You are on page 1of 44

‫مختصرات من‬

‫كتاب‬
‫علم النفس االجتماعي‬
‫تأليف د‪ .‬فالح العنزي‬
‫مدرس المقرر‪ :‬حمود الشريف‬
‫الفصل الثالث‬
‫اإلدراك االجتماعي‬
‫انطباعات وتفسيراته لسلوك اآلخر ين‬
‫ما اإلدراك االجتماعي؟‬
‫يتضمن اإلدراك االجتماعي تصوراتنا عن خصائص األشخاص الذين‬
‫نتفاعل معهم‪ ،‬وعن أسباب سلوكهم‪ .‬وتكمن أهمية دراسته في أن‪:‬‬
‫‪‬اإلدراك االجتماعي جزء أساس من تفاعالت األفراد في أي موقف‬
‫يكون تصورات عن خصائص‬ ‫ِّ‬ ‫اجتماعي‪ .‬فالفرد دائما وال إراديا‬
‫اآلخرين الشخصية وعن اتجاهاتهم وعن نواياهم وعن أسباب سلوكهم‪.‬‬
‫ولهذه التصورات وظائف نفسية مهمة في تكيف األفراد مع بيئتهم‬
‫االجتماعية وتعاملهم مع أحداثها‪.‬‬
‫‪‬إدراكاتنا لخصائص اآلخرين وتفسيرنا ألسباب سلوكهم أو لما يقع‬
‫في حياتهم من أحداث يحدد بدرجة كبيرة سلوكنا ومشاعرنا وأفكارنا‬
‫عنهم‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪3‬‬
‫ما اإلدراك االجتماعي؟‬
‫إن سلوك األفراد ومشاعرهم وأفكارهم عن اآلخرين تتأثر بسهولة‬
‫بإدراكاتهم لخصائصهم وفهمهم ألسباب سلوكهم في جميع أنواع‬
‫العالقات االجتماعية حميمية كانت أو رسمية أو عابرة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪4‬‬


‫االنطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك االجتماعي‬
‫العوامل التي تؤدي إلى تشكيل االنطباع وإلى توصل الفرد لتفسيرات معينة‪:‬‬
‫المعلومات اللفظية وتكون اإلنطباع‪:‬‬
‫المفردات التي تصف خصائص األفراد الشخصية عبارة‬
‫عن معلومات لفظية تعبر عن سمات مدركة؛ أي أنها جزء‬
‫من تصور الفرد الذي يتكون في ذهنه االنطباع وليست‬
‫بالضرورة جزءً من سمات الشخص الذي يتكون عنه‬
‫االنطباع‪ .‬كيف نفسر ما وجدته دراسات عديدة من أثر قوي‬
‫للمعلومات اللفظية على تشكيل االنطباع؟‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪5‬‬
‫االنطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك االجتماعي‬
‫نموذج االنتظام الشكلي‪:‬‬
‫حسب هذا النموذج يتكون االنطباع نتيجة لعالقات الصفات الشخصية التي‬
‫يدركها الفرد في اآلخر؛ أي أن االنطباع ناتج عن كل إدراكي أو منتظم تأويلي‬
‫تنتظم فيه السمات المدركة‪ .‬فتأثير كل سمة يعتمد على معناها الذي تحدده‬
‫عالقتها بالسمات األخرى‪ .‬فالفرد ال يتلقى المعلومات االجتماعية كأجزاء‬
‫منفصلة وإنما كوحدات مترابطة في كل معنوي‪ .‬كما أنه ليس لكل السمات نفس‬
‫األثر في تشكيل االنطباع‪ ،‬فهناك سمات مركزية وأخرى طرفية‪.‬‬
‫تتحدد درجة مركزية السمة بقوة وعدد ارتباطاتها ببقية السمات‪ .‬فبعض السمات‬
‫تثير لدى سامعها معان وسمات أكثر مما تنتجه سمات أخرى‪ .‬أما عندما تكون‬
‫السمات متقاربة القوة فإن ما يأتي منها أوال (أثر األولية) يحدد المنتظم التأويلي‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪6‬‬


‫االنطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك االجتماعي‬
‫النموذج الجبري‪:‬‬
‫االنطباع حسب هذا النموذج حاصل جمع أو معدل مجموع قيم الصفات‬
‫الشخصية التي يدركها الفرد في اآلخر‪.‬‬
‫فلماذا يتباين اإلدراك إذا‪ ،‬عندما تكون السمات متقاربة القوة؟ يفسر أنصار هذا‬
‫النموذج ذلك بتباين اإلنتباه (االنتباه الذي تحضى به السمات التي ترد في أول‬
‫السلسلة مقارنة بالسمات التي ترد في آخر السلسلة)‪.‬‬
‫هل للسمات التي يوصف بها األشخاص نفس المعنى واالنتظام لدى كل‬
‫األشخاص؟‬
‫ال! يرى كيلي أن لدى كل فرد بناءات شخصية تنمو من خالل خبرته‪ .‬كما يرى‬
‫برونو وتاغيوري أن كل فرد تتطور لديه نظريات شخصية ضمنية توجه إدراكه‬
‫وانطباعاته عن اآلخرين‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪7‬‬
‫االنطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك االجتماعي‬
‫الصور النمطية وتكوين االنطباع‪:‬‬
‫تأثير الصور النمطية على تشكيل انطباعاتنا عن اآلخرين يمكن أن يكون في‬
