻴﻘل ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻋﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ،ﻓﺎﻟﻨﺹ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺠﺎﻤﺩ ﻭﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ،ﻭﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺫﻟﻙ
ﻗﻤﻨﺎ ﺒﺘﺤﻠﻴل ٣٢ﺤﻜﻡ ﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻤﻨﺫ
ﻋﺎﻡ ١٩٩٤ﻭﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٣ﻭﻫﻲ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺸﻜل ﺍﺴﺎﺴﻲ ﻋﻥ ﻤﺤﺎﻜﻡ
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺍﻫﻤﻴﺔ ﻤﺎ ﺘﺭﺴﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻻ ﺘﺤﻅﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﺒﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ .ﻭﻗﺩ ﺸﻤﻠﺕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﻀﻌﺕ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴل ﻋﻠﻰ ﺨﻤﺴﺔ
ﻋﺸﺭ ﺤﻜﻤﺎ ﺼﺩﺭﺕ ﺒﺎﻟﺒﺭﺍﺀﺓ ،ﻭﺴﺘﺔ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﻗﻀﺕ ﺒﺎﻟﻐﺭﺍﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﺭﺌﻴﺱ
ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﺤﺩﻫﻤﺎ ،ﻭﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﻗﻀﺕ ﺒﺤﺒﺱ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺃﻭ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﺤﻜﻡ
ﻭﺍﺤﺩ ﻗﻀﻲ ﺒﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺒﺱ ﻭﺍﻭﻗﻑ ﺘﻨﻔﻴﺫﻫﺎ ،ﻭﺃﺤﻜﺎﻡ ﺜﻼﺙ ﻗﻀﺕ ﺒﺘﻌﻭﻴﺽ
ﻟﻠﻤﻀﺭﻭﺭ ،ﻭﺃﺨﻴﺭﹰﺍ ﺤﻜﻡ ﻗﻀﻲ ﺒﺈﻏﻼﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻟﻤﺩﺓ ﺸﻬﺭﻴﻥ.
.٢ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻷﻫﻡ ﻟﻠﺼﺤﻔﻲ ﻫﻭ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺘﻪ ﺤﺎل ﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻡ ﻴﻘﺼﺩ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻜﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺭﻏﻡ ﺍﻨﻪ
ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺒﻭﺍﻋﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺍﺜﺭ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﺇﻻ
ﺍﻨﻪ ﻴﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﻤﺩﻱ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻨﺸﺭ .
.٣ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻤﻬﻤﺔ ﺠﺩﺍ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺎ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ
ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﺒﺸﺨﺹ ﻤﻌﻴﻥ ﺃﻡ ﺍﻨﻪ ﻴﺘﻐﻴﺎ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،٢ﻭﻜﺜﻴﺭ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻴﺽ ﻭﻫﻲ ﺤﻴل ﻟﻐﻭﻴﺔ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﻹﻴﺼﺎل ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻭﻫﻲ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .
.٤ﺃﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭ ﻭﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻜﻠﻬﺎ ﺍﻤﻭﺭ ﺘﻘﻠل ﻤﻥ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ
ﺃﻭ ﺘﺯﻴﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺤﺴﺏ ﺍﻷﺤﻭﺍل ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻋﺎﻤﺎ ﻭﻴﻬﻡ
- 2ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﱏ ﺣﲔ ﺫﻫﺐ ﺇﱃ ﺃﻥ " ﺍﻟﻈﻨﲔ ﱂ ﻳﺒﺪﻯ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺃﻯ ﺭﺃﻯ ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺣﻮﻝ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﳕﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﲟﺜﺎﺑﺔ
ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺇﱃ ﺍﳌﺸﺘﻜﻰ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﻛﻤﺎ ﲡﺪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﱴ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘـﻪ
ﲣﺮﺝ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻼﺋﻤﺔ ﻭﺍﳌﺄﻟﻮﻓﺔ .ﻭﺑﺬﻟﻚ ﲡﺪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺽ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﺎ ﻏﲑ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮﺓ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ
ﻭﺍﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﰲ ﺇﻃﺎﺭ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻗﺪ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﺍﻟﱴ ﻛﻔﻠﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻭﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘـﺸﺮﻳﻌﺎﺕ
ﺍﳌﻌﻨﻴﺔ ﲝﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻳﻀﺎﻑ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻈﻨﲔ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﱂ ﻳﺒﺪﻯ ﰲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺃﻯ ﺭﺃﻯ ﺃﻭ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺣـﱴ
ﻳﺴﺘﺪﻝ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ" .ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ ٢٠٧٤ﻟﺴﻨﺔ ،١٩٩٩ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﲜﻠـﺴﺔ ،٢٠٠٠/٧/٢٥ﳏﻜﻤـﺔ
ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ.
٥
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻭﺫﻭ ﻫﺩﻑ ﻤﺤﺩﺩ ﻭﻤﺸﺭﻭﻉ ،ﻜﻠﻤﺎ ﻗﻠﺕ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﻤﺎ ﻴﺘﻀﻤﻨﻪ ﻤﻥ
ﻗﺫﻑ ﻭﺴﺏ ﺃﻭ ﺘﺸﻬﻴﺭ ﻭﺍﻟﻌﻜﺱ ﺼﺤﻴﺢ.
.٥ﺍﻨﻪ ﻜﻠﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﻓﻲ ﻴﺩﻩ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﻨﺸﺭ -ﺨﺎﺼﺔ
ﻋﻨﺩ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ – ﻜﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻓﺭﺹ ﺘﺒﺭﺌﺘﻪ .
ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻀﻤﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻗﺩ ﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻏﻠﺒﻬﺎ ﻜﻤﺎﺩﺓ ﺘﺩﺭﻴﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﻅﻤﻬﺎ
ﻤﺭﻜﺯ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺒﺎﻷﺭﺩﻥ ﻟﻜﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ﺴﻭﺍﺀ ﻜل ﻗﻁﺎﻉ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ
ﺤﺩﻩ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺭﺍﺌﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﻔﺫﺕ ﻓﻴﻪ .
ﻭﻋﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻨﻨﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﺍﺨﺘﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺭﺓ ﺒﻐﻴﺭ ﻜﻠﻤﺔ ﺸﻜﺭ ﻟﻤﺭﻜﺯ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺤﺭﻴﺔ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺒﺎﻷﺭﺩﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﻨﻀﺎل ﻤﻨﺼﻭﺭ ،ﻭﺍﻷﺸﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻀﻤﻥ
ﺼﻔﻭﻓﻪ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺍﺘﺎﺡ ﻟﻲ ﺨﺒﺭﻩ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﻗﻁﺎﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻫﻡ ﻗﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﻭﻫﻡ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻴﻥ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﺘﻌﻠﻤﺕ ﻤﻨﻬﻡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻭﺍﺭﺠﻭ ﺍﻥ ﺍﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺍﻓﺩﺘﻬﻡ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ
ﺍﺴﺘﻔﺩﺕ ﻤﻨﻬﻡ .
ﻭﺍﷲ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻭﻫﻭ ﻴﻬﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴل ،ﻭﻟﻭ ﺸﺎﺀ ﻟﻬﺩﺍﻨﺎ ﺍﺠﻤﻌﻴﻥ .
ﻨﺠﺎﺩ ﺍﻟﺒﺭﻋﻲ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ . ٢٠٠٤/١٢/٣
٦
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻗﺒﻞ ان ﺗﻘﺮأ
ﻤﺤﺩﺩﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﺃﺼﻭﻟﻪ
ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ ١٩١٨ﻭﺍﻟﺠﺩل ﻤﺴﺘﻌﺭ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺤﻭل ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻀﺒﻁ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ
ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ،ﻭﺤﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻴﺸﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻘﺒﺕ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ
ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺘﺩﻨﻴﺔ ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻷﺠﻭﺭ ﻭﺘﺤﻜﻡ ﻤﻼﻙ ﺍﻟﺼﺤﻑ ،ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻴﺸﻜﻭ ﻤﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ
ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﺍﻜﺒﺕ ﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﻑ ،ﻭﺘﻨﻭﻋﻬﺎ ،ﻭﺭﻜﻀﻬﺎ ﺍﻟﺴﺭﻴﻊ ﺨﻠﻑ ﺍﻷﺭﺒﺎﺡ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﻘﻁﻊ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ
ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻡ ﺒﻬﺎ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺭﺒﺎﺡ .
ﻭﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻨﺸﺭ ﻋﺎﻡ ١٩٢٨ﺒﺘﻜﻠﻴﻑ ﻤﻥ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ
ﻗﺩ ﺃﻨﺸﺊ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺤﻭل " ﻅﺭﻭﻑ ﻋﻤل ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺤﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ " ﺨﻠﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻪ " ﻤﻥ
ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻴﺤﺼل ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺠﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺴﻬﻠﺔ ،ﻭﺍﻥ ﻴﻨﻌﻤﻭﺍ ﺒﺸﺊ
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻴﺠﻌﻠﻬﻡ ﻗﺎﺩﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﻤﻬﺎﻤﻬﻡ " ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺫﺍﺘﻪ ﻗﺩ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻴﻀﺎ " ﺇﻥ
ﺍﻨﺸﺎﺀ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻭﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺠﻤﻊ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺸﺎﺌﻬﺎ ﺴﻭﻑ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻤﺭﺍ ﺼﻌﺒﺎ ".
ﻭﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺍﻨﺸﺎﺀ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻤﻁﻠﺒﺎ ﺼﺤﻔﻴﺎ ﻤﺜﻠﺔ ﻤﺜل ﺍﻷﺠﻭﺭ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻟﺨﻤﺱ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ
١٩٣٣-١٩٢٨ﺸﻬﺩﺕ ﺼﻌﻭﺒﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﻩ ﻟﻌﻤل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺒﺩﺃ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠﺫﻴﻥ
ﻜﺎﻨﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭﻭﻥ ﻭﻀﻊ ﺍﻴﺔ ﻗﻴﻭﺩ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﻡ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺸﺭﻭﻨﻬﺎ ﻗﻴﺩﺍ ﻋﻠﻰ
ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ .
ﺍﻟﻌﺸﺭﻭﻥ ﻋﺎﻤﺎ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ١٩٥٤– ١٩٣٣ﺸﻬﺩﺕ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻫﺎﻤﺔ ،ﻓﻘﺩ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺤﺘﻰ
ﺍﺼﺒﺢ ﺍﻤﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺍﻨﻔﺴﻬﻡ ﺨﻴﺎﺭﻴﻥ ﻭﻫﻤﺎ ،ﺍﻤﺎ ﺍﻟﻘﺒﻭل ﺒﻭﻀﻊ ﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻴﻘﺔ
ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﻡ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺒﻭل ﺒﻀﻭﺍﺒﻁ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺼﺎﺭﻤﺔ ﺘﺨﻀﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻬﻨﻴﺔ.
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ ،١٩٥٤ﻭﻋﻘﺏ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻨﺸﺎﺀ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻋﺎﻡ ١٩٥٢ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺼﺩﺭ ﺇﻋﻼﻥ ﺒﻭﺭﺩﻭ ﻭﻗﺕ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺇﻋﻼﻥ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ " ﻓﺭﺍﻨﺴﻭﺍ ﺠﺒﻴﺭ" ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻨﻊ " ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻁﺭﻕ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ،ﻭﻗﺒﻭل ﺍﻴﺔ ﻫﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﻜﺎﻓﺌﺎﺕ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻴﺎ ﻜﺎﻨﺕ ،ﺃﻭ ﺤﺠﺏ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻨﺸﺭﻫﺎ ﺒﺸﻜل ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻜﺎﻤل ".
٧
ﻭﺍﻟﻴﻭﻡ ﻓﻘﺩ ﻁﻭﺭﺕ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺭﻭﺍﺒﻁ ﻭﺍﺘﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺘﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺒﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﻤﻬﻨﺘﻬﻡ .ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺤﺭﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﻫﻭ ﺨﺩﻤﺔ ﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻓﺭﺍﺩﻩ ﻭﻀﻤﺎﻥ ﺤﺼﻭﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﻜﻤﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﻭﻀﻤﺎﻥ
ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺘﻬﻡ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﺭﺍﺀ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻤﻭﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻜﻠﻬﺎ ﺒﻐﻴﺭ
ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺼﺎﺭﻡ ﺒﺎﺩﺍﺏ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻭﻀﻭﺍﺒﻁﻬﺎ .
ﻓﻲ ﻋﺠﺎﻟﺔ ﺴﺭﻴﻌﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺤﺩﺩ ﺍﻟﺨﻁﻭﻁ ﺍﻟﻌﺭﻴﻀﺔ ﻷﻴﺔ ﻀﻭﺍﺒﻁ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ -:
• ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺀﺓ ﺍﻟﻴﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﺎﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺘﺭﻩ .
• ﺍﻷﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﻗﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﺘﺼﺎل ﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﻤﻥ ﺍﻋﻠﻲ ﻭﻤﻥ ﺍﺴﻔل ،ﻤﻥ ﺍﻋﻠﻲ ﺒﺘﺄﻜﻴﺩ ﺃﻥ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﻤﺩﺨل ﻤﻔﺘﻭﺡ ﻓﻲ ﻜل ﻭﻗﺕ ﻟﻠﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ،ﻭﻤﻥ ﺍﺴﻔل ﺒﺘﻤﻜﻴﻥ
ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻴﻀﺎﺡ ﺍﺭﺍﺌﻬﻡ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺠﻬﺯﺓ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﺅﻴﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﻌﺎﺭﻀﻴﻥ .
ﻭﻓﻲ ﻅﻨﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﻤﻬﻨﻴﺔ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻨﻬﺎ ﻗﺩ ﺍﺼﺒﺤﺕ ﺸﺎﺌﻌﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻑ
ﻭﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻫﻲ -:
• ﻋﺩﻡ ﺘﻭﺜﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ،ﻋﺩﻡ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﻨﺸﺭﻫﺎ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﺭﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ.
• ﻨﺸﺭ ﺍﺨﺒﺎﺭ ﻤﺠﻬﻠﺔ ،،ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﺒﺘﻭﺭﻩ ﺃﻭ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ .
• ﻋﺩﻡ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻥ
ﺃﻭ ﺍﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻌﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﻴﺔ.
٨
• ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﻋﻤﺎل ﺠﻠﺏ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺃﻭ ﺘﺤﺭﻴﺭﻩ .٣
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ :ﻋﺩﻡ ﺘﻭﺜﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ،ﻋﺩﻡ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﻨﺸﺭﻫﺎ ،ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﺭﺩ
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ .
ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻭﺭ ﻗﻴﺎﻡ ﺼﺤﺎﻓﺔ ﺤﺭﺓ ﺒﻐﻴﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﻟﺘﺩﻓﻕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ،ﻓﺎﻟﻘﻭل ﺒﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺃﻥ ﻻ
ﻴﻨﺸﺭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺜﻘﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻭﻻ ﺃﻥ ﻨﻀﻤﻥ ﻟﻠﺼﺤﻔﻲ ﻨﻔﺴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺭﺩﻫﺎ ،ﻓﺎﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺒﺎﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﺤﻤﻬﻭﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﻭﺘﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺤﺎﺴﺒﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻭﻜل ﻤﻥ ﺒﻴﺩﻫﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ .
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﺸﻁﺔ ﻟﻠﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻜﺸﻑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﻔﻲ ،ﻓﺩﻭﺭ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺏ ﻋﻥ ﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﻭﻴﻔﻀﺤﻬﺎ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺴﺎﺀﺓ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺃﻭ ﻗﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺃﻭ ﺍﻴﺔ
ﺍﻨﺤﺭﺍﻓﺎﺕ ﺍﺨﺭﻱ .٤
ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﺸﻁﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﻐﻴﺭ ﺘﻭﺜﻴﻕ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ
ﺘﻁﻤﺌﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻪ ﻴﺒﻨﻲ ﺤﻜﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺼﺤﻴﺤﺔ ،ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﺸﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺩﺭﻩ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻏﻔﺎل ﺫﻜﺭ ﺍﺴﻤﻪ ﺃﻭ ﺍﺤﺎﻁﺘﻪ ﺒﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ،
ﻭﻟﻜﻥ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﻫﺫﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺄﻜﺩ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻤﻥ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ،ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ
ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻘﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺘﻪ .
ﺃﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻤﺼﺩﺭﻩ ﻫﻭ ﺃﻤﺭ ﻫﺎﻡ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺜﻕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻓﻲ ﻤﺼﺩﺭﻩ ﻓﻜﺜﻴﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﻠﻭﻁﺔ ﻴﺠﺭﻱ ﺩﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺩﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺜﻭﻕ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﺼﺩﺭﻩ ﻋﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﻙ ﺍﻨﻪ ﻫﻭ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﺴﻭﻑ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺩﻓﺎ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ
٥
ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﺘﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﻜﺘﻤﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ .ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺼﺤﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺭ
٣ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﰲ ﲨﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻣﺎﺭﺱ ﺳﺒﺘﻤﱪ . ١٩٩٨
٤ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﺍﻷﺗﺼﺎﻝ – ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ – ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﲔ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﻢ ﻣﺘﺮﺟﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻭﻣﻨﺸﻮﺭ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ – ﺍﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻲ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﲜﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ .
- ٤ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٥ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻷﺭﺩﱏ "ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﻧﺸﺮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ
ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺍﳊﺮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﻴﻢ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ".ﻭﺃﻛﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﱐ ﰲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻧﻪ "ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﻓﺮ
ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﺎﺩﻱ ﺍﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﻨﺸﺮ ﻣﺎ ﳜﺎﻟﻒ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﻻ ﳛﺘﺮﻣﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺮﻛﻦ ﺍﳌﻌﻨﻮﻱ ﻭ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﺭﻛﺎﺎ ﲝﻴﺚ ﻳﺘﻌﲔ ﺃﻥ
٩
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺒﺸﻜل ﻤﺘﺤﻴﺯ ،ﻓﺎﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﻨﺸﺭ ﻜﻤﺎ ﻫﻲ ،ﻭﻓﻲ ﺍﻁﺎﺭ ﺍﻟﻅﺭﻑ ﺍﻟﺯﻤﺎﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ
ﺍﻓﺭﺯﻫﺎ ،ﻭﻋﻨﺩ ﻨﺸﺭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﺜﻼ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻨﺸﺭ ﺍﻟﻅﺭﻑ ﺍﻟﺯﻤﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺕ ﻓﻴﻪ ،ﻻﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺨﺎﻁﺌﺔ ﺃﻥ ﺘﻤﺕ ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻑ ﻭﺼﺤﻴﺤﺔ ﺃﻥ
ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻑ ﺃﺨﺭﻯ.
ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺼﺤﻔﻲ ﺍﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺫﺭ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻏﻴﺭ ﺸﺭﻴﻑ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ
ﻤﺸﺭﻭﻉ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺴﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ،ﺃﻭ ﻨﺴﺨﻌﻬﺎ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺘﻠﺼﺹ ﻭﺩﻭﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺤﺎﺌﺯﻫﺎ ،ﻜﻤﺎ
ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻨﺸﺭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻀﺭﺭﺍ ﺍﻜﺒﺭ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ﺤﺠﺒﻬﺎ ﻤﺜل
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻷﻤﻥ ﺃﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺹ ﺘﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ
ﺍﻟﺤﺭﺏ .
ﻋﻠﻲ ﺍﻨﻨﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻏﻔﺎل ﺃﻥ ﻋﺩﻡ ﺘﻭﺜﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻻ ﻴﺭﺠﻊ ﻓﻘﻁ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﻭﺼﻭل
ﺍﻟﻴﻬﺎ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺘﺭﻭﻴﺞ ﺍﻹﺸﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﺴﺘﻬﻼﻜﻬﺎ
ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ،ﻓﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﺜﻘﺔ ﺘﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﺘﺴﻡ ﺒﺎﻹﺜﺎﺭﺓ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻻ ﻨﻭﻓﺭﻩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺜﻘﺔ .
ﻭﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺜﻘﺔ ﺤﻕ ﻫﺎﻡ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﻭﻫﻭ ﺤﻕ ﺍﻟﺭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺏ،
ﻭﺤﻕ ﺍﻟﺭﺩ ﻟﻴﺱ ﺤﻘﺎ ﻟﻜل ﻤﻥ ﻟﻪ ﺍﺭﺍﺀ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺃﻥ ﻴﺭﺩ ﻋﻠﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺤﻕ
ﺍﻟﺭﺩ ﻴﺜﺒﺕ ﻓﻘﻁ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺘﻴﻥ -:
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻲ :ﻫﻭ ﺤﻕ ﻤﻥ ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﻪ ،ﻭﻟﻜﻥ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺒﺎﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺩ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻤﻥ
ﻨﺎﺤﻴﺔ،ﻭﺇﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻤﺘﻌﺎﺭﻀﺎ ﻤﻊ ﺁﺩﺍﺏ ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺒﺎﻥ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﺒﺎﻟﻘﺫﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺏ
ﻟﻠﻤﺤﺭﺭ ﺫﺍﺘﻪ ﺃﻭ ﺁﺨﺭﻴﻥ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺇﺫﻜﺎﺀ ﻨﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺼﺏ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﻲ ….ﺍﻟﺦ ٦.
ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺮﺗﻜﺐ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﻧﺸﺮﻩ ﻻ ﳛﺘﺮﻡ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﳜﺎﻟﻔﻬﺎ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﺘﺠﻪ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﺇﱃ ﻧﺸﺮﻩ ".ﺇﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻋﻤﺎﻥ٣٨٢ ،ﻟﺴﻨﺔ٢٠٠٤ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ
ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ .٢٠٠٤/٤/١٤
٦ﰲ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﻳﻌﺘﱪ ﻧﺸﺮ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﺩ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺐ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ﻓﻘﻂ ﻓﻴﺘﻌﲔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺮ ﺍﻟﺮﺩ ﺇﺫ ﱂ ﳚﺎﻭﺯ
ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﱵ ﻧﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﳋﱪ ،ﻭﻫﻲ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻨﺸﺮ ﺣﱴ ﻟﻮ ﲡﺎﻭﺯ ﺍﻟﺮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺴﺎﺣﺔ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺮﺩ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﺴﺪﺍﺩ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﻓﻘﺎ
ﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ،ﻭﻳﻌﺎﻗﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺘﻨﻊ ﻋﻦ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺮﺩ ﺑﺎﳊﺒﺲ .
١٠
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻫﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺼﻭﻴﺏ ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺤﻕ
ﺍﻟﺭﺩ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﻟﻜل ﻤﻥ ﺘﺤﺕ ﻴﺩﻫﻡ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﺘﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﻋﺩﻡ ﺩﻗﺔ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻨﺸﺭﺓ ﻤﻥ
ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ،ﻓﺤﻕ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﻘﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺃﺨﺭﻯ ،٧ﻭﻫﻭ ﺸﺊ ﺃﺸﺒﻪ ﺒﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺤﺴﺒﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻟﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻴﺢ ﻟﻲ ﻤﺴﻠﻡ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺃﺤﺩ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻱ ﺇﻨﻬﺎ ﻗﺩ
ﺘﻌﺭﻀﺕ ﻟﻼﻨﺘﻬﺎﻙ .
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﻨﺸﺭ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﻤﺠﻬﻠﺔ ،ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﺒﺘﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻨﺸﺭ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﻤﺠﻬﻠﺔ ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﺒﺘﻭﺭﺓ ﻭﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻤﻥ ﺍﺸﺩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺁﺩﺍﺏ
ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺠﻬل ﻟﻴﺱ ﻫﻭ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺩ ﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﻐﻴﺭ
ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻤﺤﻠﻪ ،ﺒﻤﻌﻨﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻤﻥ ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺨﺒﺭ ،ﻓﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻴﻌﻤﺩﻭﻥ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﻫﺩﻓﻴﻥ ﺍﻷﻭل ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫ ﺘﻀﻤﻥ
ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻗﺫﻓﺎ ﺃﻭ ﺴﺒﺎ ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﻠﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻬﻭ ﺘﻔﻭﻴﺕ ﺤﻕ ﺍﻟﺭﺩ
ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺏ ،ﻓﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻤﻥ ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺸﻜل ﻤﺅﻜﺩ ﻓﺎﻥ ﺇﻟﺯﺍﻡ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﻕ
ﺍﻟﺭﺩ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻤﻠﺯﻤﺎ .ﻭﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺒﺘﻭﺭﻩ ﺃﻭ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻔﻲ ﻜﺜﻴﺭ
ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺘﻌﻤﺩ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩﺓ ﺒﻨﺸﺭ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻋﺎﺩﻴﺔ ﺒﻌﻨﺎﻭﻴﻥ ﺼﺎﺨﺒﺔ ﺃﻭ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ
ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺘﻌﻤﺩ ﺇﻟﻰ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﺒﺘﻭﺭﺓ ﻭﻏﻴﺭ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠﺴﺒﺏ ﻨﻔﺴﺔ .
ﺇﻥ ﻟﻜل ﻓﺭﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺤﺘﻰ
ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻤﺘﻲ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻻ ﺘﺅﺜﺭ ﺒﺸﻜل ﺃﻭ ﺒﺂﺨﺭ ﻓﻲ ﺘﺄﺩﻴﺔ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ،ﺃﻭ
ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺅﺜﺭﻭﻥ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺭﻴﺎﺕ ﺍﻷﻤﻭﺭ .ﻓﻌﻨﺩﻤﺎ ﻴﻨﺸﺭ ﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﻻ ﻋﺏ ﻜﺭﺓ ﻗﺩﻡ ﺩﻭﻟﻲ
ﻤﺜﻼ ﺒﺄﻨﻪ ﺩﺍﺌﻡ ﺍﻟﺴﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻼﻫﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ،ﻓﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻜﺎ ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺩﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﺭﻱ ﺃﻤﺭ ﻴﺨﺹ ﻜل ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻥ ﺒﻜﺭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻡ ،ﻭﻗﺩ ﻴﺅﺜﺭ ﻜﺜﻴﺭ ﺃﻭ
ﻗﻠﻴﻼ ﺒﺴﻠﻭﻜﻪ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎﺫﺍ ﻟﻭ ﺍﻋﺘﺯل ﺍﻟﻼﻋﺏ ﻨﻔﺴﺔ ﻜﺭﺓ ﺍﻟﻘﺩﻡ ﻭﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ
ﻋﺎﺩﻱ – ﺭﺒﻤﺎ ﻻﺯﺍل ﻤﺸﻬﻭﺭﺍ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺸﺨﺹ ﻋﺎﺩﻱ – ﻫل ﻴﺠﻭﺯ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ؟.
٧ﻣﻌﺎﻳﲑ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﳌﻬﲏ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺍﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﺸﻜﻼﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ
ﺇﻟﻴﻪ .
١١
ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭﻨﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﺎﻟﻨﻔﻲ ،ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺃﻟﻼﻋﺏ ﻤﻤﺎ ﺘﻬﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ،ﺃﻭ ﺘﺅﺜﺭ
ﻓﻴﻪ .
ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻟﻔﺭﺽ ﻗﻴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺸﺎﻥ ﺨﺎﺹ ﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ
ﻋﺎﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺎﻥ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﻘﺎﻀﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ .ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﺃﺨﻁﺎﺀ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺩﺨل
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻟﺘﻐﺫﻴﺔ ﻨﺯﻋﺎﺕ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺇﺸﺎﻋﺔ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻻﺤﺘﺭﺍﻡ
ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬﻡ ،ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ
ﺘﻨﺎﻭل ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ ﺠﻭﺍﻨﺏ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻴﺨﺩﻡ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻡ ﻻ ،ﻓﻠﻴﺱ ﻜل ﺘﻨﺎﻭل ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﻤﺘﻌﺎﺭﻀﺎ ﺒﺎﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻊ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺩ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ،ﻓﻔﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺸﺎﻥ
ﻴﺨﺹ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ،ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﺼﻤﻴﻡ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻤﺩﺨﻼ ﻟﻠﻔﺕ ﺍﻻﻨﺘﺒﺎﻩ
ﺇﻟﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺼﻠﺔ ﻭﺜﻴﻘﺔ ﺒﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻗﺼﺔ ﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ﻋﻥ ﺸﺨﺹ
ﻤﺎ ،ﺃﻭ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻘﻁﺕ ﻟﻪ ،ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻟﻜﺸﻑ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﺴﺎﺩ ﻤﺜﻼ .ﻭﻓﻰ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻴﺼﻴﺭ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺤﺭﻴﺔ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻤﺅﺩﻴﺎ ﻟﻠﺘﺴﺘﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﻻ ﻴﺭﺍﺩ ﻜﺸﻔﻬﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺴﺘﺭ ﺍﺨﻁﺭ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺃﺨﻁﺎﺀ ﻗﺩ
ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻭﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻋﺎﻤﺔ. ٨
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ :ﻋﺩﻡ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻋﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻭ
ﺍﻟﺠﻨﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻭﻥ ،ﺃﻭ ﺍﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻌﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﻴﻪ.
ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﺘﺒﻭﺍ ﺃﻭ ﻴﻨﺸﺭﻭﺍ ﻤﺎ ﻴﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻹﻨﺘﻘﺎﻡ ﺃﻭ ﺘﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﺎﺌﻔﻴﺔ ﺃﻭ ﺘﺎﻟﻴﺏ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺍﻟﺒﻌﺽ،
ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻷﻓﻜﺎﺭ ﻤﻌﺎﺩﻴﺔ ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻗﺒﻭل ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﻨﺸﺭ ﻤﺜل ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ .
ﻭﻟﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺴﺅﺍل ﻫﺎﻡ ﻭﺩﺍﺌﻡ ﻭﻫﻭ ﻫل ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻤﻤﺜﻠﻲ ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺭﺠﺎﻟﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﺩﻡ
ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺒﻬﺎ ؟ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻤﺩﻱ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﻁﺎﺒﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ
ﺸﺌﻭﻨﻪ ؟.
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻓﺎﻥ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻤﺜﻠﻬﻡ ﻤﺜل ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺎﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻀﺩ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻤﺘﻲ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻭﻤﺤل ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻫﻭ ﻤﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻭﻴﺅﺜﺭ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻤﺴﻠﻙ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩ ﻟﺒﻌﺽ
٨ﺩ .ﻭﺣﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻴﺪ ﳏﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ :ﻫﻞ ﳍﺎ ﺁﺧﺮ –ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ١٩٩٨/٨/٢٦
١٢
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻁﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺌﺩ ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﻨﺎﻭل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﺩﺭ ﻋﻥ
ﺒﻌﺽ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻗﺩﺤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺫﺍﺘﻪ .ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺤﺘﻰ ﺒﺘﻔﻭﻕ ﺠﻨﺱ ﻋﻠﻰ ﺠﻨﺱ ﺃﻭ ﻋﺭﻕ ﻋﻠﻰ
ﻋﺭﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺃﻭ ﺘﻔﻀﻴل ﺍﻟﺭﺠﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻜل ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺩ ﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ .
ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﺼﺤﻑ ﺒﻭﺠﻪ ﻋﺎﻡ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﻀﺤﺔ ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ،ﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻬﺎ
ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻔﺎﻅ ﻤﺒﺘﺫﻟﻪ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻹﻨﺘﺸﺎﺭ ،ﻭﻻ ﻴﺴﺭﻱ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﻠﻥ ﺃﻨﻬﺎ ﺼﺤﻑ
ﺠﻨﺱ ،ﻓﺭﻏﻡ ﺃﻥ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻷﻋﻼﻥ ﺍﻤﺭﺍ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﺤﺏ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﻤﻨﻊ ﺍﻟﺼﺤﻑ
ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﻀﺤﺔ ﻻ ﺩﺨل ﻟﻬﺎ ﺒﻘﻴﻡ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﻻﻜﻨﻬﺎ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﻬﻨﻲ ،ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﺠﺭﻴﺩﻩ
ﺘﺩﻋﻲ ﺍﻨﻬﺎ ﺠﺭﻴﺩﻩ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻥ ﺘﺩﺱ ﺒﻴﻥ ﺼﻔﺤﺎﺘﻬﺎ ﺼﻭﺭﺍ ﺨﺎﺩﺸﺔ ﺃﻭ ﺘﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﻔﺎﻅ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺘﻭﺤﻲ
ﺒﺎﻹﺜﺎﺭﺓ ،ﻓﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﻴﺘﻘﺩﻡ ﻟﺸﺭﺍﺀ ﺼﺤﻴﻔﺔ ﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ .
ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺴﺔ :ﻋﺩﻡ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﺩﺒﻴﺎﺕ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ .
ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻨﺸﺭ ﺍﻨﺒﺎﺀ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻤﻥ ﺍﻫﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻜﺽ ﺨﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻬﺎ ﻟﻭﻥ ﻤﻥ
ﺍﻟﻭﺍﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌﺢ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻤﺎ ﺘﺤﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺘﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻤﺒﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻑ ،ﺒل
ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺘﺨﺼﺹ ﺍﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺼﻔﺤﺔ ﻴﻭﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺴﺒﻭﻋﻴﺔ ﻟﻨﺸﺭ ﺍﻨﺒﺎﺀ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ
ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺼﺩﻭﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻨﺒﺎﺀ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ.
ﻭﻗﺩ ﺍﻫﺘﻤﺕ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺸﺭﻑ ﺤﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﻤﺴﺄﻟﺔ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ .ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺴﻭﻴﺩ ﻤﺜﻼ
ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻲ ﻟﻠﺠﺭﺍﺌﻡ ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﺍﺴﻤﺎﺀ ﻭﺼﻭﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻬﻡ ،ﺒل ﺍﻨﻪ ﺇﺫ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ
ﻤﺘﻀﻤﻨﺎ ﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺒﺎﻟﺴﺠﻥ ﻟﻤﺩﺓ ﺍﻗل ﻤﻥ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﺴﺠﻨﺎ ﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻋﺩﻡ ﻨﺸﺭ ﺍﺴﻡ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻬﻨﺘﻪ ﺃﻭ ﻋﻤﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻴﺔ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺘﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ،ﻜﻤﺎ ﺘﻭﺠﺔ
ﻻﺌﺤﺔ ﺍﻟﺸﺭﻑ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﺩﻡ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻟﻠﻤﺘﻬﻡ ﻭﻋﺩﻡ ﻜﺸﻑ ﺍﻴﺔ ﺠﺭﺍﺌﻡ
ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻭﻻ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺠﺏ ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻨﻭﻉ ﺠﻨﺱ ﺃﻭ ﺠﻨﺴﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻋﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﺃﻱ ﺩﺨل ﺒﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺃﻭ ﺍﻷﻋﻼﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ
ﻭﻻ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻴﺔ ﻭﺠﻬﺎﺕ ﻨﻅﺭ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﻪ .
١٣
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﺭﻭﻴﺞ ﻤﺜﻼ ﻻ ﻴﺠﺏ ﺫﻜﺭ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻻ
ﻴﺠﺏ ﺫﻜﺭ ﺍﻹﺩﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻠﻤﺘﻬﻡ .ﻭﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻴﻨﺹ ﻤﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺸﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﻨﺸﺭ ﺼﻭﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻭﻋﺩﻡ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ٩.
ﺃﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻭ ﺒﺎﻷﺴﺎﺱ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻨﺼﻭﺹ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻓﻲ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭﻩ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺍﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺃﻭ
ﻀﺩﻩ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻭﻕ ﺫﻟﻙ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﺩﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻓﺭﺍﺩ ﺍﺴﺭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ ﻫﻡ ﺍﺒﺭﻴﺎﺀ ﻭﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﻡ ﺒﻤﺎ
ﻓﻌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭﻟﻜﻥ ﻗﺩ ﻴﺼﻴﺒﻬﻡ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺒﺎﻓﺩﺡ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﺒل ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ ،ﻓﻀﻼ
ﻋﻥ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺃﻨﺒﺎﺀ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻴﻀﺎ ﻤﺎ ﻗﺩ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻴﻜﺸﻑ ﺤﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻴﻬﺎ .
ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻤﺸﺭﻭﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﺃﺭﺒﺎﺤﺎ ﻟﻴﻤﻜﻥ ﻟﻬﺎ
ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻤﺭ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺒﺩﻭﺍ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻓﻲ ﺩﻋﻡ ﺍﻟﺼﺤﻑ ،ﻓﻼ ﻨﺘﺼﻭﺭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ
ﺃﻥ ﺘﻐﻁﻲ ﺘﻜﻠﻔﺔ ﺇﺼﺩﺍﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ ﻓﻘﻁ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻨﺤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭﻅﻬﻭﺭ ﻤﻨﺎﻓﺫ
ﺠﺩﻴﺩﻩ ﻟﺘﺩﺍﻭل ﺍﻷﻨﺒﺎﺀ ﻤﺜل ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺯﻴﻭﻥ ،ﻭﻗﺩ ﺤﺎﻭﻟﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺍﻥ ﺘﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻥ
ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺍﻥ ﺃﻭل ﺘﺠﺭﺒﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ﺤﻴﺙ
ﺤﺎﻭل ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻨﺎﺸﺭﻴﻥ ﻓﻲ ﺸﻴﻜﺎﻏﻭ ﺒﻭﻻﻴﺔ ﻓﻼﺩﻟﻔﻴﺎ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺃﻭل ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺒﻐﻴﺭ ﺇﻋﻼﻥ ﻤﺴﺘﻌﻴﻀﺎ ﻋﻨﻪ
ﺒﺤﺼﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﺸﺘﺭﺍﻜﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ،ﺇﻻ ﺍﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻗﺩ ﺒﺎﺀﺕ ﺒﺎﻟﻔﺸل ﺤﻴﺙ ﺍﻀﻁﺭﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺇﻟﻰ
ﺍﻻﺤﺘﺠﺎﺏ ﺒﻌﺩ ﻭﻗﺕ ﻗﺼﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺩﻭﺭ. ١٠
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺯﻡ ﻀﻭﺍﺒﻁﻪ ﺃﻀﺤﻲ ﻋﻨﺼﺭﺍ ﻫﺎﻤﺎ ﻓﻲ ﻀﺒﻁ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺼﺤﻑ ﻭﻤﻥ
ﺃﻫﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ،ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺨﻠﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﺴﻡ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ ﺃﻥ ﻨﺸﺭﺕ ﺠﺭﻴﺩﺓ " ﺍﻟﻤﺎﻨﺸﺴﺘﺭ ﺍﻴﻔﻨﻨﺞ ﻨﻴﻭﺯ " ﺇﻋﻼﻨﺎﺕ ﻋﻥ ﺴﺠﺎﺩ
ﺘﻨﺘﺠﻪ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ،ﺜﻡ ﻨﺸﺭﺕ ﻤﻊ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﺇﻋﻼﻨﺎ ﺁﺨﺭ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺠﺎﺩ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻤﻴﺯﻩ ﻜﺈﻋﻼﻥ ،ﻓﻘﺩﻤﺕ ﺸﻜﻭﻯ ﻀﺩ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎل
ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻴﻭﻟﺩ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺎﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﺭﺽ ﺭﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺠﺎﺩ
٩ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﺮﺽ ﳋﻤﺴﲔ ﻣﻴﺜﺎﻗﺎ ﻟﻠﺸﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ – ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮﺭﺓ – ﺍﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻲ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﲜﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
– ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
١٠ﺩ .ﲨﺎﻝ ﺍﻟﻌﻄﻴﻔﻰ – ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﻓﻖ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﲨﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ١٩٧٤ﺹ ١٤٧
١٤
ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﺘﻬﺎ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺘﻀﻠﻴل ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺤﻴﺙ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل
ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﻜﺎﻥ ﺇﻋﻼﻨﺎ ﺘﺤﺭﻴﺭﻴﺎ .ﻭﻗﺩ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻤﻘﺒﻭﻟﺔ ،١١ﻭﺍﺘﺨﺫ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻋﻘﺎﺒﻴﺔ
ﻀﺩ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ.
ﻭﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﻅل ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ،ﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺭﻡ ﻜﺎﻥ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻴﺸﻜل
ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﻀﻐﻁ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ،ﻻﻥ ﺒﻌﺽ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﻨﻊ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﻋﻥ
ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺘﻭﺠﻴﻪ ﺃﻱ ﻨﻘﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻴﺴﺎﻋﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺱ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺕ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ١٢ .
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻫﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﻫﻰ ﺇﻋﻼﻨﺎﺕ ﻻ ﻴﺸﺎﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ ﺇﻟﻰ
ﺼﻔﺘﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻨﻴﺔ ،ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻨﺸﺭ ﻜﺄﺨﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﻤﻘﺎﻻﺕ ﺃﻭ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ،ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻷﻓﻜﺎﺭ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
ﻤﻌﻴﻨﺔ ،ﺃﻭ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﻋﻥ ﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻤﺤﺩﺩﻩ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﺠﺭ ،ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻏﺎﻟﺒﺎ .
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺯ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻋﻼﻥ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎل ﻤﻥ ﺍﺸﺩ ﺍﻨﻭﺍﻉ ﺘﻀﻠﻴل ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻓﺎﻟﻤﻘﺎل ﻴﻔﺘﺭﺽ ﻓﻴﻪ ﺍﻨﻪ ﺭﺃﻱ
ﻟﻜﺎﺘﺒﻪ ﻴﺒﺩﻴﺔ ﻤﺘﺤﺭﺭﺍ ﻤﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻷﻏﺭﺍﺀ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻴﻘﺒل ﻋﻠﻴﺔ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﺤﺭﺹ ﻜل
ﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺸﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻹﻋﻼﻨﻴﺔ ﻭﺇﺒﺭﺍﺯ ﺫﻟﻙ ﺒﺸﻜل ﻭﺍﻀﺢ ﻭﻋﺩﻡ ﺨﻠﻁ
ﺍﻷﻋﻼﻥ ﺒﺎﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ١٣.
ﺘﻜﺎﺩ ﺘﺠﻤﻊ ﻜل ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺸﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺠﻭﺍﺯ ﺃﻥ ﻴﻌﻤل ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎل
ﺠﻠﺏ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﺃﻭ ﺘﺤﺭﻴﺭﻫﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﺃﻭ ﻤﻴﺯﻩ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ
١١ﻗﺮﺍﺭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﱐ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ١٩٩٧ﺹ ٨٧ ،٨٦
١٢ﻣﻦ ﺗﻮﺻﻴﺎﺕ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﲔ ﺍﻟﺬﻯ ﻋﻘﺪ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﰲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ٣٠ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﺇﱃ ٧ﻧﻮﻓﻤﱪ – ١٩٦٤ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﰲ ﺍﺘﻤﻊ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ
ﺩ .ﳏﻤﻮﺩ ﻋﺴﺎﻑ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ١٩٦٥ﺹ ٤٩
١٣ﰲ ﻣﺼﺮ ﺗﻌﺘﱪ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﺍﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺸﺮﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻣﺮﻫﺎ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺇﻋﻼﻧﻴﺔ ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻪ ﺗﺒﺪﻭﺍ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﺻﻔﺤﺔ
ﻣﺼﺮ ﺍﳋﻀﺮﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﲤﻮﳍﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﲤﻮﳍﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻭﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﱵ ﲤﻮﳍﺎ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ….ﻭﻫﻜﺬﺍ،
ﻛﻤﺎ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﳌﺮﺣﻮﻡ ﺍﲪﺪ ﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ﺑﺸﺄﻥ ﻧﺸﺮ ﺇﻋﻼﻧﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﴰﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﲤﻴﻴﺰﻫﺎ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﺍﳌﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﺮﻳﺪﻩ ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ﻗﺪ ﻧﺸﺮﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻼﻧﺎﺕ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﴰﺲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻀﻌﻬﺎ ﰲ
ﺇﻃﺎﺭ ﻳﻮﺿﺢ ﻛﻨﻬﻬﺎ ،ﻓﺎﻋﺘﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﲪﺪ ﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﰲ ﺍﺣﺪ ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ ﰲ ﺍﳉﺮﻳﺪﻩ ﺫﺍﺎ ﳑﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﺔ ﻣﻨﻊ ﻋﻤﻮﺩﺓ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﻭﺭﲟﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺒﺎ ﻷﺻﺎﺑﺘﺔ ﺑﺎﳉﻠﻄﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺍﻗﻌﺪﺗﻪ ﳌﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻪ .
١٥
ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺃﻭ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﻭﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻭﻗﻊ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺎﺩﺓ ﺇﻋﻼﻨﻴﺔ .١٤
ﻭﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺠﻠﺏ ﺍﻷﻋﻼﻨﺎﺕ ﻭﻟﻭ ﺒﻁﺭﻕ ﺸﺭﻴﻔﺔ ﺍﻤﺭﺍ ﻤﻤﻨﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻓﺈﻥ ﺠﻠﺒﺔ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻹﺒﺘﺯﺍﺯ
ﻴﺸﻜل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻷﻴﺔ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺸﺭﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻨﻬﺎ .
ﻭﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭﻱ ﻓﺈﻥ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﺠﻨﺏ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺸﺭﻨﺎ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻥ ﻴﺴﺎﻋﺩ ﻋﻠﻰ
ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﻴﺨﺭﺱ ﺍﻟﻤﺘﺭﺒﺼﻴﻥ ﺒﻬﺎ .ﻭﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭﻱ ﺍﻴﻀﺎ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻬﻡ " ﺍﻥ ﻴﺴﺘﻘﺭ
ﻓﻲ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺘﺼﺭﻓﻨﺎ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻥ ﺠﻭﻫﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺘﺩﻓﻕ ﺤﺭ ﻟﻠﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ،ﺍﻥ
ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻻ ﺘﺘﺼل ﺒﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﻤﻬﻤﺎ ﺒﻠﻐﺕ ﺩﺭﺠﺔ ﻋﻨﻔﻬﺎ ﻭﺴﺨﻭﻨﺘﻬﺎ ﻓﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻨﻪ ﻻ ﺭﺃﻯ ﺤﻴﺙ ﻻ
ﺇﺤﺎﻁﺔ ﺒﻭﻗﺎﺌﻊ ﺤﺩﺙ ﺃﻭ ﺩﻗﺎﺌﻕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻭﺍﻨﻤﺎ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺤﻴﻥ ﺘﻅﻬﺭ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺤﺩﺙ،
ﻭﺤﻴﻥ ﺘﺘﺠﻠﻰ ﻓﻴﻪ ﺃﻤﺎﻤﻨﺎ ﺩﻗﺎﺌﻕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﺴﺎﻋﺘﻬﺎ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﺤﺭ ﺤﻭﺍﺭ ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ
ﻭﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ،ﺩﺍﺨل ﺇﻁﺎﺭ ﻴﻌﺭﻑ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺤﺩﻭﺩﻩ ،ﻭﻴﻠﻡ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺒﺄﻁﺭﺍﻓﻪ " ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻤﻘﺘﺒﺴﺔ ﻋﻥ
ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻨﻴﻥ ﻫﻴﻜل .
اﻟﻘﺴﻢ اﻷول
آﻴﻒ ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ اﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء .
ﻴﻌﺭﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﻟﻌﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻭﺠﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻥ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺍﻤﺎﻡ ﺴﻠﻁﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺩﻓﺎﻋﺎ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﺔ ﻭﺘﺘﻀﻤﻥ ﺴﺘﺔ ﺍﻭﺠﺔ ﺩﻓﺎﻉ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﺘﻔﻲ ﺒﺎﻟﻐﺭﺽ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻨﺎ
ﻨﺅﻜﺩ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺒﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﺎﻡ ﻤﺘﺨﺼﺹ ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﺍﻟﻤﻼﺌﻡ ﻟﻪ ،ﻭﺍﻷﻫﻡ ﺍﻨﻪ ﻗﺩ
ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﺎﻡ ﻤﺘﺨﺼﺹ ﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻗﺒل ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻟﺘﻨﻘﻴﺘﻬﺎ – ﺩﻭﻥ ﺍﺨﻼل
ﺒﻤﻭﻀﻭﻋﻬﺎ – ﻤﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﺘﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺎﺌﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﻤﺴﺎﺌﻠﺔ
ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ .
ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻷﻭل
ﺘﻨﺎﺯل ﺍﻟﺸﺎﻜﻲ ﻋﻥ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻱ ﻀﺩ ﺍﺤﺩ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﻨﺎﺯﻻ ﻤﻨﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻜﻭﻱ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻴﻥ.
١٤ﲤﻨﻊ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﺛﻴﻖ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﰲ ﺟﻠﺐ ﻭﲢﺮﻳﺮ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻭﻋﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺭﺍﺟﻊ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ
ﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻭﺍﻓﻖ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻠﺲ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﰲ . ١٩٩٨/٣/٢٦
١٦
ﻓﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭﺍﻟﺴﺏ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻭ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ " ﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻋﻥ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺘﺘﺨﺫ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺸﺌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭ ﻴﻌﻨﻲ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ
ﺇﻨﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻤﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻹﺠﺭﺍﺌﻴﺔ " .
ﻭﻤﻌﻨﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺒﺩﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺇﻻ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺸﻜﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﺃﻭ ﻭﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﺹ
ﺍﻟﻤﺄﺫﻭﻥ ﻟﻪ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭﺒﻐﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ .
ﻭﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ "ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺇﻻ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺸﻜﻭﻯ ﺸﻔﻬﻴﺔ ﺃﻭ ﻜﺘﺎﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻭﻜﻴﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺃﺤﺩ ﻤﺄﻤﻭﺭﻱ ﺍﻟﻀﺒﻁ ﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ١٨٥ﻭ ٢٧٤
ﻭ ٢٧٧ﻭ ٢٩٢ﻭ ٢٩٣ﻭ ٣٠٣ﻭ ٣٠٦ﻭ ٣٠٧ﻭ ٣٠٨ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻭ ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ
ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭ ﻻ ﺘﻘﺒل ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺒﻌﺩ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﺒﺎﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭ ﺒﻤﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ" .
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٦٤ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ "ﺘﺘﻭﻗﻑ ﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺫﻡ ﻭ
ﺍﻟﻘﺩﺡ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ" .ﻭ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥٢ﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﻌﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﺘﻀﺭﺭﺍ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺠﻨﺎﻴﺔ ﺃﻭ ﺠﻨﺤﺔ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺸﻜﻭﻯ ﻴﺘﺨﺫ ﻓﻴﻬﺎ
ﺼﻔﺔ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ
١٥ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭ ﻤﺘﻲ ﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻜﺎﻥ ﻤﺨﺘﺼﺎ ﺒﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ . ٥٣
ﻭ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥٤ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " ﺘﺴﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻜﺎﻭﻯ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٧ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻹﺨﺒﺎﺭ"،
ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢٧ﻓﻬﻲ ﺘﻨﻅﻡ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﻓﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﺃﻭ ﻭﻜﻴﻠﻪ ﺃﻭ
ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﻁﻠﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﻭ ﻴﻭﻗﻊ ﻜل ﺼﻔﺤﺔ ﻤﻥ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﺨﺒﺭ ﺃﻭ ﻭﻜﻴﻠﻪ
ﻭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻭﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻴﺴﺘﻌﺎﺽ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﺒﺼﻤﺔ ﺍﻹﺼﺒﻊ " ،ﻭ ﻴﺠﻭﺯ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٦٥
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﻥ ﻴﻁﻠﺏ ﺒﺎﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺎﻤﻬﺎ ﺘﻀﻤﻴﻥ ﻤﺎ ﻟﺤﻘﻪ
ﺒﺎﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ " ﺃﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ
ﻤﺎ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﻀﺭﺍﺭ ﻨﺘﺠﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ".
- ١٥ﺗﻨﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﳋﺎﻣﺴﺔ ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ " ﺗﻘﺎﻡ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﳊﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﳌﺸﺘﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﳌﺨﺘﺺ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻗﻮﻉ
ﺍﳉﺮﳝﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﻃﻦ ﺍﳌﺸﺘﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ".
١٧
ﻭ ﻗﺩ ﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻭﻜﻴﻠﻪ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ٣ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﻗﻴﺩ ﻭﺍﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ
١٦ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ.
ﻜﻤﺎ ﻗﻀﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ﻟﻬﺎ " ﺍﻥ ﺍﺸﺘﺭﺍﻁ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺸﻜﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﻭﻜﻴﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ ﻗﻴﺩ ﻭﺍﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻟﻠﻤﺩﻋﻲ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺇﻗﺎﻤﺔ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻗﺒل ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺇﺫ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺤﺭﻜﻬﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻭ ﻟﻭ ﺒﺩﻭﻥ ﺸﻜﻭﻯ
ﺸﻜﻭﻯ"١٧ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺨﻼل ﺍﻷﺸﻬﺭ ﺍﻟﺜﻼﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻﻥ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻫﻭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ
ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻱ ﺃﻭ ﺒﺩﺀ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺸﻜﻭﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻭﻜﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﺹ
ﺍﻟﻤﺄﺫﻭﻥ ﻟﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻨﻬﺎ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺴﺒﺒﺎ ﻹﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻋﻭﻱ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻜﻼ ﻤﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ،ﻓﻔﻲ ﻤﺼﺭ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٠ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ
"ﻟﻤﻥ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻭ ﻟﻠﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٥ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ٣٠٢ﻭ ٣٠٦ﻭ ٣٠٧ﻭ ٣٠٨ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﻅﻔﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﺃﻭ ﺸﺨﺼﺎ ﺫﺍ ﺼﻔﺔ
ﻨﻴﺎﺒﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﻠﻔﺎ ﺒﺨﺩﻤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻭ ﻜﺎﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺤﻜﻡ ﻨﻬﺎﺌﻲ
ﻭ ﺘﻨﻘﻀﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻨﺎﺯل" .
ﻭ ﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺒﺄﻥ " ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺴﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺭﻓﻊ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺸﻜﻭﻯ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻟﻤﻥ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺎﺯل ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺤﻜﻡ ﻨﻬﺎﺌﻲ ﻭ ﺘﻨﻘﻀﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻨﺎﺯل ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ١٠ﻤﻥ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺩﻟﺔ ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺭﻗﻡ ٤٢٦ﻟﺴﻨﺔ ١٨ ١٩٥٤
١٨
ﻭﻓﻰ ﺤﻜﻤﺎ ﺍﺨﺭ ﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺒﻤﺎ ﻴﻠﻲ " ﺇﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٠ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻟﻤﻥ ﺨﻭﻟﻪ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺤﻕ ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺍﻥ ﻴﺘﻨﺎﺯل ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻯ ﻭﻗﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻴﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺤﻜﻡ ﻨﻬﺎﺌﻰ
ﻭﺘﻨﻘﻀﻰ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻨﺎﺯل " .١٩
ﻭ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻻ ﻴﻌﺩ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﻥ ﻗﺩﻤﻭﺍ
ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻜﻭﻱ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺤﺩ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻴﻌﺩ ﺘﻨﺎﺯل ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺎﻗﻴﻥ ،ﻓﺈﺫ ﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻤﺤﺭﺭ ﻤﻥ ﺍﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺼﺤﻔﻲ ،ﻭﺘﻨﺎﺯل ﺍﻟﺸﺎﻜﻴﻥ ﻋﻥ ﺸﻜﻭﺍﻫﻡ ﻀﺩ ﺍﺤﺩ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻴﻌﺩ ﺘﻨﺎﺯﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻜﻭﻱ ﻀﺩ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻷﺨﺭ .
ﻓﻔﻲ ﺤﻜﻡ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺃﻜﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ " ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺘﻨﺎﺯﻟﻭﺍ ﻋﻥ ﺍﺘﻬﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺠﻨﺤﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻗﺩ ﺭﻓﻌﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻁﺎﻋﻥ ﻤﻥ ﺍﺠل ﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺴﺏ ﻭﺍﻟﻘﺫﻑ ﻓﺄﻥ
ﻤﻘﺘﻀﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﺜﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻭﻫﻭ ﺼﺭﻴﺢ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺎﻋﻥ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﺴﻭﺓ ﺒﺎﻟﻤﺘﻬﻤﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ،ﻤﻤﺎ ﻴﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻼ
ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻓﺄﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻗﺩ ﻗﻀﻰ ﺒﺄﺩﺍﺘﻪ ﺍﻟﻁﺎﻋﻥ ﺒﻤﻘﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻻ ﻴﺸﻤﻠﻪ ﻻﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻨﺼﺒﺎ
ﻋﻠﻰ ﺍﺼل ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﺘﻀﻤﻨﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﻔﺢ ،ﻓﺄﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﺍﺨﻁﺄ ﻓﻲ
ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ " .٢٠
ﻭﻤﻔﺎﺩ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻥ ﺘﻨﺎﺯل ﺍﻟﺸﺎﻜﻲ ﻋﻥ ﺸﻜﻭﺍﻩ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﺤﺩ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻴﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﺔ
ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻋﻭﻱ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﻓﻘﻁ ﻀﺩ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻴﻀﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻴﻥ .
ﻭﺒﺎﻟﻤﺜل ﻭ ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ "ﺼﻔﺢ ﺍﻟﻔﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺘﻀﺭﺭ" ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥٢ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ
ﻋﻠﻰ " ﺃﻥ ﺼﻔﺢ ﺍﻟﻔﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﻭﻗﻑ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﺒﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ
ﺘﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﻘﻁﻌﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺼﻔﺔ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ" ،ﻜﻤﺎ
ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥٣ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺫﺍﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺸﺭﻭﻁ ﻟﻜﻲ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺼﻔﺢ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺎ ﻭﻫﻡ -:
– ٣ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺼﻔﺢ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﺩﻋﻭﻥ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺼﺩﺭ ﻋﻨﻬﻡ ﺠﻤﻴﻌﻬﻡ
١٩
ﻤﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﻴﺘﻀﺢ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻜﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﺇﻴﻘﺎﻑ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻭﺍﻨﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭﺍﻟﺴﺏ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﺨﻤﺱ-:
ﺃ -ﺘﻨﺎﺯل ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻥ ﺸﻜﻭﺍﻩ ﻭ ﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل.
ﺏ -ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻫﻲ ﻟﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﻤﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﻟﻤﻤﺜﻠﻪ ﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﻗﺩﻡ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻓﻼ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻭﻜﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺒﺘﻭﻜﻴل ﺨﺎﺹ.
ﺝ -ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﺼﺤﻴﺤﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﻥ ﻗﺩﻤﻭﺍ
ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ
ﻫـ -ﻴﺤﻕ ﻟﻠﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻴﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ
ﺤﻜﻡ ﻨﻬﺎﺌﻲ ﻭ ﺘﻨﻘﻀﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﻨﺎﺯل.
ﻭ ﻻ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ – ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺃﻭ ﺍﻷﺭﺩﻥ -ﺸﻜﻼ ﻤﻌﻴﻨﺎ ﻟﻠﺘﻨﺎﺯل ﻓﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺸﻔﻭﻱ
ﻭ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﺭﻴﺢ ﺃﻭ ﻀﻤﻨﻲ ﻴﻨﻡ ﻋﻨﻪ ﺘﺼﺭﻑ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻥ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻭ ﻴﻔﻴﺩ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ
ﻟﻜﻥ ﻻ ﻴﺼﺢ ﺍﻓﺘﺭﺍﺽ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻭ ﺍﻷﺨﺫ ﻓﻴﻪ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻅﻥ ﻷﻨﻪ ٢١. ﺸﺒﻬﺔ ﺍﻨﻪ ﺍﻋﺭﺽ ﻋﻥ ﺸﻜﻭﺍﻩ
٢٢. ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺭﻙ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺤﺼﻭﻟﻪ
ﻟﺫﻟﻙ ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻭﻻ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺸﺨﺹ ﺍﻟﺸﺎﻜﻲ ﺃﻭ ﻋﻤﺎ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻭﻜﻴﻠﻪ ﻴﻤﻠﻙ ﺘﻭﻜﻴﻼ ﺨﺎﺼﹰﺎ ﺒﺘﺤﺭﻴﻙ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ،ﻭﻋﻠﻴﻙ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻜﻲ ﻟﻡ ﻴﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﻤﺨﺎﺼﻤﺔ ﺃﺤﺩ
ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﻴﻥ – ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ – ﺃﻭ ﺭﺴﺎﻡ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭ ﺃﻭ ﺼﺤﻔﻲ ﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺫﺍﺘﻪ ،ﻻﻥ
ﺍﻟﺘﻨﺎﺯل ﻋﻥ ﺃﺤﺩ ﻫﺅﻻﺀ ﻴﺅﺩﻱ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺎﻗﻴﻥ .
٢٠
ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺴﺘﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﺼﻔﻪ ﺒﺼﻔﺎﺕ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺩل ﻋﻠﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺘﻌﻴﻴﻥ -ﺘﺤﺩﻴﺩ -ﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻥ ﺸﺨﺼﺎ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﻭﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻭﺭﺩ ﺍﺴﻤﻪ
ﺼﺭﺍﺤﺔ ،ﺃﻭ ﺤﺭﻑ ﻤﻥ ﺍﺴﻤﻪ ﺃﻭ ﻜﻨﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﻨﺸﺭ ﺼﻭﺭﺘﻪ ﺃﻭ ﺼﻭﺭﺓ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﺈﺫ ﻟﻡ
ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﻓﻼ ﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺇﻨﻨﺎ ﻨﺤﺏ ﺃﻥ ﻨﻨﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﻤﻥ ﻋﺩﻤﻪ
ﻫﻭ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﺘﻘﻀﻲ ﻓﻴﻪ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺭﺍﻗﺏ ﻗﻀﺎﺌﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ .
ﻜﻤﺎ ﻨﺤﺏ ﺃﻥ ﻨﻭﻀﺢ ﺃﻥ ﻓﻜﺭﺓ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻌﻴﻴﻨﻪ ﻟﺩﻱ ﻤﻥ
ﻴﻌﺭﻓﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺃﻭ ﺠﻴﺭﺍﻥ ﺃﻭﻓﻲ ﻤﺤﻴﻁ ﻋﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﺃﺼﺩﻗﺎﺌﻪ ،ﻭﺍﻟﻘﻭل ﺒﻐﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻴﺒﻁل ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺃﻭ
ﺍﻟﺴﺏ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﺴﻪ ﻷﻥ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻜل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺴﻬﻭﻟﺔ ﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ – ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ – ﻫﻭ ﺃﻤﺭ ﻤﺴﺘﺤﻴل ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﻴﺭ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻓﻴﻜﻔﻲ ﺍﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺒﺸﻜل ﻴﻜﻔﻲ ﺍﻥ ﻴﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﻭﻥ ﺒﻪ ﻭﺃﺼﺩﻗﺎﺅﻩ ﻭ
ﻓﺎﻷﻤﺭ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺸﺨﺹ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﺤﺴﺏ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺭﺓ ﻭﻨﻭﻉ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺃﻗﺎﺭﺒﻪ
ﺍﻹﻨﺸﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ،ﻭﺍﻟﻘﻭل ﺒﻐﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻴﺒﻁل ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺏ ﻤﻥ ﺃﺴﺎﺴﻪ ﻻﻥ ﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻜل
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺴﻬﻭﻟﻪ ﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﻫﺩ ﺍﻟﻘﺎﺫﻑ ﻟﻴﺠﻌﻠﻪ ﻤﻜﺸﻭﻓﺎ /ﻤﺨﻔﻴﺎ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺤﺩ – ﻭﻫﻭ
ﻤﺎ ﻴﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻥ – ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﻷﻓﻼﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﺎﻷﻤﺭ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻤﻥ ﺸﺨﺹ ﺇﻟﻰ
ﺸﺨﺹ ﺤﺴﺏ ﺩﺭﺠﻪ ﺍﻟﺸﻬﺭﺓ ﻭﻨﻭﻉ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻹﻨﺸﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ .
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺘﻌﻴﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺃﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﺌﻨﺔ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﻤﻌﻴﻨﺎ ﺒﺫﻜﺭ ﺃﺴﻤﻪ ﺒل ﻴﻜﻔﻰ ﺁﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻤﻭﺠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﻴﺴﻬل ﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺃﻭ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﻨﻴﻬﻡ ﺍﻟﻘﺎﺫﻑ ،ﻓﺄﺫ ﺘﻌﺫﺭ ﺘﻌﻴﻴﻥ ﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﻻ ﺘﻘﻭﻡ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ .
ﻓﻤﺘﻰ ﺃﻤﻜﻥ ﻟﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ – ﺃﻭ ﻤﺎ ﺃﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ – ﺃﻥ ﻴﻔﻬﻤﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ
ﻤﻨﻪ ﻨﺴﺒﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺸﺎﺌﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﻤﻌﻴﻥ ﻗﺎﻤﺕ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﺩ ﻗﺎﻤﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﺍﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻹﻨﺸﺎﺌﻴﺔ ﻟﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻ ﻨﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺩﺍﻭﺭ
. ﺨﻼﻟﻬﺎ٢٣ ﻤﺎﺩﺍﻤﺕ ﺍﻹﻫﺎﻨﺔ ﺘﺘﺭﺍﺀﻯ ﻟﻠﻤﻁﻠﻊ ﺨﻠﻑ ﺴﺘﺎﺭﻫﺎ ﻭﺘﺴﺘﺸﻌﺭﻫﺎ ﺍﻷﻨﻔﺱ ﻤﻥ
٢٣ﻧﻘﺾ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﺟﻠﺴﺔ ١٩٣٣/٢/٢٧ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺟﺰﺀ ٣ﺑﻨﺪ ﺭﻗﻢ ٩٦ﺹ – ١٤٦ﻣﺸﺎﺭ ﺃﺗﻠﻴﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ
ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﺎﺭ /ﺷﺮﻳﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺹ . ٢١
٢١
ﻜﻤﺎ ﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﺎ ﺃﺨﺭ " ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﻌﻔﻰ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﻠﺘﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﻴﻅﻥ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺨﻔﻰ ﻤﺭﺍﺩﻩ ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺯﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺇﻻ
٢٤. ﻅﻬﻭﺭﺍ ﻭﺘﻭﻜﻴﺩﺍ
ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺁﻥ " ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺒﻭﺏ ﻤﻌﻴﻨﺎ ﺘﻌﻴﻴﻨﺎ ﻻ ﻤﺤل
. "٢٥ ﻟﻠﺸﻙ ﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺘﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ
ﻭﻤﻔﺎﺩ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﻔﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﻼﺒﺴﺎﺕ ﻭﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻭﻫﻰ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل
ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭﺍﻗﻊ ﺇﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﺒﻜل ﻁﺭﻕ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ .
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺃﻨﻪ " ﻴﻜﻔﻲ ﻟﻭﺠﻭﺩ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺘﻪ ﻤﻭﺠﻬﺔ
ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﻴﺴﻬل ﻤﻌﻬﺎ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﺫﻑ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺘﺩﺭﻙ ﻤﻥ
ﻓﺤﻭﻯ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻤﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺒﻪ ﺃﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺠﻪ ﺒﻐﻴﺭ ﺘﻜﻠﻑ ﺃﻭ ﻋﻨﺎﺀ ﻜﺒﻴﺭ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ
ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ ﺤﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺨﻠﻭ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺸﺨﺹ
ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ"٢٦.
ﻭﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺒﺄﻨﻪ " ﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻴﺠﺏ ﺤﻤل ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺭﺴﻭﻡ
ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎل ﻜﻠﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﻪ ﺩﻓﻌﻪ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻼ ﻴﺼﺢ ﺘﺠﺯﺌﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺃﻭ
ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺠﺯﺀﹰﺍ ﻤﻨﻪ ﻤﺎﺴﺎ ﺒﺄﺤﺩ ﻤﻊ ﺼﺭﻑ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻥ ﺒﺎﻗﻴﻪ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﺒﻪ ﻜﻜل
ﻭﺍﻨﻪ ﺇﺫ ﺍﺸﺘﻤل ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺇﺤﺩﺍﻫﻤﺎ ﺴﻴﺊ ﻭﺍﻷﺨﺭ ﻤﺒﺎﺡ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺃﻥ
ﺘﻭﺍﺯﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻤﺭﻴﻥ ﻤﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﻼ ﺘﺭﺠﺢ ﺃﺤﺩﻫﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺭ ﺒﻐﻴﺭ ﺩﻟﻴل
ﻴﺭﺠﺤﻪ" ٢٧.
٢٢
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻋﺎﺩﻴﺔ ﻓﺴﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻁﺒﻘﺎ ﻟﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ
ﻤﻌﻨﻰ ﺃﺨﺭ ،ﻓﺎﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺎﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺴﻭﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﺼﻁﻼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺭًﻑ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﻫﻲ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺩ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻊ ﻤﻼﺤﻅﺔ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﻴﻥ ﻟﻠﻤﺘﻬﻡ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻤﻥ
ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻌﺭﻑ ﻨﺸﺭ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﻭﻴﺠﺏ ﺍﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ
ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﺠﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺸﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ .
ﻭﻗﺩ ﻴﻠﺠﺎ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺭﺒﺎﺏ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻴﺽ ﻭﻫﻰ ﺤﻴل ﺒﻴﺎﻨﻴﺔ
ﻟﺘﻘﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻭ ﻟﻠﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻭﺃﻫﻤﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺎﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ﻭﻫﻰ ﻨﻘﻴﺽ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﻭﻫﻰ ﻋﻨﺩ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﻴﻴﻥ " ﺃﻥ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻓﻼ ﻴﺫﻜﺭﻩ ﺒﺎﻟﻠﻔﻅ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻟﻜﻥ
ﻴﺠﺊ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﻭ ﺘﺎﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺭﺁﺩﻓﺔ ﻓﻴﻭﻤﺊ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻴﻪ " ،ﻜﻤﺎ ﻟﻭ ﻗﺎل ﻋﻥ ﺸﺨﺹ ﺍﻨﻪ
ﻁﻭﻴل ﺍﻟﻴﺩ ﺃﻭ ﻤﻜﺴﻭﺭ ﺍﻟﻌﻴﻥ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﻤﻭﺼﻭﻑ ﻜﻠﻔﻅﺔ ﺍﻟﺭﺠﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻻﺕ
ﺃﺤﺩ ﻜﺒﺎﺭﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ١٩٢٩ﻭﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﺠﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﻥ ﻨﺴﺒﺔ ﺃﻱ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﻤﺭ ﻷﺨﺭ ﺃﻭ ﻨﻔﻴﻪ ﻜﻘﻭل " ﺍﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﺎل ﻤﺎ ﺍﻜﺘﺴﺏ ﻤﻥ
ﺤﻠﻪ " ﺘﻜﻨﻰ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻗﺩ ﻜﺴﺏ ﻤﺎﻟﻪ ﻤﻥ ﺤﺭﺍﻡ .
ﻭﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺽ ﻭﻫﻭ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻨﺎﻴﺔ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻨﻰ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺒﺸﻲﺀ ﻭﻻ ﻴﺼﺭﺡ ،ﻟﻴﺄﺨﺫﻩ ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ
ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻨﻪ ﻜﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﻟﺸﺨﺹ " ﻤﺎ ﺃﺒﻰ ﻓﺎﺠﺭ " ،ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻤﺎ ﺘﻘﻊ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﺔ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﺎﻟﻜﺘﺎﺏ ﻴﺨﺎﻓﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻓﻴﻠﺠﺌﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﺽ ﺒﺩل
ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﻭﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻗﻀﻴﺔ ﺤﻜﻤﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﻭﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺴﻨﺔ ١٩٣٩ﻗﺎﻟﺕ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ
ﻟﻬﺎ ﺸﻬﻴﺭ " ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻴﺼﺭﺡ ﻓﻴﻪ ﻤﺅﻟﻔﻪ ﺒﺎﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻭﺭﺌﻴﺱ
ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻓﻲ ﻭﺜﺎﺌﻕ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﻗﺩﻤﺎﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻗﺩ ﺍﻋﺘﺩﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻭﺘﻬﺠﻤﺎ
ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﻟﻡ ﻴﺭﻋﻴﺎ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻥ ﻤﺩﺒﺭﻱ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﻴﻨﺴﺒﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺠﻼﻟﺘﻪ ﺍﻨﻪ ﻫﻭ
ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻗﺎل ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺓ ،ﻭﺍﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﻗﺎﻟﺔ ﻜﺎﻥ ﺘﻌﺒﻴﺭﺍ ﺸﺨﺼﻴﺎ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻬﺎ ،ﻭﺍﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺩﻴﻭﺍﻥ
ﻴﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺘﺴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ،ﻭﺍﻥ ﺍﻻﻨﻘﻼﺏ ﻗﺩ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻜﺒﺭﻯ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﻌﺭﺵ ﻓﺯﺝ
ﺒﺠﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻤﺘﻌﻤﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﺯﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﻭﺍﻥ ﺇﻗﺎﻟﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﻤﺩﺒﺭﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻬﺩ …ﺍﻟﺦ ﻭﺇﺭﺴﺎل ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﺭﺴﺎﻻ ﺘﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺜﺎﺌﻕ
ﻭﺃﺨﺒﺎﺭ ﻻ ﺘﺤﺘﻤل ﻋﺒﺎﺭﺍﺘﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺍﻤﻲ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﻘﺫﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻴﺎﻫﺎ ﻤﻊ ﺘﺭﺩﻴﺩﻩ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﻠﻙ
ﻓﻲ ﻜل ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻤﺎﻫﺎ ﺠﺭﺍﺌﻡ ،ﻤﻊ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻔﻴﺩ ﺘﺒﺎﻋﺩ ﺠﻼﻟﺘﻪ ﻋﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺯﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻭﺼﻭﺭﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻬﺠﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺘﻁﺎﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺴﻴﻪ ﻭﺤﻘﻭﻗﻪ،ﻫﺫﺍ
٢٣
ﺍﻹﺭﺴﺎل ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻓﻴﻪ ﺘﻌﻤﺩ ﺘﺼﻭﻴﺭ ﺠﻼﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺍﻟﺠﺴﻴﻡ
ﻤﻊ ﺘﻜﺭﺭﻩ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻗﺎﺒل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﺒﺴﻜﻭﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺒل ،ﻭﻫﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺨﻑ ﺍﻟﺼﻭﺭﺘﻴﻥ ﻓﻴﻪ ﻤﺴﺎﺱ
ﺒﺸﺨﺼﻪ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻭﻤﺘﻰ ﺘﻘﺭﺭ ﺫﻟﻙ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺎﻋﻥ ﻗﺼﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻴﺭﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺠﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ
ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻤﺎ ﺭﻤﻰ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﻤﺎﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺘﺘﻭﻓﺭ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﺒﺠﻤﻴﻊ ﺃﺭﻜﺎﻨﻬﺎ " .
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻴﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻠﺠﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ -:
• ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺒﺎﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻹﺒﺩﺍل ،ﻭﻫﻭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺒﺼﻔﺎﺕ ﻭﻨﻌﻭﺕ ﺘﻌﻴﻴﻨﻪ
ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺼﺭﺡ ﺒﻪ .
• ﺘﺠﺎﻫل ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﻭﻫﻭ ﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﻋﻤﺎ ﻴﻌﻠﻡ ﺴﺅﺍل ﻤﻥ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﻭﻓﺎﺌﺩﺘﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﺩﺤﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺫﻤﺎ ﺘﻌﻅﻴﻤﺎ ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻴﺭﺍ ،ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻭﻫﻭ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻻ ﻟﻴﺼل
ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻤﺭ ﻴﺠﻬﻠﻪ ﺒل ﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺘﺒﻜﻴﺕ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺏ .
• ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻡ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﻓﺭﻀﺎ ﻤﺤﺎﻻ ﺜﻡ ﻴﺴﻠﻡ ﺒﻭﻗﻭﻋﻪ ﺘﺴﻠﻴﻤﺎ ﺠﺩﻟﻴﺎ ،ﻴﺩل ﻋﻠﻰ
ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﻭﻗﻭﻋﻪ ﺃﻭ ﺘﻘﺩﻴﺭ ﻭﻗﻭﻋﻪ .
• ﺍﻟﺘﻐﺎﻀﻲ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﺘﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﻀﺭﺏ ﺼﻔﺤﺎ ﻋﻥ ﺃﻤﺭ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻴﺫﻜﺭﻩ
ﻜﻘﻭل ﺍﻟﻘﺎﺌل ) ﺩﻋﻙ ﻤﻥ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺒﻪ ﻭﻤﺨﺎ ﺯﻴﻪ ﻓﻬﺫﺍ ﺸﺎﻨﻪ ﻫﻭ ﻻ ﻴﻬﻡ
ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﺃﻭ ﻗﻠﻴل ﻭﻟﺘﺄﺨﺫﻩ ﺒﻤﺎ ﺍ ﺴﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ(.
• ﺍﻻﻜﺘﻔﺎﺀ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﻨﻘﻁﻊ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﺴﺘﺩل ﺍﻟﺴﺎﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﻭﺭﺍﺀ ﻗﻭﻟﻪ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻋﻅﻡ ﻜﻘﻭل ﺍﻟﻘﺎﺌل ﺃﺒﻭ ﻓﻼﻥ ﻭﺍﺨﻭﺘﻪ ﺍﻓﻀل ﻭﻟﻜﻨﻪ …… ،.ﻓﺠﻤﻠﺔ
ﺘﺘﺭﻙ ﻨﺎﻗﺼﺔ ﻋﻤﺩﺍ ﻭﻓﻰ ﺃﺨﺭﻫﺎ ﻨﻘﻁ ﻗﺩ ﺘﺼﺒﺢ ﻤﻊ ﺒﺭﺍﺀﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺸﺎﺌﻨﺔ ﺃﻭ ﻤﻬﻴﺠﺔ
ﻨﺎﻁﻘﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻤﺩ.
• ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺢ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﻴﺸﻴﺭ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﻓﻲ ﻜﻼﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺔ ﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺃﻭ ﻨﻜﺘﺔ ﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﺒﻴﺕ
ﻤﺘﻭﺍﺘﺭ ﺃﻭ ﻤﺜل ﺴﺎﺌﺭ ﻜﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻥ ﺴﻴﺩﺓ ﻤﺘﺯﻭﺠﺔ " ﻭﻫﻜﺫﺍ ﺨﺘﻤﺕ ﺩﻟﻴﻠﻪ
ﺤﻴﺎﺘﻬﺎ " ﻴﺸﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺔ ﺩﻟﻴﻠﻪ ﻭﺸﻤﺸﻭﻥ ﻭﺨﻴﺎﻨﺘﻬﺎ ﻟﺸﻤﺸﻭﻥ .
• ﺍﻟﺘﻬﻜﻡ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻬﺯﺅ ﻭﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ ﻓﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻡ ﺒﻠﻔﻅﻪ ﺍﻹﺠﻼل ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ ﻭﺍﻟﺒﺸﺎﺭﺓ
ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻹﻨﺫﺍﺭ ﻭﺍﻟﻭﻋﺩ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﻭﻋﻴﺩ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﻭﺒﺎﻁﻨﻪ ﺍﻟﻘﺩﺡ .
٢٤
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﻻ ﺘﺨﻔﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻻ ﺘﻌﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴل ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻭﻻ
ﺘﻨﺠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﻗﺩ ﻗﺎﻟﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻓﻲ ٢٧ﻓﺒﺭﺍﻴﺭ ﺴﻨﺔ ١٩٣٣ﺒﺎﻥ " ﺍﻟﻤﺩﺍﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ
ﺍﻹﻨﺸﺎﺌﻴﺔ ﺒﻔﻜﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﺍﺭ ﻤﻥ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻ ﻨﻔﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺩﺍﻭﺭ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﺍﻹﻫﺎﻨﺔ ﺃﺘﺭﺍﺌﻲ ﻟﻠﻤﻁﻠﻊ ﺨﻠﻑ
ﺴﺘﺎﺭﻫﺎ ﻭﺘﺴﺘﺸﻌﺭﻫﺎ ﺍﻷﻨﻔﺱ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ .ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺩﺍﻭﺭ ﻤﺨﺒﺜﺔ ﺃﺨﻼﻗﻴﺔ ﺸﺭﻫﺎ ﺃﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺸﺭ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﺤﺔ ﻓﻬﻲ ﺃﺤﺭﻯ ﺒﺘﺭﺘﻴﺏ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ " ،ﻭﻗﻀﺕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ١٩٣٣/٤/٢٤ﻭﻗﺎﻟﺕ
" ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻟﻤﻠﺘﻭﻴﺔ ﻗﺩ ﻴﻅﻥ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺨﻔﻰ ﻤﺭﺍﺩﻩ ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺯﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻨﻔﺱ
ﺍﻟﻘﺭﺍﺀ ﺇﻻ ﻅﻬﻭﺭﺍ ﻭﺘﻭﻜﻴﺩﺍ " ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺃﺼﺩﺭﺘﻪ ﻓﻲ ١٩٣٣/١٢/١١ﻗﺎﻟﺕ ﻓﻴﻪ "
ﻟﻴﺱ ﻟﻠﻘﺎﺫﻑ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﻠل ﺒﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﻋﻘﺩ ﻤﻥ ﺍﺠﻠﻪ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺏ ﺃﺴﺌﻠﺔ ﻭﺍﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﻌﻠﻡ
ﺃﻥ ﺍﻷﺴﺌﻠﺔ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺇﺫﺍ ﻻ ﻋﺒﺭﺓ ﺒﺎﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺼﺎﻍ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻓﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻨﻪ ﻴﺭﻴﺩ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﺃﻤﺭ ﺸﺎﺌﻥ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﻓﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﻴﻜﻭﻥ
ﻤﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻟﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺼﻴﻎ ﻓﻴﻪ " ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺤﻜﻡ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ
٢٨
. ١٩٣٩/١٢/٢٥
.٢-٢ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭ.
ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﻴﻘﺎﺒل ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻴﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﻫﻭ ﻁﺭﻴﻕ ﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ﺴﺎﺌﻐﺔ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ
ﺒﺎﻟﺭﺴﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺭ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺫﻫﻥ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻋﺎﺒﺔ ﻭﻤﺎ ﺘﺴﺘﻠﺯﻤﻪ ﺍﻟﺩﻋﺎﺒﺔ ﻤﻥ
ﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﺘﺤﻴﻁ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺒﺈﻁﺎﺭ ﻓﻜﻪ ﻴﺒﺭﺯﻩ ﻭﻴﺸﻭﻕ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻭﻴﺠﺘﺫﺏ ﻨﻅﺭﻩ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭ ﺘﺤل ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻤﺤل ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺘﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﻭﺭﺍﺌﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻨﻘﺩ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﺃﻭ
ﻤﺩﺡ ﺃﻭ ﺫﻡ ﺃﻭ ﺘﺤﺭﻴﺽ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻲ ﻭﻴﺘﺄﻟﻑ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭﻱ ﻤﻥ ﻋﻨﺼﺭﻴﻥ :
ﺍﻟﻌﻨﺼﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻴﺩﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻡ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻴﻪ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺩ ﻴﺸﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ
ﻴﻀﻴﻔﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻓﺈﺫﺍ ﺼﻭﺭ ﻤﺜﻼ ﻭﺯﻴﺭﺍ ﺒﻌﺩ ﺍﺴﺘﺠﻭﺍﺏ ﺒﺭﻟﻤﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺭﺠل ﻤﻤﺯﻕ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ
ﺘﻐﻁﻰ ﻭﺠﻬﻪ ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ ﻭﻴﺘﻭﻜﺄ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺎﺯ ﻭﻜﺘﺏ ﺘﺤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺭ ﻓﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ
ﺘﻔﻴﺩ ﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻗﺭﻴﺏ ﻅﺎﻫﺭ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﺇﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻼﺒﺱ ﺍﻟﻤﻤﺯﻗﺔ
ﻭﺠﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﻤﻨﻅﺭ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻤﺤﻁﻡ ﺠﺴﻤﺎﻨﻴﺎ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻻ ﻴﻘﺼﺩﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻡ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﻭﻻ ﻴﻘﻑ ﻋﻨﺩﻩ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﻷﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﺩﻴﻘﻪ ﻭﻻ ﻴﺘﺼﻭﺭ ﺍﻨﻪ ﻴﻤﺜل ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺤﺎل ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﺠﺴﻡ
٢٥
ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﺒﺱ ،ﻭﻟﻠﺼﻭﺭﺓ ﻤﻌﻨﻰ ﺃﺨﺭ ﺍﺒﻌﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻪ
ﺘﻌﺒﻴﺭﺍ ﻗﻭﻴﺎ ﺠﺫﺍﺒﺎ ﻟﻴﻨﻘﻠﻪ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﻗﺩ ﻫﺯﻡ ﻫﺯﻴﻤﺔ ﻤﻨﻜﺭﺓ ﻭﺨﺭﺝ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻜﺔ ﻤﻀﻌﻀﻌﺎ ﺃﺩﺒﻴﺎ ﻭﺴﻴﺎﺴﻴﺎ ﻭﺍﺼﺒﺢ ﺤﺎﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻜﺤﺎل ﺍﻟﻤﺜﺨﻥ
ﺒﺎﻟﺠﺭﺍﺡ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻘﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺯﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻨﺯﻟﺕ ﺒﻪ ﻗﺩ ﻓﻘﺩ ﻜل ﺸﺊ .
ﻭﻻ ﻴﺤﺎﺴﺏ ﺍﻟﺭﺴﺎﻡ ﻜﻘﺎﻋﺩﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﻌﺎﻗﺒﺎ ﻋﻠﻴﻪ .ﻋﻠﻰ
ﺍﻨﻪ ﻴﺤﺎﺴﺏ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﺇﺫﺍ ﺨﺭﺝ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻟﻠﺩﻋﺎﺒﺔ ﺒﺎﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ
ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺸﺎﺌﻨﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺘﻠﻔﺕ ﻟﺒﺸﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭﻗﺒﺤﺎ ﻭﻤﺠﺎﻓﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﺫﻭﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻋﻥ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻨﻪ ﻗﺩ ﺍﺨﺘﻴﺭ ﻋﻥ ﻋﻤﺩ ﻭﻗﺼﺩ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ
ﻭﺍﻟﺯﺭﺍﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ .
ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺸﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭ ﺃﻥ ﺼﺤﻔﻴﺎ ﺭﺴﻡ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﻭﺩ ﻓﻲ
ﺼﻭﺭﺓ ﺠﻨﺩﻱ ﻭﺍﻗﻑ ﺨﻠﻑ ﻋﺎﻤل ﻤﺼﺭﻱ ﻤﻥ ﻋﻤﺎﻻ ﺤﺩﻱ ﺍﻟﺸﺭﻜﺎﺕ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻘﺒﺽ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻴﺩﻴﻪ ﻋﻠﻰ
ﻜﺘﻔﻪ ﻭﻴﺭﻓﻊ ﺒﺎﻷﺨﺭﻯ ﻫﺭﺍﻩ ﻓﻭﻕ " ﺭﺍﺱ ﺍﻟﻌﺎﻤل " ،ﻭﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺭﺠل ﺃﻭﺭﻭﺒﻲ ﻗﺩ ﺍﻏﻤﺩ ﺨﻨﺠﺭﺍ
ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﻭﺍﻟﺩﻡ ﻴﺘﻔﺠﺭ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻜﺘﺏ ﺘﺤﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺘﻔﻴﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤل ﺍﺴﺘﻨﺠﺩ ﺒﻬﺫﺍ
ﺍﻟﺠﻨﺩﻱ ﻓﺒﺩﻻ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﺠﺩﻩ ﺴﺒﻪ ﻭﺴﺎﻗﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺱ ﻻﻥ ﺩﻤﻪ ﻟﻭﺙ ﻤﻼﺒﺱ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ ،ﻭﻨﺸﺭ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻜﺫﻟﻙ ﺼﻭﺭﺓ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻤﺜل ﺃﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﻭﻗﺩ ﺭﺒﻁﺕ ﺃﻋﻨﺎﻗﻬﻡ ﺒﺤﺒل
ﻓﻲ ﺃﺨﺭﻩ ﺤﺠﺭ ﺜﻘﻴل ﻭﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻴﺭﻜﻠﻬﻡ ﺒﻘﺩﻤﻪ ﻭﻴﻘﺫﻑ ﺒﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﻭﻴﺔ ،ﻭﺠﻌل ﻋﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ
" ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺒﻴﻥ ﻋﺎﻤﻴﻥ " ،ﻭﻗﺩﻤﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﻤﺼﺭ ﻤﺘﻬﻤﺔ ﺇﻴﺎﻩ ﺒﺄﻨﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻗﺫﻑ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺇﺫ ﺍﺴﻨﺩ ﺃﻟﻴﻪ ﺍﻨﻪ ﺃﻫﻤل ﺤﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﻴﻥ
ﺇﺭﻀﺎﺀ ﻟﻸﺠﺎﻨﺏ ،ﻭﻷﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻫﺎﻥ ﻫﻴﺌﺔ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ،ﻭﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ
ﺒﺒﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ،ﻭﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻓﻲ ﺘﺒﺭﺌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻔﻬﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻨﻪ ﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺘﻴﻥ
ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻭ ﻭﺤﺩﻩ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ﻭﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ " ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺘﻤﺜل ﺤﻜﻭﻤﺔ
ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻻ ﺸﺨﺹ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻭﻫﻰ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺭﻤﺯ ﻟﻠﺠﺴﻡ ﺒﺄﻫﻡ ﻋﻀﻭ ﻓﻴﻪ ﻜﻤﺎ ﻴﺅﻴﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻬﺭﺍﻭﺓ ﻤﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻭﺭ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ
ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺭﺃﺴﻬﺎ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺃﻱ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺓ ،ﻭﺍﻥ ﺍﻹﻫﻤﺎل ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺼﺩ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺘﺼﻭﻴﺭﻩ
ﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﻴﺘﻴﺴﺭ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺭﺴﻡ ﺇﻻ ﺒﺄﻓﻌﺎل ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻜﺎﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺘﻰ
ﻅﻬﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺘﺼﻭﻴﺭﺍ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻹﻫﻤﺎل ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﺜﺭ ﻀﺎﺭ ﺒﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻪ
ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺼﺤﺘﻪ ﻓﻲ ﻀﻤﻴﺭﻩ ،ﻭﻷﻨﻪ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﻟﻔﻴﻔﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎل ﻗﺼﺩﻭﺍ ﻤﺭﺍﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﺇﻟﻰ
٢٦
ﻭﺯﺍﺭﺘﻲ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻷﺸﻐﺎل ﻭﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻤل ﻟﺭﻓﻊ ﺸﻜﺎﻴﺘﻬﻡ ﻓﻠﻡ ﻴﻔﻭﺯﻭﺍ ﺒﺴﻤﻴﻊ ﺃﻭ ﻤﺠﻴﺏ ﻭﺍﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﻋﻭﺩﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺓ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻷﺸﻐﺎل ،ﺍﻋﺘﺭﻀﻬﻡ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺱ ﻭﻓﺭﻗﻭﻫﻡ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ
ﻭﺒﺎﻟﻀﺭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﻙ ﺒﺒﻌﻀﻬﻡ ﺍﺜﺭ ﺠﺭﻭﺡ ﻭﺍﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻗﺩ ﺤﺩﺜﺕ ﻗﺒل ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻻ
ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻭﻨﺸﺭﻫﺎ ﻟﻴﺱ ﺇﻻ ﻨﻘﺩﺍ ﻤﺒﺎﺤﺎ ﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﻓﻲ ﻀﻤﻴﺭﻩ ﺼﺤﺘﻪ ﻭﻗﺩﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺘﻘﺩﻴﺭﺍ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﻘﺼﺩ ﻤﻨﻪ ﺇﻻ ﺨﺩﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺒﺎﻋﺙ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻻ ﺒﺒﺎﻋﺙ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ،ﻭﺃﻀﺎﻓﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻴﺴﺕ
ﺇﻻ ﺍﻀﻬﺎﺭﺍ ﻟﻠﺒﻐﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺎﻟﺞ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻭﺭﺠﺎل ﺤﺯﺒﻪ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺓ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺒﻐﺽ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ
ﺇﻫﺎﻨﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺒﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺯﺭﺍﻴﺔ ﺒﺎﻟﻜﺭﺍﻤﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﻑ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺅﺩﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻌل ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ"
.
ﻭﻗﺩ ﻁﻌﻨﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻓﺭﻓﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻁﻌﻨﻬﺎ ﻭﺃﻗﺭﺕ ﻓﻬﻡ
ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻟﻠﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻗﺎﻟﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻭﻫﻭ ﻴﺭﻴﺩﻭﻥ
ﺒﻠﻭﻍ ﻗﻤﺔ ﺸﺎﻫﻘﺔ ﻓﻠﻡ ﻴﺒﻠﻐﻭﻫﺎ ﻻﻥ ﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻻ ﻴﺭﻴﺩﻫﻡ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ
ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﻭﺭ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﻴﺤل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﻭﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﻟﻴﺱ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﻟﻠﻭﺯﺭﺍﺀ ﻭﻻ ﺨﺩﺸﺎ ﻟﺸﺭﻓﻬﻡ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻬﻡ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺘﻅﻤﻬﻡ ﻓﻠﻴﺴﺕ ﺍﻟﺤﺒل ﺍﻟﺫﻱ
. ٢٩ ﻴﺸﺩﻭﻥ ﺃﻟﻴﻪ ﻜﻤﺎ ﻓﻬﻤﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻰ ﺍﻟﺭﺍﺒﻁﺔ ﺘﺠﻤﻌﻬﻡ ﻋﻨﺩ ﺘﺨﻠﻴﻬﻡ ﺠﻠﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ"
ﻭﻓﻰ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺨﺭﻱ ﻜﺎﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺼﺤﻑ ،ﻗﺩ ﻨﺸﺭ ﺼﻭﺭﺓ ﺘﻤﺜل ﻭﺠﻪ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ
ﻋﻠﻰ ﺠﺴﻡ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﺎﺭﻴﺔ ﺃﻻ ﻤﻥ ﻏﻼﻟﺔ ﺸﻔﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﺸﺎﺌﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﻭﻜﺘﺏ
ﺘﺤﺘﻬﺎ "ﺍﻟﺭﻗﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﻟﻡ" ﻗﺩ ﻗﺩﻤﺘﻪ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﻤﺼﺭ ﻤﺘﻬﻤﺔ ﺇﻴﺎﻩ ﺒﺄﻨﻪ ﺴﺏ ﺭﺌﻴﺱ
ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻭﻗﻀﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﻤﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﻭﺤﺎﺴﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻟﻠﺼﻭﺭﺓ ﻟﺸﻨﺎﻋﺘﻪ ﻭﻗﺒﺤﻪ
ﻭﻗﺎﻟﺕ " ﻭﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻪ ﻻ ﻨﺯﺍﻉ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭﻱ ﻗﺩ ﺍﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻴﺎﺕ ﻟﻜل ﺼﺤﺎﻓﺔ
ﻤﺤﺘﺭﻤﺔ ﻭﺍﻟﻐﺭﺽ ﻤﻨﻪ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﻴﻔﻬﻡ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﻪ ﺃﻟﻴﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺒﺭﺯﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺤﻴﻭﺍﻥ ﻤﻌﻴﻥ ﻓﻘﺩ ﻴﻘﺼﺩ ﺇﺒﺭﺍﺯ ﺘﺼﺭﻓﻪ
ﺃﻭ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻋﻤل ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﻜﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺒﺎﻟﻲ ﺒﺨﺼﻤﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﺠﺎﺀﺕ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻓﻲ
ﻭﻀﻊ ﻤﺨﺠل ﻤﻌﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﺴﻡ ﺍﻟﺯﻋﻴﻡ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﺎﺭﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﻼ ﺸﻙ ﺨﺭﻭﺠﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻥ
٢٩ﺭﺍﺟﻊ ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ١٩ﻣﺎﺭﺱ ﺳﻨﺔ ١٩٣٤ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺟﻨﺎﻳﺎﺕ ﻣﺼﺮ – ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺝ ٣ﻉ ٢٢٤
ﺹ ٢٩٧ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ .
٢٧
ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭﻱ ﻤﺘﻰ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻫﻭ ﻟﺩﻭﻟﺔ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ....ﺒﺎﺸﺎ،
ﺘﻌﻴﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻤﺩﻟﻭﻟﻬﺎ ﻭﻫل ﻫﻰ ﺘﻤﺜل ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﺩﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺘﺒﻌﺘﻬﺎ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺭﻑ
ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺯﺩﻭﺝ ﻭﻫﻭ ﺴﺏ ﺩﻭﻟﺘﻪ ،ﺒﺈﺒﺭﺍﺯﻩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺠﻠﺔ ﺍﻟﺫﺭﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻁﻌﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺎﺴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺭﺩﺩ ﻭﻋﺩﻡ ﺇﺭﻀﺎﺀ ﺍﻟﺨﺼﻭﻡ ﻭﺍﻷﻨﺼﺎﺭ،
ﻭﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺘﺒﺭﺯ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﺎﺭﻴﺔ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻼﺒﺱ ﻭﺘﺒﺭﺯ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺠﺴﻤﻬﺎ ﻭﻫﻰ
ﺘﺘﻤﺎﻴل ﺭﻗﺼﺎ ،ﻭﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻋﺙ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻨﺘﻘﺎﺩ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺴﺒﺎ
ﻟﺩﻭﻟﺘﻪ ﺒﺈﺒﺭﺍﺯﻩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺠﻠﺔ ﺍﻟﺫﺭﻴﺔ … .ﻭﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻤﺘﻭﻓﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻭﺭﺓ ﻷﻨﻬﺎ
ﺘﺤﻤل ﻓﻲ ﻁﻴﺎﺘﻬﺎ ﺴﺏ ﺩﻭﻟﺔ …ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ " .٣٠
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭ ﺘﻀﻴﻕ ﺠﺩﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻻﻥ ﻜﺭﺍﻤﺔ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺴﻤﻌﺘﻬﻡ ﻴﺤﺭﺠﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭﻱ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻤﻀﺤﻜﺔ ﻓﻼ ﻴﺘﺤﻤل ﺃﺤﺩ ﺃﻥ
ﻴﺭﻯ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻤﺜﻼ ﻤﺭﺴﻭﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭﻴﺔ .
ﻜﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺒﺎﺡ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﻓﻲ
ﺤﻘﻬﻡ ﻜﺎﻟﻤﻠﻭﻙ ﻻﻥ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﺔ ﺘﻭﻗﻴﺭ ،ﻭﻗﻠﺔ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﺭ ﺘﻜﻔﻰ ﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻴﺏ
ﻭﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻉ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﻤﻴﺔ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻟﻠﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻭﺭﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﺘﺤﻤل ﻤﻥ
ﺩﻋﺎﺒﺔ ﻓﺎﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﺜﺎﻨﻭﻴﺎ ﻤﺤﺘﻔﻅﺎ ﻟﻪ ﺒﺤﻘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﻗﻴﺭ ﻓﻼ ﺒﺎﺱ .ﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﺭﺴﻡ ﺼﻭﺭﺓ
ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺯﻋﻤﺎﺀ ﻤﺤﺭﻭﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﻤﻌﺭﻀﺎ ﻟﻨﺎﺭﻫﺎ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺘﻘﺭﻴﺏ ﻫﺫﺍ ﻭﺇﻗﺼﺎﺀ
ﺫﺍﻙ.٣١
ﻭﻓﻰ ﺩﻋﻭﻱ ﻁﺭﺤﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺘﺨﻠﺹ ﻭﻗﺎﺌﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻥ ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺤﺯﺏ ﺍﻟﺒﻌـﺙ ﻗﺎﻤـﺕ
ﺒﻨﺸﺭ ﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻴﺭ ﻟﻠﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻴﺎﺴﺭ ﻋﺭﻓﺎﺕ ﻭﻟﻠﻌﻠﻡ ﺍﻟﻭﻁﻨﻲ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻭﻟﻌﻠﻤﻲ ﺴﻭﺭﻴﺎ ﻭﻟﺒﻨـﺎﻥ
ﻭﺘﻀﻤﻨﺕ ﺍﻟﺭﺴﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺎﺌﺕ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﻭﺭﻕ ﺍﻟﻠﻌﺏ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟـﺴﻭﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻨﻴـﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻴﺔ ﻭﺼﻭﺭﻩ ﻤﻘﻠﻭﺒﺔ ﻟﻠﺭﺌﻴﺱ ﻴﺎﺴﺭ ﻋﺭﻓﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﻋﻠـﻰ ﻁﻭﻟـﻪ
ﻴﺠﻠﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺸﺨﺹ ﻴﺭﺘﺩﻯ ﺘﻘﻴﻪ )ﻜﻠﻭﺴﻴﻪ ( ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻨﻪ ﻴﻬﻭﺩﻱ ﻴﻠﻌﺏ ﺒﺎﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ" ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ
ﻨﺸﺭ ﻤﻘﺎﻟﻴﻥ ﺒﺎﻟﻌﺩﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ )ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﺒﻌﺙ ( ﻭ)ﺍﺴﺘﻠﻤﺕ ﺃﺠﺏ ( ﺘﻀﻤﻨﺕ ﻋﺒـﺎﺭﺍﺕ ﻤﻬﻴﻨـﺔ
ﻤﺜل "ﺍﻟﺫل ﻭﺍﻹﺫﻻل " ،ﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ " ﺃﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻋﻭﻱ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﺨﺎﻟﻔـﺔ ﻟـﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٤٠ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺤﻅﺭﺕ ﻨﺸﺭ ﻤﻘﺎﻻﺕ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ
30ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺟﻨﺎﻳﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ٦٨٠ﺍﻻﺯﺑﻜﻴﺔ ﺳﻨﺔ ٤٨ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ . ٤٨/٤/١٧
٣١ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ١٧٧
٢٨
ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺩﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺘﻌﻜﺭ ﺼﻼﺕ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺒﺎﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ﻤـﻥ ﺸـﺄﻨﻬﺎ ﺍﻹﺴـﺎﺀﺓ ﺒﺎﻟﻭﺤـﺩﺓ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ.ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﺠﺩﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻤﺤل ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺇﻫﺎﻨـﺔ ﻟﺘﻠـﻙ
ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺃﻋﻼﻤﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ " ﻤﻭﻗـﻑ ﺍﻟﺒﻌـﺙ " ﻴﺘـﻀﻤﻥ
ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﺜل ﺍﻟﺫل ﻭﺍﻹﺫﻻل ﻜﻭﺼﻑ ﻟﺒﻌﺽ ﻗﺎﺩﺓ ﺩﻭل ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﻴﺎﺴﺭ ﻋﺭﻓـﺎﺕ ﻤﻤـﺎ
ﻴﺸﻜل ﺇﻫﺎﻨﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﺭﺌﻴﺱ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ )ﻭﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ( ،ﻜﻤﺎ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻴﻀﹰﺎ ﻤﻥ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺭﺴـﻡ
ﻻ ﻟﻠﺸﻙ ﺒﺄﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ
ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﻠﻌﺏ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻓﻴﻪ ﻤﻤﺎ ﻻ ﻴﺩﻉ ﻤﺠﺎ ﹰ
ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﻟﻠﺭﺴﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺸﻜل ﺍﻟﺫﻱ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﻴﺘﺄﻜﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻫﻭ ﻋﻠـﻡ
ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻴﺔ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﻤﺎ ﺘﺠﺩﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻴﺸﻜل ﺘﺤﻘﻴﺭﹰﺍ ﻟﻠﻌﻠﻡ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﺃﻴـﻀﹰﺎ
ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﺭﺴﻭﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﻠﻌﺏ ﺍﻟﺸﺩﺓ .ﻭﻋﻠﻰ ﻀﺅ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻭﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺘﻘﺭﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﺩﺍﻨﺔ ﺍﻷﻅﻨﺎﺀ -ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﺭﺌﻴﺱ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ -ﺒﻤﺎ ﺃﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻬﻡ" ٣٢
ﻴﻌﺩ ﺍﻟﺩﻓﻊ ﺒﻌﺩﻡ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺭﻜﻥ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﻫﺎﻡ ﺠﺩﺍ ﻭﺍﻨﺘﻔﺎﺅﻩ ﻴﻌﻨﻲ ﻋﺩﻡ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺭﻜﻥ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺏ
.ﻭﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻨﺴﺒﺔ ﺃﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﺃﻤﺎ ﻤﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻭ ﻤﺤﺘﻘﺭﺍ ﻋﻨﺩ ﺃﻫل ﻭﻁﻨﻪ.
ﻓﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻹﺴﻨﺎﺩ ﻨﺴﺒﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺃﻭ ﺃﻤﺭ ﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﻤﺤﺩﺩ ﻭ ﻻ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻟﺘﺤﻘﻕ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ
ﺃﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﺒل ﻴﻜﻔﻲ ﻨﺴﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻤﺠﺭﺩ
- 32ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺭﻗﻢ ٣٧٩٤ﻟﺴﻨﺔ ١٩٩٥ﺻﺎﺩﺭ ﲜﻠﺴﺔ .١٩٩٨/٥/٣١ﻭﻟﻘﺪ ﻗﻀﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺑﺈﺩﺍﻧﺔ ﺍﻟﻈﻨﻴﻨﲔ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﳌﺪﻩ ٦ﺍﺷﻬﺮ ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻡ .ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﲣﻔﻴﻒ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﳌﺪﺓ ﺃﺳﺒﻮﻋﲔ
ﻼ ﺑﺄﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٤٠ﻓﻘﺮﺓ ﺃ ٧/ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ١٠٠ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻓﺘﻘﺮﺭ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﲝﻖ ﺍﻟﻈﻨﻴﻨﲔ ﳌﺪﺓ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺮﺳﻮﻡ .ﻭﻋﻤ ﹰ
٢٩
ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﻅﻥ ﺒﺼﺤﺘﻬﺎ ﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺒﻤﻌﻨﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻭ
ﺫﻜﺭ ﺨﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﻤﺠﺭﺩ ﺸﺎﺌﻌﺔ ﻤﻘﻁﻭﻉ ﺒﺼﺤﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﻁﻭﻉ ﺒﺼﺤﺘﻬﺎ ﻭ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﻟﺫﻟﻙ
ﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻨﻪ "ﻤﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺭﺓ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﺇﻨﻤﺎ ﺭﻤﻲ ﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺇﺴﻨﺎﺩ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﻬﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺩﻋﻴﺔ ﺒﺎﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻫﻲ ﺇﻨﻬﺎ ﺘﺸﺘﻐل ﺒﺎﻟﺠﺎﺴﻭﺴﻴﺔ ﻟﻤﺂﺭﺏ ﺨﺎﺼﺔ ﻭ
ﺘﺘﺼل ﺒﺨﺎﺌﻥ ﻴﺴﺘﻐل ﺯﻭﺠﺘﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺀ ﻭ ﺍﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﺘﺼﺎل ﻏﻴﺭ ﺸﺭﻴﻑ ﺒﺂﺨﺭﻴﻥ ﻓﺎﻥ ﺃﻴﺭﺍﺩ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺒﻤﺎ ﺍﺸﺘﻤﻠﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﻘﺫﻋﺔ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺒﺫﺍﺘﻪ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭ ﻻ
ﻴﻌﻔﻲ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺼﺤﻴﻔﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻨﻪ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺘﻜﺫﺏ ﻤﺎ
ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺃﻭ ﺘﺼﺤﺤﻬﺎ ﻓﺎﻥ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻭ ﻟﻭ ﺒﺼﻴﻐﺔ ﺘﺸﻜﻴﻜﻴﺔ ﻤﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ
ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻋﻘﻴﺩﺓ ﻭ ﻟﻭ ﻭﻗﺘﻴﺔ ﺃﻭ ﻅﻨﺎ ﺃﻭ ﺍﺤﺘﻤﺎﻻ ﻓﻲ ﺼﺤﺔ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﺎﺓ "٣٣ .
ﻓﻤﻥ ﻴﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﺍﻨﻪ ﺴﺭﻕ ﺃﻭ ﺯﻭﺭ ﺃﻡ ﺘﺨﺎﺒﺭ ﻤﻊ ﺩﻭﻟﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﻴﺭﺘﻜﺏ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻨﻪ
ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺼﺤﻴﺤﺎ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﻘﺎﺒﻪ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻤﻥ ﻴﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﺍﻨﻪ ﻴﻌﺎﺸﺭ ﺨﺎﺩﻤﺘﻪ
ﻴﻌﺩ ﻗﺎﺫﻓﺎ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﺔ ﺘﺤﻘﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺴﻁ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻫﻨﺎ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺫﺍﺘﻲ ﻭﻟﻴﺱ
ﻤﻭﻀﻭﻋﻲ .ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﻴﺸﻜل ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻥ ﺸﺨﺹ ﺭﺴﺏ ﻓﻲ ﺍﻻﻤﺘﺤﺎﻥ ﺃﻭ
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻤﻲ ﻻ ﻴﺤﺴﻥ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻻ ﻴﺘﻘﻥ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻓﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ ﻻ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺤﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﺎﻟﻌﺒﺭﺓ ﻫﻨﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﺩﺜﻪ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﺜﺭ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ
ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻻ ﻤﻥ ﺍﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ .
ﻋﻠﻲ ﺃﻨﻨﺎ ﻨﺤﺏ ﺃﻥ ﻨﺅﻜﺩ ﻤﺭﻩ ﺃﺨﺭﻯ ﺃﻨﻪ " ﻻ ﻋﺒﺭﺓ ﺒﺎﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺼﺎﻍ ﺒﻪ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻓﻤﺘﻰ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻤﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺃﻨﻪ ﻴﺭﻴﺩ ﺒﻬﺎ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﺃﻤﺭ ﺸﺎﺌﻥ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﺒﺤﻴﺙ ﻟﻭ ﺼﺢ
ﺫﻟﻙ ﺍﻷﻤﺭ ﻷﻭﺠﺏ ﻋﻘﺎﺏ ﻤﻥ ﺃﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﺍﺤﺘﻘﺎﺭﻩ ﻋﻨﺩ ﺃﻫل ﻭﻁﻨﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺴﺘﺤﻘﺎ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻟﺏ ﺃﻭ ﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﺼﻴﻎ ﺒﻪ ،ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﺒﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻬﻜﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﺩﺭ،
ﻗﺩﺤﺎ ﻓﻲ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﺩﺡ ،ﺘﺼﺭﻴﺤﺎ ﺃﻭ ﺘﻠﻤﻴﺤﺎ ﺃﻭ ﺘﻌﺭﻴﻀﺎ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺘﻭﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺠﺎﺯﺍ ،ﺼﺩﻗﺎ ﺃﻭ ﻜﺫﺒﺎ
ﺒﻁﺭﻴﻕ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻤﻨﺠﺯﺍ ﺃﻭ ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻁ ﻤﻤﻜﻥ ﺃﻭ ﻤﺴﺘﺤﻴل ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ٣٤" .
- ٣٣ﻧﻘﺾ ﺟﻨﺎﺋﻲ ١٩٥٠/١/١٦ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺱ ) (١ﺑﻨﺪ ﺭﻗﻢ ٨٣ﺹ ٢٥١ﻭ ﻧﻘﺾ ﺟﻨﺎﺋﻲ ١٩٣٣/٣/٣١ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺮﺑﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ
ﺹ ٧٢٧
٣٤ﺣﻜﻢ ﻧﻘﺾ ﺭﻗﻢ ١٩٣٣/١٢/١١ﰲ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﰲ ٢٥ﻋﺎﻣﺎ ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﺹ ٧٢٧ﻣﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺹ ٤٠
٣٠
ﺃﻱ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻠﺯﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﺒل ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺨﻠﺹ ﻀﻤﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﻪ
ﻤﺘﻲ ﺃﻤﻜﻥ ﻟﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ ﻴﻔﻬﻤﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻨﻪ ﻨﺴﺒﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺸﺎﺌﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ
ﻤﻌﻴﻥ ﻗﺎﻤﺕ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭ ﺤﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﻭﻋﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٨ﻓﻘﺭﻩ ١ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺭﺭ ﺃﻥ " ﺍﻟﺫﻡ ﻫﻭ
ﺇﺴﻨﺎﺩ ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﻤﺎ ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﺸﻙ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻨﺎل ﻤﻥ ﺸﺭﻓﻪ
ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻪ ،ﺃﻭ ﺘﻌﺭﻀﻪ ﺇﻟﻰ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺤﺘﻘﺎﺭﻫﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ
ﺃﻡ ﻻ " ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺘﻀﻤﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺘﻌﺭﻴﻔﺎ ﻟﻠﻘﺩﺡ ﺒﺄﻨﻪ " ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺃﻭ
ﺸﺭﻓﺔ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﺸﻙ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﻪ ".