‫شكل تطبيق خصائص الفئة على الفرد‪ ،‬أو عن طريق تأثيرها على تقييمنا‬
‫لسلوك معين يقوم به الفرد‪.‬‬
‫أثر األمارات غير اللفظية على التفاعل وعلى إدراك االنفعاالت‪:‬‬
‫أثر التعبيرات الوجهية الكاملة‪:‬‬
‫التعبيرات الوجهية من أهم األمارات غير اللفظية التي يستخدمها الفرد لالستدالل‬
‫على الحالة االنفعالية عند اآلخرين‪ ،‬بغض النظر عن الوجود الفعلي لهذه‬
‫االنفعاالت‪.‬‬
‫تكمن أهمية األمارات غير اللفظية في أنها تسهل التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫بينت دراسات عبر ثقافية أن هناك ستة انفعاالت رئيسة يمكن لألفراد من ثقافات‬
‫مختلفة التعرف عليها من الصورة الكلية للوجه وهي‪ :‬الحزن والسعادة والدهشة‬
‫والتقزز والخوف والغضب‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪8‬‬
‫االنطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك االجتماعي‬
‫أثر األمارات غير اللفظية على التفاعل وعلى إدراك االنفعاالت (نابع)‪:‬‬
‫التعرف على التعبيرات الوجهية االنفعالية عبر الثقافات ال يعني أنها آلية أو ال‬
‫إرادية تماما‪ ،‬حيث أن التوقعات والمعايير االجتماعية تؤثر في هذه التعبيرات‪.‬‬
‫وتبين دراسات عبر ثقافية أن هناك قواعد عرض توجه التعبير عن‬
‫االنفعاالت بطرق مختلفة في الثقافات المختلفة‪ .‬وهذا يشير إلى الوظيفة‬
‫االتصالية للتعبيرات الوجهية بجانب الوظيفة التعبيرية‪.‬‬
‫ولتركيب الوجه تأثير على التفاعل االجتماعي حيث تبين الدراسات أن الناس‬
‫يدركون صاحب الوجه الطفولي كشخص موثوق ودافئ وصادق أكثر من‬
‫صاحب الوجه الناضج‪ ،‬لكن الوجه الطفولي يرتبط أكثر من الوجه الناضج‬
‫بانطباعات الخضوع وفقدان التوكيدية‪ .‬كما أن الناس يدركون الشخص ذو‬
‫الوجه المعبر انفعاليا على أنه شخص واثق من نفسه ومحبوب أكثر من ضده‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪9‬‬


‫االنطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك االجتماعي‬
‫أثر األمارات غير اللفظية على التفاعل وعلى إدراك االنفعاالت (نابع)‪:‬‬
‫كما أن لالبتسامة تأثير إيجابي على انطباعاتنا عن اآلخرين‪.‬‬
‫أثر العينين على االنطباع‪:‬‬
‫عند مقارنة العينين بمعزل عن بقية الوجه لم يتعرف المفحوصون‬
‫بدقة على االنفعاالت التي كان فيها صاحب الوجه إال على انفعال‬
‫الخوف‪ .‬وربما يدل هذا على أن هناك تخصصا نسبيا لكل جزء من‬
‫أجزاء الوجه‪ ،‬إال أن التعبير الوجهي االنفعالي يعتمد على الوجه ككل‬
‫تعبيري‪.‬‬
‫تبين الدراسات أن الجزء السفلي من الوجه أكثر إفصاحا عن‬
‫االنفعاالت من الجزء العلوي‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪10‬‬
‫االنطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك االجتماعي‬
‫أثر األمارات غير اللفظية على التفاعل وعلى إدراك االنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫أثر طريقة النظر على االنطباع‪:‬‬
‫تبين الدراسات أن للمسافة وجنس المتفاعلين تأثير دال على مدة‬
‫التحديق العيني‪ .‬فكلما قلت المسافة بين المتفاعلين قل التحديق العيني‪.‬‬
‫كما أن االتصال العيني بين الجنسين أقل منه بين أفراد الجنس الواحد‪.‬‬
‫ومن الضروري بالنسبة للتحديق العيني أن نأخذ بعين االعتبار طبيعة‬
‫العالقة بين المتفاعلين‪ .‬فالتحديق العيني أمر منفر بين الغرباء وفي‬
‫األماكن العامة‪ ،‬إال إذا صاحبه طلب أو استفسار أو كان إشارة إلى‬
‫الرغبة في الحديث‪ .‬ويزداد تحمل التحديق العيني بزيادة حميمية‬
‫العالقة بين المتفاعلين‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪11‬‬
‫االنطباع‪ :‬تكونه وأثره على السلوك االجتماعي‬
‫أثر الحالة المزاجية على االنطباع‪:‬‬
‫بينت الدراسات أن انطباعاتنا وأحكامنا على اآلخرين تتأثر بحالتنا‬
‫المزاجية‪ ،‬بغض النظر عن خصائصهم السلوكية‪.‬‬
‫أثر االنطباع على السلوك والتفاعل االجتماعي بين األفراد‪:‬‬
‫االنطباعات بطبيعتها توقعية‪ .‬أي أن تش ُّكل االنطباع يعني توقع سلوك‬
‫معين من اآلخرين‪.‬‬
‫ومن النتائج المتكررة أن ما يبدأ في أذهاننا كاعتقادات وتوقعات عن اآلخرين‬
‫ينتهي إلى أحداث سلوكية تصدر منهم (ظاهرة التأكيد السلوكي أو النبوءات‬
‫المتحققة ذاتيا)‪ .‬فاالعتقادات والتوقعات التي يحملها فرد عن آخر إذا كانت‬
‫تنعكس في التعامل معه يمكن أن تؤثر في اآلخر بطريقة تؤكد تلك االعتقادات‬
‫والتوقعات‪ .‬وتظهر األهمية الكبيرة لنتائج دراسة هذه الظاهرة عندما توجد‬
‫فروق بين المتفاعلين‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪12‬‬
‫العزو‪ :‬التفسيرات السببية في الحياة اليومية‬
‫الفرد اإلنساني كعالم غر‪:‬‬
‫رأينا فيما سبق تركيز آش وغالبية معاصريه ممن اهتموا بدراسة‬
‫إدراك الشخص أو االدراك االجتماعي على تكون االنطباع‪.‬‬
‫أما هايدر فكان يرى أن جزءً مهما من اإلدراك االجتماعي هو‬
‫التفسيرات السببية التي يتوصل إليها الفرد لسلوك اآلخرين ولسلوكه‬
‫هو؛ أي أن تأثير إدراكاتنا لبعضنا ال يقتصر على تكون االنطباع‬
‫وإنما يتضمن تفسيرات سببية لسلوكنا‪.‬‬
‫شبه هايدر الفرد اإلنساني بالعالم الغر الذي يفكر في أسباب سلوك‬
‫اآلخرين وسلوكه هو‪ ،‬ويجمع معلومات متنوعة للتوصل إلى‬
‫تفسيرات سببية لهذا السلوك؛ تلك التفسيرات يطلق عليها مصطلح‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪13‬‬
‫العزو‪.‬‬
‫العزو‪ :‬التفسيرات السببية في الحياة اليومية‬
‫الفرد اإلنساني كعالم غر (تابع)‪:‬‬
‫وبغض النظر عن صحة أو خطأ تلك التفسيرات فإنها تؤثر في ردود‬
‫أفعال الفرد وقراراته وأحكامه‪.‬‬
‫كما أن تلك التفسيرات تخدم وظيفة حيوية لتعامله مع متطلبات بيئته‪.‬‬
‫ويرى هايدر أن اكتشافنا لكيفية تفسير الفرد لسلوكه ولسلوك اآلخرين‬
‫سيتيح لنا تفسير سلوك الفرد وقراراته التنبؤ بهما وذلك ألن تلك‬
‫التفسيرات السببية تحدد فهم الفرد وتوقعاته عن اآلخرين‪ ،‬وهذه‬
‫بدورها تؤثر في سلوكه وقراراته‪ ،‬وفي سلوك اآلخرين كذلك (ظاهرة‬
‫التأكيد السلوكي!)‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪14‬‬


‫العزو‪ :‬التفسيرات السببية في الحياة اليومية‬
‫الفرد اإلنساني كعالم غر (تابع)‪:‬‬
‫أهم فكرة أبرزها هايدر في تحليله لإلنسان كعالم غر هي تقسيمه للعزو إلى‬
‫داخلي (شخصي أو غير موقفي) وخارجي (غير شخصي أو موقفي)‪.‬‬
‫ويعتبر هايدر عزو الفرد محصلة إدراكاته للقوى الخارجية أو البيئية وللقوى‬
‫الداخلية‪ .‬فإدراك الفرد الستطاعة اآلخر تعتمد على تقييمه لقدرته في عالقتها‬
‫بخواص البيئة أو الموقف‪ .‬فقد يتمتع الفرد بقدرة عالية على القيام بسلوك‬
‫معين‪ ،‬ولكن القيام به صعب جدا مهما بلغت قدرة الفرد‪ .‬والعامل اآلخر هو‬
‫إدراك المحاولة‪ ،‬ويعتمد تقييم الفرد لهذا البعد على إدراكه لوجود النية‬
‫والجهد‪.‬‬
‫وتحاول البحوث العزوية وصف واكتشاف كيفية حدوث العزو بنوعيه‬
‫(وتسمى هذه األعمال مجتمعة بنظرية العزو العامة‪ ،‬أما األعمال التي حاولت‬
‫أن تدرس تأثير العزو في مجاالت متخصصة فتسمى بالنظريات العزوية)‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪15‬‬
‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية االستدالل المتوافق (جونز وديفز)‪:‬‬
‫متى يستدل الفرد على وجود خصائص شخصية ثابتة في الفاعل تكمن‬
‫وراء فعل أو سلوك معين قام به‪ ،‬ومتى يعزو ذلك الفعل إلى عوامل‬
‫خارجية؟‬
‫تقترح نظريتهما أن العزو أو االستدالل المتوافق (داخلي أو شخصي)‬
‫يحدث عندما تتوافق الخاصية الشخصية المستدل عليها مع الفعل الذي‬
‫استدل منه الفرد على هذه الخاصية (انظر ص ‪.)132‬‬
‫تنطلق هذه النظرية من مسلمة أساس وهي أن أي فعل أو حدث يمثل‬
‫موقفا غامضا‪ ،‬وأن الفرد يتعرف على معنى الفعل بمالحظة نتائجه‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪16‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية االستدالل المتوافق (تابع)‪:‬‬
‫هناك ثالثة مبادئ تحكم استدالالت الفرد على الخصائص‬