ﻭﻨﺯﻭ ﹰﻻ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ،ﺫﻫﺒﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻡ ٩٧/١١٦١ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺠﻠﺴﺔ ١٩٩٨/٣/٢٢
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺫﻡ ﻭﺍﻟﻘﺫﻑ ﺃﻨﻬﺎ " ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﻟﻠﻤﻘﺫﻭﻑ ﻓﻲ
ﺤﻘﻪ ﺼﺤﻴﺤﻪ ﻭﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻋﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺨﺒﻴﺜﺎ ﺃﻭ ﺸﺭﻴﻔﺎ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ
ﺃﻋﻤﺎل ﻤﻭﻅﻑ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺸﺨﺹ ﺫﻱ ﺼﻔﻪ ﻨﻴﺎﺒﻴﺔ ﻋﺎﻤﻪ ﺃﻭ ﻤﻜﻠﻑ ﺒﺨﺩﻤﻪ ﻋﺎﻤﻪ ﻻ ﻴﺩﺨل ﺘﺤﺕ ﺤﻜﻡ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺒﺴﻼﻤﺔ ﻨﻴﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﻜﻥ
ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﻭﻤﻥ ﻗﻭﺍﺭﺹ ﺍﻟﻜﻠﻡ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻭﺍﻥ ﻫﺫﻩ ﺘﺄﺘﻰ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ."٣٥
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٨ﻓﻘﺭﻩ ١ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻤﻤﺎﺜﻼ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٠٢ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " ﻴﻌﺩ ﻗﺎﺫﻓﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺍﺴﻨﺩ ﻟﻐﻴﺭﻩ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻕ
ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ١٧١ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻤﻭﺭﺍ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﻷﻭﺠﺒﺕ ﻋﻘﺎﺏ ﻤﻥ ﺃﺴﻨﺩﺕ ﺇﻟﻴﻪ
ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﺫﻟﻙ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﻭﺠﺒﺕ ﺍﺤﺘﻘﺎﺭﻩ ﻋﻨﺩ ﺃﻫل ﻭﻁﻨﻪ " ،ﻜﻤﺎ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٠٦ﻤﻥ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ " ﻜل ﺴﺏ ﻻ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒل ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺒﺄﻱ ﻭﺠﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ ﺨﺩﺸﺎ ﻟﻠﺸﺭﻑ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ١٧١ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ
ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺴﻨﻪ …ﺍﻟﺦ ".
٣١
ﺤﻴﺙ ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ " ﻻ ﻋﺒﺭﺓ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﺇﺫ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻭﻜﻴﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅل ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻬﻜﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﺩﺭ ﻗﺩﺤﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺢ ﺘﺼﺭﻴﺤﺎ ﺃﻭ ﺘﻠﻤﻴﺤﺎ ﺃﻭ ﺘﻌﺭﻴﻀﺎ ،ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺘﻭﺭﻴﺔ،
ﺃﻭ ﻤﺠﺎﺯﺍ ،ﺼﺩﻗﺎ ﺃﻭ ﻜﺫﺒﺎ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ،ﻤﻨﺠﺯﺍ ﺃﻭ ﻤﻌﻠﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺸﺭﻁ ﻤﻤﻜﻥ ﺃﻭ
ﻤﺴﺘﺤﻴل ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ،ﻭﻴﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺘﻪ ﻤﻭﺠﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﻴﺴﻬل ﻤﻌﻬﺎ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ
٣٦
ﻤﻨﻬﺎ".
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺼﻴﺎﻏﺘﻪ ﺠﺎﺀ ﺍﻓﻀل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ " ﻭﻴﺴﺘﻁﺭﺩ ﻗﺎﺌﻼ "ﺍﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﺤﺘﻘﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺃﻫل ﻭﻁﻨﻪ ،ﺍﺴﺘﻌﻤل ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺤﺘﻘﺎﺭﻫﻡ ،ﻭﻤﺩﻟﻭل
ﺁﻫل ﻭﻁﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺃﺩﻕ ﻤﻥ ﻤﺩﻟﻭل ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻌﺭﻭﻓﺎ ﺇﻻ ﻟﺩﻱ ﻋﺩﺩ ﻤﺤﺩﻭﺩ ﻤﻥ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﻡ ﻤﻌﺎﺭﻓﻪ ﻤﻥ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﻭﺃﺼﺩﻗﺎﺀ ﻭﺯﻤﻼﺀ ﻭﻤﺠﺎﻭﺭﻴﻥ – ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻻ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺘﻌﻤل ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﺫﻡ ﺸﺨﺹ ﺃﻭ ﻗﺩﺤﻪ ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻴﺭﻩ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﺘﻲ ﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﺒﻴﻥ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗل ﺃﻡ ﻜﺜﺭ
٣٧
ﻭﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻋﻤﺎ ﺇﺫ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺃﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ".
ﻭﻤﺎ ﺍﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺴﻴﺎﺩﺘﻪ ﻴﺘﻔﻕ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻭ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﻤﻨﺫ ﻋﺎﻡ
١٩٣٠ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ " ﻴﻜﻔﻲ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻹﺴﻨﺎﺩ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺘﺤﻘﻴﺭ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﺩ ﻤﻥ
ﻴﺨﺎﻟﻁﻬﻡ ﻭﻴﻌﺎﺸﺭﻫﻡ ﻻ ﻋﻨﺩ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻫل ﻭﻁﻨﻪ ".٣٨
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ – ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭﻨﺎ -ﻗﺩ ﺸﺩﺩ ﻤﻥ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻓﻌل ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺤﻴﺙ ﺍﻨﻪ" ﺍﻜﺘﻔﻲ ﺒﺄﻥ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﺃﻱ ﻜﺭﻫﻪ ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﺅﺩﻴﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﺤﺘﻘﺎﺭﻩ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ" ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻭﺍﻓﻘﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻱ ﺃﻥ ﻜل ﺒﻐﺽ ﻻ ﻴﺅﺩﻱ
ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺤﺘﻘﺎﺭ ﻭﻫﻭ ﻗﻭل ﺼﺤﻴﺢ ﻓﺎﻟﺒﻐﺽ ﻭﺍﻻﺤﺘﻘﺎﺭ ﺸﻴﺌﻴﻥ ﻤﺘﻐﺎﻴﺭﻴﻥ ،ﻭﻟﻴﺴﺎ ﺸﻴﺌﹰﺎ ﻭﺍﺤﺩﹰﺍ .
ﻭﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻨﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻭﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻻ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺏ ﻭﺍﻟﻘﺫﻑ ﺇﻻ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ
ﻋﻠﻨﻴﺎ،ﻭﻗﺩ ﺠﻤﻌﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٧١ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﻤﺼﺭﻱ ﻜل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﺸﺘﺭﻁﺕ ﻟﻜﻲ ﺘﺩﺨل
ﺘﻠﻙ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﻡ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻋﻼﻨﻴﺔ ﻓﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ " ﻜل ﻤﻥ ﺃﻏﺭﻯ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﺃﻭ ﺍﻜﺜﺭ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺏ
ﺠﻨﺎﻴﺔ ﺃﻭ ﺠﻨﺤﺔ ﺒﻘﻭل ﺃﻭ ﺼﻴﺎﺡ ﺠﻬﺭ ﺒﻪ ﻋﻠﻨﺎ ﺃﻭ ﺒﻔﻌل ﺃﻭ ﺇﻴﻤﺎﺀ ﺼﺩﺭ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻨﺎ ﺃﻭ ﺒﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺭﺴﻭﻡ
ﺃﻭ ﺼﻭﺭ ﺸﻤﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺭﻤﻭﺯ ﺃﻭ ﺃﻴﺔ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﻼﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺄﻱ ﻭﺴﻴﻠﺔ
٣٦ﻧﻘﺾ ١٠ﺍﺑﺮﻳﻞ ١٩٣٠ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺍﻟﺴﻨﺔ – ٢ﻥ ٢٠ﺹ ،٩ﺍﻟﻘﺬﻑ ﻭﺍﻟﺴﺐ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ – ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺪﻳﺐ ﺹ. ٢٢
٣٧ﺩ .ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ – ﺷﺮﺡ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ – ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﺍﳊﺮﻳﺔ – ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ – ﺍﻷﺭﺩﻥ .٢٠٠٢
٣٨ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺪﻳﺐ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﻭﺍﻟﺴﺐ ﰲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ –ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ. ٣٠
٣٢
ﺃﺨﺭﻱ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻼﻨﻴﺔ ﻴﻌﺩ ﺸﺭﻴﻜﺎ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻭﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻟﻬﺎ ﺇﺫ ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﻋﻠﻨﻴﺎ ﺇﺫ ﺤﺼل ﺍﻟﺠﻬﺭ ﺒﻪ … ﺍﻹﻏﺭﺍﺀ ﻭﻗﻭﻉ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺤﺔ ﺒﺎﻟﻔﻌل
ﺃﻭ ﺘﺭﺩﻴﺩﻩ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻨﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺤﻔل ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭ ﻤﻁﺭﻭﻕ ﺃﻭ ﺇﺫ
ﺤﺼل ﺍﻟﺠﻬﺭ ﺒﻪ ﺃﻭ ﺘﺭﺩﻴﺩﻩ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺴﻤﺎﻋﻪ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺇﺫ
ﺃﺫﻴﻊ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻼﺴﻠﻜﻲ ﺃﻭ ﺃﻴﺔ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﺨﺭﻱ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺃﻭ ﺍﻹﻴﻤﺎﺀ ﻋﻠﻨﻴﺎ ﺇﺫ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻤﺤﻔل ﻋﺎﻡ ﺃﻭ
ﻁﺭﻴﻕ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭ ﻤﻁﺭﻭﻕ ﺃﻭ ﺇﺫ ﻭﻗﻊ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ
ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻭﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ … ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻋﻠﻨﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﺯﻋﺕ ﺒﻐﻴﺭ ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺇﺫ ﻋﺭﻀﺕ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻫﺎ
ﻤﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭ ﻤﻁﺭﻭﻕ ﺃﻭ ﺇﺫ ﺒﻴﻌﺕ ﺃﻭ ﻋﺭﻀﺕ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ".
ﻭﺒﺎﺴﺘﻘﺭﺍﺀ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺜﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ -:
ﺃ – ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺃﻭ ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻨﺸﺭﺍﺕ ﻏﻴﺭ ﺩﻭﺭﻴﺔ ﺃﻭ
ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻫﻲ ﻜل ﺘﻌﺒﻴﺭ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻤﺩﻭﻨﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻨﺕ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﻤﻨﺴﻘﺔ ﺍﻟﺠﻤل ﺃﻭ … ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺩﺭﺍﻥ
ﺤﺭﻭﻓﺎ ﻤﺠﺯﺍﺓ ﺘﺅﺩﻯ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﻨﻰ ﻴﻔﻬﻡ ﻷﻭل ﻭﻫﻠﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﺩ ﺃﻤﻌﻥ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻭﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻨﺕ
ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﻠﻐﺔ ﺃﺠﻨﺒﻴﺔ ﺤﻴﺔ ﻜﺎﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻴﺔ ﻤﺜﻼ ﺃﻭ ﻤﻴﺘﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻬﻴﺭﻭﻏﻠﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻤﺴﺘﻁﺎﻋﺎ ﻟﻌﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺤﺩﻭﺩﺍ .
ﺏ – ﻭﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻭﻫﻰ ﺘﺸﻤل ﻜل ﺭﺴﻡ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺴﻭﺍﺀ ﺘﻡ ﻁﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺭﻕ ﺃﻭ ﺤﻔﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺸﺏ ﺃﻭ
ﺨﺭﺍﺌﻁ ﺃﻭ ﺒﻁﺎﻗﺎﺕ ﺒﺭﻴﺩ ﻤﺼﻭﺭﺓ .
ﺝ _ ﻭﺍﻟﺼﻭﺭ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻨﺕ ﺼﻭﺭﺍ ﻓﻨﻴﺔ ﻜﺄﻋﻤﺎل ﺍﻟﻜﺎﺭﻴﻜﺎﺘﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ ﺃﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﻭﺭﺍ
ﺸﻤﺴﻴﺔ ﻭﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻨﺕ ﻨﻘﻼ ﻟﻠﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﺃﻡ ﻤﺠﺭﺩ ﺘﺨﻴل ﻷﺸﻴﺎﺀ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ .
ﺩ – ﻭﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻫﻰ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺼﻠﻴﺏ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺯﻱ .
ﻫـ -ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻭﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺌﻲ ﻜﺎﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺃﻭ ﺨﻴﺎل ﺍﻟﻅل ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺭﻭﺽ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺴﻴﻨﺎﺭﻴﻭ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﺃﻭ ﻋﻤﻼ ﺍﺭﺘﺠﺎﻟﻴﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺘﻠﻘﺎﺀ
ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ .
٣٣
ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﺼﻭﺕ ﻋﺎﺩﻯ ﻤﺴﻤﻭﻉ ﺨﺎﺭﺝ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻤﻥ ﻓﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺙ … ﺯ – ﻭﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺠﻬﺭ ﺒﺎﻟﻘﻭل
ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻁﻴﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻐﻨﻰ ﻁﺎل ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻭ ﻗﺼﺭ ﺠﻤﻼ ﺃﻭ ﺤﺭﻭﻓﺎ ﻤﻨﻅﻭﻤﺎ ﺃﻭ ﻤﻨﺜﻭﺭﺍ ﻤﺭﺴﻼ ﺃﻭ ﻤﻠﺤﻨﺎ
ﻤﺼﺤﻭﺒﺎ ﺒﺎﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ﺃﻡ ﻏﻴﺭ ﻤﺼﺤﻭﺏ .
ﺡ – ﻭﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﺒﺭﻓﻊ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺒﺸﻜل ﺠﻬﻭﺭﻱ ﻤﺩﻭﻱ ﻭﻴﺴﺘﻭﻱ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﺭﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻭ
ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﺒﺎﻟﻔﻡ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺃﻭ ﺒﻤﻌﺎﻭﻨﺔ ﺇﺤﺩﻯ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻨﻴﻜﻴﺔ ﻜﻤﻜﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ
ﺍﻟﻨﺎﻁﻘﺔ .
ﻁ – ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻔﻌل ﺃﻭ ﺍﻹﻴﻤﺎﺀ ﻭﻫﻭ ﻴﺸﻤل ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﺒﺠﻭﺍﺭﺡ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻭﺇﺸﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻴﺩ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ
٣٩
ﻭﺍﻷﺼﺎﺒﻊ.
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻗﺩ ﺤﺭﻡ ﻜل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺃﻴﺎ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﻭﺭﺓ ﻭﺃﺸﻜﺎﻟﻪ
ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻗﺩ ﺘﺼﺎﺩﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﺤﻴﻥ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٩ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ " ﻟﻜﻲ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ
ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺁﻻﺘﻴﺔ -:
.٢ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺍﻟﻐﻴﺎﺒﻲ ،ﻭﺸﺭﻁﺔ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺒﺄﺸﺨﺎﺹ ﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ،ﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻥ ﺃﻭ
ﻤﻨﻔﺭﺩﻴﻥ .
ﺒﻤﺎ ﻴﻨﺸﺭ ﻭﻴﺫﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺒﻤﺎ ﻴﻭﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﺃ.
ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻻﺴﺘﻬﺯﺍﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﺴﻭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ " ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺯﻴﻴﻥ ﻭﺘﺼﻨﻊ".
ﺏ -ﺒﻤﺎ ﻴﺭﺴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻱ ﻋﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﺘﻴﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ " ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ﻭﺒﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺩ .
٣٩ﺩ .ﺭﻳﺎﺽ ﴰﺲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﺻـ ١٣٥ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ .
٣٤
ﺒﺄﻱ ﻨﻭﻉ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﻭﺴﺎﺌﻁ ﺍﻟﻨﺸﺭ . ﺏ-
ﻭﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺼﻴﻥ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺠﺎﺀ ﺍﻓﻀل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﺤﻁ
ﺒﻜل ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻼﻨﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻜﺜﺭ ﺍﻨﻔﺘﺎﺤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﺎﺀ ﺍﻜﺜﺭ ﺸﻤﻭﻻ ﻓﻲ
ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻼﻨﻴﺔ ،ﻓﻬﻭ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﻭﺨﻴﺎل
ﺍﻟﻅل – ﻭﻫﻭ ﻤﺭﺍﺩﻑ ﻟﻔﻥ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ،ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻹﺸﺎﺭﺍﺕ ﺒل ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ
٤٠
ﻭﺴﺎﺌل ﻋﻼﻨﻴﺔ ﺘﻘﻴﻡ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭﺍﻟﺴﺏ،ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ.
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﺃﻥ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻫﻭ ﻟﺏ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻷﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻭﻋﻬﺎ ﺼﻭﺭﺓ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﻕ ﺍﻷﻋﺭﺍﺏ
ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺃﻭ ﻹﺴﺎﺀﺓ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﺴﺘﺤﻘﺕ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻓﻲ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﻜﺫﻟﻙ ﻜﺎﻨﺕ ﻏﻴﺭ
ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻭﺍﻟﻤﻤﻨﻭﻉ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻬﺎ ﻤﺘﺩﺍﺨﻠﺔ ﻤﺘﺸﺎﺒﻜﺔ ﻤﺘﺤﺭﻜﺔ ﻤﺘﻨﻘﻠﺔ ﻻ
ﻴﻔﺼﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﺇﻻ ﻓﺎﺭﻕ ﻤﻌﻨﻭﻱ ﺃﻭ ﻨﻔﺴﻲ ﻫﻭ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻘﺼﺩ ،ﻓﺈﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻭﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ
ﻨﻔﻲ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻨﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﻨﺠﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺩﻡ ﺍﻷﺘﻬﺎﻡ .
ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺒﺄﻨﻪ" ﻋﻠﻡ ﺒﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺍﺭﺍﺩﺓ ﻤﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻭﻟﻬﺎ " ﻓﻬﻭ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﻭﻟﻴﺩ ﻋﻨﺼﺭﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻥ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ
ﻼ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻫﻲ ﺠﻭﻫﺭ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﺘﻁﻠﺒﹰﺎ ﻟﺫﺍﺘﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﺭﺤﻠﺔ
ﻴﺯﻴﺩ ﻓﻴﻪ ﻗﻠﻴ ﹰ
٤١
. ﻓﻲ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻻﺭﺍﺩﻩ ﻭﺸﺭﻁﺎ ﺃﺴﺎﺴﻴﺎ ﻟﺘﺼﻭﺭﻫﺎ
ﻭﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺸﻤﻭل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ
ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ – ﻭﻴﺘﻁﻠﺏ
ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺃﻥ ﻴﺤﻴﻁ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﻠﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﺒﺨﻁﻭﺭﺓ ﻓﻌﻠﻪ ﻭﻨﻭﻉ
ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻴﺘﻭﻗﻊ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻹﺠﺭﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺤﺩﺜﻬﺎ ﺍﻟﻔﻌل ﻭﻴﺘﻭﻗﻊ ﻓﻭﻕ ﺫﻟﻙ ﻋﻼﻗﺔ
٤٢
. ﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻤﺸﺩﺩﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻐﻴﺭ ﻤﻥ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻴﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﺎﻥ ﺍﻨﺘﻔﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ
ﻴﺴﺘﺘﺒﻊ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻨﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﻠﻕ ﺍﻟﻐﻠﻁ ﺒﺨﻁﻭﺭﺓ ﺍﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ
٣٥
ﻼ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺍﻨﻪ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻤﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻜﺎﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻏﻠﻁ ﹰﺎ ﺠﻭﻫﺭﻴﹰﺎ ﻭﺍﻨﺘﻔﻰ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻤﻥ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻓﻌ ﹰ
ﻏﻴﺭ ﺨﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ – ﺜﻡ ﺍﺤﺩﺙ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺠﺭﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﺩﺍ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻤﻨﺘﻔﻴﹰﺎ .٤٣
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺫﻡ ﻻ ﺒﺩ ﻭﺍﻥ ﻴﺩﺭﻙ ﺃﻭﻻ ﺍﻨﻪ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺎﻟﻔﻌل
ﻋﻼﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﻭﻀﺢ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٩ﻓﺈﻥ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺨﻁﺄ ﺒﺎﻥ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﻟﻴﺱ ﻋﻠﻨﻴﺎ ﺘﺨﻠﻑ
ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﺭﻤﻲ – ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ – ﻟﺩﻴﻪ ﻓﻌﻠﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﺃﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﺫﻡ ﻭﺠﺎﻫﻴﻪ
ﻭﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﻭﻟﺒﺔ ﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻴﺔ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﻙ ﺒﺄﻥ ﻗﻭﻟﻪ ﻫﺫﺍ ﻴﺩﺭﻜﻪ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺃﻥ
ﺼﻭﺘﻪ ﺨﻔﻴﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﻻ ﻴﺩﺭﻜﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﺔ ﻨﻔﺴﻪ ﻟﻘﺭﺒﺔ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﻘﺼﺩ
٤٤
. ﺍﻟﺠﺭﻤﻲ ﻭﺍﻥ ﺃﺩﺭﻜﻪ ﺍﻵﺨﺭﻭﻥ
ﻭﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻲ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻤﺘﻰ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻘﺎﺫﻑ ﻤﺎ ﻨﺸﺭ ﻋﺎﻟﻤﹰﺎ ﺒﺄﻨﻪ ﻴﻭﺠﺏ ﺍﻻﺤﺘﻘﺎﺭ ﺇﺫ ﻴﻤﺱ
ﺍﻟﺸﺭﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺘﺎﺒﻊ ﻗﻀﺎﺀ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ -ﺒﻌﺩ ﺇﻋﻼﻥ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺴﻨﺔ - ١٩٢٣ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ
ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺒﺴﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺼﺭ ﺩﺴﺘﻭﺭ ١٩٢٣ﻭﻫﻰ ﺒﻠﺠﻴﻜﺎ ﻭﻓﺭﻨﺴﺎ ،ﻭﺍﻟﻠﺘﺎﻥ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ
ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻑ ﺃﻥ ﺘﻘﻊ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻘﺼﺩ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ،ﻓﻼ ﻴﻜﻔﻰ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ
ﺒل ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻜﺎﻥ ﻤﺩﻓﻭﻋﺎ ﺒﺩﺍﻓﻊ ﻤﻤﻘﻭﺕ ،ﻭﻗﺩ ﻀﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻜﺜﻴﺭﹰﺍ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ
ﺇﻟﻰ ﺤﺩ ﻜﺒﻴﺭ ﻭﺃﻓﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺍﻟﻨﻘﺩ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ .٤٥
ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ١٩٢٤ﻨﻘﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺤﻜﻤﹰﺎ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺎﺕ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺼﺩﺭ ﺒﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺼﺤﻔﻲ ﻓﻲ
ﻻ ﻨﺴﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﺭﻴﻕ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ " ﺍﻨﻪ ﻴﻌﺒﺩ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ
ﺘﻬﻤﺔ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺸﻴﻭﺥ ﻟﻨﺸﺭﻩ ﻤﻘﺎ ﹰ
٣٦
ﻭﻻ ﻴﺤﺏ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﻴﻀﺤﻴﻪ ﻟﺸﻬﻭﺍﺘﻪ ﻭﺍﻨﻪ ﺠﺎﺌﻊ ﻤﻨﺤﻁ ﻭﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻬﺎﻡ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﺍﻨﻪ ﻤﺤﺏ ﻟﻠﻤﺎل
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل ﺍﺴﺘﺭﻀﺎﺅﻩ ﻭﺍﻨﻪ ﻏﻴﺭ ﺤﺭﻴﺹ ﻋﻠﻰ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺨﻠﺹ ﻟﻪ ﻭﺍﻨﻪ ﺠﺒﺎﻥ ﻭﻜﺫﺍﺏ
ﻭﺍﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﺠﺎﻫل ﻻ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻟﻪ " .ﻭﻗﺩ ﺃﻗﺎﻤﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻗﻀﺎﺌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻻ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻭﻴﻔﺘﺭﺽ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺒل ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ
ﺠﻤﻴﻊ ﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺎ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﻗﺼﺩ ﻨﺎﺸﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻤﻨﻔﻌﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻡ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ
ﺒﺎﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﻁﻌﻭﻥ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﻗﺭﺭﺕ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻤﻥ
ﺍﻟﺨﺼﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﻴﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﻗﺒﻭﻟﻪ ﺒﺸﻜل ﺍﻋﻡ ﻭ ﺃﻭﺴﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﻤﻭﻅﻑ ﻤﻌﻴﻥ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻭﺍﻥ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﺒﻠﻐﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﻓﻲ ﻨﻘﺩ ﺃﻋﻤﺎل ﻭ ﺃﺭﺍﺀ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ
ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﺴﻨﻰ ﻟﻬﺎ ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﺭﺃﻴﹰﺎ ﺼﺤﻴﺤﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺅﻴﺩﻩ.٤٦
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻭﺍل ﻭﻟﺫﺍﺕ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺘﻭﺍﺘﺭﺕ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ١٩٢٨ﻨﻘﻀﺕ ﺤﻜﻤﹰﺎ ﺼﺩﺭ ﺒﺈﺩﺍﻨﺔ
ﺼﺤﻔﻲ ﻓﻲ ﺘﻬﻤﺔ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﻭﺴﺏ ﺭﺌﻴﺱ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻨﻭﺍﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﺒﺎﻥ ﻨﻌﺘﻪ ﺒﺄﻨﻪ" ﻫﻭ ﻭﺤﻤﺎﺭﻩ
ﻴﺘﺭﺍﻜﺒﺎﻥ ﻓﻤﺭﺓ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﺨﺭﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﻔل" .٤٧
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻗﺩ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﹰﺍ ﻤﻥ ﻋﺎﻡ ١٩٢٩ﺇﻟﻰ ﻗﻀﺎﺌﻬﺎ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻨﻊ ﻓﻲ
ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻓﻲ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﺩﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻑ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺒﺎﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺎﺩ ﻤﻥ ﺘﻌﻤﺩ
ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺴﺔ ،ﻓﻤﺘﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺠﺎﺭﺤﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺃﻱ ﺠﺎﺭﺤﺔ ﺇﺫ ﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﺎﺭﺤﺔ ﻟﻭ ﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
ﻭﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻤﻭﺭ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﺠﺴﻴﻤﺔ ،ﻭﺍﻨﺘﻬﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ ﻻ ﻴﺒﺎﺡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﻋﻠﻰ
ﻤﺤﺎﺭﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ. ٤٨
ﻭﻋﻠﻲ ﻋﻜﺱ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﺨﺫﺕ ﺒﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻜﺴﺒﺏ ﻟﻌﺩﻡ ﺘﻭﺍﻓﺭ
ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻟﺩﻴﺔ ،٤٩ﻭﺴﻠﻤﺕ ﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﻗﺩ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺎﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﺓ
٤٦ﻧﻘﺾ ١٩٢٤/١١/٦ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ١٧٤٤ﻟﺴﻨﺔ ٤١ﻕ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﻘﻠﻠﻰ ﺹ .١٣٦
٤٧ﻧﻘﺾ ١٩٢٦/٣/٢ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ٣٦٤ﻟﺴﻨﺔ ٤٢ﻕ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ – ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺹ .٢٩٠
٤٨ﻧﻘﺾ ١٩٣٠ / ٣ / ١٩ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺝ ٢ﻉ ١٢١ﺹ – ٢٧٢ﻧﻘﺾ ٣٣/١/٤ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺝ ٣ﻉ ١٠٧ﺹ .١٩١
٤٩ﺣﻜﻢ ١٩٤٧/١٠/٧ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺟـ ٧ﺹ ،٣٦٩ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺟﻨﺎﻳﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ٥٣٦٣ﻟﺴﻨﺔ ٤٦ﺍﻟﺴﻨﺔ ٥ﻭﻧﻘﺾ
٤٨/٦/١٥ﺍﻟﻄﻌﻦ ﺭﻗﻢ ٥٣ﻟﺴﻨﺔ ١٨ﻕ ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮﺭ ﻭﺍﺣﻜﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﳏﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ﺹ ٣٠٥ – ٣٠٤ – ٣٠٣ – ٣٠٢
– .٣٠٧
٣٧
ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﺴﺒﹰﺎ ﻟﻪ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﻤﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻴﺘﻌﺭﺽ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .٥٠
ﻟﻡ ﻴﻨﻅﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒل ﺍﻨﻪ ﻻ ﺯﺍل ﻴﻌﺘﻨﻕ
ﻤﻭﻗﻑ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻗﺒل ﻋﺎﻡ ١٩٤٦ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺒﻭﺍﻋﺙ
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ " ﺃﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻻ ﻴﻨﻔﻲ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻷﻨﻪ ﺇﺫ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﺤﺔ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻻ ﺘﻨﻔﻲ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﺭﻤﻲ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺼﺤﺘﻬﺎ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻪ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ﺘﺄﺜﻴﺭ
ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ،ﻓﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﺒﻭﺍﻋﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻭﺯ ﻤﻼﺤﻅﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭ
٥١
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ".
ﻭﻋﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺤـﺴﻥ ﻨﻴﺘـﻪ ﻭﺍﻨـﻪ ﻨـﺸﺭ ﻤـﺎ ﻨـﺸﺭ
ﺍﺒﺘﻐﺎﺀﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﻔﺔ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺴﺒﺒﺎ ﻟﺘﺨﻔﻴﻔﻪ ﻋﻨﻪ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﺓ ﻨﺸﺭ ﺒﺩﺍﻓﻊ
ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻴﺭﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﺂﺭﺏ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻨﺘﻘﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺠﻨـﻲ ﻋﻠﻴـﺔ ."٥٢
٥٠ﻧﻠﺘﻤﺲ ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺟﺮﳝﺔ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﰲ ﺣﻖ ﺫﻭ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ – ﺳﻴﺪ ﺻﺎﱀ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺹ ٨١ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ.
٥١ﺩ .ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ.٧٢
52ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﶈﺎﻛﻢ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﳝﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﺆ ﻋﻠﻲ ﻣﺪﻱ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ
ﻓﺎﳊﻜﻢ ﺍﻷﻭﻝ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﰲ ١٦ﻳﻨﺎﻳﺮ ﺳﻨﺔ ١٩٥٠ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ١١٦٨ﺳﻨﺔ ،٢٠ﻭﻗﺪ ﺍﻭﺭﺩﺕ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﰲ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺍﻧﻪ "
ﻣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻨﺸﻮﺩﺓ ﻛﻤﺎ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻨﻮﺍﺎ ﻭﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺎﻁ ﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻭﺻﻮﺭ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ﺇﳕﺎ ﺭﻣﻰ ﺎ ﺇﱃ ﺇﺳﻨﺎﺩ
ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﻬﻴﻨﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻋﻴﺔ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻫﻰ ﺃﺎ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﳉﺎﺳﻮﺳﻴﺔ ﳌﺂﺭﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺗﺘﺼﻞ ﲞﺎﺋﻦ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﳊﺴﻨﺎﺀ ﻭﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻏﲑ
ﺷﺮﻳﻒ ﺑﺂﺧﺮﻳﻦ ،ﻓﺎﻥ ﺇﻳﺮﺍﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﲟﺎ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﻘﺬﻋﺔ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ،ﻭﻻ ﻳﻐﲎ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺃﻥ
ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺇﻓﺮﳒﻴﺔ ﻭﺍﻧﻪ ﺗﺮﻙ ﻟﻠﻤﺠﲏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﺬﺏ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﺃﻭ ﺗﺼﺤﻴﺤﻬﺎ ﻓﺎﻥ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺬﻑ
ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺗﺸﻜﻴﻜﻴﺔ ﻣﱴ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺎﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﰲ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﻟﻮ ﻭﻗﺘﻴﺔ ﺃﻭ ﻇﻨﺎ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻ ﻭﻟﻮ ﻭﻗﺘﻴﲔ ﰲ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﺍﳌﺪﻋﺎﺓ ،ﻭﰲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﰲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﺍﻧﻪ "ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﲔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ) ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﱃ
ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳌﺪﻋﻴﺔ ﺑﺎﳊﻖ ﺍﳌﺪﱐ ﺩﻋﻮﺍﻫﺎ ﻳﺘﺒﲔ ﺍﻧﻪ ﻧﺸﺮ ﰲ ﳎﻠﺔ ﺭﻭﺯ ﺍ ﻟﻴﻮﺳﻒ ﰲ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺭﻗﻢ ١٠٤٣ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ " ﺳﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ
ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺪ ﺭﺍﻭﻱ " ﻭﻗﺪ ﻣﻬﺪﺕ ﻟﻪ ﺍﻠﺔ ﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻬﻴﺪ :ﻫﺬﻩ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﳉﺎﺳﻮﺳﻴﺔ ﺍﻟﲏ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻄﻼﻫﺎ ﺍﻟﻠﻔﺘﻨﺎﻧﺖ ﺟﻮﺯ ﻓﲔ ﺑﺒﻜﺮ ﺍﻟﱴ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺍﺳﻢ ﻣﺎﺗﺎﻫﺎﺭﻱ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭ ﻭﺩﻱ ﺍﻟﱵ ﻳﻠﻘﺒﻬﺎ
ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﺑﺎﳉﺎﺳﻮﺳﺔ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ ﻭﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﻟﱴ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻣﻨﺪﺍﻥ ﺁﻳﺘﺎﻱ ﺭﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻳﺰﺍﺡ ﺍﻟﺴﺘﺎﺭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ
ﺍﻟﱴ ﻓﻘﺪ ﺎ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﳓﻦ ﻧﻨﺸﺮﻫﺎ ﻋﻤﻼ ﲝﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﻭﻧﺘﺮﻙ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻯ ﺣﺮﻳﺔ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﺃﻭ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﱴ
ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻜﻮﻣﻨﺪﺍﻥ ﺁﻳﺘﺎﻱ .ﰒ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﱴ ﺗﻨﺎﻭﳍﺎ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻭﻫﻰ ﻛﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻪ ) ﻭﲟﺎ ﺍﻧﻪ ﻳﺒﲔ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺮ ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﻔﺘﲔ ٢٣ ،٢٢ﻣﻦ ﳎﻠﺔ ﺭﻭﺯ ﺍﻟﻴﻮﺳﻒ ﺑﺎﻟﻌﺪﺩ ﺭﻗﻢ ١٠٤٣ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ٩ﻳﻮﻧﻴﻮ ١٩٤٨ﺍﻧﻪ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺳﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ
ﺃﻣﻴﻨﺔ=== ===ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻯ ،ﻭﺟﺎﺀ ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﳉﺎﺳﻮﺳﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﳊﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻄﻠﺘﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻔﺘﺎﻧﺖ ﺟﻮﺯ ﻓﲔ ﺑﺒﻜﺮ ﺍﻟﱴ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺍﺳﻢ ﻣﺎ ﺗﺎﻫﺎﺭﻯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻯ ﺍﻟﱴ ﻳﻠﻘﺒﻬﺎ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ
" ﺑﺎﳉﺎﺳﻮﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ " .
٣٨
ﻭﺟﺎﺀ ﺑﺎﳌﻘﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﺔ ﺟﻮﺯ ﻓﲔ ﺑﺒﻜﺮ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺇﱃ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﺳﻨﺔ ١٩٤٢ﺣﻴﺚ ﻗﺎﺑﻠﺖ ﺍﳉﻨﺮﺍﻝ ﺩﳚﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻠﻔﻬﺎ
ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻟﻠﺘﺠﺴﺲ ﻟﺼﺎﱀ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ﻓﺎﺻﻄﺤﺒﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﲦﺎﻧﻴﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﻘﺮﺑﲔ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺣﺮﺻﺖ ﺍﻟﺮﺍﻗﺼﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ
ﲡﻤﻴﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﳌﻐﺎﻣﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺜﻖ ﻢ ﻛﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻣﻌﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻘﻮﻣﻨﺪﺍﻥ ﺁﻳﺘﺎﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻒ ﲟﻘﺪﻣﻪ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﺑﱳ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ
ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻘﻠﻢ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺟﻮﺯ ﻓﲔ ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﻮﻫﺎ ﰲ ﻓﻨﺪﻕ ﺷﱪﺩ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﳉﺎﺳﻮﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻧﺰﻝ ﰲ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﺍﳋﺎﺋﻦ ﺍﻷﻛﱪ ﺍﻟﱪﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺑﻮﺟﻮﻣﻮﻟﺘﺰ ﻭﻛﺎﻥ ﳛﻤﻞ ﺑﻴﺪﻩ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳌﻘﺪﺱ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺍﻓﻘﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﳊﺴﻨﺎﺀ " ﺍﳊﺴﻨﺎﺀ ﺟﺪﺍ "
ﻭﺍﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﺖ ﺟﻮﺯ ﻓﲔ ﺃﻥ ﺍﻟﱪﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﻭﺍﻥ ﻗﻠﻢ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ
ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﱂ ﺗﺼﻞ ﺇﱃ ﻣﺼﺪﺭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺣﻀﺮﺕ ﺃﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩﻯ ﺑﺎﻟﻔﻨﺪﻕ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﳍﺎ ﺃﺎ
ﺃﻱ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﳌﻬﻤﺔ ﺍﻟﱴ ﺣﻀﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻬﺎ ﺇﱃ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﺎ ﺗﻌﺪ ﺃﻻ ﺗﻔﺸﻰ ﺳﺮﻫﺎ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﻬﺪﺕ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺎﻥ ﲤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻋﻨﻪ ﺧﺎﺻﺎ ﺑﺘﻮﺭﻳﺪ ﺍﳋﻮﺫ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫﻳﺔ ﻟﻘﻮﺍﺕ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺍﳊﺮﺓ ،ﻭﺻﻌﻘﺖ ﺟﻮﺯ ﻓﲔ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻬﻠﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ
ﻭﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﳌﺨﺘﺼﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﳌﻨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻮﺍﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻭﻫﻰ ﺗﺴﺘﺄﺫﻥ ﺑﺎﳋﺮﻭﺝ ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺘﻌﺠﻠﺔ
ﺃﺑﺪﺍ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﺟﻮﺯ ﻓﲔ ﺇﱃ ﺍﻟﻘﻮﻣﻨﺪﺍﻯ ﺁﻳﺘﺎﻱ ﺃﻥ ﻳﺒﺤﺚ ﰲ ﺍﳊﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﱴ ﻋﺮﻓﺖ ﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺗﻔﺼﻴﻼﺕ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻭﰱ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻟﺘﺎﱄ ﻋﺮﻑ ﺁﻳﺘﺎﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻠﱪﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﺑﻮﺟﻮﻣﻮﻟﺘﺰ ،ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺘﻘﻄﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺍﻓﻘﻮﻥ ﺟﻮﺯ ﻓﲔ
ﰲ ﺭﺣﻠﺘﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻴﲔ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺃﻣﻴﻨﺔ ﻗﺼﺔ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺑﻌﺪﺋﺬ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻘﻮﻣﻨﺪﺍﻥ ﺁﻳﺘﺎﻱ ﻭﺍﺗﺼﺎﻻﺗﻪ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﶈﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﳋﻄﺎ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﲝﺴﺐ ﻣﺎ ﻫﻰ ﻣﺜﺒﺘﻪ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺓ
ﻭﺍﳌﻘﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﺟﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻫﻰ ﺑﺬﺍﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﰲ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺗﺒﲔ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﻈﻬﺎﺭ ﻣﺮﺍﻣﻴﻬﺎ
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺟﺮﳝﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻭﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻓﺮ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ .ﻭﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻣﻨﺎﻁ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﺗﻜﺸﻒ
ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺎﻁ ﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﻭﺻﻮﺭ ﺗﺪﻝ ﰲ ﻏﲑ ﻟﺒﺲ ﺑﻞ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺘﺮﺍﺀﻯ ﻟﻠﻤﻄﻠﻊ ﰲ ﻣﺼﺎﺭﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ﺇﳕﺎ ﻳﺮﻣﻰ ﺎ ﺇﱃ
ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﻬﻴﻨﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻋﻴﺔ ﺑﺎﳊﻘﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻭﻫﻰ ﺃﺎ ﺗﺸﺘﻐﻞ ﺑﺎﳉﺎﺳﻮﺳﻴﺔ ﳌﺂﺭﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺗﺘﺼﻞ ﲞﺎﺋﻦ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﳊﺴﻨﺎﺀ ﻭﺃﺎ ﻛﺎﻥ ﳍﺎ
ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻏﲑ ﺷﺮﻳﻒ ﺑﺄﺧﺮﻳﲔ ،ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﳛﻂ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﳌﺪﻋﻴﺔ ﰲ ﺃﻋﲔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻮﺟﺐ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻻ ﻳﺮﺩ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﲟﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺑﻪ ﺍﺛﺮ ﺍﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺘﺠﺴﺲ ﻭﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻟﻴﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﺫ ﻳﻜﻔﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺻﻒ ﺍﳌﺪﻋﻴﺔ ﺎ ﰲ ﻣﺜﻞ ﻇﺮﻭﻓﻬﺎ
ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﱴ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺒﲔ ﺃﺎ ﻣﻮﺟﺒﺔ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﰒ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻷﺧﺮﻯ ﺍﳌﺴﻨﺪﺓ ﻟﻠﻄﺎﻋﻨﺔ ﻣﺎ ﻳﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﲎ ﻭﺍﻧﻪ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻤﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﺑﻪ
ﻣﻦ ﻣﻌﺎﱐ ﻻ ﲢﺘﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﲟﺎ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﻘﺬﻋﺔ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺑﺬﺍﺗﻪ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ،ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻟﺖ
ﺑﺘﻐﲑ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺃﺷﲑ ﺃﻟﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﺘﺮﲨﺔ ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﺑﺎﳌﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺣﻖ ﺍﳌﺪﻋﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻭﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﺤﻔﻈﺎﺕ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﻳﻐﲎ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ ،ﺇﺫ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﻇﺎﻫﺮﺍ ﻓﺎﻹﺳﻨﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻜﻞ ﺻﻴﻐﺔ ﻭﻟﻮ ﺗﺸﻜﻴﻜﻪ ﻣﱴ ﻛﺎﻥ
ﻣﻦ ﺷﺎﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﰲ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻋﻘﻴﺪﺓ ﻭﻟﻮ ﻭﻗﺘﻴﺔ ﺃﻭ ﻇﻨﺎ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻ ﻭﻟﻮ ﻭﻗﺘﻴﲔ ﰲ ﺻﺤﺔ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﳌﺪﻋﺎﺓ .ﻭﺣﻴﺚ ﺍﻧﻪ ﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺁﻻﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﻄﻌﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻗﻀﻰ ﺑﲎ ﻗﻀﺎﺀﻩ ﺑﺎﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﳋﻄﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﺪﻋﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺎ ﺿﺮﺭ ﺣﺘﻤﺎ ﺬﺍ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﳊﻜﻢ
ﺑﺮﻓﺾ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﰲ ﻏﲑ ﳏﻠﻪ ﻭﻳﺘﻌﲔ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﻘﺾ ﺍﳊﻜﻢ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﳍﺎ ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﺭﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺑﺎﳊﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﺄﺗﻪ ﳏﻜﻤﺔ ﺃﻭﻝ ﺩﺭﺟﺔ .
ﺍﻣﺎ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻓﻘﺪ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ ﳏﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺾ ﰲ ١٥ﻳﻮﻧﻴﻮ ١٩٤٨ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ٥٠ﻟﺴﻨﺔ ١٨ﻕ ،ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﰲ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻧﻪ "
ﻣﱴ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﳏﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﺇﱃ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻟﻠﻤﺠﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻰ ﺍﻧﻪ ﻳﻘﺎﻣﺮ ﲟﺼﲑ ﺃﻣﺔ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺷﻌﺐ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺳﻄﻮﺭﺍ ﳜﺠﻞ
ﻫﻮ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻭﺍﻧﻪ ﺗﺮﰉ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻧﻪ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﻣﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﺎﻩ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺄﻣﻮﺍﳍﻢ ﻭﺍﻧﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺷﻮﺍﺕ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﻣﺼﲑﻫﻢ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻘﻞ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺗﻮﻟﺖ ﻋﻨﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﱴ ﲢﻤﻰ ﳐﺎ ﺯﻳﻬﻢ ،ﻳﺪ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﺍﻟﱴ ﻳﻬﻤﻬﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺰﻋﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ
ﺭﺍﺱ ﺍﳊﻜﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﻣﺼﺮ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﻨﻜﻮﺑﺔ ،ﻭﺍﻧﻪ ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺇﱃ ﺑﺄﻟﺪ ﺍﻹﳒﻠﻴﺰ ﻟﻴﻤﺮﻍ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻣﺼﺮ ﰲ ﺍﻷﻭﺣﺎﻝ ﻭﻟﻴﺨﺘﺮﻉ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ
ﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﺠﺪﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ – ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٣٠٢ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻪ ﺗﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ
ﺍﻣﻮﺭ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻷﻭﺟﺒﺖ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﻦ ﻧﺴﺒﺖ ﺃﻟﻴﻪ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﺃﻭ ﺍﺣﺘﻘﺎﺭﻩ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﻭﻃﻨﻪ .ﻭﻣﻦ ﺍﳋﻄﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻧﻘﺪﺍ ﻣﺒﺎﺣﺎ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
٣٩
ﻭﺘﺘﺒﺎﻴﻥ ﻤﻭﺍﻗﻑ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻤﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻱ ﺤﺩ ﻴﺅﺜﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻭﺍﻓﺭﻩ،
ﻭﻴﺄﺘﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺒﺎﻴﻥ ﻤﻥ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﺤﻴﻥ ﺘﺘﺸﺩﺩ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻊ ﺍﻟـﺼﺤﻔﻲ ﺘﺒـﺩﻭﺍ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻜﻡ
ﺍﻟﻌﺎﺩﻴﺔ ﺍﻜﺜﺭ ﺘﻔﻬﻤﺎ ﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .
ﻓﻔﻲ ﺤﻜﻡ ﺼﺩﺭ ﻋﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻡ ٧٠٩ﻟﺴﻨﺔ ٢٠٠٢ﺒﺠﻠﺴﺔ ٢٠٠٢/٥/١٦ﻟﻡ
ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻤﺅﺜﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﻓﻘﺎﻟﺕ " ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻟﺘﻭﺍﻓﺭ ﺭﻜﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ
ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻓﻘﺩ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﺒﻌﻨﺼﺭﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻓﻘﺩ ﺍﻨﺼﺭﻓﺕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺠـﺎﻨﻲ ﺇﻟـﻰ
ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻊ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺫﻡ ﻗـﺼﺩﺍ ﺨﺎﺼـﺎ ﺒـل
ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﺘﻰ ﻤﺎ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺫﺍﻡ ﺃﻭ ﺃﺫﺍﻉ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟـﻪ ﻭ
ﻫﻭ ﻋﺎﻟﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﻷﻭﺠﺒﺕ ﻋﻘﺎﺒﺎ ﻭ ﻻ ﻴﺅﺜﺭ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ" .
ﻭﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ﺼﺎﺩﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻨﻔﺴﻬﺎ ﻗﺭﺭﺕ " ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻟﺘﻭﺍﻓﺭ ﺭﻜﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻓﻘﺩ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻓﻬﻲ ﺘﻌﻠﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻨﺸﺭ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﻜﺎﺫﺒﺔ ﻤﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻊ
ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻴل ﻤﻥ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻟﺘﻭﺍﻓﺭ ﺭﻜﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ
ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻓﻘﺩ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻓﻬﻲ ﺘﻌﻠﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻨﺸﺭ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﻜﺎﺫﺒﺔ ﻤﺒﺎﻟﻐﺎ ﻓﻴﻬـﺎ
ﻤﻊ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺍﻟﻨﻴل ﻤﻥ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺴﻤﻌﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩﻫﺎ ﻭ ﺯﻋﺯﻋﺔ
ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﺴﻥ ﺴﻴﺭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﻴﺔ ،ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺘﻬﻤﺔ ﺫﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺌﻴﺔ
ﻓﺈﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻓﻭﻓﻘﺎ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٨ﻉ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺸﺭﻴﻁ ﺍﻟﻔﻴﺩﻴﻭ ﺍﻟﻤﺴﺠل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﻗﻨﺎﺓ
ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺴﺏ ﻭ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻟﺘﻭﺍﻓﺭ ﺭﻜﻨﻴﻬـﺎ ﺍﻟﻤـﺎﺩﻱ ﻭ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻓﻘﺩ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﺒﻌﻨﺼﺭﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻓﻘﺩ ﺍﻨﺼﺭﻓﺕ ﺇﺭﺍﺩﺘﻬﺎ ﻤﻊ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺒـﺫﻟﻙ
ﻋﻠﻤﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﻓﻲ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺫﻡ ﻗﺼﺩﺍ ﺨﺎﺼﺎ ﺒل ﻴﻜﺘﻔﻲ ﺒﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ
ﺍﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﻊ ﲝﺴﻦ ﻧﻴﺔ ،ﻓﺎﻷﻟﻔﺎﻅ ﻣﱴ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﻟﺔ ﺑﺬﺍﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﻘﺬﻑ ﻭﺟﺒﺖ ﳏﺎﺳﺒﺔ ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻮﺍﻋﺚ
ﺍﻟﱴ ﺩﻓﻌﺘﻪ ﻟﻨﺸﺮﻫﺎ ،ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻘﺼﺪ ﺍﳉﻨﺎﺋﻲ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﻭﺍﻟﺴﺐ ﻣﱴ ﺍﻗﺪﻡ ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﺋﻨﺔ ﻋﺎﳌﺎ ﲟﻌﻨﺎﻩ .
ﺍﻣﺎ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻬﻮ ﺻﺎﺩﺭ ﻣﻦ ﳏﻜﻤﺔ ﺟﻨﺎﻳﺎﺕ ﻣﺼﺮ ١٨ﻳﻨﺎﻳﺮ – ١٩٥١ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ١٣٠ﺻﺤﺎﻓﺔ ﺳﻨﺔ ،٤٧ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻧﻪ " ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﺍﳌﺘﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﺳﻨﺪ – ﻣﻘﺎﻝ ﻧﺸﺮﺗﻪ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ – ﺇﱃ ﺍﲏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻧﻪ ﻳﻔﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ،ﻭﺍﻥ ﻣﺜﻠﻪ ﻻ ﳚﻠﺐ ﻟﺸﻌﺒﻪ ﺍﳊﺮﻳﺔ
ﻷﻧﻪ ﻻ ﳜﺪﻣﻪ ﺑﻞ ﻳﻄﺄﻩ ﺑﺈﻗﺪﺍﻣﻪ ﻭﳛﺴﺒﻪ ﻓﻼ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻭﺍﻧﻪ ﺩﻳﻜﺘﺎﺗﻮﺭ ﳛﻜﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺎﳊﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ،ﻭﺍﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍﻵﲦﺔ ﺍﻟﱴ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺀ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ،ﻭﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﻒ ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﺑﺮﳌﺎﻥ ﻭﻻ ﳛﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻏﲑ ﺍﳌﻘﺎﻋﺪ ،ﻓﺎﻥ ﺗﱪﺋﺘﻪ ﻣﻦ ﻤﺔ ﺍﻟﺴﺐ ﺍﻟﱴ ﻭﺟﻬﺘﻬﺎ ﺃﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻥ ﻣﺎ
ﺟﺎﺀ ﺑﺎﳌﻘﺎﻝ ﻧﻘﺪ ﻣﺒﺎﺡ ﺧﻄﺎ .ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻗﺪ ﺣﻮﺕ ﻗﺬﻓﺎ ﺷﺎﺋﻨﺎ ﰲ ﺣﻖ ﺍﲏ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺍﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻘﺎﺫﻑ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺷﺎﺋﻨﺔ ﻓﻼ ﳏﻞ
ﻻﻓﺘﺮﺍﺽ ﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻨﻴﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺃﻥ ﲣﺮﺝ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﻋﺪﺍﺩ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﻴﺤﻪ ﺍﳌﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺇﱃ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺸﻬﲑ ﺑﺎﲏ ﻋﻠﻴﻪ .
٤٠
ﺘﺤﻘﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺘﻰ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺃﺫﺍﻉ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻨﺔ ﻟﻪ ﻭ ﻫﻭ ﻋﺎﻟﻡ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺼـﺎﺩﻗﺔ ﻷﻭﺠﺒـﺕ
ﻋﻘﺎﺒﺎ ﻭ ﻻ ﻴﺅﺜﺭ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ."٥٣
ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻡ ٨٥٠٣ﻟﺴﻨﺔ ٩٥ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺤﻜﻤﻬﺎ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ،١٩٩٧/٦/٥ﻤـﻥ
ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻜﺎﻑ ﻟﺭﻓـﻊ ﺍﻟﺠـﺭﻡ ﻋـﻥ ﺍﻟـﺼﺤﻔﻲ
ﻭﺍﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻤﺩﻭﻨﺎﺕ ﺤﻜﻤﻬﺎ " ﻭﺒﺎﻟﺘﺩﻗﻴﻕ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻗﺩ ﻗﺩﻡ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘـﻰ
ﻗﺎﻡ ﺒﺒﻨﺎﺀ ﻤﻘﺎﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻴﺜﺒﺕ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺍﺠﺒﻪ ﻜﺼﺤﻔﻲ ﻴﺤـﺘﻡ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻼ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٧
ﻨﺸﺭ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ .ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻨﺩﹰﺍ ﻟﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﺘﻘﺭﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻋﻤ ﹰ
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻋﻼﻥ ﻋﺩﻡ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﺇﻟﻴﻪ".
ﻋﻠﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻻ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺇﺫ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻗﺎﻁﻌﺔ ﻓﻲ ﻤﻨﻊ ﺘﻨـﺎﻭل
ﺠﻬﺎﺯ ﻤﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﻤﻌﻴﻥ ،ﻓﻔﻰ ﻤﻘﺎل ﻤﺱ ﺒﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﻟﻰ "
ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﺠﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻭﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻨﻔﹰﺎ ﺘﻨﻁﻭﻯ ﻋﻠـﻰ ﻤـﺴﺎﺱ
ﺒﺄﺤﺩ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻨﺸﺭ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻀﻤﻥ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻭﺒﺎﻟﺸﻜل ﺍﻟﺫﻯ ﻨﺸﺭﺕ ﺒﻪ ﻴﺸﻜل ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢/١/٤٠ﻤـﻥ ﻗـﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋـﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺭﻗﻡ ١٠ﻟﺴﻨﺔ ٩٣ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻰ ) ﻴﺤﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺔ ﺃﻥ ﺘﻨﺸﺭ ﻤﺎ ﻴﻠـﻰ ﺃﻴـﺔ
ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺴﻠﺤﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﺘﺎﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﺃﻤﺎﻜﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﺤﺭﻜﺎﺘﻬﺎ .ﺇﺫ ﺃﺠﻴﺯ
ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﺭﺠﻊ ﻤﺴﺅﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺨﺒﺭ ﺃﻭ ﺃﺴﻡ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﻴﻤﺱ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﺕ
ﻼ ﻋﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻟﻠﺠﺭﻴﺩﺓ ﺃﺜﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ(.ﺍﻤﺎ ﺘﺫﺭﻉ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﻤﺎ ﻜﺘﺏ ﻫﻭ ﻨﻘ ﹰ
ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﻤﻌﻬﻡ ﻓﺄﻥ ﺫﻟﻙ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﺒﻭل ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻴﻘﺘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﻨﻘل ﺃﺨﺒﺎﺭﹰﺍ ﺴـﺒﻕ ﻭﺘـﻡ
ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﻬﺎ ﻟﻠﺠﺭﻴﺩﺓ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻗﺒل ﺍﻗﺩﺍﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺃﻷﻗﻭﺍل ﻻ ﺘﻨﻁـﻭﻯ
ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﻔﺔ ﺍﻟـﺫﻜﺭ ﻴـﺸﻜل ﻤـﺴﺎﺴﹰﺎ ﺒﺄﺤـﺩ
ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﺴﺘﻨﺩﺕ ﻟﻠﻅﻨﻴﻨﻴﻥ ﺠـﺭﻡ ﺫﻡ
ﻫﻴﺌﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﺨﻼﻓﹰﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ١٩٠ﻋﻘﻭﻴﺎﺕ ﻭﺒﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٩ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﻭﺠﺭﻡ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
٢/١/٤٠ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺭﻗﻡ ١٠ﻟﺴﻨﺔ ."٥٤١٩٩٣
٤١
ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﻟﺤﻕ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ
ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻤﺒﺎﺤﺎ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻓﻴﻪ ﻗﻭﺍﺭﺹ ﺍﻟﻜﻠﻡ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻤﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ
ﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﺔ ،ﻭﻴﺭﺠﻊ ﻋﻠﺔ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﻌﺒﻪ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﺔ ﻤﻤﺎ
ﻴﺠﻌل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﻀﻌﺔ ﺘﺤﺕ ﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ – ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻤﺭﺍﺀﻩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ – ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﺅﺩﻱ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺴﻠﻴﻡ ﻭﻹﺘﺎﺤﺔ ﺍﻟﺴﺒل ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻟﻠﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺤﺭﺍﻑ ﺒﺄﻋﻤﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻋﻥ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ ﻭﻫﻡ ﺁﻤﻨﻭﻥ ﻤﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ .
ﻴﻘﺼﺩ ﺒﺤﻕ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻟﻜل ﻓﺭﺩ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺎﻭل
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺫﻭﻯ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻴﺎ ﻗﺴﺕ ﺼﻴﻐﺘﻪ ﺃﻭ
ﺍﺸﺘﺩﺕ ﺤﺩﺘﻪ ﻭﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﺴﺘﺒﻌﺩ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻴﻠﺒﺙ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻴﺭﺴل ﻨﻘﺩﻩ ﺒﻴﻥ ﻏﺎﻴﺘﻴﻥ ﺼﺩﻕ
ﺍﻟﺭﺍﻭﻴﺔ ﻭﺸﺭﻑ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ.
ﻭﻴﺴﺘﻭﻯ ﻓﻲ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻨﺸﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺒﺄﻱ ﻤﻥ ﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻟﻌﻼﻨﻴﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ) ( ١٧١ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٩
ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ .ﻭﻴﻌﻠل ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﺍﻟﺘﺸﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺒﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻴﻜﻔل ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺒﻴﺩﻫﻡ ﻨﺼﻴﺏ ﻤﻥ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻗﺩﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ .
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻗﺩ ﺃﺒﺎﺡ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎل ﺫﻭﻯ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺸﺭﻁ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ
ﺇﻟﻴﻬﻡ ،ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺁﻥ ﺘﻭﻗﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﻘﺫﻑ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ
ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺸﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﺎﺫﻑ ﻜﺎﺫﺒﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺼﺒﺢ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﺸﺩ ﺨﻁﺭﺍ .
ﻭﻗﺩ ﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ " ﺇﺫﺍ ﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻁﺎﻋﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺠﻬﺕ ﻷﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل
ﺍﻟﻤﻁﺎﻋﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﻭﺠﻴﻬﻬﺎ ﻟﺨﺼﻭﻤﻬﺎ ﺭﺠﺎﺀ ﺍﻟﻔﻭﺯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﻟﻌﻘﻴﺩﺓ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
ﻏﻠﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻓﺎﻨﺤﺭﻓﺕ ﺒﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻘﺩﻴﺭ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺎﻋﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺠﺎﻨﺤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻼ ﻋﻘﺎﺏ " .٥٥
٤٢
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺩﺭﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻔﻲ ﺤﻜﻡ ﺼﺩﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻡ ٩٧/١١٦١ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺠﻠـﺴﺔ
١٩٩٨/٣/٢٢ﻤﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺠﺯﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ " ﺒﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺫﻡ ﻭﺍﻟﻘﺫﻑ
ﺘﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﻟﻠﻤﻘﺫﻭﻑ ﻓﻲ ﺤﻘﻪ ﺼﺤﻴﺤﻪ
ﻭﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻋﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺨﺒﻴﺜﺎ ﺃﻭ ﺸﺭﻴﻔﺎ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎل ﻤﻭﻅـﻑ
ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺸﺨﺹ ﺫﻱ ﺼﻔﻪ ﻨﻴﺎﺒﻴﺔ ﻋﺎﻤﻪ ﺃﻭ ﻤﻜﻠﻑ ﺒﺨﺩﻤﻪ ﻋﺎﻤﻪ ﻻ ﻴﺩﺨل ﺘﺤﺕ ﺤﻜﻡ ﻫـﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋـﺩﺓ ﺇﺫﺍ
ﺤﺼل ﺒﺴﻼﻤﺔ ﻨﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻜﺎﺌﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﺎﺘـﺏ ﺃﻭ
ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻜﻡ ﺍﻟﺸﺩﺓ ﻭﻤﻥ ﻗﻭﺍﺭﺹ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻭﺍﻥ ﻫﺫﻩ ﺘﺄﺘﻰ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐـﺔ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ."٥٦
.١ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻤﺴﻨﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﺔ .
.٢ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺄﻋﻤﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .
ﻭﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻫﻨﺎ ﻫﻭ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺫﻑ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍ ﻤﺒﻨﻴﺎ ﻋﻠﻰ
ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ،ﻭﺍﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻻ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ،ﻭﺘﻘﻭل ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ ﺍﻨﻪ ﻴﺠﺏ
ﺃﻥ " ﻴﻌﺘﻘﺩ ﻤﻭﺠﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺼﺤﺘﻪ ﻭﺍﻥ ﻴﻘﺼﺩ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻻ ﺇﻟﻰ ﺸﻔﺎﺀ ﺍﻟﻀﻐﺎﺌﻥ ﻭﺍﻷﺤﻘﺎﺩ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺤﺭﺍﺯ ﺴﺒﻕ ﺼﺤﻔﻲ ﺃﻭ ﺇﺤﺭﺍﺝ ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺯﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺃﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ،ﻜﻤﺎ
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻘﺎﺫﻑ ﻗﺩ ﻗﺩﺭ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻨﺴﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﺘﻘﺩﻴﺭﺍ ﻜﺎﻓﻴﺎ ".
ﻭﺘﺫﻫﺏ ﺒﻌﺽ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ " ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤـﺎل ﺍﻟـﺸﺨﺹ
ﻭﻴﺒﺤﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺘﺒﺼﺭ ﻭﺘﻌﻘل ﻭﻴﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﻟﻴﻨﻅﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻁﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺘﻌﺭﺽ
ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺈﺨﻼﺹ ﻴﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺒﻐﻴﻪ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﺒﻬـﻡ ﻭﺃﻥ
ﻴﺘﻨﺯﻩ ﻋﻥ ﺭﺸﻘﻬﻡ ﺒﺴﻬﺎﻡ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺠﺎﺭﺤﺔ ﺍﻟﺘـﻰ ﻻ ﻴﻘﺒﻠﻬـﺎ ﺃﺤـﺩ ﻤﻬﻤـﺎ ﻜـﺎﻥ
ﺘﺴﺎﻤﺤﻪ."٥٧
- 56ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ١١٦١ﻟﺴﻨﺔ ٩٧ﺍﳊﻜﻢ ﺻﺎﺩﺭ ﲜﻠﺴﺔ ،١٩٩٨/٣/٢٢ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ.
-٦٣ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ ٢٦ﻟﺴﻨﻪ ١٩٩٨ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ .١٩٩٨/٦/٢٩
٤٣
ﻭﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﻫﺎﻡ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺤﺩﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺸﺭﻭﻁ ﺍﺒﺎﺤﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻓﻘﺎﻟﺕ " ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫـﻲ
ﺼﻭﺭﻩ ﻤﻥ ﺼﻭﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺤﻴﺙ ﻴﺤﻕ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ﻨﺸﺭ ﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ
ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﺤﻕ ﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻴﻀﺎ ﻭﺍﺠﺏ ﺸﺭﻋﻲ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻭﻋﻠﻲ ﺫﻟﻙ :
ﻓﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ﻭﻴﻌﺩ ﻋﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﺼﻠﺤﻪ ﻭﻁﻨﻴﻪ ﻭﺸﻌﺒﻴﻪ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﻪ ﻭﺤﺘﻰ
ﻴﻜﻭﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﺒﺎﺡ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻓﻴﻪ ﺃﻤﺭﺍﻥ :ﺍﻷﻭل ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺨﺩﻤﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ،
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﺩﻴﻪ " ﻭﺍﻀﺎﻓﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻥ " ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫﻰ ﺼﻭﺭﺓ
ﻤﻥ ﺼﻭﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺘﺘﻴﺢ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ
ﻭﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﻴﺘﺎﺡ ﻟﻬﻡ ﺒﺫﻟﻙ ﻨﺸﺭ ﺭﺃﻴﻬﻡ ﻭﺘﻘﻴـﻴﻡ ﺍﻷﻋﻤـﺎل
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺤﻕ ﻤﻘﺭﺭ ﻴﻌﺘﺭﻑ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺤﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﻫﻭ ﻤﺒﺩﺃ ﺠﻭﻫﺭﻯ ﺤﺭﺹ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻷﺭﺩﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻜﻴﺩﻩ ﺤﻴﺙ ﻭﺭﺩ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ١/١٥ﻤـﻥ
ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺃﻥ ﺘﻜﻔل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﻟﻜل ﺃﺭﺩﻨﻰ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ،ﻜﻤﺎ
ﺃﻜﺩ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘـﻨﺹ ﻋﻠـﻰ ﺍﻥ ) ﺍﻟـﺼﺤﺎﻓﺔ
ﻭﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﺤﺭﻴﺘﻴﻥ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺍﻯ ﻤﻜﻔﻭﻟﺔ ﻟﻜل ﺃﺭﺩﻨﻲ ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺭﺴﻡ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ " ،ﻭﻴﺘﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻻ ﻴﻘﺘـﺼﺭ ﻋﻠـﻰ
ﻜﻭﻨﻪ ﺤﻘﹰﺎ ﻤﻘﺭﺭﹰﺍ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻅﻬﺭ ﻜﻭﺍﺠﺏ ﺸﺭﻋﻰ ﻭﺍﺠﺘﻤـﺎﻋﻲ ﻀـﺭﻭﺭﻱ ﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ
ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﺠﺩﺭ ﺒﺎﻷﻫﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﻀﺤﻰ ﺒﻬﺎ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺤﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ
ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﻤﺘﻀﺎﺭﺒﺔ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﻘﻕ
ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺒﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒل ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﻤﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫـﻭ
ﺜﻤﺭﺓ ﻤﻔﺎﻀﻠﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻥ ﺤﻕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺫﻯ ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟـﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﻤﻘﺭﺭ ﺒﻤﻘﺘـﻀﻰ
ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻴﺠﺩ ﻋﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﻁﻨـﻪ ﻭﺸـﻌﺒﻪ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺃﺠـﺩﺭ
ﺒﺎﻟﺭﻋﺎﻴﺔ " ...ﻭﺍﻀﺎﻓﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ " ﻭﺃﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ) ﺤـﺴﻥ
ﺍﻟﻨﻴﺔ ( ﻭﺘﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺒﺘﻭﺍﻓﺭ ﺸﺭﻁﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ :
ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺘﻘﺭﺭ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﻫﻭ ﺘﻭﺨﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺈﺒﺩﺍﺀ ﺭﺃﻯ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺈﺭﺸﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻤـﺎ
ﻫﻭ ﺼﻭﺍﺏ ﺃﻭ ﺒﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺒﺎﻁل ،ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ :ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺒﺩﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ .
٤٤
ﻭﻻ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺨﺎﻁﺌُﹰﺎ ﺃﻭ ﻤﺭﺩﻭﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻓﻤﻬﻤﻬـﺎ ﺍﺨﺘﻠﻔـﺕ
ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺴﺅ ﻨﻴﺘﻪ ،ﻭﻴﺴﺭﻯ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟـﻪ
ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻗﺩ ﺘﻭﺨﻰ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺘﻭﺨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨـﺭ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺹ."٥٨
ﻭﻓﻰ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﻗﻀﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻰ ﺒﺄﻥ " ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻰ ﻭﺍﻟﻘـﻀﺎﺌﻰ ﻗـﺩ
ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺒﺎﺤﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺩ ﻤﻨﻪ ﺍﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺃﻤﺭ ﺃﻭ ﻋﻤـل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤـﺴﺎﺱ ﺒـﺸﺨﺹ
ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺒﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻁ ﻤﻥ ﻜﺭﺍﻤﺘﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩ ﻭﺠـﺏ ﺍﻟﻌﻘـﺎﺏ
ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﺘﺠﺩ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻟﻠﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻨﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﺇﻁـﺎﺭ ﺤﺭﻴـﺔ
ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺇﺫﺍ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻓﺄﻨﻪ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟـﺸﺭﻭﻁ
ﻤﺎ ﻴﻠﻰ .١:ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺭﺩ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭ .ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌـﺔ ﻟﻬـﺎ
ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭ.
.٢ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒﺄﻥ ﺘﺘﻤﺜل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺃﻯ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴـﻕ ﻴـﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻤﻼﺌﻤﺔ.
.٣ﻭﻴﺸﺘﺭﻁ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺒﺄﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺨﺩﻤـﺔ ﺍﻟﻤـﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺒﺩﻴﻪ.
ﻭﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻅﻨـﻴﻥ
ﻤﺜل " ﻴﺎ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻜﻔﺎﻙ ﺍﺴﺘﺨﻔﺎﻓﹰﺎ ﺒﻌﻘﻭل ﺍﻟﺸﻌﺏ""...ﻭﻁﻠﻕ ﺍﻟﺫﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ ﺒﺎﻟﺜﻼﺙ ﻭﻁﻠﻕ
ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺒﺎﻟﺜﻼﺜﻴﻥ" " ....ﻭﺒﺄﻥ ﺤﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺴﻰ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴﺔ ﺘﺤﺠﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺒـﺼﻴﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺒﺼﺭ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺘﺤﺫﺭ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻤﻥ ﻨﺼﺭﺓ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻴﻨﻁﻕ ﺒﻘﻠﺏ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ "" ......ﺃﻥ ﻜل ﺼﺎﺒﻭﻥ ﻨﺎﺒﻠﺱ ﻟﻥ ﻴﺨﻠﺼﻙ ﻤﻥ ﻅﻠﻤﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫـﺩﻴﻥ ﺤﻤـﺎﺱ" ،ﻓﺘﺠـﺩ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭ ﺍﻨﻤﺎ ﻫـﻰ ﻭﺍﻗﻌـﺔ
ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻤﻤﺎﺭﺴـﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ ﻟﺤﻘﻭﻗﻬـﺎ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻨﺎﻭل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻰ ﻭﺒﻌﻴﺩﹰﺍ ﻋﻥ ﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺒﺩﻯ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ﺃﻯ ﺭﺃﻯ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﺤﻭل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻤﺜﺎﺒـﺔ
ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﻜﻰ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺒﺴﺒﺏ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒـﺄﻥ
٤٥
ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤـﺔ ﻭﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻓـﺔ.
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺍﻨﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟـﺩﻋﻭﻯ
ﻭﺍﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻗﺩ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤـﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘـﻰ ﻜﻔﻠﻬـﺎ ﻗـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻭﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻴﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ
ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﺒﺩﻯ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ﺃﻯ ﺭﺃﻯ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴـﻕ ﺤﺘـﻰ
ﻴﺴﺘﺩل ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﺒﺄﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ."٥٩
ﻭﺘﻜﺎﺩ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺍﻥ ﺘﺘﻁﺎﺒﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻴﻀﺎ ﻓﻴﻘﻭل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ "
ﺃﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺤﻕ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻀﻭﺀ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٩٢ﻓﻘﺭﻩ ﺍﻭ ٢ﻴﻠﺯﻡ
ﻟﺘﺒﺭﻴﺭ ﺍﻟﺫﻡ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ -:
.١ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺫﻤﻭﻡ ﺸﺨﺼﺎ ﻤﻌﻨﻭﻴﺎ ﺃﻭ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﻭﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﻅﻔﺎ
ﻋﻤﻭﻤﻴﺎ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﺔ .
.٢ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺫﻡ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻓﻘﻁ ﺃﻭ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﻋﺯﺍﻩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﻤﻥ ﻭﻗﺎﺌﻊ
ﺼﺩﺭﺕ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ .
ﻭﻋﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﺎﻡ ﺠﺩﺍ ﺃﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﺍﻟﻘﺎﺫﻑ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﻨﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺫﻭﻑ ﻓﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ
ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﻴﺠﻭﺯ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺒﻜل ﻁﺭﻕ ﺍﻹﺜﺒﺎﺕ ﺒﻤﺎ
ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﻭﻗﺭﺍﺌﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل ،ﻭﺇﺫ ﺘﻌﺩﺩﺕ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺇﺴﻨﺎﺩﻫﺎ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻭﺍﻗﻌﺔ ،ﻓﺈﺫ ﺍﺜﺒﺕ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻭﻋﺠﺯ ﻋﻥ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ،ﻻ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ .
ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺤﺎل ﻤﺜﻭﻟﻪ ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻕ ﺒﻴﺎﻨﺎ ﺒﺎﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﻱ ﺍﻨﻬﺎ ﺘﺅﻜﺩ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ
ﻨﺸﺭﺓ ،ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺘﻴﻘﻨﺎ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻜل ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻴﻘﻭﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺩﻟﻴل ،ﻜﻤﺎ ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﻘﺒل ﻤﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﻘﺩﻡ
ﻭﻴﺩﻩ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻭﻴﻁﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﻘﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﻟﻲ ﻫﻲ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﺍﺜﺒﺎﺕ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ
ﻓﺎﻟﻤﻔﺘﺭﺽ ﺍﻻ ﻴﻨﺸﺭ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺇﻻ ﻭﺍﻟﺩﻟﻴل ﻓﻲ ﻤﺘﻨﺎﻭل ﻴﺩﻩ .
.٢ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﻤﺘﺩ ﻟﻴﺸﻤل ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻴﻀﺎ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻘﻁ .
٤٦
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٩٢ﻓﻘﺭﺓ ١ﻭ٢ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ،ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٠٢ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻗﺩ ﺃﺭﺍﺩﺘﺎ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﺤﻕ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻘﻁ.
ﻓﻌﻠﻲ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻥ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٠٢ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ " ﻴﻌﺩ ﻗﺎﺫﻓﹰﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺍﺴﻨﺩ ﻟﻐﻴﺭﻩ
ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٧١ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺃﻤﻭﺭﺍ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﻷﻭﺠﺒﺕ ﻋﻘﺎﺏ ﻤﻥ
ﺍﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﺤﺘﻘﺎﺭﻩ ﻋﻨﺩ ﺃﻫل ﻭﻁﻨﻪ – ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎل ﻤﻭﻅﻑ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺸﺨﺹ ﺫﻱ ﺼﻔﺔ
ﻨﻴﺎﺒﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﻠﻑ ﺒﺨﺩﻤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻻ ﻴﺩﺨل ﺘﺤﺕ ﺤﻜﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺇﺫ ﺤﺼل ﺒﺴﻼﻤﺔ ﻨﻴﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﻻ
ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺒﺸﺭﻁ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜل ﻓﻌل ﺍﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ " .
ﻭﺍﻷﻤﺭ ﺫﺍﺘﻪ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺭﻗﻡ ١٩٢ﺒﻨﺩ ١ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ " ﺇﺫ ﻁﻠﺏ
ﺍﻟﺫﺍﻡ ﺃﻥ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺒﺈﺜﺒﺎﺕ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﻋﺯﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻱ ﻋﻠﻴﺔ ﻓﻼ ﻴﺠﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻁﻠﺒﺔ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﻋﺯﺍﻩ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺃﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ
" ،ﻭﺘﺫﻫﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٩٢ﺒﻨﺩ ٢ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻪ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻡ ﻴﺘﻌﻠﻕ
ﺒﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻓﻘﻁ ﻭﺜﺒﺘﺕ ﺼﺤﺘﻪ ﻓﻴﺒﺭﺃ ﺍﻟﺫﺍﻡ ،ﻭﺇﻻ ﻓﻴﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﺔ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﻠﺫﻡ ".
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻨﻪ ﻴﺒﺩﻭﺍ ﻤﻥ ﻅﺎﻫﺭ ﻨﺼﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ٣٠٢ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﻤﺼﺭﻱ ﻭ ١٩٢ﻓﻘﺭﻩ ١ﻭ ٢ﺃﻥ
ﺤﻕ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺫﻡ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺭﻱ ﻭﻤﻌﻨﺎ ﺍﻏﻠﺏ ﺍﻟﻔﻘﺔ ﻓﻲ
ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻷﺭﺩﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٠٢ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﻤﺼﺭﻱ ﻭﻤﺜﻠﻬﺎ ١٩٢ﻓﻘﺭﻩ ١ﻭ ٢ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﺭﺩﻨﻲ ﺘﺘﺴﻊ
ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﻟﻴﺴﻭﺍ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﻴﻥ.
ﻓﻴﻘﻭل ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺸﺭﻴﻑ ﻜﺎﻤل " ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺍﻥ ﻨﺼﺕ ﺼﺭﺍﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ ﻓﻘﻁ ﻓﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﻫﻲ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﺒﺭﺯ ﻤﺩﻯ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺤﻕ
ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻓﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﺨﻁﺭ ﻤﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺩﻗﻪ ﻭﻫﻭ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻬﺎ ﺇﺫ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ
ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺜﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻙ ﺤﻭل ﻤﺩﻯ ﺇﻤﻜﺎﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻓﻴﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﻴﺤﻅﻰ ﺒﻪ
ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺤﺼﺎﻨﺎﺕ ﻭﺍﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .٦٠
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ " ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻥ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺃﺼﻼ ﻤﺅﺜﻡ ﻭﺍﻥ ﺃﺒﻴﺢ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺀ
ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ ﻭﻻ ﻴﻤﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﺭﺩﻭﺩ ﺒﺄﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﻁﺭﻕ ﻤﻥ ﻟﻴﺱ
ﺒﻤﻭﻅﻑ ﻋﺎﻡ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﻤﺭﺍ ﻋﺎﻤﹰﺎ ﺒﺎﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺒل ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺏ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﻭ
ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻬل ﻴﺨﺘﻠﻑ ﺃﻤﺭﻩ ﻫﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ؟ ،ﻭﻴﺠﻴﺏ ﺴﻴﺎﺩﺘﻪ " ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻨﻌﺘﻘﺩﻩ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ
٤٧
ﺍﻻﺴﺘﺜﻨﺎﺀ ﻜﺎﻥ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺤﻕ ﻋﺎﻡ ﻻ ﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﺠﺤﺩﻩ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺸﻜﻙ ﻓﻴﻪ ﻓﻠﻡ ﻴﺴﻊ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻼ
ﺃﻥ ﻴﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺃﺩﻗﻪ ﻭﻫﻭ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﻭﺍﺠﻬﻪ ﻤﻭﻅﻑ ﻋﺎﻡ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻨﻪ ﻟﻪ ﺤﺼﺎﻨﺎﺕ
ﻭﺍﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺃﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﺎﺸﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻨﻭﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺨﻭل ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺄﻱ
ﺤﺎل " ؛ ﻭﻴﻀﻴﻑ ﺩ .ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ " ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻨﻌﺘﻘﺩ ﺒﺎﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫﻭ ﺴﺒﺏ ﻻﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭﺍﻟﺴﺏ
ﻭﺍﻹﻫﺎﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﺇﺫ ﻤﺎ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﺸﺭﻭﻁﻪ ﻭﺍﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻓﺘﺭﻀﺕ ﻋﺩﻡ ﺍﺸﺘﻤﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺫﻑ
ﻭﺴﺏ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻰ ﺇﺤﻜﺎﻡ ﻟﻡ ﺘﺤﻁ ﻋﻠﻤﹰﺎ ﻜﺎﻓﻴﹰﺎ ﺒﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﻭﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻥ
ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﻫﻭ ﻜﻤﺎ ﻨﻌﺘﻘﺩ ﻴﺒﻴﺢ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻘﻭﻟﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺍﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﻗﺫﻑ ﺃﻭ ﺴﺏ – ﺘﺤﻘﻴﻘﹰﺎ ﻟﻠﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺩﻓﺎﻉ ﺸﺭﻋﻲ ﻀﺩ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ".٦١
ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺼﺎﻟﺢ ﺴﻴﺩ ﻤﻨﺼﻭﺭ " ﺃﻥ ﺍﺼﻠﺢ ﺘﻌﺭﻴﻑ ﻟﺫﻱ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺫﻑ
ﻭﺍﻟﺴﺏ ﻫﻭ ﻤﺎ ﻗﺎﻟﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٥ﻤﻥ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺴﻨﺔ ١٩٣٦ﻓﻘﺩ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﺒﺄﻨﻪ
ﻜل ﻤﻥ ﻴﺅﺩﻯ ﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﻨﻴﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺨﺩﻤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﻴﺤﺩﺙ ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺀ ﺃﻗﻭﺍﻟﻪ ﺃﻭ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻪ ﺘﺄﺜﻴﺭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭ ﺃﺴﺎﺱ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻻ ﻴﺤﻔل ﺒﺫﻱ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻭﻤﻴﺔ
ﺒﺼﻔﺘﻪ ﻫﺫﻩ ﺒل ﺒﺼﻔﺘﻪ ﻓﺭﺩﹰﺍ ﻴﺤﺩﺩ ﻤﺼﻴﺭ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺄﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﻴﻘﺭﻥ ﺘﺄﺜﺭ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﻤﻅﺎﻫﺭ
ﻨﺸﺎﻁﻪ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺭﻩ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﺒﻴﺩﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﻗﻭﺍل.٦٢
ﻼ ﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻤﺭﺃﺓ
ﻴﺫﻫﺏ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ " ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻭ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻁﺒﻴﻌﻲ ﺭﺠ ﹰ
ﻴﺘﺼﺩﻯ ﺃﻭ ﺘﺘﺼﺩﻯ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺴﻴﺎﺴﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﺇﺭﺸﺎﺩﻫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﺴﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﺃﻭ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﺤﻠﻴﺔ ﻤﺤﺩﻭﺩﺓ " .٦٣ﻭﻴﺜﻭﺭ ﺴﺅﺍل ﻻ ﺒﺩ ﻤﻨﻪ ﻭﻫﻭ
ﻫل ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ؟.
ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﻌﻁﻴﻔﻲ "ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻠﻜﺎ ﻟﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺒل ﺃﻥ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻗﺩ ﺘﻨﻘل ﺒﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﺘﺼﺎﻻ ﻭﺜﻴﻘﺎ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﺒﻐﻴﺭ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ،ﻓﺎﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻭﻀﻌﺎ ﻟﻠﻨﻘﺩ ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺼل ﺒﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻜل ﺘﺼﺭﻑ ﻴﺼﺩﺭ ﻤﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﺘﻌﻠﻘﺎ ﺒﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﻭﻤﺎ ﺩﺍﻡ
٦١ﺩ .ﻋﻤﺎﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﳌﺒﺎﺡ ﺹ ٨٧ – ٨٥ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺩ .ﳏﻤﻮﺩ ﳏﻤﻮﺩ ﻣﺼﻄﻔﻰ – ﺷﺮﺡ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ – ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﳋﺎﺹ
ﺹ .٣٠٥ – ٣٠٤
٦٢ﺻﺎﱀ ﺳﻴﺪ ﻣﻨﺼﻮﺭ – ﺍﻟﻘﺬﻑ ﰲ ﺣﻖ ﺫﻱ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ – ﺹ – .١٣٦
٦٣ﳏﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ – ﰲ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺹ ،١١٣ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺷﺮﻳﻒ ﻛﺎﻣﻞ – ﺍﳉﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﺹ ١٩ﻭﺑﻪ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﳌﻦ ﻳﻌﺘﱪ ﺷﺨﺼﹰﺎ ﻋﺎﻣﹰﺎ.
٤٨
ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻫﻭ ﻜل ﺸﺨﺹ ﺘﺘﺼل ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻠﻪ ﺒﺎﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺘﺼﺩﺭ ﻋﻨﻪ ﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺘﻪ
٦٤
ﻓﻲ ﺍﻟﻅﻬﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺎل ﻋﻨﻪ ﻗﺒل ﺴﻠﻔﺎ ﺃﻥ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺼﺤﻑ
.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺒﻪ ﺃﻥ " ﺩﺭﺠﺔ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺘﺘﻨﺎﺴﺏ ﻁﺭﺩﹰﺍ ﻤﻊ ﻨﻭﻉ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺘﻪ ﻭﺠﺴﺎﻤﺘﻬﺎ ﻓﻜﻠﻤﺎ
ﻼ ﺒﻌﻭﺍﻁﻑ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺼﺩﻯ ﻟﻪ ﺤﺴﺎﺴﹰﺎ ﻤﺘﺼ ﹰ
ﻴﺘﺤﻤﻠﻬﺎ ﻤﻨﻪ ﺠﺴﻴﻤﺔ ﻭﻜﻠﻤﺎ ﺫﺍﺩ ﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﻥ ﻴﺘﺤﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺘﻜﻠﻴﻔﻬﺎ .٦٥
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻴﺘﻔﻕ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻤﻊ ﻨﻅﻴﺭﻩ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻓﻘﺩ ﺍﻨﺘﻬﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻪ " ﺘﻨﺎﻭل ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﺒﺎﺡ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺭﺘﺒﻁﺎ ﺒﺄﻋﻤﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺒﻤﻌﻨﻲ ﺍﻨﻪ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ
٦٦
ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﺭﺘﺒﺎﻁﺎ ﻻ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﺘﺠﺯﺌﺔ ".
ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﺒﺎﺡ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻫﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺜﺎﺒﺘﺎ ﻭﻤﺴﻠﻡ ﺒﻪ ﻭﺍﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﻤﺎ ﻴﻬﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻭﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﻭﺠﻬﺎ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﻟﻬﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﻼﺌﻤﺎ ﻭﻤﻨﺎﺴﺒﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻘﺘﺭﻨﺎ ﺒﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ.٦٧
ﻭﺴﻭﻑ ﻨﺘﻨﺎﻭل ﺒﺎﻹﻴﻀﺎﺡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ.
ﻴﺫﻫﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻻ ﻴﺒﺎﺸﺭ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺎﺱ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ،ﻭﻗﺎﺌﻊ ﺃﺼﺒﺤﺕ
ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺤﻭﺯﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺒﻔﻌل ﺃﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﺭﻀﻬﻡ ﺇﻴﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﺃﻭ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻜﺫﻟﻙ
ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺸﻬﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺴﺘﻘﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﺴﻠﻤﺔ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ
.ﻭﻭﻗﺎﺌﻊ ﻟﻡ ﺘﺼﺒﺢ ﺒﻌﺩ ﻓﻲ ﺤﻭﺯﺓ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﺸﻔﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ .٦٨
٤٩
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺜﺒﻭﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻻ ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺴﻠﻔﹰﺎ ﻭ ﺇﻨﻤﺎ ﺇﺫ ﺃﺜﻴﺭ ﺍﻟﺠﺩل ﻓﻲ ﺼﺤﺘﻬﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ
ﻭﺴﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺍﻟﺘﺼﺩﻱ ﻹﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﻭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻴﻬﺎ .٦٩
ﻻ ﺒﺩ ﻭﺍﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻬﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﻭﻓﻘﹰﺎ ﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻔﻘﻪ – ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻟﻠﻭﺍﻗﻌﻪ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ –
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﺍ ﺸﺭﻁﹰﺎ ﺃﻭﻟﻴﺎ ﻹﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ،ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺍﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺤﺩﻩ ﻫﻭ
ﻻ ﻭﺜﻴﻘﹰﺎ ﻭﺤﻴﻭﻴﹰﺎ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻤﺎ ﻴﻬﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﻴﺘﺼل ﺍﺘﺼﺎ ﹰ
ﺃﻭ ﺸﺎﻏﻠﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻪ ﺩﻻﻻﺘﻪ ﻭ ﺃﺜﺭﻩ ﻋﻠﻰ
ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩ ﻜﺸﻔﻪ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺭﺠل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﺎﻁﻰ
ﻼ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﻨﻘﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻗﺫﻓﹰﺎ ﺒل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻜﺸﻑ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ ﻤﺜ ﹰ
ﺍﻟﻌﻭﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﻴﺭﺘﺩﻉ ﻫﻭ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺸﺎﺌﻥ ﺼﻴﺎﻨﺔ ﻟﻠﺩﻴﻥ. ٧٠
ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻰ ﺤﻴﺙ ﺫﻫﺒﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻪ "ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺎ ﻴﺤﻤل
ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻭﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﻭﻴﺤﻤل ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻓﻲ ﻁﻴﺎﺘﻪ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻤﻤﺎ ﻴﻬﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ
ﻭﻁﺎﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﻘﺎل ﻁﺎﺒﻊ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺠﻤﻴﻌﻪ ﻴﻌﺩ ﺴﺒﺒﺎ ﻹﺒﺎﺤﺘﻪ ."٧١
ﻼ ﻓﻲ ﻨﻭﻋﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻻﻋﻤﺎل ﺘﻬﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻫﻤﺎ ﻨﻘﺩ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺘﻨﺎﻭل
ﻭﻨﺤﺏ ﺃﻥ ﻨﺴﻬﺏ ﻗﻠﻴ ﹰ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ .
.١-٢-٣ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ :ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻤﺴﺘﻘﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻜل ﻤﻥ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﻤﻥ ﻴﺩﺨل
ﻓﻴﻬﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤ ﹰ
ﻼ ﻟﻠﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩ ﻟﻤﺎ ﻴﺘﻀﻤﻨﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻴﺩﺍﻥ
ﻤﻥ ﺨﻁﻭﺭﺓ ﻭ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻬﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻊ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻷﻗﻼﻡ
،٧٢ﻭﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻟﺫﻟﻙ ﻗﻀﻰ ﺒﺄﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻡ ﻴﻤﺱ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻘﻭﺩ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﺎﻥ ﻜل
ﻨﻘﺩ ﻤﻬﺎ ﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺭﺓ ﻟﻴﺱ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﻭﻻ ﺴﺏ .٧٣
٥٠
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺸﺭﻴﻑ ﻜﺎﻤل ﺍﻨﻪ " ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺩﺨﻠﻭﻥ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺒﺄﻱ ﺼﻔﺔ ﺃﻴﺎ
ﻜﺎﻨﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﻤﻭﺍﻗﻌﻬﻡ ﻓﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻟﻠﺸﺨﺹ ﻴﺒﺎﺡ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻡ ﻭﺇﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﻪ ﺇﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ. ٧٤
.٢-٢-٣ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ :ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ ﻋﻨﺩﻩ ﺍﻨﻪ ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺃﻭ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻗﺩ ﺭﻭﻯ
ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﺘﻭﺨﻴﹰﺎ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻤﺤﺘﺎﻁﹰﺎ ﻤﺘﺜﺒﺘﹰﺎ ﻓﺘﻘﺩﻴﺭﻩ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻭﺘﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻬﻤﺎ ﻴﻜﻥ ﻤﺭﻴﺭﹰﺍ ﺃﻭ
ﻤﻭﺠﻌﹰﺎ ﻻ ﻴﻌﺭﻀﻪ ﻟﻠﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺇﺫ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ ﺤﺭ ﻴﻭﺯﻉ ﺜﻨﺎﺅﻩ ﺃﻭ ﻟﻭﻤﻪ ﺤﺴﺏ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﻻ ﻴﺨﻀﻊ
ﺇﻻ ﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ – ﻭﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺘﻀﺤﻲ ﻤﻠﻜﹰﺎ ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺇﻻ ﻴﺤﺭﺴﻪ ﻤﻭﺕ
ﺍﻟﻤﻴﺕ ﻻﻥ ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻭﺍﺕ ﺘﻌﻅ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﻨﺎل ﻭﺭﺜﺔ ﺍﻟﻤﻴﺕ ﻤﻥ ﺃﺫﻯ ﺒﺴﺒﺏ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ
ﺴﻤﻌﺘﻬﻡ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﻡ ﻓﺎﻨﻪ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﺭﺜﻬﻡ ﻭﺴﻭﺀ ﻁﺎﻟﻌﻬﻡ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ. ٧٥
ﻭﻓﻰ ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻓﻘﺩ ﺭﻓﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎﺭﻴﺱ ﻓﻲ
١٩٣٢/١/١٥ﺩﻋﻭﻯ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﺤﻔﻴﺩﺓ ﺍﻟﻜﺎﺘﺒﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭﺓ ﺠﻭﺭﺝ ﺼﺎﻨﺩ ﻀﺩ ﻜﺎﺘﺏ ﻨﺸﺭ
ﻻ ﺠﺎﺀ ﻓﻴﻪ " ﺍﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻁﺎﻉ ﺤﺼﺭ ﻋﺸﺎﻕ ﺠﻭﺭﺝ ﺼﺎﻨﺩ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﻤﻥ ﻓﻼﻥ ﺇﻟﻰ
ﻋﻥ ﺠﺩﺘﻬﺎ ﻤﻘﺎ ﹰ
ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﻋﺸﻘﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻜﻬﻭﻟﺘﻬﺎ" ،ﺘﺄﺴﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻗﺒﻴل ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ
ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺎﺘﺒﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﺤﻭﺙ ﻭﻤﻘﺎﻻﺕ ﻋﺩﻩ.٧٦
ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٦٦ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ " ﺇﺫ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺕ ﻴﺤﻕ ﻟﻭﺭﺜﺘﻪ ﺩﻭﻥ
ﺴﻭﺍﻫﻡ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ " ،ﻭﻴﻼﺤﻅ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻲ ﻭﻴﻘﺼﺭ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻋﻠﻰ
ﻭﺭﺜﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺘﺽ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .ﻭﻓﻲ ﺘﻘﺩﻴﺭﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻴﻀﻴﻕ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ
٥١
ﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﻤﻼﺤﻘﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﺒل ﻭﺭﺜﺔ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ ،ﻭﻫﻡ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﻭﻥ ﺘﻘﻴﻴﺩ ﺤﻕ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ .ﺍﻤﺎ ﻤﺼﺭ ﻭﻓﻲ ﻅل ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﻨﺹ ﻤﺤﺩﺩ ﺨﺎﺹ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﺴﺘﻘﺭ
ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﻴﺕ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻴﺠﺭﻡ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻓﻲ ﺤﻕ
ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﻨﺘﻘﺎﺼﺎ ﻤﻥ ﺸﺭﻓﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺘﻨﻘﻀﻲ ﺒﻭﻓﺎﺓ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ
ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻥ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻻ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻰ." ٧٧
ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻨﻪ ﻴﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺹ ،ﻓﻼ ﺘﺜﺭﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻓﻲ ﻨﻘﺩ ﺫﺍﺕ ﺃﺸﺨﺎﺹ
ﺃﺼﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﺼﺭﻓﺎﺕ ﺒﺤﻜﻡ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭﺒﻴﻥ ﺘﺼﺭﻓﺎﺘﻪ ﻭ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭ ﺃﺭﺍﺩﺘﻪ .
ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﺩﺍﺌﻤﹰﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﻜﻡ ﺘﺸﻬﺩ
ﺒﺼﺤﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﺨﻁﺌﻪ ﻭﺒﻘﺼﺩﻩ ﺃﻭ ﺒﺸﻁﻁﻪ ﻓﺈﺫ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺒﻐﻴﺭ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻻ ﻴﻜﻥ
ﻨﻘﺩﹰﺍ ﻭﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻭﻫﻭ ﻴﺒﺩﻯ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻓﻲ ﻋﻤل ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺃﻭ ﺘﺼﺭﻓﻪ ﺃﻥ ﻴﻠﻤﺱ ﺠﺎﻨﺒﺎ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺘﻪ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﺨﻼﻗﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﻤﻥ ﻟﻭﺍﺯﻤﻪ ﺒﺤﺴﺏ ﻨﻭﻉ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻟﻡ ﻴﺜﺒﺕ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻜﺎﻥ
ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻘﺼﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻓﺭﺼﻪ ﻟﺘﻠﻭﻴﺙ ﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺸﺭﻓﻪ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺃﻭ ﻤﻜﺎﻨﺘﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.٧٨
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻰ ﺤﻴﺙ ﺍﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﺤﺩ ﺍﺤﻜﺎﻤﺔ "ﺍﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺍﺘﻬﻤﺕ ﺍﻟﻤﺸﺘﻜﻰ ﺒﺄﻨﻪ
ﻤﻨﺎﻓﻕ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﻬﻡ ﺃﺩﺍﺅﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒﺎﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻰ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺨﻠﺼﺕ ﻤﻨﻪ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻤﻥ ﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺫﻯ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺴﺒﺒﺎ ﻋﺎﻤ ﹰﺎ ﻹﺒﺎﺤﺔ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ
ﻴﻌﻨﻰ ﻋﺩﻡ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ."٧٩
.٤-٣ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﺘﻼﺌﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻭﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺒﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ.
ﻭﻻ ﻴﺒﻘﻰ ﻤﻥ ﺸﺭﻭﻁ ﺇﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺇﻻ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺘﻼﺌﻤﹰﺎ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ ﻭﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ
ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻠﻨﻔﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻴﻪ ﻤﻥ ﺁﺭﺍﺀ ﻭﺍﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺼﺤﺔ ﺭﺃﻴﻪ .
٧٧ﺣﻘﻮﻕ ﺍﲏ ﻋﻠﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻘﺎﺭﻥ – ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﳏﻤﻮﺩ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﺹ.٣٦
٧٨ﺩ .ﺷﺮﻳﻒ ﻛﺎﻣﻞ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ – ( ٥٣ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ) ﺩ .ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ ١٩٩ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ.
١١٦١ - 79ﻟﺴﻨﺔ ،١٩٩٧ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﲜﻠﺴﺔ ،١٩٩٨/٣/٢٢ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ.
٥٢
ﻭﻓﻰ ﺫﻟﻙ ﺘﻘﻭل ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺽ " ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻤﻘﺫﻋﺔ ﻭﺠﺎﺀﺕ ﺒﺄﺴﻠﻭﺏ
ﻋﺎﻡ ﻻ ﺘﺒﺭﺯ ﻓﻴﻪ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺒﻌﻴﻨﻬﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﻘﺩﻫﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺃﺜﺭﻫﺎ ﺇﻥ ﺘﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﺨﻴﺎل
ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺍﻓﺩﺡ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﺓ ﺃﺫﺭﻯ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻓﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻡ
ﻫﺫﻩ ﺘﺸﻬﻴﺭ ﺼﺭﻴﺢ ﻻ ﻴﻔﻴﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻡ ﻻ ﻴﻨﻘﻠﺏ ﺇﻟﻰ ﺘﺨﺼﻴﺹ ﺒﻭﻗﺎﺌﻊ ﻤﻌﻴﻨﺔ
ﺠﺎﺌﺯ ﺇﺜﺒﺎﺘﻬﺎ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﻭﺭﻭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ".٨٠
ﻜﻤﺎ ﺍﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭ ﻋﻨﺩﻩ ﺍﻨﻪ " ﻻ ﺘﺜﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺃﻥ ﻴﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤل
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﻔﺫﻩ ﻭﻻ ﻴﺒﻁﻠﻪ ﺃﻥ ﻨﺴﺘﻌﻤل ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﺭﺓ ﻭﻗﺎﺴﻴﺔ ﺇﺫ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺎﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻗﺩ
ﺘﻘﺘﻀﻲ ﻨﻭﻋ ﹰﺎ ﻤﻥ ﻗﺎﺭﺱ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﻤﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﻋﻨﻑ ﺍﻟﻠﻔﻅ ﻭﻻ ﻴﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻗﺫﻓﹰﺎ ﻭﻻ ﺴﺒﹰﺎ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ
ﻼ ﺒﻬﺎ ﻭﺜﻤﺔ ﺼﻠﺔ ﺒﻴﻥ
ﻴﺒﻐﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﻭﻤﺭﺘﺒﻁﹰﺎ ﺒﺎﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﺤل ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﻤﺘﺼ ﹰ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻭﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺫﻟﻙ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﺴﺕ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺃﻭ
ﺠﺎﻤﺩﺓ."٨١
ﻭﻗﺩ ﺍﻜﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺒﻘﻭﻟﻪ " ...ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ
) ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ( ﺘﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺒﺘﻭﺍﻓﺭ ﺸﺭﻁﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ :ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺨﺩﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺘﻘﺭﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﻫﻭ ﺘﻭﺨﻰ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﺈﺒﺩﺍﺀ ﺭﺃﻯ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺈﺭﺸﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺼﻭﺍﺏ ﺃﻭ ﺒﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ
ﻫﻭ ﺒﺎﻁل .ﺜﺎﻨﻴﹰﺎ :ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺒﺩﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ،ﻭﻤﺼﺩﺭ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ
ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺨﺎﻁﺌُﹰﺎ ﺃﻭ ﻤﺭﺩﻭﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻬﻤﻬﺎ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ
ﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺴﺅ ﻨﻴﺘﻪ ."٨٢
ﻭﻴﺅﺨﺫ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ – ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ -ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ
ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﺔ ،ﻭﻴﻅل ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺎﻭل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻹﺠﺎﺒﺔ ﻋﻠﻴﺔ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻫﻭ ﻫل ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ
ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻴﻌﻤل ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺒﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ ،ﺃﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﻭﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ؟.
ﻭﻟﻜﺸﻑ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻴﻌﻤﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺇﻟﻰ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻪ ﻭﻟﻴﺱ ﺒـﺎﺠﺯﺍﺀ
ﻤﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜل ،ﺇﺫ ﻗﻀﻲ ﺃﻥ "...ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﻋﻨﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻫﻭ ﺘﻔـﺴﻴﺭﻩ ﺒﻤﺠﻤﻠـﻪ ﻓﺎﻟﻤﻘـﺎل ﻜـل ﻻ
ﻴﺘﺠﺯﺍﺀ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﺠﺩ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﻘﺎل ﻁﺎﺒﻊ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ ﻤﻭﻀﻭﻋﻰ ﻴﻬﻡ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ
٨٠ﻧﻘﺾ ﺟﻠﺴﺔ ٣٢/٣/١٤ﻃﻌﻦ ٣٣٢ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺟـ ٢ﺹ – ٤٨٠ﺩ .ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ .٢١٦
٨١ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ – ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ ٢١٨ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺑﺎﳍﺎﻣﺶ.
- 82ﻗﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ ٥٩٣٦ﻟﺴﻨﺔ ٩٦ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،١٩٩٧/١٠/٢١ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ.
٥٣
ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺤﻼ ﻟﻠﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩ ﻀﻤﻥ ﺤـﺩﻭﺩ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﺈﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻫﻭ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﻭﺯ ﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻭ ﻨﻘﺩﻫﺎ ﻭ ﻤﺭﺍﻗﺒﺎﺘﻬﺎ .ﺇﻀﺎﻓﺔ
ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻤﺘﻭﺍﻓﺭ ﻭ ﻅﺎﻫﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺒﺎﻟﺤﻔـﺎﻅ ﻋﻠـﻰ
ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﺘﺩﺨل ﺨﺎﺭﺠﻲ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﺘﻀﻊ ﻴﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺅ ﻨﻴﺔ ﻅﺎﻫﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻘﺎل .ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺤﺩﺙ ﺃﻥ ﻴﻨﻁﻭﻱ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻋﻠﻰ ﻤـﺎ ﻴﻤـﺱ ﺃﺩﺍﺀ ﺒﻌـﺽ ﺍﻷﺸـﺨﺎﺹ ﺃﻭ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻤﻤﻥ ﻴﺘﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻐﺭﺽ ﺇﻴﺼﺎل ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻭﻓﻕ ﻭ ﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ." ٨٣
ﻭﻓﻰ ﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ،ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻰ ﺒﻌﺩ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﺎﻓﺔ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺇﻟﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﻊ ﺃﻨﺔ
ﺃﻋﻁﻰ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﻭﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ ﻓﻌﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ
ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﺃﻱ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﺴﻲﺀ ﻟﻠﻐﻴﺭ ﺃﻭ ﺘﻤﺜل ﺫﻡ ﺃﻭ ﻗﺩﺡ ﻭﺤﻴﺙ ﺘﻀﻤﻨﺕ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﺎ ﻴﺸﻜل ﺫﻡ ﻭﻗﺩﺡ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﻪ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻜﺎﻓﻪ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺠﺭﻴﻤﺔ
ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ ."٨٤
ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺒﻐﺭﺽ ﺘﺒﻠﻴﻎ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﻴﻥ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﻴﻥ ﻋﻥ ﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﻭﺍﻥ ﻻ
ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻋﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻠﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﺤﺭﻴﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴـﺔ ﻓﻴﻬـﺎ
ﺒﻐﻴﺭ ﺸﻜﻭﻱ ﺃﻭ ﻁﻠﺏ ﻤﺜل ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺯﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﺤﺭﻙ ﺇﻻ ﺇﺫ ﺍﺒﻠﻎ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟـﺯﻭﺝ ﻤـﺜﻼ،
ﻓﻨﺸﺭ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺯﻨﺎ ﺃﻭ ﺍﺘﻬﺎﻡ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﺒﺎﻟﺯﻨﺎ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﺎ ﻟﺤـﻕ ﺍﻟﺘﺒﻠﻴـﻎ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻗﺼﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻭﺝ ،ﻭﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﻼ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﺤل ﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﺼـﺎﺩﻗﺔ ﺃﻭ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗل ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺍﻟﺼﺩﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﺒﻴﺭ ،ﻭﺍﻥ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺒﻤﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ
ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﻤﻌﺎﻭﻨﺔ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻜﺸﻑ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ.
٥٤
ﺘﺫﻫﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٦٠ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ " ﻻ ﺘﺴﺭﻱ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻜل
ﻓﻌل ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺒﻨﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻋﻤﻼ ﺒﺤﻕ ﻤﻘﺭﺭ ﺒﻤﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ " ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٦١ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ " -:ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺴﺌﻭﻻ ﺠﺯﺍﺌﻴﺎ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻓﻌل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺃﺘﻰ ﺫﻟﻙ
ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
-١ﺘﻨﻔﻴﺫﺍ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ
-٢ﺇﻁﺎﻋﺔ ﻷﻤﺭ ﺼﺩﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﺭﺠﻊ ﺫﻱ ﺍﺨﺘﺼﺎﺹ ﻴﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺇﻁﺎﻋﺘﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ
ﺍﻷﻤﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺸﺭﻭﻉ "
ﻭﻴﺫﻫﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻪ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﺎﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺼﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺴﺎﺘﻴﺭ
ﺘﺠﻌﻠﻪ ﻤﺒﺎﺤﺎ ﺭﻏﻡ ﻤﺎﻗﺩ ﻴﺘﻀﻤﻨﻪ ﻤﻥ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﻗﺫﻑ ﻭﻤﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻰ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻘﺎﺫﻑ ﻓﻁﺎﻟﻤﺎ ﺍﻥ
ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻗﺩ ﻗﺩﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﻤﺎ ﻴﺴﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻻﺨﺒﺎﺭ ﻓﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﻘﺘﻀﻲ
ﺤﻜﻤﺎ ﺍﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺃﻱ ﺍﺒﺎﺤﺔ ﺍﻻﻓﻌﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﻉ
ﻟﻠﺤﻕ ﻭﺍﺴﺎﺱ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻭﺠﻭﺏ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﺽ ﺒﻴﻥ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻠﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﺍﻥ
ﻴﻘﺭﺭ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺤﻕ ﺜﻡ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻓﻌﺎل ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺒﻬﺎ ……… ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل
ﺍﻟﺤﻕ ﺴﺒﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﺴﺒﺎﺏ ﺍﻻﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﻜل ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﻭﻴﺠﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌل ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺘﻪ ﻓﻼ
ﻴﺴﺎل ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻤﺩﻨﻴﺎ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻻﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻨﺸﺭ ﺍﺨﺒﺎﺭ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ .٨٥
ﻭﺍﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺘﻤﻴل ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﺘﺴﻠﻡ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺩﺙ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ
ﻭﺒﻤﺸﺭﻭﻋﻴﺘﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﻟﻭ ﺘﻀﻤﻥ ﻤﺴﺎﺴﺎ ﺒﻤﻥ ﺘﻨﺎﻭﻟﻬﻡ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﻟﻜﻥ ﺤﻴﻥ ﻴﺭﻱ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﺴﺎﺱ ﺫﻟﻙ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﻑ ﻻﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ﺒﺎﻻﺒﺎﺤﺔ ﺘﻌﻠﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩﺓ ﺒﺘﺠﺭﻴﻡ ﺍﻟﻘﺫﻑ ،ﻴﺭﺍﻩ ﺍﺨﺭﻴﻥ
ﻓﻲ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﻤﺒﺩﺍﺌﻪ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﻻﻥ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻓﺭﺍﺩﻩ ﺒﻤﺎ ﻴﺠﺭﻱ
٨٦
ﻓﻴﻪ ﻭﻫﻲ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺘﺭﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻤﻥ ﻴﻤﺴﻪ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﻓﺭﺍﺩ.
ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﺃﻥ ﻟﻠﺼﺤﻑ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺤﺘﻰ ﺘﺅﺩﻱ ﺭﺴﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻭﺘﺘﻁﻠﺏ ﻫﺫﻩ
ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺸﺭﻭﻁ ﺜﻼﺜﺔ -:
85ﺩ .ﲨﺎﻝ ﺍﻟﻌﻄﻴﻔﻲ ﻣﻦ ﳎﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﺹ . ٦٤٨
86ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺃﲪﺪ ﺃﻣﲔ ﺑﻚ – ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻗﺎﺿﻲ ﺹ ٥٤١ – ٥٤٠ﺩ.ﳏﻤﻮﺩ ﳒﻴﺐ ﺣﺴﲏ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻗﺎﺿﻲ ﺹ ٣٦٦ﻭﻋﺎﻡ ﺹ ١٨٠ﺩ .ﺻﺎﱀ
ﺳﻴﺪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺬﻑ ﰲ ﺣﻖ ﺫﻭ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺹ .١٥٥
٥٥
.١ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻭﻁﺎﺒﻌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ .ﻓﺼﺤﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺸﺭﻁ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﻭﻡ
ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﺒﻨﺸﺭ ﺨﺒﺭ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﺘﻘﺘﻀﻲ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ،ﻭﺼﺤﻴﺤﺔ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﻨﺴﺒﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻥ ﺃﺴﻨﺩﺕ ﺃﻟﻴﻪ .ﻭﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ
ﺫﺍ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻋﺎﻡ ﻓﻼ ﺘﻤﺘﺩ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﻨﺎﺩ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺸﺎﺌﻨﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ
ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻷﺤﺩ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﺤﻘﻕ ﻫﺩﻓﺎ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ .
.٢ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺽ .ﻭﺘﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻓﻲ ﺤﺠﻤﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ،ﻓﻼ
ﻴﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻭ ﺘﻬﻜﻡ ﺃﻭ ﺴﺨﺭﻴﺔ .