‫الشخصية‪:‬‬
‫‪.1‬مبدأ التأثيرات غير الشائعة‪ :‬يقترح هذا المبدأ أن احتمال توصل‬
‫الفرد إلى عزو متوافق (خاصية شخصية متوافقة مع السلوك‬
‫المالحظ) يزداد إذا أدرك الفرد أن تأثيرات هذا الفعل ال تنتج من‬
‫أفعال أخرى بديلة له‪ ،‬أي أنها تميزه عن غيره‪ ،‬وبالتالي قد تدل‬
‫على نية الفاعل‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪17‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية االستدالل المتوافق (تابع)‪:‬‬
‫‪ .2‬مبدأ المرغوبية االجتماعية‪ :‬يقرر هذا المبدأ أن األفعال المرغوبة‬
‫اجتماعيا ال تؤدي إلى استدالالت متوافقة مع خصائص شخصية‬
‫ألن الفرد يدرك أنها قد تصدر من غالبية األفراد ألسباب مختلفة‪،‬‬
‫كالضغوط االجتماعية‪ ،‬وبالتالي ال تصبح خيارا فرديا للفاعل‪.‬‬
‫‪ .3‬عوامل دافعية‪ :‬يقترح جونز وديفز أن االستدالل المتوافق (العزو‬
‫الشخصي) يزداد إذا أثار الفعل انفعاالت قوية في المالحظ‪ ،‬أو‬
‫أدرك أنه مقصود بذلك الفعل كفرد أو كعضو في فئة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪18‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫تقييم نظرية االستدالل المتوافق‪:‬‬
‫‪ ‬تخطئ النظرية في افتراضها أن عزو النية يسبق االستدالل على‬
‫الخصائص الشخصية للفاعل ألن هناك أفعاال صفتها األساس‬
‫افتقادها للنية أو انها غير مقصودة بذاتها‪ ،‬فالنظرية قد تنطبق على‬
‫األفعال التي تتضمن االختيار ال على األفعال كوقائع عامة‬
‫‪ ‬النظرية غير دقيقة في وصفها لكيفية حدوث العزو‪ ،‬فهي تفترض‬
‫أن الفرد يبحث في نتائج األفعال البديلة للفعل الذي يقوم به الفاعل‪،‬‬
‫لكن الفرد ينتبه لما يقع ال لما ال يقع‪ .‬كما أن الناس يبحثون عما‬
‫يشابه السلوك وليس عما يعارضه‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪19‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫تقييم نظرية االستدالل المتوافق‪:‬‬
‫‪ ‬ليس من الضروري أن يقتصر الفرد على استخدام السلوك غير المتوقع‬
‫في االستدالل على صفات داخلية خاصة بالفاعل‪ .‬فالسلوك غير المتوقع قد‬
‫يكون داال‪ ،‬ولكن السلوك المتوقع قد يكون داال أيضا على وجود ميل‬
‫خاص لدى الفاعل (كأن يعزو الفرد فعل شخص ما إلى خصائص شخصية‬
‫في الفاعل ألنه ينتمي إلى فئة اجتماعية بناءً على الصور النمطية لهذه‬
‫الفئة‪،‬‬
‫ن وأنتاكي هذه النظرية نظرية معيارية ال نظرية علمية ألنها‬ ‫‪ ‬يعتبر ِّه ِّو ْس ِّت ًْ‬
‫تصف ما يجب أن يكون عليه االستدالل ال ما يحدث بالفعل‪ ،‬ولهذا يمكن‬
‫اعتبارها قاعدة منطقية قوية لالستدالل على األخطاء العزوية‪.‬‬
‫فقدت هذه النظرية اهتمام الباحثين ألنها ال تعتبر تجسيدا صادقا لنظرية العزو‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪20‬‬
‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتالزم (هارولد كيلي)‪:‬‬
‫تعد إسهامات كيلي أنجح محاولة لتجسيد منحى العالم الغر في نظرية‬
‫علمية‪ ،‬حيث صاغ نظريته لوصف كيفية توصل الفرد إلى عزو سببي‬
‫لسلوك اآلخرين ولألحداث البيئية ولسلوكه هو أيضا‪.‬‬
‫تتعامل هذه النظرية مع المعلومات التي يستخدمها الفرد في توصله‬
‫الستدالالت سببية‪ ،‬ومع ما يفعلونه بهذه المعلومات إلجابة أسئلة سببية‬
‫(تبدأ بكلمة لماذا؟)‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪21‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتالزم (تابع)‪:‬‬
‫هذا الهدف مبني على مسلمة أساس وهي أن معرفة الفرد عن العالم‬
‫المحيط به بشكل عام‪ ،‬ومعرفته بعالمه االجتماعي بشكل خاص‪،‬‬
‫غامضة وليست متاحة تلقائيا‪ ،‬بل هو الذي يبنيها‪ .‬فالفرد جزء من‬
‫التفاعل االجتماعي الذي يحاول تفسير أحداثه‪ ،‬وليس مستقال عنه‪.‬‬
‫فالفرد هو الوسيلة السببية وهو العازي أيضا‪ .‬أي أنه مشارك في صنع‬
‫األحداث ومفسر لها في الوقت نفسه‪.‬‬
‫فالعزو أوال له وظيفية حيوية تتمثل في إضفاء نوع من النظام‬
‫والمتوقعية على عالم سيكون بدون ذلك غامضا وعشوائيا‪ .‬ثانيا‪،‬‬
‫العزو الذي يقوم به الفرد تترتب عليه نتائج تتعلق بإدراكه لذاته‬
‫وانفعاالته‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪22‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتالزم (تابع)‪:‬‬
‫يرى كيلي أن نظرية العزو تُبنى على إسهامات رائدة في علم النفس‬
‫االجتماعي منها نظرية المقارنة االجتماعية ( ِّف ْس ِّت ْنغ ًَْر) التي تقترح أن‬
‫الفرد يُقيم آراءه ومعتقداته بمقارنتها بآراء ومعتقدات اآلخرين‪،‬‬
‫ونظرية إدراك الذات ( ِّب ًْم) التي تقترح أن الفرد يدرك اتجاهاته‬
‫وقدراته من خالل مالحظته لسلوكه‪ ،‬ونظرية شاختر التي تقترح أن‬
‫المحيط االجتماعي يؤثر في كيفية تفسير الفرد وتعرفه على انفعاالته‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪23‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتالزم (تابع)‪:‬‬
‫تميز نظرية كيلي بين حالتين تختلفان من حيث كم المعلومات المتاحة‬
‫للفرد‪ .‬ويعمل مبدأ التباين المتالزم (الذي يُلخص كما يلي‪ :‬يُعزى أثر‬
‫معين إلى السبب الذي يتباين معه عبر الزمن بدرجة أكبر من غيره‬
‫من األسباب المحتملة) عندما يكون لدى الفرد معلومات من مالحظات‬
‫متعددة للحادثة التي يريد عزوها‪ .‬فالتركيز هنا على التالزم الوقتي‬
‫بين حادثة ما وسبب من أسبابها‪ .‬ويتعامل الفرد عندما يقوم بالعزو مع‬
‫ثالثة مصادر للمعلومات‪ :‬أشخاص‪ ،‬كيانات‪ ،‬وقت‪ ،‬وتصنف هذه‬
‫المعلومات في ثالث فئات‪ :‬االتساق‪ ،‬اإلجماع‪ ،‬التمييز (وتسمى أيضا‬
‫باألبعاد العزوية في نظرية كيلي)‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪24‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتالزم (تابع)‪:‬‬
‫اقترح كيلي نموذج المخطوطة السببية (وهي مفهوم لدى الفرد عن‬
‫طريقة تفاعل عاملين سببين أو أكثر في عالقتهما بتأثير معين) ليفسر‬
‫العزو عندما ال تتوافر للفرد معلومات عن مدى تكرار الحادثة أو‬
‫عندما تكون الحادثة هامشية في حياة الفرد أو عندما ال يكون لدى‬
‫الفرد الوقت الكافي للقيام بجهد أكبر‪.‬‬
‫تتكون المخطوطات السببية لدى الفرد من خالل خبراته وتجاربه‪،‬‬
‫وتؤدي دورا مهما في إدراك الفرد النتظام أحداث عالمه الكثيرة‬
‫والمتنوعة‪ ،‬وإدراكه إلمكانية التنبؤ بهذه األحداث‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪25‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتالزم (تابع)‪:‬‬
‫اقترح كيلي عددا من المخطوطات السببية مثل مخطوطات‬
‫األسباب الكافية المتعددة والتي تشير إلى تعلم الفرد أن حدثا معينا‬
‫يقع إذا وجد أي سبب من أسبابه‪ ،‬ومخطوطات األسباب‬
‫الضرورية المتعددة والتي تشير إلى أن حدثا معينا ال يقع إال إذا‬
‫وجد عدد من األسباب معا‪ .‬وتتكون لدى األفراد مخطوطات سببية‬
‫تعتمد على اللغة‪ .‬فالتعبيرات اللغوية عن حاالت نفسية‬
‫(انفعالية‪/‬ذهنية) تؤدي غالبا إلى عزو كياني (موقفي)‪ ،‬بينما تؤدي‬
‫التعبيرات اللغوية الفعلية إلى عزو شخصي‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪26‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتالزم (تابع)‪:‬‬
‫حدد كيلي مبدأين متناقضين يصفان كيفية تأثير مخطوطات األسباب‬
‫الكافية المتعددة على العزو‪ ،‬حيث يعمل مبدأ الطرح على التقليل من‬
‫احتمال العزو الشخصي بينما يعمل مبدأ اإلزادة على زيادة احتمال‬
‫هذا العزو‪ .‬أما عندما يفكر الفرد في سلوك يعتقد أن حدوثه مشروط‬
‫بوجود عدد من األسباب (مخطوطة أسباب ضرورية متعددة) فإنه لن‬
‫يطرح أيا من هذه األسباب‪ .‬ويعتقد كيلي أن هذا النوع من‬
‫المخطوطات السببية ال ينشط إال نادرا‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪27‬‬


‫نظرية العزو العامة‬
‫نظرية التباين المتالزم (تابع)‪:‬‬
‫أيدت دراسات عديدة هذا النموذج حيث تبين أن الناس يبنون‬