.٣ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ .ﻭﺘﻌﻨﻲ ﺍﺴﺘﻬﺩﺍﻑ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻻ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ،ﻭﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻏﻴﺭ
ﺼﺤﻴﺢ ﻭﻟﻜﻥ ﻨﺎﺸﺭﻩ ﺍﻋﺘﻘﺩ ﺼﺤﺘﻪ ﻭﺍﺴﺘﻨﺩ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺭﻱ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻤﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺜل ﻅﺭﻭﻓﻪ ﻓﻠﻪ
ﺃﻥ ﻴﺤﺘﺞ ﺒﺎﻟﻐﻠﻁ ﻓﻲ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﺎ ﺍﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ،ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻤﺴﺘﻘﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ
ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻩ ﻤﻥ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﻓﻴﻘﻭل ﺍﺤﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ " ﺍﻥ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﹰﺎ ﻓﻬﻰ ﺍﺤﺩﻯ ﻭﺴﺎﺌل
ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﺘﺎﺡ ﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ
ﺒﺎﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺼﺩﺭ ﻋﻤﻥ ﻴﺘﺼﺩﻭﻥ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ
ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻁﻼﻉ ﺍﻓﺭﺍﺩﻩ ﺒﻤﺎ ﻴﺠﺭﻯ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺃﻭ
ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺘﻤﻜﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺎ ﻴﻀﺭﻫﻡ ﻭﻤﺎ ﻴﻨﻔﻌﻬﻡ ﻭﻤﺎ ﻴﺠﺭﻯ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺘﺘﻌﻠﻕ
ﺒﺄﺤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﺒﺸﺭﻭﻁ
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﺍﺠﻠﻬﺎ ﻨﺸﺭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ
ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻭﻁﺎﺒﻌﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻰ ﺇﺫ ﻴﺠﺏ ﺍﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ
ﻭﻓﻰ ﻨﺴﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﺴﻨﺩ ﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻨﺸﺭ ﺨﺒﺭ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻻ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺸﻰﺀ ﺒل ﺃﻥ
ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﺘﻀﺭﺭ ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ .ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺄﻨﻪ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻀﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻭ ﺘﺴﺘﻌﻤل ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺘﻭﺤﻲ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺒﻤﺩﻟﻭل ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻴﻠﺠﺄ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻬﻜﻡ ﻭﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ .ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻭﺠﺏ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺇﺫ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻬﺩﻑ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ
ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻤﻥ ﺍﺠﻠﻬﺎ ﺃﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻫﻰ ﺨﺩﻤﺔ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻜﺸﻑ ﺍﻷﻤﻭﺭ
٥٦
ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻬﻜﻡ ﻭﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺤﺴﻥ
ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻨﺘﻔﻴﹰﺎ."٨٧
ﻭﻴﻘﻭل ﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ﺍﻨﻪ " ﺒﺎﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﻴﻤﻜﻥ
ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ
ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺭ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺇﺫ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻑ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻫﻭ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ "،ﻭﺍﺴﺘﻁﺭﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ
ﻗﻭﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ " ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻤﺘﻭﺍﻓﺭ ﻭ ﻅﺎﻫﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺇﺫ ﺃﻨﻪ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺒﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ
ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﺘﺩﺨل ﺨﺎﺭﺠﻲ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﺘﻀﻊ ﻴﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺅ ﻨﻴﺔ ﻅﺎﻫﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻘﺎل .ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺤﺩﺙ ﺃﻥ ﻴﻨﻁﻭﻱ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻤﺱ ﺃﺩﺍﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻤﻤﻥ ﻴﺘﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻐﺭﺽ ﺇﻴﺼﺎل ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻭﻓﻕ ﻭ ﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻫﻭ ﻀﻤﺎﻥ ﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺇﺤﺩﻯ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ
ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٥ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ".٨٨
ﻭﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﺍﻋﺘﺒﺭﺕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺍﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﺜﺒﺎﺕ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻤﻭﺠﺏ ﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﻓﻘﺎﻟﺕ
"ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻘﺩﻤﺎ ﺃﻴﺔ ﺒﻴﻨﺔ ﺘﺅﻜﺩ ﻭ/ﺃﻭ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﻗﺎﻤﺎ ﺒﻨﺸﺭﻩ،
ﻭﺍﻨﻬﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺘﻭﺍﻓﺭ ﻟﺩﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻫﺔ ﺒﻨﺸﺭﻫﻤﺎ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺜﺭ ﺒﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ
ﻭﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﻓﻕ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ،ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻥ
ﻟﻠﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﻨﺸﺭﻫﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﺒﻭﺍﺠﺏ
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺹ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻟﻠـﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﻤﺩﻯ ﺼﺤﺘﻬﺎ ﻗﺒل ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ
ﺍﻟﻅﻨﻴﻨﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻘﻭﻤﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﻓﻴﻜﻭﻨﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺘﺠﺎﻭﺯﺍ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ."٨٩
ﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻴﺠﺏ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻬﺩﻑ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻓﻲ ٢٠٠٢/١٠/٣٠ﺒﺭﻗﻡ
٨٧٦ﻟﺴﻨﺔ٢٠٠٢ﻤﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺠﺯﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﹰﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺤﻴﺙ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻨﺹ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ " ﺃﻨﻪ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻗﺩ ﺃﻋﻁﻰ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ
ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺘﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ " "٤ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ
٥٧
ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺸﺭﻭﻁﹰﺎ ﺒﺄﻥ ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻭﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ ﻭﺤﺭﻤﺘﻬﺎ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻫﺔ
ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺘﻭﺨﻰ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻌﻨﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ ﻜﺘﺎﺒﺔ
ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﺃﻯ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﺸﻜل ﺫﻤﹰﺎ ﺃﻭ ﻗﺩﺤ ﹰﺎ ﺃﻭ ﺘﺴﺊ ﻟﻠﻐﻴﺭ ﻭﺤﻴﺙ ﻗﺩ ﺘﺘﻀﻤﻨﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ
ﺴﺒﻕ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻤﺎ ﻴﺸﻜل ﺫﻤﹰﺎ ﻭﻗﺩﺤﹰﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻏﻴﺭ
ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺤﻴﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻋﺘﺭﺍﻑ ﺍﻟﻅﻨﺘﻴﻥ ﺒﺎﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻤﺎ ﺒﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ ﻤﻭﻀﻭﻉ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﻨﺸﺭﻩ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻜﺎﻓﺔ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺭﻡ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ " "٥ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻤﺘﻭﻓﺭﺓ
ﻓﻲ ﻓﻌل ﺍﻟﻅﻨﺘﻴﻥ."٩٠
ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺠﻤﺎل ﺍﻟﻌﻁﻴﻔﻲ ﻓﻲ ﺒﺤﺜﻪ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺤﻭل ﺍﻷﺴﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻲ ﻹﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺤﻜﻤﺎ ﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﻋﺎﺒﺩﻴﻥ ﺍﻟﺠﺯﺌﻴﺔ ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻨﻪ ﻁﺒﻕ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺤﻕ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎ ﺴﻠﻴﻤﹰﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻨﺸﺭﺘﻪ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟـﺼﺤﻑ
ﻤﻥ ﺇﺘﻬﺎﻡ ﺴﻴﺩﺘﻴﻥ ﺒﺎﻟﺴﺭﻗﺔ ﻭﻗﺎﻟﺕ ﻓﻲ ﻜﻠﻤﺘﻬﺎ ﺒﺎﻟﺒﺭﺍﺀﺓ " ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻴﻬﻤﻬﺎ ﻓـﻲ ﺒـﺎﺩﺉ ﺫﻱ ﺒـﺩﺀ ﺃﻥ
ﺘﺴﺠل ﺍﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﺍﺼﺒﺤﺕ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺍﺤﺩﻯ ﻀﺭﻭﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒل ﻭﻤﻥ ﺭﻜـﺎﺌﺯﻩ
ﻭﻤﻥ ﺃﻭﻟﻲ ﻤﺴﺘﻠﺯﻤﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺼﺭ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺭﻋﺔ ﻭﺍﻻﻨﺼﺭﺍﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻨﺸﺄﺓ
ﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻭﺼﻴﺭﻭﺭﺘﻬﺎ ﺼﻭﺭﺓ ﺭﺍﺒﺤﺔ ﺒﻴﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺒﺄﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻜﻰ ﻴﻌﻠﻡ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻭﺃﻫل ﺍﻟﺭﺍﻱ ﺒﻤﺠﺭﻴﺎﺕ ﺍﻻﻤﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ "،ﻭﺍﺴﺘﻁﺭﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﺘﻘﻭل " ﺍﻨﻪ ﺒﺎﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻨﺸﺭ
ﺍﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻗﺩ ﺍﺨﺘﻠﻔﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻ ﺍﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺯﺍل ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻤـﺎ ﻴـﺴﺘﻬﺩﻱ
٩١
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﺠﺩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺇﻟﻰ ﺘﻌﺭﻑ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻭﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ ………ﺍﻟﺦ
ﻭﻗﺩ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﻟﻌﻁﻴﻔﻲ ﺍﻟﻰ ﺘﻠﺨﻴﺹ ﺤﻕ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﺨﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﺴﺘﻨﺩ ﺍﻟﻰ
ﺴﺒﺒﻴﻥ .
-١ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺭﺨﺹ ﻟﻠﺼﺤﻑ ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﻤﺯﺍﻭﻟﺔ ﻤﻬﻨﺘﻬﺎ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺜﻡ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﻨﻘﺎﺒﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻥ
ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﺼﺤﻴﻔﺘﻬﺎ ﺒﺤﻕ ﻨﺸﺭ ﺍﻻﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻻ
90ﻭﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ٢٠٠١/٢٨٧١ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﰲ ٢٠٠٣/٣/٣١ﻣﻦ ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ ،ﺣﻴﺚ
ﺫﻫﺐ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﻷﺧﲑ ﺇﱃ ﺃﻥ " ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٧ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ -ﺗﻠﺰﻡ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﱰﺍﻫﺔ ﰲ ﻋﺮﺽ ﺍﳌﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺧﺮﻳﻦ ﻭﺣﻔﻆ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﳌﺲ ﲝﺮﻣﺔ ﺣﻴﺎﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻭﲡﺪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺍﻥ ﻧﺸﺮ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻭﻳﻦ
ﺍﳌﺬﻛﻮﺭﺓ ﻭﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﻛﺒﺎﺋﻦ ﺍﳍﻮﺍﺗﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻫﻮﺍﺗﻒ ﻳﺸﻜﻞ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ /٧ﺃ ﻭ ﺝ ﻛﻮﻥ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﱂ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺘﻮﺍﺯﻥ
ﻭﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﻋﺮﺽ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﱂ ﳛﺘﺮﻡ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ ﻭﱂ ﳛﻔﻆ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﻗﺪ ﻣﺲ ﲝﺮﻣﺔ ﺣﻴﺎﻢ ﺍﳋﺎﺻﺔ ".
91ﻳﺮﺍﺟﻊ ﺍﳊﻜﻢ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﺩ .ﲨﺎﻝ ﺍﻟﻌﻄﻴﻔﻲ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ﺹ .٦٥٨
٥٨
ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺴﺌﻭﻟﺔ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻻ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺭﻩ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻤﺎ ﻫﻭ ﺜﺎﺒﺕ ﺒﺎﻻﻭﺭﺍﻕ ﻭﺃﻥ ﻜﺎﻥ
ﺫﻟﻙ ﺒﺴﻭ ﻗﺼﺩ .
-٢ﺇﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻭ ﺴﺭﻴﺘﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻫﻲ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﺍﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺃﻭ ﺘﺠﺭﻴﻤﻪ ﻓﻤﺘﻰ ﺍﻋﺘﺒﺭﻨﺎ
ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺤﻘﺎ ﺜﺎﺒﺕ ﻟﻠﺼﺤﻔﻲ ﻓﺄﻨﻪ ﻴﻐﺩﻭ ﻤﺒﺎﺤﺎ ﻟﻪ ﺤﻕ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﺴﻭﺍﺀ ﻓـﻲ ﺫﻟـﻙ
ﺃﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻋﻠﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﺴﺭﻴﺎ. ٩٢
ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ .
ﺘﻠﻙ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻫﻡ ﺍﻭﺠﻪ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﺼﺤﻔﻲ ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻭﻓﻲ ﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﺄﻥ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ ﺍﻟﻤﺩﻋﻤﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺘﻨﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺒﺭﺃﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻫﻲ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭل ﻓﻲ ﻜل ﻭﻗﺕ
ﻭﻜل ﻤﻜﺎﻥ .
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ
٩٣
اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﻘﻀﺎء اﻷردﻧﻲ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺟﺮاﺋﻢ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ واﻟﻨﺸﺮ
ﺍﺴﺘﻨﺩﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻡ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻫﺫﺓ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ،ﻭﻭﻨﺨﺼﺹ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻘﺴﻡ ﻟﺘﻘﺩﻴﻡ ﺘﺤﻠﻴل ﻤﺒﺴﻁ ﻟﺒﻌﺽ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ،ﻭﻻ ﺒﺩ
ﺍﻭﻻ ﻤﻥ ﺍﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻤﻨﺎ ﺒﺘﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﺜﻨﻴﻥ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﺤﻜﻤﺎ ﺘﻐﻁﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﻩ ﻤﻥ ﻋﺎﻡ ١٩٩٤
ﻭﺤﺘﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٣ﻭﻫﻲ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺼﺎﺩﺭﺓ ﺒﺸﻜل ﺍﺴﺎﺴﻲ ﻋﻥ ﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﻪ ﻭﺒﺎﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻋﻥ ﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﺒﻌﻤﺎﻥ ،ﻭﻫﻭ ﻋﺩﺩ ﻻ ﻴﻜﻔﻲ ﻷﻋﻁﺎﺀ ﺼﻭﺭﺓ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﻋﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻭﻭﺠﻬﺔ
٥٩
ﻨﻅﺭﻩ ﺤﻴﺎل ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻜﺎﻓﻴﺎ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻱ ﻭﺠﻪ ﻴﻭﻗﻊ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺍﺤﻜﺎﻤﺔ ،ﻭﻜﻴﻑ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ .٩٤ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻨﺎ
ﻨﻠﻔﺕ ﺍﻷﻨﺘﺒﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﻨﺎ ﻟﻡ ﻨﻘﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﻭﺍﻜﺘﻔﻴﻨﺎ ﺒﺈﻴﺭﺍﺩﻫﺎ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻥ
ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻫﻭ ﺍﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻫﻡ ﻓﻘﻁ ،ﺤﻴﻥ ﻴﻘﻭﻡ
ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻥ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﻨﻘﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﺘﺼﻭﻴﺒﻬﺎ ﺍﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﻤﺤل .
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﺍﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺘﺩﺍﻭل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﻨﺸﺭﻫﺎ ،ﻭﻤﺎ ﻴﺴﺘﺘﺒﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ ﻫـﻲ
ﺇﺤﺩﻯ ﺩﻋﺎﻤﺎﺕ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ٩٥ﻭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻌﺩ ﺒﺤﻕ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﻟﻤﺩﻯ ﺘﻘﺩﻡ ﺍﻷﻤﻡ ﻭﻤﺩﻯ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﻬﺎ
ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﺭﻴﺎﺘﻪ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻤﻌﺘﻘﺩﺍﺘﻪ ﻭﺁﺭﺍﺌﻪ،ﻭﻗﺩ ﺘﻌﺎﻤﻠﺕ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﺼﻜﻭﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﻭﻭﻓﻘﺎ
ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٩ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻰ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﺈﻥ "ﻟﻜل ﺸﺨﺹ ﺤﻕ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﻴﺸﻤل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺤﺭﻴﺘﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﺘﻨﺎﻕ ﺍﻻﺭﺍﺀ ﺩﻭﻥ ﻤﻀﺎﻴﻘﺔ ﻭﻓﻰ ﺃﻟﺘﻤﺎﺱ ﺍﻻﻨﺒـﺎﺀ ﻭﺍﻻﻓﻜـﺎﺭ
٩٦
ﻭﺘﻠﻘﻴﻬﺎ ﻭﻨﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺨﺭﻴﻥ ﺒﺄﻴﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻭﺩﻭﻨﻤﺎ ﺃﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻠﺤﺩﻭﺩ".
.١ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻴﺎﻥ ﻻ ﻴﺠﺩ ﺤﺭﺠﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺴﺘﻨﺎﺩ
ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻋﻼﻨﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﻋﻤﺔ ﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ .
94ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ ﺻﺪﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﲬﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﺣﻜﻤﺎ ﺑﺎﻟﱪﺍﺀﺓ ،ﻭﺳﺘﺔ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﻗﻀﺖ ﺑﺎﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺃﻭ
ﺍﺣﺪﳘﺎ ،ﻭﲦﺎﻧﻴﺔ ﺍﺣﻜﺎﻡ ﻗﻀﺖ ﲝﺒﺲ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺃﻭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺣﻜﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻗﻀﻲ ﺑﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﳊﺒﺲ ﻭﺍﻭﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ،ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺛﻼﺙ ﻗﻀﺖ
.
ﺑﺘﻌﻮﻳﺾ ﻟﻠﻤﻀﺮﻭﺭ ،ﻭﺃﺧﲑﹰﺍ ﺣﻜﻢ ﻗﻀﻲ ﺑﺈﻏﻼﻕ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﳌﺪﺓ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺍﻧﻈﺮ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺭﻗﻢ ٣ﺍﳌﻠﺤﻖ
- 95ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﺗﻪ ﺍﳉﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﳍﻴﺌﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ﺧﻼﻝ ﺩﻭﺭﺎ ﺍﻻﻭﱃ ﰲ ﻋﺎﻡ ١٩٤٦ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﺭﻗﻢ ١/٥٩ﻭﺍﻟﺬﻯ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ :
ﺍﳊﻖ ﰲ ﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻼﻧﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺍﶈﻚ ﻟﻜﻞ ﺍﳊﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﱴ ﺗﻜﺮﺳﻬﺎ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ .
96ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻢ ١٠ﻭﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﳉﻨﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﰲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﳌﺘﺤﺪﻩ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻲ ﻧﺺ ﺍﳌﺎﺩﺓ ١٩ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻓﺈﻧﻪ "-١ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ١ﲪﺎﻳﺔ ﺣﻖ ﺍﳌﺮﺀ ﰲ
"ﺍﻋﺘﻨﺎﻕ ﺁﺭﺍﺀ ﺩﻭﻥ ﻣﻀﺎﻳﻘﺔ" .ﻭﻫﺬﺍ ﺣﻖ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺑﺄﻱ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻟﻪ ﺃﻭ ﻗﻴﺪ ﻋﻠﻴﻪ .ﻭﺗﺮﺣﺐ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﺄﻳﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﺮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮﺓ .١
-٢ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ٢ﲪﺎﻳﺔ ﺍﳊﻖ ﰲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﻟﱵ ﻻ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻓﻘﻂ ﺣﺮﻳﺔ "ﻧﻘﻞ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ" ﺑﻞ ﺃﻳﻀﺎ ﺣﺮﻳﺔ "ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻬﺎ" ﻭ"ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ" "ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ
ﻟﻠﺤﺪﻭﺩ" ﻭﺑﺄﻳﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ" ،ﺳﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﺃﻭ ﻣﻄﺒﻮﻉ ﺃﻭ ﰲ ﻗﺎﻟﺐ ﻓﲏ ﺃﻭ ﺑﺄﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻷﺧﺮﻯ" ﺍﻟﱵ ﳜﺘﺎﺭﻫﺎ .ﻭﱂ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺗﺘﻌﻠﻖ
ﲜﻤﻴﻊ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ .ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ،ﱂ ﻳﻮﺟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺣﱴ ﺍﻵﻥ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ،ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺍﳉﻤﺎﻫﲑﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﻳﻠﺰﻡ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﺘﺪﺍﺑﲑ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ
ﳌﻨﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺍﻻﻋﻼﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺣﻖ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﰲ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ .٣
-٣ﺗﻘﺘﺼﺮ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻛﺜﲑﺓ ﻣﻦ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﲟﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ .ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ،ﰲ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﰲ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺔ ،ﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﲢﺼﻞ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺍﱃ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺮﻑ ﻧﻄﺎﻕ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺃﻭ ﺍﻟﱵ ﺗﻀﻊ ﻗﻴﻮﺩﺍ ﻣﻌﻴﻨﺔ ،ﻭﺳﺎﺋﺮ
ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﱵ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻖ .ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﲔ ﻣﺒﺪﺃ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﳊﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺪﺩ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﳊﻖ ﺍﻟﻔﺮﺩ" .
ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ٣ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺃﻥ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺣﻖ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺗﺴﺘﺘﺒﻊ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﳚﻮﺯ ﺍﺧﻀﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻖ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ،ﻗﺪ ﺗﺘﺼﻞ ﺇﻣﺎ -٤
ﲟﺼﺎﱀ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺃﻭ ﲟﺼﺎﱀ ﺍﺘﻤﻊ ﻛﻜﻞ .ﺍﻻ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﺮﺽ ﺩﻭﻟﺔ ﻃﺮﻑ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﳑﺎﺭﺳﺔ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ،ﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﳊﻖ ﻧﻔﺴﻪ
ﻟﻠﺨﻄﺮ .ﻭﺗﻀﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ٣ﺷﺮﻭﻃﺎ ،ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺇﻻ ﲟﺮﺍﻋﺎﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ :ﻭﳚﺐ "ﻧﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ" ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ؛ ﻭﻻ ﳚﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﺇﻻ ﻷﺣﺪ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﳌﺒﻴﻨﺔ ﰲ
ﺍﻟﻔﻘﺮﺗﲔ ﺍﻟﻔﺮﻋﻴﺘﲔ )ﺃ( ﻭ)ﺏ( ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ٣؛ ﻭﳚﺐ ﺗﱪﻳﺮﻫﺎ ﺑﺄﺎ "ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ" ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻟﺘﺄﻣﲔ ﺃﺣﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ.
٦٠
ﺍﻗﺭﺕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺸﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻨـﺯﻭ ﹰﻻ ﻋﻠـﻰ
ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﺜﻴﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﺤﻜﻡ ﻋﺎﻟﺠﻨﺎﻩ ﻷﻏﺭﺍﺽ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﺍﻜـﺩﺕ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡ
ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﻌل " ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻴﻨﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﻔﻭﻟﺔ ﺒﻤﻭﺠﺏ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٤ﻤﻥ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺴﺠﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻜﻔل ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ " ﻭﺍﻟﺘـﻲ
ﺭﺍﺌﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻥ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺒﻬﺎ " ﻴﻨﺴﺠﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭﻱ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﻴﺘﻔﻕ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻊ
ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ
ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﻭ ﺨﺼﻭﺼﺎ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻤﻨﺔ ﻤﻥ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻴﻭﻨﺴﻜﻭ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟـﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻹﻋـﻼﻡ،
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻔل ﺤﺭﻴﺔ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻨﻘل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭ ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻭ ﺘﺩﺍﻭﻟﻬﺎ ."٩٧
ﻴﻌﻠﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ – ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ – ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻓﻴﻘـﻭل ﻓـﻲ
ﺍﺤﺩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ "ﺃﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻟﺤﻕ ﻤﻘﺭﺭ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ،ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻨﺯﻭ ﹰﻻ
ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﻨﺹ ﻓﻲ ﻤﺎﺩﺘﻪ ١/١٥ﺒﺄﻥ "ﺘﻜﻔل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﻟﻜل ﺃﺭﺩﻨـﻰ ﺃﻥ
ﻴﻌﺒﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ "...ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﻴﺴﺘﻤﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻤـﺸﺭﻭﻋﻴﺘﻪ ﻤـﻥ
ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﻤﺎ ﺃﻜﺩﻩ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘـﻨﺹ " ﺍﻟـﺼﺤﺎﻓﺔ
ﻭﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﺤﺭﺘﻴﻥ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻤﻜﻔﻭﻟﺔ ﻟﻜل ﺃﺭﺩﻨﻲ ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒـﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺭﺴﻡ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ " ﻭﺍﻟﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻫـﺫﺍ ﺍﻟﺤـﻕ " ﻭﺍﺠـﺏ ﺸـﺭﻋﻰ
ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ،ﻭﻴﺠﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻋﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓـﻲ ﺤﻤﺎﻴـﺔ ﺍﻟﻤـﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻷﺠﺩﺭ ﺒﺎﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﻀﺤﻰ ﺒﻬـﺎ " ،ﻭﺒـﺫﻟﻙ ﻴﻜـﻭﻥ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻗﺩ ﺭﻓﻊ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﺤﻘﺎ ﻟﻠﻨﺎﻗﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭﺓ ﻭﺍﺠﺒـﺎ ﻋﻠﻴـﺔ ﻟﺤﻤﺎﻴـﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻫﻲ ﻨﻅﺭﻩ ﻤﻤﺘﺎﺯﻩ ﺘﻌﻠﻲ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺘﻀﻔﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﺔ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺒﺸﻜل ﺃﺴﺎﺴﻲ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﺤﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴـﺭ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻨﻘﺩﺍ ،ﺍﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺒﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﻴﻘـﻭل ﺍﺤـﺩ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻤﻭﻗﻪ " ﺇﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫﻲ ﺼﻭﺭﻩ ﻤﻥ ﺼﻭﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺤﻴﺙ ﻴﺤﻕ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ﻨـﺸﺭ
ﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ﺤﻕ ﺘﺸﺭﻴﻌﻲ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﻴـﻀﺎ ﻭﺍﺠـﺏ
ﺸﺭﻋﻲ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻭﻋﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﻓﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ﻭﻴﻌﺩ ﻋﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴـﺔ
٦١
ﻤﺼﻠﺤﻪ ﻭﻁﻨﻴﻪ ﻭﺸﻌﺒﻴﻪ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﻪ ﻭﺤﺘﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﺒﺎﺡ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻓﻴﻪ ﺃﻤﺭﺍﻥ ﺍﻷﻭل ﺃﻥ
ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺨﺩﻤﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒـﺼﺤﺔ ﺍﻟـﺭﺃﻱ ﻭﺍﻻﻋﺘﻘـﺎﺩ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺒﺩﻴـﻪ
"ﻭﺍﺴﺘﻁﺭﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻬﺎ ﺒﺄﻨﻬﺎ "ﺇﺫ ﺘﺭﻯ ...ﺃﻥ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺼـﻭﺭ ﺤﺭﻴـﺔ
ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺘﺘﻴﺢ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﺒﺎﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻹﺴﻬﺎﻡ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﺸﺌﻭﻥ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﺫﻟﻙ ﺒﻨﺸﺭ ﺭﺃﻴﻬﻡ ﻭﺘﻘﻴﻴﻡ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ".٩٨
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺘﻁﺒﻴﻘﹰﺎ ﻤﻥ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﺕ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺒﺩﺃ ﺠﻭﻫﺭﻱ ﺤﺭﺹ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ
ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻜﻴﺩﻩ ﺤﻴﺙ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١/١٥ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﺃﻥ ﺘﻜﻔل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻟﻜل ﺃﺭﺩﻨـﻲ ﺃﻥ
ﻴﻌﺒﺭ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ...ﻜﻤﺎ ﺃﻜﺩ ﺫﻟﻙ ﻤـﺎ ﻭﺭﺩ ﺒﺎﻟﻤـﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ ﻤـﻥ ﻗـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺹ " ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻁﺒﺎﻋﺔ ﺤﺭﻴﺘﻴﻥ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻤﻜﻔﻭﻟﺔ ﻟﻜل ﺃﺭﺩﻨﻲ ﻭﻟﻪ
ﺃﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺭ ﻭﺍﻟﺭﺴﻡ ﻓﻲ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ " .ﻭﻴﺘﺒـﻴﻥ
ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﻜﻭﻨﻪ ﺤﻘﹰﺎ ﻤﻘﺭﺭﹰﺍ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻊ ﻭﻟﻜـﻥ ﻴﻅﻬـﺭ ﻜﻭﺍﺠـﺏ
ﺸﺭﻋﻰ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻟﺤﻤﺎﻴﺔ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺃﺠﺩﺭ ﺒﺎﻷﻫﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻋﺎﻴﺔ ﻤـﻥ ﺍﻟﻤـﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤـﻀﺤﻰ
ﺒﻬﺎ.ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺤﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤﺘﻨﻭﻋﺔ ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨﹰﺎ ﻤﺘـﻀﺎﺭﺒﺔ ﻭﻫﻨـﺎﻙ ﻤـﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﻘﻕ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺤﻤﺎﻴﺘﻬﺎ ﺒﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒل ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﻤﻰ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫﻭ ﺜﻤﺭﺓ ﻤﻔﺎﻀﻠﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟـﺫﻯ ﻴﺤﻘـﻕ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻥ ﺤﻕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﻌﺘﺒـﺭ ﻤـﻥ
ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻹﺒﺎﺤﺔ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺤﻕ ﻤﻘﺭﺭ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ﻭﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻴﺠﺩ ﻋﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻏﺒـﺔ
ﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﻁﻨﻪ ﻭﺸﻌﺒﻪ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﺠﺩﺭ ﺒﺎﻟﺭﻋﺎﻴﺔ.".
ﻭﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ " ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭﻴﺒﺤﺙ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺘﺒﺼﺭ
ﻭﺘﻌﻘل ﻭﻴﻨﺎﻗﺸﻬﺎ ﻟﻴﻨﻅﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻁﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﺨﺩﻤـﺔ
ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺈﺨﻼﺹ ﻴﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻸﺸﺨﺎﺹ ﺒﻐﻴﻪ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﺒﻬﻡ ﻭﺃﻥ ﻴﺘﻨﺯﻩ ﻋﻥ ﺭﺸﻘﻬﻡ
ﺒﺴﻬﺎﻡ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺠﺎﺭﺤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﻴﻘﺒﻠﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﻤﻬﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﺴﺎﻤﺤﻪ ."٩٩ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ
ﻀﻤﺎﻥ ﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻴﻤﺜل ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻀﺭﻭﺭﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻘﻴﺏ ﻋﻥ ﺍﻷﺨﻁﺎﺀ ﻭﺩﻋﻭﻯ ﻟﺠﺒﺭ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ،ﻋﻠﻰ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ،ﻟﺫﻟﻙ ﺃﺒﺎﺡ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺴﻨﻰ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ
ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻘﺼﺭ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻨﺼﺏ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ،ﻭﻻ ﺃﻥ ﻴﺼل ﺤـﺩ ﺍﻟﺘـﺸﻬﻴﺭ
٦٢
ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﺒﺎﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻪ" ،ﻭﺍﺴﺘﻁﺭﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻬﺎ " ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺍﻨـﺼﺏ ﺍﻟﻨﻘـﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻭﺘﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺴﺒﺒﹰﺎ ﻋﺎﻤﹰﺎ ﻹﺒﺎﺤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ،ﻭﻫـﺫﺍ ﻤـﺎ
ﺃﻭﻀﺤﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ "ﺒﺭﺠﻭﻉ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺫﻡ ﻭﺍﻟﻘﺫﻑ ﺘﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻷﺼل ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤـﺔ
ﻤﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﻟﻠﻤﻘﺫﻭﻑ ﻓﻲ ﺤﻘﻪ ﺼﺤﻴﺤﻪ ﻭﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻋﺙ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺨﺒﻴﺜﺎ ﺃﻭ ﺸﺭﻴﻔﺎ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎل ﻤﻭﻅﻑ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺸﺨﺹ ﺫﻱ ﺼـﻔﻪ ﻨﻴﺎﺒﻴـﺔ
ﻋﺎﻤﻪ ﺃﻭ ﻤﻜﻠﻑ ﺒﺨﺩﻤﻪ ﻋﺎﻤﻪ ﻻ ﻴﺩﺨل ﺘﺤﺕ ﺤﻜﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺩﺓ ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺒﺴﻼﻤﺔ ﻨﻴﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ
ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻜﺎﺌﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻌﻤل ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟـﺸﺩﺓ
ﻭﻤﻥ ﻗﻭﺍﺭﺹ ﺍﻟﻜﻠﻡ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻭﺍﻥ ﻫﺫﻩ ﺘﺄﺘﻰ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﺒﺎﻟﻔﻌـل
ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ".١٠٠
ﻋﻠﻲ ﺍﻥ ﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺭﺃﻱ ﻀﺭﻭﺭﻩ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺘﺩﺨل ﻓـﻲ
ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺨﺭﺝ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻋﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ،ﻭﻴﻘﻭل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻜﻡ
ﺃﻥ " ...ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺭ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺒﺎﺤﹰﺎ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺩ ﻤﻨﻪ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻓـﻲ
ﺃﻤﺭ ﺃﻭ ﻋﻤل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺸﺨﺹ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﺒﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻁ ﻤﻥ ﻜﺭﺍﻤﺘـﻪ
ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﺩ ﻭﺠﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﺘﺠﺩ ﻤﻌﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﺤـﺩﺩﺓ ﻟﻠﻨﻘـﺩ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻨﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺇﺫﺍ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻓﺄﻨﻪ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺩﺍﺌـﺭﺓ
ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻭﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﻤﺎ ﻴﻠﻲ :
-١ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺭﺩ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭ ﻭﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻟﻬـﺎ ﺃﻫﻤﻴـﺔ
ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭ.
-٢ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺘﺨﺫ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒﺄﻥ ﺘﺘﻤﺜل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺴﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺭﺃﻯ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴـﻕ ﻴـﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻤﻼﺌﻤﺔ.
-٣ﻭﻴﺸﺘﺭﻁ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺒﺄﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺨﺩﻤـﺔ ﺍﻟﻤـﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺃﻥ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺒﺩﻴﻪ.
ﻭﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺎﺌﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘـﻰ ﺍﺴـﺘﺨﺩﻤﻬﺎ
ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻤﺜل ) ﻴﺎ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﻜﻔﺎﻙ ﺍﺴﺘﺨﻔﺎﻓﹰﺎ ﺒﻌﻘﻭل ﺍﻟﺸﻌﺏ...ﻭﻁﻠﻕ ﺍﻟﺫﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﺫﺍﻜﺭﺓ ﺒﺎﻟﺜﻼﺙ
ﻭﻁﻠﻕ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺒﺎﻟﺜﻼﺜﻴﻥ ....ﻭﺒﺄﻥ ﺤﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﻌﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺴﻰ ﺍﻟﺭﺌﺎﺴـﺔ ﺘﺤﺠـﺏ ﻋـﻥ
٦٣
ﺍﻟﺒﺼﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺘﺤﺫﺭ ﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻤﻥ ﻨﺼﺭﺓ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺍﻟﻌﺩل ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻴﺼﺒﺢ ﺍﻟﻠـﺴﺎﻥ
ﻴﻨﻁﻕ ﺒﻘﻠﺏ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﻜل ﺼﺎﺒﻭﻥ ﻨﺎﺒﻠﺱ ﻟﻥ ﻴﺨﻠﺼﻙ ﻤﻥ ﻅﻠﻤﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫـﺩﻴﻥ ﺤﻤـﺎﺱ(
ﻓﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻟﻴﺴﺕ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻭﺭ ﺇﻨﻤـﺎ ﻫـﻰ
ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻟﻠﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﺤﻘﻭﻗﻬﺎ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻴﺔ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺘﻨﺎﻭل ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﺒﻌﻴﺩﹰﺍ ﻋﻥ ﺸﺨﺼﻴﺔ
ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﺒﺩﻯ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ﺃﻱ ﺭﺃﻯ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﺤﻭل ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻤﺜﺎﺒـﺔ
ﺘﻭﺠﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﻜﻲ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺃﻋﻤﺎل ﺒﺴﺒﺏ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒـﺄﻥ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻓﺔ.
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺇﻨﻬﺎ ﻏﻴـﺭ ﻤﺘـﻭﺍﻓﺭﺓ ﻓـﻲ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﺍﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺩﺭﺝ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻗﺩ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﻔﻠﻬﺎ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻭﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻴﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ
ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻋﻴﺔ ﻟﻡ ﻴﺒﺩﻯ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ﺃﻯ ﺭﺃﻯ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴـﻕ ﺤﺘـﻰ
ﻴﺴﺘﺩل ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻪ ﺒﺄﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ."١٠١
.٣ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻀﻤﻥ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺤﺘﻰ ﺍﻥ ﺍﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻪ ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﺭﺃﻴﺔ ﺨﺎﻁﺌﺎ ﺃﻭ ﻤﺭﺩﻭﺩﺍ ﻋﻠﻴﺔ .
ﺇﺫ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻗﺩ ﺍﻋﻠﻲ ﻤﻥ ﻗﻴﻤﺔ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﻭﻀﻊ ﻟﻪ ﺸﺭﻭﻁﺎ ﺘﺩﺨل ﺠﻤﻴﻌﻬﺎ ﻓـﻲ ﺒـﺎﺏ
ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﺎﻨﻪ ﺍﻴﻀﺎ ﻟﻡ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﺩﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻓﻘﻁ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺒل ﺍﻋﺘﺒـﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘـﺎل
ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺍﺒﻭﺍﺏ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺤﺘﻰ ﻟﻭ ﺍﺴﺘﻬﺩﻑ ﻓﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻓﻔﻲ ﺍﺤـﺩ ﺍﻷﺤﻜـﺎﻡ
ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻟﺠﻨﺎﻫﺎ ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ " "ﺃﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭ
ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺒﺘﻭﺍﻓﺭ ﺸﺭﻁﻴﻥ ﺃﺴﺎﺴﻴﻴﻥ ﺍﻷﻭل :ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺨﺩﻤـﺔ ﺍﻟﻤـﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ،
ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺒﺼﺤﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺒﺩﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ،ﻭﺘﺒﺩﻭﺍ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺸﺭﻁ ﻓﻲ ﺍﻨﻪ ﺤﺘـﻰ
ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺨﺎﻁﺌُﹰﺎ ﺃﻭ ﻤﺭﺩﻭﺩﹰﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ،ﻓﺎﻨﻪ ﻴﻅل ﻤﺤﻤﻴﺎ ،ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺍﺨﺘﻠﻔـﺕ ﻭﺠﻬـﺎﺕ
ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺴﺅ ﻨﻴﺘﻪ .ﻭﻴﺴﺭﻯ ﻤﺒﺩﺃ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﻪ ﻤـﺎ ﺇﺫﺍ
٦٤
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻗﺩ ﺘﻭﺨﻰ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺘﻭﺨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ." ١٠٢
.٤ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﺤﺴﺎﺴﻴﺔ ﺇﺯﺍﺀ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻭﻴﺘﺸﺩﺩ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ.
ﺘﻘﻭل ﻟﺠﻨﺔ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺭﻗﻡ ١٦ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٧ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ
١٠٣
" ﺘﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٧ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﻜل ﺸﺨﺹ ﻓﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ، ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﻨﺤﻭ ﺘﻌﺴﻔﻲ ﺃﻭ ﻻ ﻗﺎﻨﻭﻨﻲ ﻟﺘﺩﺨل ﻓﻲ ﺨﺼﻭﺼﻴﺎﺘﻪ ﺃﻭ ﺸﺅﻭﻥ ﺃﺴﺭﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻤﺭﺍﺴﻼﺘﻪ ﻭﻻ
ﻷﻱ ﺤﻤﻼﺕ ﻻ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺘﻤﺱ ﺒﺸﺭﻓﻪ ﺃﻭ ﺴﻤﻌﺘﻪ .ﻭﺘﺭﻯ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻨﻪ ﻴﻠﺯﻡ ﻀﻤﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ
ﺠﻤﻴﻊ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺩﺨﻼﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﺴﻭﺍﺀ ﺃﻜﺎﻨﺕ ﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻥ ﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻡ ﻋﻥ ﺃﺸﺨﺎﺹ ﻁﺒﻴﻌﻴﻴﻥ
ﺃﻭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﻴﻥ .ﻭﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻔﺭﻀﻬﺎ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺘﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﺘﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻹﻋﻤﺎل ﺍﻟﺤﻅﺭ ﺍﻟﻤﻔﺭﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﺩﺨﻼﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ" ﻭﺘﻘﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﻨﻔﺴﺔ " ﻭﺘﻜﻔل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٧ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺍﻟﺸﺭﻑ ﻭﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻴﻥ ،ﻭﻤﻥ
ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺩﻭل ﺃﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻐﺭﺽ .ﻜﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﺘﺩﺍﺒﻴﺭ ﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﺃﻱ
ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﻤﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻀﺩ ﺃﻱ ﺍﻋﺘﺩﺍﺀﺍﺕ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺘﺤﺩﺙ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﻭﺘﺯﻭﻴﺩﻩ
ﺒﻭﺴﻴﻠﺔ ﺍﻨﺘﺼﺎﻑ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﻥ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ" .
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻟﺠﻨﺎﻫﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺤـﺴﻥ ﺍﻟـﺴﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﺤـﻕ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺎﺕ ﻟﺩﻱ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﺍﺤـﺩ ﺍﺤﻜﺎﻤـﻪ " ﺃﻥ " ...ﺍﻟﻤـﺸﺭﻉ
ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻗﺩ ﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﺔ ﻭﻫﻰ ﺃﻴـﻀﹰﺎ ﻤﻜﻔﻭﻟـﺔ ﻟﻜـل
ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺃﺭﺩﻨﻲ ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﺏ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻪ ﺒﺤﺭﻴﺔ ﻭﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﻭﺍﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺍﻩ ﻤﻨﺎﺴﺒﹰﺎ ﻭﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﻴﺭ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﻏﺎﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺍﻁﻼﻉ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺩﻭﺭ ﺤﻭﻟﻪ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﺒﻀﻭﺍﺒﻁ ﻭﻤﻌﺎﻴﻴﺭ ﺤـﺩﺩﻫﺎ ﺍﻟـﺸﺎﺭﻉ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﻥ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻟﻡ ﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﺠﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﺇﻁﻼﻗﻬﺎ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺤﺭﻴﺔ
ﻤﺴﺅﻭﻟﺔ ﺘﻌﻭﺩ ﺒﺎﻟﻔﺎﺌﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻔﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺜل ﺴﻘﻔﻬﺎ ﺍﻷﻋﻠـﻰ ﻭﺘﺨـﺭﺝ
ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻥ ﻏﺎﻴﺎﺘﻬﺎ ﻭﺘﻤﺱ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ ﻭﺘﻨﺎﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺤﻴـﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ ﻭﻫـﻰ ﻤـﻥ
". ١٠٤
ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺎﺕ.
٦٥
ﻭﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺃﻥ " ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺠﺭﻡ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﺒﻌﺩﻡ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤـﺫﻜﻭﺭﺓ ﺘـﻨﺹ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﻨﺸﺭ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴـﺔ
ﻭﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻗﻴﻡ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﻋﺩﻡ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠـﺭﻡ
ﺍﻟﻤﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻴﺘﻤﺜل ﺒﻨﺸﺭ ﺍﻟﻜﺒﺎﺌﻥ ﺍﻟﻬﺎﺘﻔﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻫﻭﺍﺘﻑ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﻤﻥ ﻫـﺫﻩ ﺍﻷﺭﻗـﺎﻡ
ﻭﺩﻭﻥ ﺘﺤﺭﻯ ﺼﺤﺔ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺸﻭﺭﺓ "ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ " ﻓﺈﻨﻪ ﻓﻴﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـﻕ ﺒﺠـﺭﻡ
ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺱ ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ،ﻓﺈﻥ
ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺩ ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻓﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻥ ﻫﺫﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ
ﺍﻥ ﺁﺩﺍﺏ ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﺨﻼﻗﻴﺎﺘﻬﺎ ﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﻠﺼﺤﻔﻰ ﻭﺘﺸﻤل :
ﺃ-ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻼﺨﺭﻴﻥ ﻭﺤﻔﻅ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻤﺱ ﺒﺤﺭﻤﺔ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ .
ﺏ-ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻭﺍﻷﻁﻼﻉ ﺤﻘﺎ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻭﺍﺀ .
ﺩ-ﺍﻷﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﻨﺸﺭ ﻜل ﻤﺎ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﺔ ﺃﻥ ﻴﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻨﻑ ﺃﻭ ﻴﺩﻋﻭ ﺍﻟﻰ ﺍﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻨﻴﻥ ﺒـﺎﻯ
ﺸﻜل ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻜﺎل .ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ ﺒﺎﻟﺘﻭﺍﺯﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻫﺔ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺒﺎﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻼﺨﺭﻴﻥ ﻭﺤﻔﻅ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻤﺱ ﺒﺤﺭﻤﺔ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ،
ﻭﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺒﺎﻟﻌﻨﺎﻭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻭﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻤﻥ ﺼـﻭﺭ ﻜﺒـﺎﺌﻥ
ﺍﻟﻬﻭﺍﺘﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﻫﻭﺍﺘﻑ ﻴﺸﻜل ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ /٧ﺃ ﻭ ﺝ -ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘـﺎل ﻟـﻡ ﻴﺘﻤﺘـﻊ ﺒـﺎﻟﺘﻭﺍﺯﻥ
ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﻟﻡ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ ﻭﻟﻡ ﻴﺤﻔﻅ ﺤﻘـﻭﻗﻬﻡ
". ١٠٥
ﻭﻗﺩ ﻤﺱ ﺒﺤﺭﻤﺔ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﻭﻗﺩ ﻁﻌﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﻹﺴﺘﺌﻨﺎﻑ ﻭﻗﺩ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻗﻭﻉ
ﻓﻲ ﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺁﺩﺍﺏ ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺘﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ
٥ﻭ ٧ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻫﻤﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻌﻤﺩﻴﻪ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻯ ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻜﻥ
ﺘﻁﺒﻴﻕ ﻨﺼﻬﺎ ،ﻓﺘﻘﻭل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻷﺴﺘﺌﻨﺎﻓﻴﺔ ﺃﻨﻪ "ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻗﺎﺌﻊ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥ﻤﻥ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻉ ﻋﻥ ﻨﺸﺭ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﺎﺭﺽ ﻤﻊ ﻤﺒﺎﺩﺉ
ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭ ﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭ ﻗﻴﻡ ﺍﻷﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﺤﺘﻰ ﺘﻘﻭﻡ
105ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ٢٠٠١/٢٨٧١ﻣﻦ ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﳉﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ .٢٠٠٣/٣/٣١
٦٦
ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﺒﻨﺸﺭ ﻤﺎ ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﻻ
ﻴﺤﺘﺭﻤﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻭ ﻴﺘﻤﺜل ﺒﻘﺼﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺄﺭﻜﺎﻨﻬﺎ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ
ﻤﺭﺘﻜﺏ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﻤﺎ ﻴﺘﻡ ﻨﺸﺭﻩ ﻻ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﻴﺨﺎﻟﻔﻬﺎ ﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺘﺘﺠﻪ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻨﺸﺭﻩ"
ﻭﺘﻀﻴﻑ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ " ﺃﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻀﻭﺡ ﺒﺸﻜل ﻤﺨﺎﻟﻑ ﻟﻠﺭﻗﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻻ
ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﺄﻨﻑ ﻀﺩﻩ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﺴﺒﻘﺎ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﺭﻗﻡ ﺒﻬﺎ ﺒﺸﻜل ﻻ ﻴﻁﺎﺒﻕ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺃﻥ ﺠﺭﻡ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٥ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺌﻡ ﻓﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﺩﻡ
ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺘﻪ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺠﺭﻡ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭ ﻋﺩﻡ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ
ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻸﺨﺭﻴﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﺱ ﺒﺤﺭﻤﺔ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻓﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻗﺩ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ
ﺃﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻭﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﻤﻠﺯﻤﺔ ﻟﻠﺼﺤﻔﻲ ﻭ ﻋﻠﻴﺔ ﻭ ﺤﺘﻰ ﺘﻘﻭﻡ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٧
ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺭﻜﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻭ ﻴﺘﻤﺜل ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﻬﺎ ﺒﻨﺸﺭ ﻤﺎ ﻴﺸﻜل ﻋﺩﻡ ﺘﻭﺍﺯﻥ ﻭ
ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭ ﻨﺯﺍﻫﺔ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭ ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻓﻴﺘﻤﺜل ﺒﻘﺼﺩ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺄﺭﻜﺎﻨﻬﺎ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺒﺄﻥ ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺭﻩ ﻻ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ ﻭ ﻻﻴﺤﻔﻅ ﺤﻘﻭﻗﻬﻡ ﻭ ﻴﻤﺱ ﺒﺤﺭﻤﺔ ﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭ ﺃﻨﻪ ﻴﺸﻜل ﻋﺩﻡ ﺘﻭﺍﺯﻥ ﻭ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ
". ١٠٦
ﻭ ﻨﺯﺍﻫﺔ ﻓﻲ ﻋﺭﺽ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺘﺘﺠﻪ ﺇﺭﺍﺩﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻨﺸﺭﻩ ..
.٥ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺒﺎﻟﺘﻤﺤﻴﺹ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﻗﺒل ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺫﻟﻙ ﻭﺍﺠﺒﺎ ﻋﻠﻴﺔ .
ﺍﻟﻘﻲ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ – ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﻤﺎ ﻁﺎﻟﻌﻨﺎﻩ -ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺘﺜﺒﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﻱ ﻗﺒل ﻨـﺸﺭ
ﺍﻟﺨﺒﺭ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻤﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺨـﺫ ﻓـﻲ ﺍﻷﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﺤـﺼﻭل ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻟﻴﺱ ﺒﺎﻷﻤﺭ ﺍﻟﻴﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺸﺄﻥ ﺒﻠﺩﺍﻥ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ .
ﻭﻴﻘﻭل ﺤﻜﻡ ﻗﻀﺎﺌﻲ ﺍﺭﺩﻨﻲ " ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻘﺩﻤﺎ ﺃﻴﺔ ﺒﻴﻨﺔ ﺘﺅﻜﺩ ﻭ/ﺃﻭ ﺘـﺸﻴﺭ
ﺇﻟﻰ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﻗﺎﻤﺎ ﺒﻨﺸﺭﻩ ،ﻭﺍﻨﻬﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺯﺍﻫﺔ ﺒﻨﺸﺭﻫﻤﺎ ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺒـﺭ
ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺅﺜﺭ ﺒﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻭﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﻓﻕ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﺭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺤﻴﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ .ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ
ﺃﺨﺭﻯ ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﻨﺸﺭﻫﺎ ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻴـﺔ
ﻤﻘﻴﺩﺓ ﺒﻭﺍﺠﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺘﻤﺤﻴﺹ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻟﻠـﺘﺄﻜﺩ ﻤﻥ ﻤﺩﻯ ﺼـﺤﺘﻬﺎ ﻗﺒـل
٦٧
ﻨﺸﺭﻫﺎ .ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻨﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻘﻭﻤﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﻓﻴﻜﻭﻨﺎ ﺒﺫﻟﻙ ﻗﺩ ﺘﺠـﺎﻭﺯﺍ ﺍﻟﺤﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻰ ﻤﻨﺤﻬـﺎ ﻟﻬـﻡ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ."١٠٧
ﻭﻓﻰ ﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ﺇﺩﺍﻨﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﻭﺤﻜﻤﺕ ﻋﻠﻴﺔ ﻋﻥ ﺠـﺭﻡ ﻤﺨﺎﻟﻔـﺔ ﻗـﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﺒﻨﺸﺭ ﻤﺎﺩﺓ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﻪ ﺒﺎﻟﻐﺭﺍﻤﺔ ٢٠٠ﺩﻴﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻜﺫﻟﻙ ﺇﺩﺍﻨﺘـﻪ
ﻋﻥ ﺠﺭﻡ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﻭﺍﻟﺫﻡ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻟﻤﺩﻩ ٣ﺃﺸﻬﺭ ﻭﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻌﺩﻡ ﺘﻘﺩﻴﻤﻪ ﺃﻴﺔ ﺒﻴﻨـﺔ
ﺘﺜﺒﺕ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﺍﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺘﻜﻴﻥ ،ﺇﺫ ﻨﺸﺭ ﻤﻘﺎل ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ -ﻤﻭﻅﻔﻭ ﺃﺜـﺎﺭ ﺩﺒﻠﻭﻤﺎﺴـﻴﻭﻥ ﺃﻭﺭﺒﻴـﻭﻥ
ﻤﻬﺭﺒﻭﻥ ﺃﺜﺎﺭ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻭﺘﺎﺭﻴﺨﻪ.١٠٨ -
ﻭﺫﻫﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ " ﻭﺒﺎﻟﺘﺩﻗﻴﻕ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻅﻨـﻴﻥ ﻗـﺩ ﻗـﺩﻡ
ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺎﻡ ﺒﺒﻨﺎﺀ ﻤﻘﺎﻟﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻀﺢ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻴﺜﺒﺕ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻭﺍﺠﺒﻪ
ﻜﺼﺤﻔﻲ ﻴﺤﺘﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻨﺸﺭ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ .ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻨﺩﹰﺍ ﻟﻤﺎ ﺘﻘـﺩﻡ ﺘﻘـﺭﺭ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤـﺔ
ﻼ ﺒﺄﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٧ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺇﻋﻼﻥ ﻋﺩﻡ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻬﻤـﺔ
ﻭﻋﻤ ﹰ
ﺍﻟﻤﺴﻨﺩﺓ ﺇﻟﻴﻪ .١٠٩
٦٨
ﻭﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺍﺼﺩﺭﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺒﺘﺎﺭﻴﺦ ٢٠٠١/٤/٢٥ﺘﻘﻭل ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﻪ ﺃﻥ " ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻡ
ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﻴﻥ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﻥ ﺠﻤﻴﻌﺎ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻌﺩﻡ ﻭﺭﻭﺩ ﻤﺎ ﻴﺜﺒﺕ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺒﺎﻟﺨﺒﺭ ﻜﻤﺎ
ﺜﺒﺕ ﺃﻴﻀﺎ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﺠﺭﻯ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺒﺤﻴﺙ ﺘﻭﺤﻰ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺒﻤﺩﻟﻭل
ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﺨﺒﺭ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻰ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺨﺒﺭ ﻻ ﻴﺤﻘﻕ ﺃﻱ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺨﺒﺭ ﻟﻡ ﺘﺜﺒﺕ ﺼﺤﺘﻪ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺩﻤﺔ ﻓﻴﻪ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺘﻤﺱ ﺒﺎﻟﻤﺩﻋﻰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻭﺘﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﺒﻪ
ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻤﻨﻪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﻜﺯﻩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ."١١٠
ﻭﻴﺴﺘﺩل ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﺘﻔﺎﺀ ﺤﺴﻥ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻨﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﺨﺒﺎﺭ ﻭﺘﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺒﻌﺩﺩ ﻤﻥ
ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻘﺼﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﺜﺒﺎﺕ ﺼﺤﺔ ﻤﺎ ﻨﺸﺭ ،ﻭﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﻴﺎﻏﺔ
ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻓﺘﻘﻭل ﺍﺤﺩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ " ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﹰﺎ ﻓﻬﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺘﺘﺎﺡ ﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل
ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺼﺩﺭ ﻋﻤﻥ ﻴﺘﺼﺩﻭﻥ ﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻁﻼﻉ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ ﺒﻤﺎ ﻴﺠﺭﻯ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺃﻭ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺘﻤﻜﻨﻬﻡ ﻤﻥ
ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺁﺭﺍﺌﻬﻡ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺎ ﻴﻀﺭﻫﻡ ﻭﻤﺎ ﻴﻨﻔﻌﻬﻡ ﻭﻤﺎ ﻴﺠﺭﻯ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺃﺤﻭﺍل
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻬﺎ ﻤﻥ
ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﺍﺠﻠﻬﺎ ﻨﺸﺭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻭﻁﺎﺒﻌﻪ
ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﺇﺫ ﻴﺠﺏ ﺍﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻭﻓﻰ ﻨﺴﺒﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻥ
ﺍﺴﻨﺩ ﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﻨﺸﺭ ﺨﺒﺭ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺢ ﻻ ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺒﺸﻲﺀ ﺒل ﺃﻥ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺘﺘﻀﺭﺭ
ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ .ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﻓﺄﻨﻪ ﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻓﻲ
ﻋﺭﺽ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺒﺤﻴﺙ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺃﻥ ﻴﻀﻔﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻭ ﺘﺴﺘﻌﻤل ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺘﻭﺤﻲ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺒﻤﺩﻟﻭل
ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻟﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻴﻠﺠﺄ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻬﻜﻡ
ﻭﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ .ﻜﻤﺎ ﻴﺘﻭﺠﺏ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺇﺫ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻬﺩﻑ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ
- 110ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ،٩٧/٩٩٥ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ .ﻓﻘﺪ ﻧﺸﺮﺕ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺼﻴﺎﺩ ﻟﻘﺎﺀ ﺻﺤﻔﻲ ﻣﻊ ﺍﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﺔ ﺍﻷﻭﻝ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ "ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﻘﻮﺭ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﰲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺟﻨﺲ ﻭﳐﺪﺭﺍﺕ ﰲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ..ﻭﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ !(،ﻛﻤﺎ
ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺣﻴﺚ ﺗﻀﻤﻦ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ "ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﻘﻮﺭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﰲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﳛﻤﻞ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﳌﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻟﻠﺨﻠﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﻭﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺷﻠﻠﻴﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ
ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﳋﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻔﻦ ﰲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
٦٩
ﻤﻥ ﺍﺠﻠﻬﺎ ﺃﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﻫﻰ ﺨﺩﻤﺔ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻜﺸﻑ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻬﻜﻡ ﻭﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻨﺘﻔﻴﹰﺎ."١١١
.٦ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻴﻔﺴﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺠﻤﻠﺔ ﻭﺍﺤﺩﻩ ﻭﻻ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﺠﺯﺌﺘﻪ ﻭﻴﺄﺨﺫ ﺒﺎﻟﻔﻬﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺘﻪ
.
ﻭﺍﻨﺘﻬﺞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﻟﻠﻤﻘﺎﻻﺕ ﺒﺎﻷﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺠﻤل ﻟﻠﻤﻘﺎل ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻭﻗـﻭﻑ ﻋﻠـﻰ ﺠﺯﻴﺌﺎﺘـﻪ،
ﻓﺎﻟﻤﻘﺎل ﻜل ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ﻓﻲ ﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺴﺅ ﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺒﺎﻻﺴـﺘﻨﺎﺩ ﺇﻟـﻰ ﺒﻌـﺽ
ﺍﻟﺠﻤل ﺩﻭﻥ ﻜل ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻓﺎﻟﻤﻘﺎل ﻴﻔﺴﺭ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻪ ،ﻭﻴﺴﺘﺒﺎﻥ ﺍﺴﺘﻬﺩﺍﻑ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻟﻠﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻤﻥ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺒﺄﻜﻤﻠﻪ .ﻓﺘﺸﺘﺭﻁ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻌﺩ ﺘﻌﺒﻴﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺠـﺭﻡ ﻟﺤﺭﻴـﺔ
ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺼﺤﺘﻪ ﻜﺨﺒﺭ ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﺎﺘﺒﻪ ﺇﺫ ﻴﻨﺒﻐـﻲ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻫﻭ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ .ﻭﺒﺫﻟﻙ
ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﺎ ﻴﻤﻨﻊ ﺃﻥ ﻴﻤﺱ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻤﻤﻥ ﻴﺘﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ
ﺒﻐﺭﺽ ﺇﻴﺼﺎل ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻭﻓﻕ ﻭ ﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﹰﺎ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ
ﻴﻤﺜل ﻀﻤﺎﻨﺔ ﻟﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺇﺤﺩﻯ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟـﺫﻯ ﻗـﺩ
ﻴﺘﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ " ...ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﺩﻭﺭﹰﺍ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﻫﺎﻤﺎ ﻓﻬﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﻭ
ﺴﺎﺌل ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺼﻠﺤﺔ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺘﺘﺤﻘﻕ ﻓﻲ ﺇﻁﻼﻉ ﺃﻓﺭﺍﺩﻩ ﺒﻤﺎ ﻴﺠﺭﻱ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺃﻭ ﺃﺤﺩﺍﺙ ﺘﻤﻜﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺇﺒﺩﺍﺀ ﺃﺭﺍﺀﻫﻡ ﻭ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤـﺎ
ﻴﻀﺭﻫﻡ ﻭ ﻤﺎ ﻴﻨﻔﻌﻬﻡ ﻭ ﻤﺎ ﻴﺠﺭﻱ ﻤﻥ ﺃﻤﻭﺭ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺄﺤﻭﺍﻟﻬﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭ ﺃﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﺘﻤـﻭﻥ
ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻻ ﻭ ﺃﻨﻪ ﺒﺎﺴﺘﻌﺭﺍﺽ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻨﺠﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻤﻘﻴﺩﺓ ﺒﺸﺭﻭﻁ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﺴﺘﻨﺒﺎﻁﻬﺎ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺸﺭﻉ ﻤﻥ ﺃﺠﻠﻬﺎ ﺤﻕ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭ ﻤﻥ ﻀﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺨﺒـﺭ ﺍﻟﻤﻨـﺸﻭﺭ
ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺇﺫ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻫﻭ ﺨﺩﻤﺔ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺭ ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺴﺨﺭﻴﺔ ،ﻭ ﺒﺎﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ ﻤﺠﻤﻠﻪ ﻗـﺩ
ﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﻤﺒﺩﺃ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭ ﻭﺠﻭﺩ ﻗﻀﺎﺀ ﻋﺎﺩل ﻭ ﻜﻑﺀ ﻭ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻘﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻐﻴﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭ ﺘﺸﺒﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﺒﺤﻜﻡ ﺍﻟﻐﺎﺏ .ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺭﺓ ﻋﻨـﺩ ﺘﻔـﺴﻴﺭ
ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻫﻭ ﺘﻔﺴﻴﺭﻩ ﺒﻤﺠﻤﻠﻪ ﻓﺎﻟﻤﻘﺎل ﻜل ﻻ ﻴﺘﺠﺯﺃ ،ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﺠﺩ ﺃﻥ ﻟﻠﻤﻘﺎل ﻁﺎﺒﻊ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭ
ﻤﻭﻀﻭﻋﻰ ﻴﻬﻡ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺤﻼ ﻟﻠﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻭ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﺩ ﻀﻤﻥ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻓﺈﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻫﻭ ﻀـﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀـﻴﻊ ﺍﻟﺘـﻲ
٧٠
ﻴﺠﻭﺯ ﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻭ ﻨﻘﺩﻫﺎ ﻭ ﻤﺭﺍﻗﺒﺎﺘﻬﺎ .ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻤﺘﻭﺍﻓﺭ ﻭ ﻅﺎﻫﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺇﺫ
ﺃﻨﻪ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻲ ﺒﺎﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﺃﻱ ﺘﻬﺩﻴﺩ ﺃﻭ ﺘﺩﺨل ﺨـﺎﺭﺠﻲ ﻤﻤـﺎ ﻴﺠﻌـل
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻻ ﺘﻀﻊ ﻴﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺅ ﻨﻴﺔ ﻅﺎﻫﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل .ﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺤﺩﺙ ﺃﻥ ﻴﻨﻁﻭﻱ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﺤﻑ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻤﺱ ﺃﺩﺍﺀ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺸﺨﺎﺹ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻤﻤﻥ ﻴﺘﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻐﺭﺽ ﺇﻴﺼﺎل ﺍﻟﺨﺒـﺭ
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﻭﻀﻭﺡ ﻭﻓﻕ ﻭ ﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ .ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﻫﻭ ﻀﻤﺎﻥ ﻟـﺴﻼﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺇﺤﺩﻯ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻴﻭﺏ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻨﺹ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ ١٥
ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺴﺘﻭﺭ ."١١٢
ﻭﺫﻫﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻴﻀﺎ – ﻓﻲ ﺨﺼﻭﺹ ﻤﺎ ﻋﺭﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ -ﺇﻟﻰ ﺃﻥ "ﺍﻟﻤﺩﻴﺢ ﻓـﻲ ﻤﻌـﺭﺽ
ﺍﻟﺸﻙ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻻ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﺒﺎﻟﺫﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﻤﺫﻤﻭﻡ ﻁﺎﻟﻤـﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘـﺎل ﻻ ﻴـﺴﻨﺩ
ﻟﻠﻤﺫﻤﻭﻡ ﺃﻤﺭ ﻤﻌﻴﻥ ﻨﺯﻭ ﹰﻻ ﻋﻠﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ "ﺃﻤﺎ ﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﻨﻘﺩﺍ ﻟﻠﺤﻜﻭﻤﺔ ﺒل ﻴﺘﻨﺎﻭل
ﺍﻟﺤﻜﻭﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻨﺘﺨﺎﺒﺎﺕ ﻭ ﻫﻭ ﻴﻔﺘﺘﺢ ﻤﻘﺎﻟﻪ ﺒﻌﺒﺎﺭﺓ )ﺒﺭﺍﻓﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ( ﻭ ﻫﻲ ﺒﻤﻌﻨﺎﻫـﺎ
ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻜﻠﻤﺔ ﻤﺩﻴﺢ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺫﻡ ﻤﻭﺠﻪ ﻟﻠﺴﻴﺩ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ ﻭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻐﻭﺹ ﻓﻲ ﻤﻜﻨﻭﻥ
ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻟﻼﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﻤﻨﻬﺎ ﺃﻨﻪ ﻴﻘﺼﺩ ﺍﻟﺫﻡ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻻ ﺘﺴﻨﺩ ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻭﺯﺭﺍﺀ
ﻭ ﻟﻭ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﺸﻙ ﻭ ﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻜﻤﺎ ﻴﻔﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٨ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ."١١٣
ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺠﺯﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﻗﺩ ﺨﺎﻟﻔﺕ ﺫﻟﻙ ﻭﻗﺎﻟﺕ ﻓﻲ ﺤﻜﻤﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺠﻠﺴﺔ
،٢٠٠٣/١٢/٨ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺭﻗﻡ ١٠٠٢ﻟﺴﻨﺔ ٢٠٠١ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﺠﺩ" ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل
ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﻭﻤﺎ ﺘﻀﻤﻨﻪ ﻴﺸﻜل ﺠﺭﻡ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺒﺎﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺃﻭ ﺸﺭﻓﻪ ﺃﻭ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ
ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﺸﻙ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺘﻀﻤﻥ ﺃﻥ ﻤﻨﺫﺭ ﺤﺩﺍﺩﻴﻥ
ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻷﺴﺒﻕ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻻﺴﺘﺸﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺸﺭﻓﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺩ ﺸﺭﻜﺔ ﺤﺩﺍﺩﻴﻥ ﻭﺤﺼﻠﺕ
ﻋﻠﻰ ١ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻴﻨﺎﺭ ﺒﺩل ﺍﻹﺸﺭﺍﻑ ﻭﺍﻟﺸﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﺭﻴﻙ ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻨﺫﺭ ﺤﺩﺍﺩﻴﻥ ﻭﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻷﺴﺒﻕ
ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﺒﺈﻨﺸﺎﺀ ﺍﻟﺴﺩ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﻤﺼﺭﻭﻓﺔ ﺒﺩل ﺇﺸﺭﺍﻑ
ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ٢ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺠﻨﻴﺔ ﺇﺴﺘﺭﻟﻴﻨﻲ ﻟﻠﺸﺭﻜﺔ ﺍﻻﺴﺘﺸﺎﺭﻴﺔ ﻭ ١ﻤﻠﻴﻭﻥ ﺩﻴﻨﺎﺭ ﺃﺭﺩﻨﻲ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭﻭﻥ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻬﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻨﺫﺭ ﺤﺩﺍﺩﻴﻥ ﺒﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﻟﺘﺭ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ
ﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﺩ .ﻭﻋﻤﻼ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٥٩ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺒﺄﺤﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﻑ ﺒﺄﺤﺩ
ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ١٨٨ﻭ ١٨٩ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ
112ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺭﻗﻢ ٢٠٠٢/ ١١٢٧ﻣﻦ ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ .٢٠٠٢/٧/١٦
113ﺩﻋﻮﻯ ﺭﻗﻢ ٩٣ / ٣١١١٠ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،١٩٩٤/٣/٥ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ.
٧١
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٩٠ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﻥ ﺃﺴﺒﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﺸﻬﺭ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻐﺭﺍﻤﺔ ﻤﻥ ﺨﻤﺴﺔ ﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭﻴﻥ
ﺩﻴﻨﺎﺭ ".
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﺢ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﺸﻙ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﺃﺴﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺫﻤﻭﻡ ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﻴﻌﺭﺽ
ﻻ ﻋﻠﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻓﻘﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺒﺄﻥ " ...ﺃﺭﻜﺎﻥ ﻭﻋﻨﺎﺼﺭ
ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻟﻠﻤﺴﺎﺀﻟﺔ ﻨﺯﻭ ﹰ
ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ .ﻭﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﻨﺹ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٨ﻤﻥ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ) ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ(
ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺹ " ﺒﺄﻨﻪ ﺍﺴﻨﺎﺩ ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﺸﻙ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺃﻥ
ﺘﻨﺎل ﻤﻥ ﺸﺭﻓﻪ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻪ ﺃﻭ ﺘﻌﺭﻀﻪ ﻟﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺤﺘﻘﺎﺭﻫﻡ ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺃﻡ ﻻ ."١١٤
.٧ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻴﺘﺸﺩﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻱ ﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻷﺩﻴﺎﻥ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭﻩ ﻤﺴﺎﺴﺎ ﺒﺎﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﻭﻫﻴﺒﺘﻬﺎ .
ﻴﺘﺸﺩﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻤﻊ ﺍﻱ ﻨﻘﺩ ﺃﻭ ﺘﻨﺎﻭل ﻴﺭﺍﻩ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﺎﺴﺏ ﻟﻼﺩﻴﺎﻥ ﻭﺃﺤﻜﺎﻤﻬﺎ ﻭﺃﻤﻬﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻷﺌﻤﺔ ﻤﻥ ﺁل ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﻴﻌﺘﺒﺭﻩ ﻤﺴﺎﺴﺎ ﺒﻬﻴﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻤﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﻴﻘﺒل ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺤﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺃﻭ
ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻴﻀﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻓﻴﻘﻭل ،ﺒل ﻴﻜﺘﻔﻲ
ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻤﺜل ﺘﻠﻙ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺒﺈﺤﺘﻤﺎل ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻭﺘﻘﻭل ﺍﺤﺩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﺠﻌﻨﺎﻫﺎ " ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺒﻤﺠﻤﻠﻪ ﻴﺴﺊ ﺇﻟﻰ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﻴﺯﻋﺯﻉ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ
ﻭﻴﻨﺎﻗﺽ ﻭﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺤﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻤﺱ ﺇﺤﺴﺎﺴﻬﻡ ﺒﺎﻨﺘﻤﺎﺌﻬﻡ ﻟﺩﻴﻨﻬﻡ
ﻭﻭﻻﺌﻬﻡ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ﻟﻪ ﻭﺇﻴﻤﺎﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﺒﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﺍﻷﺼﻴﻠﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻤﺱ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺸﺩ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺩﻴﻨﻬﻡ ﻭﻨﻅﺎﻤﻬﻡ ﻭﺒﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺃﺸﺩ
ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﻘﻴﻤﻪ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ " .ﺇﺫ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻤﻘﺎل ﺫﻫﺏ ﻓﻴﻪ ﺘﻨﺴﺏ
ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ) ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺼﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺫﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺠﻠﺩﻫﺎ ﻷﻨﻪ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺴﺔ(.ﻭﻴﻀﻴﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺠﻨﺱ ﺃﻡ ﺸﺒﻕ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﻔﻠﺔ ﺤﻴﻥ ﺘﻌﺭﻓﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻟﻠﻤﺭﺓ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻨﺩ ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﺴﻴﺩ ﺍﻟﺨﻠﻕ ،"١١٥ﻭﻋﺎﻗﺒﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ " ﻭﺫﻟﻙ ﻹﻁﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺃﺭﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻊ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻓﻠﻘﺩ ﻤﺱ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺒﺄﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻨﺎﻭل ﺭﺴﻭل
ﺍﷲ ﺒﺄﻭﺼﺎﻑ ﻻ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﻪ ،ﻟﺘﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺠﻨﺴﻲ ﻤﺒﺘﺩﻉ ﻏﺭﻴﺏ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ﻋﺎﺌﺸﺔ
ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻻ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﺄﻱ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻔﻴﻔﺔ ﻓﻜﻴﻑ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﺄﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﻫﻰ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻭﺯﻭﺠﺔ ﻫﻲ
٧٢
ﺃﻋﻅﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺏ ﻭﺒﺭﻫﺎ ﺃﻭﺠﺏ ﻓﻘﺩ ﺍﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﺁﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﺸﻐل ﻟﻬﺎ ﺇﻻ
ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻓﻬﻭ ﻫﺎﺠﺴﻬﺎ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﺨﻭﻡ ﺍﻟﺸﺒﻕ – ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺒﺸﺩﺓ -ﻭﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ
ﺍﻟﺒﺩﻴﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﺴﻴﺩﺓ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺒﺎﻹﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﻭﻋﻠﻴﺔ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻬﻲ ﻋﺭﻀﻪ ﻭﺯﻭﺠﻪ ﺒل
ﻭﺃﺤﺏ ﺃﺯﻭﺍﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﺒﻭﻫﺎ ﺭﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﺤﺏ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺇﻟﻴﻪ" .ﻭﻨﺯﻭ ﹰﻻ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﺫﻫﺒﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل " ...ﻗﺩ ﻤﺱ ...ﻜل ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﻬﻴﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺴﻤﻌﺘﻬﺎ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻬﺎ ﻓﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ
ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﺘﻌﺘﺼﻡ ﺒﺎﻷﺌﻤﺔ ﻤﻥ ﺃل ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﻫﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﻫﺎﺸﻤﻴﺔ ﺘﻨﺘﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﻫﺎﺸﻡ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﻤﻨﺎﻑ
ﺠﺩ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﺫﻯ ﺘﻨﺤﺩﺭ ﻤﻨﻪ ﺴﻼﻟﺔ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻴﻴﻥ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻨﺴﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺘﺭﺓ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻗﺎل ﺭﺴﻭل
ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻨﻨﻰ ﻤﺨﻠﻑ ﻓﻴﻜﻡ ﺍﻟﺜﻘﻠﻴﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﷲ ﻭﻋﺘﺭﺘﻰ ﺃﻫل ﺒﻴﺘﻰ(...
ﻭﺍﻥ ﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺂل ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﻬﻴﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺇﻨﻘﺎﺹ ﺼﻭﺭﺘﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﺒﺎﻗﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﻻ
ﺴﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢ﻤﻥ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ "ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺩﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ،"..ﻭﺘﺴﺘﻁﺭﺩ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﻭﻟﻬﺎ "ﻭﻤﻤﺎ ﻻ ﺸﻙ ﻓﻴﻪ ﺇﻥ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺘﺘﺤﻘﻕ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺜﺒﻭﺕ ﺍﻟﻔﻌل ﺍﻟﻤﺎﺩﻯ ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ
ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﻜﻔﻰ ﻟﻘﻴﺎﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﺽ ﻟﻬﻴﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻤﻜﺎﻨﺘﻬﺎ ﻭﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ
ﻼ ﺃﻭ ﻤﺘﻭﻗﻌﹰﺎ ﻻ ﻭﺍﻗﻌﹰﺎ ﺒﺎﻟﻔﻌل".١١٦
ﻭﻴﻜﻔﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻤﺤﺘﻤ ﹰ
ﻭﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺸﺩﺩ ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻤﺒﻠﻐﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺒﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺎﻥ ﺼﻭﺕ ﺍﺤﺩ ﻤﻘﺭﺉ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻟﻴﺱ ﺠﻴﺩﺍ ﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﺩﻴﻥ ،ﻭﻓﻰ ﺩﻋﻭﻯ ﺨﻠﺼﺕ ﻭﻗﺎﺌﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻅﻨﻴﻨﺔ ﺫﻫﺒﺕ ﻟﺩﻯ ﺴﻤﺎﻋﻬﺎ
ﻟﻤﻘﺭﺉ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﻭﻩ ﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻏﻴﺭ ﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻤﺴﻤﻊ ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻤﺜل ﺃﻥ ﺃﻨﻜﺭ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ
ﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺭ ،ﺇﺫ ﻗﻀﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺈﺩﺍﻨﺔ ﺍﻟﻅﻨﻴﻨﺔ ﻟﻤﺠﺭﺩ ﺘﻔﻭﻫﺎ ﻤﻌﺒﺭﺓ ﻋﻥ ﺭﺃﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺼﻭﺕ
ﺍﻟﻤﻘﺭﺉ ﺒﺘﻬﻤﺔ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻰ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ ﺇﻥ "ﺘﻬﻤﺔ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻓﻬﻰ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻟﺘﻭﺍﻓﺭ ﺭﻜﻨﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺘﻔﻭﻩ ﺒﻜﻠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﻤﻊ ﻤﻥ ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺸﺄﻨﻬﺎ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ
ﺍﻟﺩﻴﻨﻰ ﻭﻗﺩ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺭﻜﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻓﻲ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻨﻲ ﻓﻠﺩﻯ ﺴﻤﺎﻋﻬﺎ ﻟﺼﻭﺕ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺫﺍﻉ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻏﺭﻓﺘﻬﺎ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ "ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﻭﺕ ﻴﺠﻌﺭ ﺘﺠﻌﻴﺭ ﻭ ﺃﻥ ﺃﻨﻜﺭ ﺍﻷﺼﻭﺍﺕ
ﻟﺼﻭﺕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺭ."١١٧
٧٣
.٨ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻴﻤﻴل ﺇﻟﻰ ﺍﻀﺎﻓﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﺔ .
ﻴﻤﻴل ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺇﻀﻔﺎﺀ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺅﺴﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻔﻴﻤـﺎ ﻴﺘﻌﻠـﻕ
ﺒﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻤﺜﻼ ﺘﺫﻫﺏ ﺒﻌﻀﺎ ﻤﻤﺎ ﺍﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭل ﺒﺄﻥ " ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻤـﻊ ﺃﻨـﻪ ﺃﻋﻁـﻰ
ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻕ ﺍﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺃﻥ ﻴﺘﻡ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻘﻭﻕ
ﻭﺍﻟﻭﺠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻟﻶﺨﺭﻴﻥ ﻓﻌﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻻﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﻤﺘﻨـﻊ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﺃﻱ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺘﺴﻲﺀ ﻟﻠﻐﻴﺭ ﺃﻭ ﺘﻤﺜل ﺫﻡ ﺃﻭ ﻗﺩﺡ ﻭﺤﻴﺙ ﺘﻀﻤﻨﺕ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻤﺎ
ﻴﺸﻜل ﺫﻡ ﻭﻗﺩﺡ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻜﻤﺎ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻏﻴﺭ ﺼﺤﻴﺤﻪ ﻓﺘﻜﻭﻥ ﻜﺎﻓﻪ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
". ١١٨
٥ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ
ﻭﻟﻘﺩ ﻗﻀﺕ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺃﻥ " ﺃﻥ ﺸﺭﻴﻁ ﺍﻟﻔﻴﺩﻴﻭ ﻭﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻥ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺃﺠﺭﺘﻬﺎ ﺍﻟﻅﻨﻴﺔ ﻤﻊ ﻗﻨـﺎﺓ
ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﺃﻓﺎﺩﺘﻬﺎ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺃﻗﺭﺕ ﺒﻬﺎ ﺒﻤﺤﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻁ ﺃﺜﻨـﺎﺀ
ﻋﺭﻀﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺎﺕ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﺒﺨﺼﻭﺹ ﺍﻟﺨﺼﻭﻡ ﻴﺸﻤﻠﻬﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﻌﻤﻭﻤـﻪ ﺇﺫ
ﻗﺎﻟﺕ ﺍﻟﻅﻨﻴﻴﻥ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ "ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻨﺯﻴﻬﺔ ﻭﻓﺎﻗﺩﺓ ﻟﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺘﻬﺎ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺍﻥ ﺇﺠـﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﺃﻨﻬﺎ ﺘﺅﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺩﺍﻗﻴﺔ ﻭﺇﻥ ﺩﺍﺌﺭﺓ
ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻫﻰ ﻤﻘﺭ ﻟﻠﻔﺴﺎﺩ "ﺇﺫ ﻗﺎﻤﺕ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﺒﺫﻡ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺌﻴﺔ ﻭﺩﺍﺌﺭﺓ ﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﻭﺍﻓﺭﺕ ﺃﺭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺭﻜﻥ ﻤﺎﺩﻱ ﻭﻤﻌﻨﻭﻱ ."١١٩
ﻭﻴﺘﺸﺩﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺸﺄﻥ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺃﻱ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ،ﻭﻴـﻀﻊ ﺍﻟﻘﻴـﻭﺩ ﻋﻠـﻰ
ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﺍﻟﻬﺎﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺭﻗﺎﺒﺔ ﺃﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﻫﻭ ﻴﺴﺘﻨﺩ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻨﺹ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢/١/٤٠ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺤﻅﺭ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋـﺔ ﻨـﺸﺭ ﺃﻴـﺔ
ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻋﺘﺎﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﺃﻤﺎﻜﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﺤﺭﻜﺎﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺠﻴﺯ ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﺭﺠﻊ ﻤﺴﺌﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻘـﻭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺨﺒﺭ ﺃﻭ ﺃﺴﻡ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﻴﻤﺱ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻬـﺯﺓ ﺍﻷﻤﻨﻴـﺔ" .
ﻭﻨﺯﻭ ﹰﻻ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﺫﻫﺏ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ " ...ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﺠﺩ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻭﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﺒﻬﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻨﻔﹰﺎ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﺱ ﺒﺄﺤﺩ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﺠﻬـﺎﺯ ﺍﻟﻤﺨـﺎﺒﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻨﺸﺭ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻀﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻭﺒﺎﻟﺸﻜل ﺍﻟﺫﻯ ﻨﺸﺭﺕ ﺒﻪ ﻴﺸﻜل ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ
118ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﰲ ٨٧٦ ،٢٠٠٢/١٠/٣٠ﻟﺴﻨﺔ،٢٠٠٢ﻣﻦ ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻴﻪ .ﺇﺫ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻧﺴﺒﺖ ﻟﻠﻈﻨﲔ
ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﺑﻌﺪﻡ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﳌﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺰﻋﻢ ﺇﻥ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﰲ ﺍﶈﺎﻛﻢ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ﺻﺒﺎﺣﺎ
ﻭﺣﱴ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻇﻬﺮﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺩﻭﺍﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﺮﲰﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻭﺣﱴ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻇﻬﺮﹰﺍ .
- 119ﺣﻜﻢ ﳏﻜﻤﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﲜﻠﺴﺔ ،٢٠٠٢/٥/١٦ﰲ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺭﻗﻢ .٢٠٠٢/٤٩١
٧٤
ﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢/١/٤٠ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺭﻗﻡ ١٠ﻟﺴﻨﺔ ٩٣ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﻠﻰ )
ﻴﺤﻅﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺔ ﺃﻥ ﺘﻨﺸﺭ ﻤﺎ ﻴﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻋﻥ ﻋﺩﺩ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺃﺴﻠﺤﺘﻬﺎ
ﺃﻭ ﻋﺘﺎﺩﻫﺎ ﺃﻭ ﺃﻤﺎﻜﻨﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﺤﺭﻜﺎﺘﻬﺎ .ﺇﺫ ﺃﺠﻴﺯ ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻤﺭﺠﻊ ﻤﺴﺅﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ
ﺃﻭ ﺃﻱ ﺨﺒﺭ ﺃﻭ ﺃﺴﻡ ﺃﻭ ﺘﻌﻠﻴﻕ ﻴﻤﺱ ﺒﺎﻟﻘﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻟﻀﻤﻨﻴﺔ(.ﺃﻤﺎ ﺘﺫﺭﻉ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﺒﺄﻥ ﻤﺎ
ﻼ ﻋﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻟﻠﺠﺭﻴﺩﺓ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺇﺠﺭﺍﺀ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﻤﻌﻬﻡ ﻓﺄﻥ ﺫﻟﻙ ﻏﻴﺭ ﻤﻘﺒـﻭل ﺫﻟـﻙ ﺃﻥ
ﻜﺘﺏ ﻫﻭ ﻨﻘ ﹰ
ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻴﻘﺘﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﻨﻘل ﺃﺨﺒﺎﺭﹰﺍ ﺴﺒﻕ ﻭﺘﻡ ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﺢ ﺒﻬﺎ ﻟﻠﺠﺭﻴﺩﺓ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻗﺒل ﺇﻗﺩﺍﻤﻪ ﻋﻠـﻰ
ﻨﺸﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻷﻗﻭﺍل ﻻ ﺘﻨﻁﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺔ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ،ﻭﺤﻴﺙ ﺃﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻌﺒـﺎﺭﺍﺕ
ﺒﺎﻟﺼﻭﺭﺓ ﺍﻷﻨﻔﺔ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻴﺸﻜل ﻤﺴﺎﺴﹰﺎ ﺒﺄﺤﺩ ﺍﻷﺠﻬﺯﺓ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﻫﻭ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻤﺨﺎﺒﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ " ﻭﺍﻨﺘﻬـﺕ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺘﺎﺒﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺴﻨﺩﺘﻪ ﻟﻠﻅﻨﻴﻨﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﺭﺘﻜﺎﺒﻬﻤﺎ ﺠﺭﻡ ﺫﻡ ﻫﻴﺌﺔ ﺭﺴﻤﻴﺔ ﺨﻼﻓـﹰﺎ
ﻟﻠﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ١٩٠ﻋﻘﻭﻴﺎﺕ ﻭﺒﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٨٩ﻋﻘﻭﺒﺎﺕ ﻭﺠﺭﻡ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٢/١/٤٠ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ
ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ﺭﻗﻡ ١٠ﻟﺴﻨﺔ .١٩٩٣ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻨﺸﺭ ﻤﻘﺎل ﺒﻌﻨـﻭﺍﻥ " ﺍﻟﻤﺘﻬﻤـﻭﻥ ﺒﻘـﻀﻴﺔ ﻤﺅﺘـﻪ
ﺘﻌﺭﻀﻭﺍ ﻟﻠﺘﻌﺫﻴﺏ ﺍﻟﺸﺩﻴﺩ ."١٢٠
١٥١٤ 120ﻟﺴﻨﺔ ٩٤ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،١٩٩٤/٦/١٤ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ .ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﰲ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ "ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺣﺴﲔ ﺗﻌﺮﺽ
ﻟﻠﻀﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻋﻀﻮﻩ ﺍﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻲ ﺑﻌﺼﺎ ﻭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺛﺎﺭ ﰲ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻓﻴﻬﺎ .ﻭ ﺃﻥ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﲡﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﻭ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ
ﺍﳌﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻧﻔﺎ ﺗﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺱ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﻧﺸﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻘﺎﻟﺔ ﻭ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺮﺗﻪ ﺑﻪ ﻳﺸﻜﻞ
ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٢/١/٤٠ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺭﻗﻢ ١٠ﻟﺴﻨﺔ ."١٩٩٣ﻭﻣﻦ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﳌﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻷﺭﺩﱐ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻳﺺ ﻛﻞ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﻧﺸﺮ ﺃﻯ
ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﻋﻬﺎ – ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻣﻊ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﻬﻤﲔ -ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺟﻴﺰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻘﺮﺭ ﳐﺘﺺ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﻧﻈﻢ
ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ٣١٣ﻟﺴﻨﺔ ١٩٥٦ﺍﳌﻌﺪﻝ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ١٤ﻟﺴﻨﺔ ١٩٦٧ﲝﻈﺮ ﻧﺸﺮ ﺃﻳﺔ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ .ﻓﻄﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺧﲑ ﳛﻈﺮ ﻧﺸﺮ ﺃﻭ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻳﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻭﺗﺸﻜﻴﻼﺎ ﻭﲢﺮﻛﺎﺎ ﻭﻋﺘﺎﺩﻫﺎ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺣﻲ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺄﻯ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﳌﺆﻟﻒ ﺃﻭ ﻭﺍﺿﻊ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﳌﺬﺍﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻭﺇﺫﺍﻋﺘﻬﺎ .
ﻭﰱ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﳜﺎﻟﻒ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﱃ ﲬﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺑﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ١٠٠ﺍﱃ ٥٠٠ﺟﻨﻴﻪ ﺃﻭ
ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ ﻭﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﺮﺏ .
ﻭﰱ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺭﻗﻢ ١٠٠ﻟﺴﻨﺔ ،١٩٧١ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺰﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ
ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺰﻣﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺑﺄﻯ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺇﻻ ﺑﺄﺫﻥ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﲏ .
ﻭﺍﻋﺘﱪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٧٠ﻣﻜﺮﺭﺍ )ﺏ( ﺳﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ
ﻭﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﺴﺎﺱ ﺑﺸﺌﻮﺎ ﻭﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﻭﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺣﻔﻆ ﻛﻴﺎﻥ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﺇﺫﻥ ﻛﺘﺎﰊ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺑﻨﺸﺮﻩ ﺃﻭ ﺇﺫﺍﻋﺘﻪ .
ﻭﻳﻌﺎﻗﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻈﺮ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺗﲔ /٨٠ﺃ ﻭ/ ٨٠ﺏ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﲝﺴﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ .ﺛﺎﻣﻨﺎ :ﺳﺮﻳﺔ ﺗﺪﺍﻭﻝ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ
ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ٥٧ﻟﺴﻨﺔ . ١٩٣٧
ﺕ ﻭﻣﻦ ﺍﳉﺪﻳﺮ ﺑﺎﳌﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﺍﻷﺭﺩﱐ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻳﺺ ﻛﻞ ﺍﳊﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﻧﺸﺮ ﺃﻯ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﻋﻬﺎ – ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﻛﻴﻔﻴﺔ
ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻣﻊ ﺍﳌﻮﺍﻃﻨﲔ ﺃﻭ ﺍﳌﺘﻬﻤﲔ -ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺟﻴﺰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻘﺮﺭ ﳐﺘﺺ ﺑﺬﻟﻚ ،ﻓﻘﺪ ﻧﻈﻢ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ ٣١٣ﻟﺴﻨﺔ
١٩٥٦ﺍﳌﻌﺪﻝ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ١٤ﻟﺴﻨﺔ ١٩٦٧ﲝﻈﺮ ﻧﺸﺮ ﺃﻳﺔ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ .ﻓﻄﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﱃ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺧﲑ ﳛﻈﺮ ﻧﺸﺮ ﺃﻭ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺍﻳﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﺃﺧﺒﺎﺭ
٧٥
ﺍﻤﺎ ﻋﻥ ﻤﺎ ﻴﻨﺸﺭ ﻤﻥ ﺍﺨﺒﺎﺭ ﺘﺨﺹ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺘﺯﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺒﻀﺭﻭﺭﻩ ﺍﻥ ﺘﻜـﻭﻥ ﺘﻠـﻙ
ﺍﻟﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺼﺎﺩﺭﻩ ﻋﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻓﻘﻁ ﻤﻌﺘﺒﺭﺍ ﺍﻥ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻭ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻤﻭﺍﻓﻘـﺔ
ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﻭﺍﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺒﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻥ ﻷﻥ ﻤﺎ ﻨﺸﺭﻭﻩ ﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﺒﺫﺍﺘﻪ ﻤﺎ ﻭﺯﻋﺘﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻬﺔ
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻓﻘﺎﻟﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺍﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ "ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻋﺭﺽ ﺃﻯ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﻤﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺒﺎﻟـﺩﻓﺎﻉ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻰ ﺇﻻ ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻭﺯﻋﻬـﺎ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟـﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤـﺩﻨﻰ ،ﻭﺍﻥ ﻭﺍﻗﻌـﺔ ﺍﻟﺭﺼﺎﺼـﺎﺕ
ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ ﻨﻅﺭﹰﺍ ﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ ﺒﺎﻟﺘﻘﺎﺭﻴﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺯﻋﻬﺎ ﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻭ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﻟﻨﻘل ﺍﻟﺤﺭﻓﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﺭﻴﺭ ﻭ ﻫﻭ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻌﺩ ﻨﺸﺭﹰﺍ ﻗﺎﻨﻭﻨﻴﹰﺎ ﻷﻨـﻪ
ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﻤﻨﻭﻋﺎ ﻤﺎ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﻤﺩﻴﺭﻴﺔ ﺒﺘﻭﺯﻴﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﺩ. "١٢١
ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻤﻨﻊ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺄﻜﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻟﻬﻴﺌﺔ ﻨﻅﺎﻤﻴﺔ ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻤﺒﺎﺡ "ﻜﻠﻤـﺎ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﻭﻀﻭﻋﻰ ﻴﺤﻤل ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻌﺔ ﻭﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﻭﻴﺤﻤل ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻓﻲ ﻁﻴﺎﺘـﻪ
ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻭﻤﻤﺎ ﻴﻬﻡ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭ ﻭﻁﺎﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﻘﺎل ﻁﺎﺒﻊ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ."١٢٢
.٩ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﻻ ﻴﻌﻁﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺇﻀﺎﻓﻴﺔ ﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﻨﻘﺩ ﺴﻴﺎﺴﺎﺘﻬﻡ :
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻷﺭﺩﻨﻲ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺸﺨﺼﻴﺔ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻹﺴـﻼﻤﻴﺔ
ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺩﻴﻘﺔ ﺒﺎﻹﻫﺎﻨﺔ ﺃﻭ ﺘﻌﻜﻴﺭ ﺼﻼﺕ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺒﺎﻟﺩﻭل ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﺇﻻ ﺍﻥ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻁﻠﻌﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻ
ﺘﻀﻔﻲ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ﻓﻬﻲ ﺘﺯﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻭﺘﻘﺩﺭﻩ ﺒﻘﺩﺭﻩ ،ﻓﺈﻥ ﺘﻀﻤﻥ
ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﳌﺴﻠﺤﺔ ﻭﺗﺸﻜﻴﻼﺎ ﻭﲢﺮﻛﺎﺎ ﻭﻋﺘﺎﺩﻫﺎ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺄﻯ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ
ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻛﺘﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﳊﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺆﻟﻒ ﺃﻭ ﻭﺍﺿﻊ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﳌﻨﺸﻮﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﳌﺬﺍﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﳌﺴﺌﻮﻝ ﻋﻦ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻭﺇﺫﺍﻋﺘﻬﺎ .
ﻭﰱ ﳎﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻧﺼﺖ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﳜﺎﻟﻒ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﺎﳊﺒﺲ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﱃ ﲬﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﺑﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﻦ ١٠٠ﺍﱃ ٥٠٠ﺟﻨﻴﻪ ﺃﻭ
ﺑﺈﺣﺪﻯ ﻫﺎﺗﲔ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺘﲔ ﻭﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﺍﳉﺮﳝﺔ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﻭﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﰲ ﺯﻣﻦ ﺍﳊﺮﺏ .
ﻭﰱ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺭﻗﻢ ١٠٠ﻟﺴﻨﺔ ،١٩٧١ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺰﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﻫﺎ
ﻭﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻭﺍﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺰﻣﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺑﺄﻯ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﺇﻻ ﺑﺄﺫﻥ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻭ ﳎﻠﺲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻮﻃﲏ .
ﻭﺍﻋﺘﱪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٧٠ﻣﻜﺮﺭﺍ )ﺏ( ﺳﺮﺍ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻭﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﻭﺃﺳﻠﻮﺏ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻪ
ﻭﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﺴﺎﺱ ﺑﺸﺌﻮﺎ ﻭﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﰲ ﺍﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﻭﺃﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺣﻔﻆ ﻛﻴﺎﻥ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﺻﺪﺭ ﺇﺫﻥ ﻛﺘﺎﰊ ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﳌﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺑﻨﺸﺮﻩ ﺃﻭ ﺇﺫﺍﻋﺘﻪ .ﻭﻳﻌﺎﻗﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻈﺮ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﳌﺎﺩﺗﲔ /٨٠ﺃ ﻭ/ ٨٠ﺏ ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﲝﺴﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ .ﺛﺎﻣﻨﺎ :ﺳﺮﻳﺔ ﺗﺪﺍﻭﻝ
ﺍﳌﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﰲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ٥٧ﻟﺴﻨﺔ ١٩٣٧
-١٠٩ﺩﻋﻮﻯ ﺭﻗﻢ ٩٣ / ٣١١١٠ﻣﻦ ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ .١٩٩٤/٣/٥
- 122ﺩﻋﻮﻯ ﺭﻗﻢ ٩٣ / ٣١١١٠ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ،١٩٩٤/٣/٥ﳏﻜﻤﺔ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺰﺍﺀ ﻋﻤﺎﻥ.
٧٦
ﻨﻘﺩﺍ ﻷﻋﻤﺎل ﻫﺅﻻﺀ ﺍﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ﺍﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﻭﺇﻻ ﺍﻨﺯل ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻓﻔﻲ ﺍﺤﺩ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺘﻘﻭل
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل" ﺘﺠﺩﻩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﻟﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺇﻋﻼﻤﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﺠـﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻨـﻭﺍﻥ
ﺍﻟﻭﺍﺭﺩ ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﻤﻭﻗﻑ ) ﻭﻤﻥ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺫل ﻭﺍﻹﺫﻻل ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻟﺒﻌﺽ ﻗـﺎﺩﺓ ﺩﻭل ﺍﻟﺘﺤﺭﻴـﺭ
١٢٣
". ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺴﻬﻡ ﻴﺎﺴﺭ ﻋﺭﻓﺎﺕ( ﻤﻤﺎ ﻴﺸﻜل ﺇﻫﺎﻨﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﺭﺌﻴﺱ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ )ﻭﺘﻠـﻙ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ(
ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻻ ﻴﺤﻤل ﺇﻻ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﻜﺎﺘﺒﻪ ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤل ﺍﻟـﺭﺌﻴﺱ ﺒﻌﻴـﺩﹰﺍ ﻋـﻥ
ﺸﺨﺼﻪ ،ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺒﺭ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻓﻴﻪ ﻋـﻥ ﻨﻘـﺩﻩ ﻟـﺴﻴﺎﺴﺎﺕ
ﺍﻟﺭﺅﺴﺎﺀ ﻭﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻭﻀﺤﺘﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﻘﻭﻟﻬﺎ ﺃﻥ"ﺒﺎﻟﺘﺩﻗﻴﻕ ﺘﺠﺩ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﺒﻬـﺫﺍ
ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻤﺎ ﻴﻌﺩ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﺭﺌﻴﺱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻭﻀﻭﻉ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﺠﺘﻤـﺎﻉ
ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯﻱ ﻓﻲ ﺘﻭﻨﺱ ﻭ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﺃﻭﻻ ﻭ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻤﻥ ﻋﺒـﺎﺭﺍﺕ
ﻴﻤﺜل ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻭﻨﻘﺩﻩ ﻟﻼﺘﻔﺎﻗﻴﺔ ﻭ ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ ﺘﻨـﺎﺯﻻﺕ ﻤـﻥ
ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻗﺩﻤﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻫﻭ ﺤﻕ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺸﺭﻴﻁﺔ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺫﻟﻙ
ﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻹﻫﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻭ ﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﺴـﺭﺍﺌﻴل ﻭ ﻀـﻡ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺩ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭﻤﻥ ﺤﻕ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻻﻨﺤﻴﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺭﺍﻫﺎ ﺃﻭ ﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﺼﺏ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ .ﻭ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﺇﻫﺎﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺌﻴﺱ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺭﺒﻴﺔ ﺒل ﻫﻭ
ﻨﻘﺩ ﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ."١٢٤
123ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﳊﻜﻢ ﺭﻗﻢ ٩٥ / ٣٧٩٤ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﲜﻠﺴﺔ .١٩٩٨/٥/٣١ﺇﺫ ﻧﺸﺮﺕ ﺍﻟﻈﻨﻴﺔ ﺭﲰﺎ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ ﻭﻟﻠﻌﻠﻢ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﺍﻷﺭﺩﱏ
ﻭﻟﻌﻠﻤﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻧﺸﺮ ﳘﺎ ﻣﻘﺎﻟﲔ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ "ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﺤﺚ " "ﻭﺍﺳﺘﻠﻤﺖ ﺃﺟﺐ".
ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﳌﺎﺩﺓ ٤٠ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ ﺣﻈﺮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﳌﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﱴ ﻣﻦ ﺷﺄﺎ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﻫﺎﻧﻪ
ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ .ﺃﻭ ﺗﻌﻜﺮ ﺻﻼﺕ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺑﺎﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺑﺮﺟﻮﻉ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺇﱃ ﻋﺪﺩ ﺻﺤﻴﻔﺔ====
====ﺍﻟﺒﻌﺚ ﲡﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﻘﺎﻝ ﻗﺪ ﺗﻀﻤﻦ )ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻪ ( ﺗﻼﻋﺐ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺑﺎﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﲡﺪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺃﻋﻼﻣﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﶈﻜﻤﺔ ﲡﺪ ﺃﻥ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﲢﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻣﻮﻗﻒ )ﻭﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻝ ﻭﺍﻹﺫﻻﻝ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﻗﺎﺩﺓ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻬﻢ ﻳﺎﺳﺮ ﻋﺮﻓﺎﺕ
(ﳑﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﲡﺪ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻷﺭﺩﱐ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﺸﺪﺓ
ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻓﻴﻪ ﳑﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﳎﺎ ﹰﻻ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻷﺭﺩﱐ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻟﺮﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﺭﺩ ﻓﻴﻪ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ
ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﳌﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ ﺍﳍﺎﴰﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﳑﺎ ﲡﺪﻩ ﺍﶈﻜﻤﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﲢﻘﲑﹰﺍ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺍﻷﺭﺩﱐ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﺍﳌﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺭﻕ
ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﺸﺪﻩ.
٧٧
ﺃﻜﺩﺕ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻟﺠﻨﺎﻫﺎ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺤﺘﻰ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺭ ﻤـﻥ ﺠـﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻨـﺸﺭ
ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻰ ﻟﺤﻘﻪ ،ﻭﻫﻲ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺭ ﻋﻠﻴﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﺍﻷﺩﺒـﻲ
ﻴﻤﻜﻥ ﺠﺒﺭﻩ ﺒﺎﻟﻤﺎل ﺍﻴﻀﺎ ﻭﻗﺎﻟﺕ ﺇﺤﺩﺍﻫﺎ " ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺒﺔ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟـﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤـﺎﺩﻱ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺃﺨﻔﻘﺎ ﻓﻲ ﺇﺜﺒﺎﺕ ﺃﻱ ﻀﺭﺭ ﻤﺎﺩﻱ ﻤﻥ ﺍﻷﻀﺭﺍﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺒﻬﺎ ﻓﻼ ﺃﺜﺒﺘﺎ ﻤـﺎ
ﻟﺤﻕ ﺒﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﺨﺴﺎﺭﺓ ﻭﻻ ﺃﺜﺒﺘﺎ ﻤﺎ ﻓﺎﺘﻬﻤﺎ ﻤﻥ ﻜﺴﺏ ﺒﺴﺒﺏ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ،ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤـﺎﺩﻱ
ﻟﻴﺱ ﻤﻔﺘﺭﻀﹰﺎ ﺒل ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺇﺜﺒﺎﺘﻪ ﻭﺃﻥ ﻭﺭﻭﺩ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ﻤﻘﺩﺭﺓ ﻟﻐﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤـﺎﺩﻱ
ﻻ ﻴﻌﻨﻰ ﺒﺄﻱ ﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺇﺜﺒﺎﺕ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒل ﺘﻘﺩﻴﺭﹰﺍ ﻟﻠﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻨﻪ ﺤﺎل ﺜﺒﻭﺘﻪ ﻟﺫﻟﻙ ﻻ ﺘﺠﺩ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻴﻴﻥ ﻻ ﻴﺴﺘﺤﻘﺎﻥ ﺃﻯ ﺘﻌﻭﻴﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺒـﻪ.ﺃﻤـﺎ ﺒﺨـﺼﻭﺹ
ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻷﺩﺒﻰ ﻭﺤﻴﺙ ﺜﺒﺕ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺒﺎ ﻓﻌﻼ ﻀﺎﺭﺍ ً ﺒﺎﻟﻤﺩﻋﻴﻥ ﻤـﻥ ﺨـﻼل
ﻨﺸﺭ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻗﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺴﻤﻌﺘﻬﻤﺎ .ﻭﺍﻟﺘﻌﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺍﻤـﺔ ﺍﻟﻤـﺩﻋﻰ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻤﻠﺯﻤﻴﻥ ﺒﻀﻤﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺍﻷﺩﺒﻰ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻗﺩﺭﻩ ﺍﻟﺨﺒـﺭﺍﺀ ﺏ ١٥٠٠٠ﺩﻴﻨـﺎﺭ
ﺒﻭﺍﻗﻊ ﺨﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﻟﻠﺸﺭﻜﺔ ﻭﻋﺸﺭﺓ ﺁﻻﻑ ﻟﻠﻤﺩﻋﻰ."١٢٥.
ﻭﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺁﺨﺭ ﻗﻀﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ " ﺒﺈﻟﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ -ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ
ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻲ -ﺒﺄﻥ ﻴﺩﻓﻌﺎ ﺒﺎﻟﺘﻜﺎﻓل ﻭﺍﻟﺘﻀﺎﻤﻥ ﻟﻠﻤﺩﻋﻰ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻷﻭل ﻤﺒﻠﻎ ﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﺩﻴﻨﺎﺭ
ﻭﻟﻠﻤﺩﻋﻰ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻤﺒﻠﻎ ﺃﻟﻑ ﺩﻴﻨﺎﺭ ﻤﻊ ﺘﻀﻤﻨﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻴﻑ ﻭﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺒﻨﺴﺒﺔ
ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﺒﻪ ﻭﻤﺒﻠﻎ ٧٥ﺩﻴﻨﺎﺭ ﺃﺘﻌﺎﺏ ﻤﺤﺎﻤﺎﺓ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﻜل ﺇﻀﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﻐﻴﺭ ﻴﻠﺯﻡ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﻭﻟﻭ
ﻏﻴﺭ ﻤﻤﻴﺯ ﺒﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﻭﻴﻘﺩﺭ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﻟﺤﻕ ﺍﻟﻤﻀﺭﻭﺭ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ
ﻭﻤﺎ ﻓﺎﺘﻪ ﻤﻥ ﻜﺴﺏ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﻔﻌل ﺍﻟﻀﺎﺭ ﻭﻴﺘﻨﺎﻭل ﺤﻕ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺭ
ﺍﻷﺩﺒﻲ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ."١٢٦ ٢٥٦،٢٦٦،٢٦٧
ﺍﻤﺎ ﻋﻥ ﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻓﻠﻡ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻟﺩﻴﻨﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻁﺎﻟﻌﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺴﻭﻱ ﺤﻜﻡ ﻭﺍﺤﺩ ﺤﻜﻤﺕ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺘﻌﻁﻴل ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻜﻌﻘﻭﺒﺔ ﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻤﺩﺓ ﺸﻬﺭﻴﻥ ﻭﺫﻟﻙ " ﻹﻁﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺒﺎﺏ ﺍﻟﺸﺭﺍﺌﻊ
ﻤﻥ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻓﻠﻘﺩ ﻤﺱ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺒﺄﺤﺩ ﺃﻫﻡ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻨﺎﻭل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺒﺄﻭﺼﺎﻑ ﻻ
ﺘﻠﻴﻕ ﺒﻪ ،ﻟﺘﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺠﻨﺴﻲ ﻤﺒﺘﺩﻉ ﻏﺭﻴﺏ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻻ ﺘﻠﻴﻕ
ﺒﺄﻱ ﺍﻤﺭﺃﺓ ﻋﻔﻴﻔﺔ ﻓﻜﻴﻑ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﺄﻡ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﻫﻰ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻭﺯﻭﺠﺔ ﻫﻲ ﺃﻋﻅﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺴﺏ
٧٨
ﻭﺒﺭﻫﺎ ﺃﻭﺠﺏ ﻓﻘﺩ ﺍﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺍﻟﺴﻴﺩﺓ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﺭﺁﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﺸﻐل ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻓﻬﻭ
ﻫﺎﺠﺴﻬﺎ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺘﺨﻭﻡ ﺍﻟﺸﺒﻕ – ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺒﺸﺩﺓ -ﻭﻤﻥ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺒﺩﻴﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ
ﺒﺎﻟﺴﻴﺩﺓ ﻋﺎﺌﺸﺔ ﺒﺎﻹﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﻭﻋﻠﻴﺔ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻬﻲ ﻋﺭﻀﻪ ﻭﺯﻭﺠﻪ ﺒل ﻭﺃﺤﺏ ﺃﺯﻭﺍﺠﻪ
ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﺒﻭﻫﺎ ﺭﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺃﺤﺏ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺇﻟﻴﻪ" ﻭﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺁﺨﺭ ﻟﻘﺩ " ﻤﺱ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﻜل ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﻬﻴﺒﺔ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺴﻤﻌﺘﻬﺎ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻬﺎ ﻓﺎﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺩﻭﻟﺔ ﺇﺴﻼﻤﻴﺔ ﻭﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻼﻟﺔ ﺍﻟﻬﺎﺸﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﺁل ﺍﻟﺒﻴﺕ " ،ﻤﻌﺘﺒﺭﻩ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺒﻤﺠﻤﻠﺔ " ﻴﺴﺊ ﺇﻟﻰ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﻴﺯﻋﺯﻉ ﺃﻭﻀﺎﻉ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻴﻨﺎﻗﺽ ﻭﻴﺴﺘﻬﺩﻑ ﺤﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻀﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻤﺱ ﺍﺇﺤﺴﺎﺴﻬﻡ
ﺒﺎﻨﺘﻤﺎﺌﻬﻡ ﻟﺩﻴﻨﻬﻡ ﻭﻭﻻﺌﻬﻡ ﺍﻟﻌﻤﻴﻕ ﻟﻪ ﻭﺇﻴﻤﺎﻨﻬﻡ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ ﺒﺨﺼﺎﺌﺼﻪ ﺍﻷﺼﻴﻠﺔ ،ﺒﺤﻴﺙ ﻴﻤﺱ ﺍﻟﺭﻭﺍﺒﻁ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺸﺩ ﺃﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﺩﻴﻨﻬﻡ ﻭﻨﻅﺎﻤﻬﻡ ﻭﺒﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ
ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺃﺸﺩ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺒﻘﻴﻤﻪ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ " .ﺇﺫ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﻅﻨﻴﻥ ﻤﻘﺎل ﺫﻫﺏ ﻓﻴﻪ
ﺘﻨﺴﺏ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ) ﺃﻥ ﺍﷲ ﻋﺼﻤﻬﺎ ﻤﻥ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺫﺒﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺠﻠﺩﻫﺎ ﻷﻨﻪ ﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺴﺔ(.ﻭﻴﻀﻴﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎل ﺠﻨﺱ ﺃﻡ ﺸﺒﻕ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻗﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﻔﻠﺔ ﺤﻴﻥ ﺘﻌﺭﻓﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺱ ﻟﻠﻤﺭﺓ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻨﺩ ﺯﻭﺍﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﺴﻴﺩ ﺍﻟﺨﻠﻕ."١٢٧
ﻭﻫﻭ ﺍﻷﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﻜﺩ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﺩ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺠﺴﺎﻤﺔ ﺍﻟﺠﺭﻡ – ﻤﻥ ﻭﺠﻬﺔ ﻨﻅﺭﻫﺎ – ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﺘﻘﻭﻡ ﻟﻴﺱ
ﻓﻘﻁ ﺒﺤﺒﺱ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻭﻟﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﻁﻴل ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﻩ ﺍﻴﻀﺎ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻤﺭ ﺸﺩﻴﺩ ﺍﻟﻘﺴﻭﻩ ﻭﻴﻁﺎل ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺘﻪ
ﺍﻓﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﻠﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﻩ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﺭﺘﻜﺒﻲ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ .
٧٩
ﻟﻌل ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺸـﻤﻴﺔ،
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ،١٢٨ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻰ :
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ
ﺃﻭ ﹰﻻ -ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺤﺭﻤﺔ ﺍﻟﻤﺤـﺎﻜﻡ ﺭﻗـﻡ )(٩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ]: [١١
ﻟﺴﻨﺔ ١٩٥٩ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺴﻴﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ :
-٢٦ﺭﺍﺟﻊ :ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﲔ ﻧﺼﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﳌﺼﺮﻱ ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﺭﺩﱐ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲜﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻣﻠﺤﻖ ﺭﻗﻢ ""٢
ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺏ.