‫تفسيراتهم العزوية على المعلومات المقدمة لهم عن التمييز واإلجماع‬
‫واالتساق‪.‬‬
‫وجدت دراسات أخرى أن المفحوصين يستخدمون األبعاد الثالثة ولكن بحثهم‬
‫ليس بالعمق الذي تصوره النظرية‪ .‬كما أن هناك ميال إلى البحث عن‬
‫معلومات خاصة بالشخص أو بضغوط الموقف‪ ،‬وأن األبعاد الثالثة ليست‬
‫على نفس الدرجة من األهمية في التأثير على العزو‪ .‬ويرى آيزر أن هذه‬
‫النظرية ليست ذهنية بدرجة كافية فبعض مسلماتها تخالف ما يُعرف اآلن عن‬
‫عمل العمليات الذهنية في المواقف االجتماعية التي تقتضيها وتيرة التفاعل‬
‫الفصل الثالث‬ ‫االجتماعي‪28‬السريعة‪.‬‬
‫التحيزات العزوية‪ :‬مصادر الخطأ في التفسيرات اليومية‬
‫خطأ العزو األساس‪:‬‬
‫وهو ميل األفراد إلى المبالغة في عزو سلوك اآلخرين إلى وجود‬
‫خصائص داخلية وليس إلى عوامل خارجية حتى عندما توجد ضغوط‬
‫موقفية واضحة أدت إلى صدور ذلك السلوك‪ .‬تفسيرات محتملة لهذا‬
‫الخطأ‪:‬‬
‫تفسير بؤرة االنتباه‪ :‬خطأ العزو األساس ناتج من تباين انتباه الفرد إلى‬
‫الشخص الفاعل وانتباهه لخصائص الموقف‪ .‬فالشخص يكون بارزا‬
‫بالنسبة للموقف‪.‬‬
‫يقترح تفسير آخر أن الناس ينسون المعلومات الموقفية أسرع من‬
‫نسيانهم للمعلومات التي تتعلق بشخصيات اآلخرين وميولهم‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪29‬‬
‫التحيزات العزوية‪ :‬مصادر الخطأ في التفسيرات اليومية‬
‫خطأ العزو األساس (تابع)‪:‬‬
‫يقترح تفسير ثالث وجود معايير مجتمعية توجه العزو إلى‬
‫العوامل الداخلية بدال من العوامل الموقفية‪ .‬لكن هناك دراسات‬
‫تبين أن الناس يقومون بالعزو تحت شروط معينة‪ .‬كما تبين‬
‫دراسات أخرى أن العزو الشخصي ليس بنفس القوة في‬
‫الثقافات الجمعية مقارنة بالثقافات الفردانية‪ .‬فبعض الظروف‬
‫التي تؤدي إلى عزو شخصي في الثقافات الفردانية أدت إلى‬
‫عزو خارجي في الثقافات الجمعية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪30‬‬
‫التحيزات العزوية‪ :‬مصادر الخطأ في التفسيرات اليومية‬
‫خطأ الفاعل‪-‬المالحظ‪:‬‬
‫ويسمى أيضا أثر الذات‪-‬اآلخر‪ ،‬وهو ميل متكرر عند الفاعلين إلى عزو أفعالهم‬
‫إلى ضغوط الموقف‪ ،‬بينما يميل المالحظون إلى عزو نفس األفعال إلى‬
‫خصائص شخصية مستقرة لدى اآلخر‪ .‬هناك تفسيران لهذا الخطأ هما‪:‬‬
‫تفسير البؤرة اإلدراكية الذي يقترح أن اآلخرين يبرزون في الموقف‬
‫أكثر من بروز خصائص الموقف‪ ،‬بينما تبرز خصائص الموقف في‬
‫إدراك الفرد أكثر من بروز خصائصه هو شخصيا (انظر‪/‬ي تجربة‬
‫ستورمز الذكية ص ‪ .)142‬أما تفسير مستوى المعلومات فيقترح أن‬
‫العزو الشخصي لسلوك اآلخر يقل إذا توافرت للمالحظ معلومات عن‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪31‬‬
‫التحيزات العزوية‪ :‬مصادر الخطأ في التفسيرات اليومية‬
‫التحيزات العزوية الذاتية‪:‬‬
‫إن التفسيرات السببية التي يقول بها األفراد ليست معزولة عن‬
‫ذواتهم‪ ،‬فهناك أنواع من التحيزات العزوية تنشأ لخدمة‬
‫حاجات نفسية مثل حماية الذات وإعالء الذات‪ .‬هذا مع العلم‬
‫أن هناك تفسيرات ذهنية لهذه التحيزات‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪32‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت‪:‬‬
‫كيف نشعر بعد مرورنا بخبرة نجاح أو فشل‪ ،‬وما تأثير ذلك على‬
‫توقعاتنا وسلوكنا في المستقبل؟ كيف نستجيب لمن يمرون بخبرات‬
‫النجاح والفشل أو يتعرضون لمشكالت حياتية مختلفة؟‬
‫يرى واينر أن استجاباتنا تعتمد على كيفية تفسيرنا (عزونا) لهذه‬
‫الخبرات‪-‬أي على نوع األسباب التي نفسر بها حدوث الوقائع التي‬
‫نواجهها أو يواجهها اآلخرون‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪33‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫األبعاد العزوية في نظرية واينر‪:‬‬
‫هي أبعاد تصف العالقة بين األسباب العديدة التي يدركها األفراد لكل‬
‫حدث من أحداث الحياة االجتماعية‪ .‬وهي التي تحدد المعاني والدالالت‬
‫النفسية لكل حدث‪ .‬كشفت دراسات واينر عن ‪ 3‬أبعاد هي‪ :‬مصدر‬
‫(وجهة) الضبط (داخلي [قدرة؛ جهد] ‪ -‬خارجي [حظ؛ صعوبة‬
‫المهمة])‪ ،‬االستقرار (مستقرة [قدرة] ‪ -‬متغيرة [جهد])‪ ،‬إمكانية التحكم‬
‫(يمكن التحكم به [جهد] ‪ -‬ال يمكن التحكم به [قدرة])‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪34‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫عزو النجاح والفشل‪:‬‬
‫كشفت الدراسات عن أنماط معينة لعزو خبرات النجاح والفشل‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أن هذه العملية ليست عشوائية‪.‬‬
‫أكثر األسباب التي يذكرها الناس لنجاحهم أو فشلهم هي‪ :‬القدرة‪،‬‬
‫الجهد‪ ،‬الحظ أو الصدفة‪ ،‬صعوبة المهمة‪.‬‬
‫كما وجدت الدراسات ميال عاما لدى األفراد إلى عزو نجاحهم إلى‬
‫أسباب داخلية ومستقرة‪ ،‬وعزو فشلهم إلى متغيرات خارجية‪ .‬كما أنهم‬
‫يضخمون من أهمية األسباب الداخلية لنجاحهم ويقللون من أهميتها في‬
‫نجاح اآلخرين‪ ،‬والعكس بالنسبة لخبرات الفشل‪ .‬لماذا يحدث هذا؟‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪35‬‬
‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫هناك تفسيران‪ :‬التفسير الذهني للتحيز العزوي الذي يقترح مؤيدوه أن‬
‫ما يحدث يمكن تفسيره بعملية معالجة المعلومات‪ .‬فالناس يجتهدون‬
‫للنجاح ويتوقعونه أكثر من الفشل‪ .‬وهم يبنون توقعاتهم هذه على‬
‫اساس من إدراكهم لقدراتهم‪ .‬وعندما ينجحون تكون هذه التوقعات هي‬
‫البارزة في أذهانهم كتفسيرات لهذا النجاح‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬من السهل‬
‫على الفرد أن يركز انتباهه على النتائج اإليجابية الستجاباته أكثر من‬
‫تركيزه على نتائجها السلبية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪36‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫أما التفسير الدافعي فيقترح أن التحيز العزوي يرفع من تقدير المرء‬
‫لذاته‪ ،‬ويساعد على إبراز صورة إيجابية لذاته عند اآلخرين‪ ،‬ويقي أو‬
‫يخفف من الشعور بالذنب والخجل والتقصير‪ .‬هذه التفسيرات تعتمد‬
‫على االفتراضات التالية‪ :‬الفرد اإلنساني لديه حاجة أصيلة لتقدير ذاته‬
‫إيجابيا (تقدير الذات)‪ ،‬وهذا التقدير ال يحدث إال في محيط اجتماعي‬
‫(تقديم الذات)‪ ،‬وأن الشعور بالذنب والعار والتقصير (حماية الذات)‬
‫خبرات منفرة يسعى الفرد إلى تجنبها‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪37‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫كال التفسيران جدير باالعتبار‪ ،‬ولكن التوجه العام يمكن تلخيصه كما‬
‫يلي‪ )1 :‬الدافعية نفسها ليست عملية مستقلة عن العمليات الذهنية‪،‬‬
‫فاألهداف عبارة عن بناءات ذهنية‪ )2 .‬هناك تفاعل بين الجوانب‬
‫الذهنية والدافعية‪ ،‬فالتوقعات (ذهن) قد تؤدي إلى السعي وراء أهداف‬
‫معينة (دافعية)‪ ،‬كما أن أهدافنا ورغباتنا قد تلون توقعاتنا‪ )3 .‬والدافعية‬
‫تحدث أثرها عن طريق تدخلها في المعالجة المعلوماتية كالمعالجة‬
‫المعلوماتية المدفوعة‪ .‬فالدوافع االجتماعية المتعلقة بتقدير الذات وتقديم‬
‫الذات قد تؤثر على تذكر الفرد لمعلومات معينة تدعم أحكامه‬
‫المتحيزة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪38‬‬
‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫العزو والتوقعات المستقبلية والدافعية‪:‬‬
‫لنوع عزو خبرات النجاح والفشل أثر على توقعات الفرد عن أدائه في‬
‫المستقبل‪ .‬فإذا عزى الفرد فشله إلى عامل داخلي مستقر فسيؤدي إلى‬
‫توقعات متشائمة عن أدائه في المستقبل‪ ،‬وسيزداد ذلك الشعور إذا كان‬
‫الفرد يعتقد بأن ذلك العامل ال يمكن التحكم به‪ ،‬والعكس صحيح‪ .‬وقد‬
‫استخدمت هذه القاعدة في رفع مستوى دافعية الطالب وأدائهم‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪39‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫العزو واالضطرابات العاطفية‪:‬‬