٨٠
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ]: [١٢
٨١
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ( .
ﺜﺎﻨﻴ ﹰﺎ -ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﺭﻗﻡ ١١ﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ )/٣ﺏ: ( ٢/
ﺏ /ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ١٩٩٣ﻭﺘﻌﺩﻴﻼﺘﻪ
٨٢
ﻤﻠﻔﻘﺔ ﺃﻭ ﻤﺯﺍﻋﻡ ﻜﺎﺫﺒﺔ ﻹﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﺘﺩﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺍﻕ
ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﻟﺯﻋﺯﻋﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﻤﺘﺎﻨـﺔ ﻨﻘـﺩ
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺴﻨﺩﺍﺘﻬﺎ ﻭﺠﻤﻴﻊ ﺍﻹﺴـﻨﺎﺩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ
ﺒﺎﻟﺜﻘﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤـﻥ ﺴـﺘﺔ
ﺃﺸﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠـﻰ
ﻤﺎﺌﺔ ﺩﻴﻨﺎﺭ .
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ] : [٤
ﻭﻟﻘﺩ ﻋﺭﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﻪ ﺜﺎﻟﺜًﹰﺎ -ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺤﻤﺎﻴﺔ ﺃﺴـﺭﺍﺭ ﻭﻭﺜـﺎﺌﻕ ﺍﻟﺩﻭﻟـﺔ
ﻗﺎﻨﻭﻥ ﻤﺅﻗﺕ ﺭﻗﻡ ) (٥٠ﻟﺴﻨﺔ : ١٩٧١ ﺍﻷﺴﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﺒﺎﻵﺘﻲ -:
٨٣
ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺭﺍﺌﻁ ﺃﻭ ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤـﺼﻨﻔﺔ ﻭﻓـﻕ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ( .
-٣ﻤﺤﺩﻭﺩ
٨٤
ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻗﺩ ﺍﻗﺘﻀﺕ ﺫﻟـﻙ
ﻭﻴﻤﻨﻊ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻅ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻥ ﻭﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻭﻴﺤﻅﺭ ﻁﺒﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻨﺴﺦ ﺍﻟﻭﺜﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ ﺨﺎﺭﺝ
ﺍﻟﺩﻭﺍﺌﺭ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ .
ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻭﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺭﺍﺒﻌﹰﺎ -ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨـﺸﺭ ﺭﻗـﻡ )(٨
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﺫﻟـﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ )/٤٦ﺝ( ﻤـﻥ ﻟﺴﻨﺔ ١٩٩٨ﻭ ﺘﻌﺩﻴﻼﺘﻪ
ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻨﺼﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ) ﻜل ﻤﺨﺎﻟﻔـﺔ ﺃﺨـﺭﻯ
ﻷﺤﻜﺎﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻭﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﻨﺹ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻭﺒـﺔ
٨٥
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻌﺎﻗﺏ ﻤﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﺯﻴـﺩ ﻋﻠـﻰ
ﻤﺎﺌﺔ ﺩﻴﻨﺎﺭ (.
٨٦
ﻤﻠﺤﻕ٢
ﻻ ﺘﺴﺭﻯ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻓﻌل ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺒﻨﻴﺔ " ﻻ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺴﺌﻭﻻ ﺠﺯﺍﺌﻴﺎ ﻋﻥ ﺃﻱ ﻓﻌل ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ
٨٧
ﻼ ﺒﺤﻕ ﻤﻘﺭﺭ ﺒﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ .
ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻋﻤ ﹰ ﺃﺘﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻔﻌل ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
-٢ﺘﻨﻔﻴﺫﺍ ﻟﻠﻘﺎﻨﻭﻥ
ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻﺘﺯﻴﺩ ﻋﻥ ﺨﻤﺱ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻤﻥ ﺃﺫﺍﻉ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺃﻨﺒﺎﺀ ﻴﻌﺭﻑ ﺃﻨﻬﺎ ﻜﺎﺫﺒﺔ ﺃﻭ ﻤﺒﺎﻟﻎ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺠﻨﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﺠﻨﻴﻪ ﻜل ﻤﻥ
ﺤﺎﺯ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻭﺍﺴﻁﺔ ﺃﻭ ﺃﺤﺭﺯ ﻤﺤﺭﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻭﻫﻥ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻷﻤﺔ .
ﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺘﺘﻀﻤﻥ ﺘﺤﺒﻴﺫﺍ ﺃﻭ ﺘﺭﻭﻴﺠﺎ ﻟﺸﻲﺀ ﻤﻤﺎ ﻨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﻋل ﻗﺩ ﺃﺫﺍﻉ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻨﺒﺎﺀ ﻭﻫﻭ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺼﺤﺘﻬﺎ،
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ ) ٩٨ﺏ( ﻭ ١٧٤ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﺩﺓ ﻟﻠﺘﻭﺯﻴﻊ ﺃﻭ ﻋﻭﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺸﻬﺭ.
ﻻﻁﻼﻉ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﻭﻜل ﻤﻥ ﺤﺎﺯ ﺒﺄﻴﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل
ﺍﻟﻁﺒﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴل ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻼﻨﻴﺔ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻭﻟﻭ ﺒﺼﻔﺔ ﻭﻗﺘﻴﺔ
ﻟﻁﺒﻊ ﺃﻭ ﺘﺴﺠﻴل ﺃﻭ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﻨﺩﺍﺀﺍﺕ ﺃﻭ ﺃﻨﺎﺸﻴﺩ ﺃﻭ ﺩﻋﺎﻴﺔ
ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻤﺫﻫﺏ ﺃﻭ ﺠﻤﻌﻴﺔ ﺃﻭ ﻫﻴﺌﺔ ﺃﻭ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﺘﺭﻤﻰ ﺇﻟﻰ
ﻏﺭﺽ ﻤﻥ ﺍﻷﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺘﻴﻥ
ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺘﻴﻥ.
ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺴﺘﺔ ﺍﺸﻬﺭ ﻭﻻ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﻥ ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺃﻭ ﻋﻨﺩ ﺘﻭﻗﻊ ﻨﺸﻭﺒﻬﺎ
ﺨﻤﺱ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﺃﻭ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﺠﻨﻴﻪ ﻭﻻ ﺒﺩﻋﺎﻴﺔ ﺘﺭﻤﻰ ﺇﻟﻰ ﺇﻀﻌﺎﻑ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺍﻟﻘﻭﻤﻲ ﺃﻭ ﺇﻴﻘﺎﻅ
ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺃﻟﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﻜل ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻐل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻌﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺫﻫﺒﻴﺔ ﻋﻭﻗﺏ ﺒﺎﻷﺸﻐﺎل ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ
ﺍﻟﺘﺤﺒﻴﺫ ﺒﺎﻟﻘﻭل ﺃﻭ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺒﺄﻴﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺅﻗﺘﺔ .
ﻤﺘﻁﺭﻓﺔ ﺒﻘﺼﺩ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﺃﻭ ﺘﺤﻘﻴﺭ ﺃﻭ ﺍﺯﺩﺭﺍﺀ ﺃﺤﺩ
ﺍﻷﺩﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻁﻭﺍﺌﻑ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ
ﺒﺎﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ .
٨٨
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٠٢ﻤﻜﺭﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٥٠ﺍﻟﻤﻌﺩل ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ﺭﻗﻡ ٥٤ﻟﺴﻨﺔ ٢٠٠١
ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺠﻨﻴﻬﺎ ﻭﻻ -١ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺃﺨﺭ ﻴﻌﺎﻗﺏ
ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﺎﺌﺘﻲ ﺠﻨﻴﻪ ﻜل ﻤﻥ ﺃﺫﺍﻉ ﻋﻤﺩﹰﺍ ﺃﺨﺒﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺨﻁﺎﺏ ﺃﻭ ﻋﻤل ﻴﺫﺍﻉ ﺒﺄﻱ
ﺇﺸﺎﻋﺎﺕ ﻜﺎﺫﺒﺔ ﺃﻭ ﻤﻐﺭﻀﺔ ﺃﻭ ﺒﺙ ﺩﻋﺎﻴﺎﺕ ﻤﺜﻴﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺭ ﺨﺒﺭ ﺒﺼﺤﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺒﺄﻱ
ﻤﻥ ﺸﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻜﺩﻴﺭ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺭﻋﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻁﺒﻭﻋﺔ ﻤﻥ ﺸﺎﻥ ﺍﻯ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ
ﺃﻭ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ . ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺃﻭ ﺯﺭﻉ
ﻭﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺴﺠﻥ ﻭﻏﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ ﻤﺎﺌﺔ ﺠﻨﻴﻪ ﻭﻻ ﺍﻷﺤﻘﺎﺩ ﺃﻭ ﺒﺫﺭ ﺍﻟﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﺠﻨﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺃﻭ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻌﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺫﻫﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ
" ﻤﻥ ﺃﻫﺎﻥ ﺒﺎﻹﺸﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩ ﻤﻭﻅﻔﺎ ﻋﻤﻭﻤﻴﺎ ﺃﻭ " ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻡ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺸﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﺇﺫﺍ
ﺃﺤﺩ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﻀﺒﻁ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻤﻜﻠﻑ ﺒﺨﺩﻤﺔ ﻋﻤﻭﻤﻴﺔ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﺤﺩ ﺃﻋﻀﺎﺌﻪ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ
ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺘﺄﺩﻴﺔ ﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﺘﺄﺩﻴﺘﻬﺎ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﺃﺠﺭﺍﻩ ﺒﺤﻜﻡ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺴﺘﺔ ﺍﺸﻬﺭ ﺃﻭ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﺎﺌﺘﻲ ﺠﻨﻴﻪ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺃﻭ
٨٩
ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﺍﻹﻫﺎﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﺩﺍﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺒﺤﻜﻤﻬﺎ "
ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﺃﻋﻀﺎﺌﻬﺎ ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻨﻌﻘﺎﺩ
ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺴﻨﺔ ﺃﻭ
ﻏﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﺠﻨﻴﻪ "
" ﻴﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﺒﺎﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ " ﻟﻜﻲ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ
ﺇﺫﺍ ﻭﺠﻬﺕ ﺍﻹﻫﺎﻨﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺘﻠﻐﺭﺍﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﻭﻥ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻵﺘﻴﺔ ………
ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺴﻡ " -٤ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺸﺭﻁﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ
" ﻜل ﻤﻥ ﺃﻏﺭﻯ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﺃﻭ ﺍﻜﺜﺭ ﺒﺎﺭﺘﻜﺎﺏ ﺠﻨﺎﻴﺔ ﺃﻭ ﺠﻨﺤﺔ " ﻟﻜﻲ ﻴﺴﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ،ﻴﺸﺘﺭﻁ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ
ﺒﻘﻭل ﺃﻭ ﺼﻴﺎﺡ ﺠﻬﺭ ﺒﻪ ﻋﻠﻨﺎ ﺃﻭ ﺒﻔﻌل ﺃﻭ ﺇﻴﻤﺎﺀ ﺼﺩﺭ ﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻵﺘﻴﺔ :
ﻋﻠﻨﺎ ﺃﻭ ﺒﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺭﺴﻭﻡ ﺃﻭ ﺼﻭﺭ ﺃﻭ ﺼﻭﺭ ﺸﻤﺴﻴﺔ ﺃﻭ -١ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺍﻟﻭﺠﺎﻫﻰ ،ﻭﻴﺸﺘﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ :
ﺭﻤﻭﺯ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻋﻠﻨﻴﺔ
ﻓﻰ ﻤﺠﻠﺱ ﺒﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻯ ﻋﻠﻴﻪ . ﺃ-
ﺃﻭ ﺒﺄﻱ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﻴﻌﺩ ﺸﺭﻴﻜﺎ ﻓﻲ
ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻭﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ ﻟﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺏ -ﻓﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﻷﺸﺨﺎﺹ ﺁﺨﺭﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺴﻤﻌﻭﻩ ،ﻗل
ﺍﻷﻏﺭﺍﺀ ﻭﻗﻭﻉ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺠﻨﺎﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺤﺔ ﺒﺎﻟﻔﻌل ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﺩﺩﻫﻡ ﺃﻭ ﻜﺜﺭ .
ﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﺭﺍﺀ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﻟﺸﺭﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻴﻁﺒﻕ -٢ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺍﻟﻐﻴﺎﺒﻲ ،ﻭﺸﺭﻁﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ
ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺭﻭﻉ . ﺒﺄﺸﺨﺎﺹ ﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﻤﺠﺘﻤﻌﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﻨﻔﺭﺩﻴﻥ .
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻘﻭل ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﻋﻠﻨﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺍﻟﺠﻬﺭ ﺒﻪ ﺃﻭ -٣ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺍﻟﺨﻁﻰ ،ﻭﺸﺭﻁﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ :
ﺘﺭﺩﻴﺩﻩ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻴﻜﺎﻨﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺤﻔل ﻋﺎﻡ ﺃﻭ
ﺒﻤﺎ ﻴﻨﺸﺭ ﻭﻴﺫﺍﻉ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺒﻤﺎ ﻴﻭﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺔ ﺃ-
ﻁﺭﻴﻕ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﺁﺨﺭ ﻤﻁﺭﻭﻕ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺍﻟﺠﻬﺭ
ﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻻﺴﺘﻬﺯﺍﺌﻴﺔ
ﺒﻪ ﺃﻭ ﺘﺭﺩﻴﺩﻩ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺴﻤﺎﻋﻪ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ
ﺃﻭ ﻤﺴﻭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ) ﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﺯﻴﻥ ﻭﺘﺼﻨﻊ (
ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﺃﺫﻴﻊ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻼﺴﻠﻜﻲ ﺃﻭ ﺒﺄﻱ
٩٠
ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻌل ﺃﻭ ﺍﻹﻴﻤﺎﺀ ﻋﻠﻨﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ .
ﻤﺤﻔل ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﺃﺨﺭ ﻤﻁﺭﻭﻕ ﺏ -ﺒﻤﺎ ﻴﺭﺴل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﺘﻴﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ
ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺭﺅﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ) ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ( ﻭﺒﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺒﺭﻴﺩ .
ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .
-٤ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﺸﺭﻁﻪ ﺃﻥ ﻴﻘﻊ :
ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﺍﻟﺭﺴﻭﻡ ﻭﺍﻟﺼﻭﺭ ﻭﺍﻟﺼﻭﺭ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ
ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﺩ ﻭﺍﻟﺼﺤﻑ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻭﻗﻭﺘﺔ . ﺃ-
ﻭﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﻁﺭﻕ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻋﻠﻨﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﺯﻋﺕ ﺒﻐﻴﺭ
ﺘﻤﻴﻴﺯ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻋﺭﻀﺕ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺏ -ﺒﺄﻱ ﻨﻭﻉ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻭﻭﺴﺎﺌﻁ ﺍﻟﻨﺸﺭ .
ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻫﺎ ﻤﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﻁﺭﻭﻕ
ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﺒﻴﻌﺕ ﺃﻭ ﻋﺭﻀﺕ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ " .
ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻜل ﻤﻥ ﺃﻫﺎﻥ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﻥ ﺴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺙ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻜل ﻤﻥ :
ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻫﺎ . -١ﺜﺒﺘﺕ ﺠﺭﺃﺘﻪ ﺒﺈﻁﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺠﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻠﻙ .
ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺨﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﻭﻻ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻡ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺸﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﺇﺫﺍ
ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺭﺓ ﺁﻻﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﺃﻭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻬﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﺤﺩ ﺃﻋﻀﺎﺌﻪ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ
ﻜل ﻤﻥ ﺃﻫﺎﻥ ﺃﻭ ﺴﺏ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻤﺠﻠﺱ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﺃﺠﺭﺍﻩ ﺒﺤﻜﻡ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺍﻟﺸﻌﺏ ﺃﻭ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻟﺸﻭﺭﻯ ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻤﻴﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ
ﺃﻱ ﻤﻭﻅﻑ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﺃﺠﺭﺍﻩ ﺒﺤﻜﻤﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
٩١
.
" ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺴﻨﺔ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ " ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻡ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺸﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﺇﺫﺍ
ﺨﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﻭﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺭﺓ ﺁﻻﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﺤﺩ ﺃﻋﻀﺎﺌﻪ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ
ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ﻜل ﻤﻥ ﺴﺏ ﻤﻭﻅﻔﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﺃﻭ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﺃﺠﺭﺍﻩ ﺒﺤﻜﻡ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﺸﺨﺼﺎ ﺫﺍ ﺼﻔﺔ ﻨﻴﺎﺒﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﻠﻔﺎ ﺒﺨﺩﻤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺃﻭ
ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻤﻊ ﻋﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻤﻭﻅﻑ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﺃﺠﺭﺍﻩ
ﺍﻹﺨﻼل ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٠٢ﺇﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﺒﺤﻜﻤﻬﺎ "
ﺍﺭﺘﺒﺎﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﺏ ﻭﺠﺭﻴﻤﺔ ﻗﺫﻑ ﺍﺭﺘﻜﺒﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻬﻡ ﻀﺩ
ﻨﻔﺱ ﻤﻥ ﻭﻗﻌﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﺴﺏ "
" ﻜل ﻤﻥ ﻨﺸﺭﺍ ﺃﺨﺒﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻬﺎ " ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻜل ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻕ
ﺃﻥ ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻗﺎﺽ ﺃﻭ ﺸﺎﻫﺩ ﺃﻭ ﺘﻤﻨﻊ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺃﻤﻭﺭﺍ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻩ ﺍﻟﺫﻴﻥ
ﺍﻹﻓﻀﺎﺀ ﺒﻤﺎ ﻟﺩﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻻﻭﻟﻰ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻴﻨﺎﻁ ﺒﻬﻡ ﺍﻟﻔﺼل ﻓﻲ ﺩﻋﻭﻯ ﻤﻁﺭﻭﺤﺔ ﺍﻤﺎﻡ ﺃﻱ ﺠﻬﺔ ﻤﻥ
ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺸﻬﺭ ﺃﻭ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺭﺠﺎل ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ
ﺃﻭ ﻏﻴﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻔﻴﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻥ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺩﻴﻨﺎﺭﺍ " .
ﺍﻟﺸﻬﻭﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻗﺩ ﻴﻁﻠﺒﻭﻥ ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ
ﺃﻭ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻭ ﺃﻤﻭﺭﺍ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻬﺎ ﻤﻨﻊ ﺸﺨﺹ ﻤﻥ
ﺍﻹﻓﻀﺎﺀ ﺒﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻷﻭﻟﻰ ﺍﻷﻤﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻁﺭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ﺃﻭ ﻀﺩﻩ " .
" ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺴﻨﺔ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ﺭﻗﻡ ٥٤ﻟﺴﻨﺔ ٢٠٠١
ﺨﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﻭﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺭﻴﻥ ﺃﻟﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﺃﻭ -١ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺃﺨﺭ ﻴﻌﺎﻗﺏ
ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ﻜل ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺒﺴﻭﺀ ﻗﺼﺩ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺨﻁﺎﺏ ﺃﻭ ﻋﻤل ﻴﺫﺍﻉ ﺒﺄﻱ
ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺃﺨﺒﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﺒﻴﺎﻨﺎﺕ ﺃﻭ ﺇﺸﺎﻋﺎﺕ ﻜﺎﺫﺒﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺭ ﺨﺒﺭ ﺒﺼﺤﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺒﺄﻱ ﻤﻁﺒﻭﻋﺔ
٩٢
ﺃﻭ ﺃﻭﺭﺍﻗﺎ ﻤﺼﻁﻨﻌﺔ ﺃﻭ ﻤﺯﻭﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﻨﺴﻭﺒﺔ ﻜﺫﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺭ، ﻤﻥ ﺸﺎﻥ ﺃﻱ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻭ
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺸﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺘﻜﺩﻴﺭ ﺍﻟﺴﻠﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻔﺯﻉ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺃﻭ ﺯﺭﻉ ﺍﻷﺤﻘﺎﺩ ﺃﻭ ﺒﺫﺭ
ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻭ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻀﺭﺭ ﺒﺎﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ " . ﺍﻟﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺇﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻌﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺫﻫﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻨﺼﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺴﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺃﻭ
ﺴﻤﻌﺘﻬﻡ ﻭﺤﺭﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺯﻋﺯﻋﺔ ﺃﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻟﻼﻨﺤﺭﺍﻑ ﺃﻭ ﺇﻓﺴﺎﺩ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺃﻭ ﺒﻨﺸﺭ
ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺇﺸﺎﻋﺎﺕ ﻜﺎﺫﺒﺔ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺸﻜل ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻓﺫﺓ ﺃﻭ ﺒﺄﻱ ﻓﻌل
ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻪ ﺍﻟﻤﺱ ﺒﻬﻴﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺴﻤﻌﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻜﺭﺍﻤﺘﻬﺎ .
" ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺴﻨﺔ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ " ﻜل ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺃﺨﺒﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻨﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻬﺎ
ﺨﻤﺴﺔ ﺁﻻﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﻭﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺭﺓ ﺁﻻﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻗﺎﺽ ﺃﻭ ﺸﺎﻫﺩ ﺃﻭ ﺘﻤﻨﻊ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﻤﻥ
ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ﻜل ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﺍﻹﻓﻀﺎﺀ ﺒﻤﺎ ﻟﺩﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻷﻭﻟﻲ ﺍﻷﻤﺭ ﻴﻌﺎﻗﺏ
ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺸﻬﺭ ﺃﻭ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ
ﻗﺭﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺴﻤﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺠﻠﺴﺔ ﺴﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﺨﻤﺴﻴﻥ ﺩﻴﻨﺎﺭﺍ "
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺎﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ " .ﻭﻻ
ﻋﻘﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺭﺩ ﻨﺸﺭ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﺠﺭﺩ
ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ .ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺩﻋﺎﻭﻯ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﻴﺠﻭﺯ ﻓﻴﻬﺎ
ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﺩﻋﻰ ﺒﻬﺎ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻼﻥ
ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ
٩٣
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻨﺸﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺃﻭ
ﺍﻟﺸﻜﻭﻯ ﻗﺩ ﺤﺼل ﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺸﺎﻜﻲ ﺃﻭ ﺒﺄﺫﻨﻪ .
ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﻨﻔﺱ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﻜل ﻤﻥ ﻨﺸﺭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﻫﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺒﻴﺎﻥ ﺼﺤﻴﺢ
ﺫﻜﺭﻫﺎ ﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺍﻭﻻﺕ ﺍﻟﺴﺭﻴﺔ ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺃﻭ ﻨﺸﺭ ﻋﻥ ﺸﺊ ﺃﻭ ﺃﻤﺭ ﻗﻴل ﺃﻭ ﺠﺭﻯ ﺃﻭ ﺍﺒﺭﺯ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ
ﺒﻐﻴﺭ ﺃﻤﺎﻨﺔ ﻭﺒﺴﻭﺀ ﻗﺼﺩ ﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﻤﺘﺨﺫﻩ ﺍﻤﺎﻡ ﺃﻴﺔ ﻤﺤﻜﻤﺔ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ
ﺒﺎﻟﻤﺤﺎﻜﻡ . ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻗﺩ ﺤﻅﺭﺕ ﻨﺸﺭ ﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻤﺕ
ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻹﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﺘﻤﺕ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺴﺭﻴﺔ .
" ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺘﻘﺘﺭﻑ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺼﺤﻑ ﻴﻌﺩ ﻨﺎﺸﺭﺍ ﻤﺩﻴﺭ ) ﻗﻀﻰ ﺒﻌﺩﻡ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻨﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﺠﻠﺴﺔ ٣ﻴﻭﻟﻴﻭ
١٩٩٥ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺭﻗﻡ ٢٥ﻟﺴﻨﺔ ١٦ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ) ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭل ،ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﺩﻴﺭ ،ﻓﺎﻟﻤﺤﺭﺭ ﺃﻭ
ﻗﻀﻰ ﺒﻌﺩﻡ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ ﻨﺹ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺒﺠﻠﺴﺔ ٣ﻴﻭﻟﻴﻭ ﺭﺌﻴﺱ ﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ "
١٩٩٥ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ ﺭﻗﻡ ٢٥ﻟﺴﻨﺔ ١٦ﻗﻀﺎﺌﻴﺔ ﺩﺴﺘﻭﺭﻴﺔ(
ﻭﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ
٩٤
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٩٨
٩٥
ﺘﺤﺭﻴﺭﻫﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺸﺨﺹ ﺁﺨﺭ ﻤﺴﺌﻭل ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺃﻥ
ﻴﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺼﺩﺭ ﺼﺤﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﺨﻼل ﺍﻟﺸﻬﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﺤﺩﺩ
ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻤﻴﻌﺎﺩﹰﺍ ﺍﻗﺼﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﺇﻻ ﺤﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ
ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﺎﺌﺔ ﺠﻨﻴﻪ ﻭﺒﺈﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺠﺭﻴﺩﺓ .
ﻴﻌﺩ ﻗﺎﺫﻓﹰﺎ ﻜل ﻤﻥ ﺍﺴﻨﺩ ﻟﻐﻴﺭﻩ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ -١ﺍﻟﺫﻡ :ﻫﻭ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺸﺨﺹ – ﻭﻟﻭ ﻓﻲ
ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ١٧١ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻤﻭﺭﺍ ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺼﺎﺩﻗﺔ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﺸﻙ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ – ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻨﺎل ﻤﻥ ﺸﺭﻓﻪ
ﻷﻭﺠﺒﺕ ﻋﻘﺎﺏ ﻤﻥ ﺃﺴﻨﺩﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺎﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭﺓ ﻟﺫﻟﻙ ﻭﻜﺭﺍﻤﺘﻪ ﺃﻭ ﺘﻌﺭﻀﻪ ﺇﻟﻰ ﺒﻐﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﺤﺘﻘﺎﺭﻫﻡ ﺴﻭﺍﺀ
ﻗﺎﻨﻭﻨﺎ ﺃﻭ ﺃﻭﺠﺒﺕ ﺍﺤﺘﻘﺎﺭﻩ ﻋﻨﺩ ﺃﻫل ﻭﻁﻨﻪ . ﺃﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﺘﺴﺘﻠﺯﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺃﻡ ﻻ .
ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻟﻁﻌﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎل ﻤﻭﻅﻑ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺸﺨﺹ ﺫﻱ -٢ﺍﻟﻘﺩﺡ :ﻫﻭ ﺍﻻﻋﺘﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭ ﺃﻭ ﺸﺭﻓﻪ ﺃﻭ
ﺼﻔﺔ ﻨﻴﺎﺒﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﻠﻑ ﺒﺨﺩﻤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻻ ﻴﺩﺨل ﺘﺤﺕ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ – ﻭﻟﻭ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﺽ ﺍﻟﺸﻙ ﻭﺍﻻﺴﺘﻔﻬﺎﻡ – ﻤﻥ
ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻔﻘﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺇﺫﺍ ﺤﺼل ﺒﺴﻼﻤﺔ ﻨﻴﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺩﻭﻥ ﺒﻴﺎﻥ ﻤﺎﺩﺓ ﻤﻌﻴﻨﺔ
ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻭﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ
ﻴﺜﺒﺕ ﻤﺭﺘﻜﺒﻲ ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜل ﻓﻌل ﺍﺴﻨﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻ ﻴﻐﻨﻰ
ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻩ ﺼﺤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﻌل .
ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺴﻨﺔ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻡ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﺸﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﺇﺫﺍ
ﺘﻘل ﻋﻥ ﺃﻟﻔﻴﻥ ﻭﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﺠﻨﻴﻪ ﻭﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﻜﺎﻥ ﻤﻭﺠﻬﹰﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺠﻠﺱ ﺍﻷﻤﺔ ﺃﻭ ﺃﺤﺩ ﺃﻋﻀﺎﺌﻪ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻪ
ﻭﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﺠﻨﻴﻪ ﺃﻭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ . ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﺃﺠﺭﺍﻩ ﺒﺤﻜﻡ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ
ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﻓﻲ ﺤﻕ ﻤﻭﻅﻑ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺸﺨﺹ ﺫﻱ ﺼﻔﺔ ﺍﻟﺭﺴﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﺃﻭ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ
ﺃﻱ ﻤﻭﻅﻑ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﺒﺴﺒﺏ ﻤﺎ ﺃﺠﺭﺍﻩ ﺒﺤﻜﻤﻬﺎ ﻨﻴﺎﺒﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﻤﻜﻠﻑ ﺒﺨﺩﻤﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺒﺴﺒﺏ ﺃﺩﺍﺀ
ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻴﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﺤﺒﺱ .
٩٦
ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ
ﻜل ﺴﺏ ﻻ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﺴﻨﺎﺩ ﻭﺍﻗﻌﺔ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺒل ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺒﺄﻱ " ﻤﻥ ﺤﻘﹶﺭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺨﺎﺭﺠﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺫﻡ ﻭﺍﻟﻘﺩﺡ ﻗﻭﻻ ﺃﻭ
ﻭﺠﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺠﻭﻩ ﺨﺩﺸﹰﺎ ﻟﻠﺸﺭﻑ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻌﻼ ،ﻭﺠﻬﺎ ﻟﻭﺠﻪ ﺃﻭ ﺒﻤﻜﺘﻭﺏ ﺨﺎﻁﺒﻪ ﺒﻪ ﺃﻭ ﻗﺼﺩ ﺍﻁﻼﻋﻪ
ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ١٧١ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺃﻭ ﺒﺈﻁﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻭ ﺇﺸﺎﺭﺓ ﻤﺨﺼﻭﺼﺔ ﺃﻭ
ﺴﻨﺔ ﻭﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﻘل ﻋﻥ ﺃﻟﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﻭﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺨﻤﺴﺔ ﺒﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻏﻠﻴﻅﺔ ،ﻴﻌﺎﻗﺏ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻤﺩﺓ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺸﻬﺭ ﺃﻭ
ﺁﻻﻑ ﺠﻨﻴﻪ ﺃﻭ ﺒﺈﺤﺩﻯ ﻫﺎﺘﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺘﻴﻥ ﺒﻐﺭﺍﻤﺔ ﻻ ﺘﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺭﺓ ﺩﻨﺎﻨﻴﺭ "
" ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺘﻜﺒﺕ ﺠﺭﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ " ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻭﻅﻑ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻯ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ١٨٢ﺇﻟﻰ ١٨٥ﻭ ٣٠٣ﻭ ٣٠٦ﺒﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺒﺎﻟﺘﺤﻘﻴﺭ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﻗﻴﺎﻤﻪ ﺒﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﺠل ﻤﺎ ﺃﺠﺭﺍﻩ ﺒﺤﻜﻡ
ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﺭﻓﻌﺕ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﻭﻅﻴﻔﺔ ﻤﻤﻥ ﻴﻤﺎﺭﺴﻭﻥ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻤﻥ
ﻭﺍﻟﻘﺼﻭﻯ ﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺔ ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﻭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺸﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺴﻨﺔ "
ﻀﻌﻔﻴﻬﺎ " .
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ٣٠٨
" ﺇﺫﺍ ﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﺏ ﺃﻭ ﺍﻹﻫﺎﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺫﻑ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺏ ﺍﻟﺫﻯ ﺘﻘﺎﺒﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ١٥٠ﺍﻟﻤﻌﺩل ﺒﺎﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ﺭﻗﻡ ٥٤ﻟﺴﻨﺔ
٩٧
ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺒﺄﺠﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﺓ ١٧١ﻁﻌﻨﺎ ﻓﻲ ٢٠٠١ﻤﻥ ﻗﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺎﺕ ﺍﻻﺭﺩﻨﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻨﺹ ﻋﻠﻰ:
ﻋﺭﺽ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺃﻭ ﺨﺩﺸﺎ ﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﺌﻼﺕ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ " -١ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻯ ﺘﺸﺭﻴﻊ ﺍﺨﺭ ﻴﻌﺎﻗﺏ
ﺍﻟﺤﺒﺱ ﻭﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺔ ﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺒﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ،١٧٩ ﺒﺎﻟﺤﺒﺱ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺨﻁﺎﺏ ﺃﻭ ﻋﻤل ﻴﺫﺍﻉ ﺒﺎﻯ
٣٠٧ ،٣٠٦ ،٣٠٣ ،١٨٢ ،١٨١ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺘﻘل ﺍﻟﻐﺭﺍﻤﺔ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻨﺸﺭ ﺨﺒﺭ ﺒﺼﺤﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺒﺎﻯ ﻤﻁﺒﻭﻋﺔ
ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﻯ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ ﻋﻥ ﻤﻥ ﺸﺎﻥ ﺍﻯ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺍﻻﺴﺎﺀﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﺃﻭ
ﻨﺼﻑ ﺍﻟﺤﺩ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭﺃﻻ ﻴﻘل ﺍﻟﺤﺒﺱ ﻋﻥ ﺴﺘﺔ ﺸﻬﻭﺭ " . ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﻡ ﺃﻭ ﺯﺭﻉ ﺍﻻﺤﻘﺎﺩ ﺃﻭ ﺒﺫﺭ
ﺍﻟﻜﺭﺍﻫﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻘﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﺜﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻌﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﺫﻫﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻌﻨﺼﺭﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺎﺀﺓ ﺍﻟﻰ ﻜﺭﺍﻤﺔ ﺍﻻﻓﺭﺍﺩ ﺃﻭ
ﺴﻤﻌﺘﻬﻡ ﻭﺤﺭﻴﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺯﻋﺯﻋﺔ ﺍﻭﻀﺎﻉ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻻﺴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺎﻟﺘﺭﻭﻴﺞ ﻟﻼﻨﺤﺭﺍﻑ ﺃﻭ ﺍﻓﺴﺎﺩ ﺍﻻﺨﻼﻕ ﺃﻭ ﺒﻨﺸﺭ
ﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﺸﺎﻋﺎﺕ ﻜﺎﺫﺒﺔ ﺃﻭ ﺒﺎﻟﺘﺤﺭﻴﺽ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻀﺭﺍﺒﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﺎﺕ
ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﺸﻜل ﻴﺨﺎﻟﻑ ﺍﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻓﺫﻩ ﺃﻭ ﺒﺎﻯ ﻓﻌل
ﻤﻥ ﺸﺎﻨﻪ ﺍﻟﻤﺱ ﺒﻬﻴﺒﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺃﻭ ﺴﻤﻌﺘﻬﺎ ﺃﻭ ﻜﺭﺍﻤﺘﻬﺎ .
٩٨
ﻻ ﺘﺴﺭﻯ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﺍﺩ ٣٠٢ﻭ ٣٠٣ﻭ ٣٠٥ﻭ ٣٠٦ﻭ
٣٠٨ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺴﻨﺩﻩ ﺃﺤﺩ ﺍﻻﺨﺼﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻓﺎﻉ ﺍﻟﺸﻔﻭﻱ ﺃﻭ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﻲ ﺍﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻡ ﻓﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻻ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻘﺎﻀﺎﺓ
ﺍﻟﻤﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﺄﺩﻴﺒﻴﺔ
ﻼ
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﺩﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺩ ﺠﻠﺏ ﺍﻟﺤﻘﺎﺭﺓ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺒﻌﻤﻠﻪ ﻓﻌ ﹰ
ﻏﻴﺭ ﻤﺤﻕ ﺃﻭ ﻗﺎﺒل ﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﺤﻘﺎﺭﺓ ﺒﻤﺜﻠﻬﺎ ﺃﻭ
ﺍﺴﺘﹸﺭﻀﻰ ﻓﺭﻀﻰ ،ﺴﺎﻍ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺘﺤﻁ ﻤﻥ ﻋﻘﻭﺒﺔ
ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﻥ ﻋﻘﻭﺒﺔ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻷﻓﻌﺎل ﺍﻟﺫﻡ ﻭﺍﻟﻘﺩﺡ
ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﺭ ﺜﻠﺜﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺜﻠﺜﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺘﺴﻘﻁ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﺒﺘﻤﺎﻤﻬﺎ .
ﺇﺫﺍ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﺫﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺩﺡ ﺇﻟﻰ ﻤﻴﺕ ،ﻴﺤﻕ ﻟﻭﺭﺜﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺴﻭﺍﻫﻡ
ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﺩﻋﻭﻯ .
٩٩
١٠٠
ﻤﻠﺤﻕ ٣
١٩٩٤/٣/٣ ٩٣/٢٩٩٠ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﺑﺎﺋﻌﺎ ﻟﻠﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻋﻤﺎ أﺳﻨﺪ إﻟﻴﺔ .
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ آﺸﻚ ﺗﻢ ﺿﺒﻂ ﻋﺪة ﻧﺴﺦ ﻣﻦ
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء آﺘﺎﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺮح ﺑﺒﻴﻌﻬﻤﺎ.
ﻋﻤﺎن
١٩٩٤/٣/٥ ٣١١١٠ﻟﺴ إهﺎﻧﺔ رﺋﻴﺲ دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ. -١ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﺮم إهﺎﻧﺔ رﺋﻴﺲ دوﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺴﻨﺪ ﻟﻠﻈﻨﻴﻴﻦ
ﻧﺔ ٩٣ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺎﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻷول واﻟﺜﺎﻧﻰ ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻈﻨﻴﻨﻴﻦ ﻋﻦ هﺬا
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻷردﻧﻴﺔ اﻟﺠﺮم .
ذم ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻧﻘﺪ ﺟﺰاء ﻋﻤﺎن وذﻟﻚ ﻷن ﻣﺎ اﺳﻨﺪﻩ اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ اﻷول وهﻮ رﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺠﺮﻳﺪة
ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت . واﻟﻈﻨﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ وهﻮ اﻟﺼﺤﻔﻲ اﻟﺬي ﻧﺸﺮ اﻟﻤﻘﺎل ﺗﺮى اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
أن ﻣﺎ ﺗﻢ ﻧﺸﺮﻩ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻜﺎﺗﺐ وﻻ ﺗﻤﺜﻞ
اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺎﻹهﺎﻧﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻟﺔ أﺟﻨﺒﻴﺔ
-٢ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﺮم اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺎﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﻤﺴﻨﺪ ﻟﻠﻈﻨﻴﻦ
اﻷول ﺗﻘﺮر ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺠﺮم وذﻟﻚ
ﻻن اﻟﻨﺸﺮ ﺗﻢ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ان ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻳﻮزع ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻤﺠﻠﺔ
ﻣﻦ أﺟﻞ ﻧﺸﺮﻩ وﺑﺎﻹﻃﻼع ﻋﻠﻰ آﺸﻒ واﻟﺤﻮادث اﻟﻴﻮﻣﻲ
اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻤﺪﻧﻲ .
-٣ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺠﺮم ذم ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﺔ اﻟﻤﺴﻨﺪ ﻟﻠﻈﻨﻴﻴﻦ اﻷول واﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺗﻘﺮر ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ.
وذﻟﻚ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻧﻘﺪا ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺑﺬاﺗﻬﺎ وﺑﺼﻔﻬﺎ
ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺠﺎﻟﺲ ..أو اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣﺸﺎﻳﺦ
-وﺣﻴﺚ أن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﻤﻘﺎل اﻟﻈﻨﻴﻦ هﻮ اﻟﻤﺠﻠﺲ
اﻟﻘﺎدم وأن هﺬا اﻟﻤﺠﻠﺲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺋﻤﺎ وﻗﺖ ﺻﺪور اﻟﻤﻘﺎل .ﺑﻞ
أن اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ آﺎن ﻣﻨﺤﻼ واﻟﻤﻘﺎل ﻳﺘﺤﺪث ﺑﻮﺿﻮح ﻻ
ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻘﺎدم ﻓﺄن ﺷﺮوط ﺗﻄﺒﻴﻖ وﻧﺺ اﻟﻤﺎدة
١٩١ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻻ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﺑﻮﻗﺎﺋﻊ هﺬﻩ اﻟﺪﻋﻮى.
١٩٩٤/٦/١٤ ١٥١٤ﻟﺴﻨﺔ ذم هﻴﺌﻪ رﺳﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ -١إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ و ﻳﺤﺒﺲ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋﺪم دﻓﻊ اﻟﻐﺮاﻣﺔ
٩٤ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺠﻬﺎز اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات ﻳﻮﻣﺎ واﺣﺪا ﻋﻦ آﻞ دﻳﻨﺎرﻳﻦ أو آﺴﻮرهﺎ .
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إذ ذهﺐ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻓﻲ إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮﻩ ﻓﻲ
ﻣﻘﺎﻟﻪ اﻟﻤﻨﺸﻮر إﻟﻰ ﺗﻌﺬﻳﺐ
١٠١
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء اﻟﻤﺘﻬﻤﻴﻦ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺷﺪﻳﺪ ﺑﺪاﺧﻞ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮأﺳﻬﺎ ،آﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ و آﺎﺗﺐ
ﻋﻤﺎن ﻣﻘﺮ اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﻌﺎﻣﺔ. اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺎ ورد ﺑﻬﺎ و ﻓﻌﻠﻪ هﺬا
ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺮﻣﺎ ﻣﻌﺎﻗﺒﺎ ﻋﻠﻴﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻨﺺ اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻪ .
-٢إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ اﻟﺼﺤﻔﻰ وﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤﺎدﺗﻴﻦ ١/١/٤٠واﻟﻤﺎدة ٥١
ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ .
إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻷﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﻨﺸﺮ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺑﻌﻨﻮان )اﻟﻤﺘﻬﻤﻮن
ﺑﻘﻀﻴﺔ ﻣﺆﺗﻪ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ اﻟﺸﺪﻳﺪ( و أن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ
ﺑﺈﻃﻼﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎل اﻟﻤﻨﺸﻮر ﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ و اﻟﻌﺒﺎرات
اﻟﻮاردة ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أن ﺣﺴﻴﻦ ﺗﻌﺮض ﻟﻠﻀﺮب ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ و ﻋﻠﻰ
ﻋﻀﻮﻩ اﻟﺘﻨﺎﺳﻠﻲ ﺑﻌﺼﺎ و أن هﻨﺎك أﺛﺎر ﻓﻲ ﻣﺆﺧﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﺟﺮاء
وﺿﻊ اﻟﻌﺼﺎ ﻓﻴﻬﺎ .و أن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﺠﺪ أن هﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ و ﻣﺎ
ورد ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻤﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ أﻧﻔﺎ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎس
أﺣﺪ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ و هﻮ ﺟﻬﺎز اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻻ إذا
أﺟﻴﺰ ﻧﺸﺮهﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺪر ﻣﺴﺌﻮل ﻓﻲ اﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت اﻟﻤﺴﻠﺤﺔ
اﻷردﻧﻴﺔ ...و ﺣﻴﺚ أن ﻧﺸﺮ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرات ﺑﺎﻟﺼﻮرة اﻷﻧﻔﺔ
اﻟﺬآﺮ ﻳﺸﻜﻞ ﻣﺴﺎﺳﺎ ﺑﺄﺣﺪ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ و هﻮ ﺟﻬﺎز
اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﻌﺎﻣﺔ
٩٢ﻟﺴﻨﺔ ١٩٩٥/٤/٢٥ ٩٥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻄﻌﻮن ﺑﻪ وﺗﻀﻤﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﺪﻋﻰ ﺿﺪﻩ اﻟﺮﺳﻢ
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ واﻟﻨﺸﺮ إذ ﻃﻠﺐ ﻣﺪﻳﺮ واﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ وأﺗﻌﺎب ﻣﺤﺎﻣﺎة .
اﻟﻌﺪل اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ ﻣﻦ
اﻷردﻧﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺘﻮﻗﻒ إذ ﻟﻢ ﻳﺸﺮ
اﻟﻘﺎﻧﻮن إﻟﻰ اﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﻮﻗﻒ
اﻟﺠﺮﻳﺪة وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻰ اﻟﻤﺨﺘﺺ هﻮ
ﻣﻦ ﻟﻪ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ إﺻﺪارهﺎ.
١٩٩٥/٥/٧ ١٢٦ﻟﺴﻨﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻄﻌﻮن ﻓﻴﻪ وﺗﻀﻨﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﺪﻋﻰ ﺿﺪﻩ ا
١٩٩٥ واﻟﻨﺸﺮ .إذ ﻃﻠﺐ ﻣﺪﻳﺮ واﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ أﺗﻌﺎب ﻣﺤﺎﻣﺎة .
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ ﻣﻦ
اﻟﻌﺪل اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺘﻮﻗﻒ إذ اﻟﻤﺨﺘﺺ
اﻷردﻧﻴﺔ هﻮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺬى ﻟﻪ
اﻟﺤﻖ ﻓﻲ إﺻﺪار اﻟﺠﺮﻳﺪة.
١٢٤٠ﻟﺴﻨﺔ ١٩٩٥/٩/٧ ﻗﺎﻣﺎ اﻟﻈﻨﻴﻨﻴﻦ ﺑﻨﺸﺮ ﻣﻘﺎﻟﺔ إﻋﻼن ﻋﺪم ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ اﻟﻈﻨﻴﻨﻴﻦ – اﻟﺼﺤﻔﻲ ورﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ-
١٩٩٤ وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺨﺒﺮ ﻳﺄﺗﻰ ﻓﻲ ﺣﺪود داﺋﺮة اﻟﻨﻘﺪ اﻟﻤﺒﺎح آﻮﻧﻪ ﺗﺄﻳﺪت ﺑﻌﻨﻮان " رﻳﺎح اﻟﻔﺴﺎد ﺗﻬﺐ
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺴﺎد" ﻳﺘﻬﻤﺎن اﻟﻤﺸﺘﻜﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﺨﺒﺮ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻤﺬآﺮة اﻟﺼﺎدرة
ﻋﻤﺎن ﺑﺼﻔﺘﻪ رﺋﻴﺲ ﻟﺒﻠﺪﺗﻪ ﻓﻘﺪ ﺧﺮج ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﺒﻠﺪي اﻟﺬى ﻳﺮأﺳﻪ اﻟﻤﺸﺘﻜﻲ ﻧﻔﺴﻪ واﻟﺘﻲ ﺗﺄﻳﺪت
ﺑﻌﺪم اﻟﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ واﻟﻔﺴﺎد وان ﺑﺄﻗﻮال ﺷﻬﻮد اﻟﺪﻓﺎع واﻟﻤﺆﻳﺪة ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ
ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ أدت إﻟﻰ ﺷﻞ أداء دﻳﻮان اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ووزارة اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺎن ﻧﺸﺮ
ﻋﻤﻞ اﻟﻤﺠﻠﺲ وأﻧﻪ ﻳﻤﺎرس اﻟﺨﺒﺮ ﻳﻌﻮد ﺑﺎﻟﻨﻔﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
اﻟﻀﻐﻮط ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ
١٠٢
ﺑﻠﺪﺗﻪ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺧﺎﻃﺌﺔ
"...
/١١/٢٧ ﻧﺸﺮ ﻣﻘﺎل ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان "ﺣﺰب ١٠٢٦ﻟﺴﻨﺔ ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ إداﻧﺘﻪ واﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة
١٩٩٥ ٩٥ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ ٥١ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ رﻗﻢ ١٠ﻟﺴﻨﺔ ١٩٩٣
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ " ﻟﻨﺪن اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻷﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ ﺣﻴﺚ أﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﻋﻠﻰ آﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ أن
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء ﻳﺘﻮﺧﻰ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﻨﺰاهﺔ واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ آﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮﻩ أو
ﻋﻤﺎن ﻳﻜﺘﺒﻪ .
/١١/٢٨ ﻧﺸﺮ ﻣﺎدة ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان ٩٦/٩٩٧ إداﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺠﺮم اﻟﻤﺴﻨﺪ إﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ.
١٩٩٦ ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ "ﻧﺸﺮ ﻏﺴﻴﻞ" ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء أﺧﺮ "ﺗﻼﻋﺐ ﻣﺎﻟﻲ
ﻋﻤﺎن واﺧﺘﻼﺳﺎت ﺑﻄﻠﻬﺎ اﺗﺤﺎد
اﻟﻄﻔﻴﻠﺔ واﺗﻬﻤﺖ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ
اﻟﻤﺘﻌﻬﺪ ﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﺑﻄﺎﻗﺎت
اﻟﻴﺎﻧﺼﻴﺐ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ
ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻪ اﻟﻄﻔﻴﻠﺔ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل
اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮي واﻟﺘﻼﻋﺐ ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺎب ﻣﺴﻴﺮة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮي
واﺗﻬﻤﺖ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ هﺬا اﻟﻤﺘﻌﻬﺪ
ﺑﺘﺰوﻳﺮ ﺧﺘﻢ ﻧﺎدى اﻟﻨﻬﻀﺔ
ﻟﻠﻤﻌﻮﻗﻴﻦ ﺣﺮآﻴﺎ ﻓﻲ أرﻳﺪ
وﻃﺒﺎﻋﺘﻪ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻣﺰورة
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ أﺻﻮﻟﻴﺔ وﺑﻴﻌﻬﺎ
ﻟﺤﺴﺎب اﻟﺨﺎص .
/١١/٢٨ اﻟﻨﺎﻗﺪ ﻧﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﺮﻳﺪة ﺻﻮرة ٩٦/٨٧٣٩ ﻣﺎ ﻗﺎم اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺮﻣﺎ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻟﻬﺬا ﺗﻘﺮر
١٩٩٦ ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻓﺎﺿﺤﺔ ﻟﻔﺘﺎة ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ إداﻧﺘﻪ:
"ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺠﻨﺲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء -١ﺑﺠﺮم ﻧﺸﺮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻗﻴﻢ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ
ﻋﻤﺎن واﻟﻤﺪرﺳﺎت ﻋﺎهﺮات ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ٨ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت وﻏﺮاﻣﺔ .
"وﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع
أﻳﻀﺎ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﺗﺤﺖ -٢إداﻧﺘﻪ ﺑﺠﺮم ﻋﺪم اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺄﺧﻼق اﻟﻤﻬﻨﺔ واﻵداب ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻤﺎدة
ﻋﻨﻮان "ﻓﺘﻴﺎت ﻣﺮاهﻘﺎت ﻟﻌﻼج ٩ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت وﻏﺮاﻣﺔ .
اﻟﺮﺟﺎل وﺷﺒﺎب أﻗﻮﻳﺎء ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ -٣إداﻧﺘﻪ ﺑﺠﺮم ﻧﺸﺮ ﺗﻘﺎرﻳﺮ وﺻﻮر ﻣﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻸﺧﻼق واﻷداب
اﻟﻨﺴﺎء"وﻋﻨﻮان أﺧﺮ" ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻤﺎدة ٩/١/٤٠ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت ﻏﺮاﻣﺔ .
ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻟﻠﻤﺎرﺳﺔ واﻟﺪﻋﺎرة ﻓﻲ
إﺳﺮاﺋﻴﻞ" .
١٩٩٧/٣/١٣ إﺳﺘﺌﻨﺎف ﻧﺸﺮ رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺗﺠﺪ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ إﻟﻰ اﻟﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ
اﻟﺤﻮار ﻣﻊ أﻣﻴﻦ ﻋﺎم ﺣﺰب ﻟﺤﺰب اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺎﻋﺎﺗﻪ وﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﻪ أن ﻣﺎ ذآﺮﻩ ﻣﻦ
اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻤﺤﻈﻮر ﺗﺤﺖ أﻗﻮال وإﻧﻜﺎر ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻃﺒﻌﺎ أو ﻧﺸﺮ ﻟﺒﻴﺎن أو ﻣﻨﺸﻮر ﻟﺠﻤﻌﻴﺔ
ﻋﻨﻮان "ﻣﺸﺎرآﺔ اﻷﻗﻮاﻧﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮوﻋﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻤﺎدة ١٦٣ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن
١٠٣
ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﺣﺪ اﻟﻜﻔﺮ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت .اﻷﻣﺮ اﻟﺬى ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻌﻪ أن ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻣﻦ
"آﻤﺎ أﻧﻪ وردت ﻋﺒﺎرات ﻓﻲ ﺗﺸﺮ ﻟﻸﺟﻮﺑﺔ اﻟﺘﻰ أدﻟﻰ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﺤﺰب اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
اﻟﺤﻮار ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻤﺴﺎس ﻣﺎ هﻮ إﻻ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ إﻃﻼع اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ واﻷﻓﻜﺎر
ﺑﻜﺮاﻣﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ . واﻻﺗﺠﺎهﺎت واﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻬﻢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﺤﻠﻰ واﻟﺪوﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﻤﺎدة اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ
ﻓﻘﺮة )أ ( ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت.
وﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم إﻋﻼن ﻋﺪم ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ رﺋﻴﺲ
ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺤﻮار.
/١٠/٢١ ٥٩٣٦ﺳﻨﺔ ﻧﺸﺮ ﻣﺎ ﻳﺰآﻰ اﻟﻌﻨﻒ اﺳﺘﻘﺮ إﻟﻴﻪ ﺿﻤﻴﺮ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ووﺟﺪاﻧﻬﺎ أن ﻓﻌﻞ اﻷﻇﻨﺎء ﺟﻤﻴﻌﺎ
١٩٩٧ واﻟﺘﻌﺼﺐ واﻟﺒﻐﻀﺎء واﻟﺪﻋﻮى ٩٦ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ وﻻ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻋﻘﺎﺑﺎ.
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ . اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔو اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ إﻟﻰ وذﻟﻚ ﻻن ﺑﺘﺪﻗﻴﻖ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻤﺎ وردا ﺑﺎﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻈﺖ ان
ﺟﺰاء ﻋﻤﺎن اﻹﺳﺎءة إﻟﻰ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ هﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ﻗﺪ وردت ﻧﺎﻗﺼﺔ وأن اﻟﺼﺤﻴﺢ )ﺑﺎرﺗﺠﺎع ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻌﻮد اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن ﻷن ذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻰ ﻋﻮدة ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ واﻧﺘﻬﺎء ﻗﻀﻴﺔ وزرع اﻷﺣﻘﺎد وﺑﺬر اﻟﻜﺮاهﻴﺔ
واﻟﺸﻘﺎق واﻟﺘﻨﺎﻓﺮ ﺑﻴﻦ أﻓﺮاد و ﻣﻌﺎﻧﺎة أﺷﻘﺎء( إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ورد ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن ﺷﺎهﺪ
اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ..أن اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ )ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻌﻮدة اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻷردن إﻟﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وإﺛﺎرة اﻟﻨﻌﺮات
اﻟﻤﺬهﺒﻴﺔ واﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ واﻟﺤﺾ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ وﻗﺎل أﻧﻪ ﻳﺮﺗﺎح إﻻ ﺑﻌﻮدﺗﻬﻢ ( .
ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺰاع ﺑﻴﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ وﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ إﻋﻼن ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷﻇﻨﺎء.
اﻷﻣﺔ.
إذ ﻧﺸﺮ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻣﻘﺎل ﺑﻌﻨﻮان "
ﺳﺄرﺗﺎح ﻟﻮ رﺣﻞ
اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮن".
١٩٩٨/٢/٢٣ ١٥٤٤ﻟﺴﻨﺔ ﻧﺸﺮ ﻣﺎدة ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻤﻼ ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ١٧٨ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن أﺻﻮل
٩٧ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻷﺣﻜﺎم ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﺤﺎآﻤﺎت اﻟﺠﺰاﺋﻴﺔ اﻋﻼن ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ اﻷول –
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ. رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ -ﻋﻤﺎ اﺳﻨﺪ إﻟﻴﻪ .
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء اﻟﻘﺪح واﻟﺬم ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺼﺤﻒ ﺗﺸﺘﺮط ﻧﺼﻮص اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻟﻘﻴﺎم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ
ﻋﻤﺎن اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )ﻣﻮﻇﻔﻮ وﺟﻮد رآﻨﻴﻦ أﺳﺎﺳﻴﻦ اﻟﺮآﻦ اﻟﻤﺎدى واﻟﺮآﻦ اﻟﻤﻌﻨﻮي اﻟﺬى
ﺁﺛﺎر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﻮن أوروﺑﻴﻮن ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﺼﻮرﻩ اﻟﻘﺼﺪ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ وﺑﺎﺳﺘﻌﺮاض اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﻼﺣﻆ
ﻣﻬﺮﺑﻮن ﺁﺛﺎر اﻷردن أن اﻟﻈﻨﻴﻦ اﻷول ﻗﺪ ﻗﺎم وﺑﻌﺪ اﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎل ﻗﺎم ﺑﻨﺸﺮ
وﺗﺎرﻳﺨﻪ( إﻟﻰ ﻣﻮﻇﻒ أﺛﻨﺎء اﻋﺘﺬار وﺗﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﺨﺒﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪد اﻟﺘﺎﻟﻲ وﻋﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻮﻗﻊ .
ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻪ. -إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻜﻢ ﻋﻠﻴﺔ ﻋﻦ ﺟﺮم ﻣﻦ اﻟﻔﺌﺔ ﻗﺎﻧﻮن
وﻗﺪ ﻗﺎم اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ اﻷول ﺑﺎﻋﺘﺬار اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت وﺑﻨﺸﺮ واﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﻨﺸﺮ ﻣﺎدة ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﻪ
وﺗﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﺨﺒﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪد اﻟﺘﺎﻟﻲ. ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ آﺬﻟﻚ أداﻧﺘﻪ ﻋﻦ ﺟﺮم اﻟﻘﺪح واﻟﺬم ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺼﺤﻒ
ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ.
.وذﻟﻚ ﻟﻌﺪم ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ أﻳﺔ ﺑﻴﻨﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ اﺳﻨﺪ اﻟﻰ اﻟﻤﺸﺘﻜﻴﻦ.
١٩٩٨/٣/٢٢ اﻹﺳﺎءة إﻟﻰ آﺮاﻣﺔ اﻷﻓﺮاد وﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ إﻋﻼن ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷﻇﻨﺎء.
١١٦١ﻟﺴﻨﺔ وﺳﻤﻌﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻈﻨﻴﻦ اﻷول .اﻟﻘﻀﺎء ﺑﻌﺪم اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ وذﻟﻚ ﻷن
١٠٤
٩٧ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ . اﻟﻄﻌﻦ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل ﻣﻮﻇﻒ ﻋﺎم أو ﺷﺨﺺ ذى ﺻﻔﺔ ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺬم واﻟﻘﺪح ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺼﺤﻒ ﻋﺎﻣﺔ أو ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺨﺪﻣﻪ ﻋﺎﻣﺔ ﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺠﺮم إذا آﺎن ﺑﺴﻼﻣﺔ
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء واﻟﻤﻮﺟﺔ إﻟﻰ أﺣﺪ أﻋﻀﺎء ﻧﻴﺔ وآﺎن ﻻ ﻳﺘﻌﺪى أﻋﻤﺎل اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ أو اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ أو اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻋﻤﺎن ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﺔ .إذ ﻧﺸﺮ اﻟﻈﻨﻴﻦ وان ﻳﻜﻦ اﻟﻜﺎﺗﺐ أو اﻟﻨﺎﻗﺪ ﻗﺪ اﺳﺘﻌﻤﻞ آﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﺸﺪة وﻣﻦ
ﻓﻲ ﻣﻘﺎل ﻟﻪ ﻳﻤﺲ اﻟﺸﺎآﻰ ﺗﺤﺖ ﻗﻮارص اﻟﻜﻠﻢ وأن هﺬﻩ ﺗﺄﺗﻰ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺪ
آﻠﻤﺎت " ..ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ذاﺗﻪ(.
ﻧﻈﺮة..ﻓﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ..ﻓﻮزارة" وﻓﻰ -ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻈﻨﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﺠﺪ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ آﺎﺗﺒﺎ
ﺻﻔﺤﺔ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺠﺮﻳﺪة ﻟﻠﻤﻘﺎل وﺑﻨﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﺲ رﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺘﺤﺮﻳﺮ وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻟﻪ ﺑﺤﻜﻢ
ﻣﻘﺎل ﺑﻌﻨﻮان" هﺎ زﻣﺎن وﻇﻴﻔﺘﻪ ﺁﻳﺔ رﻗﺎﺑﺔ أو أﺷﺮف ﺳﻮاء ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ﻏﻴﺮ
اﻟﺸﻘﻠﺒﺔ" ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﻧﺸﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ .
١٩٩٨/٥/٣١ ٨٢٤٣ ﻋﺪم اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺄﺧﻼق اﻟﻤﻬﻨﺔ ﻋﺪم ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ اﻟﻈﻨﻴﻨﻴﻦ – رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ و اﻟﺼﺤﻔﻰ-ذﻟﻚ
ﻟﺴﻨﺔ ٩٦ وﺁداﺑﻬﺎ وﻧﺸﺮ ﻣﺎدة ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻻﻋﺘﻤﺎد اﻟﻈﻨﻴﻨﺎن هﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻮى ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮة
ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ وذﻟﻚ ﻟﻨﺸﺮ ﻣﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺪرﺳﺔ آﻤﺎ أن ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻗﺪ ﻗﺎم ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ آﺘﺎب إﻟﻰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء ﺑﻌﻨﻮان" أﺳﺘﻮدﻳﻮ ﻓﻲ أرﺑﺪ ارﺑﺪ ﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص .
ﻳﺼﻮر اﻟﻔﺘﻴﺎت وهﻦ ﻋﺎرﻳﺎت ﻋﻤﺎن
واﻟﺸﺮﻃﺔ أﻟﻘﺖ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺼﻮر وﺷﻤﻌﺖ اﻷﺳﺘﻮدﻳﻮ
ﺑﺎﻷﺣﻤﺮ ".
اﺳﺘﺌﻨﺎف ﻋﺪم اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺄﺧﻼق اﻟﻤﻬﻨﺔ ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ إداﻧﺔ اﻷﻇﻨﺎء
١٩٩٨/٥/٣١ ٣٧٩٤ﺳﻨﺔ وﺁداﺑﻬﺎ وذﻟﻚ ﺑﻨﺸﺮ ﻣﺎدة -١اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺒﺲ .
٩٥ ﺻﺤﻔﻴﻪ ﺑﺼﻮرﻩ ﻏﻴﺮ
ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮازﻧﺔ -٢وﻋﻤﻼ ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﻤﻮاد ١٩١-١٨٩-١٨٨ﻋﻘﻮﺑﺎت اﻟﺤﻜﻢ
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ وﻋﺪم ﺗﻮﺧﻰ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﻨﺰاهﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ .
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺪاث -٣وﻋﻤﻼ ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ٤٠ﻓﻘﺮة أ ٧/ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت
ﻋﻤﺎن .وﻧﺸﺮ ﻣﺎدة ﺻﺤﻔﻴﺔ ﻏﻴﺮ واﻟﻨﺸﺮ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ .
)اﺳﺘﺌﻨﺎف( ﺻﺤﻴﺤﺔ .إذ ﻗﺎم اﻟﻈﻨﻴﻦ ﺑﻨﺸﺮ
ﻓﺘﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ وﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت .
رﺳﻤًﺎ آﺎرﻳﻜﺎﺗﻴﺮ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ دوﻟﺔ
ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ
ورق اﻟﺸﺪة ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺷﺨﺺ ﻳﺮﺗﺪى ﻃﺎﻗﻴﺔ )
آﻠﻮﺳﻴﻪ( وﻣﻘﺎﻟﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ
ﺑﻌﻨﻮان "ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺒﻌﺚ"
"واﺳﺘﻠﻤﺖ أﺟﺐ".
١٩٩٨/٦/١٨ ٣١٤٥ﻟﺴﻨﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت ﺗﺠﺪ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ان ﻓﻌﻞ اﻷﻇﻨﺎء ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺮﻣﺎ وﻻ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ
٩٧ واﻟﻨﺸﺮ .وذهﺒﺖ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ إﻟﻰ ﻋﻘﺎﺑﺎ وإﻧﻤﺎ هﻮ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎل اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﺳﻦ اﻟﺸﺒﺎب إﻟﻰ
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ أن ﻧﺸﺮ ﺻﻮرة ﺷﺨﺺ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﺳﻦ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺑﺮاءة .
إﻟﻰ ﻋﻜﺎزﻳﻦ وﺑﺘﻌﻠﻴﻖ أﺳﻔﻠﻬﺎ "
١٠٥
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء اﻟﺜﻨﻴﺘﻴﻦ ﺻﺮن أرﺑﻌﺔ ...وأخ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﺸﺮ ﺻﻮرﻩ ﻟﻠﻤﺸﺘﻜﻲ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪة ﻋﺮب اﻟﻴﻮم
ﻋﻤﺎن ﻳﺎ زﻣﻦ"ﻻ ﻳﻤﺜﻞ ﺟﺮﻳﻤﺔ إذ أﻧﻪ وﻣﺘﻜﺊ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺎزﻳﻴﻦ وأﺳﻔﻠﻬﺎ ﺗﻌﻠﻴﻖ )أﺛﻨﻴﻦ ﺻﺮن أرﺑﻌﺔ
ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻧﺘﻘﺎل اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ..وأخ ﻳﺎ زﻣﻦ ( ﺗﺪﻗﻴﻖ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻤﺎ ورد ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺪة وﺗﻄﺒﻴﻖ
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺒﺎب إﻟﻰ اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ . ﻟﻤﺎ ورد ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﺪة وﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺒﻴﻨﺔ اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن .
١٩٩٨/٦/٢٨ ٣٢١٣ﻟﺴﻨﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم اﻧﺘﻬﺎك ﺣﺮﻣﺔ ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ان ﻓﻌﻞ اﻷﻇﻨﺎء وان آﺎن ﻳﺨﺮج ﻋﻦ ﺁداب
وأﺧﻼق اﻟﻤﻬﻨﺔ وﻳﻌﺪ ﺧﺮق ﻟﻠﻘﻴﻢ ﻷن ﻣﺎ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻪ آﺎن ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺤﺎآﻢ .وﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم ﻗﺎﻧﻮن ٩٧
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻷﺣﺪاث . رﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ واﻟﻰ اﻷﻃﻔﺎل وهﻮ اﻟﺬى زودهﻢ ﺑﺼﻮر اﻷوﻻد
وهﺬا ﻣﺎ ﻗﻨﻌﺖ ﺑﻪ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ وﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ واﻹﺳﺎءة ﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻷﻓﺮاد وﻓﻘﺎ ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء
وﻋﻤﻼ ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ١٧٨ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن أﺻﻮل ﻣﺤﺎآﻤﺎت ﺟﺰاﺋﻴﺔ ﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ إذ ﻋﻤﺎن
ﻧﺸﺮ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ إﻋﻼن ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷﻇﻨﺎء ﻣﻤﺎ اﺳﻨﺪ إﻟﻴﻬﻢ.
ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان )زوج أﻣﻬﻢ ﻻن ﻣﺎ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻪ آﺎن ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ رﻗﺎﺑﺔ ﻣﻦ وال اﻷﻃﻔﺎل وهﺪ
ﻳﻌﺘﺪي ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻨﺴﻴﺎ وأﻣﻬﻢ اﻟﺬي زودهﻢ ﺑﺼﻮر أوﻻد.
ﺗﻐﺴﻞ دﻣﺎﺋﻬﻢ وﺗﺄﻣﺮهﻢ
ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ (
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ ١٩٩٨/٦/٢٩ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت ﻓﺎن ﻣﺎ ﺗﻘﺮرﻩ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ان ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻳﺸﻜﻞ آﺎﻓﺔ أرآﺎن
واﻟﻨﺸﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻈﻨﻴﻴﻦ وذم ،ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء ﺟﺮﻳﻤﺘﻲ اﻟﻨﺸﺮ واﻟﺬم .
إذ ﻧﺸﺮ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﻨﻮان ﻋﻤﺎن -١ﺑﺎﻟﻐﺮاﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻨﻴﻨﻴﻦ
" اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻜﻴﻼﻧﻰ ووزﻳﺮ
اﻟﻌﺪل"ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ اﺗﻬﺎم -٢اﻟﺤﺒﺲ ﻟﻠﻈﻨﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻰ وذﻟﻚ ﻋﻦ ﺟﺮم اﻟﺬم ﺧﻼف اﻟﻤﺎدة
ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻮزﻳﺮ اﻟﻌﺪل ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ١٩١ﻋﻘﻮﺑﺎت وﺑﺪﻻﻟﺔ اﻟﻤﺎدة ١٨٨ﻋﻘﻮﺑﺎت اﻟﻐﺮاﻣﺔ ﻋﻠﻰ
ﻓﻲ ﺷﺌﻮن اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻮﻗﻮف اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺟﺮم ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت
ﺿﺪ ﺗﻄﻮرﻩ وﺗﻄﻮﻳﺮﻩ وﻋﺪم واﻟﻨﺸﺮ .
اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻘﻀﺎء . -٢اﻟﺤﺒﺲ واﻟﻐﺮاﻣﺔ اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ.
١٩٩٨/٧/١٦ ﻗﺎم ﺻﺤﻔﻲ ﺑﻨﺸﺮ ﺧﺒﺮًا ﺻﺤﻔﻴﺎ ٩٣٧٧ﻟﺴﻨﺔ اﻟﻐﺮاﻣﺔ وذﻟﻚ ﻋﻦ ﺟﺮم ﻋﺪم ﺗﻮﺧﻰ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﻨﺰاهﺔ
٩٦ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان "ﻣﺮض ﻏﺮﻳﺐ واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ
ﻳﺤﺘﺎج ﻣﺼﻔﺎة اﻟﺒﺘﺮول ..ﺛﻼث ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ ﺑﺮاءة اﻟﻈﻨﻴﻨﻴﻦ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺘﻬﻢ اﻟﻤﺴﻨﺪة إﻟﻴﻬﻢ
ﺟﺰاء ﻋﻤﺎن وﻓﻴﺎت واﺻﺎﺑﺔ ٤٦ﺑﺤﺎﻟﺔ
ﺗﺴﻤﻢ "وﺗﻀﻤﻦ هﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﻓﺘﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺪل اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺎدي واﻟﻤﻌﻨﻮي اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ و
ﺣﺪوث ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺰع وﺧﻮف ﺑﺪل أﺗﻌﺎب ﻣﺤﺎﻣﺎة.
ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺁﻻف اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ .
٢٠٠٠/٧/٢٥ ٢٠٧٤ﻟﺴﻨﺔ ﻧﺸﺮت ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻌﺮب اﻟﻴﻮم اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻨﻴﻨﻴﻦ اﻟﺼﺤﻔﻲ ورﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﺎﻵﺗﻲ :
١٩٩٩ ﻣﺎدة ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺑﻘﻠﻢ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻼ ﺑﺄﺣﻜﺎم
اﻟﺤﺒﺲ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺪة اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻋﻤ ً
ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻷول ﺑﻌﻨﻮان " رﺋﻴﺲ اﻟﻤﺎدة ١٩١ﻋﻘﻮﺑﺎت وﺑﺪﻻﻟﺔ اﻟﻤﺎدﺗﻴﻦ ١/١٨٨و ٧٦ﻋﻘﻮﺑﺎت.
اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ آﻔﺎك اﺳﺘﺨﻔﺎﻓًﺎ ﺑﻌﻘﻮل ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء ﻼ ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة /٤٥ج ﻣﻦ
اﻟﻐﺮاﻣﺔ ﺑﺤﻖ آﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻤ ً
ﻋﻤﺎن اﻟﺸﻌﺐ".
ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ ٨ﻟﺴﻨﺔ ١٩٩٨وأﻧﻬﻤﺎ ﻣﻜﻔﻮﻟﻴﻦ
ﺗﺮآﻬﻤﺎ ﺣﺮﻳﻦ ﻟﺤﻴﻦ اآﺘﺴﺎب اﻟﺤﻜﻢ درﺟﺔ ﻗﻄﻌﻴﺔ .
١٠٦
٢٠٠٠/٧/٢٧ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم ﻧﺸﺮ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت ٣٠٢ﻟﺴﻨﺔ ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ وﻋﻤﻼ ﺑﺄﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ١٧٨ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن أﺻﻮل
٢٠٠٠ ﺣﻴﺚ ﻗﺎن اﻟﻈﻨﻴﻦ ﺑﻨﺸﺮ ﻣﻘﺎل اﻟﻤﺤﺎآﻤﺎت اﻟﺠﺰاﺋﻴﺔ اﻋﻼن
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺑﻌﻨﻮان" هﺠﻮم ﺻﺎروﺧﻰ ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﻤﺎ اﺳﻨﺪ إﻟﻴﻬﻢ .
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء داﺧﻞ ﻣﻨﺰل ﺣﺪادﻳﻦ "وﻋﻦ
ﻋﻤﺎن ﺣﺮﻳﻖ ﻣﻨﺰل اﻟﺪآﺘﻮر ﻣﻨﺬر
ﺣﺪادﻳﻦ وﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻘﺬﻳﻔﺘﻴﻦ
ﺣﺎرﻗﺘﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ آﺎن ﺣﺪادﻳﻦ
وﺳﺘﺔ وﻋﺸﺮون ﺷﺨﺼًﺎ
ﻳﺤﺘﻔﻠﻮن ﺑﻌﻴﺪ اﻟﻤﻴﻼد.
٢٠٠٠/١١/٧ اﺳﺘﺌﻨﺎف
٩٤٠ ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﺴﺦ اﻟﻘﺮار وإﻋﺎدة اﻷوراق إﻟﻰ ﻣﺼﺪرهﺎ
ﻟﺴﻨﺔ٢٠٠٠ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﺑﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺛﻢ إﺻﺪار اﻟﻘﺮار اﻟﻤﻘﻀﻲ ،وذﻟﻚ
ﻷن اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﺠﺪ أن اﻟﻘﺮار اﻟﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﻟﻢ ﻳﺒﻴﻦ وﻳﻌﺎﻟﺞ وﻗﺎﺋﻊ
اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺠﺮﻣﻴﻦ اﻟﻤﺴﻨﺪﻳﻦ ﻟﻠﻤﺴﺘﺄﻧﻒ ﺿﺪهﻢ آﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻠﻞ أرآﺎن آﻞ
اﻟﺤﻜﻢ رﻗﻢ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة.
٣٠٢
ﻟﺴﻨﺔ٢٠٠٠
٢٠٠١/٤/٢٥ ٩٧/٩٩٥ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﺔ اﻷول –اﻟﻤﺴﻨﺪ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﻘﺎل -ﻻ ﺗﺠﺪ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ أﻳﺔ ﻧﺸﺮت ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺼﻴﺎد ﻟﻘﺎء
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺻﺤﻔﻲ ﻣﻊ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﺔ ﺑﻴﻨﺔ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻘﺎل اﻟﻤﺴﻨﺪ إﻟﻴﻪ.
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺒﺎرات ﺗﻀﻤﻦ اﻷول -وﺣﻴﺚ أن اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ هﻰ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ اﻟﺘﻰ ﻧﺸﺮت
ﻋﻤﺎن أﺳﺎس اﻟﺼﻘﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻮزﻳﺮ " اﻟﻤﻘﺎل وأن اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺮاﺑﻌﺔ هﻲ اﻟﻤﺎﻟﻜﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ
وهﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻋﻦ إﺻﺪارهﺎ أﻣﺎ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻬﻰ اﻟﺒﻼء ﻓﻲ اﻟﻮزارة ﺟﻨﺲ
وﻣﺨﺪرات ﻓﻲ ﻣﺮاآﺰ اﻟﻮزارة رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻴﻜﻮن اﻟﻤﺪﻋﻰ
و اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ..وﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﻠﺸﻬﺎدة ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﺬآﻮرﻳﻦ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﻟﺨﺒﺮ اﻟﺼﺤﻔﻲ
ﻟﻌﺪم ورود ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ ﺻﺤﺔ ﻣﺎ ورد ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ آﻤﺎ ﺛﺒﺖ أﻳﻀﺎ أﻧﻪ أﻣﺎ اﻟﻘﻀﺎء !(.
ﻗﺪ ﺟﺮى اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎل ﺑﺤﻴﺚ
ﺗﻮﺣﻰ ﻟﻠﻘﺎرئ ﺑﻤﺪﻟﻮل ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻐﺎﻳﺔ اﻟﺘﻰ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﻧﺸﺮ اﻟﻤﻘﺎل وهﻰ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
-وﺗﺠﺪ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ أن ﻣﺒﻠﻎ ..هﻮ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ وﻓﻖ
اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻳﻠﺰم ﺑﻬﺎ اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ وﺣﺘﻰ اﻟﺮاﺑﻊ
ﺑﺎﻟﻘﺴﻤﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺴﺎوي وإﻟﺰاﻣﻬﻢ ﺑﺪل أﺗﻌﺎب ﻣﺤﺎﻣﺎة .
٢٠٠٢/٣/١٤ ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ٢٥٦و٢٦٧ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ و اﻟﺬم واﻟﻘﺪح واﻟﺘﺤﻘﻴﺮ وإﺳﻨﺎد
١٦٦و١٦٧ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن أﺻﻮل اﻟﻤﺤﺎآﻤﺎت اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ إﻟﺰام اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻣﺎدة ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
اﻟﻨﺸﺮ " .إذ ﻗﺎم اﻟﻈﻨﻴﻦ ﺑﻨﺸﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﺸﺨﺼﻲ .
ﻣﻘﺎل ﺑﻌﻨﻮان "ﻣﻘﺎول ﻳﺨﺘﻠﺲ -١اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ اﻷول .
ﻣﺎﺋﺘﻴﻦ وﺛﻼﺛﻴﻦ أﻟﻒ دﻳﻨﺎر ﻣﻦ
١٠٧
أﻣﻮال آﻬﺮﺑﺔ اﻟﺠﻨﻮب" -٢اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺑﺎن ﻳﺪﻓﻌﺎ ﺑﺎﻟﺘﻀﺎﻣﻦ واﻟﺘﻜﺎﻓﻞ ﻟﻠﻤﺪﻋﻴﻴﻦ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ ﺷﺮآﺔ
اﻟﺮاهﺐ و ﻣﺒﻠﻎ ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ إﺑﺮاهﻴﻢ آﺎﻓﺔ اﻟﺮﺳﻮم واﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ
أﺗﻌﺎب ﻣﺤﺎﻣﺎة واﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اآﺘﺴﺎب اﻟﺤﻜﻢ .
وذﻟﻚ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﻀﺮر اﻷدﺑﻲ،ﺣﻴﺚ ﺛﺒﺖ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ أن
اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ارﺗﻜﺒﺎ ﻓﻌﻼ ﺿﺎرًا ﺑﺤﻖ اﻟﻤﺪﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل
ﻧﺸﺮ ﻋﺒﺎرات ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ أدت إﻟﻰ اﻹﺳﺎءة ﻟﺴﻤﻌﺘﻬﺎ
واﻟﺘﻌﺪى ﻋﻠﻰ آﺮاﻣﺔ اﻟﻤﺪﻋﻰ وﻣﺮآﺰﻩ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﺎن اﻟﻤﺪﻋﻰ
ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻠﺰﻣﺎن ﺑﻀﻤﺎن هﺬا اﻟﻀﺮر اﻷدﺑﻲ اﻟﺬي ﻗﺪرﻩ اﻟﺨﺒﺮاء
ﻣﺒﻠﻎ ﻟﻠﺸﺮآﺔ وﻟﻠﻤﺪﻋﻰ وﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺎدي ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ.
١٠٨
٢٠٠٢/٥/١٦ إذاﻋﺔ أﻧﺒﺎء آﺎذﺑﺔ وﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ -١إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﺗﻮﺟﺎن ﻓﻴﺼﻞ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻤﺴﻨﺪة إﻟﻴﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻣﺮ أن /٤٩١ واﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ وﻏﺮاﻣﺔ واﻟﺮﺳﻮم.
ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ هﻴﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ٢٠٠٢ .ذﻟﻚ أﻧﻬﺎ وأﺛﻨﺎء ﺗﻮاﺟﺪهﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻗﺪ أذاﻋﺖ أﻧﺒﺎء آﺎذﺑﺔ
وﺳﻤﻌﺘﻬﺎ . ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻨﻴﻞ ﻣﻦ هﻴﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷردﻧﻴﺔ وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ "ﻟﻘﺪ
آﺘﺎﺑﺔ وﻧﺸﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت أﺳﻘﻄﻨﺎ اﻷردن ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻨﺎ ﻷن اﻷردن دوﻟﺔ ﺻﻐﻴﺮة
وإﺷﺎﻋﺎت آﺎذﺑﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ وﺿﻌﻴﻔﺔ ..وأن ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﺮب اﻟﻌﺮاق ﻳﺸﺒﻪ
اﻟﻤﺲ ﺑﻬﻴﺒﺔ اﻟﺪوﻟﺔ وﺳﻤﻌﺘﻬﺎ اﻟﺒﻮرﺻﺔ ﻓﻔﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺮﺗﻔﻊ اﻷﺳﻬﻢ ﻓﻴﻘﺮرون ﺿﺮب اﻟﻌﺮاق
واﻹﺳﺎءة إﻟﻰ آﺮاﻣﺔ أﻓﺮادهﺎ وإذا اﻧﺨﻔﻀﺖ اﻷﺳﻬﻢ ﻣﺮﻩ أﺧﺮى وﺷﻌﺮوا أﻧﻬﻢ ﺧﺎﺳﺮون
وﺳﻤﻌﺘﻬﻢ واﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻋﻮن اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﻳﺮﻓﻀﻮن ﺿﺮب اﻟﻌﺮاق "
اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت وارﺗﻜﺎب -٢إداﻧﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺴﻨﺪة اﻟﻴﻬﺎ واﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ
اﻟﺠﺮاﺋﻢ وذم ﺳﻠﻄﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ واﻟﺮﺳﻮم .
"ﻣﺤﺎآﻢ" وادارة ﻋﺎﻣﺔ
"ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد". وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﻟﺠﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﺘﻰ ﻗﺎﻣﺖ اﻟﻈﻨﻴﺔ
ﺑﻨﺸﺮهﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻌﺮب ﺗﺎﻳﻤﺰ وﺗﻮزﻳﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻬﻮر
اﻟﺘﻔﻮﻩ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻋﺮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻋﺒﺮ اﻟﻔﺎآﺴﺎت ﻓﻘﺪ ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ إهﺎﻧﺔ اﻟﻤﻨﺸﻮرة ﻣﻦ أن رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷردﻧﻴﺔ ﻳﻨﻬﺐ اﻷﻣﻮال
اﻟﺸﻌﻮر اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻻ ﺗﻌﺪ وﻻ ﺗﺤﺼﻰ وﻓﻰ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺳﻠﺴﻠﺔ
. ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧﻮن ﺿﺮﻳﺒﺔ اﻟﺪﺧﻞ ﺑﺤﻴﺚ أﺻﺒﺢ دوﻟﺘﻪ
ﻳﺪﻓﻊ ﻋﻠﻰ دﺧﻮﻟﻪ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ أﻗﻞ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻟﺬي دﺧﻠﺔ ﻻ
ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ وأرﺑﻌﻴﻦ دﻳﻨﺎر.
-٣إداﻧﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﻤﺴﻨﺪة إﻟﻴﻬﺎ واﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ
واﻟﺮﺳﻮم.
إذ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ ﻓﻴﻪ أن "اﻟﻤﺤﺎآﻢ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻧﺰﻳﻬﺔ وﻓﺎﻗﺪة
ﻟﻤﺼﺪاﻗﻴﺘﻬﺎ وﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ وان إﺟﺮاءات اﻟﻤﺤﺎآﻤﺔ ﻟﺪى
اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﻟﺔ وأﻧﻬﺎ ﺗﺆدى إﻟﻰ ﻏﻴﺎب اﻟﻌﺪاﻟﺔ
واﻟﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ وإن داﺋﺮة اﻟﻔﺴﺎد هﻰ ﻣﻘﺮ ﻟﻠﻔﺴﺎد ".
-٤إداﻧﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ اﻟﻤﺴﻨﺪة إﻟﻴﻬﺎ واﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ
واﻟﺮﺳﻮم ﺳﻨﺪا ﻷﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ٢/٢٧٨ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت .
وذﻟﻚ ﻟﻠﺘﻔﻮﻩ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﺷﺨﺺ أﺧﺮ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ إهﺎﻧﺔ
اﻟﺸﻌﻮر اﻟﺪﻳﻨﻰ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﺸﺨﺺ إذا ادﻋﺖ اﻟﻈﻨﻴﻦ اﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻋﺼﺒﻴﺔ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻨﻮم وأﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎﻧﻰ ﻣﻦ ﻣﺮض ﻓﻲ أذﻧﻴﻬﺎ
إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺜﺒﺖ أﻧﻬﺎ ﻓﺎﻗﺪة ﻟﻠﺴﻤﻊ أو ﻻ ﺗﻤﻴﺰ اﻷﺻﻮات وأﻧﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮة ﻣﺮآﺰ اﻹﺻﻼح واﻟﻤﻼزم ﻣﺎﺟﺪة
اﻟﺸﺮﻳﻔﺎت ﻗﺪ ﺗﻠﻔﻈﺖ ﺑﻌﺒﺎرات ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺎﻟﺸﻌﻮر
اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﻬﻤﺎ ﻟﺪى ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﻟﺼﻮت اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺬى ﻳﺬاع
ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ " هﺬا اﻟﺼﻮت ﻳﺠﻌﺮ ﺗﺠﻌﻴﺮ
وأن أﻧﻜﺮ اﻷﺻﻮات ﻟﺼﻮت اﻟﺤﻤﻴﺮ وﺗﻘﺼﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺻﻮت
ﻣﻘﺮئ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ" .
١٠٩
رد اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺣﻴﺚ أن أﺣﻜﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺤﻞ هﺬا
اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺻﺎدرة ﻓﻲ ﺟﻨﺢ وﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﻳﺎت ،وﻟﺬا ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ
اﻟﻄﻌﻦ ﻟﺪى ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ.
٢٠٠٢/٦/٢٥
٧٠٩ﻟﺴﻨﺔ
٢٠٠٣
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ
ﺗﻤﻴﺰ
اﻷردن.
ﻧﻘﺾ ﻟﺤﻜﻢ
/٥/١٦
٢٠٠٢ﻓﻲ
اﻟﻘﻀﻴﺔ رﻗﻢ
/٤٩١
٢٠٠٢أﻣﻦ
دوﻟﺔ.
١١٠
٢٠٠٢/٦/١٠ ٢٨٧٢ﻟﺴﻨﺔ اﺻﺪر ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت دورﻳﺔ دون ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﺠﺮم اﻟﻤﺴﻨﺪ
٢٠٠١ ﺗﺮﺧﻴﺺ . ﻟﻪ .
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء
ﻋﻤﺎن
٢٠٠٢/٧/١٦ ١١٢٧ﻟﺴﻨﺔ ذم اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
٢٠٠٢ ﺑﻌﻨﻮان ) اﻟﻘﻀﺎء واﻟﻨﻈﺎم -١ﻋﺪم ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﺟﺮم اﻟﺬم ﺧﻼﻓﺎ اﻟﻤﺎدة ١٩١ﻣﻦ
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدي( . ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت.
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء -٢إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺠﺮم ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﻮاد ٥و ٧ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﺨﺎﻟﻔﻪ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت
ﻋﻤﺎن واﻟﻨﺸﺮ وذﻟﻚ ﺑﻤﺨﺎﻟﻔﺔ واﺟﺐ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت و اﻟﻨﺸﺮ و اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ آﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻐﺮاﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ .
اﻟﺪﻗﺔ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ
اﻷﺧﺒﺎر.
-١إداﻧ ﺔ اﻟﻈﻨﻴ ﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ –ﺻ ﺤﻔﻴﺔ -واﻟﺜﺎﻟﺜ ﺔ -ﺻ ﺤﻔﻴﺔ -ﺑﺠ ﺮم ﻧ ﺸﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﻏﻴ ﺮ ﺻ ﺤﻴﺤﺔ ٨٧٦ﻟ ﺴﻨﺔ /١٠/٣٠
٢٠٠٢ ٢٠٠٢ اﻟﻤ ﺎدة ٥ﻣ ﻦ ﻗ ﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺎت واﻟﻤﻄﺒﻮﻋ ﺎت واﻟﻨ ﺸﺮ وﻋﻤ ﻼ وﻋﺪم اﺣﺘﺮام اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .
ﻣ ﻦ ﻣﺤﻜﻤ ﺔ ﺑﺎﻟﻤ ﺎدة ٤٦ﻣ ﻦ ﻗ ﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋ ﺎت واﻟﻨ ﺸﺮ واﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠ ﻰ آ ﻞ اﻟﺬم واﻟﻘﺪح .
ﻣﻨﻬﻤ ﺎ ﺑﻐﺮاﻣ ﺔ ﻣﺎﻟﻴ ﺔ واﻟﺮﺳ ﻮم وذﻟ ﻚ ﻟﺘ ﻀﻤﻦ اﻟﻤﻘ ﺎل ﻋﺒ ﺎرات اﻧﺘﻬ ﺎك ﺣﺮﻣ ﺔ اﻟﻤﺤ ﺎآﻢ .إذ أن ﺑﺪاﻳ ﺔ ﺟ ﺰاء
ﺗﺸﻜﻞ ذﻣﺎ وﻗﺪﺣﺎ ﻟﻠﻘﻀﺎء آﻤﺎ ﺗﻀﻤﻦ ﻋﺒﺎرات ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ .هﻨ ﺎك ﻋﺒ ﺎرات ﻧ ﺴﺒﺖ ﻟﻠﻈﻨ ﻴﻦ ﻋﻤﺎن
-٢ﺑ ﺮاءة اﻷﻇﻨ ﺎء ﻣ ﻦ اﻷول وﺣﺘ ﻰ اﻟﺜﺎﻟ ﺚ ﻣ ﻦ ﺟ ﺮم ﻣﺨﺎﻟﻔ ﺔ ﻣﻨﻬ ﺎ اﻟ ﺰﻋﻢ ﺑﻌ ﺪم إدراك
اﻟﻘ ﻀﺎء ﻟﻤﺎهﻴ ﺔ اﻟﻘ ﺎﻧﻮن ﻋﻨ ﺪ اﻟﻤﺎدة ٢٧ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن ﻣﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ .
ﺗﻄﺒﻴﻘ ﻪ وآ ﺬا اﻟ ﺰﻋﻢ إن ﺗﻮاﺟ ﺪ ﻟﻌﺪم ﺛﺒﻮت ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻤﺎدة ٢٧ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن.
-٣ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤ ﺎدة ١٧٨ﻣ ﻦ ﻗ ﺎﻧﻮن أﺻ ﻮل اﻟﻤﺤﺎآﻤ ﺎت اﻟﺠﺰاﺋﻴ ﺔ اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎآﻢ ﻳﺒﺪأ
اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪم ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ اﻷول -رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳ ﺮ -ﻋ ﻦ ﺟ ﺮم اﻟ ﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳ ﻌﺔ واﻟﻨ ﺼﻒ
ﺻ ﺒﺎﺣﺎ وﺣﺘ ﻰ اﻟﻮاﺣ ﺪة ﻇﻬ ﺮا ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻤﺎدة ٢٥ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﻤﺴﻨﺪة ﻟﻪ .
ﻓﻴﻤ ﺎ ﻳﺒ ﺪأ دواﻣﻬﻤ ﺎ اﻟﺮﺳ ﻤﻲ
ذﻟ ﻚ أن اﻟ ﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺘ ﻰ ﻧ ﺸﺮ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻟﺘﺤﻘﻴ ﻖ اﻟ ﺼﺤﻔﻰ آﺎﻧ ﺖ اﻟ ﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻣﻨ ﺔ ﺻ ﺒﺎﺣﺎ وﺣﺘ ﻰ
ﺗﺤﻮى اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺤﺎت واﻟﻤﻘﺎﻻت واﻷﺧﺒﺎر وهﻰ ﺻ ﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻇﻬﺮًا .
ﻳﻮﻣﻴ ﺔ ﺗ ﺼﺪر ﻳﻮﻣﻴ ﺎ ﺑﻬ ﺬا اﻟﺤﺠ ﻢ.وﺣﻴ ﺚ أن اﻟﻌﺒ ﺎرات اﻟﻤ ﺸﻜﻮ
ﻓﻴﻬ ﺎ ﻟ ﻢ ﺗﻜ ﻦ ﺿ ﻤﻦ اﻟﻌﻨ ﺎوﻳﻦ اﻟﺒ ﺎرزة اﻟﺘ ﻰ ﺗﻔﺘ ﺮض ﺑ ﺮﺋﻴﺲ
اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻬﺎ وإﻧﻤﺎ آﺘﺒﺖ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﺻﻐﻴﺮة ﺿ ﻤﻦ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ
ﻳﺤﻮى اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎرات واﻟﻠﻘﺎءات.
-٤ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤ ﺎدة ١٧٨ﻣ ﻦ ﻗ ﺎﻧﻮن أﺻ ﻮل اﻟﻤﺤﺎآﻤ ﺎت اﻟﺠﺰاﺋﻴ ﺔ
ﺑ ﺮاءة اﻟﻈﻨ ﻴﻦ اﻟﺮاﺑ ﻊ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺮاﺋﻢ اﻟﻤ ﺴﻨﺪة ﻟ ﻪ .ﻟ ﻢ ﺗﺜﺒ ﺖ أن
اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴ ﻖ ﻣﻮﺿ ﻮع اﻟ ﺪﻋﻮى واﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺸﻜﻞ
ذﻣ ﺎ وﻗ ﺪﺣﺎ ﺻ ﺎدرة ﻋ ﻦ اﻟﻈﻨ ﻴﻦ اﻟﺮاﺑ ﻊ إذ ﻻ ﻳﻜﻔ ﻰ ﻣ ﺎ ورد
ﺑﺎﻟﻤﻘﺎل اﻟﺼﺤﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﻟﻈﻨﻴﻨﺘﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑ ﺄن ﺗﻠ ﻚ
اﻷﻗﻮال ﺻﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻈﻨﻴﻦ اﻟﺮاﺑﻊ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻟﻢ ﻳ ﺮد ﻣ ﺎ ﻳﺜﺒ ﺖ ذﻟ ﻚ
أﻣﺎم إﻧﻜﺎر اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ اﻟﺮاﺑﻊ.
١١١
ﻧﺸﺮ ﺧﺒﺮ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ١٠٣ﻟ ﺴﻨﺔ ٢٠٠٣/٢/١٧ أوﻻ:ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻈﻨﻴﻦ اﻷول -١اداﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻤﺴﻨﺪة إﻟﻴﻪ
اﻟﻤ ﺲ ﺑﻬﻴﺒ ﺔ اﻟﺪوﻟ ﺔ وﺳ ﻤﻌﺘﻬﺎ ٢٠٠٣ واﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠﻴ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺤﺒﺲ وذﻟ ﻚ ﻟﻠﻤ ﺲ ﺑﻬﻴﺒ ﺔ اﻟﺪوﻟ ﺔ وﺳ ﻤﻌﺘﻬﺎ
وآﺮاﻣﺘﻬﺎ واﻹﺳﺎءة إﻟﻰ آﺮاﻣ ﺔ ﻣ ﻦ ﻣﺤﻜﻤ ﺔ وآﺮاﻣﺘﻬ ﺎ واﻹﺳ ﺎءة إﻟ ﻰ آﺮاﻣ ﺔ اﻷﻓ ﺮاد وزﻋﺰﻋ ﺔ أوﺿ ﺎع
اﻷﻓ ﺮاد وزﻋﺰﻋ ﺔ أوﺿ ﺎع أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ . اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻷﺳﺎﺳ ﻴﺔ واﻟﺘ ﺮوﻳﺞ إﻟ ﻰ اﻻﻧﺤ ﺮاف وﻧ ﺸﺮ إﺷ ﺎﻋﺎت
اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻷﺳﺎﺳ ﻴﺔ وﻳﻨ ﺎﻗﺾ آﺎذﺑﺔ .وذﻟﻚ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺎدة ١٥٠
وﻳﺴﺘﻬﺪف ﺣﻖ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺿ ﻤﻦ وذﻟﻚ ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ أﻗﺎوﻳﻞ واﻓﺘﺮاءات ﻃﺎﻟﺖ اﻟﺴﻴﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿ ﻰ اﷲ
اﻟﺪوﻟ ﺔ ﻓ ﻲ أن ﻻ ﻳﻤ ﺲ ﻋﻨﻬﺎ وﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ.
إﺣ ﺴﺎﺳﻬﻢ ﺑﺎﻧﺘﻤ ﺎﺋﻬﻢ ﻟ ﺪﻳﻨﻬﻢ -٢إداﻧﺘ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﻤ ﺴﻨﺪة إﻟﻴ ﻪ واﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﺤﺒﺲ
ووﻻﺋﻬ ﻢ اﻟﻌﻤﻴ ﻖ ﻟ ﻪ وإﻳﻤ ﺎﻧﻬﻢ واﻟﺮﺳ ﻮم ﻋﻠ ﻰ أن ﺗﺤ ﺴﺐ ﻟ ﻪ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺔ اﻋﺘﺒ ﺎرا ﻣ ﻦ ﺗ ﺎرﻳﺦ
وﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠ ﺔ ﻻوﺿ ﺎع اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻲ . ٢٠٠٣/١/١٦
اﻷﺳﺎﺳ ﻴﺔ وذﻟ ﻚ إن اﺷ ﺪ
اﻟﻤ ﺴﺎس ﺑ ﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤ ﺴﺎس وذﻟﻚ ﻹﻃﺎﻟﺔ اﻟﻠﺴﺎن ﻋﻠﻰ أرﺑﺎب اﻟﺸﺮاﺋﻊ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻓﻠﻘﺪ ﻣ ﺲ
ﺑﻘﻴﻤ ﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴ ﺔ .واﻟﺘ ﺮوﻳﺞ إﻟ ﻰ اﻟﻤﻘﺎل ﺑﺄﺣﺪ أهﻢ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻨ ﺪﻣﺎ ﺗﻨ ﺎول رﺳ ﻮل
اﻻﻧﺤ ﺮاف وﻧ ﺸﺮ إﺷ ﺎﻋﺎت اﷲ ﺑﺄوﺻ ﺎف ﻻ ﺗﻠﻴ ﻖ ﺑ ﻪ ،ﻟﺘ ﻀﻌﻪ ﻓ ﻲ إﻃ ﺎر ﺟﻨ ﺴﻲ ﻣﺒﺘ ﺪع
آﺎذﺑﺔ . ﻏﺮﻳ ﺐ ﺑﺎﻹﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ إﻇﻬ ﺎر اﻟ ﺴﻴﺪة ﻋﺎﺋ ﺸﺔ ﺑ ﺼﻮرة ﻻ ﺗﻠﻴ ﻖ
ﺑﺄي اﻣﺮأة ﻋﻔﻴﻔﺔ
إﻃﺎﻟ ﺔ اﻟﻠ ﺴﺎن ﻋﻠ ﻰ أرﺑ ﺎب
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻈﻨﻴﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ – ﻣﺪﻳﺮ اﻟﺘﺤﺮﻳ ﺮ-١ :إداﻧﺘ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤ ﺔ اﻟﺸﺮاﺋﻊ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء
اﻷوﻟﻰ اﻟﻤﺴﻨﺪة إﻟﻴﺔ واﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠﻴ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺤﺒﺲ ﺳ ﻨﺪا ﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻤ ﺎدة
) (١٥٠ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت رﻗﻢ ١٦ﻟﺴﻨﺔ ١٩٦٠وﺗﻌﺪﻳﻼﺗﻪ .
إداﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻤ ﺴﻨﺪة إﻟﻴ ﻪ واﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﺤﺒﺲ ﺳ ﻨﺪا
ﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻤ ﺎدة ) (١٥٠ﻣ ﻦ ﻗ ﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺎت رﻗ ﻢ ١٦ﻟ ﺴﻨﺔ
١٩٦٠وذﻟﻚ ﻟﻌﻤﻠﻪ ﻣﺪﻳﺮ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻓ ﻲ ﺟﺮﻳ ﺪة اﻟﻬ ﻼل اﻷﺳ ﺒﻮﻋﻴﺔ
وﻣ ﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣ ﺪﻳﺮ اﻟﺘﺤﺮﻳ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﺠﺮﻳ ﺪة ه ﻰ دراﺳ ﺔ اﻟﻤﻮاﺿ ﻴﻊ
وﺗﻨﻘﻴﺤﻬﺎ ﻟﻐﺎﻳﺎت إﺟﺎزة ﻧﺸﺮهﺎ أو ﻋﺪم إﺟﺎزاﺗﻬﺎ
-٢أداﻧ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ واﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠﻴ ﺔ ﺑ ﺎﻟﺤﺒﺲ ﺳ ﻨﺪا ﻷﺣﻜ ﺎم
اﻟﻤﺎدة ٢٧٣ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت .
ﻟﺬات اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ.
ﺛﺎﻟﺜﺎ:ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻄﻨﻴﻦ اﻟﺜﺎﻟﺚ – رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ:
-١إداﻧﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﻤﺴﻨﺪة إﻟﻴﻪ واﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ ﻟﻤﺪة
ﺛ ﻼث اﺷ ﻬﺮ ﺳ ﻨﺪا ﻻﺣﻜ ﺎم اﻟﻤ ﺎدة )(١٥٠ﻣ ﻦ ﻗ ﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺎت
رﻗﻢ ١٦ﻟﺴﻨﺔ ١٩٦٠وﺗﻌﺪﻳﻼﺗﻪ.
-٢إداﻧﺘ ﻪ ﺑﺎﻟﺘﻬﻤ ﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ﺔ اﻟﻤ ﺴﻨﺪة إﻟﻴ ﻪ واﻟﺤﻜ ﻢ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺎﻟﺤﺒﺲ
ﻟﻤﺪة ﺳﻨﺔ واﺣ ﺪة ﻷﺣﻜ ﺎم اﻟﻤ ﺎدة ٢٧٣ﻣ ﻦ ﻗ ﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺎت رﻗ ﻢ
١٦ﻟﺴﻨﺔ ١٩٦٠وﺗﻌﺪﻳﻼﺗﻪ .
وﻧﻈﺮا ﻟﻈﺮوف اﻟﻘﻀﻴﺔ وﻻﻋﻄﺎﺋﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﻻﺻﻼح ﻧﻔ ﺴﻪ ﻣﻤ ﺎ
ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ اﻟﻤﺤﻜﻤ ﺔ ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺒﺎب اﻟﻤﺨﻔﻔ ﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳ ﺔ ﺗﻘ ﺮر وﻋﻤ ﻼ
ﺑﺎﻟﻤﺎدة )(١٠٠ﻋﻘﻮﺑﺎت ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻟ ﺼﺎدرة ﺑﺤﻘ ﻪ ﻟﺘ ﺼﺒﺢ
١١٢
اﻟﺤ ﺒﺲ ﻟﻤ ﺪﻩ ﺛﻼﺛ ﺔ اﺷ ﻬﺮ وﻋﻤ ﻼ ﺑﺄﺣﻜ ﺎم اﻟﻤ ﺎدة )(١/٧٢
ﻋﻘﻮﺑ ﺎت ﺗﻨﻔ ﺬ ﺑﺤﻘ ﻪ إﺣ ﺪى اﻟﻌﻘ ﻮﺑﺘﻴﻦ وه ﻰ اﻟﺤ ﺒﺲ ﻟﻤ ﺪة ﺛﻼﺛ ﺔ
اﺷﻬﺮ واﻟﺮﺳﻮم ﻋﻠ ﻰ إن ﺗﺤ ﺴﺐ ﻟ ﻪ اﻟﻌﻘﻮﺑ ﺔ اﻋﺘﺒ ﺎر ﻣ ﻦ ﺗ ﺎرﻳﺦ
اﻟﺘﻮﻗﻒ اﻟﻮاﻗﻊ . ٢٠٠٣/١/١٦
ﻓﻠﻢ ﻳﻘ ﻢ ﺑﻮاﺟﺒ ﻪ اﻟﻤﻔ ﺮوض ﻋﻠﻴ ﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧ ﺎ ﻳﻤﻨ ﻊ إﺟ ﺎزة ﻣﺜ ﻞ ه ﺬا
اﻟﻤﻘﺎل واﻟﻘﺎﻧﻮن ﻳﺠﻌ ﻞ ﻣ ﻦ رﺋ ﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳ ﺮ ﻣ ﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﻔﺘﺮﺿ ﺔ
ﻟﻤﻮﺟ ﺐ اﻟﻘ ﺎﻧﻮن ﻃﺎﻟﻤ ﺎ ﺛﺒ ﺖ أن اﻟﻤﻘ ﺎل ﻳﺨ ﺎﻟﻒ أﺣﻜ ﺎم اﻟﻤ ﺎدة
١٥٠ﻋﻘﻮﺑﺎت وآﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺒﺎت ﻋﻠﻴﻪ اﻹﻃﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘ ﺎل
ﻗﺒﻞ ﻧﺸﺮﻩ.
راﺑﻌًﺎ-إﻏﻼق اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻟﻤﺪة ﺷﻬﺮﻳﻦ اﻋﺘﺒﺎر ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻏﻼق
.٢٠٠٣/١/١٦
١١٣
٢٠٠٣/٣/٣١ ﻋﺪم ﺗﻮﺧﻰ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ٢٨٧١ﻟﺴﻨﺔ -١إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ واﻟﺼﺤﻔﻲ ﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم
واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎرض ٢٠٠١ اﻟﻤﺎدة ٥ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت واﻟﻨﺸﺮ ﻟﻌﺪم اﺣﺘﺮام اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﻊ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن وﻋﺪم وﺟﺮم ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻤﺎدة /٧أ و /٧ج ﻟﻌﺪم اﺣﺘﺮام اﻟﺤﺮﻳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﺣﺘﺮام ﺣﻘﻮق اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﻤﺲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء ﻟﻸﺧﺮﻳﻴﻦ وﺣﻔﻆ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎس ﺑﺤﺮﻣﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ
ﻋﻤﺎن ﺑﺤﺮﻣﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ . وﻋﺪم اﻟﺘﻮازن واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ .
ﺑﺘﺮوﻳﺞ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻣﻮﻣﺴﺎت -٢اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺈﻟﺰام اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﺸﺨﺼﻲ -رﺋﻴﺲ
وﺷﺎذﻳﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﺎن وﻗﺎﻣﺖ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ واﻟﺼﺤﻔﻲ -ﺑﺄن ﻳﺪﻓﻌﺎ ﺑﺎﻟﺘﻜﺎﻓﻞ واﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ
ﺑﺼﺪد هﺬا اﻟﻤﻘﺎل ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ رﻗﻢ ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﺸﺨﺺ اﻷول وﻟﻠﻤﺪﻋﻰ ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ و
هﺎﺗﻒ ﺧﻠﻮي ﻳﻌﻮد ﻟﻠﻤﺸﺘﻜﻴﻦ اﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ واﻟﺮﺳﻮم اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﺑﻪ و
ﻣﻤﺎ رﺗﺐ ﻟﻬﻤﺎ أذى آﺒﻴﺮ. أﺗﻌﺎب ﻣﺤﺎﻣﺎة .
-٣رد اﻹدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻋﻦ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺠﺰﻳﺮة آﻮﻧﻪ ﻣﻘﺎم
ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ذي ﺻﻔﺔ .إذ ﻗﺪ ﺗﻢ إﻗﺎﻣﺔ اﻹدﻋﺎء ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﺸﺨﺼﻲ
ﻋﻠﻰ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺠﺰﻳﺮة وﻟﻢ ﻳﺘﻢ إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ.
٢٠٠٣/١٢/٨ ١٠٠٢ﻟﺴﻨﺔ ﻧﺸﺮ أﺧﺒﺎر ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ -١إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻨﻴﻦ ﺑﺠﺮم ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ٥ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن
٢٠٠١ وﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻻﺣﻜﺎم ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﻌﺪم اﺣﺘﺮام اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﺟﺮم
ﻣﻦ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ وﺟﻨﺤﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ٢٧ﻣﻦ ذات اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﻌﺪم ﻧﺸﺮ اﻟﺮد
ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﺰاء ﻋﺪم اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺤﻖ اﻟﺮد وﺟﻨﺤﺔ وﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤﺎدة /٤٦ج ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت واﻟﻨﺸﺮ رﻗﻢ ٨
ﻋﻤﺎن اﻟﻘﺪح ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﺴﻨﺔ ١٩٩٨ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ آﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ
)ﺟﻨﺤﺔ( ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻦ ﺳﺪ اﻟﻜﺮاﻣﺔ اﻟﺬي ﺑﺠﺮم اﻟﻘﺪح وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدﺗﻴﻦ ١٨٩و ٣٥٩ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت
أﺻﺒﺢ ﻣﻠﻌﺒًﺎ ﻟﻸﻃﻔﺎل وأن وﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ٣٥٩ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ آﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ
اﻟﻤﻘﺎل ﺗﻀﻤﻦ ﺑﺄن اﻟﻤﺸﺘﻜﻲ اﻟﻈﻨﻴﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ واﻟﺮﺳﻮم.
هﻮ اﻟﺸﺮﻳﻚ اﻷآﺒﺮ ﻓﻲ ﺷﺮآﺔ -إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ و اﻟﺼﺤﻔﻲ ﺑﺠﺮم ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ اﻟﻤﺎدة
اﻟﻤﺘﺤﺪون ﻟﻠﻬﻨﺪﺳﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ وان ٥ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﺑﻌﺪم اﺣﺘﺮام اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﺟﺮم
هﺬﻩ اﻟﺸﺮآﺔ ﻗﺒﻀﺖ ﻣﻠﻴﻮن ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة ٢٧ﺑﻌﺪم ﻧﺸﺮ اﻟﺮد
دﻳﻨﺎر أﺗﻌﺎب أﺷﺮاف ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺸﺮوع وان اﻟﻤﺸﺘﻜﻲ آﺎن -٢إداﻧﺔ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﺑﺠﺮم اﻟﻘﺪح وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎدﺗﻴﻦ ١٨٩و ٣٥٩ﻗﺎﻧﻮن
ﺣﻴﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺮوع اﻟﺴﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت وﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ٣٥٩ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻋﻠﻰ آﻞ واﺣﺪ
رأس ﻋﻤﻠﻪ وزﻳﺮًا ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﻦ اﻟﻈﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ واﻟﺮﺳﻮم .
ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﺔ وان اﻷردن ﻟﻢ إذ ﺗﺠﺪ اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ أن اﻟﻤﻘﺎل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺪﻋﻮى وﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ
ﻳﺴﺘﻔﺪ ﻣﻦ ﻟﺘﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﻴﺎﻩ اﻟﻤﻘﺎل ﻳﺸﻜﻞ ﺟﺮم اﻟﻘﺪح ﺑﺎﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ آﺮاﻣﺔ اﻟﻐﻴﺮ أو ﺷﺮﻓﻪ
اﻟﺴﺪ . أو اﻋﺘﺒﺎرﻩ وﻟﻮ ﻓﻲ ﻣﻌﺮض اﻟﺸﻚ واﻻﺳﺘﻔﻬﺎم ﻣﻦ دون ﺑﻴﺎن
ﻣﺎدة ﻣﻌﻴﻨﺔ.
-٣ﻋﻤﻼ ﺑﺎﻟﻤﺎدة ٧٢ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﺗﻘﺮر اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬ
اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ اﻷﺷﺪ وهﻰ اﻟﺤﺒﺲ واﻟﺮﺳﻮم ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻈﻨﻴﻴﻦ.
١١٤
-٤اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺈﻟﺰام اﻟﻤﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﺸﺨﺼﻲ رﺋﻴﺲ
اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ واﻟﺼﺤﻔﻲ ﺑﺄن ﻳﺪﻓﻌﺎ ﻟﻠﻤﺪﻋﻰ ﺑﺎﻟﺤﻖ اﻟﺸﺨﺼﻲ
ﺑﺎﻟﺘﻜﺎﻓﻞ واﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ ﺗﻀﻤﻴﻨﻬﻤﺎ اﻟﺮﺳﻮم واﻟﻤﺼﺎرﻳﻒ
واﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﺑﻪ.
١١٥