‫تقترح نظرية واينر أن بعد إمكانية التحكم مهم جدا في تحديد العالقة بين‬
‫خبرات النجاح أو الفشل واالستجابات العاطفية الناتجة عن هذه الخبرات‪.‬‬
‫فعزو الفرد فشله لمتغير داخلي ال يمكن التحكم به سيخفف من حدة االنفعاالت‬
‫السلبية مقارنة بعزو فشله إلى عامل داخلي يمكن التحكم به‪ .‬كذلك فعزونا‬
‫لسلوك اآلخرين السلبي نحونا إلى أسباب داخلية سيؤدي إلى استجابات‬
‫غضب بينما يؤدي نفس السلوك إلى التعاطف معهم إذا عزوناه إلى عوامل‬
‫خارجة عن إرادتهم‪ .‬كما أن المشكالت التي نعزوها إلى أسباب وراثية تثير‬
‫أقل درجة من اللوم والغضب وأكبر درجة من التعاطف بعكس المشكالت‬
‫التي يدركها الفرد على أنها نتيجة لسلوك الفرد‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪40‬‬
‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫العزو واالضطرابات العاطفية (تابع)‪:‬‬
‫يدرك الناس نوعا من العالقة بين ما يفعلونه وما يحدث لهم في حياتهم‬
‫اليومية‪.‬‬
‫هذه العالقة تعطيهم شعورا بالتحكم‪ ،‬وتمكنهم من التعامل إيجابيا مع‬
‫متطلبات حياتهم‪.‬‬
‫لكن ماذا لو اعتقد المرء أن ما يحدث له ال يرتبط إطالقا بما يفعله؟‬
‫ماذا لو اعتقد أن األحداث التي تتعلق بحياته ال تتأثر بما يفعله؟‬
‫سيشعر الفرد بنوع من العجز في مواجهة متطلبات حياته‪ ،‬ويتأثر‬
‫بالتالي سلوكه الفعلي ونشاطه وإقباله على الحياة بشكل عام‪ ،‬وهذا ما‬
‫أطلق عليه ’العجز المتعلم ذاتيا‘‪ ،‬وهو الذي ينشأ منه مجموع الصفات‬
‫االنفعالية والسلوكية والذهنية التي تميز حالة االكتئاب‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪41‬‬
‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫العزو واالضطرابات العاطفية (تابع)‪:‬‬
‫تأسست نظرية العجز المتعلم ذاتيا على دراسات سيلجمان في التعلم‬
‫الحيواني التي بينت أن الحيلولة بين الحيوان والهروب من صدمة‬
‫كهربائية تؤدي إلى عدم محاولته تجنبها في المستقبل‪ .‬وحاولت‬
‫دراسات أخرى تطبيق تلك األفكار على المشاكل االنفعالية التي‬
‫يخبرها اإلنسان كاالكتئاب‪ ،‬لكن تبين أن هناك فرقا نوعيا وكميا بين‬
‫ما يحدث مع الحيوان وما يحدث مع اإلنسان في مواجهة الظروف‬
‫الحياتية الصعبة‪.‬‬
‫أعيدت صياغة نظرية العجز المتعلم ذاتيا ضمن إطار نظرية العزو‬
‫ولفتت انتباه الباحثين وأثارت العديد من الدراسات النظرية والتطبيقية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪42‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫العزو واالضطرابات العاطفية (تابع)‪:‬‬
‫تقدم نظرية العزو في االكتئاب الحلقة المفقودة بين الضغوط من جهة‪،‬‬
‫واالضطرابات االنفعالية والجسمية من جهة أخرى‪ .‬فتأثيرات المواقف‬
‫العصيبة التي يعجز الفرد عن التحكم بها‪ ،‬حسب هذه النظرية‪ ،‬تعتمد‬
‫على كيفية عزو الفرد لخبرة العجز وليس على مجرد خبرته بالعجز‪.‬‬
‫فتعلم الفرد أن النتائج ال يمكن التحكم بها ينتج عنه ثالثة أنواع من‬
‫القصور‪ :‬دافعي وذهني وانفعالي‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬ ‫‪43‬‬


‫النظريات العزوية وتطبيقاتها‬
‫نظرية واينر االجتماعية في الدافعية واالنفعاالت (تابع)‪:‬‬
‫العزو واالضطرابات العاطفية (تابع)‪:‬‬
‫تقترح النظرية أن مجرد التعرض للشعور بعدم إمكانية التحكم غير‬
‫كاف لجعل الكائن عاجزا‪ ،‬وإنما يجب أن ينشأ لديه توقع (ذهن) بأن‬
‫النتائج ال يمكن التحكم بها‪ ،‬وعندها سيظهر العجز‪ .‬ويتكون القصور‬
‫الدافعي من بدء متأخر لالستجابات اإلرادية‪ ،‬وينظر إليه على أنه تبعة‬
‫من تبعات توقع عدم إمكانية التحكم‪ .‬وتعلم الكائن أن نتيجة ما ال يمكن‬
‫ص ِّعب عليه ال حقا‬
‫التحكم بها ينشأ عنه قصور ذهني ألن هذا التعلم يُ َ‬
‫تعلم أن لالستجابات نتائج‪ .‬والعاطفة المكتئبة تنشأ من تعلم الكائن‬
‫التوقع بأن النتائج ال يمكن التحكم بها‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬ ‫‪44‬‬

You might also